Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫الغزو االيطالي لليبيا ‪ 1911‬بين التسويات الدولية واالستعداد العسكري ‪1911–1878‬‬


‫دراسة تاريخية وثائقية تحليلية‬
‫د‪ .‬سالم محمد علي حمزة االسدي‬
‫جامعة القادسية‪ /‬كلية التربية‬
‫المقدمة‬
‫يه دف ه ذا البحث الوق وف على أهم الف ترات التاريخي ة ال تي م رت به ا والي ة ط رابلس الغ رب خالل تاريخه ا‬
‫المعاصر للفترة ما بين ‪ 1911 – 1878‬ألنها رسمت المستقبل السياسي الذي أصبحت عليه الوالية الحقا‪.‬‬
‫فألسنه األولى (‪ )1878‬تمثل االحتالل البريطاني لقبرص وانعقاد موتمر برلين األول وما أعقبه من قيام التسوية‬
‫المتبادلة بين بريطانيا وفرنسا حول كال من تونس ومصر حيث وافقت بريطانيا على إطالق يد فرنسا في تونس مقابل‬
‫موافقتها على احتالل بريطانيا لمصر‪.‬‬
‫أم ا الس نة الثاني ة ‪ 1911‬فهي بداي ة الغ زو العس كري الفعلي لوالي ة ط رابلس الغ رب‪ .‬األم ر ال ذي جع ل فرنس ا في‬
‫مواجهة ايطاليا التي لديها إطماع كبيرة في تونس خاصة وان لديها اكبر الجاليات االيطالية العاملة فيها ولقد تركت هذه‬
‫التس وية أثره ا الواض ح على سياس ية ايطالي ا المس تقبلية بخص وص تعزي ز نفوذه ا ومص الحها في والي ة ط رابلس الغ رب‬
‫فمنذ سنة ‪1881‬عندما وجدت نفسها قد فقدتها في ت ونس على اث ر االحتالل الفرنسي له ا وتأييد بريطاني ا لهذا االحتالل‬
‫بع د احتالله ا لمص ر سنة ‪ 1882‬وفي ال وقت ال ذي أك دت معظم الدراس ات ال تي تن اولت دراس ة تل ك الف ترة تاريخي ا على‬
‫سياس ة التغلغ ل الس لمي ال تي اتبعته ا ايطالي ا قب ل الغ زو س نة ‪ 1911‬لكن الب احث ي رى أن السياس ة االيطالي ة تج اه والي ة‬
‫طرابلس الغرب لم تكن ذات طابع سلمي بل على العكس آن ايطاليا قامت بالعديد من المناورات العسكرية اعتبارا من‬
‫سنة ‪ 1904‬عندما أنزلت قواتها على سواحل الوالية وانتهاء بالغزو العسكري المباشر سنة ‪.1911‬‬
‫كما أكدت العديد من الدراسات التي تناولت الغزو االيطالي بان أهم احد أسبابه‪ ،‬قيام انقالب (االتحاد والترقي)‬
‫س نة ‪ 1908‬على الس لطان العثم اني (عب د الحمي د الث اني) وض ع إم ام ايطالي ا خياره ا الوحي د وه و "االحتالل العس كري"‬
‫رئيس الوزراء االيطالي إثناء فترة‬ ‫(‪)1‬‬
‫حسب ما جاء بمذكرات الساسة االيطاليين وفي مقدمتهم جيوليتي ( ‪) JIULYTI‬‬
‫البحث ف ان ه ذا االدع اء غير ص حيح الن ايطالي ا من ذ سنة ‪ 1880‬ب دأت تخط ط وتعقد االتفاقي ات الدولي ة لتهيئ ة الموق ف‬
‫ال دولي المالئم للقي ام بعملي ة االحتالل المباش ر وفي مقدم ة ه ذه االتفاقي ات الحل ف الثالثي سنة ‪ 1881‬م ع ألماني ا والنمس ا‬
‫والمج ر كم ا أن حكوم ة االتح اد وال ترقي هي ال تي ع زلت ال والي (رجب باش ا) ‪ 1908 – 1904‬عن والي ة ط رابلس‬
‫الغرب وعينته وزيرا للحربية في الوقت الذي كان من اشد المعارضين من الوالة العثمانيين للنفوذ االيطالي في والية‬
‫طرابلس الغرب‪.‬‬
‫وكان (مصرف روما) األداة االستعمارية االيطالية فقد وصفه بعض الباحثين االيطاليين (بحصان طروادة) كما‬
‫آن مذكرات جيوليتي نفسها توضح الدور الذي قام به هذا المصرف في عملية شراء األراضي من المواطنين الليبيين‬
‫ب ابخس اإلثم ان مس تغال ت ردي األوض اع االقتص ادية ال تي م رت به ا الوالي ة آن ذاك وك انت ه ذه الخط وة األولى لعملي ة‬
‫االستيطاني االيطالي بعد االحتالل سنة ‪ 1911‬كما تبرز المذكرات نفسها الضغوط التي مارسها على الحكومة االيطالية‬
‫نفسها وهو صنيعتها األولى حيث هدد ظاهريا بيع مصالحه في ليبيا إلى مؤسسات ألمانية ونمساوية آذ لم تتدخل الحكومة‬
‫لوضع حد للعرقلة التي كان يالقيها من جانب السلطات العثمانية للوالية‪.‬‬
‫قسم البحث إلى مبحثين األولى منها والية طرابلس الغرب والتسويات الدولية التي مهدت للغزو االيطالي ‪1911‬‬
‫أما المبحث الثاني هو االستعداد العسكري لغزو ليبيا ‪.1911 – 1891‬‬

‫‪406‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫المبحث األول‬
‫والية طرابلس الغرب والتسويات الدولية التي مهدت للغزو االيطالي سنة ‪1911‬‬
‫يرى العديد من المهتمين بدراسة هذه الفترة التاريخية لوالية طرابلس الغرب آن التسويات الدولية ترجع إلى ما‬
‫‪ 1856‬ال تي ان دلعت بين روس يا القيص رية والدول ة العثماني ة وال تي انتهت بانتص ار‬ ‫(‪)2‬‬
‫بع د ح رب الق رم ‪* - 1853‬‬
‫األخيرة التي ساندتها كال من فرنسا وبريطانيا التي كانت سياستها تجاه روسيا تقوم على أساس منع روسيا من الوصول‬
‫إلى مضايق البسفور والدردنيل أوال والمحافظة على سالمة الدولة العثمانية إلى آن يحين وقت اقتسامها ثانيا‪ ،‬ففي سنة‬
‫‪ 1857‬اقترح اإلمبراطور الفرنسي نابليون الثالث (‪ ) NApOleon III‬آن تذهب فرنسا إلى مراكش وان تذهب بريطانيا‬
‫إلى مصر وان تذهب سردينيا إلى تونس بل كان موقفه أكثر وضوحا عندما طالب باحتاللها من قبل ايطاليا سنة ‪.1864‬‬
‫بينما يرى آخرون آن افتتاح قناة السويس سنة ‪ 1869‬جعل ايطاليا التي توحدت حديثا تبدأ بالتفكير في أمكانية‬
‫(‪)3‬‬
‫التدخل في والية طرابلس الغرب‪.‬‬
‫أال آن في الحقيقة آن سياسة التسويات الدولية التي اتبعته ا ايطالي ا بخصوص والية طرابلس الغرب كانت أكثر‬
‫نضوجا ووضوحا بعد عقدها للحلف الثالثي الذي ضم باإلضافة إليها كال من ألمانيا والنمسا والمجر سنة ‪ ،1883‬وقد‬
‫(‪)4‬‬
‫استمرت عضوا فعاال في هذا الحلف إلى سنة ‪ 1891‬حيث يتم تجديد الحلف كل أربع سنوات وقد جدد ثالث مرات‪.‬‬
‫وقد عقدت ايطاليا العديد من التسويات الدولية مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والنمسا وروسيا‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التسوية االيطالية – البريطانية ‪:‬‬
‫كانت ايطاليا خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبصورة خاصة خالل الفترة الستينات منه قد ركزت‬
‫على ت ونس حيث ضغطت باتج اه عقد حلف ا ثالثي ا ضمها إلى ج انب فرنس ا والنمس ا * (‪ )5‬ومش روعا يتض من بالسماح له ا‬
‫بإنش اء موسس ات تجاري ة على الس احل التونس ي وفي س نة ‪ 1871‬فك رت ايطالي ا ج ديا بإرس ال حمل ة إلى ت ونس آال أنه ا‬
‫تخلت عن ه ذه الخط ة بس بب معارض ة كال من بريطاني ا والدول ة العثماني ة وبع د احتالل بريطاني ا لق برص س نة ‪1878‬‬
‫شجعت بريطانيا وألمانيا ايطاليا للذهاب إلى تونس‪ ،‬بل آن كل من روسيا والنمسا أعطتها حق التصرف في تونس‪.‬‬
‫وبع د احتالل فرنس ا للجزائ ر س نة ‪ 1830‬ثم ت ونس ‪ 1881‬تع اظم اهتم ام بريطاني ا بوالي ة ط رابلس الغ رب بع د‬
‫احتاللها لمصر سنة ‪.1881‬‬
‫وإ م ام ه ذه التط ورات أص بحت والي ة ط رابلس الغ رب هي الفاص ل الوحي د بين الوج ود االس تعماري البريط اني‬
‫والفرنسي على الساحل اإلفريقي الشمالي‪.‬‬
‫فأخذت بريطانيا ترنو ببصرها إلى دولة اقل شئنا من فرنسا لتجاورها في الوالية وينعكس هذا االتجاه واض حا في‬
‫تقارير الرحالة البريطاني (كوبر) الذي قام برحلته إلى دواخل الوالية بين سنتي ‪ 1896 – 1895‬مستترا وراء دراسة‬
‫اآلثار ولكنه في الحقيقة كان يدرس األوضاع االجتماعية والسياسية للوالية‪" ،‬داعيا ساسة بالده على جعل طرابلس عند‬
‫(‪)6‬‬
‫زوال الدولة العثمانية "آن تقع تحت سيطرة دولة ال تصطدم مصالحها المادية مع المصالح البريطانية"‪.‬‬
‫وأدركت ايطالي ا المكان ة الدولي ة ال تي كانت ا تتمت ع به ا بريطاني ا في مج ال العالق ات الدولي ة الس ائدة آن ذاك فح اولت‬
‫الحصول على رضائها في مسالة إعطائها الحق في غزو والية طرابلس الغرب حيث أيد الرئيس االيطالي (فرانشيسكو‬
‫كيرسبي) (‪ )Francesco kirsbi‬بريطانيا في تصديها لقمع ثورة ( احمد عربي) في مصر سنة ‪ 1881‬التحريرية ضد‬
‫الوجود البريطاني وقد سجلت ايطاليا بذلك موقفا ايجابيا بتأيدها المعنوي لبريطانيا أثناء هذه الثورة الوطنية في مصر‬
‫نالت بذلك عطف بريطانيا المتزايد بإعطائها حق االستيالء على طرابلس وبرقة وقد انعكس هذا التعاطف البريطاني في‬
‫برقي ة رفقته ا الحكوم ة البريطاني ة للحكوم ة االيطالي ة ج اء فيه ا (أذا تغ ير الوض ع الق ائم في ح وض المتوس ط فسيص بح‬

‫‪407‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫احتالل ايطاليا لطرابلس ضرورة ملحة حتى ال يصبح البحر المتوسط بحيرة فرنسية) ومنذ عام ‪ 1882‬حصلت ايطاليا‬
‫على موافقة مبدئية من بريطانيا على احتاللها لوالية طرابلس الغرب وخاصة بعد احتاللها لمصر‪.‬‬
‫وبناءا على هذه المعطيات الجديدة في العالقات بين بريطانيا وايطاليا توصل الطرفان إلى عقد اتفاقية سرية وذلك‬
‫في ‪ 12‬فبراير ‪ 1883‬اتفق فيها الطرفان بالمحافظة على الوضع القائم في البحر المتوسط واالدرياتيك والبحر األسود‬
‫(‪.)7‬‬
‫كما اتفق الطرفان على تأييد كل منهما األخر فيما يتعلق بمصالحهما في مصر وطرابلس‬
‫وقبي ل االحتالل االيط الي أي د وزي ر الخارجي ة البريطاني ة (ادوار ج راي‪ .‬غ راي) ( ‪ )Edward Gray‬التوجه ات‬
‫االيطالية تجاه والية طرابلس الغرب قائال (أذا تغير الوضع القائم في خوض المتوسط فسيصبح احتالل ايطالي ا لطرابلس‬
‫ضرورة ملحة حتى ال يصبح البحر المتوسط بحيرة فرنسية) وهو بهذا اكد نفس الموقف البريطاني السابق المؤي د لمس الة‬
‫الغزو االيطالي وقد وصف السفير االيطالي اتصاالته مع وزير الخارجية البريطانية ادوارد جراي باالتصاالت الناجحة‬
‫قائال (أطلعته على صعوبة وضعنا‪ ،‬وان دراسته لهذا الوضع قد أقنعته بان احتياجاتنا قائمة على أسس ثابتة فإذا أخفقت‬
‫ايطاليا في كل محاولة ممكنة ‪ .‬لحماية مصالحنا بالوسائل السلمية‪ ،‬وجدت نفسها مضطرة إلى العمل الحربي فان انكلترا‬
‫(‪)8‬‬
‫لن تكتفي بمجرد المعارضة ولكنها ستقدم عونها وتعاطفها المعنوي)‬
‫وأك د الس فير االيط الي في تقري ره لحكومت ه (أن انكل ترا ق د احتفظت دوم ا بمب دأ الب اب المفت وح في ك ل م ا يتص ل‬
‫بالمجال االقتصادي) وكانت بريطانيا من أول الدول األوربية على علم بنوايا ايطاليا لغزو والية طرابلس الغرب‪ ،‬جاء‬
‫ذل ك من خالل لق اءات الس فير االيط الي في لن دن المرك يز امبري الي ال ذي وج د الطري ق مفتوح ة إمام ه ل دى الحكوم ة‬
‫(‪)9‬‬
‫البريطانية في يوليو ‪.1911‬‬
‫والحقيق ة أن ايطالي ا ش رعت في حمل ة دبلوماس ية وسياس ية ته دف إلى كس ب بريطاني ا وتأي دها لسياس تها في والي ة‬
‫(‪)10‬‬
‫طرابلس الغرب‪ ،‬العتقادها أن التأيد الفرنسي وحده لم يكن كافيا بل انه ال يعني شيئا دون موافقة بريطانيا العظمى‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسوية االيطالية – األلمانية ‪:‬‬
‫ح اولت ايطالي ا اس تغالل ك ل الف رص المتاح ة إمامه ا ك المؤتمرات واألحالف الدولي ة ومنه ا م وتمر ب رلين ‪1878‬‬
‫ومنه ا الحل ف الثالثي س نة ‪ 1883‬ال ذي يض مها إض افة إلى ألماني ا والنمس ا والمج ر وال ذي تم تجدي ده س نة ‪– 1887‬‬
‫‪ .1891‬من اجل الحصول على ضمانات مستقبلية في تونس‪ ،‬ولكنها عادت من موتمر برلين بأيدي نظيفة وفارغة‪ ،‬الن‬
‫ألماني ا وبريطاني ا وع دتا فرنس ا بحري ة التص رف في اإلقليم ال ذي ك ان يع رف بالت اريخ الق ديم بقرط اج وذل ك ثمن ا لقب ول‬
‫فرنسا باالحتالل البريطاني لقبرص‪.‬‬
‫والحقيقة أن المصالح األوربية متداخلة فيما بينها‪ ،‬فان ألمانيا تنازلت عن إطماعها في تونس من اجل آن تغض‬
‫فرنسا النظر عن االنتقام لخسارتها في حرب السبعين (‪)1870‬الذي دارت بينها وبين ألمانيا والتي خسرت فيها فرنسا‬
‫إقليمي االزاس والل ورين الغن يين ب الفحم والحدي د‪ ،‬فبع د س نة ‪ 1882‬أحجمت ألماني ا عن تط وير رغبته ا االس تعمارية في‬
‫والية طرابلس الغرب وحاولت إن تستفيد من االحتالل الفرنسي لتونس التي كانت اليطاليا إطماع فيه ا‪ ،‬وفعال أفلحت في‬
‫ع زل ايطالي ا عن ك ل من فرنس ا وبريطاني ا وبالت الي في إقناعه ا باالنض مام إلى الحل ف الثن ائي (ألماني ا والنمس ا والمج ر)‬
‫ال ذي أص بح ثالثي ا س نة ‪ 1883‬وفي ش باط ‪ 1887‬وق ع ال زعيم األلم اني (بس مارك) اتفاق ا ثنائي ا م ع ايطالي ا اع ترف في ه‬
‫بحقها في احتالل والية طرابلس وبرقة رغبة منه في تقوية عالقات التحالف مع ايطاليا من جهة وإ ثارة الصدام بينهما‬
‫(‪)11‬‬
‫وبين فرنسا من جهة أخرى خاصة أذا ما زادت من توسع نشاطها في الشمال اإلفريقي‬
‫وعلى ما يبدوا آن العالقات الجيدة التي تربط الدول العثمانية مع ألمانيا كان له دور كبير في ذلك التردد األلماني‬
‫في تأييد ايطاليا في خططها لغزو والية طرابلس الغرب‪ ،‬إال انه مع ذلك (كانت التطمنينات التي منحتها ايطاليا أللمانيا‬
‫والنمس ا من آن عمله ا الح ربي ينحص ر في نط اق ح ول البح ر األبيض المتوس ط واالمتن اع ق در اإلمك ان عن إعم ال من‬
‫ش انها آن تث ير انعكاس ات في البلق ان أوال‪ ،‬والن ايطالي ا ربطت بين التأيي د األلم اني النمس اوي له ا الحتالله ا ليبي ا وبين‬

‫‪408‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫مواقفه ا على تجدي د الحل ف الثالثي معه ا ثاني ا)‪ .‬وق د ع بر جيولي تي عن ذل ك ق ائال (ك ان ذل ك كفيال اليطالي ا على موافق ة‬
‫(‪)12‬‬
‫ألمانيا والنمسا الحتالل ليبيا وإلشعار فينا وبرلين بان إي اتجاه معاد غير ودي سيعرض الحلف للخطر الجدي بيننا)‪.‬‬
‫إال أن عدم طموح ألمانيا باحتالل والية طرابلس الغرب لم يمنعها من ان توليها االهتمام الكبير لرعاية مصالحها‬
‫التجاري ة واالقتص ادية ع بر الص حراء حيث أش ار الرحال ة األلم ان إلى أهمي ة م دن الوالي ة التجاري ة وفي مق دمتها مدين ة‬
‫(‪)14‬‬
‫الذي تعتبر مركزا مهما لتجارة جنوب الصحراء اإلفريقي المودية إلى أوربا‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫غات‬
‫ثالثا ‪ :‬التسوية االيطالية – الفرنسية ‪:‬‬
‫لم يكن لفرنس ا مي وال حقيقي ة الحتالل والي ة ط رابلس الغ رب‪ ،‬باس تثناء أم ر واح د فق ط ه و تس وية مش كلة الح دود‬
‫لص الح ت ونس ال تي ق امت باحتالله ا س نة ‪ ،1881‬ومن اج ل تحيي د موق ف ايطالي ا في الحل ف (الثالثي) (ايطالي ا‪ ،‬ألماني ا‪،‬‬
‫النمسا والمجر) حاولت فرنسا تامين وضمان وجودها في تونس من خالل التفاهم مع ايطاليا التي حاولت الوصول إلى‬
‫تس وية معين ة بش ان نق اط الخالف بينهم ا‪ ،‬وق د وج دت فرنس ا في محاول ة االيط اليين س نة ‪ 1890‬الفرص ة المناس بة أيض ا‬
‫العتراف فرنسا بوجودها في إثيوبيا والحصول على تأكيد تأييدها لها على حرية التصرف في والية طرابلس الغرب‪،‬‬
‫(‪)15‬‬
‫ولكن المفاوض (المندوب) كريسبي قطع المفاوضات عندما اقترحت فرنسا أن تتن ازل ايطالي ا عن مطالبه ا في تونس‬
‫وبعد خمس سنوات حصلت تطورات ايجابية في العالقات الفرنسية – االيطالية كانت كفيلة بتوصيل الطرفان إلى تسوية‬
‫سنة ‪ 1896‬بشان مصالحهما في تونس‪.‬‬
‫إال إن توقي ع االتفاقي ة البريطاني ة – الفرنس ية في ‪ 31‬م ارس آذار ‪ 1899‬وال تي على م ا يب دو أبقت الب اب مفتوح ا‬
‫إمام فرنسا (لكي تعتبر كل دواخل إقليم طرابلس تقريبا كمنطقة توسع فرنسا)‪ * .‬أسهم في توتر العالقات من جديد بين‬
‫فرنس ا وايطالي ا لق د وق ع ه ذا االتف اق في لن دن من قب ل الل ورد س اليزيوري ( ‪ )Selisora‬والس فير الفرنس ي في لن دن ب ول‬
‫ك امبون ‪ Cambon Paul‬وفي ه تخلت فرنس ا عن بح ر الغ زال واالمتن اع عن إنش اء أي نف وذ سياس ي في وادي الني ل‬
‫(‪)16‬‬
‫العالي‪ ،‬في الوقت الذي حصلت فيه فرنسا على نفوذ لها في شرق التشاد وغيرها من البلدان إفريقيا الوسطى‪.‬‬
‫أال آن الموق ف الفرنس ي من اإلطم اع االيطالي ة ب دا يتط ور بص ورة ايجابي ة وق د ب رر رئيس ال وزراء االيط الي‬
‫جيوليتي (الموقف الفرنسي الودي بصورة تامة باعتبار آن الوضع العام في أفريقيا الوسطى والوضع الخاص الذي كانت‬
‫توج د علي ه ايطالي ا أنم ا هم ا نتيج ة مباش رة للسياس ة الفرنس ية في المغ رب‪ ،‬آو االتفاقي ات ال تي تمت من ذ زمن طوي ل‪،‬‬
‫وتأكدت دوم ا بين ايطالي ا وفرنسيا وأشار رئيس الوزراء االيط الي إلى محادثات الس فير االيطالي بب اريس (تيتوني) مع‬
‫وزير الخارجية الفرنسي دي سلف ‪ Deselves‬وقد صرح هذا األخير بأنه يمكننا االعتماد في تصرفنا بطرابلس الغرب‬
‫على وقوف فرنسا الغير مشروط إلى جانبها)‪ ،‬كما أعلن السفير الفرنسي في ر وما بارير في سنة ‪( 1902‬ان إمكانية‬
‫قيام تصادم مصلحي بيسن ايطاليا وفرنسا أصبح مستحيال) وتبع ذلك تعهدات سرية بين البلدين اعترفت ايطاليا باحترام‬
‫مصالح فرنسا في مراكش وتونس واعتراف فرنسا بإطالق يد ايطاليا في والية طرابلس الغرب‪.‬‬
‫وك انت الرس ائل المتبادل ة بين و زي ر الخارجي ة االيط الي والس فير الفرنس ي في روم ا دالل ة واض حة على التواف ق‬
‫(‪)17‬‬
‫التام بخصوص المصالح المتبادلة لكال منها في والية طرابلس الغرب والمغرب (مراكش)‪.‬‬
‫وهك ذا بع د آن ض منت ايطالي ا الموق ف البريط اني المؤي د بش ان إطماعه ا في والي ة ط رابلس الغ رب فإنه ا ق امت‬
‫بتسوية األمور ذات االهتمام المشترك بينها وبين فرنسا مستفيدة من الموقف البريطاني‪ ،‬حيث تبادل وزير خارجيتها مع‬
‫السفير الفرنسي في روما العديد من الرسائل توكد عكس ما ذهب إليه بعض الباحثين من ضعف الدور الفرنسي في هذه‬
‫المرحلة‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬التسوية االيطالية – النمساوية ‪:‬‬
‫وعدت النمسا ايطاليا ضمن اتفاقية الحلف الثالثي الموقعة بينهما موافقتها على حرية التصرف االيطالي تج اه ليبي ا‬
‫(والية طرابلس الغرب) وذلك إثناء تجديد اتفاقية الحلف الثالثي الذي يضم ايطاليا وألمانيا والنمسا والمجر في تصريح‬

‫‪409‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫رسمي مكتوب أعلن وزير الخارجية ايطاليا (أن النمسا ستكون محايدة في حالة‪ ،‬أي نتيجة للظروف الراهنة أو بسبب‬
‫تطورات قد تحدث في ليبيا‪ ،‬تجد ايطاليا نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات تتطلبها مصالحها القومية)‪.‬‬
‫والحقيق ة آن ه ذه التعه دات لم تكن ض رورية الن الحل ف الثالثي بم وجب الم ادتين التاس عة والعاش رة من عق ده ق د‬
‫تض منها منهاج ه عن د تجدي ده للم رة الثالث ة في م ايو ‪ 1891‬وهك ذا نج د الموق ف النمس اوي أك ثر ق وة في تأي د ايطالي ا في‬
‫والية طرابلس الغرب مما هو عليه الموقف األلماني ولعل العالقات الجيدة التي كانت تربط الدولة العثمانية مع ألمانيا‬
‫(‪)18‬‬
‫ألقت بضاللها على مجمل العالقات التي كانت سائدة بين إطراف الحلف الثالثي‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬التسوية االيطالية ‪ -‬الروسية ‪:‬‬
‫ك انت التفاهم ات والتس ويات بين ايطالي ا وروس يا مت أخرة بخص وص والي ة ط رابلس الغ رب‪ ،‬فق د توص لت معه ا‬
‫ايطالي ا إلى اتفاقي ات في أكت وبر ‪ /‬تش رين الث اني ‪ 1909‬ووع دت ايطالي ا بموجبه ا أن تؤي د الطموح ات الروس ية في‬
‫المض ايق وفي المقاب ل ت ركت روس يا ايطالي ا ح رة في والي ة ط رابلس الغ رب‪ ،‬وهك ذا اس تكملت ايطالي ا االس تعدادات‬
‫(‪)19‬‬
‫الدبلوماسية والسياسية للعملية الغزو وأصبح احتالل والية طرابلس الغرب‪ ،‬مسالة وقت وتوقيت وظروف مالئمة‪.‬‬
‫كما حصلت ايطاليا على تعهد من روسيا بعدم وجود أطماع لديها في والية طرابلس الغرب فقد أكد ذلك جيوليتي‬
‫رئيس الوزراء االيطالي في مذكراته قائال (قد حصلت أثناء زيارة قيصر روسيا إلى راكونيجي على اعتراف بحقوقنا‬
‫(‪)20‬‬
‫في تلك المنطقة من جانب روسيا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫االستعداد العسكري لغزو ليبيا ‪1911 – 1891‬‬
‫لقد فكرت ايطاليا بصورة جدية للقيام بعملية غزو والية طرابلس الغرب منذ سنة ‪ 1891‬أال أن الظروف الدولية‬
‫لم تكن مأتية له ا‪ ،‬ولكن بقيت فكرة الغزو قائمة وعاودت القي ام بها م رة أخرى فكانت االستعدادات العسكرية لها أكثر‬
‫جدية خالل سنتي ‪ 1902 – 1901‬عندما درست ايطاليا إمكانية إرسال حملة عسكرية إلى والية طرابلس الغرب وهو‬
‫المش روع ال ذي ن ال موافق ة برني تي (‪ )Bernata‬وزي ر خارجيته ا‪ ،‬ولكن ال رئيس االيط الي زتان ارديلى (‪)Zanardela‬‬
‫عارض ذلك المشروع مما أدى إلى تأجيل عملية الغزو‪ ،‬وفي أغسطس آب سنة ‪ 1902‬قام األسطول االيطالي بزيارة‬
‫شواطئ والية طرابلس الغرب*(‪.)21‬‬
‫وبدأت ايطاليا فعليا سنة ‪ 1904‬مناورات مشتركة تعاون فيها الجيش والبحرية وقد تجلت واضحة بعملية أنزال‬
‫(‪)22‬‬
‫الجيوش االيطالية على اراضي الوالية في كل من درنة وبنغازي وطرابلس‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1905‬أسس فرع لبنك دي روما في طرابلس وعلى اثر نشاط الدعاية االيطالية ضد الدولة العثمانية‬
‫واكتتب الباب ا ثل ثين من مجم وع رأس مال ه وق د اس تعمل ال والي العثم اني رجب باش ا (‪ )1908 – 1904‬ك ل نف وذه في‬
‫(‪)23‬‬
‫معارضة تأسيس البنك‪ ،‬ولكن حكومة اآلستانة عارضت تشدده‪.‬‬
‫وهناك بعض المصادر التي أشارت على أن بنك دي روما كان قد افتتح له فرع في طرابلس في ‪ 15‬ابريل سنة‬
‫‪ 1907‬وفتح ف روع جدي دة في بنغ ازي ودرن ة ومص راته واتس عت اس تثماراته في س نة ‪ 1911‬عن د الغ زو وأص بح رأس‬
‫مال ه ‪ 245‬ملي ون ل يرة ايطالي ة وتمثلت اس تثمارات المص رف في إنش اء مص نع لكبس الحلف اء بط رابلس ومعاص ر زيت‬
‫الزيتون ومطاحن للدقيق ومصانع للصابون واإلسفنج وريش النعام *(‪.)24‬‬
‫والبد من التأكيد على آن الوالي رجب باشا ‪ 1908–1904‬كان من أفضل الوالة الذين تسلموا الحكم في والية‬
‫ط رابلس الغ رب وك ان م دركا لخط ورة السياس ية االيطالي ة على مس تقبل الوالي ة فتص دى له ا بك ل ق وة وك ان عه ده عه د‬
‫إصالح ونشاط وتميزت سياسته بنشر التعليم أوال ومعارضة السياسة االيطالية ثانيا‪ ،‬إضافة إلى قيامه بعملية اإلصالح‬
‫للقالع والحص ون وتوري د األس لحة للوالي ة وتش جيع س كان الوالي ة على االنخ راط في س لك الجندي ة ومن الج دير بال ذكر‬
‫على إن بنك روم ا تم افتت اح ف رع له في ط رابلس رغم معارضة رجب باش ا ولم تصدر له الدولة العثماني ة إي مرسوم‬

‫‪410‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫بخصوص ذلك وهذا خالف عادة التراخيص للمشاريع األجنبية فضال على عدم موافقة الحكومة المحلي ة في الوالية على‬
‫افتتاحه‪ ،‬وه ذا دليال على م دى التغلغ ل االيط الي في والي ة ط رابلس الغ رب وأصبح بن ك روم ا مرك زا للدعاي ة االيطالي ة‬
‫ال تي مه دت إلى عملي ة الغ زو في ال وقت ال ذي اس تطاعت الحكوم ة االيطالي ة من الت أثير على الس فير العثم اني في روم ا‬
‫والذي اخذ يتوسط لدى حكومته بضرورة التساهل مع سلوك بنك دي روما في شرائه لألراضي فكتب إليها يقول (أن‬
‫ايطاليا تبذل جهدا كبيرا لمساعده الحكومة الحالية‪ ،‬خصوصا بعد الدستور‪ ،‬ومن الواجب على الباب العالي آن يتسامح‬
‫مع بنك دي روما تثبيتا ألواصر المودة بين الدولتين واحتكاما لمبادئ الحب والصداقة‪ ،‬وبنا على توصياته أوعز الباب‬
‫الع الي للحكوم ة المحلي ة بط رابلس ب ان تقب ل بي ع األراض ي الف راغ باس م الم دير الع ام لبن ك دي روم ا ولكن رجب باش ا‬
‫عارض هذه السياسة اشد الممانعة‪ .‬وسار يمنع في بيع األراضي للبنك بل انه حرض األهالي على الشراء بعضهم من‬
‫البعض األخ ر لق د أص بح البن ك في ف ترة وج يزة من ذ تأسيس ه س نة ‪ 1880‬من اب رز األدوات والوس ائل االس تعمارية في‬
‫الوالية بحكم احتوائه على العديد من المتنفذين من رجال الدين والسياسة ومن إخوان تيتوني حيث شغل توماس تيتوني‬
‫خالل الفترة ما بين ‪ 1909 – 1905‬منصب وزير الخارجية‪.‬‬
‫إال إن أهم ما قام به مصرف روما من أعمال ذات طابع عسكري مهدت لعملية الغزو مستقبال هي قيامه بشراء‬
‫األراضي لتسهيل عملية االستيطان مستقبال وكذلك القيام ببناء المخابز واألفران واستيراد الدقيق بشكل واسع النط اق من‬
‫اجل توفير األرزاق لقواته مستقبال حيث امتلكت القوات االيطالية معلومات دقيقة فور غزوها لسواحل الوالية عن هذه‬
‫المطاحن واألفران المدعومة من قبل بنك روما وخاصة المطاحن الموجودة في مدينة طرابلس مما يدل على أن وظيفة‬
‫(‪)25‬‬
‫األفران كانت استخبارتية تتعلق بالغزو أكثر مما هي خدمية‪.‬‬
‫كما أرسلت ايطاليا بعثة عسكرية سنة ‪ 1906‬تتألف من عدة ضباط قالوا عنها أنها بعثة علمية للبحث عن اآلثار‬
‫وصلت إلى سوكنة وفزان وتمكنت من وضع خرائط حربية لجميع المناطق التي مرت بها وخالل حكم حسني باشا كان‬
‫التدخل االيطالي بشوون الوالية أكثر وضوحا وتهديدا لسيادتها حتى أعلن‬
‫االيط اليين أن اللجن ة النمس اوية للبحث عن الفوس فات واألمريكي ة للبحث عن اآلث ار القديم ة (يمس ش رف ايطالي ا‬
‫(‪)26‬‬
‫صاحبة السيادة في طرابلس)‪.‬‬
‫التي تعتبر جمعية (االتحاد والترقي) التي تولت الحكم في الدولة‬ ‫هنالك بعض المراجع والمصادر‬
‫العثمانية سنة ‪ 1908‬جعلت الحل العسكري اليطاليا هو الخيار الوحيد ومنها ما ذكرته مذكرات رئيس ال وزراء االيط الي‬
‫جيوليتي ولكن دراستنا لإلحداث التاريخية وموقف رجب باشا وتصديه للمساعي االيطالية بالسيطرة على الوالية وقيام‬
‫رج ال جمعي ة االتح اد وال ترقي باس تدعائه بحج ة تعيني ه وزي را للحربي ة دليال قاطع ا على رض وخ رج ال ه ذه الجمعي ة‬
‫للضغوط االيطالية إذا لم نستطيع القول أنهم تواطئوا مع المساعي االيطالية لتهيئة الظروف المناسبة لعملية الغزو التي‬
‫تمت في سنة ‪.1911‬‬
‫فق د أرس لت الدول ة العثماني ة حس ن حس ني باش ا والي ا على والي ة ط رابلس الغ رب ال ذي ك ان مي اال لاليط اليين فق د‬
‫قضى على آي مقاومة لهم‪.‬‬
‫ولكن الشعب العربي الليبي اخذ على عاتقه زمام المبادرة بعد آن أدرك بالدليل القاطع مدى تواطئ العثمانيين مع‬
‫االيط اليين للس يطرة على بالدهم حيث عق د (م وتمر الخمس س نة ‪ )1910‬حض ره من دوبون الخمس وط رابلس الغ رب‬
‫وسرت وزليتين ومسالته واتخذ المجتمعون عدة قرارات حازمة بخصوص النفوذ االيطالي في الوالية فقرروا قطع آي‬
‫عالقة مع بنك روما لما له من خطورة ما قام به من عمليات شراء واسعة النطاق لألراضي فقرروا عدم بيع األراضي‬
‫ل ه آو اخذ القروض من ه ومقاطع ة خط وط الب واخر التابع ة له‪ ،‬كم ا ق رر الم وتمر مقاطع ة الم دارس االيطالي ة العام ة في‬
‫طرابلس والخمس لما تشكله من غزو ثقافي خطير كما قرر الموتمر التجنيد الفوري وتوزيع السالح على السكان للدفاع‬
‫(‪)27‬‬
‫عن البالد‬

‫‪411‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫وهكذا ما أن تهيأت الظروف المناسبة دوليا ومحليا اليطاليا حتى بدات عملية الغزو للوالية‪ ،‬فتصدى لها الليبيون‬
‫لتبدأ معارك الجهاد ضد ذلك الغزو التي استمرت حتى سنة ‪ 1931‬باستشهاد شيخ المجاهدين عمر المختار‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أثبتت ه ذه الدراس ة فش ل السياس ة العثماني ة في تعامله ا م ع التس ويات الدولي ة ال تي تعرض ت إليه ا والي ة ط رابلس‬
‫الغرب من قبل الدول األوربية وغياب موقفها حيال ذلك‬
‫ثاني ا‪ :‬إتب اع ايطالي ا ألس اليب رخيص ة وم اكرة بم ا فيه ا اس تغالل الظ روف االقتص ادية الص عبة وش راء األراض ي من‬
‫المواط نين الليب يين ب ابخس اإلثم ان لغ رض اتخاذه ا معس كرات ومعتقالت بع د عملي ة الغ زو أو أراض ي اس تيطانية‬
‫للمهاجرين االيطاليين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم وجود سياسة تغلغل سلمي بصورة واضحة خالل العشر سنوات التي سبقت الغزو حيث أثبتت هذه الدراسة أن‬
‫التدخالت العسكرية ترجع إلى عام ‪.1904‬‬
‫رابعا‪ :‬فندت هذه الدراسة ادعاءات الساسة االيطاليين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء جيوليتي بان الخيار العسكري كان‬
‫نتيجة لتولي جمعية االتحاد والترقي الحكم في الدولة العثمانية ولكن في الحقيقة عكس ذلك فان التغلغل االيطالي كان‬
‫أوسع نطاقا خالل فترة حكمها الذي استمر ثالث سنوات من ‪.1911 – 1908‬‬
‫خامسا‪ :‬أكدت هذه الدراسة على حجم الموامرة الدولية الكبيرة التي تعرضت لها والية طرابلس الغرب من قبل الدول‬
‫الكبرى آنذاك وهي صورة واضحة على حجم التسويات الدولية التي تقرر مصير الشعوب آنذاك‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ :1‬ينظر‪ :‬مذكرات جيوليتي "اإلسرار السياسية والعسكرية لحرب ليبيا ‪ " 1912 – 1911‬تعريب وتقديم محمد خليفة‬
‫التليسي منشورات الدار الجماهرية للنشر والتوزيع واإلعالن الطبعة الثالثة‪ ،‬بنغازي‪ 1986 .‬ص‪ 11‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ * :2‬ح رب الق رم (‪ )1855 - 1853‬تع د من أهم الح روب ال تي خاض تها الدول ة العثماني ة في الق رن التاس ع عش ر‪،‬‬
‫اشتركت فيها بريطانيا وفرنسا إلى جانب الدولة العثمانية‪ ،‬وقد سميت بهذا االسم لحدوث معاركها في شبه جزيرة‬
‫القرم التي تقع شمال البحر األسود‪ ،‬وكان السبب المباشر للحرب هو الصراع بين رهبان الكاثوليك واالرذودكسي‬
‫وكان قيصر روسيا نقوال الثاني انه حامي الكنيسة الشرقية االرذودكسية لذلك نالحظ تداخل العوام ل واألسباب التي‬
‫أدت إلى وقوعها بين السياسية للعداء التاريخي بين الدولتين الروسية والعثمانية واالقتصادية لسعي روسيا للوصول‬
‫إلى مياه البحر األبيض المتوسط المهم للتجارة العالمية والدينية السبب المباشر الندالعها ‪.‬‬
‫للمزي د من التفاص يل عن ح رب الق رم ينظ ر‪ :‬علي ال وردي‪ ،‬لمح ات اجتماعي ه من ت اريخ الع راقي الح ديث‪ ،‬الطبع ة‬
‫الثانية ج‪ ،2‬بيروت‪ ،‬دار الرشيد‪ ،2005 ،‬ص‪ 66‬وما بعدها‪.‬‬
‫لق د ك ان العام ل الق ومي باعتب ار آن معظم دول البلق ان ترج ع إلى العنص ر ألس الفي‪ ،‬إض افة إلى العام ل ال ديني‬
‫كشعوبا مسيحية حاملة الديانة االرثودكسية المسيحية سببا مهما لحالة التصادم ما بين روسيا والدولة العثمانية لفترة‬
‫طويلة وهي من األسباب المهمة في ذلك الصراع‪.‬‬
‫للمزيد من التفاصيل عن المسالة الشرقية وحرب القرم ينظر ‪ :‬د‪ .‬ميالد المقرحي‪ ،‬تاريخ أوربا الحديث والمعاصر‬
‫من عص ر النهض ة إلى الح رب العالمي ة الثاني ة منش ورات الجامع ة المفتوح ة‪ ،‬بنغ ازي ليبي ا ‪ ،1995 ,‬ص‪- 167‬‬
‫‪172‬‬

‫‪412‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫‪ :3‬ينظ ر‪ :‬وليم‪ .‬س‪ .‬اس كيو‪ ،‬أورب ا والغ زو االيط الي لليبي ا ‪ 1912 – 1911‬ترجم ة ميالد المق رحي‪ ،‬منش ورات مرك ز‬
‫جهاد الليبي ضد الغزو االيطالي‪ ،‬سلسلة الدراسات المترجمة (‪1988 ،)14‬ص‪15‬ومابعدها‬
‫‪ :4‬أسفرت المفاوضات الثنائية بين النمسا وايطالياعن تحالف ثالثي اشتركت فيها ألمانيا ووقعت في ‪ 20‬مايس ‪1882‬‬
‫ونصت على ‪:‬‬
‫‪ :1‬أن ال تعق د ال دول المتعاق دة محالف ة آو ترتب ط بش ي ض د مص لحة أي ة منه ا‪ ،‬وان تتعه د ال دول المتحالف ة بالتش اور في‬
‫الش وون السياس ية واالقتص ادية ذات الص فة العام ة كلم ا دعت الح ال إلى ذل ك‪ ،‬وان تتعه د ال دول الثالث بتق ديم‬
‫المساعدات المتبادلة في حدود مصالحها‪.‬‬
‫‪ :2‬في حال ة م ا أذا ه اجمت فرنس ا ايطالي ا لس بب م ا وب دون تح رش من األخ يرة‪ ،‬يك ون الطرف ان المتعاق دان اآلخ ران‬
‫مل زمين بتق ديم ك ل المس اعدات الالزم ة اليطالي ا وتتعه د ايطالي ا بمث ل ه ذا فيم ا ل و اعت دت فرنس ا على ألماني ا دون‬
‫استفزاز‪.‬‬
‫‪ : 3‬أذا اتفق آن هوجمت دولة آو دولتان من الدول المتعاقدة الثالث دون استفزاز‪ ،‬آو اشتبكت في حرب مع دولتين آو‬
‫أك ثر من الدول العظمى غ ير الموقع ة على هذه المعاهدة‪ ،‬ف ان حال ة التح الف تنش ا في الح ال بالنسبة لك ل دول ة من‬
‫الدول المتحالفة الثالث‪.‬‬
‫‪ :4‬أذا ه ددت ممتلك ات إح دى ال دول المتعاق دة بإح دى ال دول العظمى غ ير المتعاق دة وأص بحت الدول ة المه ددة مض طرة‬
‫إلعالن الحرب عليها‪ ،‬فتتعهد الدولتان المتحالفتان األخريان بالوقوف على الحياد الودي مع االحتفاظ بحق التدخل‬
‫في الحرب بجانب الحليفة المتحاربة أذا ارتأت ذلك مناسبا‪.‬‬
‫‪ :5‬في حال ة تهدي د س الم اح د ال دول المتحالف ة تتش اور ال دول المتحالف ة الثالث في ال وقت المناس ب ألج ل اتخ اذ م ايمكن‬
‫اتخاذه من االجراءت العسكرية بقصد التعاون في المستقبل‪ ،‬وفي حالة اشتراك الدول الثالث في الحرب يجب عدم‬
‫عقد الهدنة والصلح آو أية معاهدة أخرى باالتفاق جميعا ‪ .‬وكانت مدة المحالفة اربع سنوات قابلة للتجدد‪ ،‬وكانت‬
‫المعاهدة دفاعية بحتة وسرية غايتها المحافظة على السلم في أوربا‪.‬‬
‫إال أن ايطالي ا اس تخدمت عق د ه ذا الحل ف كوس يلة للض غط على ك ل من ألماني ا والنمس ا لتأي د مص الحها في والي ة‬
‫طرابلس الغرب مقابل الموافقة على تجديد الحلف ‪.‬‬
‫لمزيد من التفاصيل عن مفاوضات عقد الحلف الثالثي ينظر ‪ :‬د‪ .‬محمد محمد صالح‪ ،‬تاريخ أوربا الحديث‪– 1870 ،‬‬
‫‪ ،1914‬مطبعة شقيق بغداد‪ .1968 ،‬ص ‪.15 – 14‬‬
‫‪ * :5‬كان الموقف األلماني المويد لفرنسا في تونس سببا في انشقاق الموقف االيطالي عن الحلف الثالثي المطالب بها‬
‫الن ألماني ا تري د إله اء فرنس ا خ ارج الق ارة األوربي ة خوف ا من االنتق ام لخس ارتها في ح رب الس بعين ( ‪ ،)1870‬آم ا‬
‫بالنسبة لبريطانيا فإنها الزالت متمسكة بسياسة الباب الفتوح والمحافظة على سالمة الدولة العثمانية‪.‬‬
‫المصدر السابق نفسه‪ .‬ص‪15‬‬
‫‪ : 6‬لمزيد من التفاصيل عن التدخل القنصلي البريطاني والفرنسي خالل حكم يوسف باشا القرملي‪.‬‬
‫د‪ .‬ك وال فوالي ان‪ ،‬ليب ال اثن ا حكم يوس ف باش ا الق رملي‪ ،‬ترجم ة عب د الق ادر مص طفى ومراجع ة د‪ .‬ص الح ال دين‬
‫السوري ‪,‬منشورات مركز دراسة جهاد الليبي ضد الغزو االيطالي‪ ،‬سلسلة الكتب المترجمة رقم ‪.1988 5‬‬
‫‪ :7‬د‪ .‬عبد المولى صالح حرير‪ ،‬التمهيد للعغزو االيطالي وموقف الليبين منه ‪ ,‬مجلة بحوث ودراس ات في الت اريخ اللي بي‬
‫‪ 1913 ،1991‬الجزء الثاني طرابلس ‪ .1988‬ص ‪30‬‬
‫‪ :8‬المصدر نفسه ص‪.31‬‬
‫‪ * :9‬آن سياس ة بريطاني ا بالمحافظ ة على س المة الدول ة العثماني ة ك ان موجه ا ض د روس يا لمنعه ا من الوص ول إلى‬
‫المضايق‪ ،‬ولكن في الحقيقة آن الدول األوربية قامت بيسويات فيما بينها عكس ذلك حيث قسمت الدولة فيما بينها‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫وليم‪ .‬س‪ .‬اسكيو‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص‪30‬‬


‫‪ :10‬جيوليتي‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ :11‬عبد المولى صالح حرير‪ ،‬مصدر سابق‪ .‬ص ‪30 - 26‬‬
‫‪ :12‬جيوليتي‪ ،‬مصدر سابق‪ .‬ص‪66‬‬
‫‪ :13‬الوثائق األلمانية‪ ،‬تقارير غوتلوب أدولف كراوزة‪ ،‬ترجمة د‪ .‬عماد الدين غانم‪ ،‬منشورات جهاد الليبيين للدراسات‬
‫التاريخية‪ ،‬سلسلة نصوص وثائق ‪11 ،1988‬‬
‫‪ :14‬يشير احد الرحالة األوربيين إلى وجود العديد من المسالك الرابطة بين غدامس وغات‪ ،‬يصل عدد المطروق منها‬
‫فعال إلى م ا ال يق ل عن أربع ة آو خمس ة ط رق‪ ،‬يح ل آن أهم مرك زيين رئيس يين يح ل ه ذا الطري ق هي‪ ،‬غ ات‬
‫وغ دامس‪ ،‬ومنه ا تتف رع دروب عدي دة‪ ،‬ك االمتفرع من غ ات إلى م روزق‪ ،‬ومنه ا نح و عن ص الح مرك ز الص حراء‬
‫الغربية‪ ،‬والمودي إلى حديقة تمتبلتو‪ ،‬وحتى مراكش‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬محمد أبو راوي ألعماري‪ ،‬ممالك السودان األوسط وعالقتها التجارية بوالية طرابلس الغرب وبرقة منذ القرن‬
‫التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية اآلداب والعلوم جامعة الم رقب – الخمس‬
‫– ليبيا‪ ،2006 ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ :15‬وليم‪ .‬س‪ .‬اسيليكو‪ ،‬مصدر سايق‪.‬‬
‫* هذه االتفاقية مهمة لتسوية الدولية لليبيا بعد الحرب العالمية الثانية حيث وضعت تحت النفوذ ال كانت هذه االتفاقية‬
‫مهمة جدا لفرنسا حيث كانت من األسباب التاريخية التي تذرعت بها إلشرافها على منطقة فزان بعد احتالل ليبيا‬
‫من قبل الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية ‪ 1945 – 1939‬حيث قسمت والية طرابلس الغرب إلى ثالث مناطق‬
‫نفوذ طرابلس وقد خصمت للنفوذ األمريكي وبرقة وبنغازي للنفوذ البريطاني وفزان للنفوذ الفرنسي‪ .‬فرنسي‪.‬‬
‫وليم‪ .‬س‪ .‬اسيليكو‪ ،‬مصدر سايق‪ .‬ص ‪30‬‬
‫‪ :16‬جاك بيشون‪ ،‬المسالة الليبية في تسوية السالم‪ ،‬ترجمة علي ضوي‪ ،‬مراجعة د‪ .‬صالح المخزوم‪ ،‬منشورات مركز‬
‫جهاد الليبيين للدراسات التاريخية‪ ،‬سلسلة الدراسات المترجمة ‪ ،27‬الطبعة األولى ‪ .1991‬ص ‪69‬‬
‫‪ :17‬د‪ .‬عبد المولى الحرير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪32‬‬
‫انظر نص الرسائل المتبادلة بين الجانبين الفرنسي والبريطاني في الملحق رقم ‪ . 3‬جاك بيشون‪ ،،‬ص‪.114 – 108‬‬
‫‪ :18‬وليم س‪ .‬اسيليكو ‪ ،‬مصدر سابق‪ .‬ص‪32‬‬
‫‪ :19‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪32‬‬
‫‪ :20‬مذكرات جيوليتي‪ ،‬مصدر سابق‪.‬ص‪48‬‬
‫‪ * :21‬هذه الزي ارة لم تكن بموافقة الدولة العثمانية‪ ،‬مم ا يدل على حجم االستهانة بها‪ .‬وليم س‪ .‬اسكيو‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص‪.33–32‬‬
‫‪ :22‬الوث ائق األمريكي ة المنش ورة (المجموع ة األولى)‪ ،‬ترجم ة ش مس ال دين ع ربي بن عم ران‪ ،‬إع داد مص طفى حام د‬
‫ارحومة‪ ،‬منشورات مركز دراسة جهاد الليبيين ‪ .1988‬ص ‪87‬‬
‫‪ :23‬الطاهر الرازي‪ ،‬جهاد اإلبطال في طرابلس الغرب‪ ،‬منشورات دار الفتح للطباعة والنشر ‪.2‬‬
‫‪ * : 24‬آن عدم إصدار مرسوم إلجازة من قبل الدولة العثمانية لممارسة بنك روما عمله داللة واضحة على استهانة‬
‫السلطات االيطالية بالسيادة العثمانية‪ .‬د‪ .‬عبد المولى صالح الحرير‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪35‬‬
‫‪ :25‬الوثائق األمريكية المنشورة‪ .‬مصدر سابق‪.‬وثيقة رقم ‪ ،19‬ص ‪206 - 205‬‬
‫‪ :26‬الطاهر الزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪43‬‬

‫‪414‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫‪ :27‬نيكوالي ايليتش بروشين‪ ،‬تاريخ ليبيا في منصف القرن السادس عشر حتى مطلع القرن العشرين‪ ،‬ترجمة وتقديم‪.‬‬
‫د‪ .‬عماد حاتم‪ ،‬منشورات دار الديد المتحدة‪ ،‬بيروت‪ .‬ص‪390 - 387‬‬
‫وعن موق ف الليب يين من الغ زو االيط الي لبالدهم ينظ ر ‪ :‬د‪ .‬س الم محم د علي حم زة‪ ،‬أض واء على حرك ة جه اد اللي بي‬
‫‪ 1918 – 1910‬دراسة تاريخية تحليلية)‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية والتطبيقية‪ ،‬مجلة فكرية جامعة محكمة تصدر عن‬
‫كلية اآلداب والعلوم جامعة المرقب‪ .‬العدد الخامس ‪ .2004‬ص ‪ 301‬وما بعدها‪.‬‬
‫قائمة بأسماء المصادر ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الوثائق الغير منشورة‬
‫ا‪ -‬الوث ائق األمريكي ة المنش ورة (المجموع ة األولى)‪ ،‬ترجم ة ش مس ال دين ع رب ابن عم ران‪ ،‬إع داد مص طفى حام د‬
‫ارحومة‪ ،‬منشورات مركز دراسة جهاد الليبيين‪.1988 ،‬‬
‫ب‪ -‬الوث ائق األلماني ة‪ ،‬تق ارير غوتل وب أدول ف ك راوزة‪ ،‬ترجم ة د‪ .‬عم اد ال دين غ انم‪ ،‬منش ورات مرك ز جه اد الليب يين‬
‫للدراسات التاريخية‪ ،‬سلسلة نصوص وثائق ‪.1988 ،11‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الرسائل العلمية التي اعتمدها البحث ‪-:‬‬
‫ا‪ -‬محي الدين رمضان محمد (العالقات الليبية الفرنسية إبان العهد العثماني الثاني ‪ 1911 – 1835‬رسالة ماجستير في‬
‫التاريخ الحديث والمعاصر‪ .‬كلية اآلداب والعلوم زليتين ليبيا جامعة المرقب للعام الجامعي ‪.2006 – 2005‬‬
‫ب‪ -‬علي احم د علي (النش اط التج اري البح ري ال يال ة ط رابلس الغ رب إثن اء العه د القرم اني ‪ 1835 –1711‬رس الة‬
‫ماجس تير في الت اريخ الح ديث مقدم ة إلى كلي ة اآلداب والعل وم زليتن جامع ة الم رقب ليبي ا للع ام الدراس ي ‪–2005‬‬
‫‪.2006‬‬
‫ج‪ -‬محم د أب و راوي ألعم اري‪ ،‬ممال ك الس ودان األوس ط وعالقته ا التجاري ة بوالي ة ط رابلس الغ رب وبرق ة من ذ الق رن‬
‫التاس ع عش ر وح تى مطل ع الق رن العش رين‪ ،‬رس الة ماجس تير مقدم ة إلى كلي ة اآلداب والعل وم جامع ة الم رقب –‬
‫الخمس– ليبيا‪2006 ،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أهم الدوريات التي اعتمدها البحث ‪:‬‬
‫أ – د‪ .‬سالم محمد علي حمزة‪ ،‬أضواء على حركة جهاد الليبي ‪ 1918 – 1910‬دراسة تاريخية تحليلية)‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنس انية والتطبيقي ة‪ ،‬مجل ة فكري ة جامع ة محكم ة تص در عن كلي ة اآلداب والعل وم جامع ة الم رقب‪ .‬الع دد الخ امس‬
‫‪.2004‬‬
‫ب‪ -‬د‪ .‬ش اوس حباس ي‪" ،‬من مظ اهر ال روح الص ليبية لالستعمار الفرنسي ب الجزائر ‪ ،1962 – 1830‬مجلة الدراس ات‬
‫التاريخية‪ ،‬مجلة دورية يصدرها معهد التاريخ جامعة الجزائر العدد العاشر ‪.1967‬‬
‫ج‪ -‬مجلة " تاريخنا سلسلة كتبية تصدر عهن مركز دراسة جهاد الليبيين العدد الخامس ليبيا‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الكتب العربية والمترجمة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬احمد الطاهر الزاوي‪ ،‬جهاد اإلبطال في طرابلس الغرب‪ ،‬الناشر دار الفتح للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -2‬ايتوري روسي ليبيا منذ الفتح العربي حتى سنة ‪ ،1911‬ترجمة وتقديم محمد التليسي‪ ،‬توزيع الدار العربية للكتاب‪،‬‬
‫طرابلس الطبعة الثانية ‪.1991‬‬
‫‪ -3‬جاك بيشون‪ ،‬المسالة الليبية في تسوية السالم‪ ،‬ترجمة علي ضوي‪ ،‬مراجعة د‪ .‬صالح المخزوم‪ ،‬منشورات مركز‬
‫دراسة جهاد الليبيين للدراسات التاريخية سلسلة الدراسات المترجمة ‪ 27‬الطبعة األولى ‪.1991‬‬
‫‪ - 4‬د‪ .‬كوالفواليان‪ ،‬ليبيا إثناء حكم يوسف باشا القرملي‪ ،‬ترجمة عبد القادر مصطفى المحيشي ومرجعة الدكتور صالح‬
‫الدين السوري‪ ،‬منشورات مركز جهاد الليبيين ضد الغزو االيطالي ‪ /‬سلسة الكتب المترجمة (‪1988 ،)5‬‬

‫‪415‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫‪ -5‬د‪ .‬عب د الم ولى ص الح الحري ر‪ ،‬التمهي د للغ زو االيط الي وموق ف الليب يين من ه‪ ،‬بح وث ودراس ات في الت اريخ اللي بي‬
‫‪ 1943 – 1911‬الج زء الث اني‪ ،‬منش ورات مرك ز جه اد الليب يين للدراس ات الليبي ة‪ ،‬سلس لة الدراس ات ( ‪ ،)4‬الطبع ة‬
‫الثانية ‪.1988‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬وليم‪ .‬س‪ .‬اس كيو‪ ،‬أورب ا والغ زو االيط الي ‪ ،1912 – 1911‬ترجم ة ميالد المق رحي‪ ،‬مراجع ة ال دكتور عقي ل‬
‫البربار‪ ،‬منشورات مركز جهاد الليبيين سلسلة الدراسات المترجمة (‪.1988 )4‬‬
‫‪ -7‬م ذكرات جيولي تي‪ ،‬اإلس رار السياس ية والعس كرية لح رب ليبي ا ‪ ،1912 – 1911‬تع ريب خليف ة محم د التليس ي‪،‬‬
‫منشورات الدار الجماهيرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.1976 ،‬‬
‫‪ -8‬ميالد المقرحي‪ ،‬تاريخ أوربا الحديث والمعاصر من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الثانية منشورات الجامعة‬
‫العربية المفتوحة‪ ،‬بنغازي ‪.1995‬‬
‫‪ - 9‬محمد أمحمد الطوير‪ ،‬تاريخ حركات التحرر في العالم‪ ،‬منشورات كلية اآلداب ‪ ,‬الزاوية ليبيا ‪.2002‬‬
‫‪ : 10‬محمد محمد صالح‪ ،‬تاريخ اوربا الحديث ‪ ،1914 – 1870‬مطبعة شفيق‪ ،‬بغداد ‪.1968‬‬
‫‪ -11‬حلمي مح روس إس ماعيل‪ ،‬ت اريخ الع رب الح ديث من الغ زو العثم اني إلى نهاي ة الح رب العالمي ة األولى‪ ،‬موسس ة‬
‫شباب الجامعة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -12‬عمر عبد العزيز عمر‪ ،‬تاريخ المشرق العربي ‪ 1922 – 1516‬منشورات دار المعرفة الجامعية ‪.1997‬‬
‫‪ -13‬عبد الحميد البطريق التيارات السياسية المعاصرة ‪ 1815‬إلى ‪ 1960‬بيروت دار النهضة العربية ‪.1974‬‬
‫‪ :14‬علي الوردي‪ ،‬لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث‪ ،‬ط‪ 2‬ج‪ ،2‬بيروت‪ ،‬دار الرشيد ‪.2005‬‬

‫المالحق‬
‫الملحق األول ‪ :‬روما ‪1900 / 12 / 14‬‬
‫رسالة السفير الفرنسي في روما بارير إلى وزير الخارجية االيطالي‬
‫((عقب إبرام اتفاقية ‪ 1899 / 3 / 21‬بين فرنسا وبريطانيا انتهزت حكومتي فرصة الرد على سلفكم المحترم لتقدم أليه‬
‫عن طريقي إيضاحات من شانها آن تبدد كل غموض حول مغزى تلك االتفاقية‪ ،‬وبعد ذلك يعبر سعادتكم من شانها آن‬
‫تبدد كل غموض حول مغزى تلك االتفاقية‪ ،‬وبعد ذلك يعبر سعادتكم عن رأيه بان تكرار هذه الضمانات بطريقة أكثر‬
‫صراحة سيساهم في تمتين العالقات الطيبة بين بلدينا‪ ،‬ونتيجة ذلك إذن لي وزير الخارجية بان انقل إلى علم سعادتكم‬
‫نظرا لعالقات الصداقة القائمة بين فرنسا وايطاليا واعتقاد بان هذا التفسير سيودى إلى المزيد من تمتين العالقات‪ ،‬إن‬
‫اتفاقية ‪ 1899 / 3 / 21‬بتركها والية طرابلس خارج تقسيم مناطق النفوذ الذي نصت عليه‪ ،‬وقد وضعت لمنطقة النفوذ‬
‫الفرنسي في مواجهة طرابلس وبرقة حدا التنوي حكومة الجمهورية تجاوزه‪ ،‬وانه ال يدخل في مشاريعها قطع طريق‬
‫القوافل الذي يصل طرابلس بالمناطق التي تستهدفها تلك االتفاقية هذه التوضيحات التي اتفقنا على بقائها سرية‪ ،‬الشك‬
‫في إنها ستساهم في تمكين عالقات الصداقة القائمة بين بلدينا في هذه النقطة آو في غيرها))‪.‬‬
‫الملحق الثاني ‪ :‬روما في ‪1900 12 / 16‬‬
‫رسالة وزير الخارجية االيطالي إلى السفير الفرنسي في روما‬
‫((أن الوضع الحالي في البحر المتوسط واالحتماالت التي يمكن أن تنشا فيه كان موضوع تبادل ودي لألفكار ولما كانت‬
‫حكومتن ا تح دوهما الرغب ة في إن تبع دا في ه ذا الش أن أيض ا ك ل م ا من ش انه إن يعك ر في الحاض ر أو المس تقبل التف اهم‬
‫المش ترك ال ودي‪ ،‬وفيم ا يتعل ق خاص ة ب المغرب نجم عن محادثاتن ا آن عم ل فرنس ا يه دف إلى مباش رة وحماي ة حقوقه ا‬
‫الناشئة عن مجاورة إقليمها لهذه اإلمبراطورية‪ ،‬وعمل فرنسا بهذا التحديد السابق‪ ،‬اعترف انه في نظرنا ليس من شانه‬
‫آن ين ال من مص الح ايطالي ا كدول ة متوس طة‪ ،‬كم ا أن من المفه وم أيض ا ان ه إذا م ا ت وجب تع ديل الوض ع السياس ي أو‬

‫‪416‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫اإلقليمي للمغ رب ف ان ايطالي ا في إط ار المعامل ة بالمث ل تحتف ظ ب الحق في تط وير محتم ل لنفوذه ا في ط رابلس وبرق ة‪،‬‬
‫والشك في أن هذه التوضيحات التي اتفقنا على إبقائها سرية ستساهم في تمتين عالقة الصداقة بين بلدينا ))‪.‬‬
‫وعلى م ا يب دو أن الحكوم ة الفرنسية اس تطاعت من استغالل العالق ات المتط ورة والتفاهم ات المشتركة م ع بريطاني ا من‬
‫اجل انتزاع اعتراف ايطاليا بنفوذها في المغرب ولكن ايطاليا أرادت أن يكون الحل على قدم المساواة بين الدولتين فيما‬
‫يخص النفوذ الفرنسي في المغرب وااليطالي في ليبيا إال أن فرنسا رفضت ذلك جاء ذلك من خالل الرسالة التي وجهها‬
‫السفير الفرنسي في روما إلى دلكاس يقترح فيها عدم المساواة المشار إليه في الرسالة االيطالية السابقة قائال ‪:‬‬
‫(آن حكوم ة الجمهوري ة الفرنس ية ال تع ترف بح ق ايطالي ا في أن تم د دون موافقته ا نفوذه ا إلى والي ة ط رابلس وعلى‬
‫العكس من ذلك تعترف الحكومة االيطالية بحق فرنسا في مد نفوذها إلى المغرب تحت إي شكل تراه مع تحفظها بأنه‬
‫في حال ة تع ديل الكي ان السياس ي آو اإلقليمي لإلمبراطوري ة العثماني ة فسيص بح مس موحا اليطالي ا ب ان تط ور نفوذه ا في‬
‫طرابلس إال أذا بلغت فرنسا حد فرض سيادتها المباشرة آو بسط سيادتها على المغرب))‪.‬‬
‫وفيما يلي نص الرسالتين المتبادلتين نظرا ألهميتها المتبادلة في رسم معالم العالقات الفرنسية – االيطالية خالل الفترة‬
‫التي سبقت الغزو االيطالي لليبيا سنة ‪ .1911‬ولتوضيح طبيعة الحلف الثالثي الدفاعية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬رسالة برنينتي وزير الخارجية االيطالي إلى بارير سفير فرنسا في روما‪.‬‬
‫الملحق الثالث ‪ :‬روما أول نوفمبر ‪1902‬‬
‫((عقب المباحث ات ال تي أجريناه ا ح ول الموق ف المتب ادل اليطالي ا وفرنس ا في ح وض المتوس ط والمتعلق ة بش كل أدق في‬
‫مص الح ال دولتين في ط رابلس وبرق ة وفي المغ رب رأين ا من المالئم إن نوض ح ب ان االلتزام ات الناش ئة عن الرس ائل‬
‫المتبادلة في هذا الموضوع بين سعادتكم والمركيز فيسكونتي فينوستا* في ‪ 14‬و ‪ 1900 / 12 / 16‬تقضي بان إي من‬
‫الدولتين تستطيع بحرية تقوية منطقة نفوذها في المناطق المشار إليه في رسالة سعادتكم المذكورة المورخة ‪/ 12 / 14‬‬
‫‪( 1900‬فإننا نعني حدود طرابلس الواردة في خريطة المرفقة بتصريح ‪ 1899 / 3 / 31‬الملحق باتفاقية ‪/ 6 / 14‬‬
‫‪ 1898‬الفرنسية االنجليزية ونعتقد آن هذا التفسير ال يترك مجاال أالن ألي خالف بين بلدينا حول مصالحهما في البحر‬
‫المتوسط وبمناسبة هذه المحادثات وحتى نستبعد نهائيا آي سوء تفاهم ممكن بين بلدينا ال تردد من اجل تحقيق المواقف‬
‫العام ة لتل ك المباحث ات في إن أعلن تلقائي ا باس م حكوم ة ص احب الجالل ة التص ريحات التالي ة (عن دما تك ون فرنس ا ه دفا‬
‫لع دوان مباش ر آو غ ير مباش ر من دول ة أو ع دد من ال دول ف ان ايطالي ا تل زم الحي اد الت ام‪ ،‬ك ذلك األم ر تج د فرنس ا اث ر‬
‫اس تفزاز مباش ر مض طرة لل دفاع عن كرامته ا وأمنه ا‪ ،‬بأخ ذ المب ادرة وإ عالن الح رب وفي ه ذه الحال ة على حكوم ة‬
‫الجمهوري ة إن تبل غ نيته ا مس بقا إلى الحكوم ة الملكي ة ح تى يك ون له ذه األخ يرة أن تتأك د من إن األم ر يتعل ق فعال بحال ة‬
‫استفزاز مباشر ولكي ابقي مخلصا لروح الصداقة التي اوحت بهذه التصريحات فإنني مخول بان اوكد لكم انه ال توجد‬
‫بالنس بة اليطالي ا ولن ت برم في المس تقبل أي بروتوك ول أو ت رتيب عس كري لطبيع ة تعاقدي ة دولي ة يخ ل بم ا ورد في ه ذه‬
‫التص ريحات‪ ،‬وعلي أن أض يف ان ه باس تثناء م ا يتعل ق بتفس ير المص الح المتوس طية لل دولتين وه و التفس ير ذي الطبيع ة‬
‫النهائية طبقا لروح الرسائل المتبادلة ‪ 14‬و‪ 1900 / 1 / 16‬بين سعادتكم والمركيز فيسكونتي فينوستا‪ ،‬فان التصريحات‬
‫السابقة تنسجم مع االلتزامات الدولية الحالية اليطاليا‪ ،‬والحكومة الملكية ترى أنها ستسمر ذات قيمة كاملة طالم ا لم تعلن‬
‫حكومة الجمهورية بان هذه االلتزامات فقد عدلت‪ ،‬وسأكون شاكرا لسعادتكم إذا تفضلتم بإعالمي بتسلم هذه المراسلة التي‬
‫يجب أن تبقى سرية وان ترسل إلي شهادة بذلك باسم حكومة الجمهورية))‪.‬‬
‫التوقيع ‪ :‬برنيتى‬
‫وزير خارجية ايطاليا‬
‫ثانيا ‪ :‬رد السيد بارير سفير فرنسا في روما على رسالة برنيتي وزير خارجية ايطاليا روما في ‪1902 / 11 / 1‬‬

‫‪417‬‬
‫أيلول‪2013/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪13/‬‬

‫((في الخط اب الذي تلقيت ه من سعادتكم بت اريخ الي وم ذكرتم وني بأن ه عقب محادثاتن ا المتعلقة بوضع فرنس ا وايطالي ا في‬
‫البح ر المتوس ط وخاص ة فيم ا يتعل ق بمص الح البل دين في ط رابلس وبرق ة وفي المغ رب رأين ا من المناس ب أن نح دد ب ان‬
‫االلتزامات الناشئة في هذا الموضوع في ‪ 14‬و‪ 1900 / 1 / 16‬بيني وبين مركيز فيسكونتي فينوستا‪ ،‬تقضي بان آي‬
‫من الدولتين تستطيع بحرية تقوية منطقة نفوذها في المناطق المشار إليها عندما نرى ذلك مناسبا ودون آن يكون عمل‬
‫أحداهما مرتبطا بالضرورة بعمل األخرى‪ ،‬وقد بين أن يكون عمل أحداهما مرتبطا بالضرورة بعمل األخرى‪ ،‬وقد بين‬
‫في تلك المناسبة انه بالنسبة للتوسع الفرنسي في إفريقي ا الشمالية المشار إليه ا المورخة في ‪ ،1900 / 12 / 14‬فإنن ا‬
‫نعني حدود طرابلس الواردة الخريطة المرافقة بتصريح ‪ ،1899 / 3 / 21‬والملحق باتفاقية ‪ 1898 / 6 / 14‬الفرنسية‬
‫االنجليزية وهو كما نرى ال يترك أالن آي مجال للخالف حول مصالح الدولتين في البحر المتوسط وبهدف آن نستبعد‬
‫بطريق ة نهائي ة ك ل س وء تف اهم ممكن بين بل دينا خ ولتم من ط رف حكوم ة ص احبة الجالل ة ب ات تعلن تلقائي ا بعض‬
‫التص ريحات ال تي ته دف إلى تحدي د المواق ف العام ة اليطالي ا اتج اه فرنس ا ويش رفني آن أحي ط س عادتكم علم ا بتس لم ه ذه‬
‫المراسلة وإ ثباتها باسم حكومتي وكذلك إثبات هذه التصريحات‪ ،‬وقد خولت بالمقابل بان ابدي بالطريقة التالية الشروط‬
‫ال تي ت رى فرنس ا في إطاره ا وض من نفس ال روح الودي ة تس وية العالق ات العام ة م ع ايطالي ا عن دما تك ون ايطالي ا ه دفا‬
‫لعدوان مباشر من دولة آو عدد من الدول فان فرنسا تلتزم الحياد التام‪ ،‬كذلك األمر عندما تجد ايطاليا نفسها اثر اس تفزاز‬
‫مباشر مضطرة للدفاع عن كرامتها وأمنها لتأخذ المبادرة وإ عالن الحرب وفي هذه الحالة على الحكومة الملكية أن تبلغ‬
‫نيتها مسبقا إلى حكومة الجمهورية حتى يكون لهذه األخيرة إن تتأكد من أن األمر يتعلق فعال بحالة استفزاز مباش ر واني‬
‫مخول كذلك بان أصرح لكم بأنه ال يوجد بالنسبة لفرنسا ولن تبرم في المستقبل آي بروتوكول آو ترتيب عسكري طبيعة‬
‫تعاقدي ة دولي ة يخ ل بم ا ورد في ه ذه التص ريحات‪ ،‬ومن المتف ق علي ه أخ يرا ان ه باس تثناء م ا يتص ل بتفس ير المص الح‬
‫المتوس طية لل دولتين وه و التفس ير النه ائي طبق ا ل روح الرس ائل المتبادل ة في ‪ 14‬و‪ 1900 / 12 / 16‬بين المرك يز‬
‫فيسكونتى فيوستا وبينى‪ ،‬فان التصريحات السابقة على ذلك والتي يجب آن تبقى سرية والتي تنسجم وااللتزامات الدولية‬
‫الحالي ة اليطالي ا ستس مر ذات قيم ة مطلق ة طالم ا الحكوم ة الملكي ة لم تعلم الحكوم ة الجمهوري ة ب ان ه ذه االلتزام ات ق د‬
‫عدلت))‪.‬‬

‫‪418‬‬

You might also like