Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 91

‫جامعـــــــة غردايــــــــــــــــــة‬

‫كليـــــة الحقــــــوق والعلــــــوم السياسيـــــة‬


‫قســــــم الحقـــــــــوق‬

‫نظــــــــــام الصحــــــــــــــــــة والسالمـــــــة المهنيــــــــــــــة‬


‫للعامــل فـــــــــــــــــي القانون الجزائـــــــــــــــــــــــــــــــري‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي في مسار حقوق تخصص قانون خاص‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين ‪:‬‬


‫‪ -‬عبد الكريم بوحميدة‬ ‫‪ -‬عبلة بوذراع‪.‬‬
‫‪ -‬سمية بن ليفة‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪1444-1443 :‬هـ الموافق لـ ‪ 2023-2022‬م‪.‬‬


‫قال هللا تعالى‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬

‫( ‪ .......‬رِّب اْش َر ْح ِلي َص ْد ِر ي* َو َيِّس ْر ِلي َأْم ِر ي* َو اْح ُلْل ُعْق َد ًة ِّمن ِّلَس اِني * َيْفَق ُه وا َقْو ِلي ‪).......‬‬

‫صدق هللا العظيم‬


‫اآلية (‪ )28- 25‬سورة طه‬
‫وعن جابر بن عبد هللا عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‬
‫(سُلوا َهللا علًم ا نافًع ا‪ ،‬وَت َعَّو ُذ وا باِهلل مْن علٍم ال ينفُع )‬
‫أخرجه ابن ماجة وحسنه األلباني‬
‫الحمد هلل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ‪ ،‬الحمد هلل الذي من علينا بإتمام هذا البحث و ذلل لنا‬
‫الصعاب والعقبات ‪ ،‬والصالة والسالم على خير خلق هللا سيدنا محمد المبعوث بالخير والبركات‬
‫وعمال بقوله صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬

‫(َم ن َص َن َع ِإليُك م َم عُروًفا َفَك اِفُئوه ‪َ ،‬فِإن َلم َت ِجُد وا َم ا ُتَك اِفُئوا ِبِه َفادُعوا َلُه َح َّت ى َت َر وا َأَّنُك م َقد‬
‫َك اَفأُتُموُه ) رواه أبو داود وصححه األلباني ‪.‬‬
‫نتقدم بخالص عبارات الشكر و العرفان إلى المشرف األستاذ الدكتور‪:‬‬
‫" بوحميدة عبد الكريم "‬
‫الذي كان لنا أستاذا وأخا في توجيهنا وإرشادنا‪ ،‬والذي شرفنا بقبوله المتابعة واإلشراف على هذه‬
‫المذكرة جزاه هللا عنا كل خير‪ ،‬وبارك هللا له في صحته وأهله‪.‬‬
‫كما نتقدم بالشكر والعرفان لجميع أساتذتنا في قسم الحقوق على دعمهم وتشجيعهم‬
‫لنا ‪ ،‬وشكر خاص موصول للسيد عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية الدكتور" فروحات سعيد"‬
‫و البروفيسور" كيحول بوزيد" والدكتور "سيد أعمر محمد"‬
‫وال ننسى بالذكر موظفي وعمال كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة غرداية‪.‬‬
‫بسم هللا والحمد هلل والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن وااله ‪.‬‬
‫إنه لمن دواعي سروري أن أهدي عملي المتواضع هذا إلى من يعجز اللسان على التعبير‬
‫عنهما إلى سبب وجودي في هذه الحياة ‪،‬إلى من يفرحان لفرحي ‪،‬ويحزنان لحزني إلى سنداي‬
‫في الدنيا ‪ ،‬وسر توفيقي ونجاحي " والديا الكريمان" حفظهما هللا وأطال في عمرهما وبارك لهما‬
‫في صحتهما ورزقهما جنة الفردوس‪.‬‬
‫إلى رفيق دربي وشريك حياتي زوجي الغالي محمد ‪.‬‬
‫إلى حماتي الغالية ماما رقية‪.‬‬
‫إلى توأم روحي وحبيبتاي الغاليتان نور الهدى ‪ ،‬سوسن‪.‬‬
‫إلى من هم قطعة من قلبي وروحي إخوتي " عبد الحق ‪ ،‬عبد الرحمان ‪ ،‬إسالم ‪ ،‬فارس"‬
‫إلى أخواتي اللذين لم تلدهم أمي وحبيبات قلبي " فايزة ‪ ،‬أمينة ‪ ،‬فضيلة ‪ ،‬فيروز ـ إيمان'‬
‫إلى كتاكيتي وأحباب قلبي ‪:‬أنس ‪ ،‬أميرة ‪ ،‬مرام‪ ،‬أحمد فراس ‪ ،‬زين العابدين ‪ ،‬عبد السالم‪.‬‬
‫إلى جميع أفراد عائلتي وعائلة زوجي كبيرا وصغيرا كل باسمه‪.‬‬
‫إلى جميع زمالئي وزميالتي في قسم سنة ثانية ماستر قانون خاص دفعة ‪.2022/2023‬‬
‫إلى جميع زمالئي وزميالتي في العمل ببلدية بنورة خاصة أختي وزميلتي الغالية نورة‪.‬‬
‫إلى رفيقة مشواري الجامعي الغالية سمية ‪.‬‬
‫عبلة‬
‫إلـــــــى مدرستـــــي األولـــى في الحياة إلـــــــى من سخر لي كل ما في جعبته‬
‫أبــــــي الغالــــي أطــــــال هللا فــــي عمره‪.‬‬
‫إلـــــى التــــي رعتنــــــي حــــــق رعايـــــة إلـــــــى نبـــــــــع الحنـــــــان‬
‫وروح القلـــــــــب أمـــي الحبيبة أطال هللا في عمرها‪.‬‬
‫إلــــــى أمــــــي الثانيــــة جدتــــي الغاليــــة أمـــدها هللا بالصحة والعافية‪.‬‬
‫إلــــى إخوتـــي وسنـــدي فـــي الحياة عبد اللطيف ‪ ،‬عبد الحفيظ ‪ ،‬سفيان ‪ ،‬يونس‪.‬‬
‫إلــــــى جواهـــــري الثالثـــــة أخواتي أسمـــــاء شفـــــاء سنــــدس‪.‬‬
‫إلــــــــــى أخواتي اللتين لـــم تلدهمـــــا أمــــي فرهـــــاد وكمليـــــــة‪.‬‬
‫إلـــــــــى أعمامـــــي وعمتــــي وأخوالــــــي وخاالتي كل باسمه‪.‬‬
‫إلـــــــى كتاكيــــــــت البيــت الكبيـــر وبهجتــــه محمـــد السعيــــد ‪ ،‬محمـــد فــــراس ‪،‬‬
‫والتـــوأم بــــالل ورتــــاج ‪ ،‬آيــــة ‪ ،‬رويــــــدا ‪ ،‬ماريــــــــه ‪،‬آالء ‪ ،‬أويــــس‪.‬‬
‫إلى زمالئي وأصدقائي وكل موظفي بلدية تبسبست (مصلحة الحالة المدنية ) أخص بالذكر‬
‫جوهرية هاجر ‪ ،‬حياة ‪ ،‬فتيحة ‪ ،‬وداد ‪.‬‬
‫إلـــى كــل أصدقائـي مــن االبتدائي إلى الجامعي حنان ‪،‬نجاة ‪ ،‬إيمان ‪ ،‬صباح ‪ ،‬سعاد ‪ ،‬سميحة‬
‫إلى زمالء دفعة الحقوق ثانية ماستر تخصص قانون خاص جامعة غرداية لسنة ‪2022/2023‬‬
‫إلى رفيقة مشواري الجامعي في جامعة غرداية عبلة‬
‫أهـــــــــدي ثمــــــرة جهــــدي المتواضــــــــــــع‬

‫سمية‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫أولت الجزائر منذ استقاللها عناية بالغة بالجانب الصناعي واالقتصادي ‪ ،‬لمحاولة النهوض‬
‫والسعي قدما لبناء اقتصادها وتطوير البنية التحتية والقيام بالمشاريع التي توفر إطار عمل يدعم‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬و ألن المورد البشري المتمثل في العمال هو المحرك األساسي الذي يدفع‬
‫بعجلة التنمية إلى األمام في أي مؤسسة ‪ ،‬ومن أجل الوصول إلى خلق بيئة عمل مالئمة وبعث‬
‫الطمأنينة لدى العمال وكسب ثقتهم في المؤسسة وبالتالي الوصول إلى استقطاب عمال جدد و‬
‫تعزيز اإلنتاج‪ ،‬وبازدياد حوادث العمل واألمراض المهنية الناتجة عن المخاطر التي تصيب‬
‫العمال أثناء تأدية عملهم والتي أثرت سلبا وأدت إلى تراجع اإلنتاج كان والبد على الدولة‬
‫الجزائرية وكغيرها من دول العالم التخطيط والسعي نحو توفير بيئة آمنة ومالئمة للعامل والتي‬
‫تعتبر حق من حقوقه وذلك عن طريق تطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية ‪.‬‬

‫فاإلجراءات والبرامج الخاصة بالصحة والسالمة المهنية ‪،‬تهدف إلى الحفاظ على‬
‫صحة وسالمة العامل الجسدية والنفسية‪ ،‬والتقليل من الوقوع في الحوادث ‪،‬وأيضا تقيه من‬
‫التعرض إلى األمراض المهنية التي باتت من أكبر المشاكل التي تقع في المصانع ‪ ،‬بسبب نقص‬
‫وسائل و آليات الصحة والسالمة في الوسط المهني‪.‬‬

‫فالصحة والسالمة المهنية تعتبر مسؤولية يشترك فيها رب العمل والعامل على حد سواء ‪،‬‬
‫ومن أجل التقليل من مخاطر العمل وإ دارة المخاطر بشكل مناسب من خالل إدراج مخطط‬
‫وقائي وصحي يعمل على حماية العمال في بيئة العمل ‪.‬‬

‫والمشرع الجزائري كغيره من الدول أعطى الضوء األخضر في تطبيق هذا النظام عن‬
‫طريق تبنيه لالتفاقيات الدولية التي صدرت ‪ ،‬كما نصت على ذلك عدة مراسيم ونصوص‬
‫تنظيمية خاصة بحماية العامل ووقايته من الحوادث واألمراض المهنية التي يتعرض لها في‬
‫بيئة العمل ‪.‬‬

‫وتتمثل أهمية هذا الموضوع في ‪ :‬االهتمام المتزايد من قبل الدول والهيئات الدولية لتوفير‬
‫السالمة المهنية للعمال ‪،‬وتوفير بيئة عمل آمنة لهم لتكريس مبدأ الحق في العمل للعمال وتأمينهم‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫من الحوادث واإلصابات ‪،‬كما أن االهتمام بالعنصر البشري ينعكس على المؤسسة ‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى الزيادة في الرفع من اإلنتاج داخلها ‪.‬‬

‫وتكمن أسباب اختيارنا لهذا الموضوع في أسباب ذاتية تتمثل في أنه يدخل في مجال‬
‫تخصصنا وطبيعة مهنتنا وكذا رغبتنا في الحصول على شهادة الماستر في مجال قانون العمل ‪.‬‬

‫أما األسباب الموضوعية فتمثلت في الأهمية التي يكتسيها موضوع نظام الصحة والسالمة‬
‫المهنية في بيئة العمل وانعكاساته على العامل و التوجه الكبير للدول النامية نحو المؤسسات‬
‫الصناعية وبالتالي بدأ االهتمام بمجال الصحة والسالمة المهنية إضافة إلى حداثة الموضوع وقلة‬
‫اهتمام الدول النامية به‪.‬‬

‫الهدف من دراستنا لموضوع نظام الصحة والسالمة المهنية للعامل في القانون الجزائري‬
‫هو‪:‬‬

‫معرفة المفاهيم الخاصة بنظام الصحة والسالمة المهنية و معرفة المسؤولية التي تقع‬
‫على عاتق العمال وأصحاب العمل من جراء تطبيق برنامج الصحة والسالمة المهنية ‪.‬‬
‫إيجاد حلول من أجل التقليل من حوادث العمل واإلصابات التي باتت من المشاكل‬
‫الكبرى التي تقع في بيئة العمل ‪.‬‬
‫دور الهيئات الدولية والوطنية في مراقبة هذه المؤسسات وإ حاطتها بلجان خاصة‬
‫بالوقاية من أجل السير الحسن للعمل ‪.‬‬
‫حماية عنصر اإلنتاج ‪.‬‬

‫وقد تم االطالع على بعض الدراسات السابقة التي لها عالقة بموضوع الصحة والسالمة‬
‫المهنية منها ‪:‬‬

‫‪ - 01‬حن‪OO O O‬ان علي موس‪OO O O‬ى ‪،‬دور إدارة الس‪OO O O‬المة والص‪OO O O‬حية المهني‪OO O O‬ة وف‪OO O O‬ق المواص‪OO O O‬فة (‬
‫‪ )OHSAS18001‬في التقلي ‪OO‬ل من ح ‪OO‬وادث العم ‪OO‬ل دراس ‪OO‬ة حال ‪OO‬ة مؤسس ‪OO‬ة هنك ‪OO‬ل ‪ ،‬مجل ‪OO‬ة‬
‫العلوم اإلنسانية الجزائ‪O‬ر ج‪O‬وان ‪ 2011‬وال‪O‬ذي تن‪O‬اول اآلث‪O‬ار الناتج‪O‬ة عن الص‪O‬حة والس‪O‬المة‬
‫المهنية وأهميتها بالنسبة للعمال وما مدى تطبيقها على المؤسسات الصناعية‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ - 02‬محم‪OO O O‬د جه‪OO O O‬ل ‪ ،‬بيئ‪OO O O‬ة العم‪OO O O‬ل وال‪OO O O‬تزام الس‪OO O O‬المة والص‪OO O O‬حة المهني‪OO O O‬ة في التش‪OO O O‬ريع‬
‫الجزائ‪OO‬ري ‪ ،‬أطروح‪OO‬ة للحص‪OO‬ول على ش‪OO‬هادة دكت‪OO‬وراه عل‪OO‬وم تخص‪OO‬ص الق‪OO‬انون االجتم‪OO‬اعي‬
‫جامع ‪OO‬ة وه ‪OO‬ران ‪ 2‬الس‪OO‬نة الجامعي ‪OO‬ة ‪ 2017/2018‬حيث ع ‪OO‬الج في دراس‪OO‬ته االل ‪OO‬تزام بنظ ‪OO‬ام‬
‫الص‪OO O‬حة والس‪OO O‬المة في بيئ‪OO O‬ة العم‪OO O‬ل واإلج‪OO O‬راءات القانوني‪OO O‬ة المترتب‪OO O‬ة على مخالف‪OO O‬ة قواع‪OO O‬د‬
‫الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬
‫‪ - 03‬بخت‪OO‬ة ه‪OO‬دار ‪ ،‬دور مع‪OO‬ايير الس‪OO‬المة والص‪OO‬حة المهني‪OO‬ة في تحس‪OO‬ين أداء الع‪OO‬املين في‬
‫المؤسس‪OO‬ات لن‪OO‬دغاز الجزائ‪OO‬ر‪ ،‬وح‪OO‬دة ورقل‪OO‬ة‪ ،‬م‪OO‬ذكرة لني‪OO‬ل ش‪OO‬هادة الماس‪OO‬تر في عل‪OO‬وم التس‪OO‬يير‬
‫جامعة قاصدي مرباح ‪،‬ورقلة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 2011/2012‬ع‪OO‬الجت موض‪OO‬وع مع‪OO‬ايير‬
‫الص‪OO‬حة والس‪OO‬المة المهني‪OO‬ة من خالل البحث في مف‪OO‬اهيم الص‪OO‬حة والس‪OO‬المة المهني‪OO‬ة وأيض‪OO‬ا‬
‫حوادث العمل واألمن الصناعي ‪.‬‬

‫واجهتنا بعض الصعوبات خالل دراستنا لهذا الموضوع منها ‪:‬التشابه الكبير في‬
‫المصطلحات بين الصحة والسالمة المهنية واألمن الصناعي كنظام مستقل بذاته مثله مثل نظام‬
‫الصحة والسالمة المهنية ألن كالهما له تطبيقاته في المؤسسات والمنشآت‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق ذكره نصل لطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫ما مدى تطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية على العامل في القانون الجزائري ؟ وتتفرع عن‬
‫هذه اإلشكالية األسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬

‫ما مفهوم نظام الصحة والسالمة المهنية ؟‬


‫ما مدى أهميته في الدول النامية والدول العربية بالخصوص الجزائر وانعكاساته على‬
‫العاملين ؟‬
‫ما هو دور لجان الوقاية في مراقبة البرنامج الخاص بالسالمة والصحة المهنية؟‬
‫ما هو دور الهيئات في تطبيق هذا النظام ؟‬
‫ماهي المسؤولية المترتبة على مخالفة هذا النظام؟‪.‬‬
‫ماهي الجزاءات واآلثار المترتبة على ذلك ؟‪.‬‬

‫ت‬
‫مقدمة‬

‫نتبع في دراستنا لهذا الموضوع المنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬ألننا بصدد تحليل اإلجراءات المتبعة‬
‫لبرامج نظام الصحة والسالمة المهنية ‪ ،‬وما مدى تطبيقه وفق القانون الجزائري وانعكاساته‬
‫على العاملين في بيئة العمل ‪ ،‬وكذا المنهج المقارن بين الجزائر و الدول العربية في مجال‬
‫تطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬

‫ولإلجابة على اإلشكالية والبحث في الموضوع نقترح خطة مقسمة إلى فصلين ‪:‬‬

‫الفصل األول نتناول فيه اإلطار المفاهيمي من تعريف وأهداف وآليات واجراءات لنظام‬
‫الصحة والسالمة المهنية للعامل وواقعه في الجزائر وكذا الدول العربية ‪ ،‬أما الفصل الثاني‬
‫فندرس فيه مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية و أساليب الوقاية والحد منها في القانون‬
‫الجزائري مبرزين مدى تطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية للعامل في القانون الجزائري ‪.‬‬

‫ث‬
1
2
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمــــــي لنظام الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬

‫تعد الصحة والسالمة المهنية بالمفهوم العام من بين األنظمة المهمة في حياة المجتمع‬
‫ومما زادها هذه األهمية هو التنوع االقتصادي والتجاري واالجتماعي الذي ظهر في العديد من‬
‫الدول ‪ ،‬خاصة الدول التي تعتمد على المجال الصناعي بصفة كبيرة في تنمية اقتصادها مما‬
‫أكسب هذا النظام صفة الجدية في تطبيقه في أغلب المؤسسات التابعة للدولة والمؤسسات‬
‫الخاصة وجندت الدول جملة من القوانين والمراسيم التي تنظم سير إدارة الصحة والسالمة‬
‫المهنية ‪.‬‬

‫ولقد أولى المشرع الجزائري مواكبا غيره من التشريعات الغربية والعربية أهمية كبيرة‬
‫في هذا المجال ‪ ،‬بإصداره لعدة مراسم تنفيذية تعالج موضوع الصحة والسالمة من بينها ‪:‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-91‬المتعلق بالقواعد العامة للحماية التي تطبق على حفظ الصحة‬
‫واألمن في أماكن العمل ‪ 1‬و القانون رقم ‪ 07-88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‬
‫‪ ، 2‬وانضمامه لالتفاقيات التي نصت على األنظمة الخاصة بالصحة والسالمة للعمال خاصة في‬
‫حالة تعرض العمال لألمراض المعدية والمخاطر وحوادث العمل ‪ ،‬وعليه فإن تطبيق القوانين‬
‫واالتفاقيات في هذا المجال يؤدي إلى معالجة العوامل المادية أو العوامل الشخصية التي تؤدي‬
‫إلى وقوع في مثل هده الحوادث وبالتالي الحد منها في المؤسسات ‪ ،‬مما يساعد بالتأكيد على‬
‫تحسين بيئة العمل بصفة مستمرة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نشأة وتطور نظام الصحة والسالمة المهنية ‪.‬‬

‫تعود جذور الصحة والسالمة المهنية في الدول منذ بدأ الثورة الصناعية ‪ ،‬إذ كان‬
‫الشائع في تلك الفترة هو تشغيل األطفال في مصانع القطن في انجلترا ‪ ،‬بدأ الناس بالمطالبة‬
‫بتحسين ظروف العمال وحقوقهم واستبعاد عمل األطفال في المصانع‪ ،‬فأصدرت الحكومة قانون‬
‫الصحة واألخالق عام ‪ 1802‬م ‪ ،‬واعتبر بمثابة حجر األساس وبداية تدخل الدولة في االهتمام‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-91‬المؤرخ في ‪ 03‬رجب عام ‪ 1411‬ه الموافق ‪ 19‬جانفي سنة ‪1991‬م يتعلق بالقواعد العامة‬
‫للحماية التي تطبق على حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل ‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪، 04‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬سنة ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية عام ‪1408‬ه الموافق ‪ 26‬جانفي سنة ‪ 1988‬م يتعلق بالوقاية الصحية‬
‫واألمن وطب العمل ‪،‬الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 08‬جمادى الثانية عام ‪. 1408‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بنظام الصحة والسالمة ‪،‬وانتشر الوضع أيضا في الواليات المتحدة ففي سنة ‪1869‬م تم تأسيس‬
‫مكتب إحصائيات العمل لدراسة الحوادث الصناعية ‪ ،‬وأيضا شهدت هده الفترة ظهور منظمة‬
‫العمل الدولية ‪1919‬م والتي أرست مفاهيم حماية العمال وكيفية حمايتهم من مخاطر العمل‬
‫ظهور الحرب العالمية الثانية أدى إلى انتشار نظام الصحة والسالمة المهنية كنظام متكامل‬
‫وانتشرت وأصبح أكثر شموال ‪،‬وعليه فإن الثورة الصناعية والحرب العالمية الثانية من العوامل‬
‫التي أدت إلى ظهور البوادر األساسية لنظام الصحة والسالمة المهنية ‪،‬لما مرت عليه الطبقة‬
‫العاملة من مشاكل ومخاطر كبيرة استدعى إيجاد حلول سريعة للحد من مخاطر بيئة العمل ‪،1‬إذ‬
‫قامت بتوسيع برامج تدريب العمال والموظفين خاصة الجدد بقيام دورات تدريبية في مراكز‬
‫ومنشآت تابعة للدولة من أجل الحد من حوادث العمل ‪ ،‬و بتوفير متخصصين في ميدان الصحة‬
‫والسالمة المهنية عن طريق فتح مراكز ومعاهد ‪،‬لتخريج مسؤولين متمكنين في برامج الصحة‬
‫والسالمة المهنية وتطبيقها في بيئة العمل ومن أجل توعية العمال بأهمية الموضوع وخطورته‬
‫‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫"ومن بين الكوارث التي ظهرت مما جعل العالم يتأهب ويهتم بموضوع الصحة والسالمة هو‬
‫حادث فليكس بورغ ‪ ،‬وهي قرية دمرت نتيجة انفجار منشأة نايبرو لتد (‪ )Nypro-Ltd‬إلنتاج‬
‫الكابروالكتم (‪3 )Caporolactam‬ومن بين نتائج هذه الكارثة ظهور أولى متطلبات الحماية‬
‫بالنسبة للشركات الكيميائية "‪ ،4‬ماسببته الحرب العالمية الثانية أيضا أثر تأثيرا سلبيا بصفة‬
‫خاصة بالدول الفقيرة خاصة في مستوى الخدمات في المصانع ‪،‬عدم وجود األسس الصحيحة‬
‫لنظام الصحة والسالمة المهنية ‪،‬عدم االهتمام بالجانب الصحي مما أدى إلى وجود مشاكل‬
‫صحية كبيرة وعدم السيطرة عليها مما أدت إلى كثرة األمراض المتوطنــة ‪ 5‬و المزمنة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نور الهدى حدادي‪ ،‬أمينة مخلفي ‪ ،‬التطور التاريخي والقانوني لنظام الصحة والسالمة المهنية‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث‬
‫القانونية ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪،‬المجلد ‪، 06‬العدد ‪ 1‬جانفي ‪ 2021‬م ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬

‫‪2‬‬
‫بختة هدار ‪ ،‬دور معايير السالمة والصحة المهنية في تحسين أداء العاملين في المؤسسات لند غاز الجزائر وحدة ورقلة ‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في علوم التسيير ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2011/2012‬م‪ ،‬ص ‪. 6‬‬

‫الكابروالكتم هو مركب عضوي له الصبغة الكيميائية ومادة صلبة بيضاء اللون رائحتها غير مقبولة ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫نور الهدى حدادي‪ ،‬أمبنة مخلفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬ ‫‪4‬‬

‫المتوطنة هي حمى التيفوس والتيفود ‪ ،‬وهي من األمراض الدخيلة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬واقع الصحة والسالمة المهنية في الدول النامية ‪.‬‬

‫معظم الدول النامية بدأت االهتمام بنظام الصحة والسالمة المهنية في أواخر القرن‬
‫العشرين إذ قامت هذه الدول بتدريب العاملين المتخصصين في مجال الصحة والسالمة المهنية‬
‫في أماكن العمل ‪ ،‬بالرغم من المشاكل االجتماعية واالقتصادية التي تعاني منها معظم الدول‬
‫النامية من افتقار ألسس الصحة والسالمة المهنية بصفة عامة ‪ ،‬ضعف القوانين الخاصة في هذا‬
‫المجال في ذلك الوقت ‪ ،‬نقص في المعدات واألجهزة الصحة والسالمة المهنية في أماكن العمل‬
‫آنذاك ‪.1‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬واقع الصحة والسالمة المهنية في الجزائر ‪.‬‬

‫ظهرت أهمية نظام الصحة والسالمة المهنية في الجزائر بعد صدور الدستور األول‬
‫بعد االستقالل‪ ،‬بالرغم من أن الدولة أعطت الضوء األخضر في إبدائها باالهتمام بنظام الصحة‬
‫والسالمة ‪.‬‬

‫إال أن دستور ‪1963‬م ‪ 2‬يتطرق للوهلة األولى لموضوع الصحة والسالمة المهنية وبيئة‬
‫العمل بالمعنى الصريح إذ ركز االهتمام على تحسين السكن والحالة الصحية ‪ ،‬ولم يذكر‬
‫الصحة المهنية ‪ ،‬إال أن ديباجة هذا الدستور جعلت أولويات السياسة االجتماعية هي تحسين‬
‫المستوى المعيشي للعمال ‪ ،‬والحالة الصحية للسكان بصفة عامة ‪ ،3‬وهي حق العامل في الوقاية‬
‫الصحية واألمن وطب العمل ‪ ،‬أيضا حقه في الراحة وفي صيانة كرامته وسالمته المعنوية‬
‫والبدنية‪ ،‬وهذا راجع إلى الحالة المزرية التي كان يعيش فيها السكان بعد االستقالل في كل‬
‫المجاالت ‪ ،‬وخاصة المجاالت الصحية وعليه كان البد للدولة الجزائرية أن تضع استراتيجية‬
‫ومخطط خاص بالوقاية والصحة والسالمة المهنية نتيجة المشاكل الكبيرة التي كان يعاني منها‬
‫العمال في المؤسسات االقتصادية ‪ ،‬فالدولة الجزائرية نظرا لحرصها على صحة األفراد من‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 54‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫الدستور الجزائري المؤرخ في ‪ 08‬سبتمبر ‪ 1963‬م هو أول دستور صدر بعد االستقالل ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫محمد جهل ‪ ،‬بيئة العمل والتزام السالمة والصحة المهنية في التشريع الجزائري ‪ ،‬أطروحة للحصول على شهادة دكتوراه‬
‫علوم تخصص القانون االجتماعي ‪،‬جامعة وهران ‪ ، 2‬السنة الجامعية ‪ 2017/2018 :‬م‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الناحية الصحية والجسمانية ففي سنة ‪1963‬م صادقت على ‪ 42‬اتفاقية دولية‪1‬وكان الهدف منها‬
‫الذي نص في المادة ‪ 62‬منه أن‬ ‫‪2‬‬
‫تكريس نظام الصحة والسالمة ويليها دستور ‪ 1976‬م‬
‫األمن مسؤولية الدولة وأن الدولة تقع على عاتقها مسؤولية الحماية والحق في العمل والوقاية‬
‫الصحية ‪.‬‬

‫أي أن نظام الصحة والسالمة أصبح التزاما دستوريا إذ اعتبرتها من الحقوق األساسية التي‬
‫نص عليها المشرع الجزائري في قانون العمل ‪ ،‬فدستور ‪ 1976‬م هو الوحيد الذي أعطى‬
‫تعريفا للعمال لما لهذه الشريحة من أهمية كبيرة في المجتمع ‪.3‬‬

‫إن الدولة الجزائرية نظرا الهتمامها ببرامج نظام الصحة والسالمة المهنية والتي جسدتها في‬
‫الواقع بالخدمات االجتماعية والصحية وتطوير التكوين المهني والترقية في العمل ‪ ،‬وكل هذا‬
‫جاء في تطبيق سياستها التي بينتها في مجال الوقاية من األخطار المهنية ‪ ،‬والتي أصبحت‬
‫ملموسة بالنظر إلى االتفاقيات الدولية الصادرة عن منظمة العمل الدولية والتي صادقت عليها‬
‫الدولة الجزائرية وأولت اهتمام بها السيما ‪ :‬االتفاقية رقم ‪ 155‬الصادرة عام ‪1981‬م حول أمن‬
‫وصحة العمال ‪،‬االتفاقية رقم ‪ 187‬حول الترويج لألمن والصحة المهنيتين‪.4‬‬

‫مما سبق ذكره نستنتج أن الدولة الجزائرية بعد االستقالل وضعت أهداف وجهود محتشمة‬
‫بعض الشيء فيما يخص نظام الصحة والسالمة المهنية ‪ ،‬منها مثال األمر رقم ‪ 183-66‬الذي‬

‫‪1‬‬
‫صادقت الجزائر منذ االستقالل على ‪ 42‬اتفاقية دولية صدرت عن منظمة العمل الدولية ‪ ،‬تهدف كلها تقريبا إلى االهتمام‬
‫بالصحة والسالمة المهنية للعاملين أثناء أداء عملهم في بيئة العمل ‪ ،‬منها االتفاقية رقم ‪ 42‬المتعلقة باألمراض المهنية سنة‬
‫‪1934‬م ‪ ،‬اتفاقية حول التعويض عن حوادث العمل سنة ‪ 1925‬م ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الدستور الجزائري المؤرخ في ‪1976‬هو ثاني دستور بعد االستقالل ‪.‬‬

‫محمد جهل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫عتيقة حرايرية ‪،‬الصحة والسالمة المهنية في الجزائر من التشريع إلى التثقيف ‪ ،‬مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية ‪ ،‬قسم‬
‫العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2‬العدد ‪17‬جوان ‪ 2017‬م ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تضمن حوادث العمل التي يتعرض لها العمال و األمراض المهنية في بيئة العمل ‪.1‬األمر رقم‬
‫‪ 29-72‬الذي جاء لتأسيس معهد خاص لحفظ الصحة واألمن‪.2‬‬

‫ثم تطور الوضع وأصبح من أولويات سياسة الدولة الجزائرية في المؤسسات االقتصادية‬
‫هي تطبيق برامج وقائية بصفة صارمة ‪ ،‬من بين المراسيم التي جاءت لتجسيد هده البرامج‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 3209 -96‬الذي كرس عمل مجلس الصحة والسالمة والطب المهني وبين‬
‫كيفية تنظيمه وعمله ‪ ،‬بعدها صدور عدة مراسيم أخرى من بينها على سبيل المثال ‪ :‬المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 4 427 -02‬حول إرشاد العمال وإ بالغهم وتدريبهم في مجال الوقاية من المخاطر‬
‫المهنية ‪،‬المرسوم التنفيذي ‪ 509-05‬حول اللجان المشتركة مع العمال حول الصحة‬
‫والسالمة ‪،‬المرسوم التنفيذي ‪ 610-05‬حول صالحيات وتشكيل وتنظيم إجراءات لجان الصحة‬
‫والسالمة في الشركات ‪ ،‬المرسوم التنفيذي ‪ 711-05‬حول شروط إنشاء خدمات الصحة‬
‫والسالمة وتنظيمها وتشغيلها‪. 8‬‬

‫الفـــــرع الثانــــــي ‪ :‬واقـــــــع الصحـــة والسالمـــــة المهنية في الدول العربية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫األمر رقم ‪ 183-66‬المؤرخ في ‪28‬جوان ‪1966‬م والمتضمن التعويض عن حوادث العمل واألمراض المهنية الملغى سنة‬
‫‪ 1983‬بقانون رقم ‪ 12-83‬المنشور بالجريدة الرسمية العدد ‪. 55‬‬

‫األمر رقم ‪ 29-72‬المؤرخ في ‪ 06‬جوان ‪ 1972‬م المتضمن إحداث المعهد الوطني لحفظ الصحة واألمن ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 209-96‬المؤرخ في ‪ 18‬محرم عام ‪ 1417‬ه الموافق لـ ‪ 05‬جوان ‪1996‬م يحدد تشكيل المجلس‬
‫الوطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل وتنظيمه وسيره ‪ ،‬ج ر العدد (‪( )35‬الجزائر ج ج د ش) ‪ 1996(،‬م) ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 209-96‬المؤرخ في ‪ 18‬محرم عام ‪ 1417‬ه الموافق لـ ‪ 05‬جوان ‪1996‬م يحدد تشكيل المجلس‬
‫الوطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل وتنظيمه وسيره ‪ ،‬ج ر العدد (‪( )35‬الجزائر ج ج د ش) ‪ 1996(،‬م) ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪427-02‬المؤرخ في ‪ 03‬شوال عام ‪1423‬ه الموافق لـ‪ 07‬ديسمبر لسنة ‪2002‬م‪ ،‬يتعلق بشروط‬
‫تنظيم تعليم العمال وإ عالمهم وتكوينهم في ميدان الوقاية من األخطارالمهنية ‪،‬ج رالعدد(‪ (،)82‬الجزائر ج ج د ش ) ‪2002 ،‬‬
‫م‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬ه الموافق لـ‪ 08‬يناير سنة ‪2005‬م ‪ ،‬يتعلق باللجان‬
‫المتساوية األعضاء ومندوبي الوقاية الصحية واألمن ‪ ،‬ج ر العدد (‪( ، )04‬الجزائر ج ج د ش)‪ 2005 ،‬م ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬ه الموافق لـ‪ 08‬يناير سنة ‪ 2005‬م‪ ،‬يحدد صالحيات‬
‫لجنة مابين المؤسسات للوقاية الصحية واألمن وتشكيلها وتنظيمها وسيرها‪،‬ج رالعدد (‪(،)04‬الجزائر ج ج د ش)‪ 2005 ،‬م ‪.‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعتبر الصحة والسالمة المهنية في الدول العربية بالمقارنة م‪O‬ع ال‪O‬دول الغربي‪O‬ة‬
‫تتماشى بصفة متدنية جدا رغم حاجة هذه الدول إلى ب‪OO‬رامج الص‪OO‬حة والس‪O‬المة والوقاي‪OO‬ة نظ‪OO‬را لم‪OO‬ا‬
‫تعاني ‪OO‬ه معظم ال ‪OO‬دول من مخلف ‪OO‬ات الح ‪OO‬روب واألم ‪OO‬راض المنتش ‪OO‬رة والفق ‪OO‬ر ‪ ،‬وغيره ‪OO‬ا من المش ‪OO‬اكل‬
‫الموج‪O‬ودة في المنطق‪OO‬ة العربي‪OO‬ة إذ تش‪O‬ير مج‪O‬االت منظم‪OO‬ة العم‪OO‬ل الدولي‪OO‬ة ح‪O‬ول واق‪O‬ع التص‪OO‬ديق على‬
‫االتفاقيات السالمة والصحة المهنية بأن نسبة التصديق على االتفاقيات متدنية جدا ب‪OO‬ل تك‪OO‬اد تك‪OO‬ون‬
‫منعدم‪OO‬ة ‪ ،‬إذ نج‪OO‬د أن االتفاقي‪OO‬ات من‪OO‬ذ س‪OO‬نة ‪1977‬م لم تص‪OO‬ادق ال‪OO‬دول العربي‪OO‬ة إال واح‪OO‬دة من دول‬
‫‪1‬‬
‫غرب آسيا ‪ ،‬وهي العراق الذي صادق على االتفاقية رقم ‪ 88-167‬واالتفاقي‪OO‬ة رقم ‪77-148‬‬
‫وب‪OO‬الرغم من محاول‪OO‬ة بعض ال‪OO‬دول العربي‪OO‬ة من إب‪OO‬راز أهميته‪OO‬ا لنظ‪OO‬ام الص‪OO‬حة والس‪O‬المة للعم‪OO‬ال في‬
‫كافة المؤسسات ‪،‬إال أننا نجد بعض الدول منها الكويت التي اعتبرت في إح‪OO‬دى أحكامه‪OO‬ا العمالي‪OO‬ة‬
‫أن إصابة العمل التي تكون أثناء ف‪O‬ترة الراح‪O‬ة ال‪O‬تي تتخل‪O‬ل العم‪O‬ل الي‪O‬ومي ال تعتبره‪O‬ا إص‪O‬ابة أثن‪O‬اء‬
‫تأدية العمل ‪. 2‬‬

‫إن الوصول إلى العمل في الدول العربية يعتبر احد التحديات الرئيسية التي تواجه‬
‫اغلب هذه الدول ‪ ،‬حيث نجد بعض الدول بذلت جهود كبيرة في المنطقة من حيث استحداث‬
‫وظائف جديدة ‪ ،‬ونظرا لتزايد نسبة العمالة في هده الدول مما جعلها تقوم بدراسة شروط‬
‫وضمانات وحقوق العمل ‪ ،‬وتسيسها بمعايير دولية تناسب وأهدافها االستراتيجية مثال (سوريا‬
‫والسودان ومصر) ‪. 3‬‬

‫في حين نجد بعض الدول تركت التوافق بين العمال وأصحاب العمل من حيث األمور‬
‫والحقوق األخرى منها دول الخليج‪ ،‬وعليه تظهر هناك اختالفات في البلدان العربية إذ تعاني‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 11-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة عام ‪1425‬ه الموافق لـ‪ 08‬يناير سنة ‪ 2005‬م‪ ،‬يحدد شروط إنشاء‬ ‫‪8‬‬

‫مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل وتنظيمها وسيرها وكذا صالحيتها‪،‬ج ر العدد (‪(،)04‬الجزائر ج ج د ش)‪،‬‬
‫‪ 2005‬م ‪.‬‬
‫ناصر علي ناصر الدغمي ‪ ،‬السالمة والصحة المهنية والوقاية من المخاطر المهنية ‪ ،‬دار البازاري العلمية ‪، ،‬األردن ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2009‬م‪ ،‬ص ‪. 196‬‬


‫ليث إبراهيم علي العزاوي ‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من إصابات العمل ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط ‪ ، 1‬المصرية للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 2019‬م ص ‪. 88‬‬
‫‪3‬‬
‫محسن عوض ‪ ،‬قضايا التهميش والوصول إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬نحو مقاربات جديدة لمكافحة التهميش في‬
‫العالم العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ 2012 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫القوى العاملة في هذه الدول من قصور في معايير السالمة والصحة واألمن ‪،‬بسبب عدم وجود‬
‫الرقابة على المعايير واألسس التي تسير عليها أنظمة الصحة والسالمة المهنية في هذه الدول‪،‬‬
‫وهذا راجع لنقص لجان التفتيش والمراقبين أو افتقار هؤالء المفتشين المتخصصين للتدريب‬
‫التقني والكفاءة الالزمة ‪،‬وتطبيقها على ارض الواقع بين العمال في المؤسسات ‪ ،‬ونجد أيضا‬
‫عدم مراعاة أرباب العمل لمعايير الصحة والسالمة المهنية ‪ ،‬التي وجب االعتماد عليها وجعلها‬
‫قاعدة أساسية في العمل من اجل تجنب الحوادث واألمراض المهنية ‪،1‬وبالمقارنـ ــة بي ـ ــن‬
‫مؤشـ ــرات اهتم ـ ــام الدول العربية في مجال حقوق العمال ومعالجة قضياهم فيجب المقارنة بين‬
‫دول الشرق األوسط وبين دول شمال إفريقيا ‪،‬إذ نجد أن االتحاد الدولي لنقابات العمال ‪ITUC‬‬
‫‪ CSI IGB‬لسنة ‪ 2022‬صب اهتمامه على منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا كونها أسوأ‬
‫منطقة في العالم من حيث حقوق العمال بمتوسط تصنيف يعادل ‪ ، 4.53‬من بين الدول التي‬
‫تسحق الحريات األساسية وحقوق العمال بشدة هي ليبيا وفلسطين وسوريا واليمن ألنها دول‬
‫تحت وطأة النزاعات بالرغم من الجهود المبذولة في العديد من دول الخليج منها قطر والمملكة‬
‫العربية المتحدة‪.2‬‬

‫إذ نجد أن منطقة آسيا صنفت ثاني أسوأ منطقة في العالم من حيث حقوق العمال ‪ ،‬نظرا لوجود‬
‫عدة انتهاكات ضد العمال وهذا راجع إلى الحروب والثورات التي مرت على المنطقة مما زاد‬
‫تأزم الوضع ‪،‬نجد أيضا من بين الدول العربية مصر والتي تعتبر العمال من الفئات المحرومة‬
‫من حقوقهم وحرياتهم األساسية في العمل ‪. 3‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬

‫تعتبر الصحة والسالمة المهنية القناع الواقي الذي يحمي اإلنسان من الوقوع في‬
‫المخاطر واألضرار التي تقع أثناء العمل إذ نصت المادة ‪ 54‬من دستور ‪1996‬م "الرعاية‬

‫محسن عوض ‪ ،‬قضايا التهميش والوصول إلى الحقوق االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 93‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫االتحاد الدولي لنفايات العمال ‪ ،‬مؤشر الحقوق العالمية لالتحاد الدولي لنفايات العمال ‪ ITUC‬لعام ‪ 2022‬م‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصحية حق للمواطنين " ‪ ،1‬وبالتالي نجد أن المؤسسات وجميع المنظمات الصناعية بشكل عام‬
‫تضع مخطط إلدارة نظام الصحة والسالمة من اجل الحفاظ على عناصر اإلنتاج والتي يعتبر‬
‫المورد البشري من العناصر المهمة ‪ ،‬إذ وجب المحافظة عليه من اجل الحصول على‬
‫االستقرار لدى العمال ‪" ،2‬وتعد السالمة المهنية أيضا مكسب وضمان حقيقي للعامل في ظل‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫المخاطر التي تحيط به في بيئة عمله "‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم وأهداف نظام الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬

‫إن التشريعات القانونية المختلفة للدول بما فيها الجزائر اعتمدت على معرفة مفهوم و إجراءات‬
‫السالمة والصحة المهنية وبسطها ‪،‬وكيفية تطبيق هذه األهداف للوصول إلى تطبيقها في بيئة‬
‫العمل ‪. 4‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريف بنظام الصحة والسالمة المهنية ‪.‬‬

‫"عرفت السالمة المهنية تحقيق سالمة العمال من النواحي الصحية والنفسية ووقايتهم من أخطار‬
‫المهنة " ‪،‬وعرفت أيضا " سياجات األمان واحتياطات الرعاية لمنع وقوع الحوادث واإلصابات ‪،‬‬
‫ويقصد أيضا بالسالمة والصحة المهنية هي أن تقوم اإلدارة بحماية عناصر اإلنتاج من‬
‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫األضرار وعدم الوقوع في الحوادث ‪ ،‬إذ يعتبر عنصر اإلنتاج هو العنصر البشري‬

‫التعديل الدستوري لسنة ‪1996‬م الصادر بموجب المرسوم رقم ‪ 438-96‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪1996‬م ‪ ،‬يتعلق بإصدار‬ ‫‪1‬‬

‫نص تعديل الدستور ‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬المؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 1996‬م ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ماجدة نوار ‪ ،‬فعاليات إجراءات الصحة والسالمة المهنية من وجهة نظر العاملين في مديرية الصيانة سونطراك بسكرة ‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر شعبة علم النفس ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪،‬السنة الجامعية ‪ 2014/2015‬م‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪3‬‬
‫عبد الرحيم صيد ‪ ،‬عماد بن موسى ‪ ،‬السالمة المهنية للعامل الجزائري في ظل التشريع الجزائري ‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر‬
‫في الحقوق تخصص قانون أعمال ‪ ،‬جامعة يحي فارس المدية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2021/2022‬م‪،‬ص ‪. 07‬‬

‫المرجع نفسه ‪،‬ص ‪. 16‬‬ ‫‪4‬‬

‫عتيقة حرايرية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 3‬‬ ‫‪5‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫" ونقصد أيضا بالصحة والسالمة المهنية الحفاظ على صحة األفراد في مختلف المهن وذلك من‬
‫خالل المحافظة على صحتهم الجسمانية والعقلية والنفسية وتحسين كيانهم االجتماعي " ‪.1‬‬

‫"فالسالمة يقصد بها حماية الموارد البشرية من األذى والضرر الذي تسببه لهم حوادث محتملة‬
‫في مكان العمل ‪ ،‬وهذا األذى تظهر النتيجة فورا كالكسور بأنواعها والجروح والحروق‬
‫واالختناق ‪...‬الخ ‪،‬أما الصحة هي حماية الموارد البشرية من األمراض الجسدية والنفسية‬
‫المحتمل إصابتها بها في مكان العمل والتي يكون سببها إما المناخ المادي العام أو الفرد أو‬
‫طبيعة العمل" ‪.2‬‬

‫وعرفت منظمة الصحة العالمية الصحة أيضا " هي الحالة االيجابية من السالمة والكفاية البدنية‬
‫والعقلية واالجتماعية وليس مجرد الخلو من المرض أو العجز " ‪. 3‬‬

‫ومع التطور المتزايد الذي شهدته معظم الدول في المجال الصناعي والتجاري واالجتماعي‬
‫خاصة في نهاية القرن العشرين ‪ ،‬أصبحت هناك مصطلحات أخرى موجودة في المجتمع وفي‬
‫المؤسسات وهي األمن الصناعي ‪ ،‬وتعتبر الصحة المهنية أكثر شمولية من األمن الصناعي ‪ ،‬إذ‬
‫نجد هذا األخير من قبل كان متوقف على الوقاية من األخطار الصناعية وحمايتهم من األمراض‬
‫المهنية إال أنه في نهاية القرن العشرين أصبح معنى األمن الصناعي أشمل من ذي قبل إذ يعبر‬
‫جميع االحتياطات واإلجراءات الوقائية الفنية والطبية وتغير تسميته لمعناه الصحيح وهو‬
‫السالمة والصحة المهنية ليشمل أيضا حماية عناصر اإلنتاج ( الصناعية والزراعية والتجارية )‬
‫وتشمل أيضا وقاية العنصر البشري من المخاطر قبل وقوعها ‪ ،‬من اجل إيجاد بيئة عمل آمنة‬
‫خالية من جميع أنواع المخاطر ‪. 4‬‬

‫‪1‬‬
‫يوسف حجيم الطائي ‪ ،‬هاشم فوز العيادي ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية قضايا معاصرة في الفكر اإلداري ‪ ،‬ط ‪2015‬م‪ ،‬دار‬
‫الصفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬

‫‪2‬‬
‫محمد خالدي ‪،‬قراءة تحليلية في وضع السالمة والصحة المهنية ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬مجلة إدارة األعمال والدراسات‬
‫االقتصادية ‪،‬جامعة الجلفة ‪،‬الجزائر ‪ 2016 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 202‬‬

‫‪3‬‬
‫عز الدين عثمان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 50‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبالرغم من أن الصحة والسالمة المهنية مصطلحان مرتبطان ببعضهما البعض إال أنهما‬
‫يختلفان من حيث التطبيق ومن حيث الشكل ‪ ،‬إذ نجد أن الصحة العامة تتكون من مفهومين هما‬
‫السالمة المهنية والصحة المهنية ‪ ،‬فلها وسائل عامة على مستوى المجتمع فهي تختلف من حيث‬
‫طبيعة العمل في المهنة ‪،‬فالصحة المهنية هنا تحدد المواصفات الجسدية للعمال ‪ ،‬إذ نجد أن‬
‫هناك اختالف بين العامل في البناء والعاملين في مجال التعليم واإلدارة مثال ‪ ،‬حيث أن العاملين‬
‫في مجال البناء يجب أن تتوفر فيهم االستعدادات الجسمانية وهذا المقصود باللياقة الصحية ‪. 1‬‬

‫فالسالمة المهنية هنا تدخل فيها جميع المهن والحرف واألعمال في الصناعة والزراعة‬
‫والتجارة وميادين العمل األخرى في حين تعتبر الصحة المهنية هي ما طرأ على صحة اإلنسان‬
‫الجسمانية والعقلية والنفسية من أمراض وإ صابات أو ممتلكات تضعف من اإلنتاج االقتصادي‬
‫مثال ‪.2‬‬

‫ولقد نص المشرع الجزائري في قانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية عام‬


‫‪ 1408‬ه الموافق لي‪ 26‬يناير سنة ‪ 1988‬م يتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪ ،‬لما‬
‫لهذا الموضوع من أهمية كبيرة إذ نص في مادته األولى " يهدف هذا القانون إلى تحديد الطرق‬
‫والوسائل التي تضمن للعمال أحسن الشروط في مجال الوقاية الصحية واألمن وطب العمل‬
‫وتعيين األشخاص المسؤولة والمؤسسات المستخدمة المكلفة بتنفيذ اإلجراءات المقررة " ‪. 3‬‬

‫‪4‬‬
‫أميمة صقر المغني ‪ ،‬واقع إجراءات األمن والسالمة المهنية المستخدمة في منشات قطاع الصناعات التحويلية في قطاع‬
‫غزة ‪ ،‬قسم إدارة األعمال ‪ ،‬غزة ‪ 2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫مجدي عبد اهلل شرارة ‪ ،‬السالمة والصحة المهنية وتامين بيئة العمل ‪ 2016،‬م ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫أحمد علي حسين ‪ ،‬إدارة السالمة والصحة المهنية وإ نتاجية العاملية ‪(،‬العالقة واألثر دراسة ميدانية ألداء عينة من العاملين‬
‫في الشركة العامة للمصافي الشمالية مصفى بيجي ) ‪ ،‬ص ‪. 73‬‬

‫المادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية عام ‪ 1408‬ه‪ ،‬الموافق لي‪ 26‬يناير سنة ‪ 1988‬م يتعلق‬ ‫‪3‬‬

‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪.‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و اشترط المشرع الجزائري على المؤسسات المستخدمة مهما كان نشاطها أن تطبق أحكام هذا‬
‫القانون ‪ ،‬وهدا ما نصت عليه المادة ‪ " 02‬تطبق أحكام هذا القانون على كل مؤسسة مستخدمة ‪،‬‬
‫مهما كان قطاع النشاط الذي تنتمي إليه " ‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهداف نظام الصحة والسالمة المهنية ‪.‬‬

‫تعتبر المحافظة على سالمة وصحة القوى العاملة من أهم األهداف التي يتميز بها نظام الصحة‬
‫والسالمة المهنية ‪ ،‬إذ يعتبر اإلنسان من بين العناصر المكونة لإلنتاج البشري ‪ ،‬فيجب االهتمام‬
‫بشخصية اإلنسان ومدى مناسبة العمل الذي سوف يقوم به وهل يتالءم مع طبيعته الجسمانية‬
‫والنفسانية واالجتماعية ‪ ،‬فهذه العوامل تؤدي إلى الزيادة في اإلنتاج وتحسين نوعيته ‪ ،‬وبالمقابل‬
‫حماية هذا الشخص من المخاطر التي تصادفه أثناء قيامه بعمله خاصة العمال الذين يعملون في‬
‫المصانع مما يجعلهم معرضون إلى المخاطر ‪. 2‬‬

‫فنظام الصحة والسالمة له أهمية كبيرة في تنظيم إدارة المؤسسات ووضعها تحت نمط‬
‫قانوني من أجل حماية العنصر البشري العامل ‪ ،‬وما ينتج عن العنصر البشري من المهارات‬
‫والخبرات والتخصصات التي يطبقها في ميدان العمل ‪ ،‬فهذه المجهودات كافة ترجع على‬
‫اإلنتاج الوطني برفع المستوى الفني للعاملين وتحسين بيئة العمل ‪ ،‬فإدارة المؤسسات بدورها‬
‫تعتمد على تدريب العاملين لتحسين األداء وحسن التسيير في العمل وهذا بأكبر المجهودات وأقل‬
‫المخاطر ‪ ،‬وتهدف‬

‫أنظمة الصحة والسالمة المهنية إلى تقديم خدمات وقائية واحتياطات من أجل حماية‬
‫األفراد من المخاطر واإلصابات التي تحدث في العمل ‪ ، 3‬فحماية عناصر اإلنتاج كهدف ملزم‬
‫لجميع العاملين المباشرين وغير المباشرين‪ ،‬فالعمال هم القوة المحركة في بيئة العمل إذ يؤدي‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية عام ‪ 1408‬ه‪ ،‬الموافق لي‪ 26‬يناير سنة ‪1988‬م يتعلق‬
‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪.‬‬

‫ناصر علي ناصر الدغمي ‪ ،‬السالمة والصحة المهنية والوقاية من المخاطر المهنية ‪ ،‬دار البازاري للنشر والتوزيع ‪،.‬ص ‪14‬‬ ‫‪2‬‬

‫عتيقة حرايرية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 04‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أيضا إلى منح الثقة في المنشآت االقتصادية فبتطبيق إجراءات الصحة والسالمة المهنية تؤدي‬
‫إلى التشجيع واالستمرار ‪. 1‬‬

‫من األهداف التي يمكن لنظام الصحة والسالمة المهنية أن يحققها هي مساعدة العاملين‬
‫على التوافق االجتماعي في جميع القطاعات سواء كانت تجارية أو اقتصادية أو صناعية أو‬
‫زراعية ‪ ،‬وعليه يمكن القول بأن أهداف الصحة و السالمة المهنية هو إعادة تكييف العمل بشكل‬
‫يتالءم مع حاجة اإلنسان ‪ ،‬أي المالئمة تكون بين اإلنسان وبيئة العمل إذ نجد هذا النظام ال يهتم‬
‫بالجانب الطبيعي لإلنسان أي أنه يتنفس – يتحرك – يسمع ‪ ،‬بل صب جل االهتمام به من‬
‫الجانب العملي وهو أن اإلنسان له أهداف يحس بها ويشعر بها ويهتم لها وعليه يصل إلى‬
‫تحسين ذاته في أي نشاط أو عمل يقوم به مهما كان نوعه ‪ ،‬وعليه فيجب على إدارة‬
‫المؤسسات إقامة الدورات والندوات وتدريب العاملين وأصحاب العمل على وسائل حديثة تواكب‬
‫التطور االقتصادي والتطور الصناعي لتفادي الحوادث ‪ ، 2‬ومن بين األهداف المهمة أيضا في‬
‫نظام الصحة والسالمة المهنية هي محاولة تحسين بيئة العمل بالتطبيق الممنهج لقانون الصحة‬
‫والسالمة في المؤسسات وتأسيس لجان وهيئات خاصة بها للوصول إلى نتائج إيجابية وهي‬
‫تحسين بيئة العمل مما يؤدي إلى الشعور باألريحية بين العمال ‪.3‬‬

‫أيضا من بين األهداف هي أن تطبيق نظام‬ ‫‪4‬‬


‫ما نص عليه المرسوم التنفيذي رقم ‪05-91‬‬
‫الصحة والسالمة المهنية يمنح الثقة في المنشئات االقتصادية ‪ ،‬وتشجيعها على االستمرار عن‬
‫طريق تقديم خدمات وقائية واحتياطات كفيلة لحماية األفراد من مخاطر العمل ‪.5‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬آليات وإ جراءات لنظام الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬

‫عز الدين عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬ ‫‪1‬‬

‫سامي محسن الختاتنة‪،‬علم النفس اإلداري‪ ،‬دارمكتبة الحامد للنشر والتوزيع ‪،‬المملكة األردنية الهاشمية ‪ 2011،‬م‪،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪128‬‬
‫ناصر علي ناصر الدغمي مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫المواد ‪ 08‬و ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-91‬المؤرخ في ‪ 03‬رجب عام ‪1411‬ه الموافق ‪ 19‬جانفي سنة ‪1991‬م‬
‫يتعلق بالقواعد العامة للحماية التي تطبق على حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل ‪ ،‬الصادر في ج ر للجمهورية الجزائرية ‪،‬‬
‫(العدد ‪ ،) 04‬الجزائر ‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬عتيقة حرايرية ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪04‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من بين المراحل الهامة التي تتبعها المؤسسة هي متابعة تنفيذ هذه البرامج على أرض الواقع‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬إجراءات ومسؤولية الصحة والسالمة المهنية للعامل ‪.‬‬

‫لتطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية على العامل عدة إجراءات تقوم بها المؤسسة‬
‫المستخدمة تدخل في إطار المسؤولية الملزمة بها اتجاه العامل ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إجراءات وتخطيط برنامج الصحة والسالمة المهنية للعامل‪.‬‬

‫إن توفير عملية التخطيط لبرنامج الصحة والسالمة المهنية ووضع آلية تهدف إلى تحسين‬
‫من األداء في مجال الصحة والسالمة المهنية ‪ ،‬ومن أجل تحقيق األهداف المتبعة في هذا‬
‫المجال (الوفاء االلتزامات القانونية ‪ ،‬توفير مكان عمل آمن ‪ ،‬تقييم المخاطر ) ولتحقيق هده‬
‫األهداف على أي مؤسسة أو منظمة من وضع برنامج مناسب لها عن طريق ‪:‬‬

‫‪ – 1‬التطبيق والتشغيل أي يجب على اإلدارة العليا أو المؤسسة أن تبدي التزامها بتطبيق هذا‬
‫النظام وإ عطاء أهمية له عن طريق تحسينه وتطويره ‪.1‬‬

‫‪ - 2‬الموارد واألدوار والمسؤوليات والسلطات وهذه المسؤوليات تقع على عاتق اإلدارة العليا إذ‬
‫يجب عليها توفير الموارد البشرية المادية والمالية والتكنولوجية ‪ ،‬الكفاءة ‪ ،‬التدريب وعن‬
‫طريق إعداد دورات تكوينية توعوية للعمال من أجل التقليل من حوادث العمل ما نصت عليه‬
‫‪ ،‬من أجل‬ ‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 07-88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‬
‫التحسين من مردودية اإلنتاج أيضا وهذه العناصر التي ذكرناها من العناصر المفتاحية لنجاح‬
‫تطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية ‪. 3‬‬

‫ومن حيث تأثير نظام الصحة والسالمة المهنية على العمال فيمكننا القول بأن المنظمة أو‬
‫المؤسسة التي تحسن تخطيط وتنفيذ برنامج مسطر في هذا الشأن ‪ ،‬يمكن أن توفر على نفسها‬

‫‪ 1‬حنــان علــي موســى ‪ ،‬دور إدارة السالمــة والصحــة المهنيــة وفــق المواصفة '(‪ ) OHSAS18001‬في التقليل من حوادث‬
‫العمل ‪ ،‬دراسة حالة مؤسسة هنكل ‪،‬العدد ‪ ، 49‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪،‬الجزائر ‪ ،‬جوان ‪ 2011‬م‪ ،‬ص ‪. 223‬‬
‫‪ 2‬انظر المادة ‪ 19‬القانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية عام ‪ 1408‬ه‪ ،‬الموافق لي‪ 26‬يناير سنة ‪ 1988‬م يتعلق‬
‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪.‬‬
‫حنان علي موسى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 233‬‬ ‫‪3‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تكاليف مرتفعة جدا تؤثر في ربحيتها إيجابا ‪،1‬ومن بين عناصر برامج السالمة والصحة‬
‫المهنية تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫االجتماعات اليومية واألسبوعية في مكان العمل لمن له عالقة بالموضوع والمقصود هنا‬
‫أن تقوم المؤسسة باجتماعات دورية يومية وشهرية كذلك في مكان العمل ‪ ،‬خاصة‬
‫للعمال الذين يواجهون المخاطر في المصانع ‪ ،‬أي البد لهم من توعيتهم عن طريق‬
‫االجتماعات الدورية ‪.‬‬
‫اإلعالنات التحذيرية بان تقوم المؤسسة بنشر اإلعالنات التي تبين خطورة العمل في‬
‫حالة القيام به عن طريق اإلشارات مثال ‪.‬‬
‫البرامج المنظمة للتفتيش وهي اللجان التابعة لمفتشات العمل وقيامها بدوريات شهرية‬
‫لمعرفة سير برامج الصحة والسالمة المهنية ومدى تماشيها مع حقوق العمال ‪.‬‬

‫لوحة اإلعالنات غالبا ما تنشر صور الحوادث حصلت من قبل في المصانع وهذا لتفادي‬
‫الوقوع مرة أخرى في مثلها ‪ ،‬وأيضا عن طريق الشرائح واألفالم واإلعالنات اإلرشادية ‪ ،2‬و‬
‫في هذا السياق شكلت التشريعات القانونية المختلفة مخططات متنوعة من أجل تطبيق نظام‬
‫الصحة والسالمة و إرساء هذه األسس في المؤسسات والمنشآت حيث أن هذه التشريعات‬
‫والقوانين واألنظمة تتضمن الكثير من القواعد واإلجراءات الواجب إتباعها لتوفير الصحة‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫والسالمة المهنية للعنصر البشري عن طريق التنفيذ والمتابعة في نفس الوقت‬

‫أيضا من بين اإلجراءات التي وجب توفيرها والحرص عليها هي بعض التدابير الخاصة‬
‫بتجهيزات العامل في حد ذاته ‪،‬إذ تعتبر مهمة أي مهندس في الوقاية في الشركات والمصانع‬
‫وأيضا كل مستشار مخصص لتتبع العمال ليقوموا بإجراءات وقائية لحماية العمال من الحوادث‬
‫ولن يكون هذا إال بتوفير مالبس وقائية لحمايتهم من الظروف المعاكسة ‪ ،‬ما نصت عليه المادة‬

‫محمد هاني محمد ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار المعتز للنشر والتوزيع ‪ 2015،‬م‪ ،‬ص‪. 207‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد الرحمان بن عنتر ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية المفاهيم واألسس واألبعاد و االستراتيجيات ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار اليازوري العلمية‬
‫للنشر ‪ 2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 80‬‬

‫اميمة صقر المغني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 06‬من القانون رقم ‪، 1 07-88‬درجة الحرارة والضوء والرطوبة ومستويات الضوضاء ‪،‬‬
‫كذلك تلوث الهواء والغبار واإلشعاعات التي يتعرضون لها أثناء العمل ‪ ،‬األمراض التي تسبب‬
‫التسمم أو إصابات العمل ‪،‬وعليه البد من تزويد العامل بمعدات ومالبس واقعية ووضع حراس‬
‫لآلالت في كافة أرجاء المصنع ‪،‬إذ نجد أن أغلب هذه الحوادث التي تقع للعمال سببها عدم‬
‫وجود مالبس واقيه ذات تقنيات عالية ‪ ، 2‬نجد بعض المهن التي يقوم بها العمال في المصانع‬
‫تحتاج إلى معدات تقنية وتكنولوجية ‪ ،‬كما أن بعض العمال حتى يتمكنوا من ممارسة عملهم‬
‫داخل المصانع يحتاجوا إلى كاتمات أصوات وعليه فإنه يمنع العمال المصابون بضعف في‬
‫السمع أو أي أمراض أخرى في األذن فهذه الكاتمات نجد اغلب استعماالتهم في المناجم األكثر‬
‫استعمال لها ‪،‬نظرا لطبيعة العمل الذي يقومون به ونظرا لكثرة الضجيج والضوضاء في المناجم‬
‫‪ ،‬وهناك بعض المهن أيضا تسبب أمراض في السمع إذا لم يتوفر للعمال أجهزة كاتمات‬
‫الصوت منهم العمال الذين يعملون في السكة الحديدية والعاملين في صناعة الطائرات‬
‫والمحركات الصاخبة والجرارات الخاصة بالزراعة ‪.3‬‬

‫والتي قيست أن درجة الضوضاء الذي تسببه هذه المهن هو ما يعادل ‪ 114-90-‬ديسبل‬
‫وأن منسوب الضوضاء المسبب لأللم هو ‪ 140‬ديسبل ‪،‬أي أنه إذا تعرضت األذن إلى درجة‬
‫‪ 150‬ديسيل فإن الشخص أو العامل يتعرض إلى الصمم الدائم ‪ ،‬وعليه ال ينفع معه أي عالج‬
‫وبالتالي البد من توفر الحماية الفردية أو الجماعية من الذين يشتغلون في هذه المهن الصعبة‬
‫حتى ال يتعرضوا إلى الصمم الدائم ‪ .4‬من بين الوسائل والمعدات أيضا التي يستعملها اإلنسان‬
‫في حماية جسمه بالكامل أو جزء من جسمه وهذا للتقليل من الخطر الناجم من تأثير بعض‬
‫المخاطر المهنية الخطيرة التي يتعرض لها العمال في بيئة العمل ‪ ،‬هذه المعدات أو التجهيزات‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 06‬القانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية عام ‪ 1408‬ه‪ ،‬الموافق لي‪ 26‬يناير سنة ‪ 1988‬م يتعلق‬
‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪.‬‬

‫االستشارات اإلدارية دليل المهنة ‪ 2015‬م‪ ،‬ص ‪.371‬‬ ‫‪2‬‬

‫االستشارات اإلدارية دليل المهنة ‪ 2015‬م‪ ،‬ص ‪371‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫عامر احمد غازي منى ‪ ،‬البيئة الصناعية تحسينها وطرق حمايتها دار دجلة ‪ 2010،‬م‪،‬ص ‪.268‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعمل على التقليل من حوادث العمل في حال استعملت بإنتظام ‪ ،‬ومن بين هذه المعدات التي‬
‫يجب أن تتوفر‪:‬‬

‫‪ -‬النظارات الوافية نجدها أكثر استعماال عند أصحاب المهن الخاصة بتلحيم الحديد ‪.‬‬

‫‪ -‬سدادات األذن للوقاية من األصوات القوية والضجيج منهم كما سبق ذكره أصحاب المهن‬
‫الصعبة الذين يعملون في المناجم أو صناعة الطائرات والسفن ‪.‬‬

‫‪ -‬الخوذات أو أغطية الرأس وهده من التجهيزات المهمة في المصانع لمنع سقوط األشياء على‬
‫العمال فأغطية الرأس تحفظ سالمة العمال من الصدمات والكدمات المفاجأة ‪.‬‬

‫‪ -‬أحذية السالمة ‪،‬األحذية العازلة ‪ ،‬أحزمة األمان في حال صعود العمال إلى أماكن عالية أو‬
‫العكس ‪،‬أقنعة الوجه ‪،‬الكمامات منها الطبية ألنها تحافظ على األمراض من بينها التنفسية نجد‬
‫أيضا هناك بعض التجهيزات التي البد أن تتوفر في مكان العمل باإلضافة إلى ما تم‬
‫ذكره ‪،‬اإلضاءة الجيدة في مكان العم إذ تساعد العمال على القيام بالعمل على أكمل وجه ‪. 1‬‬

‫باإلضافة إلى توفير الخدمات الصحية لألفراد العاملين من اجل تجنب وقوع الحوادث في العمل‬
‫واإلصابات ‪ ،‬بعض المنشآت يقسمون الخدمات إلى الخدمات الصحية الجسمية والثاني يركز‬
‫على الصحة النفسية لألفراد العاملين ‪. 2‬‬

‫الخدمات الصحية الجسمية ‪ :‬معظم المنظمات والمنشات أو الوحدات توفر الوقاية‬


‫الصحية لألفراد واالهتمام بالجانب الصحي من اجل التأكد من سالمتهم من األمراض‬
‫المختلفة ولقد نصت عليه المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 07-88‬أيضا المواد ‪ 13،14‬من‬
‫‪ ،‬وأيضا من بين الخدمات‬ ‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-93‬المتعلق بتنظيم طب العمل‬
‫الصحية هي تقديم الفحوصات الطبية للوقاية كالتطعيم من بعض األمراض المعدية‬

‫عز الدين عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪3‬‬
‫المواد ‪ 13‬و ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية عام ‪1408‬ه‪ ،‬الموافق لي‪ 26‬يناير سنة‬
‫‪ 1988‬م يتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪.‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خاصة المتعلقة بعمال النظافة في المؤسسات فالبد من حمايتهم من األمراض التي‬


‫يتعرضون لها جراء قيامهم بأعمال النظافة وأيضا عن طريق الظروف والشروط‬
‫الصحية المناسبة ‪ ،‬فهده الوحدات مهمتها تقديم الخدمات العالجية ضد األمراض ‪،‬‬
‫والحوادث جل هده الخدمات يجب التخطيط لها وبرمجتها بطريقة صحيحة ‪ ،‬ونالحظ أن‬
‫اغلب هده الوحدات تكون جنبا إلى جنب مع مسؤولي األمن والسالمة المهنية لتوجيه‬
‫العمال وتقديم النصائح واإلرشادات المتعلقة بظروف العمل ‪. 1‬‬

‫إن ه‪OO‬ذه الوح‪OO‬دات تعتم‪OO‬د على أس‪OO‬س الب‪OO‬د من توفره‪OO‬ا مث‪OO‬ل تحدي‪OO‬د السياس‪OO‬ة الوقائي‪OO‬ة والعالجي‪OO‬ة‬
‫عن طري‪OO‬ق لج‪OO‬ان خاص‪OO‬ة ومجه‪OO‬زة أيض‪OO‬ا القي‪OO‬ام بالفحوص‪OO‬ات الدوري‪OO‬ة للعم‪OO‬ال في بعض المنش‪OO‬آت‬
‫تك‪OO‬ون ش‪OO‬هرية خاص‪OO‬ة للعم‪OO‬ال ال‪OO‬ذين يتعرض‪OO‬ون إلى مخ‪OO‬اطر ص‪OO‬حية بفع‪OO‬ل العم‪OO‬ل ال‪OO‬ذي يقوم‪OO‬ون ب‪OO‬ه‬
‫كم‪O‬ا ال ننس‪O‬ى االستش‪O‬ارات واإلرش‪O‬ادات الص‪O‬حية للح‪O‬د من الح‪O‬وادث المهني‪O‬ة وح‪O‬تى يتم تنظيم ه‪O‬ده‬
‫الخ ‪OO‬دمات الص ‪OO‬حية الب ‪OO‬د من وج ‪OO‬ود مس ‪OO‬ؤول أو موظ ‪OO‬ف مس ‪OO‬ؤول على الج ‪OO‬انب الوق ‪OO‬ائي والص ‪OO‬حي‬
‫للعم‪OO‬ال ويك‪OO‬ون ل‪OO‬ه ارتب‪OO‬اط وثي‪OO‬ق ب‪OO‬اإلدارة ‪ ،‬وأيض‪OO‬ا توف‪OO‬ير المع‪OO‬دات والل‪OO‬وازم الض‪OO‬رورية ال‪OO‬تي يتم‬
‫اس ‪OO‬تخدامها في الح ‪OO‬االت الطارئ ‪OO‬ة ح ‪OO‬تى أنن ‪OO‬ا نج ‪OO‬د بعض الش ‪OO‬ركات الك ‪OO‬برى ت ‪OO‬وفر ح ‪OO‬تى األطب ‪OO‬اء‬
‫المتخصصين واألكفاء وتجهيزهم في حالة تعرض العمال للحوادث الطارئة ‪. 2‬‬

‫وخالص‪OO‬ة الق‪OO‬ول أن الص‪OO‬حة المهني‪OO‬ة ته‪OO‬دف إلى تحقي‪OO‬ق الس‪OO‬المة الص‪OO‬حية للعم‪OO‬ال من الناحي‪OO‬ة‬
‫البدنية والطمأنينة من ناحي‪O‬ة الج‪O‬انب النفس‪O‬ي واالجتم‪O‬اعي ‪ ،‬عن طري‪O‬ق التأك‪O‬د على مالئم‪O‬ة العم‪O‬ل‬
‫الذي يقوم به العامل وانه ال يؤثر على حالته الجسمانية والعقلية ‪ ،‬وهذا ما أكدت عليه المادة ‪10‬‬
‫من المرس ‪OO‬وم التنفي ‪OO‬ذي رقم ‪ 120-93‬المتعل ‪OO‬ق بتنظيم طب العم ‪OO‬ل وان الهيئ ‪OO‬ة المس ‪OO‬تخدمة تتكف ‪OO‬ل‬
‫بكل الحاالت التي ذكرت في نص المادة ‪ 09‬من نفس القانون ‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫فيروز قالية ‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطار المهنية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ‪ ،‬فرع قانون المسؤولية‬
‫المهنية ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2011-2011‬م‪ ،‬ص‪. 61‬‬

‫‪2‬‬
‫ماجدة نوار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬

‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-93‬المؤرخ في ‪ 23‬ذي القعدة عام ‪ 1413‬ه الموافق ‪ 15‬ماي سنة ‪1993‬م المتعلق بتنظيم‬
‫طب العمل ‪.‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الخ‪OO‬دمات الص‪OO‬حية العقلي‪OO‬ة والنفس‪OO‬ية ‪ :‬إن ه‪OO‬ذا البرن‪OO‬امج يجب أن يص‪OO‬مم وفق‪OO‬ا لنفس األس‪OO‬س‬
‫التي ذكرت ح‪O‬ول برن‪O‬امج الخ‪O‬دمات اإلرش‪O‬ادية ‪ ،‬ال‪O‬ذي يهتم بالوقاي‪O‬ة من األم‪O‬راض النفس‪O‬ية‬
‫قب‪OO‬ل أن يت‪OO‬أثر العام‪OO‬ل بالج‪OO‬انب النفس‪OO‬ي وبالت‪OO‬الي ي‪OO‬ؤثر على مردودي‪OO‬ة العم‪OO‬ل وانخف‪OO‬اض في‬
‫اإلنتاجية ويؤدي أيضا التأثر بالجانب النفسي إلى انخفاض الروح المعنوية للعمال وسوء‬
‫‪1‬‬
‫عالقتهم فيما ما بينهم وبالتالي كثرة الشكاوي والتنمر في العمل‬
‫وهذا ما أكده المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-91‬في المواد ‪18‬و‪19‬و‪ 20‬حول ضرورة‬
‫توفير الخدمات الصحية وحتى تهيئة مكان العمل من مغاسل وغرف مجهزة وغيرها من‬
‫األمور التي تساعد العمال على الراحة النفسية والجسدية ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الجهات الداخلية والخارجية لمسؤولية الصحة والسالمة المهنية ‪.‬‬

‫تقع مسؤولية الصحة والسالمة المهنية على عدة جهات ‪ ،‬إذ نجد أن هناك نوعان من الجهات‬
‫المسؤولة على برامج الصحة والسالمة المهنية جهات داخلية وجهات خارجية ‪:‬‬

‫‪ -‬الجهات الداخلية ‪.‬‬

‫" هي تلك الجهات التي تقوم بتوفير السالمة والصحة داخل المنشات الصناعية وهذه المسؤولية‬
‫يتحملها كل فرد في هذه المنشاة بقدر يتناسب مع موقعه التنظيمي ومدى مسؤوليته حيث تقع‬
‫مسؤولية السالمة والصحة المهنية داخل المنشاة على عدة جهات منها " ‪. 3‬‬

‫‪ -1‬مسؤولية اإلدارة العليا ‪ :‬كل منشأة أو مؤسسة أو شركة تتشكل من إدارة تقوم بتسيير‬
‫األمور اإلدارية ألي شركه ما ‪ ،‬ومجسدة في المدير والذي هو صاحب السلطة وهو المسؤول‬
‫األول في التنسيق بين برامج نظام الصحة والسالمة المهنية في المؤسسة عن طريق التأكد من‬
‫سالمة المؤسسة من توفر الموارد البشرية واآلالت والتجهيزات ‪،‬فالشخص المعين من طرف‬
‫اإلدارة العليا يجب أن يبدل من الجهود لمساعدة اإلدارة عن طريق االلتزام بواجباتهم بموجب‬

‫ماجدة نوار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-93‬المؤرخ في ‪ 23‬ذي القعدة عام ‪ 1413‬م الموافق لـ ‪ 15‬ماي سنة ‪ 1993‬م‪(،‬ج ر) العدد ‪04‬‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ج ج د ش ‪ 1993 ،‬م ‪.‬‬

‫أميمة صقر المغني ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قانون نظام الصحة والسالمة المهنية ‪ ،‬والنقطة المهمة هي أن يكون هذا الشخص المعين دو‬
‫إذ يجب على المعين من‬ ‫‪1‬‬
‫خبرة وكفاءة عالية لمباشرة مهامه سواء داخل المؤسسة أو خارجها‬
‫قبل اإلدارة أن يقوم بتلبية متطلبات العمال وأن يكون هذا المدير مسؤول ألنه يقوم بتصريح‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫بمسؤوليات ومساؤالت عن الصحة والسالمة المحددة في نظام المؤسسة التابعة له‬

‫أيضا على الشخص المعين من طرف اإلدارة العليا أن يبذل من الجهود لمساعدة اإلدارة العليا‬
‫عن طريق االلتزام بواجباتهم ‪ ،‬بموجب قانون نظام الصحة والسالمة المهنية والنقطة المهمة‬
‫هي أن يكون هذا الشخص المعين من طرف اإلدارة ذو خبرة وكفاءة عالية ‪ ،‬لمباشرة مهامه‬
‫سواء داخل المؤسسة أو خارجها‪،‬ألنه في صدد تطبيق برنامج الصحة والسالمة المهنية‬
‫وتجسيدها على أرض الواقع ‪.3‬‬

‫‪ - 2‬مسؤولية العمال ‪ :‬للعمال أيضا مسؤولية تقع عليهم وهي مدى تطبيقهم وتنفيذهم للمخطط‬
‫المبرمج في المؤسسة التي يعملون بها برامج الصحة والسالمة المهنية وطرق الوقاية من‬
‫الحوادث‪.‬‬

‫وعليه فإن سالمة العاملين في المصنع تعتبر واجب إنساني ‪ ،‬فيجب على العامل المحافظة على‬
‫تطبيق تعليمات المسؤول على نظام الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬

‫مسؤولية المالحظين ‪ :‬مهمة المالحظين هي مراقبة العاملين في أدائهم لعملهم طبقا للتعليمات‬
‫الموجهة لهم من قبل اإلدارة وهي التوعية وتدريب العمال الذين تحت إشرافهم وان يقوم بتبليغ‬
‫عن أي مصدر من مصادر األخطار في مجال عملهم ‪ ،‬أيضا على المالحظ المباشر المشرف‬
‫على العمل تقع مسؤولية القيام بفحص مكان العمل وتنظيمه بصورة مناسبة للتأكد من تطبيق‬
‫العاملين قواعد األمن الصناعي والوقاية من الحوادث " ‪. 4‬‬

‫شيراز محمد خضر‪ ،‬منهجيات الصحة والسالمة ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار االكادمية للطباعة والنشر والتوزيع ‪2022 ،‬م‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫جوناثان روفيد ‪ ،‬إدارة مخاطر األعمال دليل عملي حماية أعمالك ‪،‬ترجمة عال احمد إصالح ‪،‬ط‪ ، 1‬مجموعة النيل‬
‫العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ 2000‬م ‪ ،‬ص ‪. 535‬‬

‫‪3‬‬
‫عبيد هيبة ‪،‬األمن الصناعي وإ دارة محطات الخدمة ‪،‬عمان ‪ 2018‬م ‪،‬ص ‪.126‬‬

‫اميمة صقر المغني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪4‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ - 4‬مسؤولية رؤساء األقسام‪ :‬لهم نفس مهمة المسؤولين التابعين لإلدارة إال أنهم تقسم األعمال‬
‫التي يقومون بها حسب المخاطر التي تنتج على بيئة العمل ويكون دورهم في المسؤولية أيضا‬
‫في كيفية التحكم والسيطرة على الحوادث الشخصية ‪. 1‬‬

‫‪-5‬مسؤولية قسم الصيانة‪ :‬في كل مؤسسة نجد أنها تتكون من قسم خاص بالصيانة مهمتهم‬
‫توفير العتاد والوسائل والمعدات وتقوم بصيانة هده المعدات ومراقبه مدى صالحيتها داخل‬
‫المنشات ‪،‬إذ نجد بعض المؤسسات تحتوي في هياكلها قسم مسؤول عن الصيانة وتعطى له‬
‫الصالحيات إلتمام مهامهم وتوفير معدات الصحة والسالمة المهنية نصت عليه المادة ‪ 62‬من‬
‫‪ ،‬أيضا يقومون بالتخطيط ألي نوع من المخاطر‬ ‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-91‬السالف الذكر‬
‫التي يتعرض لها العمال في المصانع وغيرها من أماكن العمل ‪ ،‬لهم أيضا مهمة المشاركة في‬
‫أعمال اللجان السالمة المهنية من مهامهم أيضا تنفيذ أوامر التي وضعت في المخطط الخاص‬
‫ببرنامج الصيانة المترابط مع برامج السالمة والصحة المهنية ‪.‬‬

‫‪ -6‬مسؤولية لجان السالمة والصحة المهنية‪ :‬تعتبر من األدوات المساعدة والفعالة لإلدارة‬
‫خاصة في مجال الوقاية وهي لجان تقوم بإحصائيات حول الحوادث التي تقع في المصانع‬
‫ومراقبة مدى تنفيذ معايير الصحة والسالمة المهنية ومدى مطابقة المعدات للمعايير الدولية من‬
‫لباس وتجهيزات خاصة بالعمال وتقديم االقتراحات الالزمة لمنع األخطار ومسبباتها ‪ ،‬وسوف‬
‫نتطرق لها بالتفصيل في المبحث الثاني ‪.3‬‬

‫أيضا يقومون بالتخطيط ألي نوع من المخاطر التي يتعرض لها العمال في المصانع وغيرها‬
‫من أماكن العمل ‪ ،‬لهم أيضا مهمة المشاركة في أعمال اللجان السالمة المهنية من مهامهم أيضا‬
‫تنفيذ أوامر التي وضعت في المخطط الخاص ببرنامج الصيانة المترابط مع برامج السالمة‬
‫والصحة المهنية ‪.‬‬

‫عبيد هيبة ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.126‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫انظر المادة ‪ 62‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-91‬المؤرخ في ‪ 03‬رجب عام ‪ 1411‬ه الموافق ‪ 19‬جانفي سنة ‪ 1991‬م‬
‫يتعلق بالقواعد العامة للحماية التي تطبق على حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل ‪ ،‬ج ر للجمهورية الجزائرية ‪( ،‬العدد‬
‫‪ ،) 04‬الجزائر ‪1991 ،‬م‪.‬‬

‫أميمة صقر المغني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -6‬مسؤولية لجان السالمة والصحة المهنية‪ :‬تعتبر من األدوات المساعدة والفعالة لإلدارة‬
‫خاصة في مجال الوقاية وهي لجان تقوم بإحصائيات حول الحوادث التي تقع في المصانع‬
‫ومراقبة مدى تنفيذ معايير الصحة والسالمة المهنية ومدى مطابقة المعدات للمعايير الدولية من‬
‫لباس وتجهيزات خاصة بالعمال وتقديم االقتراحات الالزمة لمنع األخطار ومسبباتها ‪ ،‬وسوف‬
‫نتطرق لها بالتفصيل في المبحث الثاني ‪.‬‬

‫‪ -7‬مسؤولية مشرف السالمة والصحة المهنية ‪ :‬هم المشرفون على برامج الصحة والسالمة‬
‫المهنية وتجسيدها على ارض الواقع ويقوم أيضا بتحديد الواجبات والمهام حتى تكون بمثابة‬
‫إطار عام لخدمة السالمة والوقاية واإلنقاذ ومكافحة الحرائق ومراقبه نوعية اإلسعافات ما نصت‬
‫عليه المواد ‪12‬و‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 1 12-05‬من مهامه أيضا يقوم بتسجيل‬
‫الحوادث الواقعة في المنشأة والقيام باإلحصائيات مثل التي يقوم بها اللجان الصحة والسالمة‬
‫المهنية ‪ ،‬لتحديد معايير جسامة اإلضرار ‪ ،‬متابعة مواقع العمل ومراقبتها ‪. 2‬‬

‫‪-‬الجهات الخارجية ‪:‬‬

‫تقع مسؤولية السالمة والصحة المهنية على جهات خارجية وتتمثل في الدولة ‪:‬‬

‫مسؤولية الدولة ‪ :‬الدولة لها الدور الرئيسي في تحقيق برامج الصحة والسالمة المهنية فهي تقوم‬
‫بسن التشريعات والقوانين والمراسيم في مجال الصحة والسالمة المهنية ومتابعة تنفيذها‬
‫بالتعاون مع الهيئات التابعة لها‪ ،‬فالدولة هنا مهمتها حتى يتم تطبيق برامجها يجب عليها أن‬
‫تسعى جاهدة في وضع التشريعات حيز التطبيق الخاصة في هذا المجال ‪ 3‬فالمشرع الجزائري‬
‫نص على مجموعة من التشريعات والقوانين والمراسيم الخاصة بمجال الصحة والسالمة المهنية‬
‫‪ ،‬وهذا لمواكبة التطور االقتصادي مثله مثل دول العالم ‪ ،‬من أهمها القانون رقم ‪07 -88‬‬

‫‪1‬‬
‫المواد ‪ 12‬و ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 12-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 1425‬الموافق لـ ‪ 08‬جانفي ‪ 2005‬المتعلق‬
‫بالتدابير الخاصة بالوقاية الصحية واالمن المطبقة في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري ‪ .‬ج ر للجمهورية الجزائرية ‪،‬‬
‫(العدد ‪ ،) 04‬الجزائر ‪.2005 ،‬‬

‫أميمة صقر المغني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪21‬‬ ‫‪2‬‬

‫الدليل الفني لتدريب مفتشي الصحة والسالمة المهنية ‪ ،‬منظمة العمل الدولية ‪ ،‬ص‪. 23‬‬ ‫‪3‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المتعلق بالصحة والسالمة والطب المهني ‪ ،‬هذا القانون الذي نص على مجموعة من اإلجراءات‬
‫التي تنظم سير نظام الصحة والسالمة في المؤسسات والمصانع لذلك نجد أنه كلما بسطت‬
‫الدولة قوانينها كلما تم تحقيق أهدافها وتجسيد مبادئها وتطبيق برامجها في الواقع ‪ ،‬نجد من‬
‫األدوار التي تقع على عاتق الدولة هي تنظيم المؤتمرات الدورية بين هيئات التفتيش الحكومية‬
‫وأصحاب العمل والعمال وإ قامة المعارض السنوية والشهرية خاصة في مجال الصحة والسالمة‬
‫المهنية من اجل تشجيع العمال على العمل في ظروف مالئمة ‪ ،‬الدولة أيضا ملزمة بان تقوم‬
‫بصبر اآلراء بين أصحاب العمل والعمال ومراقبة اإلحصائيات التي تقوم بها لجان الصحة‬
‫والسالمة الخاصة بحوادث العمل حتى تكون على دراية على الحوادث التي حدثت وكيفية الحد‬
‫منها وحماية العمال ‪. 1‬‬

‫حتى تجسد الدولة برامجها قامت بإنشاء مجموعة من المؤسسات التابعة لها منهم وزارة‬
‫العمل وزارة التربية والتعليم ‪ ،‬وزارة اإلعالم ‪ ،‬وزارة البيئة ‪ ،‬وزارة الصناعة وغيرها من‬
‫المؤسسات التي تسطيعان توصل الفكرة وتجسدها في الواقع ‪ ،‬مثال نجد أن وزارة التربية‬
‫والتعليم لها أهمية كبيرة في شرح برامج الصحة والسالمة المهنية للتالميذ عن طريق دورات‬
‫تطبيقية في المدارس من أجل توعية التالميذ بصفة دورية وإ عطاء الموضوع أهمية كبيرة من‬
‫القاعدة المدرسية ‪. 2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ظروف حوادث العمل ووسائل لجان الوقاية‪.‬‬

‫غالبا ما يصاب العمال أثناء تأديته مهامهم في العمل ( المصانع – المناجم ) من المهم جدا‬
‫أن ندرس مسببات الحوادث المختلفة وكيفية التحكم فيها والحد من تكرارها ‪ ،‬من هذه الحوادث‬
‫التعثر واالنزالق السقوط خاصة في أماكن العمل التي يكون فيه البناء والحفر ‪ ،‬والعمل في‬
‫المرتفعات كل هذا له مخاطر كبيرة تمس سالمة العمال ‪ ،‬نجد بعض المخاطر المتعلقة بالصحة‬
‫مثال المواد الكيميائية واألمراض الخاصة بالتنفس جل هذه المسببات البد لها من وجود نظام‬
‫فعال ورادع وتسيير منتظم في المؤسسات حتى نستطيع التقليل منها ‪ ،‬ولكي يتحقق هذا يجب‬

‫أميمة صقر المغني ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫أميمة صقر المغني المرجع السابق ص ‪. 23- 22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫توفير العناية والحماية في بيئة العمل وتوفير النظافة المالئمة لمحيط العمل حتى يتسنى للعمال‬
‫القيام بواجباتهم على أكمل وجه ‪. 1‬‬

‫دلت الدارسات أن للتصرفات غير سليمة للعاملين األفراد في المجتمع أثناء العمل اثر‬
‫كبير على وقوع الحوادث و اإلصابات وتعتب ــر نسبة الحوادث واإلصابــات الناتجة عن‬
‫التصرفات غيــر سليمة تعادل تقريبــا ‪ 90%‬من نسبة الحوادث اإلجمالية ‪ .2‬إذ جسدها المشرع‬
‫الجزائري في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-05‬حيث نص في المواد ‪10‬و ‪ 11‬و ‪ 12‬على أهميه‬
‫لجان الوقاية وطرق تنصيبهم وماهو دورهم في الحد من حوادث العمل ‪. 3‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ظروف حوادث العمل‪.‬‬

‫تنقسم ظروف حوادث العمل إلى نوعين اثنين ‪:‬‬

‫‪ -‬ظروف العمل غير أمنة ‪:‬تشمل هذه الظروف عدة عوامل من بينها عدم استعمال وتوفير‬
‫اإلشارات التحذيرية خاصة في المناطق الخطرة مثال األدراج ‪ ،‬مناطق حفظ الزيوت من بين‬
‫الظروف غير مالئمة في العمل هي التصميم السيء للمباني وعدم وجود الساللم الخاصة‬
‫بالطوارئ ‪ ، 4‬الضجيج ودرجة الحرارة من بين الظروف غير مالئمة للعمل فهي تؤثر على‬
‫صحة العمال في العمل أن ينعكس سلبا على صحة العامل وعلى أدائه في العمل ‪ ،‬من بين‬
‫العوامل أيضا البناء الغير صحي ‪ ،‬أي انه ال توجد في البناء نوافذ تسمح دخول أشعة الشمس‬
‫والهواء لكي تساعد العمال على القيام بالعمل بأريحية ‪ ، 5‬وأوضحت البحوث في هدا المجال‬
‫عن أسباب الحوادث التي تحدث في المصانع هي ظروف العمل غير آمنة والتي يقصد بها‬
‫الجوانب البيئية والطبيعية التي تهيئ الفرصة لوقوع الحوادث مثال اإلضاءة غير المناسبة كما‬
‫‪1‬‬
‫شيراز محمد خضر ‪،‬إدارة المخاطر في موقع العمل ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار االكادمية ‪ 2022 ،‬م‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫أميمة صقر المغني ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 1425‬ه الموافق لـ ‪ 08‬جانفي ‪ 2005‬م المتعلق باللجان‬
‫المتساوية األعضاء ومندوبي الوقاية الصحية واألمن‪ ،‬ج ر للجمهورية الجزائرية ‪( ،‬العدد ‪ ،) 04‬الجزائر ‪ 2005 ،‬م‪.‬‬

‫أميمة صقر المغني ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫بشرى إسماعيل ‪ ،‬ضغوط الحياة واالضطرابات النفسية كلية اآلداب جامعة الزقازيق مكتبة االنجلو المصرية ‪ ،‬مصر ‪2004،‬‬
‫ص ‪.197‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪،‬فظروف العمل غير أمنة تعتبر أسباب حوادث‬ ‫‪1‬‬


‫سبق ذكرها األرضيات المتسخة بالزيوت‬
‫العنصر البشري أي انه ال يدخل فيها وقوعها العنصر البشري ‪ ،‬وهي نوع الصناعة وساعات‬
‫العمل وتصميم اآلالت ‪ ،‬اإلضاءة ودرجة الحرارة كلها أسباب تؤدي إلى الوقوع في حوادث‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫العمل إذا لم تعطى لها أهمية كبيرة في بيئة العمل‬

‫من بين العوامل المسببة للحوادث هي عدم إجراء الفحوصات الطبية الدورية سواء تماطل‬
‫من طرف المؤسسة أو من طرف العمال فهي إجراءات روتينية وضرورية لصحة العاملين ‪،‬‬
‫والبد ألي مؤسسة أو شركة أن توفر لهم الفحوصات الدورية ألنها من الحقوق الخاصة بالعمال‬
‫حتى ال يتعرضون إلى األمراض المهنية ‪ ،‬إذ نجد أن بعض المهن تتطلب وجود وقاية صحية‬
‫خاصة مثال عمال النظافة في أي مؤسسة يجب أن يتوفر لديهم المطهرات والمعقمات لقتل‬
‫المكروبات والجراثيم التي غالبا ما يتأثر العمال جرائها كاألمراض الجلدية وأيضا توفير الحقن‬
‫‪ ،‬فهذه الظروف غير‬ ‫‪3‬‬
‫الخاصة بالمكروبات من أجل الحفاظ على صحة العمال أثناء العمل‬
‫آمنة تعتبر أسباب حوادث العنصر الغير بشري أي أنه ال يدخل في وقوعها العنصر البشري بل‬
‫تدخل ضمن مسؤولية المؤسسة في توفير الوسائل والمعدات ذات المعايير الدولية وتنظيم سير‬
‫العمل عن طريق تقسيم ساعات العمل وصيانة اآلالت قبل استعمالها من طرف العمال تصليح‬
‫العطب إن وجد ‪ ،‬درجات الحرارة المالئمة وغيرها من الظروف التي يجب على أي مؤسسة‬
‫أن توفرها ‪. 4‬‬

‫‪ -‬تصرفات العمل غير آمنة‬

‫تعتبر التصرفات غير آمنة هي السبب الثاني الرئيسي لحوادث العمل ومن أمثلة التصرفات غير‬
‫آمنة من طرف العاملين ‪:‬‬

‫عز الدين عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫صفاء موالي عبد اهلل ‪ ،‬أسماء هيبة ‪ ،‬دور تطبيق إجراءات األمن والسالمة المهنية في التقليل من إصابات العمل‬
‫المهنية ‪،‬وانعكاساتها على أداء العاملين ‪،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة ماستر أكاديمي ‪ ،‬تخصص إدارة أعمال ‪،‬‬
‫جامعة غرداية الموسم الجامعي ‪ 2018/2019‬ص ‪ ،11‬ص ‪. 12‬‬

‫مجيد الكرخي ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية ‪ ،‬المنهل ‪ 2014‬م ‪،‬ص ‪. 242‬‬ ‫‪3‬‬

‫صفاء موالي عبد اهلل ‪ ،‬أسماء هيبة ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 10‬‬ ‫‪4‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عدم االنتباه في مكان العمل ( عدم أخد الحيطة والحذر من طرف العمال أثناء العمل‬
‫يعرضهم للحوادث ) ‪. 1‬‬
‫ضعف الوعي لدى العاملين إذ نجد بعض العمال في المصانع ليسوا على قدر من الوعي‬
‫الكبير بنظام الصحة والسالمة المهنية وقلة مهارتهم وعدم إتباعهم لإلجراءات يعرضهم‬
‫لحوادث العمل الخطيرة ‪.‬‬
‫سوء استخدام أدوات العمل لنقص الخبرة لدى العمال ‪.2‬‬
‫التشاجر والحديث والمزاح أثناء العمل أو الركض ولفت االنتباه وتشتيت أفكار العاملين‬
‫اآلخرين ‪.‬‬
‫استخدام العمال لآلالت بدون ووسائل الوقاية والحماية‬
‫استعمال معدات غير مالئمة أو غير صالحة أو اآلالت فيها عيوب أو غير جاهزة‬
‫لالستعمال ‪.‬‬
‫رفع المواد أو نقلها بشكل خاطئ مثل المواد الكيميائية التي تؤدي إلى اإلضرار بالصحة‬
‫والجسم ‪. 3‬‬
‫عدم القيام بالصيانة الدورية لآلالت مما يسبب في عدم جاهزيتها لالستعمال ‪.‬‬
‫عدم استعمال واستخدام المالبس الواقية من الحوادث ‪.‬‬

‫من التصرفات الخطيرة التي نجدها في بعض المصانع لبعض العمال إدمانهم على الكحول‬
‫والمخدرات مما يؤثر سلبا على العمل ويعرضهم إلى الحوادث في حالة اإلدمان وغياب العقل‬
‫في تلك اللحظة ‪.4‬‬

‫وعليه تعتبر هده التصرفات من العنصر البشري فهو من يقوم بها وتعرضه للحوادث‬
‫واألمراض المهنية ومن أهمها تعاطي الخمور والكحول كما سبق ذكره أيضا من بين العوامل‬
‫التي تؤدي لهده الحوادث هي نقص الذكاء بين العمال إذ نجد أن العمال األقل ذكاءا هم العمال‬

‫مدحت أبو النصر ‪،‬إدارة وتنمية الموارد البشرية ‪،‬االتجاهات المعاصرة ‪ ،‬مجموعة النيل العربية ‪ 2022 ،‬م‪ ،‬ص ‪.362‬‬ ‫‪1‬‬

‫مدحت أبو النصر ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.362‬‬ ‫‪2‬‬

‫أميمة صقر المغني مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪3‬‬

‫مدحت أبو النصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.368‬‬ ‫‪4‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األكثر عرضة للحوادث ‪،‬بالتالي فإن تدني نسبة الذكاء هي الفئة األكثر تورطا في‬
‫الحوادث ‪،‬ألن ضعيف العقل غالبا ال يكون متبصرا لألخطار بوجه عام ‪ ،‬السن والخبرة يلعبان‬
‫دورا مهما في نسبة الحوادث حيث نجد أن العمال الصغار في السن والخبرة إذ يلعبون دورا‬
‫كبيرا في نسبة الحوادث حيث نجد أن العمال الصغار في السن هم األكثر عرضة للحوادث‬
‫عكس العمال الكبار فهم أكثر خبرة وحنكة ‪" ،1‬على سبيل المثال أيضا الشخص الذي يعاني من‬
‫اإلحباط والقلق والتوتر قد يكون أكثر عرضة لالنفعال وعدم القدرة على السيطرة على أعصابه‬
‫وانفعاالته عندما يكلف بمهام وواجبات وظيفته الجديدة أو الطارئة ويضيف بعض الكتاب عوامل‬
‫أخرى ترتبط بالفرد وتساعد في زيادة تعرضه للحوادث واإلصابات المهنية هي من بينها الملل‬
‫الوظيفي الناتج عن الروتين وعدم التجديد واالبتكار " ‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬وسائل لجان الوقاية الصحة والسالمة المهنية‪.‬‬

‫تعتبر لجان الرقابة الصحية هيئات داخلية ضمن أي مؤسسة تلعب دورا كبيرا في الوقاية‬
‫من األخطار (حوادث العمل واألمراض المهنية ) التي قد تصيب العمال في أماكن العمل من‬
‫خالل الرقابة على تطبيق قواعد الصحية واألمن من جهة واالستشارات التي تقدمها للهيئة‬
‫المستخدمة في هذا المجال من جهة أخرى وهي تؤدي هدا الدور بالتعاون مع مختلف الهيئات‬
‫الوطنية والمحلية الناشطة في مجال الوقاية الصحية واألمن مثل مصلحة الوقاية الصحية واألمن‬
‫‪ ،‬مفتشية العمل ‪ ،‬جهاز طب العمل‪ ،‬لجان المشاركة ومندوبي المستخدمين ‪ ،‬الصندوق الوطني‬
‫للتأمينات االجتماعية ‪ ،‬المعهد الوطني للوقاية من األخطار المهنية ‪ ،‬المجلس الوطني للوقاية‬
‫الصحية واألمن وعليه تقسم هذه الوسائل إلى نوعين وسائل جماعية ووسائل فردية سوف‬
‫نتطرق لها بالتفصيل ‪.‬‬

‫‪-‬الوسائل الجماعية ‪.‬‬

‫صفاء موالي عبد اهلل ‪ ،‬أسماء هيبة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ ،11‬ص ‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مجدي عبد اهلل شرارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتمتع اللجنة المكلفة بوقاية الصحة واألمن بمجموعه من الحقوق حيث ال يمكنها أن تباشر‬
‫مهامها إال إذا أعطيت بعض الصالحيات منها ‪:‬‬

‫الحق في عقد االجتماعات ‪ :‬إذ نص المشرع الجزائري على أن تجتمع لجان الوحدة كل‬
‫شهر إلعطاء الحوصلة الدورية أما لجان المؤسسة فالبد أن تجتمع بصورة استعجاليه من‬
‫رؤسائها في حالة وقوع حادث عمل خطير أو طارئ تقني ‪،‬كما يمكن لهذه اللجان أن‬
‫تجتمع بطلب من ممثلي احد العمال أو طبيب العمل لوضع بعض التعليمات الجديدة‬
‫والمستعجلة ‪. 1‬‬
‫غير أننا نجد المشرع الجزائري لم ينص على كيفية وضع جدول أعمال اجتماعات هذه‬
‫اللجان وال كيفية سيرها أو كيف يتم االطالع على هدا الجدول على عكس المشرع‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫حق لجان الوقاية في اإلعالم والحصول على المعلومات ‪ :‬نص المشرع الجزائري على‬
‫أنه يجب أن تتلقى لجان الوحدة من الهيئة المستخدمة المعلومات وأن يوفر لهم المعدات‬
‫والوسائل الضرورية للقيام بمهامها ولم يحدد المشرع الجزائري نوعية هذه المعلومات‬
‫وال طبيعتها ‪. 2‬‬

‫باإلضافة إلى الوسائل الالزمة التحضير وتنظيم االجتماعات وتنقالتها للتحقيق والتفتيش‬
‫مثال ذلك االطالع على التقارير الخاصة باآلالت المستعملة ونوعيتها هل هي صالحة للعمل بها‬
‫أم ال ‪ ،‬وكل ما يخص حوادث العمل واألمراض المهنية التي حدثت داخل المؤسسة واالطالع‬
‫عليها يكون بشكل دائم ومستمر ‪ ،‬وهذا من أجل محاربة األخطار المهنية من المصدر ومحاولة‬
‫القضاء على أسبابها ‪.‬‬

‫رقية سكيل ‪ ،‬دور الرقابة الصحية واألمن في رقابة العمال من األخطار المهنية داخل المؤسسة ‪ ،‬االكادمية للدراسات‬ ‫‪1‬‬

‫االجتماعية واإلنسانية ‪،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف العدد ‪ 2014 ، 11‬م‪،‬ص ‪.83-80‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولقد نص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-05‬في مواده على الدور الكبير الذي تلعبه لجان الوقاية‬
‫في الحماية للعامل ودور المهيئات المستخدمة في توفير المعدات الضرورية للجان لتسهيل‬
‫عملية المراقبة المكلفة بها ‪. 1‬‬

‫وعليه من المفروض أن تقوم أي مؤسسة أو شركة بتقارير سنوية خاصة بحوادث العمل حتى‬
‫يتسنى للجان الرقابة الصحية والمهنية من التسهيل لهم للقيام بعملهم بأسرع وقت ‪. 2‬‬

‫ج‪ -‬حق لجان الوقاية الصحية واألمن في اللجوء إلى خبير‪ :‬لقد وضع المشرع الجزائري نصا‬
‫عاما أباح من خالله للجان الوحدة ولجان المؤسسة االستعانة أثناء أشغالهما أو عند تفتيش أماكن‬
‫العمل ألي شخص مؤهل أو هيئة مختصة في ميدان الوقاية الصحية واألمن وطب العمل ما‬
‫أشارت إليه المادة التاسعة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-05‬السالف الذكر ‪ ،3‬ونفس الحق اقره‬
‫للجنة مابين المؤسسات إذ مكنها من استدعاء أي شخص ذي اختصاص في مجال الوقاية‬
‫المهنية من شأنه مساعدتها في أشغالها وهذا دون أن يوضح هوية الشخص ونوع الكفاءة التي‬
‫ينبغي أن تثبت له وإ جراءات اللجوء إليه ‪ ،‬وكيفية تنظيم العالقة بينه وبين اللجنة وبين المؤسسة‬
‫أي حقوقه والتزاماته وهذا على عكس المشرع الفرنسي الذي نظم كل هذه النقاط الخاصة بلجان‬
‫وتجدر اإلشارة في األخير أن محكمة النقض الفرنسية اعترفت بالشخصية‬ ‫الوقاية المهنية‬
‫المعنوية للجان الوقاية الصحية واألمن وشروط العمل التي تمنح لها كل الحقوق السابقة ‪،‬‬
‫وتمنحها حق التقاضي من أجل الدفاع عن مصالح العمال فيما يتعلق بصحتهم وأمنهم وشروط‬
‫عملهم في قرارها المؤرخ ‪ 17‬أفريل ‪ 1990‬م‪ ،‬وهدا انطالقا من مبدأ أنه يحقق لكل مجموعة‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫إمكانية التعبير عن مصالحها المشروعة والالئقة‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة ‪1425‬ه الموافق لـ ‪ 08‬جانفي ‪ 2005‬م يحدد صالحيات لجنة‬ ‫‪1‬‬

‫مابين المؤسسات للوقاية الصحية واألمن وتشكيلها وتنظيمها وسيرها ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫خديجة رامي ‪ ،‬دور لجان الصحة واألمن في الوقاية من حوادث العمل واألخطار المهنية ‪ ،‬مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة‬
‫الماستر ‪ ،‬جامعة مستغانم ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2017/2019‬م ‪،‬ص ‪. 13‬‬

‫انظر المادة ‪ 09‬و‪10‬و‪ 11‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 1425‬ه الموافق لـ ‪ 08‬جانفي ‪2005‬‬ ‫‪3‬‬

‫م يحدد صالحيات لجنة مابين المؤسسات للوقاية الصحية واألمن وتشكيلها وتنظيمها وسيرها ‪.‬‬
‫رقية سكيل ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 83‬‬ ‫‪4‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الوسائل الفردية‬

‫يستفيد تخصيص أعضاء لجان الوقاية الصحية من وسائل فردية تساعدهم على تأدية مهامهم‬
‫على أحسن وجه ‪ ،‬وهو الوقت الضروري ألداء مهامها وأن تقوم بتكوين األعضاء التابعين‬
‫لها ‪.‬‬

‫تخصيص الوقت الضروري ألداء المهام ‪ :‬ويقصد بها وقت حضور في اجتماعات‬
‫اللجان أثناء ساعات العمل وهده الساعات تعتبر مدفوعة األجر ‪ ،‬فالمشرع الجزائري لم‬
‫يقم بضبط الحجم الساعي وعليه ترك المهمة إلى النظام الداخلي الخاص باللجان حسب‬
‫المادة ‪ 19‬والمادة ‪ 21‬من المرسوم رقم ‪ ، 1 09-05‬عكس المشرع الفرنسي الذي حدده‬
‫تحديد منظم وهو من ساعتين إلى ‪ 20‬ساعة في الشهر ‪ ،‬ويزيد بنسبة ‪ 30 %‬في‬
‫المؤسسات الصناعية ذات النشاطات العالية الخطورة ‪.‬‬
‫ب‪-‬التكوين المتخصص ألعضاء لجنة الوقاية الصحية واألمن ‪ :‬هو تلقين الفرد التابع‬
‫لهده اللجان للمهارات والخبرات حتى يستطيع هدا الفرد أن يكتسب معارف جديدة وأيضا‬
‫ينمي من مواهبه وقدراته حتى يتمكن من إكمال عمله على أكمل وجه وبأحسن تسيير‬
‫وتنظيم ولكي يحقق العضو في اللجنة ما تريد لجنة الوقاية أن تصل إليه لذلك يجب على‬
‫أعضائها أن يتمتعوا بالخبرة والمهارة والتكوين الدقيق‪،‬وهذا من أجل تفعيل وتطبيق‬
‫مهامهم المنوطة بهم وتجسيدها على الواقع في المؤسسات ويجب أن يكون هدا التكوين‬
‫أو مضمونه ولكن هذا التكوين وتطبيقا للمبادئ العامة يحتوي على جانبين ‪ :‬الجانب‬
‫العملي والجانب النظري في مجال الوقاية الصحية واألمن ‪ ،‬وحددت مدة مدة التكوين‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 05‬أيام على األكثر بناء على نص المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪427-02‬‬
‫وهذا من أجل اكتساب معارف جديدة ومتطورة مواكبة لتطور المؤسسات االقتصادية‬
‫في العصر الحديث ‪ ،‬مما أدى إلى تطور الحوادث وتنوعها وخطورتها ‪،‬وتكوين أعضاء‬

‫خديجة رامي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪ ، 17‬ص‪18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫انظر المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 427- 02‬المتعلق بشروط تنظيم تعليم العمال وإ عالمهم وتكوينهم في ميدان‬

‫الوقاية من األخطار المهنية ‪.‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اللجان وبلورتهم مع الحوادث الكثيرة الحدوث خاصة في المصانع الكبرى مثل المناجم‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫والمصانع البترولية التي تحتاج إلى تنظيم وتسيير ومراقبة دقيقة ووقائية‬

‫ملخص الفصل‬

‫من خالل دراستنا للفصل األول أن الدولة بالرغم من النصوص التشريعية ‪ ،‬واالنضمام‬
‫إلى االتفاقيات العربية والدولية التي أولت أهمية كبيرة لموضوع الصحة والسالمة المهنية في‬
‫ظل القانون الجزائري إال انه مازالت لم تؤول إلى المسار الصحيح المراد تحقيقه على ارض‬
‫الواقع وفي بيئة العمل‪ ،‬بعكس الدول الغربية أعطته أهميه كبيرة من مخططات وإ جراءات‬
‫وتطبيقات ميدانية وحتى تدريسه في المدارس من اجل ترسيخ ثقافة الصحة والسالمة في بيئة‬
‫العمل ‪.‬‬

‫خديجة رامي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 18‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‪.‬‬

‫مفهوم حوادث العمل‬

‫نص‪OO‬ت الم‪OO‬ادة ‪ 06‬من الق‪OO‬انون ‪ 13-83‬المتعل‪OO‬ق بح‪OO‬وادث العم‪OO‬ل و األم‪OO‬راض المهني‪OO‬ة على أن‪OO‬ه "‬
‫‪1‬‬
‫ك‪OO‬ل ح‪OO‬ادث انج‪OO‬رت عن‪OO‬ه إص‪OO‬ابة بدني‪OO‬ة ناتج‪OO‬ة عن س‪OO‬بب مف‪OO‬اجئ ط‪OO‬رأ في إط‪OO‬ار عالق‪OO‬ة العم‪OO‬ل "‬
‫‪،‬حيث عرفه‪OO‬ا المش‪O‬رع الجزائ‪OO‬ري على أنه‪OO‬ا إص‪OO‬ابة بدني‪OO‬ة ناتج‪O‬ة عن س‪O‬بب مف‪OO‬اجئ وخ‪O‬ارجي ط‪OO‬رأ‬
‫في إطار عالقة العمل أو خارج هذه العالقة ‪ ،‬وطبقا لتعليمات رب العمل كممارسة إنتداب نقابي‬
‫أو إنتخابي ‪ ،‬أو رسكلة أو في المسافة التي تفصل العامل عن مكان العمل‪.2‬‬

‫تعرف الحادثة أيضا "هي واقعة مفاجئة في بيئة العمل نتيجة ظروف أو ظرف عمل غير آمنة‬
‫قد تؤدي إلى ضرر أو خسارة اقتصادية من جهة أو حدوث إصابة للعامل أو العاملين من جهة‬
‫‪.3‬‬
‫أخرى وقد تسببت ضررا جسديا أو نفسيا لوقت طويل "‬

‫كما نصت المادة ‪ 07‬منه على مايلي " ويعتبر كحادث عمل ‪ ،‬الحادث الذي يطرأ أيضا‬
‫أثناء ‪:‬‬

‫ـ القيام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع استثنائي أو دائم طبقا لتعليمات صاحب العمل‪.‬‬

‫ـ ممارسة أو بمناسبة ممارسة انتداب سياسي انتخابي أو في إطار منظمة جماهيرية ما‪.4‬‬
‫‪.5‬‬
‫ـ مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل "‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪13-83‬المؤرخ في‪ 21‬رمضان ‪1403‬ه الموافق لـ ‪ 02‬جويلية ‪1983‬م يتضمن حوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 05‬الصادرة بتاريخ رمضان‪ 1403‬ه الموافق لـ ‪ 04‬جويلية ‪ 1983‬م ص ‪.1810‬‬
‫‪2‬‬
‫الجياللي عجة ‪ ،‬قانون العمل والحماية االجتماعية ‪ ،‬النظرية العامة للقانون االجتماعي في الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية للنشر‬
‫والتوزيع ‪ 2005 ، ،‬م ‪،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ 3‬عز الدين عثمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ 4‬الجياللي عجة ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 07‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪13-83‬المؤرخ في‪ 21‬رمضان ‪1403‬ه الموافق لـ ‪ 02‬جويلية ‪1983‬م يتضمن حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 05‬الصادرة بتاريخ رمضان‪ 1403‬ه الموافق لـ ‪ 04‬جويلية ‪ 1983‬م ص ‪.1810‬‬

‫‪44‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما يعتبر أيضا كحادث عمل ‪ ،‬حتى ولو لم يكن المعني باألمر مؤمنا له اجتماعيا الحادث‬
‫الواقع أثناء ‪ :‬النشاطات الرياضية التي تنظمها الهيئة المستخدمة ‪.‬‬
‫"‪.‬‬
‫القيام بعمل متفان للصالح العام ‪ ،‬أم إلنقاذ شخص معرض للهالك‬

‫كما عرفه الفقهاء بأنه " كل واقعة تسبب مساسا بجسم اإلنسان وتكون ذات أصل خارجي يتميز‬
‫بقدر من المفاجأة والمقصود بالمساس بجسم اإلنسان كل أذى يلحق به من جروح وفقدان القوى‬
‫العقلية والوفاة ‪، 1 ".......‬أيضا ما أكده القانون رقم ‪ 07-88‬الذي وضح أهمية الوقاية الصحية‬
‫للعامل في بيئة العمل وأهمية طب العمل ‪.‬‬

‫إال أن بعض الفقهاء يفضلون االقتداء بالتشريع ويعرفون الحادث باجتماع العناصر المكونة له‬
‫وهي ‪:‬‬

‫ـ أن يكون هناك واقعة تسبب خسارة ( أي وجود حادث)‪.‬‬


‫ـ أن تظهر الخسارة في جسم العامل ‪.‬‬
‫ـ وجود رابطة سببية بين الحادث أو اإلصابة ‪.‬‬
‫‪.2‬‬
‫ـ أن تكون اإلصابة من جراء العمل و بمناسبته‬
‫كما اشترط الفقهاء توافر عنصر العنف لوجود حادث عمل ‪ ،3‬عكس المشرع الجزائري‬
‫في المادة ‪ 06‬من القانون ‪ 13-83‬المتعلق بحوادث العمل و األمراض المهنية السابق‬
‫الذكر الذي أبعد صفة العنف من بين الشروط الواجب توافرها في حادث العمل واستبقى‬
‫على الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ 01‬ـ وجود ضرر بدني ‪.‬‬
‫‪ 02‬ـ الصفة الفجائية ‪.‬‬
‫‪03‬ـ ذات أصل أجنبي ‪.‬‬
‫محمد حلمي مراد‪ ،‬التأمينات اإلجتماعية في البالد العربية ‪ ،‬المطبعة العالمية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬ط‪ 1972، 1‬م‪،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬المادة ‪ 07‬من نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪LOUIS MELENNEC ,la réparation des accidents du -3‬‬


‫‪.travail ,paris,1977,p12‬‬

‫‪45‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪04‬ـ العالقة السببية بين الحادث والضرر‬

‫أوال ـ الضرر البدني ‪:‬‬

‫يعتبر الفعل حادث إذا ألحق ضرر بجسم العامل وعليه فإن المساس بجسم العامل‬
‫يشترط فيه أن يحدث احتكاك مادي لهذا الجسم ‪.‬‬

‫وبالتالي تعتبر من قبيل العمل حتى ولو لم تصطحب بإصابات عضوية أو جروح‪.2‬‬

‫ثانياـ صفة المفاجأة ‪:‬‬

‫حس‪OO‬ب نص الم‪OO‬ادة ‪ 6‬من الق‪OO‬انون ‪ 83/13‬الم‪OO‬ذكور أعاله مفاده‪OO‬ا أن يك‪OO‬ون الض‪OO‬رر‬


‫ال ‪OO‬ذي أص ‪OO‬يب ب ‪OO‬ه ب ‪OO‬دن العام ‪OO‬ل ناش ‪OO‬ئا عن س ‪OO‬بب مف ‪OO‬اجئ ‪ ،‬بمع ‪OO‬نى أن ‪OO‬ه يجب أن يت ‪OO‬وافر في‬
‫الواقعة المنشئة لإلصابة صفة المفاجأة ‪ ،‬أي أنه يبدأ وينتهي في فترة وجيزة‪.3‬‬
‫أما إذا استغرقت الواقعة زمنا معينا فإنها ال تتس‪O‬م بص‪O‬فة المفاج‪O‬أة ‪ ،‬ذل‪O‬ك ألن‪O‬ه ال يمكن‬
‫إضفاء الصفة الفجائي‪O‬ة على الواقع‪O‬ة ول‪O‬و لم يظه‪O‬ر أثره‪O‬ا الض‪O‬ار ‪،‬إال بع‪O‬د ف‪O‬ترة وج‪O‬يزة من‬
‫الوقت أما إذا ظه‪OO‬رت أث‪OO‬ار اإلص‪OO‬ابة الناتج‪O‬ة عن ح‪O‬ادث العم‪OO‬ل مت‪OO‬أخرة عن ظ‪OO‬روف وق‪O‬وع‬
‫الح‪OO‬ادث فإن‪OO‬ه إزاء ه‪OO‬ذا الت‪OO‬أخير يجب على المص‪OO‬اب أن يثبت قواع‪OO‬د العالق‪OO‬ة الس‪OO‬ببية بين‬
‫الحادث والضرر ‪.‬‬
‫و أن الحادث الذي سبب الضرر كان فجائي ول‪OO‬و أن أثره‪OO‬ا و أض‪OO‬رارها المترتب‪OO‬ة علي‪OO‬ه‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫قد ظهرت فيما بعد‬
‫ثالثا ـ السبب الخارجي ‪:‬‬

‫آمال جالل ‪ ،‬مسؤولية المؤجر عن حوادث الشغل واألمراض المهنية في التشريع المغربي ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬سنة ‪1977‬م‪ ،‬ص ‪.192‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫محمد لبيب شنب ‪ ،‬االتجاهات الحدية للتفرقة بين حوادث العمل واألمراض المهنية ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪،‬ط ‪ 1967 ، 1‬م ‪،‬‬
‫ص‪.11‬‬

‫‪ 3‬محمد لبيب شنب المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬


‫‪ 4‬محمد لبيب شنب ‪ ،‬في مقاله الخطر في تأمين إصابات العمل ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬دون ذكر بلد النشر ‪ ،‬ط‪، 1‬سنة ‪1967‬‬
‫م ‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪46‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 1 13-83‬نجد أن الصفة الناشئة التي تتطلبها‬
‫هذه المادة هي أن تكون الواقعة المنشأة لإلصابة ناتجة بسبب خارجي ‪ ،‬وهو كل سبب ال‬
‫يعود للبنية الجسمية للمصاب دخل فيه وبذلك فإن هذا المصدر أو العنصر قد يتجلى في‬
‫‪. 2‬‬
‫أي فعل أو أي عمل مادي أو معنوي خارجي‬

‫فالتشريع الجزائري يمكن اعتبار وفاة العامل بسبب ضربة شمس حادث عمل ألنه كان‬
‫يعمل تحت أشعة الشمس المحرقة وجو شديد الحرارة ألن ضربة الشمس ناتجة عن سبب‬
‫خارجي يمكن تعيين مصدره ‪ ،‬في حين ال يمكن اعتبار إصابة عمل وال تمتد إليها الحماية‬
‫القانونية في القانون سقوط عامل نتيجة ضعفه الطبيعي واعتالل صحته دون تأثير فعل خارجي‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫رابعا ‪ :‬العالقة السببية بين الحادث والضرر ‪:‬‬

‫وهو إثبات العالقة السببية بين الحادث والعمل ‪ ،‬فإذا طهرت الجروح فور الحادث أو‬

‫الوفاة فال إشكال وال صعوبة في اإلثبات ولكن في الواقع العملي كثيرا ما تحدث الحوادث ويظ‪O‬ل‬
‫سببها غير معروف ‪. 4‬‬

‫ومن خالل الم ‪OO‬ادة ‪ 09‬من ق ‪OO‬انون ‪ 83/13‬يتض ‪OO‬ح لن ‪OO‬ا م ‪OO‬دى أهمي ‪OO‬ة مك ‪OO‬ان العم ‪OO‬ل في تحدي ‪OO‬د أي‬
‫إص‪OO‬ابة ‪ ،‬ويقص‪OO‬د بمك‪OO‬ان العم‪OO‬ل ذل‪OO‬ك المك‪OO‬ان ال‪OO‬ذي يتواج‪OO‬د في‪OO‬ه العام‪OO‬ل لتنفي‪OO‬ذ العم‪OO‬ل ال‪OO‬واجب علي‪OO‬ه‬
‫أدائه ويكون خاضعا لسلطة وإ شراف ص‪O‬احب العم‪O‬ل ‪ ،‬وق‪O‬د أخ‪O‬ذ المش‪O‬رع الجزائ‪O‬ري بمعي‪O‬ار زمن‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪13-83‬المؤرخ في‪ 21‬رمضان ‪1403‬ه الموافق لـ ‪ 02‬جويلية ‪1983‬م يتضمن حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 05‬الصادرة بتاريخ رمضان‪ 1403‬ه الموافق لـ ‪ 04‬جويلية ‪ 1983‬م‬

‫آمال جالل ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.189‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫مصطفى براهيمي ‪ ،‬التعويض عن حوادث العمل واألمراض المهنية في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماستر ‪،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة البويرة ‪،‬السنة الدراسية ‪ 2017/2018‬م‪،‬ص ‪.13‬‬

‫‪ 4‬المرجع السابق ص ‪. 14‬‬


‫‪47‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العمل ال‪O‬ذي يك‪O‬ون في‪O‬ه العام‪O‬ل مس‪O‬تفيدا من الحماي‪O‬ة القانوني‪O‬ة وه‪O‬ذا م‪O‬ا نص‪O‬ت علي‪O‬ه الم‪O‬واد ‪6‬و‪7‬و‪8‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫من القانون ‪83/13‬‬

‫و تنقسم حوادث العمل إلى نوعين‪ :‬إصابات الطريق من حيث الزمان والمكان و النوع الثاني‬
‫النشاطات والمهام ذات االرتباط بالعمل ‪.‬‬

‫إصابات الطريق ‪ :‬عرف المشرع حادث الطريق في المادة ‪ 12‬من القانون‬ ‫‪‬‬
‫‪ "13-83‬يكون في حكم حادث العمل ‪ ،‬الحادث الذي يطرأ أثناء المسافة التي‬
‫يقطعها المؤمن للذهاب إلى عمله أو اإلياب منه ‪ ،‬وذلك أيا كان وسيلة التنقل‬
‫المستعملة شريطة أال يكون المسار قد انقطع أو انحرف إال إذا كان في حكم‬
‫‪2‬‬
‫االستعجال أو الضرورة عارضة أو ألسباب قاهرة"‬
‫ويقع المسار المضمون بين مكان العمل ومكان اإلقامة أو ما يشابه ذلك ‪،‬كالمكان‬
‫الذي يتناول فيه طعامه أو يجلب منه أغراض عائلته هذا من حيث المكان ‪ ،‬أما من حيث‬
‫المعيار الزماني ‪،‬فإنه لكي يعتبر حادث عمل ناتج من إصابة العامل في مسار الطريق ‪،‬‬
‫‪.3‬‬
‫أن تكون اإلصابة خالل فترة ذهابه لمباشرة العمل والعودة منه‬
‫النشاطات والمهام ذات االرتباط بالعمل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 83/13‬نجد أن المشرع قد توسع في مفهوم‬
‫حوادث العمل بحيث يعتبر حادث عمل حق ولو لم يكن المصاب مؤمنا اجتماعيا إذا وقع‬
‫الحادث أثناء الحاالت المذكورة في نص المادة في الحاالت التالية (‪:)3‬‬
‫*الحوادث الواقعة أثناء النشاطات الرياضية التي تنظمها الهيئة المستخدمة ‪.‬‬
‫*الحادث الناتج عن القيام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع استثنائيا دائم طبقا لتعليمات‬
‫المستخدم‪.‬‬
‫*الحادث الحاصل أثناء ممارسة عهدة انتخابية أو بمناسبة ممارستها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القانون رقم ‪ 13-83‬يتضمن حوادث العمل واألمراض ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬المواد ‪06‬و ‪ 7‬و ‪.8‬‬

‫‪ 2‬القانون ‪ 83/13‬المرجع السابق م ‪.12‬‬


‫‪ 3‬مصطفى براهيمي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪48‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*الحوادث الحاصلة أثناء مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل ‪. 1‬‬

‫مفهوم األمراض المهنية‬

‫عرف المشرع الجزائري األمراض المهنية في المادة ‪ 63‬من القانون ‪:13-83‬‬

‫" تعتبر كأمراض مهنية كل أعراض التسمم والتعفن واالعتالل التي تعزى إلى مصدر أو تأهيل‬
‫‪.2‬‬
‫مهني خاص"‬

‫فالمرض المهني هو الذي ينشأ عن مباشرة العمل ‪ ،‬وهو عبارة عن إصابة جسمانية تقع‬
‫بسبب العمل ‪ ،‬ولكنها ال تنشأ من حادث فجائي بل يترتب على طبيعة العمل خالل فترة من‬
‫‪.3‬‬
‫الزمن‬

‫كما عرفها الفقهاء كما يلي‪:‬‬

‫" مرض سببه عمل دائم يظهر خالل مدة معينة قد تكون في مدة العمل أو الفترة المحددة‬
‫قانونا ‪ ،‬قد يكون سببه تعفنا في مكان العمل أو أي سبب آخر بشرط أن يكون مرتبطا بالعمل‬
‫"‪.4‬‬

‫والبعض األخر عرفها على أنها األمراض الناتجة عن تفاعالت وترسبات المواد الكريهة أو‬
‫ما شابهها المسببة ألمراض التسمم ‪ ،‬والتعفن ‪ ،‬وبعض العلل التي تكون سببها مصدرا مهنيا‬
‫‪5‬‬
‫خاصا‬

‫الجياللي عجة ‪ ،‬الوجيز في قانون العمل والحماية االجتماعية ‪ ،‬النظرية العامة للقانون االجتماعي في الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬ ‫‪1‬‬

‫سنة ‪ 2007‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬القانون ‪ 83/13‬المرجع السابق م ‪.63‬‬
‫‪ 3‬محمد حلمي مراد ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-DOMINIQUE GRAND GRUILLOT ,OP,CIT ,P255.‬‬

‫‪5‬‬
‫سليمان أحمية ‪ ،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ‪ ،‬عالقة العمل الفردية‪ ،‬ج‪ ،2‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية الجزائرية ‪ 1998 ،‬م ص ‪.150‬‬

‫‪49‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما عرفها الدكتور خالدي محمد "المرض المهني هو أي مرض يصاب به العامل بسبب‬
‫وأثناء العمل ‪ ،‬ويحدث عندما تتعرض أجهزة الجسم لتأثير المواد المستخدمة في العمل والتي قد‬
‫تدخل إلى الجسم عن طريق التنفس أو الفم أو الجلد ‪ ،‬أو عند تعرض الجسم لظروف غير‬
‫‪.1‬‬
‫صحية في بيئة العمل ‪،‬كالجلوس الطويل خلف جهاز الحاسوب أو المكتب "‬

‫ويحظى المرض المهني باهتمام كبير فقد تضمنته عدة اتفاقيات دولية وبذلت عدة محاوالت‬
‫لتعريف المرض المهني فقد جاء في التوصية رقم ‪ 67‬لسنة ‪ 1944‬الصادرة عن مؤتمر العمل‬
‫الدولي أن المرض المهني هو ‪ " :‬كل مرض تكثر اإلصابة به بين المشتغلين في المهنة ‪ ،‬أو‬
‫حالة تسمم تحدث بسبب المواد المستعملة في مهنة معينة مما يستوجب التعويض عنه باعتباره‬
‫‪.2‬‬
‫مرضا ال مهنيا ‪ ،‬إذا كان الشخص ممن يعملون في تلك المهنة "‬

‫والعامل أثناء تأديته للعمل يتعرض لمخاطر فيزيائية أو كيمياوية أو حيوية قد تضر‬
‫بصحته وتسبب له مرض مهني ‪ ،‬ومن هنا يتجلى الدور الوقائي والعالجي الذي يقع على الهيئة‬
‫‪.3‬‬
‫المستخدمة وعليها ضمان الوقاية الصحية واألمن للعمال‬

‫كم‪OO O‬ا يجب أن يس‪OO O‬تجيب ج‪OO O‬و العم‪OO O‬ل إلى ش‪OO O‬روط الراح‪OO O‬ة والوقاي‪OO O‬ة الص‪OO O‬حية ‪ ،‬وعلى وج‪OO O‬ه‬
‫الخص‪OO O‬وص التك‪OO O‬ييف والتهوي‪OO O‬ة وتجدي‪OO O‬دها وك‪OO O‬ذا خ‪OO O‬زائن المالبس و دورات المي‪OO O‬اه و النظاف‪OO O‬ة في‬
‫المطاعم‬

‫كم‪OO‬ا أن‪OO‬ه يجب تص‪OO‬ميم وتهيئ‪OO‬ة و ص‪OO‬يانة المؤسس‪OO‬ات والمحالت المخصص‪OO‬ة للعم‪OO‬ل وملحقاته‪OO‬ا‬
‫وتوابعها ‪ ،‬بصفة تضمن أمن العمال ‪ ،‬ويجب أن تستجيب خاصة للمقتضيات التالية ‪:‬‬

‫ض ‪OO‬مان حماي ‪OO‬ة العم ‪OO‬ال من ال ‪OO‬دخان واألبخ ‪OO‬رة الخط ‪OO‬يرة والغ ‪OO‬ازات الس ‪OO‬امة والض ‪OO‬جيج وك ‪OO‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫األضرار األخرى ‪.‬‬
‫‪ 1‬خالدي محمد ‪ ،‬قراءة تحليلية في وضع السالمة والصحة المهنية بالجزائر وفقا لمعايير العمل الدولية ‪ ،‬مجلة ادارة االعمال‬
‫والدراسات االقتصادية ‪ ،‬العدد الرابع ‪،‬ص ‪.205‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد السالم بناصر ‪ ،‬النظام القانوني التعويض حوادث العمل واألمراض المهنية في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجيستير ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪ 3‬القانون رقم ‪ 88/07‬المؤرخ في ‪ 26/11/1988‬م المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،‬المادة ‪ 03‬منه الجريدة الرسمية العدد ‪ 04‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪27/01/1988‬م‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تجنب االزدحام واالكتظاظ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬ضمان أمن العمال أثناء تنقلهم وكذا أثناء تشغيل اآلالت ووسائل الرفع والنقل‬
‫واستعمال المواد والعتاد والمنتجات والبضائع وكل اللوازم األخرى‪.‬‬

‫من بين األساليب النفسية التي تؤدي إلى تحسين العمل تكوين العادات السليمة والحسنة في‬
‫بيئة العمل من أجل دفع العاملين الحد من التقليل من حوادث العمل وتكرارهم للعادات السليمة‬
‫‪.1‬‬
‫يؤثر بطريقة ايجابية على بيئة العمل‬

‫ضمان الشروط الضرورية الكفيلة باتقاء كل أسباب الحرائق و اإلنفجارات ‪ ،‬وكذا‬


‫مكافحة الحرائق بصفة سريعة وناجحة ‪.‬‬
‫وضع العمال في مأمن من الخطر ‪ ،‬أو إبعادهم عن األماكن الخطيرة أو فصلهم‬
‫بواسطة حواجز ذات فعالية معترف لها ‪ ،‬حالة خطر وشيك أو حادث ‪. 2‬‬
‫يجب أن توفر للعمال األلبسة الخاصة والتجهيزات والمعدات الفردية ذات الفعالية‬
‫المعترف بها ‪ ،‬من أجل الحماية ‪ ،‬وذلك حسب طبيعة النشاط واألخطار‪. 3‬‬

‫ويتعين على المؤسسات المستخدمة والسيما الصناع والمستوردين أن يقدموا للمؤسسات‬


‫والهيئات المعنية وخاصة الهيئة الوطنية المختصة في مجال الوقاية الصحية واألمن المعلومات‬
‫الضرورية بتقدير األخطار التي تشكلها المواد أو المستحضرات على صحة العمال ‪ ،‬وذلك قبل‬
‫‪.4‬‬
‫إدخالها إلى السوق‬

‫‪1‬‬
‫رمضان عمومن ‪،‬حمزة معمري ‪ ،‬حوادث العمل اسبابها واساليب خفضها ‪ ،‬عدد خاص من الملتقى الدولي حول المعاناة في‬
‫العمل ‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة االغواط ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬ص ‪. 565‬‬

‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 88/07‬المرجع السابق م ‪.05‬‬


‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91/05‬المؤرخ في ‪ 03‬رجب ‪ 1411‬ه الموافق لـ ‪ 19/01/1991‬م يتعلق بالقواعد العامة للحماية‬
‫التي تطبق على حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل ‪،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،04‬صادرة في ‪ 07‬رجب ‪1411‬ه الموافق لـ ‪23‬‬
‫يناير ‪ 1991‬م‪ ،‬المواد ‪ 03‬إلى ‪ 14‬منه ‪.‬‬

‫‪ 4‬القانون رقم ‪ 88/07‬المرجع السابق المادة ‪ 10‬منه ‪.‬‬


‫‪51‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويختلف المرض المهني عن حوادث العمل في أنه ال يحدث بصفة فجائية ‪ ،‬فقد يبقى‬
‫العامل عدة سنوات قبل أن تظهر عليه أعراض المرض ‪،‬في حين أن إصابة العمل تظهر في‬
‫‪.1‬‬
‫حينها‬

‫المبحث األول ‪ :‬المخاطر المهنية وطرق الوقاية منها‪.‬‬

‫هناك العديد من المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المنشآت الصناعية والتي تؤدي إلى‬
‫وقوع الحوادث واإلصابات المختلفة باإلضافة إلى إصابة العاملين باألمراض المهنية ‪ ،‬حيث أنه‬
‫من الصعب تحديد فترة زمنية لظهور هذه األمراض ‪ ،‬ومما ال شك فيه أنها بدأت منذ بداية‬
‫عمل اإلنسان في المهن المختلفة ‪ ،‬حيث تعرض اإلنسان منذ نشأته لألمراض المهنية الناتجة‬
‫‪.2‬‬
‫عن العمل وظروفه‬

‫ويزيد من خطورة األمراض المهنية أن بعضها يأخذ طابعا مزمنا حيث يمضي وقتا طويال‬
‫قبل اكتشافها نظرا لمرورها بأطوار يظهر فيها المرض المهني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أنواع المخاطر المهنية‪.‬‬

‫في كثير من أماكن العمل ال يتعرض العاملون ألية مخاطر قد تؤثر على صحة الفرد أو على‬
‫قدرته على أداء العمل بكفاءة‪ ،‬و لكن في مواقع أخرى توجد في أماكن العمل مخاطر مختلفة‬
‫تختلف حسب طبيعة النشاط المهني ‪ ،‬تؤثر على الحالة الصحية للعاملين و تؤثر بالتالي على‬
‫كفاءة اإلنتاج‪ ،‬و تتسبب في اإلصابة باألمراض وتزيد من معدالت الحوادث وإ صابات العمل‪.‬‬
‫و ألن المخاطر المهنية تكون في معظم األحيان معروفة سلفا فانه من الممكن بل من‬
‫الضروري العمل على التحكم فيها و التقليل من أخطارها على صحة العاملين ‪. 3‬‬

‫تقسم المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المنشآت الصناعية إلى أقسام رئيسية وهي‪:‬‬

‫خالدي محمد ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.205‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫مقال الصحة والسالمة في بيئة العمل ‪ ،‬المنتدى العربي إلدارة الموارد البشرية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المخاطر الفيزيائية‪-‬الكيميائية‪ :‬وهي من المخاطر التي تتسبب فيها عوامل‬
‫الطبيعة‪.‬‬

‫أوال ـ المخاطر الفيزيائية ‪:‬‬

‫المخاطــر الفيزيائيــة هــي مخاطــر العمــل الطبيعيــة‪ ،‬والتــي يمكــن التحكــم بهــا مــن خــالل‬
‫وســائل وإ جــراءات الوقايــة المختلفــة‪ ،‬كونهــا معروفــة ومحــّد دة وقابلــة للقيــاس والكشــف عنهــا‬
‫وبالتالــي التحكــم بهــا‪.‬‬

‫وتوجــد المخاطــر الفيزيائية فــي بيئــة العمــل‪ ،‬وتؤثــر ســلبا علــى صحــة وحيــاة العامليــن‪ ،‬فــى‬
‫حــال تجاوزهــا الحــدود المســموح بهــا‪. 1‬‬

‫وتنتج معظم المخاطر الصحية من استنشاق مواد كيميائية على شكل أبخرة ‪ ،‬غازات ‪ ،‬أتربة‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫أدخنة أو من مالمسة الجلد لهذه المواد‬

‫و يقصد بها كذلك العوامل الطبيعية التي يؤدي التعرض لها إلى إصابة العاملين ببعض‬
‫األمراض ومنها ‪.‬‬

‫الضوضاء‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تع‪OO‬رف الضوض‪OO‬اء على أنه‪OO‬ا األص‪OO‬وات الش‪OO‬ديدة غ‪OO‬ير المرغ‪OO‬وب فيه‪OO‬ا وال‪OO‬تي له‪OO‬ا‬
‫تأثير ض‪O‬ار على ص‪O‬حة اإلنس‪O‬ان‪ ،‬وأش‪O‬ارت الدراس‪O‬ات أن الضوض‪O‬اء ت‪O‬ؤثر ت‪O‬أثيرا‬
‫مباش ‪OO O‬را على ق ‪OO O‬درات العم ‪OO O‬ال وإ نت ‪OO O‬اجهم وتس ‪OO O‬بب الضوض ‪OO O‬اء القل ‪OO O‬ق واإلره ‪OO O‬اق‬
‫واالض‪OO O‬طرابات النفس‪OO O‬ية والس‪OO O‬لوكية منه‪OO O‬ا العص‪OO O‬بية المفرط‪OO O‬ة وع‪OO O‬دم االس‪OO O‬تقرار‬
‫واإلحباط واالكتئاب‪.‬‬
‫كما تسبب اختناق الصدر وارتفاع الضغط وتضييق الشرايين وتسبب أضرار في‬
‫وظيفة الدماغ مما ينتج عنه انخفاض في نسبة الذكاء والقدرات العقلية ‪.‬‬

‫دليل المبادئ األساسية للسالمة والصحة المهنية في بيئة العمل ‪ ،‬منظمة العمل الدولية الطبعة االولى سنة ‪2016‬م صفحة ‪. 12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مبروك عطية مبروك توفيق و مصطفى محمد عبد النبي يسن ‪ ،‬نجاعة إدارة نظم السالمة والصحة المهنية في عمليات‬
‫تشغيل المحطات في الشركة القابضة لمياه الشرب ‪،‬المجلد الثالث عشر ‪ ،‬العدد الثالث ‪،‬جويلية ‪ 2022‬م‪،‬ص ‪. 697‬‬

‫‪53‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحرارة ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تتطلب بعض األعمال جهدا عضليا وتحتاج إلى درجات حرارة معتدلة ‪ ،‬ومن األفضل‬
‫توافر التهوية المناسبة مع تأمين درجة الحرارة المناسبة ‪. 1‬‬
‫فدرجة الحرارة المرتفعة تؤدي إلى إنهاك العامل وخفض إنتاجيته‪.‬‬
‫وتسبب الحرارة ‪ :‬التقلصات الحرارية و اإلجهاد الحراري والتهاب الجلد وكذلك ضربة‬
‫الشمس والتهابات العيون ‪.‬‬
‫اإلضاءة‪ :‬اإلضاءة الجيدة تعني تزويد مكان العمل بكمية الضوء المناسبة لنوع‬ ‫‪‬‬
‫العمل المطلوب ويعتبر التحسين في اإلضاءة أحد العوامل المؤدية إلى زيادة‬
‫‪.‬‬
‫اإلنتاج وتقليل نسبة األخطاء والحوادث‬
‫الغبار واألتربة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يكون الغبار الناتج عن بعض العمليات اإلنتاجية ساما إذا استنشقه العمال ويسبب‬
‫أمراضا لهم ‪ ،‬كما أنه إذا تراكم على أرضية المصنع ‪ ،‬فإنه قد يسبب حدوث إصابات‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫في العمل‬
‫ـ تسبب األتربة التهاب الرئتين والحساسية ‪ ،‬كما أن األتربة المعدنية تسبب التسمم وقد‬
‫يكون بعضها مسرطنا ‪.‬‬
‫حيث نص المشرع الجزائري في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 01‬أكتوبر‬
‫‪ 2003‬م والمتعلق بحماية العمال من أخطار استنشاق غبار األميانت في المواد ‪ 09‬و‬
‫‪ 10‬منه على اإلجراءات الوقائية للحماية من خطر استنشاق غبار األميانت ‪.‬‬

‫المادة ‪ " 09‬يجب على المستخدم السهر على أن ال يتناول عماله طعامهم و أن ال يشربوا‬
‫‪.3‬‬
‫وال يدخنوا في أماكن العمل المعنية "‬

‫‪ 1‬أميمة صقر المغني ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.44- 42‬‬


‫‪2‬‬
‫أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.46‬‬

‫‪3‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬شعبان ‪ 1424‬ه الموافق لـ ‪ 01‬اكتوبر‪ 2003‬م يتعلق بحماية العمال من أخطار‬
‫استنشاق غبار األميانت الجريدة الرسمية العدد رقم ‪ 07‬الصادر بتاريخ ‪31‬جانفي ‪ 2004‬م ‪.09‬‬

‫‪54‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المادة ‪ "10‬يتعين على المستخدم أن يضع مرشات لالستحمام تحت تصرف العمال الذين‬
‫‪.1‬‬
‫يقومون بأشغال فيها الغبار وتعرض إلى مادة األميانت"‬
‫وللوقاية منها البد من توفير منافذ للتهوية بشكل كافي داخل أماكن العمل ‪ ،‬وتزويد‬
‫أماكن العمل بالمراوح ‪ ،‬ارتداء كمامات واقية من األتربة مصنعة من مادة قطنية تسمح‬
‫‪.2‬‬
‫بمرور الهواء فقط‬
‫اإلشعاعات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫في المصانع التي تتعامل مع مواد مشعة يجب توفير أجهزة خاصة لفحص نسبة‬
‫اإلشعاعات في جو المصنع وعلى مالبس العاملين وكذلك التجهيزات ووسائط النقل‬
‫والمواد المتداولة ‪ ،‬وقد تكون مصادر اإلشعاعات طبيعية وتضم األشعة الكونية واألشعة‬
‫الصادرة عن التربة أو قد تكون اإلشعاعات المستخدمة في العلوم الطبية التشخيصية‬
‫والعالجية كاألشعة السينية واليود المشع‪.‬‬
‫تسبب اإلشعاعات اضطرابات في الجهاز الهضمي كالغثيان والقيء‪ ،‬النزيف المعوي‬
‫‪.‬‬
‫انخفاض عدد الصفائح الدموية وتدهور الجهاز المناعي مما يؤدي إلى الوفاة‬
‫وللوقاية منها يجب ارتداء ألبسة واقية تساعد على منع تأثير المواد المشعة على جسم‬
‫اإلنسان كما يجب استخدام الكمامات واستخدام القفازات المناسبة‪.‬‬
‫يتسبب مرور التيار الكهربائي في جسم اإلنسان في إحداث آثار تتوقف خطورتها على‬
‫مسار التيار وشدته والمدة التي يبقى خاللها المصاب تحت تأثير التيار ‪ ،‬وينشأ عن ذلك‬
‫حروق بسيطة وقد يسبب مرور التيار الكهربائي شلل موضعي أو الوفاة ‪.3‬‬

‫للتيار الكهربائي آثار حرارية هي التي تسبب الحروق وفي بعض األحيان تؤدي إلى‬
‫‪.‬‬
‫الموت وخصوصا إذا كانت شدة التيار كبيرة والصدمة قريبة من القلب‬

‫‪1‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المتعلق بحماية العمال من أخطار استنشاق غبار األميانت ‪ ،‬المرجع السابق م ‪.10‬‬

‫‪ 2‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.49-48-47‬‬


‫‪ 3‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.49‬‬
‫‪55‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن الخطر الذي يصيب اإلنتاج من جراء االستخدام الخاطئ للقدرة الكهربائية ال يقل‬
‫أهمية عن خطورة الكهرباء على اإلنسان‪ ،‬حيث ارتفعت الحوادث الجسيمة التي سببت‬
‫خسائر مادية لإلنتاج مع التزايد المستمر الستخدام الطاقة الكهربائية‪.‬‬
‫وللوقاية من مخاطر التعرض للصعقات الكهربائية ارتداء القبعات الواقية وكذا‬
‫استخدام القفازات الواقية واألحذية ذات األرضية المطاطية لوقاية القدمين من الصعقة‬
‫‪.1‬‬
‫الكهربائية‬
‫ثانيا ـ المخاطر الكيميائية ‪:‬‬
‫يكون تأثير المواد الكيميائية على اإلنسان ساما أو حارقا أو مخدرا مهيجا‬
‫أومسرطنا ويتم دخولها إلى جسم اإلنسان عن طريق الجهاز التنفسي أو عن طريق الجلد‬
‫‪.‬‬
‫أو الفم‬
‫ولتقليل المخاطر الناشئة عن تداول الكيماويات يلزم وضع سياسات ونظم خاصة‬
‫لتداولها بطرق آمنة مبنية على أسس علمية سليمة وعلى معلومات وبيانات دقيقة‪.‬‬
‫وذلك ما نص عليه المشرع الجزائري على سبيل المثال في القرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ 2014‬م المحدد لشروط وكيفيات اقتناء المواد‬
‫والمنتوجات الكيميائية الخطرة من السوق الوطنية من قبل األشخاص الطبيعيين أو‬
‫المعنويين‪.2‬‬
‫كما يجب أن توضع المواد الكيميائية في األماكن المخصصة لكل مادة وفي األماكن‬
‫الباردة والجافة ‪ ،‬وإ بعادها عن مصادر االشتعال واللهب واألجسام الساخنة وكذا وضع‬
‫(‪.)2‬‬
‫اإلرشادات الدالة على خطورة المواد الكيميائية السامة وكذلك المواد المشتعلة‬
‫المخاطر التي تسببها المواد الكيماوية ‪:‬‬

‫‪ 1‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.52‬‬


‫‪2‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 21‬شعبان ‪1435‬هـ الموافق لـ ‪ 19‬جوان ‪2014‬م المحدد لشروط وكيفيات اقتناء‬
‫المواد الكيميائية الخطرة من السوق الوطنية من قبل األشخاص الطبيعيين أو المعنويين ‪ ،‬ج ر العدد ‪ 23‬الصادرة بتاريخ ‪06‬‬
‫ماي ‪2015‬م ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال ـ التسمم بالمعادن الثقيلة ‪:‬يحدث التسمم بالمعادن نتيجة تعاطي أو تناول كمية كبيرة‬
‫من المادة السامة يؤدي إلى القيء ثم اإلغماء المصحوب بتشنجات ثم الوفاة ‪ ،‬وقد يكون‬
‫التسمم مزمنا ناتج عن دخول المعادن ومركباتها إلى الجسم على فترات طويلة ومن‬
‫المعادن المسببة للتسمم مايلي ‪:‬‬
‫أ ـ التسمم بالرصاص ‪:‬‬
‫يؤدي التسمم بالرصاص إلى الصداع والضعف العام التخلف العقلي ‪ ،‬شلل المخ‬
‫و أمراض الكلية المزمنة ويسبب حاالت تشوه خلقي كالصمم وبعض األمراض‬
‫العصبية‪.‬‬
‫حيث أحصت منظمة العمل الدولية ما يقدر بمليون شخص يموتون سنويا نتيجة التسمم‬
‫‪.1‬‬
‫بالرصاص‬
‫ب ـ التسمم بالزئبق ‪:‬‬
‫يتعرض له العاملون في المبيدات الحشرية وطالء المعادن وزخرفة األواني‬
‫والمستحضرات الدوائية ويؤدي التسمم بالزئبق إلى التهابات األغشية وتلف الجهاز‬
‫العصبي واضطرابات في الهضم والتهابات جلدية ‪.‬‬

‫ومن بين أعراض التسمم بالزئبق السائل‪ ،‬حدوث اضطرابات في النوم وتهيج الجلد‪ ,‬وحدد‬
‫األطباء مجموعة من األعراض الخاصة بالتسمم الذي يسببه الزئبق السائل‪ ،‬كما يقول توماس‬
‫جيبل خبير السموم بالهيئة االتحادية لألمراض الناتجة عن ظروف العمل في مدينة دورتموند‬
‫األلمانية‪ ،‬ثمة حاالت موثقة تاريخيا ترصد حدوث تغيير في طريقة كتابة بعض األشخاص‬
‫"الحظنا أن خطهم يميل دائما ألسفل في نهاية السطر إذ أنهم فقدوا القدرة على الكتابة في خط‬
‫مستقيم" ‪.2‬‬

‫ت ـ التسمم بالزرنيخ ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫مقال بعنوان مليون شخص يموتون سنويا من التسمم بالرصاص ‪ ،‬منظمة العمل الدولية ‪،‬جريدة الوطن العربي صادر بتاريخ‬
‫‪ 25/10/2022‬م‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقال بعنوان الزئبق سم يتسلل لجسم االنسان سنويا ‪،‬موقع الجزيرة االلكتروني صادر بتاريخ ‪ 16/01/2023‬م ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يدخل الزرنيخ في صناعة المعادن وكذلك المبيدات الحشرية وصناعة الزجاج ويؤدي‬
‫التسمم بالزرنيخ إلى االلتهابات الجلدية واألغشية المخاطية وتأثيرات على الجهاز‬
‫المركزي واضطرابات في الدورة الدموية‪.‬‬
‫وتشمل اآلثار الصحية الضارة األخرى التي قد تكون مرتبطة بتناول الزرنيخ غير‬
‫العضوي لفترة طويلة أثاًر ا تتعلق بالنمو واإلصابة بداء السكري وأمراض الرئة‬
‫وأمراض القلب واألوعية الدموية‪ .‬وبوجه خاص يمكن أن يكون احتشاء عضلة القلب‬
‫الناجم عن الزرنيخ سبًبا رئيسًي ا في الزيادة المفرطة في الوفيات ‪. 1‬‬
‫وللوقاية من التسمم بالمعادن الثقيلة يجب مايلي ‪:‬‬
‫توفير وسائل التهوية الطبيعية والصناعية‪.‬‬
‫استبدال المواد الخطرة كلما أمكن ذلك بمواد أقل خطورة أو عديمة خطورة ‪.‬‬
‫استخدام أقنعة بالستيكية أو معدنية أو نظارات زجاجية لحماية الوجه والعينين‪.‬‬
‫استخدام المالبس غير المنفذة لألتربة ‪. 2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التسمم بالمذيبات العضوية ‪:‬‬

‫تدخل المذيبات العضوية في صناعة الطالء وإ زالة الشحوم وصناعة الجلد والمطاط‬
‫والروائح العطرية ‪ ،‬ويكون التعرض لها عن طريق االستنشاق أو التالمس مع الجلد وتسبب‬
‫التهيج الجلدي كما تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب ضعف القدرة الذهنية والضعف الجسماني‬
‫العام وضعف الذاكرة والتركيز والتهاب األعصاب الطرفية ‪ ،‬وللقضاء على الخطر من أساسه‬
‫تحفظ المذيبات في أواني خاصة ‪ ،‬وإ جراء العمليات الصناعية التي تستعمل فيها هذه المواد في‬
‫‪.‬‬
‫أماكن مغلقة وجيدة التهوية‬

‫وللوقاية منها يجب استخدام معدات الوقاية الشخصية لحماية العاملين من التعرض لمثل‬
‫هذه المواد مثل القفازات ‪ ،‬استخدام أحذية مصنوعة من المطاط الصناعي أو الطبيعي أو من‬
‫مادة البالستيك المقاوم للتآكل وتستخدم لحماية القدمين ‪.‬‬

‫‪ 1‬الزرنيخ ‪ ،‬منظمة الصحة العالمية ‪ ،‬ديسمبر ‪ 2022‬م ‪.‬‬


‫أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪58‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا ـ التسمم من الغازات ‪:‬‬

‫تؤثر الغازات السامة على صحة وسالمة اإلنسان لذلك يجب التأكد من عدم تسرب هذه‬
‫الغازات داخل المنشآت الصناعية والحذر عند التعامل منها‪.‬‬

‫ومن بين أنواع الغازات ‪:‬‬


‫*غازات الدم ‪ :‬حيث يؤثر هدا النوع على كريات الدم الحمراء ‪ ،‬ويسبب ضيق التنفس‬
‫وتتطور الحالة إلى إغماء وتشنج ‪.‬‬
‫*غازات األعصاب ‪ :‬يؤثر هذا النوع على الجهاز العصبي ‪ ،‬حيث يمتص الجسم هذه‬
‫الغازات عن طريق الرئتين أو الجلد أو األغشية المخاطية‪.‬‬
‫*غازات خانقة ‪ :‬سببها غاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة تشغيل عدد كبير من اآلليات‬
‫والسيارات وانسداد مداخن بعض آالت التصنيع ‪.1‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 07-88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‬
‫على أن تصميم وتهيئة وصيانة المؤسسات والمحالت الخاصة للعمل يجب أن تستجيب لضمان‬
‫حماية العمال من الدخان واألبخرة الخطيرة والغازات السامة ‪.2 ...‬‬

‫وللوقاية من خطر التسمم من الغازات يجب االلتزام بمايلي ‪:‬‬

‫توفير التهوية المناسبة الطبيعية والصناعية‪.‬‬


‫استخدام أجهزة التنفس الكاملة ‪.‬‬
‫استخدام الجهاز الواقي الكيماوي (‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المخاطر الحيوية( البيولوجية) و المخاطر الميكانيكية‪:‬‬

‫‪ 1‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.55- 54‬‬


‫‪2‬‬
‫قانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية ‪1408‬ه الموافق لـ ‪ 26‬جانفي ‪1988‬م يتعلق بالوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 04‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬جانفي ‪ 1988‬م‪ ،‬المادة ‪.05‬‬

‫‪59‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ 01‬ـ المخاطر الحيوية ( البيولوجية)‪:‬‬

‫إ ن للمخاطر البيولوجية تأثير قوي وخطير على صحة اإلنسان عند التعرض لها‪ ،‬فهي تؤدي‬
‫إلى الوفاة أو اإلصابة باألمراض الخطيرة والمعدية‪ ،‬وتكمن المخاطر البيولوجية‬
‫في التعرض المهني للكائنات الدقيقة الحية المعدية‪ ،‬وإ فرازاتها السامة والطفيليات‪ 1‬وتنتقل عن‬
‫طريق الطعام أو الشراب أو عن طريق استعمال دورات المياه غير النظيفة‪.‬‬

‫تسبب المخاطر الحيوية التي يتعرض لها العامل إلى ما يلي ‪:‬‬

‫الحمى الخبيثة ‪:‬تصيب العمال في مجال الدباغة وصناعة السجاد وتسبب ظهور‬ ‫‪‬‬
‫بقع حمراء وحدوث سعال وصداع مع ارتفاع درجة الحرارة‪.‬‬
‫السقاوة ‪ :‬وهو مرض يصيب اإلنسان والحيوان عند مالمسة حيوان مصاب أو‬ ‫‪‬‬
‫لمس مخلفاته عن طريق الجلد أو األنف أو الفم ‪ ،‬وأعراضه حمى ورعشة‬
‫‪.‬‬
‫شديدة مع إعياء قد ينتهي باإلغماء والوفاة‬

‫وللوقاية منها يجب تطعيم العمال ضد األمراض المعدية أو التي تنتقل عن طريق الحيوان وكذا‬
‫‪.2‬‬
‫ارتداء المالبس و األحذية الواقية المناسبة لطبيعة العمل مصنوعة من الجلد‬

‫‪ 02‬ـ المخاطر الميكانيكية ‪:‬‬

‫المخاطر الميكانيكية تحدث نتيجة االستعمال الخاطئ للمعدات الميكانيكية المتواجدة في‬
‫مكان العمل وينتج الخطر من جراء مالمسة الجزء الخطر لجسم اإلنسان األمر الذي ينتج عنه‬
‫‪.‬‬
‫أضرار جسيمة‬

‫‪ 01‬ـ الحريق ‪:‬‬

‫فارس النفيعي ‪ ،‬مخاطر بيئة العمل ‪،‬المنتدى العربي إلدارة الموارد البشرية ‪ 09/01/2011،‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.56‬‬


‫‪60‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يبدأ الحريق نتيجة اإلهمال في إتباع طرق الوقاية من الحرائق ولكنها سرعان ما تنتشر إذا‬
‫لم يبادر بإطفائها مخلفة خسائر ومخاطر فادحة في األرواح ‪ ،‬لذا يجب اتخاذ التدابير الوقائية‬
‫والسيطرة عليها في أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر مثل ما جاء في الجزء ‪ 4‬من المادة ‪ 5‬من‬
‫القانون رقم ‪ 88/07‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن و طب العمل "‪.........‬ضمان الشروط‬
‫الضرورية الكفيلة باتقاء كل أسباب الحرائق واالنفجارات وكذا مكافحة الحرائق بصفة سريعة‬
‫‪.1‬‬
‫وناجعة‪".........‬‬

‫ومن أسباب حدوث الحريق ما يلي ‪:‬‬

‫تشبع مكان العمل بالبخار والغازات القابلة لالشتعال ‪.‬‬


‫حدوث شرارة كهربائية أو ارتفاع غير عادي في درجة الحرارة ‪.‬‬
‫وجود نفايات سائلة وزيوت قابلة لالشتعال على أرضيات مكان العمل ‪.‬‬
‫يتم إخماد الحريق بثالث طرق ‪:‬‬
‫*الخنق ‪ :‬وهو حجب األكسجين ومنعه من االتحاد مع المواد القابلة لالحتراق‪.‬‬
‫*التبريد ‪ :‬عن طريق تخفيض درجة حرارة المادة إلى مادون درجة االشتعال‪.‬‬
‫*الحصر ‪ :‬وهو إبعاد المواد القابلة لالشتعال عن األكسجين والحرارة قبل و أثناء نشوب‬
‫الحريق‪.‬‬

‫وللوقاية من خطر الحرائق وجب تركيب أبواب مقاومة للنيران وتركها مفتوحة نهارا‬
‫تركيب زجاج مقاوم للنيران بالشبابيك أو ستائر معدنية في بعض الحاالت ‪ ،‬جعل األسقف أو‬
‫(‪.)1‬‬
‫األرضيات من مواد مقاومة للنيران‬

‫‪02‬ـ النقل اليدوي واآللي ‪ :‬يتم تداول المواد إما يدويا أو آليا باستخدام العديد من آالت‬

‫الرفع التي تدار ميكانيكيا أو يدويا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قانون رقم ‪ 07-88‬المؤرخ في ‪ 07‬جمادى الثانية ‪ 1408‬ه الموافق لـ ‪ 26‬جانفي ‪1988‬م يتعلق بالوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 04‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬جانفي ‪ 1988‬م‪ ،‬المادة ‪.05‬‬

‫‪61‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن تحقيق عوامل الصحة والسالمة المهنية أثناء عمليات التداول الميكانيكي التي تشمل‬

‫الرفع والمعدات المتحركة يمكن أن تتحقق إذا توفرت العناصر التالية ‪.‬‬

‫ـ ظروف تشغيل أمنة‪.‬‬

‫ـ تجنب مخاطر المحتملة‪.‬‬

‫ـ إتباع الطرق السليمة أثناء عمليات الرفع والتنزيل‪.‬‬

‫ومن المخاطر التي يمكن حدوثها أثناء التداول الميكانيكي ‪:‬‬

‫سقوط المواد المحمولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خطورة الحمولة الزائدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫عطل المعدات المتحركة أثناء عملية الرفع والتنزيل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫االنفجار والحرائق‬ ‫‪-‬‬

‫ومن المخاطر التي يمكن حدوثها أثناء التداول الميكانيكي ‪:‬سقوط المواد المحمولة‬
‫وخطورة الحمولة الزائدة وكذلك عطل المعدات المتحركة أثناء عملية الرفع والتنزيل‬
‫واالنفجار والحرائق‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أساليب ووسائل حماية العامل من المخاطر المهنية في القانون الجزائري‪.‬‬

‫‪ 1‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪60-59‬‬


‫‪62‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لحماية العامل من األخطار المهنية في القانون الجزائري وجدت أساليب ووسائل اعالمية‬
‫وتطبيقية تمثلت فيما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أساليب ووسائل حماية العامل اإلعالمية والتطبيقية‪.‬‬


‫*األساليب اإلعالمية‪:‬‬
‫"تتمثل في المحاضرات ‪،‬وهي طريقة سهلة وسريعة لتزويد عدد كبير من الناس بقسط‬
‫كبير من المعلومات ‪ ،‬ويتوقف نجاح المحاضرة على قدر المحاضر على االحتفاظ بإنتباه‬
‫العاملين عن طريق أيضا النشرات المطبوعة وهي من األدوات المفيدة في تقديم التوعية‬
‫واإلرشاد للعاملين‪ ،‬ولكن المشكلة تنحصر في حفز األفراد على قراءتها ‪ ،‬األفالم‬
‫اإليضاحية أيضا لها دور كبير في إيصال التوعية الجيدة في مجال السالمة والصحة‬
‫المهنية ‪ ،‬فهي تسهل تعليم كثير من المهارات الصناعية مثل سير العملية وتسلسلها‬
‫وتفاصيلها و الصلة بين أجزائها "‪.1‬‬

‫وهنا يجب حث وسائل اإلعالم السمعية والمرئية والمقروءة من اجل تخصيص جهود‬
‫كبيرة في مجال ترويج السالمة والصحة المهنية من اجل توعية األفراد والمواطنين والمجتمع‬
‫على الصعيد العملي ‪.2‬‬

‫فالتوعية والتثقيف ‪:‬من خالل العمل على تنمية الوعي الوقائي بين المدراء واألفراد في‬
‫مجال السالمة العامة والمهنية ‪،‬وما يتطلب دلك من إعداد وتصميم لمواد التوعية واإلعالم‬
‫والعمل‬

‫على توفيرها بالمنشآت وإ قامة الندوات واالجتماعات ‪،‬بقصد إرشاد العمال والمشرفين وأصحاب‬
‫العمل إلى أساليب الوقاية من األخطار المهنية وطريقة تنفيذها‪.3‬‬

‫*األساليب التطبيقية ‪:‬‬


‫‪ 1‬أميمة صقر المغني ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.34‬‬
‫ناصر علي ناصر الدغمي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫عبد العزيز بعده ومبروك اكاسو‪ ،‬برامج الصحة والسالمة المهنية وعالقتها بتحقيق الرضا الوظيفي لدى العمال‪ ،‬جامعة‬
‫احمد درايه‪ ،‬أادرار‪ 2020/2021 ،‬م ص ‪.75‬‬

‫‪63‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تتمثل في عمليات التخطيط التي تقوم بها المؤسسات قبل مباشرة العمال العمل في المنشآت‬
‫الصناعية ‪ ،‬عن طريق االستعداد واالستجابة للطوارئ لتحديد االحتماالت التي من الممكن أن‬
‫تقع والمواقف الطارئة ولمنع وتخفيف األمراض الصحية واألضرار المرتبطة بها ‪،‬أيضا عن‬
‫طريق الرصد وقياس األداء ومراقبة مدى تطبيق العمال لنظام الصحة والسالمة المهنية في‬
‫المنشأة واحترامهم لإلجراءات واللوائح التنظيمية‪.1‬‬

‫" مضمون أحكام الوقاية الصحية تضمنت مختلف التشريعات الدولية والوطنية ‪،‬مجموعة من‬
‫التدابير واألحكام الوقائية من اجل حماية العمال من األخطار المهنية المختلفة ‪ ،‬الناشئة عن‬
‫محيط العمل وأدواته والتي يمكن تصنيفها في ثالث مجموعات أساسية ‪:‬‬

‫المجموعة األولى ‪ :‬مرتبطة بالعامل كحالته النفسية واالجتماعية وتظهر في قلة الوعي الوقائي‬
‫والحالة الصحية وغيرها ‪.‬‬

‫المجموعة الثانية ‪ :‬مرتبطة بالبيئة والمحيط كاإلنارة والغازات ‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة ‪ :‬مرتبطة بمواد العمل واآلالت كاإلنفجارات والحرائق وسقوط األشياء‬
‫وغيرها ‪.‬‬

‫ولهذا فقد ثبتت المنظمة الدولية للعمل عدة برامج تحتوي على تدابير إجبارية في مجال األمن‬
‫والوقاية الصحية للعمل والعمال ‪،‬نذكر من بينها التعليمة النموذجية رقم ‪ 30/1107‬التي‬
‫أصدرها مجلس المنظمة وتخص مجال حماية العمال أثناء العمل ‪،‬ضد المخاطر الناجمة عن‬
‫التعرض الضار لعناصر كيميائية مثل الفحوم الهيدروجينية وأكسيد الكربون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مبروك عطية مبروك توفيق و مصطفى محمد عبد النبي يسين ‪ ،‬نجاعة إدارة نظم السالمة والصحة المهنية في عمليات‬
‫تشغيل المحطات في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي في مصر على ضوء معايير االيزو ‪ ،‬كلية التجارة وإ دارة‬
‫األعمال جامعة حلوان ‪،‬عدد ‪ ،2‬سنة ‪. 2022‬‬

‫‪64‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أو لعناصر فيزيائية وبيولوجية كاإلشعاعات واألمواج الكهربائية والفطريات وغيرها ‪ ،‬كما‬
‫أصدرت المنظمة مجموعة من االتفاقيات وتوصيات في هدا المجال منها االتفاقية رقم ‪155‬‬
‫‪.1‬‬
‫لسنة ‪1981‬م ‪ ،‬والتوصية رقم ‪ 164‬لسنة ‪1981‬م الخاصتين بصحة وامن العمال في العمل "‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موقف المشرع الجزائري من المخاطر المهنية في المؤسسات ‪.‬‬

‫اعتبر المشرع الجزائري حماية العمل ووقايتهم من األمراض المهنية وحوادث العمل‬
‫من بين األولويات التي يلتزم بها صاحب العمل ‪ ،‬وتنفيذا للقانون رقم ‪ 07-88‬صدرت عدة‬
‫مراسيم تنفيذية تتعلق بحماية الصحة واألمن في أماكن العمل أهمها المرسوم التنفيذي رقم ‪-91‬‬
‫‪ 05‬تضمنت المتطلبات القانونية لبيئة عمل آمنة والتي تعزيزا لها أوجب المشرع تأسيس لجان‬
‫داخلية للوقاية الصحية واألمن‪.2‬‬

‫كما أوجب في المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-05‬على تأسيس لجان متساوية‬
‫األعضاء للوقاية الصحية واألمن تسمى ' لجان المؤسسة'على مستوى كل مؤسسة تشغل أكثر‬
‫من ‪ 9‬عمال ذوي عالقة عمل غير محددة‪ ..‬جاء في المواد ‪25‬الى ‪ 66‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 05-91‬المؤرخ في ‪ 19/01/1991‬يتعلق بالقواعد العامة للحماية التي تطبق على حفظ‬
‫الصحة واألمن في أماكن العمل القواعد والظروف الواجب توفرها في بيئة العمل للرفع من‬
‫أداء العامل والحفاظ على سالمته وصحته النفسية والجسدية ‪ ،‬ولهذا ألزم المشرع صاحب العمل‬
‫على توفير بيئة سليمة وخالية من التلوث ‪ ،‬كما ألزمه بتوفير وسائل النظافة والوقاية‬
‫الشخصية ‪ ،‬كما ألزمه باتخاذ االحتياطات الالزمة لتفادي مخاطر الحريق في المواد من ‪-46‬‬
‫‪ 60‬من المرسوم ‪.05-91‬‬

‫بشير هدفي ‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل ‪ ،‬عالقات العمل الفردية والجماعية ‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع ط‪ 2003 2‬م الجزائر‪ ،‬ص‪. 169‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫كريمة سعدون ‪ ،‬الوقاية الصحية واألمن في بيئة العمل –بين اإلجراءات العامة والتدابير الخاصة ‪ ،‬مجلة الدراسات حول‬
‫فعلية القاعدة القانونية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 06‬العدد ‪ 02‬سنة ‪ 2022‬م ‪،‬ص ‪.64‬‬

‫‪65‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬األجهزة والهيئات الخاصة بسالمة وصحة العاملين‪ :‬وتمثلت في أجهزة‬
‫وهيئات وطنية وأخرى دولية اهتمت بسالمة وصحة العاملين‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬األجهزة والهيئات الخاصة بسالمة وصحة العاملين ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفتشية العمل و الهيئات الوطنية المختصة في الوقاية من األخطار المهنية‪:‬‬

‫المفتشية العامة للعمل‪:‬‬

‫هي هيئة موضوعة تحت وصاية وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ‪،‬والتي هي‬
‫مكلفة حسب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-05‬المؤرخ في ‪ 06‬جانفي ‪ 2005‬م المتضمن تنظيم‬
‫المفتشية العامة للعمل ‪ ،‬بتصور التدابير والوسائل الالزمة إلنجاز المهام التي يخولها إياها‬
‫التشريع والتنظيم المعمول بهما‪.1‬‬

‫‪ 01‬ـ هياكل غير ممركزة منظمة كما يلي ‪:‬‬

‫ـ ‪ 8‬مفتشيات جهوية للعمل ‪ :‬الجزائر ‪ ،‬وهران ‪ ،‬بشار ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬باتنة ‪ ،‬عنابة ‪ ،‬تيارت‬
‫ويشمل اختصاصها عدة واليات ‪.‬‬

‫ـ المفتشيات الوالئية للعمل وعددها ‪ 48‬مختصة على مستوى كل تراب الوالية ‪.‬‬

‫ـ مكاتب مفتشية العمل وعددها ‪ 27‬مختصة على مستوى منطقة صناعية أو دائرة ادارية محددة‬
‫‪ ،‬وتخضع هذه المكاتب سلميا لمفتشية العمل للوالية و يشرف عليها رؤساء مكاتب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-05‬المؤرخ في ‪ 25‬ذي القعدة ‪ 1425‬هـ الموافق لـ ‪ 06‬جانفي ‪ 2005‬م يتضمن تنظيم‬
‫المفتشية العامة للعمل وسيرها ‪،‬جريدة رسمية رقم ‪، 04‬صادرة بتاريخ ‪ 28‬ذي القعدة ‪ 1425‬هـ الموافق لـ ‪ 09‬جانفي‬
‫‪ 2005‬م‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪66‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تنظيمها ‪:‬تنظم مصالح المفتشية العامة للعمل بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-05‬الذي‬
‫يحدد هياكل مركزية وهياكل غير مركزية ‪.1‬‬

‫صالحيات مفتشي العمل في مجال الصحة والسالمة المهنية ‪:‬نصت المادة ‪ 30‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 261‬المتضمن القانون األساسي لمفتشي العمل في مجال الصحة‬
‫والسالمة المهنية على أن يكلف مفتشو العمل ‪ ،‬طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما بما‬
‫يلي‪:2‬‬
‫السهر على مطابقة التشريع والتنظيم في مجال الوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪ :‬تتم‬
‫عن طريق مراقبة أماكن وظروف العمل من حيث النظافة خاصة في األماكن التي‬
‫تنتشر فيها مواد كيماوية ‪ ،‬كما يقومون بالتحقق من توفر طب العمل وقيام العمال‬
‫بالفحوصات المتطلبة من أجل وقايتهم من مخلفات المهنة و آثارها ‪.‬‬
‫ترقية كل عمل من شأنه الوقاية من األخطار المهنية وتحسين ظروف العمل بالتنسيق مع‬
‫الهيئات والمؤسسات المكلفة بالرقابة ‪ :‬مراقبة أماكن العمل وضمان كل ما يحافظ على‬
‫سالمة وصحة العامل والبيئة التي يعمل بها ‪ ،‬كما تتلقى الشارات من قبل لجنة الوقاية‬
‫الصحية و األمن ومندوب الوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪ ،‬كل هذا من اجل الحفاظ‬
‫على بيئة العمل والسالمة المهنية والصحية‪.3‬‬

‫ـ تخفيض تكلفة حوادث العمل واألمراض المهنية ‪.‬‬

‫ـ تحسيس العمال والمستخدمين بشأن ثقافة الوقاية من األخطار المهنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-05‬المؤرخ في ‪ 06‬جانفي ‪ 2005‬المتضمن تنظيم المفتشية العامة للعمل ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد الكريم بوحميدة ‪ ،‬مفتشيات العمل ودورها في تطبيق تشريعات العمل وحمايتها ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ، 1‬السنة الجامعية ‪ 2018-2017‬م‪ ،‬صفحة ‪.70‬‬

‫‪ 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.72-71‬‬


‫‪67‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الهيئات الوطنية المختصة في الوقاية من األخطار المهنية‪:‬‬

‫‪ 01‬ـ هيئة الوقاية من األخطار المهنية الخاصة بنشاطات البناء واألشغال العمومية والري‬
‫‪:.OPREBATP‬‬

‫هذه الهيئة مجهزة بقانون أساسي لها ولها موارد تسمح لها بالتكفل األحسن بمهام‬
‫الوقاية والنصح الموكل إليها في قطاع النشاط هو في حالة تطور ومن المحتمل أن تكون‬
‫األخطار المهنية به جد هامة‪.‬‬

‫‪02‬ـ المعهد الوطني للوقاية من األخطار المهنية ‪:INPRP‬أنشأ بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 253-2000‬المؤرخ في ‪ 23‬أوت ‪ 2000‬م المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪108-20‬‬
‫المؤرخ في ‪30‬افريل ‪ 2020‬م‪ ،1‬ويهدف المعهد إلى االضطالع بجميع األنشطة المتعلقة بتعزيز‬
‫وتحسين ظروف الصحة والسالمة في مكان العمل وتنفيذ البحوث ‪ ،‬والتطوير والتدريب‬
‫‪2‬‬
‫واإلعالم والتوعية في مجال الوقاية من األخطار المهنية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬منظمة العمل الدولية‪.‬‬

‫منظمـة العمـل الدوليـة هـي إحـدى وكاالت األمم المتحـدة المتخصصـة‪ ،‬والتي تأسسـت عـام‬
‫‪1919‬م بتركيبتهــا الثالثيـة الفريــدة والتــي تضــم فــي آٍن واحــد كال مــن الحكومــات وأصحاب‬
‫العمل والعمال للـدول األعضاء مـن أجـل وضـع معاييـر وسياسـات العمـل للنهـوض بالعمـل‬
‫الالئق فـي مختلـف أنحـاء العالـم ‪.3‬‬

‫فيما يتعلق بالصحة والسالمة المهنية فقط طورت منظمة العمل الدولية أكثر من ‪ 40‬اتفاقية‬
‫تتضمن المبادئ والحقوق األساسية في العمل ‪،‬كما عملت منظمة العمل الدولية على زيادة‬
‫التوعية‪ .‬واقترحت وسائل لمواجهتها وقدمت كل أنواع المساعدة إلحداث تغييرات فعلية ‪.4‬‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي ‪ 253-2000‬المؤرخ في ‪ 23‬اوت ‪ 2000‬م المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 108-20‬المؤرخ في ‪30‬افريل ‪2020‬‬
‫المتضمن انشاء المعهد الوطني للوقاية من االخطار المهنية وتنظيمه وعمله ‪.‬‬
‫الموقع الرسمي للمعهد الوطني للوقاية من األخطار المهنية ‪ ،‬وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬خالدي محمد ‪ ،‬مرحع سابق‪،‬ص ‪.208‬‬


‫ريمار حبيب ‪،‬لمحة عن وضع السالمة والصحة المهنية في المنطقة العربية ‪ ،‬دراسة للمناقشة خالل الندوة الثالثية اإلقليمية‬ ‫‪4‬‬

‫حول السالمة والصحة المهنية في المنطقة العربية ‪ ،‬دمشق ‪ 20-18‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪.2007‬‬
‫‪68‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فالجزائر مثال صادقت على اتفاقيتين في مجال الصحة والسالمة المهنية ‪:1‬‬

‫اتفاقية الصحة والسالمة المهنيتين رقم ‪ 155‬واتفاقية خدمات الصحة المهنية رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪.161‬‬
‫اتفاقية اإلطار الترويجي للصحة والسالمة المهنيتين رقم ‪ 187‬سنة ‪ 2006‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على حوادث وإ صابات العمل‪.‬‬

‫تؤدي حوادث وإ صابات العمل إلى عدة أثار تنتج عنها ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اآلثار االجتماعية‪.‬‬

‫مما ال شك فيه أن الحوادث في مكان العمل دائمة محتملة الوقوع في ظل مجاالت التواصل‬
‫البشري ‪ ،‬وأن حوادث العمل ما هي إال الناتج النهائي لتصرفات وظروف إنسانية وأعطال‬
‫إنتاجية غير مأمونة ‪ ،‬إذا بعض الحوادث ينتج عنها الوفاة والبعض اآلخر ينتج عنها عجز كلي‬
‫‪.2‬‬
‫أو جزئي ولكل منها أثره العميق في نفس المصاب أو أهله‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اآلثار االقتصادية ‪.‬‬

‫تتسبب حوادث العمل في استنزاف األموال والوقت وهذا ما أشارت إليه تقديرات منظمة‬
‫العمل الدولية إلى أن ‪ 4%‬من الناتج المحلي اإلجمالي في العالم يرجع إلى حوادث وأمراض‬
‫مرتبطة بالعمل باإلضافة إلى التكاليف غير الظاهرة والتي تتمثل فيما يلي‬

‫*تكلفة الوقت الضائع للعامل المصاب‪.‬‬


‫*تكلفة الوقت الضائع لباقي العمال المتعاطفين مع زميلهم ‪.‬‬
‫*تكلفة الوقت الضائع من المشرفين والمديرين بسبب مساعدة المصاب ‪ ،‬التحقيق في‬
‫أسباب الحادث ‪ ،‬أعداد التقارير الطبية ‪ ،‬تدريب عامل أخر بدال من العامل المصاب‪.3‬‬

‫‪ 1‬خالدي محمد ‪ ،‬مرجع السابق صفحة ‪.212‬‬


‫‪ 2‬عثمان عز الدين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫عثمان عز الدين تقييم وادارة المخاطر المهنية ‪،‬المرجع السابق صفحة ‪.26‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪69‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منه‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ملخص الفصل‪:‬‬

‫تطرقن‪OO O‬ا في الفص‪OO O‬ل الث‪OO O‬اني من ه‪OO O‬ذا البحث إلى ح‪OO O‬وادث العم‪OO O‬ل و األم‪OO O‬راض المهني‪OO O‬ة وأنواعه‪OO O‬ا‬
‫البيولوجي ‪OO‬ة والميكانيكي ‪OO‬ة وكيفي ‪OO‬ة حماي ‪OO‬ة العم ‪OO‬ال في بيئ ‪OO‬ة العم ‪OO‬ل عن طري ‪OO‬ق األس ‪OO‬اليب اإلعالمي ‪OO‬ة‬
‫والتطبيقي ‪OO‬ة ال ‪OO‬تي له ‪OO‬ا ال ‪OO‬دور الفع ‪OO‬ال في تط ‪OO‬وير نظ ‪OO‬ام الص ‪OO‬حة والس ‪OO‬المة المهني ‪OO‬ة ل ‪OO‬دى العم ‪OO‬ال عن‬
‫طري ‪OO‬ق مختص ‪OO‬ين وم ‪OO‬دربين في ه ‪OO‬ذا المج ‪OO‬ال أيض ‪OO‬ا ودور المش ‪OO‬رع الجزائ ‪OO‬ري في تط ‪OO‬بيق نظ ‪OO‬ام‬
‫الصحة والسالمة المهني‪O‬ة في المؤسس‪O‬ات التابع‪O‬ة للدول‪O‬ة والتابع‪O‬ة للخ‪O‬واص ودور الهيئ‪O‬ات الوطني‪O‬ة‬
‫والهيئ‪O‬ات الدولي‪O‬ة ال‪O‬تي تش‪O‬رف على س‪O‬المة وص‪O‬حة الع‪O‬املين في بيئ‪O‬ة العم‪O‬ل ‪،‬وفي األخ‪O‬ير تطرقن‪O‬ا‬
‫إلى اآلثار المترتبة على حوادث العمل‪.‬‬

‫‪84‬‬
84
‫خــــــــاتمــــــة‬

‫تناولنا في هذه الدراسة مفهوم نظام الصحة والسالمة المهنية للعامل في القانون الجزائري من‬
‫خالل معرفة أهميته ومدى تطبيقه في المؤسسات والعمال لهذه البرامج ‪ ،‬وتمت اإلجابة على‬
‫اإلشكالية التي طرحت وهي ما مدى تطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية للعامل في القانون‬
‫الجزائري ؟‪.‬‬

‫وخلصت دراستنا إلى مجموعة من االستنتاجات وأيضا بعض االقتراحات تمثلت في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬االستنتاجات ‪:‬‬

‫نظ ‪OO O‬ام الص ‪OO O‬حة والس ‪OO O‬المة المهني ‪OO O‬ة نظ ‪OO O‬ام ق ‪OO O‬ائم بح ‪OO O‬د ذات ‪OO O‬ه واكتس ‪OO O‬ب أهميت ‪OO O‬ه من المراس ‪OO O‬م‬
‫والتشريعات التي نصها المشرع الجزائري السابق ذكرها ‪.‬‬
‫دور العم ‪OO‬ال في تط ‪OO‬بيق ه ‪OO‬ذا البرن ‪OO‬امج عن طري ‪OO‬ق االمتث ‪OO‬ال للتعليم ‪OO‬ات والق ‪OO‬وانين والل ‪OO‬وائح‬
‫التي تضعها المؤسسة وتطبيقها ‪.‬‬
‫لإلدارة المؤسس ‪OO‬ة أيض ‪OO‬ا أهمي ‪OO‬ة كب ‪OO‬يرة في نظ ‪OO‬ام الص ‪OO‬حة والس ‪OO‬المة وكيفي ‪OO‬ة تطبيقه ‪OO‬ا له ‪OO‬ذه‬
‫السياسة والعم‪O‬ل على تس‪O‬هيل توص‪O‬يل فك‪O‬رة الص‪O‬حة والس‪O‬المة بك‪O‬ل الوس‪O‬ائل المتاح‪O‬ة س‪O‬واء‬
‫اإلعالمية أو التطبيقية للحد من حوادث العمل والتقليل منها ‪.‬‬
‫أيض ‪OO‬ا للهيئ ‪OO‬ات واللج ‪OO‬ان دور في تط ‪OO‬بيق برن ‪OO‬امج الص ‪OO‬حة والس ‪OO‬المة عن طري ‪OO‬ق دوري ‪OO‬ات‬
‫التف‪OO‬تيش داخ‪OO‬ل المؤسس‪OO‬ات مم‪OO‬ا اكس‪OO‬بها أهمي‪OO‬ه كب‪OO‬يرة من اج‪OO‬ل بس‪OO‬ط مهامه‪OO‬ا وقوانينه‪OO‬ا على‬
‫أكمل وجه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مقترحات الدراسة ‪:‬‬

‫من خالل دراستنا لموضوع الصحة والسالمة المهنية نقترح بعض التوصيات التي إستخلصناها‬
‫من خالل موضوع البحث ‪:‬‬

‫الصرامة في تطبيق برامج الصحة والسالمة المهنية داخل المؤسسات وإ عطائها الطابع‬
‫الوقائي والردعي مع بعض ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫وضع مخالفات صارمة للمؤسسات وكذا العمال الذين ال يمتثلون لبرنامج الصحة‬
‫والسالمة المهنية ‪.‬‬
‫غلق المؤسسات التي ال تحتوي على اللوائح الخاصة بالصحة والسالمة المهنية الن‬
‫اغلب الحوادث نجدها في المؤسسات التي تستغل العمال دون تجهيزات مما يعرضهم‬
‫إلى الحوادث بصوره مستمرة دون أخذ العبرة من األخطاء المتكررة ‪.‬‬
‫إعطاء أهميه كبيرة وتطبيقية واقعية أيضا لنظام الصحة والسالمة جنبا إلى جنب مع‬
‫برامج األمن الصناعي في المؤسسات الصناعية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ 01‬ـ قائمة المصادر ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬النصوص التنظيمية والتشريعية‪:‬‬

‫أ ـ النصوص التشريعية ‪:‬‬

‫‪ 01‬ـ القانون رقم ‪ 13-83‬المؤرخ في ‪ 21‬رمضان ‪ 1403‬الموافق لـ ‪02‬جويلية ‪1983‬‬


‫يتضمن حوادث العمل واألمراض المهنية ‪ ،‬الجريدة الرسميةرقم ‪ 05‬الصادرة بتاريخ رمضان‬
‫‪ 1403‬ه الموافق لـ ‪ 04‬جويلية ‪.1983‬‬

‫‪ 02‬ـ القانون رقم ‪ 88/07‬المؤرخ في ‪ 26/01/1988‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب‬


‫العمل الجريدة الرسمية العدد ‪ 04‬الصادر بتاريخ‪.27/01/1988‬‬

‫ب ـ النصوص التنظيمية ‪:‬‬

‫‪ 03‬ـ المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91/05‬المؤرخ في ‪ 19/01/1991‬يتعلق بالقواعد العامة للحماية‬


‫التي تطبق على حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل الجريدة الرسمية العدد رقم ‪ 04‬صادرة‬
‫بتاريخ ‪.23/01/1991‬‬

‫‪ 04‬ـ المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-05‬المتضمن تنظيم المفتشية العامة للعمل وسيرها ‪،‬المؤرخ‬
‫في‪ 06‬يناير ‪ 2005‬الجريدة الرسمية العدد رقم ‪ 04‬الصادر بتاريخ ‪ 09‬يناير ‪. 2005‬‬

‫‪05‬ـ المرسوم التنفيذي رقم ‪ 11-05‬المؤرخ في ‪ 08/01/2005‬المتعلق بتحديد شروط إنشاء‬


‫الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل وتنظيمها وسيرها وكدا اإلصالحات ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد رقم ‪ 04‬صادرة بتاريخ‬

‫‪.08/01/2005‬‬

‫‪ 06‬ـ القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬شعبان ‪ 141424‬الموافق لـ ‪01‬اكتوبر‪2003‬‬


‫يتعلق بحماية العمال من أخطار استنشاق غبار األميانت الجريدة الرسمية العدد رقم ‪ 07‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪31‬جانفي ‪. 2004‬‬
‫‪07‬ـ القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 21‬شعبان ‪1435‬هـ الموافق لـ ‪19‬جوان ‪2014‬‬
‫المحدد لشروط وكيفيات اقتناء المواد الكيميائية الخطرة من السوق الوطنية من قبل األشخاص‬
‫الطبيعيين أو المعنويين ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 23‬الصادرة بتاريخ ‪ 06‬ماي ‪. 2015‬‬

‫‪ 08‬ـ األمر رقم ‪ 183-66‬المؤرخ في ‪28‬جوان ‪1966‬م والمتضمن التعويض عن حوادث‬


‫العمل واألمراض المهنية الملغى سنة ‪ 1983‬بقانون رقم ‪ 12-83‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪. 55‬‬

‫‪ 09‬األمر رقم ‪ 29-72‬المؤرخ في ‪ 06‬جوان ‪ 1972‬م المتضمن إحداث المعهد الوطني لحفظ‬
‫الصحة واألمن ‪.‬‬
‫‪ 10‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 209-96‬المؤرخ في ‪ 18‬محرم عام ‪ 1417‬ه الموافق لـ ‪05‬‬
‫جوان ‪1996‬م يحدد تشكيل المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل وتنظيمه‬
‫وسيره ‪ ،‬ج ر العدد (‪( )35‬الجزائر ج ج د ش) ‪ 1996(،‬م) ‪.‬‬

‫‪ 11‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 209-96‬المؤرخ في ‪ 18‬محرم عام ‪ 1417‬ه الموافق لـ ‪05‬‬


‫جوان ‪1996‬م يحدد تشكيل المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل وتنظيمه‬
‫وسيره ‪ ،‬ج ر العدد (‪( )35‬الجزائر ج ج د ش) ‪ 1996(،‬م) ‪.‬‬

‫‪ 12‬المرسوم التنفيذي رقم ‪427-02‬المؤرخ في ‪ 03‬شوال عام ‪1423‬ه الموافق لـ‪ 07‬ديسمبر‬
‫لسنة ‪2002‬م‪ ،‬يتعلق بشروط تنظيم تعليم العمال وإ عالمهم وتكوينهم في ميدان الوقاية من‬
‫األخطارالمهنية ‪،‬ج رالعدد(‪ (،)82‬الجزائر ج ج د ش ) ‪ 2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪ 13‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-05‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬ه الموافق لـ‪08‬‬
‫يناير سنة ‪2005‬م ‪ ،‬يتعلق باللجان المتساوية األعضاء ومندوبي الوقاية الصحية واألمن ‪ ،‬ج ر‬
‫العدد (‪( ، )04‬الجزائر ج ج د ش)‪ 2005 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ 02‬ـ قائمة المراجع ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الكتب‬
‫‪ - 14‬آمال جالل ‪ ،‬مسؤولية المؤجر عن حوادث الشغل واألمراض المهنية في التشريع‬
‫المغربي ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪ 1‬سنة ‪.1977‬‬

‫‪- 15‬بشير هدفي ‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل ‪ ،‬عالقات العمل الفردية والجماعية ‪،‬جسور‬
‫للنشر والتوزيع ط‪ 2003 2‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ - 16‬بشرى إسماعيل ‪ ،‬ضغوط الحياة واالضطرابات النفسية كلية اآلداب جامعة الزقازيق‬
‫مكتبة االنجلو المصرية ‪ ،‬مصر ‪. 2004،‬‬

‫‪ -17‬احمد علي حسين ‪ ،‬إدارة السالمة والصحة المهنية وإ نتاجية العاملية (العالقةواألثر دراسة‬
‫ميدانية ألداء عينة من العاملين في الشركة العامة للمصافي الشمالي مصفى بيجي )‪.‬‬

‫‪- 18‬مبروك عطية مبروك توفيق و مصطفى محمد عبد النبي يسين ‪ ،‬نجاعة إدارة نظم‬
‫السالمة والصحة المهنية في عمليات تشغيل المحطات في الشركة القابظة لمياه الشرب‬
‫والصرف الصحي في مصر على ضوء معايير االيزو ‪ ،‬كلية التجارة وإ دارة األعمال ‪ ،‬جامعة‬
‫حلوان عدد ‪ 2‬سنة ‪.2022‬‬

‫‪ - 19‬عجة الجياللي ‪ ،‬قانون العمل والحماية االجتماعية ‪ ،‬النظرية العامة للقانون االجتماعي في‬
‫الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪.2005 ،‬‬

‫‪- 20‬محمد حلمي مراد‪ ،‬التأمينات اإلجتماعية في البالد العربية ‪ ،‬المطبعة العالمية ‪،‬القاهرة ‪،‬ط‬
‫‪.1972، 1‬‬

‫‪ - 21‬شنب محمد لبيب ‪ ،‬االتجاهات الحدية للتفرقة بين حوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي ‪،‬ط ‪.1967 1‬‬

‫‪ 22‬ـ شنب محمد لبيب ‪ ،‬في مقاله الخطر في تأمين اصابات العمل ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪،‬دون‬
‫ذكر بلد النشر ‪ ،‬ط‪ ، 1‬سنة ‪.1967‬‬

‫‪ - 23‬أحمية سليمان ‪ ،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ‪ ،‬عالقةالعمل‬


‫الفردية‪ ،‬ج‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائرية ‪.1998 ،‬‬
‫‪ - 24‬عجة الجياللي ‪ ،‬الوجيز في قانون العمل والحماية االجتماعية ‪ ،‬النظرية العامة للقانون‬
‫االجتماعي في الجزائر دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬سنة ‪.2007‬‬

‫‪ 25‬ـ العزاوي ليث إبراهيم علي ‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من إصابات العمل ‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫ط ‪ ، 1‬المصرية للنشر والتوزيع ‪.2019 ،‬‬

‫‪ 26‬ـ الكرخي مجيد ‪ ،‬ادارة الموارد البشرية ‪ ،‬المنهل ‪. 2014‬‬

‫‪ 27‬ـ هيبة عبيد األمن الصناعي وإ دارة محطات الخدمة ‪،‬عمان ‪.2018‬‬

‫‪ 28‬ـ شرارة مجدي عبد اهلل ‪ ،‬السالمة والصحة المهنية وتامين بيئة العمل ‪ ،‬مصر‪.2016‬‬

‫‪ . 29‬الطائي يوسف حجيم ‪ ،‬هاشم فوز العيادي ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية قضايا معاصرة في‬
‫ط ‪ ، 2015‬دار الصفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.‬‬ ‫الفكر اإلداري ‪،‬‬

‫‪ - 30‬صقر المغني أميمة ‪ ،‬واقع إجراءات األمن والسالمة المهنية المستخدمة في منشآت قطاع‬
‫الصناعات التحويلية في قطاع غزة ‪ ،‬قسم إدارة األعمال ‪ ،‬غزة ‪. 2006 ،‬‬

‫‪ 31‬ـ ابو النصر مدحت ‪،‬إدارة وتنمية الموارد البشرية ‪،‬االتجاهات المعاصرة ‪ ،‬مجموعة النيل‬
‫العربية ‪.2022 ،‬‬

‫‪ 32‬ـ محمد خضر شيراز ‪،‬إدارة المخاطر في موقع العمل ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار االكادمية ‪. 2022،‬‬

‫‪ 33‬ـ جوناثان روفيد ‪ ،‬إدارة مخاطر األعمال دليل عملي حماية أعمالك ‪،‬ترجمة عال‬
‫احمدإصالح ‪،‬ط‪ ، 1‬مجموعة النيل العربية ‪ ،‬القاهرة ‪. 2000‬‬

‫‪ 34‬ـ عامر احمد غازي منى ‪ ،‬البيئة الصناعية تحسينها وطرق حمايتها دار دجلة‪. 2010،‬‬

‫‪ 35‬ـ محمد هاني محمد ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار المعتز للنشر والتوزيع‪. 2015،‬‬

‫‪ 36‬ـ بن عنتر عبد الرحمان ‪ ،‬إدارة الموارد البشرية المفاهيم واألسس واألبعاد‬
‫واالستراتيجيات ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار اليازوري العلمية للنشر ‪. 2013 ،‬‬
‫‪ 37‬ـ الدغمي ناصر علي ناصر ‪ ،‬السالمة والصحة المهنية والوقاية من المخاطر المهنية ‪ ،‬دار‬
‫البازاري للنشر والتوزيع ‪.‬‬

‫‪ 38‬ـ الختاتنة سامي محسن ‪ ،‬علم النفس االداري ‪ ،‬دار مكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪،‬المملكة‬
‫األردنية الهاشمية ‪. 2011‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المقاالت ‪:‬‬

‫‪ 39‬ـ حرايرية عتيقة ‪،‬الصحة والسالمة المهنية في الجزائر من التشريع إلى التثقيف ‪،‬‬
‫مجلةاآلداب والعلوم االجتماعية ‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية ‪ ،‬الجزائر العدد ‪ 17‬جوان ‪. 2017‬‬

‫‪ 40‬ـ ريمار حبيب ‪،‬لمحة عن وضع السالمة والصحة المهنية في المنطقة العربية ‪،‬دراسة‬
‫للمناقشة خالل الندوة الثالثية االقليمية حول السالمة والصحة المهنية في المنطقة العربية ‪،‬‬
‫دمشق ‪ 20-18‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪.2007‬‬

‫‪ 41‬ـ خالدي محمد ‪ ،‬قراءة تحليلية في وضع السالمة والصحة المهنية بالجزائر وفقا لمعايير‬
‫العمل الدولية ‪ ،‬مجلة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية ‪ ،‬العدد الرابع بتاريخ‬
‫‪.30/10/2016‬‬

‫‪ 42‬ـ مقال الصحة والسالمة في بيئة العمل ‪ ،‬المنتدى العربي إلدارة الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪ 43‬ـ سعدون كريمة ‪ ،‬الوقاية الصحية واألمن في بيئة العمل –بين االجراءات العامة والتدابير‬
‫الخاصة ‪ ،‬مجلة الدراسات حول فعلية القاعدة القانونية ‪،‬المجلد ‪ ، 06‬العدد ‪ 02‬سنة ‪.2022‬‬

‫‪ 44‬ـ الدليل الفني لتدريب مفتشي الصحة والسالمة المهنية ‪.‬‬

‫‪ 45‬ـ احمد علي حسين ‪ ،‬إدارة السالمة والصحة المهنية وإ نتاجية العاملية (العالقة واألثر‬
‫دراسة ميدانية ألداء عينة من العاملين في الشركة العامة للمصافي الشمالية مصفى بيجي ) ‪.‬‬

‫‪ 46‬ـ رقية سكيل ‪ ،‬دور الرقابة الصحية واألمن في رقابة العمال من األخطار المهنية داخل‬
‫المؤسسة ‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ‪،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف العدد‬
‫‪. 2014 ، 11‬‬
‫ثالثا‪:‬أطروحات الدكتوراه و مذكرات الماجيستير‪:‬‬

‫‪ 01‬ـ اطروحات الدكتوراه ‪:‬‬

‫‪ 47‬ـ عثمان عز الدين ‪ ،‬تقييم وإ دارة المخاطر المهنية دراسة ارغونومية بواسطة‬
‫مواصفات(اوشا ‪ ) osha‬أطروحة للحصول على شهادة دكتورا علوم في علم النفس العمل‬
‫والتنظيم‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018/2019‬‬

‫‪ 48‬ـ بوحميدة عبد الكريم ‪ ،‬مفتشيات العمل ودورها في تطبيق تشريعات العمل وحمايتها‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 1‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬

‫‪ 02‬ـ مذكرات الماجيستير ‪:‬‬

‫‪ 49‬ـ قالية فيروز الحماية القانونية للعامل من األخطار المهنية مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون ‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو السنة الجامعية‬
‫‪.2012-2011‬‬

‫‪ 50‬ـ براهيمي مصطفى ‪ ،‬التعويض عن حوادث العمل واألمراض المهنية في التشريع‬


‫الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماستر كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة البويرة ‪،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2017/2018‬‬

‫‪ 51‬ـ بناصر عبد السالم ‪ ،‬النظام القانوني التعويض حوادث العمل واألمراض المهنية في‬
‫التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماجيستير ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2001 ،‬‬

‫‪ 52‬ـ صفاء موالي عبد اهلل ‪ ،‬أسماء هيبة ‪ ،‬دور تطبيق إجراءات األمن والسالمة المهنية في‬
‫التقليل من إصابات العمل المهنية وانعكاساتها على أداء العاملين ‪،‬مذكرة مقدمةالستكمال‬
‫متطلبات شهادة ماستر أكاديمي ‪ ،‬تخصص إدارة أعمال ‪ ،‬جامعة غرداية ‪ ،‬الموسم الجامعي‬
‫‪.2018/2019‬‬

‫‪ 53‬ـ خديجة رامي ‪ ،‬دور لجان الصحة واألمن في الوقاية من حوادث العمل‬
‫واألخطارالمهنية ‪ ،‬مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬جامعة مستغانم ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 2017/2019‬‬
‫‪ 54‬ـ عبد العزيز بعده ومبروك اكاسو برامج الصحة والسالمة المهنية وعالقتها بتحقيق الرضا‬
‫الوظيفي لدى العمال جامعة احمد درايه ‪ ،‬ادرار ‪.2020/2021،‬‬

‫المراجع باللغات األجنبية ‪:‬‬

‫‪LOUIS MELENNEC ,la réparation des accidents du - 56‬‬


‫‪.travail ,paris,1977‬‬

‫‪.DOMINIQUE GRAND GRUILLOT ,OP,CIT.57‬‬

‫مواقع االنترنت ‪:‬‬

‫ـ موقع وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ‪www.mtess.gov.dz‬‬


‫تهدف هذه الدراسة إلى إبراز مدى أهمية تطبيق برنامج نظام الصحة والسالمة‬
‫المهنية في المؤسسات والمنشآت ‪ ،‬خاصة ذات الطابع الصناعي ‪،‬ومدى تطبيق العمال‬
‫لإلجراءات التي تسنها الدولة عن طريق نشرها عبر النصوص القانونية والمراسيم ‪،‬من أجل‬
‫بسط جانب من األريحية للعمال أثناء تأدية مهامهم من الناحية الجسدية والنفسية ألن المورد‬
‫البشري هو محرك كل مؤسسة ‪ ،‬ولقد ركزنا في بحثنا هذا على هذا الجانب من خالل معرفة‬
‫البرامج والسياسة المتبعة من طرف الدولة من أجل تطبيق نظام الصحة والسالمة المهنية في‬
‫المؤسسات خاصة الصناعية‪.‬‬

‫ولقد أولى المشرع الجزائري أهمية كبيرة للعامل في القانون الجزائري من خالل‬
‫بسط لجان الوقاية تقوم بمراقبة برامج نظام الصحة والسالمة ومدى مالئمتها للعمال في بيئة‬
‫العمل ‪ ،‬وأيضا مراقبة المؤسسات وكيفية تطبيقها لبرامج الصحة والسالمة المهنية في أرض‬
‫الواقع ‪.‬‬

‫فهذه المذكرة تعالج موضوع الصحة والسالمة من الناحية التطبيقية ومدى التزام المؤسسات‬
‫بتطبيق القوانين الخاصة بها من أجل تحسين أداء العاملين ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬السالمة المهنية ‪ ،‬الصحة المهنية ‪ ،‬بيئة العمل ‪،‬برامج الصحة والسالمة‬
‫المهنية ‪ ،‬العامل والصحة والسالمة المهنية ‪ ،‬الهيئات الدولية والوطنية ‪،‬حوادث العمل‪.‬‬

‫‪Study summary‬‬

‫‪This study aims to highlight the importance of applying the‬‬


‫‪occupational health and safety system program in institutions and‬‬
‫‪establishments, especially of an industrial nature, and the extent to‬‬
‫‪which workers apply the procedures launched by the state by‬‬
publishing them through legal texts and decrees in order to extend
the aspect of comfort to workers while performing their tasks from a
physical and psychological point of view because the resource The
human being is the engine of every institution, and we have focused
in our research on this aspect by knowing the programs and policy
followed by the state in order to implement the occupational health
and safety system in private industrial institutions, and the Algerian
legislator has attached great importance to the worker in Algerian
law through the extension of prevention committees In order to
monitor health and safety system programs and their suitability with
workers in the work environment, as well as monitoring institutions
and how they apply occupational health and safety programs on the
ground.This memorandum deals with the issue of health and safety
from an applied point of view and the extent to which institutions
are committed to applying their laws in order to improve the
performance of workers.

Keywords: occupational safety, occupational health, work


environment, occupational health and safety programs, worker,
occupational health and safety, international and national bodies,
work accidents.
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحــــة‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــوان‬
‫شكر وعرفان‬
‫اإلهـــــــــــــداء‬
‫أ‪-‬هـ‬ ‫مقدمـــــــــــــــــة‬
‫‪06‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية‬

‫‪07‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬نشأة وتطور نظام الصحة والسالمة المهنية‬


‫‪07‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬واقع الصحة والسالمة المهنية في الدول النامية‬
‫‪07-09‬‬ ‫الفــــــــرع األول ‪ :‬واقع الصحة والسالمة المهنية في الجزائر‬
‫‪10-11‬‬ ‫الفـــــرع الثانــــــي ‪ :‬واقـــــــع الصحـــة والسالمـــــة المهنية في الدول العربية‬
‫‪12‬‬ ‫المطلــب الثانــي ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لنظام الصحة والسالمة المهنية واهدافها‬
‫‪13-15‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التعريف بنظام الصحة والسالمة المهنية‬
‫‪16-25‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أهداف نظام الصحة والسالمة المهنية‬
‫‪26‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬آليات وإ جراءات لنظام الصحة والسالمة المهنية‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬إجراءات ومسؤولية الصحة والسالمة المهنية للعامل‬
‫‪26-29‬‬ ‫الفـــــــــــــرع األول ‪ :‬إجراءات وتخطيط برنامج الصحة والسالمة المهنية للعامل‬
‫‪30-31‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الجهات الداخلية والخارجية لمسؤولية الصحة والسالمة المهنية‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬ظروف حوادث العمل ووسائل لجان الوقاية‬
‫‪33-36‬‬ ‫الفــــــــــــــرع األول ‪ :‬ظروف حوادث العمل‬
‫‪37-41‬‬ ‫الفــــــــــــرع الثاني ‪ :‬وسائل لجان الوقاية الصحة والسالمة المهنية‬
‫‪42‬‬ ‫ملخص الفصل األول‬
‫‪43-56‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬مخاطر حوادث العمل واألمراض المهنية وأساليب الوقاية والحد منها‬
‫‪57‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬المخاطر المهنية وطرق الوقاية منها‬
‫‪58‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬أنواع المخاطر المهنية‬
‫‪59-69‬‬ ‫الفـــــــــــــرع األول ‪ :‬المخاطر الفيزيائية‪-‬الكيميائية‬
‫‪70-73‬‬ ‫الفــــــــــــرع الثاني ‪ :‬المخاطر الحيوية( البيولوجية) و المخاطر الميكانيكية‪:‬‬
‫‪74‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أساليب ووسائل حماية العامل من المخاطر المهنية في القانون‬
‫الجزائري‬
‫‪74-76‬‬ ‫الفــــــــــــــرع األول ‪ :‬أساليب ووسائل حماية العامل اإلعالمية والتطبيقية‬
‫‪77‬‬ ‫الفــــــــــــرع الثاني ‪ :‬موقف المشرع الجزائرية من المخاطر المهنية في المؤسسات‬
‫‪78‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬األجهزة والهيئات الخاصة بسالمة وصحة العاملين‬
‫‪78‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬األجهزة والهيئات الخاصة بسالمة وصحة العاملين‬
‫‪78-80‬‬ ‫الفــــــــرع األول ‪ :‬مفتشية العمل و الهيئات الوطنية المختصة في الوقاية من األخطار‬
‫المهنية‬
‫‪81-82‬‬ ‫الفــــرع الثاني ‪ :‬منظمة العمل الدولية‬
‫‪82‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة على حوادث وإ صابات العمل‬
‫‪82-83‬‬ ‫الفـــــــــــــرع األول ‪ :‬اآلثار االجتماعية‬
‫‪84‬‬ ‫الفــــــــــرع الثاني ‪ :‬اآلثار االقتصادية‬
‫‪85-86‬‬ ‫خاتمـــــــــــة‬
‫‪87-89‬‬ ‫قائمة المصـــــادر والمراجـــــع‬
‫‪90-91‬‬ ‫ملخص الدراسة‬
‫فهرس المحتويات‬

You might also like