Professional Documents
Culture Documents
قراءة تحليلية لأهم النظريات السوسيولوجية المفسرة للسلوك الاجرامي و الانحرافي
قراءة تحليلية لأهم النظريات السوسيولوجية المفسرة للسلوك الاجرامي و الانحرافي
202 /06/0 :تاريخ النشر 2022/09/14 :تاريخ القبول 2021/09/06 :تاريخ االستالم
: ملخص
نعتمد عليها في،كل دراسة في حقل علم االجتماع تستند إلى إطار فكري أو نظرية سوسيولوجية
، إذا فالنظرية ضرورة ملحة للباحث االجتماعي،تفسير الظواهر االجتماعية لتكتس ي الدراسة الطابع العلمي
. وجب ألي بحث اجتماعي تبني واعتماد نظرية أو أكثر من النظريات السوسيولوجية
والظاهرة اإلجرامية كغيرها من الظواهر االجتماعية األخرى نعتمد في تحليلها وتفسيرها على
فرغم تعددها واختالفها إال أنه حاولنا في هذه الورقة البحثية أن،نظريات علم اجتماع الجريمة واالنحراف
نكشف عن أهم النظريات الكالسيكية والحديثة بهدف توجيه البحث والباحثين لدراسة الواقع وجمع
.املعلومات حول السلوك اإلجرامي املراد دراسته
Abstract:
Every study in the field of sociology is based on an intellectual framework or
on a sociological theory that we depend on it in to explain the social phenomena
for acquiring the scientific character, so the theory is a pressing necessity for the
social researcher. For any social research one or more sociological theories must
be adopted or relied upon.
The Criminal phenomenon, like other social phenomena depends in its
analysis and interpretation on the sociological theories of crime and deviance.
Although their multiplicity and differences, in this research paper we have tried to
reveal the significant classical and modern theories in order to guide research and
researchers to study the reality and to gather information about criminal behavior
to be studied.
.تحديد املفاهيم
تحديد مفهوم السلوك اإلجرامي :
الجريمة من املنظور القانوني هي " الفعل املخالف لنصوص القانون الجنائي الذي
1
يضعه املشرع ويحدد العقوبات املقررة تطبيقا ضد من يخالف أوامره )بالفعل أو االمتناع(.
يتضح من خالل التعريف القانوني أن السلوك اإلجرامي هو كل سلوك تحرمه الدولة
من خالل سنها لقوانين تنص على العقوبات التي يتعرض لها مرتكبيها .
أما من املنظور االجتماعي ،يمكن القول بأن السلوك اإلجرامي هو كل فعل ضار
باملصلحة العامة للمجتمع ،وتؤدي بمرتكبه إلى الحساب والعقاب حسب ما ينصه القانون
الوضعي.
ضحية أو ضحايا للجريمة؟ واإلجابة تكمن في العنوان أنه أسلوب حياتهم .
يرى أصحاب هذه النظرية أن أسلوب الحياة الذي يتبعه الفرد واألشخاص الذين
20
يختلط بعضهم ببعض يدفع بعض الناس إلى ارتكاب سلوك العنف.
يالحظ في هذه النظرية أن أنصارها كل من هندلنق ،قوتفردسون وجارفيلو قد اتخذوا
منحى آخر في تفسيرهم للسلوك االنحرافي واإلجرامي ،حيث أنهم ركزوا على املجني عليه أي
الضحية أكثر من الجاني ،وقد اعتبروا أسلوب الحياة الذي يعيشه املجني عليه هو السبب في
وقوعهم ضحايا للجرائم .
أصحاب نظرية أسلوب الحياة فسروا مثال السلوك العنيف على أنه نتيجة " ألسلوب
21
حياة الضحية واملكان الذي يعيش فيه ومن خالل عوامل أخرى مرتبطة بـ:
األفراد الذين يختلط معهم . -
ردة فعل الضحية تجاه سلوك العنف. -
االختالفات الفردية حيث تجعل هذه العوامل ضحية للعنف. -
22
تتكون هذه النظرية من ثالثة أجزاء وهي:
األدوار االجتماعية.
املكان أو املوقع في البناء االجتماعي.
الجزء العقالني أو املكون العقالني.
فيما يتعلق بالجزء األول – األدوار االجتماعية – فمن املعروف أننا نمارس أدوارا
اجتماعية تبعا للمكانات االجتماعية التي نحتلها وبناء على التوقعات واملعايير االجتماعية
السائدة في املجتمع ،وهكذا نطور أساليب أو أنماط حياتية متباينة قد يدفع بعضها إلى
الجريمة وخاصة تلك التي تتطلب أنشطة اجتماعية .أما الجزء الثاني فمن املعروف أنه كلما
ارتفعت مكانة الشخص في البناء االجتماعي تناقصت أو قلت الفرص ألن يكون ضحية للجريمة،
وهذا يفسر بناء على األنشطة االجتماعية التي يزاولها ،واألماكن التي يتردد عليها .وأخيرا الجزء
العقالني املتعلق باتخاذ القرار أو السلوك املناسب .هكذا نجد األدوار االجتماعية واملكانة
االجتماعية يتفاعالن معا في اتخاذ القرار العقالني فمثال نجد أن األشخاص الذين يترددون على
املقاهي والبارات واألسواق الرخيصة ويقضون أوقاتا طويلة خارج بيوتهم في ساعات الليل أكثر
عرضة للجريمة من األشخاص الذين يحتلون أماكن اجتماعية مرموقة وأنشطتهم الروتينية
23
أقل ،أي أن نمط وأسلوب الحياة على عالقة عضوية بمخاطر التعرض للجريمة.
كما ركزت هذه النظرية على أن التغيرات االجتماعية تدفع باتجاه تغيير األنماط الحياتية
وأساليب املعيشة ،وتبعا لذلك تتغير خطورة تعرض األشخاص للجريمة.
0.2نظرية املسارات الحياتية :
)Moffittأن هنالك مجموعتين رئيسيتين يقومان بالسلوك ترى نظرية "موفت" (
24
غير االجتماعي:
مجموعة معتادي اإلجرام وتعني األشخاص الذين يستمرون في ارتكاب الجرائم طوال
فترة حياتهمLife course- persistent offenders .
مجموعة ترتكب الجرائم في فترة عمرية محدودة تتمثل في فترة املراهقةAdolescence- .
limited offenders
لقد حاولت "موفت" من خالل هذه النظرية تقسيم الجناة إلى نوعين :أشخاص
يمارسون سلوكهم االنحرافي مدى الحياة ،والنوع اآلخر يقتصر سلوكهم االنحرافي إال في مرحلة
املراهقة.
فبالنسبة للمجموعة األولى تبين أن املشاكل العصبية النفسية التي يتعرضون لها في
مرحلة الطفولة تتفاعل وتتفاقم في بيئات السلوك اإلجرامي التي ينشأون فيها في مرحلة النمو،
األمر الذي يؤدي إلى خلق شخصية مريضة .أما بالنسبة للمجموعة الثانية فقد تبين أن
األشخاص ضمن هذه املجموعة يرتكبون سلوكيات منحرفة عندما يكون السلوك االنحرافي
مجزيا لهم من الناحية االجتماعية ،ويكفون أو يمتنعون عن السلوكيات املنحرفة عندما تكون
األفعال التي تتفق أو تنسجم مع قيم وأعراف املجتمع أكثر منفعة .وأن أفراد هذه املجموعة
ليس لهم سجل في ارتكاب سلوكيات تخالف املجتمع خالل مرحلة الطفولة وبأن سلوكياتهم
25
املنحرفة ال تدرج بتقدمهم في العمر من جريمة خطيرة إلى جريمة أكثر خطورة.
كما ركزت "موفت" على متغير البيئة في نظريتها ،حيث تعتبرها مصدرا أساسيا لالنحراف
فكلما كانت البيئة سيئة أدى ذلك إلى تدمير شخصيات األطفال ودفعهم إلى السلوك املنحرف،
وكما نعلم أيضا بأنه يوجد نوع من االرتباط بين خصائص اآلباء واألبناء ،فاآلباء املنحرفين
وأرباب السوابق قد يؤثرون في سلوكات أبنائهم ،حيث نالحظ انتقال سلوكي من اآلباء إلى األبناء
فاآلباء الذين لديهم أبناء سلوكاتهم غير اجتماعية وال يتقبلون النصائح ،هم آباء غير متسقين
وغير حازمين -حسب النظرية 26،-هذا ما يفسر أن عدم التنسيق في معاملة األبناء بين األب
واألم قد يؤدي إلى انحرافهم ،وعدم تقبلهم للنصائح ،ألنه نجد األب متسلط واألم متساهلة
وتسمح ألبنائها أن يفعلوا ما يشاءون ،هذا التناقض في التنشئة األسرية داخل البناء األسري
سوف يعمل على عدم إدراك األبناء للسلوك الصحيح وغير الصحيح وبالتالي يسهل ممارستهم
للسلوك غير االجتماعي.
إن البيئة األسرية واملجتمع املحلي ينعكسان سلبا على األبناء ،كما انعكسا على الوالدين
أي أن املصادر البيئية سوف تؤثر على األنشطة العصبية النفسية بشكل ال وظيفي ،وهذا
مرتبط أيضا كما هو واضح بسوء البيئة االجتماعية بل البيئة املنحرفة إن جاز التعبير .فالطفل
املشكلة يحتاج إلى والد مشكلة ،وهذا التفاعل يؤدي إلى ظهور السلوك غير االجتماعي واستمراره
عبر الزمن ،فالتفاعل غير املناسب اجتماعيا قد يولد ردود فعل غير اجتماعية من اآلخرين،
27
فاألطفال الذين يعانون من مشاكل عصبية ونفسية يشكلون تحديا ألقرب الناس إليهم .
وباملقارنة بين الجنوح املتواصل واملحدد بفترة املراهقة يجب أن يؤخذ باالعتبار السلوك
الذي يقتصر ظهوره بفترة املراهقة ،ويعد هذا ضروريا ألن النوع اآلخر من الجانحين الذين
يواصلون السلوك الجانح مدى الحياة يبدؤون سلوكياتهم املزعجة منذ طفولتهم املبكرة ،في
حين أن السلوك غير االجتماعي بالنسبة للنوع األول يظهر أول مرة في فترة املراهقة ،وسوف
تتمثل السلوكيات الجانحة بالنسبة للنوع املتواصل في أشكال متعددة للسلوك غير االجتماعي
مثل املشاكل الناتجة من قصور في الجانب العصبي النفس ي التي تكون فيما بعد مع التأثيرات
28
البيئية تركيبة من األسباب التي تسبب تواصال للسلوك غير االجتماعي.
كما نعرف فإن مرحلة املراهقة هي مرحلة مهمة في حياة الفرد ،ففي هذه املرحلة يعرف
الفرد عدة تغيرات فسيولوجية ونفسية تؤثر على نفسيتهم وشخصيتهم وسلوكاتهم فيما بعد،
مما تجعلهم يسلكون سلوكات منحرفة مثل التمرد ،إما من أجل إشباع حاجاتهم املادية أو
العاطفية ،وإما من أجل إبراز مكانتهم وسلطتهم أي إبراز ذاتهم.
وأخيرا يرى أصحاب هذه النظرية على أنه ليس جميع املراهقين معرضين للتورط في
29
الجنوح ،وأن هناك عددا من اإلمكانات لذلك نذكر منها اآلتي :
عندما تتهيأ الفرصة للمراهقين أن يؤدوا دورا يحترمه البالغون .
عندما يعيش املراهق في بيئة اجتماعية ال تتوافر فيها فرصة تعلم األفعال الجانحة .
قد تكون الخصائص الشخصية للمراهق تستثنيه من النظر أو الدخول في شبكة
األفعال غير االجتماعية .
وقد تكون مع األسباب املذكورة أسباب أخرى مجتمعة بعضها مع بعض.
العامل األول :التأثير الوالدي :فالوالدان اللذان لهما تأثير قوي على أطفالهما ،واللذان على
اتصال متواصل بهم ،ويمارسان مهارات والدية مناسبة معهم وما إلى ذلك ،من املحتمل أن
يقودا أطفالهما نحو األفعال املقبولة اجتماعيا ،ونحو اإليمان بالقيم واألمان والثقة ،وقد
يبعدانهم عن األصدقاء الجانحين واألفعال الجانحة .
العامل الثاني :اإليمان بالقيم والتقاليد :املراهقون الذين على صلة بالوالدين ،ويتأثرون بهم
ويواصلون الذهاب إلى املدرسة ويؤمنون بالقيم واألعراف االجتماعية ،يكونون أقل عرضة
للتورط في الجنوح من أولئك الذين ال يتمتعون بالصلة مع ذويهم ،وال يواصلون الذهاب إلى
املدرسة ،وال يتمتعون باإليمان باملبادئ والقيم االجتماعية.
العامل الثالث :القيود املختلفة تؤدي إلى الجنوح :وقد تكون سببا مؤثرا يتفاعل مع مجموعة
أسباب أخرى فتؤدي إلى السلوك الجانح.
خاتمة
في ضوء تعدد نظريات تفسير الجريمة يرى الباحثون أن أي من النظريات الواردة في
التراث العلمي في هذا الصدد ،ال تصلح وحدها لتفسير كافة أنماط السلوك اإلجرامي فالرأي
املقبول هو األخذ بنظرية العوامل املتعددة في تفسير السلوك اإلجرامي ،أو ما يدعى بمنظور
التكامل النظري للسلوك املجرم ،وهو من النظريات التكاملية التي تعنى بدمج نظريتين أو أكثر
من النظريات املوجودة بناء على القواسم املشتركة بينهما والخروج بنموذج نظري جديد يهدف
إلى تفسير أوسع وأشمل للسلوك اإلجرامي.
-1املهيرات بركات النمر ،جغرافيا الجريمة ،علم الجريمة الكارتوغرافي ،ط ،1دار مجد الالوي،
األردن ،1001،ص 21
-2نفس املرجع ،ص .23
-3بدوي أحمد زكي ،معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ،ط ،1مكتبة لبنان ،بيروت،1772 ،
ص 101
-4عثمان إبراهيم عيس ى ،النظرية املعاصرة في علم االجتماع ،ط ،1دار الشروق ،عمان،1002 ،
ص 11
-5نفس املرجع ،ص 11
-6حلمي إجالل إسماعيل ،العنف األسري ،دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة،1777 ،
ص ص 13-12
-7نفس املرجع ،ص 12
-8نفس املرجع ،ص ( 12بتصرف)
-9نفس املرجع ،ص ( 11بتصرف)
-10فايد حسيـن علي ،املشكالت النفسية االجتماعية –رؤية تفسيرية ،ط ،1مؤسسة طيـبة للنشر
والتوزيـع ،ب ب ،1002 ،ص 72
-11العيسوي محمد عبد الرحمان ،عالج املجرمين ،ط ،1منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت،1002 ،
ص 292
-12حلمي إجالل إسماعيل ،مرجع سبق ذكره ،ص 23
-13العيسوي محمد عبد الرحمان ،مرجع سبق ذكره ،ص 292
-14إسماعيل عزت سيد ،سيكولوجيا اإلرهاب وجرائم العنف ،منشورات السالسل ،الكويت،1722 ،
ص 11
-15نفس املرجع ،ص 11
-16سموك علي ،إشكالية العنف في املجتمع الجزائري من أجل مقاربة سوسيولوجية ،ديوان
املطبوعات الجامعية ،الجزائر 1001 ،ص .111
-17عبد املحمود عباس أبو شامة ،جرائم العنف وأساليب مواجهتها في الدول العربية ،ط ، 1جامعة
نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،1002 ،ص 21
-18معتوق جمال ،مدخل إلى علم االجتماع الجنائي ،أهم النظريات املفسرة للجريمة واالنحراف ،دار
بن مرابط للنشر والطباعة ،الجزائر ،1002 ،ص 110
-19معن خليل عمر ،علم اجتماع العنف ،ط، 1دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،1010 ،ص 70
-20عمر عبد هللا املبارك الزواهرة ،العنف داخل مراكز اإلصالح والتأهيل ،أسبابه وأنماطه ،ط ،1دار
ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع ،عمان األردن ،1012 ،ص 33
-21ربحي مصطفى العليان ،العنف الجامعي ،وجهات نظر ،ط ،3دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع،
عمان األردن ،1013،ص 92
-22الوريكات عايد عواد ،نظريات علم الجريمة ،ط ، 1دار وائل للنشر ،عمان ،1012 ،ص 129
-23نفس املرجع ،ص ص 122 ،129
-24آمنة جمعة الكتبي ،الشباب والجريمة ،دراسة ميدانية ،ط ،1شرطة الشارقة ،مركز بحوث
الشرطة ،الشارقة ،1010 ،ص 21
-25نفس املرجع ،ص ص 22 -21
-26الوريكات عايد عواد ،مرجع سبق ذكره ،ص172
-27نفس املرجع ،ص 171
-28العبيدي نورية ،رؤى نفسية في ظواهر تربوية واجتماعية ،ط ،1مطبعة الجديدة روبرو ،منشورات
زادني ،املغرب ،1017 ،ص177
-29نفس املرجع ،ص ص 101 ،100
-30الوريكات عايد عواد ،مرجع سبق ذكره ،ص 222
-31نفس املرجع ،ص 222
-32نفس املرجع ،ص222
-33نفس املرجع ،ص ص 221،222
-34نفس املرجع ،ص221
-35نفس املرجع ،ص 221
-36نفس املرجع ،ص 232
-37العبيدي نورية،مرجع سبق ذكره ،ص ص 102 -101
مواقع شبكية:ثانيا
12
10:20 1011 2 12 1010 10 https://www.politics-dz.com/
1 11
1017
https://www.researchgate.net/publication/340342541_rwy_nfsyt_fy_zwahr_trbwyt
_wajtmayt/link/5e9e9b0ca6fdcca7892be60c/download
23:81 1211 22 21 1212 12