‫دراسة جدوى المشروعات‬

‫التحليل الفني‬
 ‫مقدمة‬
‫إن المقصود بمصطلح المشروع هو إنشاء مؤسسة جديدة أو إضافة شيء جديد إلى مزيج‬
‫السلعة الحالي‪ ،‬وينطوي هذا المفهوم للمشروع على عدد كبير من األشكال التي تتدرج اآللة‬
‫الصغيرة إلى المصنع الكبير المتكامل‪ .‬وعلى هذا األساس يتضمن التحليـل جدوى المشروع‪:‬‬
‫دراسة إلمكانية اقتحام مجال عمل جديد ـ في صورة منشأة مثال ـ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أو إجراء تعديالت جوهرية في المنتجات الحالية‪.‬‬
‫‪ -‬أو إضافة خطوط إنتاج جديدة‪.‬‬
‫وتتضمن دراسة جدوى المشروع أربعة جوانب رئيسية ‪ :‬تحليل السوق‪ ،‬التحليل الفني‪ ،‬التحليل‬
‫المالي ‪ ،‬وتحليـل الـربـحيـة االجتمـاعيـة أو القومية ‪ .‬وكثيراً ما يهتم القائم بالتحليل بالجوانب الثالثة‬
‫األولى فقط وفي هذه الحالة يطلق على التحليل اصطالح دراسة الجدوى االقتصادية ‪.‬‬

‫وسيتم تناول باختصار شديد الدراسات الرئيسية التي يتضمنها تحليل جدوى المشروع‪:‬‬
‫‪ -1‬تحليل السوق‪:‬‬
‫إن تحليل السوق يمكن أن يتخذ أحد شكلين‪ :‬األول تحليل مستقـل الغرض منه تحديد مدى‬
‫تجاوب السوق ألفكار سلع أو مشروعات جديدة الختيار أفضلها‪ ،‬والشكل الثاني هو ذلك التحليل‬
‫الذي يعتبر جزءاً من عملية تحليل الجدوى االقتصادية الشاملة بغرض معرفة إمكانية تسويق الفكرة‬
‫(السلعة الجديدة محل الدراسة )‪ .‬وفي كلتا الحالتين يتضمن تحليل السوق تجميع المعلومات وتحليلها‬
‫بغرض تعريف السوق ووضعها وتحديد حجمها‪.‬‬
‫ويالحظ ان االختالف األساسي بين هذين النوعين من التحليل ان دراسات السوق في النوع‬
‫الثاني تتطلب جهدا أكبر وتحليال أعمق من الدراسات المطلوبة في الشكل األول ‪.‬‬
‫وبصورة عامة يتضمن تحليل السوق الجوانب التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬وصف مختصر للسوق بحيث يتضمن الموقع الجغرافي للسوق ـ وسائل النقل ‪-‬‬
‫الفئات الحالية للنقل ‪ ..‬منافذ التوزيع ـ وأخيراً إجراءات التعامل التي جرى العرف‬
‫على اتباعها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحليل الطلب السابق والحالي بحيث يتضمن تحديد كمية وقيمة االستهالك‬
‫باإلضافة إلى تعريف المستهلك الرئيسي للسلعة‪.‬‬
‫‪ -3‬تحليل العرض السابق والحالي مقسما طبقا ً لمصدره ‪ :‬محلي أو مستورد ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى تحليل المعلومات التي تساعد على تحديد المركز التنافسي أمثلة هذه المعلومات‬
‫أسعار البيع والجودة والسيـاسـات التسويقية للمنافسين‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪ -4‬تقدير الطلب المستقبل للسلعة‪.‬‬
‫‪ -5‬تقدير نصيب المشروع من السوق‪ ،‬آخذين في االعتبار الطلب والعرض والمركز‬
‫التنافسي والبرنامج التسويقي للمشروع ‪.‬‬

‫‪ -2‬التحليل الفني‪:‬‬
‫إن الغرض األساسي من هذا التحليل هو التأكد من إمكانية القيام بالمشروع من الناحية الفنية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تزويد القائم بالدراسة بأساس يساعده على تقدير التكلفة ‪ .‬وفي نفس مستوى األهمية‪،‬‬
‫نجد أن هذا التحليل يوفر للدارس فرصة األخذ في االعتبار أثر البدائل الفنية المختلفة على العمالة‬
‫ومتطلبات البنية األساسية وخدمات رأس المال وميزان المدفوعات وغيرها ‪ .‬ويجب أن يتضمن ‪،‬‬
‫هذا التحليل دراسة لألساليب والعمليات المحتمل تطبيقها‪ ،‬وأن يغطي الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬وصف للسلعة متضمنا التوصيفات المتعلقة بجوانبها المادية والميكانيكية والكيماوية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى شرح واف الستخداماتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬وصف لعملية اإلنتاج التي تم اختيارها متضمنا ً خرئط التدفق باإلضافة إلى عرض‬
‫للعمليات البديلة التي أخذت في االعتبار عند الدراسة مع توضيح األسباب التي دعت إلى‬
‫اختيار عملة معينة بذاتها‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد حجم المصنع وجدول اإلنتاج مع تحديد حجم اإلنتاج المتوقع خالل فترة زمنية‬
‫محددة‪.‬‬
‫‪ -4‬اختيار العدد واآلالت مع إعداد بيان بمواصفاتها ومصادر توريدها واألسعار التي تقدم بها‬
‫الموردون ومواعيد التسليم وشروط الدفع ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك ال بد من إعداد دراسة‬
‫مقارنة للبدائل المختلفة من ناحية التكلفة والجودة ودرجة االعتماد على كل منها ومدى‬
‫توافر قطع الغيار الخاصة بها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد موقع المصنع وتقييم درجة قربه من مصادر الخامات ومنافذ التوزيع ‪ .‬وإذا كان‬
‫المشروع جديدا فال بد من القيام بدراسة مقارنة للمواقع ومزايا وعيوب كل منها‪.‬‬
‫‪ -6‬تصميم المصنع وتقدير تكلفة إعداد األراضي وإنشاء المبنى ‪.‬‬
‫‪ -7‬دراسة مدى توافر الخامات والمنافع ‪ .‬وتتضمن هذه الدراسة وصف للمكونات المادية‬
‫والكيماوية لها‪ ،‬كذلك الكميات المطلوبة والتكلفـة الحـالـيـة والمستقبلية وشروط الدفع‬
‫والمواقع الجغرافية لمصادر التوريد ومدى استمرارية العرض ‪.‬‬
‫‪ -8‬تقدير االحتياجات من القوى العاملة وتقسيمها إلى عمالة مباشرة وغير مباشرة وكذلك‬
‫تقدير االحتياجات اإلشرافية الالزمة لتصنيع السلعة‬

‫‪3‬‬
‫‪ -9‬تحديد نوع وكمية الفاقد مع وصف أسلوب تحديد كمية الفاقد وتكلفته مع تحديد المسؤول‬
‫عن إصدار التعليمات المتعلقة بهذا الفاقد ‪.‬‬
‫‪ -10‬تقدير تكلفة اإلنتاج للسلعة‪.‬‬

‫‪ -3‬التحليل المالي‪:‬‬
‫يركز هذا التحليل على إعداد القوائم المالية حتى يمكن تقييم المشروع على أساس المقاييس‬
‫المختلفة للربحية التجارية وحتى يمكن التحديد التقريبي لالحتياجات المالية‪ .‬ويتطلب التحليل المالي‬
‫الجمع بين تقديرات السوق والتكلفة الفنية والتي على أساسه يتم إعداد القوائم المالية المقدرة ‪ .‬وفي‬
‫حالة الحاجة إلى معلومات إضافية تساعد على اتخاذ القرار االستثماري فإنه يمكن القيام بما يطلق‬
‫عليه تحليل الحساسية‪ ،‬كما أن األمر قد يتطلب في بعض األحيان القيام بتحليل للخطر‪.‬‬

‫وبصورة عامة فإن التحليل المالي ال بد وأن يتضمن الجوانب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة للشركات القائمة فعال البد من القيام بمراجعة القوائم المالية األساسية وهي‬
‫الميزانية العمومية وقائمة الدخل وقائمة التدفقات النقدية ‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للمشروعات الخاصة بإنشاء منشآت جديدة ال بد من إعـداد قوائم بتكلفة المشروع‬
‫الكلية واالحتياجات االستثمارية وكذلك التدفقات النقدية المرتبطة بالمشروع الجديد‪.‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة لجميع أنواع المشروعات الجديدة منها والقديمة فال بد من إعداد التقديرات المالية‬
‫للفترات المستقبلية وتتطلب هذه التقديرات إعداد قوائم مالية مقدرة تشمل قوائم الدخل‬
‫والتدفقات النقدية والميزانيات العمومية ‪.‬‬
‫‪ -4‬بالنسبة لجميع أنواع المشروعات ال بد من إعداد جداول مساندة للتقديرات المالية وكذلك‬
‫عرض لالفتراضات التي قدرت على أساسها فترة تحصيـل المبيعات ومستويات المخزون‬
‫وجداول الدفع وعناصر تكلفة اإلنتاج وأخيراً مصاريف البيع واإلدارة والمصاريف‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ -5‬بالنسبة لجميع أنواع المشروعات ال بد من إعداد التحليل المالي الذي يظهر العائد على‬
‫االستثمار والعـائـد على الملكية التعادل والتحليل وحجم السعري ‪.‬‬
‫‪ -6‬بالنسبة لجميع أنواع المشروعات ـ إذا استدعى األمر ـ يتولى القائم بالدراسة إجراء تحليال‬
‫للحساسية‪ ،‬للتعرف على العناصر التي لها أكبر األثر على الربحية ‪ .‬وقد يتطلب األمر‬
‫أيضا إجراء تحليل للخطر ‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪ -4‬مرحلة التقييم واتخاذ القرار ‪:‬‬
‫البد من اتخاذ قرار القيام ـ أو عدم القيام ـ بالمشروع في هذه المرحلة؛ فبالنسبة لرجل‬
‫األعمال فإن مرحلة التحليل السابقة تزوده باألساس الالزم لتقييم المشروع ‪ .‬وإذا كانت نتائج‬
‫التحليـل إيجابية فإنه سيقوم بإعداد واالقتراح االستثماري‪ ،‬وخاصة إذا كان يبحث عن مصادر‬
‫لتمويل هذا االستثمار ‪.‬‬
‫أما المسؤول الحكومي عن التخطيط أو االستثمار فإنه بعد أن يحصل على نتائج إيجابية‬
‫من تحليل الجدوى االقتصادية للمشروع سيرغب في تقييم الربحية االجتماعية أو القومية‬
‫للمشروع ‪ .‬فإذا كان لدى الدولة أولويات في خطة التنمية االقتصادية ـ وهو أمر طبيعي في‬
‫الدول النامية ـ فال بد من استخدام أسلوب كمي معين لتقييم هذه الربحية االجتماعية ‪.‬‬
‫وأخيراً فال بد من تقديم المشروع االستثماري‪ ،‬للهيئات التي لديها إمكانيات اإلقراض‬
‫وكذلك إلى الجهة الحكومية المسؤولة عن منح تراخيص القيام بمشروعات استثمارية في الدولة‬
‫هيئة االستثمار مثال‪.‬‬

‫تحليل الربحية االجتماعية (القومية (‪:‬‬

‫إن تحليل الربحية االجتماعية ما هو إال تقييم لمدى مساهمة المشروع في االقتصاد القومي‬
‫‪ ،‬ويعتبر هذا التحليل من المسؤوليات المباشرة لهيئات االستثمار و مسؤولي اإلقراض في الحكومة‬
‫أو المسؤولين عن التخطيط في الدولة تتفاوت األساليب المستخدمة في هذا التحليل من ناحية‬
‫صعوبتهـا ودرجة تنفيـدها العمالة أو على ميزان مدفوعات الدولة ‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذا التحليل في الدول النامية ال يتعدى تقدير أثر المشروع على وللحصول‬
‫على تقييم متعمق للربحية االجتماعية‪ ،‬فإن تحليل التكلفة ‪ /‬المنافع يعتبر المدخل المفضل لدى معظم‬
‫الباحثين‪.‬‬
‫ويتضمن هذا المدخل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف المشروع على أساس الوصف الفني والبدائل التي يجب أخـدها في االعتبار‬
‫وأي قيود أخرى يمكن أن يكون لها أهمية في التحليل ‪.‬‬
‫‪ -2‬حساب التكلفة والمنافع والتقييم الموضوعي لها من ناحية وقتها وقيمتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬تجميع البيانات المطلوبة لتقييم التكلفة والمنافع من وجهة النظر االجتماعية أو القومية‬
‫‪.‬قياس تكلفة ومنافع المشروع ‪.‬‬
‫‪ -4‬تقديم النتائج‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫التحليل الفني‬
‫يحدد التحليل الفني ما إذا كان المشروع ممكنا ً قابال للتنفيذه من الناحية الفنية‪ ،‬وإذا األمر كذلك‪،‬‬
‫يساعد هذا التحليل الـدارس في االختبار المبـدني للبدائل الفنية كما يزوده بتقديرات التكلفة عن ‪:‬‬
‫االستثمار الثابت ‪ :‬تكلفة األراضي والمباني والتشييدات المساعدة والمعدات وإعدادها‬ ‫‪-‬‬
‫للتشغيل‪.‬‬
‫تكلفة الصنع ‪ :‬التكلفة المرتبطة باإلنتاج وهي تكلفة الخامات واألجور المباشرة‬ ‫‪-‬‬
‫والتكلفة غير المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة بدء العمل ‪ :‬وتختلف هذه التكلفة عن تكلفة الصنع العادية كما أنها تتحقق في‬
‫بداية فترة التشغيل‪ .‬ومن أمثلة هذه التكلفة ‪ :‬تكلفة العمل اإلضافي ‪ ،‬وتكلفة إعادة بعض‬
‫العمليات‪ ،‬وتكلفة التعلم‪ ،‬وتكلفة اإلسراف في استخدام الخامات أو المهمات‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر المخطط الصناعي في الدولة‪ ،‬فإن هذا التحليـل يـوفـر الفرص لفحص اآلثار‬
‫المتوقعة للبدائل الفنية المختلفة على مستوى العمالة ومتطلبات البنية األساسية والصناعات األخرى‬
‫وميزان المدفوعات وأخيرا البيئة ‪ .‬ولكي يمكن إعداد تقديرات التكلفة‪ ،‬فال بد من القيام باالختيار‬
‫المبدئي من بين البدائل الفنية المختلفة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى تكنولوجيا اإلنتاج‬
‫‪ -‬مدخالت الخامات‪.‬‬
‫‪ -‬المعدات‬
‫األساليب‬ ‫‪-‬‬
‫التنظيم‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬موقع التسهيالت وتصميمها ‪.‬‬

‫وللتحليل الفني أهمية كبرى حين اتخاذ القرار النهائي بالقيام أو عدم القيام بالمشروع‪ ،‬وال‬
‫شك أنه يعتبر جزءاً أساسيا من خطة األعمال‪.‬‬

‫درجة التعمق في التحليل الفني‪:‬‬

‫نتناول في هذا الفصل بالتفصيل جميع خطوات التحليل الفني الذي يزودنا بأساس التقدير‬
‫الدقيق لعناصر التكلفة‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فمن غير المتوقع أن يتم القيام بجميع هذه الخطوات في كـل‬
‫دراسة‪ ،‬بل إن كمية الجهد المبذول والتفصيالت تتوقف على حجم المشروع‪ ،‬ودرجة التقدم‬

‫‪6‬‬
‫التك نولوجي في السلعة وكذلك مدى تعقدها‪ ،‬وعدد البدائل الفنية (العمليات واألساليب والخامات)‪،‬‬
‫وأخيراً درجة الدقة المرغوب فيها في تقديرات التكلفة‪.‬‬
‫فمثال يالحظ في حالة السلع الراسخة والقوية أن عمليات اإلنتاج معروفة جيدا واالختيار‬
‫بين البدائل الفنية أمر ميسر إلى حد كبير‪ ،‬كما أنه يمكن االعتماد على مصادر كثيرة داخل الصناعة‬
‫إلعداد التقديرات الدقيقة عن التكلفة‪ .‬وفي هذه الحالة فإن بذل جهدا غير عادي في التحليل الفني‬
‫يعتبر أمراً بعيداً عن المنطق كما أنه إسراف ال مبرر له ‪.‬‬
‫وعلى كل‪ ،‬فمعظم المشروعات الجديدة ال تنطبق عليها مواصفات هذه الحالة ‪ ،‬بل إنها‬
‫تتضمن شيئا ً جديداً ومتميزاً وإال ما كانت هناك حاجة لدراستها واالهتمام بها‪ .‬وتعتمد الجدوى‬
‫االقتصادية لمشروعات الجديدة على االبتكار في عمليات لصنع والتي لم يسبق تجربتها كما أن‬
‫البدائل التكنولوجية متعددة ومعقدة‪ .‬وفي مثل هذه الحاالت ال بد من االهتمام بدراسة الجدوى الفنية‬
‫واستنادا على حجم المشروع يتم تصميم وتخطيط األنظمة التفصيلية للتوصل إلى تقديرات دقيقة‬
‫للتكلفة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى العوامل السابقة التي تحدد الزمن والجهد المبذوالن في الدراسة الفنية‪ ،‬فإنه‬
‫يقع على عاتق الدارس أن يتفهم األخطار المصاحبة للدراسات غير الكافية أو غير المناسبة‪.‬‬
‫ومصادر األخطاء في التحليل الفني عادة هي عدم كفاية التحليل التمهيدي لالحتياجات الفنية‪ ،‬والفشل‬
‫في األخذ في االعتبار جميع البدائل‪ ،‬وأخيراً تجاهل العوامل والمساعدة‪ ،‬مثل مناولة الخامات‬
‫واحتياجات المخزون والصيانة والتسهيالت االجتماعية للعاملين ‪.‬‬
‫وال بد هنا من التأكيد على فكرة أن قصور التحليل الفني يترتب عليه عادة مشاكل خطيرة‬
‫على رأسها المشاكل المالية التي قد تؤدي إلى فشل المشروع ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فقد يترتب على‬
‫عدم تحري الدقة في هذا التحليل تغييرات وتعديالت الحقة في التسهيالت وفي العمليات استناداً‬
‫على أخطاء التجربة وما يترتب على ذلك من زيادة التكلفة زيادة غير طبيعية عند بداية التشغيل‪،‬‬
‫وكذلك الفشل في الوصول إلى المستويات المخططة لإلنتاجية‪.‬‬
‫ويضاف إلى ذلك أن عدم االهتمام بالعوامـل المساعدة قد يترتب عليه زيادة االستثمار‬
‫زيادة كبيرة‪ ،‬مما يؤدي إلى ضرورة التخلي عن المشروع في حاالت كثيرة ‪ .‬وبصرف النظر عن‬
‫جميع هذه المشاكل‪ ،‬فإن ضعف التحليل الفني بنتج عنه تقديرات مضللة للتكلفة وخاصة التقديرات‬
‫الخاصة بإجمالي االستثمار زمتطلبات رأس المال العامل وتكلفة بدء العمل وتكلفة الصنع ‪.‬‬
‫ونود أن نؤكد هنا ان التحليل الفني المناسب والدقيق ال يمثل أي إسراف أو تبديد للموارد‬
‫أو الجهد وخاصة إذا تم قبول المشروع بعد ذلك نتيجة الدراسات المختلفة ومن ضمنها الدراسة‬
‫الفنية بطبيعة الحال‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬فإن معلومات كثيرة عن تخطيط تسهيالت اإلنتاج وأنظمته‬

‫‪7‬‬
‫تكون متوافرة فعال‪ ،‬ويبدأ المسؤولون فوراً وبدون تأخير في الحصول على هذه التسهيالت‬
‫واألنظمة‪.‬‬
‫المعلومات التمهيدية الضرورية ‪:‬‬
‫قبل القيام بالتحليل الفني ال بد من توافر المعلومات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬معلومات السلعة‪:‬‬
‫‪ -‬مواصفات التصميم واألداء‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى الجودة‬
‫‪ -‬متطلبات الخدمة‬
‫‪ -2‬معلومات السوق‪:‬‬
‫‪ -‬المبيعات المقدرة ‪.‬‬
‫‪ -‬متطلبات خدمة التسليم ‪.‬‬
‫‪ -‬مواقع المستهلك ‪.‬‬
‫‪ -3‬معلومات الخامات ‪:‬‬
‫‪ -‬التوصيفات ‪.‬‬
‫‪ -‬التوافر ‪.‬‬
‫‪ -‬الفترة الزمنية التي يستغرقها التسليم بعد إصدار أمر الشراء ‪.‬‬
‫‪ -‬مواقع الموردون‬
‫‪ -4‬معلومات أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬توافر رأس المال‬
‫‪ -‬توافر العمالة‬
‫ويالحظ أن تحديد معلومات السلعة يتم في خالل مرحلة اختبار فكـرة العمل الجديد‪ ،‬وربما‬
‫يتم تعديلها وتهذيبها خالل مرحلة تحليل السوق ‪ .‬أما معلومات المبيعات والمستهلك فيتم الحصول‬
‫عليها من تحليل السوق ‪ .‬وأخيراً ‪ ،‬فإن توصيفات الخامات ومدى توافرها والمعلومات األخرى‬
‫عنالخامات فتشتق من مواصفات السلعة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫خطوات التحليل الفني ‪:‬‬
‫يوجد خمسة خطوات أساسية للتحليل الفني ‪ .‬ونناقش خطوات هذا التحليل كاآلتى‪:‬‬

‫إن الخطوة األولى في التحليل الفني هي تحديد البدائل المتوافرة إلنتاج السلعة ‪ .‬والغرض من هذه‬
‫الخطوة هو‪:‬‬
‫‪ -1‬تجنب استخدام المستوى غير المالئم من التكنولوجيا ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد أن الـدارس قد أخـذ في االعتبار جميع البدائـل ‪.‬‬

‫وقد تكون هذه البدائل عمليات إنتاجية مختلفة تماما ً عن بعضها البعض ‪ ،‬وإن كان الوضع‬
‫الغالب هو أن تختلف هذه البدائل فقط فيدرجة الميكانيكية المستخدمة‪.‬‬
‫ويالحظ أنه باستثناء الحاالت التي تكون فيها المعلومات مقيـدة كنتيجة لوجود براءات‬
‫االختراع أو حقوق الملكية‪ ،‬فإن تكنولوجيا اإلنتاج للسلع الراسخة تكون معروفة ويمكن الحصول‬
‫عليها عادة من الجمعيات التجارية والنشرات التي تصدر عنها‪ .‬ويعتبـر مستصنعوا اآلالت ومعدات‬
‫اإلنتاج مصـدراً ممتازاً لهـذه التكنولوجيا‪ .‬والواقع أن تكنولوجيا اإلنتاج من السلع الجديدة قد تكون‬
‫أيضا ً متوافرة في حالة تشابه الخامات وعمليات اإلنتاج مع خامات وعمليات اإلنتاج لسلع موجودة‬
‫فعال‪.‬‬
‫وال شك أن البحث عن مستويات بديلة للتكنولوجيا لهو أمر في غاية األهمية للدراسات‬
‫الجدوى في الدول النامية حتى يمكن تجنب استيراد التكنولوجيا غير المناسبة من الدول المتقدمة‬
‫والتي يتوافر فيها رأس المال‪ ،‬فعلى سبيل المثال يالحظ أن مستوى التكنولوجيا المطلوب إلنتاج‬
‫الحديد المسبوك في دولة تتميز بندرة رأس المال (وبالذات العملة الصعبة الالزمة لشراء اآلالت‬
‫األجنبية )وانخفاض مستوى األجور) يختلف عنه في دولة تتميز بوفرة رأس المال وارتفاع مستوى‬
‫األجور‪ ،‬وعلى كل‪ ،‬فإنه من الخطأ بمكان استنتاج أن تكلفة العمالة وتكلفة رأس المال ـ دون غيرهما‬
‫من العوامل ‪ -‬يحددان مستوى التكنولوجيا المستخدمة‪ ،‬فمتطلبات الجودة ـ وبالذات في حالة السلع‬
‫التي تنتج للتصدير ـ تعتبر عامال في غاية األهمية ‪.‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬فقد لوحظ أن التكنولوجيا المنخفضة (التي تتميز بالعمالة المكثفة) تقابلها عادة‬
‫مشكلة رئيسية وهي صعوبة إنتاج سلع ذات جودة مرتفعة يمكن أن تقدم إلى األسواق األجنبية‬
‫بصورة مستمرة‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬فإن الميكانيكية المرتفعة قد تكون مطلوبة حتى في مناخ الكثافة‬
‫العمالية المرتفعة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وباختصار فإن النقطة األساسية في هذه الخطوة هي ضرورة تعريف جميع البدائل القادرة‬
‫على أداء العمل باإلضافة إلى عدم تجاه أي بديل من هذه البدائل | ‪.‬‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬هل تتمشى واآلثار الجانبية‪ ،‬لكل بديل مع السياسات واألهداف والقيود‬
‫القومية وكذلك مع سياسات وأهداف وقيود المنشأة؟ يعتبر هذا السؤال الخطوة األولى في عملية‬
‫استبعاد البدائل التي تعتبر غير مناسبة إلنتاج السلعة‪.‬‬
‫ونوجه عناية القارىء هنا إلى أن هذا السؤال يرتبط بالمستويات البديلة للتكنولوجيا وليس‬
‫بالمشروع في حد ذاته‪.‬‬
‫وتتضمن العوامل التي يمكن اعتبارها وآثاراً جانبية ما يلي ‪ :‬ـ‬
‫‪ -‬االحتياجات من المهارات النادرة ‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة فى العمالة‬
‫‪ -‬اآلثار البيئية ‪.‬‬
‫‪ -‬احتياجات رأس المال ‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى معدات مستوردة‬
‫تدعيم الصناعة المحلية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬السالمة واألضرار الصحية ‪.‬‬

‫والواقع أن هذه األمور ليست بسيطة كما أن تقييمها ليس باألمر اليسير ‪ .‬وعلى كل فهي‬
‫أمور كثيراً ما تحظى باهتمام الجهات الحكومية التي تضع السياسات والتشريعات لتنظيمها‪ .‬ويقع‬
‫على عاتق الدارس أن يكون متفهما ً لهذه السياسات والتشريعات ‪ ،‬كما يجب عليه أن يفحص كل‬
‫بديل تكنولوجي على حدة للتأكد من عدم مخالفته ألي منها ‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة‪ :‬هل تستدعي التكلفة المقدرة ألي بديل استبعاده من التحليل؟‬
‫وحتى عند هذه المرحلة المبكرة من التحليل‪ ،‬فإنه من المفضل فحص التقديرات العامة‬
‫لتكلفة واستبعاد تلك البدائل التي تظهر بدون أدنى شك ارتفاع تكلفتها عن الحدود القصوى التي‬
‫خصصت للمشروع ‪ .‬ال‬

‫‪10‬‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬القيام بالبحوث وإجراء االختبارات للتأكد من إمكانية تنفيذ المشروع من الناحية‬
‫الفنية ‪.‬‬
‫ال شك أن السلع الجديدة التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة لإلنتاج تتطلب‬
‫اختبارات وبحوث الغرض منها التأكد من توافر هذه التكنولوجيا محليا أو إمكانية استيرادها من‬
‫الخارج‪ .‬وفي حالة السلع القديمة يتوقف نجاح المشروع على توافر ميزة تنافسية مشتقة من‬
‫اعتبارات معينة مثل التحول إلى استخدام خامات ذات تكلفة أقل أو إجراء تحسينات في عمليات‬
‫اإلنتاج لزيادة اإلنتاجية‪ .‬واآلتي بعض األمثلة عن البحوث واالختبارات الضرورية في هذا المجال‪:‬‬
‫‪ -‬اختبارات معملية لخامات مختلفة (وقد تجري هذه االختبارات في وحدات إنتاج تماثلية‪.‬‬
‫‪ -‬البحوث بغرض التوصل إلى عمليات مناسبة (تكنولوجيا جديدة) أو تطبيق تكنولوجيا‬
‫قائمة فعال ‪.‬‬
‫‪ -‬اختبارات الغرض منها التأكد كفاءة األداء لعملية اإلنتاج في ظل الظروف البيئية‬
‫المحلية‪.‬‬

‫الخطوة الخامسة‪ :‬هل تتوافر التقديرات المقبولة عن اآلتي ‪ :‬ـ االستثمار الثابت تكلفة ومصروفات‬
‫الصنع تكلفة ومصروفات بدء العمليات‬

‫يتطلب التحليل المالي توافر التقديرات عن هذه التكلفة وعن احتياجات رأس المال‪ .‬ويمكن‬
‫الحصول على تقديرات مناسبة من مصادر عديدة منها ‪ :‬المنافسين واألصدقاء والجمعيات التجارية‬
‫والبيانات الحكومية وغيـرهـا بـدون االلتجاء إلى التحليل الفني التفصيلي الذي يتطلب إنفاقا ً ضخما ً‬
‫في كثير من األحيان‪ ،‬وعلى كل نود عند هذه النقطة ‪ .‬أن نوجه التحذير التالي ‪ :‬أثبتت الدراسات‬
‫أن فشل المشروعات الجديدة في غالبية األحوال يعود إلى (التقتير)‪ ،‬في تقدير تكلفة االستثمار‬
‫الثابت والفشل في األخذ في االعتبار رأس المال العامل‪.‬‬
‫وعلى كل ‪ ،‬فإذا كانت هناك ضرورة الستخدام تقديرات عامة في التحليل المالي‪ ،‬فال بد‬
‫من مراعاة الحذر الشديد والتحفظ في تفسير النتائج ‪ .‬وفي الغالبية العظمى من الحاالت‪ ،‬ال بد من‬
‫القيام بتحليل فني تفصيلي ومتعمق لتقدير التكلفة واحتياجات رأس المال بصورة أكثر دقة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫القيام بتحليل فني تفصيلي لكل بديل‬
‫‪ -1‬تقديرات احتياجات المخزون‬
‫إن الغرض الرئيسي من المخزون هو امتصاص تقلبات الطلب ‪ .‬ويستخدم المخزون‬
‫كحاجز يتواجد بين وظيفة اإلنتاج (العرض) واالستهالك (الطلب)‪ ،‬كما أنه يسمح لوظيفة العرض‬
‫بأن تعمل بصورة اقتصادية حتى في حالة عدم انتظام الطلب من ناحية التوقيت والكمية وال شك‬
‫أن المخزون يمثل رأس مال عاطل وما يرتبط به من تكلفة‪ ،‬ولكن من ناحية أخرى فإن عدم االحتفاظ‬
‫بكمية مخزون كافية يترتب عليه تكلفة أيضا تأخذ صورة خسارة في المبيعات‪ ،‬أو تعطيالت في‬
‫اإلنتاج وما يترتب عليها من مشاكل‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف المخزون إلى األنواع التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬خامات وأجزاء مشتراة‬
‫‪ )2‬مخزون تحت التشغيل ‪.‬‬
‫‪ )3‬بضاعة تامة‪.‬‬

‫بالنسبة للمنشآت القائمة فعال يتم حساب مستوى المخزون األمثل بصورة تؤدي إلى تخفيض‬
‫تكلفة االحتفاظ بالمخزون وكذلك تكلفـة والعجز‪ ،‬إلى حـدها األدنى ‪ .‬وتستند هذه الحسابات على‬
‫البيانات التاريخية كما أنها تعتمد على مدى تفاوت الطلب الفعلي عن الطلب المقدر‪ .‬وعلى كل فإن‬
‫اهتمام رجل األعمال (أو القا ئم على التحليل الفني) ال يوجه ـ عند هذه المرحلة ـ إلى تحديد الحجم‬
‫األمثل للمخزون‪ ،‬بل يقتصر على إعـداد تقدير واقعي الحتياجات المخزون المختلفة بغرض‬
‫التوصل إلى ‪ - 1 :‬جداول اإلنتاج‪ 2 ،‬ـ تقديرات التكلفة ‪ 3 ،‬ـ تقدير احتياجات رأس المال العامة‬
‫ويفضل عادة المغاالة في تقدير احتياجات المخزون على تجاهلها أو التقتير في تقديرها‪.‬‬
‫وكقاعدة عشوائية يقترح أن يكون المخزون عبارة عن احتياجات الطلب لمدة شهر واحد ‪ .‬وبطبيعة‬
‫الحال يمكن تعديل هذا الرقم طبقا ً للظروف ‪ .‬فمثال إذا كان موقع مورد الخامات بعيداً بندأ عن‬
‫منطقة اإلنتاج‪ ،‬فقد يكون من األفضل االحتفاظ بمخزون يعادل احتياجات الطلب لمدة شهرين مثال‬

‫‪ -2‬تحديد جدول اإلنتاج‬

‫يعرف جدول اإلنتاج بأنه برنامج تصنيع محدد ويتضمن إنتاجا ً لمخزون األمان ‪ .‬كما يعكس‬
‫الجهود الالزمة للتشغيل على أساس معدل إنتاج ثابت‪.‬‬
‫وتبدأ عملية جدولة اإلنتاج بتقدير احتياجات اإلنتاج ‪ ،‬وال يعني ذلك مجرد تقادير بسيط‬
‫إلجمالي المبيعات في العام‪ ،‬بل المطلوب هو تقدير للمبيعات الشهرية (أو الربع سنوية)‪ .‬ويتم‬

‫‪12‬‬
‫التوصل إلى خطة اإلنتاج الفعلية عن طريق تعديل هذه التقديرات لتعكس التغيرات في حجم‬
‫المخزون‪.‬‬
‫وفي حالة اإلنتاج حسب الطلب يقتصر اإلنتاج للتخزين‪ ،‬على األجزاء المشتركة التي‬
‫تستخدم في أكثر من سلعة واحدة‪ .‬ويتم في هذه الحالة إعداد خطة اإلنتاج على أساس التنبؤ باألوامر‬
‫خالل فترة زمنية معينة باإلضافة إلى أزمنة التسليم المرغوب فيها ‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد تفصيالت عملية اإلنتاج ‪:‬‬

‫تعرف عملية اإلنتاج‪ ،‬بأنها تتابع األنشطة اإلنتاجية واإلشرافية بصورة يتم على أساسها‬
‫تحويل الخامات إلى منتجات جاهزة‪ .‬وعلى الرغم من أن تقـدير التكلفة ال يتطلب بالضرورة‬
‫التصميم الكامل للمصنع‪ ،‬إال أنه من الضروري اختيار أساليب اإلنتاج والمعدات ووسائل مناولة‬
‫المـواد‪ ،‬باإلضافة إلى اتخاذ قرارات مبدئية فيما يتعلق بتخطيط مبان المصنع واحتياجات المخزون‬
‫واألفراد‪.‬‬
‫وتؤثر هذه العناصر في كل من تكلفة االستثمار وتكلفة اإلنتاج ‪ .‬وباختصار فإن دقة‬
‫تقديرات التكلفة تتوقف إلى حد كبير على درجة عناية الباحث بإعداد وعملية اإلنتاج‪ ،‬وتحليلها‬
‫بصورة تفصيلية‪.‬‬
‫وتعتبر خريطة العمليات‪ ،‬من الوسائل المفيدة إلعداد وعملية اإلنتاج‪ ،‬بصورة تفصيلية كما‬
‫أنها تساعد على زيادة الدقة في التحليل الفني وتقـدير التكلفة ‪.‬‬
‫والغرض من استخدام الخريطة‪:‬‬
‫‪ -‬تخطيط معدات اإلنتاج‬
‫‪ -‬تخطيط المخزون تحت التشغيل‬
‫‪ -‬تخطيط احتياجات الحيز أو المساحة‬
‫‪ -‬تخطيط معدات مناولة المواد‪.‬‬
‫‪ -‬تخطيط العمالة‪.‬‬

‫‪ -4‬اختيار المعدات واألدوات‪:‬‬

‫تسهل عملية اختيار المعدات واألدوات إلى حد كبير عند استخدام خريطة العمليات ‪.‬‬
‫وبالنسبة لكل عملية‪ ،‬ال بد من تحديد األساليب والمعدات البديلة لتنفيذ العمل‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك ال‬
‫بد للدارس أن يأخذ في االعتبار إمكانية تجميع عدة عمليات معا ً بحيث يمكن تحقيق وفورات‬

‫‪13‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬ويتوقف ذلك بطبيعة الحال ـ على إمكانية تنفيذ هذه العمليات في محطة عمل واحد‪ .‬ويتم‬
‫بعد ذلك اختيار أفضل بديل للعملية أو مجموعة العمليات من بين البدائل المتوافرة‪.‬‬
‫ويمكن الحصول على البيانات المتعلقة بالعمليات الصناعية والمعدات من المصادر التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬المنتجين الحاليين للسلعة‬
‫‪ -2‬النشرات التي تصدرها الهيئات التجارية‬
‫‪ -3‬الجمعيات والمنظمات التجارية‬
‫‪ -4‬منتجي المعدات واآلالت‬

‫وال شك أن المنتجين الحاليين ال يكونوا عادة في وضع يسمح لهم بتوفير المنافسة‪ ،‬وإن‬
‫كان يمكن التغلب على هذه المشكلة بالحصول على هذه البيانات من منتجين متواجدين في مناطق‬
‫بعيدة وال يمثلون البيانات بسبب عنصـر منافسة مباشرة‪.‬‬

‫القواعد العامة الختيار المعدات ‪ :‬ـ‬

‫‪ -‬ال تنقل األساليب والتكنولوجيا مباشرة من بيئة مختلفة أو من دولة أخرى بدون تعديل‬
‫واختبار‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد وأن تأخذ في االعتبار العوامل التالية والتي يكون لها تأثير على اختيـار المعدات‬
‫واألدوات‪:‬‬
‫أ‪ -‬طاقة اإلنتاج‬
‫ب‪ -‬الجودة المحققة‬
‫ج‪ -‬احتياجات العمالة‬
‫د‪ -‬احتياجات الخامات‪.‬‬
‫ه‪ -‬اعتبارات الصيانة‬
‫و‪ -‬اإلعداد لعمليات التشغيل‬

‫‪ -5‬اختيار أساليب ومعدات مناولة المواد ‪:‬‬

‫ال شك أن مناولة الخامات واألجزاء تعتبر من العناصر الهامة في عملية اإلنتاج ‪ .‬ويظهر‬
‫ذلك بوضوح بفحص أي خريطة عمليات حيث يالحظ أن نقل الموادعادة يتبع كل وعملية‪ ،‬وكل‬
‫وفحص‪ ،‬كما أنه ضروري بعد كل حفظ‪ .‬ويتطلب النقل استخدام عمالة باإلضافة إلى أنه قد يتطلب‬

‫‪14‬‬
‫آالت ومعدات للمناولة‪ ،‬وبالتالي فإن تكلفة عمالة المناولة غالبا ً ما تمثل جزءا كبيرا من تكلفة‬
‫اإلنتاج‪ ،‬كما أن معدات المناولة تمثل استثماراً رأسماليا كبيرا‪.‬‬
‫إن تقدير االحتياجات من المعدات والعمالة الالزمة لمناولة الخامات تعد من األمور البسيطة‬
‫في حالة استخدام خريطة العمليات‪ ،‬ولكل تحرك ‪ ،‬يتم تحديد الخصائص المادية للمواد ووزنها‬
‫وكذلك الم سافة المقدرة التي مستحرتها المواد‪ .‬وبناء على هذه االعتبارات يتم االختيار المبدئي‬
‫لوسيلة المناولة (مناولة يدوية‪ ،‬مناولة متحركة‪ ،‬عربة نقل يدوية ‪ ...‬إلخ)‪.‬‬
‫وعنـد اختيار معدات مناولة المواد ال بد من األخذ في الحسبان اعتبارات كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -‬يفضل دراسة األساليب اليدوية أوال ‪ .‬فإذا ظهر أن هذه األساليب غير مأمونة أو بطيئة‬
‫أو مكلفة للغاية‪ ،‬يلجأ الدارس إلى األخذ في االعتبار المعدات اآللية ‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد من استخدام المعدات والحاويات التي ال تضر باألجزاء التي يتم مناولتها‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد من تصميم المعدات بطريقة تسمح بتوفير الحيز المطلوب‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل استخدام المعدات التي ال تتطلب حيزا ثابتا ً‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد من التخطيط الستخدام المعدات ألطول فترة ممكنة ال بد من توفير أساليب مناولة‬
‫بديلة في حالة العطل الذي يصيب األساليب المستخدمة حاليا ً‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب استخدام المعدات بأكثر من طاقتها ‪.‬‬

‫‪ -6‬تقدير احتياجات عمالة اإلنتاج ‪:‬‬

‫يتطلب هذا التقدير اإلجابة على السؤالين التاليين‪:‬‬
‫ما هو عدد العمال المطلوبين؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ما هي المهارات التي يجب أن تتوافر في هؤالء العمال؟‬
‫ويالحظ هنا أيضا ً أن خريطة العمليات‪ ،‬تساعد في اإلجابة على هذين السؤالين بالنسبة‬
‫لعمال اإلنتاج وكذلك عمال مناولة المواد ‪.‬‬

‫‪ -7‬تصميم وتنظيم اإلنتاج ‪:‬‬

‫إن الغرض من هذه الخطوة هو تحديد عدد ونوعية المشرفين واإلداريين في وحدة اإلنتاج‪،‬‬
‫وهي خطوة ضرورية لتقدير تكلفة الصنع غير المباشرة‪ .‬ويعت عدد المشرفين على طبيعة العمل‬
‫وحجمه ‪ .‬وعلى كل‪ ،‬فإن الوظائف التالية ترتبط بعمليات اإلنتاج وهي تعتبر جزءا أساسيا من تكلفة‬
‫الصنع غير المباشرة‪:‬‬
‫‪ -‬االستالم‪.‬‬

‫‪15‬‬
 ‫‪ -‬النقل والشحن ‪.‬‬
‫‪ -‬الصيانه‬
‫‪ -‬التفتيش ‪.‬‬
‫‪ -‬الحراسة واألمن‬
‫‪ -‬تخطيط ومراقبة اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف‬

‫‪ -8‬تقدير المساحة المطلوبة لإلنتاج‪:‬‬

‫تتضمن المساحة المطلوبة لإلنتاج الحيز الذي يستخدم مباشرة في إنتاج السلعة‪ .‬وعلى هذا‬
‫األساس فهي تتكون من ‪:‬‬
‫‪ -‬محطات العمل‬
‫‪ -‬مناطق التفتيش أو االشراف‬
‫‪ -‬مناطق التخزين‬

‫‪ -9‬تقدير المساحة المطلوبة للمكاتب والخدمات‪:‬‬

‫باإلضافة إلى تقديرات حيز اإلنتاج الذي تعرضنا له في الجزء السابق ‪ ،‬فإنه من الضروري‬
‫تقدير المساحة المطلوبة لجميع األنشطة األخرى للمشروع ‪ .‬وال ينتظر من الدارس أن يقوم بتقدير‬
‫هذه االحتياجات تقديراً دقيقا ً للغاية ‪ ،‬بل كل ما مطلوب منه هو إعداد تقديرات مناسبة إلجمالي‬
‫المساحة حتى يمكن تقـدير تكلفة اإلنشاء أو االستئجار‪.‬‬
‫وقائمة المراجعة التالية تمثل إطاراً عاما ً يتضمن المساحات المطلوبة تقدير المساحة‬
‫المطلوبة للمكاتب والخدمات لألعمال اإلدارية وألداء الخدمات بالنسبة لغالبية المشروعات ‪ :‬اإلدارة‬
‫العـامـة ‪ :‬مكاتب اإلدارة ‪ .‬حجرات االجتماعـات ‪ .‬حجرات االستقبال ‪.‬‬

‫‪ -10‬التصميم المبدئي للتسهيالت المادية‬

‫باستخدام الخطوات السابقة تم إعداد التقديرات العامة واحتياجات المساحة ألنشطة اإلنتاج‬
‫والمكاتب والخدمات‪ ،‬وبالتالي تم التوصل إلى إجمالي الحيز المطلوب‪ ،‬ويجب مالحظة أن إجمالي‬
‫الحيز المطلوب قد يتأثر بالطريقة التي يتم بها التصميم الداخلي لعمليات اإلنتاج والخدمات‪ .‬فمثال‬
‫احتياجات مناولة المواد تأثر بدرجة كبيرة بالمواقع النسبية ألنشطة اإلنتاج المختلفة (تصنيع وتجميع‬
‫واختبار ‪ . . .‬إلخ)‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن إجمالي المساحة المتاحة ال يعتبر كافيا ً لتحديد احتياجات‬

‫‪16‬‬
‫البناء وتكلفه‪ ،‬فهناك بعض أنشطة اإلنتاج التي تتطلب إنشاءات من نوع خاص فمثال األوناش‬
‫العلوية تتطلب أعملة مرتفعة ومسافات خاصة‪ .‬وإذا تم تجاهل هذه االحتياجات‪ ،‬فإن تكلفة االستثمار‬
‫الثابتة قد تظهر بصورة أقل كثيراً مما يجب أن تكون عليه ‪.‬‬
‫وليس من الضروري أن تقوم ـ عند هذه المرحلة ـ بالتصميم الكامل لمباني المصنع‪ ،‬ولكن‬
‫كل ما هو مطلوب هو تقدير المساحة المناسبة لكل نشاط إنتاجي وكذلك التي تتطلبها الوظائف‬
‫األخرى‪ .‬ويعتبر هذا العمل خطوة تمهيدية للتصميم التفصيلي المتكامل والذي سيتم القيام به إذا ما‬
‫اتخذ القرار بالموافقة على القيام بالمشروع على أساس إمكانية تنفيذه من الناحية المالية ‪.‬‬

‫‪ -11‬تحديد احتياجات المباني ‪:‬‬

‫ال شك أن تقديرات احتياجات الحيز وكذلك الرسومات تظهـر المساحة اإلجمالية المطلوبة‬
‫وكذلك األبعاد المرغوب فيها‪ ،‬ولكن يجب مالحظة أن المساحة وحدها ال تكفي حيث يستلزم األمر‬
‫ضرورة األخذ في الحسبان بعض االحتياجات الخاصة بهيكل البناء والتي تنتج عن طبيعة عمليات‬
‫اإلنتاج ونوعية عمليات مناولة المواد‪ .‬فعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬تتطلب األوناش العالية فراغات في أسقف الوحدة باإلضافة إلى أعمدة مناسبة تتحمل‬
‫األوزان الثقيلة‬
‫‪ -‬تتطلب اآلالت والمعدات الثقيلة نوعية معينة من األرضية ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يتطلب اإلنتاج غرف من نوع معين حيث يتم التحكم في التهوية واإلضاءة الخاصة‬
‫بها‬
‫وهذه االحتياجات الخاصة ـ وغيرها ـ تؤثر أما في تكلفة تشييد المباني أو في تكلفة االستئجار‪ .‬ويقع‬
‫على عاتق الدارس أخذها في االعتبـار وعـدم تجاهلها‪.‬‬

‫‪ -12‬اختيار الموقع العـام‪:‬‬

‫وتهتم هذه الخطوة باختيار المنطقة الجغرافية التي يتم فيها القيام باإلنتاج ‪ .‬ويالحظ أن‬
‫المنطقة هنا ال يقصد بها الموقع الفعلي المخصص للوحدة اإلنتاجية بل المنطقة العامة التي سيتواجد‬
‫فيها المصنع‪ .‬وعادة فإن المدخل الشائع هو إعطاء النقل وزنا ً كبيراً للغاية واختيار الموقع الذي‬
‫يترتب عليه الحد األدنى إلجمالي تكلفة النقل‪.‬‬
‫ويقوم الدارس بعد ذلك بترتيب المواقع حسب تكلفة النقل المرتبطة بكل منها‪ .‬أما االختيار‬
‫النهائي فيتحدد باعتبارات أخـرى كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬عناصر السوق ‪ :‬احتماالت نمو السوق ‪ ،‬مواقع المنافسين‬

‫‪17‬‬
 ‫‪ -2‬التشريعات والضرائب‬
‫‪ -3‬عناصر العمالة ‪ :‬مستوى األجور السائد ‪ ،‬تكلفة المعيشة‪ ،‬مدى توافر العمالة الماهرة‬
‫وغير الماهرة‬
‫‪ -4‬المياه ‪ :‬مدى توافر المياه ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحكومة والمحليات ‪ :‬ـ وجهة نظر الحكومة والمحليات فيما يتعلق بتشجيع‬
‫الصناعة‪.‬‬

‫‪ -13‬هل يتطلب األمر تشييد المبنى؟‬

‫بعد االنتهاء من تحديد احتياجات المبنى واختيار الموقع العام له ‪ ،‬ال بد من اتخاذ القرار‬
‫الخاص باستشجار أو تشييد المبنى‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن االستجار يترتب عليه تمادي اإلنفاق‬
‫االستثماري على األراضي والمباني ‪ ،‬ويفضل في حالة المنشأة الجديدة التي يتوقع أن تواجه صعوبة‬
‫في تدبير األموال الالزمة لها ‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك فهناك بعض الدول التي تقوم فيها الجهات المسؤولة عن التنمية بتشييد‬
‫التسهيالت اإلنتاجية ثم تأجيرها إلى المنشآت الجديدة بفئات معقولة‪ ،‬ويكون ذلك عادة بغرض‬
‫اجتذاب الصناعات الجديدة لمناطق معينة ‪.‬‬

‫‪ -14‬اختيار موقع محدد للمصنع‪:‬‬

‫وفي الجزء التالي نستعرض االعتبارات األساسية في اختيار الموقع المحدد‬
‫للمصنع ‪:‬‬
‫اعتبارات الحجم ‪ :‬تصميم الموقع‪ ،‬المساحات المخصصة لوقوف السيارات‪ ،‬خطط‬ ‫‪-‬‬
‫تسوية األرض‪ ،‬خطط التوسع في المستقبل ‪.‬‬
‫اعتبارات المكان ‪ :‬ـ احتياجات الطاقة (غاز طبيعي ‪ ،‬كهرباء‪ ،‬فحم ‪ . . .‬إلخ) ومدى‬ ‫‪-‬‬
‫توافرها ‪ ،‬التخلص من المخلفات ‪ ،‬النقل ‪ ،‬المياه (الكميات المطلوبة والمواصفات‬
‫وكذلك مدى توافرها‪.‬‬

‫‪ -15‬إعداد خطة الصنع التي تتضمن تقديرات عن ‪ :‬ـ االستثمار الثابت‪ ،‬تكلفة‬
‫ومصاريف الصنع ‪ ،‬تكلفة البدء في العمليات‪:‬‬
‫تصنف تقديرات التكلفة المتحصل عليها من التحليل الفني بالصورة التالية ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫االستثمار الثابت‪ :‬والذي يتضمن تكلفة األراضي والمباني وكذلك معدات وآالت‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنتاج وجميع التجهيزات الضرورية ‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة اإلنتاج ‪ :‬والتي تتكون من ‪ :‬أ ـ الخامات المباشرة ‪ :‬وهي المواد أو األجزاء‬
‫المستخدمة في اإلنتاج والتي يمكن قياسها وربطها بوحدات إنتاج محددة ‪ .‬ب ـ العمالة‬
‫المباشرة ‪ :‬وهي العمالة المرتبطة بعمليات اإلنتاج بصورة مباشرة ‪ .‬جـ ـ مصاريف‬
‫الصنع غير المباشرة‪ :‬وتتضمن الخامات والمهمات المستخدمة في اإلنتاج ولكن ال‬
‫يمكن ربطها مباشرة بوحدات إنتاج معينة (ويطلق عليها الخامات غير المباشرة)‪،‬‬
‫وتتضمن هذه المصاريف أيضا ً جميع العمالة التي ال تدخل في نطاق تكلفة العمالة‬
‫المباشرة (ويطلق عليها تكلفة العمالة غير المباشرة)‪ ،‬وأيضا ً جميع بنود المصاريف‬
‫األخرى المرتبطة تكلفة باإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة بدء العمل‪ :‬وهي التكلفة غير العادية‪ ،‬والتي ترجع إلى الصعوبات بداية العمليات‬
‫الجديدة‪ ،‬وعادة فإن تكلفة المنع عنا البداية تزيد عن التكلفة الحالية بحوالي ‪ 23‬إلى‬
‫‪ ، ٪ 50‬وقد ينتج عن الفشل في أخذ هذه التكلفة اإلضافية في االعتبار تحقق عجز في‬
‫مقدار رأس المال العامل المخصص للمشروع وما يترتب على ذلك من تهديد لحياة‬
‫المشروع الجديد وهو ما زال في مرحلة الميالد‪.‬‬

‫‪19‬‬