Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫الباب الرابع‬

‫اإلسالم‬
‫و‬

‫تحدياإلرهاب الفكري‬
‫‪pg. 55‬‬
‫مفھوم اإلرھاب‬ ‫‪‬‬

‫أنواع اإلرھاب‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬أسباب اإلرھاب‬

‫سمات الشخصية اإلرھابية‬ ‫‪‬‬

‫موقف التربية اإلسالمية من تحدي اإلرھاب‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬سبل الوقاية والعالج من مشكلة اإلرھاب‬

‫‪pg. 56‬‬
‫مفهوم اإلرهاب‬
‫اإلرهاب في اللغة ‪:‬‬
‫ف‪ ،‬واال ْسم‪:‬‬ ‫ور ْھباناً‪ ،‬بالضم ويُ َح َّركُ ‪ :‬خا َ‬ ‫يك‪ُ ،‬‬ ‫ور ْھباً‪ ،‬بالضم وبالفتحِ وبالتحر ِ‬ ‫ب ‪َ ،‬كعَ ِل َم‪َ ،‬ر ْھبَةً ُ‬ ‫َر ِھ َ‬
‫َب خ‬‫ألن ت ُ ْرھ َ‬
‫من َر َح ُموت‪ ،‬أي‪ْ :‬‬ ‫خير ْ‬ ‫ور َھبُوتٌ ‪ُ ،‬م َح َّر َكتَي ِْن‪ٌ ،‬‬ ‫والر َھبُوتَى‪َ ،‬‬ ‫َّان‪َّ ،‬‬ ‫الر ْھ َبى‪ ،‬ويُ َ‬
‫ض ُّم ويُ َمد ِ‬ ‫ّ‬
‫ب‬ ‫س ُد ‪ّ ،‬‬
‫كالراھ ِ‬ ‫ع َدهُ ‪ ،‬وال َم ْر ُھ ُ‬
‫وب‪ :‬األ َ‬ ‫من أن ت ُ ْر َح َم ‪ْ ،‬‬
‫وأر َھبَهُ وا ْست َ ْر َھبَهُ ‪ :‬أخافَهُ وتَر ّھبَهُ ‪ :‬ت َ َو ّ‬ ‫ضي ُْر ْ‬
‫ب ‪:‬النَّاقَةُ ال َم ْھ ُزولَةُ‪ ،‬أو ال َج َم ُل العا ِلي ‪،‬‬ ‫والر ْھ ُ‬
‫َّ‬ ‫ب ‪ :‬التَّعّبُّدُ‪،‬‬ ‫بن ّ‬
‫الط ّماحِ‪ ،‬والت ّ َر ّھ ُ‬ ‫س ال ُج َميْحِ ِ‬ ‫‪ ،‬وفَ َر ُ‬
‫يك‪ :‬ال ُك ُّم ‪.‬‬‫قيق ‪ ،‬ج ‪َ :‬ك ِحبا ِل ‪ ،‬وبالت َّ ْح ِر ِ‬ ‫الر ُ‬
‫ص ُل َّ‬ ‫َب ‪َ :‬ر ِكبَهُ ‪ ،‬والنَّ ْ‬ ‫وأرھ َ‬
‫ْ‬

‫ھاب ‪،‬‬‫ط ِن‪ ،‬واأل َ ْر ُ‬‫ف على ال َب ْ‬‫صد ِْر ُم ْش ِر ُ‬ ‫ع ْ‬


‫ظ ُم في ال َّ‬ ‫ي‪َ :‬‬‫الح ْر َماز ُّ‬
‫شدَّد ھَا َءهُ ِ‬
‫ض ُّم ‪ ،‬و َ‬
‫سحا َب ِة ‪ ،‬ويُ َ‬
‫وكال َّ‬
‫س ْك َرى‪ :‬ع ‪ .‬و َ‬
‫س َّم ْوا‪ :‬را ِھبا َ‬ ‫ض‪ ،‬و َك َ‬ ‫عن ال َح ْو ِ‬ ‫وبالكسر‪ :‬قَ ْد ُ‬
‫ع االب ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫صي ُد من َّ‬
‫الطي ِْر‪،‬‬ ‫بالفتحِ‪ :‬ما ال يَ ِ‬
‫و ُم ْر ِھبا َ ‪َ ،‬ك ُم ْح ِس ِن ‪ ،‬و َم ْر ُھوبا َ( الفيروز بادي ‪1993 ،‬م ) ‪.‬‬

‫"رھب رھبا ً من باب تعب خاف واالسم الرھبة فھو راھب من هللا وهللا مرھوب واألصل‬
‫مرھوب عقابه والراھب عابد النصارى من ذلك والجمع رھبان وربما قيل رھابين وترھب‬
‫الراھب انقطع للعبادة والرھبانية من ذلك قال تعالى ‪َ ﴿ :‬و َر ْھ َبا ِنيَّةَ ا ْبت َ َد ُ‬
‫عوھَا(سورة الحديد‪ :‬من‬

‫اآلية‪﴾)27‬‬

‫فَ َما َر َع ْوھَا َح َّق ِر َ‬


‫عا َيت َھا)(سورة‬ ‫مدحھم عليھا ابتدا ًء ثم ذمھم على ترك شرطھا بقوله تعالى ‪﴿ :‬‬
‫الحديد‪:‬من اآلية‪﴾ )27‬‬

‫ألن كفرھم بمحمد صلى هللا عليه وسلم أحبطھا "(الفيومي‪1987،‬م ‪،‬ص‪)92‬‬

‫" َر ِھب ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬يَ ْر َھب َر ْھبَة و ُر ْھبا ‪ ،‬بالضم‪ ،‬و َر َھبَا ‪ ،‬بالتـحريك‪ ،‬أَي خاف َ‬
‫ور ِھب الشي َء‬
‫ور ْھبة ‪ :‬خافَه‪.‬‬ ‫َر ْھبا َ‬
‫ورھَبا َ‬

‫‪pg. 57‬‬
‫والر ْھبة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الر ْغب ِة‬ ‫الر ْھبة‪ :‬الـخ َْو ُ‬
‫ف والفَزَ عُ‪ ،‬جمع بـين َّ‬ ‫وفـي حديث الدُّعاء ‪َ :‬ر ْغبةً و َر ْھبة إِلـيك َّ‬
‫الر ْغبةَ وحدھا‪ ،‬كما تتَقدَّم فـي َّ‬
‫الر ْغب ِة ‪.‬‬ ‫ثم أَعمل َّ‬

‫ِث بھا َر ْھ َبت َه ‪ ،‬قال ابن األثير ھكذا جاء في رواية‬ ‫وفـي حديث َرضاعِ الكبير‪ :‬فبَقيتُ سنَةً ال أ َ َح ّد ُ‬
‫أَي من أَجل رھبته ‪ ،‬وھو منصوب علـى الـمفعول له‪ ،‬وأ َ ْر َھبَه َ‬
‫ور َّھبَه و است َ ْر َھبَه‪ :‬أخافَه وفَ ّزعه‪.‬‬
‫"‪ ( .‬ابن منظور‪ 1410،‬هـ ‪،‬جـ )‬

‫ووردت كلمة الرھبة في القرآن الكريم بمعنى الخشية وتقوى هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وفيما يلي عدد‬
‫من اآليات التي وردت فيھا الكلمة‪:‬‬

‫ب أ َ َخذَ ْاأل َ ْل َوا َ‬


‫ح َوفِي نُ ْس َختِ َھا ُھدًى َو َرحْ َمةٌ ِللَّذِينَ ُھ ْم ِل َر ِبّ ِھ ْم يَ ْر َھبُونَ (سورة‬ ‫سى ْالغَ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ع ْن ُمو َ‬ ‫﴿ َولَ َّما َ‬
‫س َكتَ َ‬ ‫‪‬‬
‫األعراف‪ :‬اآلية ‪﴾ )154‬‬

‫ُون (سورة‬
‫ار َھب ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َوأ َ ْوفُوا ِبعَ ْھدِي أ ُ ِ‬
‫وف ِبعَ ْھ ِد ُك ْم َوإِي َ‬
‫َّاي فَ ْ‬ ‫﴿يَا بَ ِني ِإس َْرا ِئي َل ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم ِت َ‬
‫ي الَّ ِتي أ َ ْنعَ ْمتُ َ‬ ‫‪‬‬
‫البقرة‪ :‬اآلية ‪﴾ )40‬‬

‫عد َُّو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِم ْن دُونِ ِھ ْم َال‬ ‫اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِھبُونَ بِ ِه َ‬


‫عد َُّو َّ ِ‬
‫َّللا َو َ‬ ‫﴿ َوأ َ ِعدُّوا لَ ُھ ْم َما ا ْست َ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم ِم ْن قُ َّوة َو ِم ْن ِربَ ِ‬ ‫‪‬‬
‫َّللا ي َُو َّف ِإلَ ْي ُك ْم َوأَ ْنتُ ْم َال تُ ْظلَ ُمونَ (سورة األنفال‪ :‬اآلية ‪﴾ )60‬‬
‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم ُھ ْم َو َما ت ُ ْن ِفقُوا ِم ْن َ‬
‫ش ْيء فِي َ‬ ‫ت َ ْعلَ ُمونَ ُھ ُم َّ‬

‫﴿قَا َل أ َ ْلقُوا فَلَ َّما أ َ ْلقَ ْوا َ‬


‫س َح ُروا أ َ ْعيُنَ النَّ ِ‬
‫اس َوا ْست َْر َھبُوھُ ْم َو َجا ُءوا بِ ِسحْر َ‬
‫ع ِظيم (سورة األعراف‪ :‬اآلية‬ ‫‪‬‬
‫‪﴾ )116‬‬

‫(سورة الحشر‪ :‬اآلية ‪﴾ )13‬‬ ‫َّللا ذَلِكَ بِأَنَّ ُھ ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْفقَ ُھونَ‬
‫ُور ِھ ْم ِمنَ َّ ِ‬
‫صد ِ‬ ‫﴿ َأل َ ْنت ُ ْم أ َ َ‬
‫ش ُّد َر ْھبَةً فِي ُ‬ ‫‪‬‬

‫‪pg. 58‬‬
‫" و قد وردت في القرآن الكريم عدة ألفاظ تدور معانيھا حول مادة اإلرھاب وھي‪ :‬الخوف وقد‬
‫وردت مادته مئة وثالثا ً وعشرين مرة‪ ،‬ومادة الرعب وردت خمس مرات‪ ،‬ومادة الروع وردت‬
‫مرة واحدة فقط‪ ،‬ومادة الفزع وردت ست مرات‪ ،‬ومادة الرھبة وردت ثماني مرات‪ (".‬اليوسف ‪،‬‬
‫‪1425‬هـ ‪ ،‬ص‪) 6‬‬

‫"كما وردت مصطلحات أخرى تندرج ضمن اإلرھاب وھي البغي والطغيان والظلم والعدوان‬
‫والخيانة والغدر والقتل والسرقة والحرابة‪ ،‬وھي صور ووسائل وأدوات ھدامة تشيع الخوف في‬
‫المجتمع وترھب اآلمنين فيه وتعوق المسلمين من حسن خالفتھم في األرض وحسن عبادتھم‬
‫سبحانه وتعالى و إتقانھم لعمارة الكون‪ ،‬ولكن ھناك جريمتين من بين ھذه الجرائم أبرزھما‬
‫اإلسالم وحدد العقوبات لھما ألھميتھما وخطورتھما على المجتمع اإلسالمي وھما‪ :‬الحرابة‬
‫والبغي‪ ( ".‬اليوسف ‪1425 ،‬هـ ‪ ،‬ص‪) 6‬‬

‫اإلرهاب اصطالحا ً ‪:‬‬

‫"التطور التاريخي لتعريف اإلرهاب‪:‬‬

‫‪ ‬في اتفاقية الھاي ‪ 1917‬المادة "‪"22‬نصت على أن الضرب بالقنابل من الجو يعتبر‬
‫عمال غير مشروعا إن كان يھدف إلى إرھاب السكان‪.‬‬

‫في عام ‪ 1934‬اتخذت عصبة األمم قرارا بتشكيل لجنة خبراء لدراسة ظاھرة اإلرھاب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬في عام ‪ 1946‬وبعد عام من إنشائھا أصدرت الجمعية لألمم المتحدة قرارا باسم "مبادئ‬
‫الحقوق الدولية"‬

‫صدر قانون "الجرائم التي تھدد السالم واألمن "في عام ‪ 1954‬أول قراراتخذته األمم المتحدة‬
‫مختصا بمحاربة اإلرھاب كان القرار رقم"بتاريخ ‪، 1972/12/18‬ونص القرار على‬
‫إجراءات منع اإلرھاب الدولي ودراسة أسباب وأشكال اإلرھاب‪.‬‬

‫‪pg. 59‬‬
‫‪ ‬في سبتمبر ‪ 1992‬أدرج موضوع "اإلرھاب" رسميا في جدول أعمال الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة بھدف وضع تعريف محدد لإلرھاب ‪..‬ولكن تم تصريف األمر ب"االستعانة بلجنة‬
‫القانون الدولي في ھذا المجال‪.‬‬

‫وهناك تعريف الدول العربية لإلرهاب الذي تضمنته "االتفاقية العربية لمكافحة اإلرھاب"التي‬
‫وقعت في القاھرة في يوم"‪ "1988/4/22‬حيث نص التعريف لإلرھاب بأنه‪":‬كل فعل من‬
‫أفعال العنف أو التھديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه ويقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو‬
‫جماعي ويھدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعھم بإيذائھم أو تعريض حياتھم أو حريتھم‬
‫أو أمنھم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو األمالك العامة أو الخاصة أو‬
‫احتاللھا أو االستيالء عليھا أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر" ‪،‬وخصصت االتفاقية‬
‫العربية فقرة منفصلة لتوضيح أن حاالت الكفاح بمختلف الوسائل ضد االحتالل األجنبي التعد‬
‫جريمة وفقا لمبادئ القانون الدولي ‪.‬‬

‫من أشهر تعريفات اإلرهاب من قبل الغربيين تعريف "جيفانوفيتش"حين قال أن "اإلرھاب ھو‬
‫عبارة عن أعمال من طبيعتھا أن تثير لدى شخص ما اإلحساس بالتھديد مما ينتج عنه اإلحساس‬
‫بالخوف "ومن تعريفات الفقھاء العرب والمسلمين تعريف الدكتور صالح الدين عامر حيث‬
‫يقول‪":‬إنه اصطالح يستخدم في األزمنة المعاصرة لإلشارة لالستخدام المنظم للعنف لتحقيق‬
‫ھدف سياسي وبصفة خاصة جميع أعمال العنف التي تقوم منظمة سياسية بممارستھا بخلق جو‬
‫بعدم األمن "ويرى بعض الباحثين أن التعريف األمثل البد أن يشتمل على أمرين ‪:‬التجريد‬
‫والموضوعية والحياد وعدم إغفال أي جانب من جوانب الظاھرة " ( آل ناجي ‪ ،‬د‪ :‬ت ‪ ،‬ص ‪. ) 4‬‬

‫"وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف واإلرھاب لتحقيق أھداف سياسية‪ ( ".‬اليوسف ‪،‬‬
‫‪1425‬هـ ‪،‬ص‪. ) 7‬‬

‫"استخدام العنف غير القانوني (أو التھديد به) بأشكاله المختلفة كاالغتيال والتشويه والتعذيب‬
‫والتخريب والنسف بغية تحقيق ھدف سياسي معين‪ ،‬مثل كسر روح المقاومة وااللتزام لدى‬
‫األفراد وھدم المعنويات لدى الھيئات والمؤسسات أو وسيلة من الوسائل للحصول على‬
‫المعلومات أو المال‪ ،‬وبشكل عام استخدام اإلكراه إلخضاع طرف مناوئ لمشيئة الجھة‬
‫اإلرھابية" ( اليوسف ‪1425 ،‬هـ ‪،‬ص‪. ) 7‬‬

‫‪pg. 60‬‬
‫" واإلرهاب في قاموس علم الجريمة ‪ A Dictionary of Criminology‬نمط من العنف يتضمن‬
‫االستخدام المنظم للقتل أو التھديد باستخدامه أو األذى الجسدي والتدبير إلنزال الرعب أو الذعر‬
‫(الصدمة) بجماعة مستھدفة (أوسع مدى من الضحايا الذين أنزل بھم الرعب) إلشاعة أجواء من‬
‫الرعب"( اليوسف ‪1425 ،‬هـ ‪،‬ص‪. ) 7‬‬

‫"اإلرھاب والعنف والتطرف ھو أي سلوك يھدف إلى إشاعة الرعب أو فرض الرأي بالقوة‪.‬‬
‫والفساد والتدمير كلھا صور من صور اإلرھاب والعنف والتطرف ‪ ،‬كما أن ترويع اآلمنين‬
‫وإحداث الفوضى في المجتمعات المستقرة ھو شكل حديث من أشكال اإلرھاب والعنف‬
‫والتطرف الذي أصبح ينمو مع شيوع األفكار المتطرفة التي تھدف إلى إقصاء اآلخر وفرض‬
‫األفكار بالقوة والتھديد بالسالح‪ .‬على أن ھذه األفكار ليست محصورة بمكان أو زمان معين‬
‫وإنما أصبح العالم كلھ مسرحا ً لھا‪ ( ".‬اليوسف ‪1425 ،‬هـ ‪،‬ص‪.) 8‬‬

‫" اإلرھاب ھو إستراتيجية عنف محرم دوليا ً ‪ ،‬تحفزھا بواعث عقائدية ‪ ،‬وتتوخى إحداث عنف‬
‫مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين ‪ ،‬لتحقيق الوصول إلى السلطة أو للقيام بدعاية‬
‫لمطلب أو لمظلمة بغض النظر عن ما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسھم أو نيابة‬
‫عنھا أو عن دولة من الدول " (فرج ‪1426 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪. ) 16‬‬

‫" اإلرھاب كل استخدام للقوة أو العنف أو التھديد أو الترويع والمحرم شرعا ً يلجأ إليه الجاني‬
‫تنفيذا ً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بھدف اإلخالل بالنظام العام أو تعريض سالمة‬
‫المجتمع وأمنه للخطر " (فرج ‪1426 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪) 16‬‬

‫ويتضح من التعاريف السابقة التي تم استعراضھا ارتباط اإلرھاب بالعنف وأن اإلرھاب ال بد أن‬
‫يجد فكارا ً معينا ً لكي يساعد على انتشاره ھذا الفكر يأخذ نمط التطرف وإقصاء اآلخر‪.‬‬

‫‪pg. 61‬‬
‫أنواع اإلرهاب‬

‫‪ ‬إرهاب عقائدي‪ :‬ويشمل اإلرھاب اليساري ‪ ،‬والشيوعي ‪ ،‬وإرھاب اليمين المتطرف ‪،‬‬
‫واإلرھاب الصھيوني ‪ ،‬والھندوسي ‪.‬‬

‫‪ ‬إرهاب وطني‪ :‬ويشمل العمليات التي تستھدف إخراج المحتلين أو تدمير آلياتھم‬
‫ومصالحھم أو اغتيال رموزھم ‪.‬‬

‫‪ ‬اإلرهاب الديني أو العرقي أو اللغوي‪ :‬مثل العمليات اإلرھابية التي نفذھا أفراد طائفة‬
‫التاميل ضد الحكومة السريالنكية ومثلھا عمليات السيخ الھندوسي ضد المسلمين ‪.‬‬

‫اإلرهاب المرضي‪ :‬الناتج عن اعتالل عقلي أو نفسي ‪ ( ".‬فرج ‪1425 ،‬هـ ‪ ،‬ص‪) 19‬‬ ‫‪‬‬

‫ويمكن تقسيم اإلرھاب أيضا ً إلى أربعة أقسام ‪:‬‬

‫‪-١‬إرهاب السلطة ضد رعاياها‪ :‬مثل محاكم التفتيش في ألمانيا ‪ ،‬وحمالت التطھير الستالينية في‬
‫االتحاد السوفيتي ‪.‬‬

‫‪-٢‬إرهاب المقهورين والمظلومين ‪ :‬وتمثله حرب الشعوب التي ال تملك قوة أو مددا ً كافيا ً‬
‫ليؤھلھا للقيام بحرب تحرير ضد عدوھا ‪.‬‬

‫‪-٣‬إرهاب الحروب األهلية الناتجة عن صراع ديني بين مجموعتين سكانية تعيشان معا ً ‪.‬‬

‫‪-٤‬إرهاب التخريب وھو إرھاب سياسي أيدولوجي غالبا ً ما ينفذ عن بعد بواسطة منظمة كبيرة‬
‫مقرھا خارج المدينة ‪ ( " .‬فرج ‪1425 ،‬هـ ‪ ،‬ص‪. ) 19‬‬

‫ويمكن تصنيف اإلرھاب إلى صنفين رئيسين هما ‪:‬‬

‫‪pg. 62‬‬
‫صفة اإلرهاب من حيث الفاعل ‪ :‬ويندرج تحته نوعان من اإلرھاب ھما ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫اإلرهاب الفردي ‪ :‬ما يقوم به شخص واحد أو عدة أشخاص محدودين من أعمال العنف ‪.‬‬ ‫•‬

‫اإلرهاب الجماعي ‪ :‬وھو إرھاب طائفة دينية ووطنية ضد أخرى أو شعب آخر أو أمة‬ ‫•‬
‫ضد أخرى ‪ ،‬ويتخذ شكلين هما ‪ :‬إرھاب المجموعات الوطنية ‪ ،‬وإرھاب المجموعات العقائدية ‪.‬‬

‫صفة اإلرهاب من حيث الفعل ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫االختطاف واحتجاز الرهائن‪ :‬ويقوم على مفھوم احتجاز أو أسر شخص أو أشخاص‬ ‫•‬
‫معينين في مكان سري ‪ ،‬وقد يكون االختطاف للطائرات بكامل ركابھا ‪.‬‬

‫الكمائن ‪ :‬وھي من أنواع الھجوم المباغت والمفاجئ يتم بمقتضاه االستيالء على الھدف‬ ‫•‬
‫بعيدا ً عن أنواع الحماية والحراسة التي تخصص له أو يحيط بھا نفسه في مكان إقامته أو عمله ‪.‬‬

‫أسلوب االغتيال ‪ :‬األسلوب المعروف بالعنف اإلرھابي ويتم عادة للسياسيين واإلعالميين‬ ‫•‬
‫والليبراليين ‪ ،‬وقد يتم لرجال الدين المعارضين لفكر اإلرھابيين ‪.‬‬

‫أسلوب العنف الطائفي‪ :‬في مھاجمة بعض المجموعات لبعض المواطنين‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫•‬
‫ممتلكاتھم الخاصة ‪ ،‬كذلك مھاجمة المساجد أو الكنائس أو المعابد ‪.‬‬

‫التفجيرات‪ :‬وھي عادة تتم ألماكن عبادة ‪ ،‬أو أماكن إليواء أشخاص ينظر إليھم على أنھم‬ ‫•‬
‫أعداء أو من مواطني دول معادية رغم أن منھم ضحايا لسياسات معينة ‪ ،‬ومسالمين أبرياء ‪ ،‬وقد‬
‫تحمل تلك التفجيرات رسالة للدولة التي نفذت فيھا التفجيرات بھدف االبتزاز السياسي أو الديني‬
‫أو المالي أو بھدف مواجھة نظام الحكم في تلك الدولة ‪.‬‬
‫وهنالك عمليات أخرى كالقنص والتھديد باإلرھاب والحرب النفسية باستخدام البالغات اإلرھابية‬
‫الكاذبة ‪ ..‬وغير ذلك "( فرج‪1425،‬هـ ‪ ،‬ص ‪) 20‬‬

‫‪pg. 63‬‬
‫أسباب اإلرهاب‬

‫"ھناك عوامل قد تھيئ لحدوث الفرصة السانحة للسلوك اإلرھابي ومن ھذه العوامل ما يأتي ‪:‬‬
‫تردي الظروف االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫قيام أنماط من السلوك المشابھة في بقاع أخرى من العالم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫عدم وجود منافذ للجوار‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫القناعة باستحالة تغيير الواقع بأي وسيلة أخرى‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫وجود رموز فكرية تتُن َّ‬


‫َظ ر للسلوك المنحرف‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ -٦‬التطرف على المستويات الثالثة السابق ذكرھا‪ ( " ١‬اليوسف‪ 1425 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪. )14‬‬

‫‪ -٧‬اتباع الفتاوى الشاذة واألقوال الضعيفة والواھية‪ ،‬وأخذ الفتاوى والتوجيھات ممن ال يوثق‬
‫بعلمه أو دينه‪ ،‬والتعصب لھا‪ .‬مما يؤدي إلى اإلخالل باألمن وشيوع الفوضى وتوھين أمر‬
‫السلطان الذي به قوام أمر الناس وصالح أمور معاشھم وحفظ دينھم‪.‬‬

‫التطرف في محاربة الدين وتناوله بالتجريح والسخرية ھزاء والتصريح بإبعاده عن‬ ‫‪-8‬‬
‫شؤون الحياة‪ ،‬والتغاضي عن تھجم الملحدين والمنحرفين عليه وتنقصھم لعلمائه أو كتبه‬
‫ومراجعه وتزھيدھم في تعلمه وتعليمه‪.‬‬

‫العوائق التي تقام في بعض المجتمعات اإلسالمية في وجه الدعوة الصادقة إلى الدين‬ ‫‪-9‬‬
‫الصحيح النقي المستند إلى الكتاب والسنة وأصول الشرع المعتبرة على وفق فھم سلف ھذه‬
‫األمة من الصحابة والتابعين واألئمة المعتبرين‪ .‬فإن التدين فطرة فطر هللا عباده عليھا‪ ،‬وال‬
‫غنى لھم عنھ‪ ،‬فمتى حرموا من العلم بالدين الصحيح والعمل به تفرقت بھم السبل وتلقفوا كل‬
‫خرافة وتبعوا كل ھوى مطاع وشح متبع‪.‬‬

‫‪pg. 64‬‬
‫‪ -11‬الظلم االجتماعي في بعض المجتمعات ؛ وعدم التمتع بالخدمات األساسية‪ ،‬كالتعليم‬
‫والعالج‪ ،‬والعمل‪ ،‬أو انتشار البطالة وشح فرص العمل‪ ،‬أو تدھور االقتصاد وتدني مداخيل‬
‫األفراد‪ ،‬فكل ذلك من أسباب التذمر والمعاناة‪ ،‬مما قد يفضي إلى ما ال تحمد عقباه من أعمال‬
‫إجرامية‪.‬‬

‫‪ -11‬عدم تحكيم الشريعة اإلسالمية في بالد غالبية سكانھا من المسلمين‪ ،‬وإحالل قوانين‬
‫وضعية محلھا مع وفاء الشريعة بمصالح العباد وكمالھا في تحقيق العدالة للمسلمين وغيرھم‬

‫ممن يستظل بظلھا‪ ،‬ويتمتع برعايتھا‪ ،‬كيف ال وھي شرع هللا الذي﴿ ال َيأْت ِيه ْال َب ِ‬
‫اط ُل ِم ْن َبي ِْن َي َد ْي َه‬

‫َوال ِم ْن خ َْل ِف ِه تَ ْن ِزي ٌل ِم ْن َح ِكيم َح ِميد (سورة فصلت ‪:‬اآلية ‪﴾)42‬‬

‫‪ -١٢‬نزعة التسلط وشھوة التصدر التي قد تدفع ببعض المغامرين إلى نشر الفوضى وزعزعة‬
‫أمن البالد‪ ،‬تمھيدا ً لتحقيق مآربھم غير آبھين بشرع وال نظام وال بيعة‪ ( " .‬العبد الجبار ‪ ،‬د‪ :‬ت ‪،‬‬
‫ص ‪) 235‬‬

‫ويرى فرج ( ‪1426‬هـ ‪ ،‬ص ‪ ) 26‬أن أسباب اإلرھاب تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬

‫أوال ً ‪ :‬أألسباب العامة بظاهرة اإلرهاب في العالم ‪:‬‬

‫‪-١‬أسباب جغرافية ‪:‬‬


‫كاتساع حدود الدول بالنسبة للقوات المسلحة وأجھزة األمن بھا والتي تتسم بالضعف واالنتماءات‬
‫الطائفية لقياداتھا ‪ ،‬وتوفر أماكن وتضاريس معينة ومناطق عشوائية تصلح كمخابئ للمترددين‬
‫وتسھل العمليات اإلرھابية ‪.‬‬

‫‪pg. 65‬‬
‫‪-٢‬أسباب سياسية ‪:‬‬
‫كالرغبة في تنبيه الرأي العالمي نحو مشكلة يھتم بھا المنفذون للعملية اإلرھابية ‪ ،‬أو التأثير على‬
‫القرارات السياسية ‪ ،‬والسياسة الدولية وعدم قدرتھا على وضع حد للظلم واالضطھاد‬
‫والعنصرية واالحتالل ‪ ،‬واستخدام الدول الكبرى لحق النقض ( الفيتو ) ضد أي قرار يصدر‬
‫لصالح الدول المحتلة والشعوب المستضعفة ‪،‬وغياب الديموقراطية والفراغ السياسي ‪.‬‬

‫‪-٣‬أسباب مرضية ونفسية ‪:‬‬


‫كالفشل والعجز واليأس واإلحباط والملل والحياة الروتينية التي يحياھا كثير من الشباب ‪ ،‬وسيادة‬
‫مشاعر األنانية عند األغنياء ‪ ،‬وعدم االحترام المتبادل ‪ ،‬والبطالة ‪ ،‬واالختالالت العقلية التي‬
‫تؤدي بدورھا إلى العنف والحقد على المجتمع وأفراده واالنتقام منھم ‪.‬‬

‫‪-٤‬أسباب إعالمية ‪:‬‬


‫غالبية وسائل اإلعالم غارقة في برامج بعيدة عن واقع المسلمين المعاصر ‪ ،‬وبعيدة عن تطلعات‬
‫الشباب وتلمس احتياجاتھم ومناقشة مشكالتھم ‪ ،‬وبث الوعي الديني الصحيح مما يجعلھا تساھم‬
‫بشكل أو بآخر في تغذية الشعور بالتطرف واإلرھاب ‪.‬‬

‫‪-٥‬أسباب اقتصادية ‪:‬‬


‫األزمات االقتصادية للدول والمجتمعات المطحونة من األسباب الخطيرة والمحركة لموجات‬
‫اإلرھاب في العالم كما أن التقدم العلمي والتكنولوجي لألنظمة المصرفية في العالم زاد من‬
‫سھولة انتقال وتحويل األموال بين شبكات اإلرھابيين وال ننسى معاناة األفراد في دول العالم‬
‫الثالث من مشكالت اقتصادية تتعلق باإلسكان والديون والبطالة والفقر والتضخم في األسعار‬
‫والمواصالت والصحة ‪.‬‬

‫‪-٦‬أسباب أسرية ‪:‬‬

‫‪pg. 66‬‬
‫التفكك األسري ‪ ،‬و غياب الدور الرقابي للوالدين على األبناء ‪ ،‬وسوء المعاملة الوالدية ‪ ،‬والتدليل‬
‫الزائد من الوالدين أو اإلھمال ‪ ،‬وغياب لغة الحوار مع األبناء وإشراكھم في اتخاذ القرارات‬
‫خاصة إذا كانت تتعلق مباشرة بمصيرھم كالتعليم والعمل والزواج وغيرھا ‪.‬‬

‫‪-٧‬جماعة األصدقاء ‪:‬‬


‫و ھي من أھم العوامل التي تؤدي بالفرد إلى االنخراط في جماعات التطرف واإلرھاب لما لھا‬
‫من دور في التأثير والتحريض ‪ ،‬وانخراط الشباب في ھذه الجماعات يكون أحيانا ً بدافع الصداقة‬
‫أو المصلحة المالية أو نتيجة التأثير واإليحاء من األصدقاء ‪.‬‬

‫‪-٨‬أسباب تربوية ‪:‬‬


‫نقص وضعف الثقافة الدينية في المناھج التعليمية من االبتدائي وحتى الجامعة في معظم البالد‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬واالعتماد على طرائق تدريس تقليدية كالتلقين والحفظ وإغفال طرائق التدريس التي‬
‫تنمي الحوار واالبداع والتحليل والتخيل ‪ ،‬كذلك إسناد المواد الدينية لغير المتخصصين في العلوم‬
‫الشرعية وعدم وضع برامج تربوية لمواجھة التحديات الداخلية والخارجية ومنھا اإلرھاب ‪ ،‬وال‬
‫ننسى التطرف في تدريس المواد الدينية وفھمھا بطريقة ال تتفق مع أھداف تعليمھا وتعلمھا ‪ ،‬كل‬
‫ذلك ھيأ لخروج تيارات متطرفة انتھى بھا الحال إلى اللجوء إلى العنف واإلرھاب كوسيلة‬
‫لتحقيق أغراضھم ‪.‬‬

‫‪-٩‬أسباب فكرية ‪:‬‬


‫يعاني العالم اإلسالمي اليوم من انقسامات فكرية حادة بين تيارات مختلفة ‪ ،‬وأبرز هذه التيارات‪:‬‬
‫تيار علماني يدعو إلى بناء الحياة على أساس علماني بمنأى عن القيود الشرعية والتقاليد والقيم‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫وفي الجانب اآلخر نجد التيار الديني المتطرف البعيد عن الوسطية واالعتدال ‪ ،‬وكل جانب‬
‫يرفض فكر اآلخر ويقاومه وينظر إليه نظرة ريب وشك ‪ ،‬وقد أوحى ھذا الوضع لبعض‬
‫المتطرفين من جھلة المسلمين لسلوك طريق اإلرھاب الذي ال يقره الدين وال يتفق مع أي توجه‬
‫حضاري ‪( " .‬فرج ‪1426،‬هـ ‪ ،‬ص ‪) 26‬‬

‫‪pg. 67‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬األسباب الخاصة ‪:‬‬

‫‪-١‬نقص التربية الدينية في بعض المجتمعات اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪-٢‬إساءة الطريقة واألسلوب التربوي في توصيل الثقافة الدينية ‪.‬‬

‫‪-٣‬الجھل بالدين وبفقه العصر ومقتضياته أدى بالشباب إلى إصدار الفتاوى واألحكام‬
‫واالستشھادات المختلفة للنصوص دون الرجوع للمختصين في العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫‪-٤‬التطورات على الساحة اإلسالمية والمتغيرات السياسية واالجتماعية واالقتصادية ‪.‬‬


‫‪-٥‬الفراغ الديني لدى الشباب وانشغالھم بمسائل فرعية وخالفية في الدين ‪.‬‬

‫‪-٦‬عدم فھم حقيقة األمر بالمعروف والنھي عن المنكر ‪ ،‬ومن بيده تغيير المنكر بالقوة‪.‬‬

‫‪ -٧‬الخضوع التام والطاعة العمياء لقادة الجماعات اإلرھابية في بعض المجتمعات اإلسالمية‬
‫وذلك أيضا ً لسد حاجاتھم المادية ‪.‬‬

‫‪-٨‬عدم المشاركة اإليجابية في الحياة االجتماعية ‪( " .‬فرج ‪1426،‬هـ ‪ ،‬ص ‪.) 32‬‬

‫‪pg. 68‬‬
‫سمات الشخصية اإلرهابية‬

‫‪ /1‬الجور على حقوق أخرى يجب ُ‬


‫أن راعى‪ ،‬وواجبات يجب أن تؤدى حفطھا‬
‫الشارع الحكيم ورتب األجر على من حافظ عليھا‬

‫‪ / 2‬االلتزام المتشدد في محاسبة الناس على النوافل والسنن وكأنھا فرائض واالھتمام‬
‫بالجزئيات والفروع والحكم على إھمالھا بالكفر واإللحاد مع فضل من قام بھا في‬
‫الدنيا واآلخرة‬
‫‪ /3‬سوء الظن بالناس ‪ ،‬والنظر إليھم من خالل منظار أسود يخفي حسناتھم على حين‬
‫يضخم سيئاتھم ‪.‬‬

‫‪ /4‬الغلظة في التعامل والخشونة في األسلوب والفظاظة في الدعوة‬

‫‪ / 5‬إدخال الخوف على نفس المسلمين والترويع بالحديث عن مؤامرات تدبر لإلسالم‬
‫وتُحاك ضدھم ال صحة لھا‬

‫‪ / 6‬أغلب المتطرفين من أنصاف المتعلمين ومصادر تعلمھم بالسماع من الخطباء‬


‫والوعاظ مباشرة أو عبر التقنيات الجديدة‬

‫‪ /7‬يبيح المتطرفون القتل والتمرد على الشعوب الكافرة على حد قولھم وسرقة‬
‫أموالھم بحجة توزيعھا على فقراء المسلمين‬

‫‪ /8‬تفشي حاالت التزاوج بين المتطرفين أنفسھم فكل واحد يزوج ابنته أو أخته‬
‫لصاحبه ونحو ذلك‬

‫‪ / 9‬العزلة في المجتمع وھجر الوظائف الحكومية وفي بعض الدول التي تفرض‬
‫التجنيد اإلجباري نجدھم يھربون من الخدمة العسكرية ‪.‬‬

‫‪pg. 69‬‬
‫يحرمون جميع أنواع التعامل مع البنوك دون تفصيل وإيضاح لتعامالت البنك ويعتبرونھا‬
‫‪ّ /11‬‬
‫ممن يتعامل بالربا وأنھم محاربون هلل ‪.‬‬

‫‪/11‬ال يعترفون بالبطاقات الشخصية أو العائلية أو وجود التلفزيون والراديو في‬


‫حاالت نادرة ويعتبرونھا وسائل للشيطان ودليل على الفساد بوجه عام دون النظر‬
‫للفائدة والخير المتاح من استخدامھا‬
‫‪ /12‬تتسم الشخصية المتطرفة على المستوى العقلي بأسلوب مغلق جامد عن التفكير‬
‫أو ليس لديه القدرة على تقبُل أية معتقدات تختلف عن معتقداتھا أو أفكارھا أو‬
‫معتقدات جماعتھا وعدم القدرة على التأمل والتفكير واإلبداع ‪.‬‬

‫المتطرفون بشدة االنفعال واالندفاع والعدوان والعنف والغضب عند أقل‬


‫َّ‬ ‫‪ /13‬يتسم‬
‫استثارة ‪ ،‬فالكراھية مطلقة وعنيفة للمخالف أو للمعارض في الرأي والحب الذي‬
‫يصل إلى حد التقديس والطاعة العمياء لرموز ھذا الرأي خاصة في فئات الشباب‬

‫‪ /14‬الخروج على الحكام من أبرز سماتھم ‪ ،‬ومسوغھم في ذلك دعوى تكفيرھم لعدم‬
‫حكمھم بما أنزل هللا أو لمخالفتھم للشرع أو لعمالتھم للغرب الكافر على حد زعمھم‪.‬‬

‫‪ / 15‬الحكم على المجتمعات اإلسالمية المعاصرة بأنھا مجتمعات جاھلية والحكم على‬
‫من ال يھجرھا بالكفر ( أي تكفير المجتمعات القائمة )‪.‬‬

‫‪ /16‬الحكم على بالد المسلمين التي ال يقيم حاكمھا الحدود الشرعية بأنھا دار كفر ال‬
‫دار إسالم ‪.‬‬

‫‪ /17‬يرجعون في جذورھم للخوارج في مسألة التكفير والحاكمية‬

‫‪pg. 70‬‬
‫‪ / 18‬التعصب من أبرز سماتھم حيث يصادرون اآلخرين رأيھم ويرون أنھم على حق‬
‫ومن عداھم ىلع الضالل والباطل ‪.‬‬

‫‪ /19‬يبلغ ھذا التطرف مداه حين يُسقط المتطرف عصمة اآلخرين ويستبيح دمائھم أو‬
‫أموالھم ألنھم خارجين عن اإلسالم وكفار على حد زعمھم ‪.‬‬

‫‪ / 21‬منھجھم المتطرف يقوم على تفسير النصوص حرفيا دون مراعاة مقاصد‬
‫الشريعة التي ضمنت حقوق اآلخرين وتحريم االعتداء عليھا‬

‫‪ /21‬يقوم المتطرفون واإلرھابيون بتكوين منظمات وخاليا سرية يتم من خاللھا‬


‫التغرير بالشباب للقيام بأعمال عنف وإرھاب ضد القادة أو معارضيھم من العلماء‬
‫والدعاة اآلخرين أو من العلمانيين على حد قولھم ‪ ،‬والھدف إشاعة الفوضى‬
‫واالنتفاضة على مرافق الحكم للوصول إلى سدة الحكم تحقيقا لمبدأ الحاكمية الذي‬
‫يؤمنون بھ ويحلمون بالوصول إليه ‪.‬‬

‫‪ /22‬ال يؤمنون بالحوار مع اآلخر وال يؤمنون بحرية الدين أو التعامل مع األجنبي وبقائه في‬
‫البالد اإلسالمية التي أقرھا إالسالم مستندين على فھم خاطئ لشبھة إخراج المشركين من جزيرة‬
‫العرب ولو درسوا سيرة النبي في تعامله مع اليھود في المدينة وكفار قريش في مكة ‪ ،‬وسيرة‬
‫اإلمام علي بن أبي طالب رضي هللا عنه في تعامله مع اليھودي واحتكامه إلى القاضي في قضية‬
‫الدرع الذي أخذه اليھودي بحكم القاضي ‪ ،‬لعرفوا خطأ اعتقادھم وسوء فھمھم وجھلھم بمقاصد‬
‫الشريعة اإلسالمية ‪ ( ".‬العبد الجبار ‪ ،‬د‪ :‬ت ‪ ،‬ص ‪) 50‬‬

‫‪pg. 71‬‬
‫موقف اإلسالم من تحدي اإلرهاب‬

‫إن موقف اإلسالم من قضية اإلرھاب موقف واضح حيث أن اإلسالم " يمنع ويعاقب بأشد‬
‫العقوبات في مسألة أمن وسالمة المجتمع ‪ ..‬فيقطع يد من يرھب الناس ويأخذ أموالھم ( ويقطع‬
‫من خالف ) من عمل على مقاطعة الركبان وقطع طرق معاش الناس وأسفارھم ‪ ..‬وكذلك يعاقب‬
‫بأق سى العقوبات الرادعة من تعدى على أعراض الناس وارتكب الفاحشة ‪ ..‬وھكذا تتواصل‬
‫العقوبات إلى أعلى سقف في الجريمة ( قتل النفس ) ‪.‬‬

‫هذه العقوبات التي تحفظ أمن وسالمة المجتمع لم يترك تشريعھا حتى للرسول محمد صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ..‬إنما أنزلھا هللا تعالى بواسطة الوحي ‪ ..‬أما قي ما يتعلق بإرھاب المسلم للكافر فھذا‬
‫أيضا ً من أوامر هللا تعالى ألنه سبحانه وتعالى الحكم بالعدل يعلم بوسائل ضبط المجتمع وال‬
‫علَ ْيه بِ ِمثْ ِل َما‬
‫علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ‬
‫فَ َم ِن ا ْعتَدَى َ‬ ‫يرھب المسلم إال من اعتدى عليه يقول هللا تعالى‪﴿ :‬‬
‫ا ْعتَ َدى َعلَ ْي ُك ْم )(سورة البقرة‪ :‬من اآلية‪﴾ )194‬‬

‫عد َُّو ُك ْم‬ ‫اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِھبُونَ بِ ِه َ‬


‫عد َُّو َّ ِ‬
‫َّللا َو َ‬ ‫ويقول هللا تعالى ‪َ ﴿ :‬وأ َ ِعدُّوا لَ ُھ ْم َما ا ْست َ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم ِم ْن قُ َّوة َو ِم ْن ِربَ ِ‬
‫ُظلَ ُمونَ (سورة‬ ‫ف إِلَ ْي ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم َال ْ‬ ‫سبِي ِل َّ ِ‬
‫َّللا ي َُو َّ‬ ‫ش ْيء فِي َ‬ ‫َوآخ َِرينَ ِم ْن دُونِ ِھ ْم َال ت َ ْعلَ ُمونَ ُھ ُم َّ‬
‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم ُھ ْم َو َما ت ُ ْن ِفقُوا ِم ْن َ‬
‫األنفال‪ :‬من اآلية‪﴾ )60‬‬
‫َّللا ِإنَّهُ ھ َُو الس َِّمي ُع ْالعَ ِلي ُم (سورة‬ ‫ولكن هؤالء األعداء ‪﴿ .....‬‬
‫َو ِإ ْن َجنَ ُحوا ِللس َّْل ِم فَاجْ نَ ْح لَ َھا َوت ََو َّك ْل َ‬
‫علَى َّ ِ‬
‫األنفال‪ :‬من اآلية‪( ﴾ )61‬آل ناجي ‪ ،‬د‪ :‬ت ‪ ،‬ص ‪. ) 4‬‬

‫إن اإلسالم يدعو المسلم إلى االعتدال والتوازن ‪ ،‬لينشأ المسلم سويا ً ‪ ،‬وبما يحقق له التربية‬
‫السليمة بأبعادھا المختلفة ‪.‬‬

‫و التربية اإلسالمية ليست تربية مغالية أو مشطة في أساليبھا واتجاھاتھا ونظرتھا إلى مختلف‬
‫جوانب الشخص ية اإلنسانية ‪ ،‬بل تنظر إليھا نظرة وسطية معتدلة متوازنة شمولية " ( الزنتاني ‪،‬‬
‫‪1993‬م ‪ ،‬ص ‪. ) 446‬‬

‫‪pg. 72‬‬
‫"وخاصية االعتدال في التربية اإلسالمية تكفل لفطرة اإلنسان وطبيعته وكسبه ‪،‬كما شاء هللا‬
‫تعالى ‪ :‬ھداية اإليمان والعقيدة فتزكي روحه ‪ ،‬وتفتح الفكر وحريته فتنمي عقله وتزيد معارفه‬
‫وعلومه ‪ ،‬واتزان الوجدان بانفعاالته ومشاعره وأحاسيسه وعواطفه فترقي خلقه " ( الزنتاني ‪،‬‬
‫‪1993‬م ‪ ،‬ص ‪.) 446‬‬

‫و " يكسب اإلسالم التربية توازنا ً بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬وتوازنا ً بين الحياة الدنيا والحياة‬
‫اآلخرة ‪ ،‬وتوازنا ً بين أشواق الفرد الروحية وتلبية حاجاته المادية واالجتماعية ‪ ،‬وھذا التوازن‬
‫في التربية اإلسالمية يجعلھا أقرب ما تكون إلى طبيعة األشياء " ( غبان وآخرون‪ 1415 ،‬هـ ‪ ،‬ص‬
‫‪. ) 111‬‬

‫‪pg. 73‬‬
‫سبل الوقاية والعالج من مشكلة اإلرهاب‬

‫إن الوقاية والعالج من مشكلة اإلرھاب والتطرف الديني تكون باألمور التالية ‪:‬‬

‫‪ ) ١‬المبادرة إلى إزالة األسباب المؤدية للجريمة‪ ،‬والعمل على إحقاق الحق وإبطال الباطل‪،‬‬
‫واالحتكام إلى شرع هللا تعالى وتطبيقه في مختلف شؤون الحياة‪ ،‬فال شرع أو في وال أكمل منه‬
‫في جلب مصالح العباد ودفع المفاسد عنھم‪،‬وال أرفق منه وال أقوم بالعدل وال أرحم‪.‬‬

‫‪ )2‬بيان فداحة الضرر العام والخاص الذي يصيب الدولة واألمة والمجتمع واألفراد من‬
‫جراء أعمال العنف والتخريب والتدمير‪.‬‬

‫‪ )3‬التربية الواعية الھادفة المخطط لھا من أھل العلم والصالح والخبرة‪ ،‬ووضع منھاج‬
‫عملي واضح سھل ميسر لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪ )4‬تحرير المصطلحات الشرعية وضبطھا بضوابط واضحة‪ ،‬وذلك كمصطلح الجھاد‪ ،‬ودار‬
‫الحرب‪ ،‬وولي األمر‪ ،‬ما يجب له وما يجب عليه‪ ،‬والعھود‪ :‬عقدھا ونقضھا‪ ( " .‬العبد الجبار ‪ ،‬د‪:‬‬
‫ت ‪ ،‬ص ‪. )239‬‬

‫‪ )5‬تطبيق مبدأ حسن التعامل والحكمة في التعامل مع اآلخرين ‪ ،‬فبه تسعد األمة ‪ ،‬وتسلم‬
‫من االنھيار والسقوط ‪ ،‬وال شك أن الحياة تحتاج إلى التعامل مع المسلمين و غير المسلمين من‬
‫عموم الكفار من أھل الكتاب وغيرھم كالمجوس والوثنيين حيث ال يمكن أن تتم بدونه ‪،‬‬
‫والتعا مل الصحيح يسھم في تكوين نظام دقيق ھو األساس في نجاح التعايش وتقبل أفكار‬
‫اآلخرين من المسلمين وغيرھم والعدل معھم وعدم ظلمھم ‪،‬وإذا كان ھذا مع الكفار ‪ ،‬فھو مع‬
‫المسلمين من باب أولى ‪.‬‬

‫‪) ٦‬إيجاد الحوار المفتوح من رجال الفكر الديني والعلماء لكل األفكار الواردة أو المتطرفة ‪،‬‬
‫ومناقشة بعض الجوانب التي تؤدي إلى التطرف ‪.‬‬

‫‪)٧‬إشغال الفراغ الفكري للشباب وتوجيھھم وتوعيتھم توعية دينية وإعالمية كافية ‪.‬‬

‫‪)٨‬معالجة أسباب التطرف والغلو كاألسباب االقتصادية واالجتماعية واألسرية ( الخالفات‬


‫األسرية ‪ ،‬الطالق ‪ ،‬غياب األب أو األم عن القيام بدورھم في حياة الطفل ‪ ،‬الحرمان ‪ ،‬سوء‬
‫المعاملة ‪ ،‬الفقر ‪ ،‬البطالة ‪ ،‬الجھل ‪ ،‬ضعف الدور التربوي للمؤسسات التربوية ) ‪.‬‬

‫‪pg. 74‬‬
‫‪)٩‬العمل بمبدأ التسامح ‪ ،‬وتقبل اآلخرين كما ھم ‪ ،‬واالنفتاح الفكري ‪.‬‬

‫‪)١٠‬األمر بالمعروف والنھي عن المنكر ( باعتبار الغلو والتطرف منكر يجب إنكاره والدعوة‬
‫إلى تركه ) وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ‪.‬‬

‫‪pg. 75‬‬

You might also like