Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 80

‫جامعة الوادي‬

‫كمية اآلداب والمغات‬

‫قسم المغة واألدب العربي‬

‫دروس على الخط في مادة لسانيات النص‬

‫مقدمة لطلبة السنة الثالثة ليسانس لسانيات عامة‬

‫إعداد الدكتور سميم حمدان‬

‫‪1‬‬
‫مقــدمـــة‬

‫ىذه جممة مف الدروس المقررة عمى طمبة السنة الثالثة ليسانس تخصص‬
‫لسانيات عامة بقسـ المغة واألدب العربي في مادة لسانيات النص‪.‬‬

‫وقد اشتممت ىذه الدروس عمى أىـ ما يمكف أف يتعرؼ عميو الطالب في‬
‫ىذه السنة‪ ،‬بداية مف مفيوـ النص ولسانيات النص ‪ ....‬إلى الوقوؼ عمى‬
‫معايير النصية وغير ذلؾ مما يخدـ المادة‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أننا اعتمدنا عمى مصادر ومراجع مف شأنيا أف تخدـ‬


‫البحث العممي وتقدـ لمطالب فكرة عف المادة‪ ،‬إذ يعد التعرؼ عمى المصادر‬
‫والمراجع التي يعتمدىا المقياس في حد ذاتو استكشاؼ لو‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الدرس ‪01‬‬

‫مفهوم لسانيات النص ‪01‬‬

‫النشأة والتطور‬

‫توطئة‪:‬‬

‫لسانيات النص مصطمح لساني عرؼ في الدراسات المسانية‬

‫األوربية الحديثة‪ ،‬واختمفت ترجماتو إلى العربية بيف ( نحو النص ‪/‬‬

‫نحو النصوص ‪ /‬عمـ النص ‪ /‬لسانيات النص )‪ ،‬وىو في اإلنجميزية (‬

‫‪Grammaire de‬‬ ‫(‬ ‫‪ ،) Text Grammar‬وفي الفرنسية‬

‫‪.) texte‬‬

‫كما تباينت أيضا تعريفاتو‪ ،‬حيث يعرفو مصطفى النحاس بأنو "‬

‫النحو الذي يتخذ مف النص وحدتو المغوية الكبرى‪ ،‬عكس نحو الجممة‪.‬‬

‫أو ىو دراسة الوظيفة الداللية لبعض العناصر النحوية وربطيا بشبكة‬

‫الداللة في النص "‬

‫‪3‬‬
‫أما صبحي الفقي فيرى بأنو " فرع مف فروع المغة ييتـ بدراسة‬

‫النص باعتباره الوحدة الكبرى‪ ،‬وذلؾ بدراسة جوانب عديدة أىميا‬

‫الترابب والتماسؾ ووساامو‪ ،‬وىذه الدراسة تتضمف المكتوب والمنطوؽ‪.‬‬

‫والمبلحظ أف تعريفات نحو النص‪ /‬لسانيات النص تركز عمى‬

‫التفريق بينو وبيف نحو الجممة‪ /‬لسانيات الجممة‪ ،‬مف حيث المادة التي‬

‫يعنى بدراستيا كل نوع‪.‬‬

‫نشأة لسانيات النص‪:‬‬

‫ظير في نياية الستينيات مف القرف العشريف منيج لساني‪،‬‬

‫يسميو بعض المغوييف ( نحو النص )‪ ،‬ويدعوه آخروف ( المسانيات‬

‫النصية ‪ ،) La Linguistique Textuelle /‬ويتكفل ىذا المنيج‬

‫بدراسة بنية النصوص وكيفيات اشتغاليا‪ ،‬وذلؾ مف منطمق مسممة‬

‫منطقية تقضي بأف النص ليس مجرد تتابع مجموعة مف الجمل‪ ،‬وانما‬

‫ىو وحدة لغوية نوعية ميزتيا األساسية االتساؽ والترابب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وليست المسانيات النصية كما يعتقد البعض مكمبل لمسانيات‬

‫الجممة أو توسيعا لمجاليا‪ ،‬وانما ىي إعادة بناء المسانيات مف منطمق‬

‫جديد موضوعو ( النص )‪.‬‬

‫إف الدعوة إلى العناية بالمسانيات النصية والبعد النصي في‬

‫الدراسات المغوية الحديثة‪ ،‬ليست وليدة األمس القريب‪ ،‬فقد أشار دو‬

‫سوسير ( ‪ ) Ferdinand De Saussure‬نفسو في كبلمو عف‬

‫الخطاب إلى أف " اإلنساف ال يعبر بكممات منفصمة‪ ،‬وأنو ال يمكف أف‬

‫يكوف ليذه الكممات معنى وداللة عمى أفكار معينة‪ ،‬ما لـ توضع في‬

‫عبلقات مع بعضيا "‬

‫وليس دو سوسير وحده الذي أدرؾ أىمية المظير النصي لمغة‪،‬‬

‫لكننا نجد أيضا الدانماركي لويس يممسميف ( ‪ ) L. Helmslev‬الذي‬

‫أقر " أف تحميل النص يجب أف يمثل أحد االلتزامات التي ال مناص‬

‫‪M.‬‬ ‫منيا بالنسبة لمساني‪ .‬وىو يمتقي في ذلؾ مع ميخاايل باختيف (‬

‫‪ ) Bakhtine‬الذي صرح " بأف المسانيات لـ تحاوؿ أبدا سبر أغوار‬

‫المجموعات المغوية الكبرى‪ ،‬كالممفوظات الطويمة التي نستعمميا في‬

‫‪5‬‬
‫حياتنا العادية مثل الحوارات والخطابات وغيرىا‪ ،‬يجب تعريف ىذه‬

‫الممفوظات ودراستيا ىي أيضا دراسة لسانية باعتبارىا ظواىر لغوية"‬

‫‪ ) R. Jakobson‬بدوره قد دعا‬ ‫وكاف روماف جاكوبسوف (‬

‫مبك ار إلى رأي مشابو‪ .‬حيث صرح سنة ( ‪ 1960‬ـ ) بأف " السبب‬

‫في محاولة جعل اإلنشااية بعيدة عف المسانيات‪ ،‬ىو اقتصار الدراسة‬

‫المسانية عمى الجممة بشكل ليس لو مبرر"‪.‬‬

‫لـ نجد ىذه الدعوات طريقيا إلى التطبيق إال مع ىاريس وذلؾ منذ‬

‫نشره في بداية النصف الثاني مف القرف العشريف لدارستيف ىامتيف‬

‫‪ )analyse de discours‬قاـ فييما‬ ‫بعنواف ( تحميل الخطاب‪/‬‬

‫بتحميل منيجي لبعض النصوص‪ ،‬ومما أثر عميو في ىذا الخصوص‬

‫تشكيكو في صواب استغناء المسانيات عف المظير الكتابي لمغة‪.‬‬

‫واقتصارىا عمى المغة المنطوقة في دراستيا لمنظاـ المغوي وىو ما كاف‬

‫سببا ‪ -‬في اعتقاده ‪ -‬في إغفاؿ وجود جممة طويمة وال متناىية يعجز‬

‫‪6‬‬
‫النحو عف اإللماـ بقواعدىا ما لـ يعتمد عمى الكتابة التي تسممنا حتما‬

‫إلى دراسة النص‪.‬‬

‫ولقد عرفت الدراسات النصية بعد ذلؾ (في السبعينيات) مزيدا مف‬

‫التطور والضبب المنيجي وخاصة عمى يد فاف دايؾ مما جعل بعض‬

‫المغوييف يرى فيو المؤسس الحقيقي لعمـ النص وجاءت أفكاره في كتابو‬

‫(بعض مظاىر نحو النص) مع اإلثارة أنو لـ يفرؽ بيف النص‬

‫والخطاب‪.‬‬

‫ولـ يتدارؾ ذلؾ إال حوالي سنة ‪ 1977‬في كتابو (النص والسياؽ)‬

‫ويقترح فيو تأسيس نحو عاـ لمنص يأخذ بعيف االعتبار كل األبعاد‬

‫التي ليا صمة بالخطاب‪ ،‬وىو الشيء الذي جسده فيما بعد في كتابو‬

‫(عمـ النص‪ ،‬مدخل متداخل االختصاصات) ‪.1980‬‬

‫وعاصر فاف دايؾ لغويوف آخروف أمثاؿ ستامبل‪ ،‬جميسوف‪...‬إلخ‪،‬‬

‫غير أف الدراسات النصية لـ تبمغ أوجيا إال مع المغوي األمريكي دي‬

‫يوجراند في الثمانينيات مف ؽ ‪ ،20‬ومف كتبو (مدخل إلى لسانيات‬

‫‪7‬‬
‫النص ‪ )1981‬وجاء فيو إشادة بجيود فاف داؾ‪،‬ة كما ألف كتابا ىاما‬

‫(النص والخطاب واإلجراء)‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫يرى ديبوجراند أف الدراسات المسانية النصية‪ ،‬خبلؿ عممية‬

‫التأسيس قد مرت بمراحل ثبلث رايسية ىي‪:‬‬

‫أ‪ /‬المرحمة األولى‪:‬‬

‫وىي التي انتيت بحموؿ الستينيات ولـ تكف ذات أثر يذكر عمى‬

‫كبار لسانيات الجممة الغالب آنذاؾ وأبرز رواد ىذه المرحمة‬

‫ىيممسبلؼ‪.‬‬

‫ب‪ /‬المرحمة الثانية‪:‬‬

‫في نياية الستينيات وعمى وجو التحديد ‪ ،1968‬حيف بدأ عدد‬

‫مف العمماء وأبرزىـ ىاليداي و رقية حسف يعمموف في مجاؿ الدراسات‬

‫التي تتجاوز مستوى الجممة‪ ،‬إال أف عمميـ لـ يحدث أث ار حاسما ألنيـ‬

‫نظ ار إلى النص عمى أنو متتالية مف الجمل تربطيا عبلقات نحوية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ج‪ /‬المرحمة الثالثة‪:‬‬

‫بدأت سنة ‪ 1972‬وركزت عمى إيجاد نظرية بديمة تحل محل‬

‫النظريات المسانية الساادة‪ ،‬والتي أثبتت عدـ قدرتيا عمى الصمود في‬

‫وجو التساؤالت األساسية التي تطرحيا الدراسات المغوية المتكاممة‪،‬‬

‫ومثل ىذا االتجاه عدد مف الرواد وىـ (فاف دايؾ‪/‬‬

‫ديبوخراند‪...‬وغيرىما‪)...‬‬

‫‪9‬‬
‫الدرس ‪02‬‬

‫مفهوم لسانيات النص ‪02‬‬

‫من الجممة إلى النص‬

‫عرفت المسانيات – كما رأينا – انتقاال ىاما مف االعتناء بالجممة‬

‫إلى االىتماـ بالنص باعتباره الوحدة المسانية الكبرى‪ ،‬وفيما يمي‬

‫تفصيل ليذا االنتقاؿ‪:‬‬

‫* مفهوم الجممة‪:‬‬

‫تأسست الدراسات المسانية عمى مفيوـ الجممة الذي يتميز بالتنوع‬

‫واالختبلؼ‪ ،‬حيث توجد تعريفات عديدة ليا‪ ،‬ومف ذلؾ ما ورد عف‬

‫العمماء العرب‪:‬‬

‫‪ -‬الجممة ىي موضوع الدرس النحوي‪ ،‬وىي أقل قدر مف الكبلـ‬

‫يفيد السامع سواء تركب ىذا القدر مف الكممة أو أكثر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫و معنى ذلؾ أف الجممة وحدة لغوية أقل مف الكبلـ بغرض إفادة‬

‫السامع معنى مف المعاني غيرىا عند غيرىا مف الجمل األخرى‪.‬‬

‫وىناؾ ما يسوي بيف الجممة والكبلـ ( الجرجاني‪ /‬الزمخشري)‬

‫وتبعيما في ذلؾ ابف بعيش في شرحو لمفصل الزمخشري بينما يميز‬

‫ابف ىشاـ بينيما فالكبلـ عنده ( القوؿ المفيد بالقصد‪ ،‬والجممة عبارة‬

‫عند الفعل والفاعل‪ ،‬أو المبتدأ والخبر وما كاف يميز ليما)‪.‬‬

‫ولـ يفرؽ ابف السراج والمبرد بينيما واعتبراىما مترادفيف عمى الرغـ‬

‫مف تأكيد ابف السراج أف الجممة ىي النواة التركيبية سواء أكانت اسمية‬

‫أـ فعمية‪ ،‬لكف البد مف اإلشارة إلى أف لـ يفيما االلتفات إلى شرط‬

‫االفادة‪ ،‬وقد صرح بذلؾ ابف السراج بقولو‪( :‬إنما يراعى في ىذا الباب‬

‫وغيره الفاادة) والغريب أف المصطمح (جممة) لـ يظير عف الشيوخ‬

‫األواال (الخميل‪ /‬سيبويو) وكاف أوؿ مف استعممو المبرد‪.‬‬

‫أما سيبويو فقد كاف يسمي الجممة كبلما يحسف أف يسكت المتكمـ‬

‫عند انتيااو‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫والجدير بالذكر أف مصطمح الجممة متبايف المفيوـ‪ ،‬حيث يقوؿ‬

‫دمحم إبراىيـ عيادة في كتابو (الجممة العربية ‪ /‬دراسة لغوية نحوية)‪« :‬‬

‫ليس لمجممة تعريف متفق عميو عند النحوييف العرب شأنيـ في ذلؾ‬

‫شأف غيرىـ مف المغوييف القدماء والمحدثيف»‪.‬‬

‫‪َّ -‬مأـ ا عند المحدثيف الغربييف‪ ،‬فقد تعددت تعريفاتيا أيضا وتباينت‬

‫منيا‪:‬‬

‫(الجممة عبارة عف فكرة تامة)(الجممة تتابع مف عناصر القوؿ‬

‫ينتيي بسكتتو)(نمب تركيبي ذو مكونات شكمية خاصة)(الجممة أكبر‬

‫وحدة قابمة لموصف النحوي)‬

‫وما قيل عف تعريف الجممة عند العرب قالو أيضا (روبرت دي‬

‫بوجراند) ‪(:‬لقد اعتمدت دراسات التراكيب المغوية جميعيا عمى وجو‬

‫التقريب منذ نشأتيا في العصور السحيقة عمى مفيوـ الجممة دوف‬

‫غيره‪ ،‬ومف المقمق أف ىذا التركيب األساسي قد أحاط بو الغموض‬

‫وتباينت صور التعريف بو حتى في وقتنا الحاضر‪ ،‬ومازالت ىناؾ‬

‫‪12‬‬
‫معايير مختمفة لجممية الجممة دوف االعتراؼ بصراحة بأنيا تعريفات‬

‫نيااية بل كونيا أساسا لتوحيد تناوؿ موضوعاتيا»‬

‫‪ -‬مف خبلؿ ما سبق نصل إلى أف الجممة (بنية قارة في الكبلـ‬

‫وقرارىا ىذا جعل النظريات التي اشتغمت بوصفيا وتقنيتيا متينة متانة‬

‫نسبية‪.‬ونسبيتيا متأتية مف طبيعة الكبلـ نفسو‪ ،‬فالجممة نظر اًّيي نوعاف ‪:‬‬

‫أ‪ /‬جممة نظام‪:‬‬

‫وىو شكل الجممة المجرد الذي يوِّلد جميع الجمل الممكنة والمقبولة‬

‫في لغة ما‪.‬‬

‫ب‪ /‬جممة نصية‪:‬‬

‫وىي الجممة المنجزة فعبل في المقاـ‪ ،‬وفي ىذا المقاـ تتوفر‬

‫مبلبسات ال يمكف حصرىا‪ ،‬يقوـ عمييا الفيـ واإلفياـ‪.‬‬

‫*وتتعدد الجممة في المقاـ الواحد وعمى لساف شخص واحد نظرًّييا‬

‫لو‪ ،‬وىذا التعدد يعود إلى التفرد مف حيث البنية الموّلِدة‬


‫إلى ماال نياية ُ‬

‫‪13‬‬
‫لمجمل‪ ،‬أي إلى النحو‪ :‬نحو الجممة‪ ،‬ولكنو يخرج عنيا عندما يتعمق‬

‫األمر برصد عمل الداللة في النصوص في وجوىو المختمفة‬

‫(االنسجاـ في الموضوع‪ ،‬والزماف‪ ،‬واألشخاص‪...‬والتفاىـ القااـ بيف‬

‫أطراؼ التواصل مثل‪ :‬إستراتيجية اإلقناع ‪...‬إلخ(‬

‫‪ -‬وىنا تطرح قضية أساسية تتعمق بشرعية وجود نحو النص إلى‬

‫جانب نحو الجممة‪.‬‬

‫(دي بجراند) أف الكياف المغوي المتعدد‬ ‫* ومف ىنا يزعـ‬

‫المستويات البد أف يكوف ىو النص المشتمل عمى أجزاء يمكف ليا أو‬

‫ال يمكف أف تركب في صورة جمل‪.‬‬

‫وقد وقف عمى الفروؽ الجوىرية التالية بيف الجممة والنص‪:‬‬

‫فع اؿ حيث نجد الجمل عناصر مف نظاـ‬


‫‪ /1‬إف النص نظاـ فعاؿ َّم‬

‫إفتراضي‪.‬‬

‫‪ /2‬الجممة كياف قواعدي يتحدد عمى مستوى النحو فحسب َّم‬


‫أما‬

‫النصَّمية ‪.‬‬
‫يعرؼ تبعا لممعايير َّم‬ ‫النص ُّ‬
‫فحق ُو أف َّم‬

‫‪14‬‬
‫عد قانونا في النص‪ ،‬بل ُي ُّ‬
‫عد‬ ‫‪ /3‬ال يمكف لمصواب النحوي أف ُي َّم‬

‫َّم‬
‫ويفض ُل‬ ‫معيار يمجأ إليو فقب عند عدـ وجود قرااف محددة‬
‫ًا‬ ‫تعويضا‪ ،‬أي‬
‫ً‬

‫عمى غيره حينما تتعدد االحتماالت‪.‬‬

‫‪ /4‬التمييز بيف وما ال يطابق القواعد تمييز تقابمي ثنااي عندما‬

‫تكوف ىناؾ قواعد دقيقة وكاممة لضبب الجمل‪َّ ،‬م‬


‫أما التمييز بيف النص‬

‫وال نص فبل يتـ بيذه المقارنة اآللية‪ ،‬فكوف النص مقبوالً أو غير‬

‫مقبوؿ يتـ بحسب درجتو معقدة ال بحسب تقابل ثنااي)سيق الموقف)‪.‬‬

‫‪ /5‬ال يمكف النظر إلى النص أنو مجرد صورة مكونة مف وحدات‬

‫ورموز‪ ،‬إف النص عمل انسيابي يراقب المواقف ويوجييا ويغيرىا‪َّ ،‬مأـ ا‬

‫الجممة فميست عمبلً‪ ،‬لذلؾ كانت ذات أثر محدود في المواقف‬

‫اإلنسانية ألنيا تستعمل لتعريف الناس كيفية بناء العبلقات النحوية‬

‫فحسب‪.‬‬

‫أما الجممة‬ ‫‪ /6‬النص تو ٍ‬


‫اؿ لحاالت انفعاليو اجتماعية وواقعية‪َّ ،‬م‬

‫عناصر مف نظاـ ثابت‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ /7‬تنطبق األعراؼ االجتماعية عمى النص أكثر مما تنطبق عمى‬

‫الجمل‘ ألف الوعي االجتماعي ينطبق عمى وقااع ال عمى أنظمة‬

‫نحوية‪.‬‬

‫‪ /8‬العوامل النفسية أوثق عبلقة بالنصوص منيا بالجمل‪.‬‬

‫‪ /9‬إف النصوص تشير إلى نصوص أخرى بطريقة تختمف عف‬

‫اقتضاء الجمل لغيرىا مف الجمل‪ ،‬حيث يعتمد متعممو المغة في‬

‫استخداميـ لمجمل عمى معرفة القواعد مف حيث ىي نظاـ افتراضي َّمأـ ا‬

‫مف أجل استعماؿ النصوص فإف الناس بحاجة إلى معرفة عممية‬

‫باألحداث الجارية‪.‬‬

‫‪ /10‬ينبغي لمنص أف يعتمد عمى مف التفاعبلت والمعارؼ‬

‫أما التركيب الداخمي لمنص‬


‫والتوقعات‪ ،‬وىذا ما يسمى سياؽ الموقف‪َّ ،‬م‬

‫فيو سياؽ البنية‪.‬‬

‫‪16‬‬
17
‫الدرس ‪03‬‬

‫مفاهيم أساسية في لسانيات النص‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إف التحوؿ مف دراسة الجممة إلى دراسة النص كاف توسعة‬

‫لمستويات التحميل التي طرحت أماـ التحميل النصي‪ ،‬لذلؾ لـ تقتنع‬

‫فركزت عمى التواصل المغوي‬


‫لسانيات بالمستويات الموجودة سابًقا‪ّ ،‬‬

‫وكيفياتو بتسميب الضوء عمى المتمقي وابراز دوره في بناء النص‬

‫تفسير كامبلً دقيقا إالَّم‬


‫ًا‬ ‫واىتمت بعدد مف الظواىر التي ال يمكف تفسيرىا‬

‫مف خبلؿ وحدة النص‪ ،‬كعبلقات التماسؾ النصي‪ ،‬وحاالت الحذؼ‬

‫والجمل المفسرة ‪...‬إلخ ‪.‬‬

‫المفاهيم األساسية ‪:‬‬

‫يمكف إجماليا في المعايير التي اقترحيا (ديبوجراند و دريسنر)‬

‫والتي تضمف الوحدة الكمية لمنص‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ /1‬االتساق (السبك) ‪:cohésion :‬‬

‫ويحيل ىذا المفيوـ عمى العبلقات القاامة داخل النص والتي‬

‫تحدده كنص‪ ،‬وىو يترتب عمى إجراءات تبدو بيا العناصر السطحية‬

‫عمى صورة وقااع ويؤدي السابق منيا إلى البلحق‪ ،‬ويشير البلحق‬

‫منيا عمى السابق ليتحقق بذلؾ الترابب‪ ،‬وال يتـ االتساؽ في المستوى‬

‫الداللي فقب بل في مستويات أخرى كالنحو والمعجـ مثبل‪.‬‬

‫‪ /2‬االنسجام (الحبك)‪.cohérence‬‬

‫ويعد أحد أىـ المعايير التي تعمل عمى تحقيق نصية النص حيث‬

‫يتعدى دراسة وساال الربب المفظي إلى مستويات أعمى كالمستوى‬

‫الداللي والتداولي‪.‬‬

‫طا‬
‫وىو مجموع اإلجراءات التي تؤدي إلى ترابب األفكار تراب ً‬

‫منطقيا مبنيا عمى ترتيب األحداث‪ ،‬وىو بذلؾ يتجاوز مستوى الترابب‬

‫الشكمي ليبحث عف التعالق الداللي بيف عناصر النص‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫*وبيذا يعد (االتساؽ‪ /‬االنسجاـ)أىـ المصطمحات المحورية في‬

‫لسانيات النص‪.‬‬

‫‪/3‬القصدية‪intentionality :‬‬

‫ويتضمف موقف صاحب النص‪ ،‬كوف قصده صورة مف صور‬

‫المغة لتكوف ًّي‬


‫نصا متسقا ومنسجما وأف مثل ىذا النص وسيمة مف‬

‫وساال متابعة خطة معينة لموصوؿ إلى غاية محددة‪.‬‬

‫‪ /4‬المقبولية ‪.acceptabitity‬‬

‫ويتضمف موقف مستقبل النص(المتمقي) تجاه تصور ما مف تصور‬

‫ما مف صور المغة ينبغي اف تكوف مقبولة مف حيث نص متسق‬

‫ومنسجـ‪.‬‬

‫‪/5‬المقامة ‪situationality:‬‬

‫‪20‬‬
‫طا بموقف سااد يمكف‬
‫وتتضمف العوامل التي تجعل النص مرتب ً‬

‫استرجاعو‪ ،‬حيث اليمكف – أحيانا – تجاىل الموقف الذي نشأ فيو‬

‫النص‪.‬‬

‫‪ /6‬التناص‪interlextuality :‬‬

‫ويتضمف العبلقات بيف نص ما ونصوص أخرى وقعت في حدود‬

‫تجربة سابقة‪.‬‬

‫‪ /7‬اإلعالمية ‪informatirity :‬‬

‫وىي العامل المؤثر بالنسبة لعدـ الجزـ في الحكـ عمى الوقااع‬

‫النصية أو الوقااع في عالـ النص في مقابمة الدالؿ الممكنة‪.‬‬

‫*ويمكف إدراج ىذه المعايير في ثبلثة جوانب رايسية ىي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫أ‪ /‬الجانب األول ‪:‬‬

‫وتتـ فيو دراسة أدوات االتساؽ أي األدوات النحوية التي تضمف‬

‫لمنص التحامو وترابطو‪ ،‬ومنيا التكرار ‪ /‬اإلحالة ‪ /‬الحذؼ ‪/‬‬

‫االستبداؿ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬الجانب الثاني ‪:‬‬

‫وىو جانب ييتـ بالداللة وذلؾ بدراسة مبادئ االنسجاـ‪.‬‬

‫ج ‪ /‬الجانب الثالث ‪:‬‬

‫الجانب التداولي ‪ ،‬والذي يضـ دور المتمقي والموقف وىدؼ‬

‫النص والمقاـ ونوع المعمومات المطروحة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الدرس ‪04‬‬

‫بذور النصية في التراث‬

‫في الفكر المساني العربي منحى يعالج الظاىرة المغوية في حدود‬

‫الجممة ‪ ،‬وقد تداولت ىذا عدة عموـ عربية منيا‪:‬‬

‫‪ /1‬عمم البالغة ‪:‬‬

‫في عمـ الببلغة إشارات إلى ما يحكـ بناء النص‪ ،‬أبرزىا‪:‬‬

‫أ‪ /‬الفصل والوصل ‪:‬‬

‫لعل أقدـ إشارة إلى أىمية الفصل والوصل في الخطاب ما ورد‬

‫في البياف والتبييف حيث (قيل لمفارسي ما الببلغة قاؿ معرفة الفصل‬

‫مف الوصل)‪ ،‬وقد اعتبر كل مف (الجرجاني والسكاكي) الفصل‬

‫والوصل أصعب وأدؽ فصل في الببلغة كميا‪ ،‬حيث يرى الجرجاني‬

‫أف مبلؾ الببلغة ىو إتقاف الفصل والوصل‪ ،‬وأف مف امتمكو سيل‬

‫«قاؿ المأموف ‪ :‬إف‬ ‫عميو امتبلؾ بقية األبواب‪ ،‬وقد ذكر العسكري‬

‫‪23‬‬
‫الببلغة إذا اعتزلتيا المعرفة بمواضع الفصل والوصل كانت كالآللئ‬

‫ببل نظاـ»‬

‫* وقد ركز الجرجاني في ىذا الباب عمى نوعيف أساسييف ىما‪:‬‬

‫* األساس النحوي‪:‬‬

‫وفيو عطف المفرد عمى المفرد‪ ،‬وفيو يتنقل الحكـ اإلعرابي مف‬

‫األوؿ إلى الثاني‪ .‬وعطف الجممة عمى الجممة‬

‫* المبادئ المعنوية ‪:‬‬

‫‪ -‬النظير والشبيو أو النقيض‪( :‬مجوز العطف)‬

‫‪ -‬زيد طويل القامة وعمرو شاعر (شاذ)‬

‫‪ -‬زيد طويل القامة وعمرو قصير (نقيض)‬

‫‪ -‬زيد شاعر وعمرو كاتب (شبيو‪/‬نظير)‬

‫‪24‬‬
‫التّضاـ النفسي والتّضاـ العقمي‬

‫العمـ نور والجيل ظبلـ‬ ‫عمرو قااـ وزيد قاعد‬

‫ب‪ /‬التمثيل‪ :‬يعتبر التمثيل (التشبيو) وسيمة ميمة في الخطاب‬

‫ويعود ذلؾ إلى قدرتو عمى الجمع بيف المتعدد المتبايف في الوجود‬

‫الخارجي‪.‬‬

‫وقد أثار الجرجاني إلى مسألة أساسية ىي مساىمة في انسجاـ‬

‫الخطاب‪ /‬النص‪.‬‬

‫وليس التمثيل إال نوع مف التشبيو ( الذي ىو أولى أف يسمى‬

‫تمثيبل لبعده عف التشبيو الظاىر الصريح) ويختار الجرجاني آية‬

‫ب ِب ِو‬
‫اخ َتَم َ‬ ‫الس ِ‬
‫ماء َف ْ‬ ‫ماء أ َْن َ ْزلناهُ ِم َف َّم‬
‫الد ْنيا َك ٍ‬
‫كمثاؿ‪ِ (( :‬إَّمنما َمثَ ُل َ‬
‫الحياةُ ُّ‬

‫ض ُز ْخ ُرَفيا‬ ‫ْكل الناس واأل َْنعاـ حتّى ِإذا أ ِ‬ ‫نبات األَر ِ ِ‬


‫َخ َذت األ َْر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ض م ّما َيأ ُ ُ ّ ُ‬ ‫َ ُ ْ‬

‫‪25‬‬
‫ظ َّمف أَىُميا أَّمَنيـ ِ‬
‫قادرو َف َعَم ْييا أَتاىا أ َْم ُرنا َل ْي ًبل أ َْو َنيا ار‬ ‫ُْ‬ ‫َو َّمازَّميَن ْت َو َ ْ‬

‫َف َل ْـ تَ ْغ َف ِباأل َْمس)) سورة يونس ‪24‬‬


‫َف َج َعْمناىا َحصيداً َكأ ْ‬

‫(إف التشبيو بيف الحياة والماء وما تعمق بيما منتزع مف مجموعيا‬

‫أي الجمل مف غير أف يمكف فصل بعضيا عف بعض‪ ...‬حتى إنؾ لو‬

‫حذفت منيا جممة واحدة مف أي موضع كاف أخل ذلؾ بالمغزى مف‬

‫التشبيو ) ‪ /‬والذي جعميا متصمة مرتبطة ىو استحالة الوصوؿ إلى‬

‫مغزى التمثيل باعتماد جممة منفردة‪ ،‬وذلؾ ألف التشبيو حصل بتنسيق‬

‫ثانية عمى أولى وثالثة عمى ثانية‪.‬‬

‫وىذه الحقيقة التي توصل إلييا الجرجاني جعمو ينتبو إلى أمر ىاـ‬

‫بالنسبة النسجاـ الخطاب وىي (الترتيب) أي تنظيـ الوقااع في‬

‫الخطاب ومراعاة عبلقاتيا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ /2‬التراث النقدي‪:‬‬

‫أ‪ /‬الجاحظ (التحام األجزاء)‪:‬‬

‫« و أجود الشعر ما رأيتو متبلحـ األجزاء » حيث يؤكد الجاحظ‬

‫عمى معيار جودة الشعر و ىو التبلحـ‪.‬‬

‫ب‪ /‬ابن طباطبا‪ :‬ضرورة االتساق واالنسجام‪:‬‬

‫« إف لمشعر فصوال كفصوؿ الرساال فيحتاج الشاعر إلى أف‬

‫يصل كبلمو عمى تصرفو في فنونو‪ ،‬صمة لطبقة فيتمخص مف الغزؿ‬

‫إلى المديح‪ ،‬ومف المديح إلى الشكوى بألطف تخمص وأحسف حكاية‬

‫ببل انفصاؿ لممعنى الثاني عما قبمو»‬

‫ويقوؿ‪« :‬وأحسف الشعر ما ينظـ فيو القوؿ انتظاما يتسق بو أولو‬

‫مع آخره عمى ما يسبقو قاامو‪...‬يجب أف تكوف القصيدة ككممة واحدة‬

‫في اشتباه أوليا بآخرىا‪ ،‬نسجا وحسنا وفصاحة‪»...‬‬

‫ج‪ /‬حازم القرطاجني‪ :‬قواعد االتساق واحكام المباني‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫يمكف أف توضح وتصنف تماسؾ القصيدة واحكاـ بناايا عند‬

‫حازـ كما يمي‪:‬‬

‫* تماسك الفصل‪( :‬الفصل ىو أربعة أبيات تتضافر ال يصل‬

‫معنى)‬

‫‪ -‬أف يكوف متماسؾ النسيج‬

‫‪ -‬أن ٌكون نمب النظـ مناسبا لمغرض‬

‫‪ -‬تقديـ األىـ فالميـ‬

‫‪ -‬أف تكوف بيف أبياتو عبلقة اقتضاء كالسببية والتفسير‪...‬‬

‫* تماسك الفصول‪:‬‬

‫‪ -‬استمرار غرض الفصل السابق و البلحق‬

‫‪ -‬أف تكوف الفصوؿ متصمة العبارة والغرض‪.‬‬

‫‪ -‬أف تكوف الفصوؿ متصمة العبارة دوف الغرض‬

‫‪ -‬أن تكوف الفصوؿ متصمة الغرض دوف العبارة‬

‫‪28‬‬
‫* العالقة بين الفصول‪:‬‬

‫‪ -‬االنتقاؿ مف الجزء إلى الكل أو العكس‬

‫‪ -‬أف يكوف رأس الفصل داال عمى يقيو الفصل ( األبيات التي تميو‬

‫تنمية لو‪)...‬‬

‫‪ -‬أف يكوف آخر الفصل استدالال عمى ما تقدـ‬

‫‪29‬‬
‫الدرس ‪05‬‬

‫تقاطط لسانيات النص والعموم األخرر‬

‫تتقاطع لسانيات النص ‪ -‬باعتبارىا عمما قااما بذاتو ولو أسسو‬

‫وقواعده ‪ -‬مع عدد مف العموـ‪ ،‬وتشكل معيا عبلقات نوجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫* عمم النص وعمم األدب وعمم المغة‪:‬‬

‫يؤكد عمـ النص طبيعة أكثر اتساعا في الموضوعات المدروسة‪،‬‬

‫ذلؾ أي االتساع لمجاالت الدراسة يمكف أف يتحقق منو أيضا في‬

‫أشكاؿ متعددة الدفاع مثل عمـ األدب‪ ،‬فقد أدرؾ الدارسوف أف سمات‬

‫كثيرة لمنصوص األدبية تتطابق مع سمات نصية محددة مثل الحكاية‬

‫ونصوص اإلشيار‪ ،‬كما أف األبنية والوظااف األدبية ال يمكف أف‬

‫توصف وصفا مناسبا إال حيف يرتكز عمى وجيات نظر معينة حوؿ‬

‫سمات أكثر عمومية لمنصوص و استعماالتيا‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وقد تطورت عمى نحو مماثل العبلقة بيف األدب والمغة مف خبلؿ‬

‫تحميل االستعماؿ المغوي في النصوص األدبية‪ .‬والبلفت لمنظر الفصل‬

‫التقميدي الواقع بيف عمـ المغة وعمـ النحو مف جية‪ ،‬والمعالجة‬

‫المحدودة لمنصوص األدبية مف جية أخرى‪ ،‬ولـ تمق أشكاؿ االتصاؿ‬

‫المغوي وأشكاؿ االتصاؿ األخرى إال انتباىا عاب ار مثل النصوص‬

‫السياسية والتاريخية والصحفية‪...‬إلخ‬

‫و إذا تركنا ضيق األفق العممي لمفصل السابق فإنو يبلحظ في‬

‫ذلؾ الشكل السااد والمحدود لمنصوص األدبية مجموعة مف الفوااد‬

‫التعميمية واالجتماعية أيضا‪ ،‬حيث إف المعمـ يوصل لطبلبو سمسمة مف‬

‫الميارات‪ ،‬بحيث يكوف إنتاج أشكاؿ نصية مختمفة وبعبارة أخرى فإنو‬

‫إلى جانب البناء المغوي واألدبي تعد المكونات النصية في العموـ‬

‫النظرية ضرورية‪.‬‬

‫وفي إطار عمـ لغة النص يمكف أف تختص ىذه األشكاؿ مف‬

‫االستعماؿ المغوي بمعالجة مقاالت الصحف والمحادثات‪...‬إلخ في لغة‬

‫أو ثقافة ما‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ناد ار ما يعنى عمـ المغة بوصف أشكاؿ االستعماؿ المغوي‬

‫لمنصوص التي تتحدد فييا السمات الخاصة بالمحادثة والتقرير وغير‬

‫ذلؾ‪.‬‬

‫ومف ىنا نخمص إلى أف عمـ المغة وعمـ النص يمكف أف يتطابقا‬

‫إذا أمكف أف يتسع عمـ المغة‪ ،‬ويصف المبلمح النصية المذكورة و‬

‫وظاافيا‪.‬‬

‫* عمم النص وعمم النفس اإلدراكي‪:‬‬

‫يعنى عمـ المغة النفسي اإلدراكي بإيضاح األداء الفعمي لمنظاـ‬

‫المغوي المجرد‪ ،‬ومنذ سنوات بدأ عمماء النفس في طرح قضايا‬

‫العمميات اإلدراكية ( أي‪ :‬كيف يكتسب النظاـ المغوي االستراتيجيات‬

‫التي تطبق حيف إنتاج مستخدـ لغة ما نصا‪ ،)...‬واجراء تجارب‬

‫واقتراح نماذج ونظريات لوصف ىذا النمب مف السموؾ المغوي األشد‬

‫تعقيدا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫إف مستخدمو المغة يستخرجوف البيانات مف النصوص ويخزنونيا‬

‫في الذاكرة‪ ،‬وىي متعمقة بمضموف النص وبنيتو‪.‬‬

‫ومف جية أخرى تساعدنا معرفة العمميات اإلدراكية الستعاب‬

‫النص عمى التحميل االجتماعي‪ ،‬حيث أف تعرؼ الفرد وفق معارؼ‬

‫عارضة يقف عمييا أقرانو ومجتمعو‪.‬‬

‫* عمـ النص وعمـ النفس االجتماعي وعمـ االجتماع‪:‬‬

‫باعتبار الناس أفراد اجتماعيوف فإنيـ ال يتحدثوف لبلفصاح عف‬

‫معرفتيـ وأحاسيسيـ فقب بل يسعوف إلى إيجاد اتصاؿ مف خبلؿ‬

‫تفاعميـ االجتماعي حيث يؤثر المتكمـ في السامع مف خبلؿ المنطوؽ‪/‬‬

‫النص‪ ،‬وحيف تعبر عف ذلؾ في نص فإننا نقيـ حدثا اجتماعيا حيث‬

‫نأمر و ننيي ونوصي ويدخل ذلؾ كمو في إطار األفعاؿ الكبلمية وكل‬

‫ذلؾ ميـ بالنسبة لعمـ النفس االجتماعي‪ ،‬فاألفعاؿ الكبلمية يمكف أف‬

‫ينجزىا فرد كما تنجزىا جماعة ومؤسسة وكذلؾ التوجيو‪ .‬وىنا يبرز‬

‫دور عمـ النص‪ ،‬حيث يدرس العبلقة بيف بنية نصية محددة وتأثرىا‬

‫الرأي والمواقف العامة‪ ،‬وكيف يؤثر شخص ما في غيره مف خبلؿ‬

‫‪33‬‬
‫مضموف معيف بطريقة محددة‪ ،‬وكيف يتمقى األفراد أو الجماعات تمؾ‬

‫المضاميف ويستوعبونيا‪...‬إلخ‬

‫وىذا كمو يدخل في مياـ عمـ النص وفق إطار عمـ النفس‬

‫االجتماعي‬

‫* يمكف كذلؾ لمجماعات والمؤسسات أف تتواصل تواصبل‬

‫اجتماعيا مف خبلؿ إنتاج النصوص‪ ،‬كما يبرز دور الفرد و وظيفتو‬

‫في ىذه األبنية االجتماعية مف خبلؿ سموكو المغوي‪ ،‬كما أنو يتعرؼ‬

‫مف خبلؿ سمطة أو وظيفة محدده إلنجاز أحداث لغوية معينة مثل‬

‫القاضي أو المدير‪...‬إلخ و يسرى مثل ذلؾ عمى مضموف النص‬

‫وشكمو‪ ،‬وبذلؾ تصل إلى دور عمـ النص داخل عمـ االجتماع‪.‬‬

‫ويمكف تحديد المؤسسات مف خبلؿ النصوص التي تنتجيا‬

‫فالمؤسسة التربوية تنتج نصوصا تختمف عف تمؾ التي تنتجيا‬

‫المؤسسات القانونية أو الدينية أو العسكرية‪ (...‬تختمف في األسموب‬

‫والمضموف والببلغة وغيرىا)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫* عمم النص وعموم القانون واالقتصاد والسياسة‪:‬‬

‫* سواء أكانت النصوص القانونية شفيية أـ مكتوبة فإنيا تكوف‬

‫ذات صفة اصطبلحية قانونية ثابتة دقيقة مع تعبيرات خاصة وقواعد‬

‫تعتمد عمى الوظااف القانونية الدقيقة‪ ،‬وعمى ىذا فإنو يمكف أف تنشأ‬

‫صمة وثيقة بيف عمـ النص وعمـ القانوف حيث إف تحميل النصوص‬

‫وتأويميا ميمة جوىرية في القانوف‪.‬‬

‫ويمكف أف يسري ذلؾ عمى العموـ السياسية فخطب الساسة‬

‫ومناقشات البرلماف واألخبار السياسية والمؤتمرات وبرامج األحزاب‬

‫تمثل التحقيق النصي لمنظاـ السياسي‪.‬‬

‫* إف الموضوع الرايسي لبلقتصاد ليس شكبل مف أشكاؿ االتصاؿ‬

‫النصي أو المغوي إنما ىو الخدمات و الماؿ وتبادؿ المنافع إضافة‬

‫إلى المظاىر النصية لؤلبنية االقتصادية ( الميزانيات‪ /‬أخبار البورصة‬

‫ومف ىنا بالنسبة لعمـ االقتصاد االجتماعي معرفة كيف توجو ىذه‬

‫المعامبلت اتصاليا)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫* عمم النص وعمم التاريخ‪:‬‬

‫‪ -‬إف عمـ التاريخ يضـ نصوصا ذات طبيعة متباينة (وثااق‪/‬‬

‫مصادر‪ /‬مذكرات أخبار‪...‬إلخ)‪ .‬ومف ىذا المنظور ليس عمـ التاريخ‬

‫غير عمـ النص التاريخي فاالتفاقية في العصور الوسطى مثبل تختمف‬

‫اختبلفا كميا عمى اتفاقية في ىذا العصر‪.‬‬

‫‪ -‬و النص التاريخي يشمل أناسا وأحداثا وأفعاال في صور مف‬

‫الوصف والحكي والشيادة‪.‬‬

‫‪ -‬إف إعادة تركيب الواقع المعاصر أو التاريخي يرتكز عمى‬

‫عمميات تأويل معقدة يمكف أف تفسر بصورة متماسكة داخل عمـ شامل‬

‫لمنص‪.‬‬

‫* عمم النص وعمم األنثروبولوجيا‪:‬‬

‫يمكف أف يستخدـ عمـ التاريخ إلعادة بناء األحداث التاريخية أما‬

‫عمـ األنثروبولوجيا يعنى باالختبلفات المحمية واإلقميمية والثقافية بيف‬

‫‪36‬‬
‫النصوص و أشكاؿ النصوص واستعماؿ النص حيث أف الروايات‬

‫والحكايات تحكى وتروى في أماكف متعددة بأشكاؿ مختمفة‪ ،‬وىناؾ‬

‫اتجاه آخر داخل األنثروبولوجيا وىو ( إثنوغرافيا التَّمحدث )‪ ،‬وىو اتجاه‬

‫يصف االتفاقات واالختبلفات بيف النصوص واالتصاالت في سياقات‬

‫ثقافية مختمفة‪ ،‬وال يقتصر ىذا التحميل عمى المقارنات الثقافية لشعوب‬

‫مختمفة بل إلى ثقافة متباينة داخل بمد واحد أو شعب واحد‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الدرس ‪06‬‬

‫النص وتعريفاته‬

‫تعددت تعريفات النص في المعاجـ العربية رغـ تقارب المعاني‬

‫واتفاقيا أحيانا‪ ،‬ومما زاد األمر اختبلفا تعدد ترجمات المصطمح‬

‫األجنبي إلى المغة العربية‪ .‬وفيما يمي توضيح لذلؾ‪:‬‬

‫النص في المعاجم العربية‪:‬‬

‫* جاء في لساف العرب في مادة (نصص) عدة معاف لمنص‪:‬‬

‫‪ -1‬األول‪ :‬الظهور والبيان‪:‬‬

‫«النص رفعؾ الشيء‪ -‬نص الحديث‬ ‫يقوؿ ابف منظور‪:‬‬

‫ينصو نصا‪ ،‬رفعو‪ ،‬وكل ما أظير فقد نص»‬

‫‪38‬‬
‫‪ -2‬الثاني‪ :‬الرفط والتحريك‪:‬‬

‫في قولو « نص المناع نص جعل بعضو عمى بعض‪ ،‬الدابة‬

‫بنصيا نص‪ ،‬رفعيا في السير»‬

‫‪ -3‬الثالث‪ :‬الشدة والوصول بالشيء إلى أقصى غايته‪:‬‬

‫«وأصل النص أقصى الشيء وغايتو‪ ،‬ثـ سمي بو ضرب مف‬

‫السير السريع»‬

‫‪ -4‬الرابط‪ :‬االستقصاء والبحث عما جهل‪:‬‬

‫« ونص الرجل نصا إذا سألو عف شيء حتى يستقصي ما‬

‫عنده»‬

‫‪ -5‬الخامس‪ :‬االستقامة واالستواء‪:‬‬

‫انتص الشيء وانتصب إذا استوى واستقاـ »‬


‫« و َّم‬

‫* وأورد الزبيدي في تاج العروس المعاني نفسيا الواردة في لساف‬

‫العرب إال أنو اختص ببعض المعاني التي نوردىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -1‬التوفيق والتعيين ‪:‬‬

‫وكل ذلؾ مجاز مف النص بمعنى الرفع والظيور‬

‫‪ -2‬االزدحام‪:‬‬

‫تناص القوـ‪ :‬ازدحموا وىو مأخوذ مف قوليـ‪ :‬نص المناع‬


‫َّم‬

‫بنصو نصا إذا جعل بعضو عمى بعض وعمى الرغـ مف أف كتب‬

‫القدماء ليـ تتضمف تعريفا مقننا لمنص إال أف إشارات كثيرة تؤكد أف‬

‫فيميـ لمنص لـ تكف بعيدة عما جاء بو المحدثوف‬

‫* أما الفيروزبادي في القاموس المحيب فقد انتيى إلى أف معنى‬

‫النص عموما ىو ‪ :‬المنتهى واالكتمال‪.‬‬

‫* بناء عمى ما سبق يرى دمحم الصغير بنابي بأف‪ « :‬النص (نص‬

‫الحقااق) ىو المنتيى‪ ،‬أي االكتماؿ والقدرة والنضج »‪.‬‬

‫ومف ىنا نستنتج أف أكثر ما تدؿ عميو ىذه الكممة لغويا ىو‬

‫الظيور والوضوح واالكتماؿ‪ ،‬وىو المعنى تقريبا انتقل بو مفيوـ النص‬

‫‪40‬‬
‫إلى مجاؿ عمـ األصوؿ إذ يعني في كتب التفسير‪ « :‬ماال يحتمل إال‬

‫معنى واحدا أو ما ال يحتمل التأويل»‬

‫النص في الثقافة الغربية‪:‬‬

‫ىو نسيج لفظي أو مكتوب في شكل جمل وفقرات و متواليات‬

‫مترابطة ومتراصة‪ ،‬ومتسقة ومنسجمة خاضعة لمجموعة مف القواعد‬

‫النحوية والصرفية والصوتية والمعجمية‪.‬‬

‫‪ -‬وتعد (جوليا كريستيفا) النص ممارسة سيميولوجية معقدة ( أي‬

‫مجموعة مف العبلمات)‪ ،‬وىو ظاىرة ميتالغوية ( أي تتعدى المغة إلى‬

‫رموز وعبلمات أخرى) وىو ال ينحصر في المغة‪ ،‬بل يكشف العبلقة‬

‫بيف الكممات التواصمية‬

‫‪ -‬أما ( روالف بارت) فيركز عمى عممية القراءة ( جانب المتمقي)‬

‫فيرى أف النص عبارة عف نموذج يعطي لمكبلـ طاقتو اإلنتاجية بعد أف‬

‫كاف نظاما مختزنا ال قيمو‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬أما (ىاليداي ورقية حسف) فرؤيتيما لمفيوـ النص مبنية عمى‬

‫فكرة التماسؾ أو االرتباط حيث « تشكل كل متتالية مف الجمل نصا‪،‬‬

‫شريطة أف تكوف بيف ىذه الجمل عبلقات تتـ بيف عنصر وآخر و أرد‬

‫في جممة سابقة أو جممة الحقة»‬

‫‪ -‬و يعمد (بوؿ وبراوف) إلى تعريف بسيب ىو‪ (:‬النص تسجيل‬

‫لحدث تواصمي) ولكنيما راجعا ىذا التعريف عندما سعا عدد مف‬

‫الكتاب إلى تفسير أكثر ضبطا وأكثر تقنية حيث اىتموا بمبادئ الترابب‬

‫( الفصل والوصل) التي تربب أجزاء النص بعضيا ببعض‪.‬‬

‫*التفريق بين النص والخطاب‪:‬‬

‫‪ )Texte‬والخطاب‬ ‫ىناؾ مشكل يتعمق بالفرؽ بيف النص (‬

‫(‪ )Discours‬فيل ىما بمعنى واحد أـ أف ىناؾ اختبلؼ؟‬

‫‪ -‬ىناؾ مف الباحثيف مف يرادؼ بيف النص والخطاب غير أف‬

‫ىناؾ مف يفرؽ بينيما بشكل دقيق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫فالخطاب مرتبب بالتمفظ والسياؽ التواصمي في حيف يتميز النص‬

‫بكونو مجردا عف ىذا السياؽ بشكل كمي‪.‬‬

‫وقد ميز جوف ميشاؿ آداـ‪ ،‬بينيما بشكل رياضي‪:‬‬

‫الخطاب = النص ‪ +‬ظروف اإلنتاج‬

‫النص = الخطاب ‪ -‬ظروف اإلنتاج‬

‫‪43‬‬
‫الدرس ‪07‬‬

‫إشكالية تطبيق تصنيف النصوص ‪01‬‬

‫تعد مسألة تصنيف النصوص إشكالية قاامة بذاتيا بيف عمماء‬

‫النص وعمماء تدريس المغات‪.‬‬

‫بذلت محاوالت عديدة لتصنيف النصوص وتبياف التداخل الموجودة‬

‫بينيما‪ ،‬فمف الدارسيف مف أعطى األىمية لمشكل‪ ،‬فمنيـ مف أعطاىا‬

‫لممحتوى‪ ،‬ومف ىنا اتجو التحديد إلى التركيز عمى عامل داخمي أو‬

‫عامل خارجي‪ ،‬بل لوحظ الميل إلى ضرورة التوفيق بينيما في بعض‬

‫االتجاىات النصية‪.‬‬

‫‪ -‬بعض نماذج التصنيف‪ :‬توجد تصنيفات كثيرة منيا‪:‬‬

‫أ‪ /‬تصنيف جمنس (‪:)glenz‬‬

‫‪44‬‬
‫قدـ (جمنس) تصو ار يقوـ عمى أساس تواصمي داللي يبرز‬

‫الوظيفة األساسية أو مفيوميا‪ ،‬يندرج تحت مجموعة األشكاؿ النصية‬

‫المشتركة في الوظيفة المحددة ومنو يمكف أف تكوف أنماط النص‬

‫الرايسية كما يمي‪:‬‬

‫‪ /1‬نصوص ربب (وعد‪ ،‬عقد‪ ،‬قانوف‪ ،‬إرثا‪ ،‬أمر‪)...‬‬

‫‪ /2‬نصوص إرشاد (التماس‪ ،‬دفاع‪ ،‬خطاب سياسي‪ ،‬نصوص‬

‫تعاليـ و إرشادات‪)...‬‬

‫‪ /3‬نصوص اختزاف (مبلحضات‪ ،‬فيرس‪ ،‬دليل ىاتف‪ ،‬يوميات‪،‬‬

‫مسودات‪)...‬‬

‫‪ /4‬نصوص ال تنشر عبلنية (تقرير‪ ،‬رسالة‪ ،‬بطاقة‪)...‬‬

‫‪ /5‬نصوص تنشر عبلنية (خبر‪ ،‬كتاب‪ ،‬دراسة‪ ،‬رواية‪ ،‬قصة‪،‬‬

‫مسرحية‪ ،‬شعر‪)...‬‬

‫وبيذا تراعي النظرية النصية كل أشكاؿ التواصل دوف تمييز مف‬

‫خبلؿ تصور (جمنس)‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ب‪ /‬تصنيف إيجنفايمد (‪:)Eigenwald‬‬

‫قد إيجنفاليد التصنيف التالي‪:‬‬

‫‪ /1‬نص صحفي (نص خبري‪ ،‬تقرير‪ ،‬افتتاحية‪ ،‬تعميق)‬

‫‪ /2‬نص اقتصادي ( الجزء االقتصادي في جريدة أو مجمة)‬

‫‪ /3‬نص سياسي (خطبة سياسية‪ ،‬قرار‪ ،‬منشور‪ ،‬بياف)‬

‫‪ /4‬نص قانوني (رسالة محاـ‪ ،‬نص دستوري‪ ،‬حكـ قضااي‪ ،‬نص‬

‫معاىدة‪)...‬‬

‫‪ /5‬نص عممي (نص مف العموـ الطبيعية‪ ،‬نص مف العموـ‬

‫االجتماعية) يبدو مما سبق أف صاحب التصنيف أراد أف يحصر‬

‫تصنيف النصوص والمحادثات بحسب مجاالت النشاط الممارس‬

‫ووظيفة النص ومجاالت المحادثة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الدرس ‪08‬‬

‫إشكالية تطبيق تصنيف النصوص ‪02‬‬

‫رأينا في المحاضرة السابقة تصنيفيف مف أىـ التصانيف لجروسيو‬

‫وايجنفايمد‪ ،‬ووجيت لكل منيما مآخذ يحاوؿ البلحقوف تصويبيا‪.‬‬

‫واليؾ فيما يمي تصنيفيف آخريف‪:‬‬

‫ج‪ /‬تصنيف جروسية (‪:)Grosse‬‬

‫والذي قدـ التصنيف اآلتي‪:‬‬

‫األمثمة‬ ‫وظيفة النص‬ ‫فئة النص‬

‫القوانيف‪،‬الموااح‪،‬التوكيبلت‪،‬‬ ‫وظيفة معيارية‬ ‫نصوص معيارية‬

‫شيادات الميبلد‪ ،‬وثااق‬

‫الزواج‬

‫‪47‬‬
‫كتابات التيناة‪،‬المواساة‪...‬‬ ‫وظيفة تواصمية‬ ‫نصوص االتصاؿ‬

‫األناشيد الجماعية‬ ‫وظيفة الداللة عمى‬ ‫النصوص الدالة‬

‫مجموعة‬ ‫عمى مجموعة‬

‫قصيدة‪ ،‬رواية‪ ،‬المسرحية‬ ‫وظيفة شعرية‬ ‫نصوص شعرية‬

‫الفكاىية‬

‫اليوميات‪ ،‬سيرة ذاتية‪،‬‬ ‫نصوص قاامة عمى وظيفة ذاتية‬

‫ترجمة‪.‬‬ ‫الذات‬

‫إعبلف‪ ،‬دعاية بضااع‪،‬‬ ‫نصوص قاامة عمى الطمب‬

‫برامج حزينة‪ ،‬تعميق‬ ‫الطمبة‬

‫صحفي‪ ،‬كتابة رجاء أو‬

‫إلتماس‬

‫نصوص تقوـ بوظااف‬ ‫وظيفتاف مؤثرتاف‬ ‫فاة التحوؿ‬

‫طمبتو ونقل المعمومات‬ ‫لقدر نفسو‬

‫الخبر‪ ،‬التنبؤ‬ ‫نقل المعمومات‬ ‫نصوص قاامة‬

‫بالطقس‪ ،‬النص العممي‬ ‫عمى الخبر‬

‫‪48‬‬
‫الموضعي‬

‫يركز ىذا التطبيق عمى الوظيفة التي يؤدييا النص‪ ،‬فيي التي‬

‫تحدد الفاة االجتماعية التي يوجو إلييا‪ ،‬ذلؾ يبدو وغير كاؼ ألف‬

‫الوظيفة يصعب حضرىا في نص دوف آخر‪ ،‬فالوظيفة الشعرية مثبل‬

‫ال تتعمق بالنصوص الشعرية فحسب‪ ،‬وأف الرواية والمسرحية نوعاف‬

‫مستقبلف يختمفاف عف الشعر حيث الخصوصية عمى مستوى البنية‬

‫والداللة‪.‬‬

‫ثـ لماذا المسرحية الفكاىية دوف غيرىا مف المسرحيات؟‬

‫أما وظيفة التواصل فبل تقتصر عمى التيياة والمواساة فقب و إنما‬

‫تتوفر في جميع األنواع الواردة في الجدوؿ‪ ،‬وعميو فإف ىذا التصنيف‬

‫يفتقر إلى مطمب منيجي ىو خاصية التجانس كسابقو‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫د‪ /‬اقتراح بشير إبرير‪:‬‬

‫يقترح الدكتور بشير إبرير التصنيف اآلتي‪:‬‬

‫‪ /1‬نصوص أدبية‪:‬‬

‫وتشمل األنواع األدبية المتعارؼ عمييا مف شعر ورواية وقصة‬

‫وسرد و أوصاؼ‪ ،‬وتتميز بمغتيا المبدعة الراحمة بيف الدالالت‬

‫المختمفة‪ ،‬لذلؾ تتعدد قراءتيا وتتسع لوجوه التأويل كما تتميز بطاقة‬

‫قاامة لموصف الذي ينتج لمقارئ المتعمـ تصور األماكف وتمثيميا‬

‫بعناصرىا المشكمة لمنص (أشخاص‪ /‬حيوانات‪ /‬أشياء‪ )...‬الكبلـ‪،‬‬

‫وتعتمد عمى استعماؿ الرمز‪ ،‬وتميل إلى التمميح دوف التصريح‪،‬‬

‫واإلبياـ دوف اإلفصاح‪...‬إلخ‬

‫‪ /2‬نصوص عممية‪:‬‬

‫يتميز النص العممي بكونو يقدـ حقيقة ال اختبلؼ فييا بيف‬

‫الناس‪ -‬حقيقة عممية ثابتو ال تخضع لممعايير الفردية الخاصة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫يعتمد النص العممي عمى وصف الواقع واألشياء وصفا مباش ار‬

‫دقيقا‪ ،‬لذلؾ فيو ييتـ بالغة مف حيث المصطمح ال مف حيث‬

‫المفردات‪.‬‬

‫‪ -‬ومف مميزات النص العممي أف معجمو خاؿ مف اإليحاء وال‬

‫يقبل المشترؾ المفظي والترادؼ وداللتو محددة ال مجاز فييا (ألف‬

‫الكتابة العممية الجيدة ىي التقديـ المختص والمركز عمى معرفة‬

‫معمومة متعمقة بموضوع عممي) ونستمد ىذا النوع مف النصوص مف‬

‫الموضوعات العممية والمغوية والمجبلت المتخصصة‪.‬‬

‫‪ /3‬نصوص إعالمية‪:‬‬

‫تتمثل في الصحافة واإلشيار‪ ،‬ونستمدىا مف المكتبات واألكشاؾ‬

‫والمراكز الثقافية‪ ،‬وتستند عمى مؤشرات مراية مثل العناويف وأنواع‬

‫الطباعة وتتوجو لمجماىير لتمكنيا مف الفيـ اإلجمالي لؤلحداث‪.‬‬

‫‪ /4‬نصوص حجاجية برهانية‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫يعد النص البرىاني الحجاجي نوعا ميما مف أنواع النصوص التي‬

‫وصمت الدراسات بشأنو إلى نتااج ميمة‪ .‬وتعد األبحاث حوؿ ىذا‬

‫النوع امتدادا لمموروث الببلغي‪ ،‬فيو حقل دراسي جديد ثـ استثماره في‬

‫دراسة النصوص األجنبية‪ ،‬بينما تفتقد العربية ليذا النوع مف الدراسات‬

‫بالرغـ مف تنوع نصوصيا‪.‬‬

‫إف اليدؼ مف النصوص البرىانية الحجاجية ىو اإلقناع‪ ،‬وحمل‬

‫المخاطب عمى االعتقاد بالرأي والتأثير عميو بتقديـ أدلة وبراىيف‬

‫مختمفة‪ .‬ومما تجدر اإلثارة إليو ىو أف البرىنة والمحاججة موجودة في‬

‫مختمف الخطابات بما في ذلؾ الخطاب اليومي المتداوؿ‪.‬‬

‫يستعمل صاحب النص الحجاجي في مخاطبة سامعو أو قاراو‬

‫بغية اإلقناع‪ ،‬عدة كممات وروابب لتنظيـ التفكير مثل‪ :‬ومع ذلؾ ‪ /‬مع‬

‫أف‪ /‬إذف‪ /‬حيناذ‪ /‬عمى حيف‪/‬ىكذا‪ /‬عمى سبيل المثاؿ‪ /‬مف أجل ذلؾ‪/‬‬

‫والدليل عمى ذلؾ‪ /‬ومنو‪...‬‬

‫‪ /5‬نصوص وظيفية‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫يقصد بيا النصوص المتعمقة بأداء وظااف مختمفة أو تنفيذىا‬

‫مثل الوظااف اإلدارية والتقارير التعميمات‪ ،‬ويستعمل ىذا النمب كثي ار‬

‫في مجاالت الحياة اليومية‪ .‬مثل‪ :‬الق اررات والتعميمات والتماريف‬

‫المدرسية‪ ،‬و االشياريات‪...‬الخ‪ ،‬ويتميز غالبا بالوضوح والدقة‬

‫والموضوعية‪...‬إلخ‪.‬‬

‫مبلحظات‪:‬‬

‫يقدـ الدكتور بشير إبرير مجموعة مبلحظات إثر ىذا التصنيف‬

‫أىميا‪:‬‬

‫* ال نجد نصا يدور حوؿ نوع محدد وواحد فقب‬

‫* الوصف موجود في أغمب أنواع النصوص‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الدرس ‪09‬‬

‫المحادثة وتحميمها‬

‫* مقدمة‪:‬‬

‫لقد بدأت رؤية المحادثة في صورة عمل بتعريف السموكييف ليا‬

‫بأنيا جمع بيف مثير واستجابة‪ ،‬ثـ حل محل ىذه النظرة الضيقة بحث‬

‫في تبادؿ األدوار وما يشتمل عميو مف نظرة إلى العمل الحواري بما‬

‫فيو مف فعل ورد فعل بوصفيما مكونيف لنظاـ الحديث‪ ،‬وقد عمل‬

‫عمماء االجتماع في ىذا الصدد مف أجل إيضاح الطرؽ التي يختار‬

‫الناس بيا أو يمنح بعضيـ بعضا أدوار التكمـ في المحادثة‪ ،‬ثـ جرى‬

‫في اآلونة األخيرة بحث في أعماؿ المحادثة مف وجية نظر الكيفية‬

‫التي يتـ بيا التخطيب لوصوؿ الناس إلى أغراضيـ بيذه األعماؿ‪.‬‬

‫‪ /1‬مفهوم المحادثة‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫المحادثة عمى صيغة (المفاعمة) في المغة العربية‪ ،‬وىي تفاعل‬

‫كبلمي يشترط فييا‪( :‬تحقق الفعل المغوي المقصود مف جميع‬

‫المحادثيف فيكوف كل طرؼ { فاعال ومفعوال به} فً اآلن نفسه) وىي‬

‫تواصل شفوي تتوزع فيو أدوار الكبلـ‪ ،‬ويتـ فيو تجاذب أطراؼ الحديث‬

‫بيف طرفيف أو أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬ويرجع اىتماـ الباحثيف بتحميل المحادثة إلى كونيا (تصور شكل‬

‫التفاعل المغوي تصوي ار رااعا‪ ،‬شكبل يتفاعل مف خبللو المشاركوف في‬

‫الفعل وفق سياؽ محدد تفاعبل مباشرا‪ ،‬ومف ثمو يجروف نشاطا منظما‬

‫تعاونيا) باإلضافة إلى كوف المحادثة ىي الشكل األصمي لمنشاط‬

‫المغوي‪ ،‬وتؤدي وظيفة صانع النموذج والموجو لكل أشكاؿ النشاط‬

‫المغوي األخرى‪.‬‬

‫* يدافع جاؾ موشبلر في دراستو لممحادثة وأساليب تحميميا عف‬

‫فرضية مفادىا (أف المحادثة معرضو لمتطمبات عمى مستويات مختمفة‬

‫{ التفاعلً‪ /‬البنوي‪ /‬التسلسلً} للتبادالت التً تشكلها‪ ،‬وأن وجود‬


‫التفاعل بٌن هذه المتطلبات هو المسؤول عن بنٌة المحادثة)‬

‫‪55‬‬
‫* ويؤكد فاف دايؾ ( أف الحديث ىو الشكل الوحيد لمتفاعل الفعمي‬

‫ويتقدـ عمى أشكاؿ أخرى لمكبلـ)‬

‫* وتستعمل المحادثة حسب (مانقو) لمداللة عمى نوع الخطاب‬

‫الشفوي‪ ،‬بيف أفراد متساووف نسبيا في المنزلة حيث يكوف التبادؿ‬

‫الكبلمي ح ار‪.‬‬

‫* يميز فاف دايؾ بيف الحديث والمحادثة المستعمبلف كمترادفيف‬

‫غالبا‪ ،‬حيث أف المحادثة وحدة تفاعل اجتماعية وتحدد ارتباطا بالسياؽ‬

‫االجتماعي في حيف يعد الحديث تجريدا لغويا‪.‬‬

‫‪ /2‬سمات المحادثة‪:‬‬

‫يحدد (فييفجر) بعض سمات المحادثة فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬نشاط لغوي بيف مشاركيف اثنيف عمى األقل‪.‬‬

‫‪ -‬البد مف توفر شرط تناوب األدوار بيف المتكمميف‪.‬‬

‫* يعتبر فاف دايؾ األدوار وحدات أساسية وظيفة مميزة لممحادثة‬

‫تترابب لتظير في شكل تتابعات المنطوؽ والفعل الكبلمي لمتحدثيف‬

‫‪56‬‬
‫متتالييف‪ ،‬في حيف يذكر سمتيف أخرييف ىما في نظر (فييفجر) غير‬

‫موضوعيتيف‪( :‬الزماف والمكاف‪ /‬وجيا لوجو)‪ .‬حيث ىما غير جوىرييف‬

‫ألف ىناؾ وساال تقنية كالتمفوف قد لبا توفر ىذه السمات‪.‬‬

‫‪ /3‬مكونات المحادثة‪:‬‬

‫حاوؿ المتخصصوف أف يحددوا المكونات األساسية لممحادثة‪،‬‬

‫لكنيـ اختمفوا في حصر ىذه المكونات‪ ،‬إذ نجد كل مف (إدي رولي‪/‬‬

‫وجاؾ موشبلر) يحصراف ىذه المكونات في عناصر ثبلثة وىي‬

‫(التبادؿ‪ /‬التدخل‪ /‬الفعل الكبلمي) واذ يرى جاؾ موشبلر أف تحديد‬

‫نموذج تسمسمي وظيفي لممحادثة يفترض شيايف‪:‬‬

‫‪ -‬تحميل المحادثة بواسطة نظاـ مف وحدات ذات نسق تتابعي‬

‫‪ -‬العبلقات التي تربب ىذه الوحدات ذات طبيعة وظيفة كما يرى‬

‫أف فكرة النموذج التتابعي والوظيفي لممحادثة ليس جديدا مف وجية‬

‫نظر المسانيات النظرية‪ .‬لكف الجديد ىو التعريف بوحدات النسق‬

‫التخاطبي وبمختمف العبلقات الوظيفية والتداولية بيف ىذه الوحدات‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫* أما (أركيوني) فيرى أف الوحدات األكثر تبلؤما لوصف تنظيـ‬

‫المحادثات تتمثل في‪( :‬التفاعل‪ /‬التبادؿ‪ /‬المتواليو‪ /‬التدخل‪ /‬أفعاؿ‬

‫الكبلـ)‪ .‬فيشكل كل مف (التفاعل‪ /‬التبادؿ‪ /‬المتوالية) وحدات الحوار‪.‬‬

‫أما (التدخل‪ /‬أفعاؿ الكبلـ) فيي وحدات مكونة لممونولوج أي (أحادي‬

‫الكبلـ)‪.‬‬

‫‪ -‬تتناسق أفعاؿ الكبلـ لتشكل تدخبلت ىذه األفعاؿ‪ ،‬والتدخبلت‬

‫ينتجيا المتكمـ بمفرده‪ ،‬وبمجرد أف يتدخل متكمماف عمى األقل‪،‬‬

‫فالمسألة تتعمق بالتبادؿ‪ ،‬ثـ تتناسق التبادالت لتشكل متواليات لتشكل‬

‫تفاعبلت‪ ،‬وتعرؼ المكونات السابقة كما يمي‪:‬‬

‫* التفاعل‪:‬‬

‫صورة مف صور التواصل‪ ،‬وىو التأثير المتبادؿ بيف المشاركيف‬

‫في عممية التحدث‪ ،‬ويعتبر الوحدة الكبرى في تتابع المحادثة يتألف‬

‫مف متواليات ويتشكل عبر ثبلث مراحل متتالية (االفتتاح‪ /‬الموضوع‪/‬‬

‫‪58‬‬
‫االختتاـ) وتعتبر المرحمتاف (األولى والثانية) ميتميف إلدراؾ مدى‬

‫تحقيق المشاركيف في المحادثة لبنيات تفاعمية‪.‬‬

‫* المتوالية‪:‬‬

‫كتمة مف التبادالت تربطيا درجة قوية مف االنسجاـ الداللي‬

‫والتداولي‪ ،‬ومعظـ التفاعبلت تجري كتالي‪( :‬متوالية االفتتاح‪ /‬ىيكل‬

‫التفاعل‪ /‬متوالية االختتاـ)‪ ،‬وتحمل متوالية االفتتاح وظااف خاصة‬

‫(إحداث تماس نفسي وفيزيااي بيف المتخاطبيف ‪″‬وظٌفة انتباهه‪)″‬‬

‫كعبارات التحية والتصرفات الودية‪...‬إلخ أما االختتاـ فيكوف بكيفية‬

‫تتناغـ مع نياية المقاء مثل (تبرير الذىاب‪ /‬االعتذار‪ /‬تمنيات‪)...‬‬

‫* التبادل‪:‬‬

‫ىو أصغر وحدة حوارية مكونة لمتفاعل‪ ،‬ويميز توغماف نوعيف‬

‫مف التبادالت‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫أ‪ /‬تبادالت تأكيدية‪ :‬المبلامة لتبادالت االفتتاح واالختتاـ تتكوف‬

‫مف تدخبلت ذات طبيعة تعبيرية مثل التحيات مثل‪:‬‬

‫أ ‪-‬السبلـ‬

‫ب‪ -‬وعميكـ السبلـ‪.‬‬

‫أ ‪-‬كيف حالؾ؟‬

‫ب‪ -‬شك ار وأنت‪.‬‬

‫وىذا تبادؿ بسيب وثنااي غالبا‪ ،‬ويختـ بتبني المتحدث‪.‬‬

‫‪ -1‬وىذا يبيف العبلقة االجتماعية واثبات التفاىـ اإليجابي‪.‬‬

‫‪ -2‬سموكا متشابيا لسموؾ المتحدث‪.‬‬

‫ب‪ /‬تبادالت إصالحية‪ :‬يقوـ عمى مبدأ إصبلح إىانة غير معتمده‬

‫مثل ضرب (أ) لػ (ب) عف غير قصد‪:‬‬

‫أ‪ /‬أعتذر منؾ‬

‫ب‪ /‬ال عميؾ ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫وىذا ما يسمح لػ (أ) بإصبلح اإلىانة‬

‫* التد ّخل‪:‬‬

‫أكبر وحدة أحادية مكونة لمتبادؿ‪ ،‬وينتجو متكمـ واحد مع نفسو‪،‬‬

‫ومنو تأخذ المثاؿ اآلتي‪:‬‬

‫‪ /1‬السبلـ عميكـ‪.‬‬

‫‪ /2‬عميكـ السبلـ‪.‬‬

‫‪ /3‬ىل أنت بخير؟‪.‬‬

‫‪ /4‬بخير وأنت؟‪.‬‬

‫وىذه األدوار الكبلمية تتكوف مف ‪ 4‬تبادالت ىي‪:‬‬

‫‪ :2/1 -‬تطابقي مكوف مف تدخميف‪.‬‬

‫‪ 3 -‬وبداية ‪ :4‬تبادؿ تكاممي‪ ،‬سؤاؿ وجواب‪.‬‬

‫‪ -‬نياية ‪ 4‬وبداية ‪ :5‬سؤاؿ وجواب‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬نياية ‪5‬و ‪ :6‬سؤاؿ وجواب‪.‬‬

‫* الفعل الكالمي‪:‬‬

‫ىو أصغر وحدة أحادية الكبلـ (مونولوجية) مكونة لمتدخل‪ ،‬تؤدي‬

‫غرضا تواصميا‪ ،‬مثل‪( :‬أعد‪ /‬أتعيد‪ /‬أعتذر‪ )...‬حيث يعبر المتكمـ عف‬

‫مقاصده‪ ،‬وىذه األفعاؿ تؤدي وظااف اجتماعية مختمفة (االعتذار‪/‬‬

‫االعتراض‪ /‬القبوؿ‪ /‬الوعد‪...‬إلخ)‬

‫‪ -‬وىكذا فإف ميمة تحميل المحادثة تكمف في تقطيعيا إلى‬

‫مكوناتيا‪.‬‬

‫‪ /4‬بنية المحادثة‪:‬‬

‫تنظـ المحادثة عمى مستويف ىما‪:‬‬

‫أ‪ /‬البنية العامة (الكبرر والعميا)‪ :‬غير الباحثوف بيف (أبنية كبرى‪/‬‬

‫أي أبنية كمية داللية) و (أبنية عميا‪ /‬أي أبنية عامة ىيكمية)‬

‫‪ -‬البنية العميا‪ :‬افتتاح المحادثة‪ /‬غرضيا‪ /‬اختتاميا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬البنية الكبرر‪ :‬تكمف في الترابب األفقي بيف المنطوقات واألفعاؿ‬

‫الكبلمية‪.‬‬

‫إف محمل المحادثة يصف البنية الداللية لممنطوقات بالتركيز عمى‬

‫القواعد الكبرى‪.‬‬

‫ب‪ /‬البنية الصغرر لممحادثة‪ :‬يركز التحميل عمى مستوى البنية‬

‫الصغرى عمى المنطوقات المنفردة وعبلقاتيا (أي بالمنطوقات واألفعاؿ‬

‫الكبلمية الخاصة بالمحادثة وبكيفية تنظيميا)‬

‫ويذىب فاف دايؾ إلى أف ىناؾ قواعد تحدد نظاـ المحاثة ويركز‬

‫ىنا عمى (الدور‪ /‬أي التناوب) مف أجل وصف المحادثة حيث يتبادؿ‬

‫المشاركوف األدوار‪ ،‬والدور ىو الوحدة التركيبية التي يساىـ بيا‬

‫المتحدث أثناء التفاعل‪ ،‬وىو حدث ينجزه المتكمـ في التواصل الفعمي‬

‫ومنو فيو وحدة المحادثة‪.‬‬

‫‪ -‬إف الخواص الداللية والتداولية ىي الميمة في المنطوقات ألف‬

‫األمر يدور أساسا في الحديث حوؿ المعنى و وظيفة التفاعل‬

‫التواصمي‪ ،‬و باعتبار أف ىذه األدوار أفعاؿ كبلمية متتالية يجب أف‬

‫‪63‬‬
‫تتحقق اإلحالة بيف فعل كبلمي وآخر‪ ،‬وتسمى ثناايات الفعل التي‬

‫تترابب ثناايا‪ ،‬بػ ‪:‬‬

‫(سؤاؿ‪ /‬جواب‪ -‬تحية‪ /‬رد‪ -‬تيناة‪/‬‬ ‫(ثناايات متجاورة)‬

‫شكر‪ -‬عرض‪ /‬رفض‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫إلى جانب التفسير التداولي‪ ،‬ال نغفل البنية االجتماعية وتأثيرىا في‬

‫ترابب الحديث‪ ،‬وتأثير المتحدث في مجرى الحديث بسمطتو ودرجتو‪...‬‬

‫‪64‬‬
‫الدرس ‪10‬‬

‫النصية ومعاييرها‬

‫‪-1‬االتساق واالنسجام‬

‫لمنصية سبع معايير ‪ -‬كما أسمفنا سابقا – لكف مف أىـ معاييرىا‬

‫التي ال يمكف أف يكوف النص نصا إال بيا‪ ،‬معيا ار‪ :‬االتساؽ‬

‫واإلنسجاـ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االتساق‪:‬‬

‫يعد االتساؽ مف أىـ المفاىيـ التي ركزت عمييا لسانيات النص‬

‫وىو مصطمح استعممو (ىاليداي ورقية حسف) لئلشارة إلى مجموعة‬

‫مف الروابب التي تتحكـ في تنضيد الجمل وتماسكيا وترابطيا وتركيبيا‪،‬‬

‫ومف ىنا يحدث االتساؽ‬

‫‪65‬‬
‫‪ /1‬اإلحالة‪:‬‬

‫منيا ما ىو داخل النص ومنيا ما ىو خارجو‪ ،‬تسمى األولى‬

‫نصية والثانية مقامية‪.‬‬

‫أ‪ /‬المقامية‪ :‬التي يحيل فييا المتحدث إلى شيء غير موجود في‬

‫النص‪ ،‬ويمكف أف تسمى اإلحالة الخارجية‪.‬‬

‫ب‪ /‬النصية‪ :‬تصنف حسب موقعيا في النص إلى‪:‬‬

‫* حسب السبق‪ :‬وتنقسـ إلى‪:‬‬

‫‪ -‬إحالة قبمية‪ /‬إحالة بعدية‪.‬‬

‫* حسب المدر‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كاف المحيل والمحاؿ إليو في الجممة نفسيا‪ ،‬فيي إحالة‬

‫قريبة المدى‪.‬‬

‫‪ -‬واف كانا بعيديف فإحالة بعيدة المدى ‪.‬‬

‫‪ /2‬التكرار‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫وىو شكل مف أشكاؿ الترابب المعجمي عمى مستوى النص‪ ،‬وىو‬

‫أنواع‪:‬‬

‫أ‪ /‬التام (المخص)‪ :‬وىو تكرار الكممة لفظا ومعنى‬

‫ب‪ /‬التكرار الجزئي‪ :‬وذلؾ باستخداـ الجذر المغوي استخدامات‬

‫مختمفة مثل‪ ( :‬إذا زلزلت األرض زلزاليا)‬

‫ج‪ /‬تكرار المعنى والمفظ مختمف‪ :‬عاد‪ /‬رجع‪.‬‬

‫د‪ /‬التوازي‪ :‬تكرار البنية مع ممايا بعناصر جديدة مختمفة مثل قولو‬

‫تعالى‪:‬‬

‫الع ِش ِي ُي ِريدو َن َو ْج َه ُه‪،‬‬


‫ين َي ْدعو َن َرَّب ُه ْم ِبال َغداوِة و‬ ‫ِ‬
‫َ ّ‬ ‫(( َوال َت ْطُرِد الذ َ‬

‫ماعَمْي َك ِم ْن ِحسا ِب ِهم ِم ْن َشي ٍء‪َ ،‬وما ِم ْن ِحسا ِب َك َعَمْي ِه ْم ِم ْن َشي ٍء‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫َف َت ْطُرَد ُه ْم َف َتكو َن ِم َن ال ّ‬


‫ظالِ ْ‬
‫مين))‪( .‬األنعاـ ‪)52‬‬

‫‪ /3‬الحذف‪:‬‬

‫ظاىرة نصية عرفيا القدماء‪ ،‬يقوؿ الجرجاني‪ « :‬ىو باب دقيق‬

‫المسمؾ‪ ،‬لطيف المأخذ‪ ،‬عجيب األمر‪ ...‬فإنؾ ترى بو ترؾ الذكر‬

‫‪67‬‬
‫أفصح مف الذكر‪ ،‬والصمت عند اإلفادة أزيد لئلفادة‪ ،‬وتجدؾ أنطق ما‬

‫تكوف إذا لـ تنطق‪ ،‬وأتـ ما تكوف بيانا إذا لـ تبف»‬

‫والحذؼ أشكاؿ ىي‪:‬‬

‫‪ -‬الحذف االسمي‪ :‬ويكوف في األسماء المشتركة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫أي الطريقيف ستأخذ ؟ ىذا ىو األسيل‪.‬‬

‫‪ -‬الحذف الفعمي‪ :‬مثل‪:‬‬

‫فيما كنت تفكر؟ المشكمة التي َّمأرقتني‪.‬‬

‫‪ -‬حذف شبه الجممة‪ :‬مثل‪:‬‬

‫كـ ثمنو؟ عشروف دينا ار‪.‬‬

‫وعرفو دي بوجراند‪« :‬استبعاد العبارات السطحية التي يمكف‬

‫لمحتواىا المفيوـ أف يقوـ في الذىف أو أف يوسع أو أف يعدؿ بواسطة‬

‫العبارات الناقصة»‬

‫‪68‬‬
‫يحقق الحذؼ الترابب مف خبلؿ البحث عما يمؤل الفراغ‪ ،‬وبذلؾ‬

‫يقوـ المتمقي بعممية الربب التمقااي‪.‬‬

‫كقولو تعالى‪َ « :‬ي ْوَم َتَرْوَنها َت ْذ َه ُل ُّك ُّل ُمْر ِض َع ٍة َع َّما أَْر َض َع ْت‪،‬‬

‫اس ُس َك َارر‪» ...‬‬ ‫َوَتَرر َّ‬


‫الن َ‬

‫‪ -4‬الربط (الوصل)‪:‬‬

‫يختمف الوصل (الربب) اختبلفا كميا عف بقية وساال التماسؾ التي‬

‫سبق الكبلـ عنيا‪ ،‬مف حيث وصمو وصبل مباشرا‪ ،‬وتأتي أىمية‬

‫الوصل كوف النص عبارة عف مجموعة مف الجمل أو المتواليات‬

‫المتعاقبة‪.‬‬

‫ويطمق المغويوف عمى أدوات الوصل ( األدوات المنطقية)‪ ،‬وذلؾ‬

‫لدورىا في تحديد أنواع التعالق بيف الجمل‪ ،‬واسياميا في بناء النص‬

‫بناء منطقيا‪.‬‬

‫وقد قسـ (ىاليداي ورقية حسف) الوصل إلى (‪ )4‬أقساـ ىي‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫أ‪ /‬الوصل اإلضافي‪ :‬ومنو يدرؾ المتمقي أف ما في الجممة (‪)2‬‬

‫مضاؼ إلى الجممة (‪ )01‬مثل‪ :‬حضر زيد وعمرو‪.‬‬

‫ب‪ /‬الوصل السببي‪ :‬وىو ربب متتاليتيف تكوف األولى نتيجة و (‪)2‬‬

‫سببا‪:‬‬

‫أكاد أشك فيك وأنت مني‬ ‫أكاد أشك في نفسي ألني‬

‫ج‪ /‬الوصل العكسي‪ :‬وىو رابب يحقق االتساؽ بيف قوؿ في جممة‬

‫سابقة وآخر في جممة الحقة بأداة تفيد العكسية تقوؿ الشاعر‪:‬‬

‫عين الرضا عن كل عيب كميمة‬

‫لكن عين السخط تبدر لك المساوء‬

‫د‪ /‬الربط الزمني‪ :‬فيكوف األدوات الدالة عمى الزمف ( قبل‪ /‬بعد‪/‬‬

‫عمى حيف‪ /‬عندما‪ /‬ثـ‪...‬إلخ)‬

‫‪ /5‬االستبدال‪:‬‬

‫ىو عممية تتـ داخل النص وىو تعويض عنصر داخل النص‬

‫بآخر‪ ،‬وىو بذلؾ لو عبلقة باإلحالة غير أنو يختمف عنيا كونو عمى‬

‫‪70‬‬
‫المستوى المعجمي‪ ،‬بينما اإلحالة عبلقة معنوية ومعظـ حاالت‬

‫االستبداؿ قبمية‪ ،‬أي عبلقة عنصر متأخر بعنصر متقدـ وىذه العبلقة‬

‫تحقق االتساؽ‪.‬‬

‫مثل قولو تعالى‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صُر‬ ‫َح ُد ُهما ِإّني أَراني أ ْ‬
‫َع ُ‬ ‫الس ْج َن َف َت ِ‬
‫يان‪ ،‬قاَل أ َ‬ ‫« َوَد َخ َل َم َع ُه ّ‬

‫َخ ْم ارًا»‬

‫وينقسـ االستبداؿ إلى‪:‬‬

‫أ‪ /‬استبدال اسمي‪ُ :‬ك ّراسي امتؤل‪ ،‬البد أف أقتني آخر‬

‫ب‪ /‬استبدال فعمي‪ :‬ىل يحترـ المتسابق خصومو؟‬

‫ج‪ /‬استبدال قولي‪ :‬ىل يساعد زيد غيره؟ أظف ذلؾ‪.‬‬

‫‪ /6‬التضام‪:‬‬

‫وىو توارد زوج مف الكممات بالفعل أو بالقوة نظ ار الرتباطيما بحكـ‬

‫ىذه العبلقة أو تمؾ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مثل‪ (:‬ما باؿ ىذا الولد يفعل كذا وكذا؟ البنات ال تفعل) ولمتضاـ‬

‫عبلقات ىي‪:‬‬

‫* عالقة التعارض‪ :‬ولد‪ -‬بنت‪ /‬جمس‪ -‬وقف‪ /‬جنوب‪ -‬شماؿ‪.‬‬

‫* عالقة الكل والجزء‪.‬‬

‫* عناصر من نفس القسم العام‪ ( :‬كرسي‪ /‬طاولة‪)...‬‬

‫أوات النص المتسك‬

‫االتساق المعجمً‬ ‫الحذف‬ ‫االستبدال‬ ‫اإلحالة‬

‫التكرار‬ ‫التضام‬ ‫شبه‬ ‫فعلً‬ ‫اسمً‬ ‫فعلً لولً‬ ‫اسمً‬ ‫نصٌة‬ ‫ممامٌة‬
‫الوصل‬ ‫جملة‬ ‫(إحالة إلى‬
‫خارج النص)‬

‫زمنً‬ ‫إضافً سببً‬ ‫عكسً‬ ‫بعدٌة‬ ‫لبٌلة‬


‫(إلى سابك) (إلى الحك)‬

‫‪72‬‬
‫ثانيا‪ :‬االنسجام‪:‬‬

‫مبادئه‪:‬‬

‫‪/1‬السياق‪:‬‬

‫يعتبر مف أىـ الوساال المعتمدة عمييا في دراسة النصوص‪ ،‬وىو‬

‫( مجموعة العناصر الخارجية التي تساعد في نقل المعمومات أو‬

‫تنشيب التفاعل بيف المرسل والمتمقي) فكل جممة تحتاج إلى سياؽ‪.‬‬

‫ومف ىنا يظير أف السياؽ يشكل مف عبلقة النص بالقارئ أو‬

‫المتمقي‪ ،‬لذلؾ كانت لو أىمية كبرى في انسجاـ النص‪.‬‬

‫والسياؽ عند ( يوؿ وبراوف) يتشكل مف ( المتكمـ‪ /‬الكاتب‪،‬‬

‫السامع‪ /‬القارئ‪ ،‬الزماف‪ -‬المكاف)‬

‫‪ /2‬مبدأ التأويل المحمي‪:‬‬

‫ويرتبب بما يمكف أف يعتبر تقييدا لمطاقة التأويمية لدى المتمقي‬

‫باعتماده عمى خصااص السياؽ كما أنو مبدأ متعمق بكيفية تحديد‬

‫الفترة الزمانية في تأويل مؤثر زمني مثل‪ ( :‬اآلف) أو المظاىر‬

‫‪73‬‬
‫المبلامة لشخص محاؿ إليو باالسـ ( دمحم) مثبل‪ ،‬ويقتضي ىذا وجود‬

‫مبادئ لدى المتمقي تجعمو قاد ار عمى تحديد تأويل مبلاـ ومعقوؿ ومف‬

‫ىنا يتضح أف ىذا المبدأ المتمقي مقيدا بالمفيوـ الذي بني عميو النص‪،‬‬

‫كما يجب أف يتقيد بالسياؽ‪ ،‬ويستبعد كل تأويل ال ينسجـ مع أفكار‬

‫النص‪.‬‬

‫‪ /3‬مبدأ التشابه والمماثمة‪:‬‬

‫يقوـ ىذا المبدأ بدور ىاـ في انسجاـ النص‪ ،‬ألف تعود المتمقي‬

‫عمى مجموعة مف النصوص والخطابات‪ ،‬وامتبلؾ قواعدىا وأسسيا‬

‫وخصااصيا تدفعو إلى تطبيق ماتخزف لديو مف نصوص متشابية أو‬

‫مماثمة عمى النصوص الجديدة‪.‬‬

‫نصا ما إذا كانت خصااصو الذاتية ( ‪+‬‬


‫يقوؿ دمحم مفتاح‪ « :‬إف ً‬

‫أ‪ ،‬ب‪ + ،‬ج‪ + ،‬د‪ )...‬ونصا آخر خصااصو الذاتية ( ‪ +‬أ‪ ،‬ج‪+ ،‬‬

‫د‪ )...‬فإف العبلقة بينيما ىي عبلقة مماثمة‪ ،‬إذ ال تَْف ُر ُؽ بينيما إال‬

‫خاصية ذاتية واحدة ىي ( ‪ +‬ب) أما إذا كانت الخصااص الذاتية‬

‫‪74‬‬
‫لنص ما ( ‪ +‬أ‪ + ،‬ب‪ + ،‬ج ‪ )...‬وكانت الخصااص الذاتية آلخرىا‬

‫( ‪ +‬ب‪ + ،‬ص‪ + ،‬ؾ‪ )...‬فإف العبلقة بينيما ىي عبلقة المشابية‪ ،‬إذ‬

‫ليست ىناؾ إال خاصية متراكمة واحدة‪ ،‬وبناء عمى ىذا التحميل‬

‫الوصفي القااـ عمى المماثمة والمشابية‪ ،‬فإف الباحث يحكـ عمى درجة‬

‫العبلقة بيف النصوص »‬

‫‪ /4‬مبدأ التغريض‪:‬‬

‫ويعد الوسيمة األساسية لخاصية االنسجاـ‪ ،‬ويعرفو ( بوؿ و‬

‫براوف) بأنو ‪ « :‬نقطة بداية قوؿ ما »‪ ،‬ومنو فالتغريض ىو كل ما‬

‫وقع في صدر الكبلـ و كل ما قيل في أولو لذلؾ فإف نقطة بداية أي‬

‫نص تكمف في عنوانو أو الجممة األولى‪.‬‬

‫* عمميات االنسجام‪:‬‬

‫‪ -‬المعرفة الخمفية‪.‬‬

‫‪ -‬األطر‪ ،‬المدونات‪ ،‬السيناريوىات‪ ،‬الخطاطات‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬العنواف‪.‬‬

‫‪ -‬االستدالؿ‪.‬‬

‫* المعرفة الخمفية‪ :‬الحوارية التناصية وتخزيف المكتسبات في‬

‫الذاكرة وتراكـ المعارؼ والتجارب‪ ،‬ألف المتمقي ال يستقبل النص وىو‬

‫خالي الذىف‪.‬‬

‫* األطر‪ ،‬المدونات‪ ،‬السيناريوهات‪ ،‬الخطاطات‪:‬‬

‫‪ -‬األطر‪ :‬شبكة مف العبلقات يكوف مستواىا النموذجي األوؿ‬

‫مطابقا ألحداث ثابتة‪ ،‬متعمقة بأوضاع نموذجية وشبكة دنيا ىي‬

‫تحققات لتمؾ الشبكة‪.‬‬

‫‪ -‬المدونات‪ :‬ترتكز عمى متواليات األحداث التي تصف وضعية‬

‫ما‪ ،‬وىي متتالية ثابتة مف األحداث التي تصف وضعا أي توالي‬

‫العبلقات الزمانية والمكانية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬السيناريو‪ :‬ويسمى الحوارات ويتسـ بالتتابع والتتالي ويتضمف‬

‫أيضا الفراغات التي تتعمق ببعض العناصر المشكمة لموضعية والتي‬

‫يسيل عمى القارئ فيميا‪.‬‬

‫‪ -‬الخطاطات‪ :‬وىي شبيية بالمدونات‪ ،‬إذ يعني كل منيما التتابع‬

‫والترابب‪ ،‬وىي عبلمات انسجاـ الخطاب‪.‬‬

‫* العنوان‪ :‬وىو عتبة النص‪ ،‬حيث يمد القارئ بزاد ثميف ليفكؾ‬

‫النص وفيـ الغامض منو‪ ،‬ويشكل العنواف خطابا أو نصا مستقبل في‬

‫ذاتو‪ ،‬وكل ما تبله فيو شرح و توضيح لو وتفصيل لجزاياتو‪.‬‬

‫* االستدالل‪ :‬قد يمجأ القارئ في إطار عمميات االنسجاـ إلى‬

‫االستدالؿ باالنتقاؿ مف المعنى الحرفي إلى تحديد مقصديات الكاتب‬

‫ونواياه التداولية ويتطمب كل استدالؿ وقتا إضافيا في المعالجة ويسمى‬

‫ذلؾ باالفتراض التجسيري الذي يعد رابطا مفقودا‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫المراجع المعتمدة‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد عفيفي‪ ،‬نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي‪ ،‬مكتبة‬

‫زىراء الشرؽ القاىرة‪ ،‬ط ‪2001 ،1‬‬

‫‪ -‬أحمد مداس‪ ،‬لسانيات النص نحو منيج لتحميل الخطاب الشعري‪،‬‬

‫عالـ الكتب الحديث‪ ،‬ط‪2009 ،2‬‬

‫‪ -‬األزىر الزناد‪ ،‬نسيج النص‪ ،‬المركز الثقافي العربي المغرب‪ ،‬د ط‪،‬‬

‫‪1993‬‬

‫‪ -‬بشير إبرير‪ ،‬تعميمية النصوص بيف النظرية والتطبيق‪ ،‬عالـ الكتب‬

‫الحديث األردف‪ ،‬د ط‪2007 ،‬‬

‫‪ -‬جوليا كريسطيفا‪ ،‬عمـ النص‪ ،‬ترجمة فريد الزاىي‪ ،‬دار توبقاؿ‬

‫المغرب‪ ،‬ط ‪2014 ،3‬‬

‫‪ -‬روبيرت ديبوجراند‪ ،‬النص والخطاب واإلجراء‪ ،‬ترجمة تماـ حساف‪،‬‬

‫عالـ الكتب القاىرة‪ ،‬ط ‪1998 ،1‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬سعيد حسف بحيري‪ ،‬عمـ لغة النص المفاىيـ واالتجاىات‪ ،‬مكتبة‬

‫لبناف ناشروف‪ ،‬الشركة المصرية العالمية لمنشر لونجماف‪ ،‬ط ‪،1‬‬

‫‪1997‬‬

‫‪ -‬صبحي إبراىيـ الفقي‪ ،‬عمـ المغة النصي بيف النظرية والتطبيق‪ ،‬دار‬

‫قباء لمطباعة والنشر والتوزيع القاىرة‪ ،‬ط ‪2000 ،1‬‬

‫‪ -‬فاف دايؾ‪ ،‬عمـ النص مدخل متداخل االختصاصات‪ ،‬ترجمة سعيد‬

‫حسف بحيري‪ ،‬دار القاىرة لمكتاب مصر‪ ،‬ط ‪2001 ،1‬‬

‫‪ -‬فاف دايؾ‪ ،‬النص والسياؽ‪ ،‬ترجمة عبد القادر قنيني‪ ،‬أفريقيا الشرؽ‬

‫المغرب‪ ،‬د ط‪ -2000 ،‬فولفانج ىاينو مف‪ ،‬ديتر فييفيجر‪ ،‬ترجمة‬

‫فالح بف شبيب العجمي‪ ،‬النشر العممي والمطابع جامعة الممؾ سعود‪،‬‬

‫السعودية‪ ،‬د ط‪1999 ،‬‬

‫‪ -‬كريستيف آدمتسيؾ‪ ،‬لسانيات النص عرض تأسيسي‪ ،‬ترجمة سعيد‬

‫حسف بحيري‪ ،‬مكتبة زىراء الشرؽ القاىرة‪ ،‬ط ‪2009 ،1‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬كبلوس برينكر‪ ،‬التحميل المغوي لمنص مدخل إلى المفاىيـ األساسية‬

‫والمناىج‪ ،‬ترجمة سعيد حسف بحيري‪ ،‬مؤسسة المختار لمنشر والتوزيع‬

‫مصر‪ ،‬ط ‪2005 ،1‬‬

‫‪ -‬دمحم األخضر الصبيحي‪ ،‬مدخل إلى عمـ النص ومجاالت تطبيقو‪،‬‬

‫منشورات االختبلؼ الجزاار‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت‬

‫‪ -‬دمحم خطابي‪ ،‬لسانيات النص مدخل إلى انسجاـ الخطاب‪ ،‬المركز‬

‫الثقافي العربي المغرب‪ ،‬ط ‪1991 ،1‬‬

‫‪ -‬محمود عكاشة‪ ،‬تحميل النص‪ ،‬مكتبة الرشد ناشروف‪ ،‬ط ‪2014 ،1‬‬

‫‪80‬‬

You might also like