Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫لتغير االجتماعي ظاهرة عامة‪ ،‬توجد عند أفراد عديدين‪ ،‬وتؤثر في اسلوب حياتهم وأفكارهم التغير‬

‫االجتماعي يصيب البناء االجتماعي‪ ،‬أي يؤثر في هيكل النظام االجتماعي في الكل أو الجزء‪،‬‬
‫فالتغير االجتماعي المقصود هنا‪ ،‬هو التغير الذي يحدث أثرًا عميقًا في المجتمع‪ ،‬وهو الذي يطرأ‬
‫على المؤسسات االجتماعية كالتغير الذي يطرأ على بناء األسرة‪ ،‬أو على النظام االقتصادي أو‬
‫السياسي وما إلى ذلك‪ ،‬هذا التغيير هو الذي يمكن تسميته بالتغير االجتماعي يكون التغير‬
‫االجتماعي محددًا بالزمن أي يبدأ بفترة زمنية وينتهي بفترة زمنية معينة‪ ،‬من أجل مقارنة الحالة‬
‫الماضية بالحالة الراهنة‪ ،‬ومن أجل الوقوف على مدى التغير‪ ،‬وال يتأتى ادراك ذلك اال بالوقوف‬
‫على الحالة السابقة‪ ،‬أي أن قياس التغير يكون انطالقًا من نقطة مرجعية في الماضي‪ .‬التنمية هي‬
‫عنصر أساسي لالستقرار والتطور اإلنساني واالجتماعي‪ ،‬وهي عملية تطور شامل أو جزئي‬
‫مستمر وتتخذ أشكاًال مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع اإلنساني إلى الرفاه واالستقرار والتطور بما‬
‫يتوافق مع احتياجاته وإمكانياته االقتصادية واالجتماعية والفكرية‪ ،‬وتعتبر وسيلة اإلنسان وغايته‪.‬‬

‫المبحث االول‪ :‬مفهوم التنمية و الخصائص المميزة للتنمية‬

‫مفهوم التنمية ‪:‬‬


‫يحمل مفهوم التنمية معنى أكثر تحديدًا من مفهوم التغير االجتماعي‪ ،‬فالتنمية كمصطلح ُيسَتخَدم على نطاق واسع وهو اآلن ال ُيشير‬
‫إلى عملَّية نمو تلقائية‪ ،‬وإَّنما إلى عملَّية تغُّير مقصود تقوم بها سياسات محَّددة وتشرف على تنفيذها هيئات قومَّية تعاونها هيئات على‬
‫المستوى المحِّلي تستهدف إدخال ُنظم جديدة أو إيجاد قوى اجتماعية جديدة مكان القوى االجتماعية الموجودة بالفعل‪ ،‬وإعادة توجيهها‬
‫وتنشيطها بطريقة جديدة‪ ،‬وتهيئة الظروف المتعِّد دة لهذا الجانب من التغُّير الذي نطلق عليه تنمية‪.‬‬

‫الخصائص المميزة للتنمية‪:‬‬


‫من الخصائص الممِّيزة للتنمية أَّنها ليست عملَّية تطُّو ر تدريجي تلقائي وإَّنما هي عملية تتم على أساس التدُّخ ل المستمر والمقصود في‬
‫المجتمعات‪ ،‬وتستمر عن طريق هيئات التنمية التي تكون جزًء من بناء الدولة‪ ،‬فالتنمية تنطوي على توسيع كبير في جميع مجاالت‬
‫القدرات اإلنسانية والَّنشاط اإلنساني‪ ،‬ويشمل ذلك المجاالت الروحَّية والفكرَّية والتكنولوجَّية‪ ،‬واإلقتصادَّية واإلجتماعَّية‪ .‬وهكذا التنمية‬
‫ال تقتصر على النمو االقتصادي وإَّنما يجب أن تشمل وبشكل جوهري على تغُّير ثقافي عام وعلى تغُّيرات محَّددة في البناء‬
‫االجتماعي القائم‪ ،‬وال شَّك أَّن كل عنصر من هذين العنصرين يؤِّثر في اآلخر بشكل متبادل‪ ،‬فالنمو االقتصادي ال يمكن أن يستمر في‬
‫المدى البعيد بدون تغُّير في االتجاه نحو الديمقراطية االجتماعية ألَّن كليها يعمل لخدمة اآلخر ويوصل إليه‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مستويات التنمية وعالقتها بالتغير اإلجتماعي و استراتيجية التنمية‬

‫مستويات التنمية وعالقتها بالتغير اإلجتماعي‪:‬‬

‫ُيمّيز بعض الباحثين بين ثالثة مستويات للتعبئة الخاصة بالتنمية وذلك على النحو التالي‪ * :‬المستوى األول‪ :‬وهو المستوى‬
‫التكنولوجي ويتمثل في تغيير أساليب اإلنتاج والنقل واإلتصال والتوزيع وذلك بهدف الوصول إلى عالقة أكثر مالَءمة بين التكلفة‬
‫والعائد‪* .‬‬

‫المستوى الثاني‪ :‬وهو المستوى االقتصادي ويتمَّثل في التوصيل إلى ظرف أكثر إنتاجية وأكثر كفاءة في مجاالت التنظيم‪ ،‬والتخطيط‬
‫وتوزيع العائد‪* .‬‬

‫المستوى الثالث‪ :‬وهو المستوى االجتماعي الذي يتضَّمن الحراك االجتماعي الرأسي‪ ،‬والحراك االجتماعي األفقي‪ ،‬وتحريك الِّنظام‬
‫االجتماعي بتعبئته بصفة عامة‪ .‬وعلى هذه المستويات الثالثة هناك نوع أو آخر من التغُّير الهادف الذي ال ينتظر عملية الَّنماء‬
‫الطبيعي وإَّنما يحاول تسريعها وتوجيهها لخدمة المجتمع‪ .‬ومن جهة أخرى ُيشير بعض الباحثين إلى أَّن تنمية المجتمع عملية تستهدف‬
‫تحسين الُّظروف المعيشَّية في المجتمع‪ ،‬وذلك باستخدام برنامج موَّح د يتضمن ما يلي‪ * :‬الطرق واألساليب الفنَّية التي تعتمد على‬
‫المجتمعات المحلية الريفية كوحدات للعمل‪ * .‬يعمل على إيجاد المجاالت المختلفة إلتمام الجهود المحلية المنظمة بما يمكن أن تتلقاها‬
‫من معونات أو مساعدات من خارجها‪ * .‬يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحق كل مجتمع في تقرير مصيره بنفسه‪ * .‬يعتمد اعتمادًا كبيرًا على‬
‫دور القيادات المحلَّية باعتبارها ركيزة أساسَّية في دفع حركة النهوض بالمجتمع‪ .‬ومن الُمالَح ظ أَّن التنمية ال ُتذَك ر إال وُيذَك ر معها‬
‫النمو‪ ،‬ويشير الُّنمو إلى عملية الزيادة الثابتة‪ ،‬أو المستمرة التي تحدث في جانب معين من جوانب الحياة فهو يدل على العملية التلقائية‬
‫التي تحدث بدون تدخل اإلنسان بها بشكل مباشر‪ .‬أَّما التنمية فتحتاج إلى َدفَعة قوية ليخرج المجتمع من حالة الركود والتخُّلف إلى‬
‫حالة التقُّدم والنمو‪ ،‬ومع أَّن ُكًال من النمو والتنمية يفترض حدوث التغُّير إاّل أَّن التغير في النمو يَّتجه نحو التغُّير الكمي في حين يَّتجه‬
‫التغُّير في التنمية نحو الكلية والشمول‪ ،‬ولهذا فهو أقرب ما يكون إلى التغُّير الكيفي منه إلى التغُّير الكمِّي‪.‬‬

‫استراتيجية التنمية‪:‬‬

‫استراتيجية التنمية تتم على ضوء االتجاهات التالية‪ * :‬تستهدف عملية تنمية المجتمع تحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافَّية المجتمع المحِّلي مع األخذ في االعتبار تحقيق تكامل المجتمع المحِّلي مع المجتمع القومي‪ * .‬مساهمة المجتمعات المحلية‬
‫بشكل واضح ومن خالل إنجازات معينة في إحداث التقُّدم القومي‪ * .‬تعتمد هذه العملية على الجهود الَّذاتية والمساهمة الجماهيرَّية من‬
‫جانب األهالي في تخطيط البرامج المطلوبة‪ * .‬يجب ربط حركة التنمية على المستوى المحِّلي بالحركة القومَّية الشاملة على المستوى‬
‫القومي في إطار من التخطيط الَّشامل‪ * .‬إحداث تغييرات في اتجاهات الناس من أجل إنماء وعي اجتماعي جماهيري للتأثير في البيئة‬
‫واستغالل الموارد الموجودة بها استغالًال فّعاًال إليجاد مجتمع اقتصادي ُمنِتج‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المدخل النظري للتغير االجتماعي و تعريف التغير االجتماعي‬

‫‪ .‬المدخل النظري للتغير االجتماعي ‪:‬‬

‫التغير في ذاته ظاهرة طبيعية تخضع لها جميع مظاهر الكون وشؤون الحياة المختلفة‪ ،‬وقديمًا قال الفيلسوف اليوناني " هيرقليطس‬
‫‪ " : Hericalitus‬ان التغير قانون الوجود‪ ،‬واالستقرار موت وعدم " ‪ .‬كما عبر عن التغير في قوله الشهير ‪ " :‬انك ال تنزل البحر‬
‫مرتين فان مياة جديدة تجري من حولك أبدا‪ .‬وظاهرة التغير االجتماعي أوضح ما تكون في كل مناحي الحياة االجتماعية‪ ،‬وهذا ما‬
‫أدى ببعض المفكرين إلى القول بأنه ليس هناك مجتمعات ولكن الموجود تفاعالت وعمليات اجتماعية في تغير دائم وتفاعل مستمر‪.‬‬
‫تعريف التغير االجتماعي ‪ :‬يعّر ف التغير االجتماعي بأنه كل " تحول يحدث في النظم واألنساق واألجهزة االجتماعية‪ ،‬سواء كان ذلك‬
‫في البناء أو الوظيفة خالل فترة زمنية محددة "‪ .‬ولما كانت النظم في المجتمع مترابطة ومتداخلة ومتكاملة بنائيًا ووظيفيًا فإن أي تغير‬
‫يحدث في ظاهرة ال بد وأن يؤدي الى سلسلة من التغيرات الفرعية التي تصيب معظم جوانب الحياة بدرجات متفاوتة‪ .‬ويتطلب التغير‬
‫في ميدان الحياة االجتماعية ضرورة تكيف األفراد لمقتضياته ووفقًا لما يتطلبه من مستحدثات‪ ،‬ألنهم اذا وقفوا جامدين غلبوا على‬
‫أمرهم والتمسوا الفرار من ضغوط البيئة‪ ،‬ومعنى هذا أن األفراد يجب أن يكونوا أدوات حية في مرونة لدواعي التغير حتى يمكنهم‬
‫مسايرة ركب الحضارة وعجلة التقدم ‪ .‬والتغير االجتماعي كمفهوم متعارف عليه في علم االجتماع خصوصًا في الدراسة الديناميكية‬
‫يعتبر سمة من السمات التي الزمت االنسانية منذ فجر نشأتها حتى عصرنا الحاضر‪ ،‬لدرجة أصبح التغير الزما لبقاء الجنس‬
‫البشري‪ ،‬وتفاعل أنماط الحياة على اختالفها‪ ،‬لتحقق لنا باستمرار أنماطا وقيمًا اجتماعية جديدة بشعر في ظلها األفراد بأن حياتهم‬
‫متحركة ومتجددة‪ ،‬وأنها في حركتها تتطلب منهم الحركة الدائية والمسايرة الكاملة دون تخلف أو تشبث بالقديم ‪ .‬والتغير في أبسط‬
‫صوره ينحصر في أن عددًا كبيرا من األشخاص يؤدون جهودًا تختلف عن تلك التي كان آباوهم يؤدونها في وقت معين‪ ،‬وما هو في‬
‫حد ذاته عملية مكملة لواحدة أو أكثر من العمليات االجتماعية السائدة في المجتمع‪ .‬ويدل التغير على أنماط من العالقات االجتماعية‬
‫في تنظيم اجتماعي معين‪ ،‬والتي تفرض التغير في فترة زمنية معينة دون التعرض للوضع االجتماعي العام‪ ،‬كما أن المالحظين الذين‬
‫قاموا بجمع المعلومات كان معظمهم يحمل الفكرة والثقافة األوروبية‪ .‬وظاهرة التغير االجتماعي قد تحصل في فترة زمنية قصيرة‬
‫وبشكل سريع أو قد تستغرق كل التاريخ الحضاري لإلنسان‪ ،‬فعامل الزمن هذا جدير باالهتمام ‪.‬‬

‫لخاتمة ‪ :‬يختلف التغير االجتماعي باختالف المجتمعات مكانًا وزمانًا طبقـًا الخـتالف الثقافـة السائدة ألي مجتمع وطبقًا الختالف‬
‫النظام السياسي واالجتماعي والثقافي ‪ .‬بـل وحتـى فـي المجتمع الواحد تكون هناك مستويات في عملية التغير وذلك لكون المجتمع‬
‫يضم فئات مختلفـة منها البدوي والريفي والحضري اضافة الى اختالف الثقافة بين األفراد وهذا يؤدي إلى تفاوت مضطرب لتقبل‬
‫التغير الذي يحدث داخل المجتمع‪ .‬كما يعتمد التغير على عدة عوامل أهمها االفراد (الفاعلين االجتماعيين أو العناصر البشرية )‬
‫كعامل اساسي من خالل الفعل االجتماعي باعتباره نبض الحياة االجتماعية الذي يؤدي إلى التغير االجتماعي ومدى استجابته‬
‫لمتطلبات الحياة االجتماعية العصرية المتعددة والتي تخرج في أحيان كثيرة عن اإلطار الثقافي العام للمجتمع أو الجماعة التي ننتمي‬
‫إليها‪ ،‬وإلى أي مدى يستطيع الفعل االجتماعي إعادة صياغة شخصية العنصر البشري في ظل التغير االجتماعي بجميع انواعه ليكون‬
‫أكثر خدمة و فعالية لتحقيق أهداف التنمية ‪ ،‬على اعتبار أن هذه التغيرات‪ ،‬تغيرات إنسانية وليست ميكانيكية جامدة‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪: 1. Haferkamp, Hans, and Neil J. Smelser, editors. "Social Change and Modernity." Berkeley:‬‬
‫‪University of California Press, c1992 1991‬‬

‫نسخة محفوظة ‪ 17‬مايو ‪ 2008‬على موقع واي باك مشين‪§2 .‬‬

‫‪. ^ Gene Shackman, Ya-Lin Liu and George (Xun) Wang. "Why does a society develop the way‬‬
‫"‪it does?.‬‬

‫نسخة محفوظة ‪ 22‬نوفمبر ‪ 2012‬على موقع واي باك مشين‪2002. 3 .‬‬

‫‪. ^ Shackman, Gene, Xun Wang and Ya-Lin Liu. 2011. "Brief review of world population trends -‬‬
‫‪Population.". Retrieved May 2013.‬‬

‫‪.‬نسخة محفوظة ‪ 02‬يونيو ‪ 2018‬على موقع واي باك مشين‪z 4 .‬‬


^ Social Foundations of Thought and Action: A Social Cognitive Theory (Bandura), 118

5. ^ Bjørnholt، M. (2014). "Changing men, changing times; fathers and sons from an
experimental gender equality study" (PDF). The Sociological Review. 62 (2): 295–315.
doi:10.1111/1467-954X.12156. ‫( مؤرشف من األصل‬PDF) 21-12-2018 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.21-10-2018 ‫في‬.

6. ^ 54 ‫ ص‬1971 ، ‫ المكتبة الثقافية‬، ‫ مصر‬، ‫ أحمد الخشاب‬، ‫التغير االجتماعي‬

You might also like