المسرح

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫مسرح الطفل ‪ 00‬ذلك الفن الغائب ‪00‬‬


‫نظرة تاريخية على مسرح الطفل العربى ‪00‬ودوره فى تربية الطفل ‪00‬‬
‫ورقة عمل مقدمة من أ م د ‪ /‬جيهان عماره ‪00‬أستاذ المناهج وطرق التدريس‬
‫المساعد ‪ /‬كلية التربية ‪ /‬جامعة حلوان‬

‫مسرح الطفل كما يقول مارك توين ‪ Mark Twain‬هو أعظم االختراعات فى القرن‬
‫العشرين ‪ 00‬إنه أقوى معلم لألخالق ‪ ،‬وخير دافع إلى السلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية‬
‫اإلنسان ‪ ،‬ألن دروسه ال تلقن بالكتب‪ ،‬أو فى المنزل بطريقة مملة ‪ ،‬بل بالحركة المتطورة التى‬
‫تبعث الحماس ‪ 0‬إن كتب األطفال ال يتعدى تأثيرها العقل ‪ ،‬وال تصل إليه إال بعد رحلتها‬
‫الطويلة الباهتة ؛ لكن حين تبدأ الدروس رحلتها من مسرح الطفل فإنها ال تتوقف فى منتصف‬
‫الطريق بل تمضى إلى غايتها ‪0‬‬

‫مسرح الطفل وسيط ثقافى يحرك مشاعر الطفل وعقله ‪ ،‬فالمسرح بخصائصه التمثيلية‬
‫يساعد الطفل على االندماج ؛ حيث يرى الحوادث أمامه فى أماكنها مع أشخاصها ‪ ،‬والديكور‬
‫واإلضاءة الساحرة ‪ ،‬وينتقل إلى العالم الذى يسعده أن يراه ‪0‬‬

‫ومسرح الطفل فن درامى تمثيلى موجه لألطفال يحمل منظومة من القيم التربوية واألخالقية‬
‫والتعليمية والنفسية على نحو نابض بالحياة من خالل شخصيات متحركة على المسرح مما‬
‫يجعله وسيلة هامة من وسائل تربية الطفل وتنمية شخصيته ‪0‬‬

‫ويعرف مسرح الطفل بأنه نموذج أدبى فنى يحدث تأثيرا تربويا فى المتلقى معتمدا على‬
‫عدة عناصر أدبية منها ‪ :‬الحبكة الدرامية والشخصيات والحوار والجو العام والصراع ‪،‬‬
‫وتقنيات مساعدة منها ‪ :‬األزياء واإلكسسوارات واإلضاءة والمؤثرات والديكور ومناظر‬
‫المسرحية ‪ 0‬كما أن مسرح الطفل هو ذلك المسرح الذى يخدم األطفال سواء قام به الكبار أو‬
‫الصغ ار ما دام الهدف هو إسعاد الطفل والترفيه عنه وإثارة معارفه ووجدانه وحسه الحركى ‪0‬‬

‫وتتنوع أصناف مسرح الطفل حسب الموضوع ‪ ،‬فمنها ‪ :‬التاريخى والعلمى والدينى‬
‫والكوميدى واالجتماعى والغنائى ‪ ،‬وحسب طريقة العرض ؛ فهناك مسرح العرائس ‪ ،‬ومسرح‬
‫خيال الظل ‪ ،‬ومسرح الدمى‪ ،‬ومسرح الطفل كممثل مع الكبار ‪0‬‬
‫والدراما التعليمية أو مسرحة المناهج تحقق الوظائف التربوية والتعليمية من وراء تقديم‬
‫الخبرات التعليمية داخل الفصل الدراسى أو خارجه ‪ 0‬فتحتاج التربية الدينية مثال إلى التمثيل‬
‫الدرامى لتشخيص مجموعة من المواقف والقيم األخالقية قصد تعلمها واكتسابها وتمثلها ‪0‬‬
‫فالدراما التعليمية هى التى تسخر المواد التربوية ودروس المقرر ووحدات المنهج المدرسى فى‬
‫شكل حوارات مسرحية‪ ،‬يشارك فى إعدادها كل من المدرس والتلميذ داخل الصف المدرسى أو‬
‫مسرح المدرسة ‪0‬‬

‫واألطفال يدخلون المسرح ولكن ليس كمت فرجين أو مشاهدين لعرض من عروض األطفال؛‬
‫وإنما كمشاركين فى العمل المسرحى ‪ ،‬وينتقلون من مرحلة استظهار الدروس إلى مرحلة‬
‫معايشتها ‪ ،‬ومن خالل هذه الطريقة يستكشف التالميذ مشكالت العالقات اإلنسانية عن طريق‬
‫تمثيل المشكالت فى مواقف‪ ،‬ثم مناقشة الموقف الدرامى ‪0‬‬

‫وتقوم الحكايات المستلهمة من التراث الشعبى لألطفال من خالل المسرح من قبيل التعريف‬
‫بهذا التراث والدعوة إلى التمسك بالتاريخ واألصالة وبث العديد من القيم والسلوكيات التى نود‬
‫إيصالها ألطفالنا ‪ ،‬فالحكايات الشعبية عالم ساحر يمتزج فيه الواقع بالخيال فيجذب عقل الطفل‬
‫ويخلق له آفاقا رحبة ويوسع مداركه ‪ ،‬ويضيف إلى خياله الكثير من الصور والرؤى ‪ ،‬كما أن‬
‫الرجوع إلى أزمان غابرة يتيح للطفل التعرف على أشكال الحياة فى تلك العصور وما فيها من‬
‫أفكار ومعتقدات وأزياء وديكورات وأساليب حياة ؛ فيشحن قدرات الطفل ويزيد من معارفه‬
‫ومعلوماته ‪0‬‬

‫ويجب التصدى للتراث من منطلق فهم واع وجرىء ومتفهم لماهية هذا التراث وكيفية‬
‫االستفادة من عناصره فى إشعال فتيل الحكاية ‪ ،‬وأخذ منها ما يتناسب واألطفال فى عصرنا‬
‫الحالى‪ ،‬وحذف ماهو غير مناسب ‪ ،‬وال بأس من من االستعانة بلب الحكاية فى تقديم عمل‬
‫يقترب منها عندما يصبح االقتراب ذو فائدة ‪ ،‬ويبتعد عنها عندما يصبح االبتعاد أسلم من الناحية‬
‫التربوية ‪0‬‬

‫ومسرح الطفل لم يحظ بما حظى به مسرح الكبار من قيمة ومكانة وانتشار وتوثيق ‪ ،‬بل‬
‫بقى مسرحا ثانويا أو ظل على هامش مسرح الكبار إلى يومنا هذا ‪ 0‬إذا متى نهتم بمسرح‬
‫الطفل؛ ومتى ستشرع فى تدريسه فى جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا ؟ ولماذا ال نهتم بتدوينه‬
‫وتوثيقه ؟ ولماذا ال نشجع المبدعين سواء كانوا صغارا أو كبارا على اإلنتاج والتأليف والتنظير‬
‫واإلخراج ؟‬
‫وقد افتتح مركز ساقية الصاوى الثقافى فى القاهرة مسرحه للعرائس أخيرا بعرض‬
‫( الماسورة الكبيرة ) الذى كتبه وأخرجه محمد الصاوى ‪ ،‬وناقش تفشى ظاهرة أطفال الشوارع‪،‬‬
‫وحظى العرض بإعجاب الجمهور ‪ ،‬وأعاد لألذهان نجاحات الليلة الكبيرة عند تقديمها ألول‬
‫مرة‪ 0‬وقال الصاوى ‪ :‬نحن نحاول جاهدين اجتذاب الجمهور إلى مسرح العرائس من جديد ألن‬
‫إقبال الجمهور من الصغار والكبار هو الوسيلة األهم للحفاظ على هذا الفن من االندثار ‪0‬‬

‫ويذكر األستاذ عبد التواب يوسف ‪ ( :‬إن أزمة المسرح العربى الحاضر تكمن فى أن‬
‫األجيال التى تشاهده لم تتدرب على تذوق الدراما ‪ ،‬وعلى كشف روعتها وسحرها ‪ ،‬لذلك‬
‫ال تحفل كثيرا باألعمال التى تقدم ‪ ،‬والتى تلقى فى الخارج إقباال منقطع النظير ‪ ،‬واألجيال‬
‫الجديدة فى أمس الحاجة إلى اإلحساس بهذا الفن والتدريب على التمتع به لتنمو معهم الرغبة‬
‫فى متابعته )‪0‬‬

‫عرفت البالد العربية فى تاريخها القديم مسرح الطفل بأشكاله المختلفة ‪ :‬مسرح العرائس‬
‫ومسرح خيال الظل والمسرح البشرى ‪ ،‬وقد جاء فى كتاب الرحالة " كارستن نيبور " الذى زار‬
‫اإلسكندرية عان ‪ ، 1761‬ومكث فى مصر سنوات طويلة إن فن األرجواز وخيال الظل كان‬
‫منتشرا فى القاهرة ‪ ،‬وقال إنه فن جدير باالهتمام ‪ ،‬ولكن ظهور أول مسرح لألطفال بشكل‬
‫واضح فى مصر كان عام ‪ ، 1964‬وتوالى االهتمام بمسرح األطفال وأشكاله المختلفة بعد ذلك‬
‫نتيجة انتشار المعاهد والكليات التى تخصصت بالمسرح ؛ ونتيجة التطور الثقافى الذى شمل‬
‫كتابات األطفال بشكل عام ‪ ،‬وقد جاءت بدايات المسرح العربى بشكل عام مرتبطة بالمسرح‬
‫المدرسى وجهود الطالب فى النوادى والجمعيات ‪0‬‬

‫وتشكلت مالمح مسرح الطفل المصرى األول فى مسرحيات الشاعر المصرى الكبير محمد‬
‫الهراوى ‪ ،‬والتى تم نشرها فى العشرينات من القرن العشرين ‪ ،‬وأتبعها قصائد أحمد شوقى أمير‬
‫الشعراء والتى كتب ها لألطفال ‪ ،‬فمنها ‪ :‬القصائد التربوية واألسرية ‪ ،‬ومنها القصائد الوطنية‬
‫والقومية ‪ ،‬ومنها الفكاهية والقصصية ‪ 0‬وقد قدمت مسرحية " الحيوانات على السفينة " من‬
‫أشعار شوقى على خشبة المسرح القومى للطفل عام ‪ 1987‬والقت نجاحا كبيرا بين جمهور‬
‫المشاهدين ‪0‬‬

‫ويمكن القول بأن مسرح الطفل نشأ فى مصر فى رحاب المدرسة على يد رائد المسرح‬
‫المصرى والعربى ( زكى طليمات ) عندما وافقت وزارة المعارف العمومية فى نهاية عام‬
‫‪ 1936‬على إنشاء فرقة تمثيلية بالمدارس الثانوية ‪ ،‬وزودت الوزارة هذه المدارس بكل ما‬
‫تحتاجه حركة المسرح من إمكانيات متاحة آنذاك ‪0‬‬
‫وإذا نظرنا إلى بعض رواد هذا الفن فى مصر والعالم العربى نجد ‪:‬‬

‫الرائد الكبير ( زكى طليمات ) الذى ولد عام ‪1899‬وتوفى عام ‪1982‬‬

‫تقدم الرائد زكى طليمات عام ‪1936‬إلى وزارة المعارف العمومية إلنشاء إدارة المسرح‬
‫المدرسى للمدارس الثانوية ‪ ،‬وكان التبرير الذى قدمه على الموافقة ‪ " :‬إن إنشاء مثل هذا‬
‫المسرح من شأنه تعليم األبناء فن اإللقاء وامتالك ناصية الكالم وبث روح القومية وتذوق‬
‫محاسن اللغة العربية والقرآن الكريم فضال عن إنضاج الشخصية واكتساب عادات اجتماعية‬
‫بناءة مثل ‪ :‬العمل الجماعى والتعاون وعالج بعض األمراض النفسية مثل ‪ :‬الخجل واالنطواء‬
‫وشغل الفراغ واكتساب المواهب "‪0‬‬

‫ثم أعلن ميالد المسرح الحقيقى لمسرح الطفل على مسرح سيد درويش باإلسكندرية فى‬
‫‪ ، 1964/7/26‬وكان مكونا من ثالثة برامج وهى ‪ :‬مغامرات سائح وقمة النصر وكفاح‬
‫وان تصار ‪ ،‬ثم انتقل العمل إلى القاهرة لمدة ثالثة مواسم حتى توقف ‪ ،‬ثم جاءت النكسة كعامل‬
‫على االختفاء حتى ظهر مسرح الطفل مرة ثانية فى الثقافة الجماهيرية وعلى مسرح معهد‬
‫الموسيقى العربية ‪ ،‬وكون الراحل حسين فياض المخرج والممثل مع مجموعة من محبى مسرح‬
‫الطفل فرقة لمسرح الطفل وقدمت أول عروضها وكانت مسرحية " الحذاء األحمر " للكاتب‬
‫الشهير " هانز أندرسون " وترجمها للغربية كاتب األطفال الشهير عبد التواب يوسف ولحن‬
‫موسيقاها الراحل حسن أبو زيد واشترك فيها من األطفال بوسى وأحمد يحيى وهانى شاكر‬
‫وعزة كمال ( الذين أصبحوا نجوما فيما بعد ) ‪0‬‬

‫الكاتب ( عبد التواب يوسف ) الذى ولد عام ‪ – 1928‬بنى يوسف – مصر‬

‫تفرغ للكتابة لألطفال منذ عام ‪ ،1975‬ويعد من أبرز رواد أدب األطفال العربى‬
‫المعاصرين ‪ ،‬وصاحب أرقام قياسية إلنتاجه األدبى للطفل ‪ ،‬فقدم ‪ 595‬كتابا طبعت لألطفال فى‬
‫مصر ‪ ،‬و‪ 125‬كتابا طبعت لألطفال بالبالد العربية ‪ ،‬وقدم ألول مرة مسرحية مصرية بعنوان‬
‫( عم نعناع ) ‪ ،‬وحصل على جائزة أحسن كاتب لألطفال عام ‪ ،1998‬ومسرحية ( عم نعناع )‬
‫تعتبر أول مسرحية يكتبها ويقدمها مصرى وليست عمال مترجما عام ‪ ،1964‬وموضوع ذلك‬
‫العمل أن رجال يدعى عم نعناع ‪ ،‬عنده محل يبيع الكتب واألدوات المدرسية والحلوى ‪ ،‬وهو‬
‫منسق بطريقة تغرى األطفال ‪ 0‬وهذا الدكان أشبه بمحطة للتلميذات والتالميذ ‪ ،‬وهم فى طريقهم‬
‫إلى المدرسة ‪ ،‬ومن هنا نشأت بينه وبين التالميذ عالقة حميمة ‪ ،‬فهو شخصية طيبة ‪ ،‬فهو‬
‫يعطيهم ما يحتاجون إليه ‪ ،‬و باإلضافة إلى ذلك يجدون متعة خاصة فى حكاياته البديعة التى‬
‫يقصها عليهم ‪ ،‬والتى يستفيدون منها لقوة حكمتها ‪0‬‬
‫إن المسرحية تطرح قيما كثيرة دينية وخلقية واجتماعية وعلمية ‪ ،‬وكل هذه القيم فى نسيج‬
‫العمل الدرامى تحث على السلوك السليم ‪ ،‬من خالل التجربة التى تؤكد القيمة وهذا بأسلوب غير‬
‫مباشر بعيدا عن النصيحة الصوتية الجوفاء ‪ ،‬وإنه بأسلوب عملى ‪ ،‬ومن القيم التى تعرضها‬
‫المسرحية وتؤكدها ولها بالغ األهمية قيمة االعتماد على النفس والقدرة على مواجهة العقبات‬
‫والقدرة على الصمود فى المواقف الصعبة ‪0‬‬

‫الشاعر الكبير ( صالح جاهين ) الذى ولد عام ‪ 1930‬فى حى شبرا – مصر‬

‫وعند صال جاهين نتحدث عن مسرح العرائس ‪ ،‬ومن المعروف أن هذا الفن مصرى‬
‫خالص ‪ ،‬نشأ منذ القرن الخامس قبل الميالد ‪ ،‬وكان أول ظهور له فى العصر الحديث خالل‬
‫فترة المماليك على يد ابن دانيال ومسرحياته عن خيال الظل ‪0‬‬

‫ويمتاز مسرح العرائس عند صالح جاهين بتقديمه للقضايا والقصص التى تهم الجمهور‬
‫وبنفس الطريقة الفريدة فى تناوله لألغانى والمسرحيات ‪ ،‬وأهم ما قدم صالح جاهين لمسرح‬
‫العرائس أوبريت الليلة الكبيرة الذى القى نجاحا منقطع النظير من أول عرض له على مسرح‬
‫المتحف الزراعى ‪ ، 1960‬والذى أخرجه صالح السقا ولحن كلماته سيد مكاوى ‪0‬‬

‫كما يمتاز ذلك المسرح بتناول أدق التفاصيل وخير تعبير عن ذلك مسرحية " صحصح لما‬
‫ينجح " ‪ ،‬لم يفت على صالح جاهين فائتة بالنسبة لشخصية صحصح ‪ ،‬وهو ال يفعل ذلك‬
‫بغرض تسلية الطفل ومداعبته فقط بل يرسى خالل ذلك قيما تربوية فى غاية الخطورة ‪ ،‬ويكفى‬
‫فى ذلك اهتمامه فى تلك المسرحية بقيمة العمل ‪ ،‬وأهميته وإنجازه إلى الحد الذى جعل من هدية‬
‫األب البنه صحصح بعد نجاحه ساعة تنظم له الوقت وتساعده على االنضباط أكثر ‪0‬‬

‫المخرج ( صالح السقا ) ولد عام ‪ –1932‬مخرج مسرحى – رائد فى تحريك العرائس‬
‫فى مصر‬

‫لم يكتف صالح السقا بإسهاماته وإبداعاته فى مجال اإلخراج المسرحى بل ساهم فى إنشاء‬
‫مسارح العرائس ببعض الدول العربي مثل ‪ :‬سوريا والكويت وقطر وتونس والعراق ‪ ،‬وحضر‬
‫له الرئيس عبد الناصر بالصدفة عرض الليلة الكبيرة على مسرح المتحف الزراعى ‪،1960‬‬
‫وأبدى إعجابه به بشدة ‪ ،‬وقرر إنشاء مسرحا للعرائس فى حديقة األزبكية بالقاهرة يكون السقا‬
‫مديرا له ‪0‬‬
‫كما أخرج فى السبعينات عروضا منها‪ ( :‬مقالب صحصح وتابعه دندش ) من أشعار عبد‬
‫الرحمن األبنودى ‪( ،‬أبوعلى ) تأليف الشا عر سيد حجاب ‪ ،‬و(عودة الشاطر حسن وعقلة‬
‫األصبع والديك العجيب ) تأليف إيهاب شاكر وحار صالح جاهين ‪0‬‬

‫المخرج ( السيد راضى ) الذى ولد عام ‪ 1935‬فى محافظة الغربية – مصر‬

‫أسس المسرح القومى للطفل عام ‪ ،1983‬وقدم العديد من المسرحيات التى أثرت تاريخ‬
‫مسرح الطفل مثل ‪ :‬السيرك ‪ ،‬ومصنع الشيكوالته‪ ،‬واألمير الصغير‪ ،‬ونعم وال ‪00‬‬

‫كما قدم مسرحية ( طاق‪00‬طاق‪00‬طاقية) من خالل إشراف المسرح القومى للطفل على‬
‫إنشاء نواة لمسرح الطفل الفلسطينى بالقاهرة عام ‪ ،1988‬وقد شارك بعض أفراد الجالية‬
‫الفلسطينية المقيمة بالقاهرة ‪ ،‬كما شارك أطفال قدموا من األرض المحتلة فى العرض‬
‫المسرحى‪0‬‬

‫ويبدأ العرض باألطفال الفلسطينيين وهم يلعبون كأى أطفال فى العالم ثم تتوالى األحداث‬
‫لتتحول اللعبة إلى مقاومة للمحتل حيث كشف العرض فى النهاية عن مأساة االحتالل وقلوب‬
‫األطفال ‪ ،‬وقد مألها الحزن ‪ ،‬لكنهم يواصلون دفاعهم عن الحرية وعن حقهم فى اللعب والحياة‬
‫والعدالة ‪0‬‬

‫وامتد عطاؤه إلى ليبيا حيث عمل خبيرا مسرحيا بالمسرح الليبى فى مدينة بنغازى ‪ ،‬كما‬
‫أسس مهرجان سوسه المسرحى بتونس ‪0 1987‬‬

‫الكاتب المسرحى( شوقى خميس ) الذى ولد عام ‪1936‬وتوفى عام ‪2013‬‬

‫ويعتبر مؤسس المسرح القومى للطفل ‪ ،‬ومؤسس مسرح الطفل الفلسطينى ‪ ،‬وصاحب‬
‫التجربة الثرية فى العمل مع األطفال إيمانا بأن فنون الطفل هى القيمة والمتعة الحقيقية‪0‬‬

‫قدم أشعار شوقى لألطفال فى مسرحيه ( الحيوانات على السفينة ) واألوبرا المسرحية ( نعم‬
‫وال) ‪ ،‬وأسس مسرح التليفزيون لألطفال ‪ ،‬وكتب له مصنع الشيكوالته واألمير الصغير ‪ ،‬وهو‬
‫صاحب بوجى وطمطم ‪ ،‬ونشرة أخبار األطفال ‪0‬‬

‫اختار فى منتصف حياته المهنية العامرة أن يتفرغ للعمل مع األطفال ‪ ،‬واجتذب مناخا لذلك‬
‫فعمل معه كوم مطاوع ونبيل األلفى وسعد أردش وعبد الغفار عودة وأحمد زكى والسيد راضى‬
‫وغيرهم من كبار الفنانين ‪ ،‬وبرحيله عن المسرح القومى لألطفال رحل ذلك الوهج ‪ ،‬فقد كان‬
‫يؤمن بأن عالم الطفولة هو أنب اختار للفنان ألنه عالم الخيال والخير والجمال والمستقبل ‪0‬‬
‫الشاعر ( أحمد سويلم ) شاعر األطفال المصرى‬

‫يعد الشاعر أحمد سويلم فى طليعة الشعراء المعاصرين الذين أخلصوا للمسرح الشعرى‬
‫للطفل ‪ ،‬وقد بدأت تجاربه المسرحية منذ عام ‪ 1942‬بالمسرحية العرائسية ( حكايات وأغانى‬
‫كامل كيالنى ) وقدم فيها ثالثة نصوص مسرحية هى ‪ ( :‬جحا والبخيل ‪ ،‬وعبدهللا والدراويش ‪،‬‬
‫وحى بن يقظان ) ‪0‬‬

‫وقد أصدر أحمد سويلم مجموعة من مسرحيات األطفال الشعرية هى ‪ ( :‬الطيب والشرير –‬
‫الدرويش والطماع – األميرة وصاحبة الكوخ – الوفاء بالوعد – الجزاء العادل – األمير الفنان ‪-‬‬
‫جحا والبخيل – القاضى جحا – هزيمة أبرهة – حى بن يقظان ) ‪0‬‬

‫وقد هدف سويلم فى تجاربه المسرحية للطفل إلى مجموعة من األهداف الموضوعية والفنية‬
‫التى حددها فى كتابه ( المسرح الشعرى لألطفال ‪ )1989‬والتى من بينها مايلى ‪:‬‬

‫أن تستمد المسرحيات مادتها من حكايات التراث العربى الغريق ‪ ،‬وربط الطفل العرب‬ ‫‪‬‬
‫بماضيه وتراثه ‪ ،‬وقدمت المسرحيات المضامين التى تحمل القيم الخالدة التى ال تتغير‬
‫بتغير الزمان والمكان ومنها ‪ :‬الفروسية والشجاعة والوفاء والصدق واألمانة والمحبة‬
‫والكرم والتسامح والتعاون واإلخالص ‪0‬‬
‫تتخذ هذه المسرحيات أسلوب الفصحى المبسطة القريبة من وجدان الطفل ‪0‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون الشعر فى هذه المسرحيات مبسطا يعتمد على إيقاعات متكررة ( الشعر‬ ‫‪‬‬
‫الحديث ) فى سياق الحوار بين أبطال العمل ‪0‬‬
‫أن تتميز الموسيقى واأللحان باإليقاعات البسيطة غير المعقدة التى يسهل على الطفل‬ ‫‪‬‬
‫ترديدها والرقص عليها ‪0‬‬
‫تهدف المسرحيات إل تعريف الطفل بخصائص فت المسرح وإمكاناته الفنية من ديكور‬ ‫‪‬‬
‫وإضاءة ومالبس وستائر و‪0000000‬خالفه‪0‬‬
‫المسرحيات تتيح لألطفال أن يؤديها وحدهم أو باالشتراك مع الكبار ‪0‬‬ ‫‪‬‬
‫تهدف المسرحيات إلى إحياء فن المسرح المدرسى ‪0‬‬ ‫‪‬‬

‫وأخيرا ‪ 000‬هدفت هذه الصفحات القليلة إلى إلقاء الضوء على نشأة مسرح الطفل العربى‬
‫فى مصر ‪ ،‬وتذكر أهم رموز العمل المسرحى للطفل من أدباء وشعراء وكتاب ومخرجين‬
‫وموسيقين وممثلين ‪ ،‬ولفت االنتباه إلى الدور الخطير الذى يلعبه مسرح الطفل فى تربية الطفل‬
‫داخل المدرسة أوخارجها ‪ ،‬ودعوة إلى تضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية من أجل إحياء‬
‫وعودة المسرح المدرسى ‪ ،‬وعودة التأليف المسرحى للطفل شعرا ونثرا ‪ ،‬وعودة األوبرات‬
‫و مسارح العرائس وخيال الظل وعودة كل أنواع وأصناف مسرح الطفل ‪0‬‬
‫المراجع ‪:‬‬

‫طارق الجمل ‪ ،‬روائع صالح جاهين ‪ ،‬دار الروائع ‪ ،‬القاهرة ‪2005 ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫محمد السيد حالوة وطارق عطية ‪ ،‬مدخل إلى مسرح الطفل ‪ ،‬كلية رياض األطفال ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة اإلسكندرية ‪0‬‬
‫أحمد سويلم ‪ ،‬المسرح الشعرى لألطفال ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1989 ،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫شوقى خميس ‪ ،‬مسرح الطفل آراء وتجارب ‪ ،‬وزارة الثقافة البيت الفنى للمسرح ‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪1995‬‬
‫فوزى عيسى ‪ ،‬أدب األطفال ‪ ،‬منشأة المعارف ‪،‬اإلسكندرية ‪1998 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يعقوب الشارونى ‪ ،‬الدور التربوى لمسرح األطفال ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪1986‬‬
‫بعض مواقع االنترنت مثل ‪ :‬موقع أدباء الشام ‪000‬وموقع منتديات األدب العربى ‪0‬‬ ‫‪.7‬‬

You might also like