‫تختل ف ت أثيرات النظم االنتخابي ة على األح زاب السياس ية‪ ،‬وي تراوح ذل ك الت أثير بين نظ ام األغلبي ة‬

‫والنظام الّن سبي‪ ،‬فحسب أطروحة موريس ديفيرجيه‪:‬‬

‫ي ؤدي االق تراح النس بي إلى أح زاب سياس ية متع ددة‪ ،‬جام دو‪ ،‬ومس تقلة‪ ،‬حيث إذا دخلت في‬ ‫‪-‬‬
‫تحالفات فإنها تبقى دائما متمسكة بموقفها‪ ،‬وغير راضية بالبرامج للمحافظة على استقاللها‪.‬‬
‫يؤدي نظام األغلبية على دورين إلى أحزاب متع ددة مرن ة‪ ،‬وليس ت جام دة‪ ،‬ومترابط ة وليس ت‬ ‫‪-‬‬
‫مستقلة‪ ،‬حيث أنه في الدور الثاني تتنازل األحزاب جزئيا على مواقفها‪.‬‬
‫يؤدي نظام األغلبية على دور واحد إلى ثنائية حزبية‪ ،‬مما يؤثر س لبا على األح زاب الص غيرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بم ا يس مى ق انون التكعيب‪ ،‬حيث نس بة المقاع د بين الح زبين الرئيس يين تع ادل تكعيب نس بة‬
‫األصوات المعبر عنها في كال الحزبين‪ ،‬مما ي ؤدي إلى تض خيم تمثي ل األغلبي ة‪ ،‬وتقلي ل تمثي ل‬
‫األقلية‪.‬‬
‫تعرضت أطروحة ديفيرجيه لعدة انتقادات‪ ،‬وركزت كل االنتقادات على البعد الواح د أي العام ل‬ ‫‪-‬‬
‫االنتخابي في موضوع تتدخل فيه عوامل مختلفة أهم من النظام االنتخابي‪ ،‬منها م ا قال ه ج ورج‬
‫الف و‪ ":‬إن النظ ام االنتخ ابي ش يء ال ي ذكر ب النظر إلى العوام ل العدي دة (الوطني ة‪ ،‬التاريخي ة‪،‬‬
‫األيديولوجية‪)..‬التي تؤثر على الحياة السياسية زالحزبية في بلد ما‪.‬‬
‫تدارك ديفيرجيه الخلل في أطروحته ‪ ،‬واعترف بتأثير األوضاع الوطنية واأليديولوجيات والبنى‬ ‫‪-‬‬
‫السوسيواقتصادية على األحزاب السياسية‪ ،‬لكنه برر هذا الطرح بقوله‪ ":‬اخترن ا أن نح دد بالدق ة‬
‫ت أثير النظم االنتخابي ة لس د الفج وة‪ ،‬لكن ه ذا ال يع ني أنن ا اعتبرن ا النظ ام االنتخ ابي أهم من‬
‫التأثيرات األخرى‪ .‬في الواقع يعتبر النظام االنتخابي مكبح من جهة‪ ،‬ومس رع من جه ة أخ رى‪،‬‬
‫معناه‪ ،‬وجود نظام انتخابي ما قد يسهل التعدد الحزبي ال ذي انج ر عن فع ل عوام ل أخ رى‪ ،‬في‬
‫حين وجود نظام انتخابي آخر قد يعرقل ه‪ ،‬ف النظم االنتخابي ة ال تلعب في الحقيق ة دور المح رك‪،‬‬
‫حيث الت أثير الحاس م في ه ذا الص دد يع ود إلى األوض اع الوطني ة واألي ديووجيات س يما الب نى‬
‫السوسيو اقتصادية‪.‬‬