Professional Documents
Culture Documents
البحث كامل
البحث كامل
تعود العالقات بين الواليات المتحدة األمريكية والصينية الحديثة الى عام ٩٥٩٥في عيد
ماوتسي تونغ مؤسس الصين الحديثة ونظ اًر لممكانة التي تتميز بيا كل من الدولتين تتحمل كل
منيما المسؤولية والميام المشتركة وذلك يتطمب من الجانبين النظر إلى العالقات بينيما والتعامل
بشكل صحيح و مالئم وايجاد طريق التعايش السممي بينيما رغم الخالفات وعمى ىذا االساس
يحاول الطرفان اقامة نوع جديد من العالقة القائمة عمى اساس عدم التصادم واالحترام المتبادل
والتعاون والكسب المشترك ومن أجل إيضاح وافي لمعالقة بين الواليات المتحدة والصين سيتم
تقسيم الفصل إلى مبحثين تتناول ابعاد العالقات األمريكية الصينية واالستراتيجية األمريكية اتجاه
الصين ثم بيان أبرز القضايا التي تؤثر عمى ىذا العالقة بين البمدين.
المبحث األول
مما ال شك فيو أن العالقات األمريكية الصينية من أىم العالقات بين قوتين ليما وزنيما في
النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين وأن السيطرة العالمية لمواليات المتحدة األمريكية تعتمد
بشكل مباشر عمى المدى الرقمي والمدى الفعال الستمرار ىذه السيطرة ( التفرق عمى الصين )
األمريكية عمى القارة األوراسية مع بقاء اليابان محمية أمريكية بصورة رئيسية والمحافظة عمى
الشراكة االقتصادية مع الحمفاء في جنوب شرق آسيا لمحاصرة الصين 1ويمكن التعرف أكثر
عمى ىذه العالقة من خالل بيان االبعاد السياسية واالقتصادي اضافة الى العالقات العسكرية.
- 1زٌنغنٌو بٌرجنسكً ،رقعة الشطرنج الكبرى السٌطرة األمرٌكٌة وما ٌترتب علٌها جٌواستراتٌجٌاً ،ترجمة :
وزارة الدفاع من الخٌر الدراسات العسكرٌة واشنطن خت ۹۱۱۱جدا ،۸۲ص .۲۸
أوالً :العالقات السياسية والدبموماسية
عمى المستوى الدبموماسي يمكن اعتبار نقطو االنطالق في ىذه العالقة ىو البيان المشترك الذي
صدر في كانون األول ۸۷۹۱وبعد 1كانون الثاني سنة ۸۷۹۷التاريخ الرسمي لبداية العالقة
بين قضية الواليات المتحدة والصين حيث شيد التبادل التمثيل الدبموماسي واالتفاق عمى تسوية
تايوان التي تعد المساءلة الحاسمة في تطبيع العالقات بين البمدين.
وعمى الرغم من عدم الثقة في العالقة بين الدولتين كونيا معقدة ومميئة بالتناقضات اال أنيما
بحاجة الى استم اررية ىذه العالقة نتيجة المصالح التجارية المتبادلة ويعتقد الباحث أن أىم محدد
في منع المواجية العسكرية بين الطرفين ىو العامل االقتصادي حيث الحجم الكبير لمتبادل
التجاري بينيما إذ أصبحت الصين الدولة الثانية بعد الواليات المتحدة من حيث الناتج المحمي
وكمية السمع المصدرة عمى المستوى العالمي ونسبة احتياطي عالية جداً .من العممة تفوق
الواليات المتحدة وما يالحظ عمى العالقات الصينية األمريكية أنيا تشكل نمطا فريداً فال ىي
منافسة صريحة وال ىي عداء مستتر ولكنيا مع ذلك تظل تعمل في إطار توازن دقيق من
المصالح المتبادلة والتيديدات المتوقعة 1أن طبيعة التنافس بين الطرفين وضخامة المصالح
االقتصادية الثنائية والمكانة التي بدأت تتمتع بيا الصين من حيث حجم االقتصاد ومعدل النمو
ومقدار الرصيد من العممة االجنبية ال يسمح بتراجع أو تقمص العالقة بينيما اضافة الى حاجة
الصين الماسة لمتقنيات الحديثة واسرار التكنولوجيا المتقدمة كما أن الصين تيتم كثي اًر باستقرار
2
وتطور العالقات الصينية األمريكية ولكنيا ال تعترف بما يدعى "بالدول القائدة والدول التابعة "
وبالتالي تقوم االستراتيجية األمريكية الشاممة عمى مبدأ تحقيق الزعامة العالمية من خالل منع
ضيور منافس عالمي آخر يكون معادياً ليا والحيمولة دون العودة الى نظام متعدد االقطاب
معتمدة في ذلك عمى قدرتيا لمتوسع في قوتيا العالمية من خالل السيطرة البرية والجوية اضافة
3
الى سعييا لمييمنة عمى القضاء حديثا.
- 1صفاء حسٌن على الجبوري ،العالقات األمرٌكٌة الصٌنٌة فً مرحلة ما بعد الحرب الباردة ،مجلة جامعة
تكرٌت ،كلٌة العلوم القانونٌة والسٌاسٌة ،المجلد – 3السنه ،3العدد ، 2011، 12ص . 151 - -15
- 2عبد الكرٌم زهٌر عملٌة الشمري ،ص . 55
- 3صفاء حسٌن على الجبوري ،ص . 151
عميو يمكن القول أن العالقات األمريكية الصينية ذات طبيعة مركبة من عدة عناصر: 1
– 2محاولة الواليات المتحدة أن تبقى التطور والنفوذ الصيني تحت المراقبة األمريكية الدائمة.
– 3حرص لواليات المتحدة عمى منع التقارب أو التعاون بين اليابان وبمدان آسيا المجاورة مع
الصين.
اال أن ما يعكر جو العالقة السياسية عادة ىو انتقاد الواليات المتحدة لمصين عمى سبيل المثال
انتقدت الواليات المتحدة الصين لقمعيا حرية التعبير عمى االنترنيت وربما تصبح انماط السموك
ىي موضوع المفاوضات بين الواليات المتحدة األمريكية والصين في المستقبل وغالباً ما توجو
الواليات المتحدة انتقادات غير مباشرة لمصين ، 2تتمثل برصد انتياك حقوق االنسان وتقييد حرية
االنترنت من خالل فرض رقابة عمى أغمب المواقع االلكترونية من الحكومة.
وعند تولي الرئيس ( جون بايدن ) منصبو في كانون الثاني ۰۲۰۸كان شعار حممتو المفضمة:
(امريكيا عادت ) والتي لخص من خالليا سياسة حكومة الخارجية ،وفي خطابو األول لمسياسة
الخارجية ،أعمن الرئيس ( بايدن ) ان الصين ىي المنافس األكثر جدية ألمريكا األمريكي وتعيد
بمواجية بكين في مجموعة من القضايا ،من حقوق االنسان الى الممكية الفكرية وسيكون رده
عمى حممة الصين
المستمرة ضد المتظاىرين المؤيدين لمديمقراطية والسياسيين في ىونغ كونغ مؤش اًر مبك اًر عمى
السياسة الخارجية تجاه بكين.3
العالقة بين البمدين قديمة ولكنيا توسعت في العقود الثالثة الماضية حيث وصل حجم التبادل
التجاري بينيم الى ( )٢٩٤٤٦مميار دوالر العام ۰۲۰۲حسب تقرير نشرة موقع ECONOMIC
TIMES ONLINE1وأضف أن قيمة صادرات الصين تبمغ حوالي ( )٩٣٤,٥مميار دوالر بينما
تبمغ الصادرات األمريكية الى الصين نحو ( )٩٢۷.۹مميار دوالر بعد أن كان خمسو مميارات
سنة ۸۷۱۲وبذلك تكون الصين ثاني أكبر شريك تجاري لمواليات المتحدة األمريكية وقد تصبح
الشريك رقم واحد ،وثالث أكبر سوق لصادراتيا ويمكن رسم صورة عن العالقات االقتصادية
األمريكية – الصينية من خالل الحقائق واالرقام التالية :2
-1تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري مع الواليات المتحدة بعد كندا حيث شكمت صادراتيا الى
الواليات المتحدة ( )478.9مميار دوالر مقابل ( )169.3مميار دوالر الصينية من أمريكا.
-2تمتمك الصين أكبر احتياطي لمعممة االجنبية في العالم وصل إلى أكثر من ( )3ترليون*
دوالر.
-3بمغت صادرات الواليات المتحدة من فول الصويا الى الصين نسبة ( )%60من أجمالي
الصادرات واشترت الصين ( )30من أجمالي صادرات القطن األمريكي.
نظ اًر لحجم الصين فأن الحوادث المؤسفة التي ال مفر منيا والتي قد تصاحب عممية االصالح قد
يكون ليا تداعيات دولية وبعد ذلك السبب وراء ادخال الصين الى منظمة التجارة العالمية .ورغم
ذلك تحدث الكثير من التوترات في العالقات التجارية بين البمدين ،عقب فرض رسوم او
تصريحات لمسؤولين .وقد شيدت فترة ادارة الرئيس األمريكي (ترامب) الكثير من ىذه التوترات
مثالً في تغريدة لو عمى تويتر أن الصين استفادت من الواليات المتحدة لسنوات طويمة حتى
تقدموا عمينا ألن رؤساءنا لم يقوموا بعمميم لذلك يجب عمى الصين إال ترد ألن ذلك سيزيد
األمور سوءا 3كان ذلك بعد فرض رسوم من قبل الحكومة األمريكية عمى السمع الصينية.
1
- The volume of trade exchange is $648.2 billion between China and the
United States. The Economic Times online. The date is May 5.2021.p. 3 .
- 2قائمة البلدان حسب احتٌاطٌات العمالت األجنبٌة متاح على الموقع /https://www.marefa.org
تارٌخ الزٌارة شباط . ۸٠۸۹
من جانبيا ترى الحكومة الصينية أن تعزيز العالقات العسكرية مع واشنطن يعنى بأنيا ستحصل
عمى العديد من المكاسب االستراتيجية فضالً عن أرسال رسائل سياسية وأىميا أن عممية
التحديث لممؤسسة العسكرية الصينية تتطمب خبرات متراكمة كالتي تمتمكيا نظيرتيا األمريكية من
حيث حجم القدرات واالمكانيات واالنتشار العالمي والكفاءة القتالية ،لذلك اتفقت الصين والواليات
المتحدة عمى توسيع دائرة التبادالت العسكرية كجزء من الجيود الرامية لبناء عالقات أكثر
استق ار اًر ،إذ كان لقاء وزير الدفاع الصيني ( )Zhang wanquanبنظيره األمريكي ( Chuck
) Hagelبالعاصمة األمريكية في آب 2013كخطوة باتجاه تعزيز العالقات العسكرية ،ويرى (
ىنري كيسنجر ) أن صمب العقيدة العسكرية األمريكية يكمن في مبدأ عدم سيطرة اية قوة معادية
عمى الشواطئ المقابمة لمواليات المتحدة األمريكية سواء في المحيط األطمسي أو المحيط اليادئ
أي ان غرب أوروبا وشرق اسيا يجب أن تكون من المناطق الحميفة لمواليات المتحدة األمريكية اذ
2
ترافق تراجع الخطر الروسي عمى غرب أوروبا* مع تعاظم الخطر الصيني عمى شرق آسيا.
- Donald J. Trump (@real Donald Trump) May 13, 2019 .
1قررت الوالٌات المتحدة فً كانون الثانً ۸٠۹٠بٌع أسلحة إلى تاٌوان بقٌمة 6.4ملٌار دوالر ونتٌجة لهذا
السلوك األمرٌكً علقت الحكومة الصٌنٌة عالقاتها مع الوالٌات المتحدة لٌستمر الحال إلى نهاٌة عام ۸٠۹٠
حٌث تم استئناف العالقات العسكرٌة لكن لٌس بالمستوى المطلوب للتفصٌل ٌنظرٌ :كٌن تجمد عالقتها
الصكرٌة مع واشنطن بسبب صفقة أسلحة المرٌكٌة لتاٌوان ،متاح على الموقع
tps://www۸٠21.تارٌخ الزٌارة شباط https://www.france24.com/ar/20100130-
china-usa-taiwan-weapons-saling-diplomacy-crisi-relation-pekin
. washington
11- Editor Chen Zhuo, Source China Military Online, Chinese deferise
ministry denounces $280 million US arms sales to Taiwan, 9-12-2020.
تارٌخ Available at the Link http://eng.chinamil.com.cn/view/2020-12/08
/content/9949608.htmالزٌارة شباط ۸-۸۹
* دول غرب أورٌا (النمسا بلجٌكا فرنسا المانٌا لوكسمبورج هولندا سوٌسرا ،ودول شرق آسٌا ( الصٌن
الٌابان كورٌا تاٌوان منغولٌا) .
)1( - 2هنري كٌسنجر ،هل تحتاج الوالٌات المتحدة إلى سٌاسة خارجٌة نحو دبلوماسٌة للقرن الحادي
والعشرٌن ،ترجمة عمر األٌوبً ط ،2بٌروت ،دار الكتاب العربً ،2003من . 105 ،106
* Wu Qina: Chania's defense budget grows thin 2021 is stale and
moderate exinhua New sh gency
وقد رافق ذلك زيادة في االنفاق العسكري لكل من الواليات المتحدة والصين في عام 2020
مقارنة بالسنوات السابقة.
والجدول ادناه يبين مستوى االتفاق العسكري لمدول الخمس األعمى حول العالم عام . ٦٤٦٤
* الجدول من اعداد الباحث المصدر ،معيد ستوكيولم الدولي ألبحاث السالم .
بينما بمغت ميزانية الدفاع األمريكية لعام )722( 2021مميار دوالر مقارنة بالميزانية لعام
*)FY( 2022التي تسعى إدارة الرئيس ( بايدن )2021العتمادىا من الكونغرس والبالغة
( )715مميار دوالر والتي تضع خمسة أشياء يجب مراقبتيا في طمب الميزانية السنة المالية
2022وىي: 1
بعد نياية الحرب الباردة اصبح الحديث يدور حول النظام احادي القطبية الذي تييمن عميو
الواليات المتحدة ،لكن ىذا الوضع لم يستمر طويالً ،ونتيجةً لمنمو األقتصادي لمصين وسعييا
الحثيث لمواجية التفرد األمريكي ،بدأت الواليات المتحدة تضع إستراتيجيتيا لمحد من الصعود
الصيني .عميو سوف نتطرق ىنا الى اإلستراتيجية األمريكية تجاه الصين بعد الحرب الباردة
باإلضافة إلى اإلستراتيجية األمريكية تجاه الصين في عيد الرئيس األمريكي دونالد ترامب .
شكمت العالقات بين الواليات المتحدة األمريكية والصين دو ار ميماً في مجمل العالقات الدولية
وخاصةً بعد الحرب الباردة و إنكفاء اإلتحاد السوفيتي السابق كفوة مكافئة لمواليات المتحدة التي
أصبحت قطباً مييمناً في النظام الدولي ،رغم أن الكثير من المختصين في مجال السياسة
الدولية لم يقروا بيذا الوضع – أحادي القطبية – إذ تممك الواليات المتحدة عناصر القوة
اإلقتصادية و العسكرية و السياسية إضافةً إلى النفوذ السياسي و التواجد العسكري في مناطق
حيوية ك ثيرة ،ومن المنظور الصيني فإن البيئة الدولية شيدت في مرحمة مابعد الحرب الباردة
خمسة مالمح أساسية :ىي أن الواليات المتحدة تشكل تيديداً لمصين نتيجة الخالف المستمر .
تعتبر اليابان قوة إقتصادية أكثر إستغاللية و لدييا صالت تجارية مع الصين ومع أمريكا أيضاً
يجب الحفاظ عمى تمك العالقة ( الصينية مع اليابان )
ظيور دول آسيوية مناىضة لمصين و حميفة لمواليات المتحدة األمريكية كوريا الجنوبية و دول
جنوب شرق آسيا ( كمبوديا ،أندونسيا ،الفمبين ) إضافةً إلى التقدم العسكري واإلقتصادي لميند
وأخي ار بروز خطر دول إسالمية غير مستقرة نسبيا عمى حدود الصين في آسيا الوسطى قد شكل
خط اًر عمى األقميات اإلسالمية في الصين نتيجة إنييار االتحاد السوفيتي السابق و رغم أن
السياسة األمريكية تسعى لعالقة تعاونية مع الصين اإال أن بعض الجيات الحكومية األمريكية
تدعو الى إتباع سياسة أكثر حزماً تجاه الصين .
لكن منتصف التسعينات تقريباً أدرك صناع القرار الصينيون ان الموقع الريادي لمواليات المتحدة
لن يتزعزع وان قوتيا الوطنية الشاممة لن تظاىييا اي دولة بمفردىا في المستقبل المنظور ،لذا
يمكن اعتبار بداية التسعينات فترة ظيور نظرية التيديد الصيني لمواليات المتحدة ( التي تقوم
عمى العداء لمغرب ) في ظل النمو اإلقتصادي المتصاعد ،إذ تسعى الدولة األكثر ثراءاً وقوة
الى مد نفوذىا اإلقميمي و الدولي الذي ينعكس عمى ترتيب القوة عمى المستوى الدولي ،و
ظيرت مدرستان حول التيديد الصيني لمواليات المتحدة :متأثرةً بالتوجو الواقعي حيث يرى مؤيدو
ىذا التوجو ان الصين تيدف الى الييمنة من وراء صعودىا كما فعمت الواليات المتحدة لذا تسعى
الصين إلحتواء اليابان و كوريا الجنوبية من خالل تطوير قوة عسكرية لن تستطيع باقي الدول
التصدي ليا .
لقد أدت التغيرات في بنية النظام الدولي الى وضع العالقة الصينية األمريكية في مستوى جديد
حيث تحاول الواليات المتحدة الحفاظ عمى مكانتيا الدولية ألطول فترة ممكنة ،لتأتي أحداث 11
أيمول التي أثارت التساؤالت و الشكوك حول قدرة الواليات المتحدة لمحفاظ عمى مكانتيا فيقمة
اليرم الدولي مقابل صعود بعض الدول عمى رأسيا الصين .كل ذلك أثار جدالً داخل الواليات
المتحدة حول أسموب التعامل مع الصين ،ما بين الحذر من تنامي قوتيا العسكرية ،و رغبة
الصين في قيادة آسيا .وت ار الدراسة أن مرحمة ما بعد الحرب الباردة تعد بداية مرحمة جديدة
لمصين ألخذ دور يناسب إمكاناتيا السكانية ،اإلقتصادية والعسكرية بعد أن ترك اإلتحاد
السوفيتي السابق فراغاً عمى الساحة الدولية ،لذا وجدت الصين نفسيا في صدارة الدول لمحد من
الييمنة األمريكية عن طريق التنافس التجاري .بمعنى ان ىذه المرحمة شكمت بداية الصعود
الصيني ،الذي طالما تسعى الصين ليكون سميماً ،والذي تقابمو االستراتيجية األمريكية التي
تراوح بين إحتواء الصين عن طريق التعاون أو ممارسة الضغط و عزل الصين عن دول المنطقة
أحياناً أخرى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) 1لمتفصيل ينظر :البيان الصحفي لسكرتير الرئيس األمريكي دونالد ترامب لمشؤون الخارجية
(BBC News, China sancyions ll U.S. official on Hong Kong issue, the )2
. parties dismissed it , August 11 , 2020
ثانياً :اإلستراتيجية األمريكية تجاه الصين خالل إدارة الرئيسين دونالد ترامب
( ) 2020 – 2016و جون بايدن
يمكن وصف اإلستراتيجية األمريكية تجاه الصين في عيد إدارة الرئيس السابق (دونالد ترامب)
التشدد و خاصةً في المجال اإلقتصادي و حقوق األنسان حيث جاء في البيان الصحفي نياية
عام ( 2020لمايكل بومبيو) سكرتير الرئيس لمشؤون الخارجية ،الخاص بفرض عقوبات من
قبل و ازرة الخارجية األمريكية عمى دخول مسؤولين من الحزب الشيوعي وعائالتيم الى الواليات
المتحدة ،لن تقف الواليات المتحدة مكتوفة األيدي بينما ينفذ الحزب الشيوعي الصيني إنتياكات
حقوق اإلنسان التي تستيدف (األويغور) والعرقيين (الكازاخيين) وأفراد األقميات األخرى في
(شينجيانع) بممقابل أعمنت الصين عقوبات عمى كبار الجميوريين ومن بين المستيدفين السناتور
(تيد كروز) و (ماركو روبيو ) وكالىما منتقد صريح لسياسة الصين .
وفي عيد الرئيس ( جون بايدن ) الذي تسمم الرئاسة في 2021يقول أن العالقات بين الواليات
المتحدة و الصين لن تتغير كثي ار عمى المدى القصير في عيد الرئيس ( بايدن ) الذي تركز عمى
إدارتو عمى اإلقتصاد المحمي ،ىناك العديد من األسباب المتسببة بين الصين و الواليات
المتحدة بما في ذلك عدد قميل من األمريكيين الذين زاروا الصين وىم ال يعرفون الصين حقاً .
و ىذه إشارة إلى أن اإلدارة األمريكية ال تعرف الكثير من التفاصيل عن حياة الصين عن كثب ،
و يحث السفير المسؤولين و السياسيين األمريكان الى التعرف جيداً عمى طبيعة و ثقافة الصين
لصنع سياسة واضحة ومدركة لمكانة الصين الدولية في الوقت الحاضر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) 1سالي نبيل مشعراوي ،العالقات الصينية األمريكية و أثر التحول في النظام الدولي ،القاىرة ،العربي
لمنشر و التوزيع ، 2017ص. 11
( )2السيد أمين شمبي ،ىل الصعود الصيني تيديد لمواليات المتحدة ،مجمة السياسة الدولية ،القاىرة ،
مركز األىرام لمدراسات األستراتيجية ،العدد ، 2006 ، 165ص. 21
( ) 3لمتفصيل ينظر : :البيان الصحفي لسكرتير الرئيس األمريكي دونالد ترامب لمشؤون الخارجية مايكل
ريتشارد بومبيو بشأن الفظائع في شينجيانغ 11 ،كانون الثاني . 2021
( )4العربية CRL onlineمقابمة خاصة مع ماكس بوكس سفير الواليات المتحدة لدى الصين متاح عمى
الموقع :
. http : // Arabic cei.cn 17 : 54 : 14 Video / 3189/20200718/508525.html
الفصل الثاني
محددات التنافس األمريكي الصينيفي منطقة الخميج العربي
تعد الواليات المتحدة األمريكية دولة مييمنة عمى المستوى العالمي ،وان نفوذىا في منطقة الخميج
العربي كبير جداً؛ وذلك لألىمية الكبيرة التي تتمتع بيا المنطقة والتي تم االشارة الييا في الفصل
فإن ميمة
األول من ىذه الدراسة ،ولكون أن النفوذ األمريكي متجذر منذ أكثر من نصف قرن ا
الصين في تحقيق تقدم عمى مستوى المنافسة مع الواليات المتحدة األمريكية في منطقة الخميج
العربي أمر صعب جداً كونيا منطقة ميمة لممصالح األمريكية ،لذلك نجد أن الصين تتحرك
ببطء وحذر في سبيل عدم اثارة الواليات المتحدة األمريكية؛ ألنيا تعمم جيدا أنيا غير قادرة عمى
المواجية في الوقت الحالي ،وعمى الرغم من أنيا تسعى إلى تحقيق نفوذ في جميع المجاالت اال
أنو نجدىا قد ركزت في بعض المجاالت التي تستطيع تحقيق نجاحات كبيرة فييا والمتمثمة
بعناصر القوة الناعمة وخاصة االقتصادية منيا ،لذلك يمكن أن نتناول محددات التنافس بين
الواليات
المحددات االستراتيجية
من المعروف أنو كمما زادت قوة الدولة السياسية واالقتصادية والعسكرية ،فأن دائرة مصالحيا
فإنيا تسعى إلى استخدام عدة أدوات وبما أن
تبعا لذلك ،ومن أجل حماية ىذه المصالح ،ا
تتوسع ً
الصين غير جاىزة الستخدام أدوات القوة الصمبة لمحفاظ عمى ىذه المصالح ،لذلك نجدىا
تستخدم أدوات القوة الناعمة ،لذلك يمكن دراسة سعييا لمتوسع الجيوبوليتيكي والجيوستراتيجي في
منطقة الخميج العربي ومنافسة الواليات المتحدة األمريكية القوة المييمنة عالميا في مجاالت عدة
سنتناوليا ،من خالل ثالثة مطالب وكاآلتي:
لقد أصبح الدين من القضايا المحورية في السياسة الدولية بل يعده البعض من أىم محركات
العالقات الدولية بعد أحداث الحادي عشر من أيمول وترتب عميو سياسات ومواقف إقميمية
وثنائية ،وقد أقترن ذلك باإلسالم السياسي وبالتطرف الديني وباإلسالم ،وقد أقدمت أمريكا
الدين ولمعامل الديني دور في تمك
وحمفاؤىا عمى غزو أفغانستان ومن ثم العراق وكان أليدولوجية ا
الحرب ،وعمى أثر ذلك توترت العالقات العربية مع الغرب بسبب أن اإلرىاب أرتبط بالدين
حقدا دفينا ضد اإلسالم
اإلسالمي وخطابو ،وشنت وسائل اإلعالم الغربية حممة التيم وأظيرت ً
والعرب وان خطاب بوش االبن انيا حرب صميبية لم تكن زلة السياسة بل كانت استراتيجية،
وأصبح العرب في موقف الدفاع ،وقامت الدول العربية باالنخراط في حممة محاربة اإلرىاب
عالميا ،ونشطت في حوار األديان ،كما أظيرت الصين حرصا عمى االقتراب من الدول العربية
ليس من مقاربة صراع األديان ،بل ضمن إطار الحوار بين الحضارات.
أن النقطة التي تقرب الصين من العرب وبالعكس ىو أن الغرب وضع في ذىنو أن
ويمكن القول ا
الحضارة الصينية ،واإلسالم ىما أعداء المستقبل لمغرب ،وىذا ما تم اإلشارة إليو في أطروحة
أن ذلك ليس مجرد طرح نظري إنما كان ىنتنغتون ُيعبر
صدام الحضارات لصامويل ىنتنغتون ،و ا
عن فحوى اتجاىات سياسية -وفكرية في الواليات المتحدة األمريكية لرسم السياسة العالمية
عامة والغربية بوجو خاص ومستقبميا في التعامل مع أوجو صراع من المؤكد أن تكون ظاىرة في
العالم في العقود القادمة وىذا يعني أن أىم تحدي ىو الحضارة العربية االسالمية مدعومة
بالحضارة الكونفوشيوسية لذا ،فأن المعتقدات الغربية العالمية تفترض أن شعوب العالم بأسره ،ال
بد ليا أن تعتنق المؤسسات والقيم والثقافة الغربية؛ ألنيا تمثل أرقى فكر وكذلك ألنيا أكثر
استنارة وعقالنية وليبرالية وتحضير وحداثة إذ أن ىناك من يراه االنتصار النيائي لمرأسمالية
والميبرالية ،كما اكد ذلك فرانسيس فوكاياما في نظرية نياية التاريخ واألنسان األخير والذي ىي
اتيجيا وبوصمة تحركت عن طريقيا االستراتيجية
ليست نظرية بقدر ما كانت إطا ار فكريا واستر ً
األمريكية في حينو .وجاءت ىجمات 11من أيمول 2001لتعقد األمر أكثر ،فقد أدت إلى
المزيد من العراقيل بوجو العرب الراغبين في دخول الواليات المتحدة والتي أدت بدورىا إلى
انخفاض حاد في أعداد الزائرين لمواليات المتحدة ،وبخاصة من دول الخميج العربي ،وان ىذا
اإلجراء قد شوه الكثير من صورة أمريكا ،بالمقابل فتح العديد من الفرص لمصين في الوقت ذاتو.
مما دفع األمريكيون لمتساؤل بعد فترة قصيرة من أحداث ،11/9لماذا يكرىوننا؟ ،والذي أجاب
بأن الكثير من العرب يخشون سياسات أمريكا ،ويعارضونيا ،ويسيئون
عميو جوزيف س .ناي ،ا
فيميا ،ولكنيم برغم كل ذلك معجبون ببعض جوانب الثقافة األمريكية ،ألن العرب يشاركوننا في
قيم كثيرة ،مثل :الرغبة في الديمقراطية ،واإليمان الديني ،والعائمة وىذا ما يؤكده استطالع لمرأي
أجراه المجمس الثقافي البريطاني بين 5000طالب في :بمدان إسالمية ،بأن الواليات المتحدة ما
تزال الخيار األول كموقع لمتابعة التعميم في الخارج وكانت تسعة المممكة العربية السعودية من
بين تمك البمدان التي جرى فييا ىذا االستطالع لذلك عمى الواليات المتحدة االمريكية ان تتبع
دبموماسية عامة في منطقة الخميج العربي يكون ليا ثالثة أبعاد ،ويتعين عمى الواليات المتحدة
األمريكية أن تكون ذكية وسريعة في البعد األول ،بحيث تستطيع االستجابة بسرعة وتقدم
توضيحا لألحداث الجارية ،من خالل الوحدات اإلذاعية الجديدة مثل راديو سوا ،الذي يذيع
بالعربية ويمزج بين الموسيقى الشعبية واألخبار ،واعتبره خطوة في االتجاه الصحيح ،وان عمى
األمريكيين ان يعمموا بشكل اكثر فعالية مع الوسائل اإلعالمية المحمية وال سيما محطتي العربية
والجزيرة ،اما البعد الثاني ،فيتعمق بتطوير بضعة مواضيع استراتيجية ،فعمييا ان تقوم
بتوضيحات افضل لمسياسات االمريكية ،وكذلك اظيار أمريكا كونيا اعظم امة ديمقراطية ،اما
البعد الثالث واالىم ،ىو تطوير استراتيجية بعيدة األمد لممبادالت التعميمية والثقافية ،التي تعمل
بتنمية مجتمعا مدنيا اغنى واخصب واكثر انفتاحا في بمدان الخميج العربي ،وانو يعتقد أيضا بان
السكان األصميين الناطقين باسم أمريكا ىم اكثر تأثي ار من األمريكيين ،ويضرب مثل في ذلك ان
المياجرين اإليرانيين يذيعون برنامجا تمفزيونيا يدعو لتشجيع اإلصالح في ايران وعميو فان
الواليات االمريكية اعتمدت عمى مبدا القوة الناعمة والمعموماتية كاىم األطر في تحقيق
استراتيجيتيا.
إن السياسة في العالم تظير في أشكال متعددة ،وفي الغالب ال يتم التعبير عنيا بوضوح وقد ال
تكون بصورة شاممة لتعبر عن المصالح والغايات والتوجيات الالزمة لخدمة المصالح .لذلك
ىناك دائما شك في النوايا السياسية ،وغالبا ما تشير استراتيجيات األمن القومي األمريكي إلى
الصين باعتبارىا منافسا استراتيجيا لمواليات المتحدة األمريكية وتصفيا بالعدو والخصم
االستراتيجي وىذا ما جعل الكثير من األمريكيين يؤمنون بعدم صحة أطروحة نياية التاريخ ،وىي
إن المثال األمريكي ىو الوحيد صاحب الحق بالمطالبة بصورة مشروعة بضرورة الييمنة عمى
النظام العالمي ،وأنو أصبح ماثال ،وبأنو ال خصوم لو ،لذا نجد أن انبعاث المحافظين الجدد كان
من ىذا المنطمق ،ليبرىنوا صحة ىذا االعتقاد ،أما الرئيس األمريكي األسبق أوباما فقد كانت لو
رؤية تختم ف عن ىؤالء ،وىي أن العالم يتجو نحو التعددية القطبية ،وأن ىناك وضعا جديدا
سينشأ ،وان الواليات المتحدة سوف تتكيف معو ،وأن الفشل في العراق ىو البرىان األكبر عمى
ىذه القناعة .لذا تنظر الواليات المتحدة األمريكية إلى الصعود الصيني عمى أنو عائق أمام رغبة
الواليات المتحدة لمييمنة عمى الشؤون في النظام الدولي ،والسيما في سياق اختالف كل منيما
في رؤية طبيعة النظام الدولي ،أن ترفض الصين فكرة الييمنة األمريكية عمى الشؤون العالمية،
وتصر عمى أن النظام متعدد األقطاب يجب أن يكون البديل؛ ألنو األمثل لتحقيق التنمية
االقتصادية والسياسية عمى المستوى الدولي .فقد أصبحت وجيات النظر في البيت األبيض
واعتقادىم ىو أنو أصبح الستراتيجية احتواء الصين ما يبررىا ،سيما أن الصين بدأت تخرج أكثر
فأكثر عن تحفظيا الدبموماسي ،باستخداميا لحق الفيتو }أي حق النقض {في مجمس األمن ضد
مشروعات ق اررات غربية والسيما في سوريا فضال عن أن تطور الصين ال يمكن فصمو عن
العالم ،والسيما تحت اصرار الصين عمى مبدأ االنفتاح عمى العالم والعدول عن العودة لتطبيق
مجددا ،ألنيا تربط التنمية بالسالم العالمي ،ففي 15/9/2005ألقى الرئيس
ً سياسة االنغالق
خطابا ميما بعنوان السعي الجدي إلقامة السالم الدائم في اجتماع قمة األمم
ً السابق "ىوجينتاو"
المتحدة ،بمناسبة الذكرى الستين لقيام دولة الصين والذي أشار فيو إلى أن تطوير االقتصاد
الصيني يستفيد من االستقرار والسالم في العالم ،وال يمكن لمصين أن تيدد المجتمع الدولي .
بالرغم من ىذه التطمينات الصينية ،إال أن الرئيس األسبق أوباما أسرع بتركيزه عمى منطقة
صاعدة في العالم وىي شرق آسيا ،والذي بدأ في الصين الذي كان يرى فييا المنافس الوحيد
والحقيقي الذي بإمكانو أن ينازع الواليات المتحدة عمى مكانة قمة اليرم الدولي المتربعة عميو.
واستمرت نظرة القمق األمريكية ىذه حيال الصين والخشية من قوتيا المتنامية التي ال تزال تحت
اإلعداد والتشكيل ،والتي من الممكن منافستيا في المستقبل ،بالرغم من وجود شكوك حول
إمكانية الصين في قدرتيا عمى تشكيل توازن لمقوى العالمية ،وىل أن القوة االقتصادية سوف
تتغمب عمى القوة العسكرية والسيما في مناطق التنافس االستراتيجية مثل الخميج العربي .لذلك
نجد أن الصين قد أصبحت موضع الرىان في الحممة االنتخابية لمرئيس األمريكي األسبق دونالد
ترامب ،الذي رفع شعار مواجية أولئك الذين يسرقوننا في إشارة إلى الصين ،وكان أول اجراء في
كانون الثاني ،2018من خالل زيادة الرسوم عمى سمسة من المستوردات الصينية إال أن الصين
كافيا من وجية نظر
ردت بالمثل ،بالرغم من االذعان لتنازالت ذات داللة ،إال أن ذلك ليس ً
الرئيس ترامب؛ ألن الموضوع ليس موضوع ميزان تجاري فحسب ،وىذا ما أشارت إليو المطالب
المقدمة إلى المفاوضين الصينيين في أيار ،2018وكان من بين ىذه المطالب وقف المعونات
الحكومية لمصناعات المتقدمة الطميعية في برنامج "صنع في الصين " 2025فضال عن قبول
القيود األمريكية عمى االستثمار في التكنولوجيا ،والتي لم تقابميا ردود انتقامية .أي أن الصين
في القرن الحادي والعشرين ،ليست صين القرن العشرين ،التي تقبل بكل اإلعالنات األمريكية
عمييا ،وبدأ صوتيا يعمو أكثر ،وباتت تخرج عن تحفظيا لمواجية النفوذ األمريكي عمى العالم.
كمما ازدادت قوة الدولة االقتصادية والسياسية والعسكرية ،فإن ذلك يدعو إلى اتساع دائرة
مصالحيا الحيوية والجيوبوليتكية ،وكذلك قدرتيا عمى التأثير وتدخميا في قضايا دولية بعيدة عن
جوارىا المباشر .كما أن شيوع مشروعات اقامة خطوط السكك الحديد في النصف الثاني من
القرن التاسع عشر ،وفاعميتيا في ربط المناطق بعضيا مع البعض اآلخر في المستعمرات
البريطان ية في اليند .وأنيا ذات ضرورة أمنية وكذلك اقتصادية كونيا سيمت نقل السمع التجارية
إلى الموانئ ،وفي الوقت نفسو سيمت حركة الجنود لقمع الثورات في المستعمرات .وفي ضوء
ذلك ،ومع نمو الصين االقتصادي والسياسي والعسكري ،وادراكيا ألىمية طرق المواصالت سواء
البرية أو البحرية ،أطمق الرئيس الصيني "شي جين بينغ" في عام ،2013مبادرة الحزام
والطريق ،خالل زيارتو إلى كازخستان واندونيسيا ،إذ تعد ىذه المبادرة أكبر مشروع أمني وسياسي
واقتصادي تطمقو الصين ،ويشمل مشروعات طرق سريعة وسكك حديدية ومشروعات لمطاقة
ومرافئ ،والتي يمكن أن تقدر قيمة ىذه المشروعات التخمينية 102ترليون دوالر ،أما من الناحية
الجغرافية ،تضم المبادرة مناطق في الصين ودول في غرب آسيا وأوروبا وتغطي أكثر من 65
بمدا ،وىذه المبادرة حممت مسميات عديدة فضال عن أسم الحزام والطريق منيا ،طريق الحرير
الجديد ،وطريق حرير القرن الحادي والعشرين ،والحزام االقتصادي الطريق الحرير ،وحزام واحد
وطريق واحد .ولكن االسم المتداول حاليا مبادرة الحزام والطريق .وبدأت الصين بإقامة ىذه
المشروعات الكبرى التي تربط الصين بدول ميمة في العالم .مثل الحزام االقتصادي لطريق
الحرير ،والعمر االقتصادي الصيني الباكستاني ،فضال عن الممر االقتصادي بين بنجالدش
والصين واليند وميانمار ،واليدف من حزام طريق الحرير البري الجديد ىو ربط الصين
باقتصاديات شرق وجنوب أسيا وكذلك أسيا الوسطى ،وصوال إلى أوروبا ،واليدف من طريق
الحرير البحري الجديد في القرن الحادي والعشرين ىو دعم التجارة عبر المحيط بين منطقة
المحيط اليندي وشرق آسيا.
تشير التقييمات الصينية إلى بعض الدوافع االستراتيجية المعقولة ،من خالل التنفيذ الناجح
لممبادرة ،وتشمل ىذه الدوافع تحسين االستقرار اإلقميمي ،وزيادة أمن الطاقة في الصين ،وتعزيز
النفوذ االستراتيجي في أوراسيا ،من دون إثارة الواليات المتحدة األمريكية.
في ىذا السياق ،فإن الصين في الوقت الحاضر ،وخالل العشر سنوات القادمة ،ستمثل كالعب
اقتصادي أول في النظام الدولي ،وىي أكبر قوة اقتصادية عالمية ،وأنيا تدرك ذلك جيدا .إلن
لدييا مشروعا في غاية األىمية مشروع طريق الحرير الجديد ،الذي يمتد من أقصى الشرق في
أسيا إلى المحيط األطمسي وفق التصورات الصينية ،وبالتالي فأنو سوف يصنع شبكة لمنقل
واالتصال المباشر بين الصين ومختمف الدول .مع تنامي القطاع الصناعي في الصين بشكل
كبير باتت الصين مصنعا لمعالم ،لذلك أدركت الصين أىمية تحسين طرق المواصالت بينيا
وبين الدول من أجل إنعاش التجارة ،وىذا ال يكون اال من خالل شبكة من الطرق البرية وسكك
الحديد والقطارات فائقة السرعة ،فضال عن بناء حزام بحري مدعم بالموانئ البحرية ،وربطيا
بطرق المواصالت ،لذلك أطمقت الصين مشروعيا األضخم في القرن الحادي والعشرين تحت
اسم مبادرة الحزام والطريق.
https://images.app.goo.gl/5W6eEPkJEHJSYS9V6
وعميو فأن الصين اعتمدت مبادرة الحزام والطريق لالنخراط في االقتصاد إلى الغرب منيا،
ومنطقة الخميج العربي تعد اقميما ميما لنجاح المبادرة من الناحية الجيو اقتصادية والجيوبوليتيكية
والسيما أن الصين سعت إلى عقد اتفاقيات لمتجارة الحرة مع جنوب شرق أسيا مع اليابان
واستراليا وكوريا الجنوبية ،وبيذا تكون الصين قد تمكنت من التوسع في المبادرة من بوابتين
شرقية وغربية.
وأصدرت الحكومة الصينية في آذار 2014وثيقة "آفاق وأعمال الحزام والطريق" والتي قوبمت
وحكوميا باعتبارىا فرصة سانحة لزيادة التبادل في
ً بتجاوب إيجابي من قبل البمدان العربية شعبيا
مختمف المجاالت مع الصين ففي منتدى التعاون العربي -الصيني في دورتو السادسة في 5
حزيران ، 2014طرح الرئيس الصيني "شي جين بينغ" العديد من األفكار والمحتويات
والمجاالت الجديدة التي من الممكن تنفيذىا في المبادرة ،مثل :معادلة التوازن ( )1+2+3والذي
يمثل الرقم ( )1مجال الطاقة وىو محورىا الرئيسي ،والرقم ( )2جناحييا مجال البنى التحتية
وتسييل التجارة واالستثمار ،أما الرقم ( )3فقد مثل التقنيات المتقدمة والحديثة والتي تتضمن
الطاقة النووية .والطاقات الجديدة ،واألقمار االصطناعية والفضاء ،وتعزيز التعاون في الطاقة
االنتاجية ،وقد شدد عمى تطوير التعاون مع ست دول باعتبارىا الركائز األساسية والتي نصفيا
دول تقع في منطقة الخميج وىي كل من السعودية واإلمارات العربية المتحدة والعراق ،وتم تحديد
سنة مشاريع في المرحمة األولى :منطقة حرة صينية -خميجية صندوق استثمار مشترك بين
الصين واالمارات .تعزيز ضخ رأس المال العربي إلى البنك األسيوي لالستثمار في البنى
التحتية ،إطالق التعاون العربي -الصيني نظام اتصاالت عبر القمر الفضائي ،تمديد وتغيير
خميج عدن ،كتل النفط البرية في أبو ظبي وتشكل ىذه المشروعات فرصة أمام البمدان الخميجية
لمتفاوض مع الصين لالنخراط في شراكة اقتصادية لمحصول عمى عوائد ذات قيمة مضافة ،مما
وسياسيا عمى الواليات المتحدة ،وىذا يعتمد عمى قدرة النخب
ً يقمل من حدة اعتمادىا اقتصاديا
الحاكمة في الصين لطمأنة دول المنطقة بأن ىذه المبادرة ال تنطوي عمى مضامين ىيمنة صينية
مغمفة بخطاب الشراكة والمصالح المتبادلة .ويمكن رصد وجية النظر الخميجية في ضوء ما
جاءت بو صحيفة الحياة السعودية التي تصدر من لندن من أن المبادرة تعمل عمى خمق المزيد
من فرص التعاون بين الصين والدول العربية ،عمى عكس الواليات المتحدة التي تعمل عمى
استنزاف الخيرات والثروات العربية ،ونظ ار لمموقع الجغرافي لمدول العربية التي تقع عمى طريق
التجارة بين الشرق والغرب فإن المبادرة سوف تعزز من العالقات التجارية بين الدول العربية من
جية والدول األسيوية ودول االتحاد األوروبي من جية أخرى.
توصمت الدراسة إلى أن الدول الخميجية ترى في المبادرة فرصة لتنويع اقتصادىا وعدم االعتماد
عمى صادرات النفط فقط ،وذلك من خالل انشاء مشروعات صناعية متنوعة ،والسيما في مجال
البتروكيمياويات ،فضال عن توطين التكنولوجيا المتقدمة واستخداميا في المجال الصناعي وايجاد
أنواع جديدة من الطاقة ،مثل الطاقة النووية ،والطاقة المتجددة ،لضمان حق األجيال القادمة،
برغم من الريبة والشكوك التي تحاول خمقيا الواليات المتحدة حول األىداف الحقيقية لمصين وراء
ىذه المبادرة.
( )1مصدر الفصل الثاني المبحث األول
( ) 2الزوبعي ،محمد عمي ويس ،التنافس األمريكي الصيني في منطقة الخميج العربي ،2021 ،ص 77-51
المبحث الثاني
المحددات االقتصادية
يعد المحدد االقتصادي من أىم المحددات عمى مستوى التنافس بين الواليات المتحدة األمريكية
والصين؛ ألن الصين ال تممك القوة العسكرية التي كان يمتمكيا االتحاد السوابيتي قبل فككو ،لذلك
فإنيا غير مؤىمة في الوقت الحالي ألن تكون ذا الواليات المتحدة األمريكية في ىذا المجال،
لذلك نجدىا قد ركزت في منافستيا لمواليات المتحدة عمى المستوى االقتصادي والتي يمكن أن
نتناول ىذا المبحث من خالل المطالب الثالثة اآلتية :
أن النمو االقتصادي يخمق عدم االستقرار االقتصادي لمدول ،بينيا وبين الدول األخرى ويغير
ميزان القوى في المناطق والدول ،كما أن التبادل التجاري يجعل األفراد يتواصمون بعضيم
بالبعض اآلخر لكنو ال يوصميم إلى اتفاق ،وتاريخيا في كثير من األحيان يخمق وعيا أعمق
باالختالفات ويثير المخاوف المتبادلة بين الشعوب ،والى جانب ما تحققو التجارة من فوائد فأنيا
تولد الصراعات بين الدول ( )1إال أن القادة الصينيين وبالرغم من القمع السياسي الذي مارسوه
في مجزرة ساحة تيان ان مين إال أنيم قبموا بضرورات السوق ،وال مركزية الق اررات االقتصادية،
كما أنيم قبموا باالندماج في التقسيم الرأسمالي العالمي لمعمل )2( .
وتمكنت الصين في العام 2001من الدخول إلى منظمة التجارة العالمية في ضوء المفاوضات
التي بدأت في العام ، 1980خالل ىذه السنوات كانت الواليات المتحدة قد منحتيا حق أو
وضع الدولة األولى بالرعاية أو األكثر رعاية ،في حينيا كانت الصين ال تبدو كمنافس يخشى
جانبو وتيديده ،وانما كانت تبدو كسوق واعدة ،إال أنو تبين قوة المنافسة الصينية التي عجمت من
اضعاف قدرة الييمنة التجارية األمريكية ،عمى مستوى صناعاتيا ذات التكنولوجيا العالية وأيضا
صناعاتيا المستقبمية وخاصة مع ظيور عجز في ميزانيا التجاري الذي يغفل ميزان الخدمات
الذي يضل مؤاتيا ليا ،رجعت أمريكا لتعيش الحقبة اليابانية ،مستعيدة االتيامات نفسيا التي
__________________________
( ) 2فرانسيس فوكاياما ،نياية التاريخ واالنسان القديم ،ترجمة :فؤاد شاىين ،جميل X LITE9HONOR
قاسم رضا الشايبي ،ط بال مركز االنماء القومي ،بيروت ،1113 ،ص 113
المطمب الثاني :االستثمار
بخروج توجو الواليات المتحدة األمريكية انتقاداتيا بصورة مستمرة إلى الصين ألنيا تتسبب دائما
االستثمارات من الواليات المتحدة ،مما تسبب بفقدان الكثير من األمريكيين لوظائفيم
وىناك خشية من قبل الواليات المتحدة االمريكية مفادىا أن الصين ستنشر نموذجا لمتنمية
السياسية واالقتصادية ،سيقوض النظام الدولي الميبرالي ،الذي تسعى الواليات المتحدة األمريكية
التمسك بو ،فالمؤسسات التي قامت الصين بإنشائيا في ضوء مبادرة الحزام والطريق ،كالبنك
األسيوي لالستثمار في البنى التحتية ،والذي من الممكن أن يحل محل مؤسسات بريتون وودز
أي البنك الدولى وصندوق النقد الدولي ،ال سيما في ضوء انضمام عدد كبير من الدول لو من
ضمنيا دول أوروبية كبيرة مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا )2( .وبالفعل تمكنت الصين من
السماح بتدفق االستثمارات األجنبية إلييا ،وبذلك تمكنت من تحقيق منجزات ميمة في ىذا الشأن
)3( .
عندما حدثت أزمة في العالقات العربية األمريكية بعد عام ،2001بدأت االستثمارات العربية
بالتدفق إلى الصين؛ وذلك ألن قسم من المستثمرين العرب بدأوا بسحب جزء من استثماراتيم
وتوجيييا صوب تركيا وروسيا والصين ؛ بسبب تقييد االستثمار العربي في الواليات المتحدة.
رأت الواليات المتحدة شراكتيا مع الدول الخميجية ودخوليا االستثمار االقتصادي ،فضال إن
أسمحة الحروب بين الدول فيما يخص العمالت ىي الضرائب والجمارك والحمائية عن خفض
العممة والفوائد وقد تكون حرب العمالت من أمضى األسمحة بين الدول ،فعمى سبيل المثال إن
معيار زيادة الصادرات لمدول الصناعية ىي عممية خفض العممة ،وأن ممرات النفط والغاز تعد
جزءا من ىذه الحروب القائمة في أرجاء العالم ،لذلك نجد أن الواليات المتحدة األمريكية وأوروبا
وجيتا االتيام إلى الصين بمخالفتيا البند الرابع من اتفاقية صندوق النقد(.)1
_____________________
( )1نيممي كمال األمير ،مصدر سبق ذكره ،ص .31
( )3محمد كريم كاظم وخضر عباس عطوان،مصدر سبق ذكره ،ص .211
()4خالد عبد االلو عبد الستار ،مصدر سبق ذكره ،ص 74مر اب ارىيم كامل عبده ،ىاشم
الفصل الثالث
من المعموم أن كال من الواليات المتحدة والصين تممكان موارد كبرى وتفاعالت دولية واسعة ،ما
يجعل النظام الدولي ككل محط اىتمام سياسات كال الدولتين واحيانا توصف عالقتيما بالعالقة
بين االثنين الكبار 1كونيا العامل الرئيسي األكثر تأثي ار في النظام الدولي وتعود العالقة بين
الدولتين في مرحمة خروج الواليات المتحدة عن عزلتيا وانفتاحيا عمى قارة آسيا نياية القرن
التاسع عشر واتخاذ سياسة الباب المفتوح وكانت الحرب اليابانية افضل حدث لدخول الواليات
المتحدة إلى الصين ألنياء االحتالل الياباني األجزاء من شرق الصين ويعتقد الباحث أن دعم
الصين من قبل الواليات المتحدة لتولي مقعد دائم في مجمس األمن سنة 1945كان في صالح
تمك العالقة بين البمدين التي ما لبثت ان تأزمت عندما تولى الشيوعيين السمطة سنة 1949أو
تعمل الواليات المتحدة والصين عمى اعادة تحديد عالقتيما الثنائية حيث تعنى نقاط القوة الجديدة
لمصين – الناتج المحمي الكبير والنمو االقتصادي الذي انعكس عمى زيادة االنفاق العسكري
والتطور العسكري أن لدييا موقعاً جديداً ومسؤوليات جديدة في العالم لذا يمكن أن يصبح الصراع
السبيراني عامالً ميماً في عممية اعادة التعريف بالعالقة الثنائية ىذه ألنو يؤدي الى تفاقم
المنافسة االقتصادية والعسكرية .وسوف تتناول في ىذا الفصل الموضوع في ثالثة مباحث.
المبحث األول
تتنافس الواليات المتحدة والصين في الفضاء االلكتروني لتأمين قدرتيا في مجاالت ميمة ومنيا
التكنموجيا ،انيم يتنافسون في مجاالت عدة ومنيا التجارة االلكترونية ستحاول في ىذا المطمب
توضيح ابرز القضايا االقتصادية والسياسية المؤثرة عمى العالقة الصينية األميركية.
العديد من القضايا أصبحت مجال لمتنافس والخالف بين البمدين نتيجة التحول في نوع وادوات
القوة وليس مجرد التحول من محور الى اخر بناء عمى ىذه المفاىيم النظرية يعتبر التنافس
التجاري اىم القضايا الخالفية بين الصين والواليات المتحدة ويخضع لقانون الدولة األولى
بالرعاية منذ عام 1980الذي منحتو الواليات المتحدة لمصين وىذا التبادل بعد تفاعل تعاوني اال
انو اتخذ نمط التنافس بدل التعاون عندما تيمت الواليات المتحدة الصين بالعمل عمى اغراق
السوق األمريكية بالسمع الصينية مما ادى الى تدىور العالقة بينيم خاصة بعد أن وصل العجز
التجاري لمواليات المتحدة بحدود ( )612مميار عام . 2018
وفي الجدول ادناه يبين حجم التبادل التجاري بين الصين والواليات
ويظير تقرير صندوق النقد الدولي أن اقتصاد الصين أصبح أكبر من االقتصاد األمريكي بما
يعادل ( )24.2تريميون دوالر لمصين مقابل ( )20.8تريميون دوالر لمواليات المتحدة نياية عام
.2020ويسبب النمو السريع لمصين والذي تعتبره الواليات المتحدة بشكل تنافس وتيديداً كبي اًر
القتصادىا ومكانتيا ،لذا بدأت أول مظاىر الحرب التجارية بين البمدين في الحممة االنتخابية
لمرئيس .
ثالثا :حقوق االنسان
تعد قصية حقوق االنسان من أكثر القضايا إثارة لمجدل في العالقة بين الواليات المتحدة والصين
وينتقد ممثمي المنظمات غير الحكومية األمريكية ووسائل اإلعالم والحكومية المعاممة السيئة من
قبل الحكومة الصينية المنشقين والجماعات الدينية والسجناء في الداخل ،أما عمى المستوى
الخارجي فقد عبر عن ذلك سكرتير الرئيس األمريكي لمشؤون الخارجية (بمينكن) عام ، ٦٤٦٩
بقولو تستخدم الصين اإلكراه والعدوان لتقويض الحكم الذاتي بشكل منيجي في ىونغ كونغ
وتقويض الديمقراطية في تايوان وانتياك حقوق اإلنسان في شينجيانغ والتبت . ......
وتزعم الواليات المتحدة أن ىذه السياسة تقوم عمى انتياك حقوق اإلنسان المعترف بيا دولياء
وتتمثل انتقادات الواليات المتحدة لحقوق االنسان في الصين ،من خالل التقييد عمى حريات
النشطاء السياسيين ،فرض قيود عمى االنترنيت استغالل الدولة لمقانون والنظام القضائي لتجريم
حرية التعبير ،وسيطرة الدولة ورقابتيا عمى الممارسات الدينية () .ويمكن اعتبار القمع العنيف
ضد الطالب المتظاىرين في بكين في 4تموز ۸۷۱۷ما يسمى بحادث تيانائمين.
الحدث األبرز الذي جعل حقوق اإلنسان كقضية خالف بين الواليات المتحدة والصين ،وترى
الصين أن ىدف الواليات المتحدة ىو الييمنة وليس دعم مبادئ حقوق االنسان ،ومتجاىمة بذلك
نصوص القانون الدولي .
تشير االحصاءات الخاصة بالتموث ،إن كل من الواليات المتحدة والصين يتسببان بنسبة -
( )41%من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكاربون عالمياً ،وىي السبب الرئيسي لالحتباس
الحراري وقد تعيد كال الطرفين بتقميل نسبة االنبعاثات إلى أقل مستوى ممكن ،رغم أن الرئيس
األمريكي دونالد ترامب لم يكن ممتزماً كثي اًر باتفاقيات المناخ والتموث ،ويتجمى ذلك في تصريح
الرئيس الفرنسي (ماكرون) عند تنصيب الرئيس األمريكي جون بايدن في ٦٤كانون الثاني
۰۲۰۸اذ أعرب عن تفاؤلو بعودة واشنطن إلى اتفاق باريس حول المناخ .
وفي ىذا السياق قال :جينغدون يوان ،كبير الباحثين في معيد ستوكيولم الدولي ألبحاث السالم
"سيبري" إن إدارة الرئيس (بايدن) ستكون منفتحة مع الصين بشأن مسألة تغير المناخ ،بينما ال
تزال حازمة في مجاالت التجارة والتكنولوجيا واألمن اإلقميمي ،وىناك أسباب متنوعة ليذه
المخاوف حيث يشعر بعض الخبراء الميتمين باألمن بالقمق من أن إدارة الرئيس األمريكي
مظاىرات ساحة تيانا من أو تعرف باسم حادثة الرابع من يونيو في مجموعة من المظاىرات
الوطنية التي وقعت في جميورية الصين الشعبية بين ٩١أبريل ۸۷۱۷ ،و ٩يونيو ، ۸۷۱۷ ،
وتمركزت في ساحة تيانا من في بكين التي كانت محتمة من قبل طالب جامعيين صينيين طالبوا
بالديمقراطية واإلصالح ،وقد استعممت الحكومة القوة المفرطة في انياء المظاىرات مما نتج عنو
المبحث الثاني
وفقاً لممعيد الدولي لمدراسات االستراتيجية في لندن ،يشكل الفضاء اإللكتروني أحد أىم ميادين
التنافس المعموماتي والصراعات والحروب المستقبمية ،ال توجد دولة ميما عظمت قدرتيا
العسكرية وال مؤسسة ميما عظمت قوتيا االقتصادية من خطر اليجمات اإللكترونية.
وستكون الواليات المتحدة األمريكية والصين من أكثر الدول منافسة وتؤثر في ىذا الحيز الواسع
من الفضاء ،وقد تحولت نظرة الواليات المتحدة إلى الصين ،من كونيا شريكا استراتيجياً إلى
منافس استراتيجي .إذ تحدت الصين اإلدارة األمريكية في خمسة مجاالت رئيسية :
السيطرة عمى حافة المحيطين اليندي واليادي والتجارة واالقتصاد ،يحث الصين عن معايير
تقنية بديمة والسعي وراء الييمنة التكنولوجية والتقدم العسكري الصيني ،ومع ذلك فيذا الخالف
معقد بسبب العالقة االقتصادية الوثيقة بينيما التي تتمثل بحجم التبادل التجاري الكبير بين
البمدين.
المطمب األول
دفع شح الموارد في كوكب األرض الى البحث في الفضاء عن موارد اخرى وخاصة مع بداية
القرن ال حادي والعشرين ،وذلك بسبب وجود موارد نادرة ( البالتين والذىب ) في أجرام سماوية
بكميات تختمف عما ىو موجود في كوكبنا األرض وقد بدأت حديثاً قسم من شركات القطاع
الخاص مثل ( 1)Googleفي دعم االستثمار في مجال المعادن القضائية وذلك سبب شحة او
بداية نفاذ قسم منيا عمى كوكب األرض من الماء ومكوناتو االساسية ( االوكسجين والييدروجين
( )H2Oوىو أكثر مكونات وقود الصواريخ -إذ تم في سنة 2016تطوير نظام ( )cometوىو
نظام دفع فضائي يعمل بالماء.
كل ىذا يدفع إلى التنافس في الفضاء االلكتروني وخاصة بين الواليات المتحدة والصين .لذا بدأ
الفضاء اإللكتروني يشيد تغيرات كبيرة بسبب تصاعد الخطاب في الدول المتقدمة حول الموارد
2
الطبيعية ،والتي تقدر قيمتيا بتريميونات الدوالرات( .مثل البالتين والتيتانيوم والطاقة الشمسية)
ويعد تطوير برنامج الفضاء الصيني أولوية بالنسبة لبكين ،حيث دعا الرئيس (شي جين بينغ)
البالد الى ترسيخ نفسيا كقوة فضائية ،وتصر الصين عمى ان برنامجيا مخصص لألغراض
العممية ،لكن و ازرة الدفاع األمريكية تدعي بأن أنشطة الصين .تيدف إلى منع الخصوم من
استخدام األصول الموجودة في الفضاء في أي أزمة.
وتعد طموحات الصين الفضائية مدفوعة بإستراتيجية طويمة األجل لمحصول عمى الموارد ،إذ
امتمكت في سنة 2020محطة فضائية خاصة بيا ،3وبحمول عام 2020تطمح الصين الى
نظام طاقة شمسية تجاري فضائي في مدار جغرافي متزامن وأخي اًر مستوطنة بشرية عمى سطح
القمر .والسؤال الذي يطرح نفسو ىنا ىو ،ىل ان سعي الصين إلى الفضاء يؤدي إلى صراع مع
- 1وثائقٌة دي دبلٌو :األجرام السماوٌة ،مناجم جدٌدة فً الفضاء؟ متاح على الموقع
https://www.youtube.com/watch?v=3est24bIBUQتأرٌخ الزٌارة 2021:4نٌسان .
- 2نامراتا جو سوامً ،صراع مستقبلً :نشاط دولً واسع الستغالل موارد الفضاء الخارجً معهد الوالٌات
المتحدة للسالم ،العدد ،25واشنطن ،2015 ،ص . 55
Michael Martina aims for a manned moon landing year 2013. Reuters. - 3
A pnl 29.2016 (2) Available at Link: the Date on March 30-2021. visit
https://www.reuters.com/article/us-china-space-moon-idUSKCNONG
الواليات المتحدة في ىذا المجال سيوفر فيم طبيعة طموحات الفضاء الصينية الرئيسية الثالثية
التالية :
- 1الطاقة الشمسية الفضائية :يسعى النظام المقترح الى تسخير الطاقة الشمسية باستخدام
االقمار الصناعية -ثم اعادة إرسال الطاقة الى محطات االستقبال عمى األرض باستخدام تقنية
الميكروويف.
_ 2التعدين القمري والكويكبات :طموح الفضاء الكبير القادم لمصين ىو استخراج موارد مثل
التيتانيوم والييميوم والمياه من سطح 1القمر.
-3محطة فضاء :محطة فضاء استثمرت الصين بكثافة في تطوير محطتيا الفضائية الخاصة
منذ عام 2011والتي اكممتيا عام 2020وأطمقت عمييا اسم (تيان جونج) (قصر السماوية).
المطمب الثاني
تعد الصين أكبر منافس استراتيجي لمواليات المتحدة ،في فترة ما بعد الحرب الباردة ،فإن الصين
تقترب من القدرات األمريكية في مجال االنظمة الفضائية واالختراق اإللكتروني ، 2قد تحتاج
الدول ايضاً إلى قدرات حرب الكترونية متقدمة ومزيد من المعمومات من أجل التمكن من مياجمة
الخصم وشل قدرتو العسكرية أو قدرة الخصم عمى السيطرة عمى قواتو وىذا يتضح أكثر في
أوقات الصراع والحرب الفعمية والتطور الفعمي لقدرات الصين السيبرانية يمكن أن يردع الواليات
المتحدة ودول أخرى ،بينما ال تحتاج الواليات المتحدة الى ردع الدول األخرى عبر الفضاء
اإللكتروني .كونيا تحقق الردع فعمياً من خالل القوة العسكرية.
1
- - 2نامراتا جوسوامً ،مصدر سبق ذكره ،ص Treaty on principles Governing the 61
Activities of States in the Exploration and Use of Outer space. Including
the Moon and other Celestial Bodies. September 14, 2018 Available .at
. link: https://bit.ly/2ogh Nq3. The date visit at 29 March 2021
وتسعى الصين والدول غير الصديقة لمواليات المتحدة الى االعتماد عمى شبكات الكمبيوتر
واالتصاالت لتعطيل القوات األمريكية والقوات الحميفة في مسرح الحرب وىذا يعني تفويض حرية
العمل األمريكية في السواحل وربما المحيطات التي تتواجد فييا .والصين تطمح إلى الوصول
لمصناعة والتقنيات االستراتيجية الموازية ( )offsetلمواليات المتحدة االفتراض الوحيد األساسي
الذي تقوم عميو استراتيجية الموازية الثالث أن العامل االقتصادي والصناعي والتكنولوجي يعتبر
أساس قوة الواليات المتحدة .التي يمكن تسخيرىا لمتغمب عمى مزايا الخصوم المحتممين
والصعوبات المالزمة المرتبطة بالجيش ".1