Professional Documents
Culture Documents
- - تحدي الارهاب الفكري -
- - تحدي الارهاب الفكري -
اإلسالم
و
تحدياإلرهاب الفكري
pg. 55
مفھوم اإلرھاب
أسباب اإلرھاب
pg. 56
مفهوم اإلرهاب
اإلرهاب في اللغة :
ف ،واال ْسم: ور ْھباناً ،بالضم ويُ َح َّركُ :خا َ يكُ ، ور ْھباً ،بالضم وبالفتحِ وبالتحر ِ ب َ ،كعَ ِل َمَ ،ر ْھبَةً ُ َر ِھ َ
َب خألن ت ُ ْرھ َ
من َر َح ُموت ،أيْ : خير ْ ور َھبُوتٌ ُ ،م َح َّر َكتَي ِْنٌ ، والر َھبُوتَىَ ، َّانَّ ، الر ْھ َبى ،ويُ َ
ض ُّم ويُ َمد ِ ّ
ب س ُد ّ ،
كالراھ ِ ع َدهُ ،وال َم ْر ُھ ُ
وب :األ َ من أن ت ُ ْر َح َم ْ ،
وأر َھبَهُ وا ْست َ ْر َھبَهُ :أخافَهُ وتَر ّھبَهُ :ت َ َو ّ ضي ُْر ْ
ب :النَّاقَةُ ال َم ْھ ُزولَةُ ،أو ال َج َم ُل العا ِلي ، والر ْھ ُ
َّ ب :التَّعّبُّدُ، بن ّ
الط ّماحِ ،والت ّ َر ّھ ُ س ال ُج َميْحِ ِ ،وفَ َر ُ
يك :ال ُك ُّم .قيق ،ج َ :ك ِحبا ِل ،وبالت َّ ْح ِر ِ الر ُ
ص ُل َّ َب َ :ر ِكبَهُ ،والنَّ ْ وأرھ َ
ْ
"رھب رھبا ً من باب تعب خاف واالسم الرھبة فھو راھب من هللا وهللا مرھوب واألصل
مرھوب عقابه والراھب عابد النصارى من ذلك والجمع رھبان وربما قيل رھابين وترھب
الراھب انقطع للعبادة والرھبانية من ذلك قال تعالى َ ﴿ :و َر ْھ َبا ِنيَّةَ ا ْبت َ َد ُ
عوھَا(سورة الحديد :من
اآلية﴾)27
ألن كفرھم بمحمد صلى هللا عليه وسلم أحبطھا "(الفيومي1987،م ،ص)92
" َر ِھب ،بالكسر ،يَ ْر َھب َر ْھبَة و ُر ْھبا ،بالضم ،و َر َھبَا ،بالتـحريك ،أَي خاف َ
ور ِھب الشي َء
ور ْھبة :خافَه. َر ْھبا َ
ورھَبا َ
pg. 57
والر ْھبة،
َّ الر ْغب ِة الر ْھبة :الـخ َْو ُ
ف والفَزَ عُ ،جمع بـين َّ وفـي حديث الدُّعاء َ :ر ْغبةً و َر ْھبة إِلـيك َّ
الر ْغبةَ وحدھا ،كما تتَقدَّم فـي َّ
الر ْغب ِة . ثم أَعمل َّ
ِث بھا َر ْھ َبت َه ،قال ابن األثير ھكذا جاء في رواية وفـي حديث َرضاعِ الكبير :فبَقيتُ سنَةً ال أ َ َح ّد ُ
أَي من أَجل رھبته ،وھو منصوب علـى الـمفعول له ،وأ َ ْر َھبَه َ
ور َّھبَه و است َ ْر َھبَه :أخافَه وفَ ّزعه.
" ( .ابن منظور 1410،هـ ،جـ )
ووردت كلمة الرھبة في القرآن الكريم بمعنى الخشية وتقوى هللا سبحانه وتعالى ،وفيما يلي عدد
من اآليات التي وردت فيھا الكلمة:
ُون (سورة
ار َھب ِ علَ ْي ُك ْم َوأ َ ْوفُوا ِبعَ ْھدِي أ ُ ِ
وف ِبعَ ْھ ِد ُك ْم َوإِي َ
َّاي فَ ْ ﴿يَا بَ ِني ِإس َْرا ِئي َل ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم ِت َ
ي الَّ ِتي أ َ ْنعَ ْمتُ َ
البقرة :اآلية ﴾ )40
(سورة الحشر :اآلية ﴾ )13 َّللا ذَلِكَ بِأَنَّ ُھ ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْفقَ ُھونَ
ُور ِھ ْم ِمنَ َّ ِ
صد ِ ﴿ َأل َ ْنت ُ ْم أ َ َ
ش ُّد َر ْھبَةً فِي ُ
pg. 58
" و قد وردت في القرآن الكريم عدة ألفاظ تدور معانيھا حول مادة اإلرھاب وھي :الخوف وقد
وردت مادته مئة وثالثا ً وعشرين مرة ،ومادة الرعب وردت خمس مرات ،ومادة الروع وردت
مرة واحدة فقط ،ومادة الفزع وردت ست مرات ،ومادة الرھبة وردت ثماني مرات (".اليوسف ،
1425هـ ،ص) 6
"كما وردت مصطلحات أخرى تندرج ضمن اإلرھاب وھي البغي والطغيان والظلم والعدوان
والخيانة والغدر والقتل والسرقة والحرابة ،وھي صور ووسائل وأدوات ھدامة تشيع الخوف في
المجتمع وترھب اآلمنين فيه وتعوق المسلمين من حسن خالفتھم في األرض وحسن عبادتھم
سبحانه وتعالى و إتقانھم لعمارة الكون ،ولكن ھناك جريمتين من بين ھذه الجرائم أبرزھما
اإلسالم وحدد العقوبات لھما ألھميتھما وخطورتھما على المجتمع اإلسالمي وھما :الحرابة
والبغي ( ".اليوسف 1425 ،هـ ،ص) 6
في اتفاقية الھاي 1917المادة ""22نصت على أن الضرب بالقنابل من الجو يعتبر
عمال غير مشروعا إن كان يھدف إلى إرھاب السكان.
في عام 1934اتخذت عصبة األمم قرارا بتشكيل لجنة خبراء لدراسة ظاھرة اإلرھاب .
في عام 1946وبعد عام من إنشائھا أصدرت الجمعية لألمم المتحدة قرارا باسم "مبادئ
الحقوق الدولية"
صدر قانون "الجرائم التي تھدد السالم واألمن "في عام 1954أول قراراتخذته األمم المتحدة
مختصا بمحاربة اإلرھاب كان القرار رقم"بتاريخ ، 1972/12/18ونص القرار على
إجراءات منع اإلرھاب الدولي ودراسة أسباب وأشكال اإلرھاب.
pg. 59
في سبتمبر 1992أدرج موضوع "اإلرھاب" رسميا في جدول أعمال الجمعية العامة
لألمم المتحدة بھدف وضع تعريف محدد لإلرھاب ..ولكن تم تصريف األمر ب"االستعانة بلجنة
القانون الدولي في ھذا المجال.
وهناك تعريف الدول العربية لإلرهاب الذي تضمنته "االتفاقية العربية لمكافحة اإلرھاب"التي
وقعت في القاھرة في يوم" "1988/4/22حيث نص التعريف لإلرھاب بأنه":كل فعل من
أفعال العنف أو التھديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه ويقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو
جماعي ويھدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعھم بإيذائھم أو تعريض حياتھم أو حريتھم
أو أمنھم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو األمالك العامة أو الخاصة أو
احتاللھا أو االستيالء عليھا أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر" ،وخصصت االتفاقية
العربية فقرة منفصلة لتوضيح أن حاالت الكفاح بمختلف الوسائل ضد االحتالل األجنبي التعد
جريمة وفقا لمبادئ القانون الدولي .
من أشهر تعريفات اإلرهاب من قبل الغربيين تعريف "جيفانوفيتش"حين قال أن "اإلرھاب ھو
عبارة عن أعمال من طبيعتھا أن تثير لدى شخص ما اإلحساس بالتھديد مما ينتج عنه اإلحساس
بالخوف "ومن تعريفات الفقھاء العرب والمسلمين تعريف الدكتور صالح الدين عامر حيث
يقول":إنه اصطالح يستخدم في األزمنة المعاصرة لإلشارة لالستخدام المنظم للعنف لتحقيق
ھدف سياسي وبصفة خاصة جميع أعمال العنف التي تقوم منظمة سياسية بممارستھا بخلق جو
بعدم األمن "ويرى بعض الباحثين أن التعريف األمثل البد أن يشتمل على أمرين :التجريد
والموضوعية والحياد وعدم إغفال أي جانب من جوانب الظاھرة " ( آل ناجي ،د :ت ،ص . ) 4
"وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف واإلرھاب لتحقيق أھداف سياسية ( ".اليوسف ،
1425هـ ،ص. ) 7
"استخدام العنف غير القانوني (أو التھديد به) بأشكاله المختلفة كاالغتيال والتشويه والتعذيب
والتخريب والنسف بغية تحقيق ھدف سياسي معين ،مثل كسر روح المقاومة وااللتزام لدى
األفراد وھدم المعنويات لدى الھيئات والمؤسسات أو وسيلة من الوسائل للحصول على
المعلومات أو المال ،وبشكل عام استخدام اإلكراه إلخضاع طرف مناوئ لمشيئة الجھة
اإلرھابية" ( اليوسف 1425 ،هـ ،ص. ) 7
pg. 60
" واإلرهاب في قاموس علم الجريمة A Dictionary of Criminologyنمط من العنف يتضمن
االستخدام المنظم للقتل أو التھديد باستخدامه أو األذى الجسدي والتدبير إلنزال الرعب أو الذعر
(الصدمة) بجماعة مستھدفة (أوسع مدى من الضحايا الذين أنزل بھم الرعب) إلشاعة أجواء من
الرعب"( اليوسف 1425 ،هـ ،ص. ) 7
"اإلرھاب والعنف والتطرف ھو أي سلوك يھدف إلى إشاعة الرعب أو فرض الرأي بالقوة.
والفساد والتدمير كلھا صور من صور اإلرھاب والعنف والتطرف ،كما أن ترويع اآلمنين
وإحداث الفوضى في المجتمعات المستقرة ھو شكل حديث من أشكال اإلرھاب والعنف
والتطرف الذي أصبح ينمو مع شيوع األفكار المتطرفة التي تھدف إلى إقصاء اآلخر وفرض
األفكار بالقوة والتھديد بالسالح .على أن ھذه األفكار ليست محصورة بمكان أو زمان معين
وإنما أصبح العالم كلھ مسرحا ً لھا ( ".اليوسف 1425 ،هـ ،ص.) 8
" اإلرھاب ھو إستراتيجية عنف محرم دوليا ً ،تحفزھا بواعث عقائدية ،وتتوخى إحداث عنف
مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين ،لتحقيق الوصول إلى السلطة أو للقيام بدعاية
لمطلب أو لمظلمة بغض النظر عن ما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسھم أو نيابة
عنھا أو عن دولة من الدول " (فرج 1426 ،هـ ،ص . ) 16
" اإلرھاب كل استخدام للقوة أو العنف أو التھديد أو الترويع والمحرم شرعا ً يلجأ إليه الجاني
تنفيذا ً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بھدف اإلخالل بالنظام العام أو تعريض سالمة
المجتمع وأمنه للخطر " (فرج 1426 ،هـ ،ص ) 16
ويتضح من التعاريف السابقة التي تم استعراضھا ارتباط اإلرھاب بالعنف وأن اإلرھاب ال بد أن
يجد فكارا ً معينا ً لكي يساعد على انتشاره ھذا الفكر يأخذ نمط التطرف وإقصاء اآلخر.
pg. 61
أنواع اإلرهاب
إرهاب عقائدي :ويشمل اإلرھاب اليساري ،والشيوعي ،وإرھاب اليمين المتطرف ،
واإلرھاب الصھيوني ،والھندوسي .
إرهاب وطني :ويشمل العمليات التي تستھدف إخراج المحتلين أو تدمير آلياتھم
ومصالحھم أو اغتيال رموزھم .
اإلرهاب الديني أو العرقي أو اللغوي :مثل العمليات اإلرھابية التي نفذھا أفراد طائفة
التاميل ضد الحكومة السريالنكية ومثلھا عمليات السيخ الھندوسي ضد المسلمين .
اإلرهاب المرضي :الناتج عن اعتالل عقلي أو نفسي ( ".فرج 1425 ،هـ ،ص) 19
-١إرهاب السلطة ضد رعاياها :مثل محاكم التفتيش في ألمانيا ،وحمالت التطھير الستالينية في
االتحاد السوفيتي .
-٢إرهاب المقهورين والمظلومين :وتمثله حرب الشعوب التي ال تملك قوة أو مددا ً كافيا ً
ليؤھلھا للقيام بحرب تحرير ضد عدوھا .
-٣إرهاب الحروب األهلية الناتجة عن صراع ديني بين مجموعتين سكانية تعيشان معا ً .
-٤إرهاب التخريب وھو إرھاب سياسي أيدولوجي غالبا ً ما ينفذ عن بعد بواسطة منظمة كبيرة
مقرھا خارج المدينة ( " .فرج 1425 ،هـ ،ص. ) 19
pg. 62
صفة اإلرهاب من حيث الفاعل :ويندرج تحته نوعان من اإلرھاب ھما : أ-
اإلرهاب الفردي :ما يقوم به شخص واحد أو عدة أشخاص محدودين من أعمال العنف . •
اإلرهاب الجماعي :وھو إرھاب طائفة دينية ووطنية ضد أخرى أو شعب آخر أو أمة •
ضد أخرى ،ويتخذ شكلين هما :إرھاب المجموعات الوطنية ،وإرھاب المجموعات العقائدية .
االختطاف واحتجاز الرهائن :ويقوم على مفھوم احتجاز أو أسر شخص أو أشخاص •
معينين في مكان سري ،وقد يكون االختطاف للطائرات بكامل ركابھا .
الكمائن :وھي من أنواع الھجوم المباغت والمفاجئ يتم بمقتضاه االستيالء على الھدف •
بعيدا ً عن أنواع الحماية والحراسة التي تخصص له أو يحيط بھا نفسه في مكان إقامته أو عمله .
أسلوب االغتيال :األسلوب المعروف بالعنف اإلرھابي ويتم عادة للسياسيين واإلعالميين •
والليبراليين ،وقد يتم لرجال الدين المعارضين لفكر اإلرھابيين .
أسلوب العنف الطائفي :في مھاجمة بعض المجموعات لبعض المواطنين ،إضافة إلى •
ممتلكاتھم الخاصة ،كذلك مھاجمة المساجد أو الكنائس أو المعابد .
التفجيرات :وھي عادة تتم ألماكن عبادة ،أو أماكن إليواء أشخاص ينظر إليھم على أنھم •
أعداء أو من مواطني دول معادية رغم أن منھم ضحايا لسياسات معينة ،ومسالمين أبرياء ،وقد
تحمل تلك التفجيرات رسالة للدولة التي نفذت فيھا التفجيرات بھدف االبتزاز السياسي أو الديني
أو المالي أو بھدف مواجھة نظام الحكم في تلك الدولة .
وهنالك عمليات أخرى كالقنص والتھديد باإلرھاب والحرب النفسية باستخدام البالغات اإلرھابية
الكاذبة ..وغير ذلك "( فرج1425،هـ ،ص ) 20
pg. 63
أسباب اإلرهاب
"ھناك عوامل قد تھيئ لحدوث الفرصة السانحة للسلوك اإلرھابي ومن ھذه العوامل ما يأتي :
تردي الظروف االقتصادية واالجتماعية. -1
-٦التطرف على المستويات الثالثة السابق ذكرھا ( " ١اليوسف 1425 ،هـ ،ص . )14
-٧اتباع الفتاوى الشاذة واألقوال الضعيفة والواھية ،وأخذ الفتاوى والتوجيھات ممن ال يوثق
بعلمه أو دينه ،والتعصب لھا .مما يؤدي إلى اإلخالل باألمن وشيوع الفوضى وتوھين أمر
السلطان الذي به قوام أمر الناس وصالح أمور معاشھم وحفظ دينھم.
التطرف في محاربة الدين وتناوله بالتجريح والسخرية ھزاء والتصريح بإبعاده عن -8
شؤون الحياة ،والتغاضي عن تھجم الملحدين والمنحرفين عليه وتنقصھم لعلمائه أو كتبه
ومراجعه وتزھيدھم في تعلمه وتعليمه.
العوائق التي تقام في بعض المجتمعات اإلسالمية في وجه الدعوة الصادقة إلى الدين -9
الصحيح النقي المستند إلى الكتاب والسنة وأصول الشرع المعتبرة على وفق فھم سلف ھذه
األمة من الصحابة والتابعين واألئمة المعتبرين .فإن التدين فطرة فطر هللا عباده عليھا ،وال
غنى لھم عنھ ،فمتى حرموا من العلم بالدين الصحيح والعمل به تفرقت بھم السبل وتلقفوا كل
خرافة وتبعوا كل ھوى مطاع وشح متبع.
pg. 64
-11الظلم االجتماعي في بعض المجتمعات ؛ وعدم التمتع بالخدمات األساسية ،كالتعليم
والعالج ،والعمل ،أو انتشار البطالة وشح فرص العمل ،أو تدھور االقتصاد وتدني مداخيل
األفراد ،فكل ذلك من أسباب التذمر والمعاناة ،مما قد يفضي إلى ما ال تحمد عقباه من أعمال
إجرامية.
-11عدم تحكيم الشريعة اإلسالمية في بالد غالبية سكانھا من المسلمين ،وإحالل قوانين
وضعية محلھا مع وفاء الشريعة بمصالح العباد وكمالھا في تحقيق العدالة للمسلمين وغيرھم
ممن يستظل بظلھا ،ويتمتع برعايتھا ،كيف ال وھي شرع هللا الذي﴿ ال َيأْت ِيه ْال َب ِ
اط ُل ِم ْن َبي ِْن َي َد ْي َه
-١٢نزعة التسلط وشھوة التصدر التي قد تدفع ببعض المغامرين إلى نشر الفوضى وزعزعة
أمن البالد ،تمھيدا ً لتحقيق مآربھم غير آبھين بشرع وال نظام وال بيعة ( " .العبد الجبار ،د :ت ،
ص ) 235
ويرى فرج ( 1426هـ ،ص ) 26أن أسباب اإلرھاب تنقسم إلى قسمين :
pg. 65
-٢أسباب سياسية :
كالرغبة في تنبيه الرأي العالمي نحو مشكلة يھتم بھا المنفذون للعملية اإلرھابية ،أو التأثير على
القرارات السياسية ،والسياسة الدولية وعدم قدرتھا على وضع حد للظلم واالضطھاد
والعنصرية واالحتالل ،واستخدام الدول الكبرى لحق النقض ( الفيتو ) ضد أي قرار يصدر
لصالح الدول المحتلة والشعوب المستضعفة ،وغياب الديموقراطية والفراغ السياسي .
pg. 66
التفكك األسري ،و غياب الدور الرقابي للوالدين على األبناء ،وسوء المعاملة الوالدية ،والتدليل
الزائد من الوالدين أو اإلھمال ،وغياب لغة الحوار مع األبناء وإشراكھم في اتخاذ القرارات
خاصة إذا كانت تتعلق مباشرة بمصيرھم كالتعليم والعمل والزواج وغيرھا .
pg. 67
ثانيا ً :األسباب الخاصة :
-٣الجھل بالدين وبفقه العصر ومقتضياته أدى بالشباب إلى إصدار الفتاوى واألحكام
واالستشھادات المختلفة للنصوص دون الرجوع للمختصين في العلوم الشرعية .
-٦عدم فھم حقيقة األمر بالمعروف والنھي عن المنكر ،ومن بيده تغيير المنكر بالقوة.
-٧الخضوع التام والطاعة العمياء لقادة الجماعات اإلرھابية في بعض المجتمعات اإلسالمية
وذلك أيضا ً لسد حاجاتھم المادية .
-٨عدم المشاركة اإليجابية في الحياة االجتماعية ( " .فرج 1426،هـ ،ص .) 32
pg. 68
سمات الشخصية اإلرهابية
/ 2االلتزام المتشدد في محاسبة الناس على النوافل والسنن وكأنھا فرائض واالھتمام
بالجزئيات والفروع والحكم على إھمالھا بالكفر واإللحاد مع فضل من قام بھا في
الدنيا واآلخرة
/3سوء الظن بالناس ،والنظر إليھم من خالل منظار أسود يخفي حسناتھم على حين
يضخم سيئاتھم .
/ 5إدخال الخوف على نفس المسلمين والترويع بالحديث عن مؤامرات تدبر لإلسالم
وتُحاك ضدھم ال صحة لھا
/7يبيح المتطرفون القتل والتمرد على الشعوب الكافرة على حد قولھم وسرقة
أموالھم بحجة توزيعھا على فقراء المسلمين
/8تفشي حاالت التزاوج بين المتطرفين أنفسھم فكل واحد يزوج ابنته أو أخته
لصاحبه ونحو ذلك
/ 9العزلة في المجتمع وھجر الوظائف الحكومية وفي بعض الدول التي تفرض
التجنيد اإلجباري نجدھم يھربون من الخدمة العسكرية .
pg. 69
يحرمون جميع أنواع التعامل مع البنوك دون تفصيل وإيضاح لتعامالت البنك ويعتبرونھا
ّ /11
ممن يتعامل بالربا وأنھم محاربون هلل .
/14الخروج على الحكام من أبرز سماتھم ،ومسوغھم في ذلك دعوى تكفيرھم لعدم
حكمھم بما أنزل هللا أو لمخالفتھم للشرع أو لعمالتھم للغرب الكافر على حد زعمھم.
/ 15الحكم على المجتمعات اإلسالمية المعاصرة بأنھا مجتمعات جاھلية والحكم على
من ال يھجرھا بالكفر ( أي تكفير المجتمعات القائمة ).
/16الحكم على بالد المسلمين التي ال يقيم حاكمھا الحدود الشرعية بأنھا دار كفر ال
دار إسالم .
pg. 70
/ 18التعصب من أبرز سماتھم حيث يصادرون اآلخرين رأيھم ويرون أنھم على حق
ومن عداھم ىلع الضالل والباطل .
/19يبلغ ھذا التطرف مداه حين يُسقط المتطرف عصمة اآلخرين ويستبيح دمائھم أو
أموالھم ألنھم خارجين عن اإلسالم وكفار على حد زعمھم .
/ 21منھجھم المتطرف يقوم على تفسير النصوص حرفيا دون مراعاة مقاصد
الشريعة التي ضمنت حقوق اآلخرين وتحريم االعتداء عليھا
/22ال يؤمنون بالحوار مع اآلخر وال يؤمنون بحرية الدين أو التعامل مع األجنبي وبقائه في
البالد اإلسالمية التي أقرھا إالسالم مستندين على فھم خاطئ لشبھة إخراج المشركين من جزيرة
العرب ولو درسوا سيرة النبي في تعامله مع اليھود في المدينة وكفار قريش في مكة ،وسيرة
اإلمام علي بن أبي طالب رضي هللا عنه في تعامله مع اليھودي واحتكامه إلى القاضي في قضية
الدرع الذي أخذه اليھودي بحكم القاضي ،لعرفوا خطأ اعتقادھم وسوء فھمھم وجھلھم بمقاصد
الشريعة اإلسالمية ( ".العبد الجبار ،د :ت ،ص ) 50
pg. 71
موقف اإلسالم من تحدي اإلرهاب
إن موقف اإلسالم من قضية اإلرھاب موقف واضح حيث أن اإلسالم " يمنع ويعاقب بأشد
العقوبات في مسألة أمن وسالمة المجتمع ..فيقطع يد من يرھب الناس ويأخذ أموالھم ( ويقطع
من خالف ) من عمل على مقاطعة الركبان وقطع طرق معاش الناس وأسفارھم ..وكذلك يعاقب
بأق سى العقوبات الرادعة من تعدى على أعراض الناس وارتكب الفاحشة ..وھكذا تتواصل
العقوبات إلى أعلى سقف في الجريمة ( قتل النفس ) .
هذه العقوبات التي تحفظ أمن وسالمة المجتمع لم يترك تشريعھا حتى للرسول محمد صلى هللا
عليه وسلم ..إنما أنزلھا هللا تعالى بواسطة الوحي ..أما قي ما يتعلق بإرھاب المسلم للكافر فھذا
أيضا ً من أوامر هللا تعالى ألنه سبحانه وتعالى الحكم بالعدل يعلم بوسائل ضبط المجتمع وال
علَ ْيه بِ ِمثْ ِل َما
علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ
فَ َم ِن ا ْعتَدَى َ يرھب المسلم إال من اعتدى عليه يقول هللا تعالى﴿ :
ا ْعتَ َدى َعلَ ْي ُك ْم )(سورة البقرة :من اآلية﴾ )194
إن اإلسالم يدعو المسلم إلى االعتدال والتوازن ،لينشأ المسلم سويا ً ،وبما يحقق له التربية
السليمة بأبعادھا المختلفة .
و التربية اإلسالمية ليست تربية مغالية أو مشطة في أساليبھا واتجاھاتھا ونظرتھا إلى مختلف
جوانب الشخص ية اإلنسانية ،بل تنظر إليھا نظرة وسطية معتدلة متوازنة شمولية " ( الزنتاني ،
1993م ،ص . ) 446
pg. 72
"وخاصية االعتدال في التربية اإلسالمية تكفل لفطرة اإلنسان وطبيعته وكسبه ،كما شاء هللا
تعالى :ھداية اإليمان والعقيدة فتزكي روحه ،وتفتح الفكر وحريته فتنمي عقله وتزيد معارفه
وعلومه ،واتزان الوجدان بانفعاالته ومشاعره وأحاسيسه وعواطفه فترقي خلقه " ( الزنتاني ،
1993م ،ص .) 446
و " يكسب اإلسالم التربية توازنا ً بين النظرية والتطبيق ،وتوازنا ً بين الحياة الدنيا والحياة
اآلخرة ،وتوازنا ً بين أشواق الفرد الروحية وتلبية حاجاته المادية واالجتماعية ،وھذا التوازن
في التربية اإلسالمية يجعلھا أقرب ما تكون إلى طبيعة األشياء " ( غبان وآخرون 1415 ،هـ ،ص
. ) 111
pg. 73
سبل الوقاية والعالج من مشكلة اإلرهاب
إن الوقاية والعالج من مشكلة اإلرھاب والتطرف الديني تكون باألمور التالية :
) ١المبادرة إلى إزالة األسباب المؤدية للجريمة ،والعمل على إحقاق الحق وإبطال الباطل،
واالحتكام إلى شرع هللا تعالى وتطبيقه في مختلف شؤون الحياة ،فال شرع أو في وال أكمل منه
في جلب مصالح العباد ودفع المفاسد عنھم،وال أرفق منه وال أقوم بالعدل وال أرحم.
)2بيان فداحة الضرر العام والخاص الذي يصيب الدولة واألمة والمجتمع واألفراد من
جراء أعمال العنف والتخريب والتدمير.
)3التربية الواعية الھادفة المخطط لھا من أھل العلم والصالح والخبرة ،ووضع منھاج
عملي واضح سھل ميسر لتحقيق ذلك.
)4تحرير المصطلحات الشرعية وضبطھا بضوابط واضحة ،وذلك كمصطلح الجھاد ،ودار
الحرب ،وولي األمر ،ما يجب له وما يجب عليه ،والعھود :عقدھا ونقضھا ( " .العبد الجبار ،د:
ت ،ص . )239
)5تطبيق مبدأ حسن التعامل والحكمة في التعامل مع اآلخرين ،فبه تسعد األمة ،وتسلم
من االنھيار والسقوط ،وال شك أن الحياة تحتاج إلى التعامل مع المسلمين و غير المسلمين من
عموم الكفار من أھل الكتاب وغيرھم كالمجوس والوثنيين حيث ال يمكن أن تتم بدونه ،
والتعا مل الصحيح يسھم في تكوين نظام دقيق ھو األساس في نجاح التعايش وتقبل أفكار
اآلخرين من المسلمين وغيرھم والعدل معھم وعدم ظلمھم ،وإذا كان ھذا مع الكفار ،فھو مع
المسلمين من باب أولى .
) ٦إيجاد الحوار المفتوح من رجال الفكر الديني والعلماء لكل األفكار الواردة أو المتطرفة ،
ومناقشة بعض الجوانب التي تؤدي إلى التطرف .
)٧إشغال الفراغ الفكري للشباب وتوجيھھم وتوعيتھم توعية دينية وإعالمية كافية .
pg. 74
)٩العمل بمبدأ التسامح ،وتقبل اآلخرين كما ھم ،واالنفتاح الفكري .
)١٠األمر بالمعروف والنھي عن المنكر ( باعتبار الغلو والتطرف منكر يجب إنكاره والدعوة
إلى تركه ) وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة .
pg. 75