Professional Documents
Culture Documents
أنا فى انتظــارك
أنا فى انتظــارك
( أنا فى انتظــارك )
فوزى ســراج
مايو2009
( شقة صغيرة فقيرة الحال في أعلى يمين المسرح سرير بجواره مائدة صغيرة
عليها فازة زهور صغيرة – ودوالب مالبس صغير ايضا – وعلى الجهة االخرى للسرير
يوجد شماعة مالبس كبيرة علقت بها بعض الفساتين والمالبس النسائية – فى أسفل
الجانب االيمن مكتب صغير عليه بعض الكتب واالوراق واباجورة صغيرة وبجوارة رف
عليه جهاز تليفزيون وفوقة جهاز راديو كاسيت – على الناحية اليسرى باب الشقة كما
يوجد شباك فوق السرير .ويالحظ وجود برافان لتغيير المالبس ..مالبس وأحذية وكتب
متناثرة فى أرجاء الشقة كل مافى الشقة يوحى بالفوضى وان لم تخلو من لمسات نسائية
جمالية ..عند سقوط االضاءة نجد" ياسمين " تقف بجوار باب الشقة تحدث احدا فى
الخارج)
ياأستاذ شريف لو سمحت ماينفعش كدة ...ازاى تدخل الشقة عندى ياسمين :
وانت عارف ومتأكد انى لوحدى ...أيوة ياسيدى فهمت ,وخمسين مرة رديت
عليك وقلت لك :لوعندك كالم مهم اتفضل قوله وانت على الباب ...يااستاذ
حضرتك عارف ومتأكد انى باحترمك زى أخويا الكبير اللى فى البلد ...موش
ممكن كدة ,مش معنى انك واحد من اصحاب الشقة يبقى تغصبنى انى أدخلك فى
غياب البنات زمايلى ...ماشى بالهدوء والتفاهم ,كالم ايه اللى انت عاوز
تقولهولى ...كل اللى بينا ايجار بيندفع ,والنهاردة لسة عشرين فى الشهر ..
( تتحرك وتدفع الباب كأنها تصد أحدا ) يااستاذ لو سمحت ماتزقش الباب ..
مايصحش كدة ...واهلل العظيم هاصرخ بعلو الصوت وألم عليك الجيران والعمارة
كلها ,وانت عارف ان أول واحدة هاتسمع ,هية مدام ميرفت مراتك ...واظن
موش محتاجة أعرفك هية بتغير عليك قد أيه ..وانها عصبية قد ايه ,ولو عرفت
انك بتتهجم عليه فى انصاص الليالى هاتخللى وقعتك ...أل هازعق وهاعلى صوتى
...ماهو مفروض انك تبقى راجل محترم وعندك دم وتتفضل تمشى بالذوق ..
وبعدين بقولك ايه ,أنا شايفاك وانت راشق فى شباك الحمام ,بتتجسس على سهام
وتهانى لحد مانزلوا على شغلهم ..ولما اتأكدت ان الجو خليلك طلعت جرى ..وأنا
بقولك نعم ياسيدى؟؟ ..أى خدمة ؟ ..تؤمر بحاجة؟؟ ...م األخر عشان أريح
وأستريح اذا كان ليك شوق فى حاجة تبقى غلط فى العنوان ,النمرة غلط ياباشا
...بقالك ساعة قاعد تقولى عندى كلمتين عاوز أقولهوملك ...ماتقول ياعم
وتخلصنى ..حرام عليك أنا قربت أتخنق منك ...
( صوت رنين موبايل ياسمين ,تنظر الى الشاشة وتتجاهلة ...يعاود التليفون
الرنين ..تأخذ جا نبا بعيد عن الباب و ترد بهمس ) ألو ..عليكم السالم
ورحمةاهلل ..أيوة أنا ,مين حضرتك ...أه ..أهال وسهال ...أيوة ياافندم ,أنا
جيت االستوديو من يومين عشان التست كاميرا اللى انتوا أعلنتوا عنه ..وفهمتونا
أنه هايبقى اختيار للوجوه الجديدة ...لكن لألسف ياأستاذ فضلنا قاعدين خمس
ست ساعات ,وف األخر خدتوا اللى انتوا عاوزينهم ,وسبتونا ملطوعين زى
الكالب ..نعم يافندم ..ال واهلل ماقدرش أجى لحضرتك فى شقتك ,ال يعنى أنا
متعودتش على كدة ..نعم ( بدالل مصطنع ) طيب سيبنى أفكر شوية ...طبعا
هاعدى على حضرتك فى المكتب قبل التست طبعا ..أمال ,وهية دى تيجى انى
ماجيش ..أكيد هاستنى أوردر التست الجديد على نار ......مع السالمة ..
( تغلق الموبايل ) فى ستين داهية انت كمان هوة أنا ناقصاك ( ..كأن أحدا
يلف يديه حولها ) ايه ده ايه اللى انت بتعمله ده يااستاذ شريف ...ودخلت هنا
ازاى ..لو سمحت شيل أيدك من وسطى ..سيب شعرى يااستاذ مايصحش كدة ..
ايديك بتوجعنى ...ايه دة اهلل يخرب بيتك هيه حصلت تحط ايدك على (....تصرخ
) طيب اتفضل ,اتفضل برة بالذوق أحسن لك ...انت ماتعرفنيش ....ماتتغرش
فى البنت اللى قدامك دى ...فيه وش تانى انت ماتعرفش عنه حاجة ..يا جدع
انت بتتنيل وتعمل ايه ...هوة بالعافية ..بتحبنى ازاى يعنى ...والست اللى نايمة
فى الشقة اللى تحت هية واوالدها ,عارفين انك هنا ..ياراجل ماتهزقش نفسك
أكتر من كدة ..بوسة ايه ونيلة ايه ..اتفضل برة ..اتفضل النى ماعدش عندى حل
غير انى أطلب بوليس النجدة ..اهلل يخرب بيتك وبيت اليوم اللى سكنا فيه عندك
...فى ستين مصيبة ..........
( صوت باب يغلق _ تمشى ياسمين فى اعياء تلملم مالبسها وشعرها ) همجى
متخلف ...هوة فيه كدة فى الدنيا ...الناس دى ايه ...الحاجة الوحيدة اللى
نفسى أفهمها ازاى واحد ياخد من واحدة عواطفها غصب عنها ...ازاى ...زفت
...كل حاجة بقت تخنق ...مش كفاية الغلب اللى أنا فيه
( تجلس على السرير تضع وجهها بين يديها ..تقوم تخرج علبة السجائر من
حقيبتها تشعل سيجارة ,تسحب منها نفسا ..تضحك ضحكة باهتة ) الراجل كان
هايسخسخ فى ايدى ...عرقان وبيترعش زى مايكون عنده انفلونزا الطيور ..
( فى جزع مصطنع ) يادى البلوة ألكون اتعديت (...تضحك ) ...ومافيش على
لسانة غير كلمة ,بحبك ,بعبدك ,انتى اللى ليه فى الدنيا دى ...عبد الحليم ,
وأنا شادية فى النص األوالنى من فيلم معبودة الجماهير ...ماشى ياسيدى خليك
بتحبنى ...لكن أنا مابحبكش ..دة ايه الرخامة دى ( ...تنقطع الكهرباء ويعم
الظالم _ تصرخ صرخة عاليه ) بسم اهلل الرحمن الرحيم ...هية الليلة باينة من
أولها ..هوة دة وقته النور ينقطع ...........
( تفتح الشباك _ يتسلل بعض الضوء األتى من الشارع ) اتأخرتوا ليه انتوا كمان
...تهانى قالت انها هاتعدى على سهام فى المشغل بعد ماتخلص مشوارها ..
ياترى اتأخروا ليه ..وبعدين ( ......تبحث فى درج المكتب وفى الدوالب وفى
أرجاء الشقة ) فين الزفته الشمعة اللى كانت هنا ...وبعدين ,أنا بترعب من
الضلمة ...حاسة ان فيه حاجة هاتطلعلى من تحت السرير أو من جوة الدوالب ...
ممكن حد ينط من الشباك دة ...بس ازاى ...دة احنا فى الرابع ...يطلع على
المواسير ..صح ( تغلق النافذة _ تشتد الظلمة ) أنا موش شايفة حاجة خالص
( ...تطلب رقما على الموبايل ) ألو ..أيوة ..أيوة أنا يااستاذ شريف ..أل
اسمعنى بس ...النور انقطع ,والدنيا ضلمة عندى خالص ..وأنا مرعوبة لوحدى
فى الشقة ...ممكن يعنى لو سمحت تسلفنى شمعاية لحد ما نشترى الصبح ..كالم
ايه ...ايوة الشتيمة ..أل أل انت لسة فاكر ..ألمعلش أنا أسفة ..الظاهر انى غلط
فيك جامد ,صح ؟؟ أيوة أنا كنت عصبية فعال ..اصل انت موش عارف ..أنا
يعنى ساعات بابقى مخنوقة كدهوة ومتضايقة ,من قعدتى لوحدى ...والظروف
الهباب اللى أنا عايشة فيها ..لكن المسامح كريم ..وأنا ..برضة ...زى..
أختك ...الصغيرة ( ...تضحك فى نفاق ) أنا مستنياك ( ..فى دلع ) ..
متتأخرش علية ياشيرى ....تعالى بسرعة عشان انا خايفة من الضلمة ...وانت
عارف انى مابحبش اقعد لوحدى.........
( تغلق الموبايل _ تضعة على المكتب ) قال ايه اللى رماك على المر ..دلوقتى
بقى هاييجى فارد جناحاته ونافش ريشه على األخروال اتش دبور.هايحفلط نفسة
وهاينزل شعرة على عينية زى هانى سالمة ( تضحك ضحكة بريئة ) هايعمل طيب
وغلبان ومؤدب لغاية مايدخل بالشمعة وبعدين (..جرس الباب _ تذهب ناحية
الباب ماأن تفتحة حتى يتسلل ضوء خافت ) وكمان مولعها ...ياسالم ونعم الجار
ياأستاذ شريف ..يارب كدة نولع شموع بنتك شيماء ليلة فرحها ..تخيل كدة وهية
ماشية مع عريسها والناس والنور وصوت الزفة والمزيكة ..فرحة فرحة كبيرة
موش كدة ...صغيرة أيه ياراجل ...دى كلها كام سنة وتالقى العرسان تحت
العمارة وال طابور الجمعية ...البنات بيفوروا بسرعة ...صبرك بس لما خراط
البنات يزورها ,هاتالقيها شبت وبقت عروسة تفرح القلب ...فى حياتك ياأستاذ
شريف (...تفتح الشباك وتتظاهر انها تجيب على أحد ) أيوة أيوة ( تضحك فى
ارتباك ) متهيألى بنتك ايمان الصغيرة بتنده على حضرتك ( تتسمع صوتا وهميا
تجاه الشباك ) أيوة ايوة هية ...أنا عارفة صوتها ...ياترى عاوزينك ليه ..أكيد
فيه حاجة جامدة يعنى ...انا بكرر شكرى ليك يااستاذ شريف على الشمعة الرقيقة
دى ,كتر خيرك ...مع السالمة ..تصبح على خير ..مع السالمة ...........
( صوت غلق الباب )
الحمد هلل ,الموقف السخيف ده عدى على خير ( ...صوت رنين الموبايل ...
تحيط الموبايل بكفيها وتضعه خلف ظهرها ) يارب ,يارب يكون هوة ..نفسى
أسمع صوته ...نفسى أشوفه ( تنظر لشاشة الموبايل ,تهز رأسها عالمة انه
ليس الشخص المطلوب ..ترد ) الو ..ايوة يااستاذ ازيك ,عامل ايه,أنا كويسة
الحمد هلل ...صوتى ,أل موش متغير وال حاجة ...أصل النور مقطوع عن الشقة
,تالقينى خايفة شوية ,أيوة أيوة مولعة شمعة طبعا ..مانا بعمل حسابى على
المواقف دى ,تالقى عندى الشمع ده كتير ..وحضرتك عامل ايه ...فى البروفة
األخيرة ماكانش مزاجك مظبوط ...ياسالم هوة أنا موش فاهماك ياأستاذ ..هية دى
أول مرة أشتغل معاك ,معقول موش هاعرف ايه اللى بيزعلك وايه اللى .. ..أه ,
دخلنا فى الجد ( ...بدلع ) من ناحية الحفظ يعنى نص نص ( بجدية ) واهلل واهلل ؟
أنا بخللى البت تهانى تسمعللى كل يوم ,وكمان بتظبطلى اللغة العربية ..مانت
عارف انها مدرسة شاطرة ............
هيييه النور جه يااستاذ النور جة ..وش حضرتك حلو عليه طول عمرك ....مانا
مخليانى فى الشغل أهوة يااستاذ ..ماهو كمان ياأستاذ انت عاطينى أصعب دور فى
" الملك لير " أنا كنت عاوزة أعمل دور كورديليا عشان أنا عملته فى الفرقة بتاعتنا
فى البلد ,لكن حضرتك صممت على " جونريل " (تضحك ) أل ياأستاذ العفو
موش بمزاجى ..بس أنا حبيت كورديليا ألنها صادقة مع نفسها ومع أبوها ...
( بدلع ) وبعدين هوة انت شايفنى شريرة قوى عشان الست " جونريل " دى ( ...
بضيق ) على كل حال هاكون فى البروفة فى الميعاد ياأستاذ ..مع السالمة ...
( متداركة ) على فكرة أرجوك سلملى على المدام ,وحبايبى يوسف ومريم ...مع
السالمة ...
( تذهب للمكتب تخرج بعض االوراق ونص مسرحى مكتوب عليه بخط كبير "
الملك لير " " وليم شكسبير " )
الزم يبقى عندى شوية دم واحفظ باقى المشاهد ,ألنى لو رحت بكرة البروفة من
غير حفظ هايبقى شكلى زبالة قدام األستاذ ( .تتنهد) ودة بقى بالذات ماقدرش على
زعلة ...مخرج شاطر ,طيب ومحترم وبيعاملنى زى بنته بالظبط ( ...تبتسم
ابتسامة تائهة ) ساعات بحس من نظرة عينية ..ولمسة ايديه وهو بيسلم علية
بحاجات كتير ...لكن برجع وأقول ازاى ..الزم أنا اللى فاهمة غلط ( ..تنتبه
وتتنهد ) خلينا فى الشغل........
( تفتح نسخة المسرحية وتقرأ وهى تمثل ) :موالي إن األلفاظ التفي بالتعبير
عن حبي لك انك أغلي عندي من نور العين ومن الحرية .وأعز من كل غال
ونفيس .ولست أقل من الحياه نفسها حين تجتمع فيها العزة والجمال والصحة
والشرف ........
أحبك كأغلى ماتحب البنت أباها وما يلقي أب من حب بنيه ،حبًا يجل عن الكالم
ويعجز عن وصفه اللسان .أحبك أكثر وأعز من كل هذا ( ....تغلق النسخة )
طيب المشهد ده أنا حفضاه ...نشوف حاجة تانية (...تقلب فى النسخة
) ..نشوف ايه يابيضة ...نشوف ايه ياعسل ..أيوة ,المشهد ده صعب جدا
( تقرأ ) توقف هنا إذن وال تدخل البيت إنه جبان متردد ( تتوقف ) أل استنى
( تذهب الى جوار باب الشقة تحضر المكنسةوتجعلها سيفا ..تعيد ) توقف هنا إذن
وال تدخل البيت إنه جبان متردد ال يجرؤ على المبادرة ،ويتغاضي عن اإلساءة
حتي اليضطر إلي ردع المسيء .ربما أمكننا تحقيق ما تبادلنا من وعود في الطريق
.عد يا إدموند الي زوج شقيقتي ،وأستعجل تعبئة رجاله وكن علي رأس قواته ،
علي اليوم أن أحل محل زوجي في هذا البيت .فأحمل السيف وأضع المغزل بين
يديه ،وسيكون رسولي إليك هذا الخادم األمين علي سرنا وإذا واتتك الجرأه علي
أن تضرب ضربة في سبيل مستقبلك ،قريبًا تسمع مني ما يسرك ..خذ هذا وال تقل
شيئًا ( تحدث نفسها خارج التمثيل ) ,خذ هذا والتقل شيئا ...مفروض بتديلة
منديلها أو الشال بتا عها (..تذهب الى الشماعة تحضر اى قطعة قماش ..تعيد )
وسيكون رسولي إليك هذا الخا دم األمين علي سرنا وإذا واتتك الجرأه علي أن
تضرب ضربة في سبيل مستقبلك ،قريبًا تسمع مني ما يسرك ..خذ هذا وال تقل
شيئًا ( ...تغلق النسخة )
جميل ..حلو ( تدلع نفسها ) عسل يااختى عسل ...أستاذة يابت ...امتى بقى
امتى أشوف اسمى بالخط العريض على وش المسرح ..مسرحية كذا بطولة نجمة
(تضحك) ياخرابى ...معقول ..بطلة .ده انا كنت النجوم ..ياسمين ...
أموت م الخضة ( تستكمل الحلم ) والواد عبدة السواق يودينى لحد باب المسرح
بالعربية المرسيدس ...الالال مرسيدس ايه ...البى ام دبليو ..وال أقولك
بالعربية الرولزورويس ...أوصل المسرح أالقى الجماهير واقفة قدام المسرح (
تشير بأصابعها ) كدة ...أمم أمم ..مستنية وصولى على نار ....أنا بقى أعمل
انى موش واخدة بالى ...قال يعنى ...الواد عبدة يلف بسرعة ويفتح الباب ...
ويمدلى ايدة ...أنزل انا بقى وانا موش ببص على حد ..والناس فاتحة كاميرات
الموبايالت واالوتوجرافات والريكوردرات ...وكل اللى يقدرنى عليه ربنا ,أقول
وانا قرفانة ...موش قادرة ياجماعة ..موش قادرة ...أوف الدنيا حر أرجوكم ..
نأجل التصوير لبعد العرض ...بحبكم ياجماعة ....بحبكم ........
( تضحك فى خجل ) ياباى دة انا وحشة قوى ..بس اعمل ايه ( ..تتصنع التمثيل
( تضحك ) موش فاضية ..موش فاضية ..مستعجلة ..مستعجلة قوى ...
بشدة تتذكر شيئا ..تجرى الى السرير تكشف جزء من الغطاء وتحدث احدا النراة )
روح قلبى ...بيبى ,أنا أسفة اللى سبتك نايم كل دة ..لكن أعمل ايه بقى ..اهلل
يجازى االستاذ شريف والتليفونات والموبايالت ..معلش ياحبيبى ..طيب أخد
بوسة بالنوم كدة ( ..تقبله ) اهلل ده ايه ده ..سكر يااخواتى سكر ...أل حاسب
لتاخد برد ...واحدة واحدة أيوة كدة على مهلك خالص.....
( تكشف الغطاء فنرى دمية لدبدوب كبير جدا يرتدى بيجاما ..تحملة وتضعة على
كرسى )
اتفضل ياموالى ...لحظة واحدة اعملك الشاى بالحليب بتاعك ( تعد الشاى على
غالية كهربائية ) سكر خفيف موش كدة يابقلظ ..أل أل انت زدت قوى ومليت
وبقيت تختخ ..أل الزم أخف لك السكريات والنشويات ...يعنى من النهاردة
مافيش مكرونة والرز ( بصوت عالى ) انت سامع ( ...تذهب اليه مسرعة ,
تركع على ركبتيها أمام الكرسى وتحتضنه ) أل أل ياحبيبى ( تقلد األطفال ) انتى
سعلتى ..حقك علية بقى ..انا خلطانة ,وموش عت أعمل كتة تانى ..ماهو أنا
يابقلس ياحبيبى خايفة على سحتك ..موس انت حبيبى وروح قلبى وموس ليه
حت فى التنيا اال انت ...خالس بقى موس تحيط لحسن واهلل الحسيم احيط كنبك
ونقلبها حياط ...
( تضحك ) وبعدين تعالى بقى انا زعالنة منك بجد يابقلظ ..ازاى تسيبنى للراجل
اللى اسمة شريف دة يبهدلنى وكان عاوز يتهجم علية كمان ..يرضيك كدة يابقلظ
حبيبتك يحصلها كل دة ...موش انت راجلى ,يبقى الزم تحمينى وتدافع عنى ..
( تحملة وتمشى به فى توهة ) تعرف يابقلظ انا عاوزة اقولك على حاجة ,بس
مكسوفة منك قوى ..أل يااخويا أحنا اى نعم عايشين فى بيت واحد بس يعنى انا
ماخدتش عليك للدرجة دى ..اصل الكالم اللى هاقولة محرج وابيح شوية ..أل أنا
مكسوفة خالص ...طيب خالص هاقولك ماتزعلش ..تعرف ,ساعة مااال ستاذ
شريف صاحب البيت ماكان بيحاول يحضنى ويبوسنى ,غصب عنى يعنى ...فى
لحظة كدة كنت هاضعف ...حسيت انى هادوب بين ايدية ..وخالص ..ثوانى
وهاسلم ..نفسى فى صدرى كان طالع نازل ...وقلبى بقى يدق يدق يدق ...
ولقيت جنبى ورجلى الشمال بدأوا يوجعونى ...وانا لما يحصلى كدة ابقى ...ابقى
موش طبيعية ومحتاجة يعنى...محتاجة ( ...تتدارك نفسها ) قصدى يعنى شوية
حنان وعطف وحد ياخدنى فى حضنه ويطبطب علية ,ويملس على شعرى ,احط
راسى على كتفة واعيط واملى الدنيا دموع ..
( تمسح دموعها وتضع " بقلظ " على الكرسى وتبتعد عنه ) لوال انى قعدت
افتكر الطريقة اللى انت علمتهالى ..انى لما ابقى متنيلة بنيلة كدة ,افكر فى حاجة
تانية بسرعة البرق ..أعمل عملية حسابية ..افتكر حادثة معينة ..بغير المود
يعنى ..أمال اعمل اية ,واحدة فى ظروفى هاتعمل ايه غير كدة ,صحيح باخد
وقت لحد ماطلع من الحالة دى ...لكن ماعنديش بديل ..افضح نفسى مع واحد
غريب وندل زى دة..أتصرف ازاى يعنى ....
الحلول التانية بتاعة المراهقين انا مابحبهاش ..باحس انى باسرق المتعة من
نفسى .باعمل حاجة انا موش راضية عنها ...باحس انى بتهان عشان احساس
مزيف ,مالوش قيمة ..ومالوش معنى ( ..ترتمى على السرير وتبكى ..تقوم
تضع شريط فى الريكوردر ..تدوس على التشغيل ,يأتى صوت ام كلثوم فى أغنية
" أنا فى انتظارك "
( من خالل دموعها على خلفية االغنية ) وهية دى كانت مشكلتى األساسية ...
انى فى يوم من االيام ,استسلمت وحطيت ايدى على خدى ,وماحاولتش اعمل
حاجة ...عديت غيابه عنى باليوم والثانية واللحظة ...وماجاش ...راح ...روح
..رجع بلدة البعيدة البعيدة ..راح لمراته وبيته وعيالة ,وشغلة ومشاريعة
وماليينة ...سيناريو مكرر ممل معاد زى كل األفالم العربى العبيطة و المحروقة
......
راجل ينزل القاهرة معاه صرتين تالته مليانة دنانير ورياالت ,بيدور على جارية
...جارية ترجع الشباب الضايع وترمم الورق المتقطع والدايب فى كتاب حياته ,
وترضى الطيش والجنون ,وتستجيب لألحالم الشاذة وتحقق األمانى المستحيلة ,
فى الطاسة المتعمرة بكل أنواع وأصناف المخدرات والكيوف العالية ..........
والسماسرة والمقاولين والنخاسين والمع؟؟ ......على قفا من يشيل ...واللى
يدفع أكتر ياخد أجمل ,وأصغر ...ومابين البايع والشارى يتقال كالم ينجس بحر
النيل ( تتنهد بمرارة ) وضربنا الورق عند واحد من تجار القانون...كان المحامى
بتاعنا لالسف ,وصاحب المرحوم ابويا ( بتهكم ) الرووح بالرووح ....كان
هوة الخاطبة والمعددة والبالنة ..كان دايما يقولى :العاقل اللى يشترى مصلحته
...وانتى ست البنات ,جمال وجسم وعقل وحالوة ...انتى جارتى وبنت صاحبى
وعارفك من زمان ...تحبى العيشة الحلوة واللقمة المتسبكة والنومة الملوكى ,
وتموتى فى العز والفخفخة ...عارفة ياياسمين انتى بنت أصول حقيقى ...أجدادك
كانوا أتراك ...باشوات ,وكان ليكم سراية بالخدم والحشم وعزبة يجرى القطر
جنبها ساعة ,مايجيبش أخرها ...بس أهوة ..دوام الحال من المحال ..اجدادك
كانوا مسرفين وضيعوا فلوسهم على القمار والخمرة والنسوان .......المهم
,الراجل شارى ,هايموت عليكى ...من يوم ماشافك عندى فى المكتب وهوة
مالوش سيرة غير المزة الملفوفة اللى تطير النافوخ ..وانا اقولة اصبر ,يقولى :
واللة ماعاد فى راسى عجل من حين ماشفتها ..هاموت ياخوى هاموت ..ابوس
على راسك اعجدلى عليها فى الحالل ..يعنى الراجل داخل من الباب ...ال داخلين
على سكة غلط وال لمؤاخذة هانيمك معاه فى الحرام ...دة جواز على سنة اهلل
ورسولة ......
( تذهب لبقلظ) ورجع الراجل بلدة ..وماتعرفش يابقلظ جاب موبايلى منين,
ماكانش بينيمنى ليل و النهار ...كل نص ساعة مكالمة ..وانتى وانتى ...لحد
ماخالنى صدقت نفسى ....
وفى يوم موش قادرة انساة لقيت المحامى اياه بيقولى :ماتيجى معايا المطار
نستقبل صاحبنا ...هوة انا ماقولتلكيش انه جاى النهاردة ,ياستى مصمم انك
تكونى فى استقبالة ...اصلة لمؤاخذة يعنى جايب لك شوية هدايا ..ايوة هدايا
حريمى من اياها .اشى احمر واشى اسود واشى بنك ( ضحكة سمجة مقلدة
الشخصية ) ..وخايف يخلينى اوصلهالك ,ابص عليها والحاجة ,ودى حاجات
من بتاعة دلع العرايس ومايصحش اشوفها ..وهوة عارف انى راجل دنى وطفس
واعملها ...تعرفى يابت ياياسمين انتى هاتجننى فى االسود...هايلعلط عليكى لعلطة
( يضحك ) تعالى ياست العرايس خدى حاجتك ,هدومك وبرفاناتك وفلوسك ..
وسلمى علية وامشى ...انتى خسرانة حاجة...
( تنهيدة عميقة ) وجرنى ع المطار زى البهيمة وانا موش فاهمة حاجة ..ومن
اول ثانية حسيت بحاجة غلط بتتطبخ من ورايا ..نظرات غريبة بين المحامى وبين
عريس الغفلة اللى لقيته بيعاملنى معاملة غريبة ,غيرالكالم الحلو اللى اتعودت
عليه فى التليفون خالص ...اول ماشافنى فى عربية المحامى لقيتة بيزعقلى جامد
( تقلدة ) انتى ايش اللى البساه هاده ..ماكان يصح تيجى المطار بهادى المالبس
الخليعة ...وبص للمحامى وقالة :ايش جرى يامتر ,انت ماجلتلها ..وفتح شنطة
من الشنط الكتيرة اللى جايبها معاه وطلع عباية وطرحة سودا ورماهملى ( تقلدة )
لو بتسمحى ياحرمة ارتدى هادول ..احنا بنروح مكاتب وبنوك وشركات ,
ومايصح حدا يطلع على لحمك هادة ..وكمان خدى النضارة السودا دى ضعيها
على عينيكى ..اهلل يرضى عليكى مايجوزتمشى معى بالبنطلون اللى مفسر جسمك
هادا ...الناس تجول علية ايه ...استرى نفسك ياشيخة ...
(لنفسها ) شركات ايه وبنوك ايه ...هية ايه الحكاية بالظبط ...ولبست السواد
من ضوافر رجلية لشعر راسى ...وطلعنا مكتب المحامى ولقيتهم بيشخطوا فية
وبيعاملونى زى طفلة صغيرة ..ورق بيتكتب على كمبيوتر وبيطبع وهاتى بطاقتك
وعاوزة مهر كام ...قلتلهم مهر ايه وبطاقة ايه ..وكل شوية يبص للمحامى
ويقولة :شو هادة يامتر انت ماجلتلها ...انا ماعندى وجت اضيعة اهلل يرضى
عليك ...ويضحك المحامى ضحكتة الصفرا المذلولة ومايردش ........
وماتسألنيش يابقلظ مضيت على الورق ازاى ...وال بصيت همة كاتبين فلوس ايه
وال اعرف اى حاجة عن اى حاجة ...طيبب ياجماعة حد من اهلى يحضر ...يرد
المحامى :اهلل يرحمة ابوكى كان حبيبى الرووح بالرووح ..طيب ياجماعة مافيش
شهود ..والرد جاهز ..هانبقى نمضيهم الصبح ,احنا بقينا نص الليل والراجل
مستعجل ..مسكت فى ايد المحامى ..طيب روحنى اعمل معروف علشان اتأخرت
..يضحك ويقولى :برضة مايصحش ,الزم نوصل صاحبنا لألوتيل الفخم اللى
نازل فيه على النيل ..دة الليلة فيه بالف جنيه ....ياهلل ياعروسة ياهلل ....
وطلعنا االوتيل الرهيب ..حاجة وال شفتها حتى فى االفالم ...واستأذنت اغسل
وشى واخش الحمام ..خرجت مالقيتش المحامى ..ولقيت العريس فى وضع
غريب وهدوم غريبة (..تضحك ) هدوم ,هوة كان فية هدوم أصال ...قدامة اكل
كتير وازايز خمرة من كل صنف ونوع ..سجاير ملفوفة ..ودخان ازرق بيلف
المكان كلة ..واتفزعت وعيط زى العيال ...روحنى ابوس رجلك ...ماينفعش
ابات معاك ..اهلى مايعرفوش انا فين .ومحايالت وزعيق وعياط ,وحاولت اهرب
من جناح العرايس ,زى ماعرفت بعد كدة من عمال االوتيل...وكان كل همة انه
يحتوينى ويهدينى......
ومن سيجارة محشية لكاس فى كاس ,ضاعت دماغى ..وبقيت اتفرج على
حاجات زى مايكون بتحصل لواحدة تانية ... ..أغرب ليلة مرت علية فى حياتى
...احساس موش مفهوم بين االلم والضيق فى اولها ..لعالم سحرى غريب
وابواب مقفولة بتتفتح فى روحى وعقلى وفى حياتى كلها ...حسيت بأن جسمى
كلة كان فى سجن وانه خرج للحرية اللى مالهاش حدود ..وحسيت بتخدير غريب
بيسطر عليه وبيجبرنى على االستسالم لحياتى الجديدة ,الناعمة اللذيذة ...حبيت
طعم الشمبانيا ,تهت مع دخان الحشيش ..واتعودت انى احس بطعم الراجل وهوة
بيحتوينى ..بيسطر علية ..بياخدنى جواة ..الول مرة احس يعنى اية الراجل
والست يبقوا كيان واحد ,حسيت فعال انه الدم اللى ماشى جوة عروقى ....ادمنته
..و بقت الخمرة وسجاير الحشيش زى االكل والشرب ,واصنافه اللى عمرى
مادقتها ..وعشت ...عشت بكل احساسى وروحى وعقلى وكل جزء فى جسمى
,واديته كل اللى كنت مخبياه جوايه ...اتفجر بير الرغبة والمتعة جوايا ...واديت
..اديت يابقلظ بدون حساب .........
( تتغير االضاءة الى الوان متتالية من االحمر واالزرق واالصفر ويغمر الدخان
المكان –تدخل ياسمين وراء البرفان تخلع الروب لتبدو بقميص نوم مكشوف _ فى
الخلفية موسيقى راقصة _ زينة _ تحضر ياسمين شاال رقيقا لتلفه حول وسطها
وتبدأ فى رقصة حسية تبدأها مع الدمية التى تضعها على السرير وتكمل الرقص _
فى نهاية الرقصة تضحك ضحكا هستيريا وهى تمسك بكأس من الخمر ) ايه
ياحبيبى عجبتك ..رقصى يجنن ..صح ..شفت الحتة الل قلدت فيها دينا ( ..برقة
شديدة ) ياللة بقى خدنى جنبك ,انا هلكت من الرقص وعاوزة ارتاح فى حضنك ..
طيب حاضر هاقلع بس اطفى النور علشان بتكسف ..
( تنخفض االضاءة ..تصعد ياسمين الى السرير بجوار بقلظ ) ياباى عليك بقى
..انت ملهوف عليه كده ليه .....طيب طيب هوة انا قلت حاجة ياروح قلبى ..
( ترتفع اصوات موسيقى ناعمة ,مع تخفيض شديد لالضاءة الحمراء _ تنقطع
الموسيقى فجأة ويغمر الضوء االصفر المكان ) ايه دة ..أل ياحبيبى احنا ماتفقناش
على كدة ( تقوم من السرير مفزوعة _ ترتدى الروب ) الحكاية موش حرام وحالل
كمان ..دى اهانة بالنسبة لى ..انا موش " برستتيوت " جايبها من الشارع ..انا
مراتك ..وانت عودتنى انك بتحافظ على الحدود ...انت اللى بتزعق ياحبيبى
موش انا ...انا بحاول افهمك ان طلبك دة مستحيل ...مافيش حد بيطلب من
مراته اللى بيحبها كدة ...مين اللى قال ايه ..موش مراتك يعنى ايه ...انت
بتهزر بقى ...والورق اللى احنا مضينا عليه ....
( تذهب الى الدوالب مسرعة لتحضر ورقة ) موش دى امضتك ..ودى امضتى
..اقرى ايه ..انه فى يوم كذا الموافق كذا اتفق الطرفان االول والثانى على عقد
قرانهما مقابل مبلغ وقدرة كذا وهذا اتفاق رسمى بينهما ..القاهرة بتاريخ ...
الشهود ؟؟؟ ...انتوا قلتولى هاتمضوهم بعدين ...وخدت صورة من العقد فعال من
غير ماخد بالى من الموضوع دة ..مايبقاش قانونى يعنى ايه ..يعنى انا عايشة
معاك فى الحرام ...يعنى كل دة كان زيف ,وهم ..خدت منى كل حاجة بشوية
فلوس على الورق أنا اصال ماشفتهومش ...يعنى حتى ماساويتش نسوان
الشوارع .ويبقى اسمة ايه اللى انت عملته معايا دة ..حرام عليك ...حرام ,دا
انت عندك بنات فى سنى ( ...تبكى)
منها هلل أمى اللى سابتنا وسابت هانى وهوة بالحالة دى وراحت تدور على مزاجها
ونزواتها مع الكام راجل اللى اتجوزتهم ..ذنبنا فى رقبتها ...انسان رقيق زى دة
محتاج الم ترعاة ..ياسالم يابقلظ لو تشوفة ,ماتصدقش ان دة انسان ..تحس
انه مالك برىء ...وشه ابيض وصافى ورقيق ..عينيه فيها صفاء غريب ,
واستسالم أغرب ...وابتسامة هادية طيبة مابتفارقوش ..هانى هوة مشكلة حياتى
الكبيرة ...نفسى أطمن عليه ..نفسى أجيب فلوس كتيرة وأعيشة أحلى عيشة ..
أعوضة عن أبوة وأمة والعذاب اللى شافة فى بيوت قراييبنا ...عمرى ماحسيت
انه أخويا وبس ...كنت دايما بحس أنه ابنى ...انه حتة منى ( ...تبكى )
لكنى مشلولة ..موش عارفة أعمل حاجة ...يادوب اللى بيجى على قد
المواصالت واالكل والستر ...وياما ليالى نمت وانا ماعنديش رغيف اتعشى بيه
....كنت كل شوية أقوم أشرب ميه عشان أحس بالشبع لحد الفجر ,ياخدنى النوم
ويسلمنى لصباح جديد من الشقا والجوع والعذاب والمهانة ( ...تذهب الى بقلظ
تحمله فى عنف ,تصرخ بجنون ) انت هاتفضل تبصلى كدة وانا باكلم نفسى زى
المجنونة ...مابتكلمنيش ليه ...ليه مصمم انى اقعد ارغى مع نفسى ...أسألنى ,
قولى أى حاجة ...اضحك ..عيط ...اتجنن ...اخبط دماغك فى الحيطة ..بالش
االبتسامة الهبلة اللى على وشك دى ...لو انت مكانى كنت عملت ايه ..كنت
هاتعيش فى بلد صغيرة مخنوقة ,وعيلة متفككة كل واحد فيهم فى طريق ..واذا
اتقابلوا مايبطلوش خناق وزعيق لبعض ...مات أبويا ,واتجوزت أمى للمرة
التالته أو الرابعة موش فاكرة ...واتكومت انا واخواتى فى بيت جدتى ...جدتى
الطيبة اللى كانت مخليانى مستحملة الغلب والبؤس والعذاب اللى وروهولى
خيالنى وخاالتى ...خاالتى ؟؟؟ أه ...وكله كوم وخالتى مفيدة كوم تانى ...كانت
زى مايكون بتطلع غلها فيه ..ضرب وتعذيب واهانة ...وكل شوية تقولى ...
اكفى القدرة على فمها ..انتى هاتطلعى لمين يعنى ..امك اللى مشرفانا ورافعة
راسنا فى البلد ...اهلل يمسيها بالخير ,سابتك تقرفينا وراحت تدور على مزاجها
من حضن راجل لراجل تانى ...خشى اتهببى ذاكرى عشات تاخدى ورقة تنفعك لما
تغورى من خلقتنا وتفارقينا انتى واخواتك ...
= طيب ياخالتى انا عاوزة فلوس اجيب مذكرات ومراجع الكلية ..
= منين ,من الورث اللى سابهولكم أبوكم اهلل يرحمة ..وال من معاش جدك اللى
يادوب بيكفى البيت ...اوعى تكونى يابت بتبصى لمرتبى وتقولى بقى دنا ياما هنا
ياما هناك ...الكام ملطوش دول يادوب بيكفونى لبس ومواصالت وماكياج ,
والمساعدة اللى باديها لجدتك علشان تالقى تطفحكم طفح الدم على صدوركم انتى
واخواتك ( ...يرن جرس موبايل ) التليفون ده منين ..ورينى االسم على
الشاشة قبل ماتردى ...
= ياخالتى دى زميلتى مروة ,أكيد هاتسألنى على محاضرة النهاردة ألنها ماجتش
الكلية ...
= الكالم دة تقوليه لواحدة هبلة وال بريالة ...جرى ايه يابت ...افتحى االسبيكر
وسمعينى المكالمة ...
= مالوش الزمة ياخالتى ...بكرة فى الكلية ابقى افهمها المحاضرة ..
= يعنى ايه ..انتى بتاخدينى على قد عقلى وخالص ...وبعدين تعالى هنا ,ايه
هدومك دى ..انتى البسة ايه تحت قميص النوم نافش جسمك كدة ...ايه اللى
حصلك يابت ...اوعى تكونى بتتنيلى على عينك مع واد صايع من عيال الكليه ...
ورحمة أبويا أدمرك ..اقتلك باديه دول قبل ماتفضحينا زى امك ...
= ياخالتى مايصحش الكالم دة ..دة جسمى ,عادى يعنى ..كل الحكاية واحدة
زميلتى قالتلى انتى يعنى ( ..تشير الى صدرها ) ماعدش ينفع تسيبيه كده ..
وحتى اشترتهالى من مصروفها ,النها عارفة انى مامعييش فلوس ,ياخالتى انا
باصلى ,وانتى عارفة انى فى حالى ..واهلل العظيم انا من الكلية للبيت على طول
وال بروح الهنا وال هنا ( تبكى )...
= ( بقسوة ) حاسبى يابت ..ماتيجى تخشى فى عبى ..كلتينى يابت بالسهوكة
بتاعتك دى ..أل ...انا الفار بيلعب فى عبى ..انتى متغيرة ...انا بكرة هاوديكى
لدكتور يكشف عليكى ..تالته باهلل العظيم لو طلع فيكى حاجة ألقطعك حتت وارميكى
لكالب السكك بايدية دول !!!!!.......
وعشان كدة يابقلظ لما اكتشفت انى انضحك عليه فى الجوازة المهببة دى ,أو قول
انضربت على قفايا ..اللى زود همى انى مافيش ورايا عيلة تدافع عنى ,ترجع لى
حقوقى ...وانا طبعا كنت عبيطة ..قال ايه عشت مع جوزى حياة مثالية ..كان
كل همى انى اخلص له واسعدة ..عمرى ماطلبت منه حاجة وال عملت زى البنات
المقرمين وطلبت انه يكتبلى شقة وال عربيه والر صيد فى البنك ....حتى حقوقى
اللى مكتوبه فى الورقة المضروبه ماخدتهاش ...نزل من المبلغ كل مليم صرفه
عليه ,حتى الهدايا حسبها ...موش بقولك عبيطة ...
..اضحك يابقلظ ,خالتى اللى حكيت لك عنها دى رغم بشاعتها اال انها كانت
جميلة جدا ...اتقدم لها اكتر من عشرين عريس ...وكان الرفض دايما ..
( ( تقلدها ) وظيفته موش مناسبه ...طمعان فى فلوسى ...مناخيرة معووجة
تضحك ) اال بالحق يابقلظ انا ممكن ارفض عريس علشان مناخيرة معووجة (...
تتنهد ) ياحسرة ...حاسبى يابت ,طابور العرسان من هنا الخر الشارع ...العيال
باينهم اتعموا ...بقى بالذمة يابقلظ فيه واحدة بجمالى تتساب كدة ( ...تنظر فى
المرأة ) يا حالوتك يابت ياياسمين ..المقاسات زى ماجت فى الكتاب ...وبرضة
موش عاجبه ,اعمل ايه (..تشير الى تضاريس جسدها وهى تنظر للخلف ) غلبت
أرفع الفاعل وأكبر المفعول ,وبرضة محدش واخد بالة منى ( ...صوت جرس
المو بايل )
ياترى مين ؟؟؟؟ يارب يكون هوة ...اقبل دعوتى مرة يارب (...تنظر للشاشة )
جت الحزينة تفرح ( ..ترد ) ايوة ياتهانى ...انتوا اتأخرتوا ليه ...وفين سهام
...ايه التأخير دة كلة ...يابنتى قلبى واكلنى عليكم ...موش انا اختكم الكبيرة
..عشا ..هاتى اى حاجة ( ..بعنطزة ) عدى على الميريديان هاتيلنا خروف
مشوى ...وخمس ست اجواز فراخ ..ودستتين حمام ..وكام كيلو كباب وكفته
...وماتنسيش الفاكهة والحلويات ..أه ,وكام كرتونة كانز بس يكون دايت عشان
الريجيم (..تضحك ) هاتجيبى ايه ياتهانى ..المقرر بتاع كل يوم ...الجبنة
القديمة والطعمية والزبادى ...وابقى هاتى عيش احسن اللى هنا عفن ..
وماتتأخروش يابت ..خللوا بالكم من نفسكم ..الاله اال اهلل ...ياهلل باى .....
( تنظر للموبايل ) ايه اللى حصل لك انت كمان ..نمرته مابتجمعش عندك
لية ,ياموكوس زى صاحبتك (...تتوة فى حزن رقيق ) وهية دى أول ليلة استنى
..ياما ليالى قضيتها ابص للتليفون ,خايفه ليتصل وماسمعش صوت الجرس
..ولما احس ان النوم هايغلبنى أعملة فايبريشن وأحطه جنب قلبى ,عشان يبقى
اول حد يحس بيه ..وبرضة مابيحصلش ..مايتصلش ,اتحول االمل لسراب ..
( تبكى ) ابراهيم ..نفسى أشوفك ولو دقيقة ..نفسى أسمع صوتك ولو ثوانى ...
طيب انا راضيه تقول الو بس وتقفل ...نفسى اخدك فى حضنى المتشوق لك من
سنين .....قلبى مشتاق لحنانك وعطفك ورقتك ...كل حته فية مشتاقالك ..خدنى
ياابراهيم ,ضمنى ..اعصرنى لحد مادوب جواك ,وابقى دم جوة عروقك ,
وعرق على جبينك .....
( تتكوم على االرض فى وضع يوحى بمعنى حسى مع شخص اخر ,تتالحق
انفاسها بشكل متصاعد ) خدنى ياابراهيم خدنى جواك ...مشتاقالك ...مشتاقالك
..
( تصل الى لحظة انفعال ثم تستسلم لهدوء غريب _ مع موسيقى موحية تقوم
ياسمين فى رشاقة وتبد أ فى الخروج من حالتها االخيرة الى رقصة أشبه بالبالية
وهى تتحول الى مايشبه الفراشة الهائمة التى تدور حول نفسها فى حركة تعبيرية ,
تزداد حركتها واالبتسامة تمأل وجهها وهى تتنقل من مكان الى مكان ,يبدأ صوت
الموسيقى فى التالشى لينتهى الرقص ,تذهب ياسمين لتفتح الشباك ..نستمع
الصوات الشارع .تستنشق الهواء ..تشعر بالبرد ..تغلق الشباك ,تعود لبقلظ )
انت نمت يابقلظ ..اوعى تنام قبل ماتتعشى وتشرب اللبن ...البنات زمانهم جايين
وهايجيبوا الطعمية والجبنة القديمة اللى انت بتحبها ..انت زعالن منى وال ايه ..
شكلك زعالن ..اه واهلل زعالن ..انا بعرفك من وشك ...أه غيران عشان جبت
سيرة ابراهيم ..ياسيدى انا فين وهوة فين ..الوقتى هوة نجم كبير ...صوت من
االصوات اللى واكلة السوق ..ماعدش يعرفنا بقى ياسى بقلظ ..هوة كان محتاج
لى وهوة فى أول الطريق ...كان غلبان زى حاالتى ...وحبينا بعض وحلمنا مع
بعض ..وحاولنا نكبر ...انا رجلى اتزحلقت وفضلت فى مكانى ..وهوة ماشاء
اهلل .ربنا يوعدنا ....بس تعرف يابقلظ ..يمكن انا عرفت كتير وقابلت كتير فى
حياتى ,لكن موش زيه ...معاه بحس انى مع راجل بجد ,شهم وجدع وعلى رأى
والد البلد صاحب صاحبه ..كنت بحس انه بيخاف عليه بجد ,لقيت نفسى بحبه
بجنون ,ويمكن دى كانت غلطتى ,حب الجنون يولد غيرة اكتر جنون ..كنت
عاوزاه ليه لوحدى ,زى مانا عاوزة ,موش زى ماهو بيخطط لحياته ..ونسيت
ان اللى بيحب حد بياخده زى ماهوة ..وكان الزم نوصل لمفترق الطرق ,اختلف
الهدف واختلف الطموح ..وكان الزم يختلف الطريق ,لكن رغم كل دة ,لسة هوة
األمل اللى جوايا ...الحلم اللى بستناة يتحقق ,هيييه انسى ,
( تضع بقلظ على المقعد وتجلس أمامه على االرض وهى تلف يديها حول ساقيها
) ,المهم ماكملتلكش ياسى بقلظ حكايتى مع خالتى مفيدة ..الحاجه الوحيدة اللى
كانت مصبرانى ع الغلب ده انى اشتركت فى فريق التمثيل فى الكليه ..جالنا مخرج
كبير كان بيشتغل فى قصر الثقافة بتاع بلدنا ..الصراحة ياواد يابقلظ أول ماشفته
ارتحت له ,وهوة كان بيعاملنى زى أخته ,ماهو ماكانش كبير قوى يعنى ,كنت
اشتكى له من خالتى واحكي له كل أسرار حياتى ..وكان يقولى دايما :اصبرى
ياياسمين بكرة تتخرجى وتشتغلى وماتحتاجيش لحد ...قول خدنى معاه قصر
الثقافة واشتغلت فى المسرحية الكبيرة اللى بيعملها هناك ,
( تستعد لتؤدى جزء من دور نعيمة فى مسرحية منين أجيب ناس )
= أيوة واحد م الغفر ,ويا دوب من عمر أبويا ..المهم العمدة قوم جواسيسة ...
جم ورايا وجابوا أبويا وجرجروة ..قالوا للمرحوم كالم مدهون بزبدة ..وانا
عارفة انه سم ..سم متدارى فى العسل ..يومها شفت اللى حصل ..زى مايكون
أنكشف عنى الحجاب ...قلت للمرحوم ياروحى ..لو خدونى الكفر مش هاتشوفنى
تانى ..يعنى يمكن يقتلونى ..وال يمكن يقتلوك ..دول ديابة ياحسن مالهمش كلمة
...وال ذمة ,وال عهد ...جتتك فى المية تشهد ...ياما حلفوا ايمانات ,لو على
المية هتجمد ,انهم جايين عشان الستر بس ...يعنى واسطة فى العدل ...ونعيمة
من نصيبك ...تبقى ترجع بيت أبوها ,وانت تيجى تاخدها منه بكرامتها ,
وبشرفها واعتبارها ....بس قدام البلد ...واتفقنا ؟؟؟ ..اتفقنا !! وخدونى ع البلد
...بعد جمعة جه ورايا ...قابله أبويا بالتحية والسماحة والكرم ...وانت شرفت
البلد ..ياالف مرحب ..والنهاردة فى دارنا عيد ...واعملى الشربات يابت ...وانا
ايدى على قلبى ...كنت حاسة بالخوانة !! ..حبتين طبوا الغفر ...جرجروة زى
البهيمة ,من رقبته ع الزريبة ,ودبحوة ......؟؟؟ دبحوه ...دبحوة !!!!!!!
( جرس موبايل تنظر على الرقم ,عالمة تساؤل على وجهها ترد بتحفظ وفتور
) الو ..ايوة يا استاذ سامح ازيك ..عامل ايه ..انا كويسة الحمد هلل ,ال أبدا
بذاكر فى الدور عشان بروفة بكرة ,طبعا فيه بروفة بكرة وانت عارف ,واالستاذ
منبه عليك قدامى انك ماتتأخرش زى عوايدك ( تضحك ضحكة عالية ..ثم يتجهم
وجهها ) أنا أسفة يااستاذ سامح ,انا ماعرفش انك هاتزعل ,انا بضحك عادى
يعنى ,بتكلم بطبيعتى وما قصدش حاجة ..بتقول ايه حضرتك ..ايه هوة اللى أنا
مش حاسة بيه ,موش فاهمة قصدك ايه ,انت زميلى فى المسرح وعالقتنا عمرها
ماخرجت عن كدة ..فعال فيه فترة احنا قربنا من بعض وانت طلبتنى للجواز ,لكن
انا اعتذرت لك وفى وقتها ,وقلت لك بصراحة ان ف حياتى واحد تانى وان أنا
مخلصة له ,ومسألة الجواز مجرد وقت بالنسبة لنا ..أستاذ سامح انا ماوعدتكش
بحاجة ..,ايوة حصل فعال بس ده النى ماكنتش عاوزة اجرحك .....الحقيقة أنا
موش عارفة أقولك ايه ..أنا اسفة لو كنت فهمتنى غلط ,وأكيد انك هاتالقى أحسن
( ينقلب وجهها الى غضب منى مليون مرة ...كل شىء نصيب ياسامح ..
وتحفز ) أرجوك لو سمحت اتكلم كويس ,انا لحد دلوقتى بتكلم بهدوء وبالعقل ,
ماتضطرنيش أقول كالم فارغ مالوش الزمة ( ..يعلو صوتها ) انت ياابنى عبيط
وال حاجة ..انت متخلف وهمجى و اعمل اللى انت عاوز تعملة ..هاتعملى ايه
يعنى ..هوة الحب بالعافيه (...تنفعل جدا ) هدايا أيه ياابو هدايا ..واحد جاب هدية
لزميلته فى عيد ميالدها ,يبقى خالص دفع المهر ,فيه ايه ياابنى ماتفوق .اتفضل
اعمل اللى تقدر عليه ,وهديتك بكرة هاتكون عندك ,وعن اذنك بقى عشان أنا
محتاجة أنام ,تصبح على خير......
( تغلق التليفون تمشى فى انحاء الغرفة فى صمت وعصبية) كانت ناقصاك ياسى
سامح انت كمان ..انا موش عارفة أنا اللى غلط وال الناس موش قادرين يفهمونى
..أنا عايشة ببساطة ,بدون تكليف ...بعمل اللى بحس بيه وبقول اللى بالقيه
على لسانى ..مبعرفش ازوق الكالم وال أقول حاجة مش مصدقاها ,ورغم كدة
حاسة ان فيه مسا حة عدم فهم بينى وبين أغلب اللى أعرفهم ( تتوجه الى بقلظ
وهى تبتسم ) بس تعرف يابقلظ الواد صعب عليه ,دا كان ثوانى ويعيط فعال ..
هوةالحب صعب قوى كدة ؟؟.........
( جرس الموبايل تنظر الى الشاشة فى ذهول ) ..موش ممكن ,اخيرا ..بعد
شهر ياابراهيم ( ترد فى فرح وذهول وسرعة شديدة دون ان تعطى فرصة لمن
يحدثها للرد ) الو ..ايوة ياحبيبى ازيك ,واحشنى موت ,ايه الغيبة دى كلها ,انا
بقالى اسابيع وايام طويلة وانا بتصل بيك ,تليفونك مقفول على طول ليه ,انت كنت
مسافر ياابراهيم ,مش كدة ,معقول تكون فى البلد وماتكلمنيش ,ماصدقش ابدا ,
اخبارك ايه ياابراهيم ,عايش ازاى من غيرى ياروح قلبى ,بتاكل كويس وال أل ,
اوعى تكون مابتتغطاش بالليل من البرد ,بتاخد العالج بتاعك وال بتحتاج حد
يفكرك ,وماما الحاجة ازيها ,عاملة ايه ,كانت معايا فى الحلم من كام يوم وكنا
بندعيلك ,جبت البدل الجديدة من عند الترزى وال نسيت ,كان فيه قماش هايتفصل
قمصان كان فى ضلفة الدوالب الوسطانية وديته وال أل ,اوعى تكون .....
( متداركة نفسها ) معلش ياابراهيم انا مابديكش فرصة ترد علية ,اعمل ايه ...
االسئلة دى كلها كانت جوايا وكنت متشوقة تجاوبنى عليها ,ايوة ياابراهيم ...انا
سامعاك ,اسفة ياحبيبى ,معدتش هاقاطعك تانى ( ..يبدو على وجهها عالمة
ذهول كبيرة ) بتقول ايه ياابراهيم ؟؟ ارجوك عيد اللى قلته عشان أتأكد انى
مابحلمش ...امتى الكالم دة حصل ...يعنى من يوم ما قفلت تليفونك ( ..تصرخ
) مين هية ..أرجوك ياابراهيم تقولى مين اللى خدت مكانى فى حياتك ..وجواز
كمان ,فرصة ايه وزفت ايه ...وكنت بتسمى كل دة ايه ,كنت بتقضى ايام حلوة
وليالى نار زى ماكنت بتسميها ...كنت بتلعب بعواطفى ..كنت بتضحك عليه...
خليت ايه عندى ماخدتوش منى ( ...تختنق بالبكاء ) أرجوك ,موش محتاجة
اسمع منك حاجة تانى ..كفاية كدة ..أرجوك اقفل التليفون ...انا محتاجة أكون
لوحدى ...أرجوك .........
( تبكى ثم فجأة تتمالك نفسها وتنتفض واقفة فى ثبات ,تذهب الى السرير لتلتقط
الموبايل ,تطلب رقما )..ألو ..أيوة ياأستاذ أنا ياسمين ...أنا أسفة اللى صحيت
حضرتك من النوم ...بس كان الزم أكلمك ..أرجوك أقبل اعتذارى عن دور "
جونريل " فى " الملك لير " ...موش قادرة ياأستاذ ..حاسة أنى غريبة جواة ..
حاسة انى مخنوقة ...أرجوك يااستاذ ساعدنى انى أعمل دور كورديليا ...انا
موش منفعلة وال حاجة ...قرارى دة اخدته بعقلى ..وياريت توافقنى عليه ....
لألسف يااستاذ ,لو حضرتك مش هاتوافق هاعتذر عن المسرحية كلها ....مستنية
قرار حضرتك بكرة ............
( تغلق التليفون -تمثل دور كورديليا _ البنت الطيبة فى الملك لير ) أتوسل لك
يا موالي مادمت أفتقر إلي فن الكالم المنمق المداهن والعبارات الجوفاء وعندما
أنوي امرًا أسبق القول بالفعل _ أتوسل إليك أن تعلن علي المأل أن ما حرمني
عطفك وحبك ليس وصمة شنعاء وال جريمة أو سقطة أو غًال فاضحًا أو خروجًا
علي الشرف ...بل أن ما يغضب موالي هو أفتقاري إلي صفات أنا غنية بالبعد
عنها حين تفتش عن المكاسب ،ولسان ذلق أحمد اهلل أنه ليس لساني مع أن نقص
هذه الصفات عندى قد أفقدني رضاك يا أبي ،بعين دامعة أغادركم فأنا أعرف
حقيقتكم ،ولكن ال أحب أن أسمي عيوبكم بأسمائها .أمنحا أبانا حبًا حقيقيًا فأنا
أعهد به إلي ما تدعيانه من صدر حنون ،لكن يا حسرتي لو كنت أستمتع بعطفه ,
لفضلت له مكانًا خيرًا من هذا ،أستودعكم اهلل .........
( يعاد المشهد صوتيا " بالى باك " -تبدأ االضاءة فى االنحسار حتى تتحول
ياسمين الى شبح تذهب الى بقلظ تحتضنة وتقبلة وتذهب الى الشباك تفتحة على
مصراعية ليأتى منه ضوءا مبهرا ,تتنفس بعمق مع موسيقى تتصاعد ثم )
( اظــــــالم )