Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫[‪/82‬و] بسم هللا الرحمن الرحيم وبه ثقتي‪ ،‬الحمدهلل الُمنِعم بفضله وال راد له‪ُ ،‬ميِّسر المراد

لمن‬
‫إلتجأ إلى جنابه‪ ،‬وفَّو ض األمر له‪ ،‬الهادي بترقيقه‪ ،‬العزيز إلى التوفيق بين ما تعارض نقًال بما‬
‫يعز [‪ ،]...‬والصالة والسالم على من أوتى جوامع الكالم وعلى آله وأصحابه مصابيح الظالم‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فيقول الفقير إلى لطف مواله الظاهر والخفي أبو اإلخالص حسن الوفاق الشربناللي الحنفي‪:‬‬
‫"أنه قد ورد سؤال في قضية‪ ،‬هى ما تقول السيادة الحنفية فيما إذا أعضل األب الصغيرة‪ ،‬هل‬
‫ُيُز ِّو ُجها جّد ها أو عّمها أو القاضي ولو نائبًا؟"‪ ،‬فأجبت‪" :‬بأن القاضي أو نائبه هو الذي يزِّو جها‬
‫دون من سواه‪ ،‬لكنه ينبغي له أن يأمر األب قبله بتزويجه [‪ ،]...‬فإن فعل واألناب منابة فيه كما‬
‫يأمر [‪ ،]...‬فهو لذوي الفضل من الحق المبين"‪ ،‬وَّج هت ما فيه الكفاية من النقل لمن فضل‪،‬‬
‫وسّميته "كشف المعضل في من عضل"‪ ،‬وهذه النقول قال ابن وهبان في منظومته‪" :‬ولو زَّو ج‬
‫القاضي ابنة الحي طفلة‪ ،‬يجوز لعضل بعضهم ليس ُيذكر"‪ ،‬وقال في شرحها البن الشمنة عن‬
‫الفايه عن روضة الناطفي‪" :‬إن كان للصغيرة أب امتنع من تزويجها‪ ،‬ال تنتقل الوالية إلى‬
‫الجّد "‪ ،‬انتهى‪ .‬ونقله أيضًا ابن الشمنة عن أنفع الوسائل عن المنتقى‪ ،‬ونعته‪" :‬إذا كان للصغيرة‬
‫أب امتنع من تزويجها‪ ،‬ال تنتقل الوالية إلى الجد‪ ،‬بل يزِّو جها القاضي"‪ ،‬انتهى‪ .‬وقال في‬
‫البحر‪" :‬وإذا َخ َط َب ها كفؤ [‪/82‬ظ] لما قدمناه؛ ألنه ال شك أَّن جهالة وصف الثمن جهالة قدره‬
‫مفضية للمنازعة المانعة من التسليم والتسُّلم‪ ،‬كما أَّن جهالة جنس المبيع الذي لم ُيِش ر إليه‬
‫بائعه‪ ،‬فقد أفادت البدائع اشتراط معرفة الثمن‪َ ،‬و ْص ف الثمن وقدره‪ ،‬وإفادة معرفة جنس المبيع‬
‫إذا لم ُيِش ر إليه‪ ،‬فاِّد عاء نفيها الوْص ف غير مسّلم‪ ،‬وكانت مفيدة لما يفيده عبارة الكنز وغيره من‬
‫أَّن معرفة َقْد ر المبيع الذي لم ُيشر إليه‪ ،‬ليست شرطًا لصحة البيع؛ ألن ثبوت خيار الرؤية مانع‬
‫من المنازعة المفسدة بخالف الثمن الذي لم ُيشر إليه‪ ،‬وبيع ثمرة على شجر استثنى منها‬
‫أرطال‪ ،‬صحيح على رواية الكنز؛ ألن الباقي جهالة غير مبطلة‪ ،‬فهو يفيد صحة البيع مع العلم‬
‫به وجهالة قدره؛ ألن اإلشارة هنا ليست للمبيع منفردًا حتى ُيستفتى بها عن ِذ ْك ر قدره لو شرط‬
‫عليه‪ ،‬ولهذا َب َّين في "الهداية" مفهوم كالمه المتقِّد م بقوله‪" :‬واألثمان المطلقة" أي‪ :‬عن قيد‬
‫اإلشارة‪ ،‬ال يصح حتى تكون معلومة القْد ر كخمسة‪ ،‬والصفة عشرة دراهم بخارية أو‬
‫سمرقندية‪ ،‬وكذا حنطة بحرية أو صعيدية‪ ،‬وهذا ألنها إذا كانت الصفة مجهولة‪ ،‬تتحقق‬
‫المنازعة في وصفها‪ ،‬فالمشتري يريد دْف ع األدون‪ ،‬والبائع يطلب األرفع‪ ،‬فال ُيحِّصل مقصود‬
‫شرعية العقد‪ ،‬وهو دْف ع الحاجة بال منازعة‪ ،‬وقد َب َّين الشارع أَّن الحنطة ونحرها عن موصوف‬
‫ال مبيع يعني إذا دخل عليها البائع‪ ،‬ثم مثل إذا باع عبدًا بثوب موصوف في الذمة إلى أجل‪،‬‬
‫جاز ويكون بيعًا في حق العبد حتى ال يشترط [‪ ]...‬في المجلس‪ ،‬وهكذا عبارة القدوري ‪-‬‬
‫رحمهم هللا‪ ،-‬فتلخص مما ذكرناه‪ ،‬إَّن جهالة قدر المبيع الذي ُسمي جنسه وجهالة وصفه ال‬
‫تمنع سواء كان المبيع ُمشارًا إليه أو غير ُمشار إليه؛ ألن الُمشار إليه علم باإلشارة‪ ،‬والغائب‬
‫يثبت فيه خيار الرؤية‪ ،‬فانتفت الجهالة المانعة من الصحة‪ ،‬فلم يحتج إلى بيان قدره وال بيان‬
‫وصفه لصحة بيعه‪ .‬هذا ما تيَّسر تسطيره وتحريره بفضل هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ،-‬كما جرى به‬
‫تقديره بتاريخ أواسط جمادي الثاني سنة ثمان وخمسين وألف‪ُ ،‬خ ِتمت بخير والحمدهلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫[‪/83‬و] إذا سافر للحج انتهى وإليه يشير ما قاله في شرح "المجَّمع" البن الملك‪ ،‬وقال الشافعي‬
‫‪-‬رحمه هللا‪" :-‬القاضي ُيقَّد م على الولي إال ُبْع د‪ ،‬أي‪ :‬بغيبة األقرب؛ ألن والية األقرب في‬
‫اإلنكاح لم تبطل بغيبته‪ ،‬كما لم تبطل واليته في ماله‪ ،‬لكن بغيبته صار كأنه منع حق الصغيرة‬
‫في تزويجها الكفؤ‪ ،‬فيقوم القاضي مقامه؛ دفعًا لظلمه"‪ ،‬ثم قال في جواب اإلمام الشافعي ‪-‬رحمه‬
‫هللا‪" :-‬ونيابة القاضي كيف تتحقق ولم يوجد من األقرب ظلم"‪ ،‬انتهى‪ .‬فهذا أيضًا يفيد االتفاق‬
‫عندنا على ثبوت الوالية للقاضي بعضل األقرب‪ ،‬وال يكون لغيره معه والية التزويج‪ ،‬انتهى‪،‬‬
‫ولو عضل الولي عن تزويج الصغيرة‪ ،‬وَخ َط َب ها كفؤ‪ ،‬فامتنع الولي‪ ،‬زَّو جها القاضي‪ ،‬فإن‬
‫زَّو َج ت نفسها من كفؤ بمهر المثل‪ ،‬أَم ره القاضي باإلجازة‪ ،‬فإن أبا حكم بعضله‪ ،‬وأخرجه من‬
‫الوالية‪ ،‬وأجاز النكاح وال يستأنفه‪ ،‬انتهى‪ .‬فإن قلت يخالفه ما صَّر ح به في الخالصة والبزازية‬
‫من أنهم أجمعوا‪ ،‬أَّن الولي األقرب إذا عضل تنتقل الوالية إال بعد‪ ،‬انتهى‪ .‬قلت‪" :‬ال مخالفة بينه‬
‫وبين ما تقَّد م؛ ألن األبعد في كالم الخالصة والبزازية هو القاضي؛ ألنه آخر األولياء في فعل‬
‫التفضيل على بابه‪ ،‬فانتفى به ثبوت الوالية لمن قبيله واألناقضة ما قدمناه من كالم الزيلعي‬
‫وغيره المفيد‪ ،‬والية القاضي باإلجماع عندنا ال لمن قبله‪ ،‬وكذا النصوص على أنها للحاكم ال‬
‫للجد‪ ،‬وكذا قال في "الفيض" بعد ما قدمناه‪" :‬لو عضل الولي األقرب الصغير والصغيرة‪ ،‬لكن‬
‫تزويجهما يزِّو جهما القاضي‪ ،‬لكن تزويجه هنا نيابة عن العاضل بإذن الشرع ال بغيره؛ ألن‬
‫العاضل ظالم بالمنع‪ ،‬وللقاضي كف يد الظلمة"‪ .‬وفي الخالصة‪" :‬وأجمعوا أن الولي األقرب إذا‬
‫عضل‪ ،‬تنتقل الوالية إلى األبعد‪ ،‬فلذا قلنا أنه نائب بإذن الشرع"‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫كالم "الفيض"‪ ،‬فهو نص في أَّن المراد باألبعد القاضي ال [‪ ]...‬به في مقام االستشهاد؛ إلثبات‬
‫الوالية للقاضي‪ ،‬ولتذييله له بقوله "فلذا" أي‪ :‬فلثبوت الوالية له‪ ،‬قلنا‪" :‬أنه أي تزويجه ثابت‬
‫بإذن الشرع نيابة"‪ ،‬فإن قلت‪" :‬نقل في شرح "المنظومة" عن المنتقي‪ ،‬أَّن [‪ ]...‬الخيار‪ ،‬فلوال‬
‫أنه ثبت للقاضي بطريق الوالية‪ ،‬لما كان لها الخيار بالبلوغ‪ ،‬وإذا ثبت هذا كان [‪/83‬ظ]‬
‫فعضلها الولي‪ُ ،‬ت ثبت الوالية للقاضي نيابة عن العاضل"‪ ،‬انتهى‪ .‬وكذا قال العاَّل مة نور الدين‬
‫على المقدسي في شرحه نقًال عن "الغاية" للسروجي‪" :‬أنه ثبت للقاضي نيابة عن العاضل‪ ،‬فله‬
‫التزويج وإن لم يكن في منشوره"‪ ،‬انتهى‪ .‬وكذا نقل في النهر عن المحيط‪ ،‬أنها تنتقل إلى‬
‫الحاكم‪ ،‬انتهى‪ .‬وقال في "الفيض" للبرهان الكركي ‪-‬رحمه هللا‪" :-‬لو كان للصغيرة أب امتنع‬
‫من تزويجها‪ ،‬ال تنتقل الوالية للجد‪ ،‬بل يزَّو جها القاضي‪ ،‬انتهى‪ .‬وقال الشارح اإلمام الزيلعي ‪-‬‬
‫رحمه هللا‪ -‬عند قول صاحب الكنز‪" :‬ولألبعد التزويج بغيبة األقرب مسافة القصر"‪ .‬وقال‬
‫الشافعي ‪-‬رحمه هللا‪" :-‬بل يزِّو جها الحاكم اعتبارًا بفضله"‪ ،‬انتهى‪ .‬ما قاله الزيلعي ‪-‬رحمه هللا‪،-‬‬
‫وهو يفيد االتفاق عندنا على أن الحاكم يزِّو ج من عضلها ولُّيها‪ ،‬األقرب اتفاقًا؛ لكونه من رد‬
‫المختلف للمتفق عليه باألصالة‪ ،‬وال تكون الوالية لغير القاضي ممن دونه من األولياء؛ لكونه‬
‫في مقام االستشهاد به"‪ ،‬انتهى‪ .‬وقال في "البدائع"‪" :‬فيما لو كان األقرب غائبًا‪ ،‬لألبعد أن‬
‫يزِّو ج"‪ .‬في قول أصحابنا الثالثة وعند زفر‪" :‬ال والية لألبعد مع قيام األقرب لحال"‪ .‬وقال‬
‫الشافعي ‪-‬رحمه هللا‪" :-‬يزِّو جها السلطان"‪ ،‬ثم قال‪" :‬والشافعي يقول أَّن والية األقرب باقية"‪،‬‬
‫كما قال زفر‪" :‬إال أنه امتنع رفع حاجتها من قبل األقرب مع قيام واليته عليها بسبب الغيبة‪،‬‬
‫فثبت الوالية للسلطان‪ ،‬كما إذا َخ َط َب ها كفؤ‪ ،‬وامتنع الولي من تزويجها منه‪ ،‬للقاضي أن‬
‫يزّو جها‪ ،‬والجامع بينهما دفع الضرر عن الصغيرة"‪ ،‬ثم قال في بيان تقرير دليلنا‪" :‬وبه تبَّين‬
‫أن نقل الوالية إلى السلطان‪ ،‬أي حال غيبة األقرب باطل؛ ألن السلطان ولي من ال ولي له‪،‬‬
‫وهاهنا لها ولي أو وليان‪ ،‬فال يثبت الوالية للسلطان إال عند العضل من الولي ولم يوجد"‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وقال في التسهيل شرح "لطائف اإلشارات" للعاَّل مة محمود بن قاضي سماوتة ‪-‬رحمه‬
‫هللا‪" :-‬أَّن الشافعي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬يقول‪ :‬تعَّذ ر الوصول إلى حقها‪ ،‬أي‪ :‬الصغيرة‪ ،‬من جهة‬
‫األقرب‪ ،‬أي‪ :‬بغيبته مع بقاء واليته‪ ،‬فيزِّو جها السلطان؛ دفعًا للضرر‪ ،‬كما لو عضلها األقرب؛‬
‫ألنه ُنِص ب لدفع الضرر‪ ،‬ولنا أن الوالية نظرية وِقَد م األقرب؛ ألن نظره أكثر وذا بالحضور‪،‬‬
‫فإذا تعَّذ ر االنتفاع به‪ ،‬صار كالعدم‪ ،‬وليس هذا كالعضل‪ ،‬فإنه [‪ ]...‬صار ظالمًا باالمتناع من‬
‫إيفاء حق مستحق عليه‪ ،‬فقام السلطان مقامه في رفع الظلم‪ ،‬واألقرب غير ظالم في سفره‬
‫خصوصًا‬

You might also like