Professional Documents
Culture Documents
Basic Ed13 13
Basic Ed13 13
406
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
المبحث األول
والية طرابلس الغرب والتسويات الدولية التي مهدت للغزو االيطالي سنة 1911
يرى العديد من المهتمين بدراسة هذه الفترة التاريخية لوالية طرابلس الغرب آن التسويات الدولية ترجع إلى ما
1856ال تي ان دلعت بين روس يا القيص رية والدول ة العثماني ة وال تي انتهت بانتص ار ()2
بع د ح رب الق رم * - 1853
األخيرة التي ساندتها كال من فرنسا وبريطانيا التي كانت سياستها تجاه روسيا تقوم على أساس منع روسيا من الوصول
إلى مضايق البسفور والدردنيل أوال والمحافظة على سالمة الدولة العثمانية إلى آن يحين وقت اقتسامها ثانيا ،ففي سنة
1857اقترح اإلمبراطور الفرنسي نابليون الثالث ( ) NApOleon IIIآن تذهب فرنسا إلى مراكش وان تذهب بريطانيا
إلى مصر وان تذهب سردينيا إلى تونس بل كان موقفه أكثر وضوحا عندما طالب باحتاللها من قبل ايطاليا سنة .1864
بينما يرى آخرون آن افتتاح قناة السويس سنة 1869جعل ايطاليا التي توحدت حديثا تبدأ بالتفكير في أمكانية
()3
التدخل في والية طرابلس الغرب.
أال آن في الحقيقة آن سياسة التسويات الدولية التي اتبعته ا ايطالي ا بخصوص والية طرابلس الغرب كانت أكثر
نضوجا ووضوحا بعد عقدها للحلف الثالثي الذي ضم باإلضافة إليها كال من ألمانيا والنمسا والمجر سنة ،1883وقد
()4
استمرت عضوا فعاال في هذا الحلف إلى سنة 1891حيث يتم تجديد الحلف كل أربع سنوات وقد جدد ثالث مرات.
وقد عقدت ايطاليا العديد من التسويات الدولية مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والنمسا وروسيا.
أوال :التسوية االيطالية – البريطانية :
كانت ايطاليا خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبصورة خاصة خالل الفترة الستينات منه قد ركزت
على ت ونس حيث ضغطت باتج اه عقد حلف ا ثالثي ا ضمها إلى ج انب فرنس ا والنمس ا * ( )5ومش روعا يتض من بالسماح له ا
بإنش اء موسس ات تجاري ة على الس احل التونس ي وفي س نة 1871فك رت ايطالي ا ج ديا بإرس ال حمل ة إلى ت ونس آال أنه ا
تخلت عن ه ذه الخط ة بس بب معارض ة كال من بريطاني ا والدول ة العثماني ة وبع د احتالل بريطاني ا لق برص س نة 1878
شجعت بريطانيا وألمانيا ايطاليا للذهاب إلى تونس ،بل آن كل من روسيا والنمسا أعطتها حق التصرف في تونس.
وبع د احتالل فرنس ا للجزائ ر س نة 1830ثم ت ونس 1881تع اظم اهتم ام بريطاني ا بوالي ة ط رابلس الغ رب بع د
احتاللها لمصر سنة .1881
وإ م ام ه ذه التط ورات أص بحت والي ة ط رابلس الغ رب هي الفاص ل الوحي د بين الوج ود االس تعماري البريط اني
والفرنسي على الساحل اإلفريقي الشمالي.
فأخذت بريطانيا ترنو ببصرها إلى دولة اقل شئنا من فرنسا لتجاورها في الوالية وينعكس هذا االتجاه واض حا في
تقارير الرحالة البريطاني (كوبر) الذي قام برحلته إلى دواخل الوالية بين سنتي 1896 – 1895مستترا وراء دراسة
اآلثار ولكنه في الحقيقة كان يدرس األوضاع االجتماعية والسياسية للوالية" ،داعيا ساسة بالده على جعل طرابلس عند
()6
زوال الدولة العثمانية "آن تقع تحت سيطرة دولة ال تصطدم مصالحها المادية مع المصالح البريطانية".
وأدركت ايطالي ا المكان ة الدولي ة ال تي كانت ا تتمت ع به ا بريطاني ا في مج ال العالق ات الدولي ة الس ائدة آن ذاك فح اولت
الحصول على رضائها في مسالة إعطائها الحق في غزو والية طرابلس الغرب حيث أيد الرئيس االيطالي (فرانشيسكو
كيرسبي) ( )Francesco kirsbiبريطانيا في تصديها لقمع ثورة ( احمد عربي) في مصر سنة 1881التحريرية ضد
الوجود البريطاني وقد سجلت ايطاليا بذلك موقفا ايجابيا بتأيدها المعنوي لبريطانيا أثناء هذه الثورة الوطنية في مصر
نالت بذلك عطف بريطانيا المتزايد بإعطائها حق االستيالء على طرابلس وبرقة وقد انعكس هذا التعاطف البريطاني في
برقي ة رفقته ا الحكوم ة البريطاني ة للحكوم ة االيطالي ة ج اء فيه ا (أذا تغ ير الوض ع الق ائم في ح وض المتوس ط فسيص بح
407
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
احتالل ايطاليا لطرابلس ضرورة ملحة حتى ال يصبح البحر المتوسط بحيرة فرنسية) ومنذ عام 1882حصلت ايطاليا
على موافقة مبدئية من بريطانيا على احتاللها لوالية طرابلس الغرب وخاصة بعد احتاللها لمصر.
وبناءا على هذه المعطيات الجديدة في العالقات بين بريطانيا وايطاليا توصل الطرفان إلى عقد اتفاقية سرية وذلك
في 12فبراير 1883اتفق فيها الطرفان بالمحافظة على الوضع القائم في البحر المتوسط واالدرياتيك والبحر األسود
(.)7
كما اتفق الطرفان على تأييد كل منهما األخر فيما يتعلق بمصالحهما في مصر وطرابلس
وقبي ل االحتالل االيط الي أي د وزي ر الخارجي ة البريطاني ة (ادوار ج راي .غ راي) ( )Edward Grayالتوجه ات
االيطالية تجاه والية طرابلس الغرب قائال (أذا تغير الوضع القائم في خوض المتوسط فسيصبح احتالل ايطالي ا لطرابلس
ضرورة ملحة حتى ال يصبح البحر المتوسط بحيرة فرنسية) وهو بهذا اكد نفس الموقف البريطاني السابق المؤي د لمس الة
الغزو االيطالي وقد وصف السفير االيطالي اتصاالته مع وزير الخارجية البريطانية ادوارد جراي باالتصاالت الناجحة
قائال (أطلعته على صعوبة وضعنا ،وان دراسته لهذا الوضع قد أقنعته بان احتياجاتنا قائمة على أسس ثابتة فإذا أخفقت
ايطاليا في كل محاولة ممكنة .لحماية مصالحنا بالوسائل السلمية ،وجدت نفسها مضطرة إلى العمل الحربي فان انكلترا
()8
لن تكتفي بمجرد المعارضة ولكنها ستقدم عونها وتعاطفها المعنوي)
وأك د الس فير االيط الي في تقري ره لحكومت ه (أن انكل ترا ق د احتفظت دوم ا بمب دأ الب اب المفت وح في ك ل م ا يتص ل
بالمجال االقتصادي) وكانت بريطانيا من أول الدول األوربية على علم بنوايا ايطاليا لغزو والية طرابلس الغرب ،جاء
ذل ك من خالل لق اءات الس فير االيط الي في لن دن المرك يز امبري الي ال ذي وج د الطري ق مفتوح ة إمام ه ل دى الحكوم ة
()9
البريطانية في يوليو .1911
والحقيق ة أن ايطالي ا ش رعت في حمل ة دبلوماس ية وسياس ية ته دف إلى كس ب بريطاني ا وتأي دها لسياس تها في والي ة
()10
طرابلس الغرب ،العتقادها أن التأيد الفرنسي وحده لم يكن كافيا بل انه ال يعني شيئا دون موافقة بريطانيا العظمى.
ثانيا :التسوية االيطالية – األلمانية :
ح اولت ايطالي ا اس تغالل ك ل الف رص المتاح ة إمامه ا ك المؤتمرات واألحالف الدولي ة ومنه ا م وتمر ب رلين 1878
ومنه ا الحل ف الثالثي س نة 1883ال ذي يض مها إض افة إلى ألماني ا والنمس ا والمج ر وال ذي تم تجدي ده س نة – 1887
.1891من اجل الحصول على ضمانات مستقبلية في تونس ،ولكنها عادت من موتمر برلين بأيدي نظيفة وفارغة ،الن
ألماني ا وبريطاني ا وع دتا فرنس ا بحري ة التص رف في اإلقليم ال ذي ك ان يع رف بالت اريخ الق ديم بقرط اج وذل ك ثمن ا لقب ول
فرنسا باالحتالل البريطاني لقبرص.
والحقيقة أن المصالح األوربية متداخلة فيما بينها ،فان ألمانيا تنازلت عن إطماعها في تونس من اجل آن تغض
فرنسا النظر عن االنتقام لخسارتها في حرب السبعين ()1870الذي دارت بينها وبين ألمانيا والتي خسرت فيها فرنسا
إقليمي االزاس والل ورين الغن يين ب الفحم والحدي د ،فبع د س نة 1882أحجمت ألماني ا عن تط وير رغبته ا االس تعمارية في
والية طرابلس الغرب وحاولت إن تستفيد من االحتالل الفرنسي لتونس التي كانت اليطاليا إطماع فيه ا ،وفعال أفلحت في
ع زل ايطالي ا عن ك ل من فرنس ا وبريطاني ا وبالت الي في إقناعه ا باالنض مام إلى الحل ف الثن ائي (ألماني ا والنمس ا والمج ر)
ال ذي أص بح ثالثي ا س نة 1883وفي ش باط 1887وق ع ال زعيم األلم اني (بس مارك) اتفاق ا ثنائي ا م ع ايطالي ا اع ترف في ه
بحقها في احتالل والية طرابلس وبرقة رغبة منه في تقوية عالقات التحالف مع ايطاليا من جهة وإ ثارة الصدام بينهما
()11
وبين فرنسا من جهة أخرى خاصة أذا ما زادت من توسع نشاطها في الشمال اإلفريقي
وعلى ما يبدوا آن العالقات الجيدة التي تربط الدول العثمانية مع ألمانيا كان له دور كبير في ذلك التردد األلماني
في تأييد ايطاليا في خططها لغزو والية طرابلس الغرب ،إال انه مع ذلك (كانت التطمنينات التي منحتها ايطاليا أللمانيا
والنمس ا من آن عمله ا الح ربي ينحص ر في نط اق ح ول البح ر األبيض المتوس ط واالمتن اع ق در اإلمك ان عن إعم ال من
ش انها آن تث ير انعكاس ات في البلق ان أوال ،والن ايطالي ا ربطت بين التأيي د األلم اني النمس اوي له ا الحتالله ا ليبي ا وبين
408
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
مواقفه ا على تجدي د الحل ف الثالثي معه ا ثاني ا) .وق د ع بر جيولي تي عن ذل ك ق ائال (ك ان ذل ك كفيال اليطالي ا على موافق ة
()12
ألمانيا والنمسا الحتالل ليبيا وإلشعار فينا وبرلين بان إي اتجاه معاد غير ودي سيعرض الحلف للخطر الجدي بيننا).
إال أن عدم طموح ألمانيا باحتالل والية طرابلس الغرب لم يمنعها من ان توليها االهتمام الكبير لرعاية مصالحها
التجاري ة واالقتص ادية ع بر الص حراء حيث أش ار الرحال ة األلم ان إلى أهمي ة م دن الوالي ة التجاري ة وفي مق دمتها مدين ة
()14
الذي تعتبر مركزا مهما لتجارة جنوب الصحراء اإلفريقي المودية إلى أوربا. ()13
غات
ثالثا :التسوية االيطالية – الفرنسية :
لم يكن لفرنس ا مي وال حقيقي ة الحتالل والي ة ط رابلس الغ رب ،باس تثناء أم ر واح د فق ط ه و تس وية مش كلة الح دود
لص الح ت ونس ال تي ق امت باحتالله ا س نة ،1881ومن اج ل تحيي د موق ف ايطالي ا في الحل ف (الثالثي) (ايطالي ا ،ألماني ا،
النمسا والمجر) حاولت فرنسا تامين وضمان وجودها في تونس من خالل التفاهم مع ايطاليا التي حاولت الوصول إلى
تس وية معين ة بش ان نق اط الخالف بينهم ا ،وق د وج دت فرنس ا في محاول ة االيط اليين س نة 1890الفرص ة المناس بة أيض ا
العتراف فرنسا بوجودها في إثيوبيا والحصول على تأكيد تأييدها لها على حرية التصرف في والية طرابلس الغرب،
()15
ولكن المفاوض (المندوب) كريسبي قطع المفاوضات عندما اقترحت فرنسا أن تتن ازل ايطالي ا عن مطالبه ا في تونس
وبعد خمس سنوات حصلت تطورات ايجابية في العالقات الفرنسية – االيطالية كانت كفيلة بتوصيل الطرفان إلى تسوية
سنة 1896بشان مصالحهما في تونس.
إال إن توقي ع االتفاقي ة البريطاني ة – الفرنس ية في 31م ارس آذار 1899وال تي على م ا يب دو أبقت الب اب مفتوح ا
إمام فرنسا (لكي تعتبر كل دواخل إقليم طرابلس تقريبا كمنطقة توسع فرنسا) * .أسهم في توتر العالقات من جديد بين
فرنس ا وايطالي ا لق د وق ع ه ذا االتف اق في لن دن من قب ل الل ورد س اليزيوري ( )Selisoraوالس فير الفرنس ي في لن دن ب ول
ك امبون Cambon Paulوفي ه تخلت فرنس ا عن بح ر الغ زال واالمتن اع عن إنش اء أي نف وذ سياس ي في وادي الني ل
()16
العالي ،في الوقت الذي حصلت فيه فرنسا على نفوذ لها في شرق التشاد وغيرها من البلدان إفريقيا الوسطى.
أال آن الموق ف الفرنس ي من اإلطم اع االيطالي ة ب دا يتط ور بص ورة ايجابي ة وق د ب رر رئيس ال وزراء االيط الي
جيوليتي (الموقف الفرنسي الودي بصورة تامة باعتبار آن الوضع العام في أفريقيا الوسطى والوضع الخاص الذي كانت
توج د علي ه ايطالي ا أنم ا هم ا نتيج ة مباش رة للسياس ة الفرنس ية في المغ رب ،آو االتفاقي ات ال تي تمت من ذ زمن طوي ل،
وتأكدت دوم ا بين ايطالي ا وفرنسيا وأشار رئيس الوزراء االيط الي إلى محادثات الس فير االيطالي بب اريس (تيتوني) مع
وزير الخارجية الفرنسي دي سلف Deselvesوقد صرح هذا األخير بأنه يمكننا االعتماد في تصرفنا بطرابلس الغرب
على وقوف فرنسا الغير مشروط إلى جانبها) ،كما أعلن السفير الفرنسي في ر وما بارير في سنة ( 1902ان إمكانية
قيام تصادم مصلحي بيسن ايطاليا وفرنسا أصبح مستحيال) وتبع ذلك تعهدات سرية بين البلدين اعترفت ايطاليا باحترام
مصالح فرنسا في مراكش وتونس واعتراف فرنسا بإطالق يد ايطاليا في والية طرابلس الغرب.
وك انت الرس ائل المتبادل ة بين و زي ر الخارجي ة االيط الي والس فير الفرنس ي في روم ا دالل ة واض حة على التواف ق
()17
التام بخصوص المصالح المتبادلة لكال منها في والية طرابلس الغرب والمغرب (مراكش).
وهك ذا بع د آن ض منت ايطالي ا الموق ف البريط اني المؤي د بش ان إطماعه ا في والي ة ط رابلس الغ رب فإنه ا ق امت
بتسوية األمور ذات االهتمام المشترك بينها وبين فرنسا مستفيدة من الموقف البريطاني ،حيث تبادل وزير خارجيتها مع
السفير الفرنسي في روما العديد من الرسائل توكد عكس ما ذهب إليه بعض الباحثين من ضعف الدور الفرنسي في هذه
المرحلة.
رابعا :التسوية االيطالية – النمساوية :
وعدت النمسا ايطاليا ضمن اتفاقية الحلف الثالثي الموقعة بينهما موافقتها على حرية التصرف االيطالي تج اه ليبي ا
(والية طرابلس الغرب) وذلك إثناء تجديد اتفاقية الحلف الثالثي الذي يضم ايطاليا وألمانيا والنمسا والمجر في تصريح
409
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
رسمي مكتوب أعلن وزير الخارجية ايطاليا (أن النمسا ستكون محايدة في حالة ،أي نتيجة للظروف الراهنة أو بسبب
تطورات قد تحدث في ليبيا ،تجد ايطاليا نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات تتطلبها مصالحها القومية).
والحقيق ة آن ه ذه التعه دات لم تكن ض رورية الن الحل ف الثالثي بم وجب الم ادتين التاس عة والعاش رة من عق ده ق د
تض منها منهاج ه عن د تجدي ده للم رة الثالث ة في م ايو 1891وهك ذا نج د الموق ف النمس اوي أك ثر ق وة في تأي د ايطالي ا في
والية طرابلس الغرب مما هو عليه الموقف األلماني ولعل العالقات الجيدة التي كانت تربط الدولة العثمانية مع ألمانيا
()18
ألقت بضاللها على مجمل العالقات التي كانت سائدة بين إطراف الحلف الثالثي.
خامسا :التسوية االيطالية -الروسية :
ك انت التفاهم ات والتس ويات بين ايطالي ا وروس يا مت أخرة بخص وص والي ة ط رابلس الغ رب ،فق د توص لت معه ا
ايطالي ا إلى اتفاقي ات في أكت وبر /تش رين الث اني 1909ووع دت ايطالي ا بموجبه ا أن تؤي د الطموح ات الروس ية في
المض ايق وفي المقاب ل ت ركت روس يا ايطالي ا ح رة في والي ة ط رابلس الغ رب ،وهك ذا اس تكملت ايطالي ا االس تعدادات
()19
الدبلوماسية والسياسية للعملية الغزو وأصبح احتالل والية طرابلس الغرب ،مسالة وقت وتوقيت وظروف مالئمة.
كما حصلت ايطاليا على تعهد من روسيا بعدم وجود أطماع لديها في والية طرابلس الغرب فقد أكد ذلك جيوليتي
رئيس الوزراء االيطالي في مذكراته قائال (قد حصلت أثناء زيارة قيصر روسيا إلى راكونيجي على اعتراف بحقوقنا
()20
في تلك المنطقة من جانب روسيا.
المبحث الثاني
االستعداد العسكري لغزو ليبيا 1911 – 1891
لقد فكرت ايطاليا بصورة جدية للقيام بعملية غزو والية طرابلس الغرب منذ سنة 1891أال أن الظروف الدولية
لم تكن مأتية له ا ،ولكن بقيت فكرة الغزو قائمة وعاودت القي ام بها م رة أخرى فكانت االستعدادات العسكرية لها أكثر
جدية خالل سنتي 1902 – 1901عندما درست ايطاليا إمكانية إرسال حملة عسكرية إلى والية طرابلس الغرب وهو
المش روع ال ذي ن ال موافق ة برني تي ( )Bernataوزي ر خارجيته ا ،ولكن ال رئيس االيط الي زتان ارديلى ()Zanardela
عارض ذلك المشروع مما أدى إلى تأجيل عملية الغزو ،وفي أغسطس آب سنة 1902قام األسطول االيطالي بزيارة
شواطئ والية طرابلس الغرب*(.)21
وبدأت ايطاليا فعليا سنة 1904مناورات مشتركة تعاون فيها الجيش والبحرية وقد تجلت واضحة بعملية أنزال
()22
الجيوش االيطالية على اراضي الوالية في كل من درنة وبنغازي وطرابلس.
وفي سنة 1905أسس فرع لبنك دي روما في طرابلس وعلى اثر نشاط الدعاية االيطالية ضد الدولة العثمانية
واكتتب الباب ا ثل ثين من مجم وع رأس مال ه وق د اس تعمل ال والي العثم اني رجب باش ا ( )1908 – 1904ك ل نف وذه في
()23
معارضة تأسيس البنك ،ولكن حكومة اآلستانة عارضت تشدده.
وهناك بعض المصادر التي أشارت على أن بنك دي روما كان قد افتتح له فرع في طرابلس في 15ابريل سنة
1907وفتح ف روع جدي دة في بنغ ازي ودرن ة ومص راته واتس عت اس تثماراته في س نة 1911عن د الغ زو وأص بح رأس
مال ه 245ملي ون ل يرة ايطالي ة وتمثلت اس تثمارات المص رف في إنش اء مص نع لكبس الحلف اء بط رابلس ومعاص ر زيت
الزيتون ومطاحن للدقيق ومصانع للصابون واإلسفنج وريش النعام *(.)24
والبد من التأكيد على آن الوالي رجب باشا 1908–1904كان من أفضل الوالة الذين تسلموا الحكم في والية
ط رابلس الغ رب وك ان م دركا لخط ورة السياس ية االيطالي ة على مس تقبل الوالي ة فتص دى له ا بك ل ق وة وك ان عه ده عه د
إصالح ونشاط وتميزت سياسته بنشر التعليم أوال ومعارضة السياسة االيطالية ثانيا ،إضافة إلى قيامه بعملية اإلصالح
للقالع والحص ون وتوري د األس لحة للوالي ة وتش جيع س كان الوالي ة على االنخ راط في س لك الجندي ة ومن الج دير بال ذكر
على إن بنك روم ا تم افتت اح ف رع له في ط رابلس رغم معارضة رجب باش ا ولم تصدر له الدولة العثماني ة إي مرسوم
410
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
بخصوص ذلك وهذا خالف عادة التراخيص للمشاريع األجنبية فضال على عدم موافقة الحكومة المحلي ة في الوالية على
افتتاحه ،وه ذا دليال على م دى التغلغ ل االيط الي في والي ة ط رابلس الغ رب وأصبح بن ك روم ا مرك زا للدعاي ة االيطالي ة
ال تي مه دت إلى عملي ة الغ زو في ال وقت ال ذي اس تطاعت الحكوم ة االيطالي ة من الت أثير على الس فير العثم اني في روم ا
والذي اخذ يتوسط لدى حكومته بضرورة التساهل مع سلوك بنك دي روما في شرائه لألراضي فكتب إليها يقول (أن
ايطاليا تبذل جهدا كبيرا لمساعده الحكومة الحالية ،خصوصا بعد الدستور ،ومن الواجب على الباب العالي آن يتسامح
مع بنك دي روما تثبيتا ألواصر المودة بين الدولتين واحتكاما لمبادئ الحب والصداقة ،وبنا على توصياته أوعز الباب
الع الي للحكوم ة المحلي ة بط رابلس ب ان تقب ل بي ع األراض ي الف راغ باس م الم دير الع ام لبن ك دي روم ا ولكن رجب باش ا
عارض هذه السياسة اشد الممانعة .وسار يمنع في بيع األراضي للبنك بل انه حرض األهالي على الشراء بعضهم من
البعض األخ ر لق د أص بح البن ك في ف ترة وج يزة من ذ تأسيس ه س نة 1880من اب رز األدوات والوس ائل االس تعمارية في
الوالية بحكم احتوائه على العديد من المتنفذين من رجال الدين والسياسة ومن إخوان تيتوني حيث شغل توماس تيتوني
خالل الفترة ما بين 1909 – 1905منصب وزير الخارجية.
إال إن أهم ما قام به مصرف روما من أعمال ذات طابع عسكري مهدت لعملية الغزو مستقبال هي قيامه بشراء
األراضي لتسهيل عملية االستيطان مستقبال وكذلك القيام ببناء المخابز واألفران واستيراد الدقيق بشكل واسع النط اق من
اجل توفير األرزاق لقواته مستقبال حيث امتلكت القوات االيطالية معلومات دقيقة فور غزوها لسواحل الوالية عن هذه
المطاحن واألفران المدعومة من قبل بنك روما وخاصة المطاحن الموجودة في مدينة طرابلس مما يدل على أن وظيفة
()25
األفران كانت استخبارتية تتعلق بالغزو أكثر مما هي خدمية.
كما أرسلت ايطاليا بعثة عسكرية سنة 1906تتألف من عدة ضباط قالوا عنها أنها بعثة علمية للبحث عن اآلثار
وصلت إلى سوكنة وفزان وتمكنت من وضع خرائط حربية لجميع المناطق التي مرت بها وخالل حكم حسني باشا كان
التدخل االيطالي بشوون الوالية أكثر وضوحا وتهديدا لسيادتها حتى أعلن
االيط اليين أن اللجن ة النمس اوية للبحث عن الفوس فات واألمريكي ة للبحث عن اآلث ار القديم ة (يمس ش رف ايطالي ا
()26
صاحبة السيادة في طرابلس).
التي تعتبر جمعية (االتحاد والترقي) التي تولت الحكم في الدولة هنالك بعض المراجع والمصادر
العثمانية سنة 1908جعلت الحل العسكري اليطاليا هو الخيار الوحيد ومنها ما ذكرته مذكرات رئيس ال وزراء االيط الي
جيوليتي ولكن دراستنا لإلحداث التاريخية وموقف رجب باشا وتصديه للمساعي االيطالية بالسيطرة على الوالية وقيام
رج ال جمعي ة االتح اد وال ترقي باس تدعائه بحج ة تعيني ه وزي را للحربي ة دليال قاطع ا على رض وخ رج ال ه ذه الجمعي ة
للضغوط االيطالية إذا لم نستطيع القول أنهم تواطئوا مع المساعي االيطالية لتهيئة الظروف المناسبة لعملية الغزو التي
تمت في سنة .1911
فق د أرس لت الدول ة العثماني ة حس ن حس ني باش ا والي ا على والي ة ط رابلس الغ رب ال ذي ك ان مي اال لاليط اليين فق د
قضى على آي مقاومة لهم.
ولكن الشعب العربي الليبي اخذ على عاتقه زمام المبادرة بعد آن أدرك بالدليل القاطع مدى تواطئ العثمانيين مع
االيط اليين للس يطرة على بالدهم حيث عق د (م وتمر الخمس س نة )1910حض ره من دوبون الخمس وط رابلس الغ رب
وسرت وزليتين ومسالته واتخذ المجتمعون عدة قرارات حازمة بخصوص النفوذ االيطالي في الوالية فقرروا قطع آي
عالقة مع بنك روما لما له من خطورة ما قام به من عمليات شراء واسعة النطاق لألراضي فقرروا عدم بيع األراضي
ل ه آو اخذ القروض من ه ومقاطع ة خط وط الب واخر التابع ة له ،كم ا ق رر الم وتمر مقاطع ة الم دارس االيطالي ة العام ة في
طرابلس والخمس لما تشكله من غزو ثقافي خطير كما قرر الموتمر التجنيد الفوري وتوزيع السالح على السكان للدفاع
()27
عن البالد
411
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
وهكذا ما أن تهيأت الظروف المناسبة دوليا ومحليا اليطاليا حتى بدات عملية الغزو للوالية ،فتصدى لها الليبيون
لتبدأ معارك الجهاد ضد ذلك الغزو التي استمرت حتى سنة 1931باستشهاد شيخ المجاهدين عمر المختار.
الخاتمة
أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة :
أوال :أثبتت ه ذه الدراس ة فش ل السياس ة العثماني ة في تعامله ا م ع التس ويات الدولي ة ال تي تعرض ت إليه ا والي ة ط رابلس
الغرب من قبل الدول األوربية وغياب موقفها حيال ذلك
ثاني ا :إتب اع ايطالي ا ألس اليب رخيص ة وم اكرة بم ا فيه ا اس تغالل الظ روف االقتص ادية الص عبة وش راء األراض ي من
المواط نين الليب يين ب ابخس اإلثم ان لغ رض اتخاذه ا معس كرات ومعتقالت بع د عملي ة الغ زو أو أراض ي اس تيطانية
للمهاجرين االيطاليين.
ثالثا :عدم وجود سياسة تغلغل سلمي بصورة واضحة خالل العشر سنوات التي سبقت الغزو حيث أثبتت هذه الدراسة أن
التدخالت العسكرية ترجع إلى عام .1904
رابعا :فندت هذه الدراسة ادعاءات الساسة االيطاليين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء جيوليتي بان الخيار العسكري كان
نتيجة لتولي جمعية االتحاد والترقي الحكم في الدولة العثمانية ولكن في الحقيقة عكس ذلك فان التغلغل االيطالي كان
أوسع نطاقا خالل فترة حكمها الذي استمر ثالث سنوات من .1911 – 1908
خامسا :أكدت هذه الدراسة على حجم الموامرة الدولية الكبيرة التي تعرضت لها والية طرابلس الغرب من قبل الدول
الكبرى آنذاك وهي صورة واضحة على حجم التسويات الدولية التي تقرر مصير الشعوب آنذاك.
الهوامش:
:1ينظر :مذكرات جيوليتي "اإلسرار السياسية والعسكرية لحرب ليبيا " 1912 – 1911تعريب وتقديم محمد خليفة
التليسي منشورات الدار الجماهرية للنشر والتوزيع واإلعالن الطبعة الثالثة ،بنغازي 1986 .ص 11وما بعدها.
* :2ح رب الق رم ( )1855 - 1853تع د من أهم الح روب ال تي خاض تها الدول ة العثماني ة في الق رن التاس ع عش ر،
اشتركت فيها بريطانيا وفرنسا إلى جانب الدولة العثمانية ،وقد سميت بهذا االسم لحدوث معاركها في شبه جزيرة
القرم التي تقع شمال البحر األسود ،وكان السبب المباشر للحرب هو الصراع بين رهبان الكاثوليك واالرذودكسي
وكان قيصر روسيا نقوال الثاني انه حامي الكنيسة الشرقية االرذودكسية لذلك نالحظ تداخل العوام ل واألسباب التي
أدت إلى وقوعها بين السياسية للعداء التاريخي بين الدولتين الروسية والعثمانية واالقتصادية لسعي روسيا للوصول
إلى مياه البحر األبيض المتوسط المهم للتجارة العالمية والدينية السبب المباشر الندالعها .
للمزي د من التفاص يل عن ح رب الق رم ينظ ر :علي ال وردي ،لمح ات اجتماعي ه من ت اريخ الع راقي الح ديث ،الطبع ة
الثانية ج ،2بيروت ،دار الرشيد ،2005 ،ص 66وما بعدها.
لق د ك ان العام ل الق ومي باعتب ار آن معظم دول البلق ان ترج ع إلى العنص ر ألس الفي ،إض افة إلى العام ل ال ديني
كشعوبا مسيحية حاملة الديانة االرثودكسية المسيحية سببا مهما لحالة التصادم ما بين روسيا والدولة العثمانية لفترة
طويلة وهي من األسباب المهمة في ذلك الصراع.
للمزيد من التفاصيل عن المسالة الشرقية وحرب القرم ينظر :د .ميالد المقرحي ،تاريخ أوربا الحديث والمعاصر
من عص ر النهض ة إلى الح رب العالمي ة الثاني ة منش ورات الجامع ة المفتوح ة ،بنغ ازي ليبي ا ،1995 ,ص- 167
172
412
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
:3ينظ ر :وليم .س .اس كيو ،أورب ا والغ زو االيط الي لليبي ا 1912 – 1911ترجم ة ميالد المق رحي ،منش ورات مرك ز
جهاد الليبي ضد الغزو االيطالي ،سلسلة الدراسات المترجمة (1988 ،)14ص15ومابعدها
:4أسفرت المفاوضات الثنائية بين النمسا وايطالياعن تحالف ثالثي اشتركت فيها ألمانيا ووقعت في 20مايس 1882
ونصت على :
:1أن ال تعق د ال دول المتعاق دة محالف ة آو ترتب ط بش ي ض د مص لحة أي ة منه ا ،وان تتعه د ال دول المتحالف ة بالتش اور في
الش وون السياس ية واالقتص ادية ذات الص فة العام ة كلم ا دعت الح ال إلى ذل ك ،وان تتعه د ال دول الثالث بتق ديم
المساعدات المتبادلة في حدود مصالحها.
:2في حال ة م ا أذا ه اجمت فرنس ا ايطالي ا لس بب م ا وب دون تح رش من األخ يرة ،يك ون الطرف ان المتعاق دان اآلخ ران
مل زمين بتق ديم ك ل المس اعدات الالزم ة اليطالي ا وتتعه د ايطالي ا بمث ل ه ذا فيم ا ل و اعت دت فرنس ا على ألماني ا دون
استفزاز.
: 3أذا اتفق آن هوجمت دولة آو دولتان من الدول المتعاقدة الثالث دون استفزاز ،آو اشتبكت في حرب مع دولتين آو
أك ثر من الدول العظمى غ ير الموقع ة على هذه المعاهدة ،ف ان حال ة التح الف تنش ا في الح ال بالنسبة لك ل دول ة من
الدول المتحالفة الثالث.
:4أذا ه ددت ممتلك ات إح دى ال دول المتعاق دة بإح دى ال دول العظمى غ ير المتعاق دة وأص بحت الدول ة المه ددة مض طرة
إلعالن الحرب عليها ،فتتعهد الدولتان المتحالفتان األخريان بالوقوف على الحياد الودي مع االحتفاظ بحق التدخل
في الحرب بجانب الحليفة المتحاربة أذا ارتأت ذلك مناسبا.
:5في حال ة تهدي د س الم اح د ال دول المتحالف ة تتش اور ال دول المتحالف ة الثالث في ال وقت المناس ب ألج ل اتخ اذ م ايمكن
اتخاذه من االجراءت العسكرية بقصد التعاون في المستقبل ،وفي حالة اشتراك الدول الثالث في الحرب يجب عدم
عقد الهدنة والصلح آو أية معاهدة أخرى باالتفاق جميعا .وكانت مدة المحالفة اربع سنوات قابلة للتجدد ،وكانت
المعاهدة دفاعية بحتة وسرية غايتها المحافظة على السلم في أوربا.
إال أن ايطالي ا اس تخدمت عق د ه ذا الحل ف كوس يلة للض غط على ك ل من ألماني ا والنمس ا لتأي د مص الحها في والي ة
طرابلس الغرب مقابل الموافقة على تجديد الحلف .
لمزيد من التفاصيل عن مفاوضات عقد الحلف الثالثي ينظر :د .محمد محمد صالح ،تاريخ أوربا الحديث– 1870 ،
،1914مطبعة شقيق بغداد .1968 ،ص .15 – 14
* :5كان الموقف األلماني المويد لفرنسا في تونس سببا في انشقاق الموقف االيطالي عن الحلف الثالثي المطالب بها
الن ألماني ا تري د إله اء فرنس ا خ ارج الق ارة األوربي ة خوف ا من االنتق ام لخس ارتها في ح رب الس بعين ( ،)1870آم ا
بالنسبة لبريطانيا فإنها الزالت متمسكة بسياسة الباب الفتوح والمحافظة على سالمة الدولة العثمانية.
المصدر السابق نفسه .ص15
: 6لمزيد من التفاصيل عن التدخل القنصلي البريطاني والفرنسي خالل حكم يوسف باشا القرملي.
د .ك وال فوالي ان ،ليب ال اثن ا حكم يوس ف باش ا الق رملي ،ترجم ة عب د الق ادر مص طفى ومراجع ة د .ص الح ال دين
السوري ,منشورات مركز دراسة جهاد الليبي ضد الغزو االيطالي ،سلسلة الكتب المترجمة رقم .1988 5
:7د .عبد المولى صالح حرير ،التمهيد للعغزو االيطالي وموقف الليبين منه ,مجلة بحوث ودراس ات في الت اريخ اللي بي
1913 ،1991الجزء الثاني طرابلس .1988ص 30
:8المصدر نفسه ص.31
* :9آن سياس ة بريطاني ا بالمحافظ ة على س المة الدول ة العثماني ة ك ان موجه ا ض د روس يا لمنعه ا من الوص ول إلى
المضايق ،ولكن في الحقيقة آن الدول األوربية قامت بيسويات فيما بينها عكس ذلك حيث قسمت الدولة فيما بينها.
413
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
414
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
:27نيكوالي ايليتش بروشين ،تاريخ ليبيا في منصف القرن السادس عشر حتى مطلع القرن العشرين ،ترجمة وتقديم.
د .عماد حاتم ،منشورات دار الديد المتحدة ،بيروت .ص390 - 387
وعن موق ف الليب يين من الغ زو االيط الي لبالدهم ينظ ر :د .س الم محم د علي حم زة ،أض واء على حرك ة جه اد اللي بي
1918 – 1910دراسة تاريخية تحليلية) ،مجلة العلوم اإلنسانية والتطبيقية ،مجلة فكرية جامعة محكمة تصدر عن
كلية اآلداب والعلوم جامعة المرقب .العدد الخامس .2004ص 301وما بعدها.
قائمة بأسماء المصادر :
أوال :الوثائق الغير منشورة
ا -الوث ائق األمريكي ة المنش ورة (المجموع ة األولى) ،ترجم ة ش مس ال دين ع رب ابن عم ران ،إع داد مص طفى حام د
ارحومة ،منشورات مركز دراسة جهاد الليبيين.1988 ،
ب -الوث ائق األلماني ة ،تق ارير غوتل وب أدول ف ك راوزة ،ترجم ة د .عم اد ال دين غ انم ،منش ورات مرك ز جه اد الليب يين
للدراسات التاريخية ،سلسلة نصوص وثائق .1988 ،11
ثانيا :الرسائل العلمية التي اعتمدها البحث -:
ا -محي الدين رمضان محمد (العالقات الليبية الفرنسية إبان العهد العثماني الثاني 1911 – 1835رسالة ماجستير في
التاريخ الحديث والمعاصر .كلية اآلداب والعلوم زليتين ليبيا جامعة المرقب للعام الجامعي .2006 – 2005
ب -علي احم د علي (النش اط التج اري البح ري ال يال ة ط رابلس الغ رب إثن اء العه د القرم اني 1835 –1711رس الة
ماجس تير في الت اريخ الح ديث مقدم ة إلى كلي ة اآلداب والعل وم زليتن جامع ة الم رقب ليبي ا للع ام الدراس ي –2005
.2006
ج -محم د أب و راوي ألعم اري ،ممال ك الس ودان األوس ط وعالقته ا التجاري ة بوالي ة ط رابلس الغ رب وبرق ة من ذ الق رن
التاس ع عش ر وح تى مطل ع الق رن العش رين ،رس الة ماجس تير مقدم ة إلى كلي ة اآلداب والعل وم جامع ة الم رقب –
الخمس– ليبيا2006 ،
ثالثا :أهم الدوريات التي اعتمدها البحث :
أ – د .سالم محمد علي حمزة ،أضواء على حركة جهاد الليبي 1918 – 1910دراسة تاريخية تحليلية) ،مجلة العلوم
اإلنس انية والتطبيقي ة ،مجل ة فكري ة جامع ة محكم ة تص در عن كلي ة اآلداب والعل وم جامع ة الم رقب .الع دد الخ امس
.2004
ب -د .ش اوس حباس ي" ،من مظ اهر ال روح الص ليبية لالستعمار الفرنسي ب الجزائر ،1962 – 1830مجلة الدراس ات
التاريخية ،مجلة دورية يصدرها معهد التاريخ جامعة الجزائر العدد العاشر .1967
ج -مجلة " تاريخنا سلسلة كتبية تصدر عهن مركز دراسة جهاد الليبيين العدد الخامس ليبيا.
رابعا :الكتب العربية والمترجمة :
- 1احمد الطاهر الزاوي ،جهاد اإلبطال في طرابلس الغرب ،الناشر دار الفتح للطباعة والنشر ،بيروت بدون تاريخ.
-2ايتوري روسي ليبيا منذ الفتح العربي حتى سنة ،1911ترجمة وتقديم محمد التليسي ،توزيع الدار العربية للكتاب،
طرابلس الطبعة الثانية .1991
-3جاك بيشون ،المسالة الليبية في تسوية السالم ،ترجمة علي ضوي ،مراجعة د .صالح المخزوم ،منشورات مركز
دراسة جهاد الليبيين للدراسات التاريخية سلسلة الدراسات المترجمة 27الطبعة األولى .1991
- 4د .كوالفواليان ،ليبيا إثناء حكم يوسف باشا القرملي ،ترجمة عبد القادر مصطفى المحيشي ومرجعة الدكتور صالح
الدين السوري ،منشورات مركز جهاد الليبيين ضد الغزو االيطالي /سلسة الكتب المترجمة (1988 ،)5
415
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
-5د .عب د الم ولى ص الح الحري ر ،التمهي د للغ زو االيط الي وموق ف الليب يين من ه ،بح وث ودراس ات في الت اريخ اللي بي
1943 – 1911الج زء الث اني ،منش ورات مرك ز جه اد الليب يين للدراس ات الليبي ة ،سلس لة الدراس ات ( ،)4الطبع ة
الثانية .1988
-6د .وليم .س .اس كيو ،أورب ا والغ زو االيط الي ،1912 – 1911ترجم ة ميالد المق رحي ،مراجع ة ال دكتور عقي ل
البربار ،منشورات مركز جهاد الليبيين سلسلة الدراسات المترجمة (.1988 )4
-7م ذكرات جيولي تي ،اإلس رار السياس ية والعس كرية لح رب ليبي ا ،1912 – 1911تع ريب خليف ة محم د التليس ي،
منشورات الدار الجماهيرية ،الطبعة األولى.1976 ،
-8ميالد المقرحي ،تاريخ أوربا الحديث والمعاصر من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الثانية منشورات الجامعة
العربية المفتوحة ،بنغازي .1995
- 9محمد أمحمد الطوير ،تاريخ حركات التحرر في العالم ،منشورات كلية اآلداب ,الزاوية ليبيا .2002
: 10محمد محمد صالح ،تاريخ اوربا الحديث ،1914 – 1870مطبعة شفيق ،بغداد .1968
-11حلمي مح روس إس ماعيل ،ت اريخ الع رب الح ديث من الغ زو العثم اني إلى نهاي ة الح رب العالمي ة األولى ،موسس ة
شباب الجامعة اإلسكندرية.
-12عمر عبد العزيز عمر ،تاريخ المشرق العربي 1922 – 1516منشورات دار المعرفة الجامعية .1997
-13عبد الحميد البطريق التيارات السياسية المعاصرة 1815إلى 1960بيروت دار النهضة العربية .1974
:14علي الوردي ،لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ،ط 2ج ،2بيروت ،دار الرشيد .2005
المالحق
الملحق األول :روما 1900 / 12 / 14
رسالة السفير الفرنسي في روما بارير إلى وزير الخارجية االيطالي
((عقب إبرام اتفاقية 1899 / 3 / 21بين فرنسا وبريطانيا انتهزت حكومتي فرصة الرد على سلفكم المحترم لتقدم أليه
عن طريقي إيضاحات من شانها آن تبدد كل غموض حول مغزى تلك االتفاقية ،وبعد ذلك يعبر سعادتكم من شانها آن
تبدد كل غموض حول مغزى تلك االتفاقية ،وبعد ذلك يعبر سعادتكم عن رأيه بان تكرار هذه الضمانات بطريقة أكثر
صراحة سيساهم في تمتين العالقات الطيبة بين بلدينا ،ونتيجة ذلك إذن لي وزير الخارجية بان انقل إلى علم سعادتكم
نظرا لعالقات الصداقة القائمة بين فرنسا وايطاليا واعتقاد بان هذا التفسير سيودى إلى المزيد من تمتين العالقات ،إن
اتفاقية 1899 / 3 / 21بتركها والية طرابلس خارج تقسيم مناطق النفوذ الذي نصت عليه ،وقد وضعت لمنطقة النفوذ
الفرنسي في مواجهة طرابلس وبرقة حدا التنوي حكومة الجمهورية تجاوزه ،وانه ال يدخل في مشاريعها قطع طريق
القوافل الذي يصل طرابلس بالمناطق التي تستهدفها تلك االتفاقية هذه التوضيحات التي اتفقنا على بقائها سرية ،الشك
في إنها ستساهم في تمكين عالقات الصداقة القائمة بين بلدينا في هذه النقطة آو في غيرها)).
الملحق الثاني :روما في 1900 12 / 16
رسالة وزير الخارجية االيطالي إلى السفير الفرنسي في روما
((أن الوضع الحالي في البحر المتوسط واالحتماالت التي يمكن أن تنشا فيه كان موضوع تبادل ودي لألفكار ولما كانت
حكومتن ا تح دوهما الرغب ة في إن تبع دا في ه ذا الش أن أيض ا ك ل م ا من ش انه إن يعك ر في الحاض ر أو المس تقبل التف اهم
المش ترك ال ودي ،وفيم ا يتعل ق خاص ة ب المغرب نجم عن محادثاتن ا آن عم ل فرنس ا يه دف إلى مباش رة وحماي ة حقوقه ا
الناشئة عن مجاورة إقليمها لهذه اإلمبراطورية ،وعمل فرنسا بهذا التحديد السابق ،اعترف انه في نظرنا ليس من شانه
آن ين ال من مص الح ايطالي ا كدول ة متوس طة ،كم ا أن من المفه وم أيض ا ان ه إذا م ا ت وجب تع ديل الوض ع السياس ي أو
416
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
اإلقليمي للمغ رب ف ان ايطالي ا في إط ار المعامل ة بالمث ل تحتف ظ ب الحق في تط وير محتم ل لنفوذه ا في ط رابلس وبرق ة،
والشك في أن هذه التوضيحات التي اتفقنا على إبقائها سرية ستساهم في تمتين عالقة الصداقة بين بلدينا )).
وعلى م ا يب دو أن الحكوم ة الفرنسية اس تطاعت من استغالل العالق ات المتط ورة والتفاهم ات المشتركة م ع بريطاني ا من
اجل انتزاع اعتراف ايطاليا بنفوذها في المغرب ولكن ايطاليا أرادت أن يكون الحل على قدم المساواة بين الدولتين فيما
يخص النفوذ الفرنسي في المغرب وااليطالي في ليبيا إال أن فرنسا رفضت ذلك جاء ذلك من خالل الرسالة التي وجهها
السفير الفرنسي في روما إلى دلكاس يقترح فيها عدم المساواة المشار إليه في الرسالة االيطالية السابقة قائال :
(آن حكوم ة الجمهوري ة الفرنس ية ال تع ترف بح ق ايطالي ا في أن تم د دون موافقته ا نفوذه ا إلى والي ة ط رابلس وعلى
العكس من ذلك تعترف الحكومة االيطالية بحق فرنسا في مد نفوذها إلى المغرب تحت إي شكل تراه مع تحفظها بأنه
في حال ة تع ديل الكي ان السياس ي آو اإلقليمي لإلمبراطوري ة العثماني ة فسيص بح مس موحا اليطالي ا ب ان تط ور نفوذه ا في
طرابلس إال أذا بلغت فرنسا حد فرض سيادتها المباشرة آو بسط سيادتها على المغرب)).
وفيما يلي نص الرسالتين المتبادلتين نظرا ألهميتها المتبادلة في رسم معالم العالقات الفرنسية – االيطالية خالل الفترة
التي سبقت الغزو االيطالي لليبيا سنة .1911ولتوضيح طبيعة الحلف الثالثي الدفاعية.
أوال :رسالة برنينتي وزير الخارجية االيطالي إلى بارير سفير فرنسا في روما.
الملحق الثالث :روما أول نوفمبر 1902
((عقب المباحث ات ال تي أجريناه ا ح ول الموق ف المتب ادل اليطالي ا وفرنس ا في ح وض المتوس ط والمتعلق ة بش كل أدق في
مص الح ال دولتين في ط رابلس وبرق ة وفي المغ رب رأين ا من المالئم إن نوض ح ب ان االلتزام ات الناش ئة عن الرس ائل
المتبادلة في هذا الموضوع بين سعادتكم والمركيز فيسكونتي فينوستا* في 14و 1900 / 12 / 16تقضي بان إي من
الدولتين تستطيع بحرية تقوية منطقة نفوذها في المناطق المشار إليه في رسالة سعادتكم المذكورة المورخة / 12 / 14
( 1900فإننا نعني حدود طرابلس الواردة في خريطة المرفقة بتصريح 1899 / 3 / 31الملحق باتفاقية / 6 / 14
1898الفرنسية االنجليزية ونعتقد آن هذا التفسير ال يترك مجاال أالن ألي خالف بين بلدينا حول مصالحهما في البحر
المتوسط وبمناسبة هذه المحادثات وحتى نستبعد نهائيا آي سوء تفاهم ممكن بين بلدينا ال تردد من اجل تحقيق المواقف
العام ة لتل ك المباحث ات في إن أعلن تلقائي ا باس م حكوم ة ص احب الجالل ة التص ريحات التالي ة (عن دما تك ون فرنس ا ه دفا
لع دوان مباش ر آو غ ير مباش ر من دول ة أو ع دد من ال دول ف ان ايطالي ا تل زم الحي اد الت ام ،ك ذلك األم ر تج د فرنس ا اث ر
اس تفزاز مباش ر مض طرة لل دفاع عن كرامته ا وأمنه ا ،بأخ ذ المب ادرة وإ عالن الح رب وفي ه ذه الحال ة على حكوم ة
الجمهوري ة إن تبل غ نيته ا مس بقا إلى الحكوم ة الملكي ة ح تى يك ون له ذه األخ يرة أن تتأك د من إن األم ر يتعل ق فعال بحال ة
استفزاز مباشر ولكي ابقي مخلصا لروح الصداقة التي اوحت بهذه التصريحات فإنني مخول بان اوكد لكم انه ال توجد
بالنس بة اليطالي ا ولن ت برم في المس تقبل أي بروتوك ول أو ت رتيب عس كري لطبيع ة تعاقدي ة دولي ة يخ ل بم ا ورد في ه ذه
التص ريحات ،وعلي أن أض يف ان ه باس تثناء م ا يتعل ق بتفس ير المص الح المتوس طية لل دولتين وه و التفس ير ذي الطبيع ة
النهائية طبقا لروح الرسائل المتبادلة 14و 1900 / 1 / 16بين سعادتكم والمركيز فيسكونتي فينوستا ،فان التصريحات
السابقة تنسجم مع االلتزامات الدولية الحالية اليطاليا ،والحكومة الملكية ترى أنها ستسمر ذات قيمة كاملة طالم ا لم تعلن
حكومة الجمهورية بان هذه االلتزامات فقد عدلت ،وسأكون شاكرا لسعادتكم إذا تفضلتم بإعالمي بتسلم هذه المراسلة التي
يجب أن تبقى سرية وان ترسل إلي شهادة بذلك باسم حكومة الجمهورية)).
التوقيع :برنيتى
وزير خارجية ايطاليا
ثانيا :رد السيد بارير سفير فرنسا في روما على رسالة برنيتي وزير خارجية ايطاليا روما في 1902 / 11 / 1
417
أيلول2013/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد13/
((في الخط اب الذي تلقيت ه من سعادتكم بت اريخ الي وم ذكرتم وني بأن ه عقب محادثاتن ا المتعلقة بوضع فرنس ا وايطالي ا في
البح ر المتوس ط وخاص ة فيم ا يتعل ق بمص الح البل دين في ط رابلس وبرق ة وفي المغ رب رأين ا من المناس ب أن نح دد ب ان
االلتزامات الناشئة في هذا الموضوع في 14و 1900 / 1 / 16بيني وبين مركيز فيسكونتي فينوستا ،تقضي بان آي
من الدولتين تستطيع بحرية تقوية منطقة نفوذها في المناطق المشار إليها عندما نرى ذلك مناسبا ودون آن يكون عمل
أحداهما مرتبطا بالضرورة بعمل األخرى ،وقد بين أن يكون عمل أحداهما مرتبطا بالضرورة بعمل األخرى ،وقد بين
في تلك المناسبة انه بالنسبة للتوسع الفرنسي في إفريقي ا الشمالية المشار إليه ا المورخة في ،1900 / 12 / 14فإنن ا
نعني حدود طرابلس الواردة الخريطة المرافقة بتصريح ،1899 / 3 / 21والملحق باتفاقية 1898 / 6 / 14الفرنسية
االنجليزية وهو كما نرى ال يترك أالن آي مجال للخالف حول مصالح الدولتين في البحر المتوسط وبهدف آن نستبعد
بطريق ة نهائي ة ك ل س وء تف اهم ممكن بين بل دينا خ ولتم من ط رف حكوم ة ص احبة الجالل ة ب ات تعلن تلقائي ا بعض
التص ريحات ال تي ته دف إلى تحدي د المواق ف العام ة اليطالي ا اتج اه فرنس ا ويش رفني آن أحي ط س عادتكم علم ا بتس لم ه ذه
المراسلة وإ ثباتها باسم حكومتي وكذلك إثبات هذه التصريحات ،وقد خولت بالمقابل بان ابدي بالطريقة التالية الشروط
ال تي ت رى فرنس ا في إطاره ا وض من نفس ال روح الودي ة تس وية العالق ات العام ة م ع ايطالي ا عن دما تك ون ايطالي ا ه دفا
لعدوان مباشر من دولة آو عدد من الدول فان فرنسا تلتزم الحياد التام ،كذلك األمر عندما تجد ايطاليا نفسها اثر اس تفزاز
مباشر مضطرة للدفاع عن كرامتها وأمنها لتأخذ المبادرة وإ عالن الحرب وفي هذه الحالة على الحكومة الملكية أن تبلغ
نيتها مسبقا إلى حكومة الجمهورية حتى يكون لهذه األخيرة إن تتأكد من أن األمر يتعلق فعال بحالة استفزاز مباش ر واني
مخول كذلك بان أصرح لكم بأنه ال يوجد بالنسبة لفرنسا ولن تبرم في المستقبل آي بروتوكول آو ترتيب عسكري طبيعة
تعاقدي ة دولي ة يخ ل بم ا ورد في ه ذه التص ريحات ،ومن المتف ق علي ه أخ يرا ان ه باس تثناء م ا يتص ل بتفس ير المص الح
المتوس طية لل دولتين وه و التفس ير النه ائي طبق ا ل روح الرس ائل المتبادل ة في 14و 1900 / 12 / 16بين المرك يز
فيسكونتى فيوستا وبينى ،فان التصريحات السابقة على ذلك والتي يجب آن تبقى سرية والتي تنسجم وااللتزامات الدولية
الحالي ة اليطالي ا ستس مر ذات قيم ة مطلق ة طالم ا الحكوم ة الملكي ة لم تعلم الحكوم ة الجمهوري ة ب ان ه ذه االلتزام ات ق د
عدلت)).
418