‫نظرية االستجابة السلوكية‬

‫تعتبر مصطلحات علم النفس دائًما مفاتيح لفهم تفاعالتنا مع العالم المحيط بنا‪ ،‬ومن بين هذه المصطلحات‬
‫الهامة يبرز مفهوم "االستجابة السلوكية"‪.‬و يعكس هذا المصطلح التفاعل الديناميكي بين الفرد وبيئته‪ ،‬حيث‬
‫يظهر كيفية تصرفنا وردود أفعالنا في مواجهة المحفزات الخارجية أو األوضاع الداخلية‪ .‬إن فهم االستجابة‬
‫السلوكية يمنحنا نافذة نحو فهم عميق لعمليات العقل وكيف يتفاعل الفرد مع تحديات الحياة اليومية‬

‫وظهرت نظرية االستجابة السلوكية في عام ‪1912‬م في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬واهتمت بمعرفة وفهم‬
‫السلوك اإلنساني وعالقته بعلم النفس تعتبر النظرية السلوكية من أهم األسس التي تقوم عليها قواعد التعلم‪،‬‬
‫فهي تعتمد على أساليب تستطيع من خاللها إحداث تعديل أو تغير في السلوك اإلنساني‪ ،‬لذا شغلت النظرية‬
‫السلوكية مكانة هامة في مطلع الستينات‪ ،‬وترى النظرية السلوكية أن اإلنسان ال يتصف بالخير أو الشر إنما‬
‫يولد بفطرته الطبيعية ومن ثم يبدأ في احتكاكه بالبيئة المحيطة به فيتعلم السلوكيات من خاللها‬

‫رواد النظرية السلوكية‬

‫إيفان بافلوف‪ ،‬الذي ُو لد في عام ‪ 1849‬في روسيا‪ُ ،‬يعتبر من أهم الرواد في مجال علم النفس‪ ،‬خاصًة‬
‫بفضل نظريته المشهورة باسم "االشتراط البسيط"‪ .‬عمله الرائد قاده إلى اكتشاف المنعكسات الشرطية وفهم‬
‫‪.‬أهميتها في تحديد سلوك الحيوانات واإلنسان‬

‫في سلسلة تجاربه الشهيرة على الكالب‪ ،‬أظهر بافلوف كيف يمكن تعلم الكلب استجابة جديدة بفعل التكرار‬
‫واالرتباط بين محفزين‪ .‬بدأ بافلوف بتقديم الطعام كمثير طبيعي للكلب‪ ،‬وفي ذات الوقت استخدم صوت‬
‫الجرس كمثير محايد‪ .‬بعد عدة مرات من تكرار هذا االتصال بين الطعام وصوت الجرس‪ ،‬الحظ أن الكلب‬
‫بدأ يفرز اللعاب عندما يسمع صوت الجرس وحتى قبل تقديم الطعام‪ .‬هذا ُيظهر كيف يمكن للمثير المحايد أن‬
‫‪.‬يصبح مثيًر ا مشروًط ا يثير استجابة طبيعية‬

‫استناًد ا إلى هذه التجارب‪ ،‬أسس بافلوف نظرية االشتراط البسيط‪ ،‬التي ساهمت بشكل كبير في تفسير وفهم‬
‫عمليات التعلم واالستجابة السلوكية لدى الكائنات الحية (الشرقاوي‪2012,‬م‪,‬ص‪)33‬‬

‫وايضا جون واطسون‪ ،‬الذي ُو ِلَد في عام ‪ُ ،1878‬يَع ُّد أحد ملهمي ورواد النظرية السلوكية‪ ،‬حيث ُيَع َت َب ر‬
‫المؤسس الحقيقي لهذا التوجه النفسي الهام‪ .‬بدأ واطسون مسيرته العلمية بنشر مقاالت علمية في المجالت‬
‫‪.‬النفسية‪ ،‬مما ساهم في بناء سمعته كعالم نفس بارز‬

‫صدر كتابه األول بعنوان "السلوك‪ :‬مدخل إلى علم النفس المقارن" في عام ‪ ،1934‬وهو عمل قادر على‬
‫إلقاء نظرة شاملة على أفكاره حول السلوك وتأثيره على النفس البشرية‪ .‬في عام ‪ ،1919‬قام واطسون بنشر‬
‫كتاب آخر حمل عنوان "علم النفس من وجهة نظر السلوك"‪ ،‬حيث قدم تفاصيل أعمق حول تفكيره ونظريته‬
‫‪.‬حول السلوك‬

‫ُيالَح ظ أن واطسون أجرى العديد من التجارب التي أسهمت في تطوير النظرية السلوكية وظهور العالج‬
‫السلوكي‪ .‬تلك التجارب شملت دراسته لتأثير السلوك على العالقات األسرية‪ ،‬وكانت إسهاماته حاسمة في‬
‫تشكيل مسار التطور السلوكي لعلم النفس (الخطيب‪200366,‬‬