Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

01 -17‫ ص‬،)0102 ‫ (جوان‬17 ‫الع ــدد‬/71 ‫املجلد‬ ‫حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫قراءة تحليلية ألهم النظريات السوسيولوجية املفسرة للسلوك اإلجرامي واالنحرافي‬

Analytical Reading of the Most Important Sociological theories to


Criminal and Deviant Behavior
7
‫حنان بوغراف‬
hananimalak@yahoo.fr ،‫ الطارف‬- ‫ جامعة الشاذلي بن جديد‬1

202 /06/0 :‫تاريخ النشر‬ 2022/09/14 :‫تاريخ القبول‬ 2021/09/06 :‫تاريخ االستالم‬

: ‫ملخص‬
‫ نعتمد عليها في‬،‫كل دراسة في حقل علم االجتماع تستند إلى إطار فكري أو نظرية سوسيولوجية‬
،‫ إذا فالنظرية ضرورة ملحة للباحث االجتماعي‬،‫تفسير الظواهر االجتماعية لتكتس ي الدراسة الطابع العلمي‬
. ‫وجب ألي بحث اجتماعي تبني واعتماد نظرية أو أكثر من النظريات السوسيولوجية‬
‫والظاهرة اإلجرامية كغيرها من الظواهر االجتماعية األخرى نعتمد في تحليلها وتفسيرها على‬
‫ فرغم تعددها واختالفها إال أنه حاولنا في هذه الورقة البحثية أن‬،‫نظريات علم اجتماع الجريمة واالنحراف‬
‫نكشف عن أهم النظريات الكالسيكية والحديثة بهدف توجيه البحث والباحثين لدراسة الواقع وجمع‬
.‫املعلومات حول السلوك اإلجرامي املراد دراسته‬

Abstract:
Every study in the field of sociology is based on an intellectual framework or
on a sociological theory that we depend on it in to explain the social phenomena
for acquiring the scientific character, so the theory is a pressing necessity for the
social researcher. For any social research one or more sociological theories must
be adopted or relied upon.
The Criminal phenomenon, like other social phenomena depends in its
analysis and interpretation on the sociological theories of crime and deviance.
Although their multiplicity and differences, in this research paper we have tried to
reveal the significant classical and modern theories in order to guide research and
researchers to study the reality and to gather information about criminal behavior
to be studied.

Keywords: crime; deviance; sociological theory

hananimalak@yahoo.fr : ‫ اإليميل‬،‫ حنان بوغراف‬:‫ املؤلف املرسل‬


1
‫يعتبر السلوك االنحرافي عامة والسلوك اإلجرامي خاصة من أقدم الظواهر االجتماعية‪،‬‬
‫الذي عرفته البشرية ومازالت تعرفه إلى غاية يومنا هذا بمختلف أشكاله وأنماطه‪ ،‬مما أدى‬
‫بالعديد من العلماء والباحثين في جميع تخصصاتهم إلى االهتمام بدراسة هذا السلوك‪ ،‬بكل‬
‫أنواعه من أجل معرفة أهم أسبابه وعوامله وآثاره املترتبة عنه وصوال إلى حلول مقترحة للحد‬
‫منه أو حتى التقليل من انتشاره‪.‬‬
‫ومن بين التخصصات العلمية في علم االجتماع نجد علم االجتماع الجنائي‪ ،‬أو بما يدعى‬
‫علم اجتماع الجريمة واالنحراف الذي يعنى بدراسة الظواهر اإلجرامية من حيث عواملها‬
‫ودوافع حدوثها إلى اآلثار املترتبة عنها‪ ،‬سواء على الفرد أو املجتمع ككل‪ ،‬أو هو دراسة الجريمة‬
‫واملجرمين وضحاياهم‪ ،‬وقد خصص حقل ال بأس به من النظريات السوسيولوجية التي تسعى‬
‫إلى تحليل السلوك االنحرافي واإلجرامي كغيره من الظواهر االجتماعية األخرى‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق سنحاول أن نتطرق في هذه الدراسة إلى أهم النظريات السوسيولوجية‬
‫التي من خاللها نسعى للوصول إلى األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على أهم النظريات الكالسيكية في تفسير السلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على أهم النظريات الحديثة في تفسير السلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان العوامل الدافعة للسلوك االنحرافي بصفة عامة والسلوك اإلجرامي بصفة خاصة‪.‬‬
‫بما أن هذه الدراسة هي دراسة تعتمد فقط على البحث عن أهم النظريات‬
‫السوسيولوجية في تحليل ظاهرة السلوك اإلجرامي يمكن اعتبارها ضمن الدراسات النظرية‬
‫التحليلية التي تندرج هي بدورها ضمن الدراسات األساسية ‪.‬‬

‫‪ .‬تحديد املفاهيم‬
‫تحديد مفهوم السلوك اإلجرامي ‪:‬‬
‫الجريمة من املنظور القانوني هي " الفعل املخالف لنصوص القانون الجنائي الذي‬
‫‪1‬‬
‫يضعه املشرع ويحدد العقوبات املقررة تطبيقا ضد من يخالف أوامره )بالفعل أو االمتناع(‪.‬‬
‫يتضح من خالل التعريف القانوني أن السلوك اإلجرامي هو كل سلوك تحرمه الدولة‬
‫من خالل سنها لقوانين تنص على العقوبات التي يتعرض لها مرتكبيها ‪.‬‬
‫أما من املنظور االجتماعي‪ ،‬يمكن القول بأن السلوك اإلجرامي هو كل فعل ضار‬
‫باملصلحة العامة للمجتمع‪ ،‬وتؤدي بمرتكبه إلى الحساب والعقاب حسب ما ينصه القانون‬
‫الوضعي‪.‬‬

‫‪ 0.‬تحديد مفهوم السلوك االنحرافي ‪:‬‬


‫االنحراف هو الخروج على السلوك االجتماعي املألوف املتعارف عليه في مجتمع معين‪،‬‬
‫وان لم يرد نص تجريمي عليه‪ ،‬وهذا السلوك يستوجب اللوم واالزدراء من الغير دون أن تصل‬
‫‪2‬‬
‫إلى درجة اللوم إلى العقاب الجزائي‪.‬‬
‫ويعرف أحمد زكي السلوك االنحرافي على أنه " الخروج البين عن الطريق السوي أو‬
‫املألوف أو املعتاد‪ ،‬بحيث يصبح السلوك غير مقبول اجتماعيا‪ ،‬ومن أنواع االنحراف اإلدمان‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫تعاطي املخدرات‪".‬‬
‫من خالل التعريفات السابقة للسلوك اإلجرامي واالنحرافي نستنتج أنهما مفهومان غير‬
‫متطابقان‪ ،‬فلكل مفهوم معناه الخاص‪ ،‬لكن هذا ال ينكر وجود عالقة بينهما‪ ،‬وهذه العالقة‬
‫تتمثل في أن كل سلوك إجرامي هو بالضرورة سلوك انحرافي والعكس غير صحيح‪ ،‬أي أنه ليس‬
‫كل سلوك انحرافي هو سلوك إجرامي‪.‬‬
‫والسبب هو أن السلوكات االنحرافية قد تتدرج من األفعال البسيطة كالتدخين‪ ،‬شرب‬
‫الخمر‪..‬الخ إلى األفعال أكثر منافية للعادات والقيم كالسرقة‪ ،‬الضرب والجرح ‪...‬الخ فاألفعال‬
‫األولى رغم أنها انحرافية إال أنها غير مجرمة‪ ،‬أي ليست هناك قوانين تجرم هذه األفعال‪ ،‬وبالتالي‬
‫هي سلوكات انحرافية وغير إجرامية‪ .‬أما األفعال األخرى ‪-‬كما ذكرتها‪ -‬فهي سلوكات انحرافية‬
‫تنافي العادات والقيم‪ ،‬وفي نفس الوقت هي سلوكات ينص القانون على تجريمها وتعرض‬
‫مرتكبيها إلى عقوبات وضعية‪ ،‬وبالتالي تعتبر هذه السلوكات انحرافية وإجرامية في نفس الوقت ‪.‬‬

‫‪ 2.7‬تحديد مفهوم النظرية السوسيولوجية ‪:‬‬


‫إن تعدد النظريات السوسيولوجية أدى إلى تعدد تعاريفها من باحث اجتماعي إلى آخر‪،‬‬
‫وسنحاول رصد أهم التعريفات التي تحاول شرح وتفسير معنى النظرية السوسيولوجية‪.‬‬
‫لقد استعرض توماس وورد (‪ )Thomas Ward‬سبعا وعشرين تعريفا‪ ،‬توصل بناء على‬
‫ما جاء فيها إلى تعريف النظرية السوسيولوجية بأنها "نسق استنباطي استقرائي‪ ،‬يتكون من‬
‫مفاهيم وتعريفات وافتراضات تعبر عن عالقات بين اثنين أو أكثر من أوجه الظاهرة‪ ،‬ويمكن أن‬
‫‪4‬‬
‫يشتق منها فرضيات يتم التحقق من صحتها أو خطئها"‪.‬‬
‫أما تالكوت بارسونز (‪ )Talcott Parsons‬فقد قال بأن النسق النظري باملفهوم‬
‫الحديث‪ ،‬يشكل وحدة ملفاهيم مترابطة متساندة منطقيا وبنائيا‪ ،‬لها مرجعية امبريقية في‬
‫الواقع‪ ،‬تشكل فيها العالقات بين األجزاء إمكانية اشتقاق فرضيات جديدة‪ ،‬أو تعميمات تعبر‬
‫‪5‬‬
‫عن انتظامات امبريقية"‪.‬‬
‫من خالل التعريفات السابقة يمكن تعريف النظرية السوسيولوجية على أنها نسق‬
‫معرفي ومنطقي منظم‪ ،‬يضم مجموعة من املفاهيم واالفتراضات التي تعطينا تصورا عن ظاهرة‬
‫ما عن طريق تحديد العالقة املختلفة بين املتغيرات الخاصة بتلك الظاهرة‪ ،‬وهذا بهدف فهم‬
‫الواقع والتنبؤ به مستقبال‪ .‬ومن خالل دراستنا الحالية سنحاول التطرق إلى أهم النظريات‬
‫السوسيولوجية التي حاولت تفسير السلوك اإلجرامي واالنحرافي‪.‬‬

‫‪.0‬النظريات السوسيولوجية الكالسيكية املفسرة للسلوك اإلجرامي‬


‫لم يتجاهل علماء االجتماع التفسيرات البيولوجية والنفسية للسلوك اإلجرامي إال أنهم‬
‫ركزوا على العوامل االجتماعية‪ ،‬حيث أن هناك نوعين من التفسيرات السوسيولوجية للجريمة‬
‫والسلوك االنحرافي أولهما يتم عن طريق تحليل ظروف املجتمع‪ ،‬وترى أن الجريمة هو استجابة‬
‫للضغوط االجتماعية الشديدة أو عدم النظام الذي سببه خلل في أساليب الضبط االجتماعي ‪.‬‬
‫أما التفسير الثاني فهو الذي يعتمد في تحليله على التفاعل االجتماعي بين األفراد‬
‫والجماعات الصغيرة‪ ،‬مركزا على األساليب التي يتم من خاللها تعلم العنف وجميع السلوكات‬
‫االنحرافية األخرى‪.‬‬

‫‪ 7.0‬النظرية البنائية الوظيفية ‪:‬‬


‫يرى أصحاب هذا االتجاه " كلود ليفي شتراوس "‪ ،‬وبخاصة البنائيون الوظيفيون أن‬
‫السلوك اإلجرامي ال يكمن إال داخل سياقه االجتماعي‪ ،‬فهو إما أن يكون نتيجة لفقدان الفرد‬
‫االرتباط بالجماعات االجتماعية التي تنظم سلوكه وتوجهه‪ ،‬أو قد يكون نتيجة لفقدان املعايير‬
‫والضبط االجتماعي الصحيح‪.‬‬
‫لقد استمدت البنائية الوظيفية أصولها من املسلمات األساسية لالتجاه العضوي الذي‬
‫كان سائدا في النظريات االجتماعية األولى في علم االجتماع‪ ،‬واملسلمة األساسية التي ترتكز عليها‬
‫البنائية الوظيفية فكرة تكامل األجزاء في كل واحد‪ ،‬واالعتماد املتبادل بين العناصر املختلفة‬
‫‪6‬‬
‫للمجتمع‪ ،‬لذلك فإن التغيير في إحدى األجزاء من شأنه أن يحدث تغيرات في األجزاء األخرى ‪.‬‬
‫السلوك اإلجرامي قد يكون وظيفيا أو ال وظيفيا استنادا إلى السياق االجتماعي الذي‬
‫يحدث فيه‪ ،‬فقد يستخدم مثال كل من الشرطي واللص العنف‪ ،‬ولكن األول يتخذ جانبا‬
‫ايجابيا‪ ،‬بعكس اآلخر الذي يتخذ جانبا سلبيا‪ ،‬لذلك يعد العنف وظيفيا في الحالة األولى وال‬
‫‪7‬‬
‫وظيفيا في الحالة الثانية‪.‬‬
‫ضف إلى ذلك أن البنائية الوظيفية تعتمد على الوحدات الصغيرة في تحليلها للجريمة‬
‫كاألسرة الفردية‪ ،‬واألنساق االجتماعية الصغيرة نسبيا‪ ،‬ولتقليص حدة السلوك اإلجرامي وجب‬
‫زيادة ارتباط األشخاص بالجماعات األولية التي تعمل على إشباع احتياجاتهم النفسية‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫واالجتماعية وتغرس القيم الدينية وقيم االنتماء ‪.‬‬
‫إن "سلوك املجرم"ال يعني مجرد تسمية لشخص اعتدى على آخر بل األمر يتوقف على‬
‫الخبرات االجتماعية والنفسية التي مر بها هذا الشخص‪ ،‬فالفرد الذي يخرج عن القاعدة‬
‫‪9‬‬
‫االجتماعية بممارسة اإلجرام قد يقبض عليه ويدان علنا ومن ثم يسمى منحرفا أو مجرما ‪.‬‬

‫‪ 0.0‬نظرية التعلم االجتماعي ‪:‬‬


‫من النظريات املفسرة للسلوك اإلجرامي واالنحرافي "نظرية التعلم االجتماعي" ومن أبرز‬
‫ممثلي هذه النظرية " باندورا" و " والترز " (‪ )Bandura et Walters‬حيث يصف " باندورا "‬
‫العدوان أو العنف باعتباره "مدى واسع من السلوك يتم بناؤه لدى اإلنسان نتيجة الخبرة‬
‫السابقة التي يكتسب فيها الشخص االستجابات العدوانية‪ ،‬وتوقعه أشكاال متنوعة من‬
‫التدعيم‪ ،‬وتلقى املكافئات غير املادية كاملركز االجتماعي واالستحسان‪ ،‬والتخلص من األس ى أو‬
‫‪10‬‬
‫العدالة العقابية "‪.‬‬
‫باإلضافة إلى مفهوم املحاكاة استعمل "باندورا " مفهوم التعلم األدائي أو ما يعرف‬
‫باملحاولة والخطأ الذي يعمل على اكتساب االستجابات العنيفة ضمن عملية النمذجة‬
‫االجتماعية التي لها دورا حاسما في السلوك العنيف‪ ،‬حيث هذا األخير يكتسبه األفراد من خالل‬
‫مالحظتهم للنماذج العنيفة ونتائجها التي تلقى الدعم ‪.‬‬
‫إن األطفال يتعلمون حل الصراعات عن طريق العدوان من جراء تقليد الكبار أو تقليد‬
‫زمالئهم‪ ،‬وخاصة إذا شاهدوا أن السلوك العدواني يناله الجزاء أو املكافأة أو التعزيز‪ ،‬الالعب‬
‫‪11‬‬
‫العنيف يحرز انتصارات أكثر ‪ ،‬ويعطي رواتب أعلى‪ ،‬وكذلك يحظى بسمعة عالية‪.‬‬
‫كما أظهرت العديد من الدراسات‪ ،‬أن األفراد الذين يعيشون في أسر يسودها العنف‬
‫أكثر قابلية ألن يكونوا هم أنفسهم عدوانيين في تصرفاتهم‪ ،‬وقد وجد " ستراوس" وزمالؤه أن‬
‫األزواج الذين يشبون في أسر يسودها العنف يكون احتمال ضربهم لزوجاتهم عشرة أضعاف‬
‫الرجال الذين يشبون في أسر ال يسودها العنف‪ ،‬يتضح من ذلك أن األطفال يتأثرون أكثر‬
‫بالسلوك العدواني لآلباء واألمهات ويكتسبون العنف أكثر من تأثرهم بالنصائح التي توجه إليهم‬
‫‪12‬‬
‫بعدم ممارسة العنف مع اآلخرين‪.‬‬
‫ومما يؤكد صدق نظرية التعلم االجتماعي في نشأة السلوك العدواني العنيف أن اآلباء‬
‫الذين كان آباؤهم يضربونهم كانوا هم أيضا يضربون أبنائهم‪ ،‬فاألب ينقل نفس خبرته الذاتية في‬
‫التربية والتنشئة االجتماعية إلى أبنائه‪ .‬عندما يمر األطفال بمعاملة عدوانية على يد اآلباء فإنهم‬
‫يتعلمون أن األسلوب الصائب في التنشئة االجتماعية هو أسلوب يلتمس مثل هذه األوضاع‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫فنحن نقدر حالة الشخص املريض أو املهموم أو املحبط أو املغتاظ أو الثائر أو املنفعل أصال‪.‬‬
‫في تحليل"باندورا" للسلوك االنحرافي بما في ذلك السلوك العنيف‪ ،‬يرى بأنه يتطلب‬
‫‪14‬‬
‫االنتباه إلى قضايا ثالث هي ‪:‬‬
‫الطريق التي يتم بها اكتساب هذا السلوك ‪.‬‬
‫العوامل التي تحفز على قيامه ‪.‬‬
‫الظروف التي تساند أداء هذا السلوك ‪.‬‬
‫ووفقا آلراء "باندورا" و"والترز " االستجابة للعدوان قد تكون لها نتائج معقدة‪ ،‬فالعقاب‬
‫البدني مثال على السلوك العدواني قد يؤدي إلى عوامل الكف إال أنه في نفس الوقت يزود‬
‫الطفل بنموذج يتم تقليده ومن ثم فإن املحصلة النهائية للعدوان يصعب تقديرها وحسابها‪،‬‬
‫وباملثل فإن االنغماس في عدوان صريح وواضح قد يعمل على خفض الحفز له‪ ،‬بحيث التعبير‬
‫التالي للعدوان أقل احتماال إال أنه يمكن أن يعمل أيضا على خفض عوامل الكف ومن ثم زيادة‬
‫‪15‬‬
‫فرص التعبير العدواني فيما بعد ‪.‬‬

‫‪ 2.0‬نظرية اآلنومي ‪:‬‬


‫تقوم هذه النظرية أساسا على مفهوم اآلنومي أو الالمعيارية التي يقصد بها ‪ :‬الخروج‬
‫على عادات وقيم املجتمع املتعارف عليها بين أفراده ‪.‬‬
‫يعتبر مفهوم اآلنومي من أهم املفاهيم املفسرة لظاهرة االنحراف وذلك راجع ملا يشغله‬
‫نسق الثقافة والقيم من مكانة أساسية داخل البناء االجتماعي‪ ،‬فاملعايير‪ ،‬العادات‪ ،‬والقيم هي‬
‫التي تعمل على تنظيم التفاعل االجتماعي بين أفراد املجتمع والهدف من ذلك هو ضبط سلوك‬
‫اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ " : )Robert‬إن السلوك االجتماعي سواء كان‬ ‫‪Merton‬‬ ‫يقول " روبرت ميرتون " (‬
‫أخالقيا مشروعا أو غير مشروع يمكن أن يفهم فقط في ضوء القيم التي تعطي للسلوك معناه‪،‬‬
‫وأن املعاني ال تكمن في طبيعة األشياء ولكن ما تضفيها على تلك األشياء ثقافة الجماعات‬
‫‪16‬‬
‫املعيارية املرجعية "‪.‬‬
‫يمكن أن نحكم على أن بعض السلوك سويا والبعض اآلخر منحرفا وفقا ملعايير الجماعة‬
‫السائدة التي تفرضها على املجتمع بأكمله‪ ،‬إذا فتقييم السلوك يتم في إطار املعايير االجتماعية‪،‬‬
‫وهذا ما يفسر اعتبار بعض السلوكات منحرفة في مجتمع معين دون أن تكون كذلك في مجتمع‬
‫آخر – مثال‪ -‬شرب الخمر يحرم في الدول اإلسالمية على عكس ذلك في الدول األوروبية ‪.‬‬
‫كما يرى "روبرت ميرتون" أن الصور املختلفة للسلوك املنحرف تنجم عن التفاوت أو‬
‫عدم القدرة على تحقيق األهداف بالوسائل املشروعة‪ ،‬هذا يعني أن الفرد يلجأ إلى السلوك‬
‫االنحرافي عندما تكون طموحاته أكبر من قدراته‪ ،‬أو أنه ال تسمح له الوسائل املتاحة واملقبولة‬
‫في املجتمع من تحقيق ما يريد الوصول إليه ‪.‬‬
‫من جهة أخرى نجد " إميل دوركايم " في نظريته عن اآلنومي يرى بأن استقرار وتوازن‬
‫العالقات االجتماعية يقوم أساسا على جملة من املعايير والقيم التي تلقى اتفاقا وقبوال بين‬
‫أفراد املجتمع‪ .‬بشرط أن يكون لها سلطة أخالقية من طرف أعضاء الجماعة املحلية املنظمة‬
‫فتعمل على توجيه الفرد الختيار الوسائل التي تساعده على تحقيق أهدافه‪ ،‬لكن بتفكك هذا‬
‫البناء املعياري تضعف قوة الضبط االجتماعي فيجد الفرد نفسه أمام عدة اختيارات عديمة‬
‫املعنى مما يؤدي به إلى اآلنومي ثم االنحراف والسلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪ 2.0‬نظرية الوصم االجتماعية‪:‬‬


‫نظرية الوصم االجتماعية من النظريات التي أثارت اهتماما وسط علماء اإلجرام‪ ،‬وهذا‬
‫االهتمام جاء من جرأة هذه النظرية التي ترى أن اإلجرام ينشأ أو يزداد نتيجة للوصم‬
‫االجتماعية التي يوصم بها املجتمع الفرد عند أول انحرافه‪ ،‬لذلك فهو ينزلق في عالم اإلجرام غير‬
‫‪17‬‬
‫عابئ وال مكترث بقيم هذا املجتمع الذي أعطاه هذا الوصف ‪.‬‬
‫هذا ما يعني بأن أي فرد عند انحرافه أول مرة أو ممارسته لسلوك غير مقبول اجتماعيا‬
‫وتصنيف املجتمع أو وصمه على أنه شخص منحرف‪ ،‬فإن هذا األخير سوف يرد على ذلك‬
‫بالعنف‪ ،‬ومواصلة سلوكات إنحرافية أكبر حجما وشدة ألنه لم يعد لديه ما يخسره ‪.‬‬
‫ومعنى الوصم عند الدكتور معتوق جمال هي " العملية التي تنسب األخطاء واآلثام‬
‫الدالة على االنحطاط الخلقي إلى أشخاص في املجتمع فتصفهم بصفات معينة‪ ،‬أو سمات‬
‫تجلب لهم العار‪ ،‬أو تثير حولهم الشائعات وعليه فالوصم‪ :‬هو إلحاق النعوت والصفات الرذيلة‬
‫‪18‬‬
‫والدونية باألفراد‪ ،‬وهذا نتيجة ما فعلوه من سلوك"‪.‬‬
‫ويمكن القول بأنه حتى لو كان سلوك الفرد غير مقصودا بل كان نتيجة لخطأ أو صدفة‬
‫وردة فعل املجتمع كان وصمه باملنحرف‪ ،‬فإن ذلك سيكون دافعا إلى ممارسته لسلوكات‬
‫إجرامية أخرى داخل املجتمع‪.‬‬
‫نفهم من هذا أن نظرية الوصم االجتماعية تقوم على مراعاة ردة الفعل االجتماعي‪،‬‬
‫ويرى أصحاب هذه النظرية بأن هذا األخير (ردة الفعل االجتماعي) قد يكون حافزا أو رادعا‬
‫للسلوك اإلجرامي أكثر من القانون والعقوبات الردعية‪.‬‬
‫‪ 2.0‬نظرية املوارد ‪:‬‬
‫اعتمدت هذه النظرية في قاعدتها االفتراضية على ما جاء به وليام جود ‪ ( 1791‬عالم‬
‫اجتماع أمريكي حديث متخصص بدراسة األسرة) عندما قال ‪ ":‬إذا تكاثرت مصادر الفرد املالية‬
‫‪19‬‬
‫واملعنوية قلت رغبته أو ميله في استخدام القوة بشكل علني أو مفتوح"‪.‬‬
‫بمعنى أن هذه النظرية تربط السلوكات االنحرافية بمصادر مادية وأخرى معنوية للفرد‪،‬‬
‫أي أنه كلما كان للشخص موارد مادية كامتالك العقار واملال أو موارد معنوية كالجاه أو االعتبار‬
‫أو القوة الجسدية أدى ذلك إلى عدم استخدامه للسلوك اإلجرامي‪ .‬وكلما كان هناك العكس‪،‬‬
‫أي إذا كان الفرد ال يملك موارد مادية وال موارد معنوية أدى ذلك إلى استخدامه للسلوك‬
‫اإلجرامي ضد اآلخرين‪ ،‬كتعويض عما فقده أو للثأر من مؤهالته األولية البسيطة‪ ،‬ويلجأ إلى‬
‫االنحراف كحل وحيد لتغطية النقص الذي يشعر به ‪.‬‬
‫نظرية املوارد تؤكد على أنه كلما كان هناك موارد مادية ومعنوية أدى ذلك إلى وجود‬
‫مؤهالت لتقدير الفرد واحترامه من قبل اآلخرين‪ ،‬مما يجعله قويا أمامهم والنتيجة أن الفرد ال‬
‫يكون منحرفا‪ ،‬ومثال على ذلك نجد ذوي مهنة الطب أو املحاماة أو القضاة‪ ،‬حيث أن االحترام‬
‫والتقدير الذي يتلقونه من طرف اآلخرين سوف يعمل على امتصاص انفعاالتهم وانزعاجهم كما‬
‫أن هذا النوع من املهن يقدم دخال ماليا كافيا لسد حاجياتهم ‪.‬‬

‫‪ .2‬التفسيرات الحديثة للسلوك اإلجرامي‬


‫‪ 7.2‬نظرية أسلوب الحياة ‪:‬‬
‫‪Hindelang,‬‬ ‫يتساءل كل من"هندلنق"و"قوتفردسون" و"جارفيلو" ‪( 7711‬‬
‫‪ )gottfredson,‬ملاذا نجد شخصا أو مجموعة ما أكثر عرضة ألن يكون أو تكون‬ ‫‪garafalo,‬‬

‫ضحية أو ضحايا للجريمة؟ واإلجابة تكمن في العنوان أنه أسلوب حياتهم ‪.‬‬
‫يرى أصحاب هذه النظرية أن أسلوب الحياة الذي يتبعه الفرد واألشخاص الذين‬
‫‪20‬‬
‫يختلط بعضهم ببعض يدفع بعض الناس إلى ارتكاب سلوك العنف‪.‬‬
‫يالحظ في هذه النظرية أن أنصارها كل من هندلنق‪ ،‬قوتفردسون وجارفيلو قد اتخذوا‬
‫منحى آخر في تفسيرهم للسلوك االنحرافي واإلجرامي‪ ،‬حيث أنهم ركزوا على املجني عليه أي‬
‫الضحية أكثر من الجاني‪ ،‬وقد اعتبروا أسلوب الحياة الذي يعيشه املجني عليه هو السبب في‬
‫وقوعهم ضحايا للجرائم ‪.‬‬
‫أصحاب نظرية أسلوب الحياة فسروا مثال السلوك العنيف على أنه نتيجة " ألسلوب‬
‫‪21‬‬
‫حياة الضحية واملكان الذي يعيش فيه ومن خالل عوامل أخرى مرتبطة بـ‪:‬‬
‫األفراد الذين يختلط معهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ردة فعل الضحية تجاه سلوك العنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االختالفات الفردية حيث تجعل هذه العوامل ضحية للعنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪22‬‬
‫تتكون هذه النظرية من ثالثة أجزاء وهي‪:‬‬
‫األدوار االجتماعية‪.‬‬
‫املكان أو املوقع في البناء االجتماعي‪.‬‬
‫الجزء العقالني أو املكون العقالني‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالجزء األول – األدوار االجتماعية – فمن املعروف أننا نمارس أدوارا‬
‫اجتماعية تبعا للمكانات االجتماعية التي نحتلها وبناء على التوقعات واملعايير االجتماعية‬
‫السائدة في املجتمع‪ ،‬وهكذا نطور أساليب أو أنماط حياتية متباينة قد يدفع بعضها إلى‬
‫الجريمة وخاصة تلك التي تتطلب أنشطة اجتماعية‪ .‬أما الجزء الثاني فمن املعروف أنه كلما‬
‫ارتفعت مكانة الشخص في البناء االجتماعي تناقصت أو قلت الفرص ألن يكون ضحية للجريمة‪،‬‬
‫وهذا يفسر بناء على األنشطة االجتماعية التي يزاولها‪ ،‬واألماكن التي يتردد عليها‪ .‬وأخيرا الجزء‬
‫العقالني املتعلق باتخاذ القرار أو السلوك املناسب‪ .‬هكذا نجد األدوار االجتماعية واملكانة‬
‫االجتماعية يتفاعالن معا في اتخاذ القرار العقالني فمثال نجد أن األشخاص الذين يترددون على‬
‫املقاهي والبارات واألسواق الرخيصة ويقضون أوقاتا طويلة خارج بيوتهم في ساعات الليل أكثر‬
‫عرضة للجريمة من األشخاص الذين يحتلون أماكن اجتماعية مرموقة وأنشطتهم الروتينية‬
‫‪23‬‬
‫أقل‪ ،‬أي أن نمط وأسلوب الحياة على عالقة عضوية بمخاطر التعرض للجريمة‪.‬‬
‫كما ركزت هذه النظرية على أن التغيرات االجتماعية تدفع باتجاه تغيير األنماط الحياتية‬
‫وأساليب املعيشة‪ ،‬وتبعا لذلك تتغير خطورة تعرض األشخاص للجريمة‪.‬‬
‫‪ 0.2‬نظرية املسارات الحياتية ‪:‬‬
‫‪ )Moffitt‬أن هنالك مجموعتين رئيسيتين يقومان بالسلوك‬ ‫ترى نظرية "موفت" (‬
‫‪24‬‬
‫غير االجتماعي‪:‬‬
‫مجموعة معتادي اإلجرام وتعني األشخاص الذين يستمرون في ارتكاب الجرائم طوال‬
‫فترة حياتهم‪Life course- persistent offenders .‬‬
‫مجموعة ترتكب الجرائم في فترة عمرية محدودة تتمثل في فترة املراهقة‪Adolescence- .‬‬
‫‪limited offenders‬‬
‫لقد حاولت "موفت" من خالل هذه النظرية تقسيم الجناة إلى نوعين‪ :‬أشخاص‬
‫يمارسون سلوكهم االنحرافي مدى الحياة‪ ،‬والنوع اآلخر يقتصر سلوكهم االنحرافي إال في مرحلة‬
‫املراهقة‪.‬‬
‫فبالنسبة للمجموعة األولى تبين أن املشاكل العصبية النفسية التي يتعرضون لها في‬
‫مرحلة الطفولة تتفاعل وتتفاقم في بيئات السلوك اإلجرامي التي ينشأون فيها في مرحلة النمو‪،‬‬
‫األمر الذي يؤدي إلى خلق شخصية مريضة‪ .‬أما بالنسبة للمجموعة الثانية فقد تبين أن‬
‫األشخاص ضمن هذه املجموعة يرتكبون سلوكيات منحرفة عندما يكون السلوك االنحرافي‬
‫مجزيا لهم من الناحية االجتماعية‪ ،‬ويكفون أو يمتنعون عن السلوكيات املنحرفة عندما تكون‬
‫األفعال التي تتفق أو تنسجم مع قيم وأعراف املجتمع أكثر منفعة‪ .‬وأن أفراد هذه املجموعة‬
‫ليس لهم سجل في ارتكاب سلوكيات تخالف املجتمع خالل مرحلة الطفولة وبأن سلوكياتهم‬
‫‪25‬‬
‫املنحرفة ال تدرج بتقدمهم في العمر من جريمة خطيرة إلى جريمة أكثر خطورة‪.‬‬
‫كما ركزت "موفت" على متغير البيئة في نظريتها‪ ،‬حيث تعتبرها مصدرا أساسيا لالنحراف‬
‫فكلما كانت البيئة سيئة أدى ذلك إلى تدمير شخصيات األطفال ودفعهم إلى السلوك املنحرف‪،‬‬
‫وكما نعلم أيضا بأنه يوجد نوع من االرتباط بين خصائص اآلباء واألبناء‪ ،‬فاآلباء املنحرفين‬
‫وأرباب السوابق قد يؤثرون في سلوكات أبنائهم‪ ،‬حيث نالحظ انتقال سلوكي من اآلباء إلى األبناء‬
‫فاآلباء الذين لديهم أبناء سلوكاتهم غير اجتماعية وال يتقبلون النصائح‪ ،‬هم آباء غير متسقين‬
‫وغير حازمين‪ -‬حسب النظرية‪ 26،-‬هذا ما يفسر أن عدم التنسيق في معاملة األبناء بين األب‬
‫واألم قد يؤدي إلى انحرافهم‪ ،‬وعدم تقبلهم للنصائح‪ ،‬ألنه نجد األب متسلط واألم متساهلة‬
‫وتسمح ألبنائها أن يفعلوا ما يشاءون‪ ،‬هذا التناقض في التنشئة األسرية داخل البناء األسري‬
‫سوف يعمل على عدم إدراك األبناء للسلوك الصحيح وغير الصحيح وبالتالي يسهل ممارستهم‬
‫للسلوك غير االجتماعي‪.‬‬
‫إن البيئة األسرية واملجتمع املحلي ينعكسان سلبا على األبناء‪ ،‬كما انعكسا على الوالدين‬
‫أي أن املصادر البيئية سوف تؤثر على األنشطة العصبية النفسية بشكل ال وظيفي‪ ،‬وهذا‬
‫مرتبط أيضا كما هو واضح بسوء البيئة االجتماعية بل البيئة املنحرفة إن جاز التعبير‪ .‬فالطفل‬
‫املشكلة يحتاج إلى والد مشكلة‪ ،‬وهذا التفاعل يؤدي إلى ظهور السلوك غير االجتماعي واستمراره‬
‫عبر الزمن‪ ،‬فالتفاعل غير املناسب اجتماعيا قد يولد ردود فعل غير اجتماعية من اآلخرين‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫فاألطفال الذين يعانون من مشاكل عصبية ونفسية يشكلون تحديا ألقرب الناس إليهم ‪.‬‬
‫وباملقارنة بين الجنوح املتواصل واملحدد بفترة املراهقة يجب أن يؤخذ باالعتبار السلوك‬
‫الذي يقتصر ظهوره بفترة املراهقة‪ ،‬ويعد هذا ضروريا ألن النوع اآلخر من الجانحين الذين‬
‫يواصلون السلوك الجانح مدى الحياة يبدؤون سلوكياتهم املزعجة منذ طفولتهم املبكرة‪ ،‬في‬
‫حين أن السلوك غير االجتماعي بالنسبة للنوع األول يظهر أول مرة في فترة املراهقة‪ ،‬وسوف‬
‫تتمثل السلوكيات الجانحة بالنسبة للنوع املتواصل في أشكال متعددة للسلوك غير االجتماعي‬
‫مثل املشاكل الناتجة من قصور في الجانب العصبي النفس ي التي تكون فيما بعد مع التأثيرات‬
‫‪28‬‬
‫البيئية تركيبة من األسباب التي تسبب تواصال للسلوك غير االجتماعي‪.‬‬
‫كما نعرف فإن مرحلة املراهقة هي مرحلة مهمة في حياة الفرد‪ ،‬ففي هذه املرحلة يعرف‬
‫الفرد عدة تغيرات فسيولوجية ونفسية تؤثر على نفسيتهم وشخصيتهم وسلوكاتهم فيما بعد‪،‬‬
‫مما تجعلهم يسلكون سلوكات منحرفة مثل التمرد‪ ،‬إما من أجل إشباع حاجاتهم املادية أو‬
‫العاطفية‪ ،‬وإما من أجل إبراز مكانتهم وسلطتهم أي إبراز ذاتهم‪.‬‬
‫وأخيرا يرى أصحاب هذه النظرية على أنه ليس جميع املراهقين معرضين للتورط في‬
‫‪29‬‬
‫الجنوح‪ ،‬وأن هناك عددا من اإلمكانات لذلك نذكر منها اآلتي ‪:‬‬
‫عندما تتهيأ الفرصة للمراهقين أن يؤدوا دورا يحترمه البالغون ‪.‬‬
‫عندما يعيش املراهق في بيئة اجتماعية ال تتوافر فيها فرصة تعلم األفعال الجانحة ‪.‬‬
‫قد تكون الخصائص الشخصية للمراهق تستثنيه من النظر أو الدخول في شبكة‬
‫األفعال غير االجتماعية ‪.‬‬
‫وقد تكون مع األسباب املذكورة أسباب أخرى مجتمعة بعضها مع بعض‪.‬‬

‫‪ 2.2‬نظرية تباين الكبت ‪:‬‬


‫لقد طور العاملان "رقولي" و"هويت"(‪ )Regoli and Hewit‬نظرية تباين الكبت أو القمع‬
‫لتفسير انحراف األحداث في املجتمع‪ ،‬حيث يعتقدان أن املشاكل السلوكية لألحداث بما فيها‬
‫الجريمة‪ ،‬واالنحراف‪ ،‬والكحول‪ ،‬واملخدرات‪ ،‬واالضطرابات العقلية يمكن فهمها على أنها ردود‬
‫أفعال تكيفية للمواقف االجتماعية الكابتة من قبل البالغين‪ ،‬فاألطفال أو األحداث يعانون من‬
‫القمع والكبت‪ ،‬إال أن القمع أو الكبت متباين فهو يتدرج من البسيط ومثال على ذلك ‪:‬االنصياع‬
‫للقواعد واألوامر األخالقية واالجتماعية إلى اإلساءات الجسدية والنفسية والجنسية‬
‫‪30‬‬
‫والعاطفية‪.‬‬
‫إن النتائج املترتبة على هذا الكبت والضبط في املجتمع من شأنها أن تحول األحداث إلى‬
‫مواضيع من أجل ممارسة القوة والسلطة‪ ،‬أي أشياء يتم التحكم بها وبعاملهم الخاص أيضا‬
‫وكلما زادت ممارسة القمع والضبط كلما زاد تحولهم إلى مجرد أشياء بدال من أفراد‪ ،‬فكما يرى‬
‫كل من "كولي"(‪ )Cooley, 1902‬و"بكر" (‪ )Becker,1963‬أن الهوية اإلنسانية الفردية تتشكل‬
‫بناء على رد فعل اآلخرين نحو الفرد (نظرية مرآة الذات لكولي)‪ ،‬وبالتالي فإن األوصمة أو الصور‬
‫التي يرسمها اآلخرون لألطفال ذات تأثير حتمي بل و مصيري لهم‪ ،‬والحقيقة أن نظرة البالغين‬
‫لألطفال وتلك الصور املرسومة لديهم تبرر لهم ما يقومون به من قمع وضبط‪ ،‬تلك الصور مثل‬
‫‪31‬‬
‫الدونية وعدم املسؤولية أو الشعور بها وعدم الكفاءة ‪...‬الخ‬

‫أوال ‪:‬التكيف للقمع أو الكبت ‪:‬‬


‫إن ردود األفعال التكيفية من قبل األطفال على القمع أو الكبت الذي يمارسه البالغون‬
‫يشمل على ‪ :‬القبول السلبي وممارسة القوة اإلكراهية غير املشروعة ‪.‬‬
‫القبول السلبي ‪ :‬كما جاء في نظرية اآلنومي مليرتون‪ ،‬فإن املجتمع هو الذي يحدد‬
‫األهداف الثقافية للنجاح ويضع الوسائل املشروعة من أجل تحقيق ذلك‪ ،‬ومع ذلك ال‬
‫يستطيع الجميع تحقيق النجاح إال أنهم ملتزمون بالقوانين والقواعد االجتماعية‪ ،‬وهذا‬
‫ينسحب على األطفال الذين يتكيفون من خالل القبول السلبي للمكانة الدونية التي‬
‫يمثلونها‪ ،‬هذا االلتزام أو القبول يؤدي إلى القمع والكبت فالطاعة هنا وااللتزام من قبل‬
‫األطفال مبني على الخوف أو التهديد بالعقاب أو حتى العقاب‪ .‬إن القبول السلبي من‬
‫جانب األطفال ملكانتهم الدونية يؤدي إلى تكوين صور سلبية عن الذات وهذا بدوره‬
‫يؤدي إلى سلوكات غير اجتماعية متعددة مثل االنحراف‪ ،‬واإلدمان‪ ،‬والكحول‪،‬‬
‫واالضطرابات العقلية وتدني مفهوم الذات‪ ،‬ويمكن من جهة أخرى أن يؤدي القبول‬
‫‪32‬‬
‫السلبي بهذه املكانة إلى سالح يستخدم لالنتقام ‪.‬‬
‫نالحظ أن ظاهرة القبول السلبي موجودة في الكثير من األسر الجزائرية‪ ،‬حيث أغلبها‬
‫تعتمد في تنشئتها األسرية على القمع والسيطرة على أبنائهم وذلك باالعتماد على أسلوب التهديد‬
‫بالعقاب أو استخدام الضرب في حد ذاته‪ ،‬معتقدين بذلك أنهم يستطيعون السيطرة عليهم‪،‬‬
‫وسيلقون منهم دائما الطاعة وااللتزام‪ ،‬لكن ما ال يعلمه اآلباء هو أن األبناء جراء هذه املعاملة‬
‫سوف يولد لديهم صورة سلبية عن ذاتهم ومكانتهم التي يرون بأنها دونية‪ ،‬فهذا الكبت لن‬
‫يطول لديهم وسيدفعهم إلى ممارسة سلوكات انحرافية‪.‬‬
‫ممارسة القوة اإلكراهية ‪:‬‬
‫التكيف الثاني هو ممارسة القوة اإلكراهية غير املشروعة وذلك من أجل الشعور‬
‫باالستقاللية والتحكم ‪ ،‬وهذا االنحراف املتوقع ما هو إال تعبير عن الحنين إلى دور البالغين كما‬
‫يرى "كاتز" (‪ )Katz, 1988‬وهنا يمكن تفسير االعتداءات الجنسية واستخدام املخدرات‬
‫‪33‬‬
‫والكحول وإيذاء اآلخرين على أنها محاوالت للسيطرة على الحدث من قبل حدث آخر‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التالعب باألقران‪:‬‬


‫عندما يعامل األطفال كأشياء ويمارس بحقهم القمع والكبت‪ ،‬قد يحاول بعضهم‬
‫ممارسة األسلوب نفسه على أقرانه خاصة إذا كان يتمتع بقوة جسدية‪ ،‬حيث تبين السمعة‬
‫‪34‬‬
‫بأنه شجاع‪ ،‬ومن هنا فقد يؤذي اآلخرين أو ما يسمى بجرائم اإليذاء البسيط والبليغ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االنتقام‪:‬‬
‫يعتبر االنتقام النمط الرابع من التكيف للمكانة الدونية التي يحتلها األطفال‪ ،‬وقد يتدرج‬
‫هذا النمط التكيفي من الجنح كالسرقات البسيطة إلى الجنايات كجرائم القتل‪ ،‬وضحايا هذا‬
‫التكيف قد يكونوا من األفراد كاآلباء واألمهات ومعلمي املدارس واألخوة الكبار أو املؤسسات‬
‫‪35‬‬
‫كاملدارس‪ ،‬وقد يكون الحدث نفسه كأن يرتكب االنتحار‪.‬‬
‫نجد الكثير من اآلباء يمارسون القمع بجميع أشكاله تجاه أبنائهم وهذه األساليب هي‬
‫أساليب تنشئية خاطئة‪ ،‬فقد وجب فتح الحوار والنقاش بين الوالدين واألبناء من أجل تبيان‬
‫لهم السلوك الصح والسلوك الخطأ‪ ،‬كما أن األبناء بهذه الطريقة يقتنعون وال يحسون بالظلم‬
‫على عكس طريقة القمع التي تفرض عليهم سلوكات ال يفهمونها وإذا لم يفعل سوف يتعرض‬
‫للعقاب‪ ،‬هذا األمر سيجعلهم يحسون بالدونية وسيترجم فيما بعد الكبت إلى االنتقام ضد‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 2.2‬النظرية التفاعلية ‪:‬‬


‫يرى العالم "ثورنبري" (‪ )Thornberry,1996‬أن السلوك املنحرف ليس مجرد نتيجة‬
‫ملجموعة من العمليات االجتماعية‪ ،‬بل هو سبب ونتيجة معا وبذلك يشمل عالقات تبادلية‬
‫متنوعة‪ ،‬فالسلوك املنحرف تبعا لذلك يتطور بشكل ديناميكي عبر الزمن‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫‪36‬‬
‫النظرية ساهمت بقضيتين جوهريتين هما‪:‬‬
‫املنظور التطوري‬
‫اآلثار التبادلية‬
‫فكما يرى "ثورنبري" القضية الثانية لها أهمية بالغة من أجل فهم الجريمة والسلوك‬
‫املنحرف‪ ،‬أما املنظور التطوري فاالفتراض هنا أن الجريمة ليست صفة شخصية دائمة‪،‬‬
‫فالجريمة كما ترى النظرية يمكن تقسيمها إلى ثالث مواضيع أو وجوه وهي ‪ :‬املبادرة والحفاظ‬
‫على واإلنهاء ‪.‬‬
‫لقد صمم "ثورنبري" مخططا ديناميكيا للجنوح‪ ،‬وهو عبارة عن عدد من العوامل قد‬
‫يكون لها تأثيرات مختلفة في سلوك املراهق خالل فترات حياته املختلفة‪ ،‬وقدم فيه ثالث نماذج‬
‫‪37‬‬
‫من الجنوح كاآلتي‪:‬‬
‫األنموذج األول‪ :‬املراهقة املبكرة عمر ‪:72 -77‬‬
‫وتبرز في هذا األنموذج ثالثة عوامل مهمة لها التأثير الواضح في سلوك املراهق في هذه‬
‫املرحلة من العمر وذلك ملا يأتي‪:‬‬

‫العامل األول‪ :‬التأثير الوالدي‪ :‬فالوالدان اللذان لهما تأثير قوي على أطفالهما‪ ،‬واللذان على‬
‫اتصال متواصل بهم‪ ،‬ويمارسان مهارات والدية مناسبة معهم وما إلى ذلك‪ ،‬من املحتمل أن‬
‫يقودا أطفالهما نحو األفعال املقبولة اجتماعيا‪ ،‬ونحو اإليمان بالقيم واألمان والثقة‪ ،‬وقد‬
‫يبعدانهم عن األصدقاء الجانحين واألفعال الجانحة ‪.‬‬

‫العامل الثاني‪ :‬اإليمان بالقيم والتقاليد‪ :‬املراهقون الذين على صلة بالوالدين‪ ،‬ويتأثرون بهم‬
‫ويواصلون الذهاب إلى املدرسة ويؤمنون بالقيم واألعراف االجتماعية‪ ،‬يكونون أقل عرضة‬
‫للتورط في الجنوح من أولئك الذين ال يتمتعون بالصلة مع ذويهم‪ ،‬وال يواصلون الذهاب إلى‬
‫املدرسة‪ ،‬وال يتمتعون باإليمان باملبادئ والقيم االجتماعية‪.‬‬

‫العامل الثالث‪ :‬القيود املختلفة تؤدي إلى الجنوح‪ :‬وقد تكون سببا مؤثرا يتفاعل مع مجموعة‬
‫أسباب أخرى فتؤدي إلى السلوك الجانح‪.‬‬

‫األنموذج الثاني‪ :‬املراهقة الوسطى‪:‬‬


‫يبدأ هذا األنموذج يتغير في هذه املرحلة‪ ،‬فينصب االهتمام هنا على صلة الطفل‬
‫بالوالدين التي قد تصل نسبيا إلى درجة املبالغة في قوة العالقة‪ ،‬فعند هذه النقطة في دورة‬
‫الحياة – أي فترة املراهقة الوسطى‪ -‬قد يتخذ املراهق بشكل ما طريق الجنوح لغرض االمتداد‬
‫خارج املنزل‪ ،‬والقيد الذي كان بينه وبين والديه حيث كان طفال يبدأ اليوم يوهن‪ ،‬ألن هناك‬
‫مثيرات أو حوافز إضافية‪ .‬والتغيير األساس اآلخر‪ ،‬وفقا لـ ثورنبري هو في ازدياد أهمية قيم‬
‫الجنوح‪ ،‬وعندما يكون الجنوح في ذروته‪ ،‬فإن تلك القيم تكون أكثر وضوحا ولها تأثيرات أقوى‬
‫من املتغيرات األخرى‪ ،‬ومثل هذه القيم تعزز الجنوح ومشاركات الجانح في هذا االتجاه‪ ،‬فضال‬
‫عن أن بعض املؤشرات تشير إلى أن الشباب الذين يحملون تلك القيم‪ ،‬أقل احتماال من أن‬
‫يكونوا مرتبطين بوالديهم أو أنهم مواظبون على الدراسة‪.‬‬
‫األنموذج الثالث‪ :‬املراهقة املتأخرة‬
‫يرى ثورنبري أن متغيرات جديدة تطرأ على هذا األنموذج وأهمها املواظبة على نشاطات‬
‫عادية تتضمن الوظيفة‪ ،‬وااللتحاق بالجامعة‪ ،‬والخدمة العسكرية‪ .‬وعلى مدى االنتقال إلى‬
‫العالم أو العمل هناك انتقال مماثل من العائلة األصلية إلى عائلة الشخص الخاصة‪ .‬إن دعائم‬
‫الشخص في املواصلة تزداد بتطرف أثناء هذه املرحلة‪ .‬ويصبح بعض التواصل في األصل‬
‫استجابة للنجاح املالي وسعادة الشخص‪ .‬وكما يبين ثورنبري فإن ظروف حياة الفرد في هذه‬
‫املرحلة تتغير ‪ ،‬ويصادف أحداثا مهمة متطورة‪ ،‬وتتعين عليه أدوارا اجتماعية جديدة‪ ،‬وتنشأ‬
‫اهتمامات وشبكات اتصال جديدة‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫في ضوء تعدد نظريات تفسير الجريمة يرى الباحثون أن أي من النظريات الواردة في‬
‫التراث العلمي في هذا الصدد‪ ،‬ال تصلح وحدها لتفسير كافة أنماط السلوك اإلجرامي فالرأي‬
‫املقبول هو األخذ بنظرية العوامل املتعددة في تفسير السلوك اإلجرامي‪ ،‬أو ما يدعى بمنظور‬
‫التكامل النظري للسلوك املجرم‪ ،‬وهو من النظريات التكاملية التي تعنى بدمج نظريتين أو أكثر‬
‫من النظريات املوجودة بناء على القواسم املشتركة بينهما والخروج بنموذج نظري جديد يهدف‬
‫إلى تفسير أوسع وأشمل للسلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪ .6‬اإلحالة والتهميش ‪:‬‬

‫‪ -1‬املهيرات بركات النمر‪ ،‬جغرافيا الجريمة‪ ،‬علم الجريمة الكارتوغرافي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار مجد الالوي‪،‬‬
‫األردن‪ ،1001،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬بدوي أحمد زكي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪،1772 ،‬‬
‫ص ‪101‬‬
‫‪ -4‬عثمان إبراهيم عيس ى‪ ،‬النظرية املعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪،1002 ،‬‬
‫ص ‪11‬‬
‫‪ -5‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ -6‬حلمي إجالل إسماعيل‪ ،‬العنف األسري‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،1777 ،‬‬
‫ص ص ‪13-12‬‬
‫‪ -7‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪ -8‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪( 12‬بتصرف)‬
‫‪ -9‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪( 11‬بتصرف)‬
‫‪ -10‬فايد حسيـن علي‪ ،‬املشكالت النفسية االجتماعية –رؤية تفسيرية ‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة طيـبة للنشر‬
‫والتوزيـع‪ ،‬ب ب‪ ،1002 ،‬ص ‪72‬‬
‫‪ -11‬العيسوي محمد عبد الرحمان‪ ،‬عالج املجرمين‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،1002 ،‬‬
‫ص ‪292‬‬
‫‪ -12‬حلمي إجالل إسماعيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ -13‬العيسوي محمد عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪292‬‬
‫‪ -14‬إسماعيل عزت سيد‪ ،‬سيكولوجيا اإلرهاب وجرائم العنف‪ ،‬منشورات السالسل‪ ،‬الكويت‪،1722 ،‬‬
‫ص ‪11‬‬
‫‪ -15‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ -16‬سموك علي‪ ،‬إشكالية العنف في املجتمع الجزائري من أجل مقاربة سوسيولوجية‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ 1001 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -17‬عبد املحمود عباس أبو شامة‪ ،‬جرائم العنف وأساليب مواجهتها في الدول العربية ‪،‬ط‪ ، 1‬جامعة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،1002 ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -18‬معتوق جمال‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع الجنائي‪ ،‬أهم النظريات املفسرة للجريمة واالنحراف‪ ،‬دار‬
‫بن مرابط للنشر والطباعة‪ ،‬الجزائر‪ ،1002 ،‬ص ‪110‬‬
‫‪ -19‬معن خليل عمر‪ ،‬علم اجتماع العنف ‪،‬ط‪، 1‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1010 ،‬ص ‪70‬‬
‫‪ -20‬عمر عبد هللا املبارك الزواهرة‪ ،‬العنف داخل مراكز اإلصالح والتأهيل‪ ،‬أسبابه وأنماطه‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،1012 ،‬ص ‪33‬‬
‫‪ -21‬ربحي مصطفى العليان‪ ،‬العنف الجامعي‪ ،‬وجهات نظر‪ ،‬ط‪ ،3‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان األردن‪ ،1013،‬ص ‪92‬‬
‫‪ -22‬الوريكات عايد عواد‪ ،‬نظريات علم الجريمة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،1012 ،‬ص ‪129‬‬
‫‪ -23‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪122 ،129‬‬
‫‪ -24‬آمنة جمعة الكتبي‪ ،‬الشباب والجريمة‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬ط‪ ،1‬شرطة الشارقة‪ ،‬مركز بحوث‬
‫الشرطة‪ ،‬الشارقة‪ ،1010 ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -25‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪22 -21‬‬
‫‪ -26‬الوريكات عايد عواد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪172‬‬
‫‪ -27‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪171‬‬
‫‪ -28‬العبيدي نورية‪ ،‬رؤى نفسية في ظواهر تربوية واجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الجديدة روبرو‪ ،‬منشورات‬
‫زادني‪ ،‬املغرب‪ ،1017 ،‬ص‪177‬‬
‫‪ -29‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ص ‪101 ،100‬‬
‫‪ -30‬الوريكات عايد عواد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪222‬‬
‫‪ -31‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪222‬‬
‫‪ -32‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪222‬‬
‫‪ -33‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص ‪221،222‬‬
‫‪ -34‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪221‬‬
‫‪ -35‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪221‬‬
‫‪ -36‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪232‬‬
‫‪ -37‬العبيدي نورية‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪102 -101‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬الكتاب العربي الحديث‪:‬‬
‫‪1722‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1010‬‬
‫‪1772‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1777.13‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1013‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1001‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪1002‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1002‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪1002‬‬
1 10
1002
11
1002
1010 1 11
1 12
1001
1012 1 13

‫ مواقع شبكية‬:‫ثانيا‬
12
10:20 1011 2 12 1010 10 https://www.politics-dz.com/
1 11
1017
https://www.researchgate.net/publication/340342541_rwy_nfsyt_fy_zwahr_trbwyt
_wajtmayt/link/5e9e9b0ca6fdcca7892be60c/download
23:81 1211 22 21 1212 12

You might also like