Professional Documents
Culture Documents
تاريخ العرب قبل الاسلام
تاريخ العرب قبل الاسلام
تاريخ العرب قبل الاسلام
مقدمة
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة
ال نحس ن تص ور حال ة الع رب في اإلس الم إب ان عه د حض ارتهم إال إذا ألقين ا نظ رة عجلى على
الث ابت من ت اريخهم في الجاهلي ة ،وعلى آث ارهم وعلمهم وث روتهم؛ ول ذلك يتقاض انا الوص ول إلى ه ذه
النتيجة أن ندرس حالتهم في معظم مظاهرها ،لنتدرج بهم من جزيرتهم إلى حيث درجوا من البالد التي
حلوا فيها ،وتمثلوا حضارة القدماء ،وانقلب في الجزيرة باإلسالم طورهم الديني واألخالقي ،كما انقلب
في البالد المفتتحة طورهم المدني واالجتماعي.
يعتبر تاريخ العرب في العصر الجاهلي اضعف قسم كتبه المؤرخون العرب عن أحداث تلك
الحقب ة من ال زمن ،واغلب م ا وص لنا عن ت اريخ الع رب الجاهلي ة ال يع دو ان يك ون أس اطير ورواي ات
خرافية وقصص شعبية ،وأخبار اخذت عن اهل الكتاب وال سيما اليهود ،وأخرى وضعها االخباريون
في العص ر االس المي .وق د أس تمر االعتم اد على ه ذه الم وارد على أنه ا ت اريخ الجاهلي ة ح تى الق رن
التاسع عشر ،حيث قام المستشرقون بالبحث عن مصادر أخرى لهذا التاريخ ،ووجهوا اهتمامهم الى
النق وش والكتاب ات العربي ة ال تي دونه ا الع رب قب ل االس الم ،ف ترجموا كث يرا من ه ذه النص وص الى
لغ اتهم ،وعمل وا على نش رها بالمس ند وب الحروف الالتيني ة او العبراني ة او العربي ة في بعض االحي ان
وعلى استخالص ما ورد فيها من أمور متنوعة عن التاريخ العربي
المبحث األول :بالد العرب
من الث ابت أن طبيع ة بالد الع رب تختل ف ب اختالف بع دها وقربه ا من البح ر وانخفاض ها
وارتفاعها عنه؛ فجبالها ليست كسهولها ،وأواسطها تختلف عن أطرافها ،فليست الجزيرة إًذ ا نس ًقا واح ًد ا
بخصبها واعتدالها ،وفي الجزيرة واحات فيها نخيل وأعناب وبقول وحبوب ،وفي جنوبها وهي اليمن
بالد عالي ة ومنخفض ة فيه ا الح رارة وال برودة ،وفيه ا المي اه وإ ن ق ل الج اري منه ا ،وتك ثر أمطاره ا
وإ مراعها ،ويقل الخصب في الحجاز اللهم إال في بعض أنحائه كالطائف .واليمن أعمر األقاليم العربية
ول ذلك ُد عيت بالعربي ة الس عيدة ،وُع ه دت له ا مدني ة قديم ة ،وق امت فيه ا دول؛ ألن س هولها وجباله ا
ممرع ة ،وفيه ا من الحاص الت م ا ال يوج د في غيره ا ك الطيب وال ورس والُك ن در والعص ب والش ب
1
والُّلبان والعقيق وخشب الُبنك والمعرق من الجزع.
وفي جب ال بالد الع رب ال تي ال تك اد تنقط ع سلس لتها من ش مالها في أرض الش ام ح تى الط ائف
وص نعاء وم ا وراءه ا من االعتدال ،ولط ف اله واء وطيب الم اء ،ومثم ر الش جر ،م ا يس تغرب وج وده؛
ألن الط ائف يعل و 1600م تر عن س طح البح ر ،وأبه ا في اليمن ،2275وص نعاء ،2342وكوكب ان
2001؛ وفي اليمن والحجاز معادن كثيرة كالحديد والفضة والذهب ،وهكذا يقال في عمان وحض رموت
وهجر «البحرين» واليمامة «نجد» والشحر واألحساء.
قامت في األعص ار القديمة عدة دول في هذه الجزيرة أو شبه الجزيرة ض اعت معظم أخبارها ،فمنها
دول ة العم اليق نس بة لعملي ق بن الوذ بن س ام ،وك انت على حال ة ب داوة في الص حراء ممت دة من الع راق
إلى العقب ة ،ثم لم ا ق ويت عص بيتهم ،تغلبوا على باب ل وأنش أوا دول ة قب ل المس يح بخمس ة وعش رين قرًن ا
ُد عيت دول ة الس اموآبيين ،ومنهم ظه ر المل ك حم ورابي ،وي رى بعض الب احثين أن ه ع ربي ،فتغلب على
مملكة أشور ،وكانت دولته دولة راقية بآدابها ومادياتها ،ويدل ما اكُتشف من شريعته على أن هناك أمة
راقية ومدنية ال بأس بها ،ولما تغلب األشوريون على تلك المملكة اضطهدوا العرب فهاجر قسم منهم
2
إلى غرب الجزيرة وجنوبها.
ومن دول العرب دولة ثمود ،وأصلها من اليمن ونزلت مدائن صالح ،وما تركته من العاديات
والنواويس شاهد بمدنيتها ،ومنها دولة قحطان كانت شمال جزيرة العرب وأهلها من جملة من نزح إلى
اليمن بعد اضطهادهم في بابل ،وأنشأوا دولة في اليمن ُس ميت دولة سبأ األولى ،ودولة سبأ الثانية هي
مملك ة حم ير ،وه ذه ق امت على أنقاض ها وك انت مقطع ة األوص ال لم تجم ع ش مل اليم انيين كالدول ة
األولى .وللعرب من الدول دولة كندة ،وكندة بطن من كهالن ،كانت نزحت من اليمامة وسكنت شمالي
حض رموت؛ فجع ل مل ك حم ير س يدهم حج ر بن عم رو ملًك ا على الع رب ،فاتخ ذ عاص مته بطن
عاق ل ،وأنش أت الع رب دول ة تن وخ في الع راق وخلفهم اللخمي ون ،ولم ا تغلب الروم ان على الش ام وم ا
إليها اعتم دوا على بني غسان ،وأص لهم يمانيون نزحوا بعد س يل الع رم ،فجعلوهم أقي ااًل يرابطون في
سيف البادية؛ ليمنعوا عن المعمور اعتداء البوادي من الجنوب ويأمنوا غائلة ملوك الفرس من الشرق،
وك ان ه ؤالء يس تخدمون مل وك الح يرة للغ رض نفس ه ،أي التق اء عادي ة األع راب وعادي ة الروم ان من
غرب بالدهم.
هذا ما ُع رف من نشأة الدول العربية ،وربما تداخل بعضها في بعض ،وقد قسم علماء التاريخ
س كان بالد الع رب إلى قحطاني ة وعدناني ة ،والقحطاني ة س كان بالد اليمن ،والعدناني ة س كان الحج از،
وقسموا العرب إلى ثالثة أقسام :بائدة؛ كعاد وثمود وُج ْر هم األولى ،وعاربة :وهم عرب اليمن من ولد
قحطان ،ومستعربة :وهم أوالد إسماعيل سكان الحجاز ،وقد سبق القحطانيون العدنانيين في الحضارة؛
لق رب بالدهم من بح رين بح ر القل زم والبح ر الهن دي ،وألن بالدهم خص بة ،وهم نقط ة اتص ال التج ارة
بين الشرق والغرب ،وكان القحطانيون والعدنانيون يتكلمون قبيل اإلسالم لغة واحدة ذات فروق طفيفة.
ويق ول بعض الم ؤرخين :إن تل ك ال دول ال تي أنش أتها الع رب خ ارج أرض ها ،كدول ة الرع اة في
مص ر ،ودولتهم في أش ور ،ودول ة األنب اط في س لع هي دول عربي ة ،ودول ة أكس يوم «اليكس وم» ال تي
أنش أها اليم انيون في الش ط المقاب ل لبالدهم هي عربي ة ،ودول ة ت دمر وأص ل الق ائمين به ا ع رب ،ودول ة
اإليتوريين التي استولت على اللبنانين الشرقي والغربي ،وامتدت إلى فينيقية وجعلت عين جر (عنجر)
في البق اع عاص متها األولى ،ثم ط رابلس عاص متها الثاني ة ،ك ان أص ل الق ائمين به ا عرًب ا من الجي دور
وحوران؛ إن تلك الدول التي أنشأتها العرب كانت بفضل تفاهمهم بالعربية مع اليهود والحبش والكلدان
واألش وريين والفينيق يين؛ إذ ك ان عه د ه ذه اللغ ات قريًب ا بالتش عب فلم يكون وا يحت اجون إلى لغ ة أخ رى
للتف اهم م ع تل ك األمم ،ب ل ك انت العربي ة تكفيهم في التخ اطب ،وليس بينه ا وبين اللغ ات األخ رى كب ير
فرق ،وإ ن كان فكالفرق بين اللغتين النروجية والسويدية ،أو بين الصربية والبلغارية ،أو بين البرتقالية
واإلسبانية ،أو بين العربية الفصحى وإ حدى اللهجات المتعارفة اليوم.
وأهم ما حفظ بالد العرب من اكتساح غيرها لها من األمم في غابر الدهر ،كون العرب أهل
شدة وبأس ،وأباة ضيم ال ينامون على الثأر ،ويصبرون على شظف العيش ويتبلغون بميسوره ،وليست
الرفاهي ة من ش أن أك ثر المعم ور من أرض هم؛ ول ذلك خ اب الف رس والروم ان والفراعن ة والحبش ة ي وم
حاولوا أن يستولوا على اليمن والحجاز وما إليهما ،مقِّد رين أن جزيرة العرب ال تساوي اكتس احها ،وأن
من الصعب إجراء األحكام على أهلها؛ لبعد المسافات في فلوات ال أول لها وال آخر.
وأهم عوام ل المدني ة في جزي رة الع رب ك ون أهله ا عرف وا في ك ل العص ور معان اة التج ارة؛
ينقلون حاصالت الشرق إلى الغرب ،وحاصالت الغرب إلى الشرق ،وحاصالت بالدهم من مكان إلى
آخ ر ،واش تهروا ب ذلك ح تى ق ال الجغ رافي اس ترابون وك ان بع د المس يح بقلي ل :ك ل ع ربي سمس ار أو
تاجر ،ومن أجل هذا كانت معرف ة العرب باألقطار المجاورة ال غبار عليها ،وكثيًر ا ما كانوا يقتنون
األمالك والضياع وينزلون البالد المجاورة ،يساكنون أهلها كأن تلك البالد أجزاء متممة لبالدهم ،على
اختالف بينهم وبين س اكنيها في الطب ائع واأللس ن ،وك انت للع رب عش رة أس واق يجتمع ون به ا في
تجاراتهم ويجتمع فيها سائر الناس ،ويأمنون فيها على دمائهم وأموالهم؛ فمنها دومة الجندل والمشقر
وهجر وصحار وريا والشحر وعدن وصنعاء والرابية بحضرموت وعكاظ بأعلى نجد ،ينزلها قريش
وس ائر الع رب وأك ثر أهله ا مض ر ،وبه ا ك انت مف اخرة الع رب وحم االتهم ومهادن اتهم ثم س وق ذي
المجاز ،وكان في العرب قوم يستحلون المظالم إذا حضروا هذه األسواق ،فسموا المحلين ،وكان فيهم
من ينكر ذلك وينصب نفس ه لنصرة المظلوم والمنع من سفك الدماء وارتكاب المنكر ،فيسمون الذادة
1
المحرمين.
واستولت قريش على التجارة في الجاهلية ترحل فيها رحلتين :رحلة الشتاء؛ نحو العباهلة من
ملوك اليمن ونحو اليكسوم من أرض الحبشة ،وأخرى :نحو الشام وبالد الروم في الصيف ،وإ لى ذلك
اإلشارة في القرآنِ :إِل ياَل ِف ُقَر ْيٍش * ِإ ياَل ِف ِه ْم ِر ْح َلَة الِّش َتاِء َو الَّص ْيِف ،واإليالف ش يء ك ان يحمل ه هاش م
لرؤس اء القبائ ل من ال ربح ،ويجع ل لهم متاًع ا م ع متاع ه ،ويس وق إليهم إباًل م ع إبل ه؛ ليكفيهم مؤن ة
األس فار ،ويكفي قريًش ا مؤنة األعداء ،فك ان المقيم رابًح ا ،والمسافر محظوًظ ا ،وهاشم هو الذي ُتنسب
إلي ه غ زة هاش م في الش ام؛ التج اره فيه ا في الجاهلي ة وفيه ا م ات ،ثم ج اء أبن اؤه بع ده ينس جون على
منواله؛ فكان هاشم يؤلف إلى الشام ،وعبد شمس إلى الحبشة ،والمطلب إلى اليمن ،ونوفل إلى فارس،
يؤلفون الجوار بعضهم بعًض ا ،ويجيرون قريًش ا بميرهم وكانوا يسمون المجيرين ،وكانت تجارة قريش
قبل هؤالء العظماء ال تعدو مك ة ،إنم ا يقدم عليهم األعاجم بالس لع فيش ترون منهم ويتبايعون فيما بينهم
ويبيعون ممن حولهم من العرب ،فجبر قريش بهؤالء النفر األربعة من بني عبد مناف ،فنمت أموالهم
واتسعت تجارتهم ،فكان بنو عبد مناف يسمون ألجل ذلك المجيرين ،والعرب تسميهم أقداح النضار؛
لطيب أحس ابهم وك رم فع الهم ،وبفض لهم أخ ذت ق ريش تض رب في البالد إلى قيص ر ب الروم والنجاش ي
بالحبشة والمقوقس بمصر وكسرى بالعراق تجعل من أرضهم متج ًر ا لها؛ ذلك ألن قريًش ا زهدت منذ
زمن بعي د في الغص وب فلم يب َق لهم مكس بة س وى التج ارة ،وبالتج ارة عرف وا م ا ج اورهم من البالد
والشعوب وصاروا بأجمعهم تجاًر ا خلطاء.
1
رينيه ديسو ،1959،العرب في سوريا قبل اإلسالم ،ترجمة عبد الحميد الدواخلي .ص 156
المبحث الثاني :الحضارة العربية قبا اإلسالم
كانت أديانهم متشعبة ،بحسب البالد التي يجاورونها واألرض التي ينتجعونها ،وهم في أديانهم
١١على ص نفين :الحمس والحل ة ،فأم ا الحمس :فق ريش كله ا ،وأم ا الحل ة :فخزاع ة لنزوله ا مك ة
ومجاورتها قريًش ا ،وكانوا يشددون على أنفسهم في دينهم ،فإذا نسكوا لم يسلئوا سمًنا ،وال يجُّز ون شعًر ا
وال ظف ًر ا ،وال يمس ون النس اء وال الطيب ،وال ي أكلون لحًم ا ،أم ا الحل ة فك انوا على العكس من ذل ك،
ينعم ون بالطيب ات كله ا ال يب الون م ا ص نعوا ،ثم دخ ل ق وم في دين اليه ود وف ارقوا ه ذا ال دين ،ودخ ل
1
آخرون في النصرانية ،وتزندق منهم قوم فقالوا بالثنوية.
وزعم اليعقوبي أن اليمن ته َّو دت بأسرها ،وتهود قوم من األوس والخزرج ،بعد خروجهم من
اليمن لمجاورتهم خيبر وقريظة والنضير ،وته َّو د قوم من بني الحارث بن كعب وقوم من غسان وقوم
من ج ذام« ،وك ان بنج ران بقاي ا من أه ل دين عيس ى على اإلنجي ل أه ل فض ل واس تقامة ».وك ان من
العرب من يميل إلى الصابئة ويعتقد في أنواء المنازل اعتقاد المنجمين في السيارات ،حتى ال يتحرك
إال بن وٍء من األن واء ،ويق ول :مطرن ا بن وِء ك ذا ،ومنهم من أنك ر الخ الق والبعث وق الوا :وم ا يهلكن ا إال
ال دهر ،وهم ال دهريون ،وق ال بعض هم :ك انت المجوس ية في تميم ،والزندق ة في ق ريش ،أخ ذوها من
الحيرة ،ويقول ابن األثير ١٣:إن ديار تميم كانت تجاور بالد الفرس وهم تحت أيديهم ،والمجوسية في
الف رس ،على أن الع رب قب ل اإلس الم ك ان كث ير منهم ق د تنص ر ،كتغلب وبعض ش يبان وغس ان ،وك ان
منهم من ص ار مجوس ًّيا وهم قلي ل ،وأم ا اليهودي ة فك انت ب اليمن ،وك ان من الع رب ص نف اع ترفوا
بالخ الق وأنك روا البعث ،وص نف عب دوا األص نام ،وأص نامهم مختص ة بالقبائ ل ،ومنهم من يعب د الجن،
ومنهم من يعبد المالئكة وكانوا يحجون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف
كلها ويرمون الحجارة .وللعرب أصنام؛
فكان سواع لهذيل ،وود لكلب ،ويغوث لمذحج وقبائل من اليمن ،وكان ُبدومة الجندل ،والَّنسر
لذي كاَل ع بأرض حمير ،ويعوق لهمدان ،والالت لثقيف بالطائف ،والُع َّز ى لقريش وجميع بني كنانة،
ومناة لألوس والخزرج وغسان ،وُهَب ل كان في الكعبة وكان أعظم أصنامهم ،وإ ساف ونائلة كانا على
1
فيليب حتي ،1951-1949،تاريخ العرب (مطول) ( ،نقله إلى العربية ادوارد جرجي وجبرائيل جبور ) .ص 266
الصفا والمروة ،وسعد لبني ِم لكان بن كنانة ،وكان عدد األصنام في الحرم لما فتح الرسول مكة بضع
مئات كسرها وأصحابه.
قال أبو عثمان النهدي :كنا في الجاهلية نعبد صنًم ا ُيقال له :يغوث ،وكان صنًم ا من رصاص
لقض اعة تمث ال ام رأة ،وعب دت ذا الَخ َلَص ة ،وكن ا نعب د حج ًر ا ونحمل ه معن ا ف إذا رأين ا أحس ن من ه ألقين اه
وعبدنا الثاني ،وإ ذا سقط الحجر عن البعير قلنا :سقط إلهكم فالتمسوا حجًر ا.
ويؤخذ من هذا أنه كان للعرب في الجاهلية المصور والمثال؛ فصوروا جدران الكعبة ومألوها
بتماثيل أربابهم ،ومن جملة ما كان فيها صورة عيسى وأمه عليهما السالم بقيتا حتى رآهما من أسلم
من نصارى غسان ،وكان على أحد عمد الكعبة تمثال مريم وفي حجرها ابنها مزوًقا،
أث رت المدني ة النص رانية في الجاهلي ة بعض أث ر — والجاهلي ة اس م ح دث في اإلس الم لل زمن
الذي كان قبل البعثة النبوية — وكانت مملكة الحيرة ومملكة غسان نصرانيتين ،والنصرانية شائعة في
ربيع ة وغس ان وبعض قض اعة ،واليهودي ة في حم ير وب ني كنان ة وب ني الح رث بن كعب بن كن دة ،ولم
يكن لليهود الخارجين إلى خيبر ووادي القرى ويثرب من الحجاز مدنية مهمة ،بل كانوا زَّر اًع ا حملوا
معهم — على األرجح من فلسطين بعد قتل دولة الرومان لهم — أصول زراعتهم وأنواًع ا جديدة من
األش جار وأق اموا حص وًنا وآطاًم ا؛ التق اء غ ارات البادي ة من األع راب ،وق الوا :إن اليه ود أدخل وا إلى
جزيرة العرب هذه اآلطام وكان عددها نحو سبعين جاء النهي عن هدمها .ومن الحصون التي أقاموها
حصن األبلق للسموَءل وحصن القمومي لبني أبي الُح َقيق وحصون الساللم والوطيح وناعم وسعد بن
1
المعاذ.
وتع َّر ب اليه ود في الجزي رة وأخ ذوا يتكلم ون العربي ة ،وام تزجت ع اداتهم بع ادات الع رب،
وتخلق وا ب أخالقهم ،ونزل وا عن كث ير من مص طلحاتهم ومواض عاتهم ،وأص بحوا يف اخرون ك العرب
بالشجاعة وعلو الهمة وإ كرام الضيف؛ يوقدون النار في الليل ليرشدوا السائرين ،ويدعوهم إلى الض يافة
على ع ادة الع رب ،وينظم ون الش عر في ه ذه األغ راض الكث يرة ،ومن ش عرائهم الس موءل بن عادي اء
1
صالح أحمد العلي ، 1959 ،محاضرات في تاريخ العرب :الدول العربة قبل اإلسالم .ص 69
وكعب بن األشرف والربيع بن أبي الُح َقيق وشريح بن عمران وشعبة بن غريض ،كما كان من شعراء
النصارى أمية بن أبي الصلت وُقس بن ساعدة وعدي بن زيد .عن مروان بن الحكم ٢٢عن معاوية بن
أبي سفيان عن أبيه قال :خرجت أنا وأمية بن أبي الصلت الثقفي تجاًر ا إلى الشام فكلما نزلنا منزاًل أخذ
أمية سفًر ا له يقرؤه علينا ،فكنا كذلك حتى نزلنا قرية من قرى النصارى.
وراجت اليهودي ة في حم ير في اليمن على أث ر جالء اليه ود من فلس طين إلى الحج از ،وك ان اليه ود في
جزي رة الع رب تج اًر ا ،ويع انون ص نع األمتع ة والص ياغة والس يوف وال دروع وس ائر اآلالت الحديدي ة،
ويق ول ولفنس ون :إن اليه ود ك انوا أس اتذة الع رب في تعلم الكتاب ة العربي ة والفالح ة ب اآلالت ،وق د بلغت
عاد وثمود والعمالقة وحمير من بعدهم والتبابعة واألذواء الغاية من الحضارة ،ورسخت فيهم الصنائع
أيم ا رس وخ .ويق ول بعض علم اء اآلث ار :إن اليمن س بقت بتم دنها باب ل ومص ر ،ومنه ا ه اجر أج داد
الفراعنة ،ومنها كان أجداد البابليين واألشوريين ،وإ لى مصر وبابل وأشور حمل اليمانيون الصناعات
والعل وم والتج ارة .وق ال آخ ر :إن اليم انيين أو الحم يريين هم ال ذين م َّد نوا ش واطئ آس يا وإ فريقي ة
وأوروب ا ،وك انوا في الق ديم أمي ل في م دنيتهم إلى التج ارة ،ال إلى الغ زو والغ ارة؛ ول ذلك ك ان معظم
األذواء يتجرون ،فإذا كانت لرجل منهم مطامع في السيادة تغلب على البالد.
ولق د ك انت األمي ة غالب ة على الع رب م ا خال حم ير في اليمن وس كان الح يرة في الع راق ،وق د
تعلموا الخط من إياد ،وأصل إياد من تهامة ،ونزلوا العراق فكانوا يشتون فيها ويصيفون في الجزيرة،
وكان منهم لقيط بن معبد اإليادي كاتب كسرى بالعربية وترجمانه ٢٣،وهو صاحب القصيدة المشهورة
ال تي ح َّذ ر فيه ا قوم ه من غ زوة كس رى لهم ،ي وم ع رض رجالن من إي اد لع روس اس مها ش يرين من
أشراف العجم ومعها جواريها فعبثا بهن ،وكان عدي بن زيد من أهل الحيرة من تراجمة أبرويز ملك
الفرس ،وكان أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى ،وكان أبوه شاعًر ا خطيًب ا وقارًئ ا كتاب العرب
والفرس ٢٤،وابنه زيد بن عدي كان يلي الكتابة عند كسرى إلى ملوك العرب في خاص أمور الملك،
٢٥ومن إي اد نق ل أب و قيس بن عب د من اف بن زه رة وقي ل :ح رب بن أمي ة ،الكتاب ة إلى ق ريش بمك ة،
وتعلم بش ر بن عب د الملك الكن دي ٢٦الخ ط العربي وهو الج زم في األنب ار من مرامر وأس لم الط ائيين،
وخرج إلى مكة فعلم الخط سفيان بن حرب وتعلمه معاوية من عمه سفيان ،وكثر من يكتب بمكة من
قريش ،وقيل :إن أول من كتب في جزيرة العرب بالعربية مرارة بن مرة من أهل األنبار ،وقالوا :إن
ورقة بن نوفل كان يكتب وأجاد العربية وكتب بحروفها ٢٧،وكان سعد بن الربيع يكتب في الجاهلية،
٢٨قال األصمعي :زعموا أن قريًش ا سئلوا من أين لكم الكتابة ،فقالوا :من الحيرة ،وقيل ألهل الحيرة:
من أين لكم الكتابة ،فقالوا :من األنبار.
ج اء اإلس الم وبعض الع رب يئ دون بن اتهم ،أي يقبرونه ا ويهيل ون عليه ا ال تراب مخاف ة الع ار
والحاجة،
وكانوا يجمعون بين األختين ويخلف الرجل على امرأة أبيه إذا مات ،ويطلقون النساء حتى إذا
ق رب انقض اء ع دتهن راجع وهن ال عن حاج ة وال لمحب ة ،ولكن تط وياًل للع دة ولتوس يع م دة االنتظ ار
ضراًر ا ،وكان الرجل يطلق امرأته أو يتزوج أو يعتق ويقول :كنت العًبا ،ويمنعون النساء أن يتزوجن
من أردن من األزواج بع د انقض اء ع دتهن حمي ة جاهلي ة ،وإ ذا م ات الرج ل منهم ك ان أولي اؤه أح ق
بامرأته إن شاء أن يتزوجها بعضهم ،وإ ن شاء زوجوها أو عضلوها فهم أحق بها من أهلها ،وإ ذا مات
الرجل قام أكبر ولده فألقى ثوبه على امرأة أبيه فورث نكاحها ،فإن لم يكن له فيها حاجة تزوجها بعض
إخوت ه بمه ر جدي د ،وه ذا نك اح المقت ،وك ان الرج ل يق ول لزوجت ه إذا طه رت من طمثه ا :أرس لي إلى
فالن فاستبض عي من ه لتحم ل ويعتزله ا زوجه ا وال يمس ها أب ًد ا ح تى يت بين حمله ا ،يفع ل ذل ك رغب ًة في
نجابة األوالد ،وهذا نكاح االستبضاع ،وكان يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم
يص يبونها عن رض ا منه ا ،ف إذا حملت ووض عت أرس لت إليهم وخ اطبتهم فيم ا ك ان من أم رهم معه ا،
وألحقت الولد بمن أحبت ال يمتنع من قبوله .وينصب البغايا على أبوابهن رايات لُيعرف محلهن ،ومنه
نك اح الخ دن وه و المش ار إلي ه بقول ه تع الىُ :م ْح َص َناٍت َغْي َر ُم َس اِفَح اٍت َو اَل ُم َّتِخ َذ اِت َأْخ َد اٍن ،وك انوا
يقولون :ما استتر فال بأس به وما ظهر فهو لوم .ومنه نكاح المتعة وهو التزوج إلى أجل ،ومنه نكاح
الب دل وه و أن يق ول الرج ل للرج ل :ان زل لي عن امرأت ك وأن زل ل ك عن ام رأتي ،ومن ه نك اح الش غار
وه و أن ي زوج الرج ل ابنت ه أو أخت ه أو ابن ة أخي ه من رج ل آخ ر على أن يزوج ه ه ذا الرج ل ابنت ه أو
1
أخته ليس بينهما صداق.
1
العلي ،د .صالح احمد ،محاضرات في تاريخ العرب ،محاضرات في التاريخ االسالمي .ص 201
«ك ان الع رب ي أكلون الخن افس والجعالن والعق ارب والحي ات ،ويلبس ون م ا غزل وا من أوب ار اإلب ل
وأش عار الغنم»« ،وك ان الناس طع امهم بالمدين ة التمر والش عير ،وكان الرج ل إذا ك ان له يس ار فقدمت
ضافطة ٤٥من الشام من الدرمك ابتاع منها فخص بها نفسه ،فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير».
ب ل ك انوا قب ل اإلس الم ي أكلون م ا دب ودرج ٤٦إال أم ُحَبْي ن وهي أش به بالحرب اء ،ولم يكن إال لبعض
قبائلهم القريبة من الحيرة والشام «شيء طريف ،ولقمة كريمة ،ومضغة شهية» ،وقلما يعرفون «رفاغة
العيش والناعم من الطعام» ،واإلبل عندهم أفضل الذبائح ،وألهل البدو اللباء والسالء والجراد والكمأة
والخبزة في الرائب والتمر بالُّز بد والخالصة والحيس والوطيئة.
والف الوزق أو الف الوذج أش رف م ا عرف وا من طع ام ،ولم يطعم الن اَس أح ٌد منهم ذل ك الطع ام إال
عبد اهلل بن ُج دعان من أجواد قريش ،ذهب مرة إلى كسرى فأطعمه إياه فاستطابه ،وسأل كيف ُيصنع
فقيل له :إنه لباب البريلبك بالعسل ،فابتاع غالًم ا يصنعه له ،ورجع إلى مكة وصنع الفالوذج ،ودعا إليه
أصحابه ،وكان له مناٍد ينادي «هلم إلى الفالوذ» ،وكانت له جفنة يطعم فيها في الجاهلية ،ويأكل منها
القائم والراكب لعظمها ،وربما حضر النبي طعامه قبل النبوة ،وكان ُيسمى بحاسي الذهب؛ ألنه كان
يش رب في إن اء من ذهب ،وق الوا في المث ل« :أق رى من حاس ى ال ذهب ».وزعم وا أن ابن ج دعان ه ذا
ك ان في ب دء أم ره فق يًر ا مملًق ا وك ان ش ريًر ا يك ثر من الجناي ات ح تى أبغض ه قوم ه وعش يرته وأهل ه
وقبيلت ه ،فخ رج ذات ي وم في ش عاب مك ة ح ائًر ا ب ائًر ا ف رأى في غ ار قب ور الرج ال من مل وك ج رهم،
ووجد عند رءوسهم لوًح ا من ذهب فيه تاريخ وفاتهم وعدد واليتهم ،وإ ذا عندهم من الجواهر والآللئ
والذهب والفضة شيء كثير ،فأخذ منه حاجته وانصرف إلى قومه فأعطاهم وحباهم وسادهم ،وكلما قل
ما في يده ذهب إلى ذلك الغار فأخذ حاجته ،روى ذلك ابن كثير.
ك ان من دأب العرب «أن يقتل بعضهم بعًض ا ويغير بعض هم على بعض» ،ويرجعون مع هذا
في حك ومتهم إلى رؤس اء قب ائلهم وعش ائرهم في كث ير من ت راتيبهم ،وكلهم يحِّك م ون في أم ورهم
ومنافراتهم ومواشيهم ومياههم أهل الشرف والصدق واألمانة والرياسة والسن والمجد والتجربة منهم،
وكان عمرو بن لحي ذا سلطان على عرب الجاهلية وكان قوله وفعله ٥٣فيهم كالشرع المتبع؛ لشرفه
فيهم ومحلت ه عن دهم وكرم ه عليهم ،وإ ذ ك انت ق ريش ت رى أن من مص لحة بالده ا أن ينص فوا الن اس؛
ألنهم في حاج ة إلى جلبهم لزي ارة ال بيت وت رويج التج ارة ،ك انوا يعن ون برف ع الظلم عن الغ ريب عنهم
و«حين كثر فيهم الزعماء وانتشرت الرياسات وشاهدوا من التغالب والتجاذب ما لم يكَّفهم عنه سلطان
ق اهر ،عق دوا بينهم حلًف ا على رد المظ الم وإ نص اف المظل وم من الظ الم ».واجتمعت بط ون ق ريش في
بيت عب د اهلل بن ج دعان على رد المظ الم بمك ة ،وك ان الرس ول معهم وه و ابن خمس وعش رين س نة
فعق دوا حل ف الفض ول ،فق ال الرس ول ذاك ًر ا للح ال« :لق د ش هدت في دار عب د اهلل بن ج دعان حل ف
الفضول ،أما لو ُد عيت إليه في اإلسالم ألجبت ،وما أحب أن لي به حمر النعم وأني نقضته ،وما يزيده
1
اإلسالم إال شدة».
وكان الداعي إلى عقد حلف الفضول أن هاش ًم ا وزهرة وتيًم ا دخلوا على عبد اهلل بن جدعان فتحالفوا
بينهم على دف ع الظلم وأخ ذ الح ق من الظ المُ ،س مي ب ذلك؛ ألنهم تح الفوا أن ال ي تركوا عن د أح د فض اًل
يظلمه أحد إال أخذوه له منه .وقيلُ :س مي به تشبيًها بحلف كان قديًم ا بمكة أيام جرهم على التناصف
واألخذ للضعيف من القوي والغريب من القاطن ،وُس مي حلف الفضول؛ ألنه قام به رجال من جرهم
كلهم ُيس مى الفض ل :الفض ل بن الح رث والفض ل بن وداع ة والفض ل بن فض الة ،فقي ل :حل ف الفض ول
جمًع ا ألسماء هؤالء ،كما يقال :سعد وسعود ،وقيل :إنه ُس مي بذلك؛ ألنه لما تداعت له قبائل قريش
كره ذلك سائر المطيبين واألحالف بأسرهم وسموه حلف الفضول عيًبا له وقالوا :هذا من فضول القوم
على اختالف في أص ل االس م .وه ذا الحل ف ك ان عق ده المطيب ون وهم خمس قبائ ل ،وقي ل س ت قبائ ل،
وهم :عبد الدار وكعب وجمح وسهم ومخزوم وعدي س موا األحالف؛ ألنهم لما أرادت بنو عبد مناف
أخذ ما في أيدي بني عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية وأبت بنو عبد الدار ،عقد كل قوم
على أمرهم حلًفا مؤكًد ا على أن ال يتخاذلوا فأخرجت عبد مناف جفنة مملوءة طيًب ا فوضعتها ألحالفهم
وهم :أسد وزهرة وتيم في المسجد عند الكعب ة ،فغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا ثم مسحوا الكعبة بأيديهم
توكيًد ا فسموا المطيبين ،وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤهم حلًف ا آخر مؤك ًد ا على أن ال يتخاذلوا فسموا
األحالف.
ولم تكن العرب ُتملك عليها في الجاهلية أح ًد ا ،فإن كان حرب اقترعوا بين أهل الرياسة ،فمن
خ رجت علي ه القرع ة أحض روه ص غيًر ا ك ان أو كب يًر ا ،فلم ا ك ان ي وم الِفج ار اق ترعوا بين ب ني هاش م،
فخ رج س هم العب اس وه و ص غير فأجلس وه على المجن ويس مى ذل ك حل وان النف ر ،ولم يكون وا يس ودون
1
جواد علي ،المفصل في تاريخ العرب قبل االسالم ج ، 1ص. 123 _ 43_42
عليهم في الجاهلية أحًد ا لشجاعة وال سخاء ،وإ نما يسودون من إذا ُش تم حلم ،وإ ذا ُس ئل حاجة قضاها أو
قام معهم فيها
وقد ُخ صت قريش من بين العرب بمزايا جليلة وصفها الجاحظ بقوله :قد علم الناس كيف كرم
ق ريش وس خاؤها ،وكي ف عقوله ا ودهاؤه ا ،وكي ف رأيه ا وذكاؤه ا ،وكي ف سياس تها وت دبيرها ،وكي ف
إيجازها وتحبيرها،وكيف رجاحة أحالمها إذا خف الحليم ،وحدة أذهانها إذا ك َّل الحديد ،وكيف صبرها
عند اللقاء ،وثباتها في الْألواء ،وكيف وفاؤها إذا اسُتحسن الغدر ،وكيف جودها إذا حب المال ،وكيف
ذكره ا ألح اديث نج د ،وقل ة ص دودها عن جه ة القص د ،وكي ف إقراره ا ب الحق وص برها علي ه ،وكي ف
وص فها له ودعاؤها إليه ،وكيف سماحة أخالقها ،وص ونها ألعراقها ،وكيف وصلوا قديمهم بحديثهم،
وطريفهم بتليدهم ،وكيف أشبه عالنيتهم سرهم ،وقولهم فعلهم ،وهل سالمة صدر أحدهم إال على قدر
1
بعد غديره ،وهل غفلته إال في وزن صدق ظنه ،وهل ظنه إال كيقين غيره.
1
ماجد :التاريخ السياسي للدولة العربية ،ج 1ص - 15سالم ؛ دراسات ص16-15
خاتمة
الحض ارة العربي ة حض ارٌة عبقري ٌة وأص يلٌة ،وهي حض ارٌة حافل ٌة بإنج ازاٍت عظيم ٍة ق ام به ا
الع رب ،ت روي تاريًخ ا ق ام على االبتك ار والتط وير للخ روج من الظلم ات إلى الن ور ،فالم دن المبه رة
والمعالم األثرية ُتعّب ر عن إبداع العرب في البناء والعمارة من قديم الزمان وحتى اليوم ،وفكرهم وأدبهم
وشعرهم ُيعبر عن ثقافتهم الواسعة ،وتعمقهم بالعلوم للخروج بنظرياٍت جديدٍة لم يعرفها العالم من قبل.
قائمة المراجع
جرجي زيدان ،1957،العرب قبل اإلسالم .القاهرة.
رينيه ديسو ،1959،العرب في سوريا قبل اإلسالم ،ترجمة عبد الحميد الدواخلي .
صالح أحمد العلي ، 1959 ،محاضرات في تاريخ العرب :الدول العربة قبل اإلسالم .
العلي ،د .ص الح احم د ،محاض رات في ت اريخ الع رب ،محاض رات في الت اريخ االس المي.
جواد علي ،المفصل في تاريخ العرب قبل االسالم ج، 1
عمر فروخ ، 1984،تاريخ الجاهلية.بيروت.
فيليب ح تي ،1951-1949،ت اريخ الع رب (مط ول) ( ،نقل ه إلى العربي ة ادوارد ج رجي
وجبرائيل جبور )
ماجد :التاريخ السياسي للدولة العربية ،ج 1ص - 15سالم ؛ دراسات