Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 21

‫مونودراما‬

‫( أنا فى انتظــارك )‬

‫فوزى ســراج‬

‫مايو‪2009‬‬
‫( شقة صغيرة فقيرة الحال في أعلى يمين المسرح سرير بجواره مائدة صغيرة‬
‫عليها فازة زهور صغيرة – ودوالب مالبس صغير ايضا – وعلى الجهة االخرى للسرير‬
‫يوجد شماعة مالبس كبيرة علقت بها بعض الفساتين والمالبس النسائية – فى أسفل‬
‫الجانب االيمن مكتب صغير عليه بعض الكتب واالوراق واباجورة صغيرة وبجوارة رف‬
‫عليه جهاز تليفزيون وفوقة جهاز راديو كاسيت – على الناحية اليسرى باب الشقة كما‬
‫يوجد شباك فوق السرير ‪.‬ويالحظ وجود برافان لتغيير المالبس‪ ..‬مالبس وأحذية وكتب‬
‫متناثرة فى أرجاء الشقة كل مافى الشقة يوحى بالفوضى وان لم تخلو من لمسات نسائية‬
‫جمالية ‪..‬عند سقوط االضاءة نجد" ياسمين " تقف بجوار باب الشقة تحدث احدا فى‬
‫الخارج)‬

‫ياأستاذ شريف لو سمحت ماينفعش كدة ‪...‬ازاى تدخل الشقة عندى‬ ‫ياسمين ‪:‬‬
‫وانت عارف ومتأكد انى لوحدى ‪ ...‬أيوة ياسيدى فهمت ‪ ,‬وخمسين مرة رديت‬
‫عليك وقلت لك ‪ :‬لوعندك كالم مهم اتفضل قوله وانت على الباب ‪ ...‬يااستاذ‬
‫حضرتك عارف ومتأكد انى باحترمك زى أخويا الكبير اللى فى البلد ‪ ...‬موش‬
‫ممكن كدة ‪ ,‬مش معنى انك واحد من اصحاب الشقة يبقى تغصبنى انى أدخلك فى‬
‫غياب البنات زمايلى ‪ ...‬ماشى بالهدوء والتفاهم ‪ ,‬كالم ايه اللى انت عاوز‬
‫تقولهولى ‪ ...‬كل اللى بينا ايجار بيندفع ‪ ,‬والنهاردة لسة عشرين فى الشهر ‪..‬‬
‫( تتحرك وتدفع الباب كأنها تصد أحدا ) يااستاذ لو سمحت ماتزقش الباب ‪..‬‬
‫مايصحش كدة ‪ ...‬واهلل العظيم هاصرخ بعلو الصوت وألم عليك الجيران والعمارة‬
‫كلها ‪ ,‬وانت عارف ان أول واحدة هاتسمع ‪ ,‬هية مدام ميرفت مراتك ‪...‬واظن‬
‫موش محتاجة أعرفك هية بتغير عليك قد أيه ‪ ..‬وانها عصبية قد ايه‪ ,‬ولو عرفت‬
‫انك بتتهجم عليه فى انصاص الليالى هاتخللى وقعتك ‪...‬أل هازعق وهاعلى صوتى‬
‫‪ ...‬ماهو مفروض انك تبقى راجل محترم وعندك دم وتتفضل تمشى بالذوق ‪..‬‬
‫وبعدين بقولك ايه ‪ ,‬أنا شايفاك وانت راشق فى شباك الحمام‪ ,‬بتتجسس على سهام‬
‫وتهانى لحد مانزلوا على شغلهم ‪ ..‬ولما اتأكدت ان الجو خليلك طلعت جرى ‪..‬وأنا‬
‫بقولك نعم ياسيدى؟؟ ‪..‬أى خدمة ؟ ‪..‬تؤمر بحاجة؟؟ ‪...‬م األخر عشان أريح‬
‫وأستريح اذا كان ليك شوق فى حاجة تبقى غلط فى العنوان ‪ ,‬النمرة غلط ياباشا‬
‫‪ ...‬بقالك ساعة قاعد تقولى عندى كلمتين عاوز أقولهوملك ‪ ...‬ماتقول ياعم‬
‫وتخلصنى ‪ ..‬حرام عليك أنا قربت أتخنق منك ‪...‬‬
‫( صوت رنين موبايل ياسمين ‪ ,‬تنظر الى الشاشة وتتجاهلة ‪ ...‬يعاود التليفون‬
‫الرنين ‪ ..‬تأخذ جا نبا بعيد عن الباب و ترد بهمس ) ألو ‪ ..‬عليكم السالم‬
‫ورحمةاهلل ‪..‬أيوة أنا ‪ ,‬مين حضرتك ‪ ...‬أه ‪ ..‬أهال وسهال ‪ ...‬أيوة ياافندم ‪ ,‬أنا‬
‫جيت االستوديو من يومين عشان التست كاميرا اللى انتوا أعلنتوا عنه ‪ ..‬وفهمتونا‬
‫أنه هايبقى اختيار للوجوه الجديدة ‪ ...‬لكن لألسف ياأستاذ فضلنا قاعدين خمس‬
‫ست ساعات ‪ ,‬وف األخر خدتوا اللى انتوا عاوزينهم ‪ ,‬وسبتونا ملطوعين زى‬
‫الكالب ‪ ..‬نعم يافندم ‪ ..‬ال واهلل ماقدرش أجى لحضرتك فى شقتك ‪ ,‬ال يعنى أنا‬
‫متعودتش على كدة ‪..‬نعم ( بدالل مصطنع ) طيب سيبنى أفكر شوية ‪ ...‬طبعا‬
‫هاعدى على حضرتك فى المكتب قبل التست طبعا ‪ ..‬أمال‪ ,‬وهية دى تيجى انى‬
‫ماجيش ‪..‬أكيد هاستنى أوردر التست الجديد على نار ‪......‬مع السالمة ‪..‬‬

‫( تغلق الموبايل ) فى ستين داهية انت كمان هوة أنا ناقصاك ‪ ( ..‬كأن أحدا‬
‫يلف يديه حولها ) ايه ده ايه اللى انت بتعمله ده يااستاذ شريف ‪ ...‬ودخلت هنا‬
‫ازاى ‪..‬لو سمحت شيل أيدك من وسطى ‪ ..‬سيب شعرى يااستاذ مايصحش كدة ‪..‬‬
‫ايديك بتوجعنى ‪...‬ايه دة اهلل يخرب بيتك هيه حصلت تحط ايدك على ‪ (....‬تصرخ‬
‫) طيب اتفضل ‪,‬اتفضل برة بالذوق أحسن لك ‪ ...‬انت ماتعرفنيش ‪ ....‬ماتتغرش‬
‫فى البنت اللى قدامك دى ‪ ...‬فيه وش تانى انت ماتعرفش عنه حاجة ‪ ..‬يا جدع‬
‫انت بتتنيل وتعمل ايه ‪ ...‬هوة بالعافية ‪ ..‬بتحبنى ازاى يعنى ‪ ...‬والست اللى نايمة‬
‫فى الشقة اللى تحت هية واوالدها ‪ ,‬عارفين انك هنا ‪ ..‬ياراجل ماتهزقش نفسك‬
‫أكتر من كدة ‪ ..‬بوسة ايه ونيلة ايه ‪..‬اتفضل برة ‪ ..‬اتفضل النى ماعدش عندى حل‬
‫غير انى أطلب بوليس النجدة ‪ ..‬اهلل يخرب بيتك وبيت اليوم اللى سكنا فيه عندك‬
‫‪ ...‬فى ستين مصيبة ‪..........‬‬

‫( صوت باب يغلق _ تمشى ياسمين فى اعياء تلملم مالبسها وشعرها ) همجى‬
‫متخلف ‪ ...‬هوة فيه كدة فى الدنيا ‪ ...‬الناس دى ايه ‪ ...‬الحاجة الوحيدة اللى‬
‫نفسى أفهمها ازاى واحد ياخد من واحدة عواطفها غصب عنها ‪ ...‬ازاى ‪ ...‬زفت‬
‫‪ ...‬كل حاجة بقت تخنق ‪...‬مش كفاية الغلب اللى أنا فيه‬

‫( تجلس على السرير تضع وجهها بين يديها ‪..‬تقوم تخرج علبة السجائر من‬
‫حقيبتها تشعل سيجارة ‪ ,‬تسحب منها نفسا ‪ ..‬تضحك ضحكة باهتة ) الراجل كان‬
‫هايسخسخ فى ايدى ‪ ...‬عرقان وبيترعش زى مايكون عنده انفلونزا الطيور ‪..‬‬
‫( فى جزع مصطنع ) يادى البلوة ألكون اتعديت ‪ (...‬تضحك )‪ ...‬ومافيش على‬
‫لسانة غير كلمة ‪ ,‬بحبك ‪ ,‬بعبدك ‪ ,‬انتى اللى ليه فى الدنيا دى ‪ ...‬عبد الحليم ‪,‬‬
‫وأنا شادية فى النص األوالنى من فيلم معبودة الجماهير ‪ ...‬ماشى ياسيدى خليك‬
‫بتحبنى ‪ ...‬لكن أنا مابحبكش‪ ..‬دة ايه الرخامة دى ‪ ( ...‬تنقطع الكهرباء ويعم‬
‫الظالم _ تصرخ صرخة عاليه ) بسم اهلل الرحمن الرحيم ‪ ...‬هية الليلة باينة من‬
‫أولها ‪ ..‬هوة دة وقته النور ينقطع ‪...........‬‬

‫( تفتح الشباك _ يتسلل بعض الضوء األتى من الشارع ) اتأخرتوا ليه انتوا كمان‬
‫‪ ...‬تهانى قالت انها هاتعدى على سهام فى المشغل بعد ماتخلص مشوارها ‪..‬‬
‫ياترى اتأخروا ليه ‪ ..‬وبعدين ‪ ( ......‬تبحث فى درج المكتب وفى الدوالب وفى‬
‫أرجاء الشقة ) فين الزفته الشمعة اللى كانت هنا ‪ ...‬وبعدين ‪ ,‬أنا بترعب من‬
‫الضلمة ‪...‬حاسة ان فيه حاجة هاتطلعلى من تحت السرير أو من جوة الدوالب ‪...‬‬
‫ممكن حد ينط من الشباك دة ‪ ...‬بس ازاى ‪ ...‬دة احنا فى الرابع ‪ ...‬يطلع على‬
‫المواسير ‪ ..‬صح ( تغلق النافذة _ تشتد الظلمة ) أنا موش شايفة حاجة خالص‬
‫‪ ( ...‬تطلب رقما على الموبايل ) ألو ‪ ..‬أيوة ‪ ..‬أيوة أنا يااستاذ شريف ‪ ..‬أل‬
‫اسمعنى بس ‪ ...‬النور انقطع ‪ ,‬والدنيا ضلمة عندى خالص ‪..‬وأنا مرعوبة لوحدى‬
‫فى الشقة ‪...‬ممكن يعنى لو سمحت تسلفنى شمعاية لحد ما نشترى الصبح ‪..‬كالم‬
‫ايه ‪ ...‬ايوة الشتيمة ‪ ..‬أل أل انت لسة فاكر ‪ ..‬ألمعلش أنا أسفة ‪ ..‬الظاهر انى غلط‬
‫فيك جامد ‪ ,‬صح ؟؟ أيوة أنا كنت عصبية فعال ‪ ..‬اصل انت موش عارف ‪ ..‬أنا‬
‫يعنى ساعات بابقى مخنوقة كدهوة ومتضايقة‪ ,‬من قعدتى لوحدى ‪ ...‬والظروف‬
‫الهباب اللى أنا عايشة فيها ‪..‬لكن المسامح كريم ‪..‬وأنا ‪ ..‬برضة ‪ ...‬زى‪..‬‬
‫أختك‪ ...‬الصغيرة ‪ ( ...‬تضحك فى نفاق ) أنا مستنياك‪ ( ..‬فى دلع ) ‪..‬‬
‫متتأخرش علية ياشيرى ‪ ....‬تعالى بسرعة عشان انا خايفة من الضلمة ‪ ...‬وانت‬
‫عارف انى مابحبش اقعد لوحدى‪.........‬‬

‫( تغلق الموبايل _ تضعة على المكتب ) قال ايه اللى رماك على المر ‪..‬دلوقتى‬
‫بقى هاييجى فارد جناحاته ونافش ريشه على األخروال اتش دبور‪.‬هايحفلط نفسة‬
‫وهاينزل شعرة على عينية زى هانى سالمة ( تضحك ضحكة بريئة ) هايعمل طيب‬
‫وغلبان ومؤدب لغاية مايدخل بالشمعة وبعدين ‪ (..‬جرس الباب _ تذهب ناحية‬
‫الباب ماأن تفتحة حتى يتسلل ضوء خافت ) وكمان مولعها ‪ ...‬ياسالم ونعم الجار‬
‫ياأستاذ شريف ‪..‬يارب كدة نولع شموع بنتك شيماء ليلة فرحها ‪ ..‬تخيل كدة وهية‬
‫ماشية مع عريسها والناس والنور وصوت الزفة والمزيكة ‪ ..‬فرحة فرحة كبيرة‬
‫موش كدة ‪ ...‬صغيرة أيه ياراجل ‪ ...‬دى كلها كام سنة وتالقى العرسان تحت‬
‫العمارة وال طابور الجمعية ‪ ...‬البنات بيفوروا بسرعة ‪ ...‬صبرك بس لما خراط‬
‫البنات يزورها ‪ ,‬هاتالقيها شبت وبقت عروسة تفرح القلب ‪ ...‬فى حياتك ياأستاذ‬
‫شريف ‪ (...‬تفتح الشباك وتتظاهر انها تجيب على أحد ) أيوة أيوة ( تضحك فى‬
‫ارتباك ) متهيألى بنتك ايمان الصغيرة بتنده على حضرتك ( تتسمع صوتا وهميا‬
‫تجاه الشباك ) أيوة ايوة هية ‪ ...‬أنا عارفة صوتها ‪ ...‬ياترى عاوزينك ليه ‪ ..‬أكيد‬
‫فيه حاجة جامدة يعنى ‪ ...‬انا بكرر شكرى ليك يااستاذ شريف على الشمعة الرقيقة‬
‫دى ‪ ,‬كتر خيرك ‪ ...‬مع السالمة ‪ ..‬تصبح على خير ‪..‬مع السالمة ‪...........‬‬
‫( صوت غلق الباب )‬

‫الحمد هلل ‪ ,‬الموقف السخيف ده عدى على خير ‪ ( ...‬صوت رنين الموبايل ‪...‬‬
‫تحيط الموبايل بكفيها وتضعه خلف ظهرها ) يارب ‪ ,‬يارب يكون هوة ‪ ..‬نفسى‬
‫أسمع صوته ‪ ...‬نفسى أشوفه ( تنظر لشاشة الموبايل ‪ ,‬تهز رأسها عالمة انه‬
‫ليس الشخص المطلوب ‪ ..‬ترد ) الو ‪ ..‬ايوة يااستاذ ازيك ‪ ,‬عامل ايه‪,‬أنا كويسة‬
‫الحمد هلل ‪ ...‬صوتى ‪ ,‬أل موش متغير وال حاجة ‪ ...‬أصل النور مقطوع عن الشقة‬
‫‪ ,‬تالقينى خايفة شوية ‪ ,‬أيوة أيوة مولعة شمعة طبعا ‪ ..‬مانا بعمل حسابى على‬
‫المواقف دى ‪ ,‬تالقى عندى الشمع ده كتير ‪..‬وحضرتك عامل ايه ‪ ...‬فى البروفة‬
‫األخيرة ماكانش مزاجك مظبوط ‪ ...‬ياسالم هوة أنا موش فاهماك ياأستاذ ‪..‬هية دى‬
‫أول مرة أشتغل معاك ‪ ,‬معقول موش هاعرف ايه اللى بيزعلك وايه اللى ‪ .. ..‬أه ‪,‬‬
‫دخلنا فى الجد ‪ ( ...‬بدلع ) من ناحية الحفظ يعنى نص نص ( بجدية ) واهلل واهلل ؟‬
‫أنا بخللى البت تهانى تسمعللى كل يوم ‪ ,‬وكمان بتظبطلى اللغة العربية ‪ ..‬مانت‬
‫عارف انها مدرسة شاطرة ‪............‬‬

‫( يعود نور الشقة فجأة – ياسمين تضحك بفرح طفولى )‬

‫هيييه النور جه يااستاذ النور جة ‪ ..‬وش حضرتك حلو عليه طول عمرك ‪....‬مانا‬
‫مخليانى فى الشغل أهوة يااستاذ ‪ ..‬ماهو كمان ياأستاذ انت عاطينى أصعب دور فى‬
‫" الملك لير " أنا كنت عاوزة أعمل دور كورديليا عشان أنا عملته فى الفرقة بتاعتنا‬
‫فى البلد ‪ ,‬لكن حضرتك صممت على " جونريل " (تضحك ) أل ياأستاذ العفو‬
‫موش بمزاجى ‪..‬بس أنا حبيت كورديليا ألنها صادقة مع نفسها ومع أبوها ‪...‬‬
‫( بدلع ) وبعدين هوة انت شايفنى شريرة قوى عشان الست " جونريل " دى ‪( ...‬‬
‫بضيق ) على كل حال هاكون فى البروفة فى الميعاد ياأستاذ ‪ ..‬مع السالمة ‪...‬‬
‫( متداركة ) على فكرة أرجوك سلملى على المدام ‪ ,‬وحبايبى يوسف ومريم ‪ ...‬مع‬
‫السالمة ‪...‬‬

‫( تذهب للمكتب تخرج بعض االوراق ونص مسرحى مكتوب عليه بخط كبير "‬
‫الملك لير " " وليم شكسبير " )‬
‫الزم يبقى عندى شوية دم واحفظ باقى المشاهد ‪ ,‬ألنى لو رحت بكرة البروفة من‬
‫غير حفظ هايبقى شكلى زبالة قدام األستاذ ‪ ( .‬تتنهد) ودة بقى بالذات ماقدرش على‬
‫زعلة ‪...‬مخرج شاطر ‪ ,‬طيب ومحترم وبيعاملنى زى بنته بالظبط ‪ ( ...‬تبتسم‬
‫ابتسامة تائهة ) ساعات بحس من نظرة عينية ‪ ..‬ولمسة ايديه وهو بيسلم علية‬
‫بحاجات كتير ‪ ...‬لكن برجع وأقول ازاى ‪ ..‬الزم أنا اللى فاهمة غلط ‪ ( ..‬تنتبه‬
‫وتتنهد ) خلينا فى الشغل‪........‬‬

‫( تفتح نسخة المسرحية وتقرأ وهى تمثل ) ‪ :‬موالي إن األلفاظ التفي بالتعبير‬
‫عن حبي لك انك أغلي عندي من نور العين ومن الحرية ‪ .‬وأعز من كل غال‬
‫ونفيس ‪ .‬ولست أقل من الحياه نفسها حين تجتمع فيها العزة والجمال والصحة‬
‫والشرف ‪........‬‬
‫أحبك كأغلى ماتحب البنت أباها وما يلقي أب من حب بنيه ‪ ،‬حبًا يجل عن الكالم‬
‫ويعجز عن وصفه اللسان ‪ .‬أحبك أكثر وأعز من كل هذا ‪ ( ....‬تغلق النسخة )‬
‫طيب المشهد ده أنا حفضاه ‪ ...‬نشوف حاجة تانية ‪ (...‬تقلب فى النسخة‬
‫) ‪..‬نشوف ايه يابيضة ‪ ...‬نشوف ايه ياعسل ‪ ..‬أيوة ‪ ,‬المشهد ده صعب جدا‬
‫( تقرأ ) توقف هنا إذن وال تدخل البيت إنه جبان متردد ( تتوقف ) أل استنى‬
‫( تذهب الى جوار باب الشقة تحضر المكنسةوتجعلها سيفا ‪ ..‬تعيد ) توقف هنا إذن‬
‫وال تدخل البيت إنه جبان متردد ال يجرؤ على المبادرة ‪ ،‬ويتغاضي عن اإلساءة‬
‫حتي اليضطر إلي ردع المسيء ‪.‬ربما أمكننا تحقيق ما تبادلنا من وعود في الطريق‬
‫‪ .‬عد يا إدموند الي زوج شقيقتي ‪ ،‬وأستعجل تعبئة رجاله وكن علي رأس قواته ‪،‬‬
‫علي اليوم أن أحل محل زوجي في هذا البيت ‪.‬فأحمل السيف وأضع المغزل بين‬
‫يديه ‪ ،‬وسيكون رسولي إليك هذا الخادم األمين علي سرنا وإذا واتتك الجرأه علي‬
‫أن تضرب ضربة في سبيل مستقبلك ‪ ،‬قريبًا تسمع مني ما يسرك ‪ ..‬خذ هذا وال تقل‬
‫شيئًا ( تحدث نفسها خارج التمثيل ) ‪ ,‬خذ هذا والتقل شيئا ‪ ...‬مفروض بتديلة‬
‫منديلها أو الشال بتا عها ‪ (..‬تذهب الى الشماعة تحضر اى قطعة قماش ‪ ..‬تعيد )‬
‫وسيكون رسولي إليك هذا الخا دم األمين علي سرنا وإذا واتتك الجرأه علي أن‬
‫تضرب ضربة في سبيل مستقبلك ‪ ،‬قريبًا تسمع مني ما يسرك ‪ ..‬خذ هذا وال تقل‬
‫شيئًا ‪ ( ...‬تغلق النسخة )‬

‫جميل ‪ ..‬حلو ( تدلع نفسها ) عسل يااختى عسل ‪...‬أستاذة يابت ‪...‬امتى بقى‬
‫امتى أشوف اسمى بالخط العريض على وش المسرح ‪ ..‬مسرحية كذا بطولة نجمة‬
‫(تضحك) ياخرابى ‪ ...‬معقول ‪ ..‬بطلة ‪ .‬ده انا كنت‬ ‫النجوم ‪ ..‬ياسمين ‪...‬‬
‫أموت م الخضة ( تستكمل الحلم ) والواد عبدة السواق يودينى لحد باب المسرح‬
‫بالعربية المرسيدس ‪ ...‬الالال مرسيدس ايه ‪ ...‬البى ام دبليو ‪ ..‬وال أقولك‬
‫بالعربية الرولزورويس ‪ ...‬أوصل المسرح أالقى الجماهير واقفة قدام المسرح (‬
‫تشير بأصابعها ) كدة ‪ ...‬أمم أمم‪ ..‬مستنية وصولى على نار ‪ ....‬أنا بقى أعمل‬
‫انى موش واخدة بالى ‪ ...‬قال يعنى ‪ ...‬الواد عبدة يلف بسرعة ويفتح الباب ‪...‬‬
‫ويمدلى ايدة ‪ ...‬أنزل انا بقى وانا موش ببص على حد ‪ ..‬والناس فاتحة كاميرات‬
‫الموبايالت واالوتوجرافات والريكوردرات ‪ ...‬وكل اللى يقدرنى عليه ربنا ‪ ,‬أقول‬
‫وانا قرفانة ‪ ...‬موش قادرة ياجماعة ‪ ..‬موش قادرة ‪ ...‬أوف الدنيا حر أرجوكم ‪..‬‬
‫نأجل التصوير لبعد العرض ‪ ...‬بحبكم ياجماعة ‪ ....‬بحبكم ‪........‬‬

‫( تضحك فى خجل ) ياباى دة انا وحشة قوى ‪ ..‬بس اعمل ايه ‪ ( ..‬تتصنع التمثيل‬
‫( تضحك‬ ‫) موش فاضية ‪ ..‬موش فاضية ‪ ..‬مستعجلة ‪ ..‬مستعجلة قوى ‪...‬‬
‫بشدة تتذكر شيئا ‪ ..‬تجرى الى السرير تكشف جزء من الغطاء وتحدث احدا النراة )‬
‫روح قلبى ‪ ...‬بيبى ‪ ,‬أنا أسفة اللى سبتك نايم كل دة ‪ ..‬لكن أعمل ايه بقى ‪ ..‬اهلل‬
‫يجازى االستاذ شريف والتليفونات والموبايالت ‪ ..‬معلش ياحبيبى ‪ ..‬طيب أخد‬
‫بوسة بالنوم كدة ‪ ( ..‬تقبله ) اهلل ده ايه ده ‪ ..‬سكر يااخواتى سكر ‪ ...‬أل حاسب‬
‫لتاخد برد ‪ ...‬واحدة واحدة أيوة كدة على مهلك خالص‪.....‬‬

‫( تكشف الغطاء فنرى دمية لدبدوب كبير جدا يرتدى بيجاما ‪ ..‬تحملة وتضعة على‬
‫كرسى )‬

‫اتفضل ياموالى ‪ ...‬لحظة واحدة اعملك الشاى بالحليب بتاعك ( تعد الشاى على‬
‫غالية كهربائية ) سكر خفيف موش كدة يابقلظ ‪ ..‬أل أل انت زدت قوى ومليت‬
‫وبقيت تختخ ‪ ..‬أل الزم أخف لك السكريات والنشويات ‪ ...‬يعنى من النهاردة‬
‫مافيش مكرونة والرز ( بصوت عالى ) انت سامع ‪ ( ...‬تذهب اليه مسرعة ‪,‬‬
‫تركع على ركبتيها أمام الكرسى وتحتضنه ) أل أل ياحبيبى ( تقلد األطفال ) انتى‬
‫سعلتى ‪ ..‬حقك علية بقى ‪ ..‬انا خلطانة ‪ ,‬وموش عت أعمل كتة تانى ‪ ..‬ماهو أنا‬
‫يابقلس ياحبيبى خايفة على سحتك ‪ ..‬موس انت حبيبى وروح قلبى وموس ليه‬
‫حت فى التنيا اال انت ‪ ...‬خالس بقى موس تحيط لحسن واهلل الحسيم احيط كنبك‬
‫ونقلبها حياط ‪...‬‬

‫( تضحك ) وبعدين تعالى بقى انا زعالنة منك بجد يابقلظ ‪ ..‬ازاى تسيبنى للراجل‬
‫اللى اسمة شريف دة يبهدلنى وكان عاوز يتهجم علية كمان ‪ ..‬يرضيك كدة يابقلظ‬
‫حبيبتك يحصلها كل دة ‪...‬موش انت راجلى ‪ ,‬يبقى الزم تحمينى وتدافع عنى ‪..‬‬
‫( تحملة وتمشى به فى توهة ) تعرف يابقلظ انا عاوزة اقولك على حاجة ‪ ,‬بس‬
‫مكسوفة منك قوى ‪ ..‬أل يااخويا أحنا اى نعم عايشين فى بيت واحد بس يعنى انا‬
‫ماخدتش عليك للدرجة دى ‪ ..‬اصل الكالم اللى هاقولة محرج وابيح شوية ‪ ..‬أل أنا‬
‫مكسوفة خالص‪ ...‬طيب خالص هاقولك ماتزعلش ‪ ..‬تعرف‪ ,‬ساعة مااال ستاذ‬
‫شريف صاحب البيت ماكان بيحاول يحضنى ويبوسنى ‪ ,‬غصب عنى يعنى ‪ ...‬فى‬
‫لحظة كدة كنت هاضعف ‪ ...‬حسيت انى هادوب بين ايدية ‪ ..‬وخالص ‪ ..‬ثوانى‬
‫وهاسلم ‪ ..‬نفسى فى صدرى كان طالع نازل ‪ ...‬وقلبى بقى يدق يدق يدق ‪...‬‬
‫ولقيت جنبى ورجلى الشمال بدأوا يوجعونى ‪...‬وانا لما يحصلى كدة ابقى ‪ ...‬ابقى‬
‫موش طبيعية ومحتاجة يعنى‪...‬محتاجة ‪ ( ...‬تتدارك نفسها ) قصدى يعنى شوية‬
‫حنان وعطف وحد ياخدنى فى حضنه ويطبطب علية ‪ ,‬ويملس على شعرى ‪ ,‬احط‬
‫راسى على كتفة واعيط واملى الدنيا دموع ‪..‬‬

‫( تمسح دموعها وتضع " بقلظ " على الكرسى وتبتعد عنه ) لوال انى قعدت‬
‫افتكر الطريقة اللى انت علمتهالى ‪ ..‬انى لما ابقى متنيلة بنيلة كدة ‪,‬افكر فى حاجة‬
‫تانية بسرعة البرق ‪ ..‬أعمل عملية حسابية ‪ ..‬افتكر حادثة معينة ‪ ..‬بغير المود‬
‫يعنى ‪ ..‬أمال اعمل اية ‪ ,‬واحدة فى ظروفى هاتعمل ايه غير كدة ‪ ,‬صحيح باخد‬
‫وقت لحد ماطلع من الحالة دى ‪ ...‬لكن ماعنديش بديل ‪ ..‬افضح نفسى مع واحد‬
‫غريب وندل زى دة‪..‬أتصرف ازاى يعنى ‪....‬‬

‫الحلول التانية بتاعة المراهقين انا مابحبهاش ‪ ..‬باحس انى باسرق المتعة من‬
‫نفسى ‪ .‬باعمل حاجة انا موش راضية عنها ‪ ...‬باحس انى بتهان عشان احساس‬
‫مزيف ‪ ,‬مالوش قيمة ‪ ..‬ومالوش معنى ‪( ..‬ترتمى على السرير وتبكى ‪ ..‬تقوم‬
‫تضع شريط فى الريكوردر ‪ ..‬تدوس على التشغيل ‪ ,‬يأتى صوت ام كلثوم فى أغنية‬
‫" أنا فى انتظارك "‬

‫" أنا فى انتظارك مليت ‪...‬‬


‫ايدى على خدى وعديت ‪...‬‬
‫بالثانية غيابك والجيت ‪...‬‬
‫ياريتنى عمرى ماحبيت ‪" ...‬‬

‫( من خالل دموعها على خلفية االغنية ) وهية دى كانت مشكلتى األساسية ‪...‬‬
‫انى فى يوم من االيام ‪ ,‬استسلمت وحطيت ايدى على خدى ‪ ,‬وماحاولتش اعمل‬
‫حاجة ‪...‬عديت غيابه عنى باليوم والثانية واللحظة ‪ ...‬وماجاش ‪ ...‬راح ‪ ...‬روح‬
‫‪ ..‬رجع بلدة البعيدة البعيدة ‪ ..‬راح لمراته وبيته وعيالة ‪ ,‬وشغلة ومشاريعة‬
‫وماليينة ‪...‬سيناريو مكرر ممل معاد زى كل األفالم العربى العبيطة و المحروقة‬
‫‪......‬‬

‫راجل ينزل القاهرة معاه صرتين تالته مليانة دنانير ورياالت ‪ ,‬بيدور على جارية‬
‫‪...‬جارية ترجع الشباب الضايع وترمم الورق المتقطع والدايب فى كتاب حياته ‪,‬‬
‫وترضى الطيش والجنون ‪ ,‬وتستجيب لألحالم الشاذة وتحقق األمانى المستحيلة ‪,‬‬
‫فى الطاسة المتعمرة بكل أنواع وأصناف المخدرات والكيوف العالية ‪..........‬‬
‫والسماسرة والمقاولين والنخاسين والمع؟؟ ‪ ......‬على قفا من يشيل ‪...‬واللى‬
‫يدفع أكتر ياخد أجمل ‪ ,‬وأصغر ‪...‬ومابين البايع والشارى يتقال كالم ينجس بحر‬
‫النيل ( تتنهد بمرارة ) وضربنا الورق عند واحد من تجار القانون‪...‬كان المحامى‬
‫بتاعنا لالسف ‪ ,‬وصاحب المرحوم ابويا ( بتهكم ) الرووح بالرووح ‪ ....‬كان‬
‫هوة الخاطبة والمعددة والبالنة ‪..‬كان دايما يقولى ‪ :‬العاقل اللى يشترى مصلحته‬
‫‪...‬وانتى ست البنات ‪ ,‬جمال وجسم وعقل وحالوة‪ ...‬انتى جارتى وبنت صاحبى‬
‫وعارفك من زمان ‪ ...‬تحبى العيشة الحلوة واللقمة المتسبكة والنومة الملوكى ‪,‬‬
‫وتموتى فى العز والفخفخة ‪...‬عارفة ياياسمين انتى بنت أصول حقيقى ‪ ...‬أجدادك‬
‫كانوا أتراك ‪ ...‬باشوات ‪ ,‬وكان ليكم سراية بالخدم والحشم وعزبة يجرى القطر‬
‫جنبها ساعة‪ ,‬مايجيبش أخرها ‪ ...‬بس أهوة ‪ ..‬دوام الحال من المحال ‪ ..‬اجدادك‬
‫كانوا مسرفين وضيعوا فلوسهم على القمار والخمرة والنسوان ‪ .......‬المهم‬
‫‪,‬الراجل شارى ‪ ,‬هايموت عليكى ‪ ...‬من يوم ماشافك عندى فى المكتب وهوة‬
‫مالوش سيرة غير المزة الملفوفة اللى تطير النافوخ ‪ ..‬وانا اقولة اصبر ‪ ,‬يقولى ‪:‬‬
‫واللة ماعاد فى راسى عجل من حين ماشفتها ‪ ..‬هاموت ياخوى هاموت ‪ ..‬ابوس‬
‫على راسك اعجدلى عليها فى الحالل ‪ ..‬يعنى الراجل داخل من الباب ‪ ...‬ال داخلين‬
‫على سكة غلط وال لمؤاخذة هانيمك معاه فى الحرام ‪ ...‬دة جواز على سنة اهلل‬
‫ورسولة ‪......‬‬

‫( تذهب لبقلظ) ورجع الراجل بلدة ‪ ..‬وماتعرفش يابقلظ جاب موبايلى منين‪,‬‬
‫ماكانش بينيمنى ليل و النهار ‪ ...‬كل نص ساعة مكالمة ‪ ..‬وانتى وانتى ‪...‬لحد‬
‫ماخالنى صدقت نفسى ‪....‬‬

‫وفى يوم موش قادرة انساة لقيت المحامى اياه بيقولى‪ :‬ماتيجى معايا المطار‬
‫نستقبل صاحبنا ‪ ...‬هوة انا ماقولتلكيش انه جاى النهاردة ‪ ,‬ياستى مصمم انك‬
‫تكونى فى استقبالة ‪ ...‬اصلة لمؤاخذة يعنى جايب لك شوية هدايا ‪ ..‬ايوة هدايا‬
‫حريمى من اياها ‪ .‬اشى احمر واشى اسود واشى بنك ( ضحكة سمجة مقلدة‬
‫الشخصية ) ‪ ..‬وخايف يخلينى اوصلهالك ‪ ,‬ابص عليها والحاجة ‪ ,‬ودى حاجات‬
‫من بتاعة دلع العرايس ومايصحش اشوفها ‪ ..‬وهوة عارف انى راجل دنى وطفس‬
‫واعملها ‪...‬تعرفى يابت ياياسمين انتى هاتجننى فى االسود‪...‬هايلعلط عليكى لعلطة‬
‫( يضحك ) تعالى ياست العرايس خدى حاجتك ‪ ,‬هدومك وبرفاناتك وفلوسك ‪..‬‬
‫وسلمى علية وامشى ‪ ...‬انتى خسرانة حاجة‪...‬‬

‫( تنهيدة عميقة ) وجرنى ع المطار زى البهيمة وانا موش فاهمة حاجة ‪ ..‬ومن‬
‫اول ثانية حسيت بحاجة غلط بتتطبخ من ورايا ‪ ..‬نظرات غريبة بين المحامى وبين‬
‫عريس الغفلة اللى لقيته بيعاملنى معاملة غريبة ‪,‬غيرالكالم الحلو اللى اتعودت‬
‫عليه فى التليفون خالص ‪ ...‬اول ماشافنى فى عربية المحامى لقيتة بيزعقلى جامد‬
‫( تقلدة ) انتى ايش اللى البساه هاده ‪ ..‬ماكان يصح تيجى المطار بهادى المالبس‬
‫الخليعة ‪...‬وبص للمحامى وقالة ‪:‬ايش جرى يامتر ‪ ,‬انت ماجلتلها ‪ ..‬وفتح شنطة‬
‫من الشنط الكتيرة اللى جايبها معاه وطلع عباية وطرحة سودا ورماهملى ( تقلدة )‬
‫لو بتسمحى ياحرمة ارتدى هادول ‪ ..‬احنا بنروح مكاتب وبنوك وشركات ‪,‬‬
‫ومايصح حدا يطلع على لحمك هادة ‪ ..‬وكمان خدى النضارة السودا دى ضعيها‬
‫على عينيكى ‪ ..‬اهلل يرضى عليكى مايجوزتمشى معى بالبنطلون اللى مفسر جسمك‬
‫هادا ‪ ...‬الناس تجول علية ايه ‪ ...‬استرى نفسك ياشيخة ‪...‬‬

‫(لنفسها ) شركات ايه وبنوك ايه ‪ ...‬هية ايه الحكاية بالظبط ‪ ...‬ولبست السواد‬
‫من ضوافر رجلية لشعر راسى ‪...‬وطلعنا مكتب المحامى ولقيتهم بيشخطوا فية‬
‫وبيعاملونى زى طفلة صغيرة ‪ ..‬ورق بيتكتب على كمبيوتر وبيطبع وهاتى بطاقتك‬
‫وعاوزة مهر كام ‪ ...‬قلتلهم مهر ايه وبطاقة ايه ‪ ..‬وكل شوية يبص للمحامى‬
‫ويقولة ‪ :‬شو هادة يامتر انت ماجلتلها ‪ ...‬انا ماعندى وجت اضيعة اهلل يرضى‬
‫عليك ‪ ...‬ويضحك المحامى ضحكتة الصفرا المذلولة ومايردش ‪........‬‬

‫وماتسألنيش يابقلظ مضيت على الورق ازاى ‪ ...‬وال بصيت همة كاتبين فلوس ايه‬
‫وال اعرف اى حاجة عن اى حاجة ‪ ...‬طيبب ياجماعة حد من اهلى يحضر ‪ ...‬يرد‬
‫المحامى ‪ :‬اهلل يرحمة ابوكى كان حبيبى الرووح بالرووح ‪ ..‬طيب ياجماعة مافيش‬
‫شهود ‪ ..‬والرد جاهز ‪..‬هانبقى نمضيهم الصبح ‪ ,‬احنا بقينا نص الليل والراجل‬
‫مستعجل ‪ ..‬مسكت فى ايد المحامى ‪ ..‬طيب روحنى اعمل معروف علشان اتأخرت‬
‫‪ ..‬يضحك ويقولى ‪ :‬برضة مايصحش ‪ ,‬الزم نوصل صاحبنا لألوتيل الفخم اللى‬
‫نازل فيه على النيل ‪..‬دة الليلة فيه بالف جنيه ‪....‬ياهلل ياعروسة ياهلل ‪....‬‬

‫وطلعنا االوتيل الرهيب ‪ ..‬حاجة وال شفتها حتى فى االفالم ‪ ...‬واستأذنت اغسل‬
‫وشى واخش الحمام ‪ ..‬خرجت مالقيتش المحامى ‪ ..‬ولقيت العريس فى وضع‬
‫غريب وهدوم غريبة ‪(..‬تضحك ) هدوم ‪ ,‬هوة كان فية هدوم أصال ‪ ...‬قدامة اكل‬
‫كتير وازايز خمرة من كل صنف ونوع ‪ ..‬سجاير ملفوفة ‪ ..‬ودخان ازرق بيلف‬
‫المكان كلة ‪ ..‬واتفزعت وعيط زى العيال ‪ ...‬روحنى ابوس رجلك ‪ ...‬ماينفعش‬
‫ابات معاك ‪..‬اهلى مايعرفوش انا فين ‪ .‬ومحايالت وزعيق وعياط ‪ ,‬وحاولت اهرب‬
‫من جناح العرايس ‪ ,‬زى ماعرفت بعد كدة من عمال االوتيل‪...‬وكان كل همة انه‬
‫يحتوينى ويهدينى‪......‬‬
‫ومن سيجارة محشية لكاس فى كاس ‪ ,‬ضاعت دماغى ‪ ..‬وبقيت اتفرج على‬
‫حاجات زى مايكون بتحصل لواحدة تانية ‪ ... ..‬أغرب ليلة مرت علية فى حياتى‬
‫‪ ...‬احساس موش مفهوم بين االلم والضيق فى اولها ‪..‬لعالم سحرى غريب‬
‫وابواب مقفولة بتتفتح فى روحى وعقلى وفى حياتى كلها ‪ ...‬حسيت بأن جسمى‬
‫كلة كان فى سجن وانه خرج للحرية اللى مالهاش حدود ‪ ..‬وحسيت بتخدير غريب‬
‫بيسطر عليه وبيجبرنى على االستسالم لحياتى الجديدة ‪ ,‬الناعمة اللذيذة‪ ...‬حبيت‬
‫طعم الشمبانيا ‪ ,‬تهت مع دخان الحشيش ‪ ..‬واتعودت انى احس بطعم الراجل وهوة‬
‫بيحتوينى ‪ ..‬بيسطر علية ‪ ..‬بياخدنى جواة ‪ ..‬الول مرة احس يعنى اية الراجل‬
‫والست يبقوا كيان واحد ‪ ,‬حسيت فعال انه الدم اللى ماشى جوة عروقى‪ ....‬ادمنته‬
‫‪ ..‬و بقت الخمرة وسجاير الحشيش زى االكل والشرب ‪ ,‬واصنافه اللى عمرى‬
‫مادقتها ‪ ..‬وعشت ‪ ...‬عشت بكل احساسى وروحى وعقلى وكل جزء فى جسمى‬
‫‪ ,‬واديته كل اللى كنت مخبياه جوايه ‪...‬اتفجر بير الرغبة والمتعة جوايا ‪ ...‬واديت‬
‫‪ ..‬اديت يابقلظ بدون حساب ‪.........‬‬

‫( تتغير االضاءة الى الوان متتالية من االحمر واالزرق واالصفر ويغمر الدخان‬
‫المكان –تدخل ياسمين وراء البرفان تخلع الروب لتبدو بقميص نوم مكشوف _ فى‬
‫الخلفية موسيقى راقصة _ زينة _ تحضر ياسمين شاال رقيقا لتلفه حول وسطها‬
‫وتبدأ فى رقصة حسية تبدأها مع الدمية التى تضعها على السرير وتكمل الرقص _‬
‫فى نهاية الرقصة تضحك ضحكا هستيريا وهى تمسك بكأس من الخمر ) ايه‬
‫ياحبيبى عجبتك ‪ ..‬رقصى يجنن ‪ ..‬صح ‪..‬شفت الحتة الل قلدت فيها دينا ‪ ( ..‬برقة‬
‫شديدة ) ياللة بقى خدنى جنبك ‪ ,‬انا هلكت من الرقص وعاوزة ارتاح فى حضنك ‪..‬‬
‫طيب حاضر هاقلع بس اطفى النور علشان بتكسف ‪..‬‬

‫( تنخفض االضاءة ‪ ..‬تصعد ياسمين الى السرير بجوار بقلظ ) ياباى عليك بقى‬
‫‪ ..‬انت ملهوف عليه كده ليه ‪ .....‬طيب طيب هوة انا قلت حاجة ياروح قلبى ‪..‬‬
‫( ترتفع اصوات موسيقى ناعمة‪ ,‬مع تخفيض شديد لالضاءة الحمراء _ تنقطع‬
‫الموسيقى فجأة ويغمر الضوء االصفر المكان ) ايه دة ‪ ..‬أل ياحبيبى احنا ماتفقناش‬
‫على كدة ( تقوم من السرير مفزوعة _ ترتدى الروب ) الحكاية موش حرام وحالل‬
‫كمان ‪ ..‬دى اهانة بالنسبة لى ‪ ..‬انا موش " برستتيوت " جايبها من الشارع ‪ ..‬انا‬
‫مراتك ‪ ..‬وانت عودتنى انك بتحافظ على الحدود ‪ ...‬انت اللى بتزعق ياحبيبى‬
‫موش انا ‪ ...‬انا بحاول افهمك ان طلبك دة مستحيل ‪ ...‬مافيش حد بيطلب من‬
‫مراته اللى بيحبها كدة ‪ ...‬مين اللى قال ايه ‪ ..‬موش مراتك يعنى ايه ‪ ...‬انت‬
‫بتهزر بقى ‪ ...‬والورق اللى احنا مضينا عليه ‪....‬‬
‫( تذهب الى الدوالب مسرعة لتحضر ورقة ) موش دى امضتك ‪ ..‬ودى امضتى‬
‫‪..‬اقرى ايه ‪ ..‬انه فى يوم كذا الموافق كذا اتفق الطرفان االول والثانى على عقد‬
‫قرانهما مقابل مبلغ وقدرة كذا وهذا اتفاق رسمى بينهما ‪ ..‬القاهرة بتاريخ ‪...‬‬
‫الشهود ؟؟؟ ‪ ...‬انتوا قلتولى هاتمضوهم بعدين ‪ ...‬وخدت صورة من العقد فعال من‬
‫غير ماخد بالى من الموضوع دة ‪ ..‬مايبقاش قانونى يعنى ايه ‪ ..‬يعنى انا عايشة‬
‫معاك فى الحرام ‪ ...‬يعنى كل دة كان زيف ‪ ,‬وهم ‪..‬خدت منى كل حاجة بشوية‬
‫فلوس على الورق أنا اصال ماشفتهومش ‪ ...‬يعنى حتى ماساويتش نسوان‬
‫الشوارع ‪.‬ويبقى اسمة ايه اللى انت عملته معايا دة ‪ ..‬حرام عليك ‪ ...‬حرام ‪ ,‬دا‬
‫انت عندك بنات فى سنى ‪ ( ...‬تبكى)‬

‫( تتغير االضاءة _ تشعل ياسمين سيجارة _ صوت رنين الموبايل ‪ ,‬ايماءة‬


‫بوجهها تتمنى فيها ان يكون هذا االتصال من شحص ما ) الو ‪ ..‬ايوة ( بلهفة‬
‫شديدة ومن خالل بقايا الدموع ) ازيك ياهدى وازى اخويا هانى ‪ ..‬امانة عليكى‬
‫ياهدى خللى بالك منه ‪..‬دة مسكين محتاج للى يرعاة وياخد بالة منه ‪ ...‬اوعى‬
‫يخرج الشارع ياهدى ابوس رجلك‪ ,‬المرة اللى فاتت كان هايموت وهوة بيحاول‬
‫يهرب فى القطر من عندكم عشان ييجى مصر يدور عليه ‪ ...‬مانتى عارفة هوة‬
‫متعلق بيه وبيحبنى قد ايه ‪ .‬ماشى يادودو‪ ,‬انا هاحاول اجيلكم الشهر الجاى ‪ ,‬لما‬
‫نقبض من المسرح ‪ ..‬ايوة عشان اسيب فلوس لهانى ‪ ..‬بس تعرفى أنا خايفة من‬
‫خالتى مفيدة ‪ ,‬تعرفى انها ممكن تطردنى وماتخلنيش أشوف أخويا ( تتنهد ) انا‬
‫كويسة يابنت خالى ماتقلقيش عليه ‪ ..‬أهوة انا بخبط فى الدنيا ‪ ..‬وهية طبعا‬
‫مابطلتش خبط على دماغى ‪..‬معلش ياهدى طولت عليكى ‪..‬مع السالمة ‪ ..‬الاله اال‬
‫اهلل ‪ ..‬مع السالمة ياروحى ‪ ( ..‬تغلق التليفون )‬

‫منها هلل أمى اللى سابتنا وسابت هانى وهوة بالحالة دى وراحت تدور على مزاجها‬
‫ونزواتها مع الكام راجل اللى اتجوزتهم ‪ ..‬ذنبنا فى رقبتها ‪ ...‬انسان رقيق زى دة‬
‫محتاج الم ترعاة ‪ ..‬ياسالم يابقلظ لو تشوفة ‪ ,‬ماتصدقش ان دة انسان ‪ ..‬تحس‬
‫انه مالك برىء ‪ ...‬وشه ابيض وصافى ورقيق ‪ ..‬عينيه فيها صفاء غريب ‪,‬‬
‫واستسالم أغرب ‪ ...‬وابتسامة هادية طيبة مابتفارقوش ‪..‬هانى هوة مشكلة حياتى‬
‫الكبيرة ‪ ...‬نفسى أطمن عليه ‪ ..‬نفسى أجيب فلوس كتيرة وأعيشة أحلى عيشة ‪..‬‬
‫أعوضة عن أبوة وأمة والعذاب اللى شافة فى بيوت قراييبنا ‪ ...‬عمرى ماحسيت‬
‫انه أخويا وبس ‪ ...‬كنت دايما بحس أنه ابنى ‪ ...‬انه حتة منى ‪ ( ...‬تبكى )‬

‫لكنى مشلولة ‪ ..‬موش عارفة أعمل حاجة ‪...‬يادوب اللى بيجى على قد‬
‫المواصالت واالكل والستر ‪...‬وياما ليالى نمت وانا ماعنديش رغيف اتعشى بيه‬
‫‪ ....‬كنت كل شوية أقوم أشرب ميه عشان أحس بالشبع لحد الفجر‪ ,‬ياخدنى النوم‬
‫ويسلمنى لصباح جديد من الشقا والجوع والعذاب والمهانة ‪ ( ...‬تذهب الى بقلظ‬
‫تحمله فى عنف ‪ ,‬تصرخ بجنون ) انت هاتفضل تبصلى كدة وانا باكلم نفسى زى‬
‫المجنونة ‪ ...‬مابتكلمنيش ليه ‪ ...‬ليه مصمم انى اقعد ارغى مع نفسى ‪ ...‬أسألنى ‪,‬‬
‫قولى أى حاجة ‪ ...‬اضحك ‪..‬عيط ‪ ...‬اتجنن ‪ ...‬اخبط دماغك فى الحيطة ‪..‬بالش‬
‫االبتسامة الهبلة اللى على وشك دى ‪ ...‬لو انت مكانى كنت عملت ايه ‪ ..‬كنت‬
‫هاتعيش فى بلد صغيرة مخنوقة ‪ ,‬وعيلة متفككة كل واحد فيهم فى طريق ‪ ..‬واذا‬
‫اتقابلوا مايبطلوش خناق وزعيق لبعض ‪ ...‬مات أبويا ‪ ,‬واتجوزت أمى للمرة‬
‫التالته أو الرابعة موش فاكرة ‪...‬واتكومت انا واخواتى فى بيت جدتى ‪ ...‬جدتى‬
‫الطيبة اللى كانت مخليانى مستحملة الغلب والبؤس والعذاب اللى وروهولى‬
‫خيالنى وخاالتى ‪ ...‬خاالتى ؟؟؟ أه ‪ ...‬وكله كوم وخالتى مفيدة كوم تانى ‪ ...‬كانت‬
‫زى مايكون بتطلع غلها فيه ‪ ..‬ضرب وتعذيب واهانة ‪ ...‬وكل شوية تقولى ‪...‬‬
‫اكفى القدرة على فمها ‪ ..‬انتى هاتطلعى لمين يعنى ‪ ..‬امك اللى مشرفانا ورافعة‬
‫راسنا فى البلد ‪ ...‬اهلل يمسيها بالخير ‪ ,‬سابتك تقرفينا وراحت تدور على مزاجها‬
‫من حضن راجل لراجل تانى ‪ ...‬خشى اتهببى ذاكرى عشات تاخدى ورقة تنفعك لما‬
‫تغورى من خلقتنا وتفارقينا انتى واخواتك ‪...‬‬

‫= طيب ياخالتى انا عاوزة فلوس اجيب مذكرات ومراجع الكلية ‪..‬‬
‫= منين ‪ ,‬من الورث اللى سابهولكم أبوكم اهلل يرحمة ‪ ..‬وال من معاش جدك اللى‬
‫يادوب بيكفى البيت ‪ ...‬اوعى تكونى يابت بتبصى لمرتبى وتقولى بقى دنا ياما هنا‬
‫ياما هناك ‪ ...‬الكام ملطوش دول يادوب بيكفونى لبس ومواصالت وماكياج ‪,‬‬
‫والمساعدة اللى باديها لجدتك علشان تالقى تطفحكم طفح الدم على صدوركم انتى‬
‫واخواتك ‪ ( ...‬يرن جرس موبايل ) التليفون ده منين ‪ ..‬ورينى االسم على‬
‫الشاشة قبل ماتردى ‪...‬‬
‫= ياخالتى دى زميلتى مروة ‪ ,‬أكيد هاتسألنى على محاضرة النهاردة ألنها ماجتش‬
‫الكلية ‪...‬‬
‫= الكالم دة تقوليه لواحدة هبلة وال بريالة ‪ ...‬جرى ايه يابت ‪ ...‬افتحى االسبيكر‬
‫وسمعينى المكالمة ‪...‬‬
‫= مالوش الزمة ياخالتى ‪ ...‬بكرة فى الكلية ابقى افهمها المحاضرة ‪..‬‬
‫= يعنى ايه‪ ..‬انتى بتاخدينى على قد عقلى وخالص ‪ ...‬وبعدين تعالى هنا ‪ ,‬ايه‬
‫هدومك دى ‪ ..‬انتى البسة ايه تحت قميص النوم نافش جسمك كدة ‪ ...‬ايه اللى‬
‫حصلك يابت ‪ ...‬اوعى تكونى بتتنيلى على عينك مع واد صايع من عيال الكليه ‪...‬‬
‫ورحمة أبويا أدمرك ‪ ..‬اقتلك باديه دول قبل ماتفضحينا زى امك ‪...‬‬
‫= ياخالتى مايصحش الكالم دة ‪ ..‬دة جسمى ‪ ,‬عادى يعنى ‪ ..‬كل الحكاية واحدة‬
‫زميلتى قالتلى انتى يعنى‪ ( ..‬تشير الى صدرها ) ماعدش ينفع تسيبيه كده ‪..‬‬
‫وحتى اشترتهالى من مصروفها ‪ ,‬النها عارفة انى مامعييش فلوس ‪ ,‬ياخالتى انا‬
‫باصلى ‪ ,‬وانتى عارفة انى فى حالى ‪..‬واهلل العظيم انا من الكلية للبيت على طول‬
‫وال بروح الهنا وال هنا ( تبكى )‪...‬‬
‫= ( بقسوة ) حاسبى يابت ‪ ..‬ماتيجى تخشى فى عبى ‪ ..‬كلتينى يابت بالسهوكة‬
‫بتاعتك دى ‪..‬أل ‪ ...‬انا الفار بيلعب فى عبى ‪ ..‬انتى متغيرة ‪ ...‬انا بكرة هاوديكى‬
‫لدكتور يكشف عليكى ‪..‬تالته باهلل العظيم لو طلع فيكى حاجة ألقطعك حتت وارميكى‬
‫لكالب السكك بايدية دول ‪!!!!!.......‬‬

‫وعشان كدة يابقلظ لما اكتشفت انى انضحك عليه فى الجوازة المهببة دى ‪ ,‬أو قول‬
‫انضربت على قفايا ‪ ..‬اللى زود همى انى مافيش ورايا عيلة تدافع عنى ‪ ,‬ترجع لى‬
‫حقوقى ‪ ...‬وانا طبعا كنت عبيطة ‪ ..‬قال ايه عشت مع جوزى حياة مثالية ‪ ..‬كان‬
‫كل همى انى اخلص له واسعدة ‪ ..‬عمرى ماطلبت منه حاجة وال عملت زى البنات‬
‫المقرمين وطلبت انه يكتبلى شقة وال عربيه والر صيد فى البنك ‪ ....‬حتى حقوقى‬
‫اللى مكتوبه فى الورقة المضروبه ماخدتهاش ‪ ...‬نزل من المبلغ كل مليم صرفه‬
‫عليه ‪ ,‬حتى الهدايا حسبها ‪...‬موش بقولك عبيطة ‪...‬‬

‫‪ ..‬اضحك يابقلظ ‪ ,‬خالتى اللى حكيت لك عنها دى رغم بشاعتها اال انها كانت‬
‫جميلة جدا ‪ ...‬اتقدم لها اكتر من عشرين عريس ‪ ...‬وكان الرفض دايما ‪..‬‬
‫(‬ ‫( تقلدها ) وظيفته موش مناسبه ‪...‬طمعان فى فلوسى ‪ ...‬مناخيرة معووجة‬
‫تضحك ) اال بالحق يابقلظ انا ممكن ارفض عريس علشان مناخيرة معووجة ‪(...‬‬
‫تتنهد ) ياحسرة ‪ ...‬حاسبى يابت ‪ ,‬طابور العرسان من هنا الخر الشارع ‪ ...‬العيال‬
‫باينهم اتعموا ‪ ...‬بقى بالذمة يابقلظ فيه واحدة بجمالى تتساب كدة ‪ ( ...‬تنظر فى‬
‫المرأة ) يا حالوتك يابت ياياسمين ‪ ..‬المقاسات زى ماجت فى الكتاب ‪ ...‬وبرضة‬
‫موش عاجبه ‪,‬اعمل ايه‪ (..‬تشير الى تضاريس جسدها وهى تنظر للخلف ) غلبت‬
‫أرفع الفاعل وأكبر المفعول ‪ ,‬وبرضة محدش واخد بالة منى ‪ ( ...‬صوت جرس‬
‫المو بايل )‬
‫ياترى مين ؟؟؟؟ يارب يكون هوة ‪ ...‬اقبل دعوتى مرة يارب ‪ (...‬تنظر للشاشة )‬
‫جت الحزينة تفرح ‪ ( ..‬ترد ) ايوة ياتهانى ‪ ...‬انتوا اتأخرتوا ليه ‪ ...‬وفين سهام‬
‫‪ ...‬ايه التأخير دة كلة ‪ ...‬يابنتى قلبى واكلنى عليكم ‪ ...‬موش انا اختكم الكبيرة‬
‫‪..‬عشا ‪ ..‬هاتى اى حاجة ‪ ( ..‬بعنطزة ) عدى على الميريديان هاتيلنا خروف‬
‫مشوى ‪ ...‬وخمس ست اجواز فراخ‪ ..‬ودستتين حمام ‪ ..‬وكام كيلو كباب وكفته‬
‫‪ ...‬وماتنسيش الفاكهة والحلويات ‪..‬أه ‪ ,‬وكام كرتونة كانز بس يكون دايت عشان‬
‫الريجيم ‪ (..‬تضحك ) هاتجيبى ايه ياتهانى ‪ ..‬المقرر بتاع كل يوم ‪ ...‬الجبنة‬
‫القديمة والطعمية والزبادى ‪ ...‬وابقى هاتى عيش احسن اللى هنا عفن ‪..‬‬
‫وماتتأخروش يابت ‪ ..‬خللوا بالكم من نفسكم ‪..‬الاله اال اهلل ‪ ...‬ياهلل باى ‪.....‬‬
‫( تنظر للموبايل ) ايه اللى حصل لك انت كمان ‪ ..‬نمرته مابتجمعش عندك‬
‫لية ‪,‬ياموكوس زى صاحبتك ‪ (...‬تتوة فى حزن رقيق ) وهية دى أول ليلة استنى‬
‫‪ ..‬ياما ليالى قضيتها ابص للتليفون ‪ ,‬خايفه ليتصل وماسمعش صوت الجرس‬
‫‪..‬ولما احس ان النوم هايغلبنى أعملة فايبريشن وأحطه جنب قلبى ‪ ,‬عشان يبقى‬
‫اول حد يحس بيه ‪ ..‬وبرضة مابيحصلش ‪..‬مايتصلش‪ ,‬اتحول االمل لسراب ‪..‬‬
‫( تبكى ) ابراهيم ‪ ..‬نفسى أشوفك ولو دقيقة ‪ ..‬نفسى أسمع صوتك ولو ثوانى ‪...‬‬
‫طيب انا راضيه تقول الو بس وتقفل ‪...‬نفسى اخدك فى حضنى المتشوق لك من‬
‫سنين ‪ .....‬قلبى مشتاق لحنانك وعطفك ورقتك ‪ ...‬كل حته فية مشتاقالك ‪ ..‬خدنى‬
‫ياابراهيم ‪ ,‬ضمنى ‪ ..‬اعصرنى لحد مادوب جواك ‪ ,‬وابقى دم جوة عروقك ‪,‬‬
‫وعرق على جبينك ‪.....‬‬
‫( تتكوم على االرض فى وضع يوحى بمعنى حسى مع شخص اخر ‪ ,‬تتالحق‬
‫انفاسها بشكل متصاعد ) خدنى ياابراهيم خدنى جواك ‪ ...‬مشتاقالك ‪ ...‬مشتاقالك‬
‫‪..‬‬

‫( تصل الى لحظة انفعال ثم تستسلم لهدوء غريب _ مع موسيقى موحية تقوم‬
‫ياسمين فى رشاقة وتبد أ فى الخروج من حالتها االخيرة الى رقصة أشبه بالبالية‬
‫وهى تتحول الى مايشبه الفراشة الهائمة التى تدور حول نفسها فى حركة تعبيرية ‪,‬‬
‫تزداد حركتها واالبتسامة تمأل وجهها وهى تتنقل من مكان الى مكان ‪ ,‬يبدأ صوت‬
‫الموسيقى فى التالشى لينتهى الرقص ‪ ,‬تذهب ياسمين لتفتح الشباك ‪ ..‬نستمع‬
‫الصوات الشارع ‪ .‬تستنشق الهواء ‪ ..‬تشعر بالبرد ‪ ..‬تغلق الشباك ‪ ,‬تعود لبقلظ )‬

‫انت نمت يابقلظ ‪ ..‬اوعى تنام قبل ماتتعشى وتشرب اللبن ‪...‬البنات زمانهم جايين‬
‫وهايجيبوا الطعمية والجبنة القديمة اللى انت بتحبها ‪ ..‬انت زعالن منى وال ايه ‪..‬‬
‫شكلك زعالن ‪ ..‬اه واهلل زعالن ‪ ..‬انا بعرفك من وشك ‪ ...‬أه غيران عشان جبت‬
‫سيرة ابراهيم ‪ ..‬ياسيدى انا فين وهوة فين ‪..‬الوقتى هوة نجم كبير ‪ ...‬صوت من‬
‫االصوات اللى واكلة السوق ‪..‬ماعدش يعرفنا بقى ياسى بقلظ ‪ ..‬هوة كان محتاج‬
‫لى وهوة فى أول الطريق ‪ ...‬كان غلبان زى حاالتى ‪...‬وحبينا بعض وحلمنا مع‬
‫بعض ‪ ..‬وحاولنا نكبر ‪ ...‬انا رجلى اتزحلقت وفضلت فى مكانى ‪..‬وهوة ماشاء‬
‫اهلل‪ .‬ربنا يوعدنا ‪ ....‬بس تعرف يابقلظ ‪..‬يمكن انا عرفت كتير وقابلت كتير فى‬
‫حياتى ‪ ,‬لكن موش زيه ‪ ...‬معاه بحس انى مع راجل بجد ‪ ,‬شهم وجدع وعلى رأى‬
‫والد البلد صاحب صاحبه ‪ ..‬كنت بحس انه بيخاف عليه بجد ‪ ,‬لقيت نفسى بحبه‬
‫بجنون‪ ,‬ويمكن دى كانت غلطتى ‪ ,‬حب الجنون يولد غيرة اكتر جنون ‪ ..‬كنت‬
‫عاوزاه ليه لوحدى ‪ ,‬زى مانا عاوزة ‪ ,‬موش زى ماهو بيخطط لحياته ‪..‬ونسيت‬
‫ان اللى بيحب حد بياخده زى ماهوة ‪ ..‬وكان الزم نوصل لمفترق الطرق ‪ ,‬اختلف‬
‫الهدف واختلف الطموح ‪ ..‬وكان الزم يختلف الطريق‪ ,‬لكن رغم كل دة ‪ ,‬لسة هوة‬
‫األمل اللى جوايا ‪ ...‬الحلم اللى بستناة يتحقق ‪,‬هيييه انسى ‪,‬‬

‫( تضع بقلظ على المقعد وتجلس أمامه على االرض وهى تلف يديها حول ساقيها‬
‫) ‪,‬المهم ماكملتلكش ياسى بقلظ حكايتى مع خالتى مفيدة ‪ ..‬الحاجه الوحيدة اللى‬
‫كانت مصبرانى ع الغلب ده انى اشتركت فى فريق التمثيل فى الكليه ‪ ..‬جالنا مخرج‬
‫كبير كان بيشتغل فى قصر الثقافة بتاع بلدنا ‪ ..‬الصراحة ياواد يابقلظ أول ماشفته‬
‫ارتحت له ‪ ,‬وهوة كان بيعاملنى زى أخته ‪ ,‬ماهو ماكانش كبير قوى يعنى ‪ ,‬كنت‬
‫اشتكى له من خالتى واحكي له كل أسرار حياتى ‪ ..‬وكان يقولى دايما ‪ :‬اصبرى‬
‫ياياسمين بكرة تتخرجى وتشتغلى وماتحتاجيش لحد ‪ ...‬قول خدنى معاه قصر‬
‫الثقافة واشتغلت فى المسرحية الكبيرة اللى بيعملها هناك ‪,‬‬
‫( تستعد لتؤدى جزء من دور نعيمة فى مسرحية منين أجيب ناس )‬

‫= أيوة واحد م الغفر ‪ ,‬ويا دوب من عمر أبويا ‪ ..‬المهم العمدة قوم جواسيسة ‪...‬‬
‫جم ورايا وجابوا أبويا وجرجروة ‪ ..‬قالوا للمرحوم كالم مدهون بزبدة ‪ ..‬وانا‬
‫عارفة انه سم ‪..‬سم متدارى فى العسل ‪..‬يومها شفت اللى حصل ‪ ..‬زى مايكون‬
‫أنكشف عنى الحجاب ‪...‬قلت للمرحوم ياروحى ‪..‬لو خدونى الكفر مش هاتشوفنى‬
‫تانى ‪ ..‬يعنى يمكن يقتلونى ‪ ..‬وال يمكن يقتلوك ‪..‬دول ديابة ياحسن مالهمش كلمة‬
‫‪...‬وال ذمة‪ ,‬وال عهد ‪ ...‬جتتك فى المية تشهد ‪ ...‬ياما حلفوا ايمانات ‪ ,‬لو على‬
‫المية هتجمد ‪ ,‬انهم جايين عشان الستر بس ‪ ...‬يعنى واسطة فى العدل ‪...‬ونعيمة‬
‫من نصيبك ‪ ...‬تبقى ترجع بيت أبوها ‪ ,‬وانت تيجى تاخدها منه بكرامتها ‪,‬‬
‫وبشرفها واعتبارها ‪....‬بس قدام البلد ‪ ...‬واتفقنا ؟؟؟ ‪ ..‬اتفقنا !! وخدونى ع البلد‬
‫‪ ...‬بعد جمعة جه ورايا ‪ ...‬قابله أبويا بالتحية والسماحة والكرم ‪ ...‬وانت شرفت‬
‫البلد ‪ ..‬ياالف مرحب ‪..‬والنهاردة فى دارنا عيد ‪...‬واعملى الشربات يابت ‪...‬وانا‬
‫ايدى على قلبى ‪ ...‬كنت حاسة بالخوانة !! ‪ ..‬حبتين طبوا الغفر ‪ ...‬جرجروة زى‬
‫البهيمة ‪ ,‬من رقبته ع الزريبة ‪ ,‬ودبحوة ‪......‬؟؟؟ دبحوه ‪ ...‬دبحوة !!!!!!!‬

‫( تخرج من حالة التمثيل ) كنت ممثلة كويسة وكان كل زمايلى يحبونى‬


‫ويشجعونى‪ ,‬لحد ماوقعت الفاس فى الراس ‪ ...‬واحد صحفى ابن حالل جه يتفرج‬
‫على المسرحية وراح ناشرلى صورة كبيرة مع كلمتين حلوين وفين بقى ‪ ,‬فى‬
‫الجرنان اللى خالتى بتشتريه كل يوم ‪ ( ...‬تضحك فى ألم ) انا موش عاوزة احكيلك‬
‫بالتفاصيل ايه اللى حصل فى اليوم ده ‪ ,‬خالتى بعد ماضربتنى علقة موت طردتنى‬
‫برة البيت ‪ ...‬خرجت شايلة كتبى وهدومى ألف على قراييبنا ‪ ..‬من خال لعم لخالة‬
‫‪ ,‬لحد ماقدرت أخلص الجامعة بطلوع الروح ‪ ..‬حسيت أن البلد ماعدش فيها مكان‬
‫ليه ‪ ,‬ونصحنى المخرج أياه ‪ ,‬قاللى ياياسمين مكانك فى القاهرة البلد هنا ضيقة ‪,‬‬
‫والفرصة قليلة ‪ ...‬وجيت على مصر ‪ ..‬طبعا كنت فاكرة ان العشرين مليون اللى‬
‫فيها واقفين فى باب الحديد يستنونى وياخدونى باالحضان وهمة بيهتفوا باسمى‬
‫( تضحك وهى تهتف وتطلق الصفير بفمها ) ياسمين ‪ ...‬ياسمين ‪ ..‬مالقيتش اال‬
‫الزحمة والحر والخنقة ‪ ,‬وناس يحسسوك ان النهاردة القيامة ‪ ..‬وماحدش بيضحك‬
‫ابدا ‪ ...‬وأهوة من كومبارس لموديل اعالنات ‪ ..‬لدور صغير فى مسرحية ‪..‬مشهد‬
‫فى فيلم ‪ ,‬واهى ماشية ‪ ...‬وبينى وبينك يابقلوظتى لوال القرشين بتوع معاش بابا‬
‫اهلل يرحمة كان زمانا أنا وانت قاعدين على باب الحسين نقول هلل يامحسنين ‪.....‬‬
‫خ‬
‫لينا فى المهم ‪ ,‬الليلة ضاعت وانا ماحفظتش المشهد اللى ناقصنى ‪ ...‬اعمل ايه ‪.‬‬
‫اعمل ايه ‪,‬تعرف يابقلظ ‪ ,‬أنا بعمل دور " جونريل " ده غصب عنى ‪ ..‬عشان بس‬
‫أرضى االستاذ ‪ ..‬والنى بعتبر الدور فرصة ليه ان الناس تعرفنى ‪ ..‬لكن لو جيت‬
‫تسألنى هاقولك مخنوقة‪..‬موش حاسة بيه ‪ ...‬بحس انى البسة جلد غير جلدى وأنا‬
‫بمثل ‪ ,‬نفسى أعمل كورديليا ‪ ,‬بنت لير الطيبة‪ , ..‬أل يابقلظ موش أنا ‪ ..‬لكن بحس‬
‫انى ماشية على طريقها ‪ ..‬قريبة من اللى جوايا ‪ ,‬المهم ينفع تسمع لى ياسى بقلظ‬
‫‪ ..‬سمع لى كدة‪ ( ...‬تمثل بدون حماس ) أظهر له اإلهمال أنت وزمالءك كما‬
‫تشاءون ‪ .‬وسأجبره علي مناقشة األمر معي ‪ ،‬وإذا كانت اإلقامة عندي ال تروقه‬
‫فليذهب إلي أختي ‪ .‬أنا أعرف أنها مثلي في التفكير ‪ ،‬وال يمكنه التأثير عليها ‪،‬‬
‫عجوز أخرق يريد ممارسة السلطة بعد أن تنازل عنها ‪ ،‬واهلل أن هؤالء المخرفين‬
‫يعودون أطفاًال والبد من معاملتهم بالحزم حينًا والمحايلة أحيانًا إذ يسيئون‬
‫التصرف ‪ .‬تذكر تعليماتي ‪ .‬والتحسنوا معاملة فرسانة ‪ ،‬والتهمكم النتائج ‪ .‬بلغ‬
‫زمالءك ‪ (..‬بفرح طفولى ) هييييه ‪ ..‬حفظته ‪..‬كده أروح البروفه بكرة وانا زى‬
‫االسد ‪...‬شكرا يابقلظ ( تقبله ) مبسوط ياسيدى ‪ ,‬وادى انت خدت بوسة كمان ‪,‬‬
‫غيرك هايموت عشان ياخدها ‪ ...‬مين قدك ياعم ‪...‬ربنا يوفقنى فى المسرحية دى‬
‫‪ ,‬ويكرمنا بواحد صحفى يكتب عنى كلمتين حلوين‪ ...‬ياسالم ‪ ,‬الدنيا وماعليها ‪..‬‬
‫المنتجين يقروا ‪ ,‬وتالقى التليفونات نازلة ترف على دماغ أهلى ‪ ..‬واالوردرات‬
‫ورا بعضها زى المطرة ‪ ...‬وابقى موش الحقة ‪ ,‬سينما ومسرح وتليفزيون ‪..‬‬
‫واالنتر فيو ورا بعضه ورا بعضه ‪ ,‬اشى صحافة واشى فضائيات ‪ ...‬نجمة بقى ‪(..‬‬
‫تتنهد بعمق ) ياااااه امتى بقى ‪..‬امتى اخلع من الغلب والفقر اللى انا فيه ده ‪...‬‬
‫اترحم من االربع ادوار اللى بطلعهم وانزلهم كل يوم ‪ ..‬يبقى فى حياتى جدول ثابت‬
‫لألكل ‪..‬أفطر واتغدى ومانيش حامله هم انى ابات من غير عشا ‪..‬‬

‫( جرس موبايل تنظر على الرقم ‪ ,‬عالمة تساؤل على وجهها ترد بتحفظ وفتور‬
‫) الو ‪ ..‬ايوة يا استاذ سامح ازيك ‪ ..‬عامل ايه ‪ ..‬انا كويسة الحمد هلل ‪ ,‬ال أبدا‬
‫بذاكر فى الدور عشان بروفة بكرة ‪ ,‬طبعا فيه بروفة بكرة وانت عارف ‪ ,‬واالستاذ‬
‫منبه عليك قدامى انك ماتتأخرش زى عوايدك ( تضحك ضحكة عالية ‪ ..‬ثم يتجهم‬
‫وجهها ) أنا أسفة يااستاذ سامح ‪ ,‬انا ماعرفش انك هاتزعل ‪ ,‬انا بضحك عادى‬
‫يعنى ‪ ,‬بتكلم بطبيعتى وما قصدش حاجة ‪ ..‬بتقول ايه حضرتك ‪ ..‬ايه هوة اللى أنا‬
‫مش حاسة بيه ‪ ,‬موش فاهمة قصدك ايه ‪ ,‬انت زميلى فى المسرح وعالقتنا عمرها‬
‫ماخرجت عن كدة ‪ ..‬فعال فيه فترة احنا قربنا من بعض وانت طلبتنى للجواز ‪ ,‬لكن‬
‫انا اعتذرت لك وفى وقتها ‪ ,‬وقلت لك بصراحة ان ف حياتى واحد تانى وان أنا‬
‫مخلصة له ‪ ,‬ومسألة الجواز مجرد وقت بالنسبة لنا ‪..‬أستاذ سامح انا ماوعدتكش‬
‫بحاجة ‪ ..,‬ايوة حصل فعال بس ده النى ماكنتش عاوزة اجرحك ‪ .....‬الحقيقة أنا‬
‫موش عارفة أقولك ايه ‪ ..‬أنا اسفة لو كنت فهمتنى غلط ‪ ,‬وأكيد انك هاتالقى أحسن‬
‫( ينقلب وجهها الى غضب‬ ‫منى مليون مرة ‪...‬كل شىء نصيب ياسامح ‪..‬‬
‫وتحفز ) أرجوك لو سمحت اتكلم كويس ‪ ,‬انا لحد دلوقتى بتكلم بهدوء وبالعقل ‪,‬‬
‫ماتضطرنيش أقول كالم فارغ مالوش الزمة‪ ( ..‬يعلو صوتها ) انت ياابنى عبيط‬
‫وال حاجة‪ ..‬انت متخلف وهمجى و اعمل اللى انت عاوز تعملة ‪ ..‬هاتعملى ايه‬
‫يعنى ‪ ..‬هوة الحب بالعافيه‪ (...‬تنفعل جدا ) هدايا أيه ياابو هدايا ‪..‬واحد جاب هدية‬
‫لزميلته فى عيد ميالدها ‪ ,‬يبقى خالص دفع المهر ‪ ,‬فيه ايه ياابنى ماتفوق ‪.‬اتفضل‬
‫اعمل اللى تقدر عليه ‪ ,‬وهديتك بكرة هاتكون عندك ‪ ,‬وعن اذنك بقى عشان أنا‬
‫محتاجة أنام ‪ ,‬تصبح على خير‪......‬‬

‫( تغلق التليفون تمشى فى انحاء الغرفة فى صمت وعصبية) كانت ناقصاك ياسى‬
‫سامح انت كمان‪ ..‬انا موش عارفة أنا اللى غلط وال الناس موش قادرين يفهمونى‬
‫‪ ..‬أنا عايشة ببساطة ‪ ,‬بدون تكليف ‪ ...‬بعمل اللى بحس بيه وبقول اللى بالقيه‬
‫على لسانى ‪ ..‬مبعرفش ازوق الكالم وال أقول حاجة مش مصدقاها ‪ ,‬ورغم كدة‬
‫حاسة ان فيه مسا حة عدم فهم بينى وبين أغلب اللى أعرفهم ( تتوجه الى بقلظ‬
‫وهى تبتسم ) بس تعرف يابقلظ الواد صعب عليه ‪ ,‬دا كان ثوانى ويعيط فعال ‪..‬‬
‫هوةالحب صعب قوى كدة ؟؟‪.........‬‬

‫( جرس الموبايل تنظر الى الشاشة فى ذهول )‪ ..‬موش ممكن ‪ ,‬اخيرا ‪ ..‬بعد‬
‫شهر ياابراهيم ( ترد فى فرح وذهول وسرعة شديدة دون ان تعطى فرصة لمن‬
‫يحدثها للرد ) الو ‪ ..‬ايوة ياحبيبى ازيك ‪ ,‬واحشنى موت ‪,‬ايه الغيبة دى كلها ‪ ,‬انا‬
‫بقالى اسابيع وايام طويلة وانا بتصل بيك ‪ ,‬تليفونك مقفول على طول ليه ‪,‬انت كنت‬
‫مسافر ياابراهيم ‪ ,‬مش كدة ‪ ,‬معقول تكون فى البلد وماتكلمنيش ‪ ,‬ماصدقش ابدا ‪,‬‬
‫اخبارك ايه ياابراهيم ‪ ,‬عايش ازاى من غيرى ياروح قلبى ‪ ,‬بتاكل كويس وال أل ‪,‬‬
‫اوعى تكون مابتتغطاش بالليل من البرد ‪ ,‬بتاخد العالج بتاعك وال بتحتاج حد‬
‫يفكرك ‪ ,‬وماما الحاجة ازيها‪ ,‬عاملة ايه ‪ ,‬كانت معايا فى الحلم من كام يوم وكنا‬
‫بندعيلك ‪ ,‬جبت البدل الجديدة من عند الترزى وال نسيت ‪ ,‬كان فيه قماش هايتفصل‬
‫قمصان كان فى ضلفة الدوالب الوسطانية وديته وال أل ‪ ,‬اوعى تكون ‪.....‬‬
‫( متداركة نفسها ) معلش ياابراهيم انا مابديكش فرصة ترد علية ‪ ,‬اعمل ايه ‪...‬‬
‫االسئلة دى كلها كانت جوايا وكنت متشوقة تجاوبنى عليها ‪ ,‬ايوة ياابراهيم ‪ ...‬انا‬
‫سامعاك ‪ ,‬اسفة ياحبيبى ‪ ,‬معدتش هاقاطعك تانى ‪ ( ..‬يبدو على وجهها عالمة‬
‫ذهول كبيرة ) بتقول ايه ياابراهيم ؟؟ ارجوك عيد اللى قلته عشان أتأكد انى‬
‫مابحلمش ‪ ...‬امتى الكالم دة حصل ‪ ...‬يعنى من يوم ما قفلت تليفونك ‪ ( ..‬تصرخ‬
‫) مين هية ‪ ..‬أرجوك ياابراهيم تقولى مين اللى خدت مكانى فى حياتك ‪ ..‬وجواز‬
‫كمان ‪ ,‬فرصة ايه وزفت ايه ‪ ...‬وكنت بتسمى كل دة ايه ‪ ,‬كنت بتقضى ايام حلوة‬
‫وليالى نار زى ماكنت بتسميها ‪ ...‬كنت بتلعب بعواطفى ‪ ..‬كنت بتضحك عليه‪...‬‬
‫خليت ايه عندى ماخدتوش منى ‪ ( ...‬تختنق بالبكاء ) أرجوك ‪ ,‬موش محتاجة‬
‫اسمع منك حاجة تانى ‪..‬كفاية كدة ‪ ..‬أرجوك اقفل التليفون ‪ ...‬انا محتاجة أكون‬
‫لوحدى ‪ ...‬أرجوك ‪.........‬‬

‫( تغلق التليفون وتلقى به على السرير – تصرخ بانفعال رهيب )‬


‫أةةةةةةةة ‪ ,‬أةة يابراهيم ‪ ,‬كل حاجة انهارت ‪ ..‬كل االحالم ضاعت ‪ ..‬سواد ‪,‬‬
‫موش شايفة قدامى غير سواد ‪ ...‬كذب ‪ ,‬كله كان كذب ‪ ,‬خداع ‪ ,‬وهم كبير سلمت‬
‫نفسى ليه ‪,‬ياما قالولى ابراهيم حاجز بيمنعك عن حياتك الطبيعية ‪ ,‬ياما قالولى‬
‫نساكى ‪ ,‬شايفينة مع فالنة فى المكان الفالنى ‪ ..‬ابراهيم اتغير ‪ ,‬ابراهيم ماعدش‬
‫هوة ‪ .‬أضحك وأقولهم أل ‪ ...‬مش هاتقدروا توقعوا بينى وبينه ‪ ...‬ابراهيم معشش‬
‫فى قلبى زى العصفور اللى كان بيسمعنى أغانيه قبل مايقولها ‪..‬مشكلتى الحقيقية‬
‫انى حبيته بجد ‪ ,‬كنت معاه وانا مصدقاه ومصدقة نفسى ‪ ..‬جه هوة وقتل قلبى‬
‫وخنق العصفور الرقيق االخضر ( تصرخ ‪ ..‬تهجم على بقلظ تضربه بعنف ثم تلقى‬
‫به على األرض) وهم ‪ ,‬كل حاجة فى حياتى وهم ‪ ..‬لعبة ‪ ,‬مسرحية حقيرة ومملة‪,‬‬
‫بكل شخوصها وحواراتها ومالبسها ونورها ومكياجها ‪ ...‬انتهت اللعبة وانتهت‬
‫المسرحية ‪ ..‬اتقلعت الهدوم واتكسرت الديكورات وروحوا الجمهور‪ ....‬والماكياج‬
‫‪ ,‬الماكياج ساح ‪ ,‬والوشوش بانت على حقيقتها ‪ ,‬وشوش تخوف بقلوب سودة‬
‫‪..............‬‬

‫( تتحرك فى خوف وتحتمى بأثاث الغرفة ) الوشوش دى بتحاصرنى ‪ ..‬بتتلف‬


‫حوالين جسمى ورقبتى زى التعابين عاوزين ينهشونى ‪ ..‬ياكلوا اللحم ويوصلوا‬
‫للعضم يهرسوة ويدوسوا عليه بالجزم‪..‬كل اللى حوالية مالهمش اال غرض واحد ‪,‬‬
‫وانا ماقدرش أكون زى ماهمة عاوزين ‪ ..‬ماعرفش ‪ ..‬انا تايهة ‪ ,‬ضايعة فى وسط‬
‫الناس ‪ ,‬فى وسط المتفرجين ‪ ,‬ماحدش واخد باله منى بعد ماطفوا النور ‪ ...‬ضلمة‬
‫‪ ,‬كل حاجة ملفوفة بالضلمة ‪ ,‬والدنيا زحمة ‪ ,‬مخنوقة ‪ ( ..‬تبدأ فى االنهيار الشديد‬
‫والبكاء ‪ ,‬تجلس على االرض وتتكوم وتلتف حول نفسها ) وانا ‪ ,‬انا ايه ‪,‬‬
‫صفر‪ ...‬صفر كبير‪,‬صفر على الشمال البيزود وال بينقص ‪ ..‬حياتى زى موتى ‪,‬‬
‫وال حد بيستنانى وال حد عاوزنى ‪ ...‬وال لية قيمة ‪...‬دايما اللى حوالية شايفينى‬
‫غلطانة ‪ ,‬خالتى بتقول انى أنانية ومابحبش اال نفسى ‪ ,‬وانى رامية أخويا ودايرة‬
‫على حل شعرى ‪ ,‬األستاذ كان دايما يقولى ‪ :‬انتى بتاخدى لكن مابتديش‪ ,‬وفى‬
‫الحالة دى االنسان بيتوه جوة ذاته ‪ ,‬ويغرق فى بحر االنانية ‪,‬و سامح بيقولى انتى‬
‫كدابة وبتلعبى بمشاعر اللى حواليكى ‪ ..‬حتى ابراهيم ( تقلدة ) انتى كنتى فاهمة‬
‫غلط ‪ ,‬حاولى تكونى كول ‪ ,‬دى كانت صداقة عصرية ‪ . ..‬أنا معدومة ‪ ,‬موش‬
‫موجودة ‪ ,‬انا صفر كبير بيزحف فى وسط الناس ‪ ....‬بيدور على أى حاجة ليها‬
‫معنى ‪ ,‬بيدور على نقطة ضى ‪ ..‬بيدور فى الضلمة على أى نور ‪ ,‬حتى ولو ضى‬
‫شمعة‪..........‬‬

‫( تبكى ثم فجأة تتمالك نفسها وتنتفض واقفة فى ثبات ‪ ,‬تذهب الى السرير لتلتقط‬
‫الموبايل ‪ ,‬تطلب رقما ‪ )..‬ألو ‪ ..‬أيوة ياأستاذ أنا ياسمين ‪...‬أنا أسفة اللى صحيت‬
‫حضرتك من النوم ‪ ...‬بس كان الزم أكلمك ‪ ..‬أرجوك أقبل اعتذارى عن دور "‬
‫جونريل " فى " الملك لير " ‪ ...‬موش قادرة ياأستاذ ‪ ..‬حاسة أنى غريبة جواة ‪..‬‬
‫حاسة انى مخنوقة ‪ ...‬أرجوك يااستاذ ساعدنى انى أعمل دور كورديليا ‪ ...‬انا‬
‫موش منفعلة وال حاجة ‪ ...‬قرارى دة اخدته بعقلى ‪ ..‬وياريت توافقنى عليه ‪....‬‬
‫لألسف يااستاذ ‪ ,‬لو حضرتك مش هاتوافق هاعتذر عن المسرحية كلها‪ ....‬مستنية‬
‫قرار حضرتك بكرة ‪............‬‬

‫( تغلق التليفون ‪ -‬تمثل دور كورديليا _ البنت الطيبة فى الملك لير ) أتوسل لك‬
‫يا موالي مادمت أفتقر إلي فن الكالم المنمق المداهن والعبارات الجوفاء وعندما‬
‫أنوي امرًا أسبق القول بالفعل _ أتوسل إليك أن تعلن علي المأل أن ما حرمني‬
‫عطفك وحبك ليس وصمة شنعاء وال جريمة أو سقطة أو غًال فاضحًا أو خروجًا‬
‫علي الشرف ‪ ...‬بل أن ما يغضب موالي هو أفتقاري إلي صفات أنا غنية بالبعد‬
‫عنها حين تفتش عن المكاسب ‪ ،‬ولسان ذلق أحمد اهلل أنه ليس لساني مع أن نقص‬
‫هذه الصفات عندى قد أفقدني رضاك يا أبي ‪ ،‬بعين دامعة أغادركم فأنا أعرف‬
‫حقيقتكم ‪ ،‬ولكن ال أحب أن أسمي عيوبكم بأسمائها ‪ .‬أمنحا أبانا حبًا حقيقيًا فأنا‬
‫أعهد به إلي ما تدعيانه من صدر حنون ‪،‬لكن يا حسرتي لو كنت أستمتع بعطفه ‪,‬‬
‫لفضلت له مكانًا خيرًا من هذا ‪ ،‬أستودعكم اهلل ‪.........‬‬

‫( يعاد المشهد صوتيا " بالى باك " ‪ -‬تبدأ االضاءة فى االنحسار حتى تتحول‬
‫ياسمين الى شبح تذهب الى بقلظ تحتضنة وتقبلة وتذهب الى الشباك تفتحة على‬
‫مصراعية ليأتى منه ضوءا مبهرا‪ ,‬تتنفس بعمق مع موسيقى تتصاعد ثم )‬
‫( اظــــــالم )‬

You might also like