Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫ب‪ .

‬اللطف اإللهي‬
‫المقصود باللطف كل مايوصل اإلنسان إلى الطاعة ويبعده عن المعصية‪ ,‬و لما كان هللا عادال في حكمه رؤوفا بخلقه‬
‫نظرا لعباده‪ ,‬ال يرضي لعبادة الكفر‪ ,‬وال يريد ظلما للعالمين فهو لم يّد خر عنهم شيئا مما يعمل أنه إذا فعله بهم أتوا‬
‫الطاعة‪ .‬و لكن اإلنسان الشهوة‪ ,‬وهي الباعثة على كل الشرور و المعاصي‪ .‬فزال التكليف إذا لم يحصل ما يقوم‬
‫مقامها‪ .‬وال يقول كذلك أن هللا أغرى اإلنسان بالشيطان‪ ,‬ألنه ليس له على اإلنسان من سلطان‪َ[ ,‬و َم ا َك اَن ِلَي َع َلْي ُك ْم‬
‫ِمْن ُس ْلَط اٍن ِإَّال َأْن َد َع ْو ُتُك ْم َفاْس َت َج ْي ُت ْم ِلي َفَال َت ُلْو ُمْو ِني َو ُلْو ُمْو ا َأْنُفَس ُك ْم ]‬

‫والعقل أول مقتضيات التكليف و أهم مظاهر اللطف‪ ,‬إذا فقد اإلنسان العقل فقد زال عنه التكليف‪ ,‬كما هو حال‬
‫المجنون‪ .‬لذا يجب على اإلنسان المؤدى إلى معرفة تجنبه الشرور والمعاصي‪ .‬أن اإلنسان إذا علم بعقله أن في الفعل‬
‫منفعة كان ذلك داعيا إلى فعله‪ .‬و يرى المعتزلة أنه يقبح من اإلنسان االعتقاد السابق على التفكير والبحث‪ ,‬أن هذا‬
‫‪.‬مثل هذا االعتقاد ال يكون إال ظنا وال يكون الظن في اإلغالب إال جهال‬

‫أن المعتزلة يبنون نظرية سقراط في الفضائل‪ ,‬فالفصيلة علم والرذيلة جهل‪ .‬عندهم من حملة الدواعي التي ترجع‬
‫لدي اإلنسان ما يختاره‪ .‬وأنما تقع األفعال كلها من جهة القادر على طريققة اإلختيار من العقالء ال يلجئهم إلى أدائها‬
‫‪.‬علم أو الخوف‬

‫أن للصالة واجبة لمجرد أنها تنهى عن قبيح دون أداء الصالة‪ ,‬ألن في تركها مفسدة من حيث هو ترك لمصلحة‪,‬‬
‫كذلك ال يقال ان لمكلف قد يؤدي لفريضة وال يمتنع عن الفساد‪ ,‬ألن الداعي هو التكليف هو الداعي إلى اللطف‪ .‬و‬
‫في الكتاب الكريم إلى جانب الفرائض أخبار عما لحق ألنبياء مع أقوامهم‪ ,‬وذلك من هللا لطف‪ ,‬حيث اال تعاظ‬
‫‪.‬واالعتبار واالقتراب من الطاعة واالبتعاد عن المعاصي‬

‫ج‪ .‬أفعال هللا تحدف إلى غايات محمودة‬


‫إن خرجت بعض أفعال هللا عن حد النظام إلى االختالف‪ ,‬وعن كونها محكمة‪ ,‬فإن هذا ال يعني خروجه عن كونها‬
‫حكمة تماما كما تهدم البناء البديع لمنع ضرر أو لتحقيق نفع عام‪ .‬حكمة هللا يدل على أحكام التدبير و النظام‪ِ [ .‬إَّن ا ُك َّل‬
‫َش ْي ٍء َخ َلْق َن اُه ِبَقَد ٍر ]‬

‫وإذا كان كلما في الكون يدل على أحكام التدبير و النظام وموصال إلى الغايات المحمودة والمطالب النافعة فإنه كان‬
‫البد أن يوجد ذلك الكائن العاقل الذي يدرك سّر الوجود‪ .‬أن كل شيء في العالم من أجل المنفعة المادية‪ .‬فليس‬
‫المقصود حسب مقتضى حكمة هللا بصالح اإلنسان نفعه في دنياه إذ ليس اإلصالح هو األلذ وإنما ما هو أجود في‬
‫‪.‬العاجلة و أصوب ألجل اآلجلة‬

‫د‪ .‬حرية إرادة اإلنسان‬


‫يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي ‪" :‬اتفق أهل العدل على أن أفعال العباد من تصرفهم وقيامهم وقعودهم حادثة عن‬
‫جهتهم‪ ,‬و أن هللا عز وجل أقدرهم على ذلك وال فاعل لهم وال محدث سواهم‪ ,‬ومن قال بأن هللا سبحانه خلقها‬
‫ومحدثها فقد عظم خطؤه‪ .‬وحرية إرادة اإلنسان متفرعة تصورهم للعدل اإللهي‪ .‬واإلنسان عندهم مسؤول عن‬
‫‪.‬الحركات اإلرادية فقط‬

‫وقد استدل المعتزلة على تقرير حرية إرادة اإلنسان بأدلة عقلية و أهرى سمعية‪ .‬أما األدلة العقلية ‪ :‬فإنها تقوم على‬
‫ما يلزم من إنكار هذه الحرية من تعارض مع العدل اإللهي‪ .‬و كان اإلنسان مجبرا لما كان هناك وجه لنزول الشرائع‬
‫‪.‬وبعثة األنبياء إذ الكفر واقع ال محالة‪ ,‬و اإليمان حاصل من المؤمنين‬

‫]َو ُقِل اْلَح ُّق ِمْن َر ِّب ُك ْم َفَم ْن َش آَء َفْلُيْؤ ِمن َو مْن َش آَء َفْلَي ْك ُفْر [‬

‫ه‪.‬الحسن و لقبح لعقليان‬


‫إن الحكم على الفعل أنه حسن أو قبيح إنما إلى وجوه عائدة إلى الفعل‪,‬و ليس لمجرد أمر هللا به أو نهيه عنه‪ ,‬الهلل أمر‬
‫بالصدق ألنه حسن‪,‬و نهي عن لكذب ألنه قبيح‪.‬فاألفعال إنما توصف بالحسن أو القبح لصفات تحصها‪ .‬فالظلم قبيح‬
‫ألنه ينطوي على ضرر ال نفع فيه‪ ,‬ويحسن الكالم ألن فيه نفعا‪ .‬ولعقل كاشف عن وجوه الحسن أو القبح في كل فعل‬
‫‪.‬يعينه‬

‫ومعرفة حسن األفعال أو قبحها جملة كمعرفة حسن الصدق و قبح الكذب‪ .‬ليست العقليات أحكاما مطلقة‪ ,‬ذلك أنهما‬
‫من شيء مناألفعال يمكن أن يستمر على حال واحدة في جميع الوقائع واألحوال‪ ,‬ومن ثم فقد يحسن كذب بعينه كما‬
‫‪.‬قد يقبح صدق بعينه‬

‫‪ :‬ويرتبط الحسن ولقبح العقليان بمفهوم العدل اإللهي‪ .‬فقضية المعتزلة مبنية على ثالث مقدمات‬

‫أنها تقبح لوجود عائدة إليه >‬

‫أانه تعالى منّز ه عن جميع الحاجات >‬

‫أنه تعالى عالم بجميع المعلومات >‬

‫‪.‬والعدل إللهي بالمفهوم المعتزلي يستند إلى أن الحكم على الفعل بالحسن أو القبح إنما يرجع لصفات ذاتية فيه‬

‫إن الحكم السطحي على األديان يفعل المتدين الخير طلبا لثواب هللا وخوف من عقابه‪ .‬المعتزلة يقدمون الدليل‪ ,‬إذ‬
‫الناس جميعا لديهم مطالبون يحسن الخلق‪ .‬إن اإلقدام على فعل الحسن واإلقالع عن كل فعل قبيح إنما يجب على كل‬
‫‪.‬عاقل حتي من كان دهريا أو ال يؤمن بالميعاد‪ ,‬وألن الثواب ليس وجه حسن فال يحسن لقسد من أجل الثواب‬

You might also like