Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫االسم – محمد األمين يونس باه‬


‫المستوى – الثالث‬

‫المحاضرة األولى‬

‫مفاهيم أساسية‬
‫التعليم أو التدريس ليس باألمر السهل‪ ،‬واليسير كما يعتقد‬
‫كثير من الناس‪ .‬إنما هو علم له أصوله ومبادئه العلمية؛ فهو‬
‫علم يرتبط بعلوم مختلفة مثل ‪ -:‬علم النفس والتربية ويرتبط‬
‫كذلك بالعلوم األكاديمية التي سيتم تدريسها للمتعلم‪ .‬ولكى‬
‫نقوم بعملية التدريس البد أن نفهم ما مفهوم التدريس وما‬
‫عناصر التدريس؟‬

‫مفهوم التدريس‬

‫يمكننا أن نعرف مفهوم التدريس بأنه موقف يتفاعل فيه‬


‫المتعلم عن طريق المعلم مع الخبرة التعليمية تفاعال إيجابيا‬
‫ونشيطا‪ ،‬ينتهى بتحقيق أهداف الدرس من اكتساب القيم‪،‬‬
‫والخبرات‪ ،‬وألوان من السلوك والقدرات‪ ،‬والمهارات‪،‬‬
‫واالتجاهات‪ ،‬واالستعدادات أو تعديل وتنمية لها‪ .‬كما يعرف‬
‫مفهوم التدريس أيضا ‪ :‬بأنه العملية التي يتوسط فيها شخص‬
‫(هو المعلم) بين شخص آخر (المتعلم )‪ ،‬ومادة علمية أو‬
‫جانب معرفي ما لتيسير عملية التعلم‪.‬‬

‫عناصر التدريس‬

‫أوال‪ :‬متعلم‪ ،‬لديه االستعداد الكافى لعملية التعليم‪ ،‬ومهيأ‬


‫تهيئة كاملة إلستقبال المادة المتعلمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المادة العلمية‪ ،‬التي نريد إيصالها أو اكسابها للمتعلم‬


‫والبد لهذه المادة أن تتناسب مع قدرات المتعلم العقلية‬
‫والذهنية‪ .‬وهذا ما يحتاج منا إلى ضرورة دراسة المتعلم في‬
‫كافة جوانبه الجسمية والعقلية والمهارية والنفسية لنقيس مدى‬
‫قدراته واستعداداته‪ .‬ولتكون منطلقا لتصميم مادة علمية‬
‫تناسب هذا المتعلم؛ ولينطلق المعلم في عملية تدريسه على‬
‫هذا األساس‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معلم ناجح‪ ،‬ونعنى بالمعلم الناجح هو الذى يتوافر فيه‬


‫صفات ومعايير معينة لكى ينجح في عملية التدريس‪.‬‬

‫صفات المعلم‬
‫لتدريس ناجح يكون متفهما طالبه‪ ،‬يعرف طبائعهم‪،‬‬
‫وخلفياتهم‪ ،‬واستعداداتهم‪ ،‬وميولهم‪ ،‬واتجاهاتهم‪ .‬ونذكر فيما‬
‫يأتي بعضا من هذه الصفات‪:‬‬

‫يكون متمكنا من مادته ملما بها‪ ،‬وما لها من صلة به عارفا‬


‫أفضل مصادر المعلومات المعنية‪.‬‬
‫تكون شخصيته قوية‪ ،‬منشرح النفس‪ ،‬واسع الصدر‪ ،‬سريع‬
‫البديهة‪ ،‬قوى الحجة‪ ،‬واسع الثقافة‪.‬‬
‫متمكن من مهارات العملية التدريسية بداية من تخطيط‬
‫الدرس‪ ،‬وصوالا إلي التقويم‪.‬‬
‫يقدر الوقت ويستغله جيدا بما يخدم أهداف الدرس‪ ،‬وال‬
‫يطغي علي أي من وقت الدرس أو وقت الراحة‪.‬‬
‫ينظر إلى أراء طالبه باحترام‪.‬‬
‫يكون عادال بين طالبه في كل شيء في المعاملة وتوزيع‬
‫األسئلة و رصد الدرجات‪.‬‬
‫يتمتع بأخالق عالية تجعله المثل األعلى لطالبه‪.‬‬
‫يكون متسامحا ينظر إلى طالبه بعين األبوة‪.‬‬
‫يعنى بحسن مظهره ونظافته‪ .‬تكون لغته سليمة تتسم‬
‫بالسالسة‪.‬‬
‫يبتعد عن أساليب التعنيف واالهانة للطلبة‪.‬‬
‫يكون حريصا مخلصا في أداء واجباته‪ ،‬وأن ينجلي ذلك في‬
‫سلوكه‪.‬‬
‫يهتم بجميع جوانب شخصية المتعلم في التدريس‪.‬‬
‫يهتم بتنويع األنشطة التربوية والوسائل التعليمية وال يكتفي‬
‫بالكتاب المقرر فقط‪.‬‬
‫يراعى الفروق الفردية بين الطلبة‪.‬‬
‫يشرك الطلبة جميعهم في الدرس‪.‬‬
‫يربط بين المادة التي يدرسها والبيئة‪ ،‬أي يجعل التعليم‬
‫وظيفيا‪.‬‬
‫يسخر عمله لخدمة األهداف التربوية‪.‬‬
‫يراعى الجوانب العلمية والنظرية للمادة‪.‬‬
‫يؤدى دورا في تطوير المنهج‪.‬‬
‫يكون محبوبا مقبوال من طالبه‪.‬‬
‫اهيم التدريس‪:‬‬

‫في األربعين سنة الماضية أدلى الجميع بدلوه في ميدان‬


‫التدريس‪ ،‬وساد الخلط بين المفاهيم التربوية والمهنية المتعلقة‬
‫بعملية التدريس فأصبحنا ال نفرق بين أسلوب التدريس‪،‬‬
‫ومدخل التدريس‪ ،‬واستراتيجية التدريس‪ ،‬وطريقة التدريس‪،‬‬
‫وفيما يلي توضيح للفرق بين هذه المصطلحات‪:‬‬

‫‪ 1‬مدخل التدريس‪:‬‬
‫هو نقطة االنطالقة التي ينطلق منها المعلم في عملية‬
‫تدريسه‪ ،‬بمعنى أن جميع المتعلمين يختلفون‪ ،‬كل منهم عن‬
‫االخر في الطريقة التي يتعلمون بها‪ .‬فهناك تلميذ يفضل‬
‫طريقة التكرار والممارسة للمادة المتعلمة ‪ ،‬وتلميذ آخر‬
‫يفضل ممارسة المادة المتعلمة بيديه لكى يقوم بتعلمها‪ ،‬وأخر‬
‫يفضل قراءة المادة المتعلمة أوال ثم ممارستها بيديه والمعلم‬
‫وفق هذه األنماط لتعلم التالميذ يعد مادته العلمية فالتلميذ‬
‫الذى يفضل األداء المهارى العملي يعد المعلم مادته العلمية‬
‫مرتكزا‪ ،‬ومنطلقا من المدخل العملي والمهارى لكى يتناسب‬
‫مع ذلك التلميذ‪ ،‬كذلك فإن التلميذ الذى يفضل الحفظ‬
‫والتكرار يعد المعلم مادته العلمية بشكل نظري ليتناسب مع‬
‫ذلك التلميذ وهذا يعد المدخل أو المنطلق الذى ينطلق منه‬
‫المعلم في تدريسه‪.‬‬

‫ونستطيع أن نلخص ذلك في أن مدخل التدريس هو الفكرة‬


‫الفلسفية التي ينطلق منها المعلم‪ ،‬التي تستند إلى مسلمات‬
‫مستوحاه من خصائص المادة وطبيعتها‪ ،‬ومسلمات مستوحاة‬
‫من طبيعة عملية التعليم والتعلم تقضى باختيار المادة‬
‫التعليمية وتنظيمها واختيار طريقة التدريس‪ ،‬وتكييف‬
‫اجراءاته‪ ،‬وتقويم تعلم الطالب في ضوء هذه الفكرة‪2 .‬‬
‫نموذج التدريس ‪:‬‬
‫يعرف النموذج علي أنه مجموعة من العالقات المنطقية‪ ،‬قد‬
‫تكون في صورة كمية‪ ،‬أو كيفية تجمع معا ا المالمح الرئيسية‬
‫للتدريس الذي نهتم به ونريده‪ ،‬أو أنه طريقة لتمثيل ظواهر‬
‫معينة بعالقاتها‪ ،‬أو شكل تخطيطي يتم عليه تمثيل األحداث‬
‫أو الوقائع والعالقات بينها‪ ،‬وذلك بصورة محكمة بقصد‬
‫المساعدة في تفسير تلك األحداث أو الوقائع غير الواضحة‪،‬‬
‫أو غير المفهومة‪.‬‬

‫وعليه فإن نموذج التدريس هو نمط من التعليم متماسك‪،‬‬


‫شامل‪ ،‬ومتعارف عليه‪ ،‬وله مالمحه المميزة‪.‬‬

‫‪ 3‬استراتيجية التدريس‪:‬‬

‫هي مجموعة من اإلجراءات و الوسائل التي يستخدمها‬


‫المعلم و يمكن بها المتعلم من الخبرات التعليمية المخططة‬
‫وتحقيق األهداف التربوية‪ .‬وبذلك فإن االستراتيجية تعنى ‪:‬‬
‫خط السير للوصول إلى الهدف أو اإلطار الموجه ألساليب‬
‫العمل والدليل الذى يرشد حركته‪.‬‬

‫وتعنى كذلك فن استخدام الوسائل لتحقيق األهداف‪ .‬وعليه‬


‫فاستراتيجية التدريس هي مجموعة األمور االرشادية التي‬
‫تحدد و توجه مسار عمل المدرس وخط سيره في الدرس‪.‬‬
‫وبالتالي فإن استراتيجية التدريس تحتوى على مكونين‬
‫أساسيين هما‪ :‬الطريقة واإلجراء اللذان يشكالن معا خطة‬
‫كلية لتدريس درس معين أو وحدة دراسية أو مقرر دراسي‬
‫وبالتالي فإن االستراتيجية تتكون من‪ :‬األهداف التعليمية‬
‫المرغوبة ما يقوم به المعلم من أفعال وتحركات ينظمها‬
‫ليسير وفقا لها في تدريسه األمثلة والتدريبات التي يستخدمها‬
‫المعلم أو المدرس للوصول للهدف‪ .‬الجو والبيئة التعليمية‬
‫المناسبة والتنظيم الصفي للحصة‪ .‬استجابات الطالب التي‬
‫تنتج عن المثيرات التي ينظمها المعلم ويخطط لها‪.‬‬

‫‪ 4‬طريقة التدريس‪:‬‬

‫أما الطريقة اصطالحا فتعنى الكيفيات التي تحقق التأثير‬


‫المطلوب في المتعلم تؤدي إلى األداة أو الوسيلة أو الكيفية‬
‫التي يستخدمها المعلم في توصيل محتوى المادة للمتعلم في‬
‫أثناء قيامه بالعملية التعليمية بصور وأشكال مختلفة‪ ،‬فهي‬
‫وسيلة لنقل المعلومات إلى المتعلم وإرشاده إليها‪ ،‬والتفاعل‬
‫معه وتتكون من مجموعة أساليب يتخذها المدرس وهى من‬
‫مكونات استراتيجية التدريس‪ .‬هي ما يتبعه المعلم من‬
‫خطوات متسلسلة ومتتالية ومترابطة لتحقيق أهداف تعليمية‬
‫محددة‪.‬‬
‫وبالتالي فإن طريقة التدريس تعنى مجموعة من اإلجراءات‬
‫والتحركات واالفعال التي يؤديها المعلم أثناء الموقف‬
‫التعليمي من خالل خطوات متتابعة‪ ،‬يتبعها المعلم‪ ،‬بهدف‬
‫حدوث تعلم أحد الموضوعات الدراسية وتحقيق الهدف من‬
‫تعلمه‪.‬‬

‫‪ 5‬أسلوب التدريس‪:‬‬

‫األسلوب هو مجموعة القواعد أو الضوابط المستخدمة فى‬


‫طرائق التدريس لتحقيق أهداف التدريس المطلوبة‪ .‬ويمكننا‬
‫تعريف أسلوب التدريس بأنه‪ :‬الكيفية التى يتناول بها‬
‫المدرس أو المعلم طريقة التدريس أثناء القيام بعملية‬
‫التدريس‪.‬‬

‫وبمعني آخر يمكن تعريف التدريس بأنه ما يتبعه المدرس أو‬


‫المعلم فى توظيف طرائق التدريس بفاعلية تميزه من غيره‬
‫من المدرسين‪ .‬فاألسلوب هو جزء من الطريقة يرتبط‬
‫بصورة أساسية للخصائص الشخصية للمعلم أو المدرس‪ ،‬فقد‬
‫تكون الطريقة المحاضرة ولكن التقديم فيها يتم بأكثر من‬
‫األسلوب‪.‬‬
‫ومن ثم فإن أسلوب التدريس هو تقنية المعلم ولمساته الفنية‬
‫فى معالجة تفاصيل الدرس‪ .‬فإن أسلوب التدريس يختلف من‬
‫معلم آلخر فيمكن أن نرى مجموعة من المعلمين يستخدمون‬
‫طريقة تدريسية واحدة ولنفرض أنها ” المحاضرة” ولكنهم‬
‫يختلفون فى أساليب عرضهم وإلقائهم للمحاضرة ولنرى‬
‫مثاالا حيا على ذلك فى محاضرات األساتذة بالكليات‪،‬‬

‫فهذا األسلوب نظرى وذلك مشوق وممتع‪ ،‬وذاك يعتمد على‬


‫المدح وغيره على الذم‪ .‬الفرق بين المدخل‪ ،‬النموذج ‪،‬‬
‫االستراتيجية والطريقة واألسلوب في التدريس صورة‬
‫توضح العالقة بين النموذج واالستراتيجية والطريقة‬
‫واألسلوب في التدريس أن استراتيجية التدريس أعم وأشمل‬
‫من طريقة التدريس‪.‬‬

‫حيث إن االستراتيجية تقوم على عدة طرق أو طريقة واحدة‬


‫بحسب األهداف المرجو تحقيقها من االستراتيجية‪ ،‬أما‬
‫الطريقة فإنها تختار لتحقيق هدف متكامل من خالل موقف‬
‫تعليمي واحد‪ .‬وعليه فإن االستراتيجية هي األشمل و‬
‫األوسع‪ ،‬وإن الطريقة تمثل جزءا من االستراتيجية‪ .‬ونذكر‬
‫في هذا المضمار أن االستراتيجية تتضمن جميع إجراءات‬
‫التدريس التي يخطط لها المدرس مسبقا لتعينه علي تنفيذ‬
‫التدريس في ضوء اإلمكانات المتاحة لتحقيق األهداف‬
‫التدريسية متضمنة أبعادا ا مختلفة من أهداف‪ ،‬وطرائق‬
‫تدريس‪ ،‬ومعلومات‪.‬‬

‫فاالستراتيجية تشمل علي األهداف والتنظيم الصفي لحصة‬


‫الدرس‪ ،‬والمثيرات المستخدمة واستجابات الطلبة الناتجة عن‬
‫تلك المثيرات التي ينظمها المدرس ويخطط لها‪ .‬وتأسيسا‬
‫علي ذلك تقع الطريقة ضمن محتوي االستراتيجية‪ ،‬في حين‬
‫يقع األسلوب ليمثل جزءا ا من الطريقة‪.‬‬

‫وللتفريق بين االستراتيجية والطريقة واألسلوب يمكن القول‬


‫أن‪ :‬االستراتيجية هي األشمل واألوسع‪ ،‬وأن الطريقة جزءا‬
‫من االستراتيجية وأن الطريقة أوسع من األسلوب‪ ،‬وأن‬
‫األسلوب جزء من الطريقة أو من وسائلها‪.‬‬

‫– استراتيجية التدريس أشمل من طريقة التدريس‪.‬‬

‫– االستراتيجية تختار الطريقة المناسبة للتدريس مع‬


‫مختلف الظروف والمتغيرات المؤثرة في الموقف التدريسي‪.‬‬

‫طريقة التدريس الكيفية أو األسلوب الذي يختاره المدرس‬


‫ليساعد المتعلمين على تحقيق األهداف التعليمية السلوكية‪.‬‬
‫– هي مجموعة من اإلجراءات والممارسات واألنشطة‬
‫العلمية التي يقوم بها المعلم داخل الفصل بتدريس دريس‬
‫معين بهدف التوصيل‪.‬‬

‫– الطرائق لها معايير ومحددات وخطوات وتكون جاهزة‬


‫لالستخدام‪.‬‬

‫– الطريقة أوسع من األسلوب وأهم كونها ال تحدد‬


‫بالخصائص الشخصية‪.‬‬

‫– هو األسلوب الذي يتبعه المدرس في تنفيذ طريقة التدريس‬


‫بصورة تميزه عن غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفس‬
‫الطريقة‪.‬‬

‫– أسلوب التدريس يرتبط بالخصائص الشخصية للمعلم‪.‬‬

‫أسلوب التدريس يختلف من مدرس ألخر فقد نجد معلم‬


‫يستخدم طريقة المحاضرة ومعلم أخر يستخدم نفس طريقة‬
‫المحاضرة ومع ذلك نجد فروقا ا دالة في مستويات تحصيل‬
‫تالميذ كل منهما‪.‬‬
‫– كل معلم له أسلوب تدريس خاص به يتميز عن غيره‬
‫وبذلك نجد أساليب متنوعة تبعا ا الختالف المعلمين واختالف‬
‫سماتهم وخصائصهم الشخصية‪.‬‬

‫– الوسيلة التي يستخدمها المعلم لتوظيف الطريقة بصورة‬


‫فعالة‬

You might also like