Professional Documents
Culture Documents
إفراغ القلب قبل رمضان
إفراغ القلب قبل رمضان
ا ——————————-
.
هناك سؤال هام ويبقى يتكرر :ملاذا عدد كبيرمن املسلمين ال يتحملون السيرفي طريق التدين حتى
ينتكسوا ؟
الجواب واحد على هذا السؤال :ال يـوجد لياقة قـلبيـةّ ،
تديننا مليئ باإلصابات لعدم اللياقة.
.
لو أراد شخص بدون تدريب أن يركض 20كم فما هي النتيجة ؟ تمزقات وآالم وتوقف .
مشكلة قلوب أغلب العباد ،أن قلوبهم مليئة بالحرائق ،باالضطرابات من الداخل ،بالعديد من األورام ،والذي
يريد االستعداد لرمضان ،أو االستعداد للتدين عليه أن يعالج هذه األورام،أن يزيح هذه الشواغل عن قلبه.
.
ومن األمثلة على الشواغل واألورام التي تمنع االستعداد ولياقة القلب:
االنشغال بالدنيا ليس فقط بأعلى دراجتها بل قد يكون بأقرب من ذلك كأن يخطف نظري ساعة أو حقيبة
معروضة في السوق ،هذه الشواغل البسيطة الصغيرة هي التي تمأل مساحة القلب ،واإلشكال أن مساحة
القلب محدودة ،يمكن تشبيه القلب باملصفاة وهذه الشواغل البسيطة إذا تراكمت عليه حجبته عن سواه .
االنشغال بطلبات الناس والوالدين واألقارب ،مالحظة ( :كثير من األمور التي سنتكلم عنها مدخلها مباح
ولكن االسراف فيها هو املحظور \ فال ينبغي الذهاب ملفهوم املخالفة عند ذكر هذه النقاط )
تقديس طلبات الناس ونظراتهم ( مع وجود وسائل التواصل أو التفاصل صار الناس موجودين في حياتي
ألدق التفاصيل )
تورمات تقديس الذات والحساسية من االنتقاد (ممنوع حد يحكي علي وال كلمة)
َ َ َ
انشغال القلب غيرة بما أنعم هللا على غيري من أخ وصديق ،يقول تعالى َ(وال ت ُم َّد َّن َع ْين ْي َك ِإلى َما َم َّت ْع َنا ِب ِه
َ َ َ ُ َ ْ َو ً ْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ُّ ْ
الدن َيا ِل َن ْف ِت َن ُه ْم ِف ِيه َو ِر ْزق َرِّب َك خ ْي ٌر َوأ ْبقى ). أز اجا ِمنهم زهرة الحي ِاة
.
ُ
في ليلة النصف من شعبان تعرض األعمال على هللا ،وكثير من الفضالء غافلين عن هذا اليوم ،ألن القلب
مشغول ،ليلة النصف من شعبان مثل العرض السنوي للقلب على هللا سبحانه ،أغلب الناس ال تأخذ الزاد
الحقيقي لهذا اليوم.
.
ُ
1.األعمال تعرض على هللا في منصف شعبان وكثير من الناس نتائجهم ليست كما ينبغي ،فالهدف األول من
ً ً
وتعويضا لنتائج العام . رمضان أن يكون إكماال
هذا السطر يعرفه أغلب الناس ولكن هناك فرق بين املعلومة املحفوظة واملعلومة املفعلة في القلب .
أن تعرف كل النفع والضرر وهو بيد هللا ،وهذا مدار الدين كله ( اعتقاد النفع والضرر )
في زماننا صار النفع والضرر =بيد املال وكأنه أخذ مكان هللا في قلوب الناس .
أن تعرف أن منع هللا وعطائه غير مربوط باإلهانة أو اإلكرام بل إن هللا يعطي الدنيا ملن يحب وملن ال يحب
ويمنعها عن من يحب ومن ال يحب ،ومن هنا فإن انشغالي باملنع والعطاء عند نفس ي او عند اآلخرين ال يقدم
وال يؤخر
أن تعرف أن حب الناس وقلوبهم بيد هللا ،فترمي قلبك بين يده وال تنشغل بهذه االختبارات عنه
ال نافع وال ضار على الحقيقة إال هللا ،وال حب على الحقيقة إال هللا ،لهذا جاءنا أمر يومي بتكرارات عالية
بقراءة املعوذتين=سورة الفلق حماية من الشرور الخارجية ،وسورة الناس حماية من الشرور الداخلية ،فاهلل
سبحانه يعلمنا ً
دائما أن نلجأ له ،ولكننا نلجأ لكل ش يء إال هللا ،القلب مشغول بجلب منافع ومصالح خارج
إطار هللا ،ولهذا قلوبنا لم تذق حالوة اإليمان .
ال إال إال هللا = لن أعطي نفس ي ألي سلطة في األرض إال سلطة هللا
ال إال إله هللا = أي ضرر يضرني به الناس ألنني أنفذ أمر هللا سبحانه فهو ً
قطعا خير لي .
أن أفرق بين العفو وبين التسامح فالعفو = بمعنى اسقاط الحق ،أما التسامح= أن ال يكون في قلبي حقد أو
غل على من أساء إلي ،والفرض املترتب على اإلنسان يكون في التسامح وليس بالعفو ،بمعنى أنه يمكن الجمع
بين التسامح وعدم العفو
أنا حر = فال ش يء سيأتي على وقتي دون علم مني أين يذهب وقتي
أنا حر= فال ابتز أوالدي من خالل الدين؛ (إذا لم تصلي فأحرمك كذا وكذا) ،فنعبد أوالدنا بالدنيا وليس باهلل
أنا حر = أن أتحرر من ربط النفع والضرر بي عندما أخاطب أوالدي ( قادمي بتعمل هيك ؟ عادي تعمل بس
مش قادمي ) وكأنك تقول انا النافع الضار انا الذي يجب أن تخشاني
مقتطفات عالجية في حقيقية العبودية والرض ى من كتاب العبودية البن تيمية رحمه هللا :
: #تعليق
"يقول الشاعر :أطعت مطامعي فاستعبدتني *** ولو أني قنعت لكنت ً
حرا "
"يقال= الطمع غل في العنق ،قيد في الرجل ،فإذا زال الغل من العنق ،زال القيد من الرجل "
"ويروى عن عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه أنه قال الطمع فقر واليأس غنى وإن أحدكم إذا يئس من ش يء
استغنى عنه وهذا أمر يجده اإلنسان من نفسه فإن األمر الذي ييأس منه ال يطلبه وال يطمع به وال يبقى قلبه
فقيرا إليه وال إلى من يفعله وأما إذا طمع في أمر من األمور ورجاه تعلق قلبه به فصار فقيرا إلى حصوله وإلى من
يظن أنه سبب في حصوله وهذا في املال والجاه والصور وغير ذلك " .
" قال الخليل (إبراهيم )صلى هللا عليه وسلم فابتغوا عند هللا الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون،
فالعبد ال بد له من الرزق وهو محتاج إلى ذلك إذا طلب رزقه من هللا صار عبدا هلل فقيرا إليه وإن طلبه من
مخلوق صار عبدا لذلك املخلوق فقيرا إليه" .
#تعليق
*فائدة = الذي تبتغي عنده الرزق ّ
توجه له العبادة والطاعة
" ولهذا كانت مسألة املخلوق محرمة في األصل وإنما أبيحت للضرورة وفي النهي عنها أحاديث كثيرة في
الصحاح والسنن الخ "..
.
" وكلما طمع العبد في فضل هللا ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما
سواه فكما أن طمعه في املخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه كما قيل استغن عمن
شئت تكن نظيره وأفضل على من شئت تكن أميره واحتج إلى من شئت تكن أسيره فكذلك طمع العبد في ربه
ورجاؤه له يوجب عبوديته له وإعراض قلبه عن الطلب من غير هللا والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن
العبودية هلل ال سيما من كان يرجو املخلوق وال يرجو الخالق بحيث يكون قلبه معتمدا إما على رئاسته
وجنوده وأتباعه ومماليكه وإما على أهله وأصدقائه وإما على أمواله وذخائره وإما على ساداته وكبرائه كمالكه
وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات أو يموت ،قال تعالى{ :وتوكل على الحى الذي ال يموت وسبح
بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا ".
: #تعليق
*االستعداد لرمضان = أن تطمع باهلل وبحبه ،التدين قرار عقلي بامتياز ألنك تذهب على أعظم من ينفع
ً
مستحضرا أكثر أنك طامع في رحمة هللا وعفوه كلما زاد حبك وأعظم من يضر وتوجه له العبادة ،فكلما كنت
له
*تنبيه :
إذا أنت طمعت في حب هللا هذا ال يعني ان هللا سيستجيب لك ً
وفقا لرغبتك ،هللا لن يستجب وفقا لرغبتك وال
وفقا لطلباتك وال لحلم الطفولة وال لعقد النقصان عندك وال لجبلتك الفطرية بل سيستجيب وفقا لحكمته
وهو قطعا خير لك وإن كان في صورته أذى ظاهر لك .
*الشخصية الحساسة والكمالية توقعاتها عالية حتى من هللا فعندما ال يتحقق لها مرادها تنتكس
"وكل من علق قلبه باملخلوقات أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية
لهم بقدر ذلك وإن كان في الظاهر أميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم فالعاقل ينظر إلى الحقائق ال إلى الظواهر
فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلب أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد وهو في
الظاهر سيدها ألنه زوجها وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها السيما إذا درت بفقره إليها وعشقه لها وأنه ال
يعتاض عنها بغيرها أنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده املقهور الذي ال يستطيع
الخالص منه بل أعظم فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن فإن
من استعبد بدنه واسترق ال يبالي إذا كان قلبه متريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه االحتيال في الخالص وأما إذا
كان القلب الذي هو امللك رقيقا مستعبدا متيما لغير هللا هذا هو الذل واألسر املحض والعبودية ملا استعبد
القلب".
#تعليق
*وبهذا السياق والتحرر تفهم الجملة الشهيرة عن ابن تيمية ( :ما يفعل اعدائي بي إن سجني خلوة ،وقتلي
شهادة ،ونفي سياحة )
*ينبغي التحرر من تعلق القلوب حتى بالداعية الذي أرشدني إلى طريق الحق ،ولننتبه أن أول كفر على األرض
كان برجال صالحين وضع لهم تماثيل ليذكروهم فبالغوا بتقديسهم فعبدوهم ،أي مبالغة باإلعجاب واملحبة
قد تخرج عن العبودية
.
.1املستشفيات =
-زيارة املرض ى وخاصة من كانت لديهم نقاط قوة ( كاملال والجمال والنفوذ ) ،وسأل عنهم قبل أن تراهم
-ال تذهب مع أحد حتى ال تفوتك املوعظة وإن كان وال بد فبشرط عدم الحديث
-حاول إلى نهاية رمضان أن تقوم بمثل هذه الزيارة ألن العقل يتعظ بمآالت األمور
.2تغسيل أموات =
-هذه الخطوة ستشعرك بحقيقة أن هذا مآل الغني والقوي ومآل التنافس بيننا
من غني إلى مريض من صاحب سلطة إلى مفتقر لها الخ ..
-مثال :من الذي كان يريد أن يقدم على حوض رسول هللا فأبعد عنه ،من الذي كادت النار أن تلفحه فأتى
القران وحماه (املهم التأكد من صحة األحاديث )
-تعلمك هذه القراءة أن ال تستحقر من املعروف أي ش يء ،أن تبتعد عن ما أورثتنا إياه الثقافة الغربية في
ً
طريقة تديننا ،فأصبحنا نريد أعماال كاملة عظيمة ،فنقيم اإلنجاز بكميته فال نعطي أهمية لألعمال الصغيرة .
-ومن هذه القراءة القراءة في عذاب القبر ،وأسباب تعذيب الناس في قبورهم .
-تنبيه :من يقارن نفسه بالعادة بغيره بكثرة فال يقرأ في قصص الصالحين
.7املالبس =
-مراجعة ما لدينا من املالبس ،وإخراج ما فوق االحتياج منها ( وتذكر أن ذلك يعينك على أن ال يبقى قلبك
مأسورا )
-اياكم أن تتصدقوا بما تكرهون (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )
-الناس باملجمل كلما زاد امتالكهم لألشياء من حولهم وتكدست كلما زاد عندهم الخوف.
.7درج الكراكيب=
-أن أخلص نفس ي من فكرة (يمكن احتاجه بعدين ) ،فطاملا ال تحتاجه اآلن أو بالفترة القادمة القريبة فال
تكدسه
.9املطبخ =
مالحظات :
-هناك أمور ذكرت قد ال يقدر اإلنسان على فعلها ،أو فعلها مجتمعة .
-من يستمع بشكل دائم ملثل هذه الوصايا وال يطبق ،فاألمر خطر عليه ،ومن خطورة ذلك أن يصير على قلبه
ران وغشاء فيبعده عن أبواب الخير
#انتهى .
.