Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 102

‫جامعة أحمد دراية أدرار‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫سم الحقوق‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في اللحقق‬


‫تخصص‪ :‬قانقن أعمال‬

‫تلت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبين‪:‬‬


‫د‪ .‬بن عومر دمحم الصالح‬ ‫‪ ‬بادحمان بوحاص‬
‫‪ ‬مومني علي‬

‫لجنة المنا شـــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا‬
‫ئيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ر ــ‬ ‫أستاذ بجامعة‪ :‬ألمد دراية أدرار‬ ‫األستاذ‪ :‬بن زيطة عبد الهادي‬
‫مشـرفا قمحر ار‬
‫ــ‬ ‫أستاذ بجامعة‪ :‬ألمد دراية أدرار‬ ‫األستاذ‪ :‬بن عومر دمحم الصالح‬
‫عضقا مناقشا‬ ‫أستاذة بجامعة‪ :‬ألمد دراية أدرار‬ ‫األستاذة‪ :‬موسوني سليمة‬

‫الـمومس اجلامعي ‪2018/2017‬‬


‫اَّلل ه ُُور ام هس َم َاو ِات َو ْ َاْل ْر ِض ۚ‬ ‫۞ هُ‬
‫َمث َ ُل ه ُِور ِه َ َِك ْش ََك ٍة ِفهيَا ِم ْط َب ٌاح ۖ امْ ِم ْط َب ُاح ِِف ُز َجا َج ٍة ۖ‬
‫ُّامز َجا َج ُة َ ََكَّنه َا َك ْو َك ٌب د ّ ُِر ٌّي ًُوقَدُ ِمن َ َ‬
‫َش َر ٍة ُّم َب َار َك ٍة َزًْ ُتوه َ ٍة‬
‫َشِقِه ٍة َو ََّل ػَ ْ ِرب هَ ٍة ٍَ ََك ُد َزٍْ ُُتَا ً ُ ِِض ُء َوم َ ْو م َ ْم ثَ ْم َس ْس ُو‬
‫هَّل َ ْ‬
‫ْض ُب‬ ‫اَّلل ِم ُن ِور ِه َمن ٌ َ َشا ُء ۚ َوً َ ْ ِ‬ ‫َنَ ٌر ۚ ه ٌُّور عَ َ َٰل ه ٍُور ۗ َيَ ْ ِدي ه ُ‬
‫اَّلل ْ َاْل ْمث َا َل ِنلنه ِاس ۗ‬
‫هُ‬
‫‪35‬‬ ‫اَّلل ِ ُ ِ ّ َ ْ ٍء ع َ ِل ٌ( )‪.‬‬ ‫َو ه ُ‬

‫" سورة امنور "‬

‫‌أ‬
‫ا إَّلىـــــداء‬
‫أىدي ىذا اَّلإجناز موادلي رمحو هللا‪ ،‬وطَب ثراه راجا‬
‫من املوىل امعيل امقدٍر أن ًتغمده رمحتو امواسعة عَل ما بذهل من‬
‫هجد وعناء ِف سبِل طلب امعمل ‪َّ ،‬لإمياهو امقوي رساةل امعمل اميت ظل طوال‬
‫حِاثو معتقدا بأَّنا امتداد مرساةل املططفى ملسو هيلع هللا ىلص ‪ .‬و اإىل وادليت ابرك هللا ِف‬
‫معرىا وأطاهل اميت أحسنت تربُيت وسيرت انلَايل امطوال ْلجيل‬
‫َّلإمتام مساري ادلرايس ودوما ما رفعت كفهيا ابدلعاء منا ابمنجاح ‪.‬كام أىدي‬
‫ىذا امعمل اإىل لك أساثذيت جبامعة أدرار‪ ،‬وإاىل لك زماليئ ِف ادلراسة‬
‫وأًضا ْلخواين وأخوايت‪،‬وإاىل رفِقة درب احلَاة و أوَّلدي‪.‬‬

‫ابدحامن بوحوص ن عبد امقادر‬

‫‌ب‬
‫ا إَّلىـــــداء‬
‫أىدي ىذا اَّلإجناز موادلي رمحو هللا‪ ،‬وطَب ثراه‬
‫راجِا من املوىل امعيل امقدٍر أن ًتغمده رمحتو امواسعة عَل ما بذهل‬
‫هجد وعناء ِف سبِل طلب امعمل ‪َّ ،‬لإمياهو امقوي رساةل امعمل اميت ظل طوال‬
‫حِاثو معتقدا بأَّنا امتداد مرساةل املططفى ملسو هيلع هللا ىلص ‪ .‬و اإىل وادليت ابرك هللا ِف‬
‫معرىا وأطاهل اميت أحسنت تربُيت وسيرت انلَايل امطوال ْلجيل‬
‫َّلإمتام مساري ادلرايس ودوما ما رفعت كفهيا ابدلعاء منا ابمنجاح ‪.‬كام أىدي‬
‫ىذا امعمل اإىل لك أساثذيت جبامعة أدرار‪ ،‬وإاىل لك زماليئ ِف ادلراسة‬
‫وأًضا ْلخواين وأخوايت‪.‬‬

‫مومين عيل‬

‫‌ج‬
‫شكـــــــر وعرفان‬
‫هتقدم ابمشكر اجلزًل اإىل لك من أمدَن بَد امعون واملساعدة‬
‫وأخص ابذلكر اْلس تاذ املرشف ادلكتور ن عومر دمحم امطاحل اذلي مل ًبخل علَنا‬
‫بنطحو وثوجهياثو امقمية ‪ ،‬طَةل مرافقتو اإايَن ِف اإعداد وحتضري ىذه املذكرة‪ ،‬وإاىل‬
‫أساثذثنا امكرام بعد أن علموَن من ػزارة علميم ‪ ،‬ثبجَال هلم معمليم ادلؤوب حلسن‬
‫ضنَعيم معن‪ ،‬وطامق جامعة أدرار وعَل رأسيم امس َد مدٍر اجلامعة‪ ،‬اذلٍن زموا ما‬
‫ِف وسعيم ْلجل حتطَلنا امعلمي وثبلَغ امرساةل عَل اموجو امطحَح واموضول بنا‬
‫اإىل اميدف املبتغى اذلي هطبوا اإمَو ‪ ،‬كام َّل ًفو اتنأن وشكر زمالئنا امطلبة‬
‫لك ابمسو‪ ،‬وإاىل لك من أعاهين عَل اإجناز ىذا امعمل ‪ ،‬وبدون ان هنىس‬
‫زمالئنا ِف امعمل اذلٍن دوما ٌشجعوَن عَل مواضةل امعمل‪.‬‬
‫فشكرا نلجمَع ‪.‬‬

‫ابدحامن بوحوص‬
‫مومنـــــــي عــلــي‬

‫‌د‬
‫قائمة المختصرات‬

‫ج ‪ ..............................................‬الجزء‬

‫ج ر ج‪ .............................................‬الجريدة الرسمية الجزائرية‬

‫ص‪ ..............................................‬الصفحة‬

‫ط ‪ ..............................................‬الطبعة‬

‫ع‪ ...............................................‬العدد‬

‫ق م ج‪ ..........................................‬اللقانو المدان الجزائرر‬

‫‌ه‬
‫مـقـدمــة‬
‫مقدمــــــة‬

‫أمام التطور التكنولوجي الكبير الذي عرفو العالم والذي كان من أثاره ظيور منتجات‬
‫غاية في التعقيد‪ ،‬حاولت أغمبية التشريعات سن قواعد قانونية تضمن حماية المستيمكبإعتباره‬
‫طرفا ضعيفا في مواجية المدخل في العالقة التعاقدية القائمة بينيما‪.‬‬
‫وألن عقد البيع أىم وسيمة تربط المنتج بالمستيمك وأفضل أداة يمكن من خالليا إشباع‬
‫حاجات األفراد المختمفة‪ ،‬فإن القاعدة األساس في ىذا العقد تفرض عمى البائع ضمان حيازة‬
‫ىادئة لمشيء المبيع إتجاه المستيمك‪.‬‬

‫لذلك سعى المشرع إلى تحقيق ىذا اليدف من خالل وضع ما يسمى ضمان التعرض‬
‫واالستحقاق واذ يقع عمى عاتق البائع ضمان حيازة نافعة لممستيمك تحقق الغاية المرجوة من‬
‫الشيء المبيع‪ ،‬فإن ظيور العيوب الخفية أثناء االستيالك تنقص من االنتفاع المقصود أو‬
‫من قيمتو‪ ،‬لذلك وضعت التشريعات قواعد وقائية قبل إبرام العقد كااللتزام بمطابقة السمعة‬
‫وااللتزام باإلعالم‪ ،‬وقواعد الحقة إلبرام العقد عن كل األضرار الناتجة عن العيوب الحاصمة‬
‫في المنتوج‪ ،‬كااللتزام بالسالمة وااللتزام بضمان بالعيوب الخفية‪.‬‬

‫ولما كان تصنيف المنتوجات المشوبة بعيوب غير ظاىرة ينطوي عمى صعوبات‬
‫تستدعي المجوء إلى متخصصين في إصالحيا‪ ،‬وىو ما يكمف المستيمك نفقات إضافيةمكمفة‬
‫في بعض األحيان‪ ،‬إذ لم يكن ليقبل عمى شراء ىذا المنتوج إذا كان بإمكانو العمم بيا قبل‬
‫إبرام العقد‪ ،‬مما يستمزم تدخل القانون بإلزام المنتج بضمان العيوب الخفية لممبيع كحماية‬
‫لممستيمك وىو مايعرف بنظرية العيوب الخفية‪.‬‬

‫والمتتبع لفكرة نظرية العيوب الخفية يالحظ أنيا قديمة قدم ظيور التجارة والعالقات‬
‫التعاقدية‪ ،‬غير أن مفيوميا تطور بتطور التجارة‪ ،‬لينتقل من المفيوم الضيق القائم عمى اآلفة‬
‫الطارئة التي تصيب المبيع إلى المفيوم الشامل الذي يطال الغاية المرجوة من الشيء محل‬

‫‪1‬‬
‫مقدمــــــة‬

‫العقد‪ ،‬فمتى تخمفت ىذه الغاية أو تعذر تحقيقيا عد ذلك عيبا يمتزم المنتج بضمانو إتجاه‬
‫المستيمك‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫إن دراستنا لموضوع ضمان العيوب الخفية من قبل المنتج لييدف في المقام األول‬
‫إلى تحديد مفيوم العيوب الخفية‪ ،‬وتوضيح نطاق اإللتزام بضمانيا‪ ،‬كما نيدف إلى تبيان‬
‫اآلثار المترتبة عن قيام إلتزام ضمان العيوب الخفية‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد مسؤولية المنتج‬
‫وما يترتبو القانون من تعويض لصالح المستيمك‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‬
‫تكمن أىمية الموضوع في جانب نظري وجانب عممي‪،‬فالجانب النظري يتمثل في‬
‫كون ضمان العيوب الخفية من أبرز المواضيع المتناولة ال سيما في حماية المستيمك في‬
‫عقود البيع‪ ،‬لما تثيره من جدل فقيي وأراء متباينة سواء من حيث الماىية أو تحديد المفاىيم‬
‫المتعمقة بالضمان في عقد البيع أو نطاق اإللتزام بضمان العيوب الخفية‪ ،‬أو ما يخص آثار‬
‫قيامو‪ ،‬ومسؤولية اإلخالل بضمان ىذه العيوب‪.‬‬

‫أما الجانب العممي فيتمثل في أن األىمية تبرز بوضوح في كون أغمب النزاعات التي‬
‫تثور بين األطراف في عقد البيع مردىا إلى العيوب الخفية في الشيء المبيع محل‬
‫اإلستيالك‪.‬‬

‫وتزداد أىمية دراسة ىذا الموضوع خاصة إذا عممنا أن الفقو والقضاء اختمفواحول‬
‫الفصل في ىذه النزاعات‪ ،‬والسبب في ذلك عائد لبعض النصوص المنظمة لإللتزام بضمان‬
‫العيوب الخفية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمــــــة‬

‫أسباب إختيار الموضوع‬


‫عمى الرغم من التقدم العالمي اليائل في المجالين الصناعي والتكنولوجي وما صاحبو‬
‫من إنتاج وتوزيع اإلجيزة اإللكترونية والسيارات واآلالت الحديثة‪ ،‬فإن الممفت لإلنتباه أنو‬
‫غالبا ما يعجز المستيمك عن فيم مكونات ىذه المنتوجات‪ ،‬ومن ثم تبرز عدم قدرتو عمى‬
‫فيم أسباب تعطميا جراء العيوب الخفية التي قد تظير أثناء إستعماليا‪ ،‬اإال أن الفقو والقضاء‬
‫الجزائري لم يمنح ىذا المجال األىمية التي يستحقيا عمى عكس التشريعات المقارنة التي‬
‫منحتمنظرية العيوب الخفية مجاال واسعا‪ ،‬وىو أحد األسباب الرئيسية التي دفعتنا إلختيار ىذا‬
‫الموضوع في محاولة تسميط الضوء عميو‪.‬‬

‫ىذا باإلضافة إلى الرغبة في توعية المستيمك الجزائري بما يكفمو لو القانون من‬
‫ضمانات في ىذا المجال بإعتباره طرفا ضعيفا في العالقة التي تربطو بالمنتج أثناء العممية‬
‫اإلستيالكية‪.‬‬

‫اإلشكالية‬
‫عمى الرغم من محاولة المشرع الجزائري تمكين المستيمك من الحماية القانونية التي قد‬
‫تضمن لو االستفادة من منتوج ٍ‬
‫خال من العيوب ُيمبي رغباتو المشروعة‪ ،‬إال أن الواقع العممي‬
‫وحقيقة اإلستيالك تَ ُبرز عدة نقائص حالت دون تجسيد اإللتزام الفعمي بضمان العيوب‬
‫الخفية رغم وجود نصوص قانونية واضحة في ىذا المجال‪.‬‬
‫وىو ما يستمزم اإلشكال التالي‪:‬‬
‫ما مدى فعالية اإللتزام بضمان العيوب الخفية لحماية المستهلك في العالقة‬
‫التعاقدية وماهي حدود إلتزام المنتج بهذا الضمان؟‬

‫‪3‬‬
‫مقدمــــــة‬

‫ولإلجـابة عمى ىذه اإلشكالية اعتمدنا المنيج الوصفي وىذا من خالل تناول بعض‬
‫التعاريف و المصطمحات والمفاىيم بشكل تفصيمي الن ىذا المنيج يعتمد عمى إعطاء بيانات‬
‫واضحة عن الظاىرة المدروسة‪.‬‬
‫و اعتمدناالمنيج التحميمي من خالل تحميل واستقراءبعض النصوص القانونية التي‬
‫جاء بيا المشرع في مجال الضمان الممنوح لممستيمك‪.‬‬
‫وإلبراز أىمية ضمان العيوب الخفية وما يترتب عنو من آثار كان البد خالل مراحل‬
‫ىذا البحث أن نتناول الدراسة بتقسيميا إلى فصمين‪:‬‬

‫(الفصل األول) إلى ماهية اإللتزامبالضمــــــــــــــــــان ويتكون من مبحثين‪:‬‬


‫(المبحث األول) مفهوم الضمان من حيث األشخاص والموضوع‬
‫(المبحث الثاني) نطاق االلتزام بالضمان و العيب الخفي‬

‫(الفصل الثاني)آثـــــار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد االستهالكويتكون من مبحثين‪:‬‬


‫شروط وكيفيات تنفيذ الضمان في قانون حماية المستهلك‬ ‫(المبحث األول)‬
‫(المبحث الثاني)مسؤوليةالمنتج عند اإلخالل بإحكامضمانالعيو بالخفية‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬مضمون اإللتــزام بالضمــان‬


‫ـ‬
‫إن فكرة الضمان المعروفة في قوانين اإلستيالك ليست فكرة حديثة بل ىي قديمة قدم‬
‫القوانين إذ ٌتتعتبر إمتداد لنظرية العيوب الخفية‪ ،‬التي تمكن الممترر في حال وجود عيب‬
‫خفي يؤثر عمى صالحية المبيع لالستعمال من المطالبة بالفسخ أو إنقاص الثمن وال تقتصر‬
‫نظرية الضمان عمى عقد البيع وفقا لعقد البيع فقط بل تتعداه ليممل عقود االستيالك ونظ ار‬
‫لمتطور التكنولوجي الذر يعرفو العالم‪ ،‬الذر أدى إلى اختالل التوازن العقدر بين منتجي‬
‫السمع و مستيمكييا فحال ذلك دون تحقيق حماية فعالة لفئة المستيمكين وإلحداث نوع من‬
‫التوزان بين طرفي العالقة اإلستيال كية كان لزاما عمى الممرع أن يتدخل بوضع آليات تكفل‬
‫الحماية القانونية لممستيمك الذر يعد الطرف الضعيف في ىذه العالقة‪.1‬‬

‫وكان ذلك من خالل القانون رقم ‪ 02/89‬المؤرخ ‪ 07‬فبراير ‪ 1989‬المتعمق بالقواعد‬


‫العامة لحماية المستيمك الذر أقر التزام ذو مفيوم خاص‪ ،‬يتمثل في االلتزام بضمان المنتوج‬
‫المعيب‪.2‬‬

‫وليذا إرتأينا أن نقسم ىذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬نخصص (المبحث األول) لماىية‬
‫اإللتزام بالضمان بينما نتناول نطاق اإللتزام بضمان العيب الخفي في (المبحث الثاني)‬

‫‪1‬ـ‬
‫بن زادر نسرين ‪ ،‬مذكرة ماجستير حماية المستيمك من خالل االلتزام بالضمان ‪،‬كمية الحقوق‪،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬الموسم‬
‫الجامعي ‪ ،2016/2015‬ص ‪.10‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫القانون رقم ‪ 02-89‬المؤرخ في ‪ 01‬رجب ‪ 1409‬الموافق ‪ 07‬فبراير ‪ 1989‬المتعمق بالقواعد العامة لحماية المستيمك‪،‬‬
‫ج ر ج ‪ ،‬عدد ‪ 06‬المؤرخة في ‪.1989/02/08‬‬

‫‪6‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الضمان من حيث األشخاص والموضوع‬


‫إن طرفي عقد البيع ه م ا البائع والممترر فالعالقة التي تربطيما ىي عالقة يسودىا‬
‫نوعا من التوازن العقدر لذلك يستفيد كال الطرفين من الحماية القانونية التي تخصو طبقا‬
‫لمقواعد العامة‪ ،‬لكن نتيجة لمتطور الصناعي والتكنولوجي في مجال إنتاج السمع والخدمات‬
‫وبيعيا‪ ،‬أصبح البائع يعد محترفا الذر يطمق عميو القانون إسم المتدخل والممترر مستيمكا‬
‫حيث تتميز العالقة العقدية بينيما بعدم التوازن ونتيجة لذلك تطبق عمييما القواعد الخاصة‬
‫‪ ،‬والذر يعد الطرف‬ ‫أال وىي قواعد قانون حماية المستيمك التي نمأت لحماية المستيمك‬
‫الضعيف في ىذه العالقة التعاقدية‪.1‬‬

‫أن محل تمك العالقة أيضا قد تطور إلى التزام بعمل يتعدى ضمان الميء‬ ‫كما‬
‫المعروف في القواعد العامة‪ ،‬إلى التزام بضمان المنتوج المعيب و ىذا ما يعرف بالمروط‬
‫الموضوعية لقيام الضمان الخاص بحماية المستيمك‪ ،2‬وبما أن الضمان باعتباره التزاما عقديا‬
‫مفروضا بقوة القانون يتجسد في العالقة الدائنية من حيث أطرافيا ومحميا‪ ،‬كان البد أن نقوم‬
‫بتحديد أمخاص الضمان (األطراف) في (المطمب األول) عمى نتعرض إلى موضوع‬
‫الضمان ( المحل) في (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم الضمان من حيث االشخاص‬


‫يعني صنفين من‬ ‫القانون الذر يحكم العالقة بين أطراف عقد االستيالك‬ ‫إن‬
‫األمخاص‪ ،‬األول ىو المستيمك باعتباره المستيدف أساسا بالحماية في ىذا القانون‬
‫والمستفيد مما تضمنو من حقوق‪ ،‬و الثاني ىو المتدخل باعتباره المعني بتطبيق أحكام ىذا‬
‫القانون والمسؤول عما رتبو من التزامات ‪ ،‬ولذلك سوف نتطرق إلى تعاريف أطراف ىذه‬

‫‪1‬ـ حوحو يمينة‪،‬عقد البيع في القانون الجزائرر‪ ،‬ط ‪ ،01‬دار بمقيس للطباعة والنمر‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫بن زادر نسرين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪7‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫العالقة من خالل تعريف المتدخل في (الفرع األول ) والمنتج في (الفرع الثاني ) والمستيممك‬
‫في (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المتدخل‬

‫إن المتدخل كطرف في العالقة االستيالكية التي تجمعو مع المستيمك مدين بضمان‬
‫المنتوج المعيب‪ ،‬وليذا فال بد من تعريف المتدخل الذر يعتبر مصطمحاًا جديداًا جاء في‬
‫نصوص قانون حماية المستيمك لذا سنتطرق إلى تعريفو التمريعي (أوال) ثم تعريفو الفقيي‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪:‬التعريف التشريعي‪.‬‬


‫لقد أور د الممرع الجزائرر مصطمح المتدخل في القانون رقم ‪ 02/89‬الممغى وأعتبره‬
‫ضمن المخاطبين بأحكامو في مادتو األولى الفقرة األولى بنصيا عمى أنو‪ " :‬ييدف ىذا‬
‫القانون إلى تحديد القواعد العامة المتعمقة بحماية المستيمك طوال عرض المنتوج و‪/‬أو‬
‫الخدمة لالستيالك اعتبا ار لنوعيتيا وميما كان النظام القانوني لممتدخل" ‪.1‬‬

‫إذ اعتبر مبدئيا أن المتدخل مسؤوال عن األضرار التي تنتج عن العيب الموجود في‬
‫المنتوج حسب كل متدخل في عممية عرض المنتوج لالستيالك ‪.2‬‬

‫كما أكدت نصوص أخرى من ىذا القانون عمى أن المخاطب بأحكامو يتمثل في المتدخل في‬
‫نص الفقرة األولى من المادة الخامسة عمى أنو‪ " :‬يجب عمى كل منتج أو وسيط أو موزع‬
‫وبصفة عامة كل متدخل في عممية الوضع لالستيالك‪.3 "....‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 01/01‬من القانون رقم ‪ 02/89‬المتعمق بالقواعد العامة لحماية المستيمك‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫عمي فتاك‪ ،‬تأثير المنافسة عمى االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬ط ‪ ،01‬دار الفكر الجامعي لمطباعة والنمر‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.409‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 01/05‬من القانون رقم ‪ 02/89‬المتعمق بالقواعد العامة لحماية المستيمك‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫وعميو يمكن تعريف المتدخل باالعتداد بعنصر العرض بأنو المخص الذر يقوم‬
‫بوضع المنتوج لمتداول‪ ،‬فالمتدخل وفق ىذا العنصر ىو كل مخص يضع المنتوج لمتد اول‬
‫عن طريق إنتاجو أو استيراده أو تخزينو أو نقمو أو توزيعو‪ ،‬و ىو ما أمارت إليو المادة ‪8/3‬‬
‫من نفس ىذا القانون في نصيا بأن "عممية وضع المنتوج لالستيالك بأنيا ‪ " :‬مجموع مراحل‬
‫اإلنتاج واالستيراد والتخزين والنقل والتوزيع بالجممة وبالتجزئة"‪ .‬كما عرفت المنتوج بأنو " كل‬
‫سمعة أو خدمة يمكن أن تكون موضوع تنازل بالمقابل أو مجانا" ‪.1‬‬

‫عرفت المادة ‪ 7/3‬من القانون رقم ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك و قمع الغش‪،‬‬
‫الطرف الممزم بتنفيذ الضمان بأن " المتدخل‪ :‬كل مخص طبيعي أو معنور يتدخل في عممية‬
‫عرض المنتوجات لالستيالك‪.2‬‬

‫وعميو فمن خالل الجمع بين ىذه التعريفات فإن المتدخل ىو كل مخص طبيعي أو‬
‫معنور يتدخل في مجموع مراحل اإلنتاج واالستيراد والتخزين والنقل والتوزيع بالجممة‬
‫وبالتجزئة سواء تعمق األمر بالسمع أو خدمات ‪ ،‬وىو الطرف المقابل لممستيمك في عالقة‬
‫االستيالك وفق تنظيم القانون ‪ ،03-09‬فإذا كان المستيمك ىو المستفيد من قواعد حماية‬
‫المستيمك وقمع الغش فان المتدخل ىو الممتزم بتطبيق ىذه القواعد طوال عممية وضع‬
‫المنتوج لالستيالك ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‪.‬‬


‫اختمف الفقياء حول تعريف المتدخل باختالف المعايير التي إعتمدوا عمييا فيناك من‬
‫يعرفو بأنو‪ :‬كل مخص طبيعي أو معنور يتعاقد لمبامرة نماط ميني ما سواء أكان ىذا‬

‫‪1‬ـ‬
‫الما دة ‪ 08/03‬من القانون رقم ‪ ،03-09‬المؤرخ في ‪ 29‬صفر ‪ 1430‬الموافق ‪ 25‬فبراير ‪ ،2009‬المتعمق بحماية‬
‫المستيمك وقمع الغش‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد ‪ 15‬بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪.2009‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 07/03‬من القانون رقم ‪ ، 03-09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫دمحم عماد الدين عياض‪ ،‬نطاق تطبيق قانون حماية المستيمك‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدر مرباح ورقمة‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،09‬جوان ‪ ،2013‬ص ‪.68‬‬

‫‪9‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫النماط صناعيا أو تجاريا أو حرفيا أو ح ار أو زارعي أو غير ذلك يعرض فيو أمواال أو‬
‫خدمات لممارسة نماط اعتيادر‪ ،‬فالمتدخل ىو المخص الذر يعمل لحاجاتو المينية كتأجير‬
‫محل تجارر‪ ،‬كشراء سمعة إلعادة بيعيا‪ ،‬فاليدف الذر يسعى أليو ىو الذر يسمح بتصنيف‬
‫صاحبو إما بين المينيين أو المستيمكين وكممة مينة مستعممة في قانون المستيمك لتعيين‬
‫كل نماط منظم لغرض إنتاج أو توزيع أو أداء خدمة‪.1‬‬

‫ومن ثم فان مصطمح المتدخل يممل المنتج لمسمعة أو الخدمة والمستورد والمخزن‬
‫والناقل والموزع ليا بالجممة أو بالتجزئة‪ .‬فكل ممتين لواحد من ىذه األنمطة يعتبر متدخال‬
‫بغض النظر عن طبيعة نماطو تجاريا كان أم لم يكن ‪ ،‬وإن أىم ما يميز المتدخل ىو وجوده‬
‫نظر لما يممكو من قدرات فنية واقتصادية تجعمو يييمن عمى‬
‫ا‬ ‫في مركز قوة مقارنة بالمستيمك‬
‫واقع العالقة االستيالكية‪ ،‬ما ّبرر تدخل الممرع من خالل قانون حماية المستيمك ليحفظ‬
‫ليذه العالقة قد ار من التوازن من خالل إثقال كاىل كل متدخل في عممية وضع المنتوج‬
‫لالستيالك بالتزامات تستيدف حماية المستيمك من خطر االستغالل السيئ لفارق القدرات ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المنتج‪.‬‬


‫تحمل كممة المنتج عدة معاني بحسب التخصصات‪ ،‬منيا المعنى اإلقتصادر‬
‫والقانوني‪ ،‬ينصرف لفظ المنتج في العموم اإلقتصادية إلى مالك وسائل اإلنتاج‪ ،‬وأما بالنسبة‬
‫لممعنى القانوني فإن الممرع لم يعرف ىذا المصطمح المستحدث‪ ،‬ومن ثمة يبقى تعريفو عمى‬
‫عاتق اإلجتياد القضائي بمساىمة الفقو ‪ ،3‬لذا سوف نتطرق خالل ىذا الفرع إلى التعريف‬
‫التمريعي لممنتج (أوال) ثم التعريف الفقيي (ثانيا)‪.‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫بن سعيدر سممة‪ ،‬حماية المستيمك من المروط التعسفية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية ‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2014/2013‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫دمحم عماد الدين عياض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫عمي فياللي‪ ،‬اإللتزامات الفعل المستحق لمتعويض‪ ،‬ط ‪ ،03‬موفم لمطباعة والنمر‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.249‬‬

‫‪10‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‬


‫‪ 03‬من‬ ‫إن الممرع كان يحصر المنتج في نصوص تمريعية عامة سابقة حيث الفقرة‬
‫المادة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ 65-76‬المتعمق بتسميات المنمأ عمى أنو‪« :‬يقصد بـ " ُمْن ِتج"‬
‫(بكسر التاء) كل مستغل لمنتجات طبيعية وكل زارع أو صانع ماىر أو صناعي" ‪.1‬‬
‫كما أكد عمى ذلك بموجب نصوص قانونية الحقة تتمثل في القانون المدني المعدل‬
‫‪ 140‬مكرر منو‪ ،‬عمى أن المسؤول ىو المنتج‬ ‫والمتم‪ ،‬إذ نصت الفقرة األولى من المادة‬
‫بنصيا‪ ":‬يكون المنتج مسؤوال عن الضرر الناتج عن عيب في منتوجو حتى ولو لم تربطو‬
‫بالمتضرر عالقة تعاقدية"‪.2‬‬
‫ونتيجة لمتطور العممي والصناعي في مجال اإلنتاج والبيع فإن الممترر عديم الخبرة‬
‫يقدم غالبا عمى إبرام العقد مع البائع وىو يفتقر إلى البيانات األساسية الخاصة بالمبيع‪ ,‬متأث ار‬
‫بالحاجة الماسة ليذه المبيعات التي يحتكرىا المخص الذر ينتجيا أو يبعيا األمر الذر نمأ‬
‫عنو تغيير في مفيوم البائع الذر أصبح يوصف بالمحترف أو الميني ‪ ,‬فأصبح المحترف‬
‫ىو البائع أو المنتج أو الموزع أو المتدخل في إطار العممية اإلستيالكية ‪.3‬‬
‫وىذا ما جاء في نص المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ 266-90‬عمى أن"المحترف"‪ « :‬ىو‬
‫منتج أو صانع أو وسيط أو حرفي أو تاجر أو مستورد أو موزع وعمى العموم كل متدخل‬
‫ضمن إطار مينتو في عممية عرض المنتوج أو الخدمة لإلستيالك" ‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ 65-76‬المؤرخ في ‪ 16‬يوليو ‪ 1976‬المتعمق بتسميات المنمأ‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ 59‬بتاريخ ‪23‬‬
‫يوليو ‪.1976‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 140‬مكرر الفقرة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون المدني الجزائرر‪،‬‬
‫ج ر ج عدد ‪ 78‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 05-07‬المؤرخ في ‪ 13‬مار ‪.2007‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫اـممادة ‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ 266-90‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ 1990‬المتعمق بضمان المنتوجات والخدمات‪ ،‬ج ر ج‬
‫العدد ‪ ،40‬الصادرة في ‪ 29‬صفر عام ‪ ،1411‬الممغى بموجب المرسوم التنفيذر رقم ‪ 327-13‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪،‬‬
‫ج ر ج عدد ‪ 49‬مؤرخة في ‪ 02‬اكتوبر ‪ 2013‬يحدد مروط وكيفيات وضع ضمان السمع والخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫ويعتبر عون إقتصادر حسب المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 02/04‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫يونيو سنة ‪ 2004‬الذر يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية التي تنص عمى أنو‪:‬‬
‫"عون إقتصادر‪ :‬كل منتج أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفتو القانونية‬
‫يمارس نماطو في اإلطار الميني العادر أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسيس من أجميا" ‪،1‬‬
‫ويالحظ أن الممرع الجزائرر لم يعرف المنتج‪ ،‬بل أورد قائمة المحترفين‪ ،‬معتب ار المنتج‬
‫محترفا كغيره من المتدخمين في إطار مينتو ‪.2‬‬

‫ويقصد بالمنتج كل من صنع منتجا‪ ،‬أو ينتج مادة أولية‪ ،‬أو يصنع جزء مركب‪ ،‬وكل‬
‫مخص يقدم نفسو كمنتج بوضع إسمو عمى المنتوج أو عالمتو أو أر إمارة تمييزية أخرى ‪،‬‬
‫وىو كل مخص طبيعي أو معنور يقوم بصنع أو إنتاج أو إنماء أو تركيب منقوالت ميما‬
‫كانت طبيعتيا ‪ ،‬وتكون ىذه المنقوالت ‪ ،‬أو بإدخال في منتجاتو ‪ ،‬فيكون المنتج صانعا لمواد‬
‫معدة لإلستيالك مبامرة‪ ،‬أو صانعا لقطع تدخل في صناعة منتوجات أخرى ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‬


‫لقد إنقسم الفقو في تعريف المنتج إلى اتجاىين األول تبنى المعنى الضيق في تعريف‬
‫المنتج‪ ،‬حيث ذىب الفقو الفرنسي إلى ضرورة اإلقتصار عمى تحديد مخص واحد من‬
‫المسؤولين عن اإلنتاج والتوزيع‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫‪ 23‬يونيو سنة‬ ‫المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 02/04‬الذر يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية‪ ،‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2004‬ج ر ج العدد ‪ ،41‬مؤرخة في ‪ 27‬جوان ‪ 2004‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 06-10‬مؤرخ في ‪ 15‬غمت سنة‬
‫‪ ،2010‬ج ر ج عدد ‪ 46‬مؤرخة في ‪ 18‬اوت ‪.2010‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية لممنتج‪ ،‬دار ىومو لمنمر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ .3‬عمي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫عدنان المروفي‪ ،‬سييمة فيصل عمور‪ ،‬إلتزام المنتج باإلعالم وأساسو القانوني‪ ،‬مجمة المحقق الحمي لمعموم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،03‬العراق‪ ،2015 ،‬ص‪.537‬‬

‫‪12‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫يعرف بعض الفقياء المنتج‪ ،‬بأنو المنتج النيائي لمسمعة في حالتيا التي طرحت‬
‫لإلستعمال أو اإلستيالك‪ ،‬حتى ولو لم يكن قد صنع كل أجيزتيا ومر إنتاجيا بعدة مراحل‪،‬‬
‫قام فييا كل منتج بعممية معينة من مراحل اإلنتاج‪.1‬‬

‫حيث أخذ ىذا اإلتجاه عمى ضرورة االقتصار في تحديد مخص واحد من المسؤولين‬
‫عن اإلنتاج و التوزيع‪ ،‬ألن انسحاب ىذا الوصف عمى عدد كبير من األمخاص يتعارض‬
‫مع حسن السياسة التمريعية‪ ،‬كما أن إضفاء صفة المنتج عمى أكثر من مخص في سمسمة‬
‫اإلنتاج والتوزيع سوف يؤدر إلى اضطراب العالقات التعاقدية بين ىؤالء األمخاص‪.2‬‬

‫وفي المقابل ظير إتجاه فقيي ثـَ ٍ‬


‫ان‪ ،‬تبنى المعنى الواسع لتعريف المنتج‪ ،‬من خالل‬
‫األخذ تعدد المنتجين فيعتبر دائرة اإلنتاج كيانا متكامال يرتب مسؤولية كل من مارك فيو في‬
‫مواجية المضرور بغض النظر عن مصدر العيب أو المنتج المتسبب في إحداثو‪ ،‬إذ يواكب‬
‫ىذا الرأر التطور الصناعي الذر أصبح إنتاج السمعة الواحدة يمارك فيو عدد كبير من‬
‫المنتجين‪.3‬‬

‫كما عرف الفقو المنتج بأنو" كل صانع لمسمعة في مكميا النيائي أو أجزاء منيا أو‬
‫مارك في تركيبيا أو أعد المنتجات األولية ليا" ومنو أصبح من الضرورة التوسع في تحديد‬
‫المسؤولية لممنتج‪ ،‬لمتوافق مع مقتضيات التوسع في الحماية‪ ،‬لذا فإنو يجب الرجوع عمى كل‬
‫من ساىم في تصميم وانتاج وتوزيع المنتجات المعيبة ‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية لممنتج وأثرىا في حماية المستيمك‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫دمحم لمين دباغين‪ ،‬سطيف الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2017/2016‬ص ‪.08‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫عمي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.417‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫عدنان المروفي‪ ،‬سييمة فيصل عمور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.538‬‬

‫‪13‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف المستهمك‪.‬‬


‫في األصل إن مصطمح المستيمك نمأ في المجال االقتصادر أوال‪ ،‬ثم إنتقل في وقت‬
‫متأخر إلى المجال القانوني‪ ،‬مما إستدعى اعتناء الممرع بتعريفو نظ ار لما لذلك من أثر في‬
‫تحديد النطاق المخصي لتطبيق قواعد حماية المستيمك‪ ،‬وكذا إدراك فمسفة قانون‬
‫االستيالك‪ ،1‬وعميو سنقوم بالتعريف التمريعي لممستيمك (أوال) ثم التعريف الفقيي(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‪.‬‬


‫عرف الممرع الجزائرر المستيمك في المرسوم التنفيذر رقم ‪ 39/90‬المؤرخ في‬
‫‪ 1990/10/30‬والمتعمق برقابة الجودة وقمع الغش في المادة الثانية عرف المستيمك بأنو ‪:‬‬
‫" كل مخص يقتني بثمن أو مجانا‪ ،‬منتوجا أو خدمة‪ ،‬معدين لإلستعمال الوسيطي أو النيائي‬
‫لسد حاجاتو المخصية أو حاجات مخص آخر‪ ،‬أو حيوان يتكفل بو" ‪.2‬‬

‫أما القانون رقم ‪ 03-09‬فقد ّ‬


‫عرف المستيمك في المادة الثالثة منو بأنو ‪ " :‬كل مخص‬
‫طبيعي أو معنور يقتني‪ ،‬بمقابل أو مجانا‪ ،‬سمعة أو خدمة موجية لالستعمال النيائي من‬
‫أجل تمبية حاجتو المخصية أو تمبية حاجة مخص آخر أو حيوان متكفل بو" ‪.3‬‬
‫خص بالحماية فئة المستيمكين غير محترفين‬ ‫يتضح من ىذا التعريف أن الممرع‬
‫وجعل الغرض من االقتناء ىو المعيار لتحديد صفة المستيمك الذر رقتنر السمعة أو الخدمة‬
‫إلمباع حاجاتو المخصية غير التجارية‪.4‬‬

‫ويؤكد ذلك أن الممرع نص في ىذا التعريف عمى أن تكون السمعة أو الخدمة المقتناة‬
‫موجية لالستعمال النيائي أر لالستيالك‪ ،‬ما يعني نفي صفة المستيمك عمن يقتني سمعا أو‬

‫‪1‬ـ‬
‫عمي فتاك‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.426‬‬
‫‪2‬ـ المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذر رقم ‪ 39/90‬المؤرخ في ‪ 30‬يناير‪ ،1990‬المتعمق بترقية الجودة وقمع الغش‪ ،‬ج ر ج‬
‫عدد ‪ ،05‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ،1999‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذر ‪ 315-01‬المؤرخ في ‪ 16‬اكتوبر ‪،2001‬‬
‫ج ر ج العدد ‪ 61‬مؤرخة في ‪ 21‬أكتوبر ‪.2001‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 03‬من قانون رقم ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪.4‬‬
‫ازىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪14‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫خدمات موجية لالستعمال الوسيط‪ ،‬كونيا بيذا الوصف تستخدم ألغراض مينية كإعادة‬
‫التصنيع واإلنتاج واالستثمار وليس لالستيالك ‪.1‬‬

‫وعميو يتضح أن صفة المستيمك تتحدد بثالثة عناصر رئيسية وىي أن يكون مخصا‬
‫طبيعيا أو معنويا‪ ،‬و أن يقتني منتوجا‪ ،‬لغرض نيائي ‪ ،‬لكنو في غالب األحيان يكون‬
‫باألفراد‬ ‫المستيمك مخصا طبيعيا‪ ،‬ألن تمبية الحاجات المخصية يفترض أنيا خاصة‬
‫الطبيعيين‪ ،‬إال أن اعتبار المخص المعنور مستيمكا قد أثار نوعا من الغموض‪ ،‬حيث‬
‫تساءل الفقو حول مدى اعتبار المخص المعنور مستيمكا‪ ،‬ألنو ال يمكن تصور اقتناء‬
‫المخص المعنور لتمبية حاجة خاصة بو‪ ،‬و إنما يكون االقتناء لتحقيق غرض ميني‪ ،‬و‬
‫عميو فإنو يجدر بالممرع تحديد طبيعة األمخاص المعنوية المممولة بالحماية و التي يمكن‬
‫أن توصف بالمستيمك‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‪.‬‬

‫إن مفيوم المستيمك كان محل خالف بين رجال القانون‪ ،‬حيث برز اتجاىان رئيسيان‬
‫مضيق يرى أن المستيمك ىو المخص الطبيعي المقتني لمنتوج معين لتحقيق رغبة‬
‫ّ‬ ‫أحدىما‬
‫موسع يرى أن المستيمك ىو المخص الذر يقتني بغرض‬
‫االستيالك المخصي أو العائمي‪ ،‬واآلخر ّ‬
‫االستيالك أر بغرض استعمال أو استخدام مال أو خدمة‪.3‬‬

‫فالمفيوم الضيق وىو الراجح فيو يعرف المستيمك بأنو المخص الذر يسعى‬
‫لمحصول عمى حاجتو من مختمف السمع والخدمات‪ ،‬و يقصد بو كل مخص يتعاقد بقصد‬

‫‪ ..1‬صياد الصادق‪ ،‬حماية المستيمك في ظل القانون الجديد ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2014/2013‬ص ‪.44‬‬
‫‪ .2‬عمي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪. 428 ،‬‬
‫‪3‬ـ عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬القواعد العامة لحماية المستيمك والمسؤولية المترتبة عنيا في التمريع الجزائرر‪ ،‬دار اليدى‬
‫لمطباعة والنمر‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪15‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫إمباع حاجاتو المخصية‪ ،‬أو العائمية‪ ،‬ويخرج من ذلك كل من يبرم التصرفات ألغراض‬
‫مينية أو الحرفية‪.1‬‬

‫أما الواسع فيقصد بو كل من يبرم تصرفا قانوني من اجل استخدام المال أو الخدمة‬ ‫و‬
‫في أغراضو المخصية أو في أغراضو المينية‪ ،‬فىو كل مخص يتعاقد بغرض االستيالك‬

‫من خالل استعمال السمعة أو الخدمة‪ ،‬ويستور في ذلك من يقتني تمك ّ‬


‫السمع والخدمات من‬
‫المخصي أو العائمي‪ ،‬ومن يقتنييا من أجل احتياجاتو المينية‪.2‬‬
‫أجل استعمالو ّ‬

‫ويستخمص من ىذا التعريف مايمي‪ :‬المستيمك قد يكون مخص طبيعي أو معنور‬


‫يسعى لمحصول عمى السمع والخدمات الستعمالو المخصي إر أن ينتفع بيا بدون أن تكون‬
‫لو نية مسبقة لممضاربة أو نية البيع أو غير ذلك وال يتمتع بالقدرة الفنية لمحكم عمى ما‬
‫يسعى القتنائو أو الحصول عميو ‪.3‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مفهوم الضمان من حيث الموضوع ‪.‬‬

‫إن عالقة المستيمك بغيره من أمخاص قانون حماية المستيمك تنمأ عن إتفاق يقصد‬
‫بو أن يقوم مخص بتقديم ميء ما أو خدمة مقابل أجر أو بدونو ينظميا قانون حماية‬
‫المستيمك‪ ،‬وتنمأ بموجبو عالقة عقدية من نوع خاص ترد عمى منتوج معين أو خدمة معينة‬
‫معروضين لإلستيالك ‪ ،4‬وعميو سوف نتناول تعريف المنتوج في (الفرع األول ) ونقوم بتعريف‬
‫الخدمة في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫عبد المنعم موسى إبراىيم‪ ،‬حماية المستيمك‪ ،‬ط ‪ ،01‬منمورات الحمبي الحقوقية لمطباعة والنمر‪ ،‬بيروت لبنان‪،2007 ،‬‬
‫ص ‪.19‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫بولنوار عبد الرزاق‪ ،‬الميني والمستيمك طرفان متناقضان في العالقة االستيالكية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدر مرباح ورقمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،01‬ص ‪.58‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫خميل دراجي‪ ،‬محاضرة في حماية المستيمك وقمع الغش‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪http://desconseilsjuridiques.blogspot.com/2013/08/blog-post_6457.htm،2018/04/19 ،21:39.‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪16‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المنتوج‪.‬‬


‫لم يكن لفظ المنتوج مصطمحا قانونيا إلى غاية ‪ 07‬فبراير ‪ 1989‬تاريخ صدور‬
‫القانون رقم ‪ 02-89‬المتعمق بالقواعد العامة لحماية المستيمك‪ ،‬بل كان يأخذ تعريفا لبعض‬
‫الفقياء عمى أنو حصيمة ثمرة العممية اإلنتاجية‪ ،‬بغض النظر عن مصدرىا‪ ،‬زراعيا كان أو‬
‫صناعيا وكان مصطمحا حك ار عمى العموم االقتصادية‪.1‬‬
‫أما العموم القانونية فكانت تستعمل مصطمح األمياء باعتبارىا محال لمحق وفعل‬
‫الميء باعتباره ركنا من أركان مسؤولية الحارس والثمار باعتبارىا الناتج الطبيعي أو الصناعي‬

‫الذر ينتج عن نمو الميء محل الحق‪ ،‬ولقد ُو ِّ‬


‫ظف ىذا المصطمح من طرف الممرع في تعويض‬
‫القانون ألول مرة في القواعد العامة لحماية المستيمك‪ ،‬ليقرر في مرحمة ثانية المسؤولية عن‬
‫عيب المنتوج وىذا إن دل عمى ميء إنما يدل عمى أن المصطمحات التقميدية الممار إلييا آنفا قد‬
‫أصبحت ال تعبر بصدق عما انصرفت إليو نية الممرع‪ ،‬كم ا يفيد أيضا أن المقصود بالمنتوج‬
‫يختمف قطعا عن المقصود بالمصطمحات السابقة‪ ،‬فقد يكون ىناك تداخل في مدلولو‪.2‬‬
‫ولكن ال يمكن أن تكون مترادفات لبعضيا‪ ،‬فال مك أن المنتوج ميء ولكن ليس كل‬
‫ميء منتوجا‪ ،‬واال ما كانت ىناك حاجة لمصطمح جديد‪ ،‬بل أكثر من ذلك لم يكتف الممرع‬
‫الجزائرر باستحداث نظام جديد وخاص بمسؤولية المنتج بل تولى تعريفو تفاديا لكل خمط‪.3‬‬

‫وسنتناول تباعا تعريف ىذا المصطمح في كل من القانون المدني الجزائرر وكذلك في‬
‫قانون حماية المستيمك الجزائرر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المنتوج في القانون المدني الجزائري‬
‫لم يستعمل القانون المدني الجزائرر الصادر باألمر في‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‬
‫‪ 1975‬مصطمح المنتوج‪ ،‬وانما استعمل لفظ فعل الميء في المادة ‪ 138‬منو‪ ،‬الذر جاء واسعا‬

‫‪1‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫مسعودر فاروق‪ ،‬فعالية اإللتزام بالضمان‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬الموسم‬
‫الجامعي ‪ ،2016/2015‬ص ‪.41‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫عمي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.241‬‬

‫‪17‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫ومامال لممنقول والعقار الجامد والمتحرك‪ ،‬بل يممل أيضا حتى التيار الكيربائي و تيار‬
‫الغاز والضجة التي تحدثيا الطائرة‪ ،‬وأصبح مصطمح المنتوج معروفا بموجب التعديل في‬
‫نص المادة ‪ 140‬مكرر‪ 02‬الفقرة الثانية التي تنص‪" :‬يعتبر منتوجا كل مال منقول و لو كان‬
‫متصال بعقار‪ ،‬السيما المنتوج الزراعي والمنتوج الصناعي و تربية الحيوانات والصناعة‬
‫الغذائية والصيد البرر و البحرر و الطاقة الكيربائية "‪.1‬‬

‫بمعنى أن المنتوج حسب ىذا التعريف يممل كل منقول يمكن أن يكون محال لمبيع‬
‫والمراء و اإليجار‪ ،‬كالمواد الغذائية‪ ،‬والمواد غير الغذائية سواء كانت م نزلية مثل مواد‬
‫التنظيف واآلالت اإللكتروم نزلية أو ذات استعمال آخر مثل مواد التجميل والسيارات واآلالت‬
‫الصناعية والزراعية والمالبس والمنتوجات اليدوية محمية أو مستوردة‪.2‬‬

‫ولقد وسع الممرع من مفيوم المنتوج ليضم كل من المنقول المادر والخدمة المقدمة‬
‫لممستيمك‪ ،‬ويضم المنتجات الصناعية والمواد األولية‪.3‬‬

‫المقصود بالمنتوج في مجال مسؤولية المنتج ىو كل مال منقول بما في ذلك المنقول‬ ‫و‬
‫المتصل بالعقار سواء كان ىذا المنقول ماديا أو معنويا أو طبيعيا أو صناعيا و المال‬
‫المنقول في ىذا المجال ىي األمياء المنقولة ذلك خالف المنتوج في مجال حماية المستيمك‬
‫الذر يممل الخدمات‪ ،‬ويقتصر عمى المنقول المادر فقط‪ ،‬فان مفيوم المنتوج في المسؤولية‬
‫يممل المنقول المادر والمعنور ويستبعد الخدمات‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف المنتوج في انون حماية المستهمك‪.‬‬
‫لم يأت القانون رقم ‪ 02-89‬المؤرخ في ‪ 07‬فبراير ‪ 1989‬المتعمق بالقواعد العامة‬
‫لحماية المستيمك بتعريف لمصطمح المنتوج بيد أنو تنص المادة ‪ 13‬منو‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 140‬مكرر‪ 02/02‬من األمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائرر المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫عمي فياللي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪3‬ـ قنطرة سارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪18‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫عمى مايمي‪ " :‬يحدد مفيوم المصطمحات التالية‪ :‬إنتاج‪ ،‬منتوج‪ ،‬خدمات‪ ،‬تسويق‪ ،‬وغيرىا‪،‬‬
‫الواردة في ىذا القانون عن طريق التنظيم "‪ 1،‬وعمال بيذه المادة صدر المرسوم التنفيذر رقم‬
‫‪ 266-90‬المتعمق بضمان المنتوجات والخدمات الذر عرف المنتوج بأنو " كل ما يقتنيو‬
‫المستيمك من منتوج مادر أو خدمة" ‪.2‬‬

‫ن مفيوم المنتوج الذر يممل االمياء المادية والخدمات يعتبر أوسع من الميء‪ ،‬كما‬ ‫إ‬
‫يتضمن إلى جانب المنتوج المادر أر الميء اإلطار الذر تتم فيو العممية أر عممية طرح‬
‫المنتوج لإلستيالك‪ ،‬إذ تكون تسمية المنتوج مرتبطة بيذه العممية وبعبارة أخرى ال يكتسب‬
‫الميء المادر أو الخدمة صفة المنتوج إال عند وضعو أو عرضو لالستيالك‪ ،‬وعميو عندما‬
‫ال يعرض الميء أو المال أو الخدمة لالستيالك‪ ،‬فال يعتبر منتوجا‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعريف السمعة كمحل لإلستهالك‪.‬‬


‫لقد اعتبر الممرع الجزائرر المنتوج سمعة‪ ،‬وذلك بمقتضى الفقرة الثالثة من المادة‬
‫الثانية من األمر رقم ‪ 06/03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتعمق بالعالمات‪ ،‬حيث جاء‬
‫في نصيا أن "السمعة ىي كل منتوج طبيعي أو زراعي أو تقميدر أو صناعي خاما كان أو‬
‫مصنعا"‪.4‬‬
‫‪ 327/13‬المؤرخ في ‪26‬‬ ‫وجاء مصطمح السمعة مؤخ ار في المرسوم التنفيذر رقم‬
‫‪،5‬‬ ‫سبتمبر ‪ 2013‬الذر يحدد مروط وكيفيات وضع ضمان السمع والخدمات حيز التنفيذ‬
‫حيث جاءت بعض المواد منو خاصة المادة الثالثة والرابعة والخامسة لتوضح كيفية تنفيذ‬

‫‪1‬ـ المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 02/89‬المتعمق بالقواعد العامة لحماية المستيك‪.‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 03/02‬من المرسوم ‪ 266/90‬المتعمق بضمان المنتوجات والخدمات‪.‬‬
‫‪ .3‬عمي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪4‬ـ المادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 06/03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتعمق بالعالمات‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ 44‬مؤرخة في ‪23‬‬
‫يوليو ‪.2003‬‬
‫‪5‬ـ‬
‫وكيفيات وضع ضمان السمع‬ ‫‪ 327/13‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 2013‬الذر يحدد مروط‬ ‫المرسوم التنفيذر رقم‬
‫والخدمات حيز التنفيذ‪ ،‬ج ر ج عدد ‪ 49‬مؤرخة في ‪ 02‬أكتوبر ‪.2013‬‬

‫‪19‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 13‬من القانون‬ ‫الضمان لمسمع وسريان مفعولو‪ ،‬عمى أن يتم تنفيذ ىذا الضمان طبقا لممادة‬
‫رقم ‪ 03-09‬الذر عرف السمعة في مادتو الثالثة بأنيا " كل ميء مادر قابل لمتنازل عنو‬
‫بمقابل أو مجانا"‪.1‬‬
‫لقد اقتصر الممرع في ىذه المادة مفيوم السمعة عمى األمياء المادية أر ممموسة‪ ،‬فيي‬
‫عين مادية يتحصل عمييا المستيمك بمقابل أو بدون مقابل‪ ،‬وعميو ال تأخذ السمع وصف المنتوج‬
‫إال إذا إتسمت بالطابع المادر الممموس‪ ،‬إذا فالسمع ىي أمياء منقولة‪ ،‬ومن ثمة ال تعد األمياء‬
‫غير المادية كاألفكار والمعمومات والفنون واإلبتكارت سمعا‪.2‬‬

‫محال‬ ‫المعنوية غير المحسوسة تستثنييا من أن تكون‬ ‫كون طبيعة األموال‬ ‫ول‬
‫ال يمكن أن تطبيق‬ ‫فراءات االختراع والعالمات والرسوم والنماذج الصناعية‬
‫لالستيالك‪ ،‬ب‬
‫مالئما ليا‪ ،‬كما أنو ال‬ ‫عمييا أساليب الرقابة والمطابقة والتقييس التي تتطمب كيانا ماديا‬
‫يتصور أن يقوم مخص بمراء براءة اختراع أو عالمة تجارية أو محال تجاريا لغرض غير‬
‫ميني لكونيا مقترنة بعالم األعمال ‪ ،‬إال أن ىناك م ن يرى أنو ال مانعا من أن تكون بعض‬
‫‪ ،‬ومفيوم االستيالك ال يقتصر‬ ‫األموال المعنوية باعتبارىا منتوجا ذىنيا محال لالستيالك‬
‫عمى األمياء التي تستيمك بأول استعمال ليا كاألغذية‪ ،‬بل يممل األمياء ذات االستعمال‬
‫المتكرر كالمالبس واآلالت وغيرىا‪.3‬‬

‫‪ 03-09‬لم يمترط أن تكون السمعة محل‬ ‫ويالحظ أن الممرع في القانون رقم‬


‫‪39-90‬‬ ‫االستيالك ميئا منقوال‪ ،‬بخالف ما كان عميو األمر في ظل المرسوم التنفيذر رقم‬
‫‪ " :‬كل ميء‬ ‫عرف السمعة بصفتيا منتوج بأنيا‬
‫المتعمق بمراقبة النوعية وقمع الغش الذر ّ‬
‫منقول مادر يمكن أن يكون موضوع معامالت مادية " ‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ .3‬صياد الصادق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪4‬ـ المادة ‪ 02/02‬من القانون رقم ‪ 39/90‬يتعمق برقابة الجودة وقمع الغش‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫وىو ما يمكن تفسيره أن ال مانع في نظر الممرع من أن يكون العقار أو المسكن‬


‫محال لالستيالك كما يعد المنتوج الزراعي والمنتوج الصناعي وتربية الحيوانات والصناعة‬
‫الغذائية والصيد البحرر والطاقة الكيربائية من قبيل المنتوجات التي تخضع لمحماية الخاصة‬
‫التي يقررىا قانون حماية المستيمك وقمع الغش في ىذه المجاالت ‪.1‬‬

‫وبإعتبار السمع المستعممة أقل جودة من تمك الجديدة فإن عدم تطبيق الضمان عمييا‬
‫من مأنو أن يمحق ضر ار بفئة كبيرة من المستيمكين‪ ،‬وعمال بذلك ف أن الممرع لم يمترط‬
‫عنصر الجدية في السمعة محل االستيالك‪ ،‬ومن ثم فإن السمع المستعممة مممولة بأحكام‬
‫القانون رقم ‪ 03-09‬ويعتبر مستيمكا معنيا بقواعد الحماية من يقتني أمياء مستعممة تمبية‬
‫لحاجاتو المخصية‪ ،‬وىو موقف وجيو تقتضيو العدالة لحماية المستيمكين الذين يتجيون لمثل‬
‫ىذه البيوع التي أصبح اإلقبال عمييا واسعا‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الخدمة‬


‫إن غرض المستيمك من التعاقد ال ييدف إلى االستفادة من السمع فقط وانما قد يكون‬
‫ىدفو الحصول عمى خدمة ما‪ ،‬لذلك سوف نعرف الخدمة (أوال) وأنواعيا (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الخدمة‪.‬‬
‫عرف الممرع الجزائرر الخدمة في المادة ‪ 02‬الفقرة الخامسة من المرسوم التنفيذر‬
‫رقم ‪ 39/90‬المتعمق برقابة الجودة وقمع الغش الخدمة كما يمي‪ " :‬كل مجيود يقدم ما عدا‬
‫تسميم المنتوج ولو كان ىذا التسميم ممحقا بالمجيود المقدم أو دعما لو "‪.3‬‬

‫‪ .1‬عمي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.404‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫مسعودر فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 05/02‬من المرسوم التنفيذر رقم ‪ 39/90‬يتعمق برقابة الجودة وقمع الغش‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫كما تعرف المادة ‪ 03‬من قانون رقم ‪ 03-09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‬
‫الخدمة عمى أنيا‪ " :‬كل عمل مقدم غير تسميم السمعة‪ ،‬حتى ولو كان ىذا التسميم تابعا أو‬
‫مدعما لمخدمة المقدمة "‪.1‬‬
‫يستفاد من ىذين النصين أن الخدمة ىي كل مجيود لقاء مقابل يقدم لممستيمك‪ ،‬فيي‬
‫أمياء غير ممموسة ضرورية لممستيمك‪ ،‬إذ تكون ىذه الخدمات مرتبطة مبامرة بالكيان‬
‫المادر لمسمع حيث تكون متصمة إتصاال وثيقا بيا فال تستكمل منفعة المستيمك بالسمعة إال‬
‫بأداءىا‪ ،‬وىي خدمات ما بعد البيع كأعمال التجييز والصيانة واإلصالح‪ ،‬وقد تكون منفصمة‬
‫عن السمع عندئذ تكون منتوجا قائما بذاتو مثل الخدمات المصرفية والمالية والتأمين والنقل‬
‫والطاقة واإلتصاالت والسياحة والفندقة‪.2‬‬

‫فالخدمة ىي مجموع النماطات المقدمة لجميور المستيمكين فقد تكون أعمال المادية‬
‫مثل التنظيف واإلصالح ‪ ،‬أو تكون ذات طبيعة كالعالج الطبي واإلرمادات واإلستمارات‬
‫القانونية وقد تكون ذات كبيعة مالية كالتأمين والقرض ‪.3‬‬
‫ورستثنى من الخدمة تسميم السمع‪ ،‬حتى ولو كان ىذا التسميم تابعا أو مدعما لمخدمة ذاتيا‪،‬‬
‫ألن مفيوم السمعة ال يعد من الخدمات في قانون حماية المستيمك بل يتعمق بعقد البيع‬
‫ويعتبر من االلتزامات التي تقع عمى البائع‪ ،‬وقد استثنى الممرع صراحة االلتزام بتسميم‬
‫السمعة من مفيوم الخدمة‪ ،‬وأبقى عميو التزاما مستقال يقع عمى عاتق أحد المتعاقدين وىو‬
‫البائع في عقد البيع‪.4‬‬

‫‪1‬ـ المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 03/09‬يتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪3‬ـ بوروح منال‪ ،‬ضمانات حماية المستيمك في ظل القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك و قمع الغش‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجيستير ‪،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،01‬الموسم الجامعي ‪ ،2015/2014‬ص ‪.23‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫بن سعيدر سممة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 50‬‬

‫‪22‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 19‬من القانون ‪ 03-09‬المتعمق بحماية‬ ‫وإن ما يتضح من خالل نص المادة‬


‫المستيمك وقمع الغش والتي تنص‪" :‬يجب أن ال تمس الخدمة المقدمة لممستيمك بمصمحتو‬
‫المادية وأن ال تسبب لو ضر ار معنويا"‪.1‬‬

‫الغاية التي كان ينتظرىا المستيمك منيا‪ ،‬وأن ال تمس‬ ‫يجب أن تحقق الخدمة‬
‫بمصمحتو المادية أو المعنوية‪ ،‬كأن تتسبب خدمة التصميح مثال في انفجار الجياز واإلضرار‬
‫بالمستيمك أو بممتمكات ‪ ،‬أوتمحق ضر ار معنويا في عدم استجابتيا لتطمعاتو‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الخدمات‬


‫تتعدد وتتنوع الخدمات وتأخذ أمكاال وأنواع متعددة من بينيا ما جاء في قانون حماية‬
‫المستيمك خدمة ما بعد البيع وكذلك خدمة القرض االستيالكي‪.‬‬

‫‪ -1‬خدمة ما بعد البيع‬


‫نص الممرع عمى خدمة ما بعد البيع بمقتضى المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذر رقم‬
‫‪ 266/90‬المتعمق بضمان المنتوجات والخدمات كما يمي‪ " :‬يمتزم المينيون المتدخمون في‬
‫عممية وضع المنتوجات الخاصة لمضمان رىن االستيالك في إقامة وتنظيم خدمة ما بعد‬
‫البيع المناسبة‪ ،‬ترتكز عمى األخص عمى وسائل مادية وعمى تدخل عمال تقنيون مؤىمون‬
‫وعمى توفير قطع غيار موجية لممنتوجات المعنية "‪.3‬‬

‫ترتكز الخدم ة ما بعد البيع عمى توفير وسائل مواتية لمعناية بالمنتوج تممل كل أنواع‬
‫الخدمات التي تؤدى بعد نياية اإلقتناء كالتسميم في مقر السكن وتركيب المنتجات وكذلك‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 03/09‬يتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪ .2‬بتقة حفيطة‪ ،‬االلتزام باالعالم في عقذ االستيالك‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة أكمي محند‬
‫أولحاج‪ ،‬البويرة الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2013/2012‬ص ‪. 62‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذر رقم ‪ 266/90‬المتعمق بضمان المنتوجات والخدمات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫كل األداءات التي تتعمق بالنماطات سواء كانت تجارية أو ذات الطابع الصناعي ‪،‬‬
‫ونماطات المين الحرة ونماطات النقل والبنوك والضمان اإلجتماعي‪.1‬‬

‫‪ -2‬خدمة القرض االستهالكي‬


‫نظ ار لإل نتمار الواسع لخدمة القرض االستيالكي بين المستيمكين فقد اىتمت عدة‬
‫تمريعات بيذا الموضوع فعرفو الممرع الجزائرر بأنو‪" :‬كل عممية بيع لمسمع أو الخدمات‪،‬‬
‫يكون فييا الدفع مقسطا أو مؤجال أو مجزءا" ‪.2‬‬
‫فالقرض االستيالكي قرض مخصص لتمويل حاجات األفراد من السمع‪ ،‬ولو أىمية‬
‫بالغة من حيث يمكن األسر من إقتناء إحتياجاتيا من السمع واألحيزة الكيرومنزلية والسيارات‪،‬‬
‫بحيث يكون الدفع مؤجال عمى أقساط مما يمكن من إقتناء المستمزمات من السمع والمنتجات بكل‬
‫يسر‪.3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نطاق االلتزام بالضمان و العيب الخفي‬

‫من الضمانات القانونية الممنوحة لمممترر في مقتضيات القانون المدني والقانون‬


‫الخاص بالمستيمك والمنظمة لعقد البيع فإن العالقة بين الم تدخل والمستيمك تكون محال‬
‫لعقود القانون الخاص‪ ،‬والتي تحوز عمى أىمية خاصة في مجال ضمان العيوب الخفية وما‬
‫يرتبو عقد االستيالك من إلتزامات تدخل ضمن نطاق قانون حماية المستيمك ‪.4‬‬

‫في‬ ‫التطرق إلى مفيوم االلتزام بالضمان في عقد االستيالك‬ ‫وعميو فقد إرتأينا‬
‫(المطمب األول( عمى أن نخصص (المطمب الثاني) لمعيب الموجب لمضمان‪.‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫بتقة حفيطة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ .2‬المادة ‪ 21/03‬من القانون ‪ 03/09‬يتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫بحماور المريف‪ ،‬حماية المستيمك في عقد القرض اإلستيالكي‪ ،‬مجمة االجتياد لمدراسات القانونية واالقتصادية‪،‬‬
‫تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد‪ ،2017 ،11‬ص‪.28‬‬
‫‪ .4‬عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪24‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم االلتزام بالضمان في عقد االستهالك‪.‬‬


‫يعتبر الضمان مصطمحا قديما في لغة القانون‪ ،‬والذر يفسر قدمو ىو أن اإلنسان كان‬
‫يبحث دائما عن األمان في تعاقده مع الغير‪ ،‬ووجود االلتزام بالضمان يحقق لو معو ار باألمان‪. 1‬‬
‫وان ىذا الضمان يستخدمو المستيمك كوسيمة قانونية مستمدة من صفتو كممترر من طبيعة‬
‫عقد البيع‪.2‬‬

‫ولمبحث في مفيوم الضمان في عقود البيع أو االستيالك يجب أن نعرفو تعريفا فقييا‬
‫وتمريعيا في (الفرع األول) وفي (الفرع الثاني) نقوم بتعريف الضمان في قانون االستيالك‬
‫عمى أن نتطرق إلى أنواعو في (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي والتشريعي لاللتزام بالضمان ‪.‬‬


‫بالضمان لغة يقال ضمنت الميء فأنا ضامن بمعنى ممتزم بو ويقال ضمنتو‬ ‫يقصد‬
‫المال أر ألزمتو إياه‪ ،‬كما يطمق لفظ الضمان في المغة ويراد بو الكفالة‪ ،‬ويقال أيضاًا ضمن‬
‫الميء أر جزم بصالحيتو وخموه مما يعيبو‪ ،‬والضمان وثيقة أو تعيد مفور يضمن بيا البائع‬
‫خمو المبيع من العيوب وبقائو صالحاًا لإلستعمال مدة معينة‪.3‬‬

‫ويعتبر الضمان من بين المصطمحات العريقة فقد كان يقتصر عمى عقد البيع فقط‬
‫دون المعامالت األخرى كاإليجار مثالًا‪ ،‬فينمأ عن طريق اإلمياد‪ ،‬الذر ىو الطريقة األصمية‬
‫لنقل ممكية األموال النفيسة في القانون الروماني فيو إجراء مكمي ومعناه االكتساب أو‬
‫القبض باليد‪ ،‬ويترتب عنو التزاما بالضمان يقع عمى عاتق البائع من طبيعة عقد البيع‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫حساني عمي‪ ،‬اإلطار القانوني لإللتزام بالضمان في المنتوجات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بمقايد تممسان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2012/2011‬ص‪.45‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫عبد المنعم موسى إبراىيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ .3‬وىبة الزحيمي‪ ،‬نظرية الضمان‪ ،‬دار الفكر لمنمر‪ ،‬دممق سوريا‪ ،1998 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫حساني عمي المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪25‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫سباقة في التطرق لموضوع الضمان‪ ،‬وىذا ما جاء في‬ ‫وتعتبر المريعة اإلسالمية‬
‫األصول المرعية لضمان المبيع وتجمي ذلك باألدلة اليادفة لإللمام بالضمان‪ ،‬في اآليات‬
‫آم ُنوا أوُفوا ِباْل ُعُقوِد"‪ .1‬لقد ورد في تفسير ىذه اآلية‬ ‫القرآنية منيا قولو تعالى‪ « :‬يا أَي َّل ِ‬
‫ين َ‬
‫ُّيا الذ َ‬
‫َ َ‬
‫الكريمة أن المقصود من كممة (أوف ــوا) إعتماد الكمال والتمام والوفاء بما ألتزم بو‪ ،‬وىو المبدأ‬
‫الذر إستقر عميو العمل في مجال العقود‪.2‬‬

‫وقد جاءت أدلة أخرى لضمان المبيع في السنة النبوية منيا ما رور عن الحسن عن‬
‫سمرة عن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪ " :‬عمى اليد ما أخذت حتى تؤديو" ‪.3‬‬

‫والمفاد من ذلك إن هللا سبحانو وتعالى يحثنا عمى اإللتزام بالضمان مع الغير وعدم‬
‫اإلخالل باإللتزامات في العقود‪ ،‬واإلمتثال بالثقة واألمانة‪ ،‬وعدم الغش والتحايل‪ ،‬وكذا‬
‫بالضمان المتبادل في كل التصرفات القانونية التي نمارسيا في عالقاتنا اليومية ‪.4‬‬

‫لمتطور الحديث لموسائل التكنولوجية والتقنية‪ ،‬فإن الضمان لم يبق عمى ما‬ ‫ونظ اًار‬
‫كان عميو في العصور القديمة‪ ،‬ليصبح العقد و القانون مصدران معروفان ومؤكدان لنموء االلتزام‬
‫بالضمان في مرحمة تنفيذ عقد البيع‪ ،‬فبمجرد انعقاده يبادر البائع بضمان المبيع لمممترر ضمانا‬
‫كافيا من التعرض والعيوب الخفية‪ ،‬وبتنفيذ التزاماتو في الوقت المحدد ليا‪ ،‬وأما القانون فيو الذر‬
‫ينظم أحكام العقد والضمان معا‪ ،‬ألن نصوصو حريصة عمى جعل التوازن بين المتعاقدين ليدف‬
‫تقرير الضمان وأحكامو‪ ،‬لذا فقد أقر القانون الضمان وااللتزام بو وجعمو وسيمة من وسائل‬
‫حفظ أموال األمخاص وصيانتيا والمحافظة عمى حقوقيم‪.5‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫سورة المائدة اآلية (‪. )01‬‬
‫‪ .2‬مصطفى الناير المنزول‪ ،‬العقود المسماة(عقد البيع)‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار جامعة إفريقيا العالمية لمطباعة‪ ،‬الخرطوم السودان‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪06‬‬
‫حديث رواه أحمد وأبو داود ابن ماجة والترميذر في مسنده‪.‬‬ ‫‪3‬ـ‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫معزوز دليمة‪ ،‬الضمان في عقود البيع الكالسيكية واإللكترونية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬ ‫‪4‬ـ‬

‫مولود معمرر تيزر وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2014/2013‬ص‪.20‬‬


‫‪5‬ـ‬
‫معزوز دليمة‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪26‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫ولما كان عقد البيع ىو العقد الذر يغمب فيو إستعمال الضمان‪ ،‬فقد نصت معظم‬
‫التقنينات المدنية عل تنظيم الضمان في عقد البيع مع التفصيل في أحكامو واكتفت في‬
‫العقود األخرى باإلحالة عمى عقد البيع مع بيان ما يتميز بو الضمان في كل عقد من‬
‫خصوصيات تختمف عن األحكام المقررة في البيع ‪ ،1‬ألن الضمان يمتد إلى كل العقود الناقمة‬
‫لمممكية واإلنتفاع كالمقايضة واإليجار والقرض والمركة‪.2‬‬

‫اإللتزم بتوفير‬
‫الفقو الفرنسي تعريف الضمان بأنو '' ا‬ ‫وعمى ىذا األساس فقد حاول‬
‫الحيازة اليادئة و المفيدة لمميء الذر بيع من الغير و في حالة عدم تمكنو من ذلك يمتزم‬
‫بتعويض الممترر وفقا ألسس معينة وىذا يعني أن البائع ممزم بالتعويض في حال عدم‬
‫تمكنو من تقديم أو تسميم ميئا مفيدا لمممترر ‪.3‬‬

‫ولقد نص الممرع الجزائرر عمى اإللتزام بالضمان من خالل المادة ‪ 379‬الفقرة ‪01‬‬
‫من القانون المدني والتي تنص عمى‪ ":‬يكون البائع ممزما بالضمان إذا لم يممل المبيع عمى‬
‫الصفات التي تعيد بوجودىا وقت التسمم إلى الممترى‪ ،‬أو إذا كان بالمبيع عيب ينقص من‬
‫قيمتو‪ ،‬أو من االنتفاع بحسب الغاية المقصودة منو حسبما ىو مذكور بعقد البيع‪ ،‬أو حسبما‬
‫يظير من طبيعتو أوإستعمالو‪ ،‬فيكون ضامنا ليذه العيوب و لو لم يكن عالما بوجودىا "‪.4‬‬

‫ويستمف من ىذا النص القانوني أن الممرع الج ازئرر ألزم البائع بضمان المبيع متى‬
‫تخمفت إحدى الصفات التي تعيد بوجودىا‪ ،‬أو في حالة وجود عيب ينقص من قيمة المبيع‬
‫أو االنتفاع بو حسب ما تقتضيو طبيعة عقد البيع حيث ال يمتزم البائع تجاه الممترر بنقل‬

‫‪1‬ـ‬
‫صبرر السعدر‪ ،‬الواضح في مرح القانون المدني (عقد البيع والمقايضة)‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنمر‪ ،‬عين مميمة‬
‫الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬ضمان صالحية المبيع لمعمل مدة معمومة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمطباعة والنمر‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫مصر‪ ،2004،‬ص‪.10‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫مسعودر فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫المادة ‪ 01/379‬من األمر رقم ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائرر‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫ممكية ميء المبيع وتسميمو وضمان الحيازة اليادئة الخالية من التعرض فحسب‪ ،‬بل يمتزم‬
‫أيضا بضمان اإلنتفاع المفيد الذر يحقق ىدف الممترر لممراء‪ ،‬أو حسب ما يظير من‬
‫طبيعة المبيع واستعمالو وىذا ال يتحقق إال بخمو المبيع من العيوب التي تحول دون اإلنتفاع‬
‫الكامل و المفيد لمممترر بالميء المبيع‪.1‬‬

‫وتعامل‬ ‫وان كان اإللتزام بالضمان تستمزمو طبيعة األمياء إال أن قصد المتعاقدين‬
‫الناس يستمزمانو أيضا‪ ،‬كما أن تعامميم في بيع ومراء حاجاتيم اليومية وغيرىا يستمزم أن‬
‫يكون ما تبايعوا عميو صالحا لمغرض الذر أعد لو‪ ،‬وأنو يمكن اإلنتفاع بو إنتفاعا بحسب‬
‫إال أن قصور ىذه القواعد من عدة جوانب جعل‬ ‫رغباتيم طبقا لممجرى العادر لألمور‪،‬‬
‫الممرع يفكر في وضع قواعد قانونية خاصة تكفل لممستيمك أكبر قدر من الحماية وىو ما‬
‫تجسد بصدور قانون حماية المستيمك ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬تعريف الضمان في انون االستهالك‬


‫إذا كان القانون المدني ينظم العالقات بين مختمف األفراد دون تمييز بين نوع‬
‫التصرف أو صفة القائم بو‪ ،‬فإن قانون حماية المستيمك ينظم عالقات معينة ىي العالقات‬
‫بين المحترفين والمستيمكين أو كل متدخل في عممية العرض‪ ،‬وان كال من القانونين المدني‬
‫وحماية المستيمك يؤثر ويتأثر باآلخر‪ ،‬مما يوسع في مجال ضمان المنتوجات ويمنح حماية‬
‫أكثر لممستيمك‪.3‬‬
‫قانون االستيالك‬ ‫فقد راعى الممرع الجزائرر ذلك فنظم أحكام الضمان بداية بإصدار‬
‫رقم ‪ 02/89‬المؤرخ في ‪ 07‬فبراير ‪ 1989‬المتعمق بالقواعد العامة لحماية المستيمك الممغى‬
‫يرد تعريفا دقيقا‬ ‫بالقانون رقم ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪ ،‬لكنو لم‬

‫‪1‬ـ حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163،162‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫‪ ، 01‬مكتبة دار الثقافة لمنمر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،‬‬ ‫دمحم يوسف الزعبي‪ ،‬مرح عقد البيع في القانون المدني‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2004‬ص‪.395‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪28‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫لمصطمح الضمان فيو‪ ،‬ىذا ما يقتضي منا البحث مميا عن إيجاد تعريف لذلك في النصوص‬
‫الحديثة لحماية‪.‬‬
‫ونظ ار لمتطور الذر ممل المنتجات والخدمات فكان البد من التوسيع في نطاق‬
‫الضمان‪ ،‬وتجسد ذلك بصدور بالقانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 2009‬المتعمق‬
‫بحماية المستيمك وقمع الغش‪ ،‬حيث عرف الضمان في مادتو الثالثة كما يمي " الضمان‪:‬‬
‫إلتزام كل متدخل خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬في حالة ظيور عيب في المنتوج‪ ،‬بإستبدال ىذا‬
‫‪1‬‬
‫األخير أو إرجاع ثمنو أو تصميح السمعة أو تعديل الخدمة عمى نفقتو"‪،‬‬
‫ولضمان حماية أكثر لممستيمك فقد أصدر الممرع الجزائرر المرسوم التنفيذر رقم‬
‫‪ 327/13‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 2013‬الذر يحدد مروط وكيفيات وضع ضمان السمع‬
‫والخدمات حيز التنفيذ‪ ،‬الذر جاء ليواكب التطور الصناعي والتكنولوجي في المنتجات‬
‫اإلستيالكية التي أصبح إعتماد المستيمكين عمييا أم ار ضروريا‪ ،‬وليحقق بعض التوازن في‬
‫العالقة اإلستيالكية بإلقاء المزيد من اإللتزمات عمى عاتق المتدخل لحماية لممستيمك‬
‫‪2‬‬
‫بإعتباره الطرف الضعيف ‪.‬‬

‫وىذا يعني أن الضمان ىو االلتزام الذر يقع عمى عاتق المتدخل بأن يضمن أر‬
‫عيب يظير في المنتوج خالل فترة عرضو لإلستيالك‪ ،‬بإستبدالو أو إرجاع ثمنو أو تصميح‬
‫السمعة أو تعديل الخدمة عمى نفقتو وبقوة القانون الذر يمنع أر مرط يعفيو من الضمان‪.3 ،‬‬
‫وعميو فإن نصوص قانون حماية المستيمك ألزمت في أحكاميا عمى المتدخل أن يسمم‬
‫لممستيمك أثناء تنفيذ الضمان منتوجا خال من العيوب وسمعة أو خدمة مطابقة لعقد البيع‬
‫‪.4‬‬
‫إضافة إلى حق المستيمك في تجربة وصيانة وتصميح المنتوج الذر يقتنيو‪.‬‬

‫‪1‬ـ المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬


‫‪ .2‬صياد الصادق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪3‬ـ حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪4‬ـ ربيع زىية‪ ،‬فاعمية الضمان لحماية الممترر في ضوء القانون المدني الجزائرر‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة مولود معمرر تيزر‬
‫وزو الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2017/2016‬ص‪.308‬‬

‫‪29‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع الضمان‬


‫يعتبر الضمان اإلضافي كنوع آخر من الضمان لذا سنعرف الضمان القانوني أوال ثم‬
‫الضمان اإلضافي ثانيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضمان القانوني‬


‫إن معظم التمريعات حرصت عمى توفير ضمانات لمممترر لتحقيق غارتو في‬
‫الحصول عمى ميء صالح لإلستعمال المفيد ‪ ،‬فألزمت البائع بضمان العيوب الخفية التي‬
‫تظير في المبيع بعد تسميمو‪ ،‬وقد سمي ىذا النظام بالضمان القانوني‪ ،‬والذر قد يمكن‬
‫المستيمك من الحصول عمى السمع والمنتجات التي تحقق رغباتو واحتياجاتو اإلستيالكية ‪.1‬‬

‫الجزئرر على نص الضمان القانوني في المادة ‪ 13‬من القانون‬


‫ا‬ ‫الممرع‬ ‫ِ‬
‫فعمل‬
‫‪ 03/09‬التي جاءت كما يمي‪ " :‬يستفيد كل مقتن ألر منتوج سواء كان جياز أو خدمة أو‬
‫أداة أو آلة أو عتاد أو أر مادة تجييزية من الضمان بقوة القانون‪ ،‬و يمتد ىذا الضمان أيضا‬
‫إلى الخدمات"‪.‬‬
‫يجب عمى كل متدخل خالل فترة الضمان المحددة و في حالة ظيور عيب بالمنتوج‬
‫استبدالو أو إرجاع ثمنو أو تصميح المنتوج أو تعديل الخدمة عمى نفقتو‪.‬‬
‫يستفيد المستيمك من تنفيذ الضمان دون أعباء إضافية‪.‬‬
‫يعتبر باطال كل مرط مخالف ليذه المادة ''‪.2‬‬
‫الحقوق القانونية لممستيمك ويكون دون مصاريف إضافية‪،‬‬ ‫إذن يعتبر الضمان من‬
‫ويطبق عمى كل منتوج سواء كان جيا از أو أداة أو آلة أو مركبة أو أر مادة تجييزية ويمكن‬
‫تنفذ‬ ‫أن يمتد إلى الخدمات‪ ،‬ولتحقيق ىذا الحق خالل الفترة المعينة لمضمان يجب أن‬
‫مروطو في حالة ظيور عيب بالمنتوج والمتمثمة في استبدال المنتوج بمنتوج آخر أو إرجاعو‬

‫‪1‬ـ‬
‫جمول دواجي بمحول‪ ،‬الحماية القانونية لممستيمك في ميدان التجارة االلكترونية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪،‬‬
‫تممسان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2015/2014‬ص ‪.128‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫واسترداد ثمنو‪ ،‬أو طمب تصميحو عمى حساب المتدخل‪ ،‬أو استرداد المبالغ التي يكون قد‬
‫سددىا مقابل الخدمة عند عدم مطابقتيا بمكل سميم‪.1‬‬

‫‪ 327/13‬بتحديد مروط وكيفيات‬ ‫ولقد جاء أيضا في نصوص مواد المرسوم التنفيذر‬
‫وضع ضمان السمع والخدمات حيز التنفيذ‪ ،‬وىذا من خالل إمكانية مطالبة المستيمك من‬
‫تجربة المنتوج المقتنيو‪ ،‬أو استبدال السمعة المعيبة أو رد ثميا أو تصميحيا أو إعادة مطابقة‬
‫الخدمة عمى نفقة المتدخل ودون تحميل المستيمك مصاريف إضافية‪ ،‬مع تحديد فترة الضمان‬
‫التي يجب أن ال تقل عن ‪ 06‬أمير من تاريخ تسميم السمعة أو تقديم الخدمة‪ ،‬و ‪ 03‬أمير‬
‫بالنسبة لممنتجات المستعممة‪.2‬‬

‫أن الممرع في ىذا القانون ألزم المتدخل بضمان المنتوجات التي يقتنييا‬ ‫بالرغم من‬
‫المستيمك وكذا الخدمات التي تقدم لو‪ ،‬لكن ىناك صعوبات تواجو المستيمك فالممترر‬
‫العادر ال يعرف عادة بوجود االلتزام بالضمان يفرضو القانون‪ ،‬وحتى إن عمم بو فإنو‬
‫يضطر إلى المجوء لمقضاء بما يستتبعو من تكاليف ووقت يحجبانو عن ذلك‪ ،‬بل أن القانون‬
‫يمزم المستيمك إثبات وجود العيب وقت إستالم المبيع غير أن ذلك يمكل عقبة أمامو في‬
‫المطالبة بالضمان‪ ،‬إذ كان من األولى في ظل تطور حماية المستيمك نقل عبء اإلثبات‬
‫عمى عاتق البائع بإفتراض أن العيب موجود منذ تسمم الممترر لممبيع لتجنب ىذا األخير‬
‫صعوبة اإلثبات والنفقات التي قد تصاحبو‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضمان اإلتفاقي‬


‫إن الضمان اإلتفاقي ال يقوم إال بإتفاق مسبق بين طرفي العقد من منتج موزع‬
‫والممترر المستيمك وىذا بتعديل أحكام الضمان القانوني باتفاق خاص بالزيادة في الضمان‪،‬‬

‫‪1‬ـ آمال بوىنتالة‪ ،‬قواعد حماية المستيمك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات األكادمية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،1‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2016 ،08‬ص ‪.101‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫مسعودر فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫عبد المنعم موسى إبراىيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.472‬‬

‫‪31‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫وقيد ما اتفق عميو من ضمانات معينة بحيث ينتج عنو حماية لمممترر أو المستيمك في‬
‫حالة ظيور أر عيب في الميء المبيع‪.1‬‬

‫وقد أضافو الممرع كتطبيقا لمزيادة في الضمان القانوني فأورد إلتزاما إتفاقيا بالضمان‬
‫يحدد نطاقة ومعالمو التصرف القانوني المنمئ لو‪ ،‬فيو ضمان إتفاقي ال ينمأ إال بالنص‬
‫‪ 327/13‬بأن‪" :‬‬ ‫‪ 03‬من المرسوم التنفيذر رقم‬ ‫عميو صراحة ‪ ، 2‬وىو جاءت بو المادة‬
‫الضمان اإلضافي كل التزام تعاقدر محتمل يبرم إضافة إلى الضمان القانوني الذر يقدمو‬
‫‪3‬‬
‫المتدخل أو ممثمو لفائدة المستيمك‪ ،‬دون زيادة في التكمفة " ‪.‬‬

‫إن الممرع جاء بتعريف لمضمان اإلتفاقي من خالل ىذه المادة وأطمق عميو مصطمح‬
‫الضمان اإلضافي‪ ،‬الذر ىو إلتزام تعاقدر أنفع من الضمان الذر يمنحو القانون لممستيمك‬
‫ويكون مجانا أر دون مقابل‪.4‬‬

‫ويجوز لممتعاقدين االتفاق عمى الزيادة في الضمان‪ ،‬فيتم تمديد الضمان عمى البائع‬
‫إلى جانب اإللتزامات التي يفرضيا عميو القانون‪ ،‬وينبغي أن يكون ىذا التمديد محددا ودقيقا‬
‫‪ 16‬التي ال تقل عن ‪06‬‬ ‫كأن يمتزم البائع بالضمان لمدة أطول من تمك المحدد في المادة‬
‫أمير‪،‬أو كأن يضمن البائع كل العيوب التي توجد في المبيع جسيمة كانت أو تافية‪ ،‬كما‬
‫يجوز االتفاق عمى اإلنقاص من الضمان حيث يتم التقميل من إلتزامات البائع كأن يتفق مع‬
‫الممترر عمى أن ال يتحمل ضمان كل العيوب الجسيمة وانما يضمن بعضيا فقط ‪.5‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫مسعودر فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬دار الفكر الجامعي لمطباعة والنمر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006،‬ص ‪.334‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذر رقم ‪ 327/13‬يحدد مروط وكيفيات وضع ضمان السمع والخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .4‬عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪.5‬‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.171‬‬

‫‪32‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن صور اإلنفاق عمى زيادة الضمان اإلنفاق عمى أن يضمن البائع لمممترر‬
‫صالحية المبيع لمعمل مدة معمومة‪ ،‬فيو مثير الوقوع في الجانب العممي عند بيع اآلالت‬
‫الدقيقة المعقدة كالراديو والتمفاز والياتف النقال والثالجة وغيرىا‪ ،‬فالممترر ال يقنع بإلتزام‬
‫البائع بضمان العيب الخفي المقرر في القانون ولكنو يريد أكثر من ذلك أن يطمئن إلى أن‬
‫المبيع صالح لمعمل‪ ،‬وضمان صالحية المبيع يكون لمدة معينة ستة أمير أو سنة أوسنتين‪،‬‬
‫وىي المدة الكافية لمتأكد من صالحية الميء المبيع لإلستعمال‪ ،‬أو المدة التي يستيمك فييا‬
‫المبيع كضمان بطارية السيارة مثال‪ ،‬فتكون مدة الضمان ىي كل مدة حياة المبيع ‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مفهوم العيب الخفي الموجب لمضمان‬

‫إن العقود المعنية بضمان العيوب الخفية يتجاوز نطاقيا عقد البيع إلى كل عقد ناقل‬
‫لمممكية‪ ،‬بل والى كل عقد ينقل اإلنتفاع‪ ،‬وخاصة إذا كانت عقود معاوضات‪ ،‬ذلك أن من‬
‫ينقل الممكية أو اإلنتفاع إلى مخص آخر يجب عميو أن ينقل حيازة مفيدة تمكن من إنتقمت‬
‫إليو من اإلنتفاع من بالميء فيما أعد لو‪ ،‬ومن ثم يجب أن يضمن العيوب الخفية التي‬
‫تعوق ىذا اإلنتفاع‪.2‬‬

‫ونظ ار لألىمية الخاصة لعقد البيع أورد الممرع أحكام ضمان العيوب الخفية ضمن‬
‫التنظي القانوني ليذا العقد ‪ ،3‬فقد نظم القانون المدني العيوب الخفية لمواجية الفروض التي‬
‫م‬
‫يتبين فييا أن الميء محل التعاقد معيب لذا فقد تم تطويع قواعد نظرية العقد من قبل‬
‫القضاء الفرنسي بغية تعويض المضرور من عيوب المنتوجات في المجال المتعمق بقواعد‬
‫اإللتزام بضمان العيب الخفي والمسؤولية العقدية النامئة عن اإلخالل بو ‪.4‬‬

‫‪ 1‬ـ سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬منمأة المعارف لمنمر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية مصر‪ ،2005،‬ص ‪.309‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫صبرر السعدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.367‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬ضمان صالحية المبيع لمعمل مدة معمومة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫عمي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪33‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫إن دراسة اإللتزام بضمان عيوب المبيع الخفية تتطمب تحديد المقصود بعبارة العيب‬
‫لذلك ارتأينا أن نتناول ىذا المصطمح بالدراسة ضمن (الفرع األول) عمى أن نخصص (الفرع‬
‫الثاني) لمروط العيب الموجب لمضمان‪ ،‬و(الفرع الثالث) نتطرق فيو إلى تطور وتوسع نظرية‬
‫ضمان العيوب الخفية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف العيب الخفي‬

‫إن كممة العيب لغة ىي‪ِ :‬عبتو وعابو عيبا أر بمعنى"الوصمة" أو نسبو إلى العيب‬
‫وجعمو ذا عيب‪ ،‬واصطالحا تعني‪" :‬ما يخمو عنو أصل الفترة السميمة مما يعد بو ناقصا"‪،‬‬
‫أما فقيا فيو‪ " :‬كل ما ينقص العين أو القيمة نقصا يفوت بو الغرض الصحيح‪ ،‬إذا غمب في‬
‫جنس المبيع عدمو"‪.1‬‬

‫وىو ما يعرف بأنو‪ :‬ما يخمو منو أصل الفطرة السميمة عادة وينقص القيمة عند‬
‫التجار‪ ،‬أر أنو إذا كان وجود األمر الذر تخمو منو الحالة األصمية المعتادة في الميء ال‬
‫ينقص من قيمتو بين التجار ال يكون عيبا ‪.2‬‬

‫أما الفقو المصرر يعرف العيب الخفي عمى أنو " ىمامة تعترر الميء عمى غير‬
‫المألوف في حالتو العادية كوىن أساس البناء أو الصدع في الجدار أو خدش في السيارة "‪،‬‬
‫أما الفقو الفرنسي فقد عرفو عمى أنو‪" :‬النقائص الموجودة في المبيع والتي ال تظير عند‬
‫فحصيا والكمف عمييا والتي تمنع الممترر من إستعمالو وفقا لمغاية المعدة ليا ‪.3‬‬

‫ولعل التعريف األكثر إستق ار ار وتداوال بين الفقو ىو ما ذىبت إليو محكمة النقض‬
‫المصرية في أحد ق ارراتيا بأن العيب الخفي‪" :‬ىو اآلفة الطارئة التي تخمو منيا الفطرة‬

‫‪1‬ـ‬
‫دمحم توفيق رمضان البوطي‪ ،‬البيوع المائعة‪ ،‬ط‪ ،01‬دار الفكر لمطباعة والنمر والتوزيع‪ ،‬دممق سوريا‪ ،1998 ،‬ص‪.124‬‬
‫‪2‬ـ مصطفى أحمد الزرقا‪ ،‬العقود المسماة في الفقو اإلسالمي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬ط ‪ ،02‬دار القمم لمنمر‪ ،‬دممق سوريا‪2012 ،‬‬
‫ص ‪.133‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.163‬‬

‫‪34‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫السميمة لممبيع" ‪ ،1‬ومعنى ذلك أن أصل المبيع يكون خاليا من ىذه اآلفة التي ال تظير عند‬
‫فحص المبيع إن وجدت تنقص من قيمتو ومن اإلنتفاع بو حسب اليدف من المراء أو‬
‫طبيعة المبيع‪ ،‬والعيوب الخفية ىي التي تنقص من قيمة المبيع أو تجعمو غير صالح‬
‫لإلنتفاع بو عمى الوجو الذر يحقق الغاية المقصودة منو ‪.2‬‬

‫ويعتبر العيب الخفي الذر ىو نقص محسوس في المبيع مما يجعل الميء غير قابل‬
‫لإلستعمال العادر المعد لو فيكون البائع ضامنا لمميء المعيب الذر لحقو تمفا عارضا‬
‫يجعمو عمى غير الحال التي يكون فييا في الوضع العادر‪ ،‬وتقدير وجود العيب أو إنتفائو ال‬
‫يكون ثابتا في جميع األحوال‪ ،‬فيختمف ىذا التقدير بإختالف أغراض األمخاص من إستعمال‬
‫الميء‪.3‬‬

‫أما إذا كان العيب خفيفا وال يؤثر عمى اإلنتفاع بالميء فيعتبر من العيوب المتسامح‬
‫بيا وال يستوجب الضمان‪ ،‬وذلك ألنو ال يجوز عند كل نقص ميما كان خفيفا أن يطمب‬
‫الضمان أو إبطال العقد وذلك لممحافظة عمى الثقة بالمعامالت التجارية ‪.4‬‬

‫لم يعرف الممرع الجزائرر العيب الخفي واكتفى بذكره دون تحديد مفيومو‪ ،‬ولما كان‬
‫عقد البيع ىو العقد الرئيسي الذر يمتزم فيو البائع بنقل الممكية والحيازة‪ ،‬فقد وضعت فيو‬
‫القواعد العامة لضمان العيوب الخفية ‪ ، 5‬بإتخاذىا المبدأ الذر يممل كل عقود البيع دون‬

‫‪1‬ـ نقال عن زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫دمحم حسنين‪ ،‬عقد البيع في القانون المدني الجزائرر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية لمطباعة والنمر‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص‬
‫‪.151‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫دمحم صبرر السعدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.368‬‬
‫‪.217‬‬ ‫‪4‬ـ موريس نخمة‪ ،‬الكامل في مرح القانون المدني‪ ،‬ج ‪ ،05‬منمورات الحمبي الحقوقية لمطباعة والنمر‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ص‬
‫‪5‬ـ‬
‫‪ ،04‬منمورات الحمبي الحقوقية لمطباعة‬ ‫عبد الرزاق السنيورر‪ ،‬الوسيط في مرح القانون المدني البيع والمقايضة‪ ،‬ج‬
‫والنمر‪ ،‬لبنان‪ ،1998 ،‬ص‪.622‬‬

‫‪35‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫إستثناء وبصرف النظر عن صفة المتعاقد مع البائع‪ ،‬فيستور في ىذا المأن أن يكون‬
‫الممترر مستيمكا أو أر مخص آخر‪.1‬‬

‫ر القواعد العامة استعمل الممرع مصطمح الخمل وذلك في المادة ‪ 386‬من القانون‬
‫ف‬‫ف‬
‫المدني جاء مدلول العيب ىو عدم قابمية المنتوج لإلستعمال المعد لو بحسب طبيعتو أو‬
‫تبعا إلرادة الطرفين أو ىو ذلك النقص الالحق‪ ،‬أو الذر ال يمبي رضا الممترر‪ ،‬أو ينقص‬
‫من قيمة المبيع‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط التي يتوجب توفرها في العيب الموجب للضمان‬
‫نص القانون عمى ضرورة توافر مروط معينة في العيب الواجب ضمانه فيي أن‬ ‫لقد‬
‫يكون العيب خفيا وأن يكون غير معموما لمممترر وقت البيع وأن يكون مؤث ار وأن يكون قديما‬
‫‪3‬‬
‫وأن ال يكون البيع قد تم بطريقة بالمزاد أر تحت إمراف القضاء أو اإلدارة ‪ ،‬وىذا ما سنبينو‬
‫من خالل توضيح كل مرط عمى حدى‪.‬‬

‫األول‪ :‬أن يكون العيب خفيا‪.‬‬


‫إن معنى الخفاء أن ال يكون ظاىرا‪ ،‬فخفاء العيب ىو الذر اليكون بوسع المستيمك‬
‫أن يكتمفو ولو أنو فحص المبيع بعناية الرجل العادر ‪ ،4‬ويعتبر العيب خفيا إذا كان ال يرى‬
‫بالعين وال يدرك بالحواس األخرى‪ ،‬وانما يحتاج في كمفو إلى التقميب في أجزاء الميء المبيع‬

‫أو إلى تجربتو أو إجراء فحص تقني أو تحميمي أو مرور بعض الوقت ليتضح ما إذا كان بو عيب‬
‫أم ال ‪ ،‬والخفي ىو الذر ال يعرف بمماىدة ظاىر المبيع‪ ،‬أو ال يتبينو المخص العادر أو ال يكمفو‬
‫غير خبير‪ ،‬أو ال يظير إال بالتجربة ‪.5‬فإذا و تسمم الممترر المبيع وجب عميو التحقق من حالتو‬

‫‪1‬ـ‬
‫عبد المنعم موسى إبراىيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫ربيع زىية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪3‬ـ عبد المنعم موسى إبراىيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪4‬ـ زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪5‬ـ دمحم يوسف الزعبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬

‫‪36‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫فإن وجد بو عيب ظاىر دون أن يعترض عمى ذلك يكون في ىذه الحالة قد تنازل عن حقو في‬
‫‪1‬‬
‫الضمان ألن البائع ال يضمن العيب إذا كان ظاى ار وانما ينبغي أن يكون خفيا ‪.‬‬

‫وفي حالة عمم الممترر بوجود العيب الخفي وقت البيع‪ ،‬لم يصبح عيبا خفيا وانما‬
‫أعتبر عيبا ظاى ار مع العمم أن كل مخص ممتين في حدود مينتو تعتبر العيوب الخفية‬
‫بالنسبة إليو عيوب ظاىرة‪ ،‬مع أنو يمكن أحيانا أن يحصل المستيمك عمى التعويض في حالة‬
‫العيب الظاىر‪ ،‬إذا أثبت أن البائع أكد لو خمو المبيع من ىذا العيب‪ ،‬أو أثبت أن البائع قد‬
‫تعمد إخفاء العيب غما منو‪ ،‬وفي ىذه الحالة ال يكمف الممترر نفسو عناء فحص المبيع ولو‬
‫بعناية الرجل العادر مطمئنا إلى تأكيد البائع لو ‪.2‬‬

‫وىذا ما جاء في تطبيق المادة ‪ 379‬فقرة ‪ 02‬من القانون المدني الجزائرر عمى أنو‪:‬‬
‫" غير أن البائع ال يكون ضامنا لمعيوب التي كان الممترر عمى عمم بيا وقت البيع‪ ،‬أو كان‬
‫في إستطاعتو أن يطمع عمييا لو أنو فحص المبيع عناية الرجل العادر‪ ،‬إال إذا أثبت‬
‫الممترر أن البائع أكد لو خمو المبيع من تمك العيوب أو أنو أخفاىا غما منو" ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون العيب مؤث ار‪.‬‬


‫إن العيب المؤثر الموجب لمضمان ىو العيب الذر يقع في مادة الميء المبيع ‪ ،4‬إذ‬
‫أنو حسب قواعد القانون المدني ىو العيب الذر ينقص من قيمة الميء أو من اإلنتفاع بو‬
‫حسب الغاية المقصودة المستفادة مما ىو مبين في العقد‪ ،‬أو بما ىو ظاىر من طبيعة‬
‫الميء أو الغرض الذر أعد لو بصفة عامة‪ ،‬أر يكون العيب جسيما ‪.5‬‬

‫‪ .1‬حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 2/379‬من األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائرر‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫عبد الرزاق السنيورر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.626‬‬
‫‪ .5‬زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪37‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫انطالقا من مبدأ استقرار المعامالت‪ ،‬لم يمأ الممرع أن يجعل كل مائبة في المبيع‬
‫عيبا‪ ،‬وعمى ىذا أوجب أن تتوافر في العيب الجسامة التي يتطمبيا القانون‪ ،‬ويتبين من المادة‬
‫‪ 379‬الفقرة ‪ 01‬قانون المدني الجزائرر أن المعيار الذر اعتمده في تحديد مدى تأثير العيب‬
‫ىو معيار مادر يتمثل بالنقص الحاصل في ثمن المبيع أو ما يفوت بو الغرض الصحيح‪،‬‬
‫فالعيوب المؤثرة في التمريع الجزائرر ىي التي تنقص من قيمة الميء المبيع نقصا‬
‫محسوسا‪ ،‬أو التي تجعمو غير صالح لالستعمال فيما أعد لو بحسب طبيعتو أو بمقتضى العقد‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬يجب أن يكون العيب ديما‪.‬‬

‫ال يكفي العيب أن يكون مؤثرا‪ ،‬بل يجب أيضا أن يكون قديما‪ ،‬والمقصود بقدم العيب‬
‫ىو ما كان موجودا في المبيع وقت العقد أو حدث بعده وىو في يد البائع قبل التسميم ‪ ،‬ذلك‬
‫أن العيب إما أن يكون موجودا وقت البيع‪ ،‬واما أن يكون العيب طارئا حدث بعد البيع وقبل‬
‫التسميم فيكون إذن في كمتا الحالتين موجودا وقت التسميم ويكون البائع مسؤوال عن ضمانو ‪.2‬‬

‫فأما العيب الذر يحدث في المبيع بعد التسميم عند الممترر فيو عمى ضمان‬
‫ومسؤولية الممترر وليس لمبائع بو عالقة ويسمى العيب الحادث ‪.3‬‬

‫واذا كان المبيع معينا بذاتو وجب توافر العيب وقت البيع ألن العيب يمحق بالمبيع‬
‫عندما تتحقق ذاتيتو‪ ،‬أما إذا كان معينا بنوعو فيعتد بوجود العيب وقت اإلفراز ويقع عبء‬
‫إثبات وجود العيب عمى عاتق الممترر الذر يدعي وجوده ‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫ضمير حسين ناصر المعمورر‪ ،‬منفعة العقد والعيب الخفي‪ ،‬ط ‪ ، 01‬مكتبة زين الحقوقية واألدبية لمطباعة والنمر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.199‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫عبد الرزاق السنيورر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.631‬‬
‫‪3‬ـ مصطفى أحمد الزرقا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.165‬‬

‫‪38‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫واألصل أن البائع ال يضمن ما يحدث العيب بالمبيع بعد أن يتسممو الممترر‪ ،‬و قد‬
‫يوجد سبب لمعيب قبل التسميم لكن العيب ذاتو ال يحدث إال بعد التسميم‪ ،‬فمثل ذلك وجود تسوس‬

‫بالخمب قبل التسميم ثم ينتمر السوس بعد التسميم‪ ،‬فيعتبر ىذا عيب قديم يجب أن يضمنو البائع‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬البيوع التي ال يثبت فيها ضمان العيوب الخفية‪.‬‬


‫تقضي المادة ‪ 385‬من القانون المدني عمى أنو " ال ضمان لمعيب في البيوع‬
‫القضائية‪ ،‬وال في البيوع اإلدارية إذا كانت بالمزاد"‪.2‬‬

‫والحكمة من منع ضمان العيوب الخفية في البيوع القضائية وفي البيوع اإلدارية التي‬
‫تتم بالمزاد أن ىذه البيوع يسبقيا اإلعالن والنمر عنيا بمدة كافية تتيح لمراغبين في المزايدة‬
‫أن يفحصوا المبيع المعمن عنو قبل اإلقدام عمى المزايدة فيو وأن المصمحة العامة تقضي‬
‫بالتضييق في فسخ ىذه البيوع مراعاة لما تقتضيو من إجراءات ومصروفات وما تستغرقو من‬
‫وقت طويل‪.3‬‬
‫ومرد ذلك إلى أن ىذا النوع من البيوع يتم بعد النمر واإلعالن عنو مما يتيح الفرصة‬
‫لمممترر لفحص المبيع والتعرف عميو بمعاينتو والوقوف عمى العيب الموجود فيو‪ ،‬وباألخص‬
‫أن الفحص في الغالب يجرر بحضور عدد من الناس وكل واحد يبدر مالحظاتو فيستفيد‬
‫منيا اآلخرون مما يجعل عدم اكتماف العيب أم ار نادر الوقوع‪ ،‬وفيما عدا البيوع القضائية‬
‫والبيوع اإلدارية إذا كانت بالمزاد‪ ،‬يقوم ضمان العيب في أر بيع آخر‪ ،‬يستور في ذلك البيع‬
‫المسجل وغير المسجل‪ ،‬وسواء كان محمو عقا ار أو منقوال‪ ،‬ميئا ماديا أو غير مادر ‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫عبد الرزاق السنيورر‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.632‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ ،385‬من من األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائرر‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫سميمان مرقس‪ ،‬العقود المسماة عقد البيع‪ ،‬ط ‪ ،04‬عالم الكتب لمطباعة والنمر‪ ،‬القاىرة مصر‪ ،1980 ،‬ص ‪.418‬‬
‫‪4‬ـ عبد الرزاق السنيورر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.641‬‬

‫‪39‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطور وتوسيع نظرية الضمان في العيوب الخفية‬

‫نظ ار إلتساع حجم طبقة المستيمكين‪ ،‬وتعاظم الحاجة لحمايتيم‪ ،‬فإن مفيوم الحماية‬
‫ووسائميا قد تطورت تطو ار ىائال في الفترة األخيرة‪ ،‬فمم يعد تدخل الدولة في العممية‬
‫اإلستيالكية قاص ار عمى إيجاد الضمانات الضرورية لتوفير السمع والخدمات ولمنع االحتكار‬
‫والتالعب في األسعار‪ ،‬بل توسع ىذا التدخل ليممل عمى العديد من الخطوات واإلجراءات‬
‫والتنظيمات التي تحمي المستيمك في كل مؤون العممية االستيالكية ومتعمقاتيا‪ ،‬بدءا‬
‫بالسمعة االستيالكية ذاتيا من حيث جودتيا وسعرىا ومواصفاتيا‪ ،‬مرو ار بالعقود التي تبرم‬
‫لمحصول عمييا‪ ،‬وانتياء بالضمانات القانونية التي تكفل صيانة ىذه السمع وأداءىا لمغرض‬
‫المقصود منيا عند االستعمال‪.1‬‬

‫فقد ذىب بعض الفقو إلى ضرورة التوسع في تفسير النصوص الخاصة بتطبيق ىذا‬
‫الضمان‪ ،‬فتبنى القضاء الفرنسي التفسير الواسع لمنصوص المنظمة لضمان العيب الخفي‬
‫في عقود البيع‪ ،‬ىذا ولقد تمكن في التوجو نحو التوسع في إعمال أحكام الضمان التعاقدر‪،‬‬
‫وتمكين المضرور من الحصول عمى حقو في التعويض في إطار توجيات حماية المستيمك‬
‫التي تسود في النظم القانونية المعاصرة‪.2‬‬

‫ولمتوسع في إضفاء الحماية عمى الممترر كان البد من مد نطاق المسؤولية إلى‬
‫كل المماركين في إنتاج المبيع وتوزيعو‪ ،‬ليذا أعطى الحق لممستيمك في مقاضاة منتج‬
‫السمعة أو أر من البائعين بدءا من أول بائع وحتى البائع األخير بدعوى ضمان العيوب‬
‫الخفية‪ ،‬وبالرغم من عدم وجود تعاقد مبامر بين المستيمك وىؤالء المحترفين إال أن الضمان‬

‫‪1‬ـ‬
‫عبد المنعم موسى إبراىيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪2‬ـ عمي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪40‬‬
‫مضمون اإللتزام بالضمان‬ ‫الفصل األول‬

‫أصبح حقا لممستيمك في مواجية المحترفين الذين ساىموا في إنتاج وبيع السمعة‪ ،‬فيو يتخير‬
‫من يستطيع الحصول منو عمى التعويض بسيولة ويسر ‪.1‬‬

‫وقد كان منطقيا أن تتطور وتتسع مسؤولية المنتج لدوره المتزايد في تصنيع وتركيب‬
‫المنتجات الحديثة المعقدة‪ ،‬إذ أصبح األمر الزما في إيجاد الوسائل القانونية التي تمدد‬
‫مسؤولية المنتج‪ ،‬وتكفل تعويضا عادال ومامال لممستيمك ‪.2‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫عبد المنعم موسى إبراىيم ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.469‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثــاني‪:‬آثـــــار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد االستهالك‬


‫إن العدالة توجب والشك إلقاء عبء ما ؼلحق بالمستيمك‪ ،‬نتيجة عيب خفي بالمبيع‬
‫أو تَ َخمُف صفة جدية فيو‪ ،‬عمى عاتق المتدخل‪ ،‬ألنو يمتزم بتقديم سمعة سميمة ومأمونة‪ ،‬مما‬
‫يرتب عميو مسؤولية إذا أخل بيذا االلتزام‪ ،‬وإذا ما توافرت في العيب الموجود بالمنتوج شروط‬
‫االلتزام بضمان العيوب الخفية‪ ،‬يجب عمى الم ستيمك القيام ببعض اإلجراءات ‪ ،‬حفاظاًا عمى‬
‫حقو في الرجوع عمى المتدخل بتنفيذ الضمان‪.1‬‬
‫فقانون حماية المستيمك ألزم المتدخل بتنفيذ الضمان واعتبره مسؤوال عن اإلخالل بو‬
‫وتجسد ذلك با لمرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327-13‬الذؼ يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان‬
‫السمع والخدمات حيز التنفيذ‪ ،‬ولذلك سوف نتطرق في ىذا الفصل إلى شروط وكيفيات تنفيذ‬
‫الضمان في قانون حماية المستيمك في (المبحث األول) وفي (المبحث الثاني) إلى مسؤولية‬
‫المنتج عند اإلخالل بإحكام ضمان العيوب الخفية ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط وكيفيات تنفيذ الضمان في قانون حماية المستهلك‬


‫لذا فإن‬ ‫إن وجود العيب في المبيع ال يمنع من أن ينعقد البيع صحيحا ونافذا والزما‬
‫المشرع في قانون حماية المستيمك وضع شروط واجراءات يجب اإللتزام بيا لتنفيذ ىذا‬
‫الضمان ولذلك سوف ندرس كيفية إلتزام المنتج بتنفيذ ضمان العيب الخفي في (المطمب‬
‫األول) والحقوق المقررة لممستيمك عن تنفيذ ىذا الضمان في ( المطمب الثاني) أما (المطمب‬
‫الثالث) فنتعرض فيو إلى ضمان صالحية المنتوج والخدمة ما بعد البيع كإلتزامات متصمة‬
‫بضمان العيوب الخيفة‪.‬‬

‫‪.1‬‬
‫جمول دواجي بمحول ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪139‬‬

‫‪43‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬إلتزام المنتج بتنفيذ ضمان العيب الخفي‬


‫إن اإلجراءات مسبقة التي يقوم بيا المستيمك لكي يحافع عمى حقو في الضمان يجب‬
‫أن تكون خالل مدة معينة حتى يتمكن فييا بالرجوع عمى المنتج بتنفيذ الضمان الذؼ حدد لو‬
‫القانون وسائل يجب اإللتزام بيا كتقديم شيادة الضمان لممستيمك وتمكينو من تجربة المنتوج‬
‫الذؼ يقتنيو‪ ،‬وعميو إرتأينا في ىذا المطمب التطرق إلى شرط اإلجراءات التي يقوم بيا‬
‫المستيمك في (الفرع األول ) و المدة المقررة ل لضمان في (الفرع الثاني) أما (الفرع الثالث)‬
‫نتطرق فيو إلى شيادة الضمان‪ ،‬وتجربة المنتوج المقتنى في (الفرع الرابع)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قيام المستهلك باإلجراءات كشرط لاللتزام بتنفيذ الضمان‬


‫من المعموم أنو متى توافرت الشروط السابقة بالنسبة لضمان العيوب الخفية‪ ،‬ومتى‬
‫لب إعمال الجزاء‬ ‫تخمفت الصفات التي كفل البائع وجودىا في المبيع حق لممشترؼ أن يط‬
‫الذؼ قرره القانون بالنسبة اللتزام البائع بضمان العيوب الخفية‪ ،‬وضمان وجود الصفات في‬
‫المبيع‪ ،1‬ولكي يكون لممشترؼ حق الرجوع عمى البائع لما يقرره القانون من أحكام‪ ،‬لزم أن‬
‫يقوم بما يفرضو القانون قبل ذلك من إجراءات ‪ ،‬فحص المنتوج (أوال) وإخطار المتدخل (ثانيا)‬
‫واعذاره (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬فحص المنتوج‬


‫وفقا لما تنص عميو المادة ‪ 380‬من القانون المدني الجزائرؼ إنو " إذا تسمم المشترؼ‬
‫المبيع وجب عميو التحقق من حالتو عندما يتمكن من ذلك حسب قواعد التعامل الجارية‪ ،‬فإن‬
‫كشف عيبا يضمنو البائع وجب عميو أن يخبر ىذا األخير في أجل مقبول عادة فإن لم يفعل‬
‫أعتبر راضيا بالبيع‪.‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫عبد الرزاق السنيورؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.641‬‬

‫‪44‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫غير أنو إذا كان العيب مما ال يظير بطريق اإلستعمال العادؼ وجب عمى المشترؼ بمجرد‬
‫ظيور العيب أن يخبر البائع بذلك واال أعتبر راضيا بالمبيع بما فيو من عيوب "‪.1‬‬

‫وعميو فإنو من الواجب عمى المشترؼ عند تسمم ه المبيع أن ؼتحقق من حالتو وىذا‬
‫وفقا لممألوف في التعامل من حالتو بمجرد أن يتمكن من ذلك‪ ، ،‬فإن كشف عيبا يضمنو‬
‫‪ ،2‬أما إذا كان العيب مما ال‬ ‫البائع وجب عميو أن يخبر ىذا األخير في أجل مقبول عادة‬
‫يمكن الكشف عنو بالفحص المعتاد ثم كشفو المشترؼ‪ ،‬وجب عميو أن يخبر البائع بمجرد‬
‫ظيوره‪ ،‬فإن لم يفعل اعتبر راضيا بالمبيع بما فيو من عيوب ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬إخطار المتدخل‬


‫اإلخطار ىو عمل إجرائي ينقل إلى المتدخل تذمر المستيمك من كون المبيع يحتوؼ‬
‫عمى عيب معين يجعمو غير مطابق لممنفعة المرجوة منو أو أنو غير صالح لالستعمال‪ ،‬و‬
‫ىو غالبا ما يكون شرط جوىرؼ و مقدمة إجرائية لرفع دعوػ الضمان ‪ ،‬والغاية األساسية من‬
‫اإلخطار ىي تحاشي تفسير سكوت المشترؼ بأنو قبوال بالعيب ‪. 4‬‬

‫ويعتبر اإلخطار ميمة أعطاىا القانون لممستيمك حتى يتمكن من فحص المبيع‬
‫واكتشاف ما بو من عيب‪ ،‬وفي حالة ما إذا كان بالمبيع عيب خفي ال يمكن اكتشافو إال‬
‫بالفحص الفني الدقيق‪ ،‬فإن إلتزام المستيمك باإلخطار يبدأ من وقت اكتشاف العيب‪ ،‬أؼ بعد‬
‫إجراء الفحص الفني عميو‪ ،‬ويجب أن يتم اإلخطار خالل مدة معقولة من وقت إجراء ىذا‬
‫الفحص‪.5‬‬

‫‪.1‬‬
‫المادة ‪ 380‬من األمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائرؼ المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور ‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫دمحم صبرؼ السعدؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.387‬‬
‫‪4‬ـ أسعد دياب‪ ،‬العقود المسماة البيع اإليجار الوكالة‪ ،‬ج ‪ ،01‬منشورات زين الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،2007،‬ص ‪.246‬‬
‫‪5‬ـ‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.300‬‬

‫‪45‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وىذا وفقا لما تنص عميو المادة ‪ 21‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪327-13‬‬
‫الذؼ يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السمع والخدمات حيز التنفيذ ‪ ،1‬فإن المستيمك ال‬
‫‪ ،‬إذ‬ ‫يستفيد من الضمان إال بعد تقديم شكوػ كتابية أو عن طريق أؼ وسيمة أخرػ مناسبة‬
‫يستوؼ أن يكون اإلخطار بأؼ شكل‪ ،‬بشرط أن يصل إلى عمم المنتج فقد تكون أحيانا ىي‬
‫المكاتب الخاصة بخدمة ما بعد البيع التابعة لممنتج ‪.2‬‬

‫و يستحسن لممستيمك أن يقوم بإخطار المنتج بالعيب الموجود في المبيع فور إكتشافو‬
‫لو و قبل تفاقمو‪ ،‬و ليذا السبب غالبا ما تنص وثيقة الضمان عمى أجل قصير لإلخطار‬
‫الذؼ ال يخضع لشكل معين فقد يتم شفاىة أو كتابة‪ ،‬ىاتفيا أو برقيا أو بموجب كتاب رسمي‬
‫أو خاص ويجوز إثبات حصولو بكافة طرق اإلثبات ‪.3‬‬

‫وبالرجوع لنص المادة ‪ 380‬من القانون المدني نجد أن المشرع الجزائرؼ لم يحدد المدة‬
‫‪ 18‬من‬ ‫التي يجب فيو ا عمى المستيمك توجيو اإلخطار‪ ،‬كما ىو الحال أيضا في المادة‬
‫المرسوم ‪ 266-90‬المتعمق بضمان المنتجات والخدمات فقد جاء عمى ذكر اجل اإلخطار‬
‫دون تحديده في الفقرة ‪ 02‬التي تنص" يجب عمى المستيمك في حالة عدم تنفيذ إلزامية‬
‫الضمان في أجل يطابق األعراف المينية‪ ،‬أن ينذر المحترف برسالة مسجمة مع إشعار‬
‫و بالتالي يتضح أنو ترك‬ ‫باالستالم أو ينذره بأؼ وسيمة أخرػ تطابق التشريع المعمول بو"‬
‫أمر تحديد ىذه المدة حسب طبيعة العيب و الشيء المعيب‪ ،‬أو حسب ما ىو متعارف عميو‬
‫في التعامل في مثل ىذه الحاالت‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 01/21‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫عبد الرزاق السنيورؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.644‬‬

‫‪46‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬اإلعذار كوسيلة إلستجابة المنتج لتنفيذ إلتزامه‬


‫لقد اشترط المشرع لتنفيذ الضمان عمى وجوب تصريح المستيمك بالعيب الموجود‬
‫ُيحرم المستيمك من اإلستفادة من تنفيذ أحكام ىذا الضمان‪ ،‬فمن‬ ‫بالمنتوج‪ ،‬ولكي ال‬
‫الضرورؼ أن يعلم المتدخل بالعيب من أجل بدء تنفيذ الضمان‪ ،‬ولتمكين الطرف اآلخر من‬
‫حق الدفاع‪ ،‬فقد أجاز المشرع لممتدخل طبقا لمفقرة الثانية من المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذؼ‬
‫‪ ،1 327/13‬القيام بمعاينة مضادة تكون عمى حسابو‪ ،‬تسمح لو بالتأكد من مدػ صحة‬
‫التصريح بالعيب المقدم من طرف المستيمك‪ ،‬وذلك في أجل عشرة ‪ 10‬أيام ابتداء من تاريخ‬
‫استالم الشكوػ‪.2‬‬

‫ولقد منح المشرع من ىذا التاريخ لممتدخل أجل ‪ 30‬يوما في حال عدم تنفيذ إلتزامو‬
‫بالضمان يجب عمى المستيمك أن يوجو لو إعذار يكون في الشكل الذؼ جاءت بو المادة ‪22‬‬
‫من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬التي تنص عل ما يمي‪ " :‬عندما ال ينفذ وجوب الضمان في‬
‫أجل الثالثين ( ‪ )30‬يوما التي تمي تاريخ استالم الشكوػ من المتدخل‪ ،‬فإنو يجب عمى‬
‫المستيمك إعذار المتدخل عن طريق رسالة موصى عمييا مع إشعار باإلستالم أو بأؼ وسيمة‬
‫أخرػ مطابقة لمتشريع المعمول بو" ‪.3‬‬

‫وفي ىذه الحالة عمى المتدخل القيام بتنفيذ الضمان في أجل ثالثين ( ‪ )30‬يوما‪ ،‬إبتداء من‬
‫تاريخ التوقيع عمى اإلشعار باإلستالم‪ ،‬وىنا تبرز أىمية اإلعذار باآلثار المترتبة عنو في‬
‫تعميق مدة صالحية الضمان‪ ،‬والزام المتدخل سيء النية بتنفيذ إلتزامو وعدم المماطمة لغرض‬

‫‪1‬ـ المادة ‪ " 02/21‬يمكن لممتدخل أن يطمب ميمة ‪ 10‬أيام إبتداء من تاريخ إستالم الشكوػ‪ ،‬القيام بمعاينة مضادة‪ ،‬وعمى‬
‫حسابو‪ ،‬بحضور الطرفين أو ممثمييما‪ ،‬في المكان الذؼ تجد فيو السمعة المضمونة"‪.‬‬
‫‪2‬ـ ربيع زىية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تفويت الفرصة عمى المستيمك من االستفادة من الضمان والمطالبة بحقو في االنتفاع‬


‫المشروع عن طريق إصالح المنتوج أو إعادة مطابقة الخدمة ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المدة المقررة للضمان في قانون االستهالك‬


‫يتوقف تحديد مدة الضمان عمى عدة عوامل منيا ما يرجع إلى طبيعة المنتوج كفترة‬
‫استخدامو أو مرحمة استيالكو ومنو ما يتعمق بتجربة مدة صالحية المنتوج قبل اقتناءه أو ما‬
‫يتعمق بإرادة المستيمك‪.2‬‬
‫ولقد حدد المشرع مدة الضمان في المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 266/90‬المتعمق بضمان‬
‫المنتوجات والخدمات في مادتو ‪ 16‬الفقرة األولى التي تنص عمى أنو‪ " :‬ال يمكن أن تقل مدة‬
‫الضمان عن ستة أشير إبتداء من يوم تسميم المنتوج " ‪.3‬‬

‫‪ 06‬أشير بالنسبة لكافة‬ ‫إذ يتبين من ىذا النص القانوني أن مدة الضمان تكون‬
‫لممنتوجات دون التمييز بينيا جديدة كانت أو قديمة مستعممة أو غير مستعممة‪ ،‬وىذا ما‬
‫تداركو المشرع مؤخ ار في المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬بنصيا عمى أنو‪:‬‬
‫"ال يمكن أن تقل مدة الضمان عن ستة ‪ 06‬أشير‪ ،‬ابتداءا من تاريخ تسميم السمعة الجديدة‬
‫أو تقديم الخدمة"‪.4‬‬

‫فالمالحع ىنا أنو أضاف مصطمح السمعة الجديدة ما يعني أن ىناك مدة ضمان‬
‫دخل في نطاق المنتجات محل الضمان‪ ،‬وبيا يكون قد وسع‬
‫أخرػ محددة لمسمعة القديمة‪ ،‬تَ ُ‬
‫من مجال الحماية لمفئة المستيمكة المحدودة الدخل التي تتجو لمثل ىذا النوع من السمع‬

‫‪1‬ـ‬
‫بوروح منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫ساوس خيرة‪ ،‬الضوابط القانونية لممنافسة في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة‬
‫والقانون‪ ،‬جامعة قاصدؼ مرباح ورقمة‪ ،‬الجزائر العدد ‪ ،15‬جوان ‪ ،2016‬ص ‪.414‬‬
‫‪.3‬‬
‫المادة ‪ 01/16‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 266/90‬المتعمق بضمان المنتوجات و الخدمات‪.‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫المادة ‪ 01/16‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المستعممة‪ ،1‬وكان ذلك بنص المادة ‪ 17‬الفقرة من نفس المرسوم أنو‪ " :‬ال يمكن أن تقل مدة‬
‫الضمان عن ثالثة (‪ )03‬أشير بالنسبة لممنتجات المستعممة "‪.2‬‬

‫مستعمل أو جديدة‪ ،‬وتعتبر حكما‬


‫ة‬ ‫إذن تختمف مدة الضمان بين ما إذا كانت المنتجات‬
‫جديدا بالنسبة لمحد األدنى لمدة الضمان القانوني‪ ،‬فتتحدد مدة الضمان لمسمعة الجديدة بستة‬
‫‪ 06‬أشير كحد أدنى‪ ،‬أما بالنسبة لممنتوجات المستعممة فقد إىتم المشرع بفئة المستيمكين‬
‫الذين ال يبحثون عن الجودة عند إقتنائيم لممنتجات و حدد ليا مدة ضمان بثالثة ‪ 03‬أشير‬
‫عمى األقل تكون حسب طبيعة المنتوج‪ ،‬وتسرؼ من يوم تسميم السمعة أو تقديم الخدمة‪.3‬‬

‫في حال طمب المستيمك من المتدخل إعادة السمعة غير المستعممة التي ىي موضوع‬
‫الضمان إلى حالتيا فإن فترة الضمان تمدد بـ ‪ 30‬يوما عمى األقل‪ ،‬وىذا بشرط أن يحدث‬
‫ذلك أثناء فترة سريان الضمان القانوني أو اإلضافي‪ ،‬وه ذا حسب المادة ‪ 20‬من المرسوم‬
‫السابق ذكره رقم ‪ ،327/13‬والتي تنص عمى مايمي‪ " :‬عندما يطمب المستيمك من المتدخل‪،‬‬
‫أثناء فترة سريان الضمان القانوني أو اإلضافي إعادة السمعة موضوع الضمان إلى حالتيا‪،‬‬
‫فإن فترة الضمان تمدد بثالثين (‪ )30‬يوما عمى األقل بسبب عدم استعمال السمعة‪ ،‬وتضاف‬
‫ىذه الفترة إلى مدة الضمان الباقية "‪. 4‬‬

‫إذن فإن فترة تمديد الضمان تعتبر إضافية ال ت حتسب ضمن المدة السابقة‪ ،‬بل‬
‫تضاف إلى مدة الضمان المتبقية‪ .‬وبيذا الشكل ال يستطيع المتدخل استغالل انتياء المدة‬
‫المقررة بالتماطل أو التحرر من تنفيذ الضمان ‪.5‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫مسعودؼ فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪3‬ـ بوروح منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪5‬ـ‬
‫بن زادؼ نسرين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪49‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شهادة الضمان كوسيلة لوجود إلتزام بضمان العيب‬


‫تعتبر شيادة الضمان وسيمة إثبات أقرىا المشرع وألزم المتدخل بتسميميا لممستيمك‬
‫بحيث تكون مرفقة بالمنتجات الخاضعة لمضمان ‪ ،1‬وىذا حسب ما تؤكده المادة ‪ 05‬الفقرة‬
‫الثانية م ن المرسوم ‪ 327/13‬والتي تنص‪ " :‬ويتجسد ىذا الضمان عن طريق تسميم شيادة‬
‫الضمان لممستيمك بقوة القانون "‪.2‬‬

‫يحرر البائع المنتج لممشترؼ المستيمك شيادة ضمان بعد تسميم المنتوج ويبين فييا‬
‫نوع الضمان وشروط استعمالو والبيانات الواردة فيو‪ ،3‬وتمنح ىذه الشيادة إجباريا في‬

‫المنتجات التي تُ َح َدد قائمتيا بقرار وزارؼ مشترك‪ ،‬وفي ىذه الحالة ال يستطيع ُ‬
‫المنتج التخمص‬
‫من الضمان عن أؼ خمل ينجم في فترة الضمان إال إذا اثبت خطأ المستعمل أؼ المستيمك‬
‫في عدم إتباع التعميمات‪.4‬‬

‫في شيادة الضمان بالمادة ‪ 06‬من‬ ‫البيانات التي يجب أن ترد‬ ‫ولقد تم تحديد‬
‫المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السمع والخدمات‬
‫حيز التنفيذ ‪ ،‬التي تنص عمى‪ ":‬يجب أن تبين شيادة الضمان التي ُي َسّمِميا المتدخل عمى‬
‫الخصوص البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اسم أو اسم شركة الضامن وعنوانو ورقم سجمو التجارؼ وكذا العنوان اإللكتروني‬
‫عند االقتضاء‪،‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب المقتني‬
‫‪ -‬رقم وتاريخ الفاتورة أو تذكرة الصندوق أوقسيمة الشراء و‪/‬أو كل وثيقة أخرػ مماثمة‬

‫‪1‬ـ بوروح منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬


‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 02/05‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫ساوس خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.414‬‬

‫‪50‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬طبيعة السمعة المضمونة‪ ،‬وال سيما نوعيا وعالمتيا ورقميا التسمسمي‬


‫‪ -‬سعر السمعة المضمونة‬
‫‪ -‬مدة الضمان‬
‫‪ -‬اسم وعنوان الممثل المكمف بتنفيذ الضمان عند االقتضاء" ‪.1‬‬
‫وما يالحع عمى البيانات الواجبة في شيادة الضمان‪ ،‬أن المشرع استعمل ضمن‬
‫أحكام ىذه المادة مصطمح " السمعة " بدل " المنتوج " الذؼ قد يكون سمعة أو خدمة و‬
‫"طبيعة السمعة المضمونة" وكذا "سعر السمعة المضمونة" حيث خص المشرع السمعة بأحكام‬
‫الضمان‪ ،‬فيما أفرد المادة السابعة ‪ 07‬ألحكام الضمان الخاصة بالخدمة‪.2‬‬
‫ولقد أراد المشرع أن يواكب التطور التكنولوجي لإلتصاالت الحديثة التي لم يكن‬
‫أضاف بيانات جديدة تتمثل في رقم سجمو التجارؼ وكذا العنوان‬
‫يعرفيا المجتمع من قبل‪ ،‬ف‬
‫اإللكتروني عند اإلقتضاء‪.3‬‬

‫كما يمكن لممتعاقدين اإلتفاق عمى إضافة بيانات أخرػ غير تمك التي حددىا المشرع‬
‫كشيادات الضمان التي تصدرىا الشركات المنتجة‪ ،‬والتي تحدد فييا مسؤولي ة الشركة في‬
‫إصالح وتغيير قطع الغيار في حالة وجود عيوب في التصنيع وىو ضمان الخمل الراجع إلى‬
‫المبيع نفسو‪ ،‬أما إن كان سبب الخمل خارجيا فإن الضمان ال يغطيو‪ ،‬لذا فإن شيادات‬
‫الضمان تستبعد صراحة كل ما ينجم عن سوء اإلستخدام أو اإلىمال أو مخالفة التعميمات أو‬
‫تدخل الغير أو القوة القاىرة‪.4‬‬

‫‪.1‬‬
‫المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .2‬المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪3‬ـ حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬

‫‪51‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويحق لممستيمك المطالبة بتنفيذ الضمان حتى في حال عدم تسميمو شيادة الضمان‬
‫أو ضياعيا ألن الغرض الذؼ ابتغاه المشرع من إلزام المتدخل بتقديم شيادة الضمان ىو‬
‫توفير حماية أكثر لممستيمك لكي ال يضيع حقو في المطالبة بتنفيذ الضمان‪ ،‬وليتمكن من‬
‫إثبات زمن تسميم المنتوج‪ ،‬فيستطيع بذلك الرجوع عمى المتدخل و مطالبتو بتنفيذ التزامو‬
‫بالضمان في حالة ظيور عيب بالمنتوج خالل فترة الضمان‪.1‬‬

‫الم ْق َتَنى‬
‫الفرع الرابع‪ :‬تمكين المستهلك من تجربة المنتوج ُ‬
‫يعد العيب عيبا خفيا إذا لم يكن من الممكن معرفتو إال بتجربة المبيع‪ ،‬فإذا لم يجرب‬
‫المشترؼ المبيع قبل البيع‪ ،‬وظير بو عيب بعد البيع من خالل استعمالو فإن ىذا العيب يعد‬
‫عيبا خفيا ألنو لم يكن ليظير لممشترؼ إال بعد تجربتو ‪.2‬‬
‫ألن التجربة ىي الوسيمة المتاحة لممستيمك التي من خالليا يستطيع التأكد من‬
‫صالحية المنتجات التي ال يمكن الوثوق بيا إال بعد تجربتيا كاآلالت الميكانيكية‬
‫والسيارات‪.3‬‬

‫ونظ ار إلرتباط التجربة بضمان المنتجات فقد نص المشرع عمى حق المستيمك من‬
‫االستفادة من تجربة المنتوج في القانون رقم ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‬
‫في مادتو الخامسة عشر عمى أنو‪ " :‬يستفيد كل مقتن ألؼ منتوج مذكور في المادة ‪ 13‬من‬
‫ىذا القانون‪ ،‬من حق تجربة المنتوج المقتنى"‪.4‬‬

‫أما المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327-13‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السمع و‬
‫الخدمات حيز التنفيذ ‪ ،‬فقد جاء ليؤكد عمى عدم سقوط حق المستيمك في الضمان المنتوج‬

‫‪1‬ـ بوروح منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫دمحم يوسف الزعبي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.403‬‬
‫‪.3‬‬
‫مسعودؼ فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك و قمع الغش‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من خالل مطالبتو بالتجربة وىذا من خالل نص المادة ‪ 11‬منه عمى أنو‪ " :‬يمكن لممستيمك‬
‫إن يطالب بتجريب المنتوج المقتنى‪ ،‬طبقا لمتشريع واألعراف المعمول بيا‪ ،‬دون إعفاء‬
‫المتدخل من إلزامية الضمان"‪.1‬‬
‫إذن فإن لممستيمك الحق في المطالبة بتجربة المنتوج الذؼ يقتنيو‪ ،‬وعمى إؼ من‬
‫المتدخمين تمكينو من ذلك‪ ،‬وبما أن التجربة تعتبر من قبيل الفحص العادؼ لممنتوج وقد ال‬
‫تمكن من الكشف عمى جميع العيوب التي تمحق بو‪ ،‬لذا فإنيا ال تُغني عن الضمان ‪ ،‬فيبقى‬
‫المتدخل ممزم بضمان المنتوج حتى ولو تمكن المستيمك من تجربتو ‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحقوق المقررة للمستهلك عن تنفيذ الضمان‬


‫سمح لو باالستفادة من‬
‫إذا قام ا لمستيمك باإلجراءات الالزمة للتصريح بالعيب فإنو ُي َ‬
‫الخيارات الممنوحة لو قانونا‪ ،‬و يجوز لو أن يطمب التنفيذ العيني عن طريق إصالح العيب‬
‫من جية أو استبدال المبيع المعيب من جية أخرػ ‪ ،3‬وىذا حسب ما جاء في ن ص المادة‬
‫‪ 12‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327-13‬المحدد لشروط و كيفيات وضع ضمان السمع و‬
‫الخدمات حيز التنفيذ "يجب أن يتم تنفيذ وجوب الضمان‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 13‬من القانون رقم‬
‫‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 29‬صفر عام ‪ 1430‬الموافق ‪ 25‬فبراير سنة ‪ 2009‬والمذكور أعاله‪،‬‬
‫دون تحميل المستيمك إؼ مصاريف إضافية إما ‪:‬‬
‫ـ بإصالح السمعة أو إعادة مطابقة الخدمة‪،‬‬
‫ـ باستبداليا‪،‬‬
‫ـ برد ثمنيا‪.‬‬
‫وفي حالة العطب المتكرر‪ ،‬يجب أن يستبدل المنتوج موضوع الضمان أو يرد ثمنو "‪.4‬‬

‫‪.1‬المادة‪ 11‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪2‬ـ بوروح منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪110‬‬
‫‪.3‬‬
‫أسعد دياب ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪.4‬‬
‫المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ه متاحة لممستيمك في وقت‬


‫ىذه المادة ليست جميع ا‬ ‫إن الخيارات التي جاءت في‬
‫ومقيد استعماليا بشروط معينة‪ ،‬حيث يعتبر إصالح السمعة أول حق‬‫واحد‪ ،‬وانما ىي متتابعة ُ‬
‫لممستيمك ينشئو الضمان القانوني إذا كان العيب قابال لإلصالح‪.1‬‬
‫إذن يتم تنفيذ الضمان عن طريق إصالح السمعة وإعادة مطابقة الخدمة وىذا ما‬
‫سندرسو في (الفرع األول) أو إستبدال السمعة في (الفرع الثاني) و (الفرع الثالث) رد ثمن‬
‫السمعة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إصالح السلعة وإعادة مطابقة الخدمة‬


‫سوف نتطرق في ىذا الفرع إلى إصالح السمعة (أوال) ثم إعادة مطابقة الخدمة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إصالح السلعة‬


‫المنتوج" بـ " السمعة" كما أنو قد غير في ترتيب‬ ‫إن المشرع قد غير مصطمح "‬
‫وىذا مقارنة بين نص‬ ‫االلتزامات التي عمى عاتق المتدخل في حالة ظيور عيب بالمنتوج‪،‬‬
‫المادتين ‪ 13‬من القانون ‪ 03-09‬و المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ ،327-13‬حيث‬
‫جاء الترتيب عكس ما كان عميو فأصبح إصالح السمعة قبل إستبداليا أو ورد ثمنا‪ ،‬وىذا ىو‬
‫األصمح بالنسبة لطرفي عقد األستيالك‪ ،‬إذ يحق لممشترؼ أن يطمب إصالح العيب متى كان‬
‫ىذا اإلصالح نفقات باىظة الثمن عمى المتدخل أكثر من‬ ‫ذلك ممكنا شرط أال يرتب‬
‫تخفيضو لمثمن‪ ،‬و أن ال يغير ىذا اإلصالح من طبيعة المنتوج ‪ ،‬وطمب اإلصالح جائز‬
‫لممستيمك فقط‪ ،‬ألنو إذا تم بطمب من المتدخل يعتبر تعطيل ألحكام الضمان األخرػ ‪.2‬‬
‫وبما أن المتدخل ال يستطيع التخمص من الضمان‪ ،‬فعميو أن يقوم بتنفيذ إلتزامو‬
‫بإجراء إصالح السمعة المعيبة‪ ،‬دون تَ َح ُمل المستيمك مصاريف إضافية ‪ 3،‬فعمى المتدخل أن‬

‫‪1‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪54‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتحمل ىذه المصاريف التي أزال بيا العيب ليجعل السمعة صالحة لالستعمال وغير منقوصة‬
‫بو في تحقيق الرغبات المشروعة‬ ‫القيمة أو المنفعة وحسب الوصف الذؼ تعيد‬

‫لممستيمك‪.1‬‬

‫‪ 13‬المرسوم‬ ‫كما عمى المتدخل أن يتحمل مصاريف أخرػ جاءت في نص المادة‬


‫التنفيذؼ ‪ 327-13‬بنصيا‪" :‬إذا لم يقم المتدخل بإصالح العيب في اآلجال المتعارف عمييا‬
‫مينيا‪ ،‬حسب طبيعة السمعة‪ ،‬فإنو يمكن لممستيمك القيام بيذا اإلصالح‪ ،‬إن أمكن ذلك عن‬
‫‪2‬‬
‫طريق ميني مؤىل من اختياره و عمى حساب المتدخل "‬

‫وعميو فإنو إذا لم يتمكن المتدخل من إصالح السمعة وقام المستيمك بإختيار ميني‬
‫مؤىل إلصالحيا ربحا لموقت ولإلنتفاع بالمنتوج المقتنيو و اإلستفادة من الغرض الذؼ كان‬
‫يرجوه من السمعة فإن مصاريف اإلصالح تقع عمى عاتق المتدخل ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬إعادة مطابقة الخدمة‬


‫المادة الخامسة ‪ 05‬من القانون ‪266/90‬‬ ‫يظير أ ن المشرع الجزائرؼ في نص‬
‫المتعمق بضمان المنتجات والخدمات الممغػ‪ ،‬ألزم المتدخل بتنفيذ ضمان المنتوج بأوجو ثالثة‬
‫ىي إصالحو أو إستبدالو أو رد ثمنو دون أن يتطرق إلى كيفية االلتزام بتنفيذ ضمان الخدمة‪،‬‬
‫وىذا ما تداركو في الفقرة الثالثة من نص المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 03/09‬وىي‪ " :‬يجب عمى‬
‫كل متدخل خالل فترة الضمان المحددة‪ ،‬في حالة ظيور عيب في المنتوج‪ ،‬إستبدالو أو‬
‫إرجاع ثمنو‪ ،‬أو تصميح المنتوج أو تعديل الخدمة عمى نفقتو" ‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫مسعودؼ فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 13‬من المرسوم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪.4‬‬
‫المادة ‪ 03/13‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك و قمع الغش‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد أضاف المشرع إلتزام يتعمق بالخدمة وأطمق عميو عبارة " تعديل الخدمة " ومؤخ ار‬
‫حاول أن يضبط بعض المفاىيم في المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذؼ ‪ 327-13‬بإضافة‬
‫عبارة جديدة جاءت موازية إلصالح السمعة وىي " إعادة مطابقة الخدمة " وىذا أحسن ما فعل‬
‫ألن المطابقة اشمل لمخدمة من التعديل أؼ أن تكون مطابقة لما اتفق عميو الطرفان من أداء‬
‫خدمة تمبي الرغبات المشروعة لممستيمك ودون تكميفو أية أعباء إضافية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إستبدال السلعة‬


‫إنو وبموجب العالقة التي تربط المتدخل أو المنتج من جية والمستيمك من جية أخرػ‬
‫ولكي يفي المتدخل بإلتزامو بالضمان يجوز لممشترؼ أن يطمب التنفيذ العيني أؼ إستبدال‬
‫السمعة المعيبة بأخرػ سميمة‪ ،‬وىذا وفقا لقانون حماية المستيمك ‪.2‬‬

‫فمن الواجب طمب استبدال المنتوج إذا كان العيب أو الخمل جسيما بشكل يؤثر عمى‬
‫صالحية المنتوج ومن غير الممكن إصالح ه فعال ألن العيب يمكن إزالتو فيحق لممستيمك‬
‫عندىا طمب استبدال المنتوج ‪ ،‬ومن حق المتدخل أن يرفض إستبدال المنتوج إذا كان بإمكانو‬
‫أن يصمحو ويعيده إلى حالتو المعتادة بدون مصاريف إضافية‪.3‬‬

‫إال أنو في حالة تكرار العطب و ظوورهمجددا فإن المشرع أضاف حكما في المرسوم‬
‫التنفيذؼ ‪ 327-13‬في نص المادة ‪ 12‬الفقرة الخامسة عمى أنو ‪ ":‬وفي حالة العطب‬
‫المتكرر‪ ،‬يجب أن يستبدل المنتوج موضوع الضمان أو يرد ثمنو"‪.4‬‬

‫ىذه الفقرة نص صراحة عمى وجوبية استبدال ىذا المنتوج موضوع الضمان أو برد‬
‫ثمنو من طرف المتدخل دون المجوء إلى إصالحو مرة أخرػ ‪ ،‬كما يمكن لإلتفاق أن يمعب‬

‫‪1‬ـ حساني عمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪.2‬‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪.3‬‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪.4‬‬
‫المادة ‪ 05/12‬من المرسوم التنفيدؼ رقم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات التنفيذ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دوره بحيث يمكن االتفاق بين الطرفين عمى جواز االستبدال صراحة‪ ،‬كما قد يتفقان عمى‬
‫عكس ذلك بإستعمال عبارة البضاعة المباعة ال ترد‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬رد ثمن السلعة‬


‫إذا تعذر عمى المحترف إصالح المنتوج أو إستبدالو يتم رد الثمن بشرطين‪ ،‬حسب ما‬
‫جاء في نص المادة ‪ 09‬من المرسوم ‪ 266/90‬الممغى ‪ ،2‬أوال إذا كان المنتوج غير قابل‬
‫ضل المستيمك االحتفاظ بو يرد جزء من الثمن فقط لممستيمك‪ ،‬أما إذا‬
‫لإلستعمال جزئيا وَف َ‬
‫كان المنتوج غير قابل لإلستعمال كمية فيرد الثمن كامال عمى أن يرد المستيمك المنتوج‬
‫المعيب‪.3‬‬

‫لكن المشرع لم يتبنػ ىذه األحكام في مادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذؼ الجديد رقم ‪327/13‬‬
‫التي جاءت بنصيا‪ " :‬إذا تعذر عمى المتدخل القيام بإصالح السمعة‪ ،‬فإنو يجب عميو‬
‫إستبداليا أو رد ثمنيا في أجل ثالثين ( ‪ )30‬يوما‪ ،‬إبتداء من تاريخ التصريح بالعيب " ‪ ،4‬ىنا‬
‫إكتفى بالنص عمى إرجاع ورد الثمن كخيار في حال عدم إصالح السمعة‪ ،‬مع تحديد أجل‬
‫لذلك‪ ،‬دون أن يميز بين عدم قابمية المنتوج لإلستعمال الجزئي أو الكمي‪ ،‬ومن ثمة دون‬
‫التفصيل في حكم رد الثمن وتجزئتو بين رد الثمن بعضو أو كمو‪ ،5‬إال أننا نرػ إنو كان‬
‫يجب اإلبقاء عمى األحكام التي تضع الخيار لممستيمك في االحتفاظ بالمنتوج ‪.‬‬

‫‪.1‬‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪2‬ـ المادة ‪ 01/16‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 266/90‬المتعمق بضمان المنتوجات و الخدمات‪.‬‬
‫‪3‬ـ مسعودؼ فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫المادة ‪ 15‬من المرسوم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .5‬بن زادؼ نسرين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪57‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االلتزام بضمان صالحية المنتوج والخدمة ما بعد البيع‬


‫يكتسي اإللتزام بضمان المنتوج لمعمل مدة معمومة و الخدمة ما بعد البيع أىمية كبيرة‬
‫خاصة السيما في الوقت الراىن نتيجة التطور التقني اليائل في عمميات بيع وتوزيع األجيزة‬
‫االلكترونية واآلالت والتي يصعب على المشترؼ تفيم مكوناتيا وسبب تعطميا‪.1‬‬
‫وعميو سوف نقوم بدراسة ىذين اإللتزامين من خالل (الفرع األول) الذؼ نخصصو‬
‫لضمان صالحية المبيع لمعمل لمدة معينة و (الفرع الثاني) لمخدمة ما بعد البيع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بضمان صالحية المنتوج للعمل مدة معلومة‬


‫بينما ٌي ِمزم ضمان العيوب الخفية البائع بتحمل نتائج وجود عيب خفي في المبيع عند‬
‫في تحسين وضع المشترؼ بنوع من‬ ‫التسميم فإن الضمان اإلتفاقي لو صو ار أكث ار تنوعا‬
‫التعديل والتوسع ‪ ،‬ومن تمك الصور مثل إمكانية إلتزام البائع بصالحية المبيع لمعمل مدة‬
‫معينة بحيث يمتزم بضمان كافة العيوب التي تحول دون صالحية المبيع لموفاء باالستعمال‬
‫الذؼ إشتراه المستيمك من أجمو‪.2‬‬

‫وبما أن ىذا الضمان ال يحل محل الضمان القانوني‪ ،‬فيو ال يتعارض مع أحكام‬
‫ضمان البائع لمعيب الخفي الذؼ يظير في المبيع ألن ىذا الشرط وضع لمصمحة المشترؼ‬
‫وال يمزم ىذا بإستبقاء المبيع واإلكتفاء بطمب إصالحو إذا ظير عيب خفي فيو يخولو فسخ‬
‫البيع‪.3‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫زعموش دمحم‪ ،‬ضمان صالحية المبيع لمعمل مدة معينة‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتورؼ قسنطينة الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،22‬ديسمبر ‪ ،2004‬ص ‪. 103‬‬
‫‪.2‬‬
‫عبد المنعم موسى إبراىيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 473‬وص‪.474‬‬
‫‪.3‬‬
‫أسعد دياب‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.285‬‬

‫‪58‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فقد يكشف الخمل الذؼ يصيب المنتوج والمؤثر في صالحيتو لمعمل وجود عيب فيو‬
‫ويرتبط بو عمى نحو يثير كال من الضمان القانوني لمعيب الخفي وضمان صالحية‪ ،‬ويكون‬
‫لممشترؼ الخيار بين الرجوع عمى البائع بضمان العيب الخفي لممبيع أو بضمان صالحيتو ‪.1‬‬

‫وفي ىذا اإلطار فقد نصت المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬عمى أنو‪:‬‬
‫" يمكن لممتدخل أن يمنح المستيمك ضمانا إضافيا أكثر إمتيا از من ذلك المنصوص عميو في‬
‫المادة ‪( 3‬الفقرة األولى) أعاله" ‪.2‬‬

‫فيعد ىذا ضمانا إضافيا أكثر إمتيا از جائز ألنو يدخل ضمن زيادة الضمان وال يشترط‬
‫خمو المبيع من العيب فقط بل يشترط صالحيتو لمعمل بمعزل عن وجود عيب أم ال ‪.3‬‬

‫وألن ضمان صالحية المبيع لمعمل مدة معمومة يعد إلتزاما إتفاقيا بالضمان يحدد نطاقو‬
‫ومعالمو التصرف القانوني المنشئ لو‪ ،‬ف كثي ار ما يحدث في التعامل أن يضمن البائع‪،‬‬
‫بموجب شرط في العقد صالحية المبيع لمعمل مدة معينة‪ ،‬كما يحدث في بيع بعض األشياء‬
‫السريعة الخمل كاآلالت الميكانيكية والساعات وأجيزة الراديو والتمفزيون والثالجات وآالت‬
‫الغسيل‪ ،‬التي ؼعجز المشترؼ عن تفيم مكوناتيا الحديثة ما يجعمو قمقا إزاء تعطميا‬
‫وصالحيتيا لمعمل‪ ،‬خاصة إذا كان المشترؼ مستيمكا عاديا ‪.4‬‬

‫كما شدد المشرع من خالل المادة ‪ 10‬من ‪ 327/13‬عمى أن يكون المنتوج موضوع‬
‫الضمان صالحا لإلستعمال المخصص لو ال سيما من حيث موافقتو لممواصفات التي يحددىا‬

‫‪1‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪.2‬‬
‫المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪.3‬‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪.4‬‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 333‬‬

‫‪59‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتدخل أو ممثمو والخصائص التي يتوقعيا المستيمك أو تمك المنصوص عمييا في التنظيم‬
‫المعمول بو‪.1‬‬

‫إذ أن اإللتزام بضمان صالحية المنتوج لمعمل يتحقق بمجرد حدوث أؼ خمل في‬
‫المبيع يؤثر في صالحيتو لمعمل أثناء فترة الضمان‪ ،‬قد يكون ىذا الخمل كميا يصيب اآللة أو‬
‫الجياز بأكممو كتوقفو عن العمل‪ ،‬وقد يكون جزئيا يتعمق بأحد أجزائو ‪.2‬‬

‫فنتيجة الضمان ىي إصالح ىذا الخمل واستبدال المبيع بمثمو بحيث يكون صالحا‬
‫لمعمل عن طريق أداء الجياز لموظيفة المرجوة منو بكل جوانبيا الضرورية منيا والكمالية ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمة ما بعد البيع‬


‫جز من الضمان القانوني أو اإلتفاقي ألنيا تمثل‬
‫جزء ال يت أ‬ ‫تعتبر الخدمة ما بعد البيع‬
‫جميع األداءات المقترحة بعد البيع كتسميم المبيع في مقر السكن وتركيب المنتوج أو‬
‫إصالحو‪ ،4‬وتكون بم قابل فيي تشمل كل أنواع الخدمات التي تؤدػ بعد نياية االقتناء‪ ،‬في‬
‫تنفيذ الضمان بإصالح المنتوج أو توفير قطع الغيار التي تم تمفيا عند االستعمال‪.5‬‬

‫وتشمل أعمال الخدمة التجييز حيث قد يتطمب المنتوج في بعض الحاالت بعد‬
‫المنتجات‬ ‫تسميمو أن يقوم المتدخل بتجييزه وتركيبو كما ىو الحال عميو في بعض‬
‫اإللكترونية المعقدة‪ ،‬فيتبع تسميم المنتوج مجموعة من األعمال لتجييزه وتركيبو‪ ،‬ينبغي عمى‬
‫كفاءة وخبرة معينة ‪ ،‬وىذا يستدعي بدوره أن تكون لدػ‬ ‫المتدخل القيام بيا ألنيا تتطمب‬

‫‪ .1‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذؼ رقم ‪ 327/13‬الذؼ يحدد شروط و كيفيات وضع ضمان السمع و الخدمات التنفيذ‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫دمحم صبرؼ السعدؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.409‬‬
‫‪.3‬دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 339‬و ‪.340‬‬
‫‪.4‬‬
‫سفير سماح‪ ،‬اآلليات الداخمية لحماية المستيمك في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة الطاىر موالؼ سعيدة‪،‬‬
‫الجزائر‪،‬الموسم الجامعي ‪ ،2017/2016‬ص ‪.52‬‬
‫‪5‬ـ‬
‫مسعودؼ فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 21‬‬

‫‪60‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتدخل وسائل مادية كافية وأشخاص مؤىمين لمقيام بيذه الخدمة من أجل تمبية الرغبات‬
‫المشروعة لممستيمك ‪.1‬‬

‫وفي ىذا الشأن نصت المادة ‪ 16‬من قانون ‪ 03-09‬عمى ما يمي " في إطار خدمة‬
‫ما بعد البيع‪ ،‬وبعد انقضاء فترة الضمان المحددة عن طريق التنظيم‪ ،‬أو في كل الحاالت‬
‫التي ال يمكن لمضمان يمعب دوره‪ ،‬يتعين عمى المتدخل المعني بالضمان صيانة وتصميح‬
‫المنتوج المعروض في السوق"‪.2‬‬

‫يمتزم المتدخل بعممية إصالح المنتوج وصيانتو ‪ ،‬في كل الحاالت التي ال يمكن‬
‫لمضمان أن يمعب دوره‪ ،‬كما في حالة انقضاء الضمان بسبب انتياء مدتو ‪ ،‬أو أن المستيمك‬
‫لم يخطر المتدخل بالعيب في المدة المحددة في وثيقة الضمان‪ ،‬و تعد الخدمة ما بعد البيع‬
‫والصيانة وكل ما يحقق‬ ‫عن طريق عمميات اإلصالح‬ ‫بمثابة تشديد في أحكام الضمان‬
‫للمستيمك االنتفاع الكامل بالمنتوج حسب المواصفات المطموبة ووفقا لرغباتو المشروعة وما‬
‫كان ينتظره من المنتوج‪.3‬‬

‫خدمات الصيانة تتمثل في كافة األعمال الوقائية التي تيدف إلى المحافظة عمى‬ ‫ف‬
‫المنتوج حتى يؤدؼ وظيفتو المحددة عمى أكمل وجو‪ ،‬ويحتفع بكفاءة تشغيمو لمدة طويمة‬
‫فتكون بواسطة مراقبة المنتوج ومتابعتو لفترة زمنية محددة‪ ،‬وغالبا ما تكون الصيانة دورية‬
‫حسب طبيعة المنتوج ‪ ،‬فيتم تزويده بأشياء معينة أو استبدال أجزاء فيو خالل كل مدة محددة‬
‫كما ىو الحال في السيارات واألجيزة اإللكترونية المعقدة التي تتطمب صيانتيا كفاءات عالية‬
‫تكون داخل مركز الخدمة المخصص ليذا الغرض‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 181‬و ص ‪.182‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك و قمع الغش‪.‬‬
‫‪.3‬بوىنتالة امال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 101‬‬
‫‪ .1‬حساني عمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬

‫‪61‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفيما يخص خدمات اإلصالح‪ ،‬فإنه يتعين عمى المتدخل أن يوفرىا عندما يقتضي‬
‫األمر ذلك فيقوم باإلصالحات الالزمة في المنتوج عندما يتطمب األمر ذل ك‪ ،‬حتى يتمكن‬
‫المستيمك من االنتفاع بو دون أؼ متاعب ‪ ،‬فيتعين عميو إصالح كل عطل أو عطب طارغ‬
‫يتعرض لو المنتوج وتتطمب غالبا أعمال إصالح العطب إستبدال قطع غيار وتختمف عممية‬
‫المنتوجات اإللكترونية المعقدة ك تمك الخاصة باإلعالم‬
‫اإلصالح حسب طبيعة المنتوج ‪ ،‬ف‬
‫اآللي أو المعدات اإللكترونية التي يتم إصالح ىا عن بعد وبط ريقة إلكترونية كإصالح موقع‬
‫من فيروس األنترنت ؼتطمب كفاءات وخبرة عالية متخصصة في ىذا المجال‪.1‬‬

‫‪.2‬‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪62‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بحكام ضمان العيوب الخفية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مسؤولية المنتج عند اإلخالل أ‬

‫إن مسؤولية المنتج عن ضمان العيوب الخفية تتحقق في حال ما إذا باع منتوجا بو‬
‫عيب خفي لممستيمك‪ ،‬إذا ما توافرت شروط العيب الموجبة لمضمان‪ ،‬ويجب عمى المستيمك‬
‫أن يخطر المنتج بوجود العيب في أجل مقبول عادة‪ ،‬وان لم ينفذ إلتزامو حق لممستيمك رفع‬
‫دعوػ الضمان‪.1‬‬

‫لذلك سوف نتطرق خالل ىذا المبحث إلى دعوػ الضمان في (المطمب األول) و‬
‫تقادم ىذه الدعوػ ومسقطاتيا في (المطمب الثاني) أما (المطمب الثالث) نتعرض فيو لمجرائم‬
‫المتعمقة بالضمان وما يترتب عنيا من جزاءات وعقوبات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دعوى الضمان‬


‫رتبت التشريعات عمى وجود عيوب خفية في المبيع‪ ،‬دعوػ خاصة ىي دعوػ ضمان‬
‫العيوب الخفية‪ ،2‬ومتى توفرت شروط الضمان وقام المشترؼ باإلجراءات التي يفرضيا عميو‬
‫القانون فتحت أمامو خيارات متعددة إلعمال حقو في الضمان ‪.3‬‬

‫ولكن قبل لجوء المستيمك إلى مباشرة حقو في ىذا الضمان يتعين عميو القيام ببعض‬
‫اإلجارءات القبمية التي تسبق رفع الدعوػ وىو ما ندرسو في (الفرع األول) ونتعرف عمى‬
‫أطراف دعوػ الضمان في (الفرع الثاني) ومعيار جسامة العيب في (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪.1‬‬
‫ازىية سي يوسف حورية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪2‬‬
‫جمول دواجي بمحول ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.621‬‬

‫‪63‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪:‬اإلجراءات األولية لرفع دعوى الضمان‬


‫لكي يطالب المستيمك بحقو في مواجية المنتج‪ ،‬يجب عميو أوال أن يخطر المنتج بالعيب‬
‫الموجود فور إكتشافو لو‪ ،‬بحيث إذا مرت مدة معينة وانقضت ال يكون لو الحق في ذلك سواء كان‬
‫إكتشافو إال بالفحص الفني‬ ‫العيب مما يمكن اكتشافو بالفحص المعتاد أو ال يكون في المقدور‬
‫واإلخطار يعتبر إجراء أوليا لقبول دعوػ الضمان‪ ،‬فإذا لم يقم المشترؼ بإخطار البائع‬
‫بوجود العيب الخفي خالل مدة معقولة من إستالمو لممبيع‪ ،‬إعتبرت دعوػ الضمان غير‬
‫مقبولة‪ ،‬وكما سبق ذكرهلم تحدد المادة ‪ 380‬من القانون المدني الج ازئرؼ المدة التي يجب‬
‫عمى المشترؼ‪ ،‬في خالليا إخطار البائع بالعيب إنما تركتيا لممألوف في التعامل من جية‪،‬‬
‫ولطبيعة العيب والشيء المبيع من جية أخرػ‪.1‬‬

‫واإلخطار طبقا لنص ىذه المادة واجبا عمى المشترؼ حتى يحق لو الرجوع عمى البائع‬
‫بدعوػ الضمان‪ ،‬وكما ىو أيضا في نصوص قانون حماية المستيمك حيث أوجب المشرع‬
‫عمى المستيمك فحص المنتوج‪ ،‬و إذا ما ظير لو خمل يؤدؼ إلى توقفه عن أداء وظيفته فإنه‬
‫‪ ،‬ويمكن لممتدخل أن يقوم بمعاينة‬ ‫في ىذه الحالة عميو أن يقدم شكوػ وفقا لما سبق بيانو‬
‫مضادة خالل ‪ 10‬أيام ابتداء من تاريخ استالم الشكوػ‪.2‬‬

‫إذا لم ينفذ المتدخل وجوب الضمان خالل ثالثين يوم من تاريخ استالم الشكوػ يقوم‬
‫إن لم يمتزم المتدخل‬
‫المستيمك بإعذاره عن طريق رسالة موصى عمييا مع إشعار باإلستالم‪ ،‬ف‬
‫بالرغم من ىذه اإلجراءات فإنو يمكن لممستيمك أن يمجأ لمقضاء ليجبر المتدخل عمى أداء‬
‫التزامو عن طريق رفع دعوػ الضمان‪.3‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫زاىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪ .3‬زعموش دمحم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪64‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أطراف دعوى الضمــان‬


‫إن طرفا دعوػ ضمان العيوب الخفية في عقد البيع يتمثل في البائع الممتزم بالضمان‬
‫والمشترؼ الذؼ ينشأ لو حق بالضمان‪ ،‬كما ىو الحال في عقد اإلستيالك االذؼ ينشأ عنو‬
‫إلتزام بين طرفين‪ ،‬المدين بالضمان وىو المتدخل بصفتو ممتزم في ضمان العيوب الخفية‬
‫والدائن بالضمان وىو المستيمك بإعتباره المستفيد من ىذا الضمان‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬المدين في الضمان‬


‫إن المدين بالضمان في عقد البيع ىو البائع‪ ،‬ويعد في منزلة البائع المحترف كل من‬
‫تدخل في إطار مينتة‪ ،‬كمنتج أو حرفي أو صانع أو موزع أو مستورد أو تاجر ‪.2‬‬

‫عمى الرغم من أن الممتزم الرئيس بالضمان ىو البائع‪ ،‬سواء كان ىو المنتج أو‬ ‫و‬
‫غيره‪ ،‬إال أنو يمكن أيضاًا الرجوع عمى المنتج بحسب القانون الفرنسي الذؼ وسع من مجال‬
‫تطبيق دعوػ الضمان الخاصة بعيوب المنتوج بيدف حماية المقتني األخير لممنتوج و ذلك‬
‫في إطار ما يسمى بشبكة توزيع المنتوجات والسمع الذؼ جعل مسؤولية المنتج والبائع تجاه‬
‫في البيوع المتعاقبة من مشترؼ إلى آخر‪ ،‬في حال رجوع‬
‫المستيمك مسؤولية تضامنية‪ ،‬ف‬
‫المشترؼ األخير عمى بائعو‪ ،‬فإنو يتم تعميم مسؤولية الضمان‪ ،‬وبإمكان البائع أن يرجع عمى‬
‫بائعو كذلك وصوالًا إلى المنتج‪ ،3‬الذؼ ال يمكنو التنصل عن مسؤولية الضمان‪ ،‬بمجرد بيع‬
‫السمعة إلى البائع أو الموزع‪ ،‬وانما تبقى مسؤوليتو قائمة‪ ،‬إذ يمكن رفع الدعوػ عمى كل من‬
‫إشترك في إخراج المنتوج‪ ،‬وكذلك البائع والمؤجر‪ ،‬أو عمى ىؤالء جميعا بالتضامن‪ ،‬ما لم‬
‫يثبت أحدىم أن الجزء الذؼ أنتجو خال من العيوب ‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪42.‬‬
‫‪.2‬‬
‫معزوز دليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪3‬ـ دمحم جواد منذور‪ ،‬شروط عقد البيع وضمان المنتج من المخاطر المحتممة‪ ، www.alhodamag.com ،‬بتاريخ‬
‫‪ ،2018/04/20‬ساعة اإلطالع ‪.20:13‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬ضمان صالحية المبيع لمعمل مدة معمومة‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪65‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن المتدخل ىو الممتزم بالضمان لمعيوب الخفية‪ ،‬وينشأ الضمان عمى عاتقو بقوة‬
‫القانون ويستطيع المستيمك أن يرجع عمى المتدخل عارض السمعة لإلستيالك إذا توفرت‬
‫الشروط القانونية لمضمان‪ ،‬وقد يكون الممتزم بالضمان إتجاه المستيمك ىو المنتج أو الوسيط‬
‫أو الموزع أو التاجر أو أؼ متدخل في إطار مينتو أو تدخمو في عممية عرض المنتوج‬
‫لإلستيالك‪.1‬‬

‫ويمكن القول أن المنتج يمتزم بالضمان في مواجية المستيمك إذا كان التصرف‬
‫القانوني أؼ إقتناء المنتوج قائم بين الطرفين دون وسيط‪ ،‬فيكون المنتج ممتزم مباشرة‬
‫بالضمان‪ ،‬وقد يكون ىذا االلتزام بواسطة التاجر أو الوسيط الذؼ ينقل الضمان مع المبيع‬
‫بوصفو من ممحقاتو بحيث يصبح ممتزم بالضمان إتجاه الوسيط أو الموزع أو المحترف أو‬
‫عارض المنتوج لإلستيالك‪.2‬‬

‫أما عن إنتقال حق ضمان البائع لمغير‪ ،‬يمكن القول أنو ال ينتقل إلى الورثة بل يبقى‬
‫دينا يتم الحصول عميو من تركتو‪ ،‬فال تركة إال بعد سداد الديون‪ ،‬ومن ىذه الديون الدين‬
‫الخاص بضمان العيوب الخفية‪ ،‬الذؼ يطالب بو الدائن المباشر أؼ المشترؼ األول في‬
‫مواجية ورثة البائع‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدائن في الضمان‬


‫الدائن في الضمان ىو المشترؼ‪ ،‬وينتقل الضمان مع إنتقال ممكية المنتوج سواء إلى‬
‫الورثة بوصفيم خمفا عاما أو إلى المشترؼ الالحق بإعتباره خمفا خاصا‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪.2‬‬
‫عمي بولحية بن بوخميس‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪.3‬‬
‫معزوز دليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪.4‬‬
‫بوعميش دمحم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫‪66‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وحتى ال ينقسم الضمان وتتفرق الصفقة بين ورثة المشترؼ كل بقدر نصيبو‪ ،‬يبقى‬
‫لمبائع أن يطالبيم برد الشيء بكاممو‪ ،‬ولجمعيات حماية المستيمك حق المداعات بإسم‬
‫المستيمك لصون حقوقو أو التعويض لو‪.1‬‬

‫وينتقل الحق في الضمان إلى خمف المشترؼ الخاص كالمشترؼ األول الذؼ يكون‬
‫أمامو رفع دعوػ مباشرة ضد بائع بائعو مباشرة أو البائعين السابقين ويستفيد وحده من‬
‫نتائجيا‪ ،‬ويقيميا عمى أساس تعاقدؼ أؼ باإلستناد إلى عقد البيع‪ ،‬وقد إختمف الفقياء في‬
‫تعميل ىذا اإلدعاء المباشر الذؼ أقره االجتياد‪ ،‬فالبعض أسس الدعوػ المباشرة عمى كونيا‬
‫من ممحقات المبيع‪ ،‬والبعض إعتبرىا تعاقدا ضمنيا لمصمحة الغير‪ ،‬وأخذ البعض بحوالة‬
‫الحق‪.2‬‬

‫تنتقل دعوػ الضمان التي كانت لممشترؼ األول ضد البائع األصمي إلى المشترؼ‬
‫الالحق ضمن ممحقات المبيع‪ ،‬ألنيا تعد من الحقوق المكممة لمشيء أؼ ضمن ممحقاتو‪،‬‬
‫ومن ثمة تنتقل مع األصل وذلك تطبيقا لمقواعد العامة لمحقوق وااللتزامات التي تنشأ من‬
‫العقد إلى الخمف الخاص وقت انتقال الشيء إليو إذا كانت من مستمزماتو ويعمم بيا ‪.3‬‬

‫وتنتقل دعوػ الضمان بكل ما تخولو لممشترؼ من حقوق ويستطيع المشترؼ الثاني أن‬
‫يرجع عمى البائع األصمي والبائع الوسيط مباشرة ليحصل عمى حكم بإلزاميم متضامنين‬
‫يجوز لممشترؼ ومن‬ ‫بالضمان‪ ،‬حيث يسألون بالتضامن في مواجية المشترؼ األخير‪ ،‬ف‬
‫تصرف إليو في المبيع قبل أن يعمم بوجود العيب فيو أن يستعمل حق المشترؼ في الرجوع‬
‫بالضمان عمى من باع إليو‪ ،‬كما يستطيع رفع ىذه الدعوػ مباشرة عمى البائع األول ‪.4‬‬

‫‪.1‬‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪.2‬‬
‫حساني عمي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪326‬‬
‫‪.3‬‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪.4‬‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬

‫‪67‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي ىذا الشأن حدث تطور كبير في القضاء الفرنسي‪ ،‬حيث منح حق اإلدعاء‬
‫المباشر لممشترؼ األخير في مواجية المنتج رغم أن المنتوج وصل إليو بعد سمسمة متعاقبة‬
‫من عمميات البيع‪ ،‬ولم يتوقف عند ىذا الحد و ذىب إلى منح الحق في اإلدعاء المباشر لكل‬
‫من ارتبط بالمنتجين‪ ،‬و ذلك من خالل سمسمة العقود المرتبطة بمصمحة واحدة ‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬معيار جسامة العيب في دعوى الضمــان‬

‫عما فاتو من كسب‬


‫أن يرد المبيع لمبائع‪ ،‬أو أن يحتفع بالمبيع و يطالب بالتعويض ّ‬
‫وما لحقو من خسارة بسبب العيب‪ ،‬أما إذا لم يكن العيب جسيما أؼ إنو لم يبمغ حدا من الجسامة‬
‫‪2‬‬
‫الذؼ كان يجعل المشترؼ ال يبرم العقد لو عمم بو ‪.‬‬

‫فال يمكن لممشترؼ أن يرد المبيع‪ ،‬بل يقتصر حقو فقط بالمطالبة بتعويض الضرر‬
‫الذؼ أصابو‪ ،‬ويزيد التعويض في الحالتين أو ينقص‪ ،‬تبعا إذا كان البائع حسن النية ال يعمم‬
‫بوجود العيب وقت البيع‪ ،‬أو سيء النية يعمم بذلك فيمتزم بتعويض الضرر المباشر المتوقع‬
‫وغير المتوقع‪ ،‬أما إذا كان حسن النية فإنو يمتزم فقط بتعويض الضرر المباشر المتوقع ‪.3‬‬

‫والجدير بالذكر في ىذا الصدد أن القضاء الفرنسي يعتبر المنتج أؼ البائع المحترف‬
‫بمثابة بائع سيئ النية ٌيفترض عممو بالعيوب الخفية لممبيع الذؼ أنتجو أو وضعو في‬
‫التداول‪ ،‬فال يمزم المشترؼ بإثبات سوء نية البائع‪ ،‬إن تسميم شيء معيب يكفي في حد ذاتو‬
‫إلثبات خطأ المنتج وال يستطيع التخمص من ىذه المسؤولية بإثبات حسن النية وأنو بذل‬
‫العناية الالزمة‪ ،‬ومن ثم يمتزم بتعويض كافة األضرار المتوقعة وغير المتوقعة ‪.4‬‬

‫‪ .1‬حساني عمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫دمحم صبرؼ السعدؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.395‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫ازىية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪68‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أن من خصوصية ىذه المسؤولية‪ ،‬أنيا أدمجت في نظام واحد‪ ،‬فال ىي عقدية وال ىي‬
‫تقصيرية‪ ،‬حيث يتم تطبيق ىذا النظام عمى جميع المتضررين من عيوب المنتجات بغض‬
‫النظر عن عالقتيم بالمنتج‪. 1‬‬

‫باإلضافة إلى بقاء حق المشترؼ الثابت طبقا لمقواعد العامة في طمب الفسخ أو التنفيذ‬
‫العيني فمممشترؼ أن يطمب إصالح المبيع أو إستبدالو كميا أو جزئيا متى كان ذلك ممكننا ‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تمييز دعوى الضمان عن الدعاوى األخرى‬

‫في ىذا الفرع نحاول أن نفصل (أوال) بين دعوػ ضمان العيب ودعوػ الغمط‪( ،‬ثانيا)‬
‫دعوػ ضمان العيب ودعوػ الفسخ‪( ،‬ثالثا) دعوػ ضمان العيب ودعوػ العجز في مقدار‬
‫المبيع‪( ،‬رابعا) دعوػ ضمان العيب ودعوػ االستحقاق الجزئي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى ضمان العيب ودعوى الغلط‬


‫إن دعوػ ضمان العيب كثي ار ما تختمط بدعوػ الغمط وىذا من حيث األسباب التي‬
‫تستند إلييا كل من ىاتين الدعوتين‪ ،‬فإذا وجد بالشيء المبيع عيب خفي وجسيم ال يفي‬
‫الغرض المقصود منو‪ ،‬ولم يكن المشترؼ يعمم بو وقت إبرام العقد‪ ،‬فيكون لو أن يرجع عمى‬
‫البائع إما بدعوػ ضمان العيب واما بدعوػ اإلبطال لمغمط ‪ ،3‬ألن الشيء المتفق عميو أنو ال‬
‫يجوز لممشترؼ الجمع بين الدعوتين واالستفادة منيما في حال إجتماع الغمط والعيب في آن‬
‫واحد‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫جمول دواجي بمحول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪.4‬‬
‫السنيورؼ عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.667‬‬

‫‪69‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتختمف أحكام دعوػ الغمط عن دعوػ العيب‪ ،‬فاألولى تتقادم بمرور ثالث سنوات‬
‫من وقت عمم المشترؼ بالغمط‪ ،‬والثانية تتقادم بمرور سنة واحدة من وقت التسميم ‪ ،1‬كما تجوز‬
‫دعوػ الغمط في البيع القضائي أو اإلدارؼ في المزاد‪ ،‬بينما ال تجوز دعوػ ضمان العيب‬
‫في مثل ىذا النوع من البيوع‪ ،‬وقد يشترط في الغمط أن يكون مشتركا بين المتعاقدين ويحق‬
‫لكل منيما ممارسة دعوػ اإلبطال بينما ال يحق لمبائع ممارسة دعوػ ضمان العيب ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى ضمان العيب ودعوى الفسخ‬


‫تقوم دعوػ الفسخ إذا أخل البائع بإلتزامو بتسميم المبيع في الحالة والصفات المتفق‬
‫عمييا‪ ،‬وتختمف عن دعوػ الضمان في أنيا أكثر إتساعا حيث يمكن رفعيا عند اإلخالل‬
‫بأؼ إلتزام ناشئ عن عقد البيع‪ ،‬وليس مجرد وجود عيب بالمبيع ‪ ،3‬وتختمف أحكام كل من‬
‫ىاتين الدعوتين في أن دعوػ الفسخ تؤدؼ إلى زوال العقد واعتباره كأن لم يكن‪ ،‬ويعاد كل‬
‫من المتعاقدين إلى الحالة التي كان عمييا قبل التعاقد‪ ،‬أما دعوػ الضمان فيي دعوػ‬
‫تعويض مستمدة من العقد ذاتو‪ ،‬وال تجوز في البيوع القضائية واإلدارية بالمزاد‪ ،‬بحيث أن‬
‫‪ 15‬سنة من وقت إخالل البائع‬ ‫دعوػ الفسخ يجوز الرجوع بيا في أؼ بيع‪ ،‬وتتقادم بمدة‬
‫بإلتزامو بينما دعوػ ضمان العيب تتقادم بسنة واحدة من وقت التسميم ‪ ،4‬وقد تتالقى الدعوتان‬
‫في نفس الوقت ويكون لممشترؼ أن يرجع بأؼ منيما‪ ،‬ولكن ال يجوز لو الجمع بينيما ‪.5‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى ضمان العيب ودعوى العجز في مقدار المبيع‬


‫إن العجز في مقدار المبيع ال يمتبس بالعيب الخفي‪ ،‬ألن العجز ىو نقص في كمية‬
‫المبيع أما العيب الخفي ىو نقص في صفتو‪ ،‬والنقص في الكم غير النقص في الكيف‪،‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪5‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.281‬‬

‫‪70‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتختمف الدعوتان من حيث الشروط‪ ،‬فدعوػ ضمان العيب يشترط فييا عدم عمم المشترؼ‪،‬‬
‫بينما ال يشترط ذلك في دعوػ العجز في مقدار المبيع‪ ،‬وىذه األخيرة تجوز في البيع بالمزاد‬
‫القضائي أو اإلدارؼ‪ ،‬واألولى ال تجوز ‪.1‬‬

‫وتتفق الدعوتان في أحكام مدة تقادم لكل منيما سنة واحدة من وقت التسميم الفعمي‪،‬‬
‫وأنو يجوز لممشترؼ في أؼ منيما أن يرد المبيع إذا كان العجز جسيما أو كان العيب‬
‫جسيما‪ ،‬ولكن إذا ما رد المشترؼ المبيع في دعوػ العجز يكون ذلك عن طريق فسخ البيع‬
‫فيزول بأثر رجعي ويعتبر كأن لم يكن ‪ ،2‬بينما في حالة دعوػ ضمان العيب تعتبر تنفيذا‬
‫لمعقد بطريق التعويض‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬دعوى ضمان العيب ودعوى اإلستحقاق الجزئي‬


‫وحد المشرع بين الدعوتين في الجزاء الذؼ يترتب عمييما وىذا لتقارب االستحقاق‬
‫‪ ،4‬فيجوز‬ ‫الجزئي من العيب ناحية الخسارة التي تعود عمى المشترؼ بسبب كل منيما‬
‫لممشترؼ في كل منيما رد المبيع أو إستبقائو إذا كان اإلستحقاق أو العيب جسيما‪ ،‬وال يجوز‬
‫لو الرد إذا كان اإلستحقاق أو العيب غير جسيم‪.5‬‬
‫ومع ذلك فال زالت ىناك اختالفات في األحكام بينيما‪ ،‬ألن االستحقاق الجزئي ال يفرض‬
‫وجود عيب في المبيع‪ ،‬بل يفرض حقا لمغير عميو‪ ،‬فالبيع سميم من ناحية مادتو ومعيب من ناحية‬
‫ممكيتو‪ ،‬أما العيب الخفي فيفرض وجود عيب بالمبيع‪ ،‬فالمبيع معيب من ناحية مادتو وسميم من‬
‫ناحية ممكيتو‪.6‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫دمحم صبرؼ السعدؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.416‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫عبد الرزاق السنيورؼ ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.672‬‬
‫‪.5‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪5‬ـ‬
‫حوحو يمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪6‬ـ‬
‫دمحم صبرؼ السعدؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.417‬‬

‫‪71‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فدعوػ الضمان يشترط فييا عدم عمم المشترؼ بالعيب‪ ،‬وال يجوز رفعيا في البيوع‬
‫‪ ،1‬ومدة‬ ‫اإلدارية والقضائية بالمزاد‪ ،‬غير أن دعوػ االستحقاق الجزئي ال يشترط فييا ذلك‬
‫التقادم تكون ‪ 15‬سنة من وقت االستحقاق في االستحقاق الجزئي‪ ،‬أما في العيب فيي سنة‬
‫واحدة من وقت التسميم‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقادم الدعوى ومسقطات الضمــان‬


‫سنعرض ضمن حيثيات ىذا المطمب تقادم دعوػ الضمان في (الفرع األول) و‬
‫مسقطاتيا في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تقادم دعوى الضمان‬


‫قد ال يتمكن المشترؼ من فحص المبيع أو التأكد من سالمتو وخموه من العيب مباشرة‬
‫بعد البيع أو بعد تسممو‪ ،‬بل قد يفعل ىذا بعد مدة طويمة ويكشف أن بو عيبا ويحاول‬
‫المطالبة بضمانو بعد أن تكون المدة قد طالت ويبقى البائع معرضا لممطالبة بإلتزامو بضمان‬
‫العيب مدة طويمة جدا‪ ،‬لذلك كمو فقد أوجد المشرع مدة يجب عمى المشترؼ أن يطالب‬
‫بالضمان خالليا‪ ،‬فإن إنتيت فال يمكنو المطالبة بعد ذلك لئال يبقى البائع معرضا لرد المبيع‬
‫إليو‪.3‬‬
‫ولذلك فإن سقوط دعوػ ضمان العيوب الخفية بالنسبة لممشترؼ المتعاقد مع المنتج‬
‫تكون بانقضاء سنة من تاريخ تسميم المبيع‪ ،‬ولو إكتشف العيب بعد إنقضاء ىذا األجل لكن‬
‫بشرط أال يكون البائع قد أخفى العيب عن المشترؼ غشا منو‪ ،4‬وىذا ما نصت عميو المادة‬
‫‪ 383‬من القانون المدني الجزائرؼ‪ " :‬تسقط بالتقادم دعوػ الضمان بعد إنقضاء سنة من يوم‬

‫‪1‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫عبد الرزاق السنيورؼ ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.672‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫دمحم يوسف الزعبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.438‬‬
‫‪4‬ـ‬
‫شرياف دمحم‪ ،‬المسؤولية المدنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 82‬‬

‫‪72‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تسميم المبيع حتى ولو لم يكف المشترؼ العيب إال بعد إنقضاء ىذا األجل ما لم يمتزم البائع‬
‫بالضمان مدة أطول‪ ،‬غير أنو ال يجوز لمبائع التمسك بسنة التقادم متى تبين أنو أخفى العيب‬
‫غشا منو "‪.1‬‬
‫وعميو فإن دعوػ ضمان العيوب الخفية تتقادم بمضي سنة من وقت تسميم المبيع‪ ،‬وال‬
‫يكفي مجرد كشف العيب واخطار البائع بو بل ينبغي رفع دعوػ الضمان خالل مدة سنة تبدأ‬
‫من وقت تسميم المبيع فعميا وليس حكميا أؼ أن دعوػ الضمان تسقط بالتقادم خالل ىذه‬
‫المدة‪ ،‬وال يجوز رفعيا إال بعد أن يكشف العيب بالفعل‪ ،‬كما ال يجوز اإلتفاق عمى تقصيرىا‬
‫لتخفيف الضمان‪ ،‬وتخضع ىذه المدة لموقف واإلنقطاع طبقا لمقواعد العامة ‪.2‬‬

‫ومع ذلك فقد أجاز المشرع أن تكون ىذه المدة أطول إذا قبل البائع أن يمد في‬
‫الضمان‪ ،‬ألن الضمان وجد لحماية المشترؼ المستيمك‪ ،‬فإن وجد إتفاق لزيادة ىذه الحماية‬
‫‪ 15‬سنة ألن مدد التقادم تعتبر من‬ ‫فال يمانع من ذلك القانون‪ ،‬عمى أن ال يمتد ليتخطى‬
‫النظام العام‪ ،‬بمعنى أن ضمان العيب ال يكون إال لمدة أدناه سنة من يوم التسميم المبيع‬
‫وبحد أقصى مقداره ‪ 15‬سنة‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسقطات الضمان‬


‫إن من الحاالت التي يسقط فييا الضمان ىي ظيور عيب جديد بالمبيع بعد التسميم وىذا ما‬
‫سنتطرق لو (أوال)‪ ،‬وتحول المبيع الى شيء آخر (ثانيا)‪ ،‬وزوال العيب الذؼ كان الحقا‬
‫بالمبيع (ثالثا)‪ ،‬والتنازل الصريح والضمني (رابعا)‪ ،‬وىالك المبيع (خامسا)‪.‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 383‬من األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائرؼ المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.326‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫دمحم يوسف الزعبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.439‬‬

‫‪73‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬ظهور عيب جديد بالمبيع بعد التسليم‬


‫إذا حدث عيب جديد في المبيع وىو عند المشترؼ‪ ،‬فال يسمح لو برده بحجة العيب‬
‫القديم الذؼ فيو‪ ،‬والسبب في عدم السماح لو أنو إذا أراد رده فعميو أن يرده بالوضع الذؼ‬
‫كان عميو قبل التعاقد‪ ،‬لكنو وبوجود العيب الجديد الحادث لن يتمكن من ذلك‪ ،‬ففي مثل ىذه‬
‫الحالة ال يسمح لو بالرد إال إذا قبل البائع أخذه بالعيب الجديد بحصولو عمى تعويض من‬
‫المشترؼ‪ ،‬مع إمكان أن يقبل أخذه بدون تعويض‪ ،‬في حالة زوال العيب الحادث وتمكن إعادة‬
‫المبيع بنفس الوضع الذؼ كان عميو قبل التعاقد عاد لممشترؼ الحق في رد المبيع بعيبو‬
‫القديم‪.1‬‬
‫فمو أن شخص بعد شرائو لسيارة تبين لو أن فييا عيب وقبل أن يردىا إصطدم‬
‫بحائط أدػ إلى حدوث أضرار بيا‪ ،‬في مثل ىذه الحالة لن يتمكن من ردىا بحجة العيب‬
‫القديم الموجود بيا‪ ،‬ولحدوث عيب جديد كان ىو سببا فيو‪ ،‬إال إذا قبل منو البائع ردىا‬
‫بتعويض أو بدون تعويض ‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحول المبيع إلى شيء آخر‬
‫إن في حالة تحول المبيع إلى شكل لم يبقى صالحا لما أعد لو أصال‪ ،‬إذ يحرم‬
‫المشترؼ من حق الضمان إذا قام بتحويل المبيع من شكل إلى آخر‪ ،‬كأن يكون البيع حبوبا‬
‫لمبذر أو لمزرع فيطحنيا المشترؼ أو فاكية لألكل فيعصرىا‪ ،‬ولكن إذا لم يكن التحول بفعل‬
‫المشترؼ‪ ،‬بل كان تمقائيا أو بفعل الظروف‪ ،‬أو أن المبيع رغم تحولو إلى شكل آخر بفعل‬
‫المشترؼ بقي صالحا لما أعد لو في األصل‪ ،‬ففي كمتا الحالتين ال يمنع المشترؼ من رد‬
‫المبيع المعيب‪.3‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫دمحم يوسف الزعبي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.417‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫ربيع زىية‪ ،‬المرجع‪ ،‬المرجع السابق‪.122 ،‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬

‫‪74‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬زوال العيب الذي كان الحقا بالمبيع‬


‫إنو إذا زال العيب‪ ،‬وكان بطبيعتو عيب مؤقت‪ ،‬فإن حق المشترؼ بالضمان ينقضي‬
‫بزوال العيب ‪ ،1‬كما يجب لسقوط دعوػ الضمان أن يكون العيب بطبيعتو مؤقتا وغير قابل‬
‫لمظيور مرة أخرػ‪ ،‬أما إذا كان زوال العيب أم ار عرضيا وقابال لمظيور في المبيع بعد ذلك‬
‫فال يعتبر مؤقتا وال تسقط تبعا لذلك دعوػ الضمان ‪.2‬‬

‫رابعا‪:‬التنازل الصريح والضمني‬


‫ه التنازل عنو‪ ،‬إذا عدل‬ ‫إن الضمان حق مقرر لمصمحة المشترؼ ولذا يكون ل‬
‫المشترؼ عن الدعوػ صراحة بعد وقوفة عمى عيب معين في المبيع‪ ،‬وال يمنع من مباشرتيا‬
‫بسبب عيب آخر ‪ ،‬وإذا عمم المشترؼ بوجود العيب ثم تصرف في المبيع فال رجوع لو‬
‫بالضمان‪ ،‬حيث يفيد التصرف في ىذه الح ا لة الرضا بالعيب والنزول ضمنا عن التمسك‬
‫بالضمان‪ ،‬ما لم يكن قد إحتفع بحقو في الرجوع بالضمان قبل التصرف‪ ،‬ويقع عمى عاتق‬
‫البائع عبء إثبات النزول‪.3‬‬

‫خامسا‪ :‬هالك المبيع‬


‫فأيا كان سبب اليالك بعد ا التسميم فإن حق المشترؼ في الضمان يظل قائما حتى‬
‫فن المشترؼ ال يستطيع أن يرد المبيع‬
‫ولو كان اليالك راجعا إلى خطئو‪ ،‬إال إذا كان جسيما إ‬
‫لمبائع ألنو أصبح مستحيال بسبب ىو مسؤول عنو‪ ،‬فال يكون لممشترؼ إال أن يطالب‬
‫بتعويض عن الضرر الذؼ أصابو من العيب‪ ،‬أما إذا كان العيب جسيما وىمك المبيع في يد‬

‫المشترؼ لسبب أجنبي أو لسبب العيب ذاتو‪ ،‬فال يرد لمبائع إال ما أفاده من المبيع قبل ىالكو‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫أسعد دياب‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪.3‬‬
‫دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫‪.4‬‬
‫سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.303‬‬

‫‪75‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أن القاعد ة العامة تبرر تحمل المشترؼ تبعة المبيع إذا ىمك بخطئو ‪ ،‬فإنيا كذلك‬
‫بفعل القوة‬ ‫توقع عمى عاتق المالك وىو المشترؼ ىالك الشيء المبيع إذا كان مرد ذلك‬
‫القاىرة‪ ،‬ألنو في ىذه الحالة ال يستطيع رد الشيء المبيع‪.1‬‬

‫تبقى دعوػ الضمان ولو ىمك المبيع بأؼ سبب كان‪ ،‬ذلك أن دعوػ ضمان العيوب‬
‫الخفية ال تنقضي بيالك المبيع في يد المشترؼ بعد التسميم ‪ ،‬أما ىالك المبيع قبل التسميم‬
‫القاعدة ىنا أن ىالك المبيع أيا كان سببو ال يؤثر عمى حق المشترؼ‬
‫فيكون عمى البائع ‪ ،‬ف‬
‫في الضمان ولكن نطاق ىذا الحق يختمف بإختالف سبب اليالك ‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬جرائم الضمان والعقوبات المقررة لها في ظل أحكام القانون رقم‪03-09‬‬

‫لقد رتب المشرع الجزائرؼ في قانون االستيالك عدة إلتزامات تقع عمى عاتق المتدخل‬
‫المنتج و ىذا حماية لممستيمك باعتباره الطرف الضعيف في العالقة اإلستيالكية‪ ،‬ولكي‬
‫يضمن لو اإلستفادة بمنتوج خال من العيوب يحقق الغرض الذؼ إقتناه من أجمو ‪ ،3‬فقد أورد‬
‫مجموعة من النصوص القانونية الرادعة في القانون رقم ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك‬
‫وقمع الغش جاءت في شكل عقوبات جزائية تدرجت حسب جسامة الفعل اإلجرامي المرتكب‬
‫وبالتالي سنتناول في (الفرع األول) جريمة مخالفة إلزامية الضمان وتنفيذ الخدمة ما بعد البيع‬
‫و في (الفرع الثاني) جريمة مخالفة إلزامية تجربة المنتوج‪.‬‬

‫‪.1‬‬
‫أسعد دياب‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ .2‬دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫يحياوؼ صارة ‪ ،‬مسؤولية المنتج عن فعل منتجاتو المعبية كوسيمة لحماية المستيمك‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬جامعة بجاية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫الموسم الجامعي ‪ ، 2015/2014‬ص ‪.68‬‬

‫‪76‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة مخالفة إلزامية الضمان وعدم تنفيذ الخدمة ما بعد البيع‬
‫إن مخالفة إلزامية الضمان ومخالفة إلزامية تنفيذ الخدمة ما بعد البيع جريمتان نص‬
‫عمييما المشرع في المادتين ‪ 75‬و ‪ 77‬من القانون ‪ 03/09‬ولقياميما يجب أن يتوفر فييما‬
‫الركن المادؼ (أوال) والركن المعنوؼ (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال الركن المادي‪:‬‬


‫لقد جاء في مفيوم نص المادة ‪ 75‬من القانون‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك‬
‫وقمع الغش‪،‬عمى أنو يعاقب بغرامة مالية كل من يخالف إلزامية الضمان أو تنفيذ ضمان‬
‫المنتوج‪ ،1‬المنصوص عميو في المادة ‪ 13‬من نفس القانون‪ ،‬والتي يتبن من فقرتيا األولى‬
‫والثانية أنو يستفيد من الضمان كل مستيمك يقتني منتوجا سواءا كان جوا از أو أداة أو عتاد‬
‫أو مركبة أو أؼ مادة تجييزية بقوة القانون كما يمتد ىذا الضمان إلى الخدمات‪.2‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 77‬عمى أنو يعاقب بغرامة مالية كل من يخالف إلزامية تنفيذ‬
‫‪ 16‬والتي يتبن منيا أنو يتعين عمى‬ ‫الخدمة ما بعد البيع ‪ ،3‬المنصوص عمييا في المادة‬
‫المتدخل ضمان صيانة وتصميح المنتوج الذؼ يقتنو المستيمك‪ ،‬وعميو فإن الركن المادؼ‬
‫يظير ىنا في مخالفة اإللتزامات المنصوص عمييا في المواد السالفة الذكر‪ ،‬فتقوم الجريمة‬
‫في حال إمتناع المتدخل المنتج عن القيام بتنفيذ الضمان‪ ،‬أو إمتناعو عن تنفيذ الخدمة ما‬
‫بعد البيع‪.4‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫المادة ‪ 75‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 77‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪4‬ـ تيمي كريم‪ ،‬الحمايــة الجنائيــة لممستيمكـ في ظــل أحكــام القانون رقم ‪03/09‬‬
‫‪ proprieteintellectuelledz.blogspot.com‬بتاريخ ‪ 2018/04/13‬ساعة االطالع ‪21:22‬‬

‫‪77‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫إنو لقيام جريمة مخالفة إلزامية الضمان يجب توفر العمم والقصد الجنائي‪ ،‬وكما ىو‬
‫يكون المتدخل مرتكبا‬ ‫الحال أيضا في جريمة مخالفة إلزامية تنفيذ الخدمة ما بعد البيع‪ ،‬و‬
‫إلحدػ ىاتين ا لجريمة بإمتناعو عن تمكين المستيمك من الحصول عمى ضمان المنتوج أو‬
‫الخدمة ما بعد البيع‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة مخالفة الزامية تجربة المنتوج‬


‫إن القانون قد كفل لممستيمك عند إقتناءه منتوجا معينا اإلستفادة من حق تجربتو وىو‬
‫إلتزاما يقع عمى عاتق المتدخل المنتج وان مخالفتو يعد جريمة تقوم بركنيا المادؼ(أوال)‬
‫وركنيا المعنوؼ (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪:‬الركن المادي‬
‫لقد جاء في مفيوم نص المادة ‪ 76‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك‬
‫‪،2‬‬ ‫وقمع الغش‪ ،‬عمى أنو يعاقب بغرامة مالية كل من يخالف إلزامية تجربة المنتوج‬
‫المنصوص عميو في المادة ‪ 15‬من نفس القانون ‪ ،3‬والتي يتبن من فقرتيا الوحيدة أنو يستفيد‬
‫المستيمك من حق تجربة المنتوج الذؼ يقتنيو‪ ،‬وان أؼ إمتناع لممتدخل من تمكين المستيمك‬
‫ونالحع أن المشرع قسم الجريمة‬ ‫تجربة المنتوج يقوم عميو الركن المادؼ ليذه الجريمة‪،‬‬
‫المتعمقة بالضمان‪ ،‬الى جريمة قبل تنفيذ العقد و جريمة بمناسبة تنفيذ الضمان‪ ،‬و نجد أن‬
‫االمتناع ىو دائما الذؼ يشكل العنصر المادؼ لمجريمة‪ ،‬و لو أنو ال يقوم في مرحمة التنفيذ‬
‫إال بعد القيام بإخطار المتدخل‪.4‬‬

‫‪1‬ـ يحياوؼ صارة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪2‬ـ‬
‫المادة ‪ 76‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪3‬ـ‬
‫المادة ‪ 15‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪ .3‬بوروح منال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪78‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫يجب توفر العمم والقصد الجنائي لقيام جريمة مخالفة تجربة المنتوج‪ ،‬وكل م تدخل‬
‫يمتنع عن تمكين المستيمك من تجربة المنتوج عن قصد وادراك‪ ،‬يعتبر مرتكبا ليذه‬
‫الجريمة‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬غرامة الصلح‬
‫‪ 03/09‬المتعمق بحماية‬ ‫لقد حدد المشرع الجزائرؼ غرامة الصمح في القانون رقم‬
‫ييا المتعام ل‬
‫المستيمك وقمع الغش في مادتو ‪ 86‬وىذا من أجل قمع حاالت الغش التي يقع ف‬
‫وسيمة ودية م ن‬ ‫االقتصادؼ والتي من شأنيا أن تضر المستيمك وتفوت مصالحو‪ ،‬وىي‬
‫وسائل إنياء النزاع خارج إطار القضاء‪ ،‬ما يجعميا وسيمة غير قضائية لتسوية النزاعات‬
‫ذات الصمة بالمستيمك تحديدا‪.2‬‬

‫وتكون بفرض غرامة مالية توقع من طرف األعوان المؤىمين قانونا ضد كل متدخل‬
‫يخالف إحدػ االلتزامات المتعمقة بضمان المنتوج وتجربتو والخدمة ما بعد البيع وفي حال ما‬
‫إذا امتنع عن تسديد الغ ارمـة المفروضة عميو في أجل معين‪ ،‬يتم ردعو قضائيا وترفع الغرامة‬
‫إلى حدىا األقصى‪.3‬‬

‫ولقد حدد المادة ‪ 88‬من نفس القانون مبمغ غرامة الصمح حسب الفقرات التالية‪:‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ ":‬إنعدام الضمان أو عدم تنفيذه ثالثمائة ألف دينار )‪ 300.000‬دج( "‬
‫الفقرة السادسة‪ " :‬عدم تجربة المنتوج خمسون ألف دينار (‪ 50.000‬دج) "‬
‫الفقرة السابعة‪ " :‬رفض تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ‪ 10‬بالمائة من ثمن المنتوج المقتنى "‬

‫‪1‬ـ‬
‫يحياوؼ صارة ‪ ،‬الم رج ع السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪2‬ـ‬
‫نعيمي عبد المنعم‪ ،‬قراءة في أحكام غرامة الصمح كآلية لحماية المستيمك‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات األكادمية‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،07‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪. 227‬‬
‫‪.3‬‬
‫ربيع زىية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.335‬‬

‫‪79‬‬
‫آثار قيام ضمان العيوب الخفية في عقد اإلستهالك‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العقوبات المقررة لجرائم الضمان‬


‫لقد حدد القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪ ،‬العقوبات المقررة‬
‫لكل من الجرائم التالية‪:‬‬
‫جريمة مخالفة إلزامية الضمان جنحة معاقب عمييا‪ ،‬حسب المادة ‪ 75‬من القانون ‪03/09‬‬
‫بغرامة من مائة ألف )‪ (100.000‬دينار جزائرؼ إلى خمسمائة ألف )‪ )500.000‬دينار‬
‫جزائرؼ‪.‬‬
‫جريمة عدم تنفيذ خدمات ما بعد البيع جنحة‪ ،‬معاقب عمييا حسب المادة ‪ 77‬من القانون‬
‫‪ 03/09‬بغرامة من خمسين ألف دينار جزائرؼ )‪ (50.000‬إلػ مميون ( ‪)1.000.000‬‬
‫دينار جزائرؼ‬
‫جريمة مخالفة إلزامية تجربة المنتوج جنحة معاقب عمييا حسب المادة ‪ 76‬من القانون‬
‫‪ 03/09‬بغ ارمة من خمسين ألف دينار ( ‪ )50.000‬إلى مائة ألف ( ‪ )100.000‬دينار‬
‫جزائرؼ‪.1‬‬

‫الغرمة المالية من دور في ردع المتدخمين عن الجرائم الماسة‬


‫ا‬ ‫ورغم ما تمعبو‬
‫بالمستيمك ّإال أن الواقع يثبت قصوار في ىذا المجال خاصة مع تيرب البائعين عن دفع‬
‫ىاتو الغ ارمات‪.2‬‬

‫‪1‬ـ‬
‫الم واد ‪ 76-77-75-88-86‬من القانون ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪.‬‬
‫‪.2‬‬
‫مسعودؼ فاروق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪80‬‬
‫خــاتـمــة‬
‫خــــاتمة‬

‫من خالل ما سبق في الدراسة من البحث والتحميل واإلستقراء‪ ،‬يتضح لنا أنو كمما‬
‫إتسع نطاق التطور التكنولوجي إتسعت دائرة المخاطر المحدقة بالمستيمك سواء بسبب‬
‫تعرض المنتجات لمعيب المؤثر عمى صالحية اإلستعمال أو بسبب غياب المعرفة بمكوناتيا‬
‫وتقنية إستخداميا‪.‬‬

‫وقد عمدت معظم التشريعات بما فييا التشريع الجزائري إلى محاولة حماية المستيمك‬
‫بإرساء نظام قانوني خاص بالعقود التي يتعامل فييا المستيمكون مع المتدخمين في العالقة‬
‫االستيالكية‪ ،‬ويشدد من أحكام الضمان والزام المنتج بضمان عيوب منتجاتو الخفية وىو ما‬
‫تجسد بإصدار قانون حماية المستيمك‪.‬‬

‫ويمكن القول أن االلتزام بضمان العيوب الخفية يتميز بكونو ال يقوم إال عند وجود‬
‫عقد إستيالكي صحيح ممزم لجانبيو مرتبا آلثاره‪ ،‬وال يثبت ىذا الضمان إال بمقتضى نص‬
‫قانوني أو إتفاق مسبق‪.‬‬

‫واذ أقرت التشريعات حماية المستيمك من العيوب الخفية من خالل القواعد العامة‬
‫الممزمة لممنتج بضمان العيوب الخفية‪ ،‬باإلضافة إلى إلزامو بضمان صالحية المنتوج لمغاية‬
‫المرجوة منو‪ ،‬فإنيا منحت األطراف المتعاقدة حرية التصرف في ىذا الضمان من خالل‬
‫الزيادة فيو أو اإلنقاص‪ ،‬وىو ما َي ُحول دون تحقيق الحماية الفعالة لممستيمك‪.‬‬

‫واذنالحظ ىذا النقص الذي يشوب القواعد العامة ويجعميا غير فعالة في حماية‬
‫المستيمك‪ ،‬فإننا نسجل تدخل المشرع بحماية أكثر فعالية من خالل قانون حماية المستيمك‬
‫منمفيومالعيبالموجبممضمان ‪ ،‬وجاء‬ ‫الجزائري‪ ،‬الذي وسع‬
‫بنصوصتشريعيةلضمانعيوبالمبيعالخفيةبشكميتماشىومصمحةالمستيمك ‪ ،‬مما يحسن من مستقبل‬
‫نظرية العيوب الخفية ويجعميا متجددة مع التطور التكنولوجي العالمي ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫خــــاتمة‬

‫وان كانت القواعد العامة تثبت أن االلتزام بضمان العيوب الخفية من النظام العام‬
‫الذي اليجوز اإلتفاق عمى تعديمو إال فيما يعود بالنفع عمى المستيمك‪ ،‬فإن فعالية الضمان‬
‫المنصوصعميو في قانون حماية المستيمك تبرز من خالل توسع ىذا األخير لنطاق‬
‫األشخاص الذين يمكن لممستيمك الرجوع عمييم‪ ،‬وقد توصمنا في دراستنا ىذه إلى جممة من‬
‫النتائج يمكن تمخيصيا في اآلتـي‪:‬‬
‫ـ ـ باإلضافة إلى النص في القواعد العامة عمى إسترداد ثمن المنتوج فإنيا تمكن المستيمك من‬
‫المطالبة بإصالح المنتوج أو إستبدالو وىو ما يجعل القواعد العامة توفر ضمانات مقبولة‬
‫لممستيمك‪.‬‬
‫ـ ـ من األمور التي تواجو المستيمك صعوبة إثبات ما إذا كان العيب في المنتوج إلى سوء‬
‫اإلستعمال أو عدم الصيانة أو راجع إلى عيب خفي في المنتوج‪.‬‬
‫ـ ـ في حال رفض المتدخل تنفيذ الضمان يكون المستيمك مجب ار عمى التوجو لمقضاء من أجل‬
‫إستفاء حقو وىو ما يكمفو مصاريف إضافية‪ ،‬ووقت طويل يفوق في بعض الحاالت‬
‫المصمحة المرجوة من تنفيذ ىذا الضمان‪.‬‬
‫مدةتقادمدعوىضمانالعيوبالمبيعالخفيةتعتبر مقبولة ألن‬ ‫إن‬ ‫ــ‬
‫المشرعالجزائريحددىابسنةواحدةمنتاريخالتسميم‪،‬وليسبالنظ ارلىطبيعةالشيءالمبيع‪.‬‬
‫ــ‬
‫لميجعاللمشرعالجزائريالحقفيالضمانمقتصراعمىالحالةالتيييمكفيياالمبيعبسببالعيبأوبسببقوةقاىرةناشئ‬
‫ةعنالعيب‪،‬منحالمشترييذاالحقرغميالكالمبيعالمعيبوميماكانسببو ‪.‬‬
‫ـ ـ وعمى الرغم مما سجمناه إال أن اإللتزام بالضمان الذي جاء بو قانون حماية المستيمك ساىم‬
‫وبشكل كبير في حث المنتجين عمى رفع جودة منتجاتيم مما يجنبيم تحمل أعباء اإلصالح‬
‫واإلستبدال وىو في حد ذاتو ضمانة كافية لممستيمك‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫خــــاتمة‬

‫التوصيات‬

‫ـ ـ وجوب تدخل المشرع بنصوص صريحة إلزالة الغموض حول بعض المسائل وسد الثغرات‬
‫المسجمة في القوانين وبضرورة النص عمى إلزامية الضمان من البائع الصانع‪ ،‬والتاجر‬
‫المحترف والمتدخل العرضي‪.‬‬
‫ـ ـ ضرورة إصدار نصوص قانونية تجيز لممستيمك الرجوع بضمان العيوب الخفية عمى البائع‬
‫األول بدعوى مباشرة تضمن لو ربح الوقت وتخفف من اإلجراءات‪.‬‬
‫رسمالحدودالفاصمةبينىاوباقياألنظمةالقانونيةالتيتقتربمنيا‪ ،‬وىذا‬ ‫ـ ـ وجوب‬
‫عنطريقنصوصقانونيةتعمل عمى زيادة التوسعمن نطاق الضمان‪.‬‬
‫ـ ـ نشر الوعي اإلستيالكي من خالل التعريف بالحقوق التي يتمتع بيا المستيمك خاصة في‬
‫ضمان العيوب الخفية‪.‬‬
‫ـ ـ إنشاء آلية تُجنب المستيمكين المجوء لمقضاء كالوساطة والصمح‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫المراجع‬
‫المـــــزاجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال ــ المصـــادر‪:‬‬
‫ـ القرآن الكريم‬
‫ثانيا‪ :‬المؤلفات‬
‫‪ 01‬ـ المؤلفاتالمتخصصة‪:-‬‬
‫‪ -01‬زاىيةحوريةسييوسف‪،‬المسؤوليةالمدنيةلممنتج ‪ ،‬دارىومو‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬
‫‪ -02‬حوحو يمينة‪،‬عقد البيع في القانون الجزائري‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار بمقيس لمنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2016‬‬
‫‪ -03‬دمحم حسين منصور‪ ،‬ضمان صالحية المبيع لمعمل مدة معمومة‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة لمنشر‪،‬االسكندرية مصر‪.2004،‬‬
‫‪ -04‬دمحم حسين منصور‪ ،‬أحكام البيع التقميدية واإللكترونية والدولية وحماية المستيمك‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -05‬عبد المنعم موسى إبراىيم موسى إبراىيم‪ ،‬حماية المستيمك‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬منشوراب‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪.2007 ،‬‬
‫‪ -06‬عميبولحيةبنبوخميس‪،‬القواعدالعامةلحمايةالمستيمكوالمسؤوليةالمترتبةعنيا‬
‫فيالتشريع الجزائري‪،‬داراليدى‪،‬الجزائر‪. 2000،‬‬
‫‪ -07‬عميفتاك‪،‬تأثيرالمنافسةعمىااللتزامبضمانسالمةالمنتوج‪،‬الطبعةاألولى‪،‬دار‬
‫الفكرالجامعي‪،‬مصر‪.2000،‬‬
‫‪ -08‬ضمير حسين ناصر المعموري‪،‬منفعة العقد والعيب الخفي ‪،‬الطبعة االولى‪،‬مكتبة زين‬
‫الحقوقية واألدبية‪،‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫‪(02‬ـالمؤلفاتالعامة‪:‬‬

‫‪ -01‬أسعد دياب‪ ،‬العقود المسماة البيع اإليجار الوكالة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منشورات زين‬
‫الحقوقية‪،‬بيروت لبنان‪.2007،‬‬
‫‪ -02‬وىبة الزحيمي‪ ،‬نظرية الضمان‪ ،‬دار الفكر لمنشر‪ ،‬دمشق سوريا‪.1998 ،‬‬

‫‪86‬‬
‫المـــــزاجع‬

‫‪ -03‬موريس نخمة‪ ،‬الكامل في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪،‬سوريا‪.2005 ،‬‬
‫‪ -04‬دمحم حسنين‪ ،‬عقد البيع في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1982 ،‬‬
‫‪ -05‬دمحم يوسف الزعبي‪ ،‬شرح عقد البيع في القانون المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة دار‬
‫الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.2004 ،‬‬
‫‪ -06‬دمحم صبري السعدي الواضح في شرح القانون المدني عقد البيع والمقايضة‪،‬‬
‫داراليدى‪،‬عينمميمة الجزائر‪. 2012،‬‬
‫‪ -07‬دمحم توفيق رمضان البوطي‪ ،‬البيوع الشائعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‬
‫سوريا‪.1998 ،‬‬
‫‪ -08‬مصطفى أحمد الزرقا‪ ،‬العقود المسماة في الفقو اإلسالمي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫دار القمم لمنشر‪ ،‬دمشق سوريا‪.2012 ،‬‬
‫‪ -09‬مصطفى الناير المنزول‪ ،‬العقود المسماة(عقد البيع)‪ ،‬دار جامعة إفريقيا العالمية‬
‫لمطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الخرطوم السودان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -10‬سميمان مرقس‪ ،‬العقود المسماة عقد البيع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاىرة ‪.1980‬‬

‫‪ -11‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -12‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني البيع والمقايضة‪ ،‬الجزء‬
‫الرابع‪،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬سوريا‪.1998 ،‬‬
‫‪ -13‬عمي فياللي‪،‬اإللتزامات الفعل المستحق ‪،‬الطبعة الثالثة‪،‬موفم لمنشر‪ ،‬الجزائر ‪.2015 ،‬‬

‫ثالثا‪:‬الزسائلوالمذكزات‪:‬‬
‫‪(01‬الزسائل‪:‬‬
‫‪ -01‬معزوز دليمة‪ ،‬الضمان في عقود البيع الكالسيكية واإللكترونية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو‪،‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.2014/2013‬‬
‫‪ -02‬حساني عمي‪،‬االطار القانوني لإللتزام بالضمان في المنتوجات‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬جامعة‬
‫ابي بكر بمقايد تممسان‪،‬الجزائر‪.2012/2011،‬‬

‫‪87‬‬
‫المـــــزاجع‬

‫‪ -03‬ربيع زىية‪ ،‬فعالية الضمان لحماية المشتري في ضوء القانون المدني الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو ‪،‬الجزائر‪،‬الموسم الجامعي ‪.2017/2016‬‬
‫‪)02‬المذكزات‪:‬‬
‫‪ -01‬بن سعيدي سممة‪ ،‬حماية المستيمك من الشروط التعسفية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسية جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.2014/2013‬‬
‫‪ -02‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية لممنتج وأثرىا في حماية المستيمك‪ ،‬مذكرة ماجستي ـ ــر‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية جامعة دمحم لمين دباغين‪ ،‬سطيف الجزائر‪ ،‬الموسم‬
‫الجامعي ‪.2017/2016‬‬
‫‪ -03‬مسعودي فاروق‪ ،‬فعاليةاإللتزامبالضمان‪ ،‬مذكرةماجستير‪ ،‬جامعةالجزائر‪ ،‬الموسم‬
‫الجامعي‪.2016/2015‬‬
‫‪ -04‬صياد الصادق‪ ،‬حماية المستيمك في ظل القانون الجديد ‪ 03/09‬المتعمق بحماية المستيمك‬
‫وقمع الغش‪ ،‬مذكرة ماجستيـر‪ ،‬كمية الحقــوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪،01‬الج ازئـ ـ ــر‪ ،‬الموس ـ ـ ــم‬
‫الجامعي‪.2014/2013‬‬
‫‪ -05‬سفير سماح‪ ،‬اآلليات الداخمية لحماية المستيمك في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫جامعة الطاىر موالي سعيدة‪ ،‬الجزائر‪،‬الموسم الجامعي ‪.2017/2016‬‬
‫‪ -06‬جمول دواجي بمحول‪ ،‬الحماية القانونية لممستيمك في ميدان التجارة االلكترونية‪،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪،‬جامعة أبي بكر بمقايدتممسان‪،‬الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.2015/2014‬‬
‫‪ -07‬بتقةحفيطة‪،‬االلتزام باالعالم في عقداالستيالك‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪،‬جامعةأكميمحندأولحاج‪ ،‬البويرة الجزائر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.2013/2012‬‬
‫‪ -08‬يحياوي صارة‪ ،‬مسؤولية المنتجعن فعل منتجاتو المعبية كوسيمة لحماية المستيمك‪،‬‬
‫مذكرة ماستر‪،‬جامعة بجاية‪ ،‬الموسم الجامعي ‪2015/2014‬‬
‫رابعا‪ :‬المجاالت‬
‫‪-01‬آمالبوىنتالة‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات األكادمية‪ ،‬جامعة باتنة‪،1‬الجزائر‪،‬العدد الثامن‪،‬‬
‫جانفي‪.2016‬‬
‫‪ -02‬بولنوار عبد الرزاق‪ ،‬الميني والمستيمك طرفان متناقضان في العالقة االستيالكية ‪،‬‬
‫مجمة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة الجزائر‪ ،‬العدد ‪2009 ،01‬‬

‫‪88‬‬
‫المـــــزاجع‬

‫‪ -03‬بحماوي الشريف‪ ،‬حماية المستيمك في عقد القرض اإلستيالكي‪ ،‬مجمة االجتياد‬


‫لمدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬تامنغست الجزائر‪ ،‬عدد‪ 11‬جانفي ‪.2017‬‬
‫‪ -04‬زعموش دمحم‪ ،‬ضمان صالحية المبيع لمعمل مدة معينة‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة منتوري قسنطينة الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،22‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫‪ -05‬دمحم عماد الدين عياض‪ ،‬نطاق تطبيق قانون حماية المستيمك‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة‬
‫والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،09‬جوان ‪. 2013‬‬
‫‪ -06‬ساوس خيرة‪ ،‬الضوابط القانونية لممنافسة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة والقانون‬

‫مجمة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة الجزائر العدد ‪ 15‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪ -07‬عدنان الشروفي وسييمة فيصل عموي‪ ،‬إلتزام المنتج باإلعالم وأساسو القانوني‪ ،‬مجمة‬
‫‪،2015‬‬ ‫المحقق الحمي لمعموم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،03‬العراق‪،‬‬
‫‪ -08‬نعيمي عبد المنعم‪ ،‬قراءة في أحكام غرامة الصمح كآلية لحماية المستيمك‪ ،‬مجمة‬
‫األكاديمي ‪ ،‬جامعة باتنة‪،1‬الجزائر‪،‬العدد ‪ ،07‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫ة‬ ‫الباحث لمدراسات‬

‫خامسا ( النصوصالقانونية‪:‬‬
‫‪: (01‬األوامز‬
‫‪- 01‬األمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪،1975‬يتضمن القانون المدنيالجزائري‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -02‬األمر رقم ‪ 65-76‬المؤرخ في ‪ 16‬يوليو ‪ 1976‬المتعمق بتسميات المنشأ جرج عدد‬
‫‪ 59‬بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪ 1976‬تاريخ ‪ 23‬يوليو ‪.1976‬‬
‫‪ -03‬األمر رقم ‪ 06/03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتعمق بالعالمات‪ ،‬جرجعدد ‪44‬‬
‫بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪.2003‬‬

‫‪: (02‬القوانين‬
‫‪-01‬القانون رقم ‪ 02-89‬المؤرخ في ‪ 01‬رجب ‪ 1409‬الموافق ‪ 07‬فبراير ‪ 1989‬المتعمق‬
‫بالقواعد العامة لحماية المستيمك‪ ،‬جرج‪ ،‬عدد ‪ 06‬المؤرخة في ‪.1989/02/08‬‬
‫‪ -02‬القانون رقم ‪ 02/04‬الذي يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية‪ ،‬المؤرخ في‬
‫‪ 23‬يونيو سنة ‪ ،2004‬جرج العدد ‪. 41‬‬

‫‪89‬‬
‫المـــــزاجع‬

‫‪ -03‬القانون ‪ 04/04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ 2004‬المتعمق بالتقييس‪ ،‬جرجعدد ‪.41‬‬


‫‪ -04‬القانون رقم ‪ 03-09‬المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش‪ ،‬المؤرخ في ‪ 29‬صفر‬
‫‪ 1430‬الموافق ‪25‬فبراير ‪ ،2009‬جرج‪ ،‬العدد ‪ 15‬بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪.2009‬‬

‫‪ : (03‬المزاسيم التنظيمية‬
‫‪-01‬المرسوم رقم ‪ 266-90‬المؤرخ في ‪ 25‬صفر ‪ 1411‬الموافق ‪ 15‬سبتمبر ‪ 1990‬المتعمق‬
‫بضمان المنتوجاتوالخدمات‪ ،‬جرج‪.40‬‬
‫‪ 39/90‬المؤرخ في ‪ 03‬رجب ‪ 1410‬الموافق ‪ 30‬يناير ‪،1990‬‬ ‫‪ -02‬المرسوم التنفيذي رقم‬
‫المتعمق بترقية الجودة وقمع الغش‪،‬جرجعدد ‪.05‬‬
‫‪ -03‬المرسوم التنفيدي رقم ‪ 327/13‬المؤرخ في ‪ 20‬ذي القعدة ‪ 1434‬الموافق ‪ 26‬سبتمبر‬
‫‪ 2013‬الذي يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السمع والخدمات حيز التنفيذ‪.‬‬
‫سادسا) ‪ :‬مواقع االنترنت‬
‫‪-01‬دمحم جواد منذور‪ ،‬شروط عقد البيع وضمان المنتج من المخاطر المحتممة‪،‬‬
‫‪ ، www.alhodamag.com‬بتاريخ ‪ ،2018/04/20‬ساعة اإلطالع ‪.20:13‬‬

‫‪ -02‬خميل دراجي‪ ،‬محاضرة في حماية المستيمك وقمع الغش‬


‫‪،desconseilsjuridiques.blogspot.com‬بتاريخ ‪،2018/04/19‬الساعةاإلطالع ‪21:39‬‬

‫‪ -02‬تيمي كريم‪ ،‬الحمايــة الجنائيــة لممستيمكـ في ظــل أحكــام القانون رقم ‪03/09‬‬
‫‪proprieteintellectuelledz.blogspot.com‬ـبتاريخ ‪ 2018/04/13‬الساعةاإلطالع ‪21:22‬‬

‫‪90‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهـــــــرس‬

‫الرقم‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬

‫أ‬ ‫االهـــــــــــــــــــــــــــداء‬

‫ب‬ ‫شكــــــر وعـــرفــــــــان‬

‫ج‬ ‫قائمة المختصرات‬

‫‪01‬‬ ‫مقــــــــدمــــــة‬

‫‪06‬‬ ‫الفصـل األول‪ :‬مممون اإللتــزام بالممــان‬

‫‪07‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الممان من حيث األشخاص والموموع‬

‫‪07‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم الممان من حيث االشخاص‬

‫‪08‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المتدخل‬

‫‪08‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‬

‫‪09‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المنتج‬

‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‬

‫‪12‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف المستهمك‬

‫‪14‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫‪16‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مفهوم الممان من حيث الموموع‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المنتوج‬

‫‪17‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف المنتوج في القانون المدني الجزائري‬

‫‪18‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف المنتوج في قانون حماية المستهمك‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تعريف السمعة كمحل لإلستهالك‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الخدمة‬

‫‪92‬‬
‫الفهـــــــرس‬

‫‪21‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الخدمة‬

‫‪23‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع الخدمات‬

‫‪23‬‬ ‫‪ -01‬خدمة ما بعد البيع‬

‫‪24‬‬ ‫‪ -02‬خدمة القرض االستهالكي‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬نطاق االلتزام بالممان و العيب الخفي‬

‫‪25‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم االلتزام بالممان في عقد االستهالك‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي والتشريعي لاللتزام بالممان‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬تعريف الممان في قانون االستهالك‬

‫‪30‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع الممان‬

‫‪30‬‬ ‫أوال‪ :‬الممان القانوني‬

‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الممان اإلتفاقي‬

‫‪33‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مفهوم العيب الخفي الموجب لمممان‬

‫‪34‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف العيب الخفي‬

‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط التي يتوجب توفرها في العيب الموجب لمممان‬

‫‪36‬‬ ‫األول‪ :‬أن يكون العيب خفيا‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن يكون العيب مؤث ار‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫ثالثا‪ :‬يجب أن يكون العيب قديما‬

‫‪39‬‬ ‫رابعا‪ :‬البيوع التي ال يثبت فيها ممان العيوب الخفية‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تطور وتوسيع نظرية الممان في العيوب الخفية‬

‫‪43‬‬ ‫الفصل الثــاني‪:‬آثـــــار قيام ممان العيوب الخفية في عقد االستهالك‬

‫‪43‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬شروط وكيفيات تنفيذ الممان في قانون حماية المستهمك‬

‫‪44‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬إلتزام المنتج بتنفيذ ممان العيب الخفي‬

‫‪44‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قيام المستهمك باإلجراءات كشرط لاللتزام بتنفيذ الممان‬

‫‪93‬‬
‫الفهـــــــرس‬

‫‪44‬‬ ‫أوال‪ :‬فحص المنتوج‬

‫‪45‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إخطار المتدخل‬

‫‪47‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اإلعذار كوسيمة إلستجابة المنتج لتنفيذ إلتزامه‬

‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المدة المقررة لمممان في قانون االستهالك‬

‫‪50‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬شهادة الممان كوسيمة لوجود إلتزام بممان العيب‬

‫‪52‬‬ ‫الم ْق َتَنى‬


‫الفرع الرابع‪ :‬تمكين المستهمك من تجربة المنتوج ُ‬

‫‪53‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الحقوق المقررة لممستهمك عن تنفيذ الممان‬

‫‪54‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إصالح السمعة واعادة مطابقة الخدمة‬

‫‪54‬‬ ‫أوال‪ :‬إصالح السمعة‬

‫‪55‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إعادة مطابقة الخدمة‬

‫‪56‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إستبدال السمعة‬

‫‪57‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬رد ثمن السمعة‬

‫‪58‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬االلتزام بممان صالحية المنتوج والخدمة ما بعد البيع‬

‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بممان صالحية المنتوج لمعمل مدة معمومة‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمة ما بعد البيع‬

‫‪63‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مسؤولية المنتج عند اإلخالل بأحكام ممان العيوب الخفية‬

‫‪63‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬دعوى الممان‬

‫‪64‬‬ ‫الفرع األول‪:‬اإلجراءات األولية لرفع دعوى الممان‬

‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أطراف دعوى الممــان‬

‫‪65‬‬ ‫أوال‪ :‬المدين في الممان‬

‫‪66‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدائن في الممان‬

‫‪68‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬معيار جسامة العيب في دعوى الممــان‬

‫‪69‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تمييز دعوى الممان عن الدعاوى األخرى‬

‫‪94‬‬
‫الفهـــــــرس‬

‫‪69‬‬ ‫أوال‪ :‬دعوى ممان العيب ودعوى الغمط‬

‫‪70‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دعوى ممان العيب ودعوى الفسخ‬

‫‪71‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دعوى ممان العيب ودعوى العجز في مقدار المبيع‬

‫‪71‬‬ ‫رابعا‪ :‬دعوى ممان العيب ودعوى اإلستحقاق الجزئي‬

‫‪72‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تقادم الدعوى ومسقطات الممــان‬

‫‪72‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تقادم دعوى الممان‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مسقطات الممان‬

‫‪74‬‬ ‫أوال‪ :‬ظهور عيب جديد بالمبيع بعد التسميم‬

‫‪75‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تحول المبيع إلى شيء آخر‬

‫‪75‬‬ ‫ثالثا‪ :‬زوال العيب الذي كان الحقا بالمبيع‬

‫‪75‬‬ ‫رابعا‪:‬التنازل الصريح والممني‬

‫‪76‬‬ ‫خامسا‪ :‬هالك المبيع‬

‫‪77‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬جرائم الممان والعقوبات المقررة لها في ظل أحكام القانون رقم ‪03-09‬‬

‫‪77‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جريمة مخالفة إلزامية الممان وعدم تنفيذ الخدمة ما بعد البيع‬

‫‪77‬‬ ‫أوال الركن المادي‬

‫‪78‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫‪79‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة مخالفة الزامية تجربة المنتوج‬

‫‪79‬‬ ‫أوال‪:‬الركن المادي‬


‫‪79‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫‪80‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬غرامة الصمح‬


‫‪80‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬العقوبات المقررة لجرائم الممان‬
‫‪82‬‬ ‫خــــــــــاتمــــــــة‬
‫‪86‬‬ ‫قائمــــــة المراجع‬
‫‪92‬‬ ‫الفهــــــــرس‬

‫‪95‬‬

You might also like