الاتجاهات الجديدة في الدراسات الأمنية دراسة في تطور مفهوم الأمن في العلاقات الدولية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 170

‫املقدمة‪..........................................................................................................

‬‬

‫املقدّمة‪ّ ّ:‬‬
‫ّلقدددّ د ّلّاألم ددلّ م د ّم د ّّالت ددخ اهلّاس ددخرب ّاألا ددلّل رب ددخلّالد لددةّ دّخعّالسّيخس ددة ّال د الّا ت د ّل اّ‬
‫"ضمخنّظ فّالبقخءّ االستم ا "ّأ م ّأ لواختّالسّيخسةّاخلخ ربيةّ الداخميةّ مد ّدددّّسدواء‪ّ.‬امدخّثلدلّاألمدلّ‬
‫ّ‬ ‫"مش د مةّمددلّاددوعّخددخ ّ"ّاخل سددبةّلمدا س د ّ األاددخ ثي ّلمددةّاواددةّ خدديخّ م د ّالخدديخ ةّالد يقددةّ خ د‬
‫اخألسددخ ّإالّأاددةّابقد ّما ومددخّاددخل ّالداللددة‪ ّ.‬اعدددّاالاتشددخ ّالواسددةّملاددخييةّمتبخا ددةّدددولّاألمددلّ دددا ّا د ّ‬
‫البددخ ّكيايددداّلد أ ّ" تّليبشددت "ّ‪ّRonnie D. Lipschutz‬اوربددو ّ"لددي ّلق د ّ د اعّدددولّاألمددلّا د ّ‬
‫األمةّالّأاطخّ اعّدولّاألملّا ّاملاخيية‪ّ ّ".‬‬

‫ّ ددنّأاخ ددخ ّامل ع ددخ ّالعقد د تّ ّالوا عي ددونّاد رب ددةّأخد د ّ–ّالد د الّ‬ ‫لخ د لّدقب ددةّا د ّالب ددخ‬
‫سيط اّ م ّجمملّ مميةّالت عريّ ّالع ختّالد ليةّ–ّ م ّكع انّالدّ اسختّاألم يةّكع ااخّضيقخّملّم طمقّ‬
‫ّ أو اددةّأمددلّالد لددة‪ّ.‬ل دخ ّتِّ ّل ّما ددومّ"األمددلّالددودن"ّمددلّلدددنّ خلبيددةّا مخ ددةّالعمميددةّ‬ ‫طددخاخّاألمددلّالعس د‬
‫التخو ّاألمللّلألملّلتقدثةّإربخاختّكت ينّمةّالت داداتّاألم يةّ ّ خملّث خئيّالقطبّ‪ّ .‬‬

‫ددريّأنّّل د ّأ اخ د ّاللمخاي يددختّمددلّالق د نّاملخضدديّ د دتّاقمددةّاع اددةّ كيف درياّيخمددخّ ّد اقددةّكخددو ّ‬


‫اسةّاألملّ دىتّممخ ستة ّمخّددىّاد"ستيالّ الد "ّ‪ّّStephen M. Walt‬إىلّ سدةّيد اّامل دمدةّل دمدةّ‬
‫"ال طدةّلمدّ اسددختّاألم يددة"ّ ّإ دخ ّإىلّمددخّ لمددةّمددلّكطدو ّ ّميدددانّالع ددختّالد ليدة‪ّ.‬لخد لّيد اّالاد ّ‬
‫د فّدق ددلّالدّ اس ددختّاألم ي ددةّس ددرخالّل ا ددخّ سيخس دديخّ وا ددخّ ا د ّد ددولّإ د خليةّكوس دديةّ كعمي ددقّالد اس ددختّ‬
‫األم ي ددة‪ ّ.‬م ددةّأنّالب خث ددةّالعق ايد د ّ دددّس دديط اّ م د ّمي دددانّالد اس ددةّ ّاملخض ددي ّإالّأنّّااات ددخحّاألرب ددداتّ‬
‫اال تخدخ اةّ البيييددةّ اعتمعيدةّا داددد ّ ددّااطددوىّ مد ّدد ّددّسد اّالسديط ّلقدددّ سدع ّالب يددةّا دادد ّلاد ّمددخّ‬
‫اعددّا د ّالبددخ ّأرب ددد ّالد اسددختّاألم يدةّلتترددخ نّمددخّاددخنّمددلّ دينّالتقميدددا ّأنّاسددمواّ"السّيخسددةّالعميددخ"ّ‬
‫لتشملّدىتّ طخاخّمخّاسم ّاخلسّيخسةّالدايخّلمبييةّ اال تخخ ‪ّ ّ.‬‬

‫ملّي اّامل طمق ّملمد ّاخادةّا د ّالبدخ ّاقطدةّددولّلخ دةّ ّ مميدةّالت عدريّ ّالدّ اسدختّاألم يدة ّ‬
‫م د ّا تبددخ ّأنّاملقخ اددختّال ع اددةّاملاس د ّلألمددلّ ّل د ّا د ّالبددخ ّ مددخّ بم ددخّ تماددةّمددلّا دواحّم مددةّ ددلّ‬

‫‪7‬‬
‫املقدمة‪..........................................................................................................‬‬

‫املقخ اددختّ ال سددهلّال ع اددةّالسددخ يةّلب ددخءّكخددو ّربدادددّلوا ددةّاألمددلّ ّ ددخملّمددخّاعدددّا د ّالبددخ ‪ ّ.‬ميددةّلقدددّ‬
‫د دتّالبييددةّاألم يددةّ ّيد اّالاد ّ ّاد نّم عومددةّماخييميددةّميفددخا ّلمدددّاخاد ّسددخئد ّمددلّ بددل ّ يددوّمددخّربددخءّ‬
‫ااع خسخّلت خميّال ةّمخّاعدّالوضعيةّ ّاع اةّالع ختّالدّ ليةّ‪ّ ّ-‬العمدومّاالربتمخ يدةّاشد لّ دخمّ‪ ّ-‬دلّ‬
‫م ددخّ د د فّاد دد"االجتخاّالت دديممي"ّّ‪ّّReflexif Trend‬أا ددلّ ّّلد د ّم سّس ددةّالت ع ددريّأا ددلّ ممي ددةّي دددمّمعد د ّ‬
‫لمم طمقختّاالاستيمولوربيةّ األاطولوربيةّلمتيخ ّالعق ت‪ّ ّ.‬‬

‫لايّي اّالسيخق ّاخن طّالّملّالعق اي ّ التيمّمي ّ ّأخ لةّّلد"ك قيح"ّ إ خ ّ ديخ ةّما دومّاألمدلّ‬
‫ليتمخ ّمةّالّملّ"التّ ولّاالس اكيري"ّال ّملّمتةّاخاةّالل خئيةّالقطبيةّّ "الّقمةّاالاستيمولوربية"ّا داد ّ‬
‫مملمةّ ّالّ ةّمخّاعدّالوضعية‪ّ .‬‬

‫اإل خلية‪ّ :‬‬

‫كتم و ّإ خليةّالدّ اسةّدولّكيثريّالت ّولّاالاستيمولوربيّال ّ د دكةّال ع ادةّاالربتمخ يدةّاشد لّ‬


‫خمّ اع اةّالع ختّالدّ ليةّاد ربةّأخ ّ م ّ مميةّك قيحّما ومّاألمدلّ ّ مد ّالتّ دولّاملادخييميّ الّعد ّ‬
‫ّالدّ اسددختّاألم يددة‪ ّ.‬اخلتددخحتّل دديّدددخ لّّالب دديفّ ّالتطددو ّالد ّ لددةّالتا ددريّاألمددنّ دددا ّا د ّالبددخ ّ‬
‫لّال اي ّ م ّاألدد ّ الب دخءاتّاملع ليدةّل جتخيدختّالّع ادةّال دلىّ ّالع دختّالدّ ليدةّ ذلد ّاخإلربخادةّ مد ّ‬
‫التسخؤلّالتخحت‪ّ :‬‬

‫" إلى أي مدى أسهمت منظارات العالقات الدولية في التطور الفكري الذي شهده مفهوم‬
‫األمن في فترة ما بعد الحرب الباردة ؟"‬

‫ك د جّضملّي اّاإل خليةّجممو ةّملّاألسيمةّالا ية‪ّ :‬‬

‫‪ ‬اينّ ّ فّاألمل؟ّ مخييّموضو خكة؟ ّ‬


‫‪ ‬مخييّاملطخم ّالّع اةّملا ومّاألمل؟ّ ّ‬
‫م ّأ ّأسخ ّ يدتّاالجتخيختّالّع اةّ ّالع ختّالدّ ليةّكخو اهتخّدولّاألمل؟ّ ّ‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫‪8‬‬
‫املقدمة‪..........................................................................................................‬‬

‫الاّضيخت‪ّ :‬‬

‫است دّ ّأخ لت خّملعخ ةّاإل خليةّاملط دةّ ا اّاإلدخدةّلختمنّربوااب خّ م ّالا ضيختّالتخلية‪ّ :‬‬

‫‪ ‬خطوطّالتّمخا ّ االخت فّا ّم عدخ اتّالع دختّالدّ ليدةّ ّكخدو اهتخّددولّاألمدلّأ ومدةّ‬
‫اتبخالّم طمقخهتخّالامسايةّ كورب خهتخّاالاستيمولوربيةّ امل رية‬
‫‪ّ ‬كطو ّالا ّاألمنّ لّ مميةّك قديحّ إ دخ ّ ديخ ةّما دومّاألمدلّيدوّ ليددّا دوا ّامل عدخ ا ّ‬
‫ّالبخ‬ ‫ّالد اسختّاألم يةّاعدّا‬
‫‪ ‬م عخ اتّالع ختّالد ليةّكبق ّ خرب ّ"م ا ً"ّ لّكقدميّل ةّاخملّملخّاع يدةّما دومّاألمدلّ‬
‫ّظلّالطّبيعةّاملعقد ّلمسيخسةّالعخملية‪ّ .‬‬

‫م جّالدّ اسة‪ّ :‬‬

‫كّوظّنّي اّالد اسةّ"الت ميلّال عد ّاملقدخ ن"ّ‪ّL’Analyse théorique comparative‬الد ّ‬


‫ثّ ّ دخّمدلّل دةّ تمدنّاملادخييةّاألم يدةّاا د ّ دميدلّمسدممخهتخّالّع ادةّاملا ادة‪ّ.‬لخلّمدخذجّاملع ليدةّالّع ادةّيديّ‬
‫الدددّكخددو ّ كّ ش د لّاملاددخييةّاألم يددةّ الدددّكقددو ّاددد يخّإىلّإ دددا ّسيخسددختّأم يددةّ نّ رييددخ‪ ّ ّ.‬ميددةّثلددلّ‬
‫الت ميلّال ع ّلمماخييةّاألم يةّم دم ًّةّم مةّ ّد اقّالب يفّ لّالوضةّاألمنّاأللطلّاإرب اءّ ممي‪ّ .‬‬

‫أمددخّمددلّال خديددةّالتق يددة ّل ددوّاسددخ داخّ مد ّكقيدديةّ مقخ اددةّإسد خمختّ تمددنّاالجتخيددختّال ع اددةّدددولّ‬
‫موضدوعّاألمدلّ دلّدميدلّمقددخ نّملقخ ادختّاالجتدخاّالعقد تّمدلّرب ددةّ املقخ ادختّالبدامدةّ ّالسيخسدةّالعخمليدةّمددلّ‬
‫رب ددةّأخد ى ّ لددقّد اقددةّمقخ اددةّإاسددتيمولوربية ّأاطولوربيددةّ م ريددة‪ ّ.‬اعدددّالت ميددلّال عد ّاملقددخ نّ لددقّي د اّ‬
‫الط اق د ددةّ رب د د ددخّاسد د دديطّخًّم د د ددلّاإلد د د ددخ ّالتقييم د د دديّاملق د ددخ نّل ع اد د ددختّالع د د ددختّالدّ لي د د ددةّ املع د د د فّاخملمخثمد د ددةّ‬
‫اس دسدية‪ّ)L’analogie architecturale‬الد ّ ضدعةّ" انّأميدخ ا"ّ‪ّ ّDan O’meara‬مقخلدةّاملع دونّ‬
‫ا د د‪‘‘sortir d’un long sommeil : comment évaluer et comparer les théories en :‬‬

‫’’ ‪ ّrelations internationales‬ال ّات ونّملّأ اعةّاقخط‪ّ :‬‬

‫‪9‬‬
‫املقدمة‪..........................................................................................................‬‬

‫‪ّ:‬موضوعّالتّ ميل ّا اخمجّالب يف ّاإلدخ ّاملاخييمي ّاألد دختّاملا اة‬ ‫‪ ‬املش عّالا‬
‫ّ األ ولّ ّا وا ات)‬ ‫‪ ‬سيخقّمنوّ كطو ّاملقخ اة‪ّ:‬الع فّالتخ خيي ّالسيخقّالا‬
‫‪ ‬الت خملّال ع ّالدّاخمي‪ّ:‬االاسرخمّاألاطولوربي ّاالاسرخمّاالاستيمولوربي ّاملعيخ اة‬
‫‪ ‬مجّالع خ ‪ّ:‬كعخضدّال ع اةّ‪.synergie théorique‬‬

‫كاخيلّالدّ اسة‪ّ :‬‬

‫لقدّ ّ ّمعخ ةّإ خليةّي اّاملوضوعّاتقسيةّالد اسةّإىلّث ثةّلخول ّكتخد يخّمقدمةّامددخلّ دخمّ‬
‫إلاطددخحّاإلدددخ ّال ع د ّ امل ردديّاخلددخ ّاخإل د خليةّ يدددّالد اسددة ّمددةّ تمددنّاملطددخم ّ األاعددخ ّاألسخسدديةّ‬
‫املتعمقدةّاددخ ّ ّدد ّدخ ل دخّ ّالاخددلّاأل لّالو ددوفّ مد ّمخييددةّدقددلّالد اسدختّاألم يددةّاددخل ربوعّإىلّأ دولةّ‬
‫املع ليةّ ّاملا مية ّ دلّالب ديفّ ّإاتيمولوربيدخّاألمدلّ اد اّالسديخ ختّالتخ خييدةّ ال ع ادةّلتطدو ّا قدل‪ّ.‬مدةّإاد انّ‬
‫أيةّالقطخاخّ املسخئلّاملش مةّللاخمجّحبلةّاخلخ ‪ ّ.‬ل ونّيد اّالد اسدةّ مد ًّاع ادخًّحبتدخً ّلقددّلّاشد لّ دخمّ‬
‫إاطخحّاألدد ّالعخمدةّلم ع ادةّ ّالع دختّالد ّليدةّاخإلضدخلةّإىلّل د ّأيدةّاملسدترداتّا خ دمةّ ّيد اّالاد عّ‬
‫ملّل عّاملع لةّ املتملمةّأسخسخّ ّاحملخ ّاللخللةّملّسمسمةّاحملخ اتّاملع لةّلم قل ّ‬

‫أمدخّالاخددلّاللدخت ّلقدددّخخخد خاّلب دديفّاألدد ّال ع اددةّ املع ليدةّلمم عددخ ّالعقد تّ اخألسددخ ّاملقخ اددختّ‬
‫الوا عيددةّ الميلالي دةّالدددّييم د ّ م د ّجممددلّ مميددةّالت عددريّ ّالسددخاقّاخطددو ّأ ىلّ‪ّ-‬يدديّ ّا تقخ اددخّض د ّ‬
‫ّإس خمخكةّ ّالد اسختّاألم يدةّ ددولّما دومّاألمدلّاشد لّأخد ّ ّامل دمدةّاللخايدة‪ ّ.‬ميدةّ‬ ‫م ريةّ‪ّ-‬لا‬
‫احتّ‬
‫لقدّ ا خّ ّي اّالاخلّ م ّ اسةّأيةّاملاخييةّاألم يةّالدّااطوىّ مي خّادلّمدلّامل عدخ ّالدوا عيّ الميدل ّ‬
‫اماددخييةّاألمددلّالددودن ّاألمددلّاملو سسددة ّاع اددةّالس د مّالدددثق ادي ّ ّامل سسددختّالد ليددةّ ّكع ا د ّاألمددل‪ّ.‬‬
‫أخ ل ّاد ل ّإاد انّأيدةّاحملدخ التّالسدخ يةّلت قديحّ إ دخ ّ ديخ ةّما دومّاألمدلّضدملّالتيدخ ّالعقد تّلاد ّمدخّ‬
‫ّالبخ ‪ّ .‬‬ ‫اعدّا‬

‫اددي ّا لاخددلّاللخلدديفّلد اسددةّاالستبخددخ اتّال ع اددةّا داددد ّدددولّما ددومّاألمددلّامل بلقددةّ ددلّكولياددةّمددلّ‬
‫املقخ اختّالبدامةّ ّالسيخسةّالعخملية ّادااةّلد سةّاوا خربلّالدّ ضع ّإدخ اّربداداّّلمت ميدلّاألمدنّا ك د ّ‬

‫‪10‬‬
‫املقدمة‪..........................................................................................................‬‬

‫ّكعخممد ددةّم د ددةّالعد ددخي ّاألم ي د ددةّاإلدخدد ددةّ مي د ددةّم واخهت د ددخ‪ّ ّ.‬ل د د د ّأي د ددةّإس د د خمختّاملقخ ا د ددختّالب خئي د ددةّ‬
‫‪ ّConstructivist approaches‬ال دددّ م د ّاخت ل ددخ ّايتم د ّا ددإ اجّالعوام ددلّاالربتمخ ي ددةّ املعيخ ا د ّدةّ‬
‫امتيف ددري ّاسوا ددةّ اإل اكّ ّالت مي ددلّاألم ددنّ ا تبخ ي ددخّاألم ددلّا ددخءًّاربتمخ يً ددخ‪ّ.‬ال ع ا ددةّال قدا ددةّ ‪Critical‬‬
‫‪ّTheory‬الددّأسسد ّملدخّأ دبحّاعد فّاددّ" اسدختّاألمدلّال قدد "ّ‪ّّCritical security studies‬الددّ‬
‫كتخ د ّمددلّأ مددخلّ"مد سددةّل اا اددو ت"ّ‪ " ّّFrankfurt school‬امشددي"ّ‪ّGramci‬إدددخ اّسددخ ّجتم د ّ‬
‫إ خ ّكا رييخّ ّاألملّإىلّا تبخ اّم ا لخّلددّ"اإلاعتخق" ‪ّEmancipation‬مخّاعنّدسبّ"ا ّاوث" ‪Ken‬‬
‫‪ ّBooth‬د ا ّالشعو ّملّالقيو ّالدّكعيقّمسعخيخّلممطيّ دمخّ ّاجتدخاّجتسديدّخيخ اهتدخ‪ّ.‬أمدخّالا د ّاألمدنّ‬
‫دةّاي يدةّ‬ ‫مخّاعدّا داثيّ ‪ّPostmodern‬لقدّربخءّم كبطخّاخلتا ريّدولّالسيخ ّ اسواة ّسخ يخّإىلّخمقّ‬
‫اسددعةّا د ّماددخييةّاألمددلّ السدديخ ّ اسواددةّ اخددلّاخلطددخ ّاألمددنّلممقخ اددختّالتقميداددةّ ّالع ددختّالد ليددة‪ّ.‬‬
‫خيتتةّي اّالاخلّاعدمّإ اخلّالتخو اتّال سدواةّ‪ّFeminist perspectives‬البخدلدةّ دلّخطدخ ّربداددّ‬
‫لمةّامل أ ّ ّالع ختّالد ليةّممخّاسمحّاوربو ّ خملّأال ّسممخّ أم خ‪ّ ّّّّّ.‬‬

‫أخدرياّجد جّيد اّالد اسددةّ ممددةّمددلّامل دعددختّدددولّ مميددةّالت عددريّ ّالد اسددختّاألم يددةّ ّا خربددةّ‬
‫إىلّكع اددنّ ددخملّلألمددلّاتمخ د ّ اددلّمددلّالت دول ّاالسد اكيريّ االاسددتيمولوربيّالد ّ د دكةّلد ّمددخّاعدددّ‬
‫ّمةّد حّإم خايةّا خءّكخو ّ"ا ست"‪ّHolism‬لألملّ ّالع ختّالد ليةّملّ دمة‪ّّّّ.‬‬ ‫ّالبخ‬ ‫ا‬

‫أيدافّالدّ اسة‪ّ :‬‬

‫لقدددّ د فّما ددومّاألمددلّدد ّدوالتّ ميقددةّم د ّاخاددةّا د ّالبددخ ّمددلّديدديفّكوسدديةّأاعددخ اّ ا تمددخ ّ‬


‫دداتّم ربعيةّ ريّالدّ لةّملوضدو ة‪ّ.‬مدلّيد اّامل طمدق ّددخ لّيد اّالد اسدةّدميدلّيد اّال قمدةّال ع ادةّاا د ّ‬
‫مقخ اددةّاملطددخم ّال ع اددةّملختمددنّاملاددخييةّاألم يددة‪ّ.‬امددخّالّا د ا ّم ددخّإ ددخ ّكع اددنّأددد ّلألمددلّاقددد ّمددخييّ‬
‫أخ لةّلمتو لّإىلّا خءّكخ ّدو ّل د ّمت خمدلّأ ّإددخ ّمعد ّم سدرةّملدخّكع يدةّاممدةّاألمدلّ ّالسيخسدةّالعخمليدةّ‬
‫ّالبخ ‪ّ ّ.‬اخلتخحتّل اّالدّ اسةّالّكعد ّاواخّ م ًّّاع اّخًّحبتخًّاش لّمقدمةّأسخسيةّلا ةّ‬ ‫لا ّمخّاعدّا‬
‫إ اكّ ا ةّاألملّ السّيخسختّاملتعمقةّاةّ ّ ايلّالع ختّالدّ لية‪ّ .‬‬

‫ي خكّالعدادّملّامل دعختّالدّ بّالت واةّاخّلتعمق خّلطمونّالد اسةّ أاعخ يخ‪ّ :‬‬

‫‪11‬‬
‫املقدمة‪..........................................................................................................‬‬

‫‪ ‬كتمو دةّيد اّالد اسددةّاد ّجمددخل ّأسخسددي ّلمب دديفّ ّالع دختّالدّ ليددةّ‪:‬ددخ‪ّ:‬الدّ اسددختّاألم يددةّمددلّرب ددةّ‬
‫اع ادةّالع دختّالد ليدةّمدلّرب ددةّأخد ى ّل دونّا دد ّالا ادةّلمدّ اسددختّاألم يدةّمخئعدةّاقدو ّاخلطد ّ‬
‫إىلّ دددمّاكط ددخحّخط ددوطّالتم ددخا ّاي ددخّ اد د ّمي دددانّالع ددختّالد لي ددةّمم ددخّ ع ددلّم ددلّ ممي ددةّالت ع ددريّ ّ‬
‫الدّ اسختّاألم يةّكتمي ّ ّالريّملّاألديدخنّا دوعّمدلّالت مدي ّ التطدخاقّمدةّاجتخيدختّالت عدريّ ّالسّيخسدةّ‬
‫الد ليددة‪ّ.‬ي د اّاألم د ّال د ّ ددخ ّالعدا دددّم ددلّامل تم د ّاخ ق ددلّ م د ّ أس د ةّاألس ددتخذّ"إ ا ّاولو نا دددج"ّ‬
‫‪ ّ ّEdward A. Kolodziej‬اسددتةّاملع واددةّاد ددّ"األمددلّ الع ددختّالدّ ليددة" ‪Security and‬‬
‫‪ّInternational Relations‬لعخمّ‪ّ5002‬إىلّكقدميّالد اسختّاألم يةّ م ّأاخّل عّمدلّلد عّاع ادةّ‬
‫الع ختّالدّ لية‪ّّ.‬‬
‫‪ ‬الّكتعخمدلّيد اّالدّ اسدةّمددةّلد ّنم يددةّأدد ّاد ددة ّ مد ّا تبددخ ّأنّدخلدةّا قددلّال ع ادةّيدديّ ليدد ّكد ااةّ‬
‫ّالبخ ّالدّ ل ّاجتخيختّ‬ ‫مع ّلا اتّنم يةّ تماة‪ّ.‬إالّأاخّكا ّاد ربةّأخ ّ م ّل ّمخّاعدّا‬
‫ربداد ّلمت عريّ ّالد اسختّاألم يةّمخّربعلّا قلّامجّإىلّاوعّملّا دوا ّاألمدنّامل عدخ ا ّددولّما دومّ‬
‫األمدلّ‪-‬الد ّاشد لّأدددّاألسديمةّاملاتخديددةّمدلّسمسدمةّاألسدديمةّامل ّوادةّلخدمبّا قددلّاملعد ‪ّ-‬اد ّاددلّ‬
‫ملّمقخ اختّال ةّالوضعيةّملّرب ةّ ّ املقخ اختّالبدامةّامل ك ّ م ّأ خلّ دادد ّمدلّاالجتدخاّال قدد ّ‬
‫ملّرب ةّأخ ى‪.‬‬

‫أسبخ ّاختيخ ّاملوضوع‪ّ :‬‬

‫لقدّربخءّايتمخم خّا اّاملوضوعّمو والّلرمو ةّملّاألسبخ ّأ‪ :‬خ‪ّ :‬‬

‫‪ ‬ميولّالبخديفّاملع ّليدانّالد اسختّاألم يةّال ّاعدّ ادداّملّأال ّجمخالتّ اسةّالع دختّالد ليدةّ‬
‫نمخددخّ ّالو د ّالد ايل ّلددخّثيد اّمددلّاقخ ددختّ ددوا اتّكّعددبّاإاطددخحّما ددومّاألمددلّ كطبيقخكددةّالعمميددةّ ّ‬
‫السيخسةّالعخملية‬
‫‪ ‬دخربةّامل تبةّالع ايةّمل ادّملّالدّ اسختّالدّكّعبّلسخئلّاألملّال ع ادةّ اخلد اسدختّاألم يدةّاشد لّ دخم‪ّ.‬‬
‫خّ–ّال تخادختّالع ايدةّالددّدخ لد ّ ددّالتطدو اتّال ع ادةّا خ دمةّ–ّّ مد ّ‬ ‫لقميمةّييّ–ّدسبّاد‬
‫أ‪:‬يت دخّ–ّّ ّميددانّالسيخسددةّالدّ ليدةّّالدّ اسددختّاألم يدةّ مد ّدددّسدواء ّمددخّ عدلّيد اّاملواضديةّحبخربددةّ‬
‫إىلّم ادّملّاإليتمخمّملّ بلّامل سسةّاألاخ ثيةّالع اية‪ّ.‬‬

‫‪12‬‬
‫املقدمة‪..........................................................................................................‬‬

‫امدخّجتددد ّاإل دخ ّإىلّأنّّيد اّالتر اددةّالب ليدةّايفرييددخّمددلّالدّ اسدختّ دددّ ارب ت ددخّ دد ّ ددعواختّلعددلّ‬
‫أا نيخ‪ّ :‬‬

‫دددمّ ربددو ّكخد ينّ يددقّلأل ايددختّال ع اددةّالدددّ خ د ّموضددوعّاألمددلّاسددببّال ددةّال عد ّاسخئددلّمددلّ‬ ‫‪‬‬
‫الط دددختّاألم يددةّ‪ّ-‬ممددخّ عددلّمددلّاإلدخدددةّلختمددنّماددخييةّاألمددلّ خاددةّاخددعبّإ اا ددخّ‪ّ-‬مددلّرب ددة ّ‬
‫كقخسدةّالعداددّمدلّامل عد الّعمو دةّمددلّالوضدعيختّاألاطولوربيدةّّاإلاسدتيمولوربيةّاملختمادةّ اخدلّال ع اددةّ‬
‫الوادد ّ اياخخ ّال ع اةّالب خئيةّمل )‬
‫دمّ ربو ّم ربعيدةّ يقدةّل دةّاعدصّاملخدطم ختّاألاخ ثيدةّك دةّ يقدةّملدل ‪Securitization,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ّ)Intersubjectivity‬مدخّ عم ددخّ ّال لدريّمددلّاألديدخنّاتبددبّك دختّاعددصّال تخادختّالدددّاد ىّأاددخّ‬
‫ّإىلّمدلوالتّال ممة‪.‬‬ ‫األ‬

‫ّأخدريا ّا ربددوّأنّك ددونّيد اّالد اسددةّ دددّ لقد ّ ّإلقخئ دخّالطددوءّ مد ّربخاددبّم ددةّمددلّالقطددخاخّالدددّ‬
‫كلريّايتمخمّاملختخد ّ ّ اسدةّالع دختّالد ليدةّ مد ّأمدلّأنّك دونّلخددةّألحبدخثّأخد ىّ ّاملسدتقبلّإاشدخءّ‬
‫اهلل‪ّ ّّ.‬‬

‫ّّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫ّ‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫الدِّراسات األمنية‪:‬‬

‫السِّياق التارحيي و املفوممايي‬


‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫متهيد‪:‬‬
‫تعترب الدراسات األمنية واحدة من بني احلقمل املعرفية األكثر زمخا يف المقت الراهن نظرا ملا متثله الظاهرة‬
‫األمنية من أمهية بالنسبة لكل من األفراد والشعمب والدول على حد سماء‪ .‬لذا وجب على املوتمني هبذا املجال‬
‫مججن الب ج مججن األكججادييني والسياسججيني الرجججم إىل أصججمل احلقججل وبدا اتججه املعرفيججة‪ ،‬وذلج عججرب دراسججة خمتل ج‬
‫السياقات التارخيية واملفومماتية اليت تطمر ضمنوا بغرض تكم ن صمرة متكاملة عن حالة احلقل وأهم النقاشجات‬
‫اليت هيمنت على أجندته يف املاضي‪.‬‬

‫ج ج عنو ججا إذ رك ج عل ججى دراس ججة ماهي ججة حق ججل‬ ‫م ججن ه ججذا املنطل ججا‪ ،‬ج ي ه ججذا الفص ججل ليك ججم مقدم ججة‬
‫الدراسات األمنية‪ ،‬وبالتايل إلقاء الضمء علجى مسجا ل مجن قبيجل املعج ا تيمملجمجي و اجلينيجالمجي ملفوجم األمجن‬
‫واسججتادامته يف املاضججي س جماء علججى املسججتمل الت ليلججي أو كممارسججة يف الماق ج الججدويل ‪ ،‬مججرورا تاتل ج الف ج ات‬
‫ال منيججة الججيت شججودت تطججمر هججذا احلقججل‪ .‬كمججا سججيتم التطججرق إىل أهججم املسججا ل الججيت شججكلت برنججامل الب ج يف‬
‫الدراسججات األمنيججة خصمصججا قبججل احلججرب البججا ردة أ ججن هيمنججت القضججا ا املتعلقججة بججاحلرب والسججبني والتنججاف بججني‬
‫أه ججم‬ ‫الم ججات املت ججدة األمر كي ججة وا ع ججاد الس ججمفييت عل ججى إلم ججل عملي ججة التنظج ج ‪ .‬ه ججذا با ض ججافة إىل ف ج ج‬
‫املسجتددات احلاصجلة يف نظر جة العبقججات الدوليجة وخصمصجا املتعلقججة بااجاورة الثالثجة مججن سلسجلة ااجاورات املعرفجة‬
‫لل قججل بغيججة فوججم وإدرار ا نججار النظججر والفلسججفي العججا الججذ تشججكلت ضججمنه خمتل ج املفججاهيم األمنيججة الججيت‬
‫انبثقت عن تمليفة واسعة من النظر ات اليت أسومت يف النقاش حمل تنقيح وإعادة صجيا ة مفوجم األمجن جداة‬
‫احلرب الباردة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬

‫حنو تعريف للدّراسات األمنية‬

‫‪ o‬املطلب الأول‪ :‬ايتميولوجيا الأمن واس تخداماته‪.‬‬


‫‪ o‬املطلب الثاين‪ ِّ :‬د‬
‫الس ياق التارخيي لتطور د ِّالراسات الأمنية‪.‬‬
‫‪ o‬املطلب الثالث‪ :‬برانمج البحث يف ا د ِّلراسات الأمنية‪.‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الأول‪ :‬ايتميولوجيا الأمن واس تخداماته‬


‫إن األمن لنيم من املفناايس السنول تعريفونا هونم دي نل "مشنلةة من عنمع "ناص" عةن اعتةنار أن وتنما‬
‫املعريف م قل بالقيس واملدلمالت واألحاسيم‪ .‬بيد أعه يلاد جيمع الةحاثة يف الدراسنات األمنينة وعيرينة العت نات‬
‫الدولية عة أعه "مفومم غامض ومعقد"‪ .‬هوم‪:‬‬

‫"ليس من المفاهىي المففاع يهي اه رةاعام يهما ‪ .‬و أناو مان الةاإع اي اهر فإمحاد م ا‬
‫لمه فإنيو كهم األمن‪ ،‬شأن ه في ذلك شأن كثيام مان المهماهل المف اولا الفاي فففىام الا‬
‫( ‪)1‬‬
‫ل ه حممن فى حمه رشمل قهطع"‪.‬‬ ‫فإمحد م‬

‫وعةيه هقد أثًنت مسألة معىن املصطةح م جديد يف واولة تمسيع وتعميق مأممرية الدراسات األمنية‪.‬‬
‫هةالنسةة لةةعض؛ حتةيل معىن األم يعمد إىل تعريفه [‪]Définir‬؛ أي إعطاؤ معنا بياعيا مل فا‪ .‬أما آ"رون‬
‫كأم ال ''أول واييفر''‪ Olé Weaver‬هقد ركزوا أوال عة ضرورة وضع تصمر له [‪]Conceptualiser‬؛ أي‬
‫(‪)2‬‬
‫منحه مضممعا وددا وواسعا وأك ر تعقيدا و ابت لتتصال ع طريق الةغة‪.‬‬

‫أم ننا بالنس ننةة لن ن"ميلائيل دي ننتن"‪ Michael Dillon‬هق نند ا ننحح الةح ن يف إيتيمملمجي ننا وجينيالمجي ننا‬
‫املصننطةح؛ هنناألوىل تعننىن بننالنير يف عيننام اططنناه ومصننطةحاته األساسننية بننالحكيز عة ن معنااننا ا قيقنني‪ .‬أمننا‬
‫ال اعية هتتساءل حمل د"مل األم يف اططاه‪ .‬و عةيه هوم ينير إىل األم كتعةًن مزدوج املعىن؛‬

‫‪ 1‬سةيمان عةد اهلل ا ريب "مفومم األم ‪ :‬مستمياته وصيغه هتديداته (دراسة عيرية يف املفاايس واألطر) " المجه الإمري لهإهعم السيهسي‬
‫‪( 91‬صيف ‪:)8002‬ص‪.1.‬‬
‫‪ 2‬بالنسةة إىل ‪ Ole Waever‬إذا ما عيرعا إىل عمةه كلل جند أعه تناول املسألة بطريقتٌن خمتةفتٌن‪ :‬هفي بداية أعماله ما أشغةه ام صياغة مفومم‬
‫جديد لألم لتحةيل االعشغاالت األمنية املعاصرة‪ .‬وم اننا كنان مفوممنه عن األمن ا تمعني ‪. La sécurité sociétale‬أمنا يف أعمالنه التحقنة‬
‫هقند دتيننز بننوك يركننز عةن املمضننمع املرجعنني ‪ L’objet référent‬وا نحح أن عنيننر إىل األمن يف حنند ذاتننه وهومنه عةن أعنه 'مصننطةح ذا ي املرجعيننة'‬
‫‪ Auto-référentiel‬ووضنع تصنمر آمن لألمن '‪.'Conceptualisation sécurisante de la sécurité‬لنلل أدرج بعندا لغمينا يف حتةيةنه‪.‬‬
‫أعير‪:‬‬
‫‪Ayse Ceyhan, "Analyser la sécurité :Dillon, Waever,Williams et les autres,"Cultures et Conflits 31-32‬‬
‫‪(Automne-Hiver 1998) Available at : http://www.conflits.org/index541.html.‬‬
‫‪71‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫"ف ااع لاايس مجاام وساايه لهف ااما ماان ال اام‪ ،‬ولماان أح ااه وساايه له ا منااو‪ .‬يه ا‬

‫ايفباهاه نهممااه ياان ال اع ‪ ،‬فااهألمن حف هااع ممهف ا م اه م لهسااي مم وكااب وف ييا‬


‫( ‪)1‬‬
‫نه في خ م"‬ ‫ىذا ال ع ‪ .‬و يهيو ف ع حب ث يه ن ع مه وضع مه ح‬

‫لقد تساءل "عيتشه"‪ F. Nietzsche‬دديا عمنا إذا كاعنح حاجتننا لألمن اني ذاهتنا حاجتننا لةعائةنة‪ .‬هنررادة‬
‫اكتشنا كنل شنيء غرينا وعنادر وجندي عنابع عن "غرينزة اطنم "‪ Instinct Of Fear‬الن حتمةننا عةن أن‬
‫ععر ‪ )2(.‬الا املعىن علسه عةماء النفم املعاصرون عندما أبدوا أن حاجة اإلعسان لألم اني الن تدهعنه إىل‬
‫الةيئة احمليطة به‪.‬‬ ‫استلشا‬

‫إن املعىن املزدوج لألم (األم يتضم مرة األم ومرة الت أم ) ممجمد مننل القندم‪ .‬هقند أعنره عننه يف‬
‫األصمل اليمعاعية مبصنطةح"‪ "Asphaleia‬الندال عةن األمن واليقنٌن والسنتمة‪ .‬والنلي اشنتق من "‪"Sphallo‬‬
‫(‪)3‬‬
‫األمر اللي يعين التع ر والسقمط وارتلاه األ"طاء‪.‬‬

‫كم ننا يف أصن نمله التتيني ننة اش ننتق مص ننطةح األمن ن من ن "‪ "Securitas‬املتلمع ننة من ن '‪['sine‬مبع ننىن غ ننًن‬
‫أو‪ sans‬بالفرعسننية]وهلننرة '‪['cura‬السننتمة‪]soin/‬؛أي غينناه السننتمة واألم ن عة ن علننم مننا جننر تداولننه‬
‫(‪)4‬‬
‫هيما بعد‪.‬‬

‫كما أن كةمة "آم "[‪]Secure‬تعين'‪ ]se+cura['Careless‬أو ا رية م القةق و االضطراه‪ .‬الا‬


‫املعىن القدمي لةلةمة مشتق م األصل ذاته ومتدا"ل يف معننا منع اإلجنةينزي"‪ "sure‬و الفرعسني "‪."sure‬هقند‬
‫أشنار"‪" Larousse Moderne Dictionary‬إىل أن االسننتادام الفرعسنني ال ينندمك األمن "‪"sécurité‬‬
‫كرحسنناس[‪]feeling‬بعنندم اطننم [الشننعمر الننلا ي‪]sentiment subjectif/‬و"‪"surté‬كحالننة[‪]state‬‬

‫‪Ibid. 1‬‬
‫‪Bill Mcsweeney, Security, Identity and Interests : A sociology of international relations 2‬‬
‫‪(United Kingdom : Combridge University press, 2004), p.17‬‬
‫‪Ayse Ceyhan, Op.cit. 3‬‬
‫‪Thierry Balzacq,’’Qu’est ce que la sécurité nationale ?,’’ La revue international et stratégique 4‬‬
‫‪52 (Hiver 2003-2004) : p.35.‬‬
‫‪71‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫و ند أشنار "هناهر دي هنمجتس" ‪Favre de‬‬ ‫[ا قيقنة املمضنمعية‪.]la réalité objective/‬‬ ‫الت"نم‬
‫‪ Vaugelas‬إىل الا االعفصال العةمي بقمله‪:‬‬

‫"األمن ىع شير م فهد ين اليىين وال مهن والثى ‪ .‬لمن حب وا لي أناو حىفامأ أكثام‬

‫ماان الثى ا ‪ ،‬وحمماان أن حىااه أن األماان ىااع يى ا حىيني ا أو م اامعن أو ىااع الثى ا الفااي‬
‫( ‪)2‬‬
‫نإفى أن ه كذلك"‪.‬‬

‫أما"‪"Oxford English Dictionary‬هوم دينح لةلةمة عمعٌن م املعاين؛ يركز األول عةن الشنروط‬
‫ال جتعةنا يف أمان يف حٌن ينصا ال اين عة المسائل‪.‬‬

‫إن األمن ينرتةل بالعدينند من املمضننمعات م ننل ا قيقننة واليقننٌن وعنندم القةننق[‪]...‬ويف الم ننح ذاتننه ينرتةل‬
‫باععدام األم ‪ .‬هفي حتةيةه إليتيمملمجيا وجينيالمجيا املصطةح حياول "ديتن"‪ Dillon‬إظوار أن ‪:‬‬

‫"ال أسهس مسفىم لألمن ‪.‬ولمن حمشد ين معىمه فاي ر ثناه يان االسافىماا واليىاين‬
‫ماان‬ ‫وال ىيى ا ‪ .‬فااي األسااهس مااه حساابع المأماان لاايس فماامم المااعل أو شاامل خااه‬
‫( ‪)3‬‬
‫ال يهم ولمن ال أمن العمع في ح ذافو"‬

‫إن معاينننة أم ةننة القننرن ال ننام عشننر يف اسننتادام لفيننة األم ن تشننًن إىل اعتشننار معننىن جدينند؛ هتملننٌن‬
‫من ن وض ننعية الرهاا ننة هض ننت عن ن طايت ننه من ن التودي نندات واملا نناطر ت ن ن ز أث ننر الرأ الي ننة عة ن ن التغ ننًن‬ ‫الش ننا‬
‫االجتمن نناعي و اال تصن ننادي‪ .‬هقن نند أصن ننةح املفون ننمم متصن ننت بالرهاا ن ننة واألرض وامل ن ننال كم ن ننا ارت ن ننةل با ري ن ننة‪ .‬هن ن ن‬
‫"ممعتسنليم"‪ Montesquieu‬هونس األمن يف عت تنه با رينة السياسنية يف حنٌن أشنار "أدام ين " ‪Adam‬‬

‫‪ Smith‬إىل ا رية وأم األهراد؛ ا رية م اهلجمم العنيف املتم ع عة الفرد أو عة رهااته‪.‬‬

‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., pp.16-17. 1‬‬


‫‪Thierry Balzacq, Op.cit., p.36. 2‬‬
‫‪Ayse Ceyhan, Op.cit. 3‬‬
‫‪71‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫"فهلسي [رمإن ال ول ]كمه الفم حفىهس ىذه ال مح ‪ .‬ولمان ماه حجاع يها ال ولا‬

‫فهياه ؛ فهلعامااع األو‬


‫ً‬ ‫ماان حمحا أفما ىااه لاايس أمنًاه راال‬ ‫أن ففإهااو ل اامهن رإا‬
‫( ‪)1‬‬
‫يه السي ىع حمهح المجفمع من الإند والغزو ال هامي"‬

‫عة املستم السياسي ديل التمييز بٌن طيعتٌن مومتٌن‪:‬‬

‫األوىل امتنندت م ن القننرن السننابع عشننر إىل بدايننة القننرن ال ننام عشننر أي ن جعةننح هلننرة األم ن كونند‬
‫مج نناعي لألهن نراد وااماع ننات وال نندول يتحق ننق من ن " ننتل عس ننك رواب ننل ب ننٌن ان ننل الفئن ننات ال ن ن تث‪ .‬هةالنسن ننةة‬
‫( ‪)2‬‬
‫لن"هريديري ليةنز"‪ Friedrich Leibnitz‬ما الدولة إال جمتمع كةًن ادهه املشحك ام األم ‪.‬‬

‫يف انلا التقةينند ليسننح الدولننة املرجعيننة وال املمضننمع األ ن لألمن ‪ .‬لقنند ا النيننر إليوننا عةن أ ننا وحنندة‬
‫تةح حتقيق األم املشحك ماية القيس اإلعساعية‪ .‬وعةيه هوي وسيةة فظ ال القنيس وليسنح ممضنمعوا وال‬
‫(‪)3‬‬
‫أساسا ملعنااا‪.‬‬

‫يف حٌن سجةح ال مرة الفرعسية القطيعة ال اعية بتصيًناا األم جماال "اصا لةدولة ُحيق ُق بقنمة المسنائل‬
‫العسلرية و‪/‬أو الدبةمماسية‪ .‬وهبلا ساد أن الدولة اي الفاعل الرئيم امللةنف مماينة ا تمنع من العننف والغنزو‬
‫اطارجي‪.‬كما ُجعةح حرية األشااص "اضعة ألم الدولنة وبنه يلنمن األهنراد يف أمنان هقنل إذا كاعنح الدولنة‬
‫(‪)4‬‬
‫كلل ‪.‬‬

‫إذا هنناألم اننم يمننة إعسنناعية يُندمك مننع ننيس ا ريننة والنيننام والتضننام ‪ .‬وهبننل الدالليننة املعقنندة هومننح‬
‫الدولننة عةن أ ننا هاعننل أو أداة مايننة القننيس اطالصننة لةطةيعننة اإلعسنناعية‪ .‬لل ن املعننىن ا نندي واامنناعي لألم ن‬
‫ك ن ن"صن ننفة" لةدولن ننة يُضن ننم بالمسن ننائل العسن ننلرية والدبةمماسن ننية جن نناء كنتيجن ننة االسن ننتدالل حن ننمل طةيعن ننة العقن نند‬
‫االجتمنناعي الننلي ماثننل الدولننة بنناألهراد؛ هنيريننة العقنند االجتمنناعي هُومننح من لدن"روسننم"‪ Rousseau‬كمننا‬
‫م ةل "لمك"‪ Locke‬و"ممعتسليم"‪ Montesquieu‬كنتاج لشغف األهراد باألم وا رية‪:‬‬

‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., pp.17-18. 1‬‬


‫‪Ibid., p.18. 2‬‬
‫‪Thierry Balzacq, Op.cit., p.36. 3‬‬
‫‪Ibid., pp.36-37. 4‬‬
‫‪02‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫( ‪)1‬‬
‫"ىذا ىع المشمل األسهسي الذي مهرل مؤسس ال ول لف هو"‪.‬‬

‫اننلا و نند تناولننح الدراسننات واملعنناجس الةغميننة العربيننة مننادة "األم ن " هعدتننه مرادهننا لةطمأعينننة أو عقيضننا‬
‫لةام أو مساو العتفاء اططر‪ .‬ويتعةق استاداموا عادة بالتحرر م اططر أو الغزو أو اطم ‪.‬‬

‫" فأن فمعن آمنه حإني أن فمعن سهيمه من األذى‪ .‬رهل بع ال أحا آمان رهلمهمال‪ ،‬وال‬
‫حممنو أن حمعن كذلك[‪ ]...‬و لمن األكيا ىاع[أن] ال هما الا اسحساهس راهألمن‬
‫( ‪)2‬‬
‫قيم انسهني أسهسي وشمطه مسبىه لنفممن من الإيش رشمل م فمم‪".‬‬

‫ويشنًن مندلمل كةمنة أمن عةن أن مصندراا مشنتق من ‪:‬آمن ينأم ُ أمننا وأماعنا وأمننة اطمنأن و خينف‬
‫هوم آم ‪ .‬وأم الةةد إذا اطمأن هيه أاةه وأم الشر إذا سةس منه‪ .‬وائنتم هتعا عة الشيء جعةه آمننا عةينه‬
‫(‪)3‬‬
‫واستأم إليه استجار وطةا طايته واألماعة ضد اطياعة‪.‬‬

‫القنرآين وجندعا منادة[أمن ]تننرد يف صنيت شنى منرات عندة بنسنةة تنمارد وتنماتر مرتفعننة‬ ‫هنرذا عندعا إىل النن‬
‫عسةيا‪ .‬والسةا يف ذل أ ا املادة ال اشتق منوا "اإلديان"‬

‫"فهألمن في األصل ىع االطمئناهن الناهفع يان العياعل راهلغيم و راه‪ ..‬ومناو ماهر اسحماهن‬
‫( ‪)4‬‬
‫وىع الفة حع والعيعل ومه حنجم ين مه من ااح النفس‪".‬‬

‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., pp.18-19. 1‬‬


‫م ننادة (األم ) ترمج ننة‪ :‬مرك نز اطة ننيك لألم نناث(ديب‪ :‬مرك ننز اطة ننيك لألم نناث‬ ‫‪ 2‬مننارت غ نريفي م وت ننًني أوكاالا ننان المف ااهىي األسهس ااي ف ااي الإمق ااهل ال وليا ا‬
‫‪ )8002‬ص‪.82.‬‬
‫‪(" 2006 -1945‬رسنالة دكتنمرا يف العت نات الدولينة‬ ‫‪ 3‬العاينا أحسن "األمن العنريب بنٌن متطةةنات الدولنة القطرينة ومصناح الندول اللن‬
‫سس العةمم السياسية جامعة ب يمسف ب "دة اازائر جاعفي ‪ )8002‬ص‪.91.‬‬
‫‪ 4‬الطيننا الةلننمش "ال نحابل بننٌن األم ن االعسنناين وحقننمق االعسننان " المجه ا الإمريا ا ل ىااعل اسنس ااهن ‪(90‬ج نمان ‪:)8001‬ص ص‪-961.‬‬
‫‪.961‬‬
‫هرذا است نينا مفاايس اإلدينان واألماعنة واني الطاغينة يف النن القنرآين هنرن كةمنة األمن وحنداا وردت مخنم منرات هبنل الصنيغة وسنةع منرات بصنيغة‬
‫"آمنٌن"‪ .‬و د ورد األم يف مقابل اطم يف ثتث مماضع‪:‬‬
‫"وإذا جاءاس أمر م األم أو اطم أذاعما به[‪["]...‬النساء‪.]21/‬‬ ‫‪‬‬
‫‪" ‬وليةدلنوس م بعد "مهوس أمنا"[النمر‪.]11/‬‬
‫"اللي أطعموس م جمع وآمنوس م "م "[ ريش‪.]1/‬‬ ‫‪‬‬
‫‪07‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الس ياق التارخيي لتطور ادلراسات الأمنية‪.‬‬


‫إن دراسة األم كاعح ‪ -‬عة األرجح‪ -‬م أك ر امليادي الفرعية حركية يف العت ات الدولينة مننل عنام‬
‫‪. 9111‬و إن كننان الدارسننٌن يتفقننمن عةن أن دراسننات األمن جتنند أصنمهلا يف حقننل "الدراسننات االسنحاتيجية"‬
‫اللي ولد بعد ا ره العاملية ال اعية (‪ )1‬واللي عرهه "باري بمزان"‪ Barry Buzan‬عة أعه‪:‬‬

‫"حمكز يه اسف ام أو الف ح رهسف ام الإند أو وسهئل الإناد مان طام وحا ال‬
‫( ‪)2‬‬
‫سيهسي في اطها ال فهع ين مةهل ه ض وح ال سيهسي أخمى‪".‬‬

‫هرن اإلتفاق حمل تصنيف ممحد لتاريخ الدراسات األمنية كان أ ل إمجاعا‪.‬‬

‫فةنيد‪Alex Macleod ,Anne-Marie d’Aoust et David Grondin:‬‬ ‫‪/7‬‬

‫لقنند صنننف "أللننم منناكةيمد" ‪ Alex Macleod‬وزمننتؤ تنناريخ الدراسننات األمنيننة إىل مخننم مراحننل‬
‫خمتةفة علسح حساسية ا قل املفرطة م تطمر اليرو الدولية ؛‬

‫األوىل بنندأت م ن األربعيني ننات إىل منتصننف اطمس ننينيات وانني املرحة ننة ال ن تط ننمر يف "ضننموا تص ننمر‬
‫"اص لألم دا"ل الماليات املتحدة األمريلية ام مفومم "ألمن النمطين"‪ National Security‬أين م ةنح‬

‫‪ 1‬يف ا قيقة التفلًن املعاصر حمل االسحاتيجية بدأ ةل ذل مع كتابات اانرال ال وسي )‪ .Carl Von Clausewitz (1780- 1831‬والنلي‬
‫ُع ر بتعريفه الشوًن لةحره عة أ ا 'االستمرار الةسيل لةسياسة بمسنائل أ"نر '‪ .‬كمنا جينا إضناهة اسنس األمنًنال األمريلني ‪Alfred Thayer‬‬
‫‪ Mahan‬كمرجعيننة يف االس نحاتيجية الةحريننة‪ .‬يف هننحة مننا بننٌن ا نربٌن ننام العدينند م ن اللتنناه برسننس الفلننر االس نحاتيجي برسننواماهتس عة ن غ نرار‬
‫ال يطناين ‪ Basil Liddell Hart‬وااننرال ‪ J.F.C.Fuller‬وااننرال االيطناي ‪ Giulio Drounet‬وااننرال الفرعسني ‪. Charles De Gaulle‬لقند‬
‫كاعح دراسة وتعةيس االسحاتيجية مسألة عسلرية ةل كل شيء بينما هنُمض ا قل ااديد لةدراسات االسحاتيجية بعد ا ره لةمدعيٌن‪ .‬وحى إذا‬
‫كاعح مسائل االسحاتيجية وا ره اي ال صةغح ممضمع التفلًن لد اللتناه املندعيٌن يف أوائنل األربعينينات دا"نل المالينات املتحندة "صمصنا‬
‫منع عشنر ‪ Quincy Wright‬للتابنه املمسنمم بن ن '‪'A study of war‬العنام ‪ 2491‬وكتناه ' ‪Makes of Modern Strategy :Military‬‬
‫‪ 'Thought from Machiavelli to Hitler‬احملنرر من طنر ‪ Edward Mead Earle‬عنام ‪ 2491‬هرعننا ال عسنتطيع التحندث عن وجنمد‬
‫هعةي قل الدراسات االسحاتيجية وعةيه الدراسات األمنية ةل اية األربعينيات‪.‬‬
‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin ,”les études de sécurité ,”In Théories des 2‬‬
‫‪Relations Internationales :contestations et résistances, éd. Alex Macleod et Dan O’Meara‬‬
‫‪(Québec: Athéna Editions,2007),p.352.‬‬
‫‪00‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫صينرت كعناصر هلنا أولمينة ا ماينة‬


‫الدولة ممضمعه املرجعي؛ مبعىن أن املؤسسات السياسية واإل ةيس والشعا د ُ‬
‫ضد أي هتديد "صمصا العسلري منه‪.‬‬

‫باعتةنار األمن النمطين كرمنز غنامض هقند ا نحح "أرعملند وولفنرز"‪ Arnold Wolfers‬طايتنه عن القنمة‬
‫وتةن ننين "طابن ننات تعتقن نند أعن ننه جين ننا االعتمن نناد عة ن ن القن ننمة يف س ن ننةيل ض ن ننماعه‪ .‬يف ا ن ننل الف ن ننحة ح ن نندد "ديفي ن نند‬
‫بملدوي "‪ David Baldwin‬أربع مماضيع مومة يف دراسة األم آعلاك‪:‬‬

‫يل اهلد األساسي والدائس لةدول ولل يمة م بٌن يس أ"ر ؛‬ ‫‪ ‬أوالاا‪ :‬أن األم‬
‫‪ ‬ثاعيا‪ :‬األم المطين اد حيقق بالمسائل العسلرية وغًن العسلرية؛‬
‫‪ ‬ثال ا‪ :‬بسةا املأزق األمين غالةا ما ُركز االاتمام عة ميدان السياسة العسلرية ؛‬
‫‪ ‬وأ"ًنا‪ :‬لفح االعتةا إىل العت ات بٌن األم المطين واملسائل الدا"ةية‪.‬‬

‫مننع تزاينند حنندة ا ننره الةنناردة و ايننة التفننرد األمريلنني يف مينندان األسننةحة النمويننة سنننة ‪ 9111‬د"ةننح‬
‫الدراسننات االسنحاتيجية يف مرحةتوننا ال اعيننة والن اجتوننح ‪ -‬رمبننا حصنرا ‪ -‬لةتفلننًن بننا ره النمويننة والحكيننز كةينا‬
‫عة ن املماض ننيع ال ن ختص ننوا ك ننالردع ومرا ة ننة التس ننةح والس ننةاق ننم التس ننةح واألح ننت والتلنملمجي ننا العس ننلرية‬
‫وسياسة األم المطين باملعىن الضنيق؛ إ نا مرحةنة "العصنر النلال لةدراسنات االسنحاتيجية" ‪Golden Age of‬‬

‫‪ Strategic Studies‬كمنا و ونا العديند من اللتناه م نل‪ " :‬نراي" ‪" Gray‬والنح" ‪" Walt‬هريندمان"‬
‫‪" Freedman‬بملدوي "‪. Baldwin‬‬

‫و حى إذا كان جمتمع كةًن م الةاح ٌن يف الا امليدان أكاددييٌن وجامعيٌن هنرن أمناثوس عةن األغةنا‬
‫حلمميننة ال جتننر دا"ننل ااامعننات هقننل بننل أيضننا يف ""زاعنات الفلننر" ‪Think‬‬ ‫أ"ننلت شننلل عقننمد من‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ Tanks‬م ل ‪.RAND Corporation‬‬

‫يف منتص ننف السن ننتينيات ب نندأت املرحةن ننة ال ال ننة يف تن نناريخ الدراسن ننات األمنين ننة املعاصن ننرة‪ .‬أي ن ن تراجعن ننح‬
‫الدراسننات االسنحاتيجية بسننةا سننيطرة الطةيعننة ا ننردة والنيريننة لألمنناث و"صمصننا تةن التحةننيتت املؤسسننة‬

‫‪Ibid., p.353. 1‬‬


‫‪02‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫عة عيرية الةعا واالاتمام الةالت بنمع ا ره األ نل احتمالينة وتنأ"ر االاتمنام بنا ره األك نر احتمالينة‪ .‬كمنا‬
‫ا إمه ننال سةس ننةة واس ننعة م ن املش نناكل االس نحاتيجية الن ن دت ننم المج ننه ال ننلي تتفاع ننل ب ننه الفض نناءات السياس ننية‬
‫( ‪)1‬‬
‫والعسلرية مع بعضوا الةعض ال يف و ح ا ره واألزمة هقل بل ويف األو ات العادية أيضا‪.‬‬

‫يف "ضننس املرحةننة الرابعننة وال ن و وننا "سننتيف والننح"‪ Stephen Walt‬مبرحةننة "النوضننة لةدراسننات‬
‫األمنية" منل بداية السةعينيات كان سياق الدراسات األمنية يف طريق التطمر م تأسيم ميدان هرعي حقيقي‬
‫لةعت ات الدولية مدعمما ب تث تطمرات متزامنة للنوا مستقةة؛‬

‫أوال‪ :‬حندثان ظرهيننان أججنا االاتمننام مبسنائل األمن واالسنحاتيجية؛ ايننة ا نره يف هيتنننام العننام ‪2491‬‬

‫وبدايننة "ا ننره الةنناردة اادينندة" غننداة الغننزو السننمهي ألهغاعسننتان عننام ‪ 2494‬م ن جوننة ووصننمل "مرغريننح‬
‫تاتشر" ‪ Margaret Thatcher‬إىل ا لس يف بريطاعيا سننة ‪ 2494‬و"روعالند ريغن "‪Ronald Reggan‬‬

‫يف الماليات املتحدة األمريلية يف السنة ال تةيوا م جوة أ"ر ؛‬

‫ثاعي ننا‪ :‬التح ننمل م ن الدراس ننات االس نحاتيجية إىل دراس ننات األمن ن ال نندوي يف ااامع ننات وتأس ننيم مراك ننز‬
‫دراسات أمنية وعشر ا تت ااامعية اطاصة هبلا الفرع وعة رأسوا ‪ International Security‬؛‬

‫والتننز"‪ Kenneth Waltz‬كتابننه املمسننمم بن ن ‪Theory of International‬‬ ‫ثال نا‪ :‬عشننر"كيني‬


‫‪ Politics‬عننام ‪.2494‬والننلي ركننز هيننه عةن واولننة جتدينند النيريننة الما عيننة حتننح شننلل الما عيننة اادينندة أين‬
‫أكن نند عةن ن أن األمن ن يشن ننلل االاتمن ننام األ ن ن واألساسن نني لةن نندول ولن ننيم "تعين ننيس القن ننمة" كمن ننا يف الما عين ننة‬
‫اللتسيلية‪.‬‬

‫مع اية ا نره الةناردة بنرز تينار معنارض يةحن حتمينل معنىن األمن املنة نق عن االبسنتيمملمجيا المضنعية‬
‫إىل معننان أ"ننر غننًن ماديننة عننر باالجتننا النقنندي واننم مننا دي ننل املرحةننة اطامسننة وا اليننة يف تنناريخ الدراسننات‬
‫(‪)2‬‬
‫األمنية‪.‬‬

‫‪Ibid. 1‬‬
‫‪Ibid ., p.354. 2‬‬
‫‪02‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /8‬فةنيد‪Bill Mcsweeney :‬‬

‫يعتمنند "ملسننميين"‪ Mcsweeney‬يف تصنننيفه لتنناريخ الدراسننات األمنيننة عةن هلنرتٌن برأيننه نند سننايرتا‬
‫مراحننل تطننمر ا قننل ومهننا األمن اامنناعي واألمن الننمطين‪ .‬كمنا يعتقنند برملاعيننة هوننس اننلا التنناريخ بطريقننة جينندة‬
‫عة أعه ذو طةيعة دورية لألهلار أك ر منه "طي أو تراكس تطمري لةمعرهة(‪.)1‬‬

‫و عةيه هوم يقسس تاريخ الدراسات األمنية إىل أربعة مراحل‪:‬‬

‫األوىل ديلن تسننميتوا مبرحةننة "النيريننة السياسننية"‪ Political Theory‬والن امتنندت من بدايننة اعتيننام‬
‫العت ات الدولية كحقل أكادديي بعد ا ره العاملية األوىل إىل غاية عشرية بعد اية ا ره العاملية ال اعية‪ .‬و د‬
‫دتيزت ال ا لفحة بفلرة األم ااماعي ال صةغح إسوامات الدارسٌن لفوس الطةيعة األمنية(‪.)2‬‬

‫املرحة ننة ال اعي ننة ب نندأت يف منتص ننف اطمس ننينيات وديلن ن و و ننا مبرحة ننة "عة ننس السياس ننة" ‪Political‬‬

‫صننف كحقننل هرعنني مسننتقل عن‬


‫‪ Science‬و نند م ةننح اننل الفننحة العصننر الننلال؛ مبعننىن أن ممضننمع الةحن ُ‬
‫االعشننغاالت املعرهيننة األ"ننر يف مينندان العت ننات الدوليننة‪ .‬يف اننل املرحةننة سنناد مفوننمم األم ن الننمطين كميننزة‬
‫أساسية طةعح معيس األماث‪ .‬و ند شنودت انل الفنحة كمنا أدبينا انائت من أعمنال األكناددييٌن باإلضناهة إىل‬
‫(‪)3‬‬
‫در األممال املمجوة لةةح يف املسائل األمنية‪.‬‬

‫أوائ ننل ال ماعيني ننات ديل ن اعتةارا ننا بداي ننة ملرحة ننة النق نند املمج ننه هل ننل املقارب ننة ‪-‬األمن ن ال ننمطين‪ -‬مص ننحمبة‬
‫باهلجمم عة املسةمات النيرية و االبستيمملمجية يف حقل عيرية العت ات الدولية‪ .‬وعةيه ديلن القنمل أعنه مننل‬
‫ذلن ا ننٌن اعفتحننح الدراسننات األمنيننة عةن املقاربننات املتناهسننة واملتعننددة مشننلةة بننلل املرحةننة ال ال ننة وانني‬
‫مرحةة "اال تصاد السياسي"‪ Political Economy‬يف إشارة إىل تطمر عيريات االعتماد املتةادل‪.‬‬

‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., p.28. 1‬‬


‫‪Ibid., p.29. 2‬‬
‫ها لمم ن ننات الغربي ن ننة وج ن نندت أ ن ننا تسن ننتطيع االعتمن نناد عة ن ن املؤسسن ننات األكادديين ننة ألجن ننل ابتلن ننار‬ ‫‪ 3‬هلم ن ننا أوضن ننح ‪Freedman Lawrence‬‬
‫اسحاتيجيات جديدة‪.‬‬
‫‪02‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أما املرحةة الرابعة هقد بندأت منع اينة ا نره الةناردة الن بشنرت بقندوم عندد من المضنعيات النيرينة منا‬
‫بعد المضعية النا دة ألهلار مرحةنة عةنس السياسنة ومنا تتانا وانم منا يعنر باحملناورة ال ال نة يف عيرينة العت نات‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولية أي مضح األسم االبستيمملمجية والفةسفية واألعطملمجية لةنوك المضعي‪.‬‬

‫هتمليفة األدبيات امللمعنة لةنزعنة منا بعند المضنعية (النيرينة النقدية‪/‬النيرينة النسنمية‪/‬ما بعند ا داثة‪/‬النيرينة‬
‫الةنائية‪/‬دراسن ننات األم ن ن النقن نندي) عة ن ن رغن ننس اال"تتهن ننات املمج ن ننمدة بينو ن ننا وتعارض ن ننوا ح ن ننمل بعن ننض املس ن ننائل‬
‫االبسننتيمملمجية املركزيننة تةق ن مشننحكة يف عنندد م ن التصننمرات؛ هونني تنيننر م ن ت لةنيننام النندوي كةننناء لةفماعننل‬
‫احملةل ام تفلي األشلال واملفاايس امللمعنة لنه‪ .‬وهلنلا ديلن وسنس انل املرحةنة بفنحة "عةنس االجتمناع"‬ ‫واد‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.Sociology Era‬‬

‫‪ /1‬فةنيد‪Stuart Croft :‬‬

‫يننر "كروهننح"‪ Croft‬أن اننناك ثننتث وطننات ديل ن حتديننداا عة ن اعتةننار الدراسننات األمنيننة مينندان‬
‫هرعي أمريلي مويم عةيه بماسطة سةسةة م النقاشات ومتطمر بطريقة "طية‪.‬‬

‫املرحةة األوىل اي رؤية الدراسات األمنية كتطمر لةدراسات االسحاتيجية أي عُر األم بشنلل ضنيق‬
‫بداللة الدولة والطةيعة العسلرية لةتوديدات‪ .‬وعةينه هقند تطنمرت انل الدراسنات عةن أن األمن "نتل ا نره‬
‫الةاردة كان "بسيطا"‪ .‬هقد كتا "تشارلز عمرشي"‪ Charles Norchi‬يف ‪ New York Times‬ائت‪:‬‬

‫( ‪)3‬‬
‫"ين مه كهنت ال مأ البها م سهخن ر ل ال يهم رسي "‪.‬‬

‫أمننا املرحةننة ال اعيننة هقنند بنندأت بنوايننة ا ننره الةنناردة أين هسننحح الةسنناطة ا ننال لةتعقينند‪ .‬اننلا التعقينند‬
‫الماسن ننع ( ا ن ننره يف يمغمسن ننتهيا السن ننابقة‪/‬اارائس االثنين ننة يف رواعن نندا‪/‬تطمر واعتشن ننار األسن ننةحة النموين ننة يف ن ننال‬
‫آسيا‪/‬التحالف الدوي يف حره اطةيك ال اعية‪ُ )...‬ربل بالنقاش حمل تمسيع وتعميق أجنندة الدراسنات األمنينة‬

‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., pp.29-30. 1‬‬


‫‪Ibid . , pp.30-31. 2‬‬
‫‪Stuart Croft,”What future for security studies ? ,”In Security Studies :An Introduction, ed . Paul 3‬‬
‫‪D.Williams (New York : Routledge,2008),p.501.‬‬
‫‪02‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أي رأ الما عيمن ضرورة ا فاظ عة املفومم الضيق لألم يف حٌن برزت العديد م املرجعيات األمنية مزاطة‬
‫لةدول ن ننة كمح ن نندة مرجعي ن ننة (ا تمع‪/‬االعس ن نناعية‪/‬الفرد ) وب ن ننروز جمممعن ن ننة م ن ن ن القطاعن ن ننات األمنين ن ننة (اال تصن ن ننادي‪/‬‬
‫(‪)1‬‬
‫السياسي‪/‬ا تمعي‪/‬الةيئي )إضاهة إىل العسلري‪.‬‬

‫أما التطمر ال ال أو ا اي يف الدراسات األمنية هةدأ منع اهلجنمم اإلرانايب النلي طنال المالينات املتحندة‬
‫األمريليننة يف ا ننادي عشننر م ن سننةتم ‪. 1002‬اننلا ا نندث الننلي رسننس المجننه اادينند لةعت ننات الدوليننة و‬
‫األم الدوي‪ .‬و د علم "كريم سيةل"‪ Chris Seiple‬الا االجتا ااديد بقمله‪:‬‬

‫"كمااه فااي را احهل ال اامأ البااها م‪ ،‬ال مااس ساانعال الىه م ا ‪،‬ماان الماامم أن فؤسااس‬

‫ألنما ااه ما اان االافبهطا ااهل واالنشا ااغهالل الإهلمي ا ا والإمقا ااهل ال ولي ا ا الفا ااي سا ااف‬
‫( ‪)2‬‬
‫ال مسين سن المىبه ‪".‬‬

‫وعةيه هونلا المجنه ااديند يؤكند عةن بناكمرة من املسنائل يف الدراسنات األمنينة (اإلراناه العاملي‪/‬الندي‬
‫كعامننل يف األمن العنناملي‪ )...‬والن صنننفح منننل التسننعينيات كمسننائل أمنيننة إال أ ننا تةننق التأيينند اللامننل إال‬
‫بعد ‪.1002‬‬

‫‪Ibid. 1‬‬
‫‪Ibid.,pp.501-502. 2‬‬
‫‪01‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثالث‪ :‬برانمج البحث يف ادلراسات الأمنية‬


‫األصنمل العميقنة لتشنلل اليناارة األمنينة‪ .‬وعةينه هوني‬ ‫إن الدراسات األمنية كحقنل معنريف حتناول هحن‬
‫تعننىن بفوننس املسننائل النيريننة العامننة كأسننةاه ا ننره واألحننت ‪ .‬كمننا تشننتمل عة ن األمنناث املمجوننة لةسياسننة‬
‫(‪)1‬‬
‫واملتعةقة مبشاكل السياسة العسلرية ال تماجه الدول "اصة‪.‬‬

‫ه قنند ش ننلل العنننف ال نندوي والتودينندات اطارجي ننة ألم ن ال نندول "صمصننا أس ننةاه ا ننره والم اي ننة منو ننا‬
‫ومسائل االسحاتيجية مركز ااتمنام ا قنل املعنريف بينمنا ال ن ممضنمع آثنار ا نره ااتمامنا أ نل أو أدمنك ضنم‬
‫(‪)2‬‬
‫النمعٌن اآل"ري ‪.‬‬

‫كم ننا أن حتدين نند م نند وجمن ننال الدراس ننات األمنين ننة بد ن ننة شن ننيء ص ننعا املنن ننال (‪ )3‬هقن نند أشن ننار "سن ننتيف‬
‫والح"‪ Stephen Walt‬إىل أن حدود ا قل الفلرية مائعة‬

‫"و رهلنفيج ا ‪ ،‬فااأي م ا لمس ا وف ح ا المجااه ال ا قيع له ااسااهل األمني ا ىااع شااير‬
‫فإساافي‪ .‬ومااع ذلااك‪ ،‬حبى ا االىفمااهم الممكاازي له ااسااهل األمني ا س ا ل الف ح ا ‪ :‬انااو‬

‫ظااهىمم ال اامأ‪ .‬فهل ااسااهل األمنياا ف ا يي أن الةااماع رااين ال ا و ىااع احفمااه واا‬
‫ائمه‪ ،‬ويهيو حمعن السف ام الىعم آيهاىه رإي م الم ى يه ال و والمجفمإهل‪ .‬من‬

‫ىااذا المن هااع حمماان فإمحااد ال ااسااهل األمني ا يه ا أن ااه‪ :‬ااس ا الف ح ا واسااف ام‬
‫( ‪)4‬‬
‫ومماقب الىعم الإسممح ‪".‬‬

‫‪Sean M.Lynn-Jones,’’International security studies after the cold war : An agenda for the future,” CSIA 1‬‬
‫‪discussion paper 91-11, (December 1991), available at :‬‬
‫‪http://www. belfercenter.ksg.harvard.edu /files/disc_paper_91_11.pdf‬‬
‫‪Ibid. 2‬‬
‫هقند أكنند تقريننر عن حالننة ا قننل عشننر عننام ‪ 9122‬بننأن برعننامك الةحن يف الدراسننات األمنيننة تعةننق مبماضننيع عنندة كأسننةاه الصنراعات وا ننروه يف‬
‫النيام الدوي حركية واععلاسات ال الصراعات طةيعة وإدراك التوديدات مشاكل االسحاتيجية النموية مرا ةة التسنةح النردع ونددات سياسنة‬
‫الدهاع لند الندول دراسنة املنيمنات العسنلرية العت نات املدعينة العسنلرية التناريخ العسنلري[‪ ]...‬كمنا تعةنق باألبعناد اال تصنادية و االجتماعينة‬
‫والنفسية لةتوديدات‪.‬‬
‫‪ 3‬الا املشلل ال يتةد هقل يف الدراسات األمنية وإمنا ك ًن م ا قمل األكادديية جتند صنعمبة يف رسنس "طنمط واضنحة بنٌن مماضنيعوا ومماضنيع‬
‫حقمل دراسية أ"ر ‪.‬‬
‫‪Stephen M.Walt,”The Renaissance of security studies,” International Studies Quarterly 4‬‬
‫‪2 (Jun.,1991) :p.212.‬‬
‫‪01‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫هونني‪-‬أي الدراسننات األمني ننة‪ -‬تلشننف ع ن الش ننروط ال ن جتع ننل اسننتادام القننمة أك ننر احتمنناال كم ننا‬
‫تمضنح الطننرق الن يننؤثر هبننا اننلا االسننتادام عةن األهنراد وا تمعننات والنندول‪ .‬باإلضنناهة إىل كم ننا تلشننف عن‬
‫(‪)1‬‬
‫السياسة اطاصة ال تتةنااا الدول ألجل التحضًن أو ا ماية أو االخنراط يف ا ره‪.‬‬

‫لقد تأسسح الدراسات األمنية عة أ ا "ميدان هرعي" ‪ subdiscipline‬لةعت ات الدولية ينُعىن بن‬

‫"اح اه مف ااعم األماان وف بيىاو فااي السيهسا ال هاميا وأياامه يها البنا والإمهيااهل فااي‬
‫( ‪)2‬‬
‫السيهس الإهلمي ‪".‬‬

‫يف ح ننٌن طُةق ننح عةن ن ا ننلا ا ق ننل الفرع نني ع نندة مس ننميات ا"تةف ننح ب ننا"تت األملن ننة والتمجو ننات‬
‫الفلري ننة؛ همص ننطةح "الدراس ننات االسن نحاتيجية" يس ننتادم كمن نراد لةدراسن ننات األمنين ننة يف المالين ننات املتحن نندة‬
‫األمريليننة‪ .‬للن يف أمنناك أ"ننر يعتن دائمننا مؤسسننة ضننيقة تركننز عةن املسننائل العسننلرية والتقنيننة‪ )3(.‬والشننأن‬
‫عينه بالنسةة لن"دراسات الدهاع" و"الشؤون العسلرية" ال تُقصي األبعاد غنًن العسنلرية لألمن ‪ .‬بيند أن العديند‬
‫م الةاح ٌن يتفقمن عة تسمية "دراسات األم الدوي" يف إشارة إىل أن املشلتت األمنية املعاصرة دولية يف‬
‫(‪)4‬‬
‫مدااا وواسعة بالنير إىل املسائل العسلرية والتقنية الضيقة‪.‬‬

‫اننل املسننميات املاتةفننة وغًناننا ال ديل ن كمننا أشننار "جمزيننف عنناي"‪ Joseph S.Nye JR.‬أن تغننًن‬
‫(‪)5‬‬
‫وتم ا قل املعريف ولل ديل هلا أن تؤثر عة كيفية النير إليه وكيفية تطمر مستقةت‪.‬‬

‫لقنند شننلل مفوننمم األمن أحنند األسننئةة املفتاحيننة من سةسننةة األسننئةة امللمعننة لصننةا ا قننل املعننريف عن‬
‫إشننارته ملس ننائل ت نند"ل ض ننم هةسننفة املعره ننة "صمص ننا اإلبس ننتيمملمجية واألعطملمجيننة واملنوجي ننة منو ننا‪ .‬ويعت ن‬
‫تعريف "أرعملد وولفرز"‪ Arnold Wolfers‬أ دم تعريف عال عمعا م اإلمجاع بٌن الدارسٌن هقد رأ أن‬

‫‪Ibid. 1‬‬
‫‪ 2‬غرااام إيفناعم وجيفنري عمينونام قاهمعس رنغاعحن لهإمقاهل ال وليا منادة (الدراسنات األمنية) ترمجنة‪ :‬مركنز اطةنيك لألمناث(ديب‪ :‬مركنز اطةنيك‬
‫لألماث ‪ )9118‬ص‪.660.‬‬
‫‪Sean M.Lynn-Jones,Op.cit. 3‬‬
‫‪Joseph S.Nye Jr. And Sean M.Lynn-Jones,’’International Security Studies : A report of a conference on 4‬‬
‫‪the state of the field,’’ International Security 4 (Spring 1988) :p.7.‬‬
‫‪Ibid. 5‬‬
‫‪01‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫"األمن معضعييه‪ ،‬حمفبط رغياهأ الف حا ال ضا الىاي الممكزحا ‪ .‬أماه ذافياه‪ ،‬ف اع يياهأ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ال ع من أن فمعن فهك الىي معضع ىجعم‪".‬‬

‫لل مااي ال القيس املركزية ال يتعٌن طايتوا؛ بقاء الدولة االستقتل المطين المحدة الحابية الرها‬
‫اال تص ننادي اهلمي ننة ال قاهي ننة ا ري ننات األساس ننية وما ا ننم ممض ننمع األمن ن ‪-‬وحدات ننه املرجعي ننة‪-‬؛الدول ننة األم ننة‬
‫اإلعسنناعية الفرد ومننااي هتديداتننه ‪ -‬العسننلرية أو غننًن العسننلرية‪-‬ال ن جيننا عة ن المحنندة املرجعيننة أن حتمنني‬
‫عفسوا منوا لضمان بقائوا وانل انل التوديندات ممجنمدة "ممضنمعيا" أم "ذاتينا" ‪.‬و عن أي عمةينة سياسنية‬
‫(‪)2‬‬
‫وأي "طاه يصةح التوديد رااعا أمنيا ‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫غًن أن األجمبة عة أي م ال األسئةة د تغًنت وستستمر يف التغًن ع الم ح‪.‬‬

‫لقند م ةنح الما عينة السياسنية ب ن"سنيناهتا األربنع" ‪States, Strategy, Science, Status ( 4Ss‬‬

‫‪ )Quo‬املقاربة املويمنة يف الدراسات األمنية لفحات طمال "صمصنا إبنان ا نره الةناردة‪ .‬إال أن أصنماتا أ"نر‬
‫كدراس ننات الس ننتم ‪ Peace Studies‬كاع ننح ممج ننمدة‪ .‬لل ن ص نندااا الفل ننري والعمة نني ك ننان ض ننئيت عي نرا‬
‫لتوميشوا بشلل أساسي م لدن جمتمع صناع السياسة وباألساس م الر يٌن يف ا لممة ومستشاري الندهاع‬
‫(‪)4‬‬
‫يف الماليات املتحدة األمريلية‪.‬‬

‫مننا "ننت دراسننات السننتم كننان اننناك تفلننًن ةيننل حننمل األمن "ننارج اإلطننار النما عي‪ .‬هعننند الةي اليننٌن‬
‫من ت ديلن ا نندي عن ونناولتٌن مومتننٌن إلعننادة صننياغة مفوننمم األمن للنومننا تعرهننا إال عمعننا من النجنناح‬
‫آعلاك‪:‬‬

‫األوىل دت ةح يف "أطروحنة السنتم الندديقراطي"‪ Democratic Peace Thesis‬والن د"ةنح النقناش‬


‫يف الدراسات األمنية عند حدود اية ا ره الةاردة للنوا عرهح ااتماما بالغا إبان التسعينيات؛‬

‫‪Dario Battistella, Théories des Relations Internationales, 2nd éd. (Paris : Presses de sciences po, 1‬‬
‫‪2006), pp.461-462.‬‬
‫‪Ibid.,p.462. 2‬‬
‫‪Paul D.Williams,’’ Security Studies : An Introduction,’’ In Security Studies : An Introduction, ed . 3‬‬
‫‪Paul D.Williams , Op.cit.,p.2.‬‬
‫‪Sean M.Lynn-Jones,Op.cit. 4‬‬
‫‪22‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أما ال اعية هوي هلرة "ا تمع األمين"‪ Security Community‬ال برزت يف منتصنف املرحةنة األوىل‬
‫(‪)1‬‬
‫م ا ره الةاردة م طر "كارل دويتش" ‪ Karl Deutsh‬وجمممعته يف جامعة ‪.Princeton‬‬

‫عةن الننرغس م ن حنندوث بعننض التغي نًنات إال أن اننناك عنندة مشنناكل يف اسننتمرارية التفلننًن بالدراسننات‬
‫األمنية كميدان هرعي ‪ Subdiscipline‬لةعت نات الدولينة؛ همن الماضنح أن العت نات بنٌن الندول تنؤدي دورا‬
‫موما‪ .‬وتعد كعامل يف ا ركيات األمنية املمينزة لةسياسنة العاملينة املعاصنرة إال أ نا ليسنح المحيندة املومنة ‪.‬كمنا‬
‫أن الدول ليسح المحدات املرجعية المحيدة لألم ‪.‬‬

‫باإلضنناهة إىل أن هلننرة "األم ن النندوي" كمننا الننح عاملننة السياسننة األملاعيننة "اةغننا افتننندورن" ‪Helga‬‬

‫‪ Haftendorn‬تعناين من "عجنز مفوممنا ي "طنًن"‪ Déficit conceptuelle grave‬وال ديلن تطةيقونا‬


‫م شامل أل ا حتمنل معونا مفونمم أصنمهلا‪ .‬كمنا أ نا أك نر "ارتلازينة عةن النلات" ‪Ethnocentrism‬‬ ‫عة‬
‫(‪)2‬‬
‫أُسسح عة تصمرات أمريلية لةقيس‪.‬‬

‫عةن اعتةنار العت نات الدولينة مؤسسنة أجنةنم‪-‬أمريلينة هنرن معينس اللتابنات اطاصنة بالدراسنات األمنيننة‬
‫("صمصننا التقةيديننة منوننا) نند كتةننح من طننر الغنربيٌن ولةحلممننات الغربيننة واننلا مننا ينندل عةن أن املشنناكل‬
‫واملسائل وطرق التفلًن ال اعت ت مومة دا"ل ا قل تل حيادية وال طةيعينة‪ .‬وللن كمنا أوضنح "روبنرت‬
‫كمكم" ‪ Robert Cox‬كاعح دائما‬

‫( ‪)3‬‬
‫" من أمل ش ص مإين ولغمض مإين‪".‬‬

‫باإلضنناهة إىل أن املشننلتت األمنيننة املعاصننرة تتطةننا حتةننيتت وحةننمل ال تقننم العت ننات الدوليننة عة ن‬
‫تقنندديوا منفننردة‪ .‬وعةيننه هعة ن الةنناح ٌن النيننر يف ا قننمل املعرهيننة األ"ننر ولننيم هقننل ضننم العةننمم اإلعسنناعية‬
‫واالجتماعية‪ .‬هعة سةيل امل ال حتةيل مسائل تتعةنق بأسنةحة الندمار الشنامل يتطةنا درجنة من املعرهنة العةمينة‬

‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin , Op.cit.,p.355. 1‬‬


‫‪Ibid. 2‬‬
‫‪Paul D.Williams, Op.cit.,p.4. 3‬‬
‫‪27‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫والتقنية كما أن هوس أسةاه اإلرااه يتمجا النير يف األبعاد النفسية وهوس املاناطر الصنحية حيتناج إىل عنمع‬
‫م اط ة الطةية‪...‬اخل‪.‬‬

‫م الا املنطةق ير "ستيمارت كروهح" ‪ Stuart Croft‬أن الدراسات األمنية تتمم ع ع العديد م‬
‫التاصصات ‪ ( subfield‬أعير الشلل ‪ )1‬غًن أن العمل الصادر ع العت ات الدولية ال يزال مويمنا عة‬
‫األعمال األ"ر دا"ل ا قل‪.‬‬

‫"ان ااه (أي ال ااسااهل األمنياا ) فمثاال سهس ااه ماان مجااهالل الب ااث ال يعحا ا والمهئإا ا‬
‫والمةهي ين طمحع الإ ح من العضإيهل االرسفيمعلعمي والنظمح "(‪.)1‬‬

‫يف الا السياق يتةد ممضمعان ذوا أمهية بالغة‪:‬‬

‫األول‪ :‬عةن اعتةنار الدراسنات األمنينة كميندان هرعني لةعت نات الدولينة ‪As a subdiscipline of‬‬

‫‪ IR‬هماحد م أاس جماالت الةح حركية يتعةق بعت ات األم ال قاهة واهلمية؛‬

‫أمنا ال ناين‪ :‬هعةن اعتةنار الدراسنات األمنينة كحقنل هرعني متعندد التاصصنات ‪ As a subfield‬همن‬
‫أاس امليزات الداللينة لةنقناش املعاصنر انم االعقسنام ااةني بنٌن عنمعٌن من التنينًن؛ النيرينات العقتعينة من جونة‬
‫(‪)2‬‬
‫واملقاربات الةديةة املرتلزة عة أشلال عديدة م االجتا النقدي م جوة أ"ر ‪.‬‬

‫وعةيننه هرعنننا تنناج إىل التفلننًن بعمننق صننمص مننا اننم األم ن ا قيقنني يف السياسننة الدوليننة‪ .‬هم ن غننًن‬
‫املساعد التفلًن يف الدراسات األمنية عة أ ا ميدان هرعي لةعت ات الدولية هقل وإن كاعح ال األ"ًنة اي‬
‫حقةه األم‪.‬‬

‫‪Stuart Croft, Op.cit.,p.502. 1‬‬


‫‪Ibid.,pp.502-503. 2‬‬
‫‪20‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الشلك ‪:7‬‬

‫دادلراسات الأمنية مكيدان فرعي للعالقات ادلولية وكحقل متعدد التخصصات‬

‫و‬

‫‪Source : Stuart Croft,”What future for security studies ? ,”In Security Studies:‬‬
‫‪An Introduction ed . Paul D.Williams (New York : Routledge,2008),p.500.‬‬

‫‪22‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬‬

‫التَّنظري يف الدِّراسات األمنية‪:‬‬


‫مقدمة لنظرية العالقات الدَّولية‬

‫‪ o‬املطلب الأول‪ :‬نظرية العالقات الد ولية؛ مفهوهما ومكوانهتا‪.‬‬


‫‪ o‬املطلب الثاين‪ :‬التدنظري ملرحةل ما بعد احلرب الباردة؛ احملاورة الث دالثة‪.‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الأول‪ :‬نظرية العالقات الد ولية؛ مفهوهما ومكوانهتا‬


‫إن البحث يف اجلانب التنظريي للدراسات األمنيةة وةم ءةال ن صنفصةل حلةي ااةدصث الةداال ظةمل النظلصةة‬
‫يف العالقات الدولية ويف العلمم اننسانية وانءتماحلية بشكل حلام‪،‬‬

‫"فال يمكن ألحد أن يدعي أنه متمكن في فرع من فروع المعرفة مع أنه يعامل الظرريلة‬

‫)ال شل أنله‬ ‫بازدراء‪ ،‬دونما أن يرهر حقيقة أنله االل بموعلوعه (فمثل لل ا الصل‬
‫يت ي ل أن باطللتهاعته التقللد بصللك أاثللر دون االعتمللاد ع ل نرريللة‪ ،‬وذل ل بللت م‬

‫طريقه في التجارب وال بلرات ودونملا الوللول ع ل مبلادن معيظلة عاملة‪ ،‬ودونملا ربل‬
‫( ‪)1‬‬
‫أنصهته بك داخ ي عا "‬

‫إىل غاصة منتصف الثمانينيات‪ ،‬بدى حلامل نظلصة العالقات الدولية بسةياا نسةبيا‪ .‬أصةي ويمنةا التصةمرات‬
‫الماقعية والليربالية اجلدصدتني حللى النقاش داخل المنصةات املتحةدا األملصكيةة‪ .‬غةري أن هناصةة ااةلا البةاردا مثلةا‬
‫نقا ةةة ةةمل نظ ةةلي بارق ةةة يف بيع ةةة النق ةةاش ظ ةةمل نظلص ةةة العالق ةةات الدولي ةةة‪ ،‬وخاص ةةة خ ةةاري المنص ةةات املتح ةةدا‬
‫األملصكية‪.‬‬

‫بنواصةة ااةلا البةةاردا أوحةحا ظةدود املنظةةار املوةيمي حللةى التفسةةري وقدرتة حللةى التنبة ‪ .‬كمةا أن تنةةامي‬
‫ة‬ ‫ظاولا العمملة بتح اجملال واسعا أمام دارسةي العالقةات الدوليةة إىل الة واا أبعةد مةي املسةاال التقليدصةة الة‬
‫أسباا االوا والتعاون ‪.‬كما أحلادت بعث النقاشات ظمل دور وقدرا الدولة‪ ،‬ظمل مفومم السيادا والفماحلةل‬
‫اجلدصدا حللى الساظة الدولية(‪.)2‬كما أوححا أمهية املقاربات انقتصادصة يف العالقات الدولية(‪.)3‬‬

‫‪Hans Reiss ed. Kant's Political Writings (Cambridge : Cambridge university press ,1990),p.62. 1‬‬
‫‪Alex Macleod et Dan O’Meara,”Qu’est-ce qu’une théorie des relations internationals?” In Théories 2‬‬
‫‪des Relations Internationales :Contestations et Résistances,Op.cit.,pp.1-4.‬‬
‫‪ 3‬كما أن وإىل غاصة السبعينيات‪ ،‬مل تكي املساال املتعلقةة بابيعةة النظلصةة – تقلصبةا – ممحة اوتمةام يف العالقةات الدوليةة‪ .‬أمةا اط ةار الة ي دارت‬
‫بي النقاشات النظلصة بم َّ املساال 'املنوجية' أو بيعة الفماحلل الدولية وسلمكياهتا أي 'األناملمءيا'‪ .‬و صعةد كتةاا ‪ Kenneth Waltz‬املمسةمم ب ة ة‬
‫‪ Theory of international politics‬لعام ‪ 9191‬باحلث النقاش النظلي يف العالقات الدولية باقرتاظ إمجان ما ميكي أن صكمن مقاربة حللميةة‬
‫يف دراسة السياسة الدولية‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد أشار "مارتي غلصفيث " و"تريي أوكانوان" إىل أن مادا "النظلصة" تستخدم بالصقة م ولةة التنةميف يف‬
‫جمال دراسة العالقات الدولية‪،‬‬

‫"فهي تهبق ع مقترحات وحجج ع م ت ف مستويات التجريد اما أن الظقاشات‬


‫( ‪)1‬‬
‫حول معظالا األفض قد ارت بسرعة ولم توم معها أي إاماع حول الموعوع "‬

‫و بالتايل بإننا لي جند أبدا تصمرا للنظلصة صلحةي العةامل برسةل ‪ ،‬ألن كةل مقاربةة ةا تصةمروا اجلةمولي حلمةا‬
‫جيب أن تكمن حللي النظلصة‪ ،‬وحلي ممحميف دراسةتوا وكيفيةة دراسةة الظةماول ومةا وةم ا ةدا األ ةى الة ي تصةبم‬
‫إلي ‪.‬‬

‫وصعلا كل مي "ءيم دور ي" و"روبلت بالستغلاا" النظلصة حللى أهنا‪:‬‬

‫" تظريم ل مع وملات بصلك يمكلن معله تقلديم أاوبلة ع ميلة وطل يمة ل شلكاليات التلي‬
‫( ‪)2‬‬
‫تثيرلا الرالرة موعوع الدراطة "‬

‫وصضيفان‪:‬‬

‫" الظررية الدوليلة ( ) تتضلمن عظارلر ورل ية وعق يلة ومعياريلة و تظبؤيلة و ملع ازديلاد‬
‫الته للور فلللي نرري للة العالقلللات الدولي للة يتجللله االلتم للا نولللو نرري للة مرابلللة م للن ملللاذا‬
‫يكون م للاذا يج للك أن يكون م للاذا يمك للن أن يك للون وا للودة الظرري للة هي للر مرلون للة‬

‫بك يتهللا أو ايتيتهللا فك ل الظرريللات رللالوة مادام ل تسللت د مظهجيللة ع ميللة‪ ،‬مللع‬
‫( ‪)3‬‬
‫األخ في االعتبار أن الظررية تظتهي إل العموميات "‬

‫أما "رصنوارد ماصلز"‪ Reinhard Mayers‬بيمحح تعددصة املعاين يف مصالح النظلصة بقمل ‪:‬‬

‫‪ 1‬مارتي غلصفيث وتريي أوكانوان‪ ،‬مادا (النظلصة)‪،‬ملء سابق‪،‬ص‪.824.‬‬


‫وتشةةتق كلمةةة 'نظلصةةة' ‪ Theory‬مةةي الفعةةل اليمنةةاين ‪ Theorein‬الةةدال حللةةى' مالظظةةة مةةا بةةدب بتعجةةب لمصةةف و دصةةد وبومة '‪ .‬وميكةةي احلتبةةار‬
‫نظلصة 'كل حلبارا منسجمة ومنتظمة يف معلبتنا للحقيقة '‪.‬أنظل‪Dario Battistela,Op.cit.,p.28.:‬‬
‫‪ 2‬ءيم دور ي و روبلت بالستغلاا‪ ،‬الظرريات المتضاربة في العالقات الدولية‪ ،‬تل‪ .‬وليد حلبد ااي(الكمصا‪ :‬كاظمة للنشل والرتمجة والتمزص ‪،‬‬
‫‪،)5541‬ص‪.22.‬‬
‫‪ 3‬امللء السابق‪،‬ص‪.95.‬‬
‫‪58‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬بةةالنظل للجةةمول ثةةل النظلصةةة ملكةةال ااقةةل ككةةل أو سلسةةلة انسةةتخدامات اجلامعةةة لتةةارص األبكةةار‬
‫الدولية‪ ،‬تارص العالقات الدولية كحقل حللمي‪ ،‬الفلسفة انءتماحلية للعالقات الدولية‪ ،‬ابسةتيمملمءيا‬
‫ومنوجية العالقات الدولية‬
‫‪ ‬بالنظل إىل الشكل بالتعارصف املقدمة للنظلصة تعتمد حللى البنية املناقيةة واملةدى واألدا التفسةريي أو‬
‫(‪)1‬‬
‫التنب ي للبنا ات اجمللدا املابقة حللى قسم معني مي الظماول‪ ،‬املماحي ‪ ،‬األظداب أو املسارات‪.‬‬

‫و خبةالا اجلةمول والشةكل‪ ،‬برمهيةة النظلصةةة يف العالقةات الدوليةة غةدت مقرتنةةة ةدى أمهيةة المظةااف الة‬
‫ت دصوا‪،‬‬

‫" فالوظي للة الرتيسللية لظرريللة العالقللات الدوليللة لللي فللي تمكيظظللا مللن توسللين معرفتظللا‬

‫بللالواقع الللدولي طللواء فللي فهملله فق ل أو لت ييللر إنهللا تسللاعدنا ع ل تظرلليم مع وماتظللا‬
‫وع ل ااتصللا مع ومللات اديللدة أاثللر دقللة إنهللا تيودنللا بلطللار ل ت كيللر نوللدد فيلله‬

‫أولويلات البولو ون تلار أفضل الوطللات المتلوفرة لجملع وتو يل المع وملات امللا أن‬
‫انتبالظا إل التملاالالت والتبايظلات وتصلو أذللان انخلرين لمعرفلة دقتهلا‬ ‫الظررية ت‬
‫( ‪)2‬‬
‫أو عد دقتها‪ ،‬من خالل البووث التي تهبق أو تجري ع أطاطها "‬

‫أما "سكمت بريشيل"‪ Scott Burchil‬بريى أن‪:‬‬

‫"الظرريلات تمظوظللا تظريملا فكريللا فلي دراطللة العالقللات الدوليلة إنهللا تمكظظلا مللن دراطللة‬
‫أحداث الماعي والواعلر واع هلا فلي طلياقها إنهلا تقلد لظلا نسلقا ملن أشلكال ت ويل‬

‫المسللات المعقللدة امللا أن الظرريللات تسللاعدنا ع ل توايلله وعللب ذلظياتظللا فللي مقابل‬
‫الرللوالر المويللرة المويهللة بظ للا إنهللا تسللاعدنا ع لل الت كي للر بهريقللة نقديللة ومظهقي للة‬
‫( ‪)3‬‬
‫ومظسجمة "‬

‫‪Reinhard Meyers,’’Contemporary developments in international relations theory,’’ available at : 1‬‬


‫‪http://www.uni-muenster.de/Politikwissenschaft/Doppeldiplom/docs/IRtheoryRM.pdf.‬‬
‫‪ 2‬ءيم دور ي و روبلت بالستغلاا‪ ،‬ملء سابق‪،‬ص‪.95.‬‬
‫‪Alex Macleod et Dan O’Meara,Op.cit.,p.4. 3‬‬
‫‪59‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫كمةةا أن النظلصةةة الدوليةةة وةةي لةةد اجلةةال مةةي دراسةةة العالقةةات الدوليةةة وال ة ي صقةةدم لوظةةات شةةارظة‬
‫ووصفية و تنب صة ونقدصة حلي األمناط و ان لادات والتغريات يف املكمنات والعمليات البنيمصةة للمنظممةة الدوليةة‪،‬‬
‫ويف المظدات اللايسة املكمنة ا‪.‬‬

‫لقد أصبحا نظلصة العالقات الدولية ظقال دراسيا موما خصمصا م املقاربةات املعاصةلا املسةتمظاا مةي‬
‫بلويف خمتلفة مي الفلسفة خاصة منوا‪:‬‬

‫‪ ‬االبسللتيمولوايا(‪:)1‬وال ة تعةةل بالمسةةاال املكسةةبة للمعلبةةة إهنةةا بلسةةفة املعلبةةة أو كيفيةةة التمصةةل‬
‫إليو ةةا‪ .‬وتس ةةتفوم ظ ةةمل بيع ةةة وت ةلاكم املعلب ةةة‪ ،‬وون ةةاال ةةالب اكاو ةةات ك ةةربى يف بلس ةةفة املعلب ةةة وو ةةي ‪:‬‬
‫انبستيمملمءيا التجلصبية ‪ Empirisme‬والعقالنية ‪ Rationalisme‬والنفعية ‪Pragmatisme‬‬

‫‪ ‬األنهولوايللا‪ :‬ووةةي بلسةةفة المءةةمد املتعلقةةة امي ة ميةةادصي الفعةةل البشةةلي‪ .‬وحللي ة بوةةي تتعلةةق‬
‫بالمظةةدات األساسةةية املكمنةةة للعةةامل داخةةل نظلصةةة معينةةة‪ ،‬وبالتةةايل بوةةي ليسةةا مسةةرلة مةةا وةةم ممءةةمد‬
‫"ممحمحليا" ولكي ما وم ممءمد وبقا للنظلصات املكمنة لتصمراتنا ظمل العامل‬
‫‪ ‬المظهجي للة‪ :‬بداص ةةة‪ ،‬م ةةي املو ةةم التميي ةةال ب ةةني انبس ةةتيمملمءيا واملنوجي ةةة ‪،‬باملنوجي ةةة كة ة لد تع ةةل‬
‫بكيفية التمصل إىل املعلبة لكنوا بابيعتوا أكثل حلملية‪ .‬و وي تلكال حللى لق معينة ميكننا استخداموا‬
‫يف حماولة بوم حلاملنا‪ .‬وتلتبط انبستيمملمءيا واملنوجية ارتبا ا و يقا‪ :‬بتشتمل األوىل حللى بلسفة كيفية‬
‫التمص ةةل إىل املعلب ةةة‪ ،‬بينم ةةا تش ةةتمل الثاني ةةة حلل ةةى املمارس ةةة‪)2(.‬وجن ةةد ةةالب أن ةمايف حلام ةةة م ةةي املن ةةاو يف‬
‫العالقةةات الدوليةةة وةةي‪" :‬املنةةاو الكميةةة"‪ Quantitative Methods‬املابقةةة مةةي ةةلا بع ة‬
‫‪ Qualitative‬كتحلية ةةل املضة ةةممن ودراسة ةةة ااالة ةةة‪.‬‬ ‫التجة ةلصبيني‪" ،‬املنة ةةاو النمحلية ةةة"‪Methods‬‬

‫و"النما ي الصمرصة" ‪ Modèles formelles‬كنظلصة اللعب‪.‬‬

‫‪ 1‬صشة ةةتق مصة ةةالح 'ابسة ةةتيمملمءيا' ‪ Epistemology‬مة ةةي الكلمة ةةة اليمنانية ةةة ‪ Epistemy‬وتعة ةةر املعلبة ةةة‪ .‬وصاة ةةلت انسة ةةتخدام الفلنسة ةةي للكلمة ةةة‬
‫‪ épistémologie‬معنيةةني خمتلفةةني األول صعةةر 'الدراسةةة النقدصةةة للعلةةمم'‪ ،‬يف ظةةني اسةةتعري الثةةاين مةةي انسةةتخدام األجنلةةم‪-‬أملصكةةي املتعلةةق أساسةةا‬
‫بيعة املعلبة وامتالكوا و لق تقييموا‪ .‬و و ا التصمر األخري وم ال ي ويمي حللةى جممةل ظقةل النظلصةة يف‬ ‫بالالصقة ال نماء هبا املساال ال‬
‫العالقات الدولية‪.‬‬
‫‪ 2‬مارتي غلصفيث وتريي أوكانوان‪ ،‬مادا( المحعية‪/‬ما بعد المحعية )‪،‬ملء سابق‪،‬ص‪.812.‬‬
‫‪5:‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬المعياريللة‪ :‬إن أنصةةار انكةةا التكةةمصر يف العالقةةات الدوليةةة صلفتةةمن النظةةل داامةةا إىل أن حمللةةي‬
‫العالقةةات الدوليةةة وةةم أنةةاس صعيشةةمن يف جمتمع ةةات خاصةةة‪ ،‬يف زمةةي تةةارخيي حمةةدد ويف أمكنةةة معين ةةة‪.‬‬
‫وبالتايل بالسياق انءتماحلي والسياسةي والتةارخيي أصةي تةدور جممةل حلمليةة التفكةري التنظةريي بةتم حللينةا‬
‫النظل يف حلالقة املالظظ بالعالقات الدولية‪،‬‬
‫م‬
‫قيما‪ ،‬والسؤال الوحيلد للو عملا إذا اانل القليم موجوبلة أ‬ ‫"فجميع الظرريات تعك‬

‫ال( ) فكل الظرريللات تظهلوي ع ل قليم فللي ال تو يالتهللا‪ ،‬ابتللداء ملن األشللياء التللي‬
‫ت تللار الترايللي ع يهللا بورل ها 'الوقللاتق' التللي يظب للي ت سلليرلا بللالهر التللي تسللت دمها‬

‫لل ل ل الظرري ل للات لدراط ل للة لل ل ل الوق ل للاتق وور ل للوال إلل ل ل الورل ل ل ات السياط ل للية الت ل للي‬
‫تقترحهللا ( ) إن ال الظرريللات تظهللوي ع ل افتراعللات ومضللامين معياريللة ولكظهللا فللي‬
‫( ‪)1‬‬
‫ال الك هير ظالرة "‬

‫وجمم ةةل الق ةةمل أن املس ةةاال املعيارص ةةة ت ةةدحلمنا إىل التفك ةةري ظ ةةمل ا ةةار وانعكاس ةةات اختياراتن ةةا النظلص ةةة‬
‫واملنوجية موما كانا حللى الصعيد الشخصي‪ ،‬اجملتمعي‪ ،‬الم ر أو الدويل‪.‬‬

‫إن نظلصةةة العالقةةات الدوليةةة ‪ -‬كغريوةةا مةةي ااقةةمل املعلبيةةة األخةةلى ‪ -‬يف مسةةا لة داامةةة ومسةةتملا‬
‫اقةةل دراسةةتوا وسةةالمة مناوجوةةا‪ .‬بعصةةل اليقةةني النظةةلي قةةد وىل‪ ،‬والنقاشةةات ظةةمل بيعةةة النظلصةةة يف ظةةد‬
‫اهتا ‪-‬ما صالق حللي امليتا نظلصة ‪ - Metatheory‬قد غابا لفرتات مال‪.‬‬

‫غةةري أن ة مةةي اطنصةةاا القةةمل أن ظقةةل الدراسةةات الدوليةةة قةةد شةةود يف السةةنمات العش ةلصي املاحةةية‬
‫نقاشا و بيعة ميتانظلصة أكثل من نظلصة(‪.)2‬بال صمءةد اتفةاق حلةام‪ ،‬ن حللةى املةادا املكمنةة ملمحةميف الدراسةة‬
‫يف العالقةةات الدوليةةة (البعةةد األناملةةمءي)‪ ،‬ون حللةةى الالصقةةة العامةةة نمةةتالال املعلبةةة يف و ة ا امليةةدان (البعةةد‬

‫‪ 1‬ستيف يث‪" ،‬مقاربةات ءدصةدا للنظلصةة الدوليةة‪ "،‬يف عولملة السياطلة العالميلة‪ ،‬تص‪.‬ءةمن بيلةي وسةتيف يةث‪ ،‬تةل‪ .‬ملكةال اللةي لاثةاب‬
‫(ديب‪ :‬ملكال اللي لاثاب‪،)،‬ص ص‪.23-922.‬‬
‫‪ 2‬تعل امليتانظلصة باملعاصري ال تستخدم للفصل بني خمتلف معاين النظلصة‪ ،‬وأي منوا جيب تقدمي حللى غري مي املعاين‪ .‬كما تعل باألسة اااكمةة‬
‫لكيفيةةة اختيةةار النظلصةةة األبضةةل‪ .‬وحللي ة بمةةي أءةةل دصةةد مةةا ال ة ي جيعةةل نظلصةةة أبضةةل مةةي منابسةةيوا‪ ،‬بإننةةا جتةةاي إىل معلبةةة خصةةااص النظلصةةة‬
‫اجليدا‪ Good theory‬أنرر‬
‫‪Fred Chernoff ,Theory and Metatheory in International Relations :concepts and contending‬‬
‫‪accounts (New York : Palgrave Macmillan,2007).‬‬
‫;‪5‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫انبسةةتيمملمءي)‪،‬ون حللةةى القةةيم واملبةةادا واملعةةاصري ال ة تضةةموا أي نظلصةةة (البعةةد املعيةةاري) ون ظةةع حللةةى‬
‫املنو ال ي صقمد البحث يف العالقات الدولية (البعد املنوجي)‪.‬‬

‫برص ةةل انختالب ةةات انبس ةةتيمملمءية واألناملمءي ةةة واملعيارص ةةة ب ةةني "امليتامنظ ةةار العق ةةالين" ‪Meta-‬‬

‫‪ paradigme rationaliste‬و"امليتامنظةار التةرملي أو املعيةاري" ‪Meta-paradigme réflexif‬‬

‫تظول ءلية يف إءابة كل منوما حللى الس ال التايل‪:‬‬

‫"ما لد أو دور الظررية في العالقات الدولية؟"‬

‫ثسب تصنيف "روبلت كمك " ‪ Robert W. Cox‬ودا النظلصة ميكي أن صكمن حللى نمحلني ‪:‬‬
‫"تروصلي (تفسريي)" ‪ Prescriptif‬أو "نقدي" ‪.)1( Critique‬‬

‫بفةةي الن ةميف األول ن اةةلي النظلصةةة حللةةى أن تكةةمن إءابةةة مباشةةلا أو بسةةياة أو كةةدليل مسةةاحلد حللةةى‬
‫ظةةل معضةةالت صالظوةةا وحة معةةني‪ ،‬بتقةةدو وصةةفة حمةةددا أو تمصةةيات بشةةرهنا‪ .‬ووة ا مةةا صعةةلا ب ة ة "نظلصةةة‬
‫ظل املشكلة" ‪Problem Solving Theory‬‬

‫"الت للي تتظ للاول الع للالم ام للا تج للد ‪ ،‬بم للا يس للود في لله م للن عالق للات ااتماعي للة وطل ل هوية‬

‫العالقات فيها باعتبارلا اإلطار الم ترض ل عم والهد العا‬ ‫ومؤطسات تظترم ت‬
‫ملن حل المصلكالت لللو اعل لل العالقللات والمؤطسلات تعمل بسالطلة عللن طريللق‬
‫( ‪)2‬‬
‫التعام بصك فعال مع ملادر المصاا "‬

‫ووي ما تعلا أصضا بالنظلصات التفسريصة ‪. Explanatory Theory‬‬

‫‪Robert W. Cox,’’Social forces, states and world order: beyond international relations theory,’’In 1‬‬
‫‪Perspectives on World Politics , ed. Richard Little and Michael Smith, 3rd ed. (New York: Routledge,‬‬
‫‪2006), pp.394-96.‬‬
‫وقد نشلت و املقالة ألول ملا يف‪Millennium :Journal of international studies 2 (1981) : pp. 126–55.:‬‬
‫‪ 2‬ستيف يث‪،،‬ملء سابق‪،‬ص ص‪.34-933.‬‬
‫‪64‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أمةةا النةميف الثةةاين‪ ،‬بيكةةمن وةةدا النظلصةةة نقةةدصا عةةل أن وة األخةةريا ن تتعامةةل مة النظةةام املمءةةمد‬
‫كمعاى مسبق أو ظقيقة ابتة‪ .‬بل تسعى إىل معلبة كيفية (‪ )How‬تكمن النظام ومسارات تغري ‪ .‬وومما‬
‫(‪)1‬‬
‫صعلا بالنظلصات التكمصنية يف العالقات الدولية‪.‬‬

‫إن وة ا التصةةنيف ‪ -‬النظلصةةات التفسةريصة يف مماءوةةة النظلصةةات التكمصنيةة ‪ -‬وةةم نتةةاي انخةةتالا يف‬
‫التصمرات ظمل العامل انءتماحلي بوةل ميكةي تصةمر كمةا صةمتصة َّمر العةامل الابيعةي أم أن العةامل انءتمةاحلي‬
‫(‪)2‬‬
‫وم ما نصنع جي؟‪.‬‬

‫وبقةةا لة ة"رصنوارد مةةاصلز"‪ Reinhard Mayers‬ميك ةةي ‪ -‬ظاليةةا ‪ -‬تصةةنيف النظلصةةات ب ةةالنظل إىل‬
‫معيارصي أساسيني‪:‬‬

‫‪ ‬المعيلار األنهوللواي‪ :‬بالتسةالل ظةمل األنةمايف والصةمر والتصةمرات الكةربى ‪ World-views‬الة‬


‫تمءدوا النظلصة م اظرتام ممحميف الدراسة‬
‫‪ ‬المعيار االبستيمولواي‪ :‬بانستفوام حلي كيفية ترسي النظلصة وبلونتوا وتربصلوا وشلحلنتوا لبياناهتا‬
‫ظمل املمحميف ال ي تستند إلي ‪.‬‬

‫استخدام و صي املعيارصي صمحح بشكل ءلي أن التارص املكمن لنظلصة العالقةات الدوليةة قةد أمسة حللةى‬
‫حلةةدد مةةي ااةمارات الة ترخة مةةي ءوةةة انختالبةةات األناملمءيةةة بةةني النظلصةةات كنقاةةة اناالقوةةا ‪.‬ومةةي ءوةةة‬

‫‪Robert W. Cox,Op.cit.,p.395. 1‬‬


‫‪ 2‬و ا التصنيف وةم واظةد مةي بةني حلشةل صةمر اتيةة ‪ self-images‬ثةل كةل منوةا تصةنيفا معينةا‪ .‬ووةي ثةل امللاظةل األساسةية الة مةل هبةا الفكةل‬
‫الدويل من ظومر أوىل التيارات الفكلصة املعاصلا ال سعا إىل بنا نظلصة يف العالقات الدولية ووي‪:‬‬
‫(‪ )1‬النظلصةةة الدولي ةةة مقابةةل النظلص ةةة السياس ةةية (‪ )2‬التفكةةري اجلم ةةاحلي[‪ ]communitarian‬مقاب ةةل املما نةةة العاملي ةةة (‪ )3‬الماقعية‪/‬العقالنية‪/‬الثمرص ةةة‬
‫[‪ )4( ]Three Rs‬املمءات الثالب أو اامارات الكربى (‪ )5‬اامار بني املنظارات التفسةريصة [‪ )6( ]inter-paradigm debate‬الدولةة امللكالصةة‬
‫مقابةل العةةرب و نيةةة (‪ )7‬الماقعيةة اجلدصدا‪/‬الليرباليةةة اجلدصةةدا (‪ )8‬ااةمار مابعةةد المحةةعي (‪ )9‬النظلصةة التفسةريصة مقابةةل النظلصةة التكمصنيةةة (‪ )11‬النظلصةةة‬
‫الترسيسية واملناوضة للترسيسية‪ .‬أنرر‬
‫‪Steve Smith, ‘‘The self-images of a discipline :A genealogy of international relations theory,’’ in‬‬
‫‪International Relations Theory Today, ed. Ken Booth and Steve Smith (UK :Policy Press, 1997), pp.1-‬‬
‫‪32.‬‬

‫‪64‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أخةةلى تعك ة اخةةتالا املنظةةارات انبسةةتيمملمءية يف بنةةا وإ بةةات بياناهتةةا ظةةمل ممح ةميف العالقةةات الدوليةةة‬
‫كحقل معليف (أنظل اجلدول رقم ‪.)1‬‬

‫اجلدول رمق‪:1‬‬
‫احلوارات الابستميولوجية وا ألنطولوجية يف نظرية العالقات الد ولية‬
‫الو ل ل لوارات االنهولواية‬ ‫الو ل ل ل لوارات االبستيمل ل ل لوللواي ل لة‬
‫‪Ontological Debates‬‬ ‫‪Epistemological Debates‬‬
‫المثالية في موااهة الواقعية‬ ‫التق يدية في موااهة الع مية‬
‫(‪)Idealism Vs Realism‬‬ ‫(‪)Traditionalism Vs Scientism‬‬
‫الصمولية في موااهة الواقعية الجديدة‬ ‫الع مية في موااهة الظررية الظقدية‬
‫(‪)Globalism Vs Neorealisl‬‬ ‫(‪)Scientism Vs Critical theory‬‬
‫ال يبرالية الجديدة المؤطساتية في موااهة الواقعية‬ ‫الظررية الظقدية في موااهة مابعد الوداالة‬
‫(‪ )Critical theory Vs Postmodernism‬البظيوية‬
‫‪(Neoliberal Institutionalism Vs‬‬
‫)‪Structural Realism‬‬

‫‪Source : Reinhard Meyers, ’’Contemporary developments in international relations theory,’’ available at :‬‬
‫‪http://www.uni-muenster.de/Politikwissenschaft/Doppeldiplom/docs/IRtheoryRM.pdf.‬‬

‫‪64‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التدنظري ملرحةل ما بعد احلرب الباردة؛ احملاورة الثالثة‬


‫إن املقاربةةات املعارحةةة للةةنو ال ةماقعي قةةد بعثةةا ظ ةمارا ءدصةةدا يف ظقةةل العالقةةات الدوليةةة ارتكةةال حللةةى‬
‫التسالل ال ي واءوت العلمم انءتماحلية مي قبل ومفاد ‪:‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫"ل المعرفة الع مية ممكظة في حق العالقات الدولية؟"‬

‫ثسب "صمسف لبيد"‪،Yosef Lapid‬باملنظلون الدوليمن اخنل ما يف "احملاورا الثالثة مي احملاورات املعلبةة‬
‫م‬
‫للحقةل" ‪، Third discipline defining debate‬أصةي شةكلا املسةاال امليتانظلصةة ظةمل بيعةة التفكةري‬
‫( ‪)2‬‬
‫والتنظري وتلاكم املعلبة وكيف ميكي اقل معليف أن صبر نفس ملكال اوتمام الباظثني واملنظلصي‪.‬‬

‫بداصةةة‪ ،‬لفوةةم دننت احملةةاورا الثالثةةة يف نظلصةةة العالقةةات الدوليةةة ن بةةد مةةي وحةةعوا يف سةةياقوا باحملةةاورا‬
‫املعاصةةلا الة ابتةةدأت منة ‪ 9191‬ميكةةي رلصتوةةا حللةةى أهنةةا الثالثةةة مةةي سلسةةلة احملةةاورات املعلبةةة للحقةةل يف القةةلن‬
‫العشةلصي‪ .‬بةةاألوىل كانةةا بةةني املثةةاليني والةماقعيني إبةةان األربعينيةةات و المسةةينيات‪ ،‬يف ظةةني سةةادت الثانيةةة بةةرتا‬
‫السةةتينيات والسةةبعينيات أصةةي لكةةالت ظةةمل الصةلايف بةةني التةةارص ‪ History‬والعلةةم ‪ Science‬أو بةةني التقليةةدصني‬
‫(‪)3‬‬
‫والسلمكيني (‪.)Traditionalist vs Behaviorist‬‬

‫و ميكي القمل أن احملاورا الثالثة قد ءسدت التامر املعاصل يف واق النظلصة السياسية وانءتماحلية‪.‬‬

‫"إنها تظرر إل االدعاء ب ن العالقات الدولية مجال مميلي ملن ال عل وال هلاب ومظ لل‬
‫عن الظررية السياطية واالاتماعية ال يمكن أن يلمد ل ترة أطول ( ) باختلار‪ ،‬يمكن‬

‫فه للم ظه للور المو للاورة الثالث للة ع ل ل أنه للا اط للتجابة نرري للة العالق للات الدولي للة ل ته للورات‬

‫‪Dario Battistella,Op.cit.,p.100. 1‬‬


‫‪Renate Kenter,'' Tha Art of the possible: The scenario method and the third debate in international 2‬‬
‫‪relations theory'' (A Master Thesis in International Relations ,University of Amesterdam,1998),p.3.‬‬
‫‪available from http://www.deruijter.net/artikelen_cases/pdf/kenter.pdf‬‬
‫‪Ibid. 3‬‬
‫‪65‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫المعارللرة فللي الظرريللة السياطللية واالاتماعيللة بصللك عللا وفللي ف س ل ة المعرفللة بصللك‬
‫( ‪)1‬‬
‫خاص"‬

‫مي و ا املنالق‪ ،‬تبقى احملاورا الثالثة كغريوا مي احملاورات السابقة ءال مةي البحةث حلةي "أبضةل نظلصةة"‪،‬‬
‫بوي كما صقمل "بانك "‪Banks‬‬

‫( ‪)2‬‬
‫"خهاب حول اختيار األطر التو ي ية"‬

‫وقةد ارتباةا كمةا صةلى "صمسةف لبيةد" ‪ Yosef Lapid‬تارخييةا وبكلصةا جمة مةي خمتلةف انكاوةات‬
‫الفلسفية و انءتماحلية ات النالحلة مابعد المحعية‪.‬‬

‫‪ ‬الوضعية‪/‬ما بعد الوضعية‪:‬‬

‫ميكي تعلصف الفلسفة المحعية بشةكل أمشةل كمةا صةلى "سةتيف يةث"‪ Steve Smith‬حللةى أهنةا وءوةة‬
‫نظل دد كيفية إنشا معلبة تعتمد حللى أرب بلحيات رايسة‪:‬‬

‫‪ ‬انحلتق ةةاد بمظ ةةدا العل ةةم‪ :‬أي أن املنوجي ةةات نفس ةةوا ميك ةةي تابيقو ةةا يف ك ةةل م ةةي العة ةمامل العلمي ةةة وغ ةةري‬
‫العلمية‬
‫‪ ‬أن وناال بلقا بني ااقااق والقيم‪ :‬بااقااق ظيادصة بني النظلصات املختلفة‬
‫‪ ‬أن العةةامل انءتمةةاحلي شةةرن يف لةةد شةةرن العةةامل الابيعةةي بتةةمي حللةةى أمنةةاط منتظمةةة ميكةةي اكتشةةابوا‬
‫بماساة نظلصاتنا بالصقة العلم نفسوا يف ثث حلي األمناط املنتظمة يف الابيعة‬
‫‪ ‬أن دصةةد ظقيقةةة املقةةمنت صةةتم حلةةي لصةةق العةةمدا إىل و ة ااقةةااق اايادصةةة‪ ،‬وو ة ا مةةا صسةةمى بنظلصةةة‬
‫املعلبة التجلصبية ‪.)3( Empiricist Epistemology‬‬

‫‪Mark Neufeld, ”The reflexif turn and international relations theory,” CISS working paper 4 (January 1‬‬
‫‪1998), p.8. Available at : http://www.yorku.ca/yciss/publications/WP04-Neufeld.pdf.‬‬
‫‪Ibid. 2‬‬
‫‪ 3‬ستيف يث‪،،‬ملء سابق‪ ،‬ص‪.356.‬‬
‫‪66‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫وحللي ‪ ،‬باملقاربات المحعية أو العقالنية ‪ Rationalist‬صةالح "كيموةان"‪ - Keohane‬والة تضةم‬


‫بةةاألخص ال ةماقعيني اجلةةدد‪/‬الليرباليني اجلدد‪/‬املاركسةةيني اجلةةدد (‪ -)...‬تشةةرتال يف و ة انبرتاحةةات ‪.‬أمةةا بالنسةةبة‬
‫للمنظ ةلصي النق ةةدصني أو الت ةةرمليني ‪ Reflectivist‬م ةةي "أنامني ةةم غلامش ةةي"‪ Antonio Gramsci‬ومدرس ةةة‬
‫بلانكف ةةمرت إىل م ةةا بع ةةد اادا ةةة املس ةةتندا ألحلم ةةال "ميش ةةيل بمك ةةم" ‪ Michel Foucault‬و"ء ةةاال درص ةةدا"‬
‫‪ Jacques Derrida‬ملورا باملقاربات النسمصة‬

‫"ف الوقيقللة ال تواللد خللارج الظرريللة ‪،‬فهل األخيللرة تصللارء وتللدخ فللي بظاء إعللادة بظللاء‬
‫( ‪)1‬‬
‫إعادة تصكي الوقيقة المدروطة "‬ ‫وتصكي‬

‫أي أهنا كما صلى "ستيف يث"‪Steve Smith‬‬

‫" توللدد لظ للا مللا نل لرا ع ل ل أنلله الع للالم ال للاراي‪ ،‬ولكل ل ا ف لللن الم للاليم ن س للها الت للي‬
‫( ‪)2‬‬
‫نست دمها ل ت كير بالعالم تساعد ع أن تجع العالم ما لو ع يه انن "‬

‫وبقةةا ل ة"كني بةةمب"‪ Ken Booth‬بالصةةمرا التقليدصةةة للمحةةعية يف العالقةةات الدوليةةة تتجسةةد يف حماولةةة‬
‫وح املساال ‪ -‬كاطندماي األورويب‪ ،‬أزمة الصةمارص الكمبيةة‪ ،‬سةلمال السياسةة الارءيةة‪ ،‬األمةي وغريوةا ‪ -‬ةا‬
‫جماول العلمم انءتماحلية‪ .‬و بالتايل تسعى إىل أن تصف وتشلت الظماول بالللصة و النظل‪ .‬و حللية بمسةلمة وة‬
‫املقاربة وي أن‪:‬‬

‫"تلوراتظا حول األمن ت تي من الت يرات الوار ة ' لظاء ' ‪( Out there‬في البيئة)‬
‫أيللن العللالم الوقيقللي ل صللؤون الدوليللة‪ ،‬أاثللر مظلله ' لظللا ' ‪ In there‬أي فللي ذلللن‬
‫( ‪)3‬‬
‫المو "‬

‫‪Dario Battistella,Op.cit.,pp.101-02 1‬‬


‫‪ 2‬ستيف يث‪،،‬ملء سابق‪ ،‬ص‪.354.‬‬
‫‪Ken Booth ,”Security and self reflections of a fallen realist ,”in Critical Security Studies :Concepts 3‬‬
‫‪and Cases ,ed. Keith Krause and Michael C. Williams (UK: UCL Press, 1997),p.84.‬‬
‫‪67‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مي املوم ءدا التفلصق بني التجلصبيةة ‪ Empiricism‬و المحةعية ‪ Positivist‬بةاألوىل تقةدم قبةل كةل‬
‫ش ةةي ابس ةةتيمملمءيا م َّسس ةةة حلل ةةى بك ةةلا أن التجلب ةةة ‪ L’expérience‬و ةةي املص ةةدر المظي ةةد للمعلب ةةة‪ .‬لك ةةي‬
‫المحعية ت وب إىل أبعد مي لد‪ ،‬وتامح إىل أن تكمن "قاحلدا لعلم ظقيقي للعالقات الدولية"‪.‬‬

‫م ة اش ةرتاكوا يف التصةةمر التج ةلص لل ةرتاكم املعةةليف‪ ،‬تتضةةمي المحةةعية أصضةةا مقاربةةة منوجيةةة(‪ )1‬تلكةةال حللةةى‬
‫منو العلمم الابيعية‪ ،‬وبالصمص حللى وح بلوض قابلة للتحقق مي صحتوا أو زصفوا امربصقيةا‪ .‬كمةا تناةمي‬
‫حللى املنو انستقلااي وبنا نظلصات حلامة أو تفسريات ات مدى حلام ‪.‬أما مستماوا األناملمءي بينتوي حلنةد‬
‫ماوم منظمر ‪ Observable‬سما مادصا أو باطستنتاي وانستدنل(‪.)2‬‬

‫باطحابة إىل لد‪ ،‬بةإن بكةلا "ااقيقةة كتنةاظل أو تمابةق"‪ Truth as correspondance‬احلتمةدت‬
‫كماظةدا مةةي أوةةم املعتقةةدات يف التقليةةد المحةةعي حلةةرب تارخية الامصةل مي"أوغسةةا كمنةةا"‪August Comte‬‬

‫إىل ظلقةةة بينةةا‪ ،‬وصةةمن إىل التعةةدصل املعاصةةل للمحةةعية مةةي ةةلا "كةةارل بةةمبل" ‪ Karl Popper‬وبةةاألخص‬
‫"اميل نكاتمس" ‪Imere Lakatos‬‬ ‫تلمي‬

‫بالمحعية تشرتط َّ‬


‫أن تفسرياهتا النظلصة تكمن صحيحة بالقدر ال ي تعك بي ااقيقة بدقة‪ ،‬أي باملدى‬
‫الة ي تمابةةق وتنةةاظل بية األظةةداب‪ .‬وة ا املة وب صلتكةةال باألسةةاس حللةةى الفصةةل بةةني الة ات واملمحةميف أو بةةني‬
‫املالظظ واملالظظ‪ .‬وبالتايل بوةم تعبةري حلةي حماولةة ءعةل العلةم "كعمليةة مةي غةري ات" ‪Process without‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪subject‬‬

‫‪ 1‬لقد ملت المحعية كنالحلة منوجية يف العلمم انءتماحلية بثالب ملاظل‪:‬‬


‫‪ ‬المحةةعية الكانايةةة‪ :‬الة تلتكةةال حللةةى وظةةدا العلةةم كلة مةةي خةةالل املنةةاو املسةةتقاا مةةي العلةةمم الابيعيةةة‪ ،‬وهتةةدا إىل بلةةمرا قةمانني تامرصةةة‬
‫اءتماحلية‬
‫‪ ‬المحعية املناقية[‪ ]positivism Logical‬املنبثقة حلي ظلقة بينا (‪:)5529‬وتعترب أن العلم وم الشكل المظيد للمعلبة‬
‫وحعية المسينيات والستينيات‪ :‬ال تقمم حللى أرب خصااص‪.5:‬املناقية‪.2 Logicism‬التحقيقية ‪.9‬التجلصبيةة ‪.8‬نظلصةة ويةمم ظةمل‬ ‫‪‬‬
‫السببية‪.‬‬
‫‪Alex Macleod et Dan O’Meara ,Op.cit.,p.13. 2‬‬
‫‪Mark Neufeld ,Op .cit.,pp.2-3. 3‬‬
‫‪68‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫هبة ة ا املنا ةةق‪ ،‬تغف ةةل املقارب ةةة المح ةةعية ال ةةدور النش ةةط وااي ةةمي الة ة ي ت دصة ة "اجلماحل ةةة العلمي ةةة"(جمممحل ةةة‬
‫البةاظثني) يف إنتةةاي وتركيةد املعلبةةة‪ .‬كمةا هتمةةل ظقيقةة أن املعةةاصري احملةددا ملصةةداقية املعلبةة متصةةلة وتابعةة لقبم ةةا‬
‫( ‪)1‬‬
‫وتابيقوا مي لا و اجلماحلة‪.‬‬

‫حللى صعيد اخل‪ ،‬بإن املقاربات البدصلة الترملية ال سنحا اقل العالقات الدوليةة أن صلة "العصةل مةا‬
‫بعد المحعي" ن تمكم من يف جمممحلوا نظلصة واظدا للترملية‪،‬‬

‫"فهي ت ت ف بصلك ال ري فلي رهيتهلا لبظلاء المعرفلة إن الال ملن لل الظرريلات للي‬
‫بهريقتها ال ارة نرريات مابعد وععية ولكلن ب طلاليك م ت لة ( ) وباختللار‪ ،‬فللن‬
‫( ‪)2‬‬
‫الت سيرات الت م ية ت تقي بما ترفضه من أمور أاثر مما ت تقي بما تقب به"‬

‫ببداصة ‪:‬‬

‫‪ ‬مقاربتوا النظلصة العامة وي ءال مي النظلصات التكمصنية اللابضة للفصل بني ال ات واملمحميف‬
‫مفوةةمم الفاحلةةل‬ ‫‪ ‬كمةةا أهنةةا أناملمءيةةا‪ ،‬تتسةةا ل حلةةي الفصةةل الةةدقيق بةةني الةةداخلي و الةةارءي‪ ،‬وتةةلب‬
‫العقة ةةالين عة ةةل الفاحلة ةةل ال ة ة ي صتصة ةةلا صة ةةالحات العقة ةةل األدا ي امل َّسة ة ظصة ةلا حللة ةةى ظسة ةةاا‬
‫التكاليف والفمااد ال مبصلوا بعل أو تصلا معني‬
‫‪ ‬أغلةةبوم صفضةةلمن ااةةدصث حلةةي سياسةةة ش ةةاملة ‪ Politique Globale‬بةةدن حلةةي حلالقةةات دولي ةةة‪،‬‬
‫طظوار رلصتوم املتضمنة للعالقات بني الفماحلل املختلفة حللى املسلت الدويل‬
‫‪ ‬األكثة ةةل أمهية ةةة‪ ،‬وة ةةم أن أصة ةةحاا النالحلة ةةة مة ةةا بعة ةةد المحة ةةعية صشة ةةرتكمن يف تصة ةةمروم للحقيقة ةةة "كبن ة ةةا‬
‫عل أن البيانات واملعايةات الثابتةة والالإشةكالية املومةة يف‬ ‫اءتماحلي"‪Construction Sociale‬‬

‫النم ةةم ي األنامل ةةمءي للمقارب ةةات المح ةةعية ليس ةةا س ةةمى "ومه ةةا" ءعلن ةةا نعتق ةةد برهن ةةا تتعل ةةق بالنظ ةةام‬
‫الابيعي‪ .‬بالبنا انءتماحلي حللى العك صمحح أن و ا النظام الابيعةي غةري ممءةمد‪ ،‬ألن األبةلاد وةم‬
‫ال صي صتخيلمن حللى و ا النحم‬

‫‪Ibid., p.3. 1‬‬


‫ملء سابق‪،‬ص‪.921.‬‬ ‫‪ 2‬ستيف يث‪،‬‬
‫‪69‬‬
‫الدراسات األمنية‪ :‬السياق التارخيي و املفومما ي ‪..................................................‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬النظلصةةات مةةا بعةةد المحةةعية ات نالحلةةة معيارصةةة باملعيارصةةة أو الترمليةةة يف ءةةمول كةةل املقاربةةات املابعةةد‬
‫وحةعية ألهنةا نحنةا معلبةةة برنة جيةب مسةةا لة وءةمد ظةع األمنةاط املمحةةمحلية لتقيةيم اندحلةا ات املعلبيةةة‬
‫املتنابسة ‪.‬كمةا تاةلت يف ااقيقةة السة ال ظةمل إمكانيةة ظةع مقارنةة النظلصةات‪ ،‬ووة ا مةا صعةلا سةرلة‬
‫"التناظلصة" ‪.)1( Commensurabilité‬‬

‫‪Alex Macleod et Dan O’Meara ,Op.cit.,p.14. 1‬‬


‫‪6:‬‬
‫الفصل الثّاني‪:‬‬

‫املنظار العقالني و األمن‪:‬‬

‫دراسة يف األطر و البناءات‬


‫املعرفية‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫متهيد‪:‬‬

‫لقد يدديان املنظدلر العقددالين ال قليد ل كلددأل الفيدر األقددادلد للعاللدات ال وليددة لفد ات طدلا مدا عددل‬
‫ددا‬ ‫مفهلمد كدن اايدال ال وليدة وكدن األمدن راك بدارهل لثدل ا د و األ دأل للد و يسدلد‪ .‬فقد دده يدملا املنظدلر‬
‫فيريا الف ا كلأل صعي امللالف واالف اضات األساسدية ودل مفهدلم األمدن طبيع د وسدبل ييريسد يف السياسدة‬
‫ال ولي ددة عت اك دديت النظري ددة اللالعي ددة األقث ددر اس ددا للد د فات ك ددن في ددرل اك ب ددار األم ددن م ددن ص دداي اي اام ددات‬
‫وصددالويات ال ولددة دوا س دلايا مددا علهددا ي ب د مللفددا ضدديقا يرييددل كلددأل مفهددلم األمددن الددلط الددملل يددر يف‬
‫ال ولة وو ل أساسية لل حليل وم ار أل سياسة أمنية مع وصرهل لل ه ي ات يف العسيرية واخلار ية منها‪ .‬لين‬
‫مددع يايددة ااددرر البدداردل اهددرت دكدلات دالددل النظريددة اللالعيددة تا ددا ينددادل ر لسدديع مفهددلم األمددن ليصددب لددادرا‬
‫كلأل ال عاطد مع املسائل والقضايا املس ح ثة اليت كرف ها ريئة النظام ال ويل‪.‬‬

‫أم ددا النظري ددة اللييالي ددة وعا ال لف ددف ص ددلريا فق د د يبن ددف مللف ددا يلس دديعيا ع و د د م ددا عت ا د د البع د د‬
‫ي د ل يددل االي اامددات‬ ‫العسدديرل البحددف لرمددن يددر يف املسددائل االل صددادية والبيئيددة واي اعيددة لتاكددات‬
‫األمنية يف ادل يندامد مسدارات االك اداد امل بداد ‪ .‬قادا رقدلت كلدأل الد ور امل ندامد للا سسدات ال وليدة يف رعد‬
‫األمن واالس قرار وقملا االي اام رامل غري ال لقراطد ودورهل يف السالم‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬

‫الواقعية كتصور عقالني للعالقات‬


‫الدَّولية‪ :‬نظرية حل املشكلة‪.‬‬
‫‪ o‬املطلب الأول‪ :‬الواقعية والأسس املعرفية لنظرية حل املشلكة‪.‬‬
‫‪ o‬املطلب الثاين‪ :‬مفهوم الأمن يف املنظار الواقعي؛ التجديد مضن الاس مترارية‪.‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املطلب الأول‪ :‬امواكؼية والأسس املؼرفية منظرية حل املشلكة‬


‫مػػن اؼبؤكػػأ ف اؼبقار ػػة اليا عيػػة ػػأ سػػيورت رػػلل و ػػالر ر ػػك كػػل مػػن الفلػػر األكػػاديب ل عال ػػات‬
‫الأوليػػة ور ػػك اصػػيرات اػػااع اللياسػػة ر ػػك األ ػػل يف مرت ػػة مػػا‪ .‬فقػػأ ار ػ ت النظر ػػة اللػػا أة(‪ )1‬يف تقػػل‬
‫العال ات الأولية ؼبنحها ػي افلػحل غبالػة اغبػرب الػت مث ػف الظػرؼ اغب ػ والػأا م ل حيػاة الأوليػة‪ )2(.‬ك ػا‬
‫( ‪)3‬‬
‫ف من ك العيامل الأار ة ؽبي نة النظر ة اليا عية ىي هنا اصير العامل الذي افه و الفورة‪.‬‬

‫‪ .1‬املسلامت امرئيسة نلواكؼية‪ :‬من امواكؼية امتلليدية اىل امواكؼية ا ألساس ية‬

‫اارىبيا مت النظر إىل اليا عية ر ك هنا الور قة الت ػ م وفقهػا النظػر إىل العال ػات الأوليػة كعال ػات ػية‬
‫فقأ غػف اليا عيػة وج ذاي ي هػا كنظر ػة و ك ة يرػة مقحتػات تػيؿ الفػرد والأولػة والنظػاـ الػأو في ػا عػأ‬
‫ر ػػاـ ‪ 0491‬ي اقر ب ػػا مػ ػ ار ػػر" ى ػػااو ميرذن ػػي"‪ Hans Morgenthau‬ك ا ػػو اؼبيس ػػيـ ػ ػ ‪Power‬‬

‫‪ Among Nations‬إل ضػػاح اظر ػػو ل عال ػػات الأوليػػة الػػت اػػاشها لرػػرح اؼباا ػ واألتػػأاث الراىنػػة يف‬
‫روناػي" ‪James N. Rosenau‬‬ ‫رصره وا حاح االذباه احمل ل وشلل العال ات اؼبل قب ية ‪.‬فبحلػ "ذػي‬
‫و"ماري د ريف" ‪ Mary Durfee‬اأمل اليا عية‬

‫"]…[ شرح لماذا تعدل الدول سلوكياتها؟ وبما أن الدول تنخرط‬


‫في عدد من السلوكيات بانتظام ‪،‬فعلى أي شيء يستند ىذا االنتظام؟‬

‫ماىي حسابات الحرب والسالم؟ لماذا تبقـى دول وتزول أخـرى؟‬


‫( ‪)4‬‬
‫ىذه ىي األسئلة المركزية للنظـرية الواقعيـة‪".‬‬

‫‪ 1‬ن رب يل إتصا ألد يات العال ات الأولية يف طبلينيات وس ينيات القرف العرر ن ىي نة الن ييج اليا ع ر ك ما سياه من تيث االر اد‬
‫اللاسػ ر ػك االفحااػات اعبيىر ػة ل يا عيػة‪ .‬وافيػأ ا ػا ا ال ح يػل ػأف كثػػر مػن ‪ %79‬مػن الفراػيات اليا عيػة الػت غػف سػبعة فالؼ فراػية ػػأ‬
‫ن فف‪.)John Vasques ,1979(.‬‬
‫‪ 2‬اي يث دف "اليا عية " يف عولمة السياسة العالمية مرذ سا ق ص‪.225.‬‬
‫‪ 3‬س يف ظبيث مرذ سا ق ص‪.133.‬‬
‫‪James S. Rosenau, Mary Durfee, Thinking Theory Thoroughly: Coherent Approaches to an 4‬‬
‫‪Incoherent World, 2nd ed. (Colorado: West View press, 2000), p.11.‬‬
‫‪25‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫و فق دارسيا العال ات الأولية اصباال ر ك ف اليا عية ال اقػأـ اظر ػة معيار ػة ألهنػا مبػ م دبػا ىػي كػا ن يف‬
‫ؾباؿ العال ات الأولية‪ .‬فيافها أهنا‬

‫"في جوىرىا محافظة وتهتم بدراسة الواقع وحذرة وتشك في المبادىء المثالية وتهتم‬

‫بدروس التاريخ وغالبا ما تنظر إلى السياسة الدولية بتشاؤم وليس بتفاؤل ال يدل على‬
‫( ‪)1‬‬
‫فشلها بقدر ما ىو تقرير لحالتها‪".‬‬

‫ويبلن ربأ أ االفحااات األساسية ل أرسة اليا عية يف النقاط ال الية‪:‬‬

‫‪ ‬الأولػػة ى ػ الفار ػػل ال ػػر ي واألى ػػم يف العال ػػات الأوليػػة فه ػ اليت ػػأة األساس ػػية ل ح ي ػػل‪ .‬ودراس ػػة‬
‫العال ات الأولية ى دراسة العال ات ني ىذه اليتأات‬
‫‪ ‬الأولة كفارل دو وتأة واتأة ال ا ةو فهم نظروف إليها كفارل وتأوي ‪ Unitary Actor‬ؽبػا‬
‫سياسة واتأة يف ي نماف ويف ي ملألة كااف‬
‫‪ ‬الأولة فارل راشأ األساس ي ف الأوؿ فيارل رقالاييف لعيف ل عظيم الفيا أ واق يص ال لاليف‬
‫اؼب النمة م سعيها ل حقيق ىأافها‬
‫ػة ولي ػات القضػا ا الأوليػة‪ .‬فػاليا عييف رػادة‬ ‫‪ ‬ا ن س م اراي اؼبلا ل الأولية وب ل األمن الػيط‬
‫مػػا نظػػروف إىل القضػػا ا العلػػلر ة واألمنيػػة واالس ػحاايةية ار بارىػػا ضػػا ا اللياسػػة الع يػػا ‪Hight‬‬

‫‪ Politics‬يف تػػني صػػنفيف القضػػا ا اال صػػاد ة واالذ اريػػة اػ ن ملػػا ل اللياسػػة الػػأايا ‪Low‬‬

‫‪ Politics‬اظرا ألنبي ها الثااي ة‪.‬‬

‫"المجلـة العربيـة‬ ‫‪ 1‬ضبأ ر سامل "القية والثقافة ورامل ما عأ اغبرب الباردة‪ :‬ىل ااف اؼبأرسة اليا عيػة يف العال ػات الأوليػة شػينا مػن اؼبااػ‬
‫للعلوم السياسية ‪( 29‬لر ف ‪:)2996‬ص‪.337.‬‬
‫‪25‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ومن اؼبهػم ف ارػحل إىل اػو لػي ىنػاؾ إصبػاع يف األد يػات اليا عيػة ر ػا إيا كػاف يف وسػعنا اغبػأ ث رػن‬
‫اظر ة واتأة م اسلة ل يا عية (‪ )1‬إال ف اليا عيني صبيعهم فقيف ر ك منو ق مرػحؾ وىػي ف ؾبػاؿ اللػ يؾ‬
‫ني الأوؿ كاؼ حبأ يااو من ذل وا افلحل لو‪.‬‬

‫شػػحل ف "اي ػػيث دف" ‪ Timothy Dunne‬ػػاـ دبحاولػػة لصػػياشة الػ ذػػيىري مرػػحؾ مػػن األس ػ‬
‫الت قرىا صبي اليا عيني كيا عية مركبة و ما ظباىا "اليا عية األساسية" ‪ The Essential Realism‬والت‬
‫ارلل ػ"سينامبا الثالث"‪[ Three Ss‬الأوالاية‪ Statism/‬البقاء‪ Survival/‬العيف الػذا‪]Self help//‬‬
‫نوا ا اؼبث ث اليا ع‬

‫وم ػػذى اظ ػػاـ ال ػػأوؿ ى ػػي‬ ‫النظر ػػة اليا عي ػػة‪ .‬وار بارى ػػا ل أول ػػة الفار ػػل ال ػػر ي‬ ‫فالأوالاي ػػة ىػ ػ اػ ػ‬
‫نوػيي ر ػك نر ػني‪ :‬ؽب ػا ف‬ ‫اؼبصو الذي و ق ر ك فلرة الأولة ك ثل شػرر لػارادة اعب اريػة ل رػع‬
‫الأولػػة النلػػبة إىل اؼبنظػػر ى ػ العنصػػر الفارػػل األ ػػرن و ف العنااػػر الفار ػػة األلػػر يف اللياسػػة العاؼبيػػة يات‬
‫ػ اللػ وة القاايايػػة فػػيؽ‬ ‫نبيػػة ػػل‪ .‬وثاايه ػػا ف "سػػيادة" الأولػػة ارػػحل إىل وذػػيد ؾب ػ سياس ػ ملػ قل‬
‫رااػيو‪ .‬ك ػا ف األولي ػة القصػي لور ػاء الأولػة ىػ اػ اف قػاء دولػ هم‪ .‬فاالى ػاـ األ صػك ل ػأوؿ نحصػػر‬
‫يف األمن‪ .‬فبعأ داف البقاء ك ا ر "وال و" ‪ Waltz‬أ ا نيع ىأاؼ الأوؿ أشلاؿ ال هنا ة ؽبا‪.‬‬

‫اإلاافة إىل ف العيف الذا‪ /‬و االر اد ر ك النف ىي مبأ الع ل ا ن ظروؼ اظاـ فيايي ػن‬
‫( ‪)2‬‬
‫حقق ال عا ش من لالؿ اغبفاظ ر ك ايانف القي ‪.‬‬

‫‪ ":‬ىنــاا ا ن فــي‬ ‫‪ 1‬لقػأ افػػرؽ اليا عيػػيف إىل فػرؽ كثػػحلة فظهػػرت واا رػػرت طروتػات وشػػعارات وا عيػػة ذأ ػػأة ػذكرىا '‪ 'Snider‬ر ػػك النحػػي ال ػػا‬
‫حقل العالقات الدولية نظريتان على األقل تصف كل منهما نفسها بأنها 'واقعية بنيويـة'‪ ،‬وىنـاا نحـو ثالثـة أنـوا' مـن' الواقعيـة الهجوميـة ' وعـدة أشـ ال مـن ' الواقعيـة‬
‫‪Timothy‬‬ ‫الدفاعيــة '‪.‬باإلضــافة إلــى نظريــات واقعيــة ' تقليديــة حديثــة 'و'مشــرومة' و'خا ــة' و'معممــة'" ويف ـبوػػت افصػػي ل ػػذاى اليا عيػػة يبيػػو'‬
‫‪ ' Dunne‬ػ ػ ػ ػػني ر عػ ػ ػ ػػة اػ ػ ػ ػياع مػ ػ ػ ػػن اليا عيػ ػ ػ ػػة فبين ػ ػ ػ ػػا ارك ػ ػ ػػو اليا عيػ ػ ػ ػػة البنيي ػ ػ ػ ػػة األوىل ر ػ ػ ػػك ؿبير ػ ػ ػػة الوبيعػ ػ ػػة البرػ ػ ػػر ة يف الصػ ػ ػ ػراع يف اللياسػ ػ ػ ػػة‬
‫الأولية[ثيسيأ أس‪/‬ميرذااثي] اقر اليا عية ال ارىبية و الع يػة ػأف اؼببػادئ زبضػ ل لياسػات [ماكيػافي ‪/‬إدوارد ىالػف كػار]‪.‬يف تػني اػر اليا عيػة‬
‫البنيي ػػة الثاايػػة ف الوبيعػػة الفياػػي ة ل نظػػاـ الػػأو ىػ اؼبلػػؤولة رػػن الص ػراع وااعػػأاـ األمػػن يف اللياسػػة الأوليػػة [روسػػي‪/‬وال و] ين ا ذبػػادؿ اليا عيػػة‬
‫النظاـ الفيايي‬ ‫ال ي الية إملااية ام صاص ىذه الفياك من بل الأوؿ و أرة الأوؿ ر ك ال عا ش م كيااات لر يات سيادة‪ .‬رنأىا نق‬
‫إىل ؾب فيايي[ىي و‪/‬ىيأ ل]‪.‬أنظر‪ :‬اي يث دف "اليا عية " مرذ سا ق ص ص‪. 15-212.‬‬
‫‪ 2‬اي يث دف مرذ سا ق ص ص‪.39-226.‬‬
‫‪25‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ .2‬امبناء امنظري منظرية حل املشلكة‪:‬‬

‫‪.1.2‬ا ألبستميوموجيا اموضؼية‪:‬‬

‫إف اؼبقار ػػة اليا عي ػػة انػػأرج ا ػ ن النػػيع األوؿ يف اص ػػنيف "كػػيك "‪.)1( Cox‬ور ي ػػو ف نظػػرو ى ػػذه‬
‫اؼبقار ة ألذوف العامل ك ا ىي ميذيد "تقيقة" فل ا وا "ىااو ميرذاا ي"‪ Hans Morgenthau‬فإف‬

‫"الواقعية ىي نظرية تحاول فهم السياسة الدولية كما ىي موجودة فعال‬

‫‪، it actually is‬والنظر إليها في مبيعتها األ يلة أو الجوىرية " (‪.)2‬‬

‫ور يو فاؼببأ األوؿ الذي قرره "ميرذاا ي"‪ Morgenthau‬ىي ف اللياسة ؿبليمة قيارأ ميايرية‬
‫ذبأ ايؽبا يف الوبيعة اإلالااية يامبا‪.‬‬

‫وفق ىذا ال صير ال ال فهم اظر ة تل اؼبرل ة تيؿ "اليتأات األاويليذية"[كالأولة والنظاـ الػأو‬
‫الفيا ػػيي وشحلى ػػا] ألف ك ػػال منه ػػا تقيق ػػة طبيعي ػػة وثا ػػة و"ال اارىبي ػػة" ‪ Ahistorique‬ومر ػػاىأة ام قي ػػا‪.‬‬
‫و ليف ىذا اإلس فهاـ شحل يي معىن ألف ىػذه اليتػأات انػأرج اػ ن اإل لػ ي يليذيا الياػعية اؼبلػ أة مػن‬
‫الع يـ الوبيعية‬

‫"]…[ التي تشدد على العلم والمنهج العلمي بصفتهما مصـدر المعرفـة الوحيـد‪ ،‬كمـا‬
‫أنهــا تميــز تمييــزا قامعــا بــين عــالم الحقــا والقــيم]…[‪.‬ويــرى مويــدوا ىــذه الحركــة‬

‫الفلسفية أن للمعرفة مصدرين ال غير‪ :‬العقالنيـة المنققيـة واإلختبـار التجريبـي فيثبـ‬


‫ــحتو وخقــأه ال غيــر علــى األقــل فــي المبــدأ أو مــن‬ ‫تصـريم معــين جــدواه إذا تبرىنـ‬
‫( ‪)3‬‬
‫خالل االختبار‪".‬‬

‫‪ 1‬حبلػ '‪ 'Robert W.Cox‬فاليا عيػة اظر ػػة غبػل اؼبرػلالت فهػ ا قبػل النظػاـ اللػا أ والػػعك إىل رػوؿ عػا ذيااػ النظػاـ ال ؽبػأؼ سػػي‬
‫معرفة فلية ر و‪ .‬راذ الصفحة ر م‪]22-23[:‬‬
‫‪Mark Busser , ‘‘The evolution of security :Revisiting the human nature debate in international 2‬‬
‫‪relations,’’ YCISS working paper, 40 (august 2006),p.2.available at :‬‬
‫‪http://www.yorku.ca/yciss/publications/documents/WP40-Busser.pdf.‬‬
‫‪ 3‬ماران شر فيث واحلي وكاالىاف مادة(الياعية‪/‬ما عأ الياعية) مرذ سا ق ص ص‪.35-233.‬‬
‫‪22‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫لػػيف "اؼبنظ ػر" مالتظ ػا لارذيػػا بحػػث رػػن شػػرح ل ظ ػياىر وكرػػف األمبػػاط‬ ‫وفقػػا ليذهػػة النظػػر ا ػ‬
‫اؼبن ظ ػػة يف الل ػ يؾ اإلالػػاين‪ .‬و ػػذل وبػػاوؿ اليا عيػػيف رف ػ مل ػ ي رب يػػل الظ ػياىر يف العال ػػات الأوليػػة إىل‬
‫مصػػاؼ الظػياىر الوبيعيػػة ػػن فلػر العػػامل االذ ػػار ك ػػا فلػر رػػامل الوبيعػػة العػػامل الفيو ػػا ‪ .‬وهبػػذا اؼبعػػىن‬
‫اليف اليا عية ذوءا من "النظر ات ال فلحل ة"‪les Théories Explicatives‬‬

‫"التي تنظر إلى العالم بو فو شيئا خارجا عن نظرياتنا عنو]…[ و أن النظريات التي‬

‫نســـتعملها لتحليلـــو ىـ ــي مجـــرد نظريـــات تصـ ــف الحـــوادث بـــدال مـ ــن أن تبنـــي تلـ ــك‬
‫( ‪)1‬‬
‫الحقيقة‪".‬‬

‫ر ػػك شػرار األد يػػات الفلر ػػة ال فلػػحل ة يف ر ػػيـ الوبيعػػة نرػػغل اليا عيػػيف بػ "الػحاكم اؼبعػػريف" الػػذي‬
‫يبلػن مػن "اسػ نباط" ػيااني ر يػة ورامػة وال اارىبيػة ارػػرح العال ػات الأوليػة‪ .‬ولب ػيغ ىػذا الػحاكم اؼبعػريف ر ػػك‬
‫"سػ يفن والػف" ‪Stephen‬‬ ‫دراسػات العال ػات الأوليػة واألمػن ال قيػأ دببػادئ البحػث الع ػ الػت ىػ حبلػ‬
‫‪M. Walt‬‬

‫"االســتخدام الــدقي للمصــقلحات والمقــاييس الصــحيحة للمفــاىيم النقديــة و التوثي ـ‬


‫( ‪)2‬‬
‫العام لإلدعاءات النظرية واإلمبريقية‪".‬‬

‫إف اى ػػاـ اؼبنظػػر ن العقالايػػني ػػال ب اؼبل ػ ر ل ػحاكم اؼبعػػريف ذػػأ ىػػاـ‪ .‬ألف اظػػرة العال ػػة ػػني ال ػػار‬
‫واؼبعرفة ‪ -‬حبل اؼبناىا ال ارىبية‪/‬اإلس قرا ية وال ارىبية‪/‬االس نباطية ‪ -‬ذأ ي ة‪.‬‬

‫ك ػ ػ ػػا ف م ػ ػ ػػن لػ ػ ػ ػ نأ إىل ى ػ ػ ػػذه "اؼبعرف ػ ػ ػػة اؼبحاك ػ ػ ػ ػػة" ع ػ ػ ػ ػ ػ اظرا ػ ػ ػ ػػو سبثػ ػ ػ ػ ػػل وج "ؼبل ػ ػ ػ ػػار الع ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫اػبو "‪. processus scientifique linéaire‬‬

‫ر ػػك ار بػػار ف ؽبػػم اللػ وة يف تقػػل العال ػػات الأوليػػة ػػأر منظػػروا اؼبنظػػار العقػػالين اغبػػق يف اغبلػػم‬
‫ر ػػك ـب ػػف اإلفحااػػات النظر ػػة البأ ػػة‪ .‬وىػػم ػ روف واػػعهم الل ػ ويي ىػػذا ػػأري ف رب ػػي هم ل عال ػػات‬
‫ر ػػك اؼببػػادئ ااكػػأة والصػػحيحة يف تقػػل الع ػػيـ الوبيعيػػة الػػت اعػػرق اليا ػ وارػػرتو ػ ػ‬ ‫الأوليػػة ػػأ س ػ‬

‫‪ 1‬س يف ظبيث مرذ سا ق ص‪.132.‬‬


‫‪Stephen M. Walt, Op.cit,p.222. 2‬‬
‫‪25‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫"مياػػيرية"‪ .‬ر ػػك رل ػ اؼبقار ػػات البأ ػػة الػػت‪ -‬ػػر هم‪ -‬ليلػػف إال اػػأ ل ق بػػات الػػر ي العػػاـ وال صػػيرات‬
‫الذاايػة‪ .‬وهبػأ ىػذا اإلدرػاء ذػذوره يف القػػأرة ر ػك اقػأ اليا ػ دبياػيرية ك ػػا واػ يلػ كػل مػن "ميلا يػػل‬
‫و يامو"‪Michael C. Williams‬و "كا ث كرون"‪Keith Krause‬‬

‫"فالواقعيـة الجديـدة أو الليبراليــة الجديـدة ال تحصــر ببسـامة معرفتهــا بقبيعـة العالقــات‬


‫الدوليــة‪ ،‬ب ــل تتعــداه إل ــى ادعــاء المعرف ــة‪ .‬بالتحديــد‪ :‬اإلدع ــاء العلمــي بمعرف ــة حقيق ــة‬
‫( ‪)1‬‬
‫العالقات الدولية بموضوعية‪".‬‬

‫ور يػو فهػػم ال بحثػػيف فهػػم واغيػػحل اليتػػأات األاويليذيػة ل يا عيػػة ألهنػػا طبيعيػػة وثا ػػة وال اارىبيػػة ػػل‬
‫ع يف ر ك إهباد يااني رامة (ر ية) سبلػن مػن تػل اإلاػورا ات والنوارػات ألذػل اػ اف وتفػس إسػ قرار‬
‫النظاـ الأو ‪ )2(.‬ف فاىيم اإلس قرار ‪ stabilité‬و قاء الأولة ‪ la survie étatique‬ايذأ يف مركػو ذنػأة‬

‫حبث منظري اليا عية ويف مركو اى امات "الأولة العقالاية"(‪ )3‬ألف الأوؿ ايذأ يف اظاـ فيايي وبيع و‪.‬‬

‫‪ .2.2‬ا ألهطوموجيا املادية‪:‬‬

‫إف رامل اؼبي امنظار العقالين ىي رامل ؿبلػيس ومػادي‪ .‬دبعػىن ف اليا ػ و اغبقيقػة ‪ réalité‬ملياػة مػن‬
‫ذلػػاـ م يسػػة ووااػػحة ومأركػػة ػػاغبياس فاليتػػأات األاويليذيػػة يف اؼبي امنظػػار العقػػالين كالأولػػة والنظػػاـ‬
‫الػػأو ػ م اصػػيرىا وإدراكهػػا ر ػػك هنػػا شػػياء مل ػ ق ة ؽبػػا د ناميلي هػػا اػبااػػة وا وػػير ربػػف اػػأثحل الفيارػػل‬
‫اإلالااية‪ .‬وهبذا اؼبعىن فأاويليذيا اليا عية ماد ة‪.‬‬

‫ك ا ف سبثل "فياي ة النظاـ الأو " أ وذأ ايرا من الفصل اعبذري ني الػأوؿ‪ .‬وهبػذا لػيف النظػاـ‬
‫الػػأو شػػبو ػ "لعبػػة الب يػػاردو" ػػن الػػيف اللػرات (الػػأوؿ) ملػ ق ة الياتػػأة رػػن األلػػر وا صػػادـ يف فضػػاء‬
‫ؿبأود‪ .‬ور يو فالأولة العقالاية واؼبل ق ة ارلل اليتأة األاويليذية اؼبركو ة دالل اؼبي امنظار العقالين(‪.)4‬‬

‫‪Keith Krause and Michael C. Williams , "From strategy to security :foundations of critical security 1‬‬
‫‪studies" in Critical Security Studies :Concepts and Cases, Op.cit., p.37.‬‬
‫‪ 2‬اؼبعىن اليا ع اإلس قرار ع اليا القا م‪ Statu Quo‬ل نظاـ الأو ي شياب ي إرادة اثحل ااوراب ىذا النظاـ‪.‬‬
‫‪ 3‬العقالاية ‪ Rationality‬ر ك ر ي'‪ 'George Tsebelis‬ليلف' كثر من ال يافق األمثل ني اليسا ل والغا ات'‪.‬‬
‫‪ 4‬جبع ها الأوؿ ىم من ي وتأة اويليذية لر فاليا عية ر ك ر ي' ‪ 'Rosenau‬اقيـ بليت العامل ‪Simplifies the world‬‬
‫‪25‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫يافها الفارل الر يلػ يف العال ػات الأوليػة فػإف سػع الأولػة ل حفػاظ ر ػك قا هػا يف ينػة رأا يػة ال‬
‫أاك إال حبيانة القية الت ىػ اؽبػأؼ اؼبناسػ والعقػالين واغب ػ ل لياسػة اػبارذيػة‪ .‬ك ػا ف اسػ ع اؿ اػيغة‬
‫ػػل نوػيي ر ػػك ربػير تػػأ‬ ‫اعب ػ ل أولػة [‪ ]states‬ي إاػػافة[‪ ]s‬ال غػة االقب يو ػػة ال فيػأ اعب ػ فحلػ‬
‫مفػػاىي ‪ .‬فالػػأوؿ شػػحل ملػػؤولة إناء سػ وة ر ػػك ولػػذا فػػإف ر يهػػا ف اع ػػأ ر ػػك افلػػها ‪ Self Help‬غيػػة‬
‫ضبا ة مصاغبها واأمني اس رار قا ها‪.‬‬

‫" فالواقعي ــة عــالم ت ــون في ــو السياســـة الدوليــة دا م ــة االتصــا بالصـــرا' الفعل ــي أو‬
‫المحتم ـ ــل بـ ــين الـ ــدول]…[ وال شـ ــيء غيـ ــر االسـ ــتخدام الب ـ ــار' للقـ ــوة أو التهديـ ــد‬

‫باســتخدامها‪ ،‬يتــيم للدولــة فر ــة النجــاة‪ .‬ويبقــى اســتقرار النظــام رىنًـا باســتمرار نجــاح‬
‫( ‪)1‬‬
‫الساسة في التوفي بين مصالحهم‪ ،‬كما في حالة التوازن الناجم للقوة‪".‬‬

‫ك ػػا اع ػػأ اليا عيػػة إىل ذبو ػػة وفصػػل ـب ػػف الفضػػاءات اؼبلياػػة ل أولػػة رػػن عضػػها الػػبعا‪ .‬والفصػػل‬
‫ضػم اغبالػة اؼبأايػػة‬ ‫األكثػر نبيػة ىػي الػذي ارػأ ػني اللياسػة الأال يػة واللياسػة اػبارذيػة فالفضػاء الػأال‬
‫(‪)2‬‬
‫ين ػػا رػػلل الفضػػاء اػبػػارذ "تالػػة الوبيعػػة"[ و الفياػػك] ػػني‬ ‫ػػن ىبض ػ األف ػراد ؿ"ام اطير ػػة القػػاايف"‬
‫الأوؿ ن اليف اغبروب ؿب ة‪.‬‬

‫‪ .3.2‬امالاترخيية‪L'Ahistorique :‬‬

‫ل خأـ مصو "الالاارىبية" ‪ Ahistorique‬يف النظر ة اليا عيػة ل أاللػة ر ػك ميػل اؼبنظػر ن الػيا عيني‬
‫واوورهم إىل ناء يااني احيحة ورامة ااغبة ألف اوبق ر ك مر الوماف واؼبلاف ي شحل لااعة ل ار ‪.‬‬

‫فأراسة اليا عيني ل عال ات الأوليػة اػ م دالػل إطػار مرذعػ ؿبػأد أ ػة يف الومػاف واؼبلػاف‪ .‬و ال ػا فهػم‬
‫لػ خأميف اؼبػػنها ال ػػارىب االسػ قرا ‪ -‬النظػػر يف تػػأاث النظػػاـ الػػأو لفػحات مع ػ ة‪-‬السػ خالص فػػروق‬

‫‪ 1‬ذين ف س‪.‬ااي و رو رت و‪.‬كييىاف "القية واالر اد اؼب بادؿ اؼبرك " يف العولمة‪ :‬اإلنقاذ أم القوفان اص‪ .‬فراا ج‪.‬ل رنر و ذػيف ػي‬
‫ار‪ .‬فاال ذ لر ( حلوت‪ :‬مركو دراسات اليتأة العر ية ‪ )2992‬ص‪.‬‬
‫‪ 2‬اس خأمف ىذه العبارة من لأف اللاا الفرال ' ‪ 'Raymond Aron‬يف ك ا و الرهحل' ‪'Paix et Guerre‬‬
‫‪25‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫رامة و "مفػاىيم فػيؽ اارىبيػة"‪ Des concepts supra historique‬وؿباولػة رىنػة اػالتي ها اسػ خأاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبفاىيم الي ا ال ارىبية اؼبعاارة‪.‬‬ ‫اؼبنها ال ارىب ‪ -‬االس نباط ‪ .‬ي مقا ة ا‬

‫مػػن منو ػػق ىػػذه القػيااني الػػت رػػادة مػػا ػ م واػػفها العامػػة والالاارىبيػػة ؤكػػأ اليا عيػػيف ر ػػك ف العػػامل‬
‫و ف النظػاـ‬ ‫يبلن شرتو ور قة دور ة ‪.cyclique‬ك ا ؤكأوف ر ك ف اؼبل قبل لن ليف ـب فا رن اؼبااػ‬
‫الأو كاف وسيبقك دا ا فياي ا‬

‫"[فـ]الدول تتنافس ألجل الرفاه و األمن‪ ،‬والمنافسة كثيرا ما تقود إلى الصرا'‪،‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫فلماذا إ ًذا يجب أن ي ون المستقبل مختلفا عن الماضي‪".‬‬

‫للن ىذا اؼبيل إىل اس نباط ىلذا يااني غفل ذاابا مه ا من الأ ناميلية اؼبعقأة ل ار ‪.‬‬

‫‪ .3‬امتحول امبنيوي يف هظرية امؼالكات ادلومية‪ :‬امواكؼية اجلديدة وفوضوية امنظام ادلويل‪.‬‬

‫مػ اند ػػاد ملػ ي ال بعيػػة اؼب بادلػػة اؼبؤسلػػية واال صػػاد ة ػػني الػػأوؿ كػػاف لوامػػا ر ػػك اليا عيػػة ف ذبػػن‬
‫ل عػػأ ل‪ .‬و عػػأ مؤلػػف "كينيػػث وال ػػو"‪ Kenneth Waltz‬اؼبيسػػيـ ػ ‪Theory of international‬‬

‫‪ [ politics‬رمػػو لػػو ال صػػارا ػػ‪]TIP:‬احملاولػػة النظر ػػة األوسػ اوا ػػا إلرػػادة ايطيػػأ اؼبنو قػػات اؼبركو ػػة ل يا عيػػة‪.‬‬
‫فالعيا ق البنيي ة ل نظاـ العاؼب افلو ى الت افلر إىل تأ عيأ س يؾ الأوؿ وافرق الن ا ا‪ .‬وذبػادؿ اليا عيػة‬
‫البنيي ػة ػأف ال غػحلات يف سػ يؾ الوػرؼ الفارػل افلػر مػػن منو ػق النظػاـ يااػو ولػي مػن منو ػق االلػ الؼ يف‬
‫(‪)3‬‬
‫الصفات الت يبلن ل فار ني إظهارىا‪.‬‬

‫‪Raymond Aron, leçon sur l'histoire: cours des collèges de France (paris: édition de falaise, 1989), 1‬‬
‫‪p.445.‬‬
‫‪Kenneth Waltz," The emerging structure of international politics," International Security 2‬‬
‫‪2 (automne 1993) :p.64.‬‬
‫‪ 3‬شراىاـ إ فاا وذيفري اي نهاـ مادة (اليا عية) مرذ سا ق ص ص‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ .1-3‬مسلامت امواكؼية امبنيوية وثطبيلاهتا امتنظيـرية‪:‬‬

‫حكيوىػا‬ ‫لقأ اافف اظر ػة "وال ػو"‪ Waltz‬رػن اللياسػة الأوليػة عػأا ىامػا يف ال ح يػل الػيا ع ‪ .‬ويلػ‬
‫ر ك الأور اغباسم لوبيعة النظاـ الأو كػ" نية مل ق ة"(‪ )1‬رن البػىن اؼبركبػة لػو يف افلػحل العال ػات الأوليػة‪ .‬ي‬
‫ف ؽبذا النظاـ ر ي "وال و"‪ Waltz‬وذيد يف تأ يااو‪.‬‬

‫"[‪]...‬ف وحدىا المقاربة التي تعزل النظام عن وحداتو الم ونة لو ال فيلة بمنحنـا نظريـة‬
‫( ‪)2‬‬
‫للسياسة الدولية تسمم بإرساء قواعد ىذا الحقل المتميز‪".‬‬

‫ك ػػا ف واػ الأولػػة و سبي عهػػا يف ينػػة اللياسػػة الأوليػػة ىػػم يف افلػػحل سػ يكيامبا اػبارذيػػة مػػن ميوامبػػا‬
‫الأال ية وافارالمبا م قية الأوؿ األلر ‪ .‬اإلاافة إىل ظباتو حأ أ الفػرص اؼب اتػة ك ػا الضػغيط والقيػيد‬
‫وال ػػأثحلات الػػت سبػػارس ر ػػك الػػأوؿ واػ حلم يف اصػػرفامبم‪ .‬ور يػػو ف ػ"وال و" ‪ Waltz‬ػ هم اظر ػػات العال ػػات‬
‫قأيبه ا افلحلات ال والية ‪ Reductionist‬ك ا‬ ‫الأولية الت اركو ر ك مل ي ْ ال ح يل الفردي واليط‬

‫"يشــبو النظــام الــدولي بالســو ‪ ،‬ويمي ـز بــين التريــر داخــل بنيــة النظــام الــدولي[أي تريــر‬
‫وحداتــو] وتريــر بنيــة النظــام الــدولي ذاتهــا‪ .‬فتريــر ىــذه البنيــة ىــو تريــر فــي عــدد القــوى‬
‫ال برى أو في قدراتها‪ .‬وى ذا فإنو قبل انهيار االتحـاد السـوفيتي لـم تتريـر بنيـة النظـام‬

‫الدولي إال مرة واحدة خالل أربعـة قـرون‪ .‬وذلـك عنـدما تحـول مـن تعـدد األققـاب إلـى‬
‫الققبية الثنا ية بعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬ويرى والتز أن ىـذا التحـول أثـر إيجابيـا فـي‬

‫االستقرار والسلم الدوليين‪ ،‬ألن نظام الققبية الثنا يـة يقـود إليهمـا أكثـر مـن نظـام تعـدد‬
‫( ‪)3‬‬
‫األققاب‪".‬‬

‫‪ 1‬وفقا لػ' ‪ 'Waltz‬اعرؼ البنية ر ك هنا الور قة الت ان ظم هبا ذواؤىا فهػ رامػل مهػم يف ربأ ػأ طبيعػة الفعػل‪ .‬وا رػلل نيػة النظػاـ مػن ثػالث‬
‫رناار‪:‬‬
‫(‪)1‬اؼببأ اؼبرا [‪ ]Principe ordonnateur‬و ثل يف اؽبرمية[‪]Hiérarchie‬يف النظاـ الأال والفياك[‪]Anarchie‬يف النظاـ الأو ‪.‬‬
‫(‪)2‬االل الؼ اليظيف ني اليتأات (‪)1‬اين القية ني ىذه اليتأات‪.‬‬
‫‪Alex Macleod, ‘‘Néoréalisme,’’ In Théories des relations internationales :Contestations et 2‬‬
‫‪résistances , Op.cit.,p.65.‬‬
‫‪ 3‬ضبأ ر سامل مرذ سا ق ص ص‪.323-329.‬‬
‫‪56‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫واع ػ الوبيعػػة الفيا ػػي ة ل نظػػاـ ال ػػأو اؼب غػػحل األكثػػر نبي ػػة يف افلػػحل الظ ػياىر الأوليػػة اإلا ػػافة إىل‬
‫مفهيم "اين القية"و "االل الؼ اليظيف "‪.‬‬

‫"وال يقصد أتبا' نظرية الواقعية الجديدة بذلك القـول‪ :‬أنـو نظـام مشـوش بالرـرورة‪ .‬بـل‬
‫( ‪)1‬‬
‫إن الفوضى تعني أنو ال توجد ىناا سلقة مركزية قادرة على ضبط سلوا الدولة‪".‬‬

‫وى ك ا صفها "روذ "‪" Ruggie‬البنية الع يقة" ل نظاـ الأو ‪ .‬ور يو فاليا عية اعبأ أة اؤكأ ر ك‬
‫نية النظػاـ و ف الفياػك ىػ مػن اؼبلياػات األساسػية ل نظػاـ الػأو ‪ .‬وهبػذا فػاغبروب انػأل ا يةػة ىػذا النظػاـ‬
‫ولي ا يةة الرر يف الوبيعة اإلالػااية‪ .‬شػحل ف ىػذا ال صػير ال فػق ورؤ ة"ىيػأ ػيؿ"‪ Hedly Bull‬ل نظػاـ‬
‫الأو ‪ .‬فهذا األلحل‬

‫"ال يم ــن ببســامة أن ندرســو حصـرا فــي نقــا مــادي علــى أنــو بنيــة فوضــوية ال مركزيــة‬

‫تتنــو' فيهــا وحــدات غيــر متميــزة وظيفيــا وف ـ مبــدأ توزيــع القــوة حصــرا ودون ســواه‪.‬‬
‫ويـرتبط [بــ]ىذا النظــام ارتبامــا وثيقــا ومركزيــا‪ ،‬تركيــب نشــأ تاريخيــا وال يــزال يتقــور مــن‬
‫( ‪)2‬‬
‫أف ار التفاىم واألح ام والمعايير والتقلعات المتبادلة‪".‬‬

‫‪.2-3‬فوضوية امنظـام ادلويل‪ :‬رؤية هلدية‪.‬‬

‫إف األساس النظري الذي اقيـ ر يو الرؤ ة اليا عية ل نظاـ الأو ىي الوبيعة الفياي ة ؽبذا األلحل‪ .‬ك ا‬
‫ف اؼبنوق العاـ يف األد يات العقالاية ل عال ات الأوليػة ػأ شػيأ ر ػك سػاس ىػذا االفػحاق القارػأي الػذي مت‬
‫الػذ ن تػاوليا‬ ‫لذه كحقيقة مو قة‪ .‬والذي هبأ ايلو يف رب يالت كل من ىي و و روسػي واي رػة وماكيػافي‬
‫نظرة ف لفية ربأ أ الوبيعة األساسية لاالااية‪.‬‬

‫"األمن الأو يف تقبة ما عأ اغبرب الباردة " يف عولمة السياسة العالمية مرذ سا ق ص‪.235.‬‬ ‫‪ 1‬ذيف ي ي‬
‫وار ق ك ة فياك اإلقب يو ة '‪' Anarchy‬من ك ة '‪ "Anarkhod‬اليياااية ومعناىا "من دوف تػاكم"‪ .‬وىػ الػ ع ل ل أاللػة ر ػك شيػاب تلػم‬
‫وبفس اللالـ‪ .‬و ل خأـ دارسيا اللياسة الأولية ىذه العبارة ر ك كبي كثر د ة فيصفيف اللياسة الأولية الفياػي ة ألاػو مػا مػن دولػة و ربػالف‬
‫الل وة اؼبو قة ر ك كامل النظاـ‪ .‬فالأوؿ سيأة ومل ق ة وملؤولة رن مصحلىا ولي هنا ال اػ حلم ػو‪ .‬اظػر‪ :‬مػاران شػر فيث و اػحلي‬ ‫دوؿ‬
‫وكاالىاف مادة(الفياك) مرذ سا ق ص ص‪.24-122.‬‬
‫الفيايي عأ طبلة وررر ن راما(مقأمة الوبعة الثالثة) "يف ىيأ يؿ‪ ،‬المجتمع الفوضوي‪ :‬دراسة النظام في‬ ‫‪ 2‬اأرو ىار ل "اجمل‬
‫السياسة العالمية ار‪ .‬مركو اػب يا لألحباث(ديب‪ :‬مركو اػب يا لألحباث ‪ )2994‬ص‪.31.‬‬
‫‪56‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫فوبقا ؽبي و اإلالاف شر ر و ااين وبعو‪ .‬ور يو عيش األفراد في ا ظباه "تالة الوبيعػة" تيػث ال يذػأ‬
‫اايف وال ػيافر تلػم لال ػ و سياسػ ‪ .‬و ال ػا فػاألفراد صػارريف دا ػا و ػأا ألذػل البقػاء‪ .‬ىػذا اػبػيؼ‬
‫مػن العنػػف واؼبػيت سػػيأف ػاألفراد العقالايػػني إىل افضػيل العػػيش يف ظػل ػػية ر يػا مو قػػة ػأال مػػن العػػيش يف‬
‫رامل اع و الفياك وىي ما ط ق ر يو "ال يفياثاف"‪Léviathan‬‬

‫ك ػػا ف اظػػرة "ىػػااو ميرذػػاا ي"‪ Hans Morgenthau‬ل لياسػػة الأوليػػة ر ػػك هنػػا "الصػراع الوبيعػ‬
‫اللػيورة ‪Animus‬‬ ‫ألذػل القػية" اعػيد إىل اػأثره ف لػفة "اي رػو" تػيؿ طبيعػة اإلالػاف الرػغيؼ ػالقية وتػ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Dominando‬‬

‫إف شياب ال يفياثػاف ر ػك الصػعيأ الػأو سػيةعل‪ -‬حبلػ الػيا عيني‪ -‬تالػة الوبيعػة الػيد ػن صػب‬
‫"وال و"‪ Waltz‬قيؿ‪:‬‬ ‫البقاء مع أا ر ك تةم القية الت النأه ‪.‬فقأ ك‬

‫"إن بعض الدول يم ن أن تستخدم القوة مع الوق ‪ ،‬وعلى جميـع الـدول أن تسـتعد‬

‫لفعــل ذلــك أيرــا أو ســتعيم تحـ رحمــة القــوة العسـ رية لجيرانهــا‪ .‬إن دولــة القبيعــة‬
‫( ‪)2‬‬
‫ىي دولة الحـرب‪".‬‬

‫ى ػػذه اإلرادة الالنم ػػة لل ػػل دول ػػة ػػأف اص ػػب ي ػػة غب ا ػػة قا ه ػػا ػػأ وذ ػػأت ت ػػا ‪ -‬هب ػػذا اؼبنو ػػق‪-‬‬
‫القية‪ .‬وىي ما عرفو اليا عييف ػ "اؼبأنؽ األم "‪.Security Dilemma‬‬ ‫اصعيأا مل را يف سب‬

‫مػن منو ػػق ىػذه االفحااػػات الف لػفية األساسػػية الػت سلػػف ال سػي ا مػػن طػرؼ ىػػي و شػينأ اؼبنظػػروف‬
‫العقالايػػيف ػػأورىم اإلطػػار النظػػري الػيا ع ‪ .‬للػػن ىػػي و و روسػػي مػػثال مل نق ػيا تػػأثا سبػػف رؤ ػػو ػػل ذػػاءت‬
‫ر ػ ػػاؽبم رػ ػػن ال يفياثػ ػػاف والعقػ ػػأ االذ ػ ػػار كث ػ ػػرة ل فلػ ػحلات و سبػ ػػثالت اظر ػ ػػة‪ .‬وت ػ ػ "ثيسػ ػػيأ أس"‬
‫‪ Thucydides‬يف ك ا ػو ‪ The History of Peloponisian War‬قػر ػأف األتػأاث واحملػاورات الػت‬
‫عراها ما ى إال إرادة ناء فلري مت من ب و‪.‬‬

‫‪Mark Busser, Op.cit., p.2 1‬‬


‫‪Shibashis Chatterjee,”Neo-realism,Neo-liberalism and security,” International Studies 2‬‬
‫‪125(2003):p.127.‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫وهبذا ليف منظروا اؼبي امنظار العقالين ػأ و عػيا اػحية "ااػوالؽ فلػري" فحالػة الوبيعػة اؽبي و ػة ليلػف‬
‫ا ػػاج " اثر يليذيػػا اارىبيػػة ام قيػػة" ػػل ال اعػػأو كيهنػػا ؿباولػػة ف لػػفية يف ال فلػػحل اللياس ػ ‪ .‬و ؤكػػأ "ميلا يػػل‬
‫و يػػامو"‪ Michael C. Williams‬ػػأف ال فل ػحلات ال ق يأ ػػة ل ح ػػيالت ىػػي و وروسػػي‪ -‬واؼبؤسلػػة تلػػبو‬
‫اؼبلياػة للػل رب يػل ول ح يػل يف تػأ‬
‫ل نوق اليا ع وال ي ا ‪ -‬ال نأ إىل سػيء فهػم ل لػيا ات‪ contextes‬ن‬
‫(‪)1‬‬
‫يااو‪ .‬وىذا راذ إىل س ل ة من األلواء اؼبفاىي ية واؼبنهةية والف لفية‪.‬‬

‫إف العقػػأ االذ ػػار لػػي تػػأثا عينػػو‪ .‬إاػػو ؿباولػػة اأم يػػة لفهػػم ظهػػير الأولػػة‪ .‬وىػػي اػػاذم رػػن "اؼبعرفػػة‬
‫العقالاية"(‪ ،)2‬يأ ف منظري اؼبي امنظار العقالين هبنحيف إىل ار باره افلحلا ام قيػا لظػاىرة ارػيء الأولػة‪ .‬ور يػو‬
‫ف ن اػبوأ اعبليم ار بار ؿباولػة افلحل ػػة ف لػفية كحقيقػػة ام قيػػة ثا ػة ومرػاىأة وشػحل ا ػة ل لػػاءلة‪ .‬ك ػا‬
‫ف سػػح ال يفياثػػاف ر ػػك اؼبلػ ي الػػأو [ال يفياث ػػاف الػػأو ]شي ػػر يي مع ػػىن ألف تالػػة الوبيعػػة اؼبيذػػيدة ػػني‬
‫كيػػف ال وي ػ شػػرح الػػي ن‬ ‫األفػراد ال يبلػػن ف الػػيف فباث ػ ة ل حالػػة اؼبيذػػيدة ػػني الػػأوؿ‪ .‬فػػإيا كااػػف كػػذل‬
‫الأولػػة عبػػارة لػػر ‪ :‬كيػػف ل ػ وي األف ػراد الل ػػي رػػن رػػأـ الثقػػة واغبلػػا ات العق ػػالاية ل ص ػ حة اػبااػػة‬
‫وػػا ق وتالػػة الوبيعػػة اؽبي و ػػة‬ ‫لالاضػ اـ إىل ىػػذا العقػػأ‪ .‬وإيا كااػػف الفراػػية العقالايػػة وى ػ ف النظػػاـ الػػأو‬
‫وال لػ ػ وي اللػ ػ ي رػ ػػن رػ ػػأـ الثقػ ػػة واؼبصػ ػػا األااايػ ػػة ف لػ ػػي ن الأولػ ػػة اؽبي و ػ ػػة حبػ ػػأ يامب ػ ػػا الػ ػػيف منوقيػ ػػا‬
‫(‪)3‬‬
‫مل حي ػة‪.‬‬

‫ودبػػا ف الأولػػة ايذػػأ يف اظػػاـ مػػن اؼبلػػارأة الذاايػػة والػػعك إىل "النفعيػػة العقالايػػة القصػػي " فليػػف‬
‫و ي دولػة يبلػػن ف الػيف ملػ عأة ل عا ػأ وال و ال ػا صػػب ال يفياثػاف الػػأو‬ ‫يبلػن لأولػة ف اثػػق ػألر‬
‫(‪)4‬‬
‫مل حيل ال حقق‪.‬‬

‫‪Michael C. Williams, "Hobbes and international relations: a reconsiderations," International 1‬‬


‫‪Organization 2 (printemp, 1996) : pp.225-226.‬‬
‫‪ 2‬اؼبعرفة العقالاية ى س ل ة من ال عر فات الصير ة والقيارأ العال قية ‪.‬‬
‫‪Ibid., pp.225. 3‬‬
‫‪Ibid. 4‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ك ا ف اصار ر م االذ اع ال ارىب ‪ -‬الذ ن ه يف ليفية كيف اؽبياكل الت اع ىػا شػينا ملػ ا ػو‬
‫يافها "طبيعية" ى من ةات ؾب يرة من الع يات االذ ارية اؼبعقػأة‪ -‬رفضػيف الرؤ ػة البلػيوة ل ػ "الأولػة"‬
‫ك ا فه ها اليا عييف‬

‫"]…[ ويقوضــون مــن حيــس األســاس الف ــرة القا لــة‪ :‬إن الدولــة ىــي الدولــة‪ ،‬فالــدول‬
‫تختلف وليس متماثلة وظيفيا كما تصورىـا الواقعية الجديـدة‪ .‬ثـم إن علمـاء االجتمـا'‬

‫التاريخي يبينون أنو ال يم ن أن يوجد تفري بـين المجتمعـات المحليـة والدوليــة‪ ،‬فه ـي‬
‫مترابق ــة ال محالــة‪ .‬ولــذا فمــن غيــر الــدقي اإلدعــاء كمــا تفعــل الواقعيــة الجديــدة بأنــو‬

‫يم ـــن فصـــل بعرـ ــها عـــن بعـــض‪ .‬فـ ــال يوجـــد مايس ــمى 'النظـ ــام الـــدولي' المت امـ ــل‬
‫( ‪)1‬‬
‫ذاتيا‪ ،‬والقادر بالتالي على ممارسة تأثير حاسم في سلوا الدول‪".‬‬

‫وم ػ ىػػذا ابقػػك اليا عيػػة ك قار ػػة اظر ػػة ل لياسػػة الأوليػػة ؽبػػا اارىبهػػا الوي ػػل واؼب يػػو عراػػها ال فلػػحلي‬
‫اؼبنلةم‪ .‬ك ا ف ار ادىا " ارأة الر "(‪ )2‬يبثل رظم إقبانامبػا وإف كػاف ال ضػ ن افلػحلا للػل الظػياىر يف‬
‫اللياسػة الأوليػة‪ .‬شػحل ف لػاط ها وافعي هػا ذع ػف اللثػحل مػن اػناع اللياسػة واؼبنظػر ن ر ػك تػأ سػياء ثنػيف‬
‫ر يها‪.‬‬

‫‪ 1‬س يف ظبيث مرذ سا ق ص ص‪.62-163.‬‬


‫‪ 2‬ال خأـ ربارة ارأة الر و ش النظر ة ‪ The Parsimony of the Theory‬لاشارة إىل ف رناار ي ة ال خأـ ل فلحل شياء رأة‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املطلب امثاين‪ :‬مفهوم الأمن يف املنظار امواكؼي‪ :‬امتجديد مضن الاس مترارية‬
‫لقػػأ ررفنػػا فبػػا مت رراػػو فافػػا ف البحػػث رػػن اؼبياػػيرية االم قيػػة الع يػػة العقالايػػة والعاؼبيػػة ك هػػا‬
‫ملا ل مث ف ذيىر النظر ة اليا عية و اؼبي ا منظار العقالين صفة رامة‪ .‬و ف ىذا البحث رن اليقني ‪Quest‬‬

‫‪ for certainty‬أ لذ شلال يف سياؽ اارىب ؿبأد عيد إىل هنا ة ترب الثالثني راما الت اػيذػف عقػأ‬
‫(‪)1‬‬
‫اافا يات وس فاليا راـ ‪.3426‬ىذه األلحلة الت تأدت رلل واس مبت العامل اغبأ ث‪.‬‬

‫"فمن ــذ اتفاقي ــة وس ــتفاليا الت ــي عق ــدت ع ــام ‪ 3426‬فص ــاعدا‪ ،‬اعتب ــرت ال ــدول أق ــوى‬

‫العنا ــر الفاعل ــة ف ــي النظ ــام ال ــدولي‪ .‬وكانـ ـ ال ــدول ى ــي المعي ــار الع ــالمي للش ــرعية‬
‫السياسية‪ ،‬وذلك في غياب سلقات أعلى منها للقيام علـى تنظـيم عالقاتهـا بعرـها مـع‬
‫( ‪)2‬‬
‫بعض‪ .‬وكان ذلك يعني النظر إلى األمن على أنو االلتزام األول لح ومات الدول"‬

‫ور يو فقأ اال ف العال ات الأولية منذ يل اغبني هبي نة منظيمػة مفاىي يػة م لام ػة سبحػيرت تػيؿ‬
‫اؼبلاواة يف الليادة واػيانف القػي ورػأـ ال ػألل يف الرػؤوف الأال يػة ل ػأوؿ والحكيػو ر ػك االر بػارات اػبااػة‬
‫أمن الأولة القيمية دوف شحله‪.‬‬

‫‪ .1‬ا ألمن اموطين‪ :‬املوة امؼسكرية وحمورية أأمن ادلوةل‪.‬‬

‫لقأ سه ف اؼبنظيمة اؼبفاىي ية ؼبا عأ وس فاليا يف اقأ افلحلات مال ة لوبيعة العال ات األمنية ني‬
‫الأوؿ‪ .‬وا ن ىذا اللياؽ ظهرت اليا عية نلخها النظر ة اؼب عػأدة ػن اظػر ل أولػة ر ػك هنػا وتػأة ال ح يػل‬
‫األساسػػية وؿبػػير ي سياسػػة منيػػة‪ .‬و ف األولي ػػة ى ػ ل حقيػػق مػػن الأولػػة يف مياذهػػة ي مبأ ػػأات رلػػلر ة‬

‫‪ 1‬من اؼبهم الذكر أف النظػرة اغبأ ثػة ل عػامل ك ػا اؼبعرفػة اغبأ ثػة ػأ اابعثػف مػن رتػم تػرب الثالثػني رامػا ي مػن سػياؽ العنػف واػبػيؼ والصػراع‬
‫ا يةػػة اػبالفػػات الأ نيػػة[الالىيايػػة] تػػيؿ اغبقيقػػة‪ .‬ور يػػو فهػػاذ البحػػث رػػن اليقػػني مػػن طػػرؼ اؼبعرفػػة اؼباد ة‪/‬االم قيػػة مل لػػن شبػػار اغػػحل فلػري‬
‫مبػػييذ فحل ػ [ ويعػػة ا ل ػ ي يليذية] ل ا ػػاج سػػياؽ سياس ػ ضػػا‪ .‬فهػػذه العػػيدة إىل الياػػعية اظ ػر إليهػػا ر ػػك هنػػا وسػػي ة ؼبقاومػػة ي تػػرب‬
‫ذأ أة اػغذ افحااات شحل ماد ة[الىياية]‪.‬ور يو فهأؼ ىذا اؼبنظار اعبأ أ ل ن يف فصل االفحااات العقأ ة رن االفحااات اؼبعرفية غبصر‬
‫اػبوػػاب عػػامل الظ ػياىر الثا ػػة واألكيػػأة‪ .‬ومػػن ىنػػا فاجمل عػػات واللياس ػػات ‪ -‬حبل ػ ىػػذا اؼبنوػػق العقػػالين ‪ -‬س ػ حرر مػػن الص ػرارات اؼب ػػذكاة‬
‫افحااات شحل ماد ة و النا عة رن الير واليقني الذا‪ /‬والفردي‪.‬‬
‫‪ 2‬ذيف ي ي مرذ سا ق ص‪.232.‬‬
‫‪52‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫لارذية‪ .‬وفقا ألاصار االذباه اليا ع فإف اؽبأؼ األظبك الذي العك إليو الػأوؿ كافػة ىػي ربقيػق منهػا‪ .‬ور يػو‬
‫فػػالقية العلػػلر ة ىػ اليسػػي ة اليتيػػأة اؼب اتػػة مػػاـ الأولػػة ل حقيػػق ىػػأافها‪ .‬فلياسػػة األمػػن الػػيط مث ػػا ػػر‬
‫"ميرذاا ي"‪Morgenthau‬‬

‫" تنقلـ مــن ضــرورة التفاعــل بــين مختلــف عنا ــر القــوة التــي تم ــن مــن تحقيـ فــرص‬
‫جي ــدة لنج ــاح سياس ــة األم ــن ال ــومني‪ .‬إن ش ــعور الدول ــة ب ــاألمن ي ــزداد بازدي ــاد حجـ ـم‬
‫( ‪)1‬‬
‫قوتها‪".‬‬

‫و لنأ ىذا القيؿ ما يى إليو "ريبيف روف"‪ Reymond Aron‬من ف‬

‫"دعم األمن يتحقـ بـالقوة الذاتيـة للدولـة أو ضـعف المنافسـين لهـا‪ .‬وكـل دولـة تحـاول‬
‫مرـ ــاعفة مواردىـ ــا للـ ــذىاب بأمنهـ ــا إلـ ــى حـ ــدوده القصـ ــوى عـ ــن مري ـ ـ الجمـ ــع بـ ــين‬

‫القوة‪/‬األمن‪ ،‬من أجل فرض إرادتها على الدول األخرى وعدم الخرـو' إلرادة التفـو‬
‫( ‪)2‬‬
‫التي تمارسها دول أقوى منها‪".‬‬

‫فػق العأ ػػأ مػن البػػاتثني ر ػك اغبأاثػػة النلػبية ل أراسػػات اؼب ع قػة ظػػاىرة األمػن الػػيط كظػاىرة ر يػػة‬
‫وك ل ي ل ح يل شحل او ال يذأ إصباع تيؿ معرفة م ظهر االس خأاـ الفع ل فهػيـ رػل و اؼبعااػر‪.‬‬
‫وفقػا ل ػ "ى غػا ىف نػأورف"‪ Helga Haftendorn‬فػاألمن الػيط ىػي الن ػاج اؼبباشػر ل أْسلػة اؼب وػيرة ل أولػة‬
‫(‪)3‬‬
‫فب ا ف الأولة ى اليتأة الر يلية الت قيـ ر يها النظاـ الأو فإف‬ ‫يات الليادة منذ القرف اللا ررر‬
‫أ أـ‬ ‫ظاىرة األمن اليط مرابوة خبصا ص ىذا النظاـ‪ .‬ور يو فاى اـ الور اء والقادة دبلألة األمن اليط‬
‫ارأة الأولة يامبا‪.‬‬

‫يف تػني ػر " رالػف مػاي" ‪ Ernest May‬ف اسػ خأاـ مصػو األمػن الػيط ذػاء كػرد فعػل ويف‬
‫غب ا ة الليادة اليطنية ي ا ن اؼبذى اللياس الذي اوير لااة عػأ اغبػرب العاؼبيػة الثاايػة‪ .‬يػأ ف ر ػا‬

‫‪ 1‬العا تلن مرذ سا ق ص‪.35.‬‬


‫‪ 2‬اؼبرذ اللا ق‪.‬‬
‫‪Thierry Balzacq, Op.cit., p.37. 3‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ثالثا ؤكأ ر ك ف فلرة األمن اليط ظهرت واا ررت يف اليال ات اؼب حأة األمر ليػة عػأ رػاـ ‪ 0491‬كعبػارة‬
‫ي ػػة لص ػػياشة سياسػ ػ ها اػبارذي ػػة اػ ػ ن إط ػػار سياس ػ وسػ ػ م ػػن ال ػػذي ارال ػػو ػػبال ر ػػك مفه ػػيـ اؼبصػ ػ حة‬
‫اليطنية(‪.)1‬ومه ا كاف ايع اػبالؼ وال با ن يف ااراء فاألكيأ ىي ف االى اـ الفلري ظاىرة األمن أ ارابت‬
‫ظاىرة العنف ر ك اؼبل ي ني اليط والأو‬

‫"فموضو' األمن القومي كان وال يزال الشرل الشاغل لمختلف النظم السياسـية‪ ،‬سـواء‬

‫تــم تناولــو باســم الــدفا' أو الســيادة أو المصــلحة القوميــة أو غيرىــا مــن المصــقلحات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وعليو فإنو يجب أن يحظى بأولوية التف ير االستراتيجي والعس ري والسياسي‪".‬‬

‫و م ػ ػػا و ػ ػػق ر ي ػ ػػو األم ػ ػػن‬ ‫لقػ ػػأ اراػ ػػبت األمػ ػػن القػ ػػيم ػ ػػالقية العلػ ػػلر ة اؼبفضػ ػػية إىل الع ػ ػػل اؼبل ػ ػ‬
‫العللري‪/‬الأولت فػ "والح ليب اف"‪ Walter Lipmann‬ع الأولػة فمنػة إيا مل اب ػحل اغبػأ الػذي اضػح‬
‫قي ها إيا رادت ذبن اغبرب‬

‫"[فــ]األمة تبقــى فــي وضــع ىمــن إلــى الحــد الــذي ال ت ــون فيــو عرضــة لخقــر الترــحية‬
‫بالقيم األساسية‪ ،‬إذا كانـ ترغـب فـي تفـادي وقـو' الحـرب‪ .‬وتبقـى قـادرة لـو تعرضـ‬
‫( ‪)3‬‬
‫للتحدي على ون ىذه القيم عن مري انتصارىا في حرب كهذه‪".‬‬

‫فاألمن وفقا ؽبذا ملاو ل قية العللر ة ومرادؼ ل حرب‪ .‬فف ؿباول و إ ضاح مفهيـ األمن الذي طغػك‬
‫إ ػاف اغبػرب البػاردة كػأ "د فيػأ الػأو ن" ‪ David Baldwin‬ر ػك اػو إيا كػاف ل قػية العلػلر ة اػ ة دبلػألة‬
‫مػػا فػػي لن ار بارىػػا ملػػألة منيػػة مػا إيا مل لػػن ل قػػية العلػػلر ة اػ ة هبػػا فهػػذه اؼبلػػألة اصػػنف اػ ن طا فػػة‬
‫( ‪)4‬‬
‫اللياسات الأايا‪.‬‬

‫واعرؼ " يني يب ىرا نأ ثن غ" ‪ Penelope Hartland-Thunberg‬األمن اليط قيؽبا‪:‬‬

‫‪Ibid. 1‬‬
‫‪ 2‬س ي اف ربأ اهلل اغبريب مرذ سا ق ص‪.31.‬‬
‫‪ 3‬اؼبرذ اللا ق ص‪.32.‬‬
‫‪Ayse Sayhan,Op.cit. 4‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫"ىــو قــدرة أمــة مــا علــى متابعــة مصــالحها الومنيــة بنجــاح مهمــا كان ـ الســبل وفــي أي‬
‫( ‪)1‬‬
‫م ان من العالم‪".‬‬

‫ين ا ذى "ذياكيمي ليسياين" ‪ Giacomo Luciani‬يف اعر فو إىل القيؿ أف‪:‬‬

‫"األمن الومني ىو القدرة على مقاومة أي عدوان خارجي"(‪.)2‬‬

‫و عرفو كل من "فراا اراذر" ‪ Frank N .Trager‬و"فراا سي يين" ‪ Frank.N.Simonie‬أاو‬

‫"ذاا الجــزء مــن السياســة الح وميــة الــذي يهــد إلــى خل ـ الشــروط المال مــة ومنيــا‬
‫ودوليا لحماية وتوسيع القيم الحيوية في مواجهة أعدا ها الحقيقيين أو المحتملين"(‪.)3‬‬

‫بلاطة انأرج ال عر فات ااافة الذكر ا ن الرؤ ة اليا عية الت اركو ر ك الأولة القيمية كفارػل ر يلػ‬
‫وك ؤسلة اع ل يف ظ ها صبي اؼبنظ ات ن صف سػ يكها اػبػارذ العقالايػة وال خوػيت واإلدراؾ يف ظػل‬
‫و ي تػ اضػام ‪ .‬ور يػو فهػ ا ةػؤ إىل ليػار‬ ‫ينة فياي ة ال ملاف فيها غبليمة راؼبية وال اافاؽ لال‬
‫األمن الذا‪ /‬ل أفاع وضبا ة مصاغبها عظيم يمبا العللر ة واس خأامها‪ .‬فاألمن اغبقيق نظر اليا عيني ليف‬
‫يف سػػياؽ رال ػػات اغبػػرب والصػراع‪ .‬و ي شػ ء وب ػػل اسػػم القػػاايف الػػأو و األلػػالؽ ال ػػأ ف لػػيف شػػلال‬
‫م خفيا من شلاؿ سياسة القية‪.‬‬

‫‪ .2‬املؼضةل ا ألمنية واماكهية امتؼاون‪ :‬ا ألمن يف ظل امفوىض‪.‬‬

‫انص اليا عية اعبأ أة ر ػك ف الػأوؿ اع ػل مػن منو ػق اغبػيافو اؼباد ػة واعلػ ميا فهػا ميا عهػا اػ ن‬
‫النظػػاـ العػػاؼب ‪ .‬ك ػػا ارالػػو اى امامبػػا ولووهػػا ػػالنظر إىل ميا عهػػا اػ ن ىػػذا النظػػاـ‪ .‬ور يػػو فالػػأوؿ الػػعك‬
‫ل حفػػاظ ر ػػك ملاا هػػا النلػػبية دال ػػو فل ػػا مبػػف ػػأرات دولػػة مػػا اندادت ملاا هػػا يف اراابيػػة الل ػ وة وانداد‬
‫افييىا‪ .‬وا حأد نية النظاـ العاؼب ر ىذا ال ين ل قأرات ني الأوؿ‪.‬‬

‫‪Thierry Balzacq, Op.cit., pp.37-38. 1‬‬


‫‪Ibid.,p.38. 2‬‬
‫‪Ibid. 3‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ففياي ة النظاـ الأو والر بة اؼبؤد ة إىل فقأاف الثقة نبا مراف م أاالف يف النظاـ الأو ‪ .‬اإلاػافة إىل‬
‫ف الرشبػػة يف البقػػاء ابقػػك القػػية الأافعػػة الر يلػػية اؼبػػؤثرة يف س ػ يؾ الػػأوؿ‪ .‬ك ػػا اػػو ور ػػك الػػرشم مػػن رقالايػػة‬
‫الأولػػة فهنػػاؾ دا ػػا ؾبػػاال ل خوػػأ يف ال قػػأ ر‪ .‬ور يػػو فهػػذه االفحااػػات ؾب عػػة اثػػحل رشبػػة الػػأوؿ يف ال صػػرؼ‬
‫عأوااية ذباه عضها البعا(‪.)1‬‬

‫لقأ كاف "ذيف ىػحلن" ‪ John Herz‬وؿ مػن واػ فلػرة اؼبعضػ ة األمنيػة ‪ Security Dillema‬يف‬
‫طبلينيات القرف العرر ن قيلو‪:‬‬

‫"أنهــا مفهــوم بنيــوي تقــود فيــو محــاوالت الــدول للســهر علــى متقلباتهــا األمنيــة بــدافع‬

‫االعتماد على الذات وبصـر النظـر عـن مقا ـد ىـذه المحـاوالت‪ ،‬إلـى ازديـاد تعـرض‬
‫دول أخــرى للخقــر‪ .‬حيــس أن كــل مــر يفســر اإلجــراءات التــي يقــوم بهــا علــى أنهــا‬

‫إجـراءات دفاعيــة‪ ،‬ويفســر اإلجـراءات التــي يقــوم بهــا ا خــرون علــى أنهــا تشـ ل خقـرا‬
‫( ‪)2‬‬
‫محتمال‪".‬‬

‫فاؼبعض ة األمنية ى س ل ة م صارأة من تاالت ااعػأاـ األمػن ك ػا راىػا "كػني ػيث"‪Ken Booth‬‬

‫و "و ر"‪ Wheeler‬انرأ‬

‫"حين ت حدث االستعدادات العس رية لدولة ما شعورا بعدم االممئنان ال يم ن انتزاعو‬

‫من تف ير دولة أخـرى إزاء الحيـرة فيمـا إذا كانـ تلـك االسـتعدادات ألغـراض دفاعيـة‬
‫ال غيـر (أي لـدعم أمنهـا فـي عـالم غيـر مسـتقر)‪،‬أم كانـ ألغـراض ىجوميـة (أي لترييـر‬
‫( ‪)3‬‬
‫الوضع الراىن لمصلحتها)‪".‬‬

‫لم‬ ‫فهذا اؼبفهيـ رالو ر ك فراية ف األمن تالة ا ناف الأوؿ ر ك ربقيقها‪ .‬ويف كنف اظاـ راؼب‬
‫الفياك عػني ر ػك الػأوؿ ف اع ػل وفػق مبػأ " كػل لنفلػو" لضػ اف قا هػا‪ .‬ويف إطػار ملػعاىا ل ػأمني يلػ‬

‫‪ 1‬ذيف ي ي مرذ سا ق ص‪.235.‬‬


‫‪ 2‬اؼبرذ اللا ق ص‪.237.‬‬
‫‪ 3‬اي يث دف مرذ سا ق ص‪.224.‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ثر ية الأوؿ األلر ‪ .‬وىذا ػأوره صػحل االػر ن ػل‬ ‫قبأىا اوداد ية يما عأ يـ ل ليف ادرة ر ك ذبن‬
‫إتلاسا األمن و أف هبم ل حضحل افلهم ألسي اغباالت‪ .‬وألاو ال وذيد لألمن اؼبو ق وال اـ فإف ال ناف‬
‫سيليف ت يا واليف الن يةة دوامة م صارأة من ااعأاـ األمن ني وتأات اؼبن ظم الأو ‪ .‬من ىذا اؼبنو ق‬

‫"تصــف (معرــلة األمــن) ظرفــا تبــدو فيــو الجهــود لتحســين األمــن القــومي كمــا لــو أنهــا‬
‫أعمــال مهــددة للــدول األخــرى‪ ،‬فتــودي بالتــالي إلــى خقــوات عس ـ رية مرــادة‪ .‬وىــذا‬
‫( ‪)1‬‬
‫بدوره قد يقود إلى انحدار واضم في األمن بالنسبة للدول جميعها‪".‬‬

‫وذبػأر اإلشػارة إىل ف "الأراسػات األمنيػة اليا عيػة اعبأ ػأة" ‪Neorealism security studies‬‬

‫اؤكػأ ر ػػك ف معضػ ة األمػػن انرػأ ساسػػا مػن نيػػة النظػاـ الػػأو كثػر فبػػا انرػأ مػػن الػأواف و النيا ػػا العأواايػػة‬
‫لأ الأوؿ‬

‫"فيزداد ىذا األساس البنيوي حدة بسبب الميول المحافظة التي نفهمهـا لـدى واضـعي‬
‫الخقــط الدفاعيــة‪ ،‬حــين يتحرــرون ل ســوأ ويركــزون علــى قــدرات خصــومهم بــدال مــن‬

‫اعتمادىم على نواياىم الحسـنة‪ .‬وبينمـا يجـب النظـر إلـى بنيـة النظـام الـدولي علـى أنهـا‬
‫شرط مسب أساسـي فـي المعرـلة األمنيـة ‪،‬إال أن حـدة ىـذه األخيـرة ناجمـة عـن مبيعـة‬
‫القدرات العس رية العنيفة بحد ذاتها‪ ،‬وعن الدرجة التي تنظر فيها الدول إلى ا خـرين‬

‫بو فهم مصدر تهديد بدال من أن ي ونوا حلفاء"(‪.)2‬‬

‫لق ػػأ ى ػػي ن اؼبيا ػػيع اػب ػػاص وبيع ػػة اؼبعضػ ػ ة األمني ػػة وى ػػل ىن ػػاؾ مف ػػر منه ػػا ر ػػك النق ػػا ال ػػأا ر يف‬
‫الأراسات األمنية اليا عية اعبأ أة فبين ا ع قأ اليا عييف البنيي يف أف اؼبعض ة األمنية تالػة مومنػة يف اللياسػة‬
‫ؤكػأ اليا عيػيف‬ ‫الأولية فعل الفياك الت اض تػأودا اػارمة تػيؿ إملاايػة تػأوث اعػاوف يف النظػاـ الػأو‬
‫(‪)3‬‬
‫ال ارىبييف ر ك إملااية زبفيف فثارىا ر فلية ميواف القي ‪.‬‬

‫‪ 1‬ماران شر فيث واحلي وكاالىاف مادة(معض ة األمن) مرذ سا ق ص‪.167.‬‬


‫‪ 2‬اؼبرذ اللا ق‪.‬‬
‫‪ 3‬ذيف ي ي مرذ سا ق ص‪.224.‬‬
‫‪56‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫فأاصػػار ال ح يػػل البنيػػيي ل أراسػػات األمنيػػة ل ػ نأوف ر ػػك ملػػأل ني مه ػػني ذبعػػالف مػػن ال عػػاوف ػػني‬
‫وتأات النظاـ الأو اع اؼبناؿ‪:‬‬

‫‪ ‬ملػألة الغػػش واػبػػيؼ وااعػػأاـ الثقػػة‪ :‬فػػاػبيؼ وااعػػأاـ الثقػػة ملياػػاف مػػن اػ يم معضػ ة األمػػن‪ .‬ومػ ف‬
‫اليا عيػيف اعبػػأد مػػن مثػػاؿ "وال ػو" ‪ Waltz‬و "محلشػػايبر"‪ Mearsheimer‬لػ يف إملاايػػة ال عػػاوف‬
‫يف ظل الفياك إال ف ربقيقو واحملافظة ر يو كثر اعي ة ػني الػأوؿ ألف ىػذه األلػحلة سػ بقك لا فػة‬
‫من ياـ االر ن نقا االافا يات الت اعقأىا وإتران سبق ر يها‪ .‬مػا النلػبة ل ػيا عني الػأفاريني مػن‬
‫مثاؿ "س يفن فاف ا فحلا"‪" Stephen Van Evera‬ذاؾ سػنيأر" ‪" Jack Snyder‬سػ يفن والػف"‬
‫‪ Stephen Walt‬فيع قػأوف ف اابػػاع وميااػ ة االسػحاايةيات اغبػذرة ىػ الضػامن األفضػػل لألمػػن‬
‫فالػػأوؿ الػػعك إىل األمػػن بػػل القػػية ولػػذل ر يهػػا رقػػأ اافا يػػات ورال ػػات د يماسػػية لااػػة م ػ‬
‫ل حقيق منها‪ .‬وشينا فرينا عيق "ميواف القي " ػ ػ "ميػواف الػردع" وىػذا مػا ػؤدي إىل‬ ‫الأوؿ الل‬
‫(‪)1‬‬
‫اق يص اؼبأنؽ األم ‪.‬‬
‫‪ ‬ملألة اؼبلاس النلبية‪ :‬ر اليا عييف اعبأد ف الػأوؿ سبيػل إىل االى ػاـ اؼبلاسػ النلػبيثة كثػر مػن‬
‫اركيوىػػا ر ػػك اللاسػ اؼبو قػػة‪ .‬و ال ػػا ف ػػا هػػم الػػأوؿ لػػي فقػػت االسػ فادة مػػن احملصػػالت اؼبخ فػػة‬
‫وللػن ضػػا كػػم الػ حق مػػن الفا ػػأة مقاراػػة دبنافلػػيها‪ .‬ور يػػو فهػػم لػػاءليف تػػيؿ‪ :‬مػػن الػػذي للػ‬
‫(‪)2‬‬
‫كثر من ال عاوف الأو‬

‫فل ػا ػػر "ذين ػػف شر لػػي"‪ Joseph Grieco‬فالػػأوؿ سب ْياػػعية وبيع هػػا ‪ Positionalistes‬ي‬
‫هنا دا ا يف سع ؼبقاراة عضها البعا‪.‬‬

‫‪Charles Philipe David et Jean Jacque-Roche, Théories de la sécurité :définitions, approaches et 1‬‬
‫‪concept de la sécurité internationale (Paris : édition Montchrestien,2002),p.91.‬‬
‫‪ 2‬ل و أ تيؿ ملألة اؼبلاس النلبية‪/‬اؼبلاس اؼبو قة راذ ‪ :‬اغبيار اعبأ أ‪/‬اعبأ أ ‪ Neo-Neo synthesis‬ني اليا عية اعبأ أة وال ي الية‬
‫اعبأ أة ‪.‬وراجع أيرا‪:‬‬
‫‪Robert Jervis,’’Realism, Neoliberalism and Cooperation: Understanding the debate,’’ International‬‬
‫‪Security24(summer 1991) :42-63.‬‬
‫‪56‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫"فالدول في قل من أن دي اليوم ربما ي ون عدو الرد في الحرب‪ ،‬وفي خشية من‬

‫أن الم اسب التي تمنم تفوقا للصدي في الحاضر قد تصنع عدوا محتمال خقيرا في‬
‫( ‪)1‬‬
‫المستقبل‪ .‬وبالتالي ‪،‬فعلى الدول أن تولي اىتماما بالرا بم اسب الشركاء‪".‬‬

‫فالفياػػك ك ػػا راىػػا "ذين ػػف شر لػػي" ‪ Joseph Grieco‬و"سػ يفن كراناػػر"‪Stephen Krasner‬‬

‫اػػأف الػػأوؿ إىل الر بػػة والق ػػق خبصػػيص اؼبلاسػ احملصػ ة مػػن لػػالؿ ال عػػاوف ن ػػادة ر ػػك طر قػػة اين عهػػا ػػني‬
‫ين ػػا‬ ‫كثػػر فبػػا هبنيػػو شػػركاؤىا س صػػب اػػأرهبيا ػػي‬ ‫ساسػػو ف الػػأوؿ الػػت الل ػ‬ ‫اؼب عػػاواني‪ .‬وا ػػر يل ػ‬
‫(‪)2‬‬
‫صب شركاؤىا كثر ىراشة‪.‬‬

‫ش ػػحل ف وا عي ػػني فل ػػر ن م ػػن مث ػػاؿ "ش ػػارلو شالس ػػر" ‪ Charles Glaser‬فب ػػن يا ػػفيف أا ػػحاب‬
‫"اليا عيػة اؼبرػروطة" ‪ Contingent Realism‬فيؤكػأوف ر ػك وذػيد ىػامش رتػ مػن الظػروؼ الػت يبلػن‬
‫ل فػار ني ف وبققػيا فيهػا ىػأافهم األمنيػة عيػأا رػن اللياسػات ال نافلػية اؼبؤد ػة ل حػرب‪ .‬ور يػو فهػم ػروف ف‬
‫األمن "مرروط الظروؼ اللا أة يف تينو "‪.‬‬

‫ففياي ة النظاـ الأو واورة العيف الذا‪ /‬ليل ا الضرورة مأراة ل نافلػة اؼبن هيػة ػاغبرب‪ .‬ك ػا اػو يف‬
‫شال ػ األتػ ػياؿ م ػػن الفض ػػل القب ػػيؿ ال ل ػػافؤ ال ق ػػر ع ل ػػب اؼبخ ػػاطر ال ػػت ال ن ػػف الل ػػع ل حقي ػػق ص ػػك‬
‫اؼبلاسػ ػ ‪ .‬اإلا ػػافة إىل اأكي ػػأىم ر ػػك ف مل ػػألة الغ ػػش ػ ػأ ااوػ ػػيت ر ػػك مبالغػ ػػة فقػ ػػأ ذ ػػادؿ كػ ػػل مػ ػػن‬
‫"ش ػػي ينحل"‪ Schelling‬و "ى ػػال ن"‪ Halperein‬أا ػػو م ػػن ش ػػأف الغ ػػش ف ػػؤدي إىل ملاسػ ػ اس ػ ػحاايةية‬
‫ىامة و ف اافا ية احؾ ات اال غبأوث ىذا ى اافا ية مرفياة‪ .‬شحل ف األلوار الت نويي ر يهػا اغبػأ مػن‬
‫(‪)3‬‬
‫األس حة أ اليف مقبيلة كثر من األلوار الت نويي ر يها سباؽ ال ل ‪.‬‬

‫‪Alex Macleod, Op.cit., p.72. 1‬‬


‫‪ 2‬س يفن ـ‪ .‬والف "العال ات الأولية‪ :‬رامل واتأ اظر ات م عأدة " ار‪.‬رادؿ ن اغ ون أاف ن اين‪ .‬م يفر ر ك الرا ت ال ا ‪:‬‬
‫‪http://www.geocities.com/adelzeggagh/IR.html‬‬
‫‪ 3‬ذيف ي ي مرذ سا ق ص ص‪.22-123.‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ .3‬اشاكمية ثوس يع وثؼميق ادلد راسات ا ألمنية‪ :‬امواكؼية واػادة صياغة مفهوم ا ألمن‪.‬‬

‫لقػأ ظهػر النقػػا تػيؿ مفهػػيـ األمػن أا ػة الث ااينيػػات للنػو لػػذ شػلال كثػر واػػيتا و ذأ ػة ر ػػك‬
‫م ػػأ س ػػنيات ال ل ػػعينيات‪ .‬فع ػػك رل ػ الأراس ػػات االس ػحاايةية ال ػػت تص ػػرت مفه ػػيـ األم ػػن ا ػ ن اجمل ػػاؿ‬
‫العلػػلري البحػػف فقػػأ اوػػيرت الأراسػػات األمنيػػة ر ػػك ارػػأة ال لػػاؤؿ تػػيؿ إملاايػػة ايسػػي واع يػػق ىػػذا‬
‫اؼبفهػػيـ ايسػػيعو ليضػػم مبأ ػػأات رػػأا ال هأ ػػأ العلػػلري‪/‬الأ ْولت واع يػػق مرذعي ػػو إىل وتػػأات لػػر شػػحل‬
‫الأولة‪.‬‬

‫من اعبأ ر الذكر أا ة فهم اللياؽ الذي ارلل فيو ىذا النقا النظري واوير‪ .‬فقأ رن ر ك ل فية‬
‫اليفاؽ ني اؼبعللر ن وهنا ة اغبرب الباردة يف سنيات الث ااينيات‪ .‬و اؼبياناة مػ ىػذا اليفػاؽ الأ يماسػ البػرط‬
‫ى ػػذا النقػ ػػا ا ػ ػ ن سػ ػػياؽ اغبركػ ػػات االذ اري ػػة اللػ ػػارية ل لػ ػػالـ والػ ػػر ي العػ ػػاـ ال ػ ػػذاف درػ ػيا إىل دمقرطػ ػػة‬
‫اللياسػػات اؼب ع قػػة اؼبلػػا ل االس ػحاايةية حبثػػا رػػن الرػػفافية والرػػررية واػػرورة اب ػ سياسػػات لارذيػػة يات‬
‫رؤ ايسػػوية ومع ألػػة‪ .‬ومػػن ىنػػا ػػأ النقػػا شػػينا فرػػينا ألػػذ تي ػوا م ناميػػا ر ػ وسػػا ل اإلرػػالـ ويف دالػػل‬
‫ت مبأ ػأات‬
‫وت اػ ن األذنػأة األمنيػة ؼبخ ػف الفيارػل اغبليميػة وشػحل اغبليميػة الػت تػي ْ‬ ‫الير اعب ار‬
‫ـب فة كالصرارات االثنية والأ نية وكذا األنمات اال صاد ة واال ليليذية الت ظ ف ؿبةي ة رن النقػا طي ػة‬
‫سنيات اغبرب الباردة‪.‬‬

‫ومػػن ىػػذا اؼبنو ػػق فقػػأ شػػذت ك ا ػػات العأ ػػأ مػػن اؼبنظػػر ن ىػػذا النقػػا لااػػة مػػنهم‪ " :‬ػػاري ػػيناف"‬
‫‪ " Barry Buzan‬وؿ وا يفػر"‪" Ole Waever‬سػ يفن والػف"‪" Stephen M. Walt‬ى غػا ىف نػأورف"‬
‫"ر رػػارد ا ػػاف" ‪Richard‬‬ ‫‪" Helga Haftendorn‬ؿب ػػأ ػػيب"‪Mohammed Ayoob‬‬

‫‪" Ullman‬إدوارد كيلػيدن ا"‪" Edward A.Kolodziej‬ذين ػف اػاي"‪" Joseph S.Nye‬لػني ذػياو"‬
‫يف إر ػػادة ا ػػياشة مفهػ ػػيـ األم ػػن دالػ ػػل اؼبنظػ ػػار‬ ‫‪ Lynn-Jones‬وال ػػذ ن مث ػ ػيا االذبا ى ػػات اؼبرذعي ػػة اللػ ػ‬
‫العقالين‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫وادلفاع غن امطرح امتلليدي‬ ‫وامت"‪Stephen M. Walt‬‬ ‫‪" 1.3‬ستيفن‬

‫ع ق ػػأ "وال ػػف" ‪ Walt‬ف اغبف ػػاظ ر ػػك االال ػػةاـ وال ناس ػػق الفل ػػري والع ػ ػ دال ػػل اؼبنظ ػػار ال ػيا ع‬
‫ف ػؤطر ؾب ػل الع يػة ال نقيحيػة ؼبفهػيـ‬ ‫والأراسػات األمنيػة يبثػل االارػغاؿ اال لػ ي يليذ الثا ػف الػذي هبػ‬
‫األمػػن‪ .‬فػػإيا كػػاف األمػػن مػػن وذهػػة النظػػر اليا عيػػة نػػأرج ا ػ ن ؾبػػاؿ االس ػحاايةية فػػإف ي ربػػيؿ يف مفهيمػػو‬
‫[ايسػػي ‪/‬اع يق] سػػيةعل فضػػاء االسػحاايةية‪/‬األمن عػػرؼ اغػحلا كبػحلا و صػػب معػػو كثػػر اعقيػػأا واالػػارا‪ .‬مػػن‬
‫ىذا اؼبنو ػق فقػأ رػارق "والػف"‪ Walt‬اؼبراذعػة اؼب ْفه يػة لألمػن ال ق يػأي ر ػك ار بػار ف ي ر يػة ايسػي‬
‫و اع يػػق س صػػحل الأراسػػات األمنيػػة كػػال فلر ػػا شػػحل منلػػةم وربث ػ ال وبيػػق‪ .‬وى ػ ا بػػأ لػػي فقػػت كخوػػأ‬
‫(‪)1‬‬
‫رب ي وللن كال ملؤولية سياسية ضا‪.‬‬

‫لقػػأ شػػار "والػػف"‪ Walt‬يف مقال ػػو الرػػهحلة "النهضػػة ل أراسػػات األمنيػػة" إىل ف األمػػن بلػػاطة ع ػػق‬
‫ظػاىرة اغبػرب مق بلػا ال عر ػف اؼبقػأـ مػن طػرؼ "ذين ػف اػاي" ‪ Joseph S.Nye‬و"لػني ذػياو"‪Lynn-‬‬

‫‪ Jones‬لو أاػو ػأور تػيؿ "دراسػة ال هأ ػأ واسػ خأاـ ومرا بػة القػية العلػلر ة"‪ .‬ومػ ىػذا فقػأ ذ ػ مراذعػة‬
‫ف القػية العلػلر ة‬ ‫طفيفة ؼبفهيـ األمن رنأما ااؼ ما ظباه ‪ Statecraft‬و إدارة شؤوف الأولة‪ .‬ألاو ر‬
‫فال هأ ػأات العلػلر ة ال سبثػل ػأا ال هأ ػأات اليتيػأة‬ ‫ال يبلن ؽبا ف الػيف الضػامن اليتيػأ لألمػن الػيط‬
‫يف البينة األمنية اعبأ أة‪.‬‬

‫للن ر ك الرشم من ف ا حاتو بأو ل يى ة األوىل إىل تػأ مػا ايسػيعا ل فهػيـ ال ق يػأي لألمػن إال ف‬
‫ىػػذه الع يػػة ال نقيحيػػة ل فهػػيـ ابقػػك دا ػػا اػ ن النوػػاؽ احملػػأود لالسػحاايةية‪/‬األمن فالأولػػة ال اػواؿ تصػرا‬
‫اليتأة اعبأ رة اغب ا ة‪ .‬اإلاافة إىل ف اصػيره ىػذا لػي ملػ حأثا ف نػذ "كالونفي ػو"‪ Clausewitz‬سػاد‬
‫فلػل مػا ن هػ إىل الأ يماسػية مثػل‬ ‫االر قاد أف "اغبػرب ىػ اسػ رار ل أ يماسػية يسػا ل لػر "‪ .‬ولػذل‬
‫ما أريه "والف"‪ Walt‬إدارة شؤوف الأولة كاف الفعل ذوءا منأؾبا ا ن إطار االسحاايةية‪/‬األمن‪.‬‬

‫‪Stephen M.Walt, Op.cit, p. 1‬‬


‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫وم ػ اػػو قػػر ػػأف الظ ػياىر شػػحل العلػػلر ة كػػالفقر واعػػاط اؼبخػػأرات وداء اللػػيأا يبلػػن ف مبػػأد مػػن‬
‫األفراد ك ا مبػأد مػن الػأوؿ إال اػو وألسػباب ا لػ ي يليذية ػرفا رفضػا اطعػا ف انػأما مثػل ىػذه الظػياىر‬
‫يف مفهػػيـ األمػػن الر قػػاده ف مثػػل ىػػذا اؼبنوػػق مػػن ال فلػػحل وىػػذه الع يػػة ال يسػػيعية اؼبفرطػػة س ػ قيد إىل إدراج‬
‫ملػػا ل مثػػل ال ػػيث والركػػيد اال صػػادي وتػ إسػػاءة معام ػػة األطفػػاؿ وار بارىػػا مبأ ػػأات منيػػة‪ .‬و ي اعر ػػف‬
‫كهػذا سػػيأمر اناسػػق اغبقػػل الفلػػري واؼبنوقػ وهبعػػل األمػػر كثػػر اػػعي ة إلهبػاد ت ػػيؿ ألي مػػن ىػػذه اؼبرػػاكل‬
‫(‪)1‬‬
‫اؽبامة‪.‬‬

‫و اؼبثل هبادؿ "ليرا فر أماف" ‪ Lawrence Freedman‬او إيا كاف‬

‫"أي شيء يبعس القلـ ويهـدد نـو' الحيـاة يوسـم بأنـو 'مشـ لة أمنيـة'‪ ،‬فالحقـل يخـامر‬
‫بفق ــدان جمي ــع اىتمامات ــو المركزي ــة [‪ ]...‬فال ــدفا' ع ــن األم ــة ض ــد داء معـ ـد مشـ ـ لة‬
‫( ‪)2‬‬
‫تختلف تماما عن دفاعها ضد ىجوم بالصواريخ الباليستية"‪.‬‬

‫ويف يات اللياؽ كأ "رو رت دروؼ" ‪ Robert H.Droff‬ر ك ف ي اعر ف ميس لألمن سي ق‬
‫ظاللػػو ر ػػك العأ ػػأ مػػن اؼبرػػاكل اؼبعااػػرة والػػت ال يبلػػن ؽبػػا ف ارػػلل ملػػا ل منيػػة ألف "اؼبرػػاكل ليلػػف‬
‫فهػ ال سبنحنػػا انظي ػػا ل حقػا ق لػػارأاا ر ػػك إهبػػاد فهػػم‬ ‫مفهيمػا"‪Problems is not a concept‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مرحؾ ل ظاىرة األمنية‪ .‬ك ا ال اووداا دبقار ات سياسية فبلنة ؼبعاعبة ىذه اؼبراكل‪.‬‬

‫ور يو فال صير "اليالت"[البة إىل والػف] لألمػن نػأرج اػ ن إطػار اظر ػة تػل اؼبرػل ة الػت ال الػ فهم‬
‫تيؿ العامل وللن اع ه مرا مل ا ػو و"وا عػا" شػحل ا ػل ل غيػحل‪ .‬لػذل فهػي لػعك إىل شػررنة واغبفػاظ ر ػك‬
‫ظبعػػة وس ػ وة اؼبنظػػار ال ػيا ع ا ػ ن دراسػػات األمػػن والػػذي صػػف تلػػبو الع يػػة ياػػفو من ةػػا ل حقػػا ق‬
‫وكػ ػػأليل ل ارسػ ػػات يف العال ػ ػػات الأوليػ ػػة‪ .‬اإلاػ ػػافة إىل ف مفهيمػ ػػو اؼبػ ػػنق رػ ػػن األمػ ػػن بقػ ػػك مل ػ ػ نأا إىل‬
‫قيؿ‬ ‫فقأ ك‬ ‫االفحااات العقالاية يف البحث الع‬

‫‪Ibid., p.213. 1‬‬


‫‪Lawrence Freedman, ’’International Security :Changing targets,’’ Foreign Policy 2‬‬
‫‪110(Spring 1998),p.53.‬‬
‫‪Keith Krause and Michael C. Williams, ’’Broadening the agenda of security studies: politics and 3‬‬
‫‪methods,’’ Mershon International Studies Review,2(October 1996) :p.234.‬‬
‫‪52‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫"[‪]...‬وحت ــى الخق ــوط المج ــردة للراي ــة م ــن البح ــس ينبر ــي أن تسترش ــد به ــد ح ــل‬
‫( ‪)1‬‬
‫مشاكل العالم الحقيقي ‪" Solving real-world problems‬‬

‫وم ػ ىػػذا بقػػك "والػػف"‪ Walt‬دبقال ػػو الرػػهحلة "النهضػػة ل أراسػػات األمنيػػة" واتػػأا مػػن ػػني الل ػػاب‬
‫الػػذ ن تظ ػيا اى ػػاـ ػػالحل يف النقػػا اػبػػاص إرػػادة اػػياشة مفهػػيـ األمػػن شػػحل اػػو ر ػػك ر ي عػػا اؼبنظػػر ن‬
‫النقػػأ ني ال ن ػ إىل ىػػذه "النهضػػة" مػػن الأراسػػات األمنيػػة وللػػن إىل تػػأ مػػا إىل الفػػحة الػػت ررفػػف اسػػم‬
‫(‪)2‬‬
‫"الأراسات االسحاايةية اغبأ ثة"‪.les études stratégiques récentes‬‬

‫ورضورة بنـاء منظـار‬ ‫‪Helga Haftendorn‬‬ ‫‪.2.3‬ا ألمن املوسع‪" :‬هلغـا هفننـدورن"‬
‫أأمين جديد‬

‫لقأ شهأ تقل الأراسات األمنية لفحة ما عأ اغبرب البػاردة سػةاال فلر ػا ي ػا تػيؿ طبيعػة وملياػات‬
‫األسػػاس ر ػك ؿباولػػة ايسػي مفهيمػػو ال ق يػأي ‪ -‬الػػذي مل عػأ تػػأود اػ اف‬ ‫مفهػيـ األمػػن وىػي مػػا ااصػ‬
‫" قػػاء الأولػػة" يف مياذهػػة ي مبأ ػػأ "لػػارذ " كيهنػػا فارػػل رقػػالين وؿبػػرؾ ل عال ػػات األمنيػػة ‪ -‬ليرػ ل ضػػا ا‬
‫‪...‬إخل‪.‬‬ ‫اال صاد والبينة واجمل‬

‫فاؼبوالبػػة إرػػادة اعر ػػف ملياػػات األمػػن الػػيط اعػػيد إىل ف ال صػػيرات واؼبؤسلػػات اغباك ػػة ل عال ػػات‬
‫الأوليػػة يف فػػحة مػػا عػػأ اغبػػرب اػػبحف شػػحل ا ػػة ل عامػػل مػ اغبقػػا ق اعبأ ػػأة ل بينػػة األمنيػػة(‪.)3‬و رػػحل عػػا‬

‫اؼبفلر ن إىل ف ىذا النقا [ال يسيع ‪/‬ال ع يق ] أ اابعث من رتم ثالثة سباب ر يلية(‪:)4‬‬

‫‪Stephen M.Walt, Op.cit, p.231. 1‬‬


‫االسحاايةية مقلم إىل ر عة مراتل‪:‬‬ ‫‪ 2‬ر ‪ Ken Booth‬ف ال ار األكاديب ل أراسات‬
‫‪Pre nuclear strategy‬‬ ‫االسحاايةية ما بل النيو ة‬ ‫‪‬‬
‫)‪Early strategic studies(1945-1955‬‬ ‫الأراسات االسحاايةية األوىل‬ ‫‪‬‬
‫النظر ة االسحاايةية الع يا )‪Hight strategic theiry(1956-1985‬‬ ‫‪‬‬
‫الأراسات االسحاايةية اغبأ ثة ‪.Late strategic studies‬‬ ‫‪‬‬
‫‪Jessica Tuchman Mathews,''Redifining Security,'' in The Theory and Practice of International 3‬‬
‫‪Relations, ed.Williams Clinton Olson and James R.Lee,9th ed.(Washington D.C. :Prince-hall‬‬
‫‪International Inc,1996),p.313.‬‬
‫‪Keith Krause and Michael C. Williams ,’’Broadening the agenda of security studies :politics and 4‬‬
‫‪methods, .Op.cit.,p229.‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫اذمر الأارسني من ال أسيلات اليا عية اعبأ أة الت اصبحل اغبقل ورباوؿ اؽبي نة ر يو‬ ‫‪‬‬
‫اغباذة إىل االس ةا ة ل حأ ات الت فراها النظاـ األم عأ اغبرب الباردة‬ ‫‪‬‬
‫الرغف اؼبل ر ل حأ ث اغبقل وذع و م يا ا و االارغاالت اؼبعاارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مػػن ىػػذا اؼبنو ػػق درػػف "ى غػػا ىف نػػأورف"‪ Helga Haftendorn‬إىل اػػرورة ايسػػي اوػػاؽ مفهػػيـ‬
‫األمن و مراذع و ر ك ار بار ف‬

‫"التصــورات الهوبزيــة و ال انقيــة و القروشيوسية[نســبة إلــى ‪ ]Grotius‬ل مــن ال تــوفر‬


‫منظارا كافيا وال حتى تفسيرا مرضيا للترير في العالقات األمنية التي نشهدىا في أجزاء‬

‫كثيــرة مــن العــالم اليــوم‪ .‬فلتوضــيم مفهومنــا ل مــن ولبنــاء منظــار قابــل لالختبــار امبريقيــا‬
‫يجــب تحديــد توليفــة مــن الفــروض القابلــة للمالحظــة ونــواة ــلبة مــن االقتراحــات غيــر‬

‫القابلـ ـ ــة للـ ـ ــدحض وسلسـ ـ ــلة مـ ـ ــن الشـ ـ ــروط المحـ ـ ــددة سـ ـ ــلفا والتـ ـ ــي ىـ ـ ــي وفقـ ـ ــا لـ ـ ـ ـ‬
‫'الكــاتوس'‪ Lakatos‬ضــرورية لبرنــامج بحــس 'متقــدم' يقــود إلــى حقــا وتفســيرات‬
‫( ‪)1‬‬
‫جديدة ‪".‬‬

‫ف ليف ادرا ر ك‪:‬‬ ‫ومن ىنا فإف ي منظار م ذأ أ هب‬

‫افلػػحل ال با نػػات النيريػػة وال غ ػحلات اغباا ػ ة يف ـب ػػف األ ػػاليم وكػػذا افلػػحل ال حػػيؿ مػػن مفهػػيـ مهػػي ن‬ ‫‪‬‬
‫‪ Dominant concept‬إىل فلر‬
‫ف ل ػػيف يو مل ػ ػ ي ات رب ي ي ػػة م ع ػػأدة ي شػ ػػحل ؿبصػ ػػير ا ػ ػ ن تاد ػ ػػة اؼبلػ ػػألة‪/‬اؼبنوقة‬ ‫ك ػػا هبػ ػ‬ ‫‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪. Issue/Area‬‬

‫‪Helga Haftndorn ,"The security puzzle :Theory-building and discipline building in international 1‬‬
‫‪security, "International Studies Quarterly 35(1991) :p.12.‬‬
‫‪Ibid. 2‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ىػػذا و ػػأ ر ت راؼبػػة اللياسػػة األؼباايػػة اػػو إملػػاف تقػػل الأراسػػات األمنيػػة ف وػػير إىل "تقػػل دو‬
‫تقيق ػ "(‪ A Truly international discipline)1‬ا ػ م دراس ػ و ر ػ رؤ ػػة م عػػأدة اؼبيػػاد ن اؼبعرفيػػة‬
‫ؼبفهيـ األمن من ف ر ل ر ك طا فة واسعة من اؼبيااي اؼب ع قة ػ ػػ‪:‬‬ ‫والثقافات والت ال‬

‫اظر ة واار األمن اغبرب والصراع‬ ‫‪‬‬


‫الأو والرامل‬ ‫القيم و الحاث الثقايف مفاىيم األمن اال ي‬ ‫‪‬‬
‫اجمل عات األمنية و ناء اؼبؤسلات‬ ‫‪‬‬
‫األ عاد اال صاد ة واال ليليذية لألمن ربأ ات االرىاب واالذبار شحل اؼبرروع اؼبخأرات‬ ‫‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مرا بة واوع اللالح‪.‬‬ ‫سياسات الأوؿ الأفارية االسحاايةية النيو ة اظ ة ال ل‬ ‫‪‬‬

‫للن ور ك الػرشم مػن ىػذه القا ػة الوي ػة مػن اؼبلػا ل فهػذا اؼبفهػيـ اؼبيسػ لألمػن ال ةػاون إىل تػأ‬
‫كبحل اؼبفهيـ اليا ع ال ق يأي لبقا و ؿبصيرا يف اجملاؿ العللري و رػلل كثػر ربأ ػأا اػ ن تػاالت العنػف‬
‫و احمل ل‪.‬‬ ‫الفع‬

‫ويف اللياؽ يااو ال يبلن إشفاؿ إسهاـ كل مػن "ر رػارد ا ػاف" ‪ (1983)Richard Ullman‬و‬
‫"ذلػيلا اياػاف مػاثيي" ‪ (1989) Jessica Tuchman Mathews‬الػذ ن كػاف ؽب ػا فضػل اللػبق دبعيػة‬
‫ال يسػػيع دالػػل اؼبنظػػار اؼبهػػي ن ‪Le paradigme‬‬ ‫" ػػيناف" ‪ (1983) Buzan‬يف فػ واغذ ػػة النقػػا‬
‫‪hégémonique‬‬

‫فبأا ػػة ع قػػأ "ا ػػاف" ‪ Ullman‬ف اعر ػػف األمػػن دبصػػو حات رلػػلر ة قػػيد إىل رسػػم اػػيرة مو فػػة‬
‫ولاطنة رن اليا الأو ‪ .‬ك ا او نويي ر ك لور ن فحث الأوؿ ر ك الحكيػو ر ػك ال هأ ػأات العلػلر ة‬
‫وإنبػاؿ مػػا سػياىا مػػن األلوػار األلػػر " ػأ لػػيف اػارا" و عػػيد ر يهػا اػبلػػارة‪ .‬اإلاػافة إىل اػػو ق ػص مػػن‬
‫(‪)3‬‬
‫منها الرامل و أفعها إىل ف انخرط يف "رللرة رامة ل عال ات الأولية"‪.‬‬

‫‪Ibid.,p.15. 1‬‬
‫‪Ibid.,pp.15-16. 2‬‬
‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin ,Op.cit.,p .331. 3‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫فاألمن ك ا راه "ا اف" ‪ Ullman‬ليف رراة ل هأ أ‬

‫"عندما يودي فعل أو سلسلة من األحداث إلى تدىور في مستوى معيشة سـ ان دولـة‬
‫مــا بقريقــة حــادة وسـريعة نســبيا‪ ،‬أو يع ــس بشـ ل ذو مرــزى الحــد مــن ىــامم اختيــار‬

‫السياسـات الممنوحـة لح ومــة الدولـة أو لوحــدات غيـر ح وميــة كـاألفراد والجماعــات‬


‫( ‪)1‬‬
‫والموسسات داخل الدولة ذاتها"‪.‬‬

‫من لالؿ ىذا الورح ا ة ك لنػا النظػرة ال يسػيعية لػأ "ا ػاف" ‪ Ullman‬فهػ األػذ عػني االر بػار‬
‫ال هأ ػػأات ش ػػحل العل ػػلر ة ال ػػت ا ح ػػأ األم ػػن ال ػػيط ‪ .‬ك ػػا هن ػػا ا ػػأرج فيار ػػل ل ػػر ر ػػأا الأول ػػة [ ف ػراد‬
‫صبارات مؤسلات]‪.‬‬

‫يف تني ركوت "ماثيي"‪ Mathews‬بلاطة ر ك اؼبلا ل اال ليليذية ور ت ف‬

‫"التقــورات العالميــة الحاليــة تــوحي بالحاجــة إلــى تعريــف أكثــر اتســاعا ل مــن الــومني‬
‫( ‪)2‬‬
‫بإدراج المسا ل الخا ة بالمصادر والبيئة والس ان"‪.‬‬

‫املهمشة"‪Subaltern realism‬‬ ‫‪" .3.3‬محمد أأيوب"‪ Mohamed Ayoub‬و"امواكؼية‬


‫‪:‬امؼامل امثامث و دادلراسات ا ألمنية‬

‫لقػػأ طػػرح اصػػار مأرسػػة العػػامل الثالػػث ل أراسػػات األمنيػػة ‪Third world security studies‬‬

‫العأ ػأ مػن ال لػػاؤالت تػيؿ مػػأ مالءمػة النظر ػات األمنيػػة القا ػة يف اغبقػػل ر ػك شػرار شػػحلىم مػن اػػحاب‬
‫االذباىات الفلر ة اؼبغا رة‪ .‬فقأ واذو اؼبفهيـ ال ق يأي لألمن ربأ ات ر ك كثر من اعيأ ف ن ذهة مل اعأ‬
‫الأول ػػة الفار ػػل اليتي ػػأ اؼب ػػؤثر يف ال ف ػػارالت الأولي ػػة ػػل ام ػػأ ى ػػذا ال ػػأثحل ليو ػػاؿ فيار ػػل ل ػػر ش ػػحل ال ػػأوؿ‬
‫[اؼبنظ ات اغبليميػة الأوليػة واإل ي يػة واؼبنظ ػات شػحل اغبليميػة واعب ارػات اإلرىا يػة‪.]...‬ومن ااتيػة لػر‬
‫فقػأ كرػػفف ربػيالت البينػػة األ منيػػة لفػحة مػػا عػػأ اغبػرب البػػاردة رػن انػػيع يف مصػػادر ال هأ ػأ ل أولػػة اليطنيػػة ‪-‬‬
‫رأا ال هأ أ العللري اػبارذ الذي تظ األولي ة االسحاايةية لأ اصار الورح ال ق يأي‪ -‬ىذه األلحلة‬

‫‪Charles Philipe David et Jean Jacque-Roche,Op.cit.,p.26. 1‬‬


‫‪Jessica Tuchman Mathews, Op.cit.,p.331. 2‬‬
‫‪55‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫الػػت اػػبحف مياذهػػة دبة يرػػة كبػػحلة مػػن ال هأ ػػأات كاعبريب ػة اؼبنظ ػػة اإلرىػػاب الػػأو ال غ ػحلات اؼبناليػػة‬
‫اا رار األمراق واألو نة[‪ ]...‬ن اليف القية العللر ة شحل ااغبة رلل واا ؼبياذه ها يف مقا ػل إملاايػة‬
‫ف ا عأ فثارىا فثار ال هأ أ العللري يااو‪.‬‬

‫مػػن ىػػذا اؼبنو ػػق فقػػأ كػػأ "ؿب ػػأ ػػيب" ‪ Mohamed Ayoub‬ر ػػك ف احملػػاوالت اغبثيثػػة ل يسػػي‬
‫مفهيـ األمن ما وراء اسػ خأامو الػيا ع ال ق يػأي ػأ ل ػق مأن ػا لػأ دارسػ العال ػات الأوليػة ف ػن ااتيػة‬
‫اأكػأ ف ال عر ػػف ال ق يػػأي لألمػن والػػذي ىػػي ن ر ػػك األد يػات الغر يػػة شػػحل كفيػػل رػرح طبيعػػة مرػػل ة األمػػن‬
‫م نيرة األوذو وم عأدة األ عاد و الت اياذو ذل رضاء النظاـ الأو شحل ف ال يسي األر ك و"شػحل اؼب يػو"‬
‫(‪)1‬‬
‫هأد جبعل اؼبفهيـ "مراا" إىل اغبأ الذي صحل معو شحل ا ل لالس خأاـ كأداة ل ح يل من ااتية لر ‪.‬‬

‫وؽبذا اللب فقأ سعك "ؿب أ ػيب" ‪ Mohamed Ayoub‬إىل ا لػار مفهػيـ ػأ ل لألمػن والػذي‬
‫فإا ػػو ع ػػأ ت ػػأود سبرك ػػوه ر ػػك ال ػػذات وتص ػػره‬ ‫مػ ػ تفاظ ػػو ر ػػك االس بص ػػارات القي ػػة ل نظ ػػار الػ ػيا ع‬
‫ل هأ ػأات يف اػبارذيػة منهػا‪ .‬وىػػذا دبحاولػة إدماذػو لالارػػغاالت األمنيػة ألش بيػة رضػػاء النظػاـ الػأو ‪ -‬مػػن‬
‫الأوؿ "اؼبه رة" والت رادة ما اصنف ر ك هنا اعيفة وىرة يف درذة م أاية‪-‬ا ن مفهيمو رن األمن‪.‬‬

‫"فاألمن أو الالأمن يعر بعالقتو بالهشاشات الداخلية والخارجيـة التـي تهـدد فعليـا أو‬
‫احتمـ ــاال برـ ــرب بنيـ ــة الدولـ ــة المتمثلـ ــة فـ ــي إقليمهـ ــا‪ ،‬موسسـ ــاتها‪ ،‬نظـ ــام ح مهـ ــا أو‬
‫( ‪)2‬‬
‫إضعافها‪".‬‬

‫ور يو فأنبية اؼبنظار اليا ع ال ق يأي الذي ػأرس الػأوؿ كفيارػل ميتػأة انرػغل ضػ اف سػالم ها مػن‬
‫ال هأ ػأات اػبارذيػػة ػأ اراذػ فعػػل تقيقػة ف ش ػ الصػرارات منػػذ هنا ػػة اغبػرب العاؼبيػػة الثاايػة ىػ "دالػػل‬
‫ف ذػل ىػذه الصػرارات منػذ‬ ‫الأولة"‪ Intra state‬يف طبيع ها و ؽبػا عػأ ىػاـ دال هػا‪ .‬واألدىػك مػن يلػ‬
‫ر ػػاـ ‪ 0491‬ػػأ ذ ػػرت دال ػػل رااػ ػ م ػػا ع ػػرؼ الع ػػامل الثال ػػث ال ػػذي مل ال ػػل ػػو مل ػػارات ن ػػاء الأول ػػة‬

‫‪Mohammed Ayoub,”Defining security: A subaltern realist perspective,” in Critical Security Studies: 1‬‬
‫‪Concepts and Cases,Op.cit.,p.121.‬‬
‫‪Ibid.,p.130. 2‬‬
‫‪56‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫عػأ‪)1(.‬فقػأ ػأرت دراسػة لػ ػ "اسػ فاف كينػأ"‪ Istvan Kende‬اػو مػن اػل ‪ 021‬تر ػا لػالؿ الفػحة اؼب ػأة‬
‫من ‪ 0491‬إىل ‪ 012 0491‬منها كااف ترو ا دال ية[ارارات ب ية تروب ى ية تروب مناو ػة لنظػاـ‬
‫اغبلم‪ ]...‬يف تني ل صف دراسة لر رأت من طػرؼ "سػيقاؿ وكيػأروـ"‪ Segal and Kidrom‬والػت‬
‫(‪)2‬‬
‫شوف الفحة من ‪ 0491‬إىل ‪ 0491‬إىل مو ا من ‪ 11‬تر ا دال ية و‪ 11‬تر ا تأود ة‪.‬‬

‫فظهير العامل الثالث أ مثل ربأ ا ل فهم اؼبهي ن ر ك األمن يف ثالث اقاط مه ة‪:‬‬

‫يف اركيوه ر ك اؼبل ي ما ني الأ ْولت ‪ Inter-state level‬كنقوة اي ة ل هأ أات األمنية‬ ‫‪‬‬
‫يف إ صا و ل ظياىر شحل العللر ة من ذنأة الأراسات األمنية‬ ‫‪‬‬
‫و لحلا يف ار قاده ف ال يانف الرامل ل قية ىي اليسي ة الرررية والفعالة يف النظاـ الأو ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فةذور رأـ اس قرار العامل الثالث ى دال ية األساس وذبأ افلها يف البىن اؽبرة ل أولة الػت ظهػرت‬
‫ذ ػراء ملػػارات ال حػػرر مػػن االس ػ ع ار‪ .‬ىػػذه البػػىن اؼبف قػػرة إىل ال يافػػق ػػني األ عػػاد اإل ي يػػة ل أولػػة وملياامبػػا‬
‫اجمل عيػة واالثنيػة‪ .‬ور يػو ف صػو األمػػن الػيط بقػك ؿبػأود النفعيػة(‪ )3‬يف شػػرتو غبقيقػة اؼبرػاكل األمنيػة الػػت‬
‫(‪)4‬‬
‫يف النظاـ الأو والت انا ا فه و ال بليو إلشلالية األمن‪.‬‬ ‫واذهف األش بية الل‬

‫فػ ػػاألمن ا ػ ػ ن سػ ػػياؽ العػ ػػامل الثالػ ػػث ال عػ ػػيد بلػ ػػاطة إىل البعػ ػػأ العلػ ػػلري وللن ػ ػو ك ػ ػػا ػ ػػر "ريبػ ػػي‬
‫فا ر ناف"‪RaimoVayrynen‬‬

‫"بسـ ــبب ىشاشـ ــة النظـ ــام االجتمـ ــاعي ‪،‬فالت ـ ــاليف الهامشـ ــية للهشاشـ ــة االقتصـ ــادية‬
‫‪،‬التدىور االي ولوجي والتشرذم االثني ىي مش الت مستعصية في الدول النامية أكثر‬
‫منه ــا ف ــي ال ــدول المص ــنعة‪ .‬فمفه ــوم األم ــن ف ــي ال ــدول النامي ــة ال يم ــن فص ــلو ع ــن‬
‫( ‪)5‬‬
‫التهديدات غير العس رية ل من‪".‬‬

‫‪Ibid.,p.122. 1‬‬
‫‪Amitav Acharya,”The periphery as the core: The third world and security studies,” in Critical 2‬‬
‫‪Security Studies: Concepts and Cases,Op.cit.,p.301.‬‬
‫‪Ibid.p.302. 3‬‬
‫‪Mohammed Ayoub ,Op.cit.,p.124. 4‬‬
‫‪Amitav Acharya, Op.cit.,p.304. 5‬‬
‫‪56‬‬
‫اؼبنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات اؼبعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫و الن ية ػػة فوبيع ػػة األم ػػن "كرم ػػو ش ػػاما" كث ػػر ربقق ػػا يف ؾب ع ػػات الع ػػامل الثال ػػث كث ػػر من ػػو يف دوؿ‬
‫الر اؿ الصنار ‪ .‬فف اقأه ؼبنظار األمن اليط التس "روب واللر"‪ Rob Walker‬ف‬

‫" الدولة ذاتها ال يم ن لها أن ت ون مانحة األمن كما في الرؤية التقليدية‪ .‬فهي بأوجو‬

‫عــدة المصــدر األول لالأمــن [‪]...‬فمــن الصــعب رؤيــة كيــف يم ــن ألي مفهــوم مج ـد‬
‫ل من أن يرفل دور الدولة ومشاركتها في التعدي على حقـو اإلنسـان فـي العديـد مـن‬
‫( ‪)1‬‬
‫المجتمعات‪".‬‬

‫من منو ق اؼبعويات اللا قة صبيعها ااو "ؿب أ ػيب" ‪ Mohamed Ayoub‬ر ػك وسػم اظراػو‬
‫لألمػػن ػ ػ "اليا عيػػة اؼبه رػػة"‪ Subaltern realism‬يف إشػػارة منػػو إىل هنػػا مركػ هب ػ ػػني اؼبيػػوة اللياسػػية‬
‫ومركو ػػة الأولػػة(‪ )2‬مػػن ذهػػة وتلاسػػي و الارػػغاالت الغالبيػػة العظ ػػك مػػن الػػأوؿ األ ػػل ػػية وشػػأاا والػػت دؿ‬
‫ر يهػػا اس ػ خأامو ل ف ػػس[ ‪] Subaltern‬ال ػػذي اس ػ يتاه مػػن "شرامر ػ " ‪ Gramsci‬وال ػػذي هب ػػأ ا ػيلو يف‬
‫"اؼبأرسػة اؼبه رػة ل ػار "‪ Subaltern school of history‬اؼب لياػة اػال مػن اؼبػؤرلني اؽبنػأ ني الػذ ن‬
‫رلفػيا ر ػػك دراسػػة "دور العنااػػر األ ػػل ػػية" كػػالفالتني واغبػػرفيني ‪ -‬واؼبلياػػيف لألش بيػػة‪ -‬دالػػل ؾب عػػامبم‪.‬‬
‫للن ر هم ىذا ذباى ػو لببػة اؼبػؤرلني ال ق يػأ ني الػذ ن رػادة مػا نصػرفيف إىل الحكيػو ر ػك ارػاطات العنااػر‬
‫(‪)3‬‬
‫وىي هبذا صل إىل موا قػة اػروبة ػني ر ػاؿ اؼبػؤرلني اؽبنػأ ني اؼبه رػة والعػامل الثالػث الػذي يبثػل‬ ‫األ ي ‪.‬‬
‫الأو ‪.‬‬ ‫العنصر اؼب ةاىل دالل اجمل‬

‫‪Ibid.,p.303. 1‬‬
‫‪ Ayoob‬وب اج إىل ف ليف مليلا كفا ة م ات الية مبأ أه لبقاء الأولة تأودىا مؤسلامبا اللياسية واظاـ‬ ‫‪ 2‬فاؼبرلل األم حبل‬
‫تل ها‪ .‬ك ا ف اى هامو دولت‪ -‬ال ركو ال ره من منو ق ف الفياك ى اؼبؤثر األايل يف س يؾ الأوؿ ك ا أر ‪ Waltz‬واليا عيني‬
‫البنيي ني ل من اب ف اظاـ الأوؿ بقك الن ييج الفع القا م ل نظيم الأو ‪ .‬اظر‪:‬‬
‫‪Sarah Tarry, ‘Defining Security: Normative Assumptions and Methodological Shortcomings,’’ available‬‬
‫‪At: http://www.cda-cdai.ca/cdai/uploads/cdai/2009/04/tarry98.pdf‬‬
‫‪Mohammed Ayoub ,Op.cit.,p.141. 3‬‬
‫‪55‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬‬

‫التَّصور اللِّيربالي لألمن‬

‫‪ o‬املطلب الأول‪ :‬النظرية الليربالية‪ :‬مقاربة معرفية‪.‬‬


‫‪ o‬املطلب الثاين‪ُّ :‬‬
‫الطروحات احلديثة ل ألمن الليربايل‪.‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املطلب الأول‪ :‬النظرية الليربالية‪ :‬مقاربة معرفية‬


‫إن النظريةةة اللوليةةة االةةا و عالةةا ذعةةاد يف اةةلوراا إق القهةةس األ الحل ة شةةا سةةباب ا ةةرب و ةةروط‬
‫السالم واألمن‪ .‬وعهى الرغم من ا تالف خمططات ل مةن غرو ةيا واةا و و روسةا و ةاال إ مةم عيعةا‬
‫ا رت اا يف الا الرت يو اجلااري‪ .‬ما اله وإ ان القرن العشرين وحىت ا رب العاملية الثاالية رفض معظم املفكةرين‬
‫الةلولي ذشةايمية اةةا و وروسةا وذبنةاا املاحلة الفكةري لبنثةام والعليةةل مةن مفكةري القةةرن التاسةش عشةر الهينيالية‬
‫اللين حلار اا و فهماا ا ةروب عهةى مةا التةاج ا كامةات املسةتبلة و املعااةلات والليبهاماسةية السةرية والن ة ‪.‬‬
‫و ن الطريةةس إق السةةالم شنةةر عةةني عالحلةةات الشةةعاب مةةش عاةةها الةةبعض مةةش الت ةةارة ا ةةرة واالتشةةار اللشنقراطيةةة‬
‫والر ي العام املستنري واملؤسسات اللولية‪.‬‬

‫‪ ‬املسلامت الرئيس ية للنظرية الليربالية‪:‬‬

‫لاية‪ ،‬رن التنايه إق ن الهينيالية ليسا الظريةة واحةلة و النةا لسةنا صةلد ةل الظةري ماحةل ومتماسة‬
‫فقل ذعلدت الس ها وصاراا النظرية ما ذناعةا طراةا الفكريةة‪ .‬فةالهينياليان عةادة مةا يقةلمان إاا ةات خمتهفةة‬
‫ةةاارة ا ةةرب‪ .‬ويتبةةل التصةةار الهي ةنياي ا يسةةتيمالاايا‬ ‫عمةةا يعتنيوالةةه املعاةةهة البةةارعة يف العالحلةةات اللوليةةة وا ة‬
‫وضعية مصنفا لل ضمن ا شا العقالين يف الظريةة العالحلةات اللوليةة‪ .‬مةا عهةى املسةتامل املنه ة فهنةا مةن‬
‫ذةثرر الطبيعةةة الالوحلويةةة لهلولةة مر ةوا عهةةى الفةرد احةةلة هيةةل‪ ،‬يف حة ذةةثرر الةةبعض اب ةر لراةةة حلةةل ةةل‬
‫املسائل وااتم عناصر التفايلية الهينيالية حال التغري السهم وا الس ام املراا يف النظةام الةلوي‪ .‬واةلا مةا يةلل‬
‫عهى ن الهينيالي ااتماا التنظري عني مستايات التحهيل‪.‬‬

‫‪Andrew‬‬ ‫وعهي ةةه فق ةةل ةةان األم ةةن الهية ةنياي الت ةةاج م ةةلار خمتهف ةةة فم ةةثال مي ةةو " ال ةةلرو مارافش ةةي "‬
‫‪ Moravcsik‬ة ة ة ر ة ةةالث ص ة ةةار خمتهف ة ةةة لهينيالي ة ةةة‪ :‬اجلمهارية ة ةةة والت اري ة ة ةةة واملثالي ة ة ةةة ‪ ،‬م ة ة ةةا مي ة ة ةةو "ميكائي ة ة ةةل‬
‫دويةةل"‪ Michael Doyle‬املةةلا الهي ةنياي الةةلوي عةةن الهينياليةةة الت اريةةة والهينياليةةة ا يليالاايةةة(‪،)1‬يف ح ة‬

‫‪Cornelia Navari ,’’Liberalism,’’ In Security Studies : An Introduction, ed . Paul D.Williams , 1‬‬


‫‪Op.cit.,p.30.‬‬
‫‪48‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ساس ة لهفك ةةر الهي ةنياي وذن ةةا‪:‬‬ ‫حةةلد األس ةةتا "ارالس ةةا وذ ةةا عمبي ةةل" ‪ Ernest Otto-Czempiel‬ال ةةاع‬
‫الهينيالية البنياية والهينيالية املؤسساذية‪ .‬ويبقى العنصر املر وي املاحةل ملعظةم النظريةات املسةماة "لينياليةة" اةا إرادة‬
‫ذطبي ةةس "املب ةةادملء" املس ةةتاحاة م ةةن الفهس ةةفة الهينيالي ةةة عه ةةى حق ةةل العالحل ةةات اللولي ةةة‪ .‬ا ةةل املب ةةادملء ا ا م ةةة‬
‫لهعالحل ةةات السياس ةةية وا حلتص ةةادية وا اتماعي ةةة ة ة األفة ةراد ال ةةلين زني ةةان دا ةةل ال ةةلول الهينيالي ةةة‪ ،‬وم ةةن ا ةةل‬
‫املب ةةادملء‪ :‬ا ري ةةة‪ ،‬اللشنقراطي ةةة النيا ي ةةة‪ ،‬س ةةبقية القة ةاالان‪ ،‬املهكي ةةة ا‪،‬اص ةةة‪ ،‬التن ةةافق ا حلتص ةةادي ا ةةر‪ ،‬التس ةةاية‬
‫السهمية له الفات عني ذل ل املؤسسات ‪.‬عهى ن رفش ال املبادملء إق املستامل اللوي فيل حبل علد بةري‬
‫(‪)1‬‬
‫من املشا ل و اصة ا رب‪.‬‬

‫وعه ةةى اعتب ةةار الهينيالي ةةة ذقهي ةةلا يف السياس ةةة اللولي ةةة‪ ،‬فهة ة ذتمي ةةو يف الظري ةةا لهسياس ةةة العاملي ةةة اعتمادا ةةا‬
‫مثمارية ثر اذساعا من حيث وحلات ومستايات التحهيل‪ .‬فاملنظار الهينياي ينطهس يف ذصار لهسياسة العاملية‬
‫ناء عهى ر ش افرتاضات ساسية‪:‬‬

‫‪ Non State Actor‬حرلات مممرف رل السياارف اليالميرف فاللولةة‬ ‫‪ ‬يمثل الفاعلون من غير الرل‬
‫ليسا الفاعل الاحيل يف عالحلات األمن اللولية‪ ،‬ل انا فااعةل ةرمل دا ةل اللولةة و اراهةا ةن حلةل يكةان‬
‫ذةثرريام يف األمةن مسةاويا و يفةا التةثرريات الةظ ظةى ةا اللولةة‪ .‬فقةل ةل "رو ةرت يااةان" ‪Robert o.‬‬

‫‪ keohane‬و"ااعية الةاي"‪ Joseph S .Nye‬عهةى ن انةا حلةرارات وسةها يات جلهةات ةرمل شنكةةن ن‬
‫ذةةؤرر يف حلاةةايا العالحلةةات اللوليةةة القةةلر الةةلي ذةةؤرر ةةه اللولةةة القاميةةة‪ .‬مةةا حلهه ةاا مةةن ذنيةةة اللولةةة يف ذنظةةيم‬
‫العالحلةات اللوليةةة حيةث هةةرت حلةةامل واهةات ةةرمل ليسةةا دوليةة ذسةةهم يف ذنظةةيم ذهة العالحلةةات‪ .‬ا ضةةافة‬
‫إق ل فقل لا عهى وااد حلامل ومؤسسات عني حلامية ذسهم يف صياغة العالحلات‬
‫(‪)2‬‬
‫اللولية شكل متااع مش اللول من الل عمهية " ا عتماد املتبادل املعقل"‬

‫‪Stephane Roussel et Dan O’Meara,’’le Liberalism classique :une constellation de théories, ’’ In 1‬‬
‫‪Théories des relations internationales :Contestations et résistances , Op.cit.,pp.92-93.‬‬
‫الاصةال‬ ‫‪ 2‬إن ا عتمةاد املتبةادل ماةمان مفهةام يهةلف إق هيةل التةائا ا عتمةاد املتبةادل ظةاارة يف السياسةة اللوليةة والةظ ذتميةو عمامةا عةلم‬
‫إق احلتسةام متسةاو وعةادل لهفاائةل ة خمتهة الفةاعه ‪ .‬وهلةلا الغةرض طةار ةل مةن ‪ Robert O.Keohane and Joseph S.Nye Jr,‬وسةيهت‬
‫هيهيت ذنا‪ :‬ا ساسية(‪ )sensitivity‬وا جنراحية(‪. )vulnerability‬فف ح ذشري األوق إق سرعة وعمس التغري الةلي لرةه دولةة مةا يف دولةة‬
‫ا رمل ‪،‬ذتعهس الثاالية ا مكاالات املمناحة لهفاعل‪/‬اللولة[ب] ملقاومة التغري اللي ذسب فيه الفاعل‪/‬اللولة[ ]‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫المي ررل عرراق عبر عدرروات مايررل ة تررين الم اميررات ي ررال‬ ‫" يمليررف اتعامررا المابررا‬

‫عكرون لل روة يرو ا ورانو‬ ‫يما نشاط الل لف مر نشراتات الفراعلين مرن غير الرل‬
‫ذلك تيكس الل ا المحوا للل لف رل عديريق علرك اليتعرات إرمن اتاادرا الرل لل‬

‫كمررا هنررو ررل ررل د ر ا اتعامررا المابررا‬ ‫تحسررم مررا ي ر ار الفك ر الررواعيل الا ليررل‬
‫المي ررل عك ررون ال ل ررايا الل لي ررف د ااكي ررف الش رركل(ع اعبيف) ه هن ك ررل عل رريف ع ررل عبر ر‬

‫عل ر عكررس ا ا ر اق الواعييررف ررل ارريا ة ا مررن‬ ‫هدميامررا ررل ع ر ميررين وررق عات ر‬
‫تغررا الدي ر عررن ر‬ ‫ائمررا إررمن هدررق ال لررايا الاررل عسررو ررل عتعررات الررل‬

‫ررو‬ ‫المي ررل يفا ر ق‬ ‫الزمرران المكرران تايبي ر ر ر ررين عمليررف اتعامررا المابررا‬
‫ا دامشل لل وة رل اليتعرات الل ليرف اإرا ف الر عرل‬ ‫ليين‬ ‫اعلين ر ين غي‬
‫( ‪)1‬‬
‫و د ميف ل لايا نلك اليتعات "‬

‫رراعت حررل يا ‪ ، Nonunitary Actor‬ةةل ذتكةةان مةةن ف ةراد وعاعةةات‬ ‫‪ ‬كمررا هن الل لررف ليس ر‬
‫مصةا و ريوحلراطيةةات متنافسةة‪ .‬فالفااعةةل املهمةة يف السياسةةة اللوليةةة اةم األفةراد العقالاليةان واجلماعةةات ا‪،‬اصةةة‬
‫ال ةةظ ذن ةةتظم يف لاول ةةة لرتحلي ةةة مص ةةا ها اللاذي ةةة‪ .‬وعهي ةةه فاللول ةةة ك ةةرج ع ةةن ام ةةا مؤسس ةةة ث ةةل ا تالف ةةات‬
‫القامل ا اتماعية من فراد وعاعات ضمن اجملتمش امللين‪ ،‬والظ ذرتام عهى مةا سياسةة‬ ‫والتنافسات فيما‬
‫اللولة ‪.state policy‬فاللولة يف التصار الهينياي لهسياسة اللا هية ليسا فاعال ل مؤسسة اضةعة شةكل‬
‫را ا لتحالفات القامل ا اتماعية‪ )2(.‬من الا املنطهس يعل اعتباراا فاعةل وحةلوي ا تةوا لتعلديةة الفةاعه‬
‫املشةةكه لهاحةةل ة املسةةماة اللولةةة وشةةااال لهتفةةاعالت ا اصةةهة يةةنهم ةةل و ةةلل لتفكةةار والقةةيم واملنظمةةات‬
‫اللولية و عني الاطنية والر ي العام‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪ ‬ياحلى الليب اليون ات ا اق الرواعيل ال رائق علر اعابراا الل لرف راعت ع تنيرا‪ .‬فةالنظرة اجملةو ة لهلولةة‬
‫ذةةرت ا الطبةةاص ةةان صةةلام املصةةا وا ملسةةاومة والرغبةةة يف التسةةاية لةةن ذةةؤدي دومةةا إق اذبةةاص مسةةار صةةناعة حل ةرار‬

‫‪ 1‬سهيمان عبل اهلل ا ريب‪ ،‬مراش سا س‪،‬ص‪.7=.‬‬


‫‪Andrew Moravcsik ,”Liberal International Relations Theory: A Social Scientific Assessment,” 2‬‬
‫‪Published by the Weatherhead Center for International Affairs, Harvard University, Paper No. 01-02,‬‬
‫‪April 2001.Available at : http://www.wcfia.harvard.edu/node/623‬‬

‫‪48‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫عقالين ألن ساء ا درا و السياسة البريوحلراطية يسيطران عهى صناعة القرار‪ ،‬و التاي احتمال اكةا حلةرارات‬
‫ذكن منتظرة و مرغا ة‪.‬‬
‫‪ ‬مأموايررف السيااررف اليالميررف عب ر عاتلررف للاوارري فةةا ا االةةا مسةةائل األمةةن الةةاطن مهمةةة‪ ،‬فةةان املسةةائل‬
‫ا حلتصادية وا اتماعية وا يكالااية والثقافية ذبقى ا األ رمل عهى دراة الغةة األذنيةة فعةل ذنةام التفاعةل‬
‫عةلة عاامةل منةل منتصة األلفيةة الثااليةة اصةة مةن عاويةة ةال ا قةل ا حلتصةادي‪ ،‬ذطةار عةا الشةبكات‪،‬‬
‫ا سةةتقالل ية املتوايةةلة لهفةةاعه غةةري الةةلولي ‪ ،‬ذنةةام ا اتمةةام البياةةة وذاسةةيش ميةةادين األمةةن‪...‬إخل‪ .‬وعهيةةه فهةةم‬
‫يرفاةةان ذقسةةيم السياسةةة اللوليةةة إق سياسةةة عهيةةا وسياسةةة داليةةا عهةةى اعتبةةار ن املشةةا ل الساسةةيا‪-‬احلتصةةادية‬
‫ن اى نفق األذنية الظ ذتمتش ا املسائل العسكرية‪.‬‬ ‫اللا هية رن‬

‫‪ ‬صور الليربالية‪:‬‬

‫لقل حةاول رواد الطةرح الهيةنياي النظةر نةاص مةن التفةايل لهنظةام العةامل ‪ ،‬مةن ةالل إمكااليةة التقهيةل مةن‬
‫حةلة التفةاعالت النواعيةة ة الةلول سةب االسة ام القةةيم واملصةا والرت يةو عهةى طةر التعةاون الةلوي ةا رنعةةل‬
‫ةاول ا اا ةة عهةى التسةاي ت التاليةة‪ :‬ية وملةا ا ذتعةاون الةلول‬ ‫األمن معطى مشرت ا فيما ينهةا‪ .‬ولةلا فهة‬
‫ي ذنما وذتطار املعايري اللولية لهسها وذؤرر عهى ولايات و فعال الاحلات اللولية وغري اللولية منها‬

‫‪ 2.1‬الد ولية الليربالية‪:‬‬

‫ذةةته ا اللوليةةة الهينياليةةة ساسةةا يف مةةا مشةةروص يرمة إق ذغيةةري العالحلةةات اللوليةةة طريقةةة إصةةالحية‬
‫رارية لتتالءم ودنا ج السالم وا رية وا عداار الظ يوعم ن اللشنقراطيات الهينيالية اللستارية ذةنعم ةا الا يةات‬
‫املتحةلة األمريكيةةة الةظ ذوعمةةا مهمةةة ذعويةو اللوليةةة الهينياليةةة طريقةة و ةةث رمل يف القةةرن العشةرين‪ .‬وحلةةل هةةرت‬
‫اللولية الهينيال ية منظةار ثةر االسة اما إ ةان عصةر التنةاير وا تسةبا يامةا املةنظم ليلصةالح الةلوي مةش النقةاط‬
‫األر ش عشر لهرئيق األمريك "وودرو ويهسان" ‪.)1( Woodrow Wilson‬‬

‫‪John MacMillan, ‘Liberal Internationalism’’ in International Relations Theory For The Twenty - 1‬‬
‫‪First Century: An Antroduction ,ed. Martin Griffiths(New York: Routledge,2007),p.21.‬‬
‫‪48‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ام مفكري عصر التناير اللي ذناول مشةكهة إصةالح فاضةى النظةام‬ ‫ال‬ ‫لقل ان إشناالايل اال‬
‫اللوي مش ا ااة إق إحالل السالم اللائم‪ .‬فافقا لكاال‬

‫عك ر اا الحر ب عل ر هن ت‬ ‫"كانر الحر ب ماررلا الفسررا ا تعررل الشر‬

‫عل انيررف عمررل تااررام اا ح ررو ا ر ا ح يرراعمق تاإلإررا ف الر هنررو ت يمكررن للررل‬
‫ه ى[ ] ع‬ ‫عحسين ااعي دق يما يسا ادق ال لق حيا امكانيف غز دق من‬

‫ميي ررا م ررن ررت‬ ‫مس رري ليف الس رريل الر ر الغ رراك الحر ر ب علر ر كاد ررل ا ر ر ا ال ررل‬
‫( ‪)1‬‬
‫اتن اط ل دل علا ل تاع ار الست اللائق "‬

‫وحل ةةل حل ةةاد النف ةةار م ةةن ذن ي ةةة العالحل ةةات اللولي ةةة و م ةةا وص ةةفه ة ةة"حالة الاحش ةةية ال ةةظ كا ةةش ألي‬
‫حلةاالان"(‪)2‬إق وضةةش مقالتةه األ ثةةر ةهرة "السةةالم الةلائم‪ :‬خمطة فهسةف "(‪ )6971‬والةةظ ذاةمنا ةةلور فكةةار‬
‫امللا الهينياي اللوي األساسية‪ ،‬ما رما إق ليل روط سالم دائم من الل عرضه ي شنكن لهةلول‬
‫ن ذصةةبز اةةوءا مةةن تمةةش امسا ةاليظ ةةامل مةةن دون إحلامةةة حكامةةة عامليةةة واحةةلة و الةةظ ر يةةه حلةةل ذصةةبز‬
‫د تاذارية وذعمل عهى اضطهاد التعلد يف التصارات اللينية والهغاية والاطنية لهحس السياس ‪.‬‬

‫الح ة' ه عاروا لرر' لف‬ ‫ل كان ما يبحث عن الامييز تين ' لااليف للل‬ ‫"ل ا‬
‫كان يلعو اليو ماك ال انون الل لل الباا ين ل عا ر مثل‪:‬‬ ‫عالميف' عل الدحو ال‬

‫اعررل[ ] ن ه حكومررف عالميررف ارراي الر ااررابلا تررت‬ ‫رريوو تا دررلا‬ ‫ع‬
‫( ‪)3‬‬
‫وإ "‬ ‫ل الدمايف ين ا م كلو ايي ال‬ ‫ا ح تيل انلواا ت ا ال ي‬

‫ةاال ‪ ،‬فةةان قيةةس السةةالم الةةلائم زنتةةاج إق ايةةل الةةاع الفةةردي ‪،‬وإق اللسةةتارية اجلمهاريةةة‪،‬‬ ‫وحبسة‬
‫اللول لغاء ا رب ‪.‬ال األ رية الظ ستنبثس عن ا مالءات األ الحلية لهحكم‬ ‫ما يستهوم عقلا فيلراليا‬
‫اجلمهاري ولكنها ليسا ثي حال فلرالية حلايةة‪ ،‬فطاملةا ةل دولةة ذةاي األذنيةة األوق لسةياديا‪ ،‬فامةا لةن ذرضةى‬

‫‪ 1‬مارذن غريفيثق وذريي و ا اان‪ ،‬مادة(السالم اللائم)‪،‬مراش سا س‪،‬ص‪.8:>.‬‬


‫‪ 2‬ذيمار دن‪" ،‬الهينيالية‪"،‬يف عولمف السيااف اليالميف‪ ،‬ذا‪ .‬اان يهيق وستي مسيث‪ ،‬مراش سا س‪،‬ص‪.97>.‬‬
‫ابيت‪:‬‬ ‫‪ 3‬اللري مارافشي ‪"،‬ا ادية والسالم‪ :‬منظار لينياي‪ -‬نياي‪ "،‬ذر‪ .‬عادل عحلاغ‪ .‬متافر عهى الرا‬
‫‪http://www.geocities.com/adelzeggagh/morav.html‬‬
‫‪44‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫الفلرالية مبعنااا ا ليث‪ ،‬ل ستعمل فق عهى محايةة وذةثم حريةة ةل دولةة لةلايا‪ .‬وعهيةه فةان فلراليةة ةاال‬
‫ذعتني معاالة امهة وليسا السقا دوليا(‪.)1‬‬

‫وحلل ارذبطا اللولية الهينيالية ثالث اشااات الظرية ساسية لتفسري الصراص والتعاون عهى الصعيل اللوي‬
‫ثهة يف ل من الهينيالية الت ارية الظ ذر و عهى فكرة الت ارة ا رة والت ارة عني ا لود الاطنية عهى افرتاض ن‬
‫اللول سةيقهل مةن حةاافو اله ةاء إق اسةت لام العنة ‪ ،‬مةا الةه سةريفش مةن ذكهفةة اسةت لام القةاة‪.‬‬ ‫الرتا‬
‫وعةةادة مةةا ينظةةر إق الت ةةارة ا ةةرة عهةةى مةةا السةةبيل إق ذاحيةةل الشةةعاب وحةةىت مةةن كفي ة و ئهةةم السياس ة‬
‫اللول مةا يعةن الةه سةيكان مةن‬ ‫لهلولة‪-‬األمة‪ .‬ا ضافة إق الهينيالية اجلمهارية املسااللة التشار اللشنقراطية‬
‫الص ةةع عه ةةى ا كام ةةات ا خنة ةراط يف سياس ةةات ذع ةةوع مص ةةا الن ة ة ا حلتص ةةادية والعس ةةكرية فع ةةل الرحلا ةةة‬
‫املفروضةةة عهيهةةا مةةن طةةرف مااطنيهةةا‪ .‬مةةا ا ش ةا الثالةةث فيعةةومل إق مةةا يةةلعى الهينياليةةة التنظيميةةة و املؤسسةةية‬
‫عهةةى مسةةتامل البنيةةة السياسةةية اللوليةةة والةةلي يعتقةةل ويثةةس يف إمكااليةةة ذعويةةو سةةيادة الق ةاالان وذطةةاير املؤسسةةات‬
‫اللول(‪.)2‬‬ ‫اللولية واملمارسات الظ من ثما كفي حلة املعاهة األمنية‬

‫لكنه ومش لاية القرن ا ادي والعشرين‪ ،‬وااها اللولية الهينيالية علة ليات فهيق من الاةروري ن‬
‫ذتعاضل الااص اللولية الهينيالية الثالث ‪ ،‬ل ا غالبةا مةا ذتنةاحلض‪ .‬فكية شنكةن لهةلول يف عصةر العاملةة مةثال ن‬
‫حساب ملااطنيها يف الاحلا اللي يتعة عهيهةا ذكيية سياسةات احلتصةاداا الكهة مةش القيةاد الةظ‬ ‫ذقلم ش‬
‫مةةا الةةه لةةيق الاةةرورة ن ذعةةوع الهينياليةةة الت اريةةة الهينياليةةة اجلمهاريةةة ‪،‬فقةةل عمهةةا‬ ‫ذفرضةةها الر مساليةةة العامليةةة‬
‫العليل من البهلان إق اعتنا الر مسالية دون اللشنقراطية الص مثال‪.‬‬

‫‪ 1‬اللري مارافشي ‪ ،‬املراش السا س‪.‬‬


‫‪ 2‬مارذن غريفيثق وذريي و ا اان‪ ،‬مادة(اللولية الهينيالية)‪،‬مراش سا س‪ ،‬ص‪.224.‬‬
‫‪48‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ 1.‬املذهب املثـايل وفكرة ا ألمن امجلاعي‪:‬‬

‫ن املةةلا املثةةاي حلةةل سةةيطر عهةةى دراسةةة العالحلةةات اللوليةةة منةةل مايةةة ا ةةرب‬ ‫يةةرمل عةةلد مةةن البةةاحث‬
‫العامليةةة األوق وحةةىت وا ةةر الثالرينيةةات مةةن القةةرن العشةرين وغالبةةا مةةا يطهةةس عهيهةةا وصة الطا اويةةة ألمةةا ذاةةش‬
‫املبادئ األ الحلية حلبل ا عتبارات العمهية و التل ريية‪.‬‬

‫إن اللافش األ رع اللي ان وراء هار النوعة املثالية اا الرغبة يف منش حةلوث ا ةروب‪ .‬و التي ةة اعديةاد‬
‫الشةةعار الشةةعا ةةثن ا ةةرب حلةةل طالةةا حيةةاة اجلميةةش‪ ،‬و ن مةةن مسةةببايا األساسةةية ا ذفاحليةةات اللوليةةة الس ةرية‬
‫وسياسةات عةض الةةلول والتحالفةات الةظ االةةا ذعقةل‪ ،‬عةن التيةةار املثةاي يف ا قةل األ ةةادشن لراسةة وذةةلريق‬
‫القاالان اللوي واملنظمات اللولية غية القااء عهى النواعات‪ ،‬وإحلامة ذنظيم فال لهعا و لمة الاف السهم‬
‫ودعم وذطاير التفاام اللوي‪ .‬وذقام النوعةة املثاليةة عهةى فكةرة اةاص الةلول لقااعةل القةاالان الةلوي العةام ودور‬
‫القاالان اللوي يف ضمان وصياالة األمن والسالم العامل ‪.‬‬

‫األفراد إن ان يف إطار اجملتمش الاطن و ا طار‬ ‫ينطهس املثاليان من ولاية األ ال يف العالحلات‬
‫اللوي‪ .‬ما يرون ن واا الفرد ا‪،‬ااص لهقااال والقااعل الظ وضعا ‪،‬لمة اجملتمش‪ .‬وينطهقان من مسهمة‬
‫املصهحة العهيا لهفرد‬ ‫االس ام املصا (‪ )Harmony of Interests‬عهى اعتبار وااد ذاافس طبيع‬
‫واملصهحة العهيا له ماعة‪ .‬فالفرد عنلما يعمل ملصهحته اللاذية يعمل ملصهحة اجلماعة‪ ،‬وعنلما يلعم مصهحة‬
‫اجلماعة فها يلعم مصهحته‪ .‬وعهيه فقل كها املثالية مقرتب الحل ‪ -‬حلاالاين ر و عهى ناء عا فال‬
‫ال من النواعات منطهقة من مسهمات فهسفية ذفايلية حال الطبيعة البشرية‪ .‬ا ضافة إق اعتقادام ثن‬
‫السالم والعلالة ليسا حالت طبيعيت ‪ ،‬ل ذنا التاج اهاد مل رة سهفا‪ .‬من الا املنطهس فان املثالي اجللد‬
‫مثال‪" :‬ريتشارد فال "‪"، Richard Falk‬داالييل ر يباا "‪"، Danielle Archibugi‬الار رذا ا يا"‬
‫‪"،Norberto Bobbio‬ديفيل ايهل" ‪ David Held‬يرون ضرورة إصالح النظام اللوي‪ :‬فاملؤسسات‬
‫(‪)1‬‬
‫اللولية ما اللول حبااة إق ن ذصبز ثر دشنقراطية‪.‬‬

‫‪ 1‬ذيمار دن‪" ،‬الهينيالية‪ "،‬مراش سا س‪ ،‬ص ص‪.99<-999 .‬‬


‫‪89‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ذر و املثالية األوق عهى مفهام اللولة والنظام اللوي قلر ما‬ ‫ويف إطار دراسة العالحلات اللولية‪،‬‬
‫اشها فرضيايا ومقرتحايا حنا مفاايم الفرد والر ي العام والبشرية‪ .‬فالقاية السياسية واأل الحلية األساسية‬
‫الااحلش املتمثل‬ ‫الظ اعتنيت امللرسة املثالية ما ذاااهها االا حلاية الف اة القائمة يف العالحلات اللولية‬
‫الطماح يف ناء عا فال‪ .‬يف ح يلعاا الصار امللا املثاي اجلليل إق ذبن‬ ‫ا رب العاملية األوق و‬
‫مقرتحات "ايهل" ‪ Held‬حال "النما ج العامل لهلشنقراطية" ل من دنا ا وستفاليا واألمم املتحلة واللي‬
‫يقام عهى رالث مرذكوات ساسية‪:‬‬

‫‪ ‬إرناد رملاالات إحلهيمية وذاسعة سهطة اهلياات ا حلهيمية القائمة حاليا ا اد األورويب‬
‫‪ ‬غر اذفاحليات حقا ا السان يف النيملاالات الاطنية ومراحلبتها من حلبل لكمة دولية اليلة معنية‬
‫حبقا ا السان‬
‫(‪)1‬‬
‫اضش لهمساءلة‪.‬‬ ‫‪ ‬إصالح األمم املتحلة و استبلاهلا نيملان عامل دشنقراط‬

‫سيما من صحاب الريمل الااحلعية ‪.‬فقل اعتني "ادوارد‬ ‫لقل وااها املثالية العليل من ا التقادات‬
‫اات ار"‪ E. H. Carr‬ن املغالطة املر وية لهملا املثاي ثها يف‬

‫" ميلو ال اتنغماو ل ا مانل ال ياليف عل حساب الاحليل الا يبل‬


‫تر 'الميل ال ع ادل ما كان ما دو كائن‬ ‫)‪ (empirical‬الااا ال حل هنو يي‬

‫ة تلتً من‬ ‫ل عاوار لما ي م هن يكون' الاشليل المف ط عل المبا ئ الم‬


‫الح ائق الواعييف ه ى ت ه كاا ال عل ال لاة ت ايما ل اليالق اتن لو –‬

‫ت ا ة ما‬ ‫مق ا حلاث الل ليف السيط ة عليما عل حل اواك‬ ‫هم يكل عل‬
‫نوامان‬ ‫)‪(Arnold Toynbee‬‬ ‫تين الح تين عل شل ُمدَيِّ ن مثل رانولل عويدبل‬

‫مماااون مثل‬ ‫)‪(Alfred Zimmern‬‬ ‫يم ن‬ ‫الف‬ ‫)‪(Norman Angell‬‬ ‫ايد ل‬


‫ل ا ااك هن ا اباب ال ئيسيف لاا‬ ‫)‪(Woodrow Wilson‬‬ ‫ا يلسون‬

‫‪ 1‬املراش السا س‪ ،‬ص ص‪.99=-99< .‬‬


‫‪89‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫الل لف الوكما يل ا حو اعابااات ال وة المالحف ال وميف تلتً من ا ت‬


‫)‬ ‫(‪1‬‬
‫الدزعف اليالميف "‬

‫وعهيه ان لواما عهى السياسات الظ ذقام عهى سا مثل ذه األفكار ا‪،‬اطاة ن ذؤول إق الفشل‪،‬‬

‫ترل‬ ‫" ن در ر المبرا ئ الارل يفار ق هنمرا مطل رف عامرف ليسر مبرا ئ علر اإلترت‬
‫دررل اتنيكااررات الت رريوايف للسيااررف ال وميررف الاررل ع ررو عل ر هارراو عفسرري ميررين‬
‫( ‪)2‬‬
‫للمالحف ال وميف ل ع ميين "‬

‫لقل ان "مبل القيا احمله "‪ -‬اللي شنكن استناداً إليه إعادة هس الظروف الظ والت النظةام ضةمن‬
‫ةةل مةةن‬ ‫اللولةةة عهةةى الصةةعيل الةةلوي‪ -‬افرتاض ةاً مر وي ةاً لهمقار ةةة املثاليةةة‪ .‬فكمةةا اةةا ا ةةال يف اجملتمةةش احمله ة ‪،‬‬
‫ااص اجملتمش اللوي لنظام حكم ينطاي عهى إاراءات دشنقراطية لف معاجلة النواعات‪ ،‬ما زنتاج إق حلاة‬
‫دوليةةة لفةةرض السةةالم يف حةةال ذعثةةر املفاوضةةات‪ .‬واةةلا دمل مبا ةةرة إق الةةلعاة إق األمةةن اجلمةةاع وإق إرنةةاد‬
‫(‪)3‬‬
‫عصبة مم من ث ما ن ل إق األ ل معاهة األمن املقرتالة فاضى دولية غري مهيكهة ‪.‬‬

‫ويتمثل مفهام األمن اجلماع وفقا لة "حلالل ت " يف‬

‫"عشرركيل عحررالف موا ر يلررق هغلررم الفرراعلين ا ااارريين ررل الديررا الررل لل ت اررل‬
‫( ‪)4‬‬
‫"‬ ‫اعل ر‬ ‫موا مف ه‬

‫مبعةةل ن الةةلول األعاةةاء يف منظامةةة األمةةن اجلمةةاع ستتعاضةةل مةةش عاةةها وذنسةةس اجلهةةاد فيمةةا ينهةةا‬
‫ات الفكةةرة الةةظ اسةةتنل إليهةةا الةرئيق األمريكة‬ ‫اسةةت ا ة ألي طةةر حلةةل ثهةةه ي دولةةة يف النسةةس الةةلوي‪ .‬واة‬
‫ويهسةان يف القاطةه األر ةش عشةر يف ذصةار لعةا تمةةن ‪.‬وذكريسةا ألطروحةة امللرسةة املثاليةة اةاءت ذرذيبةات األمةةن‬
‫اجلماع لعصبة األمم الظ حلاما فهسفتها عهى ردص اللول املعتلية‪.‬‬

‫‪ 1‬غرااام إيفاالق وايفري الاينهام‪ ،‬عاموو تدغوين لليتعات الل ليف‪ ،‬مادة(امللا املثاي)‪،‬مراش سا س‪ ،‬ص‪..‬‬
‫‪ 2‬املراش السا س‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ 3‬املراش السا س‪ ،‬ص‪.‬‬
‫التاي‪:‬‬ ‫‪ 4‬ذا ايا ياماماررا‪"،‬مفهام األمن يف الظرية العالحلات اللولية‪("،‬ذرعة‪ :‬عادل عحلاغ)‪.‬متافر عهى الرا‬
‫‪http://iraq.great-forum.com/montada-f5/topic-t232.htm.‬‬
‫‪89‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ويؤدي األمن اجلماع – الظريا – ر عة و ائ‬

‫األفعةال الةظ ذسةتهلف هةلاالا‬ ‫‪ ‬الرد عهى ي علوان و ية لاولة لفرض اهليمنة‪ ،‬و يتعهةس األمةر فقة‬
‫عينها‬
‫ل اللول األعااء وليق ما يكف من األعااء لصل املعتلي‬ ‫‪ ‬يتم إ را‬
‫‪ ‬ذنظيم رد عسكري‬
‫(‪)1‬‬
‫يرت لهلول منفردة ليل ما ذرا إاراءات مناسبة كصها وحلاا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وذن لب اللول إق فكرة األمن اجلماع عهةى اعتبةار مةا ذعةل الةلول عيعهةا ةاألمن حلايهةا و ضةعيفها‪.‬‬
‫فمن حيةث املبةل ‪ ،‬هة الةلول ههةا دافعةا لالالاةمام إق اةلا النظةام مبةا مةا ههةا عرضةة لتهليةل ا ةرب‪ .‬مةا‬
‫ذر ةةو فكةةرة األمةةن اجلمةةاع عهةةى مشةةكهة واضةةحة ااريةةا اة ا عتةةلاء الصةةارة النمطيةةة املعروفةةة لةةه ا عتةةلاء‬
‫العسكري عهى سالمة راض اللول األعااء و عهى استقالهلا السياس ‪.‬‬

‫‪ 1‬املراش السا س‪.‬‬


‫‪89‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الطروحات احلديثة ل ألمن الليربايل‬


‫لقل هل املنظار الهيةنياي ذطةارا بةريا يف سةبعينيات وياالينيةات القةرن العشةرين صاصةا مةش ذطةار الظريةة‬
‫العالحلةةات ا حلتصةةادية اللوليةةة‪ ،‬حيةةث صةةبز ينظةةر إق السياسةةة اللوليةةة عةةني دنةةا ج‬ ‫ا عتمةةاد املتبةةادل وذشةةا‬
‫"الشةةبكة العنكباذيةةة" ‪ Cobweb Model‬عاضةةا عةةن دنةةا ج " ةرات البهيةةاردو" ال ةااحلع ‪Billard-Ball .‬‬

‫‪ Model‬وعهي ةةه‪ ،‬فق ةةل عط ةةى ا ش ةةا الهية ةنياي اجللي ةةل ةةثال يف ةةل م ةةن الهينيالي ةةة املؤسس ةةاذية و الص ةةار الس ةةالم‬
‫اللشنقراط مقار ات اليلة حملاولة فهم وذعويو السهم واألمن اللولي ‪.‬‬

‫‪ .2‬الليربالية املؤسساتية و دور املؤسسات الولية يف تعزيز ا ألمن‪:‬‬

‫لقةةل ةةال الهينياليةةان يف الثماالينيةةات مةةن القةةرن املاضة إق ا اتمةةام املؤسسةةات اللوليةةة لتاةةطهش عةةلد‬
‫مةةن الا ةةائ الةةظ ذقةةامل اللولةةة عهةةى القيةةام ةةا‪ .‬و ةةان اةةلا اةةا العنصةةر املسةةاعل لنظريةةة التكامةةل يف ورو ةةا‬
‫والتعلدية يف الا يات املتحلة األمريكية‪ .‬وعهى الف الريمل الااحلعية إعاء األمن الةلوي الةظ ذنهةا و ةككا‬
‫يف دور املؤسسةةات اللوليةةة يف معاجل ةةة النواعةةات ومن ةةش االةةل ص ا ةةروب اعتبارا ةةا لصةةهة ملص ةةا الةةلول وحلي ةةاد‬
‫النظ ةةام ال ةةلوي‪ ،‬ف ةةان الهينيالي ةةان اجل ةةلد يؤ ةةلون عه ةةى دور ا ةةل املؤسس ةةات يف قي ةةس التع ةةاون وا س ةةتقرار ألن‬
‫اسعها‬

‫يررل اتلازامررات هكثر موووعيررف اعامررف‬ ‫فررا عكراليف اليمليررات‬ ‫"عررو ي الميلومررات‬

‫ن رراط ع كيررز مررن ه ررل الادسرريق عيمررل تاررفف عامررف عل ر عسررميل ا ر اكات المياملررف‬
‫( ‪)1‬‬
‫تالمثل "‬

‫‪ 1‬اان يهيق‪"،‬األمن اللوي يف حقبة ما عل ا رب الباردة‪ "،‬مراش سا س‪،‬ص‪.:8=.‬‬


‫‪88‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫نةاء ماعةة مةن القااعةل وا اةراءات واملؤسسةات املشةرت ة‬ ‫فتسيري عالحلات ا عتمةاد املتبةادل يسةتاا‬
‫و املنظمات اللولية القادرة عهى إدارة التفاعالت يف مسائل خمتهفةة مةن ا يةاة اللوليةة مشةكهة ةلل مةا يعةرف‬
‫ة ة "املنظامة اللولية"‪.)1(International Regim‬‬

‫ويعمل الهينياليان اجللد إق ذعرية األمةن مةن منطهقةات وسةش مبتعةلين عةن القةراءة اجلغرافية‪/‬العسةكرية‬
‫لهمصةطهز الةظ ر ةو عهيهةا الظةرايام مةةن التيةار الةااحلع مؤ ةلين ذنيةة حلاةايا الثةةروة والرفةا والبياةة مةا ر ةووا عهةةى‬
‫نةةاء املؤسسةةات وإرنةةاد األالظمةةة والبحةةث عةةن املكاسة املطهقةةة ةةل مةةن املكاسة النسةةبية‪ .‬و اعتقةةادام ةةثن‬
‫املؤسسةةات اللوليةةة يف مقةةلوراا التةةثرري يف سةةها الةةلول و التغه ة عهةةى ذةةثرريات الفاضةةى يعةةن ن املثسسةةة‬
‫الل وليةة يف اسةتطاعتها منةش حةلوث ا ةروب ‪،‬لكةن اسةةعها كفية خمةاوف الغةخ وذهطية امل ةاوف الةظ ذنشةةث‬
‫(‪)2‬‬
‫مةا اسةتطاعتها املسةاعلة لهتغهة عهةى‬ ‫يف عض األحيان مةن املكاسة غةري املتكافاةة املنبثقةة عةن التعةاون‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫النوعة األالاالية لهلول تش يعها عهى ذر املصا ابالية لصا فاائل ني لهتعاون اللائم‪.‬‬

‫وشةةلر ا ةةارة إق ن منظةةري اةةلا النةةاص مةةن الهينياليةةة مةةن مثةةال‪ " :‬يااةةان"‪ "، Keohane‬وي"‬
‫‪"،Oye‬الةةاي"‪ "، Nye‬سةةهرود" ‪ Axelrod‬حلةةل طةةاروا فكةةارام يف اسةةت ا ة واضةةحة لنظريةةة "والتةةو" ‪Waltz‬‬

‫املتعهقة الااحلعية اجلليةلة واةا مةا اعةل املةلا املؤسسة الهيةنياي اجلليةل يبةلو حلةرب إق الااحلعيةة املعاصةرة منةه‬
‫إق التفكةةري الهي ةنياي ش ةةثن العالحلةةات اللوليةةة‪ .‬وا ةةا مةةا ح ةةلا ةةالبعض إق ذسةةميته ة ة "الااحلعيةةة الهين ةةة" ‪Soft‬‬

‫‪ Realism‬يف إ ةةارة لتقامسةةه ث ةريا مةةن افرتاضةةاذه مةةش ال ةااحلعي ‪ )4(.‬وذبعةةا لةةلل ‪ ،‬فقةةل اةةاع له يةةل اجلليةةل مةةن‬

‫‪ 1‬املن ظامةةات اللوليةةة ‪:‬مصةةطهز اسةةتعري مةةن السياسةةة اللا هيةةة ‪،‬يهةةلف عهةةى الصةةعيل الةةلوي إق قيةةس دراةةة مةةن الرتذي ة والتنظةةيم يف العالحلةةات‬
‫اللوليةةة‪ .‬ويعةةل ‪ Stephane Krasner‬مةةن ة الةةلين رةةروا د يةةات املنظامةةات اللوليةةة والةةلي يعتةةني املنظامةةات اللوليةةة مبثا ةةة‪":‬مبادملء ينيةةة و‬
‫ضمنية‪ ،‬معايري‪ ،‬حلااعل وإاراءات صناعة القرار‪ ،‬والظ حاهلا ذهتق تمال الفاعه يف ال مع من العالحلات اللولية‪".‬‬
‫‪ 2‬اان يهيق‪"،‬األمن اللوي يف حقبة ما عل ا رب الباردة‪ "،‬مراش سا س‪،‬ص‪.:8=.‬‬
‫‪ 3‬ستيفن م‪ .‬والا‪" ،‬العالحلات اللولية‪ :‬عا واحل‪ ،‬الظريات متعلدة‪ "،‬مراش سا س‪.‬‬
‫‪ 4‬فنظريةة النسةةس الةا يف عنةةل ‪ ]6791[ Robert O. Keohane‬و غهة ا شااةةات املؤسسةةاذية( عمال سةتيفن راسةةنر [‪ ، ]6791‬دوالكةةان‬
‫سةةنيلال[‪ )]6791‬ذشةةرت مةةش واحلعيةةة ‪]6797[ Waltz‬يف ا فرتاضةةات القاضةةية ةةثن اللولةةة فاعةةل ماحةةل وعقةةالين‪ ،‬هلةةا يةةارات را تةةة‪ .‬و ثمةةا‪ -‬ي‬
‫الةةلول‪-‬ذعتةةني فةةاعال ساسةةيا يف السياسةةة اللوليةةة‪ ،‬و ةةثن املكاس ة اللوليةةة ذت ةةه حنةةا التعةةا م التي ةةة لةةبعض دنةةاط التفاعةةل ا س ةرتاذي ‪ .‬مةةا ن‬
‫احملةلدات األساسةةية لهتغةري يف سةةها اللولةةة اةا التغةةري الثا ةةا يف نيةة النظةةام الةةلوي‪ .‬وعهيةه فالااحلعيةةة اجلليةةلة عنةل ‪ Waltz‬والظريةةة األالسةةا عنةل‬
‫‪ Keohane‬مرذبطت ةةان ش ةةكل ب ةةري لرت يوذن ةةا عه ةةى ذني ةةة الاليقيني ةةة واملعهام ةةات ول ةةا ن ‪ Waltz‬يس ةةتق الاض ةةعية املعهاماذي ةةة اللولي ةةة م ةةن الق ةةاة و‬
‫‪ Keohane‬من الصفقات واملؤسسات‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ذبةةاص الهينياليةةة ن زنتف ة اجناعاذةةه يف ذاضةةيز إمكااليةةة التعةةاون الةةلوي حةةىت يف ةةل العةةا الكاي ة لهااحلعيةةة مةةا‬
‫يصفه " وي" ‪ Oye‬وحلل عني " يااان"‪ Keohane‬عن الا قاله‪:‬‬

‫"ان عبدل إيف ا نانيف الي تنيف‪ Rational Egoism‬يل الد اش ل د ا الكاراب‬

‫‪]After‬علر نفررس هارراو الدي يررات الواعييررف يكمررن الد رراش ددررا هن‬ ‫[‪Hegemony‬‬

‫هدميف ا نسا الل ليف ت عيامل عل عم يم الف إيات ال اصرف تاإليثراا التع تنيرف‬

‫اندل حين هتله تدفس الم لمات المدط يف لمثرل در ر الحروا ز ريندل هاري الر ا مراا‬
‫( ‪)1‬‬
‫يزيل ال اديف هم مبالغ يو "‬ ‫هن عشاؤ الواعييف عن الايا ن ال‬

‫وحلةةل ذعةةوع الطةةرح الهي ةنياي املؤسسةةايت مةةش ذااةةه العليةةل مةةن الةةلول إق التكتةةل يف مؤسسةةات ات صةةبغة‬
‫االلمااية ا اد األورويب ا ضافة إق ذااع اجلهاد لفهم التعاون اللوي يف إطةار عةام وماسةش و لة مةن‬
‫ةةالل ا عتم ةةاد عه ةةى مفه ةةام "ذعلدي ةةة األطة ةراف"‪ Multilateralisme‬وال ةةظ ذ ةةلر حبسة ة "رواة ة "‬
‫‪Ruggie‬‬

‫علر‬ ‫"كمبله مديق للحيراة الل ليرف مرل ركل مياسراعل يدسرق اليتعرات ترين الرل‬
‫( ‪)2‬‬
‫هااو مبا ىك ميممف للسلوك "‬

‫ةةاارة ا عتمةاد املتبةادل‪ ،‬فقةةل ثةرت املبةةادرات اللوليةة ات البعةل املؤسسةةايت حلصةل ذنظةةيم‬ ‫فبفعةل ذنةام‬
‫ا ياة اللولية وذسيري السس واسش من التغريات ا حلهيمية والعاملية‪ .‬فقل هلت فرتة مةا عةل ا ةرب البةاردة اةل‬
‫ادشنيا حال مفهام األمن ا حلهيم الرت يو عهى مفهام "األمن التعاوين"‪ Cooperative security‬بليل‬
‫ملفهةةام األم ةةن اجلمةةاع ‪ .‬ويعتم ةةل احل ةرتاب األمةةن التع ةةاوين األسةةا عه ةةى ذاليف ةةة مةةن ا ا ةراءات الل هاماس ةةية‬
‫الاحلائية وإاراءات نةاء الثقةة اعتمةادا عهةى واةاد حلةلر مةن التعةاون ة عةلد مةن الةلول ‪ ،‬مةا يقةام عهةى ا ةاار‬

‫‪ 1‬حسن عبل اهلل ااار‪" ،‬املكاس النسبية واملكاس املطهقةة يف ذفسةري ةااار التعةاون الةلوي‪ :‬دراسةة القليةة مقارالةة ة امللرسةة الااحلعيةة اجلليةلة‬
‫وامللرسةةة الهينياليةةة املؤسسةةية‪ "،‬ورحلةةة مقلمةةة إق املةةؤ ر الةةلوي األول حةةال ماضةةاص‪ :‬عهةةم السياسةةة‪ :‬حالةةة ا قل(القةةاارة‪ :‬اامعةةة القةةاارة‪ ،‬ديسةةمني‬
‫;??‪. )7‬‬
‫‪Paul R. Viott, Mark V. Kauppi, International Relations Theory: Realism,Pluralism,Globalism and 2‬‬
‫‪Beyond,3rd ed.,(London : Allyn Bacon,1999),p.218.‬‬
‫‪88‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ذنطهةس السياسةة األمنيةة مةن فكةرة الةردص ةل ذقةام عهةى سةا‬ ‫ل من املاااهة والشفافية ل من السةرية إ‬
‫فكرة ذطاير ا اار آلية ملنش النواعات‪.‬‬

‫يو ثالث عناصر‪:‬‬ ‫ويعرف " ميتاف اريا" ‪ Amitav Acharya‬مفهام األمن التعاوين عهى سا‬

‫‪ ‬حلب ةةال فك ةةرة الش ةةمالية فيم ةةا يتعه ةةس املش ةةار وذاس ةةيش األان ةةلة األمني ةةة لتش ةةمل مص ةةادر يلي ةةل غ ةةري‬
‫ذقهيلية‬
‫األطراف امل تهفة آلية ل النواعات‬ ‫‪ ‬ا عتماد عهى ا اار‬
‫(‪)1‬‬
‫اللول‪.‬‬ ‫ر ا فرديا ‪،‬لكنها ذتطه احلرتا ات ذعاوالية‬ ‫‪ ‬معظم حلاايا األمن ذعل ذتطه‬

‫ويف اةةلا ا طةةار يبق ةى ا شةةا املسةةتقبه لال ةةاد األورويب وعمهيةةات التكامةةل عهةةى الصةةعيلين ا حلهيم ة‬
‫والعامل حا ت ا تبار حامسة النسبة لهملا الهينياي املؤسس ‪.‬‬

‫غري ن املقار ة األمنية ألالصار املثسسة اللولية ذسهم من النقل‪ ،‬فالطرح اجلةااري هلةل النظريةة حبسة‬
‫"والا" ‪ Walt‬حلل فقل الكثري من ريقه مش الاحلا‬

‫مر‬ ‫"اذ هن المياسات هصبح يدي اليما كيامل مسمل للايا ن تالما هن ذلك ياما‬

‫لكدرررو هص رربح م ررن الواإرررح ا ن هن المياس ررات ت عس رراطي ر ر ق‬ ‫ما ررلحف ال ررل‬
‫مر ر ما ررالحما ا نانيف[ عليو] ررل ع ررا‬ ‫اذا ك رران ياد ررا‬ ‫اررلوكي ات مييد ررف علر ر الررل‬

‫رون تا يلرل ا تر ت ماكرات تاواري الدي يرف لاشرمل م راتت‬ ‫المياساعيون مرن همثرا‬
‫مايل ة هت دا اااف مديمف حلف ما ا تلسل اذ ي ى ديتك الباحثون هن اصيف‬

‫المأاسف الياليف للداعو عفس ا ت ائو عكيفرو مر الاغير ات ترال غق مرن ا افراك ارمو‬
‫( ‪)2‬‬
‫الا ليل "‬

‫‪Amitav Acharya ,’’Human Security :East versus West,’’ International Journal 3(summer 2001):456. 1‬‬
‫‪ 2‬س ةةتيفن م‪ .‬وال ةةا‪" ،‬العالحل ةةات اللولي ةةة‪ :‬ع ةةا واح ةةل‪ ،‬الظري ةةات متع ةةلدة‪ "،‬مرا ةةش س ةةا س‪ .‬لهموي ةةل ح ةةال النق ةةل املاا ةةه هل ةةل املقار ةةة هنير ر ‪ :‬ال ةةلري‬
‫مارافشي ‪" ،‬ا ادية والسالم‪ :‬منظار لينياي‪ -‬نياي‪ "،‬مراش سا س‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ .1‬الليربالية البنيوية و أأطروحة السالم الميقراطي‪:‬‬

‫لقةةل ا تسةةبا فكةةرة السةةالم الةةلشنقراط املرذكةةوة عهةةى ن الةةلول اللشنقراطيةةة ذشةةن ا ةةرب ضةةل عاةةها‬
‫الةةبعض‪ ،‬و ن الةةلشنقراطيات ثةةر مةةيال لهسةةالم ومصةةلر ساسة لةةه عمخةةا ادشنيةةا وسياسةةيا إعاء األمةةن الةةلوي يف‬
‫الف ةةرتة ال ةةظ ذه ةةا ا ةةرب الب ةةاردة‪ .‬فق ةةل احلرتال ةةا الظري ةةة الس ةةالم ال ةةلشنقراط كتا ةةات ةةل م ةةن "ميكائي ةةل دوي ةةل"‬
‫‪ Michael Doyle‬و" رو راسيا"‪ Bruce Russet‬من ةالل ذث يةلذنا عهةى ذنيةة املتغةري الةلشنقراط يف‬
‫العا ر لهحلود الاطنيةة ن رنعةل‬ ‫التحهيل األمن فمن ثن التمثيل اللشنقراط وا لتوام حبقا ا السان والرتا‬
‫(‪)1‬‬
‫اللول ميالة لهسهم ومنطس التافيس ل من ا رب ومنطس القاة‪.‬‬

‫عل ركل مياسرف عيا نيرف رل دامرف يالرف لليتعرات‬ ‫" اعفاعيات اتحا ا المابا‬

‫ررل عررلة‬ ‫الليب اليررف عررل ان ت ر‬ ‫تررين الررليم اتيات الليب اليررف تررال غق مررن هن الررل‬
‫غي ر ر الليب الير ررف ات هنمر ررا لر ررق عد ر ر ط ر ررل الح ر ر ب إر ررل تيلر ررما‬ ‫ح ر ر ب م ر ر الر ررل‬
‫( ‪)2‬‬
‫البيا "‬

‫لقةل صةبز اةلا املفهةام ثةر إسةنادا ويةادة عةةلد الةلول اللشنقراطيةة وذةرا م مويةل مةن الشةااال ا منييقيةةة‬
‫املؤ ةةلة لالرذبةةاط القةةائم ة اللشنقراطيةةة والسةةالم فقةةل اسةةتنل "دويةةل"‪ Doyle‬يف التائ ةةه عهةةى رالةةاما البحةةث‬
‫الةةلي ا ةرا "ديفيةةل سةةن ر" ‪ David Singer‬يف اامعةةة‪ Michigan‬املعةةروف ة ة ة" ‪Correlates Of‬‬

‫‪ "War‬وحلائمة ا روب منل سنة ‪.8181‬‬

‫و عهيةةه فقةةل ح ة "دويةةل"‪ Doyle‬ن غه ة ا ةةروب حلةةل اةةرت ة الةةلول غةةري الهينياليةةة يف ماااهةةة‬
‫(‪)3‬‬
‫دولت حلل التا مؤ را لهينيالية‪.‬‬ ‫اللول الهينيالية يف ح وحلعا مرذ فق حرب‬

‫‪ 1‬اان يهيق‪"،‬األمن اللوي يف حقبة ما عل ا رب الباردة‪"،‬مراش سا س‪،‬ص ص‪.:8?-:8>.‬‬


‫‪Peter Sutch, Juanita Elias, International Relations: The Basics (New York: Routledge, 2007), p.71. 2‬‬
‫‪Cornelia Navari,’’Liberalism,’’ Op.cit.,p.11. 3‬‬
‫‪84‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫وحلل ذر و اجللل األ ادشن حال الومل طروحة السالم اللشنقراط عهى رالرة ساهة مهمة‪:‬‬

‫اللشنقراطية و السالم‬ ‫‪ ‬ال انا عالحلة سببية مبا رة‬


‫‪ ‬وما اللي يفسراا يف حال وااداا‬
‫‪ ‬و ي ذؤرر ال العالحلة يف النظام العامل‬

‫يعتقل مؤيلو فكار السالم اللشنقراط ن ا‪،‬صائا الظ يفرتض ن كتا ا اللشنقراطيات من حيث‬
‫القياد املؤسسية والقياد املعيارية و الثقافية ا الظ ذنثمل ا عن ا خنراط يف ا رب ضل عاها البعض‬

‫" الليم اتيات مارممف مياسرياً تحيرث عسرا يم ااك ممروا نا بيمرا بمرا هن‬

‫الداو يفللون الست عل الح ب تافف عامرف تمرا هن الدراو درق الر ين ييرانون رل‬
‫الح ر ب ررين الحكومررات الليم اتيررف عااررف تالحساارريف ا اك عكرراليف الا ر ا ل ر ا‬

‫المي ررايي‬ ‫يم ررا ي ر ر‬ ‫يغل ررم عليم ررا اعب ررا اا ررا اعي يات ع م ررل الر ر ع د ررم الحر ر ب‬
‫الث ا ررف ررين ال ررليم اتيات عفار ر ق هن ال ررليم اتيات ا ر ر ى ع رريمن هيلر راً تفكر ر ة‬
‫( ‪)1‬‬
‫ل المتذ ا ي "‬ ‫الاسويف السلميف للمدا عات ااا لا ال وة‬

‫ومبا ن الشاب ا‪،‬الفات وذعارض املصا مر مسةهم ةه يف التفةاعالت اللوليةة‪ ،‬فةان مؤيةلي اةلا الةنها‬
‫من التفكةري يعتقةلون الةه الةادرا مةا ذصةعل الةلشنقراطيات ذهة ا‪،‬الفةات إق حةل التهليةل اسةت لام القةاة فاةال‬
‫عةن اسةةت لامها فعهيةةا‪ .‬وذسةةعى عاضةةا عةةن لة حبههةةا عةةني ةةكال ةةرمل مةةن الل هاماسةةية السةةهمية الاسةةاطة‬
‫واملفاوضات والتحكيم اللوي‪ ...‬إخل‪.‬‬

‫وعهيه‪ ،‬إ ا مت ا حلرار العالحلةة السةببية ة اللشنقراطيةة والسةالم فثمةة عهةى األحلةل رالرةة عاامةل لشةرح اةل‬
‫العالحلة‪:‬‬

‫ا حتفهم‪ ،‬فان ‪ 9;9‬عواا من اللول حلل اضا حرو ا ارهة‬ ‫رد إلتوام عسكري يهقى فيه ثر من ل‬ ‫وإ ا االا ا روب اللولية ا‬
‫عام <‪ 7>7‬و‪ 7??7‬و ذكن ي من ال ا روب دولت دشنقراطيت ‪ .‬ما ذاااه ;;‪ 7‬عواا من اللول حلاا دشنقراط واأل ر‬
‫‪،‬يف ح اض >?‪ 7‬عواا من اللول غري اللشنقراطية ا رب فيما ينهم‪.‬‬
‫‪ 1‬غرااام إيفاالق وايفري الاينهام‪،‬حلاما نغاين لهعالحلات اللولية‪ ،‬مادة(اللشنقراطية والشؤون ا‪،‬اراية)‪،‬مراش سا س‪،‬ص‪..‬‬
‫‪88‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫و ‪ :‬من املمكن ن رنل صا العاا القةرار يف الةلول اللشنقراطيةة الفسةهم مقيةلين مبقاومةة ةعا م لتكةالي‬
‫ا ةرب وضةحايااا‪ .‬وعهيةةه سةتبقى ا ةرب مةةش الةلول غةةري اللشنقراطيةة غةري مقبالةةة ةلل عهةى غةرار اضةها مةةش‬
‫اللول اللشنقراطية‪ .‬غري ن التاريخ ربا ن اللول اللشنقراطية غالبةا مةا ةارب الةلول األ ةرمل ةل مةا ذارطةا‬
‫السبيا يف علد من ا روب يااا علد حروب اللول غري اللشنقراطية‬

‫رااليةةا‪ :‬ن ذن ةةاص املؤسس ةةات والعالحل ةةات يف ال ةةلول اللشنقراطيةةة سنه ةةس عاام ةةل وذااعال ةةات وض ةةغاط متعارض ةةة‬
‫‪،‬األمر اللي شننش حليام ا روب ينها‪ .‬وعهى الرغم من ن ل يبقى صحيحا السبيا إ ن اللشنقراطيات ليسا‬
‫متناغمةة هيةةا ةل اة منقسةمة ة و ةا ت عةةلة عاةها يعمةةل يف السةر ويكةةان الظمةة فرعيةةة اسةتبلادية ذةرذب‬
‫ثعهى ارم السهطة امل ا رات واملؤسسات السرية األ رمل‪.‬‬

‫رالث ةةا‪ :‬ن وا ةةاد رقاف ةةة التف ةةاوض وا ةاار يف ال ةةلشنقراطيات والق ةةيم املتقار ةةة م ةةش التق ةةارب يف الس ةةها يات‬
‫احملرتم ةة لهق ةاالان شعةةل صةةناص الق ةرار يفاةةهان التفةةاوض عهةةى ا ةةرب والتسةةاية ةةل عةةن ا ةرا واةةل العاامةةل‬
‫(‪)1‬‬
‫املتامنة يف الهينيالية البنياية ذعتني التفسري األ ثر إرضاء‪.‬‬

‫غري ن العليل من املفكةرين مةاعالاا يتعةامهان مةش اةل األطروحةة نةاص مةن الريبةة والشة عهةى اعتبةار الةه‬
‫اللشنقراطيات النظر إق عاامل رمل فقل ار ل من "دافيل سةبري" و"اةاان‬ ‫شنكن رح السالم النسا‬
‫حل ةاا" إق ن العةةووف الظةةااري عةةن ذةةارط الةةلشنقراطيات يف ا ةةرب ضةةل عاةةها الةةبعض رااةةش إق الطريقةةة الةةظ‬
‫عرفا ا اللشنقراطية والعلد القهيل السبيا هللا الصن من اللول اصة حلبل ‪ . 8549‬ما غياب حا ت النواص‬
‫ة الةةلشنقراطيات عةةل اةةل الفةةرتة فيعةةوو "حلةاا" إق واةةاد مصةةهحة مشةةرت ة يف احت ةااء املةةل السةةافيظ ثةةر منةةه‬
‫(‪)2‬‬
‫ذقاسم املبادملء والقيم اللشنقراطية‪.‬‬

‫وحةىت " ةرو راسةيا"‪ Bruce Russet‬واةا مةن بةار املنظةرين هلةلا التيةار يعتقةل ن القةيم اللشنقراطيةة‬
‫ليسا ا التثرري األوحل اللي يسمز لهلولة تاليف ا رب‪ ،‬فكثةريا مةا ذفسةر العالحلةات ة الةلول اسةتنادا إق‬
‫الفايةا ا سةرتاذي ية ثةةر منهةا إق حالةةة الت ةاالق الةةلشنقراط ‪ .‬و ثةرية اة حةةا ت االعةلام ا ةةرب ة الةةلول‬

‫‪ 1‬مارذن غريفيثق وذريي و ا اان‪،‬مادة(السالم اللشنقراط )‪،‬مراش سا س‪،‬ص‪.8;8.‬‬


‫‪ 2‬ستيفن م‪.‬والا‪"،‬العالحلات اللولية‪:‬عا واحل‪،‬الظريات متعلدة‪ "،‬مراش سا س‪.‬‬
‫‪999‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫الاةةامن لهةلول قيةس مصةا ها القاميةة غةض النظةةر‬ ‫املتباينةة دشنقراطيةا ومؤسسةاذيا سةب التقةاطش ا سةرتاذي‬
‫عن مؤ ر التاافس الهينياي‬

‫" ممرا ت ررك يرو هن ال رروة الاررأوي ات اتارا اعي يف عرريو ررل حسراتات مير الررل‬

‫ر ررل تير ررا ا حير رران عر ررل يكر ررون لم ر ر ر اتعابر ررااات‬ ‫تمر ررا ر ررل ذلر ررك الر ررليم اتيات‬
‫( ‪)1‬‬
‫اتاا اعي يف ال و الفال "‬

‫غةةري ن "راسةةيا"‪ Russet‬يةةرفض الرييةةة الف ةةة له ةااحلعي الةةظ يتةةثرر فيهةةا التهليةةل الةةلي ثهةةه الةةلول‬
‫األ رمل مبعايرياا ومؤسسايا اللا هية‪.‬‬

‫ومةةش الةةرتويا لهلشنقراطيةةة مصةةلر لهسةةهم و الرفةةا العةةامل ‪ ،‬فقةةل ِّوض ة التصةةار حبةةلة تنييةةر لهسياسةةات‬
‫صةةبز السةةالم الةةلشنقراط حلاعةةلة لهسياسةةة‬ ‫األمريكيةةة الراميةةة لهتبشةةري اللمقرطةةة عهةةى املسةةتامل العةةامل ‪ .‬و ةةلل‬
‫األمريكية صاصا إ ان إدارة الرئيق هينتان ومساعيها لتاسعة ةال ا كةم الةلشنقراط ومةل النةاذا حنةا الشةر‬
‫وإدارة اش الثاين يف حر ا عهى ا رااب العامل ودحر الل تاذاريات‪.‬‬

‫طا ه عن حالة ا اد لعام ‪ 4004‬ل اةارج ةاش عهةى اسةتمرار إدارذةه الشةر القةيم اللشنقراطيةة‬ ‫فف‬
‫قاله‪:‬‬

‫"ان هم يكا همف لمرا مممرف در ر المممرف الارل عدبثرق مرن ميا رلاعدا ا اااريف ليسر لدرا‬

‫ال غبف ل السيط ة ت تموحات اتمب اتوايف دل دا مباغانا دو الست الرليم اتل‬
‫ات مياس عل الك امف ح رو كرل ا رل امر هة ارايمل هم يكرا مرن انبمرا علر‬

‫درر ر ال ل رريف مر ر هص ررلعائما حلفائم ررا كم ررا هند ررا نفم ررق ي ررلا عوعد ررا‪ :‬د ررو هن در ر ر‬
‫( ‪)2‬‬
‫ال مموايف اليييمف اا و عليف الح يف "‬

‫‪ 1‬اان يهيق‪"،‬األمن اللوي يف حقبة ما عل ا رب الباردة‪"،‬مراش سا س‪ ،‬ص‪.:94.‬‬


‫‪Andrew Lawrence, ‘‘Imperial Peace or Imperial Method? Skeptical Inquiries into Ambiguous 2‬‬
‫‪Evidence for the Democratic Peace,’’ in: Theory and Evidence in Comparative Politics and International‬‬
‫‪Relations, ed. Richard Ned Lebow and Mark Irving Lichbach (New York: Palgrave Macmillan,‬‬
‫‪2007),p.211.‬‬
‫‪999‬‬
‫املنظار العقالين واألمن‪ :‬دراسة يف األطر والبناءات املعرفية‪.............................................‬‬ ‫الفصل الثاين‬

‫وعهيةةه‪ ،‬ومةةش ما ة الا يةةات املتحةةلة األمريكيةةة حلةةلما يف مةةا ذسةةميه "ا ةةرب اللائمةةة" ‪Perpetual‬‬

‫‪ War‬عهى ا رااب واألالظمة الل تاذارية لعامل اللمقرطة والسالم فاما لل حلل اسلت صارة واضحة ملا‬
‫طهس عهيه " اللرو لارالق"‪ Andrew Lawrence‬مصطهز "السالم اللشنقراط ا منيياي"‪.‬‬

‫‪999‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األمن يف السِّياسة العاملية‪:‬‬

‫املقاربات البديلة‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫متهيد‪:‬‬

‫لقددد ش د ل قا ددت ال اددرتا اجس دلاييشه الددلب شدداديو البينددة الدقليددة مددن ياددةج قال اددرتا اجبس د ي رتلرتيه‬
‫اللب عرف و النظرية اجي اعية قالسياسية من ياة أخدر ققةدة اقعةداه ما دة علدد ادعيد الدراسدات األمنيدة‬
‫قمفاددرتا األمددن بأد ل أخددد‪ .‬ايددث دددس النقددات قايسددت بأد ل ي شدداقة اجق امددات ال قليديددة القا ددة علددد‬
‫م غريات القرتة قادلصلاة قالصراع بني الدقا ليأ ل ضايا أقسدت قأع دم مد ةا اددقس ق صدرتر ادلنظدارات األمنيدة‬
‫العقالقية يف ال عامل مت طبيعة ادلسا ل األمنية قمصاسر ال اديد يف فلة ما بعد احلرب البارسة‪.‬‬

‫لددلا دداا للدراسددات األمنيددة ادلس د ندة ل رتليفددة م ددن مقاربددات اج دداد النقدددب رؤيددة يديدددة دلاقيددة األم ددن‬
‫ققادايددو ادلريعيددة لددو مددن ق درتات ما ددة عددن يل د ال د سارت اياذلددا النقاشددات ال قليديددةو فقددد ق ددت بددارب‬
‫برتةاا قمدرسة رتبنااين إطارا حتليليا يديدا اري ز علد ثالثية مس رتيات ال اليل مدت يرتسديت ةاعدات األمدن‬
‫أقا قاييفددر‬ ‫ل أد ل ددل مددن اج صدداسج السياسددةج اجمل ددتج البينددة باإل ددافة إا القةدداع العسد رب ‪ .‬ددا اقد‬
‫باألمن اجمل عه باع بارد اإلطار النظرب األ ثر اقسدشاما ل اليدل الظداقرة األمنيدة يف أعقداب احلدرب البدارسة‪ .‬أمدا‬
‫النظريددة البنا يددة فقددد ع دددت األمددن بنددال اي اعيددا مر ددزة علددد سقر ددل مددن اذلرتي ددة قالعرتامددل ادلثاليددة يف يأ د يل‬
‫السددلرتا األمددي‪ .‬قيف قفددا اإلطددار أ دددت النظريددة النقديددة علددد الب د اجمل عيددة قرأت أا األمددن يعددي اجقع ددا و‬
‫اقع ددا الأددعرتب مددن القيددرتس الد يعيددم مسددعاقا ل شسدديد خياراهددا طاراددة بددلل مفارتماددا عددن األمددن اجقسددا ‪.‬‬
‫قيف األخريج فقد اق ت الدراسات النسرتية بدقر ادلرأة يف سراسة األمن الدقيلج قلا األخري اللب عديو مؤسسا‬
‫ادلعددايري األقثرتيدة‬ ‫علددد يصددرترات ي رتريددةج ددا رأت ددرقرة إسمددا النددرتع ‪ genre‬دداساة لفاد يفيددة أا بعد‬
‫قالل رترية يؤثر يف يعريو األمن‪ .‬أما أقصار ما بعد احلداثة فقد رأقا يف اخلةاب عامال مؤثرا يف يفيدة يصدره‬
‫الدقا ساعني إا يبي خةاب أ ثر سل ا يب علد ادلعايري اجل اعية‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬

‫مدرسة كوبنهاجن‪ :‬إطار جديد‬


‫للتحليل‪.‬‬

‫‪ o‬املطلب الأول‪ :‬التَّحليل الأمين الشامل؛ ابري بوزان ونظرة جديدة ل ألمن‬
‫ادلَّ ويل‪.‬‬
‫‪ o‬املطلب الثاين‪ :‬الأمن اجملمتعي و الأمننة ؛ دور الهوية وفعل اخلطاب يف‬
‫حتديد املسأأةل الأمنية‪.‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬التحليل الأمين الشامل‪ :‬ابري بوزان وهظرة جديدة ل ألمن‬
‫ادلويل‬
‫يعترب عامل السياسة الربيطاين "باري بوزاف" ‪ Barry Buzan‬واحدا من كبار ادلنظرين لألمن يف فػةة مػا‬
‫بعد احلرب الباردة‪ ،‬بفضل إسهاماتو يف ميداف الدراسات األمنية والعالقات الدولية علػ حػد سػوا ‪ .‬ومػن ادلهػ‬
‫أي من االجتاىات النظرية بدقة؛ فقد اطلرط‬
‫بداية اإلشارة إىل أنو من الصعب تصنيف "بوزاف" ‪ Buzan‬ضمن ٍّ‬
‫بدايػة ضػػمن ادلنظػػار الػواقع يف زلاولػػة لتثػػديث الواقعيػة امديػػدة مػػن ملػالؿ عملػػو ادل ػػةؾ مػ كػػل مػػن "شػػارل‬
‫‪The Logic of‬‬ ‫ج ػػون " ‪ Charles Jones‬و"ريت ػػارد ليت ػػل"‪ Richard Little‬ادلوس ػػوـ ب ػ ػ ػ"‬
‫‪]3991[ "Anarchy :Neorealism to Structural Realism‬ومقالتو ال هرية " ‪The timeless‬‬

‫‪.]3991[ "wisdom of realism‬‬

‫كمػػا سػػاى يف زلاولػػة توسػػي مفهػػوـ األمػػن ضػػمن مدرسػػة كوبنهػػاجن وأيتايهػػا يف السػػالـ و الػ يعتربىػػا‬
‫الكثري من احملللني نتاج "اندماج نظري نادر" بني ما أطلقوا عليو "ادلدرسة االصللي ية البنائيػة الواقعيػة" ‪English‬‬

‫‪Post-structural‬‬ ‫‪ ]Buzan[ School constructivist realist‬و"الواقعيػػة م ػا بعػػد البنيويػػة"‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ realist‬ادلتػػريرة إىل حػػد بعيػػد برعمػػاؿ "دريػػدا"‪ Derrida‬و"كيسػػن ر" ‪.] Waever[ Kissinger‬‬
‫باإلضافة إىل م اركتو وإيرائو ألفكار ادلدرسة اإلصللي ية ال ظهرت إبػاف مرحلػة التسػعينيات‪ .‬وعليػو ومػ وػعوبة‬
‫تص ػػنيفو‪ ،‬إال أن ػػو يبقػ ػ بادلع ػػايري االبس ػػتيمولوجية واالنطولوجي ػػة أق ػػرب إىل ادلنظ ػػار ادله ػػيمن يف نظري ػػة العالق ػػات‬
‫(‪)2‬‬
‫الدولية‪.‬‬

‫لقػد رسػ مَّلػف "بػوزاف"‪ Buzan‬ادلوسػوـ بػ ػ" ‪People, States and Fear: The National‬‬

‫‪]1983[ "Security Problem in International Relations‬بدايػػة الت ػػري الرئيسػ يف النقػػاش‬

‫‪C.A.S.E. Collective,’’ Critical Approaches to Security in Europe: A Networked Manifesto,’’ 1‬‬


‫‪Security Dialogue 4(Desember 2006):452.‬‬
‫النظريػػة لكػػل مػػن‬ ‫وجتػػدر اإلشػػارة إىل أف أوؿ مػػن أطلػػم عليهػػا مدرسػػة كوبنهػػاجن ىػػو ‪ Bill McSweeney‬سػػنة ‪ 6991‬لإلشػػارة إىل اإلسػػهامات‬
‫‪ Buzan‬و ‪ Waever‬وآملرين شلن ي ةكوف يف يالث أفكار رئيسية‪:‬‬
‫‪Securitization ,Sectors/Referent objects ,Regional Security Complexes.‬‬
‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin ,”les études de sécurité ,’’Op.cit.,p.312. 2‬‬
‫‪601‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫األكادؽل حوؿ مفهوـ األمن ومستوياتو‪ ،‬زلاوال طرح إطػار أكثػر اتسػاعا دلفهػوـ األمػن يت ػاوز الطػرح التقليػدي‬
‫ال ػواقع ال ػػزي املت ػ ؿ األم ػػن كاش ػػتقاؽ للق ػػوة (‪. )Derivative of power‬وعلي ػػو فق ػػد ج ػػادؿ "ب ػػوزاف"‬
‫ُسس ب كل ضيم جدا (‪ )too narrowly founded‬يف حني أف فػةة مػا‬
‫‪ Buzan‬برف مفهوـ األمن قد أ ِّ‬
‫بعد احلرب الباردة قد جعلت ادلفهوـ يبدو أكثر تعقيدا‪.‬‬

‫تعترب مقاربة "بوزاف" ‪ Buzan‬ذات أعلية بال ة بالنظر إىل تعاملها م مجي جوانػب الظػاىرة األمنيػة مػن‬
‫ج ئياهت ػػا إىل كلياهت ػػا ‪،‬باإلض ػػافة إىل إدراجه ػػا العوام ػػل االجتماعي ػػة لألم ػػن مػ ػ كيفي ػػة بن ػػا األف ػراد أو ا تمع ػػات‬
‫(‪)1‬‬
‫للتهديدات‪.‬‬
‫لقد كاف "بوزاف"‪ Buzan‬أوؿ من أشار إىل أف األمن لفظ متعدد ادلعاين‪ ،‬موضثا أنّو "مصطلح ملاليف‬
‫باألسػاس"‪ Essentially contested concept‬لػػيس فقػػب بسػػبب اندراجػو ضػػمن معظػ رلػػاالت احليػػاة‬
‫االجتماعيػػة واليوميػػة‪ ،‬ولكػػن بصػػفة ملاوػػة ألف ىػػزا ادلصػػطلح يف حػػد ذاتػػو مػػن ادلػػرجح أف يكػػوف ذو دالالت‬
‫أي توافم يف اآلرا ب رنو ى ال جتعلػو‬
‫إيديولوجية وأملالقية ومعيارية‪ .‬وعليو فهزه النربة اإليديولوجية ال دتن ّ‬
‫مصطلثا ملالفيا باألساس‪ .‬وقد جسػد "ريت ػارد ليتػل"‪ Richard Little‬ىػزه اإليديولوجيػة ادل ػكلة للنقػاش‬
‫بقولو‪:‬‬

‫"النقاش رماااش لال ا ألن الاصااحا ش الاساخدمة ت ا ع صنصاإا إ اام ل ماش ةاااش‬
‫( ‪)2‬‬
‫النزاع غاإ ذع صا ‪".‬‬ ‫جع الملا االةبإ قي ك ساا ل‬

‫يتسب "والة غايل" ‪ Walter B.Gallie‬ىناؾ عل األقل فرضيتني جتعلنػا صلػ ـ أو نقػر بػرف مصػطلثا‬
‫ما ملاليف باألساس من عدمو‪:‬‬

‫‪ ‬عل ادلفهوـ أف يكوف قػابال للتقيػي ‪ évaluable‬مبعػ أنػو يعتمػد علػ بعػا االصلػازات‪ .‬وعمليػة كهػزه‬
‫تتطلب معايريا موضوعية تقريبا لتثديد‪-‬ضمن رلموعة من الفروض‪-‬أي مفهوـ ىو األكثػر معنػا‪ .‬فمػن ادلمكػن‬

‫‪Marianne Stone, ’’Security According to Buzan : A Comprehensive Security Analysis ,”Security 1‬‬
‫‪Discussion Paper Series1(Columbia University: School of International and Public Affairs,‬‬
‫‪Spring 2009), p.2. Available at: http://geest.msh-paris.fr/IMG/pdf/Security_for_Buzan.mp3.pdf‬‬
‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., p.83. 2‬‬
‫‪601‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫أف يكػػوف مصػػطلح األمػػن شلػػايال لػػزلن بالنسػػبة دلػػن يتبعػػوف ػػا الواقعيػػة امديػػدة يف العالقػػات الدوليػػة‪ .‬فنظ ػرا‬
‫لكو ا ضمن نظاـ مساعدة ذاتية‪ ،‬تسع الدوؿ للبثث عن السلطة والقوة‪ .‬والفائ ىو احلاول عل أكثر مػن‬
‫غريه بالقيمة ادلطلقة‪ .‬ويبق األمن ىو الثمن النهائ واألقص يف لعبة السياسة الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬العنصر الثاين ادلطلوب للقوؿ بوجود "ملالفية اوطالحية" ‪ Contestabilité conceptuelle‬ىػو أف‬
‫يكوف ادلصطلح عل درجة عاليػة مػن التضػارب والتنػاقا مػا يولػد نقاشػات ال تنتهػ ‪ ،‬لػيس فقػب حػوؿ طبيعتػو‬
‫بل حوؿ تطبيقاتو العملية أيضا‪ .‬تبعا لزلن‪ ،‬يكوف األمن مصطلثا ملالفيا باألساس فقب إذا كانت النقاشات‬
‫(‪)1‬‬
‫حيالو مل تثمر وال حال قابال للتطبيم بالرغ من نوعية وك األفكار والرباىني ادلكونة لبنا ادلناق ة‪.‬‬

‫وي ػػر "ب ػػوزاف" ‪ Buzan‬أن ػػو ينب ػ ػ لتعري ػػف األم ػػن اإلحاطػ ػة بثالي ػػة أم ػػور علػ ػ األق ػػل‪ ،‬ب ػػد ا بالس ػػياؽ‬
‫السياس ػ للمفهػػوـ ومػػرورا باألبعػػاد ادل تلفػػة لػػو وانتهػػا بػػال موض واالملػػتالؼ الػػزي ي ػرتبب بػػو عنػػد تطبيقػػو يف‬
‫العالقات الدولية‪.‬‬
‫كما يعترب تعريفو من أكثر التعريفات تداوال يف األدبيات األمنية‪ .‬إذ ير أف األمن يعين‪:‬‬

‫" العاا صااات الخ ااإر ةاال الخيم اام النااي ساااشي النهااشن الاامللي نل ا عني اامر الاامل‬

‫لالاجخاعش صات ال فشظ صات كاش يش الاسخق لتاشساهيش الا فافي ام ا ت الخ اااإ‬
‫الخي إل يش ةعشد ‪ .‬نشل م األد ت لألةل ه البقشء لهن خضال أ ضش إلت حام ةعقا‬
‫( ‪)2‬‬
‫شإلط حاش هذا ال م د‪".‬‬ ‫ساسا ةل االهخاشةش الج هإ ح‬

‫غري أف العمل عل التثرر من التهديد ال يعين حتييده كلية‪ ،‬ألنو ليس يف مقدور األمن إال أف يكػوف يف‬
‫مستوياتو النسبية وبالتايل فهو غري مطلم‪.‬‬

‫‪Ibid. 1‬‬
‫‪Barry Buzan, ’’New Patterns of Global Security in the Twenty-First Century, ’’ 2‬‬
‫‪International Affairs 3(1991):pp.432-433.‬‬
‫‪601‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫‪ .1‬مس توايت التحليل ا ألمين‪ :‬الفرد‪ ،‬ادلوةل والنظام ادلويل‬


‫بدايػػة ؽلكػػن القػػوؿ أف حتلػػيالت "بػػوزاف" ‪ Buzan‬ى ػ م ػ يا مػػن الواقعيػػة البنيويػػة والتثلػػيالت البنائيػػة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الػ حػػاوؿ مػن ملالذلػػا إغلػػاد رؤيػػة عميقػػة‬ ‫فدراسػتو ادلعنونػػة‪]3993[ People, States and Fear :‬‬

‫أسسػ ػػت عل ػ ػ مفهػ ػػوم ‪ :‬ادلسػ ػػتويات (‪ )Levels‬و‬


‫وأكث ػ ػػر اتس ػ ػػاعا دلفه ػ ػػوـ األم ػ ػػن والدراس ػ ػػات األمني ػ ػػة قػ ػػد ِّ‬
‫القطاعات(‪[.)Sectors‬أنظر ال كل رق ‪]2:‬‬

‫فق ػػد انطل ػػم "ب ػػوزاف" ‪ Buzan‬م ػػن الص ػػور الثالي ػػة للتثلي ػػل يف العالق ػػات الدولي ػػة الػ ػ وض ػػعها "والتػ ػ "‬
‫‪ ،Waltz‬مقةحا أف يت النظػر لألمػن ودراسػتو مػن ملػالؿ يػالث وجهػات نظػر منفصػلة‪ :‬الفػرد‪ ،‬الدولػة والنظػاـ‬
‫الػػدويل يف إشػػارة إىل وػػعوبة حتديػػد مرجعيػػة لألمػػن‪ .‬غػػري أف أمػػن الفػػرد والنظػػاـ الػػدويل يبقػ تابعػػا ألمػػن الدولػػة‬
‫باعتبارىا الوحدة ادلرجعية األى ولكنها ليست ادلوضوع الوحيد لفه السلوكيات األمنية ‪.‬فالدولة تت ػكل كمػا‬
‫يراىػا "بػوزاف" ‪ Buzan‬مػن يػالث مكونػات‪ :‬فكػرة الدولة(الوطنية‪/‬القوميػة‪)Nationalism‬؛القاعػدة الفي يائيػػة‬
‫للدولػػة (ال ػػعب‪ ،‬ادلػوارد‪ ،‬التكنولوجيػػا)؛ادلظهر ادلَّسسػػاد للدولػػة(النظاـ السياسػ واإلداري)‪.‬تبعػػا لػػزلن‪ ،‬يعتقػػد‬
‫(‪)2‬‬
‫أنو بتعريف الدولة هبزه الطريقة‪ ،‬يسهل تصور التهديدات ألي من ىزه ادلكونات الثالث‪.‬‬

‫كمػػا فػػرؽ "بػػوزاف" ‪ Buzan‬بػػني الػػدوؿ القويػػة والضػػعيفة ك ػػرط لألمػػن عل ػ مسػػتو الدولػػة(‪. )3‬ف ػ ذا‬
‫كانت قوة الدوؿ وضػعفها يف حتليػل "والتػ " ‪ Waltz‬تقػاس فقػب مبػد قػدراهتا ادلاديػة ‪،‬فػ ف "بػوزاف" ‪Buzan‬‬

‫يراىػػا تابعػػة دلسػػتو اسػػتقرارىا ادلَّسسػػاد ومػػد انس ػ امها السياس ػ ‪-‬االجتمػػاع الػػداملل ‪ .‬فػػالةابب ادلعقػػد‬
‫للسياقات الدامللية واخلارجية جعل من العسري حتديد فيمػا إذا كػاف هتديػد أمػن حكومػة مػا نػاب مػن الػداملل أـ‬
‫(‪)4‬‬
‫اخلارج‪ ،‬شلا زاد من تعقيد م كلة التثليل األمين‪.‬‬

‫سػابقتها‪People, States and Fear :An Agenda for International Security :‬‬ ‫‪ 1‬العنػواف الفرعػ ذلػزه الطبعػة ؼلتلػف عػن‬
‫‪Studies in the Post-Cold War Era‬‬
‫‪Ronnie D. Lipschutz,’’on security,’’In On Security ,ed., Ronnie D. Lipschutz (new York : Colombia 2‬‬
‫‪University Press,1998),p.‬‬
‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., p.55. 3‬‬
‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin ,”les études de sécurité ,’’Op.cit.,pp.312-363. 4‬‬
‫‪601‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫رمق‪2:‬‬ ‫الشلك‬
‫توس يع وتعميق دادلراسات ا ألمنية وفلا ملدرسة كوبهناجن‬

‫ت ساع المراسش األةنا (القحشصش األةنا )‬

‫البائي‬ ‫العسهإع الساشسي اال خصشدع االمخاشصي‬


‫(ةسخ ش الخ اا األةني)‬
‫تعااق المراسش األةنا‬

‫النهشن المللي‬
‫المللا ا ا ا‬

‫الف ا ااإد‬

‫ويػػر "بػػوزاف" ‪ Buzan‬وفقػػا ألنصػػار الػػنها ال ػواقع امديػػد أف البنيػػة الفوضػػوية للنظػػاـ الػػدويل تػػَّير يف‬
‫سلوكيات وحداتو شلا غلعلها ختض دلعضلة األمن‪ .‬غري أنو يعتقد يف إمكانية ختفيف ىزه ادلعضلة وحىت جتاوزىػا‬
‫ألف النظاـ الدويل ادلعاور يف رلملو أقرب إىل "الفوض الناض ة" ‪ L’anarchie mature‬ال يعرفها علػ‬
‫أا‬

‫" ه ااشن ة اال ال اامل الق ا ا (ماص ااحاي الاس ااخ ت الع ااشلي ة اال ا س ااجشةيش االمخا ااشصي‪-‬‬
‫الساشسي) ال ةجخاع دللي مم ةخح ر(مشبه كثاف ةل القام لالق اصم لالاؤسسش‬

‫الاخفق صاايش مشه ةخبشد )‪.‬ل بمل ةل الا خا أ ضش أ لاس ةال الضاإلر الاحاقا‬
‫ااال هااشن ذل اامر تفشصاا ا كبإت‪.‬ا‪ ...‬نااشلنا ذ‬ ‫أن تخحا ر هااذف الف اات النش ااج‬

‫اث ا مةشمش مال رؤت ك ةال الااباإالاال لالا ا عاال لانهاشن الامللي نيا بقاي الامل‬
‫ال حما األسشسا ني حال خ ع الاعضا األةنا داخ اإلليشن الاابإالي ما ا 'ثقشنا‬
‫( ‪)1‬‬
‫الصإاع غاإ العناف'‪".‬‬

‫‪Barry Buzan,’’security,the state,the new world order,and beyond, ’’In On Security ,ed., Ronnie D. 1‬‬
‫‪Lipschutz, Op.cit.,p.‬‬
‫‪660‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫فض ػػمن ى ػػزا الن ػػوع م ػػن النظ ػػاـ ال ػػزي ى ػػو أق ػػرب إىل مفه ػػوـ ا تم ػ ػ ال ػػدويل ب ػػادلع الواس ػ ػ للمدرس ػػة‬
‫االصللي ي ػػة‪ ،‬تتمت ػ ال ػػدوؿ بق ػػدر كب ػػري م ػػن األم ػػن بفض ػػل ك ػػل م ػػن قوهت ػػا الدامللي ػػة ومعايريى ػػا ادلَّسس ػػاتية ادلنظم ػػة‬
‫لعالقاهتا ادلتبادلة عل عكس نظاـ الفوضػ غػري الناضػ ة‪ Immature‬الػ ترملػز يف ملضػمها العالقػات بػني‬
‫(‪)1‬‬
‫الدوؿ شكل ادلواجهة الدائمة من أجل السيطرة‪".‬‬

‫وم التسلي بوجػود الن عػة الفردانيػة لػد أعضػا النظػاـ الػدويل بػالةكي علػ مصػاحله األمنيػة الضػيقة‪،‬‬
‫ف نػػو يسػػود اعتقػػاد مت ايػػد بػػني الػػدوؿ األكثػػر نضػػوجا يف ىػػزا النظػػاـ بوجػػود أسػػباب أمنيػػة وجيهػػة ألملػػز مصػػا‬
‫الدوؿ األملر (جريا ا باألملص) باالعتبار عند رس سياساهتا اخلاوة‪.‬‬

‫"نشلمل تزداد إدراكش مأن أل شع األةل ال طني ةخإامح لأن الساشسش األةنا الابشلغ‬
‫ني ا ح ائيش صات الذا مصإف النهإ صل ةمت إغإاءاتيش الشا نانا تاؤدع إلات صهاس‬
‫( ‪)2‬‬
‫ال إض ةنيش ني خشتا الاحشف‪".‬‬

‫اللطاعات اجلديدة ل ألمن‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫اإلس ػػهاـ الث ػػاين دلدرس ػػة كوبنه ػػاجن و"ب ػػوزاف" ‪ Buzan‬علػ ػ وج ػػو التثدي ػػد يف الدراس ػػات األمني ػػة ى ػػو‬
‫تص ػػورىا ادلوسػ ػ لألم ػػن لي ػػمل قطاع ػػات جدي ػػدة‪ .‬فباإلض ػػافة إىل القط ػػاع العس ػػكري‪ ،‬ركػ ػ ت مقارب ػػة "ب ػػوزاف"‬
‫‪ Buzan‬التوسػػيعية عل ػ قطاعػػات أساسػػية أملػػر ى ػ ‪ :‬السياس ػ واالقتصػػادي واالجتمػػاع والبيئ ػ ‪ .‬مَّكػػدا‬
‫ألي مػػن ىػػزه القطاعػػات منفػػردة التعبػػري ب ػػكل كػػاؼ عػػن ادلسػػرلة األمنيػػة‪ .‬فكلهػػا مرتبطػػة‬
‫عل ػ أنػػو ال ؽلكػػن ٍّ‬
‫ب ػػكل معقػػد مكونػػة شػػبكة مػػن ادلعطيػػات ال ػ ال بػػد عل ػ احمللػػل األمػػين فػػن ارتباطاهتػػا لفه ػ كػػل قطػػاع عل ػ‬
‫حػػد هبػػدؼ رؤيػػة كيػػف يػػَّير كػػل منهػػا علػ رلمػػل القطاعػػات األملػػر ‪ .‬ومػ أف ىػػزه ادلنه يػػة (ام ‪/‬الكػػل)‬
‫معقدة لكنها برأي "بوزاف" ‪ Buzan‬جد مهمة لت كيل فكرة جيدة حػوؿ كيفيػة التعامػل مػ مػا أشػاه م ػكلة‬
‫األمن الوطين‪.‬‬

‫‪Dario Battistella, Théories des Relations Internationales, Op.cit.,p.478. 1‬‬


‫‪ 2‬جوف بيليس‪"،‬األمن الدويل يف حقبة مابعد احلرب الباردة‪ "،‬مرج سابم‪ ،‬ص‪.424.‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫" نيذف القحشصاش الداسا ال تعاا ناي ةعاز صال معضايش الابع ‪ .‬نها لاحام ةنياش‬

‫لطإ ق ا‬ ‫ا‪security problematique‬‬ ‫تاث ا قح ا ةإكز ا نااي اإلشااهشلا األةنا ا‬


‫( ‪)1‬‬
‫ةل الخإامط‪".‬‬ ‫لخإتاب األلل ش ‪ .‬غاإ أ يش تنسج ةجخاع شبه‬

‫عل أف ىزه القطاعات ال تعترب أنظمة فرعية ‪،‬ولكنها كما ير "بوزاف" ‪ Buzan‬عبػارة عػن "عدسػات‬
‫حتليليػػة" يػػت مػػن ملالذلػػا الك ػػف عػػن حالػػة كػػل النظػػاـ الػػدويل يف مقابػػل مرجعيػػة زلػػددة‪ .‬باإلضػػافة إىل شاحهػػا‬
‫(‪)2‬‬
‫للباحث بتكوين وورة معمقة عن كامل النظاـ عرب قطاع معني‪.‬‬

‫تارؼلي ػػا‪ ،‬اعت ػػرب الااا اامان العسا ااهإع م ػػن ب ػػني ك ػػل القطاع ػػات األمل ػػر ‪ ،‬األكث ػػر ش ػػرنا واىتمام ػػا ك ػػوف‬
‫التهديػػدات العسػػكرية تطػػاؿ مجي ػ مكونػػات الدولػػة (فكػػرة الدولػػة‪ ،‬مَّسسػػاهتا وقاعػػدهتا الفي يائيػػة)‪ ،‬فه ػ تض ػ‬
‫محايػػة ادل ػواطنني وسػػالمته بصػػفتها الواجػػب األساس ػ للدولػػة زلػػل املتبػػار‪ .‬ويتعلػػم ىػػزا القطػػاع ببقػػا الدولػػة‬
‫ومبد التفاعل بني القدرات العسكرية اذل ومية والدفاعية للدوؿ وإدراكها لنوايا بعضها جتاه بعا‪.‬‬

‫أمػا األةاال الساشساي فيتعلػػم مبػد االسػػتقرار ادلَّسسػاد للػػدوؿ وأنظمتهػا احلكوميػػة باإلضػافة إىل شػػرعية‬
‫أي ػػديولوجياهتا‪ .‬وض ػػمن ى ػػزا القط ػػاع تتب ػػد ي ػػالث مرجعي ػػات أمني ػػة ىػ ػ ‪ :‬ال ػػدوؿ‪ ،‬األنظم ػػة الدولي ػػة ( اإلحت ػػاد‬
‫األورويب أو اآلسػ ػػياف مػ ػػثال) واحلركػ ػػات العػ ػػابرة للثػ ػػدود الوطني ػ ػػة (الكنيس ػ ػػة الكايوليكي ػ ػػة والػ ػػدين اإلس ػ ػػالم )‪.‬‬
‫فالتهدي ػػدات ادلوض ػػوعية يف ى ػػزا القط ػػاع ليس ػػت عس ػػكرية‪ ،‬ولكنه ػػا تنص ػػرؼ إىل مس ػػا لة األفك ػػار وادلرجعي ػػات‬
‫ادلَّسسػػة للػػدوؿ وامماعػػات الوطنيػػة واحلركػػات االجتماعيػػة أو ادلَّسسػػات الدوليػػة وحػػىت مبػػدأ السػػيادة يف حػػد‬
‫ذات ػػو‪ .‬ف ػػيمكن للس ػػيادة م ػػثال أف تته ػػدد موض ػػوعيا برش ػػيا م ػػن قبي ػػل مسػ ػرلة االعػ ػةاؼ أو ال ػػرعية أو الس ػػلطة‬
‫(‪)3‬‬
‫احلاكمة‪.‬‬

‫وباإلضػػافة إىل القطػػاع العسػػكري والسياس ػ ‪ ،‬أضػػاؼ "بػػوزاف" ‪ Buzan‬يػػالث قطاعػػات أملػػر معقػػدة‬
‫التعريف‪ .‬ويتعلم األمر بكل من القطاع االقتصادي واالجتماع والبيئ أو االيكولوج ‪.‬‬

‫‪Barry Buzan, ’’New Patterns of Global Security in the Twenty-First Century, ’’ Op.cit.,p.433. 1‬‬
‫‪Thierry Balzacq ,’’La Sécurité : Définitions, Secteurs et Niveaux d’analyse,’’ Available at : 2‬‬
‫‪Barry Buzan, ’’Rethinking Security after the Cold War,’’ Cooperation and Conflict 1(1997):16. 3‬‬
‫‪662‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫األةاال اال خص ااشدع يعتػػرب األمػػن االقتصػػادي ادلَّشػػر الرئيس ػ ألمػػن الدولػػة عمومػػا‪ .‬وتتنػػوع الوحػػدات‬
‫ادلرجعيػة يف ىػزا القطػاع مػن األفػراد إىل الػدوؿ فالنظػاـ ادلعقػد لالقتصػاد العػادل بقواعػدة ومعػايريه ومبادئػو‪ .‬غػػري‬
‫أنو يػرتبب بالدرجػة األوىل مبػد قػدرة الػدوؿ الووػوؿ إىل ادلػوارد واألسػواؽ والتمػويالت الضػرورية للثصػوؿ علػ‬
‫مستويات مقبولة من الرفاه والسلطة يف النظاـ الدويل‪ .‬غري أنو ينتف اإلمجػاع حػوؿ الطريقػة الػ ػلصػل هبػا ىػزا‬
‫النوع من األمن‪ .‬ألف السوؽ ببساطة يعمل وفم مبدأ "ادل اطرة"‪ .‬فكما أوضح "بوزاف" ‪ Buzan‬ف ف‬

‫"ال اااع الحباعاااي لافاااشصاال نا ااي ا خصاااشد السا ا ي ه ا ا الاداااشطإ لالانشنسا ا العناف ا ا‬
‫( ‪)1‬‬
‫لالال قال‪".‬‬

‫وعلي ػػو‪ ،‬فػ ػ ذا ك ػػاف الالأم ػػن ي ػػكل جػ ػ ا م ػػن الس ػػري الع ػػادي لألم ػػور يف القط ػػاع االقتص ػػادي‪ ،‬فم ػػا ىػ ػ‬
‫التهديػػدات ال ػ تسػػتثم أف تص ػػنف عل ػ أ ػػا هتدي ػػدات موضػػوعية ألم ػػن االقتص ػػاد الػػوطين فم ػػثال الض ػ وط‬
‫الكبػػرية الػ دتارسػػها ال ػػركات الدوليػػة علػ ادلَّسسػػات الوطنيػػة وحتكمهػػا يف مسػػتويات التمويػػل ال ؽلكػػن عػػدىا‬
‫ضػمن رىانػات األمػػن االقتصػادي الػوطين‪ .‬فثػػىت إذا كانػت ىػزه العوامػػل ضػارة إىل حػد كبػػري بسػالمة االقتصػػاد‬
‫الوطين‪ ،‬زلدية مللال يف توازف مي اف ادلدفوعات أو حىت م يدا من البطالة ‪،‬ف ا ال تعدو كو ا سلاطر "عادية" يف‬
‫اقتصاد السوؽ‪ .‬وعليو‪ ،‬من ادله فه مد التعقيد احلاول داملػل ىػزا القطػاع‪ )2(.‬فباإلضػافة إىل كػوف القطػاع‬
‫االقتصادي مثاال واضثا عن كيفية تفاعل سلتلف القطاعات م بعضها البعا؛ فقد أوضح "بوزاف" ‪Buzan‬‬

‫م ثال الػةابب ادلهػ بػني األمػن االقتصػادي واألمػن العسػكري‪ .‬فمػن السػهل رؤيػة كيػف أف األمػن العسػكري تػاب‬
‫لألمن االقتصادي بسبب احلدود والقيود ال يفرضها ىزا األملري عل مي انية الدفاع واألمن‪.‬‬

‫األةل الاجخاعي يعترب األمن ا تمع واحدا من بني أى عناور برناما البثث يف الدراسات األمنية‬
‫ادلعاوػػرة‪ .‬فقػػد جتػػاوز الػػرؤ التقليديػػة الػ تعتػػرب ا تمػ رلػػرد قطػػاع مػػن قطاعػػات أمػػن الدولػػة‪ ،‬إىل اعتبػػاره كيانػا‬
‫قائمػا بزاتػو وموضػوعا متميػ ا لألمػن‪.‬وفقػا ل ػ"دوركامي" ‪ Durkheim‬تعػرؼ ا تمعػات (‪ )sociétés‬علػ أ ػا‬
‫وحػػدات مكونػػة مػػن رلموعػػة مػػن األفػراد الػ بفضػػل اعتقاداهتػػا الدينيػػة وم ػػاعرىا الوطنيػػة ادل ػػةكة حتػػس بوجػػود‬
‫رابػػب بينهػػا علػ شػػكل وعػ مجػػاع مسػػتقل ويفػػوؽ رلمػػوع وعيهػػا الفػػردي‪ .‬تبعػػا لػػزلن‪ ،‬فقػػد أكػػدت مدرسػػة‬

‫‪Marianne Stone, Op.cit.,p. 5. 1‬‬


‫‪Thierry Balzacq ,’’La Sécurité : Définitions, Secteurs et Niveaux d’analyse,’’ Op.cit. 2‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫كوبنهػاجن علػ أف العودلػة ادلعاوػرة قػد أيػرت وب ػكل كبػري علػ اذلويػات ا تمعيػة الػ وجػدت نفسػها مهػػددة‬
‫بطائفػػة مػػن العوامػػل كتػػدفم اذل ػرات واالسػػترياد القسػػري للثقاف ػات األجنبيػػة ادل ػػايرة باإلضػػافة إىل االنػػدماج يف‬
‫(‪)1‬‬
‫وحدات أكثر اتساعا‪.‬‬

‫مػػن ىػػزا ادلنطلػػم‪ ،‬يتمثػػور األمػػن ا تمع ػ حػػوؿ اذلويػػة أو بعبػػارة أملػػر حػػوؿ مػػا ِّ‬
‫ؽلكػػن امماعػػة مػػن‬
‫اإلشارة إىل نفسها بضمري "ضلن"(‪ )Nous‬يف مقابل "اآلملر" الزي قد ي كل هتديدا موضوعيا ذلزه اذلوية ال‬
‫دتثل أمة‪ ،‬إينية‪ ،‬مجاعة دينية‪...‬إخل‪.‬‬

‫"نفااي خضاام النهااشن الاامللي الاعشصااإ عناات األةاال الاجخاعااي مااامت اامر ةجخاااع ةااش‬

‫ال فااشظ صااات ساااشت الدشص ا نااي ساااشي ةاال الهااإلف الاخ اااإ لتيم ااما نعاا ا أل‬
‫ة خاا ا ‪ .‬لمم اا أكثااإ نياا إمااع إلاات اسااخاإار ‪ -‬ااال شااإلط ةقب لا ا لاخحاا ر‪-‬‬

‫لالشعشئإ الم نا لال طنا ‪.‬‬ ‫الثقشن لالإلامط مشإل شن إلت الي‬ ‫الناشذ الخقاام لا‬
‫ميااذا الن ا ع ةاال الخعإ ااف ةاال الصااعب مااما الخ م اام ما ا صا نااااش إذا كااشن هنااش‬
‫تيم اام لألةاال الاجخاعااي ةاال صمةا ‪ .‬لالحإ قا الاثااات هااي الخإكاااز صااات دراسا الاسااشر‬

‫الاذع تامر ةال خاللا ماشصا ةاش أن ه خيااش ةيامد ‪ .‬أل ا صاات هاذا األساشد تبامأ نااي‬
‫( ‪)2‬‬
‫الخصإف محإ ق أةنا ‪".‬‬

‫وجتػدر اإلشػارة إىل أف العديػد مػن الصػراعات ادلستعصػية علػ احلػل يف العالقػات الدوليػة ىػ الػ حتػػوي‬
‫يف يناياىا عناور اجتماعية (مآزؽ اجتماعية)‪.‬كما غلػب التنويػو بػرف مفهػوـ األمػن ا تمعػ جػد معقػد لتعاملػو‬
‫مػ اذلويػػات والثقافػػات ‪ -‬ال ػ تعتػػرب ذاتيػػة وذات بنػػا ات سػػياقية )‪ -(contextual constructions‬شلػػا‬
‫يقود يف أغلب األحياف إىل تبين سياسات عنصرية وإقصائية‪.‬‬

‫األةل البائاي يصػنف القطػاع البيئػ أو االيكولػوج مػن بػني ادلسػائل األكثػر جػدال يف السياسػة العادليػة‬
‫ادلعاورة عل اعتبار أف هتديداتو ال ختص دولة واحدة بزاهتا‪ ،‬بل دتس كل الدوؿ بػال اسػتثنا ‪ .‬فمػثال‪ ،‬مل يسػبم‬
‫أف واجهػت حكومػػات العػامل ىػػزه التثػديات االقتصػػادية واالجتماعيػة والسياسػػية اذلائلػة الػ تطرحهػا الت ػريات‬

‫‪Dario Battistella, Théories des Relations Internationales, Op.cit.,pp.480-481. 1‬‬


‫‪Ibid.,p.482. 2‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫ادلناملية اليوـ‪ .‬وينصرؼ ىزا النوع من األمن إىل محاية البيئػة مػن ادلمارسػات اإلنسػانية ادلتسػببة يف ظػواىر كت ػري‬
‫ادلناخ واالحتباس احلراري ‪،‬التلوث ‪،‬امفاؼ‪...‬إخل‪ .‬ال هتدد رفاه وسالمة اإلنساف وحىت نوعو‪.‬‬

‫ع األسشسي لإل ه ل ماش‪ .‬ل ام اتضاي ا ن أن‬ ‫"ن شلعال مال البشإ لالبائ هي الا‬

‫هذف العال م شم إلت إصشد ت م م إذا كشن لنش أن خفشدت ا ثشر مشل الضإر‪ .‬للااس‬
‫إن األةاال البائااي ةإه ا ن مشلحإ ق ا الخااي تااخم ميااش ةعشلج ا هااذف‬ ‫ةاال با ا الابشل ا الق ا‬
‫( ‪)1‬‬
‫القضا ني الاسخقب ‪".‬‬

‫وعليو‪ ،‬فهناؾ ارتباط قوي بني التدىور البيئ واألمن‪ .‬فالنتػائا اخلطػرية ألضػرار التػدىور البيئػ أوػبثت‬
‫تػػدرؾ عل ػ أ ػػا أكثػػر أولويػػة مػػن التهديػػدات اخلارجيػػة‪ ،‬إذ ب مكا ػػا أف تفػػرز عنفػػا مسػػلثا عل ػ غ ػرار األزمػػات‬
‫ادلرتبطة مبظاىر الندرة يف ادلوارد الطبيعية و الطاقوية وملصووا ادلتعلقة بادلا يف السنوات األملرية‪.‬‬

‫‪ .3‬البعد ا إلكلميي ل ألمن‪ :‬اجملمعات ا ألمنية مكلاربة ل ألمن ا إلكلميي‬

‫لقد جتاىلت الدراسات التقليدية لألمن ب كل كبري احمليب اإلقليم للم اكل األمنية‪ .‬لػزا‪ ،‬يعتػرب حتليػل‬
‫األمػن علػ ىػػزا ادلسػػتو مػػن أبػػرز اإلسػػهامات الػ قػػدمتها مقاربػػة "بػػوزاف" ‪ Buzan‬ال ػػاملة‪ .‬فباعتبػػار األمػػن‬
‫"ظػػاىرة عالئقيػػة" ‪ ،Relational phenomenon‬ف نػػو ال ؽلكػػن ألحػػد أف يفه ػ األمػػن الػػوطين ألي دولػػة‬
‫مبع ؿ عن سياقاتو اإلقليمية‪.‬‬

‫"نشألةل ال طني‪-National security‬أةال نإ ساش ةاثال‪ -‬لااس ناي حام ذاتا ةساخ ت‬

‫ألن د نشةاهااش األةال صالئقاا مشألساشد ناال لما د ألةا ةهخفاا‬ ‫ذل ة زت لاخ اا‬
‫ذاتاش ةل األةل‪.‬ا‪ ...‬أةش األةل الششة ‪ Global security‬ماعنشف الهال ي ناعبإ ني‬

‫شا ااإ‬ ‫ةاال ذلاا‬ ‫أنض ا ال ااشال صااات تحا ااع ال صااات ال ا ااع ‪.‬ا‪ ...‬لصااات النق ااا‬
‫اإل اااام ‪Region‬إلاات ةسااخ ت ت اإتبط نا ا الاامل أل لحااما أخااإت ماااش نا ا الهفش ا‬

‫‪ 1‬غراىاـ إيفانس وجيفري نوينهاـ‪ ،‬شة د من ل لاعال ش المللا ‪ ،‬مادة(البيئة)‪،‬مرج سابم‪ ،‬ص‪..‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫م اا أن أل اشصيش األةناا ال اهال النهاإ إلاياش ناي ةعاز‬ ‫ةبششإ ةع معضيش الابع‬
‫( ‪)1‬‬
‫صل معضيش البع ‪".‬‬

‫فباإلضافة إىل أف ادلستو اإلقليم يف عامل مابعد احلرب الباردة ‪-‬كما ير "الؾ" ‪ Lake‬و "مورغاف"‬
‫‪ – Morgan‬قػػد شػػكل مركػ اىتمػػاـ دارسػ ال ػػَّوف األمنيػػة يف العػػامل ادلعاوػػر‪ ،‬كمػػا شػػهد أكثػػر التفػػاعالت‬
‫الدوليػػة الص ػراعية والتعاونيػػة عل ػ حػػد س ػوا ‪ )2(،‬ف ػ ف أكثريػػة الػػدوؿ تػػدير عالقاهتػػا األمنيػػة وحتػػددىا يف السػػياؽ‬
‫اإلقليم وليس العادل ‪.‬‬

‫مػػن ىػػزا ادلنطلػػم‪ ،‬فػ ف األمػػن اإلقليمػ يتمثػػور حػػوؿ أمػػن رلموعػػة مػػن الػػدوؿ ادلرتبطػػة ببعضػػها الػػبعا‪،‬‬
‫والزي يتعزر حتقيم أمن أي عضو فيو ملارج النظاـ اإلقليم ‪ .‬ولتسهيل التثليل األمػين يف نطػاؽ اإلقلػي ‪ ،‬فقػد‬
‫اسػت دـ "بػوزاف" ‪ Buzan‬مصػطلح "ا مػ األمػين اإلقليمػ " ‪ Regional Security complex‬للداللػة‬
‫عل‬

‫" ةجا ص ةل المل الخي تاإتبط اهخاشةشتياش األةناا األسشساا ةاع معضايش مشاه لثااق‬
‫لمرم ا ا أن أل ا ااشصيش األةنا ا ا ال طنا ا ا ال اها اال م ثيا ااش لا عاا ااش ماعا ااز صا اال معضا اايش‬
‫( ‪)3‬‬
‫البع ‪".‬‬

‫وتعػرؼ رلمعػات األمػن اإلقليميػة برظلػاط متينػة مػن ادلػودة و العػداوة ‪ Amity/Enmity‬بػني وحػداهتا‪،‬‬
‫حيػػث يبقػ العامػػل األىػ يف حتديػػد ا مػ األمػػين ىػػو دائمػػا الدرجػػة العاليػػة مػػن التهديػػد واخلػػوؼ الػػزي حتسػػو‬
‫دولتني أو أكثر ب كل متبادؿ‪)4(.‬وغلادؿ "بوزاف" ‪ Buzan‬و "واييفر" ‪ Waever‬برف ا مػ األمػين اإلقليمػ‬
‫ليس تصورا ؽلكػن تطبيقػو علػ أي رلموعػة مػن الػدوؿ‪ ،‬ولكنػو ؼلػتص بتلػن الػدوؿ أو غريىػا مػن الوحػدات الػ‬
‫دتتلن درجة كافية من االعتماد األمين ادلتبادؿ م كلة سلسلة مةابطة دتي ىا عن األقالي األمنية ا اورة‪.‬‬

‫‪Barry Buzan and Ole Waever, Regions and Powers: The Structure of International Security 1‬‬
‫‪(Cambridge: Cambridge University Press, 2003), p.43.‬‬
‫‪Ibid., p.10. 2‬‬
‫‪Ibid., p.44. 3‬‬
‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., p.63. 4‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫"ناجاعااش األةاال اإل اااااي تعااإف ذاتيااش صااات أ يااش مناات نإصاا لانهااشن الاامللي مااشلنهإ‬

‫لاهثشن النسبا لالصخاشد األةني الاخبشد مال ةجا صا ةال ال حاما لصامن اإلكخاإا‬
‫( ‪)1‬‬
‫األةني مال هذف الاجا ص لال حما الا اح ميش‪".‬‬

‫وتت كل البنية األساسية للم م األمين اإلقليم من أربعة مت ريات‪:‬‬

‫‪ ‬ال ملد‪ :‬ال تفرؽ ا م األمين اإلقليم عن بقية جريانو؛‬

‫مبعػ أف رلمػ األمػػن اإلقليمػ ال بػػد أف يت ػػكل مػػن اينػػني أو أكثػػر مػػن الوحػػدات‬ ‫‪ ‬البناا الف ا‬
‫ادلستقلة ذاتيا؛‬
‫‪ ‬القحبا ال تضمن توزي القوة بني الوحدات؛‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬البنشء االمخاشصي الزي ي ط أظلاط ادلودة والعداوة بني الوحدات‪.‬‬

‫باملتصػػار‪ ،‬يق ػػدـ "ب ػػوزاف" ‪ Buzan‬مفهوم ػػو ع ػػن األم ػػن عل ػ أن ػػو تص ػػور ش ػػامل قوام ػػو العالق ػػة امدلي ػػة‬
‫القائمة بني يالث مستويات سلتلفة من التثليل(الفرد‪ ،‬الدولة‪ ،‬النظػاـ الػدويل) مدعومػة بتوسػ واضػح يف أبعػاده‬
‫لت مل قطاعات جديدة ومتعددة(العسكري‪ ،‬السياس ‪ ،‬االقتصادي‪ ،‬ا تمع ‪ ،‬البيئ )‪.‬ىزا باإلضافة إىل البعد‬
‫ا إلقليم لألمن الػزي مػن ملاللػو يػت تصػنيف الػدوؿ إىل رلمعػات أمػن إقليميػة‪ .‬غػري أف مقاربتػو تبقػ مةسػ ة‬
‫بقوة ضمن التصور "ادلتمرك حوؿ الدولػة" ‪ Stato-centrée‬علػ اعتبػار أف أمػن الفػرد مثلػو مثػل أمػن الدولػة‬
‫ينظػػر إليػػو علػ أنػػو عالئقػ ومػةابب وأف وػػناعة الػػدوؿ األكثػػر قػػوة ىػ شػػرط ضػػروري لألمػػن الػػوطين والفػػردي‬
‫(‪)3‬‬
‫عل حد سوا ‪.‬‬

‫‪Ibid., p. 48. 1‬‬


‫‪Barry Buzan and Ole Waever,Op.cit.,p.53. 2‬‬
‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin,”les études de sécurité ,’’Op.cit.,p.314. 3‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الأمن اجملمتعي و الأمننة ‪ :‬دور الهوية وفعل اخلطاب يف حتديد‬
‫املسأأةل الأمنية‬
‫لقػػد مثلػػت أيتػػاث مدرسػػة كوبنهػػاجن ادلتعلقػػة بػػاألمن واحػػدة مػػن أى ػ التطػػورات يف الدراسػػات األمنيػػة‬
‫ادلعاوػػرة‪ .‬فباإلض ػػافة إىل ادلفه ػػوـ ادلوس ػ لألم ػػن ال ػػزي و ػػاغو "ب ػػوزاف" ‪ Buzan‬ونظريت ػػو ع ػػن رلمع ػػات األم ػػن‬
‫اإلقليميػػة (‪ ،)RSCT‬فقػػد تع ػ ز برنػػاما البثػػث داملػػل ىػػزا االجتػػاه مبوضػػوعني وػػنعا الكثػػري مػػن امػػدؿ يف‬
‫األوسػػاط األكادؽليػػة ملصووػػا النقديػػة منهػػا‪ .‬ويتعل ػم األمػػر بكػػل مػػن مفهػػوـ األمػػن ا تمع ػ ( ‪Societal‬‬

‫‪ )security‬ونظرية األمننة (‪)Securitization‬‬

‫الهوية و اجملمتع و ا ألمن اجملمتعي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ايػة القطبيػة الثنائيػة وبػروز ظػواىر كالعودلػة‪ ،‬البنػا األورويب‪،‬‬ ‫يػر "أوؿ واييفػر" ‪ Ole Waever‬أنػو مػ‬
‫توس التمرك حوؿ القوميات ‪ Ethnonationalismes‬يف أوروبا ال رقية‪ ،‬ف ف ا تم ىو ادلعين بالتهديد‬
‫أكثر من الدولة‪ .‬فقد ان ل األفػراد وارتػبب ملػوفه مبواضػي كػاذل رة‪ ،‬ال ػ و‪ ،‬ضػياع القػي الثقافيػة وفقػداف ظلػب‬
‫احلياة‪...‬إخل‪.‬‬

‫وعليػو‪ ،‬فهػػو يعتقػػد أف مفهػػوـ األمػن ا تمعػ ىػػو ادلفهػػوـ النظػػري األكثػر انسػ اما وتوافقػػا لتثليػػل ىػػزه‬
‫الرىانات امديدة‪ .‬فالبعد ا تمع الزي رمػ إىل واحػد مػن قطاعػات الدولػة يف تصػور "بػوزاف" ‪ Buzan‬اعتػرب‬
‫موضوعا و مرجعية أمنية يف حتليالت "واييفر" ‪ .)1(Waever‬وبالتػايل فالنقطػة ادلهمػة يف إعػادة بنػا الدراسػات‬
‫األمنيػػة ىػ التفرقػػة بػػني الدولػػة وا تمػ ‪ .‬فالدراسػػات األمنيػػة حتتػػاج إىل تبػػين فهػ "ينػػائ " لألمػػن ؽلػ ج بػػني أمػػن‬
‫الدولة الزي يدور حوؿ السيادة واألمن ا تمع ادلتعلم باذلوية‪ )2(.‬فالبقا بالنسػبة ألي دولػة ؼلتصػر يف محايتهػا‬
‫لسػيادهتا يف حػػني يكمػن بقػػا ا تمػ يف محايػػة ىويتػو باألسػػاس‪ .‬باملتصػػار‪ ،‬فػ ف ىػػزه "الثنائيػة الوايفريػػة" ‪La‬‬

‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., p.63. 1‬‬


‫‪Keith Krause and Michael C. Williams ,’’Broadening the agenda of security studies :politics and 2‬‬
‫‪methods, .Op.cit.,p243.‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫‪ dualité Waeverienne‬هتيكػػل التهديػػدات حػػوؿ قطب ػػني أمنيػػني مسػػتقلني‪ :‬دوالد‪/‬سػػيادي يف مقاب ػػل‬
‫(‪)1‬‬
‫رلتمع ‪/‬ىوياد‪.‬‬

‫ويقدـ "واييفر"‪ Waever‬األمن ا تمع عل أنو‪:‬‬

‫" ا اامر ةجخاا ااع ةا ااش الثبا ااش صاا اات سا اااشت األسشسا ااا نا ااي ة امي ا ا الها ااإلف الاخ اا ااإ‬
‫( ‪)2‬‬
‫لالخيم ما الا خاا أل ال قاقا ‪".‬‬

‫كما غلب أف يرملز يف احلسباف –وفقا ل ػ"نيوماف" ‪-Neumann‬األووؿ و البُػ و احلركيػات ادل ػكلة‬
‫(‪)3‬‬
‫للهوية امماعية‪ .‬باإلضافة إىل االتصاؿ بني اذلويات وادلصا كما ير "فندت"‪. Wendt‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أف است داـ مصػطلح "ا تمػ " ‪ Society‬لػيس ادلقصػود منػو بنيتػو أو تنظيمػو بقػدر‬
‫ما ترك االىتماـ حوؿ ىويتو‪ ،‬فا تم يعرب عن‬

‫"ساسااا األنه ااشر لالااشرس ااش الا اامد لألنااإاد كأصض ااشء ة اال ةجا صا ا امخاشصاا ا ‪.‬‬

‫الخص ر الذاتي لاح ائف للألناإاد الاذ ل اعإنا ن‬ ‫لح‬ ‫الي‬ ‫نشلاجخاع خا ر ح‬
‫ذلاتياام كأصضااشء ةاال طشئف ا ةعان ا ‪.‬ا‪ ...‬لإذا كش ااه الاجخاعااش هااي الخااي تاث ا ةإكااز‬

‫االهخاااشن نااي اإلشااهشلا الجم اام لألةاال ناالن ةسااشئ الي ا لاليجااإ هااي الخااي تإساام‬
‫االدراكااش القشصم ا لاخيم ااما ل اليشششااش ‪ .‬لصااا نشلاجخاعااش تخاإكااز مشألسااشد‬
‫( ‪)4‬‬
‫الي ‪".‬‬ ‫ح‬

‫تبعػا لػزلن‪ ،‬تتنػاوؿ االن ػ االت األمنيػػة ادلعاوػرة محايػة اذلويػة والػدفاع عػػن الثقافػة‪ ،‬شلػا غلعػل مػن مسػػائل‬
‫(‪)5‬‬
‫اذلوية والثقافة رىانات أمنية وقضية بقا يف مواجهة األملطار والتهديدات احمليطة هبما‪.‬‬

‫‪Giovanni Arcudi, ’’La sécurité entre permanence et changement,’’ Institut Universitaire de Hautes 1‬‬
‫‪Etudes Internationales, Genève.p.3.Available at :‬‬
‫‪http://www.cairn.info/publications-de-Arcudi-Giovanni--30998.htm.‬‬
‫‪Ayse Ceyhan,"Analyser la sécurité :Dillon, Waever,Williams et les autres,"Op.cit. 2‬‬
‫‪Keith Krause and Michael C.Williams ,’’Broadening the agenda of security studies :politics and 3‬‬
‫‪methods, .Op.cit.,p243.‬‬
‫‪Bill Mcsweeney, Op.cit., p.70. 4‬‬
‫‪Ayse Ceyhan,"Analyser la sécurité :Dillon,Waever,Williams et les autres, "Op.cit. 5‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫غػري أف كػػال مػػن ا تمػ واذلويػة بػرأي األسػػتاذ "بيػػل مكسػويين" ‪ Bill McSweeney‬قػػد قُػػدِّمت علػ‬
‫أ ػػا حقػػائم اجتماعيػػة وفواعػػل منفصػػلة وعقالنيػػة بػػنفس ادلوضػػوعية وادلن لػػة األنطولوجيػػة كالدولػػة‪ .‬فف ػ اإلطػػار‬
‫التثليلػ الػزي وضػعو كػل مػن "بػوزاف"‪"، Buzan‬واييفػر"‪، Waever‬و "دي ويلػد"‪ De Wilde‬اعتػرب أمػن‬
‫ىوية ادلهاجرين أو غريىا من اذلويات ادلتنافسػة متوقفػا علػ "انفتػاح" )‪ (Open-minded‬الن بػة ادلسػتلمة أو‬
‫ادلستثوذة عل "اذلوية امماعيػة"(‪ )détenteurs de l’identité collective‬مػن عدمػو‪ .‬غػري أف مفهػوـ‬
‫"مستل اذلوية امماعية" يك ف عن تناقا مه داملل اإلطار النظري ذلزا النوع من التفكػري‪ .‬فػال وجػود دلثػل‬
‫ىزا "ادلستل " عل اعتبار أف اذلوية ى تعبري عن بنا اجتماع وتارؼل يتطور عرب ال من‪.‬‬

‫أمػػا عػػن االسػػتفهاـ اخلػػاص مبػػن ومػػا غلػػب ترمينػػو ‪،‬ف ػ ف أنصػػار مدرسػػة كوبنهػػاجن غليبػػوف بػػالقوؿ ى ػ ‪:‬‬
‫"امماعػات" ‪ les collectivités‬دوف حتديػد امماعػات ادلقصػودة‪ ،‬أىػ اذلويػات داملػل القطػاع ا تمعػ أو‬
‫اذلوية امماعية ‪...‬باإلضافة إىل معامته دلفاىي اذلوية وامماعة كوحدات يابتػة و معػدة سػلفا ولػيس كبنػا ات‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫‪ .2‬هظرية ا ألمننة ‪ : Securitization Theory‬ا ألمن مكامرسة خطابية‬

‫إف اموىر األساس لنظرية األمننة ىػو اعتبارىػا األمػن كفعػل ملطػايب‪ ،Speech Act‬فم ػرد وسػ شػ‬
‫ما برنو مسرلة أمنية غلعلو كزلن‪ .‬فقد أشار "واييفر" ‪ waever‬إىل أف ذلن بقولو‪:‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫" اث شيء ةش ةشها أةنا ةخت أصانه الندب أ كذل ‪".‬‬

‫وبػػركثر دقػػة‪ ،‬ت ػػري فكػػرة األمننػػة إىل البنػػا االسػػتطرادي للتهديػػد‪ .‬كمػا ؽلكػػن أف تعػػرؼ علػ أ ػػا ادلسػػار‬
‫الػػزي ؽلكػػن مػػن ملاللػػو لفاعػػل مػػا أف يعلػػن مسػػرلة زلػػددة أو فاعػػل آملػػر علػ أنػػو ي ػػكل هتديػػدا فعليػػا لوحػػدة‬
‫(‪)2‬‬
‫مرجعية معينة‪.‬‬

‫‪Ole Waever,”Securitization and Desecuritization,” ’’In On Security ,ed., Ronnie D. Lipschutz, Op.cit., 1‬‬
‫‪p.6.‬‬
‫‪Matt Mcdonald,”Constructivism,” In Security Studies : An Introduction, ed . Paul D.Williams , 2‬‬
‫‪Op.cit., p.69.‬‬
‫‪620‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫وعليو تصبح قضية ما رىانا أمنيا فقب مىت مت ترطريىا عرب ملطاب أمين عل أ ػا ت ػكل هتديػدا وجوديػا‬
‫يتطلب إجرا ات مسػتع لة ويػربر األعمػاؿ ملػارج احلػدود الطبيعيػة لإلجػرا السياسػ ‪ .‬وبعبػارات "جػورغ مونػار"‬
‫‪ Jorg Monar‬ى ػ االنتقػػاؿ مػػن مسػػتو ادلناق ػػة السياسػػية الروتينيػػة إىل وض ػ ومن لػػة ملاوػػة يصػػبح فيهػػا‬
‫لفاعػػل مع ػػني ال ػػرعية ادلطلق ػػة يف اسػػت داـ س ػػلطات فػػوؽ الع ػػادة يف مواجهػػة التهدي ػػد‪ )1(.‬فمػػثال قب ػػل مواطن ػػو‬
‫الواليػات ادلتثػدة األمريكيػة يف إطػار ‪ Patriotic Act‬بعػد أحػداث احلػادي ع ػر مػن سػبتمرب ‪ 1003‬تقييػد‬
‫بعا من حرياهت ادلدنية باس ما أطلم عليو اخلري األكرب وىو سالمة األراض األمريكيػة‪ .‬وعلػ الػرغ مػن أف‬
‫ػَّمن" ‪ securitizing agent‬تبقػ لػو وجهػة نظػػر معينػة حػػوؿ ادلسػرلة الػ يسػػع إىل‬
‫"الوكيػل أو الفاعػػل ادل ِّ‬
‫ترمينها إال أف ىزا ال يعين أف فعل اخلطاب سيكوف لو التريري ادلقصود‪.‬‬

‫وير أنصار ىزه النظرية أف األمننة الناجثة تتضمن شػرطني أساسػيني علػا اخلطػاب وقبولػو الواسػ لػد‬
‫ت من طػرؼ فاعػل مػا –حكومػة ‪،‬بردلػاف أو أي سػلطة سياسػية‬ ‫ِ‬
‫اممهور؛ فتصبح قضية ما مسرلة أمنية مىت أ ُْمنن ْ‬
‫أملػػر وحػػىت قػػادة الػرأي وكبػػار البريوقػراطيني طادلػػا أف ذلػ القػػدرة دلمارسػػة ىػػزا النػػوع مػػن العمػػل‪ -‬عػػرب اخلطػػاب‬
‫وكػػاف لػػو القبػػوؿ الواس ػ لػػد اممهػػور‪ .‬وي ػرتبب ىػػزا القبػػوؿ بوجػػود توليفػػة مػػن ال ػػروط ادلسػػاعدة والسػػياقات‬
‫اخلاوة ال تتضمن شػكل فعػل اخلطػاب‪ ،‬موقػ ومن لػة الفاعػل ادلػَّمن والظػروؼ التارؼليػة ادلرتبطػة هبػزا التهديػد‪.‬‬
‫باإلضافة إىل شرط آملر وىو حتديد التهديدات الفعلية و العمل ادلستع ل؛ فتقدمي مسرلة عل أ ا هتديد فعل‬
‫يعين القوؿ كما ير "بوزاف وآملروف"(‪:)Buzan et al., 1998‬‬

‫''إذا لم عشلج هذف الاشها نه شيء آخإ ساه ن غاإ ذع ةعنت أل نش لل ه ن‬

‫ة ما د ل أل لاال ها ن أحاإارا لاخعشةا ةعياش محإ قخنااش الدشصا ‪ .‬ل تساات هااذف الدحا‬
‫( ‪)2‬‬
‫األةنن ‪.''securitizing move‬‬ ‫مشلخ إ‬ ‫األةنن النشم‬

‫‪Helena Carrapiço,’’ Chasing Mirages? Reflections on concepts of security through the study of the 1‬‬
‫‪securitization of organized crime,’’ International Studies Association (San Francisco: March 2008),‬‬
‫‪p.22. Available at:‬‬
‫‪http://convention3.allacademic.com/meta/p_mla_apa_research_citation/2/5/1/7/4/p251741_index.‬‬
‫‪html‬‬
‫‪Rita Taureck,’’ Securitization theory and securitization studies,’’ Journal of International Relations 2‬‬
‫‪and Development 9 (2006) :p.3 Available At : http://dx.doi.org/10.1057/palgrave.jird.1800072‬‬
‫‪626‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫و يعتمد االستفهاـ حوؿ القضايا ال دتثل مسرلة بقا عل طبيعة الفاعػل الطػارح للقضػية باإلضػافة إىل‬
‫فهمو اخلاص دلا يعترب هتديدا وجوديا‪ .‬وهبزا ادلع يكوف دلدرسة كوبنهاجن قرا ة بنائية للثركيات األمنية‪ .‬وعليو‬

‫( ‪)1‬‬
‫" نشألةنن هي منشء امخاشصي ل تذاتش ي‪".‬‬

‫أو حالػػة سػػابقة يف وجودىػػا عػػن‬ ‫و قػػد جػػادؿ "واييفػػر" ‪ waever‬برنػػو ال ؽلكػػن اعتبػػار األمػػن ك ػ‬
‫ُسػس بفعػل اخلطػاب ذاتػو ولػيس بتهديػد‬
‫اخلطاب كما بني أنو شلارسة ذاتية ادلرجعيػة مبعػ أف شػرط وجػوده قػد أ ِّ‬
‫(‪)2‬‬
‫و إلعطػػا بعػػد ل ػػوي دلفهومػػو عػػن األمننػػة‪ ،‬فقػػد اسػػتعاف "واييفػػر" ‪waever‬‬ ‫مفػػروض مهمػػا كػػاف نوعػػو‪.‬‬
‫ومنظري مدرسة كوبنهاجن بنظرية فعل اخلطاب ادلنبثقة عن الفلسفة التثليلية ونظرية الل ػة والػ طػورت ب ػكل‬
‫رئيسػ ػ م ػػن ط ػػرؼ "أوسػ ػ " ‪ Austin‬و "س ػػريؿ" ‪ Searl‬باإلض ػػافة إىل "فوك ػػو" ‪ Foucault‬و "ىابرم ػػاس"‬
‫‪ Habermas‬و"دريدا"‪Derrida‬‬

‫بدايػػة‪ ،‬تعتػػرب "نظريػػة فعػػل اخلطػػاب" واحػػدة مػػن أى ػ النظريػػات يف الدراسػػات الل ويػػة‪ .‬وتُعػػرؼ أعم ػػاؿ‬
‫اخلطاب عل أ ا أفعاؿ (‪ )Acts‬تػَُّد عرب اخلطاب (‪ .)Speech‬وى ت ري إىل وحدات و رية حتدث فعال‬
‫(أمر‪/‬وعػػد‪/‬طلب) عػػن طريػػم الل ػػة‪ .‬ومػػن بػػني أفعػػاؿ اخلطػػاب‪ ،‬فقػػد اىػػت "واييفػػر" ‪ waever‬باألسػػاس مبفهػػوـ‬
‫األدا (‪ )Performatif‬ال ػ ػػزي ط ػ ػػوره "أوس ػ ػػتني"‪ Austin‬وال ػ ػ ػػزي ي ػ ػ ػػري إىل أف األلف ػ ػ ػػاظ التعبريي ػ ػ ػػة مث ػ ػ ػػل‬
‫(قاؿ‪/‬أعلن‪/‬وعػػد‪/‬دعا‪/‬حك ) ى ػ مػػن األشػػكاؿ التعبرييػػة ادلكونػػة للفعػػل‪ .‬كم ػا غلػػب اعتبػػار أفعػػاؿ اخلطػػاب ‪-‬‬
‫يتسػب مدرسػػة كوبنهػػاجن‪ -‬علػ أ ػا أدوات تسػػت دـ مػػن طػػرؼ الفواعػػل لتثقيػم أىػػدافه ‪ .‬وهبػػزا ادلعػ فقػػد‬
‫جادؿ "بوزاف " (‪ )Buzan et al., 1998‬برف ادلعاين ترتبب سببيا بالطريقة ال است دمت هبا الل ة‬

‫" نااشلاعنت ال ا اإتبط ما ااش فهااإ ل اامر الن ااشد أ ا ا ةعن اات الاص ااحاي للهاال ن ااي كا ااف‬
‫( ‪)3‬‬
‫اناش مشه ةل األشهش دلن غاإف‪".‬‬ ‫سخدمة‬

‫‪Ibid.,p.23. 1‬‬
‫‪Ayse Ceyhan, Op.cit. 2‬‬
‫‪Helena Carrapiço,Op.cit.,p.25. 3‬‬
‫‪622‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العادلية‪ :‬ادلقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫وعليو‪ ،‬ير "واييفر" ‪ waever‬أف لفظ "األمن" ضمن مسار األمننػة لػيس ُم ِهمػا ك شػارة للداللػة علػ‬
‫زلسػػوس موجػػود مسػػبقا وإظلػػا ىػػو تعبػػريه ادل ػػكل للفعػػل‪ .‬فهػػزا التعبػػري ىػػو ادلنػػتا واحملػػوؿ لطبيعػػة ادلسػػائل‬ ‫شػ‬
‫ونقلهػػا مػػن ادلسػػتو العػػادي الػػروتيين إىل مصػػاؼ الرىانػػات األمنيػػة ال ػ تنػػدرج ضػػمن السياسػػات العليػػا وال ػ‬
‫تس ػػتدع ت ػػدملالت اس ػػتع الية وض ػػرورية‪ .‬فتص ػػبح م ػػكلة م ػػا مس ػػرلة أمني ػػة إذا دأب رج ػػاؿ الدول ػػة وو ػػانعو‬
‫(‪)1‬‬
‫السياسات عل القوؿ أ ا كزلن‪.‬‬

‫ومن بني األفكار ال مي ت ىزا احلقل من الدراسػة وادلسػتندة علػ نظريػة األمننػة فكػرة "األمننػة الكليػة"‬
‫‪ Macro-securitization‬الػ أطلقهػػا "بػػوزاف" ‪ Buzan‬يف دراسػػتو لعػػاـ ‪ 1001‬و ادلوسػػومة بػ ػ‪“The :‬‬

‫”‪.war on terrorism as the new Macro-securitization‬‬

‫وت ػػري ىػػزه الفكػػرة إىل نفػػس معػ نظريػػة األمننػػة ولكنهػػا دتػػارس علػ مػػد أكثػػر اتسػػاعا معتمػػدة علػ‬
‫بنػػا ات عادليػػة للتهديػػدات والوحػػدات ادلرجعيػػة‪ .‬ويػػر "بػػوزاف" ‪ Buzan‬أف ىنػػاؾ عل ػ األقػػل سػػببني زلتملػػني‬
‫ذلػزه الظػاىرة‪ .‬يتمثػل األوؿ يف العودلػة يف حػني يرجػ الثػاين إىل "االعتقػاد ب يديولوجيػة عادليػة" ‪Universalist‬‬

‫‪. Ideology‬ودتثػػل احلػػرب البػػاردة حسػػبو ادلثػػاؿ التػػارؼل األكثػػر وضػػوحا ذلػػزا النػػوع مػػن األمننػػة كمػػا يعتقػػد أف‬
‫(‪)2‬‬
‫ىزه الظاىرة قادرة عل تنظي حركيات األمن السائدة بني رلتم الدوؿ لعدة عقود‪.‬‬

‫ايػػة احلػػرب البػػاردة‪ ،‬تبػػدت ظػػاىرة اإلرىػػاب الػػدويل كنػػوع جديػػد مػػن‬ ‫وغلػػادؿ "بػػوزاف" ‪ Buzan‬أنػػو مػ‬
‫التهديػدات العادليػػة‪ .‬فقػد مت تػػرطري احلػػرب علػ اإلرىػػاب مػن قبػػل اإلدارة األمريكيػػة يف أعقػاب أحػػداث احلػػادي‬
‫ع ػر مػن سػػبتمرب ‪ 1003‬وفػم منطػم األمننػػة الكليػة‪ .‬فػ عالف "بػػوش" ‪ Bush‬للعػامل أنػو مػػن مل يكػن معنػا فهػو‬
‫ضدنا‪ ،‬مللم جوا شبيها باحلرب الباردة أين وجد كل طرؼ نفسو بطريقة ما ؼلتار جهة معينة‪.‬‬

‫‪Ayse Ceyhan, Op.cit. 1‬‬


‫‪Marianne Stone, Op.cit., pp.8-9. 2‬‬
‫‪621‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬‬

‫النظرية البنائية واألمن‪ :‬التحول‬


‫السُّوسيولوجي يف العالقات‬
‫الدَّولية‬

‫‪ o‬املطلب الأول‪ :‬النظرية البنائية وحماوةل جرس الهوة التنظريية‪.‬‬


‫‪ o‬املطلب الثاين‪ :‬د ِّالراسات الأمنية البنائية‪ :‬الأمن كبناء اجامتعي‪.‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬النظرية البنائية وحماوةل جرس الهوة التنظريية‪.‬‬


‫تعك سسد الدراس سسات املديث سسة امل اي سسدة يف جم سسال ة ايس سسة العول سسات الد ليس سسة ات اامس ساء ا س س اء ب ي سسار الب س سسا‬
‫( ‪)1‬‬
‫)‪ (Social Constructivism‬السي بسد يف السز ز م ااسساء مع سزاء للادرسس ا السسا دتا‪:‬‬ ‫االج اساي‬
‫لل ن سنلو يدد من يسداد االسوت العامليسة امل خصصسة يف العولسات الد ليسة‪ ،‬يف‬‫الوالعية الليزالية اجلديدتا‪ّ ،‬‬
‫الس وات القليلة األخرية من مو وع ي الش مقاربة الب ا االج ااي ‪.‬‬

‫تع ز الب ا ية مقاربة ممي ة للعولات الد لية إذ تاك يلى د ر الثقااة القيم األاكار يف العولات‬
‫الد لية‪ ،‬ت ا ل بال ليل لضايا اهلويات املصاحل األاضليات املثل)‪ .(Norms‬يليه‪ ،‬اه مت ا كاا ياى‬
‫"تيد توبف" ‪Ted Hopf‬‬

‫ا د‬ ‫"فهماابدياالعدد مااللدضااادا مراابعبدا مظريعاالدفااتدالظعاالدا مدىاابفدا ل االدرمم ا دا‬


‫ض اياندا ما اد ا مدىاالديا ادل عاالدا ل االد ا م ا لد دتطا عظدا ما رد فاظغدا ف ااظدفااتد‬
‫( ‪)2‬‬
‫د‬ ‫ا س بسلدا مب م ل‪".‬‬

‫كاسسا ن خواهسسا مسسا املسسدارس األخسساى لسسيد لسسول مسسدى ذنيسسة القسسوة يف السياسسسة العامليسسة‪ ،‬إدنسسا لسسول‬
‫جماويسسة مسسن املسسسا ل مسسن سسا ها‪ :‬تسسل شنكسسن تفسسسري دنسساط القسسوة هسسكال اس س ااارتا باالي اسساد اق س يلسسى‬
‫االي بارات املادية م ي قسذ ذلسإ بسجدراج اجلواةسق الثقاايسة كسيلإ ي ساح تسيا الس ه ال سري اجلديسد سسةلة‬
‫مثسسل‪ :‬كيسسف ه سكلت تويسسة الد لسسة كيسسف يسع ساف مواط سسو الد لسسة ةفسسسهم كيسسف تسسر ا البيةسسة يف سسسلوكيات‬
‫الفايلا يف مكوةاهتم من تويات مصاحل مقدرات كيف تر ا املثل الثقااة اهلويسات يف سياسسات الد لسة‪،‬‬
‫مثل سياسة األمن القوم ‪...‬إخل‬

‫‪ 1‬لسن املاج يل محد‪ "،‬العادل املص وع ‪ :‬دراسة يف الب ا االج ااي للسياسة العاملية‪ "،‬م واا يلى الااب ال ارل ‪:‬‬
‫‪. www.fikria.org/mogala/16/1_1.htm‬‬
‫لإلهارة اجن مص لح الب ا ية لد ا س خدم مسن لبسل يسدة اصصسات لوعسف معسان لفسةن اقسد ت ا لسه يف يلسم االج اساع يلسى سسبيل املثسال كسل مسن‬
‫بريجسسا لكاسسان‪ ،‬جيسسدة ‪ .‬يف ال سساريو تايسسدن ايسست‪ ،‬يف يلسسم ال س فد جسسا بياجسست‪ ،‬يف األةثا بولوجيسسا بي يسسدكت ةدرسسسون‪ .‬لسسد بسسازت الب ا يسسة‬
‫كا ار بديل يف العولات الد لية ما ك ابات كل من ‪ Nicholas Onuf‬خاعة تلإ املوسومة بسس‪World of Our Making : Rules and ':‬‬
‫‪ 'Rule in Social Theory and International Relations‬الصسادرة يسام ‪ 9191‬مقسال ‪ Alexander wendt‬الصسادر يسام ‪9111‬‬
‫املع سون بس سس‪.'Anarchy is What States Make of It :The Social Construction of Power Politics':‬باإل سااة إذل إسسهامات‬
‫مثل‪Kratochwill, Adler, Ashley:‬‬ ‫ك اب‬
‫‪Ted Hopf ,” The Promise of Constructivism in International Relations Theory,” International 2‬‬
‫‪Security23 (Summer , 1998):172.‬‬
‫‪525‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫تع سسز الب ا يسسة جهسسا جديسسدا يف دراسسسة العولسسات االج ااييسسة مهاسسا كسسان ةويهسسا اة ولسسا مسسن اا سسية ن‬
‫الكا ات البشاية ت كا ات اج اايية ‪ .‬ت يف جمال العولات الد لية تاك بشكل يام يلى مسا اسا "جسون‬
‫سسسريل" ‪ John Searle‬بس س "املقسسا ذ االج ااييسسة"ن مبعسسأ ن موا سسيا كالسسسيادة املقسسوق ليسسست ةقسسا ذ ماديسسة‬
‫(‪)1‬‬
‫لك ها موجودة بفعل ن جماوية من ال اس يع قد ن بوجودتا ي فايلون يلى ساسها‪.‬‬

‫اف الولت الي متيل ايه كل من الوالعية الليزالية إذل الرتكي يلى العوامل املاديسة ‪،‬يصسا الب سا يون يلسى‬
‫سان ليسود‬ ‫ن العولات الد لية ال شنكن لصاتا بأاعسال تفسايوت يقليسة سان ليسود ماديسة ة ةعالوالعيسةن‬
‫مرسسية يلى املس ويا احملل الد رلعالد ليسة الليزاليسةن‪.‬بل ت عسدى ذلسإ لرتكس يلسى تسأ ري األاكسار يلسى البعسد‬
‫االج ا سساي ال سسياتاة للسياس سسة العاملي سسة‪)2(.‬باإل سسااة إذل ذني سسة الب سسأ املعياري سسة د ر اهلوي سسة يف تك سسوين املص سساحل‬
‫األاعالن ااملصل ة اهلوية ت فايل يز ياليات اج اايية‪ .‬كاا يورل ع اب تيا ال ه ذنية كبرية للخ اب‬
‫السا د يف اال اا ألةه يعكد يشكل يف الولت ذاته املع قدات املصاحل‪.‬‬

‫"[ ع ا دفاااندا مر ا لدا م نعاالدفااتدعااب دضاابديماالدا ااظادا اابنلردلااتدر االد لناكد‬


‫ا دا اب تديدعسا ملدض ف اظد‬ ‫ا مجم عبفدا مخ لد ه عبتهبد ض ب هب‪.‬د نغ دأندا‬
‫ا م ا رإد يدأندا ب االدتظتااايديبلساابودع ا در االداا ا يدالفااابند ا ه عاابفإد ا ا االد‬
‫ا ااتدت بعا ديهاابدضاااديمرااهبدا ا م إد اااا دا طظعماالدا ااتدت لااظديهاابدا اال لد مخ ا د‬
‫( ‪ )3‬د‬
‫ا م اى إد تس ج بد هبدت مبد ذ ك‪".‬‬

‫‪ .1‬ابستميولوجيا البنائية و أأنواعها‪ :‬من البنائية العامة اىل البنائية النقدية‬


‫سد بع سسد كا سسار لقيق س س‬
‫بداي سسة ‪،‬ا سسدر اإله سسارة إذل ن الب ا ي سسة ةس سسق ‪ Alex Macleod‬دل تسر َّس س د‬
‫رد ‪ Thomas Kuhn‬يف ب ية الثورات العلاية‪ .‬يليه‬ ‫‪ Paradigm‬باملعأ الي‬

‫‪Dario Battistella, Op.cit.,pp.286-287. 1‬‬


‫يسساى د ركسسا ن املقسسا ذ االج ااييسسة ت كسسون ب جايسسا املقسسا ذ الفاديسسة يسسز ال فايسسل االج اسساي ‪ .‬غسسري ةسسه دل يهس م بدراسسسة العاليسسة السسا مسسن خوهلسسا‬
‫ت سول املكوةسات الفاديسة مبسا ايهسسا األاكسار ل صسبح لقسسا ذ اج ااييسة‪ .‬لك سه اسس قى ذلسسإ مسن هسكال ال عبسري االج اسساي ‪ ،‬مثسل ال صسوص القاةوةيسسة‬
‫املاارسة الدي ية‪.‬‬
‫‪ 2‬مارتن غايفيثد تري كاالتان‪ ،‬ا م بل دالسبس لدفتدا مدىبفدا ل ل ‪ ،‬مادة (الب ا ية)‪،‬ماجا سابذ‪،‬ص‪.801.‬‬
‫‪ 3‬س يفن م‪ .‬الت‪" ،‬العولات الد لية‪ :‬يادل الد‪ ،‬ة ايات م عددة‪ "،‬ماجا سابذ‪.‬‬
‫‪526‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫"فاا بدا هبديا اهابد 'ضمبنيال'‪.‬دضمبنيالدأ دأسا اإدأ دقظعمالدأرناظدضاادأآدراتيد اظ‪.‬د‬


‫اهاابدضمبنياالدمافدضاالادت ل ااظآديخ ا غدلناساالدا مدىاابفدا ل االإدأ ديا ا ديساابقلد‬
‫عمااااد ه ا هبدع ا دأاهاابدت االدضااادا ممبنياابفدا م ظايطاالدأرنااظدض هاابدضمبنياالدض سااجملد‬
‫( ‪)1‬‬
‫د‬ ‫ياا دض ابض ‪".‬‬

‫كغريتا من االااتات ال اية يف العولات الد لية‪ ،‬ت عسدد عسور ال ايسة الب ا يسة ت فسا ت لسسق درجسة‬
‫االت اسسام السسي يبديسسه م ا تسسا إذل يلسسة مسسن القضسسايا يف السياسسسة العامليسسة‪ ،‬باإل سسااة إذل اخ س وف م لقسساهتم‬
‫االبس ياولوجية امل هجية‪ .‬كاا ا لف ال ايات الب ا ية بال ا إذل ‪:‬‬

‫‪ ‬مكاة ها يف مقابل االاا العقوةن‬


‫الضا ية)ن‬ ‫‪ ‬درجة االةسجام با ة ولوجياهتا املثالية إبس ياولوجياهتا (اجللية‬
‫‪ ‬األذنية الا توليها إذل اللغةن‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬موالفها ااا ال ايات ال قدية األخاى‪.‬‬

‫اقسد ميس مسسثو (‪ )katzenstein et al.1995‬بسسا كسسل مسسن الب ا يسسة العامسسة ال قديسسة ب ا يسسة مسسا بعسسد‬
‫املدا سسة‪ .‬يف لسسا تكلسسم ‪ Ruggie‬يسسن سسوث ةسسسو للب ا يسسةن الكوسسسيكية اجلديسسدة‪ ،‬مابعسسد املدا سسة‪ ،‬الب ا يسسة‬
‫اخ س س وف ساسس س م سسا املقارب سسات‬ ‫ال بيعي سسة‪ .‬كاس سا اال سست ‪ Fierke‬ب سسا مدرسس س ا ب سسا ي ا‪ :‬األ ذل ال ت سساى‬
‫(‪)3‬‬
‫العقوةية يف لا تركد الثاةية يلى سبقية ما ا ه ب س 'االةع اف اللغو '‪virage linguistique‬‬

‫اقا ل س ‪َّ Ted Hopf‬‬


‫اجن‬

‫‪Alex macleod,’’ Les études de sécurité : du constructivisme dominant au constructivisme critique,’’ 1‬‬
‫‪Cultures & Conflits, 54(été 2004).Available at : http://www.conflits.org/index1526.html.‬‬
‫‪Dan O’meara, ’’Le constructivisme : Sa place, son rôle, sa contribution et ses débats,’’ In Théories des 2‬‬
‫‪relations internationales : Contestations et résistances , Op.cit.,p.196.‬‬
‫‪Ibid.,p.197. 3‬‬
‫ما ععوبة اخللوص إذل تعاياات بشأن تص يف ال ايسات الب ا يسة‪ ،‬إال ةسه يبقسى مسن املاكسن اديسد االااتسات السا ميس ت الب ا يسة بالشسكل السي‬
‫تواجسدت يليسه يف الواليسسات امل سدة األمايكيسسة يسن الب ا يسسة األ ر بيسة‪ .‬اا سسا الب ا يسة داخسل الواليسسات امل سدة األمايكيسسة يعالسون سسان قااسة م سساخ‬
‫اكسسا سياسس كثسسا عسسوبة كثسسا تقيسسدا ق سساب األمسسن القسسوم األمايكس ‪ .‬كاسا ةسسه كثسسا مت سسورا لسسول الد لسسة م سسداخل بشسسكل كبسسري مسسا اهليا سسة‬
‫االيديولوجية الو عية‪ .‬يف لا ي خاط ةصار االاا الب ا يف ر با ان األدبيات ال قدية ذات املدى الفلسف امل هج األكثا اتسايا مما ت‬
‫يليه 'العلوم االج اايية الو عية'‪.‬‬
‫‪527‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫"ا ب لدا سهبدعجابدأندتاد دها دديااا هبدا مابمد ا مالآ‪.‬دفهاذخدال اظردضظت طالديااا د‬
‫ث قديب لظعلدا ملعلدايج مبع لدفتدح ادتظغبدا ب لدا مبضلدفتدتملع ديظابضجدي ا د‬
‫ياالع د دتجاابخدا ماابمدفااتدالظعاالدا مدىاابفدا ل اال‪.‬د ع راامادضن ا دلااذادا ظااابضجدت م ا د‬
‫ا ااب اد عااابلردها ا بغ ه د لظعااالدتا ا اهندا هلع االإدا ما اأهقدالض ااتإدالظعااالدا ماااب ند‬
‫دا ب تديماابر دا خبهالدا اتد‬ ‫ظا تد ا سدمدا لعممظاقت‪.‬د ع م يديظابضجدا‬ ‫ا‬
‫تظريدع دىربعبدا ه علدفتدا س بسلدا مب م لد ا ل ظد س بسبفدا لا الد ا نمبفالدفاتد‬
‫( ‪)1‬‬
‫الظعلدا مدىبفدا ل ل‪".‬‬

‫املهيا سة ‪ Constructivisme conventionnel‬ذات الصسبغة الو سعية‬ ‫ت سا ل الب ا ية العامة‬


‫باألساس لول الب سا املعيسار للعقوةيسة‪ ،‬كاسا تسسعى إذل مسد اجلسسور بسا ال ايسات العقوةيسة ال أمليسة ن تس‬
‫سسح ‪Alexander‬‬ ‫ل فسسسها طايق ساء س س اء بسسا املاديسسة الب سسة املثاليسسة االسسادةن اقسسد‬ ‫اسسا ل بسسيلإ ن ا س‬
‫‪ Wendt‬مولفه االبس ياولوج بقوله‪:‬‬

‫اام ا[‪ ...‬د ندأض اابدالسبس ااتدلا ا دا م ا ا د‬ ‫"ايسا ا ض ج بإدفم االدا ااظفدجبا اابدا‬
‫( ‪)2‬‬
‫ايج مبعت‪".‬‬

‫يف لسا يسدااا رخسا ن ك س ‪ Risse, Checkel, Jepperson‬يلسى ن األة ولوجيسا املثاليسة السا ت ب اتسا‬
‫(‪)3‬د‬
‫حنو العقوةية‪.‬‬ ‫تشجيا طايذ س‬ ‫الب ا ية ت الوجه األاضل ل أما العلم االج ااي الو ع‬

‫يلى العكد من ذلإ‪ ،‬ياى ةصار الب ا ية ال قدية ‪ Constructivisme critique‬ا رة تأسسيد‬
‫الب ا ي سسة يل سسى ابسس س ياولوجيا تأ يلي سسة ‪ Interprétative‬ناال س سسليم األة ول سسوج ب سسال كوين امل ب سسادل لك سسل م سسن‬
‫الفاي سسل الب ي سسة ي سسز اهوم سسات تياتاةي سسة يق سسود إذل را سسة ج سسود املق سسا ذ املو سسويية‪ .‬يع ق سسد ‪Katzenstein‬‬
‫‪ Ruggie‬غريذنسسا ن العولسسة بسسا األة ولوجيسسا االبسس ياولوجيا تس مف سساح االةسسسجام السسداخل القسسوة امل قيسسة‬
‫(‪)4‬‬
‫أل مقاربة ة اية‪ ،‬ن االبس ياولوجيا رنق ن تكون م سقة ما اة ولوجي ها‪.‬‬

‫كاا تاك الب ا ية الو عية يلى اكاة السببية مع زة ن القوى املادية تر ا يلسى اال اسا ب ايقسة سسببية ن‬
‫العوامل املثالية ت مل ذ للسببية املادية‪.‬‬
‫‪Ted Hopf,Op.cit.,p.172. 1‬‬
‫‪Dan O’meara, ’’Le constructivisme : Sa place, son rôle, sa contribution et ses débats,’’ Op.cit.,p.193. 2‬‬
‫‪Ibid. 3‬‬
‫‪Ibid.,pp.193-194. 4‬‬
‫‪528‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫ا د‬ ‫"فب ملعاالدضااادا ااب اديدها ا دادع ا ما ندي فاالدسا لدفااتدحا ادع را د ااظ ندا‬
‫ا يفدا ل االإدض ا ادال ماابضه دا مظراايآدا ا د‬ ‫ا لظفااتدا اابنعختدفااتدرااظحه د‬
‫لدا بنعختد اسادا طبقديد‬ ‫ه د م ملدأندا‬ ‫ايس م ج بدغ ظد م ل؛د ضبدي‬
‫عما ااادر ااظح دي اس ااطلدعبضا ا دسا ا تد اح االدأ دح ا ا دأرن ااظد ا ااادض اااد اادلدت ا ا د‬
‫( ‪)1‬‬
‫د‬ ‫ا لظ ف(‪)Analyse des conjonctures‬دأ دع ظدت دفدتأ ع ل‪".‬‬

‫مسا تسسيا ‪،‬تشسسرتك كسسل مسن الب ا يسسة العامسسة الب ا يسسة ال قديسسة يف سسعيهاا إذل جعسسل العسسادل االج اسساي غسسري‬
‫طبيعس ‪ "denaturalize" the social world‬مب ا لسة كشسف تو سيح ن املاارسسات اهلويسات السا‬
‫يع قسد البشسا اسا طبيعيسة مسسلم هسا‪ ،‬تس يف لقيقسة األمسا ة ساج للوكالسة اإلةسساةية ال كسوين االج اساي ‪ .‬كاسا‬
‫يصا ن يلسى جعسل ييسا‬ ‫يشرتكان يف ن املقيقة ال ياتاةية املعاة ت مع يات ةقدية لفهم العادل االج ااي‬
‫عها ان بية ها االج ااييسة يف سسبيل الفهسم الصس يح ملعاةيهسا‪.‬‬ ‫املع يات يف سيالها األعيلن مبعأ رب ها‬
‫يقبسل كوذنسا الساب بسا القسوة املعااسة لسوة املاارسسة يف لسدرهتا يلسى إة ساج املعساة‪ .‬باإل سااة إذل تب يهاسا لفكساة‬
‫(‪ )2‬د‬
‫ال كوين امل بادل با الفايل الب ية ‪Mutual constitution‬‬

‫‪ .2‬حماور البحث ا ألنطولويج يف النظرية البنائية‪:‬‬


‫ت لسسذ الب ا يسسة كا سسور اج اسساي للسياسسسة العامليسسة مسسن اارتا سسات ة ولوجيسسة مثاليسسة ‪Idéaliste‬ناه س‬
‫تع ق سسد ن املقيق سسة االج اايي سسة م سسن سسا ها العول سسات الد لي سسة تص سساش يع سساد تش سسكيلها ي سسز األاع سسال اجلاايي سسة‬
‫ال فايوت االةساةية‪ .‬كاا تركسد املثاليسة األة ولوجيسة يلسى ن الفهسم السسو للعسادل االج اساي ال بسد ن يأخسي‬
‫بعا االي بار األلداث امل شكلة يز الفعل االةساة الواي القصد ‪ .‬ت بيلإ تركد يلى ةه‪:‬‬

‫‪ ‬س سسان إطس سسار ال فايس سسل االةسس سساة‪ ،‬كس سسل لقيقس سسة ‪ -‬مب س سسا ايه س سسا العول س سسات الد لي س سسة‪ -‬مب ي س سسة اج ااييس سساد‬
‫‪Socialement construite‬ناالبشسسا يكوةسسون عسسورا تياتاةيسة يسسن ةفسسسهم يف مقابسسل اآخساين‬
‫كاا ام زنالون تصورات لفة ين موالعهم يف ظل يادل اج ااي يف تغري دا م‪ .‬بيلإ االوجود‬
‫االج اسساي لسسيد مع سسى مو سسوييا ال ذاتيسسا‪ ،‬بسسل ه سكل ب ايقسسة تياتاةيسسة يسسز األاعسسال ال ف سسايوت‬
‫االةساةيةن‬

‫‪Audie Koltz and Cecelia Lynch, ‘‘Le constructivisme dans la théorie des relations internationales,’’ 1‬‬
‫‪Critique internationale 2(hiver 1999), p.154.‬‬
‫‪Ibid.,p.182. 2‬‬
‫‪529‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫‪ ‬ال بيعسة ال ياتاةيسة ‪ :Intersubjectivity‬يشسال الفهسم ال سياتاة كسو مسن الفايسل الب يسة‪ .‬ااملعسايري‬
‫القوايسسد اللغسسات املعسساة الثقااسسات االيسسديولوجيات ت س ظ سواتا اج ااييسسة تشسسكل اهلويسسات تقسسود‬
‫األاعس سسال‪ .‬اس سساألاااد زن س سساجون إذل لبس سسول تس سسي ال س سواتا االج اايي س سسة م س سسن ج س سسل ج س سسودتم تعاي س سسف‬
‫(‪)1‬‬
‫ةفسهم‪.‬‬

‫"فب س بسالدا مب م الدتمابلدي ما دالفاابند ا ما د ا ممابع ظدا ماا ظرلدتاذاتبا بد ا اتد‬


‫ع م هبدا بع ن‪.‬دفب ب ندعظري ندع دا ملدا اذاتباتد ممظفالد اظغ ه دتأر الد‬
‫ا سااملدايج مبع االد ج ا لداياسااباتد ل ندالفااابندا ما ا ظرلدر االدضنب االدتم ااقد‬
‫( ‪)2‬‬
‫ت تدا س ك‪".‬‬

‫املثاليسة املكوةسة مسن األاكسار‪ ،‬العقا سد‪ ،‬القسيم الثقاايسة‪،‬‬ ‫‪ ‬السياسة العاملية ت سدد اقسا للب يسة اإلدراكيسة‬
‫املعايري املرسسات املب ية تياتاةيا مسن طساف الفسايلا كثسا م هسا بب يسة مو سويية ت لسذ مسن يولسات‬
‫القوة املادية ن‬
‫‪ ‬تسسي الب يسسة املثاليسسة ال تسسأ ا اق س يلسسى سسسلوكيات الفسسايلا لك هسسا تشسسارك يضسسا يف تشسسكيل تويسساهتم‬
‫مصاملهم الا تبأ يز ال فايوت االج اايية‬

‫"فب ئاابفدا نمبف االديدتااىثظدع ا دحا افيدا س ا ر بفدا مخ االد ل االدفم ا ديا دأعراابد‬
‫( ‪)3‬‬
‫ع ده هبدالسبس لدا تدالع لبدل علدا ل ل‪".‬‬

‫‪ ‬الفوايسل البسأ مب يسة بشسكل م بسادل ‪ Mutually Constituted‬ناالب يسة يف السياسسة العامليسة تس‬
‫جماوية من القيود الثاب ة ةسبيا الا تفاض يلى سلوك الد ل‪ .‬بسالاغم مسن ن تسي القيسود لسد تأخسي‬
‫يوا سسذ ماديسسة ك سوازن القسسوى السسسوق إال ن املهسسم مسسن جهسسة ة سسا ب ا يسسة تسسو‬ ‫هسسكل ة اسسة ل سواا‬
‫ال يرد إذل إيادة تشكيل كو من الفايل الب ية‪.‬‬ ‫كيف سيرد الفعل‬

‫‪Audie Koltz and Cecelia Lynch, Strategies for Research in Constructivist International Relations 1‬‬
‫‪(New York: M.E.Sharpe, 2007), pp.7-8.‬‬
‫‪Dale C. Copeland,’’ The Constructivist Challenge to Structural Realism: A Review Essay,’’ 2‬‬
‫‪International Security25 (Autumn 2000) :189.‬‬
‫‪Ronald L. Jepperson, Alexander Wendt, and Peter J. Katzenstein , ’’Norms, Identity and Culture in 3‬‬
‫‪National Security’’In The Culture of National Security: Norms and Identity in World Politics ,ed.,‬‬
‫‪Peter J. Katzenstein(New York: Columbia University Press,1996),p.33.‬‬
‫‪531‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫"فب س ا كدأ دا م ا دا ااذآد ا دضفاايادض م ا دفم ا د اامادس ا بقداج ماابعتدتااذاتبات‪.‬د‬


‫عم ا ا مدا ا اابع ندي ط ا ا عظدعدىا اابته دضا ااادا ا ااظعاد فه ا ا ضه دضا اااد ا اادلدا مما اابع ظد‬
‫ا ممبنس اابف‪.‬د يب ااب تدف ااتدغ اابادل ااذخدا مم اابع ظدسا ا ا نداسا ا خلاضبفدا ما ا ردأ د‬
‫ا ممبنساابفدضجااظلردضااادا مم ا ‪.‬دفب مماابع ظدا ج لظعاالدتاما كاظفدا ه عاالد م ااكدي لعاالد‬
‫الفماابلدا ااتدتجماا دضااادا ااظعادعم ظفا ا ندي ااكدا ه عاالد ع ماابض ندضمهاابديب ا ااا د‬
‫( ‪)1‬‬
‫ا مد ‪".‬‬

‫‪ .1.2‬البنائية ومشلكة الفاعل‪/‬البنية‪:)2( Agent/structure problem :‬‬


‫املو سوع ‪.Structure‬اعلسى‬ ‫لقد لا لت الب ا ية إرناد لل إلهكالية يولة الفايسل ‪ Agent‬بالب يسة‬
‫ن اه س لقيقيسسة ‪ Réelle‬ل واجسسدتا‬ ‫يكسسد ال ايسسات ال فس سريية‪ ،‬تسساى ال ايسسة الب ا يسسة ن للب يسسة ربسسا خصسسا‬
‫ان زمن تارسن لقيق ن اج اايية ‪ ،Sociale‬تياتاةية ‪ Intersubjective‬باإل ااة إذل ال ا إليها يلسى‬
‫ياليسة ‪ Processus‬كثسا م هسا سسبق ‪ )3(. Cause‬اسالبأ الد ليسة كالفو سى مسثو لسيد هلسا‬ ‫اسا مسسار‬
‫ر ار مبع ل يسن األاكسار امل ب ساة مسن طساف الفوايسل االج ااييسة‪ .‬لسيا االب يسة ليسست سسببا كاسا تس ي سد‬ ‫جود‬
‫يالية مف ولة لب ا معأ مشرتك‪ .‬يليه يع قد ‪wendt‬‬ ‫لك ها مسار‬ ‫‪waltz‬‬

‫ماد‬
‫ا ‪.‬د د د‬ ‫" ندا مسبعلردا ذات لد س بسالدا ما رديدت جمابندض طم ابدأ دسا بدضاادا‬
‫ر بدا مداجلدأا س بدفاتدعاب دا مسابعلردا ذات الدفااندلاذادعما لد ا دا مم الديد ا د‬
‫ا ديممايلدعاادا ممبنسابفدا اتدت جالد تم الد ا اب دي الد‬ ‫ا ل‪.‬دفددع جلدض طقد‬
‫الد جا لدأ دأثاظدسا تد ابن د‬ ‫ضادا ه عبفد ا م ب دياليدضاادي الدأ اظا‪.‬د ا ند‬
‫ا مم ل‪.‬د ندا مسبعلردا ذات لد س بسلدا م ردضىسس بندأرناظدض همابدسام بندأسبسا بند‬
‫( ‪)4‬‬
‫دلتدضبدت م دا ل ل‪".‬‬ ‫‪.‬دفب‬

‫‪Ted Hopf, Op.cit.,p.172-173. 1‬‬


‫‪ 2‬تس خدم الكثري من الك ابات تاية مغاياة للا اي ادةاتا ملسألة ‪ Agent/structure‬ت الوكيل‪/‬اهليكسل‪ .‬لسد جساى ت سا ل تسيا ال قساش بدايسة‬
‫يف يلم االج ااع‪ ،‬دار لول‪ :‬تل تسف َّسا ال سواتا االج ااييسة بجرجايهسا إذل اعسال األاسااد د ااعهسم م ن ذلسإ لسن ي سأتى إال بسالاجوع إذل اال اسا‬
‫تياكله ت اك اخ وف يف األدبيات لول الفايسل‪ :‬تسل تسو الفساد الوالسد كاسا يساى جيسدة م ن ال بقسات االج ااييسة شنكسن ن تكسون الفوايسل‬
‫لسق ااا تورين م ةه شنكن املس ج بسا االاساتا اسياكن ن يكسون الفايسل اساداء جماويسة تسو ر تسوايق جسا بسه كسا ز ااايسدبي ‪ .‬كاسا ن‬
‫ت سساك اخ س وف لسسول الب يسسة‪ ،‬اهسسل ت س ب يسسة سسددة ماك يسسة مثسسل امل اسسة يف مكسسان العاسسل م ت س يولسسات اهليا سسة االج ااييسسة‪ ،‬كاسسا توجسسد يف‬
‫الدين‪.‬‬ ‫املرسسات السياسية امل اات م ن الب ية م عددة تشال البري لااطية‪ ،‬ال ام السياس ‪ ،‬االل صاد‪،‬‬
‫‪Dan O’meara, ’’Le constructivisme : Sa place, son rôle, sa contribution et ses débats,’’Op.cit., p.185. 3‬‬
‫‪Ibid. 4‬‬
‫‪535‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫ت شكل الب ية امل اة لسلوكيات ا اعال ا لسق تصورات ‪ Wendt‬من وث ي اعا ساسية‪:‬‬

‫‪ ‬يز املعارف املعاة اجلاايية املشرتكة امل بثقة ين ال فايل با الفوايل االج ااييةن‬
‫ال تسسزز ليا هسسا الفعليسسة إال مسسن خسسول تسسأ يوت‬ ‫‪ ‬املصسسادر املاديسسة السسا ال ت خسسي مع ا‪/‬عسسبغة‬
‫الفايلا الا ت عكد يلى ممارساهتمن‬
‫‪ ‬ممارسات ترال الفايلا‪.‬‬

‫يليسه زنسا ل الب سسا يون ربس البسسأ الفسايلا إدراكسساهتم للوالسا يف يولسسة جدليسة يكسسد ال ايسات الوالعيسسة‬
‫الب سا يون‪-‬ال يع قسد ن بوجسود السا اج اساي‬ ‫الا تفصل بي هاا مت ح ذنيسة أللسدذنا يلسى اآخسان اهسم ‪-‬‬
‫ماد‬ ‫طبيعية ه‬ ‫خارج مو وي مع ى بعي ه‪ ،‬ألن الوالا االج ااي ‪ -‬ي دتم‪ -‬ليد لدة مادية‬
‫خارج الوي اإلةساة ‪. Human Consciousness‬‬

‫"فب لبم ا ل ت[ر ل ن رب لابمدا امساتإ غ اظ ض جا ل ياب طظرإ ي عااا‬


‫ا سا ي سا إ ر ا ا ضظل اال يا اال ا ااظ‪ .‬ن ا لابم ا ال ت لا ضاا ا اظا‬
‫ااظ اناسابات ا اظفإ ضجم عال ضاادالفاابنإ ي ابي فااظآإ‬ ‫اناسابن ‪.‬فها ا اب‬
‫ضاا قاظف ي ات ا ااظ فات سا بق هضاابات‬ ‫ا ممابع ظ ا ات الما‬ ‫الابم ما‬
‫فات ا مدىابف ا ل ال ا مب مالإ فاان ا لابم‬ ‫ض ا ‪ .‬ما تف اظف الفاابن ا ات تال‬
‫( ‪)1‬‬
‫ا س س ف ظ ضمهب رذ كإ لندا لبم ع رما ت ك الفابن‪".‬‬

‫يلسسى اي بسسار ‪ wendt‬مسسن األ ا سسل السسيين سسار ا تسسي املسسسألة يف لقسسل العولسسات الد ليسسة‪ ،‬اهسسو يسساى ن‬
‫ال ايات املعاعاة لل ام العامل ا ساج إذل ن ت ضسان تاكيس اء يلسى الفوايل‪/‬السد ل(‪ ،)2‬بس فد دنس تاكي تسا املسارل‬
‫جهان لعالة الدة‪.‬‬ ‫يلى البأ ألااا ي صاان م وزمان‬

‫‪ 1‬يبد ال اعا السدين ج سدرل ‪" ،‬اةعكاسسات اسوالت ال سام السد رل ملسا بعسد املساب البساردة يلسى االااتسات ال ايسة الكسزى للعولسات الد لية"(رسسالة‬
‫دك ورا يف العولات الد لية‪ ،‬لسم العلوم السياسية العولات الد لية‪ ،‬جامعة بات ة‪،)5002،‬ص‪.‬‬
‫‪ 2‬يع قد ‪ wendt‬ن تم األطااف الفايلة يف السياسة العاملية ت الد ل‪ ،‬ن سي اهتا سوف تس اا‪.‬‬
‫‪532‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫الس ياسة العاملية‪:‬‬


‫‪ 2.2‬الهوايت واملصاحل يف ّ‬
‫يعسد مفهسوم اهلويسة ‪ Identity‬املصسل ة ‪ Interest‬مسن بسا تسم األد ات ال ليليسة ي سد الب سا يا‪.‬‬
‫اان جهة ة اتم ‪،‬ت ا ا كل د لسة هوي هسا اخلاعسة املشسكلة اج ااييسا يسز املعسايري‪ ،‬القسيم‪ ،‬األاكسار املرسسساتية‬
‫للبيةة االج اايية الا ت فايل ايها الد ل‪.‬‬

‫"فب ه عا ا ا اابفديدتخا ا ا ااظ دعا ا ا ااادر اها ا ا اابدعدىا ا ا اابفداج مبع ا ا ا االدت ف ا ا ا ااظدع ا ا ا ااظدا ا ا ا اايضاد‬
‫ا سا بىبف[‪ ...‬ا اهبدرااذ كإدفهااتد سا دي ا بفدثبي االد مفااظالدأ دا جمبعاابف؛د‬
‫فبلفظالدع ج ند عم ل ند ا ب دم اته دأرنظدضادر اهبدىلد م دضمه ‪)1(".‬د د‬

‫ال اية االل صادية‪.‬‬ ‫االد ل ت ا ا هوية مرسسية تسولد من خوهلا تدااها الا يسية كاألمن االس قاار‬
‫كيسف ت سا السد ل ل فسسها يف مقابسل بالسد ل‬ ‫يع اد اقيقها ملثل تي األتداف يلسى توياهتسا االج ااييسةن‬
‫األخاى يف اال اا الد رل‪ .‬يليه اه تقوم بب ا مصاملها الوط ية يلى سساس تسي اهلويسات‪ .‬مسن املهسم إدراك‬
‫املعسسأ املقيق س لس سسلارسسة ي سسد الب سسا يان اهسسم يسسا ن يف املرسسسسة جماويسسة اب سسة ‪ -‬مس س قاة ةسسسبيا ‪ -‬مرلَّفسسة مسسن‬
‫مع يسسات معاايسسة ال شنكسسن الفصسسل بي هسسا بسسا اكسسار‬ ‫تويسسات مصسساحل‪ .‬كاسسا اسسا يبسسارة يسسن كياةسسات إدراكيسسة‬
‫(‪)2‬‬
‫ب سسا ء يلسسى تسسي الاإيسسة‪ ،‬اسسجن املرسسسسات تس ياليسسة اسس يعاب‬ ‫الفسسايلا لسسول ال ايقسسة السسا يعاسسل هسسا العسسادل‪.‬‬
‫مسعى يقا خارجها ير ا اق يف السلوك‪.‬‬
‫ء‬ ‫داخل للهويات املصاحل اجلديدة‪ ،‬ليست‬

‫لقد لامت االااتات ال فسريية ‪ -‬الليزالية الوالعية اجلديدتا يلى جه اخلصوص اقا ألةصار االاسا‬
‫الب سسا ‪ -‬بسسالرتكي يلسسى مسسسألة تع سسيم امل سااا بعيسسدا يسسن م غسسري اهلويسسة(‪ ، )3‬ت س هسسيا تبقسسى يسساج ة يسسن تقسسد‬
‫إجابسسات ا س ة يسسن سسسةلة تامسسة مسسن لبيسسل‪ :‬كيسسف مت َّكسن الفسسايلون يف العولسسات الد ليسسة مسسن تكسسوين تويسساهتم‬
‫املالية‪ ،‬املصاحل امل ولدة ي ها كيف سيجا ال غيري املس قبل يف املصاحل يف اهلويات‬

‫‪Audie Koltz and Cecelia Lynch, Strategies for Research in Constructivist International Relations , 1‬‬
‫‪Op.cit.,p.65.‬‬
‫‪ 2‬مارتن غايفيثد تري كاالتان‪ ،‬ا م بل دالسبس لدفتدا مدىبفدا ل ل ‪ ،‬مادة (الب ا ية)‪،‬ماجا سابذ‪،‬ص‪.801.‬‬
‫‪ 3‬يسرد م غسري اهلويسة الرتكيس يلسى اليلهسا اقسا للب سا يا د را مهاسا يف إمكاةيسة الس كهن ةسد ث ال غيسري م ال يف السياسسة العامليسة‪ .‬افس جمسال اهلويسة‬
‫ت اك م ااسة مس ااة لول السسي اة يلسى القسوة الكام سة يف إة ساج املعساة داخسل االاويسة االج ااييسة‪ .‬يسأل ال غيسري يف السياسسة العامليسة بعسد ن يقسوم‬
‫الفسايلون يسز ممارسساهتم ب غيسري القوايسد املثسل املرسسسة لل فايسل السد رل‪ .‬تسيا زنسدث ي سدما ت غسري مع قسدات تويسات الفسايلا احملليسا‪ .‬لسد ت سا ل‬
‫العديد من الدارسا الب ا يا مسألة ال غري يف السياسة العاملية ‪.‬اعلى سبيل املثسال‪ ،‬ت ساك دراسسة ررنس لسول إمكسان تغ ّسري ال سام العسامل إذا مسا اة صسا‬
‫االااد السوايا ملاةيسا يف املساب العامليسة الثاةيسة ‪ ،‬ليسث زناسل ك ّسل م هاسا تويسة لفسة يسن تويسة الواليسات امل سدة األمايكيسة‪ ،‬ة يجسة لسيلإ اسجن‬
‫اات ال ام العامل كاةت س غري تبعاء ل غري اهلويات‪.‬‬
‫‪533‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫االوالعيسة اجلديسدة مسثو تقسوم بساارتاض ن كسل الولسدات يف السياسسة العامليسة هلسا تويسة السدة‪ .‬تسيا يعسأ ن‬
‫الد لة يف لف األ لات األماكن‪ ،‬ت لذ داخلياء من اهم ابت‪ ،‬غري م غسري سدد معسا ف سسلفاء هلوي هسا‪.‬‬
‫الثقاايسة‬ ‫مسا الب ا يسة‪ ،‬اهس تساى ن تويسة الد لسة اديسدتا ملاتيسة ةفسسها م غسرية‪ ،‬تع اسد يلسى األطسا ال ارسنيسة‬
‫االج ااييسسة‪ .‬لسسيا‪ ،‬اسسجن اهسسم اهلويسسات سسور لفهسسم السياسسسة العامليسسة‪ .‬ااهلويسسات تسسر ا يف املصسساحل األاضسسليات‪،‬‬
‫ليث إن توية الد لة تعكد اضلياهتا اعاهلا القادمة‪ .‬تفهم الد لسة اآخساين ب سا ء يلسى اهلويسات السا تضسفيها‬
‫( ‪)1‬‬
‫يليهم‪ ،‬بي اا تقوم يف الولت ةفسه بجيادة إة اج توي ها من خول ال فايل االج ااي الدا م‪.‬‬

‫ي قد ‪ Wendt‬ن اهلويات سابقة للاصاحل‪ ،‬ذلإ ألن‬

‫"ا ه عبفدت اللدضبل الدا ابع اإدفاتدحا ادتمااندا م اب دضابدعا لدلاىييدا ابع ند‬
‫اا لدع ا ا ‪.‬دفب م ااب دتم رااتد جا ا لدا ه ع اابف؛دفب بعاا ديدعما ا ا دأندع االلد‬ ‫ا‬
‫دضادل ن أندعمظفدضادل دأ ي‪)2(".‬د د‬ ‫ض‬

‫غري ن اهلويات لدتا ال تفسا األاعال‪ ،‬تيا يعأ ن اهلويات مسن د ن مصساحل تف قسد الاغبسة الدااعسة‪،‬‬
‫كاا ن املصاحل من د ن تويات تف قد الوجهة ال ايذ‪ .‬يلسى يكسد ال ايسات الوالعيسة السا تساى ن املصساحل‬
‫سسددة سسسلفا‪ ،‬اسسجن الب سسا يا يع قسسد ن اسسا لسسد ت بسسدل يلسسى املس س وى العسسام هسسأاا هسسأن اهلويسسات الي اادتسسا يلسسى‬
‫املاارسات ال فايوت الا تثريتا املرسسات‪.‬‬

‫‪ 1‬لسن املاج يل محد‪ ،‬ماجسا سسابذ‪ .‬غسري ن العديسد مسن ال قساد يشسري ن إذل ة سا ال ةس دقبىسل يلسى ال فسايوت مسن د ن تويسة مسسبقة‪ ،‬بسدال مسن ن‬
‫ت كون تويات ا يز ال فايل اجاا تسبذ ذلإ ج يا‪.‬‬
‫‪Dario Battistella, Théories des Relations Internationales, Op.cit.,p.299. 2‬‬
‫‪534‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫املطلب الثاين‪ ّ :‬دالراسات الأمنية البنائية‪ :‬الأمن كبناء اجامتعي‬


‫لق سسد اخ ل سسف الفك سسا الب سسا يف ال ّد راس سسات األم ي سسة كا سسا يف ة اي سسة العول سسات الد لي سسة ب سسا تي سسار مه سسيان‬
‫لسول ك ساب "بيسرت كات ةشس اين" ‪ Peter Katzenstein‬املوسسوم ب سس" ‪The Culture of‬‬ ‫تأسسد بساألخ‬
‫‪ " National Security : Norms and Identity in World Politics‬بدرجسة لسل ك ساب‬
‫"‪ " Security Communities‬لكسسل مسسن "إشناةويسسل دلسسا"‪" Emanuel Adler‬ميكا يسسل بارةسست"‬
‫(‪)1‬د‬
‫‪ Michael Barnett‬من جهة‪ ،‬ةصار الب ا ية ال قدية من جهة خاى‪.‬‬

‫عه " دلا بارةست" ‪ Adler et Barnett‬للب ا يسة يو سح بشسكل جلس االاسا العسام‬ ‫اال عايف الي‬
‫لألغلبية‪،‬‬

‫"فه دعالعتدياأندا ابع ادا ا يل ادىالد ام ادفاتدي الدضم بنعالد ضبلعالدفاتد ند احالد‬
‫آدع ا دى اعالد‪règles‬د ض ابلند‪)ressources‬د لاتدتأ اذدفاتد‬ ‫(يمم دأاهبدت‬
‫ايع بند ح مبلدأا إد امادا لاظ فدا مد مالدعسا ط ادا ابع ندأندعد ال ادا ه عابفد‬
‫( ‪)2‬‬
‫د‬ ‫دا ممبع ظدا تدتظت ديسدمدضس مظ‪".‬‬

‫كاسسا ةسسه يف لسسا يواعسسل " كات ةشس اين "‪ Katzenstein‬ت بسسا تداسسه يف "توسسسيا الو سسعية الوس س ى"‬
‫لغساض اليسل األمسن السوطأ‪ ،‬يصسا " دلسا بارةست" ‪ Adler et Barnett‬يلسى ن ة ايسات العولسات الد ليسة‬
‫سسعية سس ية ةفعيسسة بسا جهسسة ال سسا السا تسساى ن اهلويسة املاارسسسات الد ليسسة ال‬ ‫شنك هسا رنسسق يليهسا ن ا سسل‬
‫ممكن"(‪.)3‬‬ ‫شنكن هلا ن ت غري با جهة ال ا األخاى الا تقول بأن "كل ه‬

‫املهيان ‪"-‬كات ةش اين رخا ن " ‪Katzenstein‬‬ ‫اال صور األمأ الي شن دله ةصار االاا الب ا‬
‫‪ et all‬من جهة " دلسا بارةست" ‪ Adler et Barnett‬مسن جهسة خساى ‪ -‬يبقسى اا سا كثسا ممسا ي بغس ‪.‬‬
‫بالسسد ل كاسا يفصسسح ي سه اسسو ي سوان الك سساب احملسار مسسن طسساف‬ ‫افس كسسو املسال ا‪ ،‬ي علسسذ األمسن لبسسل كسل هس‬

‫‪Jef Huysmans‬‬ ‫‪ 1‬لقسد مثسل تيسار الب ا يسة ال قديسة كسل مسن‪" :‬ديسدي بيغسو" ‪"،Didier Bigo‬كسارين ايسارك"‪"، Karin Fierke‬جيسف تاي مسان"‬
‫‪"،‬بيسل مكسسويأ"‪" ، Bill McSweeney‬جي سا يلسدز" ‪ Jutta Weldes‬السيين لسا لوا املسد مسن الب ا يسة املهيا سة‪ ،‬ب قسدتم لألاكسار السا تضسا ها‬
‫مرلَّف "كات ةش اين"‪ Katzenstein‬يدم ر اتم ين إسهامات مدرسة كوب هاجن باإل ااة إذل اي اادتم يلى مقاربة اج اايية‪-‬لغويسة راضسهم‬
‫لل ية الو عية‪.‬‬
‫‪Alex macleod,’’ Les études de sécurité : du constructivisme dominant au constructivisme critique,’’ 2‬‬
‫‪Op.cit.‬‬
‫‪Ibid. 3‬‬
‫‪535‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫"كات ةش اين "‪ .Katzenstein‬للوتلة األ ذل‪ ،‬يبد كل من " دلسا بارةست" ‪ Adler et Barnett‬جمسازاا‬
‫ةويسا مسسا حملا ل هاسا إليسسا بعسث مفهسسوم "اجلاايسة األم يسة" ‪ Communauté de sécurité‬السسي طالسه‬
‫بسساأللاى "اجلاايسسة األم يسسة‬ ‫"كسسارل د ي س ش" ‪ )1(Karl Deutsch‬مسسن لبسسل‪ ،‬باي قادذنسسا ن تسسي اجلاايسسة‬
‫ال عدديسة" ‪ communauté de sécurité pluraliste‬تعسأ ببسساطة جهسة يسز ط يسة ت كسون مسن د ل‬
‫د(‪)2‬‬
‫يدة ذات سيادة‪.‬‬

‫"فب اال لدعماااادأندت ا دض لماالد اامادضجم عاالدضااادا مدىاابفدايج مبع االدا ااتد‬
‫دع ا دأاهابدجمبعال‪.‬دف اتديما دال ىابفإدتما دجمبعالد‬ ‫عماادأندت ه دياا ده‬
‫ا ال لدلااذخدعدىاابفدسا م لدضاابدعما هاابدضااادتاااا دجمبعاالدأض االد أح بااابدأ ااظادي‪.‬د‬
‫فب جمبعبفدالض لدلتدتطا نافداابلنرداسا بإد ضاادم اكدف ج للابدىالدغكابددضد دهدمد ابد‬
‫( ‪)3‬‬
‫د‬ ‫يس بدل م لدا لظعبفدا اىم لدع دالضادا ل ت‪".‬‬

‫سسان تسسيا السسسياق‪ ،‬يبقسسى مفهومهاسسا يسسن األمسسن تقليسسديا بدرجسسة كبسسرية‪ .‬اقسسد ات اسسا بالب سسث يسسن ال ايسسذ‬
‫ذني سسة‬ ‫الوسس س ال سسي يع سساض م رن سسا م سسن املثالي سسة – ال سسا تق سسا مبص سساحل ال سسد ل بي سسد ا سسا تواج سسه ال ا سسال ال سسور‬
‫املرسسسسات السسي تسسسايد السسد ل يلسسى تسسيليل االااتسسات األسسسو – الوالعيسسة – السسا يسسدرك ممثلوتسسا األساسسسيا‬
‫األسسسو لكس هم يسس اا ن يف الك ابسسة يسسن ال سسا ف السسا بجمكااسسا ن ترسسسد ل غيسريات سسسلاية ألهسسكال جديسسدة‬
‫مسسسألة مسسن يسسسكا إن كسسان يضسسم‬ ‫مسسن ال سسيم السياسس ‪ .‬يليسسه شنكسسن القسسول ن األمسسن تسسو لبسسل كسسل هس‬
‫جماوية من املعايري القيم‪.‬‬

‫من جه ه‪ ،‬اقد يلن "كات ةش اين "‪ Katzenstein‬داعة الدة ةه املشاركون يف إيداد ك ابه ي ب سون‬
‫تعايفا موسعا تقليديا للدراسات األم ية‪.‬‬

‫‪ 1‬يعود ت ويا تيا املفهوم إذل "كارل د ي ش" ‪ Karl Deutsch‬يف مخسي يات القان العشاين بعد ليامه بدراسة امزيقية )‪ (empirical‬مس فيضة‬
‫مل قة مشال األطلس ‪ .‬اقد اديى "د ي ش" ن اكاة اجلااية األم ية ت هكل من هكال ال عا ن الد رل شنكسن لسه‪ ،‬يف بعسة ال سا ف‪ ،‬ن يسرد‬
‫إذل االةدماج (ال كامل)‪ .‬لد جادل "د ي ش" بأن اجلااية األم ية ت شكل با طااف اايلة مشاركة لا يكون لشعوها ال سياا خنبهسا السياسسية‬
‫تولعات للسوم اياا بي هم يف املا ا من جل املس قبل‪ .‬االفكاة الا مفادتا "ياية الولاب" مسن هسأاا ن ت قسل ل صسبح يسدم جسود إيسدادات‬
‫م اة تامة لل اب الع ف يلى ة اق اسا‪ .‬لد جادل "د ي ش" بأن األدلة االمزيقية )‪ (empirical‬يسن اةعسدام تسيا اإليسداد مسن هسأةه ن‬
‫يثبت اكاة "الولاب"‪.‬‬
‫‪Ibid. 2‬‬
‫‪Emanuel Adler and Michael Barnett,’’ A framework for the study of security communities,’’ In 3‬‬
‫‪Perspectives on World Politics, ed. Richard Little and Michael Smith,Op.cit.,P.227.‬‬
‫‪536‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫" ا ا ه دعمااظ نديخساابنردا ان ااظد نياا دا م اا د مادحددساا دلناساابفدالضااادالرنااظد‬


‫( ‪)1‬د‬
‫د‬ ‫مب‪".‬‬ ‫اتسبعبدلا دض لاندا لناسبفدايس ظات ج لدالرنظدتط ناد‬

‫يليه يبقى األمن العسكا تو هكل األمن الي زن ى بات اامهم لبل كل ه ‪ .‬كاا اسم يسسلاون‬
‫ةد د الب ا ية املهيا ة ب أكيدتم يلى ن ت ور السياسة العاملية يأل يف عاحل توسسيا ميسدان األمسن يف ااساتان‬
‫ألجل اهم املسا ل غري العسكاية الفوايل غسري الد التيسة مسن جهسة‪ ،‬لبسول اكساة ن املقاربسات مسا بعسد الو سعية‬
‫كث سسا ياقس سسا ملي سسدان دراس سسات األمس سسن الس سسوطأ ة ايس سسة العولس سسات الد ليس سسة مس سسن تلس سسإ‬ ‫تع سساض ا سسديات مقلق سسة‬
‫االخ واات املوجودة با األةواع امل ااي ة من ال اية ال فسريية‪.‬‬

‫يلسسى يكسسد مفهسسوم اجلاايسسة األم يسسة السسي اللسسى جفسسا مسسن لبسسل غلبيسسة الب سسا يا بسسسبق املسسد د السسا‬
‫تضسسعها ال سسا ف الد ليسسة يلسسى تسسي اجلاايسسات‪ ،‬اسسجن اكسسار "كات ةش س اين "‪ Katzenstein‬اايقسسه لسسد يااسست‬
‫يلسى اهلويسة الوط يسة‪ .‬ةسسق‬ ‫الكثري من اجلدل‪ .‬اف عايم اليلهم ي بدى مفهوم "اهلوية" الدال لبل كسل هس‬
‫"كات ةشس س اين "‪ Katzenstein‬توي سسة ال سسد ل ت ه سسا م سسن خ سسول تف سسايوهتم م سسا ل سسف البية سسات االج اايي سسة‬
‫الداخليسسة الد ليسسة‪ .‬يليسسه اه س ت جلسسى كسسساة اسسو الب سسا ات املخ لفسسة للد لسسة األمسسة‪،‬د تسسيا املسسسار السياس س‬
‫د(‪)2‬‬
‫ياوما رنعل الفوايل ت خاط يف عااع ما بعضها البعة‪.‬‬

‫"ع‪...‬ن فالنار اابفدا هلع االد دت ا ا نافدالض ااادضظت ط االديا ااا د ث ااقدي مظعا ا دا ه ع االد‬
‫ا ق ل‪.‬دفماد مادا م بهظدا مابنرلدفتدتاا دا ه علدا ق لداذرظدا من دا اذآد‬
‫عجساالخدأعراابيدا ل االد هاابد مابا هاابد اال نلبدفااتدا لاابمدا اال ت؛دت ا نل د لااظرد‬
‫ا ا ندا ااذآدعم ا اا ا دع ااادا ل اابمد‬ ‫ا ااتدتم اه اابدا اال لدال ااظادعا ا ه ‪.‬د أ ا اظادا‬
‫ا اال لدال ااظادا ماااا لد ا ع‪...‬ندفااالناكدا ااظد(‪)L’autre‬دعااىثظدع ا دض خااذد‬
‫ا إد‬ ‫ا م اظانديمم ر ا دأندا خاابن د(‪)L’étranger‬دىاالدعا ا ندهاالعقإدح ا إد‬
‫( ‪)3‬‬
‫د‬ ‫عل دأ ديا ديسبقلدض بعل‪".‬‬

‫اعلى سبيل املثال‪ ،‬لا ل "جوتا يلدز" ‪ Jutta Weldes‬هاح السسلوك األمايكس إبسان زمسة الصسواريو‬
‫الكوبيسسة اة ولسسا مسسن السسد ر السسي لعب سسه اهلويسسة اخلارجيسسة سسان مسسسار تشسسكيل ب سسا املصسسل ة الوط يسسة‪ .‬ا سسسبه‪،‬‬

‫‪Alex macleod,’’ Les études de sécurité : du constructivisme dominant au constructivisme critique,’’ 1‬‬
‫‪Op.cit.‬‬
‫‪Ibid. 2‬‬
‫‪Alex Macleod, Isabelle Masson et David Morin,’’ Identité nationale, sécurité et la théorie des relations 3‬‬
‫‪internationales,’’ Études internationales 1(mars 2004), p.12.‬‬
‫‪537‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫ج سسه ال ايق سسة الس سسا َّل هس سسا الق سسادة األم س سايكيا ةش سسا الصس سواريو‬ ‫ال ص سسور اخل سساص للهوي سسة األمايكي سسة ت سسو ال سسي‬
‫السواياتية‪.‬‬

‫غسري ن مسا يهسسم اقسا لس س "كات ةشس اين "‪ Katzenstein‬تسسو األ سا السي سنلفسسه تغسري اهلويسسة يلسى املصسساحل‬
‫الي ير ا بد ر يلى سياسة األمن الوطأ‪ .‬اهي ال اة للعولة اخل يسة بسا اهلويسة املصساحل لسد ا راضسها مسن‬
‫لبسسل "مكس سسويأ" ‪ McSweeney‬إلغفاهلسسا لقيق سسة ن املص سساحل اهلويسسات ت سسأ ا بش سكل م بسسادل‪ .‬كا سسا ن ت سسيا‬
‫س سسح "جيزسس سسون‪ ،‬ا س سسدت‬ ‫االا سسا الب سسا ل سسد سسب يول سسة اهلوي سسة‪/‬األمن سسان إه سسكالية س سسببيةن اكاس سسا‬
‫اهلويسسات‬ ‫كات ةشس اين"‪ Jepperson, Wendt et Katzenstein‬اسجن السسيوهتم تقسسدم املعسسايري‪ ،‬الثقااسسة‬
‫(‪)1‬‬
‫ان اس دالالت يلى السببية الا متد سياسة األمن الوطأ‪.‬‬

‫إن الفا سسية املاك يسسة املشسسرتكة بسسا لسسف املقاربسسات الب ا يسسة لسسول األمسسن ال ّدراسسسات األم يسسة ت س اي بسسار‬
‫األمن ب ا اج ااييا‪ .‬اكاا جادلت ‪"،‬كارين ايارك"‪ Karin Fierke‬اج ّن‪:‬‬

‫"ي اابيدرااتيدضاابدل ا دفم ا دعج اابد ا دا ا ا الدض ا عبدأ در ا ئبدض س ساابد ا دعااااد‬
‫ض جا لا‪.‬د اااادلااذاديدعم ااتديب رااظ نردأا ا ديد ج ا لد اااتيدراابلضادأ دأندلااذادالضاااد‬
‫ضجاظلدضاادا مم ا ‪.‬دفاابلضادعمااادأندع ها دع ا دسا دا منابلدع ا دأاا دحمبعالدا ما د‬
‫امبدرهااذاد مضااادعخ ظااابدا م ا دعااادضبل االدلااذخد‬
‫ا مظريعاالد جمبعاال‪.‬دي االدأندتمظع اابدض سا د‬
‫ا جمبعلدفتدحلدماتهبد ضبدلتدى مهبدا ج لظعلد ضاادلاتدا جهالدا اتدعمااادأندعاأتتد‬
‫( ‪)2‬‬
‫ض هبدا هلعلد هذخدا م د ر دعماادت م قدا مبعلد هذخدا م د تظى هب‪".‬‬

‫السيالات ت ور يز ال فايل االج اساي‬ ‫بال سبة للب ا يا‪ ،‬اإلجابة ين تي األسةلة ا لف باخ وف ّ‬
‫بسسا الفواي سسل‪ .‬كا سسا ن ت سسي اإلجاب سسة – امل ف سسا ض لوهل سسا سسان س سسياق اج ا سساي ت سسارسن خ سساص م سسن خ سسول‬
‫ال فايل االج ااي – ت الا الق األمن إذل الكي وةة‪.‬‬
‫يلسسى يكسسد الفهسسم العقسسوة للقسسوة السسي اتصسسف دا اسسا بالضسسيذ املاديسسة‪ ،‬يسساى ةصسسار االاسسا الب سسا يف‬
‫"املعااسسة املب يسسة اج ااييسسا" ‪ Socially constructed knowledge‬ي سامو مسسن يوامسسل "القسسوى املثاليسسة"‬
‫يف مصساحل الد لسة توياهتسا‪ .‬إ سااة إذل اسم غسري مع يسون اقس‬ ‫‪ Ideational Forces‬الا تر ا بدرجة خ‬

‫‪Ibid.p.14. 1‬‬
‫‪Matt Mcdonald,”Constructivism,” ,” In Security Studies : An Introduction, ed . Paul D.Williams , 2‬‬
‫‪Op.cit.,p.61.‬‬
‫‪538‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫ال‪ .‬يليسه ااملقاربسة الب ا يسة ال ت كسا ن القسوة املصساحل‬ ‫مبا تع ية القوة بل مبا ترديه تصس عه يضسا سسوا ياسدا‬
‫يلسسى درجسسة ياليسسة مسسن األذنيسسة‪ )1(.‬اباإل سسااة إذل القسسوة تسسر ا اهلويسسات املعسسايري يف كيفيسسة تعايسسف اديسسد املصسساحل‬
‫األم يسسة‪ .‬يف ذات السسسياق‪ ،‬ي ضسسان الفهسسم الب سسا للقسسوة كسسو مسسن القسسوة الصسسلبة ‪ ،Hard Power‬مسسا يسسساه‬
‫الوجسسه اإلل ام س للقسسوة مسسن جهسسة القسسوة‬ ‫"جيفسسا هسسيكل"‪ Jeffrey T .Checkel‬بس سس‪Hard-Edged :‬‬
‫م عسسددة األ جسسه ‪ Multi-Faceted‬السسا تعسسأ مبفسساتيم القسسوة السسا ت خ سسى لسسد د القهسسا اإلل س ام ل شسسري إذل‬
‫بعادت سسا املرسس سساتية اإلة اجي سسة بش سسكل م سواز‪ .‬يع سساف "جيف سسا ه سسيكل"‪ Jeffrey T .Checkel‬الق سسوة‬
‫يلى اا‪:‬‬ ‫املرسساتية بدرجة خ‬

‫"ضظاى لد ا اع د مره ديطظعملدغ ظدض برظرإدأعاادت سا دا مىسسابفدا ظسام لد غ اظد‬


‫ا ظسا اام لدرا ااددضا ااادا بع ا ا د'أ'د دا بع ا ا د'ا'؛د يب مم ا ا دع ا ااظدى اعا االد أقا ااظدلا ااذخد‬
‫( ‪)2‬‬
‫د‬ ‫ادى لدع دأفمبلد'ا'‪".‬‬ ‫ا مىسسبفإدعس ط اد'أ'داح ايد‬

‫ما القوة اإلة اجية ‪ Productive Power‬ا ولد ت ول يز اخل اب ة اة املعااة‪ .‬يليه‬

‫ااابنديدتم اااتدا م ااابلندا دهضااالد اااظ د احااالد نالتا ا دع ا ا دا ا اظعاد‬ ‫"ف ااب م رديب‬
‫ف سا اابإدي ا ا دت ما االالبد ا ا دس ا ا طلدت لعا االدا مما ااباتدا ما ا ا ظرلدا ما اا االد ه عا اابفد‬
‫ا م ب د س ر بفدا ل لد ضمبنسبتهب‪)3(".‬ددد‬

‫تيا‪ ،‬ي م ال ا إذل السد ل يلسى اسم "اليبسوا د ار" ‪ Role Players‬زنسا لون دا مسا ي اسسق يع سز‬
‫سسعية سسددة‪ .‬مسسن تسسيا امل لسسذ‪ ،‬ت صسساف السسد ل اة ولسسا مسسن املعسسايري امل ضسسا ة ألسسسد‬ ‫ياسسو ع س ي ا سسان‬
‫السلوك امل اسق‪ .‬االد ل ت وااذ إذل املعسايري لسيد ألجسل ال فعيسة القصسوى كاسا تفسرتض مقاربسات اخليسار العقسوة‬
‫بسل ألاسا تفهاهسا بشسكل مو سم جيسد سان "م سذ ال اسسق" ‪ .Logic of Appropriateness‬كاسا ن‬
‫ال ساة الب ا يسة إلدراك ال هديسد ‪ Threat Perception‬ا لسف يسن ال صسورات الوالعيسة مسن جسه مهاسة‪ .‬اقسد‬
‫مثلست تصسسااات االاسساد السسسوايا بال سسسبة للسوالعيا اجلسسدد مسسثو هتديسسدات مو سسويية يلسسى يكسسد الب سسا ا السسيين‬
‫جسسادلوا بسسأن ال هديسسد يبسسأ اج ااييسسا‪ .‬ابي اسسا رك س ت الدراسسسات ال قليديسسة لألمسسن يلسسى ال هديسسد‪ ،‬تفسسرتض ال ايسسة‬

‫‪Nilüfer KARACASULU and Elif UZGÖREN,’’ Explaining Social Constructivist Contributions to Security 1‬‬
‫‪Studies,’’ PERCEPTIONS (Summer-Autumn 2007):p.36.‬‬
‫‪Jeffrey T .Checkel,”Constructivist Approaches to European Integration,” Center for European Studies, 2‬‬
‫‪Working paper n°06,February 2006.p.22. Available at: www.arena.uio.no‬‬
‫‪Stefano Guzzini, “The Concept of Power: A Constructivist Analysis”, Millenium, Journal of 3‬‬
‫‪International Studies, 3(2005) p.494.‬‬
‫‪539‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪............................................. .............‬‬

‫الب ا يسة ن األمسن تسو ب سا سياسس يسن تكسون األسسبقية لل فايسل االج اساي ‪ ،‬اهلويسة‪ ،‬القوايسد املعسايري‪ .‬ابال سسبة‬
‫ألةصسار ال يسسار الب سسا ‪ ،‬كسل مسسن األمسسن ال هديسسدات ليسسا مو سسوييا سساب ا لك هاسا يب يسسان اج ااييسسا‪ .‬اسساألمن‬
‫مبع ا املو وي يقيد غياب ال هديسدات للقسيم األساسسية املك سسبة‪ .‬رغسم ذلسإ‪ ،‬يساى الب سا يون ن ال هديسدات‬
‫اا‪ ،‬االد ل شنك ها تغيري تصسوراهتا لل هديسد اقسا لل سورات املاعسلة يف بية هسا تعسديل‬ ‫ليست طبيعية لضا‬
‫(‪)1‬‬
‫املاارسات‪.‬‬
‫يلى يكد االاا العام ل ايات العولات الد لية الي يفرتض الثبات يف الفو ى‪ ،‬اهلويسة‪ ،‬املصسل ة‪،‬‬
‫السسسيادة‪ ،‬يسساى الب سسا يون ن تسسي ال عبسريات مب يسسة اج ااييسسا شنك هسسا ال غسسري مسسا الولسست‪ .‬يليسسه‪ ،‬تسس يا الب ا يسسة‬
‫هساح ال يعسسة امل غسسرية للسسسيادة يسز الس من اضسسل بكثسسري مسن ال ايسسة الوالعيسسة‪ .‬اواقسسا للب سا يا‪ ،‬املصسساحل الوط يسسة تس‬
‫سسح "ا سدت"‪ Wendt‬االفو سسى‬ ‫اهسوم تياتاةيسة لسسول مسا ي لبسسه ال قسدم يف جمسسال القسوة‪ ،‬الثسا ة ال سسأ ري‪ .‬اكاسا‬
‫ت ما تص عه الد ل ليست مع ى خارج كاا اادل بسيلإ الوالعيسة اجلديسدة‪ .‬باإل سااة إذل اسم ال يع سز ن‬
‫ان تاكيبة او وية مركدين يلى ن بجمكان ال فايل االج ااي ن يقود إذل الفو ى ال عا ةية‬ ‫الد ل سج ا‬
‫تسياتاة‬ ‫ابست يف السياسسة العامليسة‪ ،‬اكسل هس‬ ‫ل اس‬ ‫‪ Cooperative Anarchy‬يليه‪ ،‬او جود لش‬
‫(‪)2‬‬
‫بال ارل جمهول غري يقيأ‪.‬‬
‫مل قصوص معضسلة األمسن‪ ،‬ايع قسد الب سا يون اسا ت بثسذ مسن اجلهسل ب وايسا اآخسا شنكسن افيضسها املسد‬
‫م ها يسز معاا سا باهلويسات‪ .‬يفسرتض ال صسور العقسوة ن الفوايسل اسد باملاجسة املسس عجلة ملاايسة ةفسسهم يف‬
‫مواجهة الويقا السي تسو ةسسق الب سا يا م غسريا لسيد اب سا‪ .‬اسجذا كاةست املقيقسة الد ليسة مب يسة اج ااييسا اسجن‬
‫كو من العد ‪ ،‬ال هديسد الصساايات رنسق ن تكسون تس كسيلإ مب يسة اج ااييسا بكل سا العوامسل املاديسة املثاليسة‪.‬‬
‫جيدة‪ .‬كاا ادر اإلهارة إذل ن‬ ‫يليه‪ ،‬يواجه الفايلون لقيقة مب ية اج ااييا الا شنكن ن تكون إما سيةة‬
‫سسح "تاشنسساة "‪ Huymans‬يواجهسسون معضسسلة خسساى تسسساى "املعضسسلة املعياريسسة"‬ ‫الك سساب الب سسا يا كاسسا‬
‫‪ Normative Dilemma‬السسا تسس د إذل الفهسسم يسسن يع اسسد تسسأ ري االتصسسال يلسسى اللغسسة األم يسسة املسس خدمة‬
‫املس دة إذل رغبة الكاتق يف م ة لضية ما ‪.‬‬

‫‪Nilüfer KARACASULU and Elif UZGÖREN, Op.cit.,p.38. 1‬‬


‫‪Ibid.,p.39. 2‬‬
‫‪541‬‬
‫املبحث الثالث‪:‬‬

‫الدِّراسات النَّقدية وإعادة التفكري‬


‫يف األمن‪.‬‬

‫‪ o‬املطلب الأول‪ :‬النظرية النقدية و الأمن‪.‬‬


‫‪ o‬املطلب الثاين‪ :‬تصورات اجلندر وما بعد احلداثة عن الأمن‪.‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫املطلب ا ألول‪ :‬النظرية النلدية وا ألمن‪.‬‬


‫ال ػ‬ ‫ل ػػة م ػػن ا ق ػػا ات الػ ػ‬ ‫من ػػد بداي ػػة ذتا يني ػػات الق ػػأف العع ػأين لس ػػني العدي ػػد م ػػن الب ػػااثت‬
‫الن وذج ال قليدي يف العالقات الدولية امل أكػ اػوؿ الدولػة‪ .‬ك ػا لف لالػظ الن أيػات ااديثػة النابعػة ػن ػد‬
‫ا قػػا ات قػػد بعػػأت بقاربػػة مليػػة ب كيػػد ا لػػح اقيقػػة لف أيػػة العالقػػات الدوليػػة ع ػ ل يف اػػد ذا ػػا‬
‫ػػة و سػػا ؿ ػػن ال ػأابمن بػػت لكػػاط ال ف ػ و ارسػػة‬ ‫نص ػأا مف اايػػا يف ةػػنا ة الن ػػاـ العػػاملن املعاةػػأ مػػن‬
‫د الن أيات بالن أيات النقدية ‪ Critical Theories‬ا لهنا خت لف‬ ‫ة لخأى‪ .‬وقد أف‬ ‫السلطة من‬
‫من واح م ػة ػن لالن أيػة النقديػةل‪ Critical Theory‬الػ بػأزت كن ػاج لا ػاؿ الف أيػة املطػورة مػن قبػل‬
‫لمدرسة فأا فورتل‪ Frankfurt School‬يف عأينيات القأف املاضن‪.‬‬

‫ا ألصاةل املؼرفيــة للنظرية النلدية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ػ لف الن أيػة النقديػة مػن جم و ػة حتلػيالت ول ػأ فلسػفية قديػة مسػ وااة مػن املاركسػية ومو ػة إىل‬
‫الن أية النقدية بعػ ل وييػ بنػوع م يػ مػن الف ػأ ػأؼ باسػر لمدرسػة‬ ‫الن أية الدولية و ارس ا‪ .‬وقد اقرت‬
‫اؿ كل من لماكني ورك اميأل ‪ Max Horkheimer‬ل يو ور ل ور ػول ‪Theodor‬‬ ‫فأا فورتل(‪. )1‬فب‬
‫‪ Adorno‬لوالػرت بنجػامتل‪ Walter Benjamin‬ل أبػأت مػاركوسل‪ Herbert Marcuse‬لإريػ‬
‫فػػأوـل‪ Erich Fromm‬وليػػوران ابأمػػاسل‪ Jürgen Habermas‬اك سػػب الن أيػػة النقديػػة فعاليػػة‬

‫‪Institut Fur‬‬ ‫ػػا ن (‬ ‫‪ 1‬عػ ت مدرسػػة فأا فػػورت ػػاـ ‪ 4291‬مػػن جم و ػػة لسػػا دة نػػدما لسػػنيل كػػارؿ ػػأو جل مع ػػدا للبحػػث ا‬
‫‪ )Sozialforschung‬ال ابع امعة فأا فورت ب ملا يا بعد ااأب العاملية األوىل يف فرتة دتي ت ب يا ة اإل اج و طور وسائل اإل الـ والصػنا ات ‪.‬‬
‫و ػػاش مف أو ػػا بأبػػة اسػ لداـ الثقافػػة سػػالاا سياسػػيا مػػن ػػأؼ النازيػػة‪ .‬وقػػدم مدرسػػة فأا فػػورت أيػػة قديػػة ناولػ و لػػف كػػاذج الػػو ن‬
‫اع والنفني بالعػ ل‬ ‫الن أي والع لن و باألخص لايديولو ية ال و ية (الع ولية)‪ .‬وقد رتع يف آرائ ا بت اهليغلية واملاركسية ومدارس لر ا‬
‫الػدي ػأى وييفػيف يف قػد كطيػػة الػو ن والعقائػد ا امػدة‪ .‬ومػن نػػا ػا ا قا ػا لل اركسػية لالأةيػةل الػ ػأى حتويل ػا اىل صػوص مقدسػة ليػػن‬
‫ا يػة‬ ‫سع ل جديد ا ل الئر م طلبات العصأ ‪.‬ك ا ػ ػػدف ػػد املدرسػة إىل وسػيع إ ػار النقػد املاركسػن ليعػ ل جمػا ت ديػدة يف اايػاة ا‬
‫مل ع ل ا الدراسات املاركسية ال رك ت فقػمن لػح الطبقػات و فػا الت اإلخعػاع واععػوع في ػا ل ػدرس قعػايا لخػأى ل ػا‪ :‬ليػأ السػلطة لػح‬
‫بدوا في ا د اهلي نة لية لو ل ال يع قد لف اهلي نة اائبة في ا دتامػا‬ ‫ا ية ال‬ ‫الالو ن ا ا ن ولكاط اهلي نة السياسية يف ال وا أ ا‬
‫مثػ ػ ػ ػ ػػل وسػ ػ ػ ػ ػػائل اإل ػ ػ ػ ػ ػػالـ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ زت ي نػ ػ ػ ػ ػػة السػ ػ ػ ػ ػػلطة بنع ػ ػ ػ ػ ػػأ ل ػ ػ ػ ػ ػ اؿ يقافيػ ػ ػ ػ ػػة يقػ ػ ػ ػ ػػة غيػ ػ ػ ػ ػػظ العقػ ػ ػ ػ ػػل النق ػ ػ ػ ػػدي لل ج ػ ػ ػ ػ ػػع‪ .‬و ليػ ػ ػ ػػيف‬
‫ف درسػػة فأا فػػورت قػػدـ معػػأو ا قػػديا ألسػػني اادايػػة الغأبيػػة باسػػر العقال يػػة ذا ػػا الػ سسػ لي ػػا ف ػػن اولػػة ػػا ة ل ف يػ الن ػػوذج‬
‫العقػال الغػأ يف ةػور يف األ ا يػػة النفعيػة مػن ػة ويف ػػيف الوضػعية العل يػة مػن ػػة يا يػة ‪.‬ك ػا لهنػا ل ػػا ت ا بػار للحدايػة والعقال يػػة و يف‬
‫الوق ذا يف ا قدت باوزا ا وذل ل ن صبح العقال ية النقدية من ة ير العقل األور ‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ديػدة وبػدل عبػ لالن أيػة النقديػةل ‪ Critical Theory‬يسػ لدـ كعػعار لفلسػفة سػ جوب و سػا ؿ اايػاة‬
‫أيقة قد و أي‪.‬‬ ‫ا ية والسياسية ااديثة‬ ‫ا‬

‫"ف اام بالنمبة ااظرلب ةلنق اارلمبةسةق اارلبوةر اارلفنماالن االربلقالوا ا لفا ا لم ا ا ا م لنن ااال‬
‫مب ااومبلمبونة ق اارلب ولموا ا لمبو مط اانلنن اااليةلرمي اايلم مومتف اارل مبممرق ف اارل م من اام ل‬
‫يةم ضمييلف لمبح مضنلمملقوال لم لمحموم ليلم زلمبولمو لمبو مطانلبممانمالمبوظفمارل‬
‫( ‪)1‬‬
‫شالم لمب فوةرلدمخ ي‪".‬‬

‫داخل بع ل كب مع أية الن اـ العاملن– ألوؿ مأة يف‬ ‫وقد ا عح معامل الن أية النقدية – وال كا‬
‫املقالة املوسومة بػ“‪ “On Traditional and Critical Theory‬ل ػلماكني ورك اميأل ‪Max‬‬
‫‪ Horkheimer‬اـ ‪ 4291‬ليصبح هلا ي قوي يف الن أية العاملية بعد ذل يف ذتا ينيات القأف املاضن‬
‫لح يد كل من لل درو لين اليرتل‪ Andrew lanklater‬و لروبأت كوكنيل‪Robert cox‬‬
‫ػػا ن الع لػػن يف السػػلوؾ‬ ‫وكوهنػػا أيػػة قديػػة لل ج ػػع سػػا ية لل غي ػ ف ػػن أك ػ لػػح ا ا ػػظ ا‬
‫و سػػعح ا ػػدة للبحػػث ػػن الطاقػػات ال امنػػة يف ااأيػػة والعدالػػة والسػػعا ة اػػت دتػػارس حت ػ يػػأوؼ و ػػأوط‬
‫ا يػػة معياريػػة‬ ‫ػػا ن لفعػػل اق ػ ل ػ الطاقػػات وال ػػأوؼ‪ .‬وكن أيػػة ا‬ ‫ارخييػػة ػػد ة و ػػدؼ إىل ػػاـ ا‬
‫ان‬ ‫حتاوؿ الن أية النقدية ف ر و عليص لسباب األوضاع السيئة يف الواقع ا‬

‫"فسةلةمنلبلرة مقونلم ةفملنم ففنلمبولموا ل ةامنلق مساةلنالنلمبةلنقامبلمبما لما لشالا مل‬


‫يحسفااهلباالملمبم ففاانل لقوالا ليةلقنبااملنمبةنقساارلان ا ملمبما ليسااليلفف ااملمب االيلمبةظف فاارل‬
‫نمةاالقنلمبةلنقاامب‪.‬لف ا لقوال ا لب واام لم موااممللنلقاللااالملم ا لت واام لمبةظف اارلنو ة ا ل‬
‫لا ااالم اامس لنل ا ق االنلففوااملقم ااهلنولضاالملدرم اام الف ااال ا لما لمبولموا لمباال ل‬
‫قةر االاي‪.‬ل فاا لم اامرةرلم واارلباايلفاا لمبمنالفاانلفاا لاظف اارلمب االيلم مومتفاار لمحاام ل‬
‫بلرة امقونلنالنلبةامرلمريظماامل فساملناف لمبو نفارل مب ا ةر‪.‬ل ةامنلق مساةلنالنللباالمبساال ل‬
‫مبس اامدرللت ا ا لمبم فف اانلفا ا لمب االيلم مومتف اارلبا ا لمبس اال لم مومتف اارل ب ااف لمبوةة ااهل‬
‫مبو مس لبمشفم لمبم لقمالين فنبم‪)2(".‬لل ل‬

‫‪Richard Devetak , ’’ Critical Theory,’’ In Scott Burchill et al.,(eds.), Theories of International 1‬‬
‫‪Relations.3rd ed.( New York : Palgrave Macmillan,2005),p.138.‬‬
‫‪ 2‬س يف ةيث مأ ع ساب ص‪.347.‬‬
‫‪254‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫أية لل عأفػة لو‬ ‫ويع ل ورك اميأل‪ Horkheimer‬إىل اف الن أية النقدية ن يف املقاـ األوؿ ليس‬
‫ػدؼ للوةػوؿ إلي ػا ا طالقػاً مػن ا اما ػا با ا ػظ‬ ‫من احملاو ت املس أة الػ‬ ‫أية للحقيقة مع لهنا‬
‫اولة ا ة إلجيا بديل أي‪ -‬قدي واضح املعامل للوقػوؼ لمػاـ‬ ‫ا ية ف ن لدل‬ ‫الفلسفن للعالقات ا‬
‫ال ي ػػارات الف أي ػػة والفلس ػػفية ال قليدي ػػة الػ ػ مارسػ ػ ل وا ػ ػاً م ػػن الس ػػلطة واهلي ن ػػة‪ .‬ك ػػا لك ػػد ل ورك ػػاميأل‬
‫ػع و عأي ػيف مػن خػالؿ قػد الن ػاـ‬ ‫ا يػة ػدف ا قػد ا‬ ‫‪ Horkheimer‬لح الن أية النقدية ػن فلسػفة ا‬
‫ػع الصػنا ن‪ -‬ال ػوازي‬ ‫القائر وال عف ػن وا ػظ اعلػل فيػيف ورفعػيف اذا كػاف سػلبياً‪ .‬وبعػر آخػأ عأيػة ا‬
‫ػع ػو يف الوقػ ذا ػيف قػد ذاأل لاف ػػار‬ ‫و قال ي ػيف ال نولو يػة ومػا يػأ بمن نػا مػن إيديولو يػػة ألف قػد ا‬
‫ال صدر نيف‪.‬‬

‫النظرية النلدية كنظرية للؼالكات الد ولية‬ ‫‪.3‬‬

‫لقد ار بمن اسر الن أية النقدية يف العالقات الدولية ويف ميػداف الن أيػة الدوليػة بدر ػة لخػص باسػ امات‬
‫األس اذ لروبأت كوكنيل‪ Robert cox‬ألهنا ػا ت يف ا ػظ من ػا ك جػوـ وحتػد للفأضػيات الأئيسػة للواقعيػة‬
‫ا ديدة بسبظ ال اما ػا املعياريػة الدفينػة و ػو بػدل ينػ ع كػل موضػو ية و ل يػة منحػ للن أيػات ال قليديػة يف‬
‫العالقات الدولية‬

‫"فمبةلنقمبلب لد مملم لل لش صلممل ب ةفلم اف لفلوفا لمبةلنقامبلب املي‪،‬الر ل‬


‫ليةظ لبلهلمبم‪،‬لرمبلم ل ض فرلفا لمب مامنل مبوالامنل نةر ارللخاصلمب مامنل مبوالامنل‬
‫ارلالانلم نفارلنو‪،‬اة حمبلم مارلل ل‬ ‫م موامت ل مب فم ا ‪.‬لفمب امبالقةلانليبفايلما ل‬
‫مبةظسا ا اارلم مومتفا ا اار لنو‪،‬ا ا ااة حمبلمب فوةا ا اارلل لمبمظ فا ا اار لنم‪،‬ا ا اامتةلل للفا ا اال لمبسا ا االلل‬
‫( ‪)1‬‬
‫ل‬ ‫‪...‬نمب ظنمبلمب منسرل نمآلمم ل مبمل مبلمبو مسظ فر‪".‬‬

‫ا يػة‬ ‫من دا املنطل يؤكد لروبأت كوكنيل‪ Robert cox‬لح لف الن أيات أى العامل من زوايا ا‬
‫ػػع با سػ قاللية ك ػػا يػد ن ل صػػار الوضػػعية و ليػيف فػػال و ػو لن أيػػة مع ولػػة‬ ‫وسياسػية ػػد ة و ػن بػػدل‬
‫ػن اصػيلة‬ ‫حبد ذا ا ن و ة ػأ هلػا يف ال مػاف وامل ػاف‪ .‬وبػدل يػأى لةػحاب الن أيػة النقديػة لف ااقػائ‬

‫‪Robert W. Cox, ’’Social forces, states and world order: beyond international relations theory,’’ In 1‬‬
‫‪Perspectives on World Politics, ed. Richard Little and Michael Smith, Op.cit., p.394.‬‬

‫‪255‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ا ية و ارخيية د ة ويبقح اهلدؼ الصأيح للن أية النقدية و ال قدـ يف موضوع حتأيأ ا ساف و ػدا‬ ‫أل أ ا‬
‫يعين لهنا ل أية معياريةل ةأاة هلا ور لعبيف يف النقاش السياسن‪.‬‬

‫وم ػػا‬ ‫وب ػػدر اإل ػػارة إىل ل ػػيف يو ػػد لي إرت ػػاع ا ػػوؿ عأي ػػف قيػ ػ للن أي ػػة النقدي ػػة ل ن ػػا أف ػ‬
‫ا يػة ل‪Constructed Nature of Social Reality‬‬ ‫بالن أية ال سلر بػػلالطبيعة املبنيػة للحقيقػة ا‬
‫ومع ذل ي بدى ابا اف أياف م و اف هلد الن أية‪ :‬األوؿ جيد دور يف الن أية النقدية ملدرسة فأا فورت‬
‫ك ػػا لس ػػلفنا س ػػابقا ل ػػح ا ب ػػار لف لال ػػظ لف ػػار ػػد املدرس ػػة خصوة ػػا املط ػػورة م ػػن ل ػػدف ل ورك ػػاميأل‬
‫‪ Horkheimer‬قد اسرت ع يا ية ض ن الن أية النقدية للدراسات األمنيػة مػن قبيػل ا ع ػاؽ ا سػاف البنػا‬
‫ػا ن وكػدل ااا ػة إىل إضػافة بعػد آخػأ للعلػر ػو‬ ‫ا ن وال ارخين للحقائ اهلي نة اخل العػامل ا‬ ‫ا‬
‫ال ف ػ يف ذا ػيف ويف مصػا املن ػأين الػدين يػدفعوف الن أيػة اػو ابا ػات ػد ة‪ .‬وقػد ػأؼ ػدا ا بػا األوؿ‬
‫( ‪)1‬‬
‫امل وف للن أية النقدية ب ػ لاألخالؽ العاملةل‪L’ethique globale‬‬

‫لم ػػا ا ب ػػا الث ػػا ف ػػو امل ػػد ظ لالغأامع ػػن ا دي ػػدل‪ néo-gramscienne‬ال ػػدي يع ػػو إىل لف ػ ػػار‬
‫اإليطايل لاأامعنل‪ Gramsci‬وبا ثيف يف العالقات الدولية لروبأت كوكنيل‪ Robert cox‬الػدي يع ػ وااػدا‬
‫مػن املن ػأين األكثػػأ ػ ي ا وإسػ اما يف الن أيػػة النقديػػة خصوةػػا الفصػػل األساسػػن الػػدي وضػػعيف بػػت أيػػة اػػل‬
‫املع لة والن أية النقدية‪.‬‬

‫‪ .2.3‬الابس متولوجيا‪ :‬الزنػة ما بؼد وضؼية للنظرية النلدية‬

‫إف ػدؼ الن أيػة النقديػة ك ػا لوضػحيف لروبػأت كػوكنيل‪ Robert cox‬ػو مػن بيعػة قديػة‪ .‬مػن ػدا‬
‫ا ن‪/‬السياسن‪/‬ال ارخين وف ر ال وا أ لكثػأ مػن‬ ‫املنطل يبحث من أوا دا ا با بد بييف لف رل املأكظ ا‬
‫وةػػف ا‪ .‬و ليػػيف فالن أيػػة النقديػػة خػػد لػػح الن أيػػات ال قليديػػة أكي ػػا املفػػأط لػػح الوةػػف ولػػيني الف ػػر ك ػػا‬
‫ن قد الن أيات ال ويلية احملعة ال نعد الف ر وف لف س ف ر اوؿ ادو‬

‫"فمبو ااال لما لمبلض ا فرل مبملنقظفاارلباالللنلب ااملمبسااةرللت ا لمبلطا لبالا لد نلمبن ااال‬
‫مب نح‪.‬لةومللنلمبو ال لم لمب ليلم مومتفرلمبمل ق فرلبلل ةري ملت لمبن الد اوامل‬
‫اسةلبحة دلبلملمبن ا‪.‬ليا ملبلهلمبحنةرلمبلةبفارلمبما لاواتلمبحم ارليبا لالنقارلاسةقارل‬

‫‪Helene Viau, ‘‘La Théorie Critique et le Concept de Sécurité en Relations Internationales,’’ available at 1‬‬
‫‪www.er.upama/nobel/ccpes/note8.htm‬‬
‫‪256‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫بم ففاانل لمتااةلةا لما لمبو نفاارلمبملنقظفاارل مبمل ق فاار‪.‬لفمبةلنقاارلمبةسةقاارلتظاانلتو فاارلمبن ااال‬
‫مبالمي ل لمبملما لمباالمي لفا ليمالما اامليساةقالاساةلب ةلااميلم موامت لمبساام ال م شامرلليبا ل‬
‫( ‪)1‬‬
‫ل‬ ‫ةرييلمبللبنقرلت لمبم فنل يدرمرلمبسةرمبلم ا مافر‪".‬‬

‫ض ن دا السياؽ حتاوؿ الن أية النقدية إ ػا ة اك عػاؼ العالقػات الدوليػة ضػ ن معػا لكثػأ لخالقيػة‬
‫ومثاليػػة و ػػاملة ك ػػا بحػػث حتويػػل الن ػػاـ العػػاملن الػػدي عأفػػيف اليػػوـ‪ .‬ويبقػػح وااػػد مػػن بػػت األ ػػداؼ الأئيسػػية‬
‫للن أي ػػة النقدي ػػة ػػو ق ػػدل جم و ػػة م ػػن الف ػػأوض البديل ػػة هل ػػدا الن ػػاـ م ػػا جيع ػػل م ػػن الن أي ػػة النقدي ػػة اس ػػظ‬
‫لكوكنيل ‪ Cox‬ليال لافعاؿ ا سرتا يجية اأض ا غي الن اـ العاملن قبل ال سيني آلخأ و ار‪.‬‬

‫وي ب ػػر ل ص ػػار الن أي ػػة النقدي ػػة ابسػ ػ ي ولو يا ويلي ػػة ‪ Interpretative‬خت ػ ػ الف ػػر امل عػ ػ ل ل ػػدى‬
‫ا ية وامل ارسات ال ي طور ض ن ا ؤ‬ ‫ة والعالقة بت دا الف ر والبر ا‬ ‫الفا لت اوؿ امل ر من‬
‫ا يػػة الثقافيػػة ااعػػارية واهلويا يػػة ور‬ ‫ػػة لخػػأى‪ .‬و ليػيف ف ػػن سػ ح بدراسػػة لابعػا ا‬ ‫الفػا لت مػػن‬
‫األف ار والقير واملعاي وكدل السياؽ ال ارخين بد لة لف كل بنا للعامل السياسن و يجة فا ل رتيع ػد‬
‫األبعا ض ن سياؽ ارخين د ‪.‬‬

‫إف الن أية النقدية ك قاربة بديلة يف السياسة العاملية قد رك ت قد ا لكثأ لح ا وا ظ ا بس ي ولو ية‬
‫وفلسفة العقل ولكاط املعأفة و الق ا باإليديولو يا واملصلحة والقوة؛ فقد يأ ارسو العالقػات الدوليػة بػاملن رأ‬
‫النقدي األملا ليوران ابأماسل‪ Jürgen Habermas‬الدي د لح الصلة اا ي ية بت املعأفة واملصا‬

‫قوال‬ ‫يمرق‬ ‫اممج م مومت‬ ‫"يذ ي ةيلمبو نفر دم ومل ش ‪،‬مل مم ل بةفمل مم ف‬
‫ف‪،‬ا ي تا محفةاي‪ .‬ي مانف مبةلنقار مبةسةقار نلا ام فا ذمي ام امامج مبولموا بالة ام فا‬
‫لن يظم اة ما لمبولموا فا محم بار بن واي ي ففانه مب اةف ما‬ ‫مبل ات تفةاي يحام‬
‫ذبك يم من مبةلن ف مبةلمي م مومت مبسم ال حة د مبو نفر فم ا نمط ف مبةلنقر‬
‫( ‪ )2‬ل‬
‫ت مب لم ‪".‬‬ ‫فم‬ ‫مبةسةقر بل مبسفمي ن و الن‬

‫‪Renate Kenter,'' The Art of the possible: The scenario method and the third debate in international 1‬‬
‫‪relations theory,'' Op.cit.‬‬
‫‪ 2‬مار ن اأيفيثني و ي لوكا اف مبونمبفالم م فرلف لمب مبلمبة بفر ما ة (الن أية النقدية) مأ ع ساب ص‪.734.‬‬

‫‪257‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ومييػ ل ابأمػاسل يف سػعييف إىل وضػع لسػاس بػديل للوضػعية بػت يػالث لمصػا مؤ يػة إىل املعأفػةل‬
‫ا ية؛ األوىل ن املصلحة يف املعأفة ال قنية و دفعنا إلي ا اا نا املا ية‬ ‫اس واا ا من و لف لو يف ااياة ا‬
‫إىل البقا لح قيد ااياة األمأ الدي ل ى إىل مصلحة يف ال نبؤ ومأاقبة البيئة ودتثل د املصلحة ل اً حتليلياً‬
‫بأيبيػاً ‪.‬لمػا الثا يػة فيحػد ا ل ابأمػاسل بػالقوؿ إهنػا مصػا معأفيػة ليػة ولػد ا رابػة يف زيػا ة الف ػر ال ػدا ا‬
‫وامل بػا ؿ ‪.‬وقػد ل ت ػد املصػلحة إىل طػويأ العلػوـ ال ارخييػة واهلأمو يطيقيػة الػ ػأ بمن ار با ػاً وييقػاً بعػر اللغػة‬
‫والأموز واملعاي وال صأفات ‪.‬لما الثالثة ف لف من مصا معأفية حتأرية ن ج من قدرة اإل ساف لح ا ل ػ اـ يف‬
‫ندئد مي ننا ال مل الداأل لف أى ا ع موقع ةأاع للقوى اوؿ وف حتقي اإلم ا ات‬ ‫ال ف ال ملن ‪ٍ .‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نع مصلح نا يف ال حأر ودتثل املصلحة املعأفية ال حأيأية الن أية النقدية ذا ا‪.‬‬ ‫اإل سا ية ومن ذل‬

‫لما لح املس وى املن جن ف بر الن أية الواقعية يف ق ا النيواأامعن ابس ي ولو يا ما يػة ارخييػة وفػ‬
‫سػػا ؿ ػػن األةػػوؿ فقػػمن ول ػػن عػػدا ا إىل املسػػارات ال ارخييػػة املس ػ أة يف‬ ‫من جيػػة دليػػة‪ .‬و ليػػيف ف ػػن‬
‫غي بنا ات العامل السياسن املنلأط اخل الفعا ات املل لفة للنعا ات ا سا ية‪ .‬وبال ايل ف ن دتثل قطيعة‬
‫واضحة مع ا بس ي ولو يا الوضعية ال جأيبية املع دة لح املن ج ا س قأائن‪ -‬ا س نبا ن امل ي للواقعية لح‬
‫ا بػػار لف لي حبػػث ػػن قػػا وف ػػاملن ػ املالا ػػة احملايػػدة لااػػداث يف ال ػػارين مأفػػوض فػػال و ػػو لقػػا وف‬
‫ا ية‪.‬‬ ‫املن ألف ااقيقة غ باس أار بفعل القوى ا‬

‫ويؤكػد لكػوكنيل – با بػار مػن ل ػر املف ػأين يف جمػاؿ طػويأ ل ػداؼ الن أيػة النقديػة يف العالقػات‬
‫الدوليػة– لػح اػأار ل ابأمػاسل لػح العالقػة بػت املعأفػة واملصػلحة ومعػد ا ليعػاً لػح ااا ػة إىل ا ر دا يػة‬
‫‪ Reflexivity‬بعػر قػدرة الن أيػة لػح إمعػاف الن ػأ يف فسػ ا‪ .‬ك ػا و ػيف الن أيػة النقديػة لسػئلة إىل الن ػاـ‬
‫طػأح ليعػاً المػات اسػ ف اـ اػوؿ لةػل‬ ‫العػاملن املسػيطأ ػ اختاذ ػا موقفػاً مليػاً اػوؿ إ ػار لػيف‪ .‬وبػدل‬
‫ا يػة و ػأ ي ا و أيقػة غ ػا مػع الوقػ ؛ ايػث يػ ر الن ػأ إىل ال ػارين با بػار‬ ‫املؤسسػات السياسػية وا‬
‫(‪ )2‬ل‬
‫لية غي مس أة‪.‬ل‬
‫ل‬

‫‪Renate Kenter,'' The Art of the possible: The scenario method and the third debate in international 1‬‬
‫‪relations theory,'' Op.cit.‬‬
‫‪ 2‬مار ن اأيفيثني و ي لوكا اف مبونمبفالم م فرلف لمب مبلمبة بفر ما ة (الن أية النقدية) مأ ع ساب ص‪.774.‬‬
‫‪258‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ا ألهطولوجيا‪ :‬البىن واللوى اجملمتؼية‬ ‫‪.3.3‬‬

‫ل ػػح ا ػأار العدي ػػد م ػػن الن أي ػػات م ػػا بع ػػد الوض ػػعية ػػدافع الن أي ػػة النقدي ػػة ػػن ل طولو ي ػػا بعي ػػدة ػػن‬
‫ل و يػػة‪-‬ال أك ػ ل يف املقاربػػات ال قليديػػة‪ .‬بدايػػة يس ػ ف ر ل صػػار الن أيػػة النقديػػة اػػوؿ ضػػعف بعػػا الػػأوابمن‬
‫ا ية ال ع ن ا سجاـ الدولػة السػيا ية وبقا ػا كواػدة لساسػية للن ػاـ الػدويل مقرتاػت بػاوز ااػدو‬ ‫ا‬
‫ا يػػة‬ ‫الو نيػػة ل عػػجيع فعػػا ات ا صػػالية بػػال قيػػو مػػا مػػن ػ يف لف ا ػدث قػػدما يف ةػػحوة العالقػػات ا‬
‫عيػة؛ ألف كػل الفوا ػل( وؿ وا ػا)‬ ‫وةفائ ا‪ )1(.‬و لييف فالوادات األ طولو ية للن أية النقديػة ػن البػر ا‬
‫ا يػػة بعػػر لهنػػا ػػاج ملسػػار ػػارخين مأكػػظ وم ػػوف مػػن‬ ‫وكػػل ارسػػات وبػػر السياسػػة الدوليػػة ػػن بنػػا ات ا‬
‫(‪)2‬‬
‫ا ية سياسية ما ية وف أية م فا لة مع بعع ا البعا‪.‬‬ ‫لبعا ا‬

‫ان‬ ‫النقديوف يف الن أيات ال قليدية ال فرتض مي ة الدميومة للعامل ا‬ ‫دا منطل يع‬ ‫من‬
‫ا ن و ن بيعة ولةل املؤسسات و ن مسارات‬ ‫سا ؿ ن القات ال فا ل ا‬ ‫ألف ػػد األخ ة‬
‫ال غي ال مي ن لف حتصل ض ن ا‪.‬‬

‫"لبال مبحسفسرلح بلمبةسةقف لب للايل لقوال لم نفارلمبلم ا لم موامت ل مباة ب لمامل‬


‫مبح ااظمنلدرم اارلمب ا لةفمبلمبفلمفاارل مب‪ ،‬انمتمبلمبم ا ليسلدبااملمبساال ل‬ ‫بااالالخااللف ا‬
‫م مومتفاارلض ااو لمبةل ااميلم مو اامت ل ما ا ل اارللخ اان للخ االلب ا االملمبةل ااميلةونة اابل‬
‫م موامت ل فم ا ل محاةليلل للنلم امرمب مبظةام ل مبم ففانلبولام لم اف لقلابللنلياؤ نل‬
‫ت لمبولم بلم خن ل لمملق ة للرفض مبةسةقف لبمس فالمبولام بلل ليحةقاةلم اظهل‬
‫( ‪)3‬‬
‫ل‬ ‫ب وم فنمبلضو لبلهلمبولم ب‪".‬‬

‫ومن خالؿ ما سب يبدو بع ل واضح لف الن أية النقدية حدى األ طولو يا الواقعية ب وف الدولة‬
‫فا ل وايد وادوي و قال ‪.‬‬

‫ػػدا باإلض ػػافة إىل بع ػػد آخ ػػأ مس ػ ل ر م ػػن ة ػ ير لف ػػار لاأامع ػػنل‪ Gramsci‬ا ػػوؿ اهلي ن ػػة اخ ػػل‬
‫الدولػػة‪ .‬فحسػػظ لكػػوكنيل‪ cox‬فػػاف كػػل ػػاـ ػػاملن ي ي ػ ببنيػػة ب يػػع خاةػػة منسػػج ة وف ػ ن ػػير أمػػن‬

‫‪Catherine Voyer-Leger, ’’La Théorie Critique : L’héritage de L’école de Francfort, ’’ In Théories des 1‬‬
‫‪Relations Internationales : Contestations et Résistances, op.cit., p.238.‬‬
‫‪Keith Krause, ‘‘Critical Theory and Security Studies: The Research Program of Critical Security 2‬‬
‫‪Studies,’’ Cooperation and Conflict 3(1998),p.316.‬‬
‫‪ 3‬بالؿ اأيظ لالن أية النقدية ا ا ية لأوبأت كوكني ل م وفأ لح الأابمن ال ايل‪www. :‬‬
‫‪259‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ا ية لإل اج بواسط ا فاف الفػوائا حػوؿ مػن احملػيمن إىل املأكػ ‪ .‬ػد العالقػة ػيمن‬ ‫لن اذج العالقات ا‬
‫– مأكػ عػ إىل مػا يسػ ييف لكػوكنيل‪ cox‬لك لػة ارخييػة إيديولو يػةل ‪Historical Ideological Bloc‬‬
‫ا ية معينة لح اساب لخأى‪ .‬من ػػدا املنطلػ كػأس النقػديوف راسػ ر لن ػاذج زيػا ة القػوة‬ ‫ختدـ قوى ا‬
‫ا يػة يف ال غيػ ‪ .‬ػػد‬ ‫حتوؿ القوة جناح ال ل ال ارخيية وكل مأالة ي نة رس من زاوية ور القػوى ا‬
‫ا يػة ػن احملػأؾ لو األسػاس للن ػاـ ‪ .‬ونػدا الصػد يقػرتح لكػوكنيل‪cox‬‬ ‫القػوى بػا عػ نيف مػن ةػأا ات ا‬
‫راسة السياقات ال ارخيية من خالؿ امل و ات األساسية الثالث ال الية‪:‬‬

‫‪ ‬العػػأوط املا ي ػػة‪ :‬عػ ن ػػأوط طػػور اإل ػػاج بواسػػطة ال نولو يػػا ااديثػػة وكػػدا سػػياؽ اإل ػػاج وال بػػا ؿ‬
‫ال ػ ػػدويل؛‬
‫ا ي ػػة ال ػ نعػ ػ‬ ‫‪ ‬األف ػػار ‪ :‬و ػػن ػػو ت للف ػػار دا ا ي ػػةل قائ ػػة ل ػػح لس ػػاس بيع ػػة العالق ػػات ا‬
‫ػػا ن مث ػػل ف ػػأة ال ن ػػير بواس ػػطة وؿ هل ػػا رقاب ػػة ل ػػح اا ػػدو وللف ػػار‬ ‫ػػا ات ا ػػوؿ الس ػػلوؾ ا‬
‫ا يػػةل ػػن اصػػيلة ر ى ة ػأا ية اػػوؿ بيعػػة و ػػأ ية القػػات السػػلطة وض ػ ن ا مي ػػن اك عػػاؼ‬ ‫ا‬
‫إم ا ية ال غي ؛‬
‫ا يػة و عػجع‬ ‫‪ ‬امل ػػؤسسات‪ :‬ن وسيلة افػ وضػ اف اسػ قأار ػاـ ػارخين مػا و ػن ع ػني القػوة ا‬
‫(‪)1‬‬
‫ع يل لف ار رتا ية لويائف ا‪.‬‬

‫وألاأاض حتليلية فاف ل صار الن أية النقدية يأفعوف بععا من املفا ير الواقعية البنيوية لو ال عد ية‬
‫قا ر ب ف د األخ ة واىت املصا الو نية ليس بقوا ت بيعية بل‬ ‫كالفوضح األبدية للواقع الدويل‬
‫عدو كوهنا سلسلة من ا فرتاضات والطأواات اوؿ الطبيعة السياسية للفا لت و الق ر بالسيا ة‪.‬‬
‫ا ية العاملية والداخلية‪.‬‬ ‫فالدوؿ والفوضح ن بنا ات ارخيية ابة ن القوى ا‬

‫‪ 1‬بالؿ اأيظ لالن أية النقدية ا ا ية لأوبأت كوكني ل املأ ع الساب ‪.‬‬
‫ا يػة بوضػع بنيػة السػياؽ ال ػارخين نبػا إىل نػظ‬ ‫ففن سياؽ ارخين ي ي بعأو يف املا ية ب ف ار وبؤسسا يف فا يف من املفيػد راسػة ااقيقػة ا‬
‫ػا ن والسػياؽ‬ ‫ا يػة امل و ػة مػن قػوى ا ا يػة ول ػ اؿ ن ػير السػلطة والن ػاـ العػاملن‪ .‬وا طالقػا مػن ال ناقعػات بػت الن ػاـ ا‬ ‫مػع البنيػة ا‬
‫ال ػػارخين سػ طيع ف ػػر ال طػػورات ال ارخييػػة‪ .‬ػػد النقػػاط األساسػػية مػػن األو طولو يػػا النقديػػة مي ػػن لف ػػدلنا إىل بعػػا الن ػػائج الع ليػػة اػػوؿ راسػػة‬
‫العالقات الدولية؛ ف ثال إذا ما ااولنا ف ر ملاذا مل صبح الياباف قوة م ي نة يف املاضن و يف اااضأ فا يف من ا ا دي إر اع ذل إىل وزيع‬
‫القوى واعاةية الفوضوية للن اـ الدويل‪ .‬بألي لكوكنيل فاف ػد الدولة و دت يف سياؽ ارخين مل عأؼ ومل س طع يف إ ػار طويأ كوذج يقػايف‬
‫وا ا ن ذو قير املية‪ .‬وبالنسبة لػيف فػاف السػياؽ الف ػأي لفػرتة زمنيػة مػا لو الثقافػة لعػظ ورا لساسػيا؛ ف ػل لمػواؿ ولسػلحة العػامل لػن بعػل مػن‬
‫الياباف قوة م ي نة ألهنا م لقن لكثأ من كوهنا مصدر للقير الثقافية‪.‬‬
‫‪25:‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ا يػة‬ ‫ػا ذكػأ آ فػا ي بػت بػ ف الن أيػة النقديػة ػن أيػة حتػاوؿ البحػث يف جم ػع البنيػة السياسػية وا‬
‫ليػػة ال غي ػ يف إ ػػار ال ػػل ول ائػػيف معػػا ك ػػا علػػن ة ػأااة كوهنػػا دا ا يػػة ومسيسػػة‪.‬‬ ‫ك ػػل و سػػعح إىل ف ػػر‬
‫فوفقػػا لػ ػ لب ػأا يل س‪ .‬كلػتل‪ Bradley S. Klein‬فػػاف الن أيػػة النقديػػة ب ػديل م ػػر لل ن ػػار العقػػال ل وهنػػا‬
‫مقارب ػػة مسيس ػػة بوض ػػوح وبااث ػػة ػػن مقأ ػػة امل ارس ػػات الدولي ػػة ورب ػػمن مس ػػائل العالق ػػات العاملي ػػة باملس ػػارات‬
‫عيػة وال حػو ت اخػل العالقػات ا ق صػا ية والطبقيػة‪ .‬ك ػا يػأى ل ل ػدرو لين ال ػأل‬ ‫ا ية ااأكات ا‬ ‫ا‬
‫ػػد م ػػة يف‬ ‫‪ Andrew Linklater‬لف مس ػ لة لال ع ػ تل ‪ inclusion‬ولا س ػ ثنا ل ‪exclusion‬‬
‫عػ ل الن أيػة النقديػة هنجػا يسػعح إىل بنػا لكػاط‬ ‫السياسػة الدوليػة ا يػا إىل إ عػا لرتا ػة إ سػا يةل وبػدل‬
‫ديػدة مػن العالقػات السياسػية الدوليػة الػ بام اهنػا لف عػر النػاس رتيعػاً لػح قا ػدة املسػاواة خالفػا لن ػاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫الدوؿ ذات السيا ة‪.‬‬

‫و ليػيف فاهلػدؼ املعيػاري للن أيػة النقديػة ي ػن يف سػ يل وسػع ا ا ػة األخالقيػة والسياسػية ل طػاؿ‬
‫أيقػة لػد ر ػة كو يػة م سػا ة‬ ‫العػؤوف الدوليػة‪ .‬ك ػا ػوفأ الن أيػة النقديػة الػ عػد لػح ال واةػل العقػال‬
‫و ع ينية من وف لف ن أ ال نوع وا خ الؼ الثقافيت لو قعن لي ا‪.‬‬

‫مفهوم ا ألمن يف النظرية النلدية‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫خالف ػػا للن ػػأة الواقعي ػػة يع ق ػػد من ػػأوا املدرس ػػة النقديػ ػػة لف فوض ػػوية الن ػ ػػاـ ال ػػدويل الدولػ ػػة الوادوي ػػة‬
‫ا يػة‪ .‬و ليػيف فعػامل‬ ‫ا ن مععلة األمن وكدا ااػأوب الدوليػة ػن بنػا ات ارخييػة وا‬ ‫والعقال ية العقد ا‬
‫ػا ن مسػ لدمت ال ػارين الثقافػة ا صػا ت ا يػديولو يات والعالقػات‬ ‫ال ديدات جيظ راسػ يف كبنػا ا‬
‫الػ نعػ بػت ػد األبعػا يف حتليلػيف‪ .‬اػ لف معأفػة كيفيػػة بنػا موضػوع األمػن يف اػد ذا ػيف ػن مسػ لة مالزمػػة‬
‫لللطػػاب اػػوؿ ال ديػػدات‪ .‬فاعطػػاب امل ػػي ن واملقبػػوؿ ػػن ال ديػػدات يع ػػني بنػػا سياسػػيا؛ بعػػر اسػ جاب يف‬
‫لل صا والقير واملعاي امل و ة هلوية النلبة ال هلا السلطة يف مت جماؿ لو مس لة معينػة وكػدا حتديػد العػدو‪.‬‬
‫مػن ػدا املنطلػ يقػوـ اعطػاب بعػأ نة والػدفاع ػػن ويػة الدولػة (لي ويػة الطبقػة امل ي نػة) "لػ ينائيػة لاػػنل‬
‫(‪)2‬‬
‫ولاآلخأل وندا ي وف لاعطابل‪ Discours‬و املوضوع الدي جيظ مينيف‪.‬‬

‫‪Renate Kenter,'' The Art of the possible: The scenario method and the third debate in international 1‬‬
‫‪relations theory,'' Op.cit.‬‬
‫‪Helene Viau, ‘‘La Théorie Critique et le Concept de Sécurité en Relations Internationales,’’ Op.cit. 2‬‬
‫‪261‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫لح اإل الؽ بوضو ية؛ لي لهنا عػ ن معػاف‬ ‫لقد لكد ت الن أية النقدية لح لف ال ديدات ليس‬
‫عػػات اكسػػة هلويػػة معينػػة باإلضػػافة إىل إب ػأاز اػػدو الدولػػة والن ػػاـ الػػدويل‬ ‫ت و لفػػة ػ ال مػػاف وا‬ ‫و‬
‫الوس ػ فايل يف ض ػ اف لمػػن األف ػأا ‪ .‬و ليػػيف فقػػد ا ػ ر لةػػحاب ػػد الن أيػػة ب ػػوف لاألمػػن مصػػطلحا ا ػ قاقيال‬
‫‪ Security is a derivative concept‬ف ا يأى لكت بوثل‪ ken booth‬فاف‬

‫"فالنلللنلم م لم‪،‬ة حلمشمسم لل م فرلنمبة ظرلبةلنقرلاسةقرلبمم [‪ ]...‬م لمبالمف ل‬


‫مبسل للنلمبم وفهل[حنةرلمبم وفهلف لمبمةلفنلمبةسة لبمم ]قمضو لمبال ا لتا لفالانلل‬
‫لنلامم لم م ل( فم مبل ض فمب‪)...‬لي مهلم ل لمبن ليلمبو م نرلبوفا لل باةفل‬
‫مب فم ر‪)1(".‬ل ل‬

‫فف ػػر مػػا املقصػػو ب ل ػػة األمػػن يع ػ مػػن و ػػة ػػأ سياسػػية وال صػػورات الفلسػػفية للعػػامل‪ .‬ك ػػا لف‬
‫(‪)2‬‬
‫ئيا من املسار السي ولو ن لإل راؾ وسو اإل راؾ‪.‬‬ ‫ا خ الؼ يف ف ر األمن و عأيف ال ديدات يع‬

‫ويع قػد كػل منلكيػث كػأوزل ‪ keithe krause‬ولمي ائيػل ويليػام ل ‪ Michael C .Williams‬لف‬
‫ػع و اإل سػا ية‬ ‫لمن األفأا مي ن راس يف لح يالث مس ويات و لفة؛ ك لاص ك ػوا نت وك عػا يف ا‬
‫سػ طيع ااػرتاـ ااقػوؽ األساسػية‬ ‫(كج ا ة املة)‪.‬ففي ا ي عل ب من األ لاص فالدولة بدى لح لهنا‬
‫لا ػػلاص ااأيػػات العلصػػية و اػػىت ضػ اف املصػػا ر الغدائيػػة العػأورية‪...‬لما يف مػػا خيػػص لمػػن املػػوا نت‬
‫فاف الدولة ومؤسسا ا مي ن لف ع ل ال ديد األساسن ألمن األفأا ‪ .‬ولخ ا كوف األفأا ل عػا يف ا ا ػة‬
‫ا سػػا ية فػػاف الدولػػة اػ قػػا رة لػػح زتػػاي ر يف موا ػػة القػػوى العػػاملة كال ػػد ور البيئػػن وا ق صػػا ي إذا مل‬
‫( ‪)3‬‬
‫ع ل ن ذا ا ديدا امال للبيئة بواسطة لسلح ا النووية وال ي يائية‪.‬‬

‫‪ .3.1‬ا ألمن والاهؼتاق‪ :‬الفرد مكوضوع مرجؼي ل ألمن‬


‫يئا فلسفيا جمأ ا‬ ‫يع قد ل صار الن أية النقدية لف الوادة املأ عية لامن ن الفأ لو ا ساف و ليس‬
‫لح اختػاذ الفػأ واػدة ال حليػل األساسػية وذلػ يف سػياؽ مػا لةػبح‬ ‫مف وـ األمن ا سا‬ ‫كالدولة‪ .‬إذ يأ‬

‫‪Ken Booth, Theory of World Security (UK: Cambridge University Press, 2007), p.109. 1‬‬
‫‪Pinar Bilgin ,’’ Critical Theory,’’ In Security Studies : An Introduction, ed . Paul D. Williams , 2‬‬
‫‪Op.cit.,pp.90-91.‬‬
‫‪Keith Krause and Michael C. Williams,’’ From Strategy to Security: Foundations of Critical Security 3‬‬
‫‪Studies,’’ In Critical Security Studies :Concepts and Cases ,ed. Keith Krause and Michael C. Williams,‬‬
‫‪Op.cit.,pp.44-45.‬‬
‫‪262‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫يوا يف لمن األفأا من قائ ة ويلة من مصا ر ال ديد ال مل عد الدولػة املسػؤوؿ الوايػد ن ػا ك ػا مل يعػد يف‬
‫مقػػدور ا ال عامػػل مع ػػا بفأ ػػا‪ .‬فالدولػػة ك ػػا يػػأى ل ا ييػػل بػػلل‪ Danial Bell‬قػػد اػػدت بعػػد ااػػأب البػػار ة‬
‫(‪)1‬‬
‫لةغأ من لف عامل مع املع الت ال ى ولك من لف عامل بفعالية مع املع الت الصغأى‪.‬‬

‫ويعػػأؼ األمػػن ا سػػا وفقػػا ل ػ ػ لليػػو لكسػػوورينل ‪– Lioyd Axworthy‬وزيػػأ اعار يػػة ال نػػدي‬
‫الساب – لح ل يف‪:‬‬

‫ليااايلقم ااهل‬ ‫"ق ة ا لحومقاارلم ف انمدلم ا لمبم ةقااةمبلمبو‪،‬اامحظرل فاانلمبو‪،‬اامحظرلناامب ة‬


‫لن االمة ال ل‬ ‫نلضا ا لل لنحمب اارليموفا ا لنمامن اام لمبو اامسلن اامبحسلبلم م اافرلبمشا ا م‬
‫( ‪)2‬‬
‫نحفمي ا‪".‬‬

‫ػػو ال جسػػيد ااقيقػػن لػ ػ لا ع ػػاؽل‪ Emancipation‬وبال ػػايل‬ ‫و ليػػيف ي ػػوف مف ػػوـ األمػػن ا سػػا‬
‫للأ ية النقدية اهلا فة إىل إ ماج القير األخالقية و مبا ى العدالة يف العالقات الدولية‪.‬‬

‫ػػدا و يعػػو مصػػطلح ا ع ػػاؽ إىل املف ػػأ النقػػدي لمػػاكني ورك ػػاميأل الػػدي يػػأى لف الن أيػػة النقديػػة‬
‫دؼ إىل سعا ة كل البعأ مع ا مصطلح ا ع اؽ سبيل ا األواد‪ .‬ويقصد ل ورك اميأل ندا املصطلح‬

‫ل لم اام ظمدللق ا ليملم ااةلحسفساارللرتفاارللة اانلمي اامتملم ا ل‬ ‫"حمباارلم مومتفاارلن ا لم اام‬


‫مبننديليا ملم ا مافرلمبلمتفرلنلمي م‪)3(".‬ل ل‬

‫من دا املنطل ميثل ا ع اؽ وفقا ل ػ لكت بوثل ‪ Ken Booth‬قلػظ الن أيػة النقديػة لامػن العػاملن‪.‬‬
‫فقد كاف لح الدواـ مف وما دليا وسيبقح‪ .‬ويعر دا املف وـ يف الن أية وامل ارسة لح اد سوا بااأية من‬
‫‪William‬‬ ‫القيػػو الػ مي ػػن لف عيػ األفػأا والعػػعوب مػػن بسػػيد خيػػارا ر‪ .‬إ ػػيف ك ػػا يػػأا لويليػػاـ لوفػ ل‬
‫‪ Lovett‬الس ػػعن ا ػػو اعب ػ والأفا ػػة املا ي ػػة لو ال ح ػػأر م ػػن الطبيع ػػة والن ػػدرة‪ .‬ػػو الس ػػعن ا ػػو معأف ػػة ااقيق ػػة‬

‫‪ 1‬مازف اأايبية لالعوملة وسيا ة الدولة الو نيػة ل يف‪ :‬مبة بارلمبلاةفارل مبمحال بلمبة بفارلمبنمبةارل(مػن ل ػاؿ املل قػح الػدويل‪ :‬امعػة ا ائػأ كليػة‬
‫العلوـ السياسية واإل الـ ‪ )4002‬ص‪.7.‬‬
‫‪Charles Philippe David, la guerre et la paix (Paris: presse de science politique, 2000), p.95. 2‬‬
‫‪Hélène VIAU, La (Re) conceptualisation de la sécurité dans la théorie réaliste, et critique ; 3‬‬
‫‪quelques pistes de réflexion sur les concepts de sécurité humaine et de sécurité globale‬‬
‫‪(Montréal : Centre d’études des sciences politiques et étrangères de sécurité, 2000),P.110.‬‬
‫‪263‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫وإ راك ػػا لو ااأيػػة مػػن ا ػػل واعأافػػة و األكاذيػػظ‪ .‬باإلضػػافة إىل السػػعن اػػو العدالػػة لو ااأيػػة مػػن ا سػ بدا‬
‫(‪)1‬‬
‫السياسن وا س غالؿ ا ق صا ي‪.‬‬

‫ويعأؼ لكت بوثل ‪ Ken Booth‬يف ك ابيف ل أية األمن العاملنل ا ع اؽ لح ل يف‪:‬‬

‫لم ا ممبليب لحومقرلمبةمسلم لمبللرل مبسفلدلمبم ليحةلم ل‬ ‫"لة ةمبلب فم ر لق‬


‫يةنف االبالبو ااملمخم اامر هلنحنق اارلن اامبملمفهلما ا لحنق اارلمآلخ اانق ‪.‬ليا اايلقوةحة اامليا اامرمل ف اامل‬
‫اريلةون ا لف اان لب و نفاار لالنقاارلبمةاالرلمبولمو ا ل مومر اارلبوسم ماارلمبل ااا‪.‬ل‬
‫ب فم ا ل‬
‫( ‪)2‬‬
‫فم ا ممب[يذم]لبللف نرل النقرل فم رل ةم مفلم ا مافر‪".‬‬

‫ضػ ن ػػدا املعػػر ي ػػوف الفقػػأ واملػػأض وا سػ بدا السياسػػن و ػػدرة امل ػوار الطبيعيػػة وال ػوارث الطبيعيػػة‬
‫ض ن يف واسع من املعاكل املعقدة يف صأ العوملة ك ا ااػأب بثابػة قيػو لػح اأيػة النػاس لفػأا ا كػا وا لو‬
‫رتا ات‪ .‬فليني الن اـ لو القوة ن مػن يصػنع لمنػا اقيقيػا‪ .‬إف ا ع ػاؽ أيػا ػو األمػن و ليػيف ي ػوف األمػن‬
‫(‪)3‬‬
‫وسيلة و ا ع اؽ ااية لكثأ من كوهن ا و اف لع لة واادة ك ا قأر لكت بوثل في ا سب من ك ابا يف‬

‫‪ .3.1‬مدرسة "ويلز" ‪Welsh School‬للراساات ا ألمان النلادي‪ :‬ا ألمان الااام واشاللية‬
‫توس يع‪/‬تؼميق الراسات ا ألمنية‬
‫لقد أض لكت بوثل‪ Ken Booth‬ف أ راسات األمن النقدي ‪critical security studies‬‬
‫بقوليف‪:‬‬

‫"ينلم ما لبااللمااملا‪،‬ااة يلاحا ‪.‬لفل اامبلمبةلاانل مب ةمناامبلمبو م ناارلحاال لمب فم اارل‬


‫يوةحةااملي‪،‬االرمبل خةمناامبلممظمقةاارلحاال لم م ا ‪.‬لفاامبمنالفنلمبلةقااةلن االنلم ما لبااف ل‬
‫نظ اامارلم االبرليل ااف لماامدللمبظحااجل(ي وفااهلل ةااةللمبسضاامقملماامل رم لحااة دلمبو اام ل‬
‫( ‪)4‬‬
‫ل‬ ‫مب النقر)‪".‬‬

‫‪Ken Booth, Theory of World Security, Op.cit.,pp.110-111. 1‬‬


‫‪Ibid.,p.112. 2‬‬
‫قطة مأ عية ل قيير ةالاية وقي ة افرتاض معت ‪.‬‬ ‫ا بار ا ع اؽ مأسح فلسفن ‪ Ancrage Philosophique‬يعين لف يف إم ا يف قدل‬
‫‪Ibid.,p.115. 3‬‬
‫‪Pinar Bilgin ,’’ Critical Theory,’’ , Op.cit. p.98. 4‬‬
‫‪264‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ػ ل ا ػػالب مدرسػػة ويلػ لدراسػػات األمػػن النقػػدي كا ػ بغػػأض ع يػ‬ ‫ف و ػػة ال حليػػل األوىل الػ‬
‫ف ومنا اوؿ األمن ب عف السياسة من خالؿ املفا ير العل ية واأل ندات السياسية مػا يسػ ح لل حللػت مػن‬
‫إما ة الصفة املأك ية ن الدوؿ و الن أ يف وادات مأ عية فوؽ وما وف املس وى الدو أل‪ .‬لما مو ة ال حليل‬
‫ػاـ بطيػف واسػػع مػن ال ديػدات واألخطػار الػ وا ػػيف‬ ‫الثا يػة فقػد سػع إىل وسػيع ف نػػا لامػن أل ػل ا‬
‫ةػػفا مػػن الواػػدات املأ عي ػػة‪ .‬ونػػدا املعػػر ي ػػوف ػػالب مدرسػػة ويل ػ لدراسػػات األم ػػن النقػػدي قػػد قػػاموا ب ػ ػ‬
‫ل سػػييني األمػػن ل‪ Politicize Security‬بػػد مػػن للمننػػة القعػػايال ‪ . Securitize Issues‬وحبسػػظ‬
‫للل ػأل‪ Alker‬فػػاهنر يفعلػوف ذلػ إليعػػاح الصػفة السياسػػية وال وينيػة للف ػػأ األمػػين واإل ػارة إىل بػػارب كػػل‬
‫م ػػن الأ ػػاؿ والنس ػػا يف ال دي ػػد م ػػن ل ػػل الق ػػدرة ل ػػح ػ ع املأك ي ػػة ػػن ال دي ػػدات امل علق ػػة بالدول ػػة وا ػػاؿ‬
‫العس ػ أي ال ػ سػػيطأت لػػح ل نػػدة راسػػات األمػػن ال قليديػػة‪ .‬وبػػدر اإل ػػارة إىل لف ػػدا املوقػػف قػػد ػ ل‬
‫ا ب ػػا م ػػا م ػػن ل ػػاؿ مدرس ػػة كوبن ػػا ن و ػػو م ػػا ػػأؼ ب ػ ػػلالاللمننةل ‪ Desecuritization‬لي القي ػػاـ‬
‫باخأاج مسائل معينة من األ ندة األمنية وا بار ا من قبيل الع ليات السياسية العا ية(‪.)1‬‬

‫لقد ا ؿ كل من لبوثل و ل ورك اميأل بعأورة وسيع مف وـ األمن ليعػ ل كػل ديػد مػن امل وقػع لف‬
‫قػا ل و ػيف ي عػ ل مػن‬ ‫اد من ا ع اؽ ا ساف واأي يف‪ .‬وندا ي وف املف وـ النقدي ن األمػن ػامال ولكثػأ‬
‫ديدات املة طلظ اس جابات املة باملثل وا مق صأة اصػأيا لػح الدولػة‪ .‬وا ػديأ بالػدكأ لف ال وسػع‬
‫ػأت يف إ ػار‬ ‫يف مف ػوـ األمػن ضػ ن إ ػار الن أيػة النقديػة خي لػف مػن ػواح م ػة ػن ػاو ت ال وسػيع الػ‬
‫املن ار العقػال وذلػ بسػظ ا بػاع ل ػداؼ ابسػ ي ولو ية و لفػة‪ .‬فال وسػع الػدي أفػيف املف ػوـ األمػين نػد كػل‬
‫من الواقعيت واللي اليت يعدو كو يف اصيلة إرا ة أح ااقػائ السياسػية املل لفػة املالا ػة يف الن ػاـ الػدويل‬
‫ػدو ة و ومػػة با عػػغاؿ ا بسػ ي ولو ن األسػػاس نػػد ر‬ ‫لفػرتة مػػا بعػد ااػػأب البػػار ة‪ .‬وبال ػايل فقػػد كا ػ‬
‫و ػػو اافػػاظ لػػح ا سػػجاـ وال ناس ػ الف ػػأي لل ف ػػوـ‪ .‬لمػػا راسػػات األمػػن النقػػدي فقػػد ػػأى ال وسػػع يف‬
‫ا يػ ػػا و ارخييػ ػػا وامل حولػ ػػة يف ال مػ ػػاف‬ ‫مف وم ػ ػػا لامػ ػػن ا طال قػ ػػا مػ ػػن البحػ ػػث ػ ػػن ف ػ ػػر ال ديػ ػػدات املبنيػ ػػة ا‬
‫(‪)2‬‬
‫وامل اف‪.‬‬

‫إ يف وإف كاف األمن يف ةور يف العس أية‪/‬الدو ية ي اؿ ا ف ب امل م ايا ض ن كوذج الن اـ الدويل‬
‫سػ أية كػػالفقأ الالمسػػاواة بػػت الػػدوؿ و اخل ػػا ال ػػد ور البيئػػن‬ ‫الوسػ فايل فػػاف العديػػد مػػن ال ديػػدات اػ‬

‫‪Ibid. 1‬‬
‫‪Hélène VIAU, Op.cit. pp.117-118. 2‬‬
‫‪265‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫وا ي ولػػو ن ال يي ػ وخػػأؽ اقػػوؽ ا سػػاف ‪...‬إخل جػػاوز لخطار ػػا اػػدو الػػدوؿ م ػػد ة مص ػ ا سػػا ية‬
‫ا‪.‬‬ ‫وم جاوزة قدرة الدولة الواادة ملوا‬

‫‪266‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫تصورات اجلندر وما بؼد احلداثة غن ا ألمن‪.‬‬


‫املطلب الثاين‪ :‬د‬
‫تصورات النظرية النسوية غن ا ألمن الد ويل‪:‬‬
‫‪ .3‬د‬
‫إف مع ػػر من أو‪/‬من ر ػأات الدراس ػػات النس ػػوية لو ا نس ػػية ‪ GENDER STUDIES‬ي فق ػػوف ا ػػوؿ‬
‫ل ػداؼ املبػػا رة ال ن يػة النسػػوية يف ميػػداف العالقػات الدوليػػة‪ .‬فقػد ركػ ت مع ػػر الدراسػات النسػػوية ا اما ػػا‬
‫ػػع ػػد ح‬ ‫ا يػػة والسياسػػية لعػػأاة كب ػ ة مػػن ا‬ ‫لػػح فس ػ وف ػػر لسػػباب وكيفيػػة با ػػل النعػػا ات ا‬
‫لالنسػا ل يف ميػػداف العالقػات الدوليػػة‪ .‬و ليػيف فقػػد سػعح من ػػأو ومن ػأات ػػدا ا بػا إىل اولػػة صػحيح ػػد‬
‫ح ا ندر‪.‬‬ ‫أة قدية لح اقل كاف يعا قليديا من‬ ‫الغفلة والنسياف بالقا‬

‫لما لح ام دا العقد األخ من القأف املاضن فقد بأزت املفا ير األ ثويػة با بار ػا من ػورا لساسػيا يف‬
‫راسػػة العالقػػات الدوليػػة‪ .‬وقػػد كػػاف ال ػ خر األوؿ الػػدي زتلػػيف ػػدا النقػػد مو ػػا إىل الطػػأؽ ال ػ س ػ بعد في ػػا‬
‫(‪ )1‬ل‬
‫النسا من ال حليالت اعاةة بالدولة وا ق صا السياسن العاملن واألمن الدويل‬

‫و قاسر ل ا با ات الن أية النسوية افرتاضػا لساسػيا ي علػ باأل يػة القصػوى للجػنني(‪)GENDER‬‬
‫يف ف ر ومعأفة السياسة العاملية املعاةأة ايث ع قد د الن أية لف‬

‫مبلمبة بفرل لطظحلملنمبممب لقنم ظالنل‬ ‫"مبن م ل بف لمبة م لبالم لةمظلملالنقمبلمب‬


‫ط ااةمترلمبسا انمر‪.‬لفمبلم ف اارلما ا لي مظ اانلفا ا لال اانلمبة االقف ل مبة االقمبلالنق اارل ة اافرل‬
‫اتلما ل ظا لمبن اام ل‬ ‫[‪]Gender Theory‬ل ا امل م واارلت ا لمبلاة لمباالةن ل ل‬

‫مبلمبة بفر ما ة (النسوية) مأ ع ساب ص‪.744.‬‬ ‫‪ 1‬مار ن اأيفيثني و ي لوكا اف مبونمبفالم م فرلف لمب‬
‫نطل من أة ابس ي ولو ية لو ل طولو ية لو معيارية واادة؛ ف ناؾ العديد مػن النسػن الن أيػة‬ ‫إف النسوية ك عأوع أي يف العالقات الدولية‬
‫يف دا ا با ال ن ي لعل لبأز ا‪:‬‬
‫بنا ػػا الن أيػػات ال فسػ ية وي ػػن‬ ‫عػػارض اس ػ لداـ املنػػا ج ال جأيبيػػة الوضػػعية ال ػ‬ ‫‪ ‬مبة االقرلمبملنقظفاار‪ Feminism Empirist:‬و ػػن‬
‫دف ا يف املطالبة بصوت النسا امللفن ولعأض ل وار ن امل عد ة يف املسا ة بالقوى ا ق صا ية العاملية وبال فا ل بت الدوؿ؛‬
‫ا ن(النسػا يف العالقػات الدوليػة) يطػوروف‬ ‫رلمبةلنلمبة لقر‪ Feminist Standpoint:‬و ن ع قد ب ف الناس يف مواضع اععوع ا‬ ‫‪‬‬
‫صػورات و لفػة م نو ػة ولكثػأ قػػة اػوؿ كيفيػة ػل وسػ العػػامل وقوا ػد ‪ .‬ويػد و ػدا ا بػا إىل بنػػا املعأفػة با ر ػاز لػح ال ػأوؼ املا يػػة‬
‫ل جارب النسا ال عطن ةورة لكثأ اك ا ن العامل؛‬
‫ػدا ا بػا مػن ف ػأة رفػا ال قسػير لذكػأ‪-‬ل ثػحل لو لر ػل ‪-‬امػألةل‪.‬‬ ‫‪ ‬مبة القرلممن اةلمبحةم فار‪ Feminism Post-Modernism:‬وينطلػ‬
‫ونػدا املوقػػف األكثػػأ را ي اليػػة يف الن أيػػة النسػػوية عػ النسػػوية ػػن رفعػ ا هلػػدا ال قسػػير كو ػػيف مصػػطنع وي ػػدؼ بعػ ل مقصػػو إىل ػأيني‬
‫القات ا م افئة وبال ايل اافاظ لح ف ر لو صور ذكأي للعامل‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫بلطا ا ل ين اافنلت اامبالت ااة ما لما ا لمب ااة ل منم اابلما ا لا اانفلمبن اام ‪.‬ل ت ا ا لب االمل‬
‫م مسلين لمبةلنقرلمبة لقرللنلمب فم ارلمب مبوفارل اماللنلل ا ليةمف افرل ل ا لتةنامليذمل‬
‫يوالةتلمبة م لم لمبلطل لل لمب افةنللت ا لملم ا لمبسالللخمطارل الللمبة بارلمبونيظةارل‬
‫نمبو نفر‪.‬ل بمحسفهلبالملمب اةف ليلمطا لبالهلمبةلنقارلمل لدمي املممظةفارلملم ا لالنقارل‬
‫( ‪)1‬‬
‫ف نفرلاسةقرلت ل نمرلمملق و لمبةلنقرلمبةسةقر‪".‬‬

‫ض ػ ن اقػػل الدراسػػات األمنيػػة يس ػ لدـ لالػػظ من ػػأي الدراسػػات النسػػوية امل ػػة بػػاألمن ل طولو يػػا‬
‫ػػا ات‬ ‫ن ػػد ر ػػد قوي ػػة اب ػػا ا‬ ‫وابس ػ ي ولو يا مغ ػػايأة لدراس ػػات األم ػػن ال قلي ػػدي‪ .‬وبال ػػايل فنػ ػ ة العػ ػ‬
‫العقال يػػة‪ :‬العل يػػة العامليػػة واملوضػػو ية‪ .‬و ليػػيف ف الػػظ الدارسػػت النسػػويت لامػػن ي وافقػػوف وا ا ػػظ النقػػدي‬
‫للنقاش الثالث يف أية العالقات الدولية‪ .‬ويف مسا ل ر لدور الدولة با بار ا مااا كافيا لامن ي بر ل صػار‬
‫د الن أية مقاربة م عد ة األبعا واملس ويات بي ة ببعا ا و السا ية ل وسيع مف وـ األمن ال مت الن أ‬
‫(‪)2‬‬
‫في ا سابقا‪.‬‬

‫إف ا ل ػ اـ النسػػوي باهلػػدؼ ا ع ػػاقن وال حأيػػأي مػػن ل ػػل إهنػػا بعيػػة املػألة م سػ مػػع ال عأيػػف املوسػػع‬
‫ا يػة واسػعة قطػة البدايػة‪ .‬مػن ػدا املنطلػ سػعح الدراسػات‬ ‫لامػن الػدي جيعػل مػن الفػأ املن ػن لبنيػات ا‬
‫النسػػوية إىل ف ػػر كيػػف لف لمػػن األف ػأا وا ا ػػات معػػأض لللطػػأ مػػن ػػأؼ العنػػف ا سػػدي واهلي لػػن لػػح‬
‫(‪)3‬‬
‫رتيع املس ويات‪.‬‬

‫لقد سع الن أية النسوية يف جماؿ األمن الدويل إىل حبث كيف وف الدولػة معػاركة يف الاللمػن املو ػيف‬
‫عل نػا يف جم و نػا ع ػ الدولػة ‪ -‬لػح‬ ‫اػو موا ني ػا ك ػا قامػ بطػأح اسػ ف امات م ػة اػوؿ الطأيقػة الػ‬
‫ق صػػأ لػػح النسػػا‬ ‫الػػأار مػػن كػػل ػػن ‪ -‬اا ػػر الن ػػائن املقػػأر لامػػن وااأيػػة‪ .‬اػ لف املقاربػػات النسػػوية‬
‫فقػػمن يف حتليػػل األمػػن ول ن ػػا ػػدمج لالنػػوعل ‪ Genre‬مػػن ل ػػل ف ػػر كيػػف لف بعػػا املعػػاي األ ثويػػة والدكوريػػة‬

‫امعػة با نػة كليػة ااقػوؽ‬ ‫ا ة املا س يف العالقػات الدوليػة‬ ‫‪ 1‬ار اجار لالسياسة األمنية األوروبية با نونا امل وسمن ل (مدكأة لنيل‬
‫واف ‪ ) 4444‬ص‪.33.‬‬ ‫قسر العلوـ السياسية‬
‫‪Ann Tickner, Gendering World Politics: Issues and Approaches in the Post-Cold War Era 2‬‬
‫‪(US: Columbia University Press, 2001),p.48.‬‬
‫‪Ibid 3‬‬
‫‪268‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ؤيأ يف صور ما ية األمن (‪ )1‬ك ا يسا د ليعا لح وضيح مس لة ا بػار لةػوات النسػا يف لالػظ األايػاف‬
‫(‪)2‬‬
‫ا معأو ة ومس وح نا يف مسائل األمن القومن‪.‬‬

‫ػػدا باإلضػػافة إىل فحػػص و لػػف املقاربػػات النسػػوية لل يفيػػة الػ عػػأ ن نػػا الػػدوؿ سػػلوكيا ا يف بلػػوغ‬
‫األمػن ػن أيػ النػدا أل ػواع مػن لاهلي نػة الدكوريػةل ‪ . Hegemonic Masculinity‬و ليػيف فالعديػد مػن‬
‫النس ػػويت م ػػثل ر مث ػػل ارس ػػن األم ػػن النق ػػدي ق ػػد أف ػوا األم ػػن ب وس ػػع ب عبػ ػ ات م ع ػػد ة األبع ػػا واملسػ ػ ويات‬
‫(‪)3‬‬
‫كاخنفاض مس وى كل ل واع العنف امل ع ن‪ :‬العنف ا سدي اهلي لن واإلي ولو ن‪.‬‬

‫‪ .3‬آراء أآهصار ما بؼد احلداثة يف ا ألمن الد ويل‬

‫ع ػ مػػا بعػػد اادايػػة مقاربػػة ي ػ ة يف راسػػة العالقػػات الدوليػػة إذ أك ػ باألسػػاس لػػح اولػػة قػػويا‬
‫ػػاج لاملعػػأوع ال نػػويأيل‬ ‫األسػني ا بسػ ي ولو ية واأل طولو يػػة واملن جيػػة للف ػػأ اإل سػػا امل ػػي ن الػػدي ع ػ‬
‫القػػائر لػػح الفلسػػفة الوضػػعية واملنػػا ج ال جأيبيػػة العقال يػػة‪ .‬ف ؤيػػدو مػػا بعػػد اادايػػة يعأبػػوف ػػن موقػػف ػػدائن‬
‫ػا حبقيقػػة مطلقػة لو امليػة وبال ػػايل ف ػر يأفعػوف ف ػػأة ااقيقػة اعار يػة املسػ قلة ػن آرائنػا واللغػػة‬ ‫ايػاؿ ا‬
‫ن د اآلرا مطالبت لح إيأ ذل ب قويا ال يي ال قليدي بت الن أية وامل ارسة‪.‬‬ ‫ال س لدم ا لل عب‬

‫ػػأي معقػػد نطلػ مػػا ب عػد اادايػػة مػػن افرتاضػػات لساسػػية ع ػد لػػح إ ػػا ة الن ػػأ يف مفػػا ير‬ ‫وكبنػا‬
‫اادايػة ال نػويأ ااقيقػة العلػر العقػل‪...‬ويف ذات السػياؽ فػاف ل ػير ػورجل‪ Jim George‬يع قػد بػ ف مػا‬
‫بعد ااداية‬

‫"ي فةلطفم رلمبو م ل مبسضمقملمبسمتةقر(م م فر)لبإلدرمرلمبحةم ل لنمبمنةف لت ل‬


‫مبنمتا لذ لمب اافمدلل(م ا كلمبالميب‪/‬مبة باارلمبو اامس ر)لل لمبولضاالم(م كلمب اامبا‪/‬مبةصل‬
‫مبو اامس )لن ا لت ا لمبوومر اامبلمبممرق فاارلمب سمففاارل مب لقاارلمبم ا لضااوة ملقظة ا لمبنمت ا ل‬
‫( ‪)4‬‬
‫مبولضلمل(مبةلنقرل مبوومر رل م ف م ل مبسفا)‪".‬‬

‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin ,”les études de sécurité ,” Op.cit., p.374. 1‬‬
‫‪Ann Tickner, Op.cit., p.49. 2‬‬
‫‪Ibid.,p.62. 3‬‬
‫‪ 4‬ار اجار مأ ع ساب ص‪.33.‬‬
‫‪269‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫ومػػا بػػر مػػا بعػػد اادايػػة ػػأة مغػػايأة ل ل ػ الػ يػػدافع ن ػػا ل صػػار ا بػػا العقػػال يف العالقػػات‬
‫الدولية ايػث يػأىلر‪.‬ب‪.‬ج‪ .‬وال ػأل‪ R.B.J.Walker‬لف أيػات العالقػات الدوليػة صػبح لكثػأ ل يػة اين ػا‬
‫ين ػػأ إلي ػػا ك ػػا أ للسياسػػة العامليػػة املعاةػػأة طلػػظ فسػ ا مقار ػػة بػػالن أ إلي ػػا ك فس ػ ات للسياسػػة الدوليػػة‬
‫املعاةػػأة‪ .‬ويػػأى ل صػػار مػػا بعػػد اادايػػة لف كػػل مطالبػػة بااقيقػػة مؤسسػػة لػػح لالأوايػػات ال ػ ىل الػ بو ب ػػا‬
‫عأؼ ما بعد ااداية لح لهنا ال ع ي بالأوايات‬ ‫صح لو سقمن مطالبات معينة بااقيقة‪ .‬ويف دا الصد‬
‫ال ػ ىل(‪ )1‬الػ ػ ػ ر إم ا ي ػػة الس ػػيطأة ل ػػح جم ػػل ال ح ػػو ت وال غػ ػ ات املالزم ػػة ألي يػ ػا أة ويف لي ل ػػر‬
‫العػػن الػػدي فػػع بػػاملف أ الفأ سػػن لج‪.‬ؼ‪ .‬ليو ػػارل‪ J.F.Lyotard‬يف ك ابػػيف لالوضػػع مػػا بعػػد ااػػداينل إىل‬
‫القوؿ بسقوط الن أيات ال ى بعج ا ن قأا ة الواقػع الػدويل باإلضػافة إىل ا سػاـ األ سػاؽ الف أيػة ال قليديػة‬
‫با و ‪.‬‬

‫وا ديأ بالدكأ ل يف يف راسة العالقات الدولية فاف ل صار ما بعد ااداية يلف ػوف الن ػأ إىل الػأوابمن الػ‬
‫نفصػػر بػػت املعأفػػة والقػػوة يف العالقػػات الدوليػػة لػػح ةػػعيدي الن أيػػة وامل ارسػػة‪ .‬ك ػػا يأفعػػوف رفعػػا قا عػػا‬
‫ف أة ااقيقة ال لية ألف ااقيقػة اسػب ر بػر ػ اللغػة فػال و ػو لعػن يسػ ح ااقيقػة يف ذا ػا‪ .‬ف ػا يػأى‬
‫ل سنل‪ j. W. Lacey‬فاف لفعل اس عارة للحقيقة ن النص ا لف‬

‫"مب اارل لي الا لمبحسفساارلنا لباالهلم خفاانللق اامدلي ااالف مل ليامم املن ااال ل منااتلتظاانل‬
‫م م وم لمب رلفا لتو فارل فانلمةم فارلما لمبم ففان‪.‬لفمبحسام هليةام لتا لطانمملمبسال لل ل‬
‫( ‪)2‬‬
‫ل‬ ‫حلمرمبلمبسل لمبح م رلف لبلهلمب و فرلم ليتمدللمبظةم ‪".‬‬

‫وباس لدام ا لعقيدة لال ناصل ‪ - Intertextuality‬الدي يأم للعالقة ال ميل ا كل ص مع كػل‬
‫ص آخأ ف ل النصوص هلا معاف م عد ة وبال ايل و و لنص ليف معر مالزـ مل وس إذ املعر ي طور‬
‫ال فا ل بت القارئ والنص و لييف فاملعر خيل بفعل القارئ لينا قأا يف النص‪ -‬فاف ما بعد ااداية أى ضأورة‬
‫النسػػياف‬ ‫عػ ت اعطػػاب اػػوؿ العالقػػات الدوليػػة لةػوا ا كثػ ة وم عػػد ة مويفػػة مػػدلو ت ػػد ة كػػال ي‬
‫أك لح الفا ل ذي السيا ة كالدولة مثال بػل لػح امل ارسػات ال ارخييػة والثقافيػة الػ‬ ‫الس وت‪ )3(...‬ك ا‬

‫مبلمبة بفر ما ة (ما بعد ااداية) مأ ع ساب ص‪.357.‬‬ ‫‪ 1‬مار ن اأيفيثني و ي لوكا اف مبونمبفالم م فرلف لمب‬
‫‪Renate Kenter,'' The Art of the possible: The scenario method and the third debate in international 2‬‬
‫‪relations theory,'' Op.cit.‬‬
‫‪ 3‬ار اجار مأ ع ساب ص‪.33.‬‬
‫ا ية‪.‬‬ ‫ويع الفأ سن ل اؾ ريدال من الفالسفة األكثأ طويأا وإيأا لعقيدة لال ناصل واملنا ج ال ف ي ية واملقاربات اللغوية يف العلوـ ا‬
‫‪26:‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫يبػػر ض ػ ن ا الفا ػػل و ػػدا مػػا مي ػػن لف يفسػػأ لنػػا صػػور ا الػػدا ن إىل ا بػػار الدولػػة فا ػػل لساسػػن إىل ا ػػظ‬
‫وايػػد جم ع ػػا‬ ‫بػػارات لهن ػػا ااول ػ‬ ‫فوا ػػل لخػػأى لػػح خلفي ػػة لف الدولػػة قػػد فأض ػ قي ػػو ا لػػح األف ػأا‬
‫السياسن باإلكأا والق أ يف با ل لللصوةيات‪.‬‬

‫‪ .3.3‬أآمن ما بؼد احلداثة‪ :‬اخلطاب ا ألمين كبؼد جديد يف التحلي ‪.‬‬


‫راسات ما بعد ااداية ولحباي ا مدخال ديدا يف راسة األمن الػدويل لفػرتة مػا بعػد ااػأب‬ ‫لقد قدم‬
‫البػػار ة إذ يع ػ وف اعطػػاب – لي كيفيػػة اػػديث النػػاس ػػن السياسػػة العامليػػة واألمػػن الػػدويل– ػػامال مػػؤيأا يف‬
‫راسات مقار ة عطابات لمنية م باينة‪.‬‬ ‫كيفية صأؼ الدوؿ وسلوكيا ا وبال ايل فالدراسات األمنية ما ن إ‬

‫ل الن أيات املا بعد وضػعية ا طالقػا مػن قػد ا لاسػني املعأفيػة امل و ػة لصػلظ أيػات‬ ‫لقد سس‬
‫ػػن أي ػػة م ػػا بع ػػد ااداي ػػة اس ػ ثنا يف ػػدا ا ػػاؿ؛ إذ ي ػػأى ل ػػوف م ػػاميأل ‪John‬‬ ‫ومل‬ ‫املن ػػار العق ػػال‬
‫‪ Mersheimer‬ل يف يف ات يأى الواقعيوف إم ا ية و و امل ياب مي ن معأف يف فاف ل صار ما بعد ااداية‬

‫"قن نليمالمنل لدلين افنمبل لا م فارلب امبالمبال لقحاف‪.‬لن اا‪ ...‬ليل اةل لمناتل ل‬
‫م اامنل منماار ل للرمال مةاار ل لل انمرلتوفساارل لنة ا لا م فاارلل لحااة دلب ماامرق ‪ ...‬ل‬
‫ا رلما لمبمن افنمبلمبونن ضاارل‬ ‫قل اةلي لمبمن افن‪ ...‬لمبمامرق لان اايلقن االت ا للاايل‬
‫ت لين فنمب‪-‬لمملم ل محةلمة ملل م ل وف ملمتمظمافر‪)1(".‬لل ل‬

‫مػػن منطل ػ ػػدا ا خ ػ الؼ يػػأى العديػػد مػػن ل صػػار مػػا بعػػد اادايػػة و لػػح رلس ػ ر لري عػػار آ ػػلنل‬
‫‪ RICHARD ASHLEY‬لف الواقعيػػة يف اػػد ذا ػػا دتثػػل إاػػدى املعػػاكل األساسػػية عػػداـ األمػػن العػػاملن‬
‫بسػػبظ خطانػػا املفعػػر بػػالقوة واملعػػجع لػػح املنافسػػة األمنيػػة فقػػد ك ػػظ يف راسػ يف املوسػػومة بػ ػ لبػػؤس الواقعيػػة‬
‫ا ديدةل يقوؿ‪:‬‬

‫"ينلمبلم فرلمبلةقةللةةلنقرل ض فرليم مم لم لنةفرلمبةلميلمبة ب لةسمالنلاظف ا ليانب ل‬


‫مبمةلملمب مما ل مبوالاما ل يلاندلمبمنامت بلمب فم افرلما ليمالمافارلمبساةرللت ا لمبم ففان ل‬
‫( ‪)2‬‬
‫يا ملمقةقلبل فرليل يلم ن تملشولبفمل انمفلمب مبال ل م ي‪".‬‬

‫‪ 1‬وف بيليني لاألمن الدويل يف اقبة ما بعد ااأب البار ة ل مأ ع ساب ص‪.237.‬‬
‫‪Paul R. Viott , Mark V. Kauppi,Op.cit.,pp.19-20. 2‬‬
‫‪271‬‬
‫الفصل الثالث األمن يف السياسة العاملية‪ :‬املقاربات البديلة‪..........................................................‬‬

‫وندا وف الواقعية قبة لماـ إرسا معامل اـ ويل آمن و ا ؿ اف السلر ويع ز ‪ .‬وبا ا ا لح‬
‫م غ ة لالقوةل يف ال حليل فاف ل وف فاس ي ل‪ John Vasquez‬يأى باملثل لف‪:‬‬

‫" فم اارلمبساالللب ا لطاالرللب اامبالمباال لق اال لمب ا لرلمباال لقاالي لناامبحنب‪.‬ل ن االمل‬
‫لم لمب لرلان يلمبل لقؤد ليب ل‬ ‫مبو ة لفإنلمحم برلملمزارلمبسلللب لنحةلذمي مل‬
‫( ‪)1‬‬
‫ل‬ ‫يلن ليؤد ليب لمبحنب‪".‬‬ ‫مبحنب[‪]...‬ةومللنلمبمحمبنمبل ليةم لمب‬

‫ويف ذات الس ػػياؽ ف ػػاف الف ػػأ م ػػا بع ػػد اا ػػداين للدراس ػػات األمني ػػة ي ػػأى ض ػػأورة ال ػػد وة إىل لخط ػػاب‬
‫ا نل يؤكد لح السلر واألمن واملعاي ا ا ية وكدا ال عاوف وضا ن اعطػاب الػواقعن امل ػأس للصػأاع‬ ‫ا‬
‫نػة إذا ل ى الساسػة واألكػا مييت وا ا ػات املعأفيػة‬ ‫وال نافني‪ .‬و ن امل ػة الػ يػأى مػا بعػد ااػداييوف لهنػا‬
‫لية إ ا ة ةػيااة اللغػة واعطػاب ػن السياسػة الدوليػة و بعػث خطػاب بػديل يأكػ لػح عػأ املثػل‬ ‫ور ا يف‬
‫(‪)2‬‬
‫العليا للج ا ات‪.‬‬

‫و لييف ي بدى لف اعطاب األمين ما بعػد ااػداين ذو بعػد معيػاري إذ يأكػ لػح ل يػة القػير املعياريػة يف‬
‫ػػني‬ ‫ل ػػح‬ ‫ال سػػيني عط ػػاب ػػاملن م ػػي ن اػػاوؿ إجي ػػا بيئػػة ولي ػػة لكثػػأ لمن ػػا اس ػ نا ا إىل خط ػػاب عػػاو‬
‫اعطػػاب ال ػواقعن الػػدي ػػيد لػػح ر يػػة ةػػلبة ولكثػػأ ا غالقػػا ا ػ فاسػػحة ا ػػاؿ ل فس ػ ات وهنػػوج ديػػدة إزا‬
‫األمػػن الػػدويل‪ .‬وبال ػػايل فقػػد فعػ و ػ الن ػػأ لػ ل صػػار مػػا بعػػد اادايػػة إىل اولػػة إ ػػا ة صػػور األمػػن‬
‫العامل بالبحث يف مسائل ديدة مت با ل ا يف الن وج ال قليدية لدراسة األمن الدويل‪.‬‬

‫‪ 1‬وف بيليني لاألمن الدويل يف اقبة ما بعد ااأب البار ة ل مأ ع ساب ص‪.234.‬‬
‫‪ 2‬املأ ع الساب ص‪.234.‬‬
‫القػة بينيػة واسػعة بػت مفػا ير‬ ‫السػيا ة واهلويػة سػا يا إىل خلػ‬
‫اوؿ ّ‬ ‫وبدر اإل ارة إىل لف الف أ األمين ما بعد ااداين قد ار بمن ليعا بال ف‬
‫السيا ة واهلوية اخل اعطاب األمين لل قاربات ال قليدية‪ .‬فا ر باط بت اهلوية واألمن والدولة يقع يف كنيف ال ػ ويالت املابعػد اداييػة لامػن؛‬
‫األمن ّ‬
‫فلطاب اعطأ و ال ديد لح سبيل املثاؿ لةبح أ ا لبقا الدولة يف الن اـ العاملن‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫اخلامتة‪..........................................................................................................‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫األلف ؤؤامل اادلف ؤؤاعالق ت الدول ؤؤات الهالال ؤؤة الا يقة ؤؤا ت رههبؤ ؤؤه ال هب ؤؤة ال ؤ ؤ هب ؤ ؤ ؤ ؤؤا ؤ ؤ ي ؤ ؤ‬ ‫تؤ ؤ‬
‫األ ؤؤا نيالو انؤؤاادق ال ؤ ال لادؤؤاا اااؤؤا ال ؤ الات ادلعدا ؤؤة عؤؤاة ناؤؤمه ل ؤؤة نالالؤؤة يؤ األ الؤؤة‪ .‬لؤ ا د ؤؤه ااؤ‬
‫الهلاسات األي الة ااحهة ي بو احل ول الفك هبؤة األ رؤ ا ؤا‪ ،‬إ ن دؤ حؤوالا ي ولاتالؤا حؤول يفقؤون األيؤ ايؤا‬
‫يهى إيكااالة ت الحه أا إنا ة نالاغعه لالعةاشمه اادلعغريات اجلههبهة غهاة احل ب البال ة‪.‬‬

‫يؤ عؤ ا ادل اؤ ‪ ،‬د ؤؤه أ ؤ يفقؤؤون األيؤ يعؤؤالات نؤؤهة اا ولؤؤا يؤ الهلاسؤؤات الع االههبؤؤة الؤ اسؤؤع هت‬
‫ي وية يفاعالةالة يعكاياة ت ؤ‬ ‫بشك أساسق نامه ادل ال الوالدق ت زلاالة تفعري ال اع ة األي الة‪ ،‬أهب عالة‬
‫نامه االنعبالات اخلانة ب ؤ ااأليؤ الؤو أا أا أيؤ الهالؤة ال ويالؤة ان غريعؤا‪ .‬حالؤ ا ؤ لاهالؤة ناؤمه أاؤا احؤهة‬
‫ههبؤؤهات نعؤؤك هبة‬ ‫العحاالؤ األساس ؤالة ازلؤؤول أ سالاسؤؤة أي الؤؤة‪ ،‬ا أن األالوهبؤؤة عؤؤق لعح ال ؤ أي قؤؤا ت يوا قؤؤة أ‬
‫ال الؤؤة‪ .‬بالؤؤه أاؤؤه يؤؤة بهاهبؤؤة الععؤدال الات ي ؤ ال ؤ ن ادلااؤؤق بؤؤهأت الهلاسؤؤات األي الؤؤة تع ؤؤول ناؤؤمه لانؤؤهة الععؤؤا ل‬
‫الهال ‪ ،‬اتدةال ؤ‬ ‫حؤؤول إيكااالؤؤة توس ؤالة اتدةال ؤ يفقؤؤون األي ؤ م توس ؤالده لالاؤؤق ههبؤؤهات نؤؤها العقههبؤؤه الدعؤؤك‬
‫اؤ الهلاسؤؤات األي الؤة الوالدالؤة ت زلاالؤؤة لع ؤاله يفقويقؤؤا‬ ‫ي دالعؤه إ احؤهات أ ؤ ى غؤري الهالؤة‪ .‬ا ؤ ا د ؤه‬
‫نؤ األيؤ يؤة األ ؤ بدؤو االنعبؤال ةؤؤا هبؤ ى ااالؤ ا اؤ الة احلفؤامل ناؤمه االاعؤؤران االع اسؤ الفكؤ االدةاؤؤق‬
‫يرؤ عؤ ه‬ ‫بؤأ أن هبؤ‬ ‫لاة ال الوالدق االهلاسات األي الة بانعباله نير االاشغال االبععالةولو ق الراب الؤ‬
‫الدةاالؤؤة‪ .‬ةؤؤا لأ ت اعاغؤؤا عفع ؤؤهالنا أن ادل البؤؤة بتنؤؤا ة تد هبؤؤم يكواؤؤات األي ؤ الؤؤو أ تدؤؤو إ أن العصؤؤولات‬
‫اادل سعؤؤات احلا ةؤؤة لادولؤؤات الهالالؤؤة ت دؤؤاة يؤؤا بدؤؤه احل ؤ ب أنؤؤبح غؤؤري لاباؤؤة لاعداي ؤ يؤؤة احل ؤؤاة اجلههبؤؤهة‬
‫لابالئة األي الة‪ .‬ل ا د ؤه ؤ ت زلؤااالت إ ابعكؤال يفقؤون بؤههب ل يؤ حيؤاد ناؤمه االسعبصؤالات ال الةؤة لاة ؤال‬
‫قة ثااالة‪.‬‬ ‫قة اهبعدهى حها مت ه نامه ال ات احص ه لاعقههبهات ت اخلال الة ي قا ي‬ ‫الوالدق ي‬

‫ت هبؤه ادل سعؤات الهالالؤة ت‬ ‫أيا ال هبة الاربالالة اإن تده ت ت وهبدا ا‪ ،‬د ه ل ت ناؤمه الؤهال اذلؤان الؤ‬
‫ر ال العداان ااالسع ال‪ .‬انامه نكس الؤوالدالو الؤ هب ل ؤ اا ناؤمه ال ؤ اغة اجلغ ادالة الدعؤك هبة دلفقؤون األيؤ ‪ ،‬د ؤه‬
‫نةؤه أاصؤؤال العالؤؤال الاالؤربار إ تد هبفؤه يؤ ي ا ؤؤات أاسؤؤة ي ؤههب أ الؤؤة لاؤاهبا الرؤ اة ا ال دؤاه االبالئؤؤة‪ .‬ةؤؤا أ ؤؤه‬
‫ي ا الاالربالالة الب الوهبة نامه أ الة ادلعغري الهني ا ق ت العحاال األيأ اعو يا ن ف ب هبة االعون الهني ا قا‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫اخلامتة‪..........................................................................................................‬‬

‫ؤؤالج ادل ؤؤال الد ؤؤوي‪ ،‬حال ؤ شؤؤقهت دؤؤاة‬ ‫ع ؤ ا الؤؤه ؤؤاغ االاع ؤؤا األعؤؤق ذل ؤ ه العصؤؤولات األي الؤؤة ي ؤ‬
‫الععدال الات ي ال ن ادلااق ت ايق لده ي ادل البات ال هبؤة البههباؤة – ال هبؤات العكوهب الؤة – الؤ اابر ؤ نؤ‬
‫ال ن ؤؤة الفاعؤ ؤفالة ي ؤؤا بد ؤؤه الواؤ ؤدالة‪ .‬ا ل ؤؤه ؤؤاغت تص ؤؤولا ا األي ال ؤؤة أ رؤ ؤ اتع ؤؤانا ا نة ؤؤا با ال ع ؤؤا نا ؤؤمه البد ؤؤه‬
‫اال عةانق اادلدالال ت لاسة األي الهارم إ اععة ال هبة ال ههبة ناؤمه يفقؤون األيؤ االاعؤاي يدعؤربة الفؤ‬
‫عؤؤو الوحؤؤهة ادل دالؤة ل يؤ الالعؤ شؤالئا رلؤ ا الهالؤؤة‪ .‬ةؤؤا انعؤؤربت األيؤ االاعؤؤاي العرعؤاله الفداؤؤق دلفقويقؤؤا‬
‫نؤ االادعؤؤاا ا العح هبؤ ‪ ،‬لؤ ا د ؤؤه ؤؤا ل ا ؤؤو بؤؤوثا ار ؤ ان باؤ الة توسؤالة يفقؤؤون األيؤ لالشؤؤة ؤ يؤؤا يؤ‬
‫ش ؤ اه أن حيؤؤه ي ؤ اادعؤؤاا االاعؤؤان اح هبعؤؤه‪ .‬ا ؤ ا هبكؤؤون ادلفقؤؤون ال ؤؤه ن ؤ األي ؤ شؤؤايو اأ ر ؤ نة ؤؤا لكواؤؤه‬
‫ههبهات شاياة تع اأ اسعرابات شاياة بادلر اغري ي عص ة حص هبا نامه الهالة‪.‬‬ ‫هبعشك ي‬

‫قعق ؤؤا‪ ،‬اععة ؤ ال هب ؤؤة الب اةال ؤؤة بالب ؤؤاغ اال عة ؤؤانق ل يؤ ؤ انهت ؤؤه ب ؤؤاغ سالاسؤ ؤالا تك ؤؤون األس ؤؤب الة‬ ‫اي ؤ‬
‫لاعفان ؤ اال عة ؤؤانق‪ ،‬اذلوهب ؤؤة‪ ،‬ال وان ؤؤه اادلد ؤاهبري‪ .‬اناال ؤؤه دك ؤ يؤ ؤ األيؤ ؤ االعقههب ؤؤهات لالع ؤؤا يوا ؤؤونالو اث ؤؤابعو‬
‫ي اذلوهبة ادد اخل ؤاب ت رههبؤه ادلعؤ لة‬ ‫نامه أ الة‬ ‫الك قةا هبب الان ا عةانالا‪ .‬ةا ل ت يهلسة وب قا‬
‫األ ر ااعرايا اتواد ا لعحاالؤ ال عااؤات اجلههبؤهة‬ ‫األي الةم د ه انعرب اأال ااهبالف ا األي اجملعةدق ادلفقون ال‬
‫ابالة‪ .‬ات ات العؤالاا‬ ‫ةةالسة‬ ‫هبدعرب األي‬ ‫لداا يا بده احل ب البال ة‪ .‬باإلاادة إ يفقون ااألي ةا ال‬
‫اعؤعق أاصؤال يؤا بدؤه احلهاثؤة فقؤون اخل ؤاب اانعؤرباه نؤايو يؤ ث ا ت الفالؤة تصؤ ف الؤهال انؤو إ اؤ الة تبؤؤأ‬
‫ؤؤاب ا عةؤؤانق هب ؤؤه ناؤؤمه العؤؤاق ا ادلد ؤاهبري اجلةانالؤؤة‪ .‬أيؤؤا ال هبؤؤة ال ع ؤوهبة د ؤؤه لأت ت اال ؤؤو ا‪ genre‬أ اة‬
‫لفقق الفالة أن بدض ادلداهبري األاروهبة اال ولهبة ت ث ت تصول ياعالة األي ‪.‬‬

‫شؤقهه يفقؤون‬ ‫ول ع ا ادلعؤه دلخعاؤم اإلسؤقايات ال هبؤة ت لاسؤة األيؤ الؤهار االع ؤول الؤ‬ ‫ي‬
‫األي نرب داة اي الة يدعربة‪ ،‬هبعاه ل ا أن يالهان الهلاسات األي الة ابادلر ا هبؤة الدولؤات الهالالؤة لؤه اجلؤا نصؤ‬
‫الوهب ؤؤو‪ ،‬يؤؤا دؤ يد ؤؤق البؤؤاحرو ت عؤ ا الفؤ يؤ دؤ ا ادلد دؤؤة هبؤؤهل ون ح ال ؤؤة أن يفقؤؤون األيؤ لؤالس يعؤ لة‬
‫ي د لة اأ ا نيالؤة تعؤة ااؤة لاعحؤوالت االبعؤعالةولو الة‪ ،‬الك قؤا يعؤ لة سالاسؤالة أهباؤا ي تب ؤة باخل ؤاب العالاسؤق‬
‫ادلدانؤ لاهالؤؤة‪ ،‬بالع ؤالا ة‪ ،‬باجلةانؤؤة اباذلوهبؤؤة‪ .‬اناالؤؤه‪ ،‬دعوس ؤالة أا إنؤؤا ة ن ؤالاغة يفقؤؤون األيؤ ل ؤالس نةؤؤو يد دالؤؤا‬
‫ب هبئا‪ ،‬الك ه هبعبهى أ ر خ وة سالاسالة لعح ال أغ اض يدال ة‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫قـــائمــة املـراجع‬
‫قائمة املراجع‪.....................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬فئة الكتب‪:‬‬


‫‪ ‬ابللغة العربية‪:‬‬
‫‪ ،‬النظري ا الالضار ا في للااقلالالد ا الال ل ا ‪ ،‬تيير‪ .‬يترسييع د ييع ا ي ‪.‬‬ ‫‪ .1‬جييسمد ريت و يت يتتييرل تارا ي را‬
‫اركويت‪ :‬كاظمة رلنشر يتاررتمجة يت ار وزيع‪.1985 ،‬‬
‫‪ .2‬تسموث رن‪" ،‬ارلسربارسة‪ "،‬يف جون تسلسد يتس سف مسسي (حمير ان ‪ ،‬عولضا لالي ةا لالا لض ا ‪ ،‬تير‪ .‬رركيا ايليس‬
‫رألحباث‪ .‬ريب‪ :‬رركا ايلس رألحباث‪.‬‬
‫‪ .3‬تسموث رن‪" ،‬ارواقعسة‪ "،‬يف جيون تسليسد يتسي سف مسسي (حمير ان ‪ ،‬عولضا لالي ةا لالا لض ا ‪ ،‬تير‪ .‬رركيا ايليس‬
‫رألحباث‪ .‬ريب‪ :‬رركا ايلس رألحباث‪.‬‬
‫‪ .‬ر شينر يت جيون تيو‬ ‫‪ .4‬جوزيف س‪ .‬ناي يت يتترل يت‪ .‬كسوػان‪" ،‬ارقيو يتاالد ميار امل يارا املركي ‪ "،‬يف نراني‬
‫(حمر ان ‪ ،‬الاولض ‪:‬لاإلنق ذلأملالطول ن ‪ ،‬تر‪ .‬ناضل ج كر ‪.‬ترييتل‪ :‬رركا ر اسال اروحع ارعرتسة‪.2004،‬‬
‫‪ .5‬جيون تسلييسد‪"،‬ا رل ارييعيت يف حق ية راتعييع ا يير" ار يا ر ‪ "،‬يف جييون تسلييسد يتسي سف مسسي (حميير ان ‪ ،‬عولضا ل‬
‫الي ة لالا لض ‪ ،‬تر‪ .‬رركا ايلس رألحباث‪ .‬ريب‪ :‬رركا ايلس رألحباث‪.‬‬
‫‪ .6‬غراػيياإ فينيياند يتجسنييري نوين يياإ‪ ،‬د ا سوبلينيااويعللاالد ا الال ل ا ‪ ،‬تيير‪ .‬رركييا ايلييس رألحبيياث‪ .‬ريب‪ :‬رركييا‬
‫ايلس رألحباث ‪.1997 ،‬‬
‫‪ .7‬ريا تل غيرينس د يت تييريي اليتكاالػييان‪ ،‬الضفا م الااة ةا للااقلالالدا الال ل ا ‪ ،‬تيير‪ .‬رركيا ايلييس رألحبيياث‪.‬‬
‫ريب‪ :‬رركا ايلس رألحباث‪.2008،‬‬

‫‪ ‬ابللغة الجنبية‪:‬‬
‫‪8.‬‬ ‫‪Alex Macleod, ‘‘Néoréalisme,’’ In Alex Macleod et Dan O’ Meara (éd.), Théories‬‬
‫‪des Relations Internationales : contestations et résistances, Québec: Athéna‬‬
‫‪Editions,2007.‬‬
‫‪9.‬‬ ‫‪Alex macleod,’’ Les études de sécurité : du constructivisme dominant au‬‬
‫‪constructivisme critique,’’ In Alex Macleod (éd.), Approches Critiques de La‬‬
‫‪Sécurité :Une Perspective Canadienne ,paris :l’harmattan ,2005.‬‬
‫‪10.‬‬ ‫‪Alex Macleod, Anne-Marie D’Aoust et David Grondin,” les études de sécurité,” In‬‬
‫‪Alex Macleod et Dan O’ Meara (éd.), Théories des Relations Internationales :‬‬
‫‪contestations et résistances, Québec: Athéna Editions, 2007.‬‬

‫‪165‬‬
.....................................................................................................‫قائمة املراجع‬

11. Alex Macleod et Dan O’Meara,”Qu’est-ce qu’une théorie des relations


internationals?” In Alex Macleod et Dan O’ Meara (éd.), Théories des Relations
Internationales : contestations et résistances, Québec: Athéna Editions,2007.
12. Amitav Acharya ,”The periphery as the core: The third world and security
studies,” In Keith Krause and Michael C. Williams (ed.), Critical Security
Studies :Concepts and Cases , UK: UCL Press, 1997.
13. Andrew Lawrence, ‘‘Imperial Peace or Imperial Method? Skeptical Inquiries into
Ambiguous Evidence for the Democratic Peace,’’ In Richard Ned Lebow and
Mark Irving Lichbach (ed.) Theory and Evidence in Comparative Politics and
International Relations. New York: Palgrave Macmillan, 2007),p.211.
14. Ann Tickner, Gendering World Politics: Issues and Approaches in the Post-
Cold War Era .US: Columbia University Press, 2001.
15. Barry buzan,’’security, the state, the new world order, and beyond, ’’ In Ronnie
D. Lipschutz (ed.), On Security New York: Colombia University Press, 1998.
16. Barry Buzan and Ole Waever , Regions and Powers: The Structure of
International Security .Cambridge: Cambridge University Press, 2003.
17. Bill Mcsweeney, Security, Identity and Interests : A sociology of
international relations, United Kingdom : Cambridge University press, 2004.
18. Catherine Voyer-Leger,’’La Théorie Critique :L’héritage de L’école de Francfort, ’’
In Alex Macleod et Dan O’ Meara (éd.), Théories des Relations
Internationales : contestations et résistances, Québec: Athéna Editions,2007.
19. Charles Philippe David, la guerre et la paix ,Paris: presse de science politique,
2000.
20. Charles Philipe David et Jean Jacque-Roche, Théories de la sécurité :‫ل‬
définitions, approaches et concept de la sécurité internationale .Paris :
édition Montchrestien, 2002.
21. Cornelia Navari ,’’Liberalism, In Paul D. Williams (ed.), Security Studies :An
Introduction, New York : Routledge,2008.
22. Dario Battistella, Théories des Relations Internationales, 2nd éd, Paris :
Presses de sciences po, 2006.
23. Emanuel Adler and Michael Barnett,’’ A framework for the study of security
communities,’’ ’’In Richard Little and Michael Smith (ed.), Perspectives on
World Politics. 3rd ed. New York: Routledge, 2006.
24. Hans Reiss (ed.), Kant's Political Writings .Cambridge: Cambridge university
press, 1990.
25. Hélène VIAU, La (Re) conceptualisation de la sécurité dans la théorie
réaliste et critique ; quelques pistes de réflexion sur les concepts de
sécurité humaine et de sécurité globale ,Montréal : Centre d’études des
sciences politiques et étrangères de sécurité, 2000 .

166
.....................................................................................................‫قائمة املراجع‬

26. James S. Rosenau , Mary Durfee, Thinking Theory Thoroughly: Coherent


Approaches to an Incoherent World, 2nd ed. Colorado: West View press,
2000.
27. Jessica Tuchman Mathews, ''Redefining Security,'' In Williams Clinton Olson and
James R. Lee(ed.) The Theory and Practice of International Relations, 9th ed.
Washington D.C. :Prince-hall International Inc,1996.
28. John MacMillan, ‘Liberal Internationalism’’ In Martin Griffiths (ed.),
International Relations Theory For The Twenty-First Century: An
Introduction . New York: Routledge,2007.
29. Keith Krause and Michael C. Williams, "From strategy to security: foundations of
critical security studies" In Keith Krause and Michael C. Williams (ed.), Critical
Security Studies : Concepts and Cases , UK: UCL Press, 1997.
30. Ken Booth, ”Security and self reflections of a fallen realist,” In Keith Krause and
Michael C. Williams (ed.), Critical Security Studies :Concepts and Cases , UK:
UCL Press, 1997.
31. Ken Booth, Theory of World Security ,UK: Cambridge University Press, 2007.
32. Matt Mcdonald ,”Constructivism,” In Paul D. Williams (ed.), Security
Studies :An Introduction, New York : Routledge,2008.
33. Mohammed Ayoub ,”Defining security: A subaltern realist perspective,” In Keith
Krause and Michael C. Williams (ed.), Critical Security Studies : Concepts and
Cases , UK: UCL Press, 1997.
34. Ole Waever,”Securitization and Desecuritization,” In Ronnie D. Lipschutz (ed.),
On Security New York : Colombia University Press,1998.
35. Paul D .Williams ,’’ Security Studies : An Introduction,’’ In Paul D. Williams (ed.),
Security Studies :An Introduction, New York : Routledge,2008.
36. Paul R. Viott , Mark V. Kauppi, International Relations Theory: Realism,
Pluralism, Globalism and Beyond,3rd ed. London : Allyn Bacon, 1999.
37. Peter Sutch, Juanita Elias, International Relations: The Basics .New York:
Routledge, 2007.
38. Pinar Bilgin ,’’ Critical Theory,’’ In Paul D. Williams (ed.), Security Studies :An
Introduction, New York : Routledge,2008.
39. Raymond Aron, leçon sur l'histoire: cours des collèges de France. Paris :
édition de falaise , 1989.
40. Richard Devetak , ’’ Critical Theory,’’ In Scott Burchill et al.,(eds.), Theories of
International Relations.3rd ed.( New York : Palgrave Macmillan,2005)
41. Robert W. Cox, ’’Social forces, states and world order: beyond international
relations theory, ’’In Richard Little and Michael Smith (ed.), Perspectives on
World Politics. 3rd ed. New York: Routledge, 2006.
42. Ronnie D. Lipschutz,’’on security,’’ In Ronnie D. Lipschutz (ed.), On Security
New York : Colombia University Press,1998.

167
.....................................................................................................‫قائمة املراجع‬

43. Stephane Roussel et Dan O’Meara ,’’le Liberalism classique :une constellation de
théories, ’’ In Alex Macleod et Dan O’ Meara (éd.), Théories des Relations
Internationales : contestations et résistances , Québec : Athéna
Editions,2007.
44. Stuart Croft,”What future for security studies? ,”In Paul D. Williams (ed.),
Security Studies :An Introduction, New York : Routledge,2008.

:‫فئة الد ورايت‬: ‫اثنيا‬


:‫ ابللغة العربية‬
‫ ػييل تاتييت املع سيية ارواقعسيية يف ارع قييال‬: ‫ "ارقييو يتار قانيية يتديياا رييا تعييع ا يير" ار ييا ر‬،‫ المحييع دلي سيياا‬.45
.136-119: 2008 ‫ (خريف‬20 ‫"الضجا لالاري للاااوملالي ة‬،‫ارعيترسة شسئا رل املاض ؟‬
‫ را ي ي وياتغ يت ي ييس غ يتهتعيعات ي ييغ (ر اس ي يية نيفري ي يية يف املن ي يياػس‬:‫ "رن ي ييوإ ا ري ييل‬،‫ سي ييلسمان د ي ييع ايب ا ي ييريب‬.46
.30-9 : 2008 ‫ ( سف‬19 ‫"الضجا لالاري للاااوملالي ة‬، ‫يتا طر‬
‫" الضجا ا لالاري ا لل قااوالاإلني ا ن‬،‫ "ار يرتاتب تييم ا رييل االنايياا يتحقييو االناييان‬،‫ ارطس ي ار كييوش‬.47
.172-164: 2003 ‫(جوان‬10
‫ ال ل ا لالوةن ا ل الا ااو الال ل ا لالرامن ا (رييل‬:‫" يف‬،‫"ارعومليية يتسييسار ارعيتريية اروطنسيية‬،‫ رييازن غراي سة‬.48
.‫ص ص‬، 2004،‫ كلسة ارعلوإ اراساسسة يتاإلد إ‬،‫ جارعة اجلاائر‬: ‫الدماا املل قى ارعيت‬

:‫ ابللغة الجنبية‬
49. Alex Macleod, Isabelle Masson et David Morin,’’ Identité nationale, sécurité et la
théorie des relations internationales,’’ Études internationales 1(mars 2004) :
50. Amitav Acharya ,’’Human Security :East versus West,’’ International Journal
3(summer 2001):
51. Barry Buzan, ’’New Patterns of Global Security in the Twenty-First Century, ’’
International Affairs 3(1991):
52. Barry Buzan, ’’Rethinking Security after the Cold War,’’ Cooperation and
Conflict 1(1997):5-28.
53. C.A.S.E. Collective,’’ Critical Approaches to Security in Europe: A Networked
Manifesto,’’ Security Dialogue 4(Desember 2006):443-487.

168
.....................................................................................................‫قائمة املراجع‬

54. Helga Haftndorn, "The security puzzle: Theory-building and discipline building
in international security, "International Studies Quarterly 1(March 1991) :3-
17.
55. Joseph S. Nye Jr. And Sean M. Lynn-Jones, ’’International Security Studies : A
report of a conference on the state of the field, ’’International Security 4
(Spring 1988) :5-27.
56. Keith Krause and Michael C. Williams ,’’Broadening the agenda of security
studies :politics and methods,’’ Mershon International Studies Review,
2(October 1996) :229-254.
57. Keith Krause, ‘‘Critical Theory and Security Studies: The Research Program of
Critical Security Studies,’’ Cooperation and Conflict 3(1998),pp.
58. Kenneth Waltz," The emerging structure of international politics,"
International Security 2 (automne 1993) :
59. Lawrence Freedman, ’’International Security :Changing targets, ’’Foreign Policy
110(Spring 1998): 48-63.
60. Michael C. Williams,"Hobbes and international relations: a reconsiderations ,"
International Organization 2 (Spring, 1996) :213-236.
61. Nilüfer KARACASULU and Elif UZGÖREN,’’ Explaining Social Constructivist
Contributions to Security Studies,’’ PERCEPTIONS (Summer-Autumn 2007):
62. Shibashis Chatterjee ,”Neo-realism, Neo-liberalism and security,” International
Studies 125(2003):125-144.
63. Stefano Guzzini, “The Concept of Power: A Constructivist Analysis”, Millenium,
Journal of International Studies, 3(2005):
64. Stephen M. Walt, ”The Renaissance of security studies, ”International Studies
Quarterly 2 (Jun,1991) :211-239.
65. Thierry Balzacq,’’Qu’est ce que la sécurité nationale ?.’’ La revue international
et stratégique 52 (Hiver 2003-2004) : 33-50.

:‫ فئة املقاالت املنشورة عىل ش بكة النرتنت‬:‫اثلثا‬


‫ ر يونر دليى اريراتب‬. ‫ ديارا زقيا‬.‫ "تير‬،‫تنسيوي‬- ‫ رنيفيو رسيربا‬:‫" االحتاريية يتاراي إ‬، ‫ النيع ي رو انشيس‬.66
http://www.geocities.com/adelzeggagh/morav.html :‫اآلو‬
: ‫" ر ونر دلى ارراتب ار ا‬،‫ "ارنيفرية ارنقعية اجل مادسة رريتترل كوكد‬، ‫ ت ا غري‬.67
www.
‫ ر ييونر دلييى ار يراتب‬. ‫ دييارا زقييا‬.‫" تيير‬،‫"رن ييوإ ا رييل يف نيفرييية ارع قييال ارعيترسيية‬، ‫ تاكييايوك يارييارو ا‬.68
http://iraq.great-forum.com/montada-f5/topic-t232.htm : ‫ار ا‬

169
.....................................................................................................‫قائمة املراجع‬

.‫ دييارا زقييا يتزيييعان زييياا‬.‫" تيير‬، ‫ نيفريييال ر عييعر‬،‫ ديياا يتاحييع‬:‫ "ارع قييال ارعيترسيية‬،‫ يتارييت‬.‫ س ي سنل إ‬.69
http://www.geocities.com/adelzeggagh/IR.html : ‫ر ونر دلى ارراتب ار ا‬
70. Andrew Moravcsik ,”Liberal International Relations Theory: A Social Scientific
Assessment,” Published by the Weatherhead Center for International Affairs,
Harvard University, Paper No. 01-02, April 2001. Available at :
http://www.wcfia.harvard.edu/node/623
71. Ayse Ceyhan, "Analyser la sécurité : Dillon, Waever, Williams et les
autres,"Cultures et Conflits 31-32 (Automne-Hiver 1998), Available at :
http://www.conflits.org/index541.html.
72. Giovanni Arcudi, ’’La sécurité entre permanence et changement,’’ Institut
Universitaire de Hautes Etudes Internationales, Genève. Available at:
http://www.cairn.info/publications-de-Arcudi-Giovanni--30998.htm
73. Helena Carrapiço,’’ Chasing Mirages? Reflections on concepts of security
through the study of the securitization of organized crime,’’ International
Studies Association (San Francisco: March 2008), Available at:
http://convention3.allacademic.com/meta/p_mla_apa_research_citation/2/5/1/7/4/p251741_
index.html
74. Helene Viau, ‘‘La Théorie Critique et le Concept de Sécurité en Relations
Internationales,’’ Available at:
www.er.upama/nobel/ccpes/note8.htm
75. Jeffrey T .Checkel,”Constructivist Approaches to European Integration,” Center
for European Studies, Working paper n°06,February 2006.p.22. Available at:
www.arena.uio.no
76. Marianne Stone, ’’Security According to Buzan : A Comprehensive Security
Analysis ,”Security Discussion Paper Series1(Columbia University: School of
International and Public Affairs, Spring 2009). Available at:
http://geest.msh-paris.fr/IMG/pdf/Security_for_Buzan.mp3.pdf
77. Mark Busser , ‘‘The evolution of security :Revisiting the human nature debate in
international relations,’’ YCISS working paper, 40 (august 2006).available at :
http://www.yorku.ca/yciss/publications/documents/WP40-Busser.pdf.
78. Mark Neufeld, ”The reflexif turn and international relations theory,” CISS
working paper 4 (January 1998). Available at :
http://www.yorku.ca/yciss/publications/WP04-Neufeld.pdf
79. Reinhard Meyers, ’’Contemporary developments in international relations
theory,’’ available at :
http://www.unimenster.de/Politikwissenschaft/Doppeldiplom/docs/ IRtheoryRM .pdf
80. Renate Kenter,'' Tha Art of the possible: The scenario method and the third
debate in international relations theory'' (A Master Thesis in International
Relations ,University of Amesterdam,1998). available at :
http://www.deruijter.net/artikelen_cases/pdf/kenter.pdf

170
‫قائمة املراجع‪.....................................................................................................‬‬

‫‪81.‬‬ ‫‪Rita Taureck,’’ Securitization theory and securitization studies,’’ Journal of‬‬
‫‪International Relations and Development 9 (2006) : Available at :‬‬
‫‪http://dx.doi.org/10.1057/palgrave.jird.1800072‬‬
‫‪82.‬‬ ‫‪Sean M. Lynn-Jones, ’’International security studies after the cold war : An‬‬
‫‪agenda for the future,” CSIA discussion paper 91-11, (December 1991),‬‬
‫‪available at : http://www. belfercenter.ksg.harvard.edu /files/disc_paper_91_11.pdf‬‬
‫‪83.‬‬ ‫’’‪Thierry Balzacq,’’La Sécurité : Définitions, Secteurs et Niveaux d’analyse,‬‬
‫‪Available at : http://popups.ulg.ac.be/federalisme/document.php?id=216‬‬

‫رابعا‪ :‬متفرقات‪:‬‬
‫‪-1945‬‬ ‫‪ .84‬ارعايي الحايل‪" ،‬ا ريل ارعيريب تيم ر طل يال ارعيترية ارقطريية يترصياح اريعيتا اركيرب‬
‫‪ ( "2006‬سييارة رك ييو اع يف ارع قييال ارعيترسيية‪ ،‬قا ي ارعلييوإ اراساسييسة‪ ،‬جارعيية تييل يوسييف تييل خييع ‪،‬‬
‫اجلاائر‪ ،‬جانن ‪.2008‬‬

‫‪ .85‬حاييل د ييع ايب جييوػر‪" ،‬املكاسي ارناي سة يتاملكاسي املطلقيية يف تناييري ظيواػر ار عييايتن ارييعيت ‪ :‬ر اسيية‬
‫نقعييية رقا نيية تييم املع سيية ارواقعسيية اجلعيييع يتاملع سيية ارلسربارسيية امل ساييسة‪ "،‬يت قيية رقعريية فؤ املي ور ارييعيت‬
‫ا يتا حوا روضوع‪ :‬دل اراساسة‪ :‬حارة ا قل(ارقاػر ‪ :‬جارعة ارقاػر ‪ ،‬ريامرب ‪. 1995‬‬
‫‪ .86‬د يع ارنا يير اريعيل جنييع ‪" ،‬انعكاسيال حتييوالل ارنيفيياإ اريعيت ملييا تعيع ا يير" ار يا ر دلييى اال اػييال‬
‫ارنيفرية اركرب رلع قال ارعيترسة"( سارة رك يو اع يف ارع قيال ارعيترسية‪ ،‬قاي ارعليوإ اراساسيسة يتارع قيال‬
‫ارعيترسة‪ ،‬جارعة تاتنة‪. 2005،‬‬
‫‪ .87‬دما حجا ‪" ،‬اراساسة ا رنسة ا يت يتتسة اع جنوهبا امل وسب‪( "،‬ريككر راجاي ري يف ارع قيال ارعيترسية‪،‬‬
‫قا ارعلوإ اراساسسة يتارع قال ارعيترسة‪ ،‬جارعة تاتنة‪ ،‬جوان ‪. 2002‬‬

‫‪171‬‬
‫فهـرس املـوضــوعــات‬
‫…‪7………………................................................... ………………………………………………............‬‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل ا ألول‪:‬‬
‫الراسات ا أ‬
‫لمنية‪ :‬الس ياق التارخيي و املفهومايت‪35........................................................‬‬

‫ادلبحث األول‪ :‬حنو تعريف للدراسات األمنية…‪36.……................................................................. ………….‬‬


‫ادلطلب األول‪ :‬إيتيمولوجيا األمن واستخداماته‪37........................................... ..............................................‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬السياق التارخيي لتطور الدراسات األمنية‪42........................................................................... .‬‬
‫تصنيف ‪42.............................Alex Macleod ,Anne-Marie d’Aoust et David Grondin‬‬
‫تصنيف ‪45............................................................................................. .................Bill Mcsweeney‬‬
‫تصنيف ‪46........................................................ ........................... ....................................Stuart Croft‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬برنامج البحث يف الدراسات األمنية‪48................................................ .................................‬‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬التنظًن يف الدراسات األمنية‪ :‬مقدمة لنظرية العالقات الدولية‪54.............................................‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬نظرية العالقات الدولية‪ :‬مفهومها ومكوناهتا‪55......................................................................‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬التنظًن دلرحلة ما بعد احلرب الباردة‪ :‬احملاورة الثالثة‪63..............................................................‬‬
‫الوضعية‪/‬ما بعد الوضعية‪64................................................................ ........................................................:‬‬

‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫املنظار العقالين وا ألمن‪ :‬دراسة يف ا أ‬
‫لطر والبناءات املعرفية‪69..................................‬‬

‫ادلبحث األول‪ :‬الواقعية كتصور عقالين للعالقات الدولية‪ :‬نظرية حل ادلشكلة‪6:............................................‬‬


‫ادلطلب األول‪ :‬الواقعية واألسس ادلعرفية لنظرية حل ادلشكلة‪6;........................................... ...........................‬‬
‫ادلسلمات الرئيسة للواقعية‪ :‬من الواقعية التقليدية إىل الواقعية األساسية‪6;.......................................................‬‬
‫البناء النظري لنظرية حل ادلشكلة‪74............................... ................................................. ...........................:‬‬
‫األبستيمولوجيا الوضعية‪74............................................................. ............................................................ :‬‬
‫األنطولوجيا ادلادية‪76.................................................................... .............................................................. :‬‬
‫الالتارخيية‪77.............................................................................................................. L'Ahistorique :‬‬
‫التحول البنيوي يف نظرية العالقات الدولية‪ :‬الواقعية اجلديدة وفوضوية النظام الدويل‪78...................................‬‬
‫مسلمات الواقعية البنيوية وتطبيقاهتا التنظيـرية‪79........................................................................ ..................:‬‬

‫‪173‬‬
‫فوضوية النظـام الدويل‪ :‬رؤية نقدية‪7:....................................................... ................................. ...................‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬مفهوم األمن يف ادلنظار الواقعي؛ التجديد ضمن االستمرارية‪84...............................................‬‬
‫األمن الوطين‪ :‬القوة العسكرية وحمورية أمن الدولة‪84...................................... .................................... ............‬‬
‫ادلعضلة األمنية وإمكانية التعاون‪ :‬األمن يف ظل الفوضى‪87...........................................................................‬‬
‫إشكالية توسيع وتعميق الدراسات األمنية‪ :‬الواقعية وإعادة صياغة مفهوم األمن‪92.........................................‬‬
‫"ستيفن والت" ‪ Stephen Walt‬والدفاع عن الطرح التقليدي‪93............................................................ :‬‬
‫األمن ادلوسع‪" :‬هلغا هفتندورن"‪ Helga Haftendorn‬وضرورة بناء منظار أمين جديد‪95........................‬‬
‫"حممد أيوب"‪ Mohamed Ayoub‬و"الواقعية ادلهمشة" ‪ : Subaltern realism‬العامل الثالث و‬
‫الدراسات األمنية‪98.............................................................................................................................. ......‬‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬التصور الليربايل لألمن‪:2................................................................................... ....................‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬النظرية الليربالية‪ :‬مقاربة معرفية‪:3......................................................................... .................‬‬
‫ادلسلمات الرئيسية للنظرية الليربالية‪:3...........................................................................................................‬‬
‫صور الليربالية ‪:6.............................................................................. ............................................................‬‬
‫الدولية الليربالية ‪:6............................................................... .........................................................................‬‬
‫ادلذهب ادلثـايل وفكرة األمن اجلماعي‪:9.............................................................. .........................................‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬الطروحات احلديثة لألمن الليربايل‪;3......................................................................................‬‬
‫الليربالية ادلؤسساتية و دور ادلؤسسات الدولية يف تعزيز األمن‪;3.....................................................................‬‬
‫الليربالية البنيوية و أطروحة السالم الدميقراطي ‪;7............................................................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫اأ‬
‫لمن يف الس ياسة العاملية‪ :‬املقارابت البديةل‪;;..............................................................‬‬

‫ادلبحث األول‪ :‬مدرسة كوبنهاجن؛ إطار جديد للتحليل‪322........................................................................‬‬


‫ادلطلب األول‪ :‬التحليل األمين الشامل؛ باري بوزان ونظرة جديدة لألمن الدويل‪323......................................‬‬
‫مستويات التحليل األمين؛ الفرد‪ ،‬الدولة والنظام الدويل‪326............................................................... ...........‬‬
‫القطاعات اجلديدة لألمن‪328........................................................... ......................................................... .‬‬
‫البعد اإلقليمي لألمن؛ اجملمعات األمنية كمقاربة لألمن اإلقليمي‪332............................................................‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬األمن اجملتمعي و األمننة؛ دور اذلوية وفعل اخلطاب يف حتديد ادلسألة األمنية‪335....................‬‬
‫‪174‬‬
‫اذلوية و اجملتمع و األمن اجملتمعي‪335............................................ ................................................ ..............‬‬
‫نظرية األمننة ‪ : Securitization Theory‬األمن كممارسة خطابية‪337.....................................................‬‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬النظرية البنائية واألمن؛ التحول السوسيولوجي يف العالقات الدولية‪33;..................................‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬النظرية البنائية وحماولة جسر اذلوة التنظًنية‪342......................................................................‬‬
‫ابستيمولوجيا البنائية وأنواعها‪ :‬من البنائية العامة إىل البنائية النقدية‪343........................................................‬‬
‫حماور البحث األنطولوجي يف النظرية البنائية‪345........................................................................................:‬‬
‫البنائية ومشكلة الفاعل‪/‬البنية‪347.....................................................Agent/structure problem :‬‬
‫اذلويات وادلصاحل يف السياسة العادلية‪348........................................................ ............................................:‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬الدراسات األمنية البنائية؛ األمن كبناء اجتماعي‪34;.............................................................‬‬
‫ادلبحث الثالث‪ :‬الدراسات النقدية وإعادة التفكًن يف األمن‪358................................................................ .‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬النظرية النقدية و األمن‪359..................................... ............................................................ .‬‬
‫األصالة ادلعرفية للنظرية النقدية‪359.......................... ....................................................................................‬‬
‫النظرية النقدية كنظرية للعالقات الدولية‪35;................................................................................ ...............‬‬
‫االبستيمولوجية‪ :‬النزعة ما بعد الوضعية للنظرية النقدية‪362................................................ ..........................‬‬
‫األنطولوجيا‪ :‬البىن والقوى اجملتمعية‪365..................................................................................... ..................‬‬
‫مفهوم األمن يف النظرية النقدية‪367............................................................................................ .................‬‬
‫األمن واالنعتاق‪ :‬الفرد كموضوع مرجعي لألمن‪368.............................................................................. .......‬‬
‫مدرسة "ويلز" ‪ Welsh School‬لدراسات األمن النقدي‪ :‬األمن الشامل وإشكالية توسيع‪/‬تعميق‬
‫الدراسات األمنية‪36:...................................................................................... ...........................................‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬تصورات اجلندر وما بعد احلداثة عن األمن‪373.....................................................................‬‬
‫تصورات النظرية النسوية عن األمن الدويل‪373.............................................. ...................................... .........‬‬
‫آراء أنصار ما بعد احلداثة يف األمن الدويل‪375................................................................. ...........................‬‬
‫أمن ما بعد احلداثة‪ :‬اخلطاب األمين كبعد جديد يف التحليل ‪382..................................................................‬‬
‫اخلاةمة‪384.............................................................................. .................................................................. :‬‬
‫قائمة ادلراجع ‪386........................................................................................................................................‬‬
‫فهرس احملتويات ‪394.................................................................. ..................................................................‬‬

‫‪175‬‬

You might also like