Professional Documents
Culture Documents
Bahan 1
Bahan 1
ABSTRACT
The book of Al-Muqniʻ by Muwaffaq al-Din Ibn Qudamah (620 H), whereof there is no doubt, occupies a high
position in explaining the Hanbali Mathhab, and scholars have taken care of it in an explanation and brevity.
Thus, the book of Almumtiʻ fī sharḥ almuqnʻ Zayn alddīn Abī albrakāt almnjjá bin ʻthmān bin asʻd alttanwkhyyi
alhanbali by Zain Al-Din Al-Manji Al-Tanukhi (695 H) is considered the most prominent of its explanations that
have reached us, this book is distinguished because of his author’s scientific position, his gathering evidences
from the Qur’an, Sunnah, traditions (Athar) and Al-Qiyas on the issues and the narrations mentioned by author
of Al-Muqniʻ. The research problem is that this book “Almumtiʻ” was published and authenticated except “the
Book of Divorce” which is listed in the lost heritage of nation, but by the grace of Allah (SWT), we got a copy of
the missing part, and then I authenticated this missing part (From the first chapter: what is the difference in the
number of divorce to the last chapter: if he said “you are divorced if you drink the water that is in the cup and
there is no water in it). This research is intended to keep the nation's heritage from being lost and present it to the
scholars and the students at its finest. In addition, adopted approach in the research is the scientific approach to
verify the heritage, for example, the keenness to clarify the author’s statement as he wanted it, linking the text with
its sources, attributing the verses, referencing hadiths, and clarifying the unfamiliar sayings. Finally, the most
important results of the research are study of the impact of book of Almumtiʻ in the methodology of the later
scholars and their books.
Keywords: Almumtiʻ Fī Sharḥ Almuqnʻ, Almnjjá, Alhanbali.
eISSN: 2600-7096 جامعة املدينة العاملية
اجمللد ،6.العدد اخلاص ،3أكتوبر 2022م جملة العلوم اإلسالمية الدولية
احلنبلي
ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
املتوَّف سنة 695هـ (من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت َّ
بن املاء) :حتقي ٌق ودراسة
طالق ألشر َّ
أنور بن حسني احلمران
أستاذ الدراسات القضائية املساعد جبامعة أم القرى
امللخص
شرحا
مما الشك فيه أن كتاب املقنع ملوفق الدين ابن قدامة( ت )٦٢٠تبوأ منزلة رفيعة يف تقرير مذهب احلنابلة ،واعتىن به العلماء ً
املنجى بن عثمان ابن
اختصارا ،ومن أبرز شروحه اليت وصلت إلينا الشرح القيّم ،املوسوم ابملمتع شرح املقنع للعالمة :زين الدين َّ
ً و
نجى التنوخي (ت ،)٦٩٥وقد متيّز املؤلَّف مبكانة مؤلِفه العلمية ،وحبشد األدلة من الكتاب والسنة واألثر والقياس على املسائل
امل َّ
والرواايت اليت أوردها صاحب املقنع ،وتكمن مشكلة البحث :يف أنه قد نُشر الكتاب حمق ًقا ،ومل يبق منه إال كتاب الطالق معدوداً
نسخة ٍ
كاملة هلذا اجلزء املفقود ،عليها إهداء إىل جاللة امللك :سلمان بن ٍ يسر هللا الوقوف على
يف املفقود من تراث األمة ،حىت ّ
عبد العزيز آل سعود -حفظه هللا، -وهذا حبث يف حتقيق جزء منه (ا من أول ابب ما خيتلف به عدد الطالق اىل آخر فصل :وإن
قال أنت طالق ألشربن املاء) ،ويرجى أن حيقق البحث هدفه الرئيس :إبخراج النص يف أقرب صورة أرادها مؤلفه ،وحفظ تراث األمة
من الضياع ،وإخراجه لناشديه من العلماء وطالب العلم ،وقد سار البحث وفق املنهج العلمي لتحقيق الرتاث :من احلرص على
إخراج عبارة املؤلف كما أرادها ،وربط النص مبصادره ،وعزو اآلايت ،وختريج األحاديث ،وبيان الغريب ،وقد ضمن البحث يف
نتائجه :التوصية ببحث أتثري املمتع يف منهج املتأخرين ومؤلفاهتم ،اسأل هللا أن ينفع هبذا اجلهد وأن جيعله خالصا لوجه الكرمي.
الكلمات املفتاحية :املمتع شرح املقنعّ ،
املنجى ،احلنبلي.
- 469 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
املقدمة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني ،نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني ،أما
بعد .فمما الشك فيه أن كتاب املقنع ملوفق الدين ابن قدامة (ت )٦٢٠تبوء منزلة رفيعة يف تقرير مذهب احلنابلة،
ِ
للعالمة اختصارا ،ومن أبرز شروحه اليت وصلت إلينا الشرح املوسوم ابملمتع يف شرح املقنع شرحا و
ً واعتىن به العلماء ً
احلنبلي املتو ََّّف سنة 695هـ ،وقد يسر هللا احلصول على َّنوخي املنجى ب ِن عثما َن ب ِن َ زي ِن ال ِّدي ِن أيب الرب ِ
ِّ أسعد الت ِّ كات َّ َ َ
نسخة وحيدة للجزء املفقود منه.1
مشكلة البحث:
يسر هللا إخراجه ،إال أبو ًااب منه ،ويعد هذا البحث
املنجى ،من تراث األمة وقد ّ
املمتع شرح املقنع لزين الدين ابن ّ
إكمال لتحقيق مامل يسبق إىل حتقيق منه.
أهداف البحث:
-1يهدف البحث إىل اخراج النص يف أقرب صورة أرادها مؤلفه.
-2يهدف البحث إىل تقدير الساقط وإكمال الناقص من نصوص األصل بسبب اخلرم أو النسخ ،مبا
صحيحا ،يف ضوء املصادر اليت تنقل عنه أو ينقل عنها.
ً يقيم املعىن
أمهية البحث:
تكمن أمهية البحث يف اآليت:
-1مكانة املقنع يف املذهب احلنبلي ،حيث يعد هذا الكتاب شرح له.
-2يف اخراج اجلزء املتبقي من املمتع ،يكتمل عقد هذا السفر املهم من تراث السادة احلنابلة.
-3ينبغي أن يكون هذا الكتاب مرجعا للقضاة ،يستمدون منه تسبيب ما يصدرونه من أحكام ،من
خالل ما يذكره مؤلفه من استدالالت ال تكاد توجد عند غريه.
منهج التحقيق:
.1كتابة املخطوط ابلرسم اإلمالئي احلديث.
.2أثبت يف املنت ما وجدته يف األصل ،إال إذا جزمت خبطئه ،فإين أثبت ما رأيته الصواب بني قوسني هكذا
[ ] ،وأنبه يف احلاشية على ما يف األصل.
1دلين عليها مشكوراً فضيلة الدكتور /جعفر بن مجعان الغامدي ،عضو هيئة التدريس جبامعة أم القرى.
أنور بن حسني احلمران - 470 -
.3اجتهد يف تقدير الكالم الساقط ،أو املخروم حمله يف األصل بني قوسني معقوفني [ ] ،وأستعني يف ذلك
ابلرجوع للمصادر اليت نقل عنها املؤلف ،أو نقلت عنه.
.4ضبط ما حيتاج إىل ضبط من ألفاظ الشرح.
.5ربط الكتاب مبصادره اليت أفاد منها إفادة مباشرة.
.6توثيق اآلراء اليت ذكرها املؤلف وحتريرها ،إبرجاعها إىل مصادرها األصلية.
.7عزو الرواايت اليت ينقلها املؤلف عن إمامه إىل مصادرها املعتربة.
.8كتابة اآلايت برسم املصحف ،واإلشارة إىل مواضعها من السور.
.9ختريج األحاديث النبوية ،فإن كان احلديث يف الصحيحني أو أحدمها اكتفيت به ،وإن كان يف غريمها
خرجته خترجيا كافيا.
.10ختريج اآلاثر الواردة يف الكتاب.
.11شرح الغريب من املفردات اللغوية.
.12التعريف ابألعالم غري املشهورين ،وذلك إبيراد ترمجة وجيزة هلم.
.13ربط موضوعات الكتاب بعضها ببعض.
.14وضع الفهارس العامة.
الدراسات السابقة:
أوال :مت حتقيق أجزاء من املخطوط يف أطروحات علمية يف جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية على النحو
التايل:
)1من أول الكتاب إىل آخر صالة أهل األعذار ،رسالة دكتوراة ،إعداد :عبدالعزيز بن زيد الرومي ،قسم
الفقه املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء عام 1409هـ.
)2من أول كتاب البيع إىل آخر كتاب العارية ،رسالة دكتوراة ،إعداد :سعد بن دهريان الشلوي ،من قسم
الفقه املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء عام 1408-1407هـ.
)3من أول ابب الغصب إىل آخر ابب املوصى إليه ،قام بتحقيقه الباحث :عبد هللا بن عبد الكرمي الالحم،
يف حبث مقدم لنيل درجة الدكتوراه ،من قسم الفقه املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء عام 1414ه
- 471 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
)4كتاب أول اجلناايت إىل آخر كتاب احلدود ،رسالة دكتوراة ،إعداد :عبد الرمحن بن فايز احلريب ،من
قسم الفقه املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء ع ــام 1408هـ. .
)5من أول كتاب األطعمة إىل آخر الكتاب ،رسالة دكتوراة ،إعداد :عبد الرمحن بن سلمة ،من قسم الفقه
املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء عام 1421هـ..
)6من أول ابب الرجعة إىل آخر ابب الظهار ،حبث تكميلي ،إعداد :حيىي بن إبراهيم اليحىي ،من قسم
الفقه املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء ،إشراف مساحة الشيخ :عبدالعزيز بن عبدهللا آل الشيخ ،عام-1427:
1428ه.
)7من أول كتاب اللعان إىل آخر كتاب العدد ،حبث تكميلي ،إعداد .فهد بن عبدهللا بن طالب ،من
قسم الفقه املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء ،إبشراف :مساحة الشيخ :عبد العزيز بن عبد هللا آل الشيخ ،عام-1429
1430ه
)8من أول ابب الرضاع إىل آخر ابب النفقات ،حبث تكميلي ،إعداد :هشام بن إبراهيم اليحىي ،من
قسم الفقه املقارن ،ابملعهد العايل للقضاء ،إبشراف :الدكتور :خالد بن مفلح آل حامد ،عام1430 -1429 :هـ.
اثنيا :نشر الكتاب بتحقيق د /عبدامللك بن دهيش -رمحه هللا -عام ،1418يف أربع جملدات ،نشر مكتبة
األسدي1424ه ،حيث قال يف مقدمته ":والزال جزء من الكتاب مفقوداً مل نقف عليه حىت اآلن ،ويشمل اجلزء
املفقود الكتب التالية :كتاب الطالق ،والرجعة ،واإليالء ،والظهار ،واللعان ،والعدد ،الرضاع والنفقات على أن تثبت
1
يف الطبعات القادمة إبذن هللا يف حالة العثور عليها"
-وبقي من املخطوط من أول كتاب الطالق إىل آخره مل حيقق حىت يومنا ،وقد مت العزم على إخراجه يف
أحباث حمكمة.
-ويتضمن هذا البحث :حتقيق جزء منه :من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن
بن املاء)
قال :أنت طالق ألشر َّ
1ابن رجب ،عبد الرمحن بن أمحد البغدادي ،ذيل طبقات احلنابلة ،ج ،4ص ،،271ابن مفلح ،إبراهيم بن حممد احلنبلي،املقصد األرشد،ج،3ص،،41
الداووديx` ،حممد بن علي املالكي ،طبقات املفسرين ،ج ،2ص.334
2
عثمان بن أسعد بن املنجى بن بركات بن املؤمل التنوخي ،الفقيه املدرس،درس ابملسمارية عن أخيه مشس الدين نيابة ،وكان اتجرا ذا مال وثروة،تويف
مستهل احلجة سنة عام ( )641انظر ترمجته :ابن مفلح،املقصد األرشد،ج،2ص.197
3أسعد بن عثمان بن أسعد بن املنجى التنوخى مث الدمشقى ،كان رئيسا حمتشما متموال ،وقف داره مدرسة تسمى الصدرية على احلنابلة ،ووىل نظر
جامع بىن أمية مدة ومثر له أمواال كثرية،وله ااثر حسنة،مات َّف اتسع عشر رمضان سنة ( )657انظر ابن مفلح،املصدر نفسه ج،1ص280
4حممد بن عثمان بن أسعد بن املنجي ،الشيخ اإلمام وجيه الدين صدر الرؤساء أبو املعايل التنوخي ،أخو الشيخ زين الدين،كان شيخا عاملا فاضال كثري
املعروف والصدقات والتواضع ،وله هيبة وسطوة وجاللة،درس ابملسمارية والصدرية مث تركها لوالده ،ومات يف حياته وحدث روى عنه مجاعة،
ولد( )630مات يف شعبان سنة ( )701انظر ترمجته :ابن مفلح ،املصدر نفسه،ج،2ص464
5عمر بن أسعد بن املنجي بن بركات بن املؤمل التنوخي ،القاضي كان عارفا ابلقضاء ،بصريا ابلشروط واحلكومات واملسائل الغامضات ،تويف يف سابع
عشر ربيع األول ( )641انظر ترمجته:ابن مفلح ،املصدر نفسه ج،2ص296
6
أسعد ويسمى حممد بن املنجى بن بركات بن املؤمل التنوخى املعرى مث الدمشقى ،القاضى وجيه الدين أبو املعاىل ،ولد ( )519وتويف(،)606قال
الذهىب ارحتل إىل بغداد وتفقه هبا وبرع َّف املذهب،وأخذ عنه الشيخ موفق الدين ،له النهاية يف شرح اهلداية ،واخلالصة يف املذهب ،انظر ترمجته :ابن
مفلح ،املصدر نفسه ج،1ص ،279الذهيب ،حممد بن أمحد بن عثمان ،سري أعالم النبالء،ج،21ص437
7أبو احلسن علي بن حممد بن عبد الصمد بن عطاس ( )1اهلمداين ،املصري ،السخاوي ،الشافعي ،ولد قبل( )560وتويف()643له« :شرح الشاطبية»،
و«شرح الرائية» انظر :ابن العماد ،عبداحلي بن أمحد بن حممد العكري ،شذرات الذهب،ج،7ص385
8أبو احلسن حممد ابن العالمة أيب جعفر أمحد بن علي القرطيب ،ولد عام( )575وتويف( )643وكان دينا ،خريا ،حمببا إىل الناس ،ثقة .انظر :الذهيب،
سري أعالم النبالء ،ج ،23ص ،217ابن العماد ،شذرات الذهب،ج،7ص391
- 473 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
4 3
موفق الدين ،1وقرأ األصول على كمال الدين التغليب ،2وغريه ،وقرأ النحو على ابن مالك .
وأخذ عنه الفقه أئمة يف الدين ،من أشهرهم :الشيخ تقي الدين ابن تيمية ،5والشيخ مشس الدين بن الفخر البعلي،6
1110
والشيخ تقي الزريراين ،7وحدث ومسع منه ابن العطار ،8واملزي ،9والربزايل
املطلب الثالث :مكانته وثناء العلماء عليه.
توىل العالمة زين الدين أبو الربكات :التدريس ،واإلفتاء ،والتصنيف ،وانتهت إليه رائسة املذهب ابلشام.
1موفق الدين أبو حممد عبدهللا بن أمحد املقدسي الدمشقي ،ولد سنة( )541وتويف( ،)620من كتبه :عمدة الفقه والكايف واملغين .انظر :ابن رجب،
ذيل طبقات احلنابلة،ج ،3ص281
2
عمر بن بندار بن عمر العالمة القاضي التفليسي كمال الدين ،ولد( )562وتويف( ،)672تفقه وبرع يف املذهب واألصلني وغري ذلك ودرس وأفىت
وكان حسن السرية .انظر :الصفدي،خليل بن أيبك،الواِف ابلوفيات ،ج،22ص،273السبكي ،عبدالوهاب بن علي الشافعي ،طبقات الشافعية
الكربى،ج،8ص309
3
حممد بن عبدهللا بن مالك الطائي ،مجال الدين األندلسي ،ولد سنة ( )598وتويف سنة( ،)672له من الكتب :األلفية وشرحها التسهيل .انظر:
السيوطي ،عبد الرمحن بن ايب بكر،بغية الوعاة،ج،1ص،130الصفدي ،الواِف ابلوفيات،ج،3ص285
4ينظر يف ذكر مشاخيه ،ابن رجب ،ذيل طبقات احلنابلة ،ج،4ص272
5هو أمحد بن عبداحلليم بن عبدالسالم ابن تيمية احلراين الدمشقي ،شيخ اإلسالم تقي الدين ،ولد سنة ( )661وتويف سنة( ،)728له :جمموع الفتاوى
وشرح العمدة،قال ابن كثري ،أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري،البداية والنهاية،ج،17ص " :684ويف يوم األربعاء ،سابع عشر
درس الشيخ اإلمام العالمة شيخ اإلسالم تقي الدين ابن تيمية احلراين ابملدرسة احلنبلية ،عوضا عن الشيخ زين الدين بن
شعبان [سنة 695هـ] ّ
املنجى ،الذي تويف إىل رمحة هللا " .انظر :ابن رجب،ذيل طبقات احلنابلة،ج،4ص ،493ابن حجر،أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن
حجر العسقالين ،الدرر الكامنة،ج،1ص168
6حممد بن عبد الرمحن بن يوسف بن حممد ،البعلي ،الدمشقي الفقيه ،املناظر املتفنن ،مشس الدين أبو عبد هللا ابن الشيخ فخر الدين أيب حممد :وقد سبق
ذكر أبيه .ولد يف أواخر سنة ( )644وتويف سنة()699وكان موصوفا ابلذكاء املفرط ،والتقدم يف الفقه وأصوله والعربية ،واحلديث ،وغري ذلك ،قاله
الذهيب .انظر :ابن رجب ،ذيل طبقات احلنابلة،ج،4ص305
7عبد هللا بن حممد بن أيب بكر بن إمساعيل بن أيب الربكات بن مكي بن أمحد الزريراين ،ولد يف ( )668وتويف يف (،)729انتهت إليه معرفة الفقه ابلعراق،
وشرع يف شرح " احملرر " فكتب من أوله قطعة ،وويل القضاء ،وكان يف مبدأ أمره متزهدا قبل دخوله يف القضاء .وكان ذا جاللة ومهابة ،وحسن شكل
ولباس وهيئة ،وذكاء مفرط .انظر ابن رجب ،ابن رجب ،املصدر نفسه،ج،5ص1
8علي بن إبراهيم بن داود بن سلمان بن سليمان ،أبو احلسن ،ابن العطار ،ولد سنة( )654وتويف يف ( )724وغلب عليه الفقه وصحب الشيخ حمي
الدين النووي واشتغل عليه وحفظ التنبيه بني يديه حىت كان يقال له خمتصر النووي ،انظر :ابن حجر ،الدرر الكامنة،ج،4ص.4
9يوسف بن الزكي عبد الرمحن بن يوسف بن عبد امللك بن يوسف مجال الدين احلافظ ولد يف ( )654وتويف( )742له من املؤلفات :هتذيب الكمال
وحتفة االشراف .انظر ترمجته ::ابن حجر ،املصدر نفسه،ج،6ص.228
10القاسم بن حممد بن يوسف بن حممد بن يوسف الربزاىل علم الدين أو هباء الدين الدمشقي احلافظ ولد يف مجادى األوىل سنة ( )665وتويف ( ،)739
له من املؤلفات :اتريخ الربزايل .انظر يف ترمجته ::ابن حجر ،املصدر نفسه،ج،4ص.277
11انظر يف سرد تالميذه .ابن رجب ،ذيل طبقات احلنابلة،ج،4ص.272
أنور بن حسني احلمران - 474 -
يقول ابن رجب ":1ودرس وأفىت ،وانظر وصنف ،وانتهت إليه رائسة املذهب ابلشام يف وقته ،وكان له يف اجلامع حلقة
لالشتغال والفتوى حنو ثالثني سنة ،متربعا ال يتناول على ذلك معلوما ،وكانت له أوراد صاحلة من صالة وذكر ،وله إيثار
2
كثري وبر ،يفطر عنده الفقراء يف بعض الليايل ،ويف شهر رمضان كله .وكان حسن األخالق "
وقال الربزايل :وكان صحيح الذهن ،جيد املناظرة صبورا فيها ،وله بر وصدقة ،وكان مالزما لإلقراء جبامع دمشق من
3
غري معلوم"
قال عنه ابن العماد":4أحد من انتهت إليه رائسة املذهب أصوال وفروعا ،مع التبحر يف العربية والنظر والبحث وكثرة
5
الصيام والصالة والوقار واجلاللة"
6
املطلب الرابع :مؤلفاته
ذكر من ترجم للعالمة زين الدين ما صنفه من مؤلفات ،وهي:
/1شرح املقنع ،املسمى " املمتع يف شرح املقنع" ،وهو كتابنا هذا.
/2تفسري القرآن الكرمي.7
/3شرح احملصول ،8مل يكمله واختصر نصفه.
/4تعليقات يف الفقه واألصول وغريها.9
1
عبد الرمحن بن أمحد بن رجب وامسه عبد الرمحن بن احلسن ابن حممد بن أيب الربكات مسعود البغدادي الدمشقي احلنبلي الشيخ احملدث احلافظ زين
الدين ولد ببغداد سنة( )706وتويف سنة( ،)795له من املؤلفات :شرح الرتمذي وقطعة من البخاري وذيل الطبقات للحنابلة ولطائف املعارف
انظر يف ترمجته ::ابن حجر ،الدرر الكامنة،ج،3ص108
2ابن رجب ،ذيل طبقات احلنابلة،ج،4ص272
3املصدر نفسه،ج،4ص272
4عبد احلي بن أمحد بن حممد املعروف اببن العماد أبو الفالح العكري الصاحلي احلنبلي ،ولد سنة( )988وتويف ()1073له من املؤلفات شرح على
منت املنتهى وشذرات الذهب يف أخبار من ذهب ،انظر يف ترجته:احلموي ،حممد أمني بن فضل هللا بن حمب الدين بن حممد احمليب،خالصة األثر ِف
أعيان القرن احلادي عشر،ج،2ص339
5ابن العماد ،شذرات الذهب،ج،7ص756
6ابن رجب،ذيل طبقات احلنابلة ج،4ص،273الداوودي،طبقات املفسرين،ج،2ص334
7مفقود ،يسر هللا احلصول عليه.
8مفقود ،يسر هللا احلصول عليه.
9مفقودة ،يسر هللا احلصول عليها.
- 475 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
1
املطلب اخلامس :وفاته
املنجى -رمحه هللا -يوم اخلميس ،رابع شعبان سنة مخس وتسعني وستمائة بدمشق.
تويف العالمة زين الدين ّ
وقد توفيت زوجته أم حممد ست البهاء بنت الصدر اخلجندي ليلة اجلمعة من غري مرض ،خامس الشهر ،وصلي
املنجى بسفح قاسيون.2
عليهما معا عقيب صالة اجلمعة جبامع دمشق ،ودفنا مبقربة بيت ّ
املبحث الثان :التعريف ابلكتاب احملقق.
املطلب األول :إثبات نسبة الكتاب إىل املؤلف ،ووصف املخطوط ،وبيان مكان وجوده.
أما الكتاب فهو اثبت النسبة لزين الدين املنجى -رمحه هللا -فكل من ترجم له ذكر ذلك ضمن أهم مؤلفاته ،إضافةً
لنقل العلماء منه ونسبته هلم،3وأيضا موافقة من وصفه من أهل العلم ،4ابإلضافة إىل أنه موجود يف أيدي العلماء
وطلبة العلم منذ إخراجه وال منازع يف ذلك.
وأما إثبات نسبة اجلزء املراد حتقيقه ،فهو اثبت النسبة لزين الدين -رمحه هللا -وميكن إثبات ذلك من خالل :منهج
الشرح وأسلوبه وعباراته :فاجلزء املراد حتقيقه يتفق يف منهج املنجى ،وأسلوبه مع األجزاء األخرى من الكتاب ،وبيان
ذلك:
-املنهج :وذلك إبيراد عبارة املقنع مسالة مسألة ،وحشد األدلة لكل رواية ،من الكتاب والسنة واألثر
والقياس.
-االفتتاح بعبارة :أما كونه ،أو أما كون ،وأما كون ذلك ،مما جعله منفردا هبا على هذا النحو أحد -فيما
أعلم-
أما عن املخطوط ومكان وجوده:
فإن اجلزء الذي سأقوم بتحقيقه يوجد له نسخة فريدة ،وقد حبثت يف فهارس املخطوطات وسألت بعض املختصني
فلم أظفر بنتيجة أو خرب عن وجود نسخة اثنية.
وهذه النسخة مل يذكر عليها اسم الناسخ وال اتريخ النسخ ،وتقع يف ( )80ورقة ،ويف كل صفحة ( )25سطراً،
1هو:مسعود بن مالك أبو رزين األسدي ،الكويف روى عن :معاذ بن جبل وابن مسعود وعمرو بن أم كلثوم وعلى بن أيب طالب وأيب موسى األشعري
وأيب هريرة وابن عباس وغريهم ،وعنه :ابنه عبد هللا وإمساعيل بن أيب خالد وعاصم بن أيب النجود وعطاء بن السائب واألعمش ومنصور وموسى بن
أيب عائشة وإمساعيل بن مسيع ومغرية بن مقسم والزبري بن عدي وعلقمة بن مرشد وغريهم ،قال بن أيب حامت سئل أبو زرعة عن أيب رزين فقال امسه
مسعود كويف ثقة ،وقال أبو حامت شهد صفني مع علي .انظر :ابن حجر ،أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين ،هتذيب
التهذيب،ج،10ص118
2رواه أبو داود ،سليمان بن األشعث األزدي السجستاين ،املراسيل ،ابب :النظر عند التزويج(ص ،)189:برقم()220
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني.
4يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره ابن قدامة :،أبو حممد موفق الدين عبد هللا بن أمحد بن
حممد،الكاِف ِف فقه اإلمام أمحد ج،3:ص109
5رواه مالك،يف املوطأ ،كتاب الطالق ،ابب :ما جاء يف طالق العبد،ج،4ص ،826برقم()2125
6يف املخطوط:األمة ،وهو خطأ.
7أبو داود،السنن ،كتاب الطالق ،ابب :يف سنة طالق العبد،ج،3ص 512برقم( )2189قال شعيب األرانؤط :إسناده ضعيف؛ لضعف ُمظاهر.
8ابن ماجة ،حممد بن يزيد بن ماجة القزويين السنن ،أبواب الطالق ،ابب :يف طالق األمة وعدهتا،ج،3ص 225برقم(.)2080
- 479 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره :البهويت ،منصور بن يونس ،من كشاف 1
القناع،ج،12ص.244
2هو:مظَ ِ
اهر بن أَسلَم املخز ِ
وم ُّي املدين .روى عن :القاسم بن حممد ،واملقربي.وعنه :ابن جريج ،والثوري ،وأبو عاصم النبيل،قال ابن معني :ليس بشيءُ .ْ َ ُْ ُ
انظر :الذهيب ،مشس الدين أيب عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قيماز،تذهيب هتذيب الكمال ِف أمساء الرجال،ج،9ص14
3قال أبو داود :رجل جمهول وحديثه ،يف طالق األمة منكر.انظر :ابن حجر،هتذيب التهذيب،ج،10ص183
الدارقطين ،أبو احلسن علي بن عمر بن أمحد بن مهدي بن مسعود بن النعمان،السنن ،،كتاب :الطالق واخللع واإليالء وغريه،ج،5ص،71 4
برقم()4002
5
يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني موافقا ملا ذكره ابن قدامة :،أبو حممد موفق الدين عبد هللا بن أمحد بن
حممد،املغين،ج،10ص،534ابن أيب عمر ،أبو الفرج عبد الرمحن بن حممد بن أمحد بن قدامة ،الشرح الكبري،ج،22ص309
6منسوب ألعرايب قاله المرأته .انظر:ابن قتيبة ،أبو حممد عبد هللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري،عيون األخبار،ج،4ص 124ابن اجلوزي ،أبو الفرج عبد
الرمحن بن علي بن حممد،أخبار النساء ()79
7يف املخطوط :أتومهت.
8يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني.
أنور بن حسني احلمران - 480 -
وأما كوهنا تطلق ثال ًاث إذا مل ين ِو شيئًا على [رواية]1؛ فألن ذلك اسم ٍ
جنس ،دخل عليه األلف والالم
املقتضية لالستغراق.
وأما كوهنا تطلق واحدة على رواية؛ فألن األلف والالم قد تكون لغري االستغراق ،ووقعت الواحدة؛ ألهنا
اليقني.
وأما كوهنا تطلق ثال ًاث فيما إذا قال :أنت طالق ،ونوى الثالث على رواية؛ فألنه لفظ قُِرن به نية الثالث
فكان ثال ًاث كالكناايت ،وألنه نوى بلفظه ما حيتمله فوقع كالكناية.
وبيان احتمال اللفظ ،أنه يصح تفسريه ،فيقول :أنت طالق ثال ًاث ،وألن قوله :أنت طالق ،اسم فاعل ،واسم
الفاعل يقتضي املصدر ،كما يقتضيه الفعل ،واملصدر يقع على القليل والكثري.
وأما كوهنا تطلق واحدة على رواية؛ فألن قوله :أنت طالق ،إخبار عن ٍ
صفة هي عليها ،فلم يتضمن العدد
كقوله :حائض وطاهر ،وأجاب املصنف -رمحه هللا -يف املغين عن القياس على احلائض والطاهر :أن احليض
والطهر ال ميكن تعدده.2
قال( :وإِن قال أنت طالق واحدة ونوى ثالثا مل تطلق[/50ب] إِال واحدة ِف أحد الوجهني).
أما كون من ذُكر ال تطلق إال واحدة؛ [فألن لفظه] 3ال حيتمل أكثر منها ،فإن نوى ثالاث ،فقد نوى ما ال حيتمله[
لفظه ،فلو وقع أكثر] 4من ذلك ،لوقع مبجرد النية ،وجمرد النية ال يقع به [طالق].5
وأما كوهنا تطلق ثال ًاث يف وجه؛ فألنه نواها ،وحيتمل كالمه أنت طالق واحدة معها ثنتان ،قال املصنف يف
املغين :وهذا فاسد -يعين :احتمال اللفظ املذكور-؛ ألن قوله معها ثنتان ال يؤديه معىن الواحدة ،وال حيتمله ،فنيته
فيه نية جمردة ،فال تـُ ْع َمل ،كما لو نوى الطالق من غري لفظ.6
وفيه نظر؛ فإن الواحدة إذا مل حتتمل ذلك ،فأنت طالق حيتمله.
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني.
2ابن قدامة،املغين،ج،10ص500
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره:ابن أيب عمر ،الشرح الكبري،ج،22ص320
4يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني وهو موافق ملا ذكره:ابن أيب عمر ،املصدر نفسه،ج،22ص320
5يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،ما ذكره:ابن أيب عمر ،املصدر نفسه،ج،22ص320
6ابن قدامة ،املصدر نفسه،ج،10ص499
- 481 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
قال( :وإِن قال :أنت طالق هكذا ،وأشار أبصابعه الثالث طلقت ثالثا ،وإِن قال أردت بعدد املقبوضتني قبل
منه)
أما كون امرأة من قال هلا :أنت طالق هكذا ،وأشار أبصابعه الثالث تطلق ثالاث؛ فألن اإلشارة ابألصابع هلا داللة
على العدد ،بدليل أن النيب قال ":الشهر هكذا أو هكذا ..احلديث" ،1وإذا كان هلا داللة على العدد ،وجب أن
يقع بعدد ما أشار به.
2
فسر
وأما كون القائل ،إذا قال :أردت بعدد [املقبوضتني] يقبل منه؛ فألنه حيتمل ذلك ،فقبل منه ،كما لو َّ
اجملهول مبا حيتمله.
قال( :وإِن قال أنت طالق واحدة بل هذه ثالثا ،طلقت األوىل واحدة والثانية ثالثا)
أما كون األوىل تطلق واحدة؛ فألنه طلقها واحدة ،واإلضراب بعد ذلك ال يصح؛ ألنه رفع للطالق بعد إيقاعه،
والطالق ال يرتفع بعد أن يقع.
وأما كون الثانية تطلق؛ فألن اإلضراب إثبات للتايل ونفي لألول.
وأما كون الطالق ثال ًاث ،فألنه هكذا طلق.
قال( :وإِن قال :أنت طالق كل الطالق أو أكثره ،أو مجيعه ،أو منتهاه ،أو طالق كألف ،أو بعدد احلصى ،أو
القطر ،أو الريح ،أو الرمل ،أو الرتاب ،طلقت ثالثا وإِن نوى واحدة ،وإِن قال :أشد الطالق أو أغلظه ،أو
أطوله ،أو أعرضه ،أو ملء الدنيا ،طلقت واحدة إِال أن ينوي ثالثا)
أما كون املقول هلا :أنت طالق كل الطالق إىل أو الرتاب ،تطلق ثال ًاث ،وإن نوى واحدة؛ فألن بعض ذلك يقتضي
عمال
ثال ًاث وبعضه يقتضي أكثر منها ،إال أن الشارع منع من الزائد على الثالث ،فوجب أن يقع على احملل ثال ًاثً ،
ابملقتضي السامل عن معارضة املنع الشرعي ،أبن[/51أ] الشرع منع من الزائد على الثالث.
ٍ
مقتض له. عددا ،ولو] 4وقع [به] 5أكثر من واحدة لوقع بغري
وأما كون املقول :الوصف [ال يقتضى ً
3
1أخرجه :البخاري ،حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية ابن بردزبه البخاري اجلعفي ،الصحيح اجلامع ،يف كتاب الصوم ،ابب :قول النيب صلى هللا
عليه وسلم إذا رأيتم اهلالل فصوموا،ج،3ص 27برقم( ،)1908ومسلم ،مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي النيسابوري ،اجلامع الصحيح يف
كتاب الصيام ابب :وجوب صوم رمضان لرؤية اهلالل والفطر لرؤية اهلالل،ج،3ص 122برقم()1080
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
3يوجد سقط لعله من الناسخ ،قد يكون تقديره[ :هلا :أنت طالق أشد الطالق إىل ملء الدنيا تطلق واحدة؛ فألن هذا]
4يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره :ابن ايب عمر ،الشرح الكبري،ج،22ص325
5سقط ال يستقيم الكالم إال به.
أنور بن حسني احلمران - 482 -
2
وأما كوهنا تطلق [ثالاث إذا نواه؛ فألن] 1اللفظ صاحل ألن يراد به ذلك ،فإذا نواه وجب إيقاعه؛ لرتجحه [ابلنية].
قال(:وإِن قال أنت طالق من واحدة إِىل ثالث طلقت اثنتني وحيتمل أن تطلق ثالثا)
أما كون املقول هلا ذلك تطلق اثنتني على املذهب؛ فألن مابعد الغاية اليدخل فيها ،كقوله تعاىل( :ﭑ ﭒ
ﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ
ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ
ﮂ ﮃﮄ ﮅﮆ ﮇﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕﮖ ﮗﮘ
ﮙ ﮚ) [البقرة ]187 :وأما كونه حيتمل أن تطلق ثالاث؛ فألنه نطق هبا فلم جيز إلغاؤها.
واألول أوىل؛ ملا ذكر.
فإن قيل :ينبغي أن تطلق واحدة؛ ألن ابتداء الغاية ليس منها كما أن ما بعد الغاية ال يدخل فيها قبلها.
قيل :ابتداء الغاية يدخل ،كما لو قال :خرجت من البصرة ،فإنه يدل على أنه كان فيها.
قال( :وإِن قال أنت طالق طلقة ِف اثنتني ،ونوى طلقة مع طلقتني طلقت ثالثا ،وإِن نوى موجبه عند احلساب
وهو يعرفه طلقت طلقتني ،وإِن مل يعرفه فكذلك عند ابن حامد ،3وعند القاضي 4تطلق واحدة ،وإِن مل ينو
وقع ابمرأة احلاسب طلقتان ،وبغريها طلقة ،وحيتمل أن تطلق ثالثا).
أما كون املقول هلا :أنت طالق [طلقة يف] اثنتني تطلق ثالاث ،ونوى طلقة مع طلقتني؛ فألن "يف" قد تكون مبعىن"
مع" [كقوله] تعاىل( :ﭫﭬ ﭭ ﭮ)[الفجر ،]29 :فإذا نوى ذلك بلفظه ،قبل منه ووقع ما نواه.
احلساب ،وهو يعرفه؛ فألن ذلك مدلول اللفظ املذكور عند
وأما كوهنا تطلق طلقتني إذا نوى موجبه عند َّ
احلساب ،وقد نواه ،وعرفه ،فوجب وقوعه ،كما لو قال :أنت طالق ثنتني.
َّ
وأما كوهنا تطلق طلقتني عند ابن حامد ،إذا مل يعرفه؛ فألنه نوى موجب ذلك ،أشبه العجمي إذا نوى
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره :ابن مفلح ،إبراهيم بن حممد بن عبد هللا بن حممد ابن
مفلح،املبدع شرح املقنع،ج،6ص331
3هو احلسن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبد هللا الوراق ،البغدادي ،تويف سنة( )403من تصانيفه " :اجلامع " يف فقه ابن حنبل ،و" شرح أصول
الدين "؛ و" أصول الفقه " .ينظر :ابن أيب يعلى ،أبو احلسني حممد ابن أيب يعلى،طبقات احلنابلة،ج،2ص ،171ابن تغري بردي ،يوسف بن تغري
بردي بن عبد هللا الظاهري احلنفي،النجوم الزاهرة ِف ملوك مصر والقاهرة،ج،4ص.232
4القاضي :هو أبو يعلى حممد بن احلسني بن حممد بن خلف الفراء ،ولد سنة( )380وتويف سنة( ،)458من كتبه :اخلالف الكبري ،وخمتصر املعتمد،
واألحكام السلطانية .ينظر:ابن أيب يعلى،طبقات احلنابلة،ج،2ص ،193الذهيب،سري أعالم النبالء ،ج ،18ص89
- 483 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
2ابن املنذر ،أبو بكر حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري ،اإلشراف على مذاهب العلماء،ج،5ص233
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
4يوجد يف األصل هنا إشارة سقط ،وقد مت تقديره،مبا وضع بني املعكوفتني وهو موافق ملا جاء يف ابن قدامة،املغين،ج،10ص ،509ابن أيب عمر،الشرح
الكبري،ج،22ص334
أنور بن حسني احلمران - 484 -
أما كون املقول هلا ما ذُكر ،تطلق ثال ًاث على املذهب؛ فألن نصف طلقتني [طلقة] ،1وقد بينت ذلك ،فوجب أن
تطلق ثالاث ،كما لو قال :أنت طالق ثالث طلقات.
ٍ
أنصاف من طلقتني ،وذلك طلقة ونصف ،مث تكمل وأما كوهنا حيتمل أن تطلق طلقتني؛ فألن معناه :ثالثة
فتصري طلقتني.
ٍ
أنصاف" إىل [" طلقة"] ،2وعلى وأُجيب عنه :أبنه أتويل خيالفه ظاهر اللفظ ،فإن ذلك يقتضي إضافة"
تقدير" من"؛ لكون "األنصاف" مضافة إىل ٍ
طلقة مقدرة.
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا يف ابن قدامة ،املغين ،ج ،10ص ،537ابن أيب عمر ،الشرح
الكبري ،ج،22ص ،336ابن مفلح،املبدع،ج،6ص333
2يف األصل :طلقتني ،واليستقيم هبا النص.
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره ابن قدامة،املغين،ج،10ص 510ابن أيب عمر،الشرح
الكبري،ج.22،338
4أخرجه اإلمام مالك،املوطأ ،موقوفا على عمر ،يف :ابب الرتغيب يف اجلهاد ،من كتاب اجلهاد.ج،3ص ،633برقم()1621
- 485 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
قال :أوقعت بينكن ثالثا ما أرى إِال قد بِ َّن منه ،واختاره القاضي -رمحه هللا ،-وإِن قال :أوقعت بينكن
مخسا ،فعلى األول يقع بكل واحدة طلقتان)
أما كون كل واحدة من األربع ،املقول هلن :أوقعت بينكن طلقة ،تقع هبا طلقة؛ فألن اللفظ اقتضى قسم الطالق
تكمل.
بينهن ،لكل واحدة ربعها ،مث َّ
وأما كون كل واحدة من األربع املقول هلن :أوقعت بينكن اثنتني ،يقع هبا طلقة؛ فألن اثنتني إذا قسمت بني أرب ٍع،
1
تكمل].
كان لكل واحدة نصف طلقة[ ،مث َّ
وقال أبو بكر 2والقاضي :تطلق كل واحدة طلقتني؛ ألنه إذا قسمت [اثنتان] بينهن كان لكل واحدة جزءان من
طلقتني ،مث يكمل كل جزء ،واألول [أوىل] 3قاله املصنف يف املغين؛ ألنه لو قال :أنت طالق نصف طلقتني ،طلقت
يكمل طلقة واحدة ،وإمنا يقسمويكمل نصيبها من الطالق يف واحدة ،فيكون لكل واحدة نصف ،مث َّ واحدةَّ ،
ابألجزاء مع االختالف ،كالدور وحنوها من املختلفات ،أما اجلمل املتساوية من جنس كالنقود ،فإمنا تقسم برؤوسها،
ويكمل نصيب كل واحد من واحد ،كأربعة هلم درمهان صحيحان ،فإنه جيعل لكل واحد نصف درهم من درهم َّ
واحد ،والطلقات ال اختالف فيها ،وألن فيما ذكرانه أخذا ابليقني ،فكان أوىل من إيقاع طلقة زائدة ابلشك.4
وأما كون كل واحدة من األربع املقول هلن :أوقعت بينكن ثال ًاث ،تقع هبا طلقةً على املذهب؛ فألن الثالث إذا
تكمل. قسمت بني األربع ،كان لكل واحدة ثالثة أرابع طلقة ،مث َّ
5
اية؛ فألن [الثالث إذا قسمت بينهن كان لكل واحدة جزء من ثالث طلقات ،مث] ينب منه ،على رو ٍ
وأما كوهنن َّ
تكمل.
َّ
واألول أوىل؛ ملا تقدم ذكره.
بينكن أر ًبعا ،تقع هبا طلقة؛ فألن األربع إذا قسمت بني األربع
وأما كون كل واحدة من األربع املقول هلن :أوقعت ّ
كان لكل واحدة [طلقة] ،6قال املصنف -رمحه هللا -يف املغين :يطلقن [/52ب] ثالاث ثالاث ،يعين على قول أيب
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
2هو أمحد بن حممد بن هارون اخلالل احلنبلي ،ولد سنة( )234وتويف سنة( )311ومن كتبه :اجلامع لعلوم اإلمام أمحد ،والسنة .ينظر:ابن أيب يعلى،طبقات
احلنابلة،ج،2ص.12
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقد مت نقل الساقط من ابن قدامة،املغين،ج،10ص.511
4ابن قدامة،املصدر نفسه،ج ،10ص.511
5يوجد إشارة سقط يف املخطوط هنا ،وقد مت تقدير الساقط ،وهو موافق ملا ذكره :ابن مفلح،املبدع،ج،6ص335-334
6يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
أنور بن حسني احلمران - 486 -
تكمل.
إذا قسمت على األربع ،كان لكل واحدة طلقة وربع ،مث َّ
وقول املصنف -رمحه هللا" :-على األول" مشعر أبن احلكم على الرواية الثانية ،ثالاث؛ ألهنا إذا طُلِّقت ثال ًاث فيما إذا
مخسا؛ بطريق األوىل.
أوقع ثال ًاث ،فألن تطلق ثال ًاث فيما إذا أوقع ً
فصل (وإِن قال :نصفك ،أو جزء منك ،أو أصبعك ،أو دمك طالق ،طُلِقت ،وإِن قال :شعرك ،أو ظفرك ،أو
سنك طالق مل تطلق)
أما كون املقول هلا :نصفك ،أو جزء منك ،أو أصبعك ،أو دمك طالق ،تطلق؛ فألن طالق ذلك ،يقتضي حرمته،
واملرأة ال تتبعض يف احلل واحلرية ،فوجب أن حيكم ابلطالق؛ تغليبًا جلانب احلرمة ،كما لو اشرتك مسلم وجموسي يف
قتل صيد.
وأما كون املقول هلا :شعرك..إىل آخره ،ال تطلق؛ فألن ذلك ينفصل يف حال السالمة ،فلم تطلق بطالقه ،كاحلمل
والريق ،وسنذكر دليلهما ،وألن الشعر [ال روح] 4فيه ،وال يتنجس مبوت احليوان ،وال ينتقض الوضوء مبسه ،أشبه
العرق [واللنب].5
قال( :وإِن أضافه إِىل :الريق ،والدمع ،والعرق ،واحلمل ،مل تطلق ،وإِن قال :روحك طالق طلقت ،وقال أبو
بكر -رمحه هللا تعاىل :ال تطلق).
أما كون املضاف طالقها إىل الريق والدمع والعرق واحلمل ،ال تطلق؛ فألن ما عدا احلمل فضالت خيرج من جسمها،
فهو كلبنها ،واحلمل مودوع فيها ،قال تعاىل( :ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ
ﮔ ﮕ) [األنعام ،]98 :قيل :مستودع يف بطن األم.6
وأما كون املقول هلا :روحك طالق ،تطلق على املذهب؛ فألن الروح ال ينفصل إال ابملوأت أشبه ما لو قال :رأسك
مفلح،املبدع ج6،335
5يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا يف ابن أيب عمر ،الشرح الكبري،ج،22ص346
6انظر األقوال يف ابن اجلوزي ،أبو الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد،زاد املسري ِف علم التفسري ج،2ص59
- 487 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
طالق.
تع به.
عضوا ،وال شيئًا يُستَ ْم ُ
وأما كوهنا التطلق على قول أيب بكر؛ فألن الروح ليست ً
فصل فيما ختالف املدخول هبا غريها
قال املصنف -رمحه هللا( :إِذا قال ملدخول هبا :أنت طالق أنت طالق طلقت طلقتني ،إِال أن ينوي ابلثانية
التأكيد أو إِفهامها).
أما كون املدخول هبا تطلق مبا ذُكر طلقتني إذا مل ينو التأكيد وال اإلفهام؛ فألن كل و ٍ
احد يقتضي الطالق إذا انفرد،
فكذا إذا اجتمع مع غريه ،ترتيبا على كل[/53أ] و ٍ
احد ما اقتضاه ،وعمال ابملقتضي السامل عن معارضة التأكيد ً
[واإلفهام.
وأما كوهنا] 1تطلق واحدة ،إذا نوى ابلثانية التأكيد واإلفهام؛ فألنه قصد [ابلثاين غري األول] ،2فلم يقع به شيء؛
ٍ
مقتض. ألنه لو وقع به شيء ،لوقع بغري
قال( :وإِن قال هلا :أنت طالق فطالق ،أو مث طالق ،أو بل طالق ،أو طالق طلقة بل طلقتني ،أو بل طلقة ،أو
طالق طلقة بعدها طلقة ،أو قبل طلقة ،طلقت طلقتني ،وإِن كانت غري مدخول هبا ابنت ابألوىل ،ومل يلزمها ما
بعدها).
أما كون املدخول هبا ،تطلق يف مجيع الصور املتقدم ذكرها؛ فألهنا ال تبني بطالق الواحدة ،فوجب أن يلحقها ما
ٍ
مقتض لوقوعها يف الصور كلها: بعدها من األخرى؛ ألن ما ذكر
-أما يف قوله :طالق فطالق؛ فألن ‹‹الفاء›› تقتضي اجلمع مع التعقيب.
-وأما يف قوله :مث طالق؛ فألن ‹‹ مث›› تقتضي اجلمع لكن مع الرتاخي.
-وأما يف قوله :بل طالق؛ فألن األول اقتضى إيقاع طلقة ،والطالق ال يرتفع بعد وقوعه ،والثاين يقتضي
مجيعا.
فلما مل يصح إضرابه ،وجب وقوعهما ً إيقاع طلقة؛ ألن ‹‹ بل ›› إلثبات الثاين واإلضراب عن األولَّ ،
-وأما [يف قوله :طالق] 3طلقة بل طلقتني؛ فلما ذُكر قبل.
فإن قيل :جيب أن تطلق ثال ًاث؛ ألن [ قوله طالق] :4طلقة يقتضي إيقاع واحدة ،وقوله :بل طلقتني يقتضي
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره :ابن مفلح،املبدع،ج،6ص337
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
4يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
أنور بن حسني احلمران - 488 -
إيقاع طلقتني.
قيل :إمنا مل تطلق ثال ًاث؛ ألن األوىل تصح دخوهلا يف الثنتني ،فال يكون اإلضراب عنها مستدركا؛ ألن فيه زايدة
1
فائدة.
ال يصح أن يراد ابلثانية األوىل؛ ألن ما بعد ‹‹ بل ›› 2يقتضي كونه غري األول ،وليس هنا ما ميكن اعتباره ،والتغاير
به سوى ذات الطلقة ،خبالف قوله 3جيوز أن يكون املقصود التغاير ابلذات.
تعني وقوع الثالث ،وإن مل يعلم ذلك ،فاألمر حمتمل األمرين ،فال تقع
قيل :إن علم ذلك بقرينة حالية ،أو مقالية ّ
الثالث مع الشك يف الثالثة.
-وأما يف قوله :طالق طلقة بعدها طلقة ،أو قبلها طلقة؛ فألن ذلك صريح يف اجلمع ،واحملل حيتمله.
وأما كون غري املدخول هبا ،تبني ابألوىل؛ فلما نذكر يف موضعه.
حمال.
وفيه إشعار بوقوع األوىل هبا ،وهو صحيح؛ ألهنا صادفت ً
وأما كوهنا ال يلزمها ما بعدها؛ فألهنا ابنت فلم يلحقها طالقها بعد البينونة ،كاألجنبية.
قال( :وإِن قال هلا :أنت طالق طلقة ،قبلها طلقة ،فكذلك عند القاضي ،وعند أيب اخلطاب تطلق اثنتني).
أما غري املدخول هبا ،تطلق واحدة عند القاضي[/53ب] وأيب اخلطاب؛ فألنه طالق بعضه قبل بعض ،فلم يقع
بغري املدخول هبا مجيعه ،كما لو [قال :طلقة بعد طلقة].4
وأما كوهنا تطلق اثنتني عند أيب اخلطاب؛ فألنه [استحال وقوع] 5الطلقة األخرى قبل الطلقة املوقعة ،فوقعت معها؛
ألهنا [ملا أتخرت] 6عن الزمن الذي قصد إيقاعها فيه لكونه زمنا ماضيا ،وجب إيقاعها يف أقرب األزمنة إليه ،وهو
معها ،وال يلزم أتخريها إىل ما بعد مابعدها؛ ألن قبله زمنا ميكن الوقوع فيه ،وهو زمن قريب ،فال يؤخر إىل البعيد
1يف األصل إشارة إىل سقط هنا ،وقد ّبني ابن مفلح،املبدع،ج،6ص ،338هذه الفائدة بقوله":وهو الوقوع"أي :وقوع الطلقتني.
2سقط من األصل شرح ":أنت طالق طلقة بل طلقة" من كالم املصنف ،ولعله من الناسخ ،وميكن أن يقال يف تقدير هذا الساقط أنه":وأما يف قوله:
طالق طلقة بل طلقة؛ فألن ‹‹ بل ›› إلثبات الثاين ،واإلضراب عن األول ،فإذا مل يصح إضرابه ،وجب وقوعهما مجيعا" انظر :ابن مفلح ،املصدر
نفسه،ج،6ص ،338وظاهر السياق يدل على وجود سقط هنا ،وهي متعلقة بشرح عبارة املصنف" :طالق طلقة بل طلقة" ،وميكن أن يقال يف
تقدير هذا الساقط " :فإن قيل :هل ميكن أن تكون الثانية هي األوىل؟ قيل " :وهللا أعلم.
3يف األصل إشارة إىل سقط هنا ،ولعل تقديره[ :أنت طالق طلقة بل طلقتني ،فإن قيل :مل ال] ،وهللا أعلم.
4يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني وهو موافق ملا ذكره:ابن قدامة ،املغين،ج،10ص،492ابن أيب عمر ،الشرح
الكبري،ج،22ص ،358وابن مفلح،املبدع،ج،6ص338
5يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره :ابن مفلح ،املصدر نفسه،ج،6ص338
6يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره /ابن مفلح ،املصدر نفسه،ج،6ص.338
- 489 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره :ابن مفلح ،املصدر نفسه،ج،6ص339
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني.
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
أنور بن حسني احلمران - 490 -
وأما كون املدخول هبا [ تطلق طلقتني] 1يف ذلك؛ فألهنا ال تبني ابألوىل ،فيجب أن تقع هبا الثانية.
وأما كوهنما يطلقان اثنتني فيما إذا كرر ما ذُكر قبل؛ فألن التعليق يقتضي إيقاع الطالق بشرط الدخول ،وقد تكرر
التعليق فيجب أن يكون مبنزلة قوله :إن دخلت الدار فأنت طالق طلقتني.
ابب االستثناء ِف الطالق
قال املصنف -رمحه هللاُ ( :-حكي عن أيب بكر -رمحه هللا تعاىل -أنه قال :ال يصح االستثناء ِف الطالق،
واملذهب على أنه يصح استثناء ما دون النصف ،وال يصح فيما زاد عليه ،وِف النصف وجهان)
أما كون االستثناء يف الطالق اليصح عند أيب بكر؛ فألن الطالق ال ميكن رفعه بعد إيقاعه ،ولو صح لرفعه.
وأما كون استثناء مادون النصف يصح على املذهب؛ فألن الطالق كغريه ،وما ذكره أبو بكر من التعليل ،ابطل
ابالستثناء يف املطلقات.
2
وأما كون استثناء ما زاد عليه اليصح ،ويف النصف وجهان؛ فلما أييت ذكره يف اإلقرار.
قال( :فِإذا قال أنت طالق ثالثا إِال واحدة طلقت اثنتني ،وإِن قال :أنت طالق ثالثا إِال ثالثا ،أو ثالثا إِال
اثنتني ،أو مخس ا إِال ثالثا ،أو ثالثا إِال ربع طلقة طلقت ثالثا ،وإِن قال أنت طالق طلقتني إِال واحدة فعلى
وجهني)
أما كون املقول هلا :أنت طالق ثال ًاث إال واحدة تطلق اثنتني؛ فألن الواحدة دون النصف.
وأما كون املقول هلا :أنت طالق ثال ًاث إال ثال ًاث تطلق ثال ًاث؛ فألن ذلك استثناء للكل ،وذلك ال يصح ،وفاقًا ،وإذا مل
يصح بقي قوله :أنت طالق ثال ًاث ،وهو ٍ
مقتض للثالث.
مخسا إال ثال ًاث ،تطلق ثال ًاث؛ فألنه استثناء لألكثر ،وذلك ال
وأما كون املقول هلا :أنت طالق ثال ًاث إال اثنتني ،أو ً
مخسا ،وذلك يقتضي الثالث. يصح؛ ملا تقدم ،وإذا مل يصح بقي قوله :أنت طالق ثال ًاث أو ً
وأما كون املقول [هلا] :3أنت طالق ثال ًاث إال ربع طلقة تطلق ثال ًاث؛ فألن الطلقة الثالثة إذا أُخرج منها ربع طلقة،
تكمل؛ ضرورة أن الطالق ال يتبعَّض.وجب أن َّ
وأما كون املقول هلا :أنت طالق طلقتني إال واحدة تطلق واحدة [/54ب]أو اثنتني على وجهني؛ فألن ذلك استثناء
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
املنجى،املمتع ِف شرح املقنع ،ج،4ص717
ابن ّ
2
3ساقطة ِف املخطوط.
- 491 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
3يف املنت :طالق وطالق وطالق إال واحدة.
أنور بن حسني احلمران - 492 -
غريها ،فال يرتفع شيء منها ابلنية [حىت ال] 1يرجح املرجوح على الراجح وهو حمال.
فإن قيل :حيتمل أنه استعمل الثالث يف االثنتني[/55أ] فال ينبغي أن يقع غريها.
مستعمال [اللفظ يف غري ما] 2وضع له ،فيجب أن يقع مقتضى اللفظ ،وتلغو النية ،ويدلً قيل :إذا فعل ذلك يكون
على صحة ذلك أنه لو قال :أنت طالق ثال ًاث ،وقال :أردت اثنتني ،مل يلتفت إليه.
وأما كون [املستثناة بقلبه] 3ال تطلق فيما إذا قال :نسائي طوالق ،واستثىن واحدة بقلبه؛ فألن ‹‹ نسائي›› لفظ عام ،فإذا
استثىن واحد بقلبه ،كان من ابب :اطالق العام وإرادة اخلاص ،وذلك جائز سائغ يف القرآن وكالم العرب.
فإن قيل :ما الفرق بني هذه املسألة وبني اليت قبله؟
نصا يف مدلوله ،فجاز أن يريد به بعضه ،خبالف العدد فإنه نص يف مدلوله ،ال حيتمل إرادة
قيل :اللفظ العام ليس ً
غريه ،فلم جيز أن يريد بعضه.
ابب الطالق ِف املاضي واملستقبل
أمس ،أو قبل أن أنكحك ،ينوي ا ِإليقاع وقع ،وِإن مل ينو مل يقع
قال املصنف -رمحه هللاِ( :إذا قال المرأته أنت طالق ِ
أمس ،ويقع ِإذا
ِف ظاهر كالمه ،وقال القاضي -رمحه هللا :-يقع ،وحكي عن أيب بكر ال يقع ِإذا قال :أنت طالق ِ
زوجا قبلي طلقها ،أو طلقتها أان ِف نكاح قبل هذا ،قُبل منه ِإذا احتمل
قال قبل أن أنكحك ،وِإن قال :أردت أن ا
الصدق ِف ظاهر كالم أمحد ،-فِإن مات أو ُج َّن أو خرس قبل العلم مبراده فهل تطلق؟ على وجهني)
أما كون الطالق فيما ذُكر إذا نوى اإليقاع يقع؛ فألنه لفظ يصلح لإليقاع ،فإذا نواه وجب أن يقع ،وألن اللفظ
الصاحل ألموٍر ،إذا أُريد به أحدها ّ
تعني له؛ لرتجحه على غريه ابإلرادة.
وأما كونه إذا مل ين ِو اإليقاع ال يقع يف ظاهر كالم أمحد؛ فألن الطالق رفع لالستباحة ،وال ميكن رفعها يف الزمن
املاضي ،وال قبل نكاحه ،فلم يقع ،كما لو قال :قبل قدوم زيد بيومني ،فقدم اليوم ،فإنه ال خالف عند أصحابنا
أنه ال يقع.
وأما كونه يقع على قول القاضي؛ فألنه وصف الطلقة مبا ال تتصف به،فلغت الصفة ووقع الطالق ،كما لو قال ملن
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره ابن قدامة ،املغين،ج،10ص،401ابن أيب عمر ،الشرح
الكبري،ج،22ص382
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني وهو موافق ملا ذكره :ابن النجار ،حممد بن أمحد بن عبد العزيز الفتوحى،معونة
أويل النهى شرح املنتهى ج،9ص408
- 493 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره ابن قدامة ،املغين،ج،10ص417
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
3ابن قدامة ،املصدر نفسه،ج،10ص417
أنور بن حسني احلمران - 494 -
1
أبنه البد من جزء يقع فيه الطالق.
وأما كون اخللع يصح إذا خالعها بعد اليمني بيوم ،وكان الطالق ابئناً ،مث قدم زيد بعد الشهر بيومني [/56أ]؛ فألنه
تبني أنه وقع مع زوجة.
َّ
وأما كون الطالق يبطل؛ [فألنه صادف] 2الزوجة ابئنًا.
تبني أهنا طلقت يف الساعة وهي ٍ
حينئذ زوجة. وأما كون الطالق يقع فيما ذُكر إذا قدم بعد [شهر وساعة]3؛ فألنه َّ
قال( :وإِن قال :أنت طالق قبل مويت ،طلقت ِف احلال ،وإِن قال :بعد مويت ،أو مع مويت ،مل تطلق).
أما كون املقول هلا :أنت طالق قبل مويت ،تطلق يف احلال؛ فألن ما قبل موته من حني عقد الصفة ،حمل للطالق،
فوقع يف أوله ،كما لو قال :أنت طالق اليوم.
وأما كون املقول هلا :أنت طالق بعد مويت ،ال تطلق؛ فألهنا ليست ٍ
حينئذ ًّ
حمال للطالق؛ ألهنا تبني ابملوت.
وأما كون املقول هلا :أنت طالق مع مويت ،ال تطلق؛ فألن زمن البينونة زمن إيقاع الطالق ،فلم ميكن إيقاعه.
تزوج أمة أبيه مث قال :إِذا مات أيب أو اشرتيتك فأنت طالق ،فمات أبوه ،أو اشرتاها مل تطلق،
قال( :وإِن َّ
وحيتمل أن تطلق ،فِإن كانت مدبرة فمات أبوه وقع الطالق والعتق معا).
أما كون املقول هلا ما ذُكر ال تطلق إذا ُوجد [ما ذُكر] 4على املذهب؛ فألن القائل ملا ذُكر ،ميلكها مبوت أبيه،
وابلشراء ،فينفسخ نكاحه ،فيجتمع الفسخ والطالق ،فيمتنع طالقها.
الفسخ.
َ الطالق
ُ وأما كوهنا حتتمل أن تطلق؛ فألن زمن الطالق زمن امللك ،والفسخ بعد امللك ،فيتقدم
معا إذا مات أبو القائل:
وأما كون املدبَّرة املقول هلا ذلك ،يقع هبا الطالق والعتق ً
-أما وقوع الطالق؛ فألن احلرية متنع ثبوت امللك له ،فال ينفسخ نكاحه ،فيقع طالقه.
-وأما وقوع العتق؛ فألنه معلَّق ابملوت ،وقد ُوِجد.
وأما كون زمن الطالق زمن العتق ،وهو املراد بقول املصنف -رمحه هللا ‹‹ :-معا››؛ فألن كل و ٍ
احد منهما معلَّق ً
ابملوت.
1املصدر نفسه:ج،10ص.417
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره :ابن مفلح ،املبدع،ج،6ص345
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني.
4يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني
- 495 - احلنبلي َّ
املتوَّف سنة 695هـ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت ِ
َّنوخي كات َّ للعالمة َزي ِن ِ
الدي ِن أيب الرب ِ ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
بن املاء) -حتقي ٌق ودراسة
(من أول ابب :ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل :وإن قال :أنت طالق ألشر َّ
فصل
ألقتلن فالانا
َّ قال املصنف -رمحه هللا( :وإِن قال أنت طالق ألشر َّ
بن املاء الذي ِف الكوز ،وال ماء فيه ،أو
ألطرين ،أو إِن مل أصعد إىل السماء وحنوه ،طلقت ِف احلال ،وقال أبو اخلطاب
َّ امليت ،أو ألصع َد َّن السماء ،أو
ِف موضع :ال تنعقد ميينه).
أما كون املقول هلا ما ذُكر ،تطلق يف احلال ،على املذهب؛ فألن فعل احمللوف عليه متحقق العدم [/56ب]،
تعني طالقها عنده؛ كما لو حلف [أن يطلق اليوم] 2فمضى اليوم [فيجب أن يتحقق] 1احلنث ،وإذا حتقق احلنثَّ ،
ومل يطلق ،وألن احمللوف عليه إذا كان متعذر [الفعل كان] 3قول احلالف :ألفعلن كذا لغواً ،فيبقى قوله :أنت طالق،
وذلك يقتضي طالقها يف احلال.
وأما كون ميني القائل ال تنعقد على قول أيب اخلطاب؛ فألن اليمني املنعقدة ،هي اليت ميكن فيها ِّ
الرب واحلنث ،وذلك
ٍ
منتف هنا.
قال( :وإِن قال :أنت طالق إِن شربت ماء الكوز وال ماء فيه ،أو صعدت السماء ،أو شاء امليت ،أو البهيمة،
مل تطلق ِف أحد الوجهني ،وتطلق ِف اآلخر).
أما كون املقول هلا ما ذُكر ال تطلق يف أحد الوجهني؛ فألنه علّق طالقها على ٍ
شرط مل يوجد بعد.
وأما كوهنا تطلق يف اآلخر؛ فألنه أردف الطالق مبا يرفع مجلته ،ومينع وقوعه يف احلال ،ويف اثين احلال ،فلم يصح،
كاستثناء الكل.
قال( :وإِن قال أنت طالق اليوم إِذا جاء غ ٌد ،فعلى وجهني ،وقال القاضي ال تطلق)
أما كون ما ذُكر خيَّرج على الوجهني املتقدم ذكرمها؛ فألن الطالق إذا عُلِّق على شرط مستحيل ،فهل يقع؟ فيه
فيخرج فيه وجهان ،وبيان أنه تعليق على مستحيل ،أنه جعل وقوع الطالق ٍ
مستحيلَّ ، وجهان ،وهذا تعليق على
مظروفًا لليوم ،ومشروطًا للغد ،واجلمع بينهما حمال.
وأما كون املقول هلا ذلك ،على قول القاضي؛ فألن شرط الطالق مل يتحقق؛ ألن مقتضاه وقوع الطالق إذا جاء غد
يف اليوم ،وال جييء غد إال بعد فوات اليوم ،وذهاب حمل الطالق.
وظاهر كالم املصنف -فيما حكاه عن القاضي :-أن الطالق ال يقع هنا عنده مع قطع النظر على تعليق الطالق
1يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا ذكره ،ابن النجار ،معونة أويل النهى البن النجار،ج،9ص416
2يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا يف،املصدر نفسه،ج،9ص416
3يف األصل خرم يف هذا املوضع ،وقدرت الساقط مبا وضع بني املعقوفتني ،وهو موافق ملا يف ،املصدر نفسه،ج،9ص416
أنور بن حسني احلمران - 496 -
إخبارا عن القاضي :-أن الطالق يقع يف احلال ،وعلَّله أبنه علَّقه بشرط حمال
بشرط مستحيل ،وقال يف املغين ً -
فلغى الشرط ووقع الطالق ،كما لو قال ملن ال سنة لطالقها وال بدعة :أنت طالق للسنة ،مث قال :وقال يف اجملرد:1
ال يقع ،وعلَّله بنحو ما تقدم.2
الـخاتـمة:
يف ختام هذا البحث أورد أبرز النتائج والتوصيات اليت توصلت هلا.
النتائج
املنجى ممّن اعتىن ابالستدالل لكل مسائل املقنع ،حىت األوجه والرواايت األخرى.
.1أن زين الدين ابن ّ
.2أن املؤلف ينبه على الصحيح من الرواايت واألوجه.
.3أنه يورد االعرتاضات وجييب عليها.
.4أن ينقل كثريا عن ابن قدامة يف املغين ،وابن ايب عمر يف الشرح الكبري ،وينقل عنه كثريا برهان الدين
ابن مفلح يف املبدع.
التوصيات:
-حبث األصول االستداللية اليت سار عليها املؤلف ،ومجعها.
-حبث أتثري املمتع يف منهج املتأخرين ومؤلفاهتم.
1يف املذهب ،أتليف :القاضي أبو يعلى الفراء ،وهو مفقود ،.الزركلي ،خري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس ،األعالم،ج،6ص100
2ابن قدامة ،املغين،ج417-10،416
- 497 - َّ احلنبلي
هـ695 املتوَّف سنة ِ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت
َّنوخي َّ كات ِ للعالمة َزي ِن
ِ الدي ِن أيب الرب ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
حتقي ٌق ودراسة- )بن املاء
َّ أنت طالق ألشر: وإن قال: ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل:(من أول ابب
(واملراجع )املصادرREFERENCES
[1] Abū Dāwūd, Sulaymān ibn al-Ashʻath al-Azdī al-Sijistānī, Al-Marāsīl, (in Arabic),
edited by: Shuʻayb al-Arnāʼūṭ, (Beirut: Al-Risālah Foundation, first edition 1408
H).
[2] Abū Dāwūd, Sulaymān ibn al-Ashʻath al-Azdī al-Sijistānī, Al-sunan, (in Arabic),
edited by Shuʻayb al-Arnaʼūṭ-Muḥammad Kāmil Qarah blly, (Publisher: Dār al-
Risālah al-ʻĀlamīyah, first edition, 1430 H).
[3] Al-ʻAynī, Badr al-Dīn Maḥmūd al-ʻAynī, ʻaqd al-jumān fī Tārīkh ahl al-Zamān, (in
Arabic), edited by Dr. Muḥammad Muḥammad Amīn, (Cairo: General Authority of
Dār al-Kutub and National Documents in Cairo, without date of printing).
[4] Al-Buhūtī, Manṣūr ibn Yūnus al-Buhūtī al-Ḥanbalī, Kashshāf al-qināʻ ʻan al-Iqnāʻ,
(in Arabic), edited and authenticated by: committee specialized in Ministry of
Justice of KSA, first edition 1421-1429 H).
[5] Al-Bukhārī, Abū ʻAbd Allāh, Muḥammad ibn Ismāʻīl ibn Ibrāhīm ibn al-Mughīrah
Ibn Bardizbah al-Bukhārī al-Juʻfī, Al-ṣaḥīḥ al-Jāmiʻ, (in Arabic), edited by: Group
of scholars, edition: Al-sulṭānīyah, Al-Kubrá Al-Amīrīyah Press, -Būlāq, Egypt,
1311 H under a command by al-Sulṭān ʻAbd al-Ḥamīd II, then copied by Dr.
Muḥammad Zuhayr al-Nāṣir, (Beirut: Dār Ṭawq al-najāh, first edition 1422 H).
[6] Al-Dāraquṭnī, Abū al-Ḥasan ʻAlī ibn ʻUmar ibn Aḥmad ibn Mahdī ibn Masʻūd ibn
al-Nuʻmān, Al-sunan, (in Arabic), edited and commented by: Shuʻayb alārnʼwṭ and
others, (Beirut: al-Risālah Foundation, first edition 1424 H).
[7] Al-Dāwūdī, Muḥammad ibn ʻAlī ibn Aḥmad, Shams al-Dīn al-Dāwūdī al-Mālikī,
Ṭabaqāt al-mufassirīn, (in Arabic), (Beirut: Dār al-Kutub al-ʻIlmīyah).
[8] Al-Dhahabī, Shams al-Dīn Abī ʻAbd Allāh Muḥammad ibn Aḥmad ibn ʻUthmān
ibn Qaymāz, Tadhhīb Tahdhīb al-kamāl fī Asmāʼ al-rijāl, (in Arabic), edited by:
Ghunaym ʻAbbās Ghunaym-Majdī al-Sayyid Amīn, (Publisher: Al-Fārūq Al-
ḥadīthah for Printing and Publishing, first edition 1425 H).
[9] Al-Dhahabī, Shams al-Dīn Abī ʻAbd Allāh Muḥammad ibn Aḥmad ibn ʻUthmān
ibn Qaymāz, Siyar Aʻlām al-nubalāʼ, (in Arabic), edited by group of scholars and
supervised by al-Shaykh Shuʻayb al-Arnāʼūṭ, presented by: Bashshār ʻAwwād
Maʻrūf, (Beirut: al-Risālah Foundation, third edition 1405 H).
[10] Al-Ḥamawī, Muḥammad Amīn ibn Faḍl Allāh ibn Muḥibb al-Dīn ibn Muḥammad
al-Muḥibbī, Khulāṣat al-athar fī aʻyān al-qarn al-ḥādī ʻashar, (in Arabic), (Beirut:
Dār Ṣādir).
[11] Al-Ṣafadī, Ṣalāḥ al-Dīn Khalīl ibn Aybak ibn ʻAbd Allāh, Al-Wāfī bi-al-Wafayāt,
(in Arabic), edited by: Aḥmad al-Arnāʼūṭ and Turky Muṣṭafá, (Beirut: Dār Iḥyāʼ al-
Turāth, published in 1420 H).
[12] Al-Subkī, Tāj al-Dīn ʻAbd al-Wahhāb ibn Taqī al-Dīn al-Subkī, Ṭabaqāt al-
Shāfiʻīyah al-Kubrá, (in Arabic), edited by Dr. Maḥmūd Muḥammad al-Ṭanāḥī D.
ʻAbd al-Fattāḥ Muḥammad al-Ḥulw, (Cairo: Hajar for Printing, Publishing and
Distribution, second edition 1413 H).
[13] Al-Ziriklī, Khayr al-Dīn ibn Maḥmūd ibn Muḥammad ibn ʻAlī ibn Fāris, Al-Aʻlām,
أنور بن حسني احلمران - 498 -
(in Arabic), (Beirut: Dār al-ʻIlm lil-Malāyīn, fifteenth edition, May 2002 G).
[14] A-Suyūṭī, ʻAbd al-Raḥmān ibn Abī Bakr, Jalāl al-Dīn, Bughyat al-wuʻāh fī Ṭabaqāt
al-lughawīyīn wa-al-nuḥḥāh, (in Arabic), edited by Muḥammad Abū al-Faḍl
Ibrāhīm, (Beirut: al-ʻAṣrīyah Library).
[15] Ibn Abī ʻUmar, Abū al-Faraj Abd al-Raḥmān ibn Muḥammad ibn Aḥmad ibn
Qudāmah, al-sharḥ al-kabīr, (in Arabic), edited by Dr. Abd Allāh ibn Abd al-Muḥsin
al-Turkī and Dr. Abd al-Fattāḥ Muḥammad al-Ḥulw, Cairo, Hajar for Printing,
Publishing, Distribution and Ad., first edition 1415 H.
[16] Ibn Abī Yaʻlá, Abū al-Ḥusayn Muḥammad Ibn Abī Yaʻlá, Ṭabaqāt al-Ḥanābilah, (in
Arabic), edited by: Muḥammad Ḥāmid al-Fiqī, (Cairo : ʻat al-Sunnah al-
Muḥammadīyah Press, Cairo).
[17] Ibn al-ʻImād, ʻAbd al-Ḥayy ibn Aḥmad ibn Muḥammad Ibn al-ʻImād alʻakry al-
Ḥanbalī, Abū al-Falāḥ, Shadharāt al-dhahab fī Akhbār min dhahab, (in Arabic),
edited by Maḥmūd al-Arnāʼūṭ, extracted its traditions by ʻAbd al-Qādir al-Arnāʼūṭ
(Damascus, Dār Ibn Kathīr, first edition, 1406 H.)
[18] Ibn al-Jawzī, Abū al-Faraj ʻAbd al-Raḥmān ibn ʻAlī ibn Muḥammad, Akhbār al-
nisāʼ, (in Arabic), explained and edited by Dr. Nizār Riḍā, Beirut, Dār Maktabat al-
ḥayāh, published in1982.
[19] Ibn al-Jawzī, Abū al-Faraj ʻAbd al-Raḥmān ibn ʻAlī ibn Muḥammad, Zād al-
Musayyar fī ʻilm al-tafsīr, (in Arabic), edited by ʻAbd al-Razzāq al-Mahdī, (Beirut,
Dār al-Kitāb al-ʻArabī, first edition-1422 H.)
[20] Ibn al-Mibrad, Yūsuf ibn Ḥasan ibn Aḥmad ibn Ḥasan Ibn ʻAbd al-Hādī al-Ṣāliḥī,
al-jawhar al-munaḍḍad fī Ṭabaqāt mutaʼakhkhirī aṣḥāb Aḥmad, (in Arabic), edited,
presented and commented by: Dr. ʻAbd al-Raḥmān ibn Sulaymān al-ʻUthaymīn,
(Riyadh Al Obaikan Library, first edition 1421 H).
[21] Ibn almnjjá, Zayn al-Dīn almunajjá ibn ʻUthmān ibn Asʻad Ibn almnjá al-Tanūkhī
al-Ḥanbalī, al-mumtiʻ fī sharḥ al-Muqniʻ, (in Arabic), study and edited by ʻAbd al-
Malik ibn ʻAbd Allāh ibn Duhaysh, (special edition: third edition 1424 H).
[22] Ibn al-Mundhir, Abū Bakr Muḥammad ibn Ibrāhīm ibn al-Mundhir al-Nīsābūrī, al-
ishrāf ʻalá madhāhib al-ʻulamāʼ, (in Arabic), edited by Ṣaghīr Aḥmad al-Anṣārī Abū
Ḥammād, (Ras al-Khaymah, Makkah al-Thaqāfīyah Library, first edition 1425 H).
[23] Ibn al-Najjār, Muḥammad ibn Aḥmad ibn ʻAbd al-ʻAzīz alftwḥá, mʻwnah ūlī al-
nuhá sharḥ al-Muntahá, (in Arabic), edited by Prof. Dr. ʻAbd al-Malik ibn ʻAbd
Allāh Duhaysh (Makkah: Al-Asadī Library, Makkah al-Mukarramah, fifth edition
1429 H).
[24] Ibn Badrān, ʻAbd al-Qādir ibn Aḥmad ibn Muṣṭafá ibn ʻAbd al-Raḥīm ibn
Muḥammad, al-Madkhal ilá madhhab al-Imām Aḥmad, (in Arabic), edited by Dr.
ʻAbd Allāh ibn ʻAbd al-Muḥsin al-Turkī, (Beirut, Al-Risalah Foundation, second
edition, 1401 H).
[25] Ibn Ḥajar, Abū al-Faḍl Aḥmad ibn ʻAlī ibn Muḥammad ibn Aḥmad ibn Ḥajar al-
ʻAsqalānī, Tahdhīb al-Tahdhīb, (in Arabic), (India, Dāʼirat al-Maʻārif al-niẓāmīyah
Press, first edition 1326 H).
[26] Ibn Ḥajar, Abū al-Faḍl Aḥmad ibn ʻAlī ibn Muḥammad ibn Aḥmad ibn Ḥajar al-
- 499 - َّ احلنبلي
هـ695 املتوَّف سنة ِ ِ املنجى ب ِن عثما َن ب ِن أسع َد الت
َّنوخي َّ كات ِ للعالمة َزي ِن
ِ الدي ِن أيب الرب ِ املُْمتِ ُع ِِف َش ْر ِح املُْقن ِع
َ
حتقي ٌق ودراسة- )بن املاء
َّ أنت طالق ألشر: وإن قال: ما خيتلف به عدد الطالق إىل آخر فصل:(من أول ابب