‫نور ‪ :‬ولد ديلسيبس ألسرة عريقة عمل أكثر أفرادها بالدبلوماسية واشتهرت بمواقفها المؤيدة لنابليون‪ ،‬قضى‬

‫أعوامه األولى فى إيطاليا حيث عمل مع والده ثم التحق بالتعليم فى كلية هنرى الرابع بباريس‪ .‬يقال ان نابليون‬
‫بونابرت أرسل ماتيو ديليسبس والد فرديناند‪ ،‬عام‪ 1803‬مبعوثا شخصيا إلى مصر‪.‬‬
‫اسراء‪ :‬اقترب ماتيو من محمد على ‪ ،‬أصبح المستشار الفعلى السياسى والعسكرى واإلدارى لمحمد على‪،‬‬
‫وكان آخر ما طلبه ماتيو ديليسبس من محمد على قبل رحيله هو األخذ بيد ابنه فرديناند‪.‬‬
‫نور‪ :‬وبحسب عدد من التقارير‪ ،‬كانت مهمة ماتيو ديليسبس الرسمية الرئيسية األولى‪ ،‬هى العمل كقنصل‬
‫فرنسى للمغرب‪ ،‬تم إرسال دى ليسيبس‪ ،‬كجهة اتصال للجيش المصرى وكمشرف على العالقات التجارية‪.‬‬
‫اسراء‪ :‬فى السنوات الالحقة‪ ،‬تم إرساله كقنصل عام إلى الواليات المتحدة ثم إلى سوريا وأخيرًا فى تونس‪،‬‬
‫حيث كان يؤدى واجباته الدبلوماسية‪ .‬ولكن هناك نهاية مأساوية لديليسبس بعدما تسبب في احتالل مصر‪..‬‬
‫والسبب حشرة صغيرة‬
‫نور ‪ :‬ذهب دليسيبس إلى مصر عام ‪ 1854‬بعد خالف مع الحكومة الفرنسية‪ ،‬وأصبح صديقا لسعيد باشا‬
‫الوالي الجديد‪ ،‬منح محمد سعيد باشا فرديناند ديليسبس امتياز حفر قناة السويس‪ ،‬بعد أن تولى سعيد‬
‫الحكم‪ ،‬حسب الوعد الذى كان بينه وبين سفير فرنسا فى مصر آنذاك‪ ،‬فما هى العواقب التى نتجت عن هذا‬
‫اإلذن؟‬
‫اسراء‪ :‬بدأ ديليسيبس بالعمل في حفر قناة السويس‪ ،‬بعد أن أستوحى فكرتها من قراءاته لخطط نابليون‬
‫المهجورة‪ ،‬التي كتب فيها فكرة وجود قناة تسمح للسفن الكبيرة التي ترغب في اإلبحار إلى الشرق‪ ،‬باالنتقال‬
‫مباشرًة من البحر األبيض المتوسط إلى البحر األحمر‪ ،‬وبالتالي تجنب قطع الرحلة البحرية الطويلة حول‬
‫أفريقيا‪.‬‬
‫نور‪ :‬وكشفت الشبكة البريطانية عن أن ديليسبس‪ ،‬بدأ في التخطيط لقناة جديدة في بنما وتم تعيينه كقائد‬
‫للمشروع في مؤتمر دولي بالعاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬وبدأ العمل به ولكن بعد ‪ 8‬سنوات من العمل‪ ،‬ثبت أن‬
‫بناء قناة بنما أكثر تعقيدًا من إنشاء قناة السويس ‪ ،‬وهو ما دفع محكمة فرنسية إلدانة ديليسبس ونجله تشارلز‪،‬‬
‫بتهمة سوء اإلدارة‪ ،‬ليتم تغريمهما بمبالغ كبيرة‪ ،‬وحكم عليهما بالسجن‪ ،‬غير أنه نظرًا لحالة ديليسبس‪ ،‬لم يتم‬
‫إرساله للسجن‪ ،‬ودفع االبن ثمن أخطاء والده المسن‪.‬‬
‫اسراء‪ :‬أودت حشرة البعوض بحياة ديليسبس بعد الحكم بسجن نجله‪ ،‬وكاد أن يسجن هو أيضًا‪ ،‬أسس ديليسبس‬
‫شركة‪ ،‬بالشراكة مع الحكومة الفرنسية‪ ،‬لحفر قناة تربط المحيط األطلسي بالمحيط الهادئ‪ ،‬على غرار قناة‬
‫السويس‪ ،‬وبالفعل سافر آالف المهندسين والعمال لبدء حفر قناة بنما‪.‬‬
‫نور‪ :‬لكن خالل عامين من العمل‪ ،‬لم تستطع شركة ديليسبس إنجاز أي أعمال حفر‪ ،‬والسبب في ذلك يرجع‬
‫إلى أنه خالل عامين فقط‪ ،‬توفى عدد كبير من العمال والمهندسين المشاركين في المشروع‪ ،‬لتعلن الشركة‬
‫إفالسها‪ ،‬ودخل ابن ديليسبس السجن‪ ،‬على خلفية هذا األمر‪ ،‬كما حكم على دليسبس بغرامة مالية كبيرة‪.‬‬
‫اسراء‪ :‬وبعدما حصلت شركة أمريكية على امتياز حفر قناة بنما‪ ،‬تمكن أحد علماء الطفيليات‪ُ ،‬يدعى الدكتور‬
‫ريد‪ ،‬من اكتشاف سبب وفاة اآلالف من العمال والمهندسين الذين كانوا يعملون مع الشركة الفرنسية‪ ،‬واتضح‬
‫أن السبب في كل هذه الوفيات هو البعوض‪ ،‬الذي ينقل مرض الحمى الصفراء‪ ،‬ومرض المالريا‪ ،‬مما تسبب‬
‫في حاالت الوفاة الجماعية بين العمال‪.‬‬
‫نور‪ :‬و بخصوص إذن حفر قناة السويس‪ ،‬فإنه عاد على البالد وأهلها بالويالت‪ ،‬ونضب من أجلها معين‬
‫ثروتها ورجالها‪ ،‬وقد حصل على اإلذن ديليسبس‪ ،‬وكان يرغب فى تأليف شركة لحفر القناة‪ ،‬فوعده سعيد‬
‫باشا حينئذ بأن يساعده عندما يتولى أريكة مصر‪،‬‬
‫اسراء‪ :‬فلما توالها طلب إليه ديليسبس الوفاء بوعده‪ ،‬وبما كان يعده به من الفوائد التى تنجم من ذلك‬
‫المشروع الخطير من قلة النفقات‪ ،‬بدعوى أن كل ما يحتاج إليه من المال لحفر الترعة سيكون من فرنسا‪،‬‬
‫لكن اتضح بعد ذلك أن كل وعود ديليسبس كانت أضغاث أحالم وأوهاًم ا كاذبة‪ ،‬وأن معظم نفقات القناة كانت‬
‫من دماء الفالح المصرى‪.‬‬