Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫الكتاب ‪ :‬روض الفؤاد في مثالب ابن آكلة األكباد‬

‫المؤلف ‪ :‬العالمة الصفي أحمد بن عبد اهلل الجنداري‬


‫‪www.alzaidia.com‬‬

‫روض الفؤاد‬
‫في‬
‫مثالب ابن آ كلة األكباد‬
‫تأليف‬
‫العالمة الصفي أحمد بن عبد اهلل الجنداري‬
‫جزاه اهلل خيراً بحق محمد وآلو آمين آمين‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم وبو نستعين(‪)1‬‬
‫الحمد هلل الذي ىدانا لسلوؾ محجة الرشاد ولإلعتراؼ بآؿ محمد أنهم خيرة اهلل من العباد‪،‬‬
‫وأف أىل الحشو والجبر واإلعتزاؿ من الفريق الناكب عن الحق السالك طريق الظالؿ‪ ،‬والصالة‬
‫والسالـ على من قاؿ‪(( :‬أىل بيتي كسفينة نوح(‪ )2‬وأماف ألىل األرض)) محمد بن عبد اهلل بن‬
‫عبد المطلب بن ىاشم‪ ،‬وعلى آلو الطاىرين أما بعد‪:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )1‬في غالؼ المخطط‪ :‬الحمد هلل ىذه الرسالة المسماة روض الفؤاد بعناية القاضي فخر‬
‫اإلسالـ عبد اهلل بن يحيى بن محمد العزي الرصاص عافاه اهلل بتاريخو‪ 17‬شهر محرـ الحراـ‬
‫مفتاح سنة ‪1349‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أىل بيتي كسفينة نوح‪.‬‬

‫(‪)1/1‬‬

‫فإف الحشوية وأىل السنة كالب ال زالت تنبح األقمار في كل زماف ومكاف‪ ،‬وتحقر على أوالد‬
‫النبي المختار في كل أواف‪ ،‬وىم أذؿ وأحقر عن أف يفاوىوىم بحجة‪ ،‬أو يساجلوىم في‬
‫محجة‪ ،‬بل يحاجوف اهلل باألباطيل‪ ،‬وال يزاؿ ظليل في إثر ضليل ينزعوف في معاوية لعنو اهلل‪،‬‬
‫ويكرعوف من آجن بني أمية‪ ،‬وكاف من أولئك الهمج‪ ،‬بعض من عن الحق خرج‪ ،‬وكبى بأقر‬
‫النصب والشنآف‪ ،‬في ذلك الميداف‪ ،‬الذي فيو قتل صاحب الدار واجتمع لقتلو الثقالف‪ ،‬مؤالف‬
‫الجهد في السير الذي في مضمار الشيطاف غير فاقة ما قيل أياـ صفين وسمع قوؿ رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪(( :‬من أحب عمل قوـ شرؾ في عملهم))أراد أف يدخل في سلك‬
‫القاسطين فصرح بالنصيحة الذي لم يسبقو إليها سني وال يتبعو فيها إال ناصبي أو ضني‪ ،‬مع أف‬
‫الزيدية كثر اهلل سوادىم يروف لعن ابن ىند رقى كل علة‪ ،‬وروي كل غلة‪.‬‬
‫قاؿ السيد الهادي بن إبراىيم‪:‬‬
‫وىم أنكروا لعن بن ىند وسبو‬
‫وحرب علي منو كالشمس ظاىراً‬
‫معاوية في لعنة اهلل خالد‬
‫ولعنتو أحلى من الشهد مطعماً ‪ ...‬وىذا الذي تنهل منو الصالدـ‬
‫وىل الطهور الشمس في الناس كاتم‬
‫و تعذيبو فيها من اهلل دائم‬
‫إذا اختلطت فيو لقوـ مطاعم‬

‫(‪)2/1‬‬

‫فنص أف لعنتو أحلى من الشهد‪ ،‬وكيف وىو المنافق اللعين‪ ،‬والكافر المهين أيشك مسلم أنو‬
‫ملعوف؟ وقد لعنو خير البشر وسيد ولد آدـ‪ ،‬ولعنو سيد الوصيين أفضل من مشى بعده على‬
‫قدـ‪ ،‬في أحاديث كثيرة وروايات شهيرة وىو الذي نزلت [فيو] قولو تعالى‪{ :‬فال صدؽ وال‬
‫صلى ولكن كذب وتولى} في الخبر الذي رواه الحاكم الحسكاني وصححو أئمة اآلؿ لما‬
‫نصب النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم علياً يوـ الغدير ثم سرد الحديث إلى أف قاؿ‪(:‬وكاف‬
‫معاوية لعنو اهلل متكئاً على المغيرة فقاؿ‪ :‬ال تقر لعلي بالوالية وال تصدؽ محمداً في مقالة‪،‬‬
‫فأنزؿ اهلل {فال صدؽ وال صلى ولكن كذب وتولى‪}...‬الخبر‪.‬‬
‫وروى محمد بن سليماف والحاكم عن أبي سعيد قاؿ‪ :‬قاؿ (صلى اهلل عليو وآلو وسلم)‪(( :‬إذا‬
‫رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)) وفي لفظ‪(( :‬فاضربوا رأسو))‪ ،‬وروى عبد الرزاؽ ومحمد بن‬
‫سليماف والحاكم في تنبيو الغافلين عن الحسن نحوه قاؿ الحسن‪ :‬فلم يفعلوا فأذلهم اهلل وقاؿ‬
‫(صلى اهلل عليو وآلو وسلم)‪(( :‬يموت معاوية على غير سنتي))‪.‬‬
‫وروى عبد الرزاؽ ومحمد بن سعيد بن أنو قاؿ‪ :‬سمعت ابن عباس يلعن معاوية يوـ عرفة‪ ،‬وروى‬
‫أبو عوانة ومحمد بن سليماف عن ثوباف قاؿ رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو وآلو وسلم)‪(( :‬معاوية‬
‫في صندوؽ من نار))‪.‬‬
‫وروى الحاكم ومحمد بن سليماف عن ابن عمرو‪ ،‬سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم‬
‫يقوؿ‪(( :‬يطلع في ىذا الفج رجل يموت على غير ملتي)) فأشفقت أف يكوف أبي فطلع معاوية‬
‫لعنو اهلل‪.‬‬

‫(‪)3/1‬‬

‫وروى أبو عبد اهلل البصري أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم رأى معاوية في المسجد‬
‫فلعنو اهلل‪ ،‬وروى الفقيو حساـ الدين حميد الشهيد أف النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم رأى أبا‬
‫سفياف راكباً ومعاوية وعتبة معو فلعن رسوؿ اهلل الراكب والسائق والقائد‪ ،‬وروى الفقيو الشهيد‬
‫عن الحسن أنو قاؿ لمعاوية‪ :‬لعنك رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم في سبعة مواطن‪ ،‬قد‬
‫أورد الحاكم في المستدرؾ شطراً من ذلك وىو أيضاً من بني أمية الذين لعنهم النبي صلى اهلل‬
‫عليو وآلو وسلم‪ ،‬ومن عجائب البخاري أنو قاؿ‪ :‬باب ما جاء في معاوية‪.‬‬
‫قاؿ ابن حجر‪ :‬وإنما ذكر معاوية مع اإلجماع أنو ليس لو فضل دمغاً لرؤوس الروافض‪ ،‬فانظر ما‬
‫ىذا الدمغ‪.‬‬
‫وىم أوردوا لو أنو أوتر بركعة ولم يرو النسائي من فضائلو إال حديث‪(( :‬ال أشبع اهلل لو بطناً))‪.‬‬
‫فانظر إلى ىؤالء فلو أمكنهم أو يضعوا فضائل لو ليدمغوا بها رأس الروافض لفعلوا‪ ،‬وقد فعلوا‬
‫في فضل غيره‪ ،‬وىم يعنوف بالرافض شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذين يتبرأوف من‬
‫معاوية لعنو اهلل لعناً وبيالً‪ ،‬فكيف بمن فضلو على المشائخ؟ وكيف بمن قدمو عليهم؟ وكيف‬
‫بمن فسقهم لعنهم اهلل على لساف سبعين نبياً؟ لقد جازوا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم‬
‫بأقبح الفعاؿ‪.‬‬

‫(‪)4/1‬‬

‫ولما أراد معاوية اللعين أف تروى آية {ومن الناس من يعجبك قولو في الحياة الدنيا ويشهد اهلل‬
‫على ما في قلبو وىو ألد الخصاـ‪ ،‬وإذا تولى سعى في األرض ليفسد فيها ويهلك الحرث‬
‫والنسل واهلل ال يحب الفساد}راود سمرة بن جندب أف يروي نزولها في أمير المؤمنين عليو‬
‫السالـ فأبى حتى بذؿ لو عشرين ألفاً أو أزيد منها فروى ذلك فهل ىذا مسلم؟ وىل ينبغي‬
‫لمتصف باإلسالـ أف يتوقف فيو؟‬
‫وقاؿ أمير المؤمنين علي عليو السالـ‪( :‬إنو سيلي األمر عليكم رجل من بعدي‪ ،‬رحب البلعوـ‪،‬‬
‫مندحق البطن يأكل وال يشبع‪ ،‬أال وإنو سيأمركم بسبي والبراءة مني‪ ،‬فأما السب فسبوني فذلك‬
‫زكاة لي –أي تطهرة‪ -‬وأما البراءة فال تبرؤوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى اإليماف‬
‫والهجرة)‪.‬‬
‫وروى الهادي عليو السالـ في األحكاـ أف علياً عليو السالـ كاف يقنت بلعن معاوية وعمرو بن‬
‫العاص وابن األعور وبسر بن أرطأة بعد الصالة وغيره يقوؿ‪ :‬في الصالة‪ ،‬وىو مع الحق والحق‬
‫معو‪.‬‬

‫(‪)5/1‬‬

‫وزعم ابن الوزير ومن نحا نحوه أف صلح الحسن كاف لغير ضرورة فأجاب عليهم اإلماـ المهدي‬
‫أحمد بن يحيى عليو السالـ‪ :‬بأف ىذا جهل كبير وكيف يجوز للحسن ىذا الفعل لغير ضرورة‬
‫ملجئة وقد روى اإلماـ المرشد باهلل عليو السالـ أف معاوية لعنو اهلل لما صالح الحسن قاؿ لو‪:‬‬
‫قم فتكلم وأخبر الناس أنك قد سلمت ىذا األمر إلي‪ ،‬فقاـ الحسن عليو السالـ فصعد المنبر‪،‬‬
‫ثم قاؿ‪( :‬أيها الناس‪ ،‬إف أكيس الكيس التقى‪ ،‬وإف أحمق الحمق الفجور‪ ،‬وإنما الخليفة من‬
‫عمل بكتاب اهلل وسنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم وليس بالخليفة من عمل بالظلم‬
‫والجور‪ ،‬ذلك ملك ملك ملك فيتمتع بو قليالً ثم يتمتع لذتو‪ ،‬وتبقى تبعتو عليو‪ ،‬وإف أدري لعلو‬
‫فتنة ومتاع إلى حين‪.‬‬
‫قاؿ عليو السالـ‪ :‬فعجباً لقايس الحاؿ بالحاؿ‪ ،‬الناسب إلى الحسن أشنع المقاؿ وأنكر محاؿ‪،‬‬
‫ىذا وإنو عليو السالـ لم يصلح وفي األرض من يشتغل بو‪ ،‬أو حد … لديو‪.‬‬

‫(‪)6/1‬‬

‫فأما ما يرويو بعض الغافلين عن سفياف بن الخليل أنو قاؿ للحسن بن علي عليو السالـ‪ :‬أذللت‬
‫رقابنا حين سلمت األمر لمعاوية ومعك مائة ألف يموتوف دونك؛ فهيهات لقد أخذ الجاىل‬
‫بظاىرىا ولو كاف الحسن عليو السالـ دوف ألف لم يصلح أبداً ولكن بنى سفياف عن وىمو أف‬
‫أىل الكوفة ناصحوف لو‪ ،‬توضيح ذلك إف الحسين عليو السالـ قاؿ ألخيو الحسن‪ :‬أجاد أنت‬
‫فيما أرى منو موادعة –أي مصالحة‪ -‬معاوية لعنو اهلل؟ قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬قاؿ الحسين‪ :‬إنا هلل وإنا إليو‬
‫راجعوف‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬واهلل لو لم نكن إال في ألف رجل من المسلمين لكاف ينبغي لنا أف نقاتل عن‬
‫حقنا حتى ندركو أو نموت‪ ،‬فقاؿ (عليو السالـ)‪ :‬وكيف لنا بألف رجل مسلم‪.‬‬
‫فانظر كيف أنكر عليو السالـ وجود األلف ودوف‪ ،‬وكيف يدعي الجاىل ذلك؟ ولم يصبح حتى‬
‫خذلو أعوانو وانتهبوا رحلو وطعنوا فخذه بخنجر؟‬
‫قاؿ المسعودي‪ :‬من أصحاب ش فلذلك انقاد للصلح‪.‬‬
‫قاؿ عليو السالـ‪ :‬كيف والحسن كاف مصرحاً بلعن معاوية لعنو اهلل وسبو أياـ صلحو غير متكتم‬
‫في ذلك؟ ألم يكن من قولو لمعاوية في بعض مواقف بعد صلحو بزماف نشدتك اهلل أو تعلم‬
‫أنك تسوؽ بأبيك أبي سفياف وتقود حولك ىذا القاعد وىو راكب جمل أحمر بعدما عمي‬
‫فلعن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم الراكب والسائق والقائد فهل ترد علي مما قلت شيئاً‬
‫ثم قاؿ لو في آخر الكلمة‪ :‬فهذه مواطن لعنت فيها أنت وأبوؾ‪.‬‬

‫(‪)7/1‬‬

‫ومنها وآلؿ عمر الشاـ فخنتو والؾ عثماف فتربصت بو‪ ،‬قاتلت علياً عليو السالـ على أمر كاف‬
‫أولى بو منك عند اهلل وعند المسلمين فلما بلغ الكتاب أجلو صار إلى خير منقلب صرت إلى‬
‫شر مثوى‪ ،‬وقد خففت عنك من عيوبك‪.‬‬
‫فانظر إلى كالـ الحسن بن علي عليو السالـ بعد صلحو بزماف إلى قولو عليو السالـ‪ :‬فليت‬
‫شعري أجهلوا أمر الحسن‪ .‬أـ عقلوه أـ صوبوه؟ أـ ضللوه؟ أـ كانوا على بياف أفضل الحالين‬
‫أشد منو حرصاً؟ – حاشا وكال‪ ،‬بل عرفوا من عذره ما جهلو القائلوف‪ ،‬حتى ماتوا قتالً وأسراً ولو‬
‫كاف كما زعم الجاىل لكاف لهم منو وجو في أف يصالحوا لغير ضرورة إلى آخر كالمو عليو‬
‫السالـ‪.‬‬
‫وأجمع من يعتد بو أف معاوية أوؿ من بغى في اإلسالـ‪ ،‬قالو سعد معترضاً على العضد حيث‬
‫قاؿ‪ :‬التبس الفاسق أياـ معاوية فقاؿ‪ :‬أنصف اهلل من العضد‪.‬‬
‫وكاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم خصمو‪.‬‬

‫(‪)8/1‬‬

‫وقد أجمع من يعتد بو أف معاوية أوؿ من بغى في اإلسالـ ىذا عندىم‪ ،‬وأما نحن فال كالـ في‬
‫األوؿ وقد قاؿ بنحو مقالة العضد واصل وعمرو شيخا اإلعتزاؿ في أياـ الجهل‪ ،‬وقد نفر‬
‫عليهما اإلماـ المهدي عليو السالـ في الغايات غاية التنفير‪ :‬إنما الشك في الصحة عنهما‬
‫ألنها من رواية الذىبي أوالً ففي مسلك النظاـ يدخال‪ ،‬وقد سمعت عن بعض العواـ ما ال أظن‬
‫صحتو أف المقالة تلك لإلماـ‪ ،‬ولم ينقم عليهما أكثر منو يا ىماـ‪ ،‬لكن أبنا العصر يأخذوف‬
‫بالتقليد فهو بضاعتهم التي عليها يعولوف‪ ،‬ولو سألتو من أخبره؟ أو أين وجده؟ لتلجلج ولم يدر‬
‫ما يقوؿ وال يعلم أف أدنى استخفاؼ بأي إماـ خطأ كبير‪.‬‬
‫قاؿ سيدي العالمة أحمد بن محمد الشرفي‪ :‬بعد نقل ما روى عن واصل وعمرو ثم قاؿ‪ :‬رواه‬
‫اإلماـ المهدي في الغايات والذىبي وكأنو ال يميز بين قاؿ وروى‪.‬‬
‫وأما الشيخاف فقد استحقا إف صح عنهما أف توجو إليهما سهاـ التقريع وليس العجب إال ممن‬
‫يرى التوقف في حق المشائخ والتفسيق‪ ،‬ثم يترحم على ىؤالء فيقوؿ‪ :‬قاؿ فالف رحمو اهلل‬
‫فالحكم واحد على شيخ تيم من مشيخ زمخشر ما قلت في أحدىا قلت في اآلخر سواء‪.‬‬

‫(‪)9/1‬‬

‫ثم اعلم أنو لما زحزح األمر من مقامو الذي أقامو اهلل ورسولو فيو وىو العنصر النبوي بأف قاـ‬
‫باإلمامة غير أىلها وزحزح علي عن مقامو ووقع ما وقع من االغتصاب واالنتهاب‪ ،‬فمتع شيخ‬
‫تيم قليالً ثم أدلى بها إلى اآلخر ألنو نالو شطر الحلب‪ ،‬ثم قاـ ثالث والقوـ نافي خصبو بين‬
‫قيلة وحولو يبوآنو يخضموف ماؿ اهلل كخضم اإلبل المرعى‪ ،‬ثم قاـ ىذا المهين اللعين بعدىم‬
‫فلو لم تعم األوؿ ما قاـ الثاني وال الثالث‬
‫فضالً عن وصوؿ اإلمامة إلى الطليق وأبناء الطلقاء الذين أسلموا فرقاً من السيف‪.‬‬
‫ثم ال شك أف معاوية لعنو اهلل لم يسلم وإنما استسلم ولنا أدلة على عدـ إسالمو كثيرة منها ما‬
‫تقدـ من نزوؿ اآلية وقولو تعالى‪{:‬والشجرة الملعونة في القرآف}روى الحاكم أنها نزلت فيهم‬
‫حين نزؿ رسوؿ اهلل بني أمية ينزوف على منبره نزو القردة‪.‬‬
‫ومنها ما كاف أمير المؤمنين يقولو فيو وغيره‪ :‬واهلل ما أسلموا ولكن استسلموا‪ ،‬فلما وجدوا على‬
‫الكفر فرصة أظهروه وكتب إليو بعض الصحابة كتاباً يقوؿ فيو أما بعد‪ :‬فإنما أنت …‪ .‬دخلت‬
‫في اإلسالـ كرىاً وخرجت منو طوعاً‪.‬‬
‫وقاؿ أمير المؤمنين عليو السالـ في بعض كتبو إليو‪ :‬وما أنت والفاضل والمفضوؿ وما للطلقاء‬
‫وأبناء الطلقاء‪.‬‬
‫ومنها أف قولو تعالى‪{ :‬الذين كفروا وصدوا عن سبيل اهلل أضل أعمالهم}‪.‬‬
‫روى الحسكاني عن بعض أئمة اآلؿ وأظنو الحسن بن الحسن أنها نزلت آية منها في أىل‬
‫البيت وآية في بني أمية‪ ،‬وفيها تصريح بكفرىم‪.‬‬
‫(‪)11/1‬‬

‫ومنها أنو استلحق زياد بأبيو مخالفاً لقوؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪(( :‬الولد للفراش‬
‫وللعاىر الحجر))فقاؿ فيو الشاعر‪:‬‬
‫أال أبلغ معاوية بن صخر‬
‫أتغضب أف يقاؿ أبوؾ عف‬
‫فأشهد أف لك من زياد ‪ ...‬مغلغلة من الرجل اليماني‬
‫وترضى أف يقاؿ أبوؾ زاني‬
‫ألف الفيل من ولد األتاف‬
‫ومنها أنو يستشفي باألصناـ‪ ،‬وروي أنو وجد في عنقو صليب يوـ مات‪.‬‬
‫ومنها أنو كاف يدين بالجبر وىو القائل‪ :‬أعطي من أعطى اهلل وأمنع من منع اهلل فقاؿ‪ :‬كذبت بل‬
‫تعطي من أحرمو اهلل وتمنع من أعطاه أو كما قاؿ‪.‬‬
‫ومنها أنو سعى في سم الحسن عليو السالـ على يدي زوجة الحسن جعدة بنت األشعث‪،‬‬
‫وضمن لها ماالً عظيماً‪ ،‬وأف يزوجها بيزيد الكافر العنيد‪ ،‬فلما فعلت غرضو وفى لها بالماؿ‪،‬‬
‫وطلبت منو التزويج فقاؿ‪ :‬كنت تحت الحسن بن الزىراء فما ألفت عليو‪ ،‬فخاؼ على يزيد‬
‫منها وقاؿ اليهودي‪ :‬إني أجد في التوراة أف من ذرية نبي أنو ال يزاؿ ملعوناً‪.‬‬
‫وقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪(( :‬ابني الحسين أال ولعنة اهلل على قاتلو وخاذلو أبد‬
‫الدىر ابني الحسين فقاؿ‪ :‬أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم))‪ ،‬وفي لفظ‪(( :‬أنا حرب‬
‫لمن حاربتم سلم لمن سالمكم))‪.‬‬
‫وأخرج اإلماـ المرشد باهلل في األنوار عنو صلى اهلل عليو وآلو وسلم أنو قاؿ‪(( :‬مكتوب على‬
‫باب الجنة ال إلو إال اهلل محمد رسوؿ اهلل علي ولي اهلل فاطمة أمة اهلل الحسن والحسين صفوة‬
‫اهلل‪ ،‬على باغضهم لعنة اهلل))‪.‬‬

‫(‪)11/1‬‬

‫قاؿ الذىبي‪ :‬وعلى واضعو لعنة اهلل‪ ،‬قاؿ بعض أئمتنا‪ :‬وعلى الناصبة لعنة اهلل‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أنو أخذ البيعة لولده يزيد وىو يعلم أنو ملعوف الذي ما عليو مزيد القائل‪:‬‬
‫لست من خندؼ إف لم أنتقم ‪ ...‬من بني أحمد ما كاف فعل‬
‫وواله رقاب المسلمين‪ ،‬فإف كاف فاسقاً كما يقولوف فالفاسق يتالفى عند موتو نفسو وال يفعل إال‬
‫ما يخلصو من النار‪ ،‬وىذا فعل عند الموت ما يوجب خلوده في النار أين العقوؿ السليمة؟‬
‫وقاؿ لو‪ :‬عليك ابن عمرو وابن الزبير والحسين بن علي وعمرو بن العاص وأوىمو أف ابن عمر‬
‫ال يقوـ وأف يرغم بالماؿ ابن الزبير‪ ،‬وأف يقاتل الحسين وأف يحتاؿ على عمرو بن العاص بأف‬
‫يأمره بنزوؿ قبر معاوية يعفره ثم يشجر عليو الرماح فال يطلع من القبر إال وقد بايع‪ ،‬وذلك أف‬
‫معاوية لعنو اهلل اتبع والده فإنو لما بويع عثماف وىو من بني أمية قاؿ أبو سفياف‪ :‬تلقفوىا –يعني‬
‫الخالفة‪ -‬واحد بعد واحد فواهلل ما من جنة وال نار فلما كاف ىذا معتقده فعل بولده ىكذا‪.‬‬

‫(‪)12/1‬‬

‫وأما ما يدؿ على فسقو ووجوب لعنو عندنا فيحتاج إلى تطويل يكتفى بو القليل قاؿ صلى اهلل‬
‫عليو وآلو وسلم‪(( :‬حرمت الجنة على من ظلم أىل بيتي وقاتلهم والمعين عليهم أولئك ال‬
‫خالؽ لهم في اآلخرة وال يكلمهم اهلل وال ينظر إليهم ولهم عذاب أليم)) أخرجو اإلماـ علي بن‬
‫موسى الرضى عليو السالـ وقاؿ (صلى اهلل عليو وآلو وسلم)‪(( :‬ويل ألعداء أىل بيتي‬
‫المستأثرين عليهم ال أنالهم اهلل شفاعتي وال رأوا جنة ربي)) وفي رواية عند المرشد باهلل‪(( :‬وىم‬
‫عترتي من لحمي ودمي إلى اهلل أشكو من ظالمهم من أمتي ال أنالهم اهلل شفاعتي))‪ ،‬وفي‬
‫حديث‪(( :‬وال تسبوىم فتضلوا وال تخالفوىم فتكفروا))‪ ،‬وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪(( :‬من‬
‫سمع واعيتنا أىل البيت فلم يجبها كبو اهلل على منخريو في نار جهنم))أخرجو الهادي والمؤيد‬
‫باهلل‪.‬‬
‫وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪(( :‬من مات ولم يعرؼ إماـ زمانو مات ميتة جاىلية))أخرجو‬
‫الهادي‪.‬‬
‫قاؿ القاسم بن إبراىيم (عليو السالـ)‪ :‬ىذا الخبر متواتر‪.‬‬
‫فأخبرنا يا صاحب النصيحة أمعاوية صدقت عليو األخبار أـ من قاتل أىل البيت وعاداىم ثم‬
‫ىذا الوعيد لمن يجب الدعوة فكيف من حاربهم‪ ،‬وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم‬
‫لعلي‪((:‬ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين)) مع قولو تعالى‪{ :‬وأما القاسطوف فكانوا لجهنم‬
‫حطباً} وىذا خبر ال شك فيو وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪(( :‬ال يؤمن عبد حتى أكوف أحب‬
‫إليو من نفسو وأىل بيتي أحب إليو من أىلو وعترتي أحب إليو من عترتو))‪.‬‬

‫(‪)13/1‬‬
‫وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم في علي عليو السالـ‪((:‬ال يحبك إال مؤمن وال يبغضك إال‬
‫منافق)) وىذا حديث مشهور وأحاديث حبو مشهورة قاؿ سيدي الحسين بن أمير المؤمنين في‬
‫الغاية‪ :‬أحاديث حب أمير المؤمنين بلغت حد التواتر‪ ،‬وأخرج بن المغازلي عنو (صلى اهلل عليو‬
‫وآلو وسلم)‪(( :‬إف هلل عز وجل خلقاً ليسوا من ولد آدـ وال من ولد إبليس يلعنوف مبغض علي‬
‫بن أبي طالب))قالوا‪ :‬يا رسوؿ اهلل من ىم؟ قاؿ‪ :‬ىم القنابر ينادوف في الشجر أال لعنة اهلل على‬
‫مبغض علي بن أبي طالب‪ ،‬ورواه حمزة بن أبي القاسم في السمط وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو‬
‫وسلم لعلي عليو السالـ‪( :‬كذب من زعم أنو يحبني ويبغضك)‪ ،‬وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو‬
‫وسلم‪(( :‬من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني)) رواه ابن عمرو‬
‫عن سليماف قاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪ :‬أنو قاؿ‪(( :‬الحسن والحسين من أحبهما أحبو اهلل‬
‫ومن أبغضهما أبغضو اهلل)) وفي حديث‪(( :‬من أحبهما أحببتو ومن أحببتو أحبو اهلل ومن‬
‫أبغضهما أو بغى عليهما أبغضتو ومن أبغضتو أبغضو اهلل ومن بغضو اهلل أدخلو اهلل نار جهنم‬
‫خالداً فيها ولو عذاب مهين)) أو كما قاؿ‪ ،‬وعن حذيفة نحوه وقاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪:‬‬
‫((ثالثة ال ينظر اهلل إليهم وال يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ رجل بايع إماماً فإف أعطاه شيئاً من‬
‫الدنيا وفى لو )) ىذا حاؿ اللعين لما علم أف أمير المؤمنين سيعزلو ‪ ،‬زعم أنو يطلب بدـ عثماف‬
‫وروى اإلماـ زيد‪ ،‬عنو صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪ ،‬أنو قاؿ‪:‬‬

‫(‪)14/1‬‬

‫((إني لعنت اإلماـ يتجر في رعيتو)) وفي آخر الحديث السفينة في رواية ابن المغازلي((ومن‬
‫قاتلنا آخر الزماف فكأنما قاتل مع المسيح الدجاؿ))‪.‬‬
‫وروى السيد أبو طالب عن علي مرفوعاً‪(( :‬تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بالدـ‬
‫فتعلق بقائمة من قوائم العرش وتقوؿ‪ :‬يا عدؿ يا جبار احكم بيني وبين قاتل ولدي))قاؿ صلى‬
‫اهلل عليو وآلو وسلم‪(( :‬فيحكم البنتي ورب الكعبة))‪.‬‬
‫وروى ابن المغازلي والحسكاني والمنصور باهلل عنو صلى اهلل عليو وآلو وسلم أنو قاؿ‪(( :‬من‬
‫ناصب علياً بعدي في الخالفة فهو كافر ومن شك في علي فهو كافر))‪.‬‬
‫وروى المنصور باهلل عنو صلى اهلل عليو وآلو وسلم أنو قاؿ‪(( :‬علي خير البشر فمن أبى فقد‬
‫كفر))‪.‬‬
‫ومن أحداثو في اإلسالـ أنو سب أمير المؤمنين وأمر بسبو في أيامو إلى أياـ الناقص وقد صرح‬
‫صلى اهلل عليو وآلو وسلم في عدة أحاديث بلفظ‪(( :‬من سب علياً فقد سبني)) أخرج اإلماـ‬
‫المرشد باهلل ويواشج عن أبي جبيرة قاؿ‪ :‬بلغ ابن عباس أف أناساً ‪ .....‬في أمير المؤمنين عليو‬
‫السالـ فقاؿ لولده علي خذ بيدي فامض بي إليهم فأتهم فقاؿ‪ :‬أيكم الساب‪،‬هلل ؟ فقالوا‪ :‬من‬
‫سب اهلل وقد كفر أو أشرؾ فقاؿ‪ :‬فأيكم الساب؟لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم؟ قالوا‪:‬‬
‫من سب رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو وآلو وسلم) فيقوؿ‪(( :‬من سب علياً فقد سبني [ومن]سبني‬
‫فقد سب اهلل))الخبر‪.‬‬
‫فهل سوغ التوقف عن لعن من سب اهلل ورسولو وعلياً؟‪.‬‬

‫(‪)15/1‬‬

‫ومن أحداثو أنو قتل عمار بن ياسر المشهود لو بالجنة وقد قاؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم‪:‬‬
‫((تقتلك يا عمار الفئة الباغية))الخبر عده السيوطي من المتواتر وىو في صحاحهم كمسلم عن‬
‫أـ سلمة والحاكم عن حذيفة وابن عبد البر عن خزيمة ‪ ،‬والطبراني عن ابن عمر‪.‬‬
‫قاؿ أحمد بن حميد الشهيد‪ :‬وكاف خزيمة بن ثابت كافاً لسالحو حتى قتل عمار فقاؿ‪ :‬اآلف‬
‫حل إلى القتاؿ‪ ،‬فقاتل‪ ،‬ولما قتل عمار قاؿ ابن عمر‪ :‬والخارج سيتعين ويبين إلى أنك يا معاوية‬
‫على الباطل ألني سمعت رسوؿ اهلل (صلى اهلل عليو وآلو وسلم) يقوؿ‪(( :‬تقتلك يا عمار الفئة‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫حمزةَ ُ‬
‫الباغية)) فقاؿ‪:‬لسنا قتلناه إنما قتلو من جاء بو قاؿ لو‪ :‬فهل قَػتَل َ‬
‫عليو وآلو وسلم‪ ،‬وقد أشار السيد صارـ الدين إلى حاؿ صاحب النصيحة في ذلك شعراً‪:‬‬
‫قاؿ النواصب قد أخطا معاوية‬
‫والعفو في ذاؾ مرجو لصاحبو‬
‫قلنا كذبتم فلم قاؿ النبي لنا ‪ ...‬في اإلجتهاد وأخطا فيو صاحبو‬
‫وفي أعالي جناف الخلد راكبة‬
‫في النار قاتل عمار وسالبو‬
‫وقاؿ أيضاً‪:‬‬
‫والعن معاوية الطاغي وشيعتو‬
‫أردوا أويساً وعماراً لشقوتهم‬
‫أبرا إلى اهلل من عمرو وصاحبو ‪ ...‬فهم ذووا الفسق والفحشاء والنكر‬
‫والسيدين وما أبقوا على حجر‬
‫واألشعري ومرواف ومن بسر‬

‫(‪)16/1‬‬
‫وما أشار إليو السيد رحمو اهلل من قتل حجر بن عدي رضى اهلل عنو فهو من أحداث معاوية‬
‫لعنو اهلل العظيمة إنو أمر بقتل حجر بن عدي لتمسكو بأذياؿ علي بن أبي طالب وأخذه بحجزتو‬
‫{وما نقموا منهم إال أف يؤمنوا باهلل العزيز الحميد}‪.‬‬
‫ولما دخل معاوية لعنو اهلل المدينة لقيو من لقي ولم يخرج للقاه جابر بن عبد اهلل األنصاري‬
‫فقاؿ‪ :‬لم ال تخرج فاعتل جابر لعدـ الدابة‪ ،‬فقاؿ معاوية لعنو اهلل متكلماً بو فأين النواضح‬
‫يشير إلى أف األنصار سناة فقاؿ جابر‪ :‬أتلفناه في طلبك وطلب أبيك يوـ بدر وقد قاؿ صلى‬
‫اهلل عليو وآلو وسلم لألنصار‪(( :‬إنها ستصيبكم بعدي أثرة))قاؿ معاوية‪ :‬فماذا قاؿ؟‬
‫قاؿ جابر‪ :‬قاؿ ((اصبروا))‪.‬‬
‫قاؿ معاوية‪ :‬فاصبروا وىذا استخفاؼ بجابر وبالخبر من اللعين‪.‬‬
‫ولما سم الحسن عليو السالـ وتوفي أصبح ذلك اليوـ مستبشراً مسروراً فقاؿ عبد اهلل بن عباس‬
‫رضي اهلل عنو‪:‬‬
‫أصبح اليوـ ابن ىند شامتاً‬
‫ولقد كاف عليو روحو‬
‫واتقي اهلل وأظهر ثوبو ‪ ...‬ظاىره النخوة إف مات الحسن‬
‫مثل رضوى وثبير وحصن‬
‫إنما كاف كشيء لم يكن‬
‫وقد علم كافة أىل اإلسالـ أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم لو كاف [موجوداً] ألحزنو‬
‫موت الحسن‪.‬‬
‫وقاؿ البن عباس يوماً‪ :‬أين مكاف عمك أبي لهب؟ فقاؿ ابن عباس‪ :‬على يمينك إف دخلت‬
‫متكئاً على عمتك حمالة الحطب‪.‬‬
‫وكاف ىو وعمرو بن العاص يقوالف‪ :‬إف في أمير المؤمنين عليو السالـ دعابة‪.‬‬

‫(‪)17/1‬‬

‫وكاف يقوؿ في كتبو أف أمير المؤمنين بغى على المشائخ ففي جواب أمير المؤمنين عليو‬
‫السالـ‪(( :‬وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت وعلى كلهم بغيت فصير المبغي علي باغياً‬
‫والمحسود حاسداً))‪ ،‬واحتاؿ يوـ صفين بعد أف أخذ من أصحابو بالمخنق فدعا إلى كتاب اهلل‪،‬‬
‫ونصبو على الرماح فكف أمير المؤمنين ىذه خدعة والقوـ ليسوا بأصحاب دين وال أمانة‪ ،‬فلما‬
‫اجتمع الحكماف على كراىة‪ ،‬أمير المؤمنين تشاورا إلى خلع أمير المؤمنين ومعاوية وتقليد عبد‬
‫اهلل بن عمر ثم خلع أمير المؤمنين على رأس المنبر وحق عليهم قوؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫وآلو وسلم‪(( :‬اللهم واؿ من وااله وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذؿ من خذلو))‪.‬‬
‫ومعلوـ لكل عاقل برواية كل ناقل أنهم عادوا علياً وأعلنوا بسبو على رؤوس المنابر ومن عاداه‬
‫فقد عادى اهلل ورسولو‪ ،‬وكاف يزعم أنو يطلب بثأر صاحب الدار المرمي على األرض ثالثة أياـ‬
‫لم يقبر ثم دفن في حصن كوكب‪ ،‬وحمل الناس على الدفن جنبو حتى أدخل في البقيع‪ ،‬وكاف‬
‫ينسب قتل عثماف إلى علي عليو السالـ فالويل لعثماف إف كاف علي قاتلو ألف علياً ال يقتل‬
‫مسلماً‪.‬‬
‫وقاؿ ألمير المؤمنين عليو السالـ في بعض كتبو‪ :‬إنك آويت قتلو عثماف وآلى اللعين ليطلبن‬
‫قتلو في البر والبحر‪ ،‬فأجابو أمير المؤمنين ما معناه‪ :‬وأما قتلة عثماف فال بد تراىم يطلبونك في‬
‫المهاجرين واألنصار‪.‬‬

‫(‪)18/1‬‬

‫وإذا ثبت أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم لعنو‪ ،‬وعلي بن أبي طالب قنت بلعنو‬
‫والحسن والحسين لعناه‪ ،‬وابن عباس لعنو يوـ عرفة كما تقدـ‪ ،‬ومحمد بن الحنفية قاؿ لهم يوـ‬
‫صفين‪ :‬اخسئوا ذرية النار وخشو النفاؽ ولعنتو الصحابة وكذبوه‪ ،‬وكذلك أئمة أىل البيت إماماً‬
‫إماماً إلى يومنا ىذا‪.‬‬
‫وقاؿ الحسن البصري‪ :‬لما قاؿ لو رجل‪ :‬يا أبا سعيد‪ ،‬معاوية كاف أحلم أـ أبو الحسن؟ قاؿ‪:‬‬
‫الحسن‪ ،‬فأعادىا فقاؿ‪ :‬الحسن فقاؿ الرجل‪ :‬إنما أعني معاوية الذي كاف أمير المؤمنين قاؿ‬
‫الحسن‪ :‬وىل كاف إال حماراً ناىقاً‪.‬‬
‫وبالجملة فقد أجمع على بغيو وفسقو العترة الطاىرة والشيعة والمعتزلة والفقهاء وبعض األشعرية‬
‫واإلمامية والخوارج وغيرىم ولم يخالف إال بعض الحشوية ومتأخروا الشافعية والمتسننة بصنعاء‬
‫فمنهم من يتوقف عن لعنو‪ ،‬ومنهم من يرحم عليو وغرضهم إغاضة آؿ محمد وعداوة أمير‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب عليو السالـ وقد سمعوا عمراً بن العاص لعنو اهلل يقوؿ‪:‬‬
‫وكم قد سمعنا من المصطفى‬
‫وفي يوـ خم رقى منبراً‬
‫فمن كنت مولى لهم سيداً‬
‫وقاؿ وليكم فاحفظوه‬
‫فإنا وما كاف من أمرنا‬
‫وإف علياً غداً خصمنا‬
‫فإف قلت بينكما نسبة‬
‫فال لك فيها وال ذرة‬
‫نصرناؾ من جهلنا يا ابن ىند ‪ ...‬وصايا مخصصة في علي‬
‫يقوؿ بأمر العزيز العلي‬
‫علي لو اآلف نعم الولي‬
‫كحفظي فمدخلو مدخلي‬
‫من النار في الدرؾ األسفل‬
‫لك الويل من عنده ثم لي‬
‫فأين الحساـ من المنجل‬
‫وال لجدودؾ في األوؿ‬
‫على السيد البطل األفضل‬

‫(‪)19/1‬‬

‫وفيما ىنالك كفاية واهلل ولي الهداية انتهى نقالً‪.‬‬


‫قاؿ في األـ‪ :‬من خط مؤلفها جزاه اهلل خيراً بحق محمد وآلو‬

‫(‪)21/1‬‬

You might also like