نظرية الشخصية المعنوية كأساس للتنظيم الاداري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫نظرية الشخصية المعنوية كأساس للتنظيم االداري‬

‫‪Site:‬‬ ‫‪Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2‬‬ ‫‪Imprimé par:‬‬ ‫‪Visiteur anonyme‬‬


‫‪Cours:‬‬ ‫مدخل الى القانون االداري‬ ‫‪Date:‬‬ ‫‪Monday 11 December 2023, 18:24‬‬
‫‪Livre:‬‬ ‫نظرية الشخصية المعنوية كأساس للتنظيم االداري‬
‫‪Table des matières‬‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية ‪1.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج وآثار الشخصية المعنوية ‪2.‬‬


‫المطلب االول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية ‪1.‬‬

‫المطلب االول‪ /‬مفهوم الشخصية المعنوية‬


‫الفرع االول‪ /‬تعريف وطبيعة الشخصية المعنوية‬

‫أوال‪ /‬تعريف الشخصية المعنوية‬


‫الشخصية المعنوية هي الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يعترف بها‪ ,‬ويعطيها الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل‪ ,‬وفي اكتساب الحقوق‬
‫وتحمل االلتزامات وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة شأنها في ذلك شأن األشخاص الطبيعيين‪ ،‬وتتجلى أهمية الشخصية المعنوية في‪:‬‬
‫‪ /01‬األهمية الفنية‪ :‬تتجلى األهمية الفنية لفكرة الشخصية المعنوية في عملية التنظيم اإلداري‪ ,‬بحيث تعتبر الوسيلة الفنية الناجعة في عملية تقسيم األجهزة والوحدات اإلدارية المكونة‬
‫للنظام اإلداري‪ ,‬وكذلك وسيلة لتوزيع اختصاصات السلطة اإلدارية‪ ,‬إقليميا و مصلحيا‪ ,‬وكذلك تحديد العالقات فيما بينها‪.‬‬
‫‪ /02‬األهمية القانونية‪ :‬تلعب فكرة الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم اإلداري‪ ,‬إذ بهذه الفكرة أمكن القيام بمختلف الوظائف اإلدارية بواسطة أشخاص طبيعيين‬
‫موظفي الدولة باسم اإلدارة ولحسابها‪ ,‬فتعتبر هذه األعمال أعمال األشخاص اإلدارية رغم أنها أنجزت بواسطة أشخاص طبيعيين‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬طبيعة الشخصية المعنوية‬
‫اوال‪ /‬نظريات الشخصية المعنوية‬
‫‪ /01‬الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‪ :‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة مفترضة يتزعمه الفقيه سافيني ويرى أصحاب هذه النظرية أن فكرة الشخصية المعنوية ما هي إال‬
‫محض افتراض وليس لها أساس من الواقع‪ ,‬لجأ إليها المشرع في الدولة كحيلة قانونية لتمكن التجمعات والهيئات من تحقيق أهدافها وأغراضها حتى تكون لها أهلية اكتساب الحقوق‬
‫وتحمل الواجبات وااللتزامات ويعتبرها ‪-‬مجازا وافتراضا‪ -‬شخصا من أشخاص القانون في الدولة‬
‫إن مذهب أو نظرية المجاز واالفتراض القانوني تؤدي إلى إطالق سلطان الدولة في التحكم في مصير الجماعات والتجمعات بشكل يقيد من تكوين وإنشاء الجماعات والتجمعات التي‬
‫أصبحت تشكل أهمية كوسيط عدم مسؤولية األشخاص المعنوية مدنيا وجنائيا‪.‬‬
‫‪ /02‬الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‪ :‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة حقيقية من أنصارها جيبرك وسالي الشخصية المعنوية أساسها اجتماع عدة أفراد لتحقيق غرض معين‬
‫مشروع‪ .‬وهذا االجتماع يؤدي إلى نشوء إرادة مشتركة منفصلة عن إرادة المكونين له وهي أساس فكرة الشخصية المعنوية و حتى و إن تدخلت الدولة فان تدخلها ال يعني أنها هي التي‬
‫أنشأت الشخص المعنوي بل ال يتجاوز األمر حد االعتراف‪...‬‬
‫ومن أهم نقد وجه ألصحاب هذه النظرية أنهم إذا كانوا قد نجحوا في تفسير وتأصيل الشخصية القانونية لجماعات األفراد‪ ,‬فإنهم عجزوا على تفسير بعض التجمعات كتجمعات األموال‪.‬‬
‫كما أنه هناك عدة نظريات ذهبت الى القول بأن فكرة الشخصية المعنوية ال فائدة ترجى منها وأنه ليس لها أي أساس أو قيمة أو فائدة في عالم القانون وأنه يمكن االستغناء عنها باعتماد‬
‫أفكار ونظريات قانونية أخرى تكون البديل األكثر سالمة ومنطقية ووضوح مثل‪ :‬فكرة الملكية المشتركة عند اهرنج‪,‬و فكرة الغرض وفكرة التضامن االجتماعي والمراكز القانونية عند‬
‫الفقيه ليون دوجي ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ /‬أنواع األشخاص المعنوية‬
‫يوجود نوعين رئيسيين من األشخاص المعنوية هي ‪ :‬األشخاص المعنوية العامة ‪ ،‬واألشخاص المعنوية الخاصة ‪ ،‬مع ما تتمتع به األشخاص المعنوية الخاصة من أهمية في نطاق القانون‬
‫الخاص فتظهر بشكل الشركات والمؤسسات والجمعيات التي تنشأ بمبادرات األفراد لتحقيق الربح أحيانًا وتحقيق النفع العام أو المصلحة العامة في أحيان أخرى‪.‬‬
‫و الشخصية المعنوية العامة تحتل أهمية أكبر بكثير في نطاق القانون العام الذي ال يعرف غير هذا النوع من األشخاص المعنوية رغم أن نظرية الشخصية المعنوية نشأت في ظل القانون‬
‫الخاص ‪ .‬وقد درج الفقه والقضاء على تقسيم األشخاص المعنوية العامة إلى ثالث أنواع ‪:‬‬
‫أوًال‪ /‬األشخاص المعنوية اإلقليمية‬
‫وهي األشخاص المعنوية أو االعتبارية التي يتعلق اختصاصها في نطاق جغرافي منعين من الدولة وهي تشمل الدولة والوحدات المحلية األخرى‪.‬‬

‫‪ /01‬الدولة‬
‫وهي أهم األشخاص المعنوية على اإلطالق ولهذا فقد ورد النص عليها في القانون المدني على أن الدولة هي أول األشخاص االعتبارية ‪.‬‬
‫والدولة هي الشخص المعنوي العام الذي تتفرع عنه األشخاص المعنوية األخرى وهي التي تمنح الشخصية المعنوية الخاصة لألفراد والهيئات الخاصة وتمارس الرقابة عليها ‪.‬‬
‫والدولة باعتبارها شخص معنوي عام تشمل سلطات الدولة الثالث ‪ :‬السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية ‪ ،‬باعتبارها شخص معنوي واحد ‪ .‬إال أن هذه الوحدة في شخصية الدولة لم‬
‫تكن أمرًا مسلمًا به فقد اختلف الفقه في شأنها ‪.‬‬
‫فقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن االعتراف بالشخصية المعنوية العامة للدولة يقتصر على مجال معين من نشاط الدولة وهو الحقوق المادية والتصرفات التي تندرج في القانون الخاص ‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لتصرفات الدولة التي تحمل طابع السلطة وامتيازاتها فما هي إال اختصاصات يمارسها ممثلوا الدولة في الحدود التي رسمها القانون تحقيقًا للمصلحة العامة‪.‬‬
‫ولعل الدافع وراء تبني هذا الرأي الخشية من تعسف الدولة وجورها على الحريات العامة إذا ما اعتبرت تصرفات الدولة حقًا من حقوقها ‪ ,‬بينما ذهب رأي آخر إلى ثنائية شخصية الدولة ‪،‬‬
‫فتكون شخصًا معنويًا خاصًا إذا ما تصرفت في مجال الحقوق المالية أو الحقوق الخاصة المشابهة لتصرفات األفراد وينطبق عليها القانون الخاص وتعتبر شخصًا معنويًا عامًا إذا قامت‬
‫بعمل بدخل في ضمن نطاق السلطة العامة وهنا تخضع تصرفاتها ألحكام القانون العام ‪.‬‬
‫إال أن هذه اآلراء لم تلبث أن انتهت ‪ ،‬وأصبح الرأي السائد فقهًا وقضاًء أن شخصية الدولة وحدة ال تتجزأ وهي تشمل جميع تصرفات الدولة وأعمال الخاصة منها والتي تتسم بطابع السلطة‬
‫العامة ‪ .‬وهو رأي يتماشى مع المنطق القانوني السليم ‪.‬‬

‫‪ /02‬الوحدات المحلية المحافظات ‪.‬‬


‫وترتبط فكرة األشخاص المعنوية العامة المحلية بالديمقراطية التي تسمح لكل إقليم من أقاليم الدولة أن يدير شؤونه المحلية من خالل ممثليه من سكان اإلقليم في المحافظات‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ /‬األشخاص االعتبارية العامة المرفقية‬
‫ويطلق عليها أيضًا أال مركزية المصلحة أو المرفقية ‪ ،‬وتنشأ لتحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص المعنوية التابعة لها ‪ .‬وتسمى هذه األشخاص بالهيئات العامة‬
‫أو المؤسسات أو الشركات العامة ‪.‬‬
‫وقد لجأ المشرع إلى إنشاء هذه األشخاص لتباشر أدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعًا من االستقالل الفني عن الحكومة المركزية ضمان فاعلية وكفاءة اإلدارة ‪ .‬وتختلف هذه األشخاص‬
‫عن األشخاص االعتبارية اإلقليمية في أنها مقيدة بالهدف الذي أنشأت من أجله‪ ،‬في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود الجغرافية لإلقليم الذي تمثله ‪.‬‬
‫وحيث أن األشخاص االعتبارية المرفقية تهدف إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ما هو إداري أو اجتماعي أو اقتصادي ‪ ،‬فإن هذا االختالف يقود إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب‬
‫النشاط الذي تتواله ‪ ،‬أما األشخاص اإلقليمية فالقاعدة العامة أنها تتمتع بذات التنظيم القانوني ‪.‬‬
‫كذلك تفترق األشخاص االعتبارية المرفقية عن األشخاص االعتبارية اإلقليمية في أن األخيرة تقوم على فكرة الديمقراطية التي تؤكد حق سكان الوحدات المحلية بإدارة شؤونهم المحلية‬
‫بأنفسهم ‪ ،‬بينما تقوم فكرة الشخصية االعتبارية المرفقية على ضرورة ضمان الكفاءة اإلدارية وحسن إدارة المرافق العامة ذات الطابع الفني وال عالقة للديمقراطية في ذلك ‪ .‬كما هو الحال‬
‫في الجامعات والهيئة العامة للمياه والهيئة العامة لإلذاعة ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ /‬األشخاص المعنوية المهنية‬
‫بسبب التطور المستمر في مناحي الحياة االجتماعية واالقتصادية في مختلف الدول وتأثير هذا التطور على القانون اإلداري وأحكامه ظهرت فكرة جديدة ألشخاص معنوية أخرى تتمثل‬
‫في المنظمات واالتحادات ذات الطابع المهني ‪ ،‬تتولى إدارة مرافق عامة ينشأها المشرع لتحقيق مصالح عامة ‪ ،‬ومن ذلك االتحاد العام لطلبة الجماهيرية واتحاد األدباء والكتاب والمؤتمر‬
‫المهني للمعلمين ‪ .‬وتتمتع هذه األشخاص باالستقالل ولها إصدار اللوائح الخاصة بتأديب أعضائها وممارسة المهنة التي تشرف عليها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج وآثار الشخصية المعنوية ‪2.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج وآثار الشخصية المعنوية‪.‬‬


‫الفرع االول‪ /‬النتائج المترتبة على منح الشخصية المعنوية‬
‫اذا اعترف بالشخص االعتباري يتمتع بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزمًا لصفة اإلنسان الطبيعي ‪ ،‬وذلك في الحدود التي قررها القانون ‪.‬‬
‫فيكون لها ‪:‬‬
‫اوال‪ /‬الذمة المالية المستقلة‬
‫يتمتع الشخص المعنوي العام ‪ ،‬بذمة مالية مستقلة عن ميزانية الدولة ولها الحق في االحتفاظ بالفائض من إيراداتها ‪ ،‬كما أنها تتحمل نفقاتها ‪ ،‬والذمة المالية للشخص المعنوي مستقلة عن‬
‫الذمة المالية لألشخاص المكونين له ‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬األهلية القانونية‬
‫يتمتع الشخص المعنوي العام بأهلية قانونية في الحدود التي رسمها القانون تمكنه من اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ‪ ،‬غير أن هذه األهلية أضيق نطاقًا من أهلية الشخص الطبيعي‬
‫فهي مقيدة بممارسة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه وتخصصه ‪ ،‬ومفيدة كذلك بحدود الهدف الذي يسعى الشخص االعتباري العام لتحقيقه ‪ .‬وهذه الشخصية القانونية‬
‫مستقلة عن شخصية األعضاء المكونين بالشخص االعتباري العام ويباشرها عنه من يمثلونه من أشخاص طبيعيتين ‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬حق التقاضي‬
‫للشخص المعنوي العام أهلية التقاضي ‪ ،‬فله مقاضاة الغير ‪ ،‬كما يكون من حق الغير أن يقاضيه ‪ ،‬كما يجوز أن تقاضي األشخاص المعنوية بعضها ببعض ‪ ،‬ويباشر هذا الحق عن الشخص‬
‫المعنوي العام أشخاص طبيعيتين يمثلونه أو ينوبون عنه ويعبرون عن إرادته في التقاضي‬
‫رابعا‪ /‬موطن مستقل‬
‫للشخص االعتباري موطن خاص به يختلف عن موطن األشخاص المكونين له ‪ ،‬وهو عادة المقر أو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ‪ ،‬فقد بينت المادة ‪ 53/2‬من القانون المدني أن "‬
‫يعتبر موطنه المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ‪ . " ..‬وللموطن أهمية خاصة بالنسبة للشخص االعتباري فيجب إعالن األوراق الرسمية والقضائية إليه فيه و يتم تحديد المحكمة‬
‫المختصة بالنظر بالدعاوي التي ترفع ضده‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪/‬نهاية الشخص المعنوي العام‬
‫الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تنقضي شخصيتها بزوال أو فقد ركن من أركانها التي تقوم عليها كما لو تفتت إلى عدة دول أو اندمجت بدولة أخرى أو فقدانها إلقليمها أو‬
‫انعدام السلطة السياسية بسبب الفوضى ‪.‬‬
‫أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بذات األداة التي نشأت بها ‪ ،‬كما لو صدر قانون يعيد تقسيم الوحدات المحلية فيلغي بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية ويستحدث غيرها أو‬
‫يدمجها في بعضها ‪.‬‬
‫أما إذا صدر قانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل الشخص المعنوي قائمًا حتى يتم اختيار الشخص الجديد ‪.‬‬
‫وتنقضي الشخصية المعنوية المرفقية والمهنية بإلغائها أو حلها بذات طريقة إنشائها أو باندماجها بشخص معنوي مرفقي آخر‪.‬‬
‫وعند نهاية الشخص المعنوي العام أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة التي حددها القانون أو القرار الصادر بإلغائه أو حله‪ ،‬وإال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها هذا‬
‫الشخص ‪.‬‬
‫ما فيما يتعلق بموقف المشرع الجزائري من فكرة الشخصية المعنوية فتنص المادة ‪ 49‬من القانون المدني على‪ :‬األشخاص االعتبارية هي‪ :‬الدولة والوالية والبلدية‪ ،‬المؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪ ،‬الشركات المدنية والتجارية‪ ،‬الجمعيات والمؤسسات‪ ،‬الوقف‪ ،‬وكل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية" ومن ذلك نستنتج أن المشرع‬
‫الجزائري تبنى صراحة نظرية الشخصية المعنوية‬

You might also like