أثر تطور نظام الصفقات العمومية علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية-2

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫أثس تطوز ىظاو الصفكات العنومية على‬

‫‪1‬‬
‫التينية االقتصادية واالجتناعية‬
‫ﺃﺛﺮ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫كتور عبد المولى المسعيد‬ ‫ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ الد‬


‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫أستاذ باحث بالكلية متعددة التخصصات‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻌﻴﺪ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻮﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال‬ ‫ﻉ‪8‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫رئيس مركز مسارات في الأبحاث والدراسات القانونية‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2019‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‬ ‫مقدمــة‪7‬‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪13 - 40‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1023831‬الحرب العالم ية الأولى تحولا إجبار يا في وظي فة الدولة من دو لة‬
‫فرضت مخل فات و أثار‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫متدخ لة أو من قذة‪ ،‬و بعدها دو لة موج هة و مؤطرة وخا صة في‬ ‫ﺑﺤﻮﺙدو لة‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬محدودة الم هام إ لى‬
‫ﻧﻮﻉ حارسة‬
‫‪2‬‬
‫بمقدور الدولة رفع يدها عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية‪.‬‬
‫الوقت الحالي إذ لم يعد ‪Arabic‬‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫و بالنسبة لب لد يتط لع إ لى التنم ية كالمغرب فالأمر يقتضي و ب كل إلحاح توظ يف الصفقات‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ناخ المنا سب لا ستقطاب رؤوس ا لأموال والا ستثمارات‬ ‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏتوفير الم‬
‫الأم ثل ل‬ ‫العموم ية التوظ يف‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1023831‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫ال كبرى ل ما لها من و قع وأثر ملحوظ ع لى الرفع من مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماع ية‬
‫التي تعد في الأخير منتهى ومطمح كل السياسات العمومية الرشيدة‪.‬‬
‫و ي عد ن ظا م ال صفقات العموم ية الإ طار ال قانوني ا لذي يتم بمقت ضاه تم كين ا لإدارات‬
‫والمؤس سات العا مة من و سائل الع مل وتزو يدها با لأدوات اللاز مة ل سير عمل ها‪ ،‬وأي ضا يتم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أصل هذا المقال مداخلة قدمت بمناسبة الندوة العلمية الوطنية المنظمة من طرف‪ :‬شعبة القانون العام بكلية العلوم‬
‫القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الش ق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بشراكة مع مجلة المنارة للدراسات‬
‫القانونية والإدار ية و مجلة مسارات في الأبحاث والدراسات القانونية وذلك يوم السبت ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2019‬بقاعة‬
‫الندوات بكلية الحقوق ‪ -‬عين الشق‬
‫‪ - 2‬راجع للمزيد من التفصيل بهذا الخصوص ‪ :‬المسعيد (عبد ال مولى)‪" ،‬في نشأة وتطور وظائف الدولة" مجلة مسارات في‬
‫الأبحاث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد الثالث ‪2018.‬‬
‫‪ -3‬راجع للمزيد من التفصيل مجموع التعار يف الواردة بالمادة ‪ 4‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالصفقات‬
‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫الصفقات‪ .‬ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮابرام‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕمجال‬
‫ﺟﻤﻴﻊخاصة ب‬
‫ﺃﻥ وال‬‫ﻋﻠﻤﺎولة‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬المتدا‬
‫المصطلحات‬ ‫وتهمﻣﻊمجموع‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫وتتميمه‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫تعديلهﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫ﻣﺘﺎﺣﺔ تم‬
‫ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫العمومية كما‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫والدراسات القانونية‪ ،‬دار الأفاق المغربية للنشر والتوز يع‪،‬العدد الثالث‪.2017 ،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫أثس تطوز ىظاو الصفكات العنومية على‬
‫‪1‬‬
‫التينية االقتصادية واالجتناعية‬

‫الدكتور عبد المولى المسعيد‬


‫أستاذ باحث بالكلية متعددة التخصصات‬
‫جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال‬
‫رئيس مركز مسارات في الأبحاث والدراسات القانونية‬

‫مقدمــة‪7‬‬
‫فرضت مخل فات و أثار الحرب العالم ية الأولى تحولا إجبار يا في وظي فة الدولة من دو لة‬
‫حارسة محدودة الم هام إ لى دو لة متدخ لة أو من قذة‪ ،‬و بعدها دو لة موج هة و مؤطرة وخا صة في‬
‫‪2‬‬
‫الوقت الحالي إذ لم يعد بمقدور الدولة رفع يدها عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية‪.‬‬
‫و بالنسبة لب لد يتط لع إ لى التنم ية كالمغرب فالأمر يقتضي و ب كل إلحاح توظ يف الصفقات‬
‫العموم ية التوظ يف الأم ثل ل توفير الم ناخ المنا سب لا ستقطاب رؤوس ا لأموال والا ستثمارات‬
‫ال كبرى ل ما لها من و قع وأثر ملحوظ ع لى الرفع من مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماع ية‬
‫التي تعد في الأخير منتهى ومطمح كل السياسات العمومية الرشيدة‪.‬‬
‫و ي عد ن ظا م ال صفقات العموم ية الإ طار ال قانوني ا لذي يتم بمقت ضاه تم كين ا لإدارات‬
‫والمؤس سات العا مة من و سائل الع مل وتزو يدها با لأدوات اللاز مة ل سير عمل ها‪ ،‬وأي ضا يتم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أصل هذا المقال مداخلة قدمت بمناسبة الندوة العلمية الوطنية المنظمة من طرف‪ :‬شعبة القانون العام بكلية العلوم‬
‫القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الش ق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بشراكة مع مجلة المنارة للدراسات‬
‫القانونية والإدار ية و مجلة مسارات في الأبحاث والدراسات القانونية وذلك يوم السبت ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2019‬بقاعة‬
‫الندوات بكلية الحقوق ‪ -‬عين الشق‬
‫‪ - 2‬راجع للمزيد من التفصيل بهذا الخصوص ‪ :‬المسعيد (عبد ال مولى)‪" ،‬في نشأة وتطور وظائف الدولة" مجلة مسارات في‬
‫الأبحاث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد الثالث ‪2018.‬‬
‫‪ -3‬راجع للمزيد من التفصيل مجموع التعار يف الواردة بالمادة ‪ 4‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالصفقات‬
‫العمومية كما تم تعديله وتتميمه‪ ،‬وتهم مجموع المصطلحات المتداولة والخاصة بمجال ابرام الصفقات‪.‬‬
‫والدراسات القانونية‪ ،‬دار الأفاق المغربية للنشر والتوز يع‪،‬العدد الثالث‪.2017 ،‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫بواسطته تنز يل السياسات العمومية وترجمتها إلى مشار يع وخدمات ملموسة تلبي وتغطي حاجيات‬
‫المرتفقين وتنهض بالخدمات التنمو ية الموجهة إلى المواطنين‪.‬‬
‫والصفقة العمومية تعرف كعقد بعوض يبرمه أحد أشخاص القانون العام أو أحد الأشخاص‬
‫الخاصة الم فوض لها تدبير مرفق عام مع طرف خاص أو عام من اجل تنفيذ أشغال أو ت سليم‬
‫‪3‬‬
‫توريدات أو القيام بخدمات‬
‫وقبل وصول نظام الصفقات العمومية إلى المرحلة الحالية المنظمة بمقتضى‪ 20‬مارس مرسوم‬
‫‪ 2013‬كما تم تعديله وتتميمه‪ ،‬مر بعدة مراحل شكلت مجتمعة تطور هذا النظام‪.‬‬
‫وشكلت بدايات القرن العشر ين الإرهاصات الأولية لنظام الصفقات العمومية‪ ،‬حيث شكل‬
‫هذا النظام آنذاك الإطار المناسب الذي م كن القوى الاستعمار ية المتر بصة بالمغرب من تنظيم‬
‫استغلالها لثروات البلاد مستندة في ذلك إلى إقرار مجموعة من المبادئ للتوافق بينها‪.‬‬
‫ووضع مؤتمر الجز يرة الخضراء اللبنات الأولى لنظام الصفقات العمومية بالمغرب حيث تم‬
‫النص ضمن بنود الاتفاق ية التي تمخضت ع نه عن إحداث اللج نة العا مة الخا صة بالإ شراف ع لى‬
‫تطبيق الإجراءات الشكلية المتعلقة بتنظيم المنافسة‪.‬‬
‫غير أن أغلب بنود معاهدة الجز يرة الخضراء لم تعرف طر يقها ن حو التطبيق ولم تصمد المعاهدة‬
‫برمتها أمام الرفض الشعبي المناهض لها وكذلك بسبب توجس السلطات الفرنسية من مضامينها‬
‫ومن الامتياز ات التي خولتها وساوت بينها و بين باقي القوى الاستعمار ية الأخرى‪.‬‬
‫وذلك ما حذا بالسلطة الاستعمار ية الفرنسية إلى الدخول في توافقات ثنائية مع باقي القوى‬
‫الاستعمار ية من أجل الاستفراد بالمسالة المغربية وتكتيف تدخلها وضغطها على المغرب إلى أن‬
‫توجت هذه الضغوط خ اصة على السلطان المولى عبد الحفيظ بتوقيع معاهدة الحماية في ‪ 30‬مارس‬
‫‪ 1912‬التي خولت لها سلطة الإشراف العام على المغرب‪.‬‬
‫و بذلك توا لت تشر يعات الحما ية من أجل تقنين و ت سهيل استغلال الثروات المغربية ك هدف‬
‫رئيسي لأية سياسة استعمار ية حيث تضمن ظهير المحاسبة العمومية لسنة ‪ 1917‬اللبنات الأولى‬
‫لتأطير نظام الصفقات العمومية الذي ارتكز على المناقصة كأساس لإ برام الصفقات ‪ ،‬و بعد ذلك‬
‫قرار الم قيم ال عام لسنة ‪ 1943‬ا لذي أ قر بالإ ضافة إ لى ا لثمن المقار نة بين كل فة الأشغال وال مدة‬
‫اللازمة لإنجازها حتى يتسنى الوفاء بالالتزامات التعاقدية‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫وخلال سنة ‪ 1948‬ومن أجل تجاوز المشاكل الناجمة عن وفاء نائلي الصفقات بالتزاماتهم‬
‫سيتم إتاحة إمكانية رهن الصفقة العموم ية بغية الحصول ع لى التمو يل اللازم للو فاء بالالتزا مات‬
‫الناتجة عن نيل الصفقة‪.‬‬
‫و بعد الحصول ع لى الاستقلال شكل ظهير المحاسبة العموم ية لسنة ‪ 1958‬في ظل الم غرب‬
‫المستقل أول نص قانوني يتطرق ضمن مقتضياته إلى نظام الصفقات العمومية ح يث تلا ذلك‬
‫مجموعة من المراسيم انطلاقا من سنة ‪ 1965‬إلى غاية مرسوم ‪ 2013‬كما تم تعديله وتتميمه‪ ،‬شكلت‬
‫مجتمعة مراحل لإرساء نظام الصفقات العموم ية بالمغرب المستقل وكذلك مرح لة لتطو ير هذا‬
‫النظام حتى يساير ويستجيب لمجموع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب‪.‬‬
‫وسأحاول معالجة هذا الموضوع من خلال الإجابة على الإشكالية التالية‪:‬‬
‫هل استطاع تطور نظام الصفقات العمومية بالمغرب أن يجعل منها رافعة للتنمية الاقتصادية‬
‫والاجتماعية؟‬
‫و ستتم الإجا بة ع لى هذه الإ شكالية من خ لال محاو لة تت بع م سار ت طور ن ظام ال صفقات‬
‫العمومية من مراحل النشأة إلى المرحلة الراهنة ومن خلال المطلبين المواليين‪:‬‬
‫المطلب الأول‪ 7‬البوادر الأولى لإقرار نظام الصفقات العمومية بالمغرب‬
‫المطلب الثاني‪ 7‬أثر تطور نظام الصفقا ت العمومية في ظل المغرب المستقل‬
‫على التنمية الاقتصادية والاجتماعية‪.‬‬

‫المطلب الأول‪ 7‬البوادر الأولى لنشأة نظام الصفقات العمومية بالمغرب‬

‫عرفت الوضعية العامة للمغرب خلال بداية القرن التاسع عشر نوعا من الاستقرار حيث‬
‫كان المغرب حينه ا دولة مستقلة ذات سيادة تقوم باعتماد وتبادل السفارات وإبرام الاتفاقيات‬
‫ع لى الرغم من الإشكالات الداخل ية التي كان يعي شها المتمث لة بالخ صوص في عدم ب سط ن فوذ‬
‫الم خزن‪ 4‬ع لى مجموع التراب المغر بي ح يث أن مجمو عة من القبا ئل لم تكن تعترف بالسلطة الزمن ية‬

‫‪ - 4‬للاطلاع على مفهوم المخزن راجع بهذا الخصوص‪:‬‬


‫المسعيد(عبد المولى)‪ ،‬مؤسسة الوالي في النظام الإداري المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ‪ -‬عين الشق –جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء‪. ،‬سنة ‪،2002‬ص ‪.9‬‬
‫أيضا‪:‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫للسلطان رغم أنها بالمقابل كانت تعترف بسلطته الروحية‪.5‬‬

‫غ ير أن الم غرب سيدخل خ لال منت صف ال قرن ‪ 19‬في صراع مر ير من أ جل الح فاظ ع لى‬
‫سيادته ووحدته الترابية في مواجهة القوى الاستعمار ية‪ ،‬إذ أبانت موقعة اسلي سنة ‪ 1944‬أمام‬
‫فرنسا‪ 6‬وموقعة تطاون سنة ‪ 1959‬أمام اسبانيا‪ 7‬عن ضعف بين ووا ضح ف ي القدرات العسكر ية‬
‫المغربية التي كان يحسب لها الحساب من قبل‪.‬‬

‫وسيقود هذا الوضع إلى صراع محموم بين القوى الاستعمار ية خاصة الأوربية التي سينتهي بها‬
‫الأمر لتجاوز الاصطدام فيما بينها إلى تنظيم تدخلها في المغرب من خلال مؤتمر الجز يرة الخضراء‬
‫ا لذي شكلت المعاهدة المنبث قة ع نه إحدى ال بدايات لإقرار نظام للصفقات العموم ية بالمغرب‬
‫(فقرة أولى)‪.‬‬

‫و فرض معا هدة الحما ية ع لى الم غرب ح يث أ قرت مجمو عة من الت شر يعات من ضمنها إ فراد‬
‫مقتضيات تتعلق بالصفقات العمومية ضمن أول نظام للمحاسبة العمومية (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫‪-Cherifie(R),Le Makhzen politique au Maroc :hier et oujord huit,Afrique-Orient , Casablanca,‬‬


‫‪1988.‬‬
‫‪-Agnouche(A) ,Histoire Politique du Maroc,Afrique – Orient ,Casablanca.1987 ,P223.‬‬
‫‪ -5‬هي القبائل التي كانت تعيش تحت ماعرف بنظام السيبة حيث كانت تمتنع عن أداء الضرائب للجهاز المخزني وكانت‬
‫تنظم وتدير شؤونها بنفسها ‪ ،‬وكان هذا الأخير يخوض حروبا دور ية ضدها من اجل إخضاعها لسلطته الزمنية‪ ،‬ورغم ذلك‬
‫كانت تعترف للسلطان بسلطته الروحية‪.‬‬
‫‪- 6‬أبانت معركة اسلي سنة ‪ 1844‬ضد فرنسا عن ضعف واضح للقوة العسكر ية المغربية التي كانت مهابة الجانب ‪.‬وسميت‬
‫بهذا الاسم نسبة إلى منطقة اسلي التي كانت جزئا من التراب المغربي واقتطعتها السلطة الاستعمار ية الفرنسية لصالح‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫و تمخض عن انهزام المغرب في هذه المعركة توقيع معاهدة للا مغنية سنة ‪. 1845‬‬
‫‪-7‬انهزم المغرب كذلك أمام اسبانيا في موقعة تطوان أو تطاون سنة ‪ 1859‬وتم توقيع معاهدة تطوان سنة ‪.1860‬وقدم‬
‫الطرف المغربي المنهزم مجموعة من التنازلات والامتيازات للطرف المنتصر سواء بالنسبة لفرنسا بموجب معاهدة للا مغنية‬
‫أو اسبانيا بموجب معاهدة تطوان‪.‬‬
‫وستتوج هذه التنازلات لاحقا سنة ‪ 1880‬بتوقيع معاهدة مدريد التي ستبيح تدو يل القواعد التي تمس بممارسة السلطة‬
‫المخزنية للسيادة على مجموع الساكنة بالمغرب من خلال إقرار نظام المحميين‪ :‬حيث لا تمتد سلطة الدولة إلى الرعايا‬
‫الأجانب المقيمين بالمغرب بالإضافة إلى المحميين وهم مواطنون مغاربة ل كن لا يخضعون لسلطة دولتهم و يخدمون‬
‫المصالح الأجنبية بالمغرب و يخضعون لحماية القنصليات الأجنبية المتواجدة بالتراب المغربي‪.‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫الفقرة الأولى‪7‬بدايات إقرار نظام الصفقات العمومية بمقتضى معاهدة الجز يرة الخضراء‬
‫شكل مؤتمر الجز يرة الخضراء المنعقد بين ‪ 16‬يناير و‪ 7‬ابر يل ‪ 1906‬في طابعه العام لحظة‬
‫توافق بين القوى الاستعمار ية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية‪ 8‬من أجل تدو يل الاقتصاد المغربي‪.‬‬
‫وتمخض عن المؤتمر توقيع ات فاقية تضم بالإضافة إلى الديباجة والأطراف الموقعة سبعة أبواب كل‬
‫باب يتعلق بتنظيم قطاع معين على الشكل التالي‪:‬‬
‫باب يتعلق بتنظيم الشرطة وخصصت له الفصول من ‪ 1‬إلى ‪12‬‬ ‫‪-‬‬
‫باب يهم مراقبة وزجر التهر يب الخاص بالأسلحة‪ ،‬الفصول من ‪ 13‬إلى ‪30‬‬ ‫‪-‬‬
‫باب يعنى بإحداث البنك المخزني‪ ،‬الفصول من ‪ 31‬إلى ‪58‬‬ ‫‪-‬‬
‫باب خاص بجباية الضرائب وإحداث ضرائب جديدة‪ ،‬الفصول من ‪ 59‬إلى ‪76‬‬ ‫‪-‬‬
‫باب خاص بنظام الجمارك والزجر على أعمال الغش وتهريب السلع‪ ،‬الفصول من ‪ 77‬إلى ‪104‬‬ ‫‪-‬‬
‫باب يتعلق بالأشغال العمومية والمصالح العامة‪ ،‬وخصصت له الفصول من ‪ 105‬إلى ‪119‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثم الباب المتع لق بالمقتضيات العامة خصصت له الفصول من ‪ 120‬إلى ‪.123‬‬ ‫‪-‬‬
‫و شكلت هذه ا لأبواب الهند سة العا مة لاتفاق ية الجز يرة الخ ضراء ال تي هدفت بالدر جة‬ ‫‪-‬‬
‫الأولى إلى تدو يل الاقتصاد المغر بي وجع له مفتوحا لاستفادة جميع الدول الموقعة على المعاهدة‬
‫على قدم المساواة‪.‬‬
‫وإذا كان ما يهم نا هو ال باب المتع لق بإقرار ن ظام لل صفقات العموم ية و هو ال باب ال خاص‬
‫بالأشغال العمومية والمصالح العامة غير أن الأبواب الأخرى التي تهم بالدرجة الأولى إحداث‬
‫الب نك المخز ني‪ 9‬من أجل ع صرنة الن ظام ال مالي وكذلك ال باب الخاص بالن ظام الجمركي ومحار بة‬

‫‪ -8‬كما سبقت الإشارة انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء في الفترة الممتدة بين ‪ 16‬يناير و ‪ 7‬أبر يل من سنة ‪ ، 1907‬وعرف‬
‫مشاركة ‪ 12‬دولة من بينها ‪ :‬فرنسا ‪ -‬اسبانيا – ألمانيا – ايطاليا‪ ،‬انجلترا والنمسا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية التي‬
‫كانت المرة الأولى التي تتدخل فيها في السياسة الخارجية العالمية في عهد الرئيس الأمر يكي آنذاك‪ :‬تيودور روزفلت‪،‬‬
‫وانعقد بمنطقة الجزيرة الخضراء الاسبانية بعدما رفضت الدول المعنية عقده بمدينة طنجة المغربية التي كانت تعد وقتها منطقة دولية‪.‬‬
‫ومثل ا لجانب المغربي في أشغال المؤتمر‪ :‬محمد بن العربي الطريس نائب السلطان بطنجة‪ ،‬محمد بن عبد السلام المقري‪ ،‬محمد‬
‫الصغار وعبد الرحمان بنيس ‪ ،‬ووجد الوفد المغربي صعوبة في التواصل مع باقي المؤتمرين بسبب عدم إلمامهم بلغات الدول‬
‫المشاركة في المؤتمر وكذلك صعوبة في التواصل مع السلطان لاستطلاع رأيه واطلاعه على بنود الاتفاقية‪...‬‬
‫‪ - 9‬تم النص على إحداث البنك المخزني ومقره بطنجة بشراكة بين الدول الموقعة على المعاهدة حسب حصص كل دولة‬
‫ومهمته سك النقود والبحث والتنقيب عن المعادن التي تستخدم في عملية السك بالإضافة إلى إقراض المخزن المغربي بغية‬
‫تشديد الخناق عليه وبالتالي إتاحة الفرصة للدول المقرضة لبسط نفوذها وهيمنتها والتحكم في قرارات هذا الأخير‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫الغش والتهر يب‪ ،‬تعد كلها أبوابا تتقاطع مع الباب المخصص للأشغال العمومية‪ ،‬فمن اللازم توفير‬
‫ن ظام مالي للتعا مل وكذلك ا ستيراد ال سلع وال مواد الأول ية ال تي ت ستعمل خا صة في صفقات‬
‫الأشغال العمومية‪.‬‬
‫وارتكز نظام الصفقات خ لال هذه الفترة بالأساس على المناقصة التي ت فتح أمام الجميع بدون‬
‫‪10‬‬
‫وتتم تحت مراقبة اللجنة العامة الخاصة بالإشراف على تطبيق‬ ‫تمييز ناتج عن الجنسية بالخصوص‬
‫الإجراءات الشكلية المتعلقة بتنظيم المنافسة المحدثة بموجب المادة ‪ 66‬من المعاهدة‪.11‬‬
‫و بالرجوع إ لى نص ال مادة ‪ 107‬و هي تندرج ضمن ال باب المخصص للأشغال العموم ية‪ ،‬ت شترط‬
‫هذه الأخيرة أن ينبني مبدأ المناقصة المفتوحة على الشرطين التاليين‪:‬‬
‫يخص الشرط الأول فتح باب المشاركة والمنافسة أمام الجميع بدون تمييز بين الدول‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يتعلق الثاني بإرساء الصفقة على المتنافس أو المتعهد الذي قدم العرض الأقل ثمنا‪.12‬‬

‫و بعد إرساء الصفقة على المتعهد أو المتنافس الذي قدم أقل ثمن أو تكلفة تعرض للمصادقة من‬
‫طرف ال سلطة المخزن ية‪ ،‬إ لا أن هذه الم صادقة ت ظل شكلية ف قط مادام أن اللج نة ال مذكورة قد‬
‫أرست الصفقة على المتعهد المقبول‪.‬‬
‫و قد ا ستحوذت ال شركات الأجنب ية ع لى امت يازات وع قود ا ستخراج الم عادن و مد خ طوط‬
‫ال سكك الحديد ية وتهي ئة ال مو انئ‪ ،‬وذ لك باعت ماد م بدأ المناف سة العموم ية لا ستغلال الم صالح أو‬
‫القيام بالأشغال وكان من حق جميع الدول الموقعة على المعاهدة الاستفادة من هذه الصفقات‬
‫‪13‬‬
‫بالاستناد على المناقصة العلنية تحت إشراف ومراقبة السلك الدبلوماسي‪.‬‬
‫و بالنسبة إلى نظام المنازعات التي تتعلق بإ ب رام أو تنفيذ الصفقات تخضع هذه الأخيرة إلى نظام‬
‫امتيازات الدول الأجنب ية حيث تكون بمقتضاه المنازعات من اختصاص الم حاكم القنصلية التي‬

‫‪ - 10‬راجع للمزيد من التوضيح بهذا الخصوص‪ ،‬حداد (عبد الله)‪ ،‬صفقات الأشغال العم ومية ودورها في التنمية‪،‬‬
‫منشورات عكاض‪،‬الرباط‪.2004 ،‬‬
‫‪ - 11‬تتكون هذه اللجنة من جميع أعضاء السلك الدبلوماسي الغربي المتمركز بمدينة طنجة‪.‬‬
‫‪ - 12‬للمزيد من التوضيح راجع‪ ،‬أ مزيد(الجيلالي)‪،‬الحماية القانونية والقضائية للمنافسة في صفقات الدولة‪ ،‬المجلة المغربية‬
‫للإدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية"‪ ،‬العدد ‪. 79،2008‬‬
‫‪ - 13‬كانت أول صفقة سنة ‪ 1907‬تتعلق بتهيئة ميناء الدار البيضاء وربطه بخطوط السكة الحديدية من طرف إحد ى‬
‫الشركات الفرنسية ‪ ،‬إلا أنالأحداث التي عرفتها هذه الأخيرة من طرف القوى الوطنية الرافضة للمعاهدة أدت إلى‬
‫توقيف الأشغال وإتلاف الآليات المستعملة لإنجازها‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫تتكون من هيآت مشتركة بين الدول التي ينتمي إليها الأشخاص المعنيون‪.‬‬
‫إن م لامح ن ظام ال صفقات ا لذي أقر ته ب نود اتفاق ية الجز يرة الخ ضرا ء لم ت شكل نظا ما متكام لا‬
‫للصفقات العمومية بقدر ما شكلت خارطة طر يق لتنظيم استغلال القوى الاستعمار ية للثروات‬
‫المغربية وتجنب الاصطدام المباشر فيما بينها‪.14‬‬
‫غير أن الرفض الشعبي المطلق لبنود الاتفاقية الذي تمت ترجمته بأعمالالفوضى ومحار بة الأجانب‬
‫المقيمين بالمغرب وتوقيف أولى صفقات الأشغال بميناء الدار البيضاء‪ ،‬وأفضى الأمر كذلك إلى‬
‫عزل ال سلطان ال مولى ع بد العز يز ا لذي و قع ع لى المعا هدة وتن صيب أخ يه ال مولى ع بد الح فيظ‬
‫سلطانا مكانه‪15‬بعد المؤتمر الذي انعقد بمراكش سنة ‪1908‬‬
‫و لم يل بث ال سلطان الجد يد ال مولى ع بد الح فيظ أن سار إ لى حا لة الخ ضوع ال تدر يجي لل قوى‬
‫الاستعمار ية من أ جل ا لاعتراف ب سلطته‪ 16‬ومحاو لة تخف يف ال ضغط ع نه‪ ،‬م ما أف ضى في نها ية‬
‫المطاف إلى توقيع معاهدة الحجر والحماية مع السلطة الاستعمار ية الفرنسية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ 7‬نظام الصفقات العمومية من خلال تشر يعات الحماية‬
‫بعد استفرا د السلطة الاستعمار ية الفرن سية بالمغرب ود فع السلطان ال مولى ع بد الح فيظ إ لى‬
‫‪17‬‬
‫سارعت هذه الأخيرة بعد السنة الموالية لتوقيع‬ ‫توقيع معاهدة الحماية بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪1912‬‬
‫الاتفاق ية إ لى إ صدار عدد من الت شر يعات كان ال هدف المع لن من ها ع صرنة التر سانة القانون ية‬
‫المغربية ألا أن الأهداف الخفية والفعلية كانت تتجلى بالخصوص في تيسير مهمتها‬
‫في استغلال الثروات المغربية وتثبيت ركائز سلطتها بالمغرب المحتل‪.‬‬
‫و بخصوص نظام الصفقات العمومية خلال هذه الفترة فقد تم إرساء أولى القواعد المتعل قة‬
‫ب ها بمقتضى ظهير‪ 9‬يول يوز سنة ‪ 1917‬الخاص ب سن ق وا عد المحا سبة العموم ية ح يث تم حذف‬

‫‪ - 14‬راجع للمزيد من التوضيح‪ ،‬بوتبقالت (الطيب)‪"،‬المغرب قبل الحماية"سسلسلة مقالات حول تطور العلاقات المغربية‬
‫– المسيحية من العهد الروماني إلى نهاية القرن العشرين‪ ،‬نشرت بجريدة هسبريس الال كترونية‪ ،‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪2016‬‬
‫‪ - 15‬للإشارة فالسلطان المولى عبد الحفيظ قبل تنصيبه سلطانا كان خليفة لأخيه السلطان المولى عبد العزيز على مراكش‬
‫‪- 16‬بازغ(عبد الصمد)‪"،‬تقييد السيادة المغربية من خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء ‪ ، " 1906‬مدونة الحوار المتمدن‬
‫الال كترونية‪،‬العدد ‪، 4054‬سنة ‪. 2016‬‬
‫‪ - 17‬صدر نص معاهدة الحماية باللغة الفرنسية في العدد الأول من الجريدة الرسمية للدولة المغربية الشر يفة المحمية بتاريخ ‪1‬‬
‫نونبر ‪ ،1912‬وتم النص على إحداث هذه الجريدة بمقتضى قرار للمقيم العام اليوطي على أن تصدر باللغتين العربية‬
‫والفرنسية‪ ،‬إلا أن النسخة العربية من هذه الجريدة لم تصدر إلا خلال شهر فبراير سنة ‪. 1913‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫اللج نة العا مة الخا صة بالإ شراف ع لى تطب يق الإجراءات الشكلية المتعل قة بتنظيم المنافسة المحد ثة‬
‫بموجب ال مادة ‪ 66‬من معا هدة الجز يرة الخ ضراء مع الإ ب قاء ع لى المناق صة كأ ساس لإ سناد أو‬
‫إرساء الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أجازت س لطة الحماية تلطيفه بالاستثناء المتمثل في جواز إ برام الصفقات‬
‫عن طر يق الات فاق المبا شر في الحالات الستة ع شرة المنصوص علي ها بمقتضى الفصل ‪ 23‬من‬
‫نظام المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫غير أنه سرعان ما برزت استثناءات أخرى تؤكد نزوع الإدارة إلى التحرر من قيود المنافسة‬
‫المرتك زة على معيار الثمن وحده‪ .‬وهو نزوع يستند إلى أسباب موضوعية مرتبطة بالصعو بات التي‬
‫كانت تعترض تنفيذ الصفقات نتيجة الفارق بين الكلفة الحقيقة للأعمال المطلوب إنجازها و بين‬
‫ا لثمن ال منخفض ا لذي ت ضطر ال شركات المتعا قدة ل لالتزام به من أ جل ر بح المناف سة في إ طار‬
‫‪18‬‬
‫المناقصة المفتوحة‪.‬‬
‫ففي هذا السياق‪ ،‬أصبحت الإدارة تلجأ إلى نظام المباراة كبديل عن المناقصة المفتوحة قصد‬
‫اختيار نائل الصفقة على أساس المفاضلة بين الحلول التقنية المقترحة من طرف المتنافسين لإنجاز‬
‫الصفقة‪ ،‬في غياب أي معايير محددة سلفا من طرف صاحب المشروع الذي يكت في بالإشارة إلى‬
‫طبيعة الأشغال في إطار برنامج عام يتم على أساسه في مرحلة أولى انتقاء المتبار ين المقبولين لتقديم‬
‫العروض‪ .‬ك ما أصبحت المناقصة الم حدودة هي الأصل في إ برام الصفقات‪ ،‬باعتبار ما تمنحه من‬
‫حر ية للإدارة في اخت يار من ترخص ل هم بالمشاركة في المناقصة ع لى أ ساس م قدراتهم التقن ية‬
‫والمال ية وذ لك بتوج يه من لج نة ال صفقات المحد ثة بمو جب قرار الم قيم ال عام ال مؤرخ في ‪26‬‬
‫‪19‬‬
‫يونيو‪1936‬‬
‫ز يادة على ذلك لم تقف رغبة الإدارة في توسيع دائرة حر يتها في التعاقد عند هذه الحدود‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫قرار للم قيم العام يتع لق بنظ ام ط لب ال عروض ا لذي يم كن أن‬ ‫إذ صدربتاريخ‪ 6‬فبرا ير ‪1943‬‬

‫‪ - 18‬الشكاري(كريم)‪" ،‬الصفقات العمومية المحلية بالمغرب بين الإطار النظري وآفاق الإصلاح" مجلة العلوم القانونية‬
‫الال كترونية‪،‬‬
‫‪ - 19‬وتمارس كذلك الرقابة على تحضير وتنفيذ الصفقات وإعطاء رأيها في الأمور القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪20-Acte résidentiel du 6 fevrier1943 modifiant et complétant le décret du 16 avril 1917‬‬
‫‪portant règlement sur la comptabilité Publique de l’Empire chérifien, B O,N° 1582 du 19‬‬
‫‪février 1943.‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫يكون مفتوحا أو محدودا‪.‬‬
‫و بذلك أ صبح ل لإدارات حر ية أو سع في التعا قد إذ بإمكان ها أن ت فتح مع المتناف سين أو‬
‫المتع هدين ق نوات للت فاوض المبا شر من أ جل اخت يار صاحب أف ضل عرض من ب ينهم ليس‬
‫بالاستناد على عنصر التكلفة أو الثمن‪ ،‬بل أيضا بالاحت كام إلى مجموعة من المعايير المتمثلة على وجه‬
‫الخصوص في الكلفة التي يتطلبها تنفيذ الأشغال أوالتور يدات بعد إنجازها وقيمتها التقنية ومدة‬
‫التنف يذ والضمانات المهن ية والمال ية التي يقت ضيها حسن تنف يذ المتع هدين أو المتنافسين لالتزا ماتهم‬
‫التعاقدية‪.‬‬
‫و ي صعب ال حدي ث عن انع كاس أو أ ثر ال صفقات العموم ية ع لى التنم ية خ لال الف ترة‬
‫الا ستعمار ية أو خ لال الحق بة ال تي سبقتها مادام أن ال قوى الا ستعمار ية كا نت تو ظف كل‬
‫الإمكانيات والسياسات بما في ذلك توظ يف الصفقات العموم ية لاستغلال الب لدان المستعمرة‬
‫وتسخيرها في تنمية بلدانها الأصلية و ليس لتنمية أو خدمة البلاد المستعمرة‪.‬‬
‫ولم يختلف الأمر كثيرا عن ما أقرته سلطات الحماية خلال السنوات الأولى للاستقلال ك ما‬
‫سنرى من خلال المطلب الموالي‪.‬‬

‫المط لب ال ثاني‪ 7‬أ ثر ت طور ن ظام ال صفقات العموم ية ع لى التنم ية الاقت صادية‬
‫والاجتماعية في ظل المغرب المستقل‬
‫بعدما حاولت تشر يعات الحماية إحداث القواعد الأساسية الأولى لنظام الصفقات العمومية‬
‫بالمغرب إذ ظلت المناقصة التي تنبني على الثمن الأدنى هي الآلية الرئيسية التي يتم الاستناد إليها في‬
‫البدا ية في منح الصفقات للمتنافسين إ لا أن تطور الأن شطة والمشار يع وقصور طر ي قة المناق صة‬
‫المفتوحة فرض إدخال أساليب أخرى لإسناد الصفقات العمومية‬
‫كالتفاوض والمناقصة المحدودة لتوسيع هامش حر ية الإدارة في اختيار المتعاقد معها نائل الصفقة‬
‫بناء ع لى معايير و ضمانات تك فل الو فاء بالالتزا مات ب شكل كا مل وانجاز ال صفقة و فق ما هو‬
‫مطلوب‪.‬‬
‫واحت فظ المغرب خلال السنوات الأولى لاستقلاله بنظام المناقصة التي ترتكز على المنافسة‬
‫المفتوحة بتقديم أ قل تكلفة من أجل نيل الصفقة العموم ية أخدا بعين الاعت بار هاجس ال توفير‬
‫المالي آنذاك بحكم الوضعية العامة لميزانية الدولة و بالنظر كذلك لحجم الخصاص في البنيات التحتية‬

‫‪- 21 -‬‬
‫والمنشآت العا مة ال تي تتط لب مستوى أع لى من الإن فاق و بال تالي الر فع من ميزان ية الا ستثمار‬
‫وإبرام و برمجة أكبر قدر من الصفقات‪.‬‬
‫و لم ت عرف الت شر يعات المنظ مة لل صفقات العموم ية المورو ثة عن الحما ية أي ت عديلات‬
‫جوهر ية خلال الفترة الأولى التي ثلث الاستقلال السياسي للبلاد حيث سيتم التدرج في إقرار‬
‫واعتماد نظام خاص بالصفقات العمومية (فقرة أولى) إلا أن الفترات اللاحقة خاصة خلال‬
‫حق بة الت سعينات ستفرض ت طو ير هذا الن ظام لمواك بة التحو لات الاقت صادية والاجتماع ية‬
‫للمجت مع المغر بي ول كي تتما شى الن صوص القانون ية المنظ مة لل صفقات العموم ية وتتما ثل مع‬
‫‪21‬‬
‫وتت ضمن أخ يرا الم بادئ الأسا سية للحكا مة وال شفافية والم ساواة ال تي‬ ‫الت شر يعات الأجنب ية‬
‫أصبحت مبادئ دستور ية بموجب دستور ‪( 2011‬فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة الأولى‪ 7‬السير نحو إرساء نظام خاص بالصفقات العمومية‬
‫كما سبقت الإشارة لم تعرف الفترة الموالية للاستقلال أي تعديلات جوهر ية تغير من نظام‬
‫ال صفقات ا لذي كان معمو لا به إ بان الحما ية الفرن سية با ستثناء الت عديلات ال تي عرفت ها لج نة‬
‫‪22‬‬
‫ال تي أوكل إلي ها الاط لاع بالمسائل الخا صة بالرقا بة الم سبقة ع لى صحة‬ ‫الصفقات سنة ‪1957‬‬
‫الإجراءات التي تخص تنظيم المنافسة وذلك من خلال رأيها الإجباري‪ 23‬القاضي‬
‫بالموافقة قبل إ برام عقد الصفقة العمومية‪ ،‬وذلك في الحالات الأر بع التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان الأمر يتعلق بمناقصة في إطار منافسة محدودة‬
‫‪ -‬إذا كان الأمر يخص إ برام الصفقة عن طر يق مباراة يقل فيها عدد المتنافسين عن ثلاثة‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كان صاحب المشروع يتوخى عقد الصفقة عن طر يق طلب العروض‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الإدارة ستلجئ إلى التعاقد عن طر يق الاتفاق المباشر‪.‬‬
‫عنها بعد‬ ‫غير أن هذه الرقابة التي كانت تختص بها لجنة الصفقات سيتم تجاوزها والتخلي‬

‫‪ - 21‬راجع للمزيد من التوضيح‪ ،‬قصري(محمد)‪"،‬القاضي الإداري ومنازعات الصفقات العمومية"‪،‬مجلة المحاكم الإدار ية‬
‫العدد الرابع‪ ،‬يونيو ‪ ،2011‬ص ‪. 5‬‬
‫‪- 22‬تم تعديل وإعادة تنظيم لجنة الصفقات بمقتضى المرسوم رقم ‪ 2 - 57 - 595‬المؤرخ في ‪ 27‬يونيو ‪ ، 1957‬ج ر عدد‬
‫‪ 2333‬بتاريخ ‪ 12‬يوليوز ‪. 1957‬‬
‫‪ - 23‬للمزيد من التوضيح ‪ ،‬راجع‪ ،‬العلمي (هناء)‪،‬أمين( كوثر) والعروسي (الإدريسي الحسني)‪ ،‬منازعات الصفقات‬
‫العمومية على ضوء النص القانوني وواقع الاجتهاد القضائي المغربي‪ ،‬طوب بريس‪ ،‬الرباط ‪.2010 ،‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫صدور المرسوم الخاص بإعادة تنظيم هذه الأخيرة سنة ‪ 1975‬حيث تبين تداخل وتشابه‬
‫اخ تصاصاتها خاصة بالنسبة للمراقبة مع الجهاز المختص بمراقبة الالتزام بنفقات الدولة المحدث سنة‬
‫‪ 1960‬وبذلك سينحو المرسوم الجديد بمهام اللجنة إلى مجرد التفكير والدراسة وتقديم الآراء‬
‫الاستشار ية بدلا عن كونها لجنة للمراقبة والزجر إذا تبت أي إخلال بالمقتضيات المنظمة لإ برام‬
‫الصفقة أو خلال تنفيذها‪.24‬‬
‫و بعد المرسوم المنظم ل لجنة الصفقات الصادر بتاريخ ‪ 27‬يونيو ‪ 1957‬فان الظهير المنظم للمحاسبة‬
‫العمومية المؤرخ في ‪ 6‬غشت‪ 251958‬على غرار سابقه الصادر سنة ‪ 1917‬لم يخرج عن الإطار‬
‫العام الذي يتمحور بالخصوص حول اعتماد المناقصة العلنية كأساس جوهري لإ برام الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬غير أن الظهير المذكور أباح بعض الاستثناءات التي يمكن من خلالها الخروج عن مبدأ المناقصة‬
‫إلا ا نه ألزم صاحب المشروع بتب يان الأسباب الوجيهة التي تدعو إ لى استبعاد العرض الأ قل‬
‫ثمنا‪.‬‬
‫وبذلك تنص الفقرة ‪ 7‬من الفصل ‪ 30‬من ظهير ا لمحاسبة العمومية على أنه ‪...":‬في حالة ما إذا‬
‫اقترح إعطاء الأسبقية لأحد الممونين أو الم قاولين غير الشخص الذي قدم أقل ثمن فيجب أن‬
‫يوجه إلى السلطة المكلفة بالموافقة على الصفقة تقر يرا تبين فيه أسباب ذلك الاختيار‪".‬‬
‫فما يمكن ملاحظته بهذا ا لخصوص أن الفصل المذكو ر وان سمح استثناء بالخروج عن مبدأ‬
‫المناقصة إلا انه أحاط ذلك بتقدير الأسباب الواقعية التي تدعو إلى الخروج عن طر يقة المناقصة‬
‫وجعلها متروكة لتقدير السلطة الحكومية المكلفة بالموافقة على الصفقة بناء على التقر ير الذي يجب‬
‫أن يرفع إليها‪.‬‬
‫كما أن ظهير المحا سبة أباح ودائما في خانة الاستثناء إمكانية الل جوء إلى التعاقد المباشر في‬
‫بعض الحالات فطبقا للفصل ‪ 31‬منه يمكن التعا قد عن طر يق الاتفاق المباشر إذا كانت مث لا‬
‫الظروف تحتم أن تب قى عمل يات الحكو مة سر ية إ لا أ نه اشترط أن يؤذن في ذ لك وق بل إ برام‬
‫الصفقة من طرف رئيس الو زارة بناء على تقر ير خاص يصدره الوز ير أو كاتب الدولة أو وكيل‬

‫‪ - 24‬شكاري(كريم)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ - 25‬عوض ظهير ‪ 6‬غشت ‪ 1958‬المتعلق بالمحاسبة العمومية ظهير ‪ 9‬يوليوز ‪ 1917‬الذي صدر إبان ال حماية‪ .‬ويتعلق‬
‫الأمر بالظهير رقم ‪ ، 58.1.41‬ج ر عدد ‪ 2393‬بتاريخ ‪ 5‬شتنبر ‪. 1958‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫الوزارة المعني بالأمر‪.26‬‬
‫ر غم هذه الا ستثناءات الم حدودة فان هاجس ال توفير ال مالي والمعط يات الح سابية كا نا‬
‫حاضر ين بقوة في توجيه نظام الصفقات نحو الأخذ بالمناقصة كوسيلة فضلى لإ برام الصفقات قد‬
‫تكو ن على حساب الجودة وسرعة الانجاز‪ ،‬وهذا التوجه العام لم ي حد عنه كذلك المرسوم الصادر‬
‫سنة ‪ 1965‬المتعلق بصفقات الدولة وان سار نحو المزيد من التقنين‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة المرسوم رقم‪ 32...553‬بتاريخ ‪ 56‬ماي ‪7275632‬‬
‫يحسب ل هذا المرسوم أ نه ضم شتات النصوص المتعل قة بالصفقا ت العموم ية خا صة من‬
‫خلال ظهيري المحاسبة العمومية لسنتي ‪ 1917‬و ‪ 1958‬وهو يتعلق بتحديد الشروط وال كيفيات‬
‫التي تبرم بموجبها صفقات الأشغال أو الأدوات أو الن قل لحساب الدو لة ركز هدا المرسوم ع لى‬
‫المناقصة و جعل منها الطر يقة الأولى والأساسية لإ برام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و بذلك نص الفصل ‪ 9‬منه‪ ":‬تبرم الصفقات بالمنافسة عن طر يق المناقصة العمومية‪".‬‬
‫يتبين من خلال مقتضيات هذا الفصل أن المناقصة تفيد التعاقد مع المتعهد أو المتنافس الذي‬
‫قدم أدنى سعر أو ث من لانجاز الصفقة سواء كانت تتع لق بالأ شغال أو الأدوات أو الن قل ك ما‬
‫يستفاد كذلك أن التعاقد على أساس المناقصة يعد عقدا إدار يا يتمتع بجميع خصائص العقد الإداري‪.‬‬
‫وترتكز المناقصة ع لى ثلا ثة مبادئ‪ :‬العلن ية المنافسة والمساواة بما يقتضيه الأمر من إع لان‬
‫م سبق عن ال صفقات وأحق ية الم شاركة والت نافس ال تي ت خول لجم يع المقاو لات أو ال موردين أو‬
‫الخد ماتيين شر يطة أن تتوفر فيهم الشروط المطلو بة‪.‬‬
‫ك ما سبقت الإشارة فان تركيز الن صوص القانونية المتعل قة بالصفقات العموم ية ع لى م بدأ‬
‫المناقصة من خ لال اقل أوأدني ثمن أمل ته اعتبارات التوفير ال مالي خلال هذه السنوات الأولى‬
‫التي أعقبت الاستقلال وما تتطلبه المرحلة من إنشاءات في عدد المجالات و البنيات‬
‫ورغم ذلك فان مقتضيات هذا المرسوم أجازت إمكانية إ برام الصفقات عن طر يق أو‬
‫بواسطة ط لب ال عروض و هي الإمكان ية التي كا نت تخول ل لإدارة من خ لال ت شر يعات الحما ية‬

‫‪ - 26‬راجع مقتضيات الفصل ‪ 31‬من ظهير المحاسبة العمومية المؤرخ في ‪ 6‬غشت ‪ 1958‬للاطلاع على باقي الحالات‬
‫التي يمكن من خلالها تجاوز مبدأ المناقصة‪.‬‬
‫‪ - 27‬صدر المرسوم المذكور بعدد الجريدة الرسمية ‪ 2744‬المؤرخ في ‪ 2‬يونيو ‪، 1965‬ص ‪( 670‬تتعلق هذه المراجع‬
‫بالنسخة الفرنسية للجريدة الرسمية)‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫التعاقد بناء علي تقييم العروض وتمييز العرض الذي يحظى بالأفضلية حتى ولم يكن هو العرض‬
‫الذي تم تقديمه بناء على أدني أو اقل ثمن‪.‬‬
‫كما أن هذا المرسوم أجاز إمكانية إ برام بعض الصفقات من خلال الاتفاق المباشر على‬
‫رغم أن هذا الأخير يعد تعاقدا أقل شفافية و يضرب مبدأ المنافسة والمساواة‪.‬‬
‫وما يمكن أن يحسب لهذا المرسو م من إضافة أو تجديد إتاحته لإمكانية إ برام صفقات غير‬
‫مكتو بة من خ لال فواتير لا تتعدي قيمت ها ‪ 10.000‬درهم‪ ،‬ويم كن أن ن لاحظ أن قيمة هذا‬
‫المبلغ المسموح به تبدو ضئيلة إلا أنه يجب النظر إلى قيمت ها خلال فترة إصدار المرسوم‪ ،‬وهذه‬
‫الطر يقة ستعرف فيما بعد بالصفقات بناء على سندات الطلب‪.‬‬
‫و ما ي جب إثار ته أن هذا المرسوم لم تخت لف مقت ضياته كثيرا عن المقتضيات ا لواردة بظه ير‬
‫المحاسبة العمومية المتعلقة بالصفقات العمومية‪ ،28‬وذلك إذا ما استثنينا الصفقات البسيطة التي‬
‫تعقد بناء على فواتير في حالة الاستعجال وغالب ا ما تكون صفقات خاصة بالتوريدات‪.‬‬
‫واستمرار العمل بمضامين هذا المرسوم إلى غاية إصدار مرسوم ‪ 14‬أكتو بر ‪.1976‬‬
‫‪ -‬مرحلة مرسوم ‪ 51‬أكتو بر ‪7295643‬‬
‫صدر هذا المر سوم ا لذي ي هم صفقات الأ شغال أو ا لأدوات أو ال خدمات المبر مة‬
‫لح ساب الدو لة خ لال حق بة ال سبعينات و هي ف ترة عر فت مجمو عة من الإ صلاحات فر ضتها‬
‫بالخصوص ضرورة التوافق حول المسيرة الخضراء بتقديم تنازل متبادل من جميع أطراف الحقل‬
‫السياسي بعد فترة الاستثناء التي تم الإعلان عنها مباشرة بعد صدور مرسوم ‪ 1965‬الذي سبق‬
‫ذكره والتي دامت إلى غاية ‪. 1970‬‬
‫ومن أهم الإصلاحات خلال هذه الفترة صدور ميثاق التنظيم الجماعي بمقتضى ظهير ‪30‬‬
‫شتنبر ‪ 1976‬الذي وسع بالملموس من اختصاصات الجماعات وخول للهيآت المنتخبة مجموعة من‬
‫الصلاحيات كانت من ق بل تمارس من طرف رجال السلطة‪ ،‬و في ن فس ال تاريخ صدر أي ضا‬
‫المرسوم ال منظم لمال ية ومحاسبة الجما عات‪ ،30‬وتضمن هذا المرسوم المقت ضيات المتعل قة ب صفقات‬

‫‪ - 28‬وهي المقتضيات المنصوص عليها في المواد من ‪ 29‬إلى ‪ 34‬من ظهير ‪ 6‬غشت الذي سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ - 29‬يتعلق الأمر بالمرسوم رقم ‪ 76.2.479‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1976‬ج ر عدد ‪ 3339‬بتاريخ ‪ 27‬أكتوبر‬
‫‪. 1976‬‬
‫‪ - 30‬مرسوم رقم ‪ 76.2.576‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪. 1976‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫الجماعات المحلية آنذاك‪ ،31‬كما تجب الإشارةكذلك إلى ظهير ‪ 1977‬المنظم لاختصاصات العمال‬
‫بوصفهم سلطة وصاية محلية على الجماعات بما في ذلك الصفقات التي تبرمها هذه الأخيرة‪.‬‬
‫ومن بين أهم المستجدات التي أقرها مرسوم ‪ 14‬أكتو بر الخاص بصفقات الدولة مق ارنة مع‬
‫سابقه أ نه لم يجعل من المناقصة الطر ي قة الأساسية لإ برام الصفقات بل سار في اتجاه عقل نة‬
‫وت حديث ن ظام ال صفقات وذ لك بن صه ع لى تنو يع طرق ا لإ برام‪ ،‬ح يث ساوى بين المناق صة‬
‫وال طرق الجد يدة ال تي يم كن من خلال ها التعا قد وإ برام ال صفقات وذ لك من أ جل أن ي ترك‬
‫لصاحب المشر وع إمكانية التعاقد على أساس معايير الجودة وال كفاءة دون التركيز على المناقصة‬
‫التي تنبني على اقل تكلفة إلا أنها قد تغيب عنها الجودة وسرعة الان جاز أو التعثر الذي يمكن أن‬
‫يحدث بالنسبة إ لى الو فاء بالالتزا مات التعاقد ية خا صة إذا ما تم استعمال أو ت قديم أدنى ث من‬
‫كط ر يقة احتيالية لنيل الصفقة من طرف المتنافسين حيث يكون الفارق كبيرا بين الثمن المقدم‬
‫والذي تم على أساسه التعاقد و بين الكلفة الحقيقية المتطلبة لان جاز المشروع لذلك نص في فصله‬
‫الثامن‪ ":‬يتم إ برام الصفقات بعد عر ضها علي المنافسة بواسطة السم سرة العمومية أو عن طر يق‬
‫طلب العروض أو المناقصة"‪.‬‬
‫كما حافظ وركز المرسوم على إمكانية إ برام الصفقات من خلال الاتفاق المباشر بالإضافة‬
‫إ لي إ برام ال صفقات من خ لال سندات الط لب في حدود ‪ 30.000‬درهم لتلب ية الحاج يات‬
‫الم ستعجلة في التور يدات بالخ صوص ال تي تحتاج ها ا لإدارات العموم ية في ت صر يف أ شغالها‬
‫اليوم ية‪ ،‬ح يث ر فع من قي مة هذا المب لغ بعدما كان م حددا في مب لغ ‪ 10.000‬درهم بمقت ضى‬
‫مرسوم ‪. 1965‬‬
‫وام تد الع مل بم ضامين هدا المر سوم إ لي غا ية آ خر سنة ‪ 1998‬إذ سي شهد الم غرب مجمو عة‬
‫‪32‬‬
‫بسبب‬ ‫إصلاحات سياسية واقتصادية وذلك بعدما وصلت البلاد إلى مشارف السكتة القلبية‬
‫الوضعية الاقتصادية و السياسية الخانقة والصعبة التي حتمت اعتماد مقار بات إصلاحية متعددة‬
‫الجوانب‪.‬‬
‫و بذلك سيعرف مجال الصفقات العموم ية محاولات جادة نحو التعم يق والتطو ير بحكم‬

‫‪ - 31‬سيتم استبدال اسم الجماعات المحلية بالجماعات الترابية للدلا لة على البعد الترابي التنموي في عمل هذه الجماعات‬
‫المراجعة الدستور ية الأخيرة بمقتضى دستور ‪ 1‬يوليوز ‪. 2011‬‬ ‫بمقتضى‬
‫‪ - 32‬هذا هو الوصف الذي وصف به الملك الراحل الحسن الثاني الوضعية العامة بالمغرب آنذاك‬

‫‪- 26 -‬‬
‫علاق ته المبا شرة بان جاز الم شار يع الاقت صادية الهيكل ية التي كا نت الب لاد في أ مس الحا جة إلي ها‬
‫خاصة بعد التقر ير السلبي والصادم للبنك الدولي حول مؤشرات الاقتصاد الوطني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ 7‬محاولة تعميق وتطو ير نظام الصفقات العمومية‬
‫طب عت ف ترة الت سعينات مجمو عة إ صلاحات مؤس ساتية ح يث عرف الم غرب ت عديلين‬
‫دستور يين متواليين خلال سنتي ‪ 1992‬و‪ 1996‬كما تم إحداث المحاكم الإدار ية بمقتضى القانون‬
‫‪ 90.41‬وانطلق العمل بها سنة ‪ 1993‬للنظر في القضايا التي تكون الإدارة أو أحد الأ شخاص‬
‫العا مة طر فا في ها بما في ذ لك المناز عات المترتبة عن الالتزا مات التعاقد ية في إ طار ال صفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫وأي ضا المج لس الاست شاري لح قوق الإن سان سنة ‪ 1993‬لإع طاء المز يد من ال ضمانات‬
‫الحقوقية ضد الشطط والتعسف المحتمل للإدارة أو المؤسسات العامة إلى غيرها من الإصلاحات‬
‫التي مهدت إلى ما سمي بالتناوب التوافقي بإشراك قوى المعارضة الرئيسية آنذاك في تدبير الشأن‬
‫العام‪ ،‬حيث تم تنصيب حكومة التناوب خلال شهر ا بر يل سنة ‪ 1998‬وهي السنة التي سيصدر‬
‫في آخرها مرسوم الصفقات الذي نحا بهذه الأخيرة نحو مزيد من التطور‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم ‪ 03‬دجنبر ‪ 5665‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال إ برام صفقات الدولة وكذا بعض‬
‫المقتضيات المتعلقة بمراقبتها وتدبيرها‪733‬‬
‫شكل هذا المرسوم لحظة صدوره تح ولا لافتا في الارتقاء بالصفقات العمومية‪،‬وقد فرضت‬
‫مجموعة من الأسباب والعوامل إصداره تضمنت مذكرة تقديمه بعضا منها ويمكن إجمالها كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬مسايرة التحولات التي عرفتها بنية الإدارة‪،‬‬
‫‪ -‬الان سجام مع إرادة ال سلطة العموم ية من أ جل ع صرنة و فعال ية تدبير المرا فق العا مة للدو لة‬
‫والارتقاء بالخدمات التي تقدمها خاصة مع تطور القطاع الخاص بمقتضى قانون الخوصصة لسنة‬
‫‪1989‬‬
‫ك ما أن المعط يات الخارج ية أو الأ سباب الخارج ية ساهمت بدور وا فر في إ صدار هذا‬
‫المرسوم حيث نجد الاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية المنظمة العالمية للتجارة دخلت حيز التنفيذ‬
‫انطلا قا من فاتح ي ناير ‪ 1995‬وتقضي بتحر ير المباد لات وتحديد القوا عد في مجال مساطر إ برام‬
‫الصفقات‪.‬‬

‫‪ - 33‬مرسوم رقم ‪ 98.2.482‬مؤرخ في ‪ 30‬دجنبر ‪ ، 1998‬ج ر عدد ‪ 4654‬بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪. 1999‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫وكذلك صدور ال قانون الن موذجي المتع لق بإ برام ال صفقات العموم ية الخا صة بالإ شغال و‬
‫‪34‬‬
‫التوريدات و الخدمات الذي أقرته لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالقانون التجاري الدولي‬
‫و بذلك أ صبح المغرب ملز ما بتقر يب نظام صفقاته العموم ية إ لى محا كاة المعايير الدول ية ب هذا‬
‫الخصوص‪.‬‬
‫وتثير أولى الملاحظات الشكلية المتعلقة بهذا المرسوم أنه تضمن المقتضيات الخاصة بالمراقبة‬
‫وال تدبير‪ ،‬وت عد هذه هي ال مرة الأولى ال تي ي شير في ها مر سوم للصفقات من خ لال ت سميته إ لى‬
‫المراقبة والتدبير حيث يرتبط الأمر بمعايير جديدة تواكب إ برام الصفقات وتتبع جميع مراحلها ‪.‬‬
‫ومن جملة الأهداف التي سعى هذا المرسوم إلى تحقيقها نجد بالخصوص‪:‬‬
‫‪ - 5‬تكريس الشفافية في إ برام الصفقات العمومية‪ 7‬من خلال نشر ا لبرنامج التوقعي في بداية السنة‬
‫المالية لتمكين المقاولات من الإعداد المسبق والجيد للمشار يع وت كريس نظام الاستشارة باعتماد‬
‫مقاييس و معايير لتقييم المؤهلات التقنية والمالية للمتعهدين‪.‬‬
‫بالإضافة إلى إعلام المتنافسين بنتائج فحص العروض خلال ‪ 24‬ساعة الموالية لانتهاء إشغال‬
‫اللجنة مع تعميم فتح الأظرفة في جلسات عمومية لجميع طلبات العروض‪.‬‬
‫كما ألزام صاحب المشروع بأن يبلغ لأي متنافس سبب إقصاء عرضه بناء علي طلبه‬
‫‪ - .‬تكريس حر ية المنافسة و التباري بين المتعهدين‪ 7‬أسس المرسوم لطلب العروض كقاعدة عامة‬
‫في التعاقد و بذ لك تم حذف مسطرة المناقصة ز يادة على تعو يض مسطرة أو طر يقة الات فاق‬
‫المباشر بالمسطرة التفاوضية مع تقليص ملحوظ في عدد الحالات التي يمكن أن يتم فيها اللجوء إلي‬
‫التعاقد بواسطة أو عن طر يق مسطرة الت فاوض‪ ،‬وذلك من ‪ 17‬حالة بمقتضي الات فاق المبا شر‬
‫بمقتضي مرسوم ‪ 14‬أك تو بر ‪ 1976‬إ لي ‪ 9‬حالات فقط للتعا قد عن طر يق الت فاوض بمقتضي‬
‫‪35‬‬
‫مع تبر ير و تعل يل صاحب الم شروع ل قراره القا ضي باللجوء إ لي‬ ‫مر سوم ‪ 30‬دجن بر ‪1998‬‬
‫المسطرة التفاوضية‪.‬‬
‫كما أصبح إقصاء المتنافسين ينبني علي معايير و مقاييس التقييم التي تبلغ إليهم من قبل من‬

‫‪ - 34‬قصري (محمد)‪" ،‬القاضي الإداري ومنازعات الصفقات العمومية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ - 35‬يتعلق مرسوم ‪ 30‬دجنبر ‪ 1998‬بالصفقات الخاصة بالدولة فقط‪ ،‬أما الصفقات الخاصة بالجماعات الترابية فيطبق‬
‫عليها المرسوم رقم ‪ 99.2.786‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬شتنبر ‪ 1999‬الذي عوض مرسوم ‪ 1976‬المتعلق بمالية ومحاسبة‬
‫الجماعات الذي كان يؤطر صفقات هذه الأخيرة‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫خلال نظام ال استشارة‪ ،‬وأباح رفض العرض الأقل تكلفة في حالة عدم التبر ير أو عدم كفاية‬
‫التبر ير من قبل المتنافس بالاستناد إلي الثمن التقديري المتعلق بالصفقة المقدم من طرف صاحب‬
‫المشروع أو بالمقارنة مع عروض باقي المتعهدين وذلك بغية تجنب الممارسات التي تؤثر علي حر ية‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫‪ - 0‬الإتقان والمردودية في إعداد وتنفيذ الصفقات العمومية‪ 7‬ألزم المرسوم صاحب المشروع قبل‬
‫المنافسة أو المفاو ضة أن ي حدد بال تدقيق المواصفات التقن ية للصفقة وكذلك استبدال قا عدة ا لثمن‬
‫الأدنى أو الأقل بقاعدة العرض الأفضل أو الأجدى خلال تقييم عروض المتعهدين‪.‬‬
‫ولتم كين صاحب الم شروع من د عم قدرا ته في تدبير الصفقات العموم ية أجاز له تع يين‬
‫الموظف المؤهل لينوب عنه في تتبع و تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫‪ - 1‬تخليق الصفقات العموم ية‪ 7‬إذا كانت قيمة الصفقة تتجاوز خمسة ملايين درهم فإن ها تخضع‬
‫للمراق بة في طر ي قة إ عدادها وإبرام ها‪ ،‬أ ما إذا كانت قيمت ها ت فوق مل يون درهم أو جب المر سوم‬
‫إعداد تقر ير عن انتهاء الأشغال يعده صاحب المشروع و يوجه إلي السلطة المختصة‪.‬‬
‫‪ - 2‬د عم الن سيج الاقت صادي ا لوطني‪ 7‬ولتطب يق هذا ا لإجراء خول المر سوم منح امت يازات‬
‫للمقاو لات الوطن ية في صفقات الأ شغال والدرا سات بأف ضلية ‪ ./.15‬بالمقار نة مع عروض‬
‫المقاولات الأجنب ية‪ ،‬ك ما أ تاح إمكانية ت جزئ الصفقات ال كب يرة من أ جل ت شجيع المقاو لات‬
‫الصغرى و المتوسطة إلي الولوج إلي الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫بالإضافة إ لى مجموع هذه المقتضيات أجاز هذا المرسوم إ برام صفقات بناء ع لى سندات ط لب‬
‫ورفع من قيمتها إ لي حدود ‪ 100.0000‬درهم بعدما لم تتجاوز هذه القيمة ‪ 30.000‬بمقتضى‬
‫المرسوم السابق‪.‬‬
‫بعد الإشارة ولو بشكل مختصر إلى هذه المستجدات التي أتى بها مرسوم ‪ 30‬دجنبر ‪1998‬‬
‫يت بين أ نه خ طا بنظام ال صفقات العموم ية خطوات أك يدة ساهمت وشكلت لب نة أسا سية في‬
‫الارتقاء بهذا النظام نحو المزيد من التطور‪ ،‬غير أنه يجب أن لا نغفل مسألة تظل على جانب من‬
‫الأهمية و هي التي تتعلق بالمفار قة التي نجدها دائما بين ا لنص القانوني ووا قع تطبي قه أي مسألة‬
‫تنز يله التنز يل السليم لبلوغ الغايات الأساسية والأهداف التي يتوخى تحقيقها‪.‬‬
‫وعمو ما فرغم هذه الم ستجدات إ لا أن ال ممار سة بمقت ضى هذا المر سوم أبا نت عن عدد من‬
‫الثغرات والنقائص سيحاول تجاوز بعضها المرسوم الموالي لسنة ‪.2007‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫‪ -‬مرسوم ‪ 2‬فبراير ‪7 36.334‬‬
‫هدف هذا المرسوم من خلال بيان الأسباب التي دعت إلى إصداره وهي أسباب ظلت‬
‫في معظم ها أسبابا مشتركة مع المرسوم السابق مع بعض ال تجديدات كمسايرة الإدارة العموم ية‬
‫لسيا سة ا لأوراش ال ك برى ومواك بة التغ يرات بتر سيخ ال شفافية من خ لال اح ترام م بادئ‬
‫الإشهار و المنافسة‪ ،‬واختيار العرض الأفضل اقتصاديا‪.‬‬
‫ومن أهم التجديدات التي أتى ب ها هذا المرسوم نجد توج هه نحو نزع الصفة الماد ية عن‬
‫الم ساطر من خ لال إ لزام صاحب الم شروع بن شر الإع لان و المعلو مات و الو ثائق بالبوا بة‬
‫الال كترونية ل صفقات الدو لة‪ ،‬وجعل ها كو سيلة جديدة للإ شهار تتما شى مع الت طور التكنو لوجي‬
‫المضطرد‪.‬‬
‫ك ما أ قر اعت ماد و سائل الط عن و ال طرق البدي لة للم صالحة الخا صة بالنزا عات المتعل قة‬
‫بال صفقا ت من خ لال التظل مات الرئا سية أو سلطة الو صاية بالن سبة للجما عات والمؤس سات‬
‫العمومية‪.37‬‬
‫وعمل هذا المرسوم أيضا ضمن مستجداته إ لى تمديد مدة الإعلان عن طلب العروض إ لي‬
‫‪ 40‬يوما قبل تاريخ استلام العروض من المتعهدين من أجل العلم بالصفقة و التحضير الجيد ل ها‬
‫خا صة ب النسبة للصفقات المتعل قة بالأشغال ال تي ي فوق ثمن ها ‪ 65‬مل يون درهم‪ ،‬ومل يون و ‪800‬‬
‫ألف درهم فيما يخص صفقات التوريدات أو الخدمات‪.‬‬
‫تقليص أجل المصادقة على إ برام الصفقة إلي ‪ 60‬يوما و بذلك يتجنب المتعهد نائل الصفقة طول‬
‫الانتظار ل كي يتفرغ إلى تنفيذ التزامه التعاقدي بعدما أصبح صاحب الصفقة‪.‬‬
‫ك ما نص ع لى م ضاعفة ثمن الصفقة في ما يخص صفقات التور يدات إ لي مل يون درهم ل كي‬
‫ي كون صاحب الم شروع ملز ما با ستدعاء مم ثل عن ا لوزارة المكل فة بالت جارة إ لي لج نة ط لب‬
‫العروض‪.‬‬
‫بالإ ضافة إ لى إتا حة إمكانية التعا قد من ال باطن في حدود ‪ ./50‬من قي مة ال ص فقة بخ لاف‬

‫‪ - 36‬يتعلق الأمر بالمرسوم رقم ‪ 06.2.388‬الصادر بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬ج رعدد ‪ 5518‬بتاريخ ‪ 19‬أبر يل ‪، 2007‬‬
‫واحتفظ بنفس التسمية التي سمي بها المرسوم السابق لسنة ‪. 1998‬‬
‫‪ - 37‬راجع للمزيد من التوضيح‪ ،‬باهي (محمد)‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية للجماعات أمام المحاكم الإدار ية‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ‪ -‬عين الشق بالدار البيضاء‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪. 2014- 2013‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫مرسوم ‪ 1998‬ا لذي لم يتح هده الإمكانية ر غم ت شجيعها للمقاولات الصغرى والمتوسطة التي‬
‫ت ساهم بدور وا فر في الر فع من وت يرة الن سيج الاقت صادي ا لوطني وت شكل الن سبة ا لأكبر‬
‫للمقاولات الخاصة الوطنية‪.‬‬
‫وعمل كذلك على مراجعة وتقليص مدة انجاز الصفقات التي تقبل مراجعة الثمن من سنة إلي‬
‫‪ 4‬أ شهر بخ لاف المر سوم السابق لسنة ‪ 1998‬و في هذا المقتضى ت شجيع للمقاولات ع لى الو فاء‬
‫بالتزاماتها التعاقدية وتجنب الدخول في منازعات تؤثر سلبا على ان جاز الصفقات وتأخير تسليمها‬
‫الذي يؤثر كذلك على الغرض أو الهدف الذي أبرمت من اجله الصفقة في الأصل‪.‬‬
‫هذا بالإضافة إلى الرفع من قيمة سندات الطلب من ‪ 100.000‬درهم إلي ‪200.000‬‬
‫درهم التي يتم من خلالها عقد صفقات مستعجلة وغالبا ما تهم التوريدات أو الأشغال البسيطة‪،‬‬
‫وقد تدرجت المراسيم السابقة في الرفع من قيمة سندات الط لب غير أن هذا المرسوم ر فع من‬
‫قيمته ا إلى الضعف دفعة واحدة‪.‬‬
‫ورغم هذه التعديلات مجتمعة فتطب يق هذا المرسوم لم يدم طو ي لا إذ سيعرف نظام الصفقات‬
‫العمومية تغييرا جوهر يا بمقتضى المرسوم اللاحق لسنة ‪ 2013‬حيث لم يترك لمرسوم ‪ 2007‬فرصة‬
‫التطب يق إ لا ل مدة ست سنوات و هي للإ شارة ت عد أق صر مدة ف صلت بين المرا سيم المنظ مة‬
‫للصفقات‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم ‪ .3‬مارس ‪ .350‬المتعلق بالصفقات العمومية‪738‬‬
‫ما ميز هذا المرسوم في البداية هي طر يقة إعداده التي اتجهت نحو اعتماد المقار بة التشاركية‪،‬‬
‫إذ فتحت بشأنه الخز ينة العامة للممل كة مشاورات بين الفاعلين والمعنيين به ك ما أن الأمانة العامة‬
‫للحكو مة بدورها عر ضت م شروعه أ مام الع موم لتل قي ملاح ظاتهم واقترا حاتهم ع لى موقع ها‬
‫الال كتروني‪.‬‬
‫بالإ ضافة إ لى ذلك ن لاحظ أن هذا المرسوم أتى بعد د ستور ‪ 2011‬ا لذي ا قر مجمو عة من‬
‫الم بادئ الد ستور ية المرتب طة بالم ساواة والنزا هة وال شفافية ور بط الم سؤولية بالمحا سبة وت عارض‬
‫المصالح إلى غيرها من المبادئ التي تدخلت بشأنها اله يآت المجسدة لها كمج لس المنافسة واله يأة‬

‫‪ - 38‬مرسوم رقم ‪ 12.2.349‬صدر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪، 2013‬ج ر عدد ‪ 6140‬بتاريخ ‪ 4‬أبر يل ‪.2013‬وتم تأخير‬
‫تاريخ العمل به وذلك إلى غاية ‪ 1‬يناير ‪ ، 2014‬بعدما نص في الأول على تطبيقه بعد ستة أشهر من تاريخ نشره بالجريدة‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫الوطنية للوقاية من الرشوة ومحار بتها خلال عمليات المشاورة لحظة إعداده‪.‬‬
‫ك ما أن المج لس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قدم عددا من الخلا صات والتو صيات‬
‫تضمنتها إحا لته الذاتية الصادرة سنة ‪ 2012‬المتعلقة بالصفقات العمومية‪.39‬‬
‫وما ميز هذا المرسوم عن سابقه أنه وسع من الم بادئ العامة التي تحكم نظام الصفقات‬
‫العمومية وعمل على تكريس عدد منها‪:‬‬
‫تميزت مقت ضيات المر سوم بالتعميم والتوح يد إذ ي عد المر سوم ا لأول في تاريخ الن صوص‬
‫القانون ية المنظ مة لل صفقات العموم ية ا لذي ج مع بين صفقات الدو لة والجما عات التراب ية‬
‫ومجموعاتها‪40‬والمؤسسات العامة‪.‬‬
‫ك ما وسع من قواعد الحكا مة التي ي جب أن تحكم الإطار المنظم للصفقات العمومية بنصه‬
‫ع لى ضمان ح قوق كل المتناف سين‪ ،‬و حث ع لى و جوب اح ترام البي ئة وإدخال ها ضمن أ هداف‬
‫التنمية المستدامة المتوخاة من وراء إ برام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و بالن سبة إ لى تو ضيح وتب سيط الم ساطر أ قر المر سوم آل ية إ بداء الاهت مام في ال صفقات‬
‫المعقدة التي تقتضي تحديدا مسبقا للمتنافسين كما نص على إعفاء المقاولات المتنافسة من عدد م ن‬
‫الو ثائق كال سجل الت جاري‪ ،‬ا لإ براء ال ضريبي و شهادة ا لانخراط في ال صندوق ا لوطني لل ضمان‬
‫الاجتماعي مع تقديمها إذا تم إرساء الصفقة والدخول في مرحلة التعاقد‪.‬‬
‫وبما أن طلب العروض أصبح القاعدة الأساسية التي يتم على ضوئها إ برام الصفقات بما توفره‬
‫من شفافية وتكافؤ للفرص فقد نص المرسوم على أن إعلان عدم جدوى تقديم طلب العروض‬
‫بسبب عدم تقديم أي عرض لا يبرر اللجوء إلي المسطرة التفاوضية إلا بعد إعلان طلب عروض‬
‫ثاني وفق نفس الشروط‪.‬‬
‫و بالإضافة إلى ما سبق خول المرسوم للمقاولات المتضررة رفع شكاياتها أو تظلماتها مباشرة‬

‫‪ - 39‬راجع تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي‪ ،‬الصفقات العمومية رافعة استراتيجية للتنمية الاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬اللجنة الدائمة المكلفة بالقضايا الاقتصادية والمشار يع الإستراتيجية‪ ،‬إحالة ذاتية رقم ‪ ، 2012 / 7‬منشور‬
‫بالموقع الال كتروني للمجلس‪.‬‬
‫‪ - 40‬نص المرسوم على أن شمول مقتضياته لصفقات الجماعات الترابية ستكون بشكل مؤقت‪ ،‬حيث سيصدر نص خاص‬
‫بصفقات الجماعات بالنظر إلى خصوصيات هذه الأخيرة‪ ،‬وبذلك سيكون هذا التجميع والتوحيد مؤقتا‪ ،‬رغم انه كان‬
‫سيشكل نواة لإحداث مدونة خاصة بالصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫إلي لجنة الصفقات‪ 41‬من أجل البحث عن تسو يات ودية تجنب اللجوء إلى المساطر القضائية التي‬
‫تكلف الجهد والوقت والمصار يف المادية‪.‬‬
‫وفيما يخص نزع الصفة المادية عن الطلب يات العمومية فبالإ ضافة إلى الإ شهار الال كتروني‬
‫للصفقات والبرامج التوقعية أجاز المرسوم ت قديم العروض بشكل ال كتروني إذا كان الأمر يتع لق‬
‫ب صفقات التور يدات العاد ية‪ ،‬وه نا ن طرح الت ساؤل حول الموا نع ال تي حا لت دون تمد يد هذا‬
‫المقت ضى وتعمي مه ع لى باقي ال صفقات خا صة في ظل ال حديث الم تواتر عن ا لإدارة الرقم ية أو‬
‫الال كترونية التي تقتصد الوقت والجهد‪.‬‬
‫وعمل المرسوم فيما يخص تشجيع المقاولات الوطنية على إعطاء أفضلية ‪ ./.15‬بالمقارنة مع‬
‫عروض المقاولات الأجنبية‪ ،‬ك ما ألزم هذه الأخيرة إذا نالت إحدى الصفقات أن تتعا قد من‬
‫الباطن في حدود ‪ ./. 20‬من قيمة الصفقة مع المقاولات الصغرى والمتوسطة الوطنية ‪.‬‬
‫وحافظ مرسوم ‪ 2013‬ع لى ن فس السقف ا لذي حدده مر سوم ‪ 2007‬و تتم بمقتضاه ب عض‬
‫ال صفقات ب ناء ع لى سندات الط لب بقي مة لا تت جاوز ‪ 200.000‬در هم تي سيرا ل سير الم صالح‬
‫الإدار ية وأ خذا ب عين الاعت بار لخصو صيات ب عض الإدارات و لا يم كن الر فع من قي مة هذا‬
‫‪42‬‬
‫وتأ شيرة‬ ‫المب لغ إلا بمو جب م قرر لرئيس الحكو مة يتخذه بعد ا ستطلاع رأي لج نة الصفقات‬
‫الوز ير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫وكمثال قد رفضت لج نة الصفقات في أحد آرائ ها لسنة ‪ 2015‬التماس رفع سقف سند الط لب‬
‫المقدم من طرف الأمانة العامة للحكومة‪..." :‬إن اقتناء عتاد وأثاث المكتب يندرج ضمن الأعمال‬
‫العاد ية والمتوق عة وال تي يم كن برمجت ها م سبقا و لا ت دخل في إ طار الحا لات الا ستثنائية الخا صة‬
‫ببع ض القطاعات الوزار ية و بالتالي فان هذا الصنف من التوريدات لا يبرر رفع سقف سندات‬
‫الطلب من أجل اقتنائها ولا يسمح بالحيد عن إجراء المنافسة المفتوحة بشأنها‪ ،‬ما عدا إذا استوفى‬
‫الشروط التي حددها المرسوم للجوء إلى طلب العروض المحدود أو المسطرة التفاوضية"‬

‫‪ - 41‬راجع للاطلاع على تركيبة واختصاصات اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية المرسوم رقم ‪ 14.2.867‬المنظم لهذه‬
‫الأخيرة الصادر بتاريخ ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،2015‬ج ر عدد ‪ 6399‬بتاريخ ‪ 28‬سبتمبر ‪، 2015‬المعدل بالمرسوم رقم‬
‫‪2.18.934‬‬
‫‪- 42‬رأي لجنة الصفقات رقم ‪ 15 / 457‬بتاريخ فاتح يوليوز ‪ 2015‬بخصوص التماس رفع سقف سندات الطلب من‬
‫‪ 200.00‬إلى ‪ 500.000‬درهم المخول للأمانة العامة لل حكومة‪ ،‬رأي منشور بموقع اللجنة المحدث ضمن موقع الأمانة‬
‫العامة للحكومة‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫و يعد هذا التشدد ضمانة أمام الإدارات العمومية ل كي لا تت جاوز طرق المنافسة المفتوحة وتلجأ‬
‫إلى صفقات بواسطة سندات الطلب التي لا تتوفر فيها مبادئ الشفافية والمساواة أمام الطلبيات‬
‫العموم ية ر غم إ لزام ا لنص ل صاحب الم شروع بمقار نة ثلا ثة فواتير ع لى الأ قل وتحد يد المر سوم‬
‫للائحة بالأعمال التي يمكن القيام بها وفق هذا الإجراء‪.‬‬
‫وعمل المرسوم كذلك على توسيع أنواع الصفقات بإضافة صفقات جديدة تتجلى في صفقات‬
‫التصور والانجاز بالنسبة للصفقات ال كبيرة و المعقدة خاصة المتعلقة بالبنية التحتية حيث يتطلب‬
‫الأمر إ شراك صاحب الت صور مع من جز الع مل‪ ،‬و يبرم هذا ال نوع من ال صفقات عن طر يق‬
‫الم باراة ال تي تم كن من تحد يد مدى توفر المتناف سين ع لى ال شروط والمؤه لات الماد ية والتقن ية‬
‫المتطلبة لانجاز المشروع‪.‬‬
‫ولا يتم اللجوء إلى إ برام هذه الصفقات إلا بعد الحصول على ترخي ص مسبق من طرف رئيس‬
‫الحكومة الذي يتخذه بناء على استطلاع رأي لجنة الصفقات‪.43‬‬
‫ز يادة ع لى صفقات الت صور والان جاز أ ضاف واد مج المر سوم أي ضا أع مال الهند سة‬
‫المعمار ية ضمن المنظومة المؤطرة لقواعد وشروط إ برام الصفقات العمومية‪ ،‬ويمكن أن ن جد مبرر‬
‫‪44‬‬
‫والبن ية التحت ية كذلك ال تي تتط لب من صاحب‬ ‫هذا الإد ماج في ت طور وت سارع م جال الب ناء‬
‫المشروع أن يكون ملما بمختلف الجوانب الهندسية الدقيقة من تصاميم ورسومات تهم أي مشروع‬
‫يراد برمج ته وان جازه م ما يقت ضي ا لأمر إ برام صفقات منف صلة توفر التو ضيحات اللاز مة حول‬
‫الجوانب التقنية والهندسية الخا صة بالمشار يع المزمع إ برام صفقات بخصوصها‪.‬‬
‫و لم يغ فل المرسوم كذلك جان با ع لى قدر كبير من الأهم ية و يتع لق الأمر بحكا مة ال صفقات‬
‫العمومية حيث خصص لها الباب العاشر وتشمل هذه الحكامة الرقابة سواء الداخلية المنبثقة من‬
‫داخل الوزارة نفسها كالمفتشية العامة داخل كل وزارة أو الخارجية التي تتولاها الهيآت الرقابية‬
‫كالمفتشية العامة للمالية أو المفتشية العامة للإدارة الترابية بالنسبة للجماعات‪ ،‬بالإضافة إلى الرقابة‬
‫التي يزاولها المجلس الأعلى والمجالس الجهو ية للحسابات‬

‫‪ - 43‬راجع للمزيد من التوضيح‪ ،‬ملف‪" :‬المرسوم الجديد حول الصفقات العمومية"‪ ،‬مجلة المالية‪ ،‬العدد ‪ ، 23‬أبر يل‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ - 44‬راجع للمزيد من التوضيح ‪ ،‬لحرش(كريم)‪،‬مستجدات المرسوم الجديد للصفقات العمومية‪ ،‬سلسلة اللامركز ية‬
‫والإدارة الترابية عدد ‪ ، 22‬طوب بريس ‪ ،‬الرباط ‪ ،2014‬ص ‪.27‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫دون أن نغفل رقابة لجنة الصفقات سواء بالنسبة إلى صفقات الدولة حيث أصبح دور هذه‬
‫اللجنة أكثر فاعلية وتدخلا في مراقبة إ برام وتتبع تنفيذ الصفقات مقارنة مع ما كان عليه الحال‬
‫في السابق‪ ،‬بما في ذلك حل الخلافات التي تطرح عليها لإ ي جاد حلول وتسو يات حبية ل ها دون‬
‫اللجوء إلى القضاء‪.45‬‬
‫أو بالن سبة إ لى صفقات الجما عات ح يث أو كل المر سوم إ لى لج نة تت بع صفقات الج هات‬
‫والعمالات أو الأقاليم والجماعات قبل إلغائ ها ودمجها ضمن هيكلة اللج نة الوطنية ك ما سنرى مجمو عة‬
‫مهام لصيقة بمسار طلبيات الجماعات الترابية‪ ،‬و يعد إحداث هذه اللجنة التي تتبع إلى وز ير الداخلية‬
‫‪46‬‬
‫من بين المستجدات التي جاءت بها مضامي ن المرسوم الحالي للصفقات العمومية‪.‬‬
‫هذا بالإضافة إلى مجموعة مقتضيات أخرى تتعلق بنشر البرامج التوقعية حيث يتعين على صاحب‬
‫كل م شروع أن يعمل ع لى ن شر البر نامج ال توقعي لل صفقات التي يع تزم إ برام ها وذلك ق بل نها ية‬
‫الثلاثة أشهر الأولى من السنة المالية المعنية بهذه ا لصفقات في جريدة ذات توز يع وطني و بالبوابة‬
‫الال كترونية للصفقات العمومية‪.‬‬
‫ز يادة ع لى إ لزام صاحب الم شروع بإ عداد تقر ير ي خص ت قديم ال صفقة يت ضمن أهميت ها‬
‫والغاية منها وكذلك الأسباب التي دعت إلى اختيار طر يقة إ برام ها‪ ،47‬وكذلك تقر يرا عن انت هاء‬
‫تنف يذ ال صفقة خ لال الثلا ث ة أ شهر الموال ية للت سلم الن هائي لل صفقة ت بين ف يه جم يع مرا حل تنف يذ‬
‫الصفقة‪.48‬‬
‫بالإضافة إلى واجب التحفظ وال كتمان حيث تظل القواعد المتعلقة بهذا الجانب قواعد‬
‫عامة تشمل نظام الصفقات أيضا ح يث ألزم المرسوم و بين الأ شخاص المعن يين بواجب ا لتحفظ‬
‫وال كتمان حيث ينطبق هذا ا لمبدأ على أعضاء لجان فتح الأظرفة‪ ،‬وكذلك أعضاء لجان الق بول‬

‫‪ - 45‬راجع بخصوص منازعات الصفقات العمومية ‪،‬القريشي (عبد الواحد)‪،‬القضاء الإداري ودولة الحق والقانون‬
‫بالمغرب‪،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬
‫‪ -‬ادريدو(يوسف)‪"،‬اختصاص ا لقضاء الإداري بمنازعات الصفقات العمومية"‪ ،‬مجلة مسارات في الأبحاث والدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬دار الآفاق المغربية للنشر والتوز يع‪ ،‬العدد الأول ‪.2016 ،‬‬
‫‪ - 46‬راجع مقتضيات المادة ‪ 145‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬للاطلاع على تركيبة هذه اللجنة والأدوار الموكولة‬
‫إليها‪.‬‬
‫‪ - 47‬راجع المادة ‪ 163‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪. 2013‬‬
‫‪ - 48‬راجع مقتضيات المادة ‪ 164‬من نفس المرسوم للمزيد من التوضيح‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫فيما يخص طلب العروض بالانتقاء المسبق أو المباراة وتشمل هذه المقتضيات أيضا كل شخص‬
‫من دوي الاختصاص دعي للمشاركة في أعمال الل جن المذكورة‪ ،.‬ز يادة على المقتضيات المتعلقة‬
‫بمحار بة الغش والرشوة وذلك بمحافظة كل المتدخلين في إ برام الصفقات على الاستقلالية والتجرد‬
‫وأخذ نفس المسافة والحياد اتجاه جميع المتنافسين‪.‬‬
‫و قد تم إد خال ب عض الت عديلات ع لى المراسيم المرتب طة بمنظو مة ال صفقات بغ ية تحق يق أ ثر أو‬
‫انعكاس أكبر للصفقات العموم ية ع لى التنم ية السوسيو اقتصادية وذلك بمقتضى أر بعة مراسيم‬
‫تعدل مضامين المقتضيات القانونية المنظمة للصفقات العمومية واللجنة الوطنية للطلبيات العمومية‬
‫ثم المر سوم المتع لق بتحد يد آ جال ا لأداء وفوا ئد ال تأخير المتعل قة بالطلب يات العموم ية‪ ،‬والمر سوم‬
‫المتعلق بفتح المجال أمام التعاونيات والمقاولات الذاتية للولوج إلى الصفقات العمومية وذلك في‬
‫خطوة تروم تشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني‪ ،‬ويمكن إجمال هذه التعديلات على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫مر سوم ر قم ‪ 2.18.933‬يق ضي بتغي ير وتت ميم المر سوم ر قم ‪ 20( 2.12.349‬مارس‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ) 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬و يهدف هذا التعديل إلى‪:‬‬
‫ملائمة الم صطلحات والم فاهيم وال صيغ الم ستعملة في المر سوم ر قم ‪ 2.12.349‬مع ت لك‬ ‫‪‬‬
‫المستعملة في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫أصبح لوز ير الداخلية صلاحية رفع سقف ‪ 200‬ألف درهم المعتبر كحد أقصى لسندات‬ ‫‪‬‬
‫الطلب المنجزة من قبل الجماعات الترابية‪،‬‬
‫نشر الوثائق المتعلقة بصفقات الجماعات الترابية ومجموعاتها ومؤسسات التعاون بين الجماعات‬ ‫‪‬‬
‫طبقا ل كيفيات وضوابط نشر وثائق صفقات الدولة‪.‬‬
‫المصادقة ع لى صفقات الجما عات الترابية ومجموعاتها ومؤسسات التعاون بين الجما عات تتم‬ ‫‪‬‬
‫من قبل السلطات المؤهلة لذلك طبقا ً للقانون‪ ،‬وهي رؤساء الم جالس أو المجموعا ت أو مؤسسات‬
‫التعاون أو الموظفون المفوض إليهم حسب الحالة‪.‬‬
‫إلغاء لجنة تتبع صفقات الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات وسيتم نقل اختصاصاتها‬ ‫‪‬‬
‫إلى لجنة دائمة ضمن تركيبة اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم ر قم ‪ 2.18.934‬قضى بتغيير وتتميم المرسوم ر قم ‪ 21( 2.14.867‬سبتمبر ‪)2015‬‬
‫المتعلق باللجنة الوطنية للطلبيات العمومية‪،‬وهدف المرسوم المذكور إلى‪:‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫تفع يل الحكا مة المؤس ساتية بإر ساء مُخاط ب وح يد في م جال ت قديم الخ برة والاست شارة‬ ‫‪‬‬
‫المتعل قة بم ساطر إ برام وتنف يذ ومراق بة وأداء ال صفقات المبر مة من ق بل الجما عات التراب ية‬
‫والأشخ اص الاعتبار ية للقانون العام المنبثقة عنها‪،‬‬
‫إ حداث لج نة دائ مة‪ ،‬ضمن الج هاز ال تداولي للج نة الوطن ية للطلب يات العموم ية‪ ،‬مكل فة‬ ‫‪‬‬
‫بدراسة الشكايات الصادرة عن المتعاقدين مع الجماعات الترابية ومجموعاتها ومؤسسات التعاون بين‬
‫الجماعات‪.‬‬
‫إ بداء الرأي حول تأو يل النصوص القانونية أو بنود دفاتر التحم لات المتصلة بصفقات‬ ‫‪‬‬
‫الأشخاص القانونية المذكورة‪ ،‬من ناحية أخرى‪.‬‬
‫المر سوم ر قم ‪ ، 2.19.184‬هم تغي ير وتت ميم المر سوم المتع لق بتحد يد آ جال ا لأداء وفوا ئد‬ ‫‪-‬‬
‫ال تأخير المتعل قة بالطلب يات العمومية‪.‬و ي هدف هذا المرسوم‪ ،‬ا لذي يتوخى م نه د عم مسار تطو ير‬
‫مناخ الأعمال‪ ،‬إلى‪:‬‬
‫وضع آل ية للإ يداع الإل كتروني للفواتير و نزع الصفة المادية ع لى تبادل المعط يات الخا صة‬ ‫‪‬‬
‫بها‪ ،‬ابتداء من تاريخ ‪ 2‬ماي ‪.2019‬‬
‫تق ليص آ جال إ صدار ا لأمر بدفع وأداء النف قات المتعل قة بالطلب يات العموم ية‪ ،‬و نزع‬ ‫‪‬‬
‫الصفة المادية على تبادل المعطيات بين الفاعلين الاقتصاديين والإدارة‪.‬‬
‫ومن شأن هذا المقتضى الأخير أن يساعد في حل إشكالية أداء المستحقات للمتعاقدين و بالتالي في‬
‫السير الطبيعي للحركية الاقتصادية التي تساهم فيها المقاولات المتعاقدة ‪.‬‬
‫المرسوم ‪ 2.19.69‬و يهم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫د مج المقاو لات الذات ية والتعاون يات في الن سيج الاقت صادي والاجت ماعي بتي سير باب‬ ‫‪‬‬
‫الو لوج إ لى ال صفقات العموم ية بن سبة ‪ ./.30‬من قي مة المب لغ ال مالي ا لذي ي قرر صاحب كل‬
‫مشروع تخصيصه خلال السنة المالية‬
‫تحصيص أو تجز يئ الصفقة عندما يساعد هذا التحصيص في مساعدة المقاولات الذاتية‬ ‫‪‬‬
‫أو التعاونية في ولوج الطلبية العمومية‬
‫منح الأف ضلية لل عرض ا لذي تقد مه التعاون ية أو المقاو لة الذات ية إذا ت ساوى مع بق ية‬ ‫‪‬‬
‫‪49‬‬
‫إلى غيرها من المقتضيات الداعمة لهذا الصنف البسيط من المقاولات الذي ي ساهم‬ ‫العروض‬

‫‪ - 49‬انظر المذكرة التقديمية للمرسوم ‪19.2.69‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫بقدر من الأهمية في التشغيل‪.‬‬
‫ورغم أهمية هذا المقتضى إلا أن أثره سيبدو محدودا بالنظر إلى طبيعة التعاونيات والمقاولات‬
‫الذات ية ال تي ت شتغل في مجا لات ب سيطة و بو سائل ب سيطة كذلك و بال تالي ي جب دعم ها ال قانوني‬
‫وخاصة ما يتعلق بمساطر تقديم العروض ومواك بة الصفقات ‪ ،‬والمادي من خلال تيسير سبل‬
‫استفادتها من التمو يلات البنكية‪.‬‬
‫وعموما فبعد محاولة تتبع مسار نظام الصفقات العموم ية بالمغرب ولو بشكل مختصر انطلاقا‬
‫من البوادر والإرهاصات الأولية لهذا النظام التي اقرها مؤتمر الجز يرة الخضراء والى غاية ا لنص‬
‫الحالي الذي يؤطر الصفقات العمومية‪.‬‬
‫نخلص إلى أن مقتضيات مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬ك ما تم تعديله خطت بعض الخطوات‬
‫الملموسة ن حو تعم يق وت طو ير نظام ال صفقات العموم ية ل ينعكس إ يجا با ع لى التنم ية الاقت صادية‬
‫والاجتماعية بالمقارنة مع سابقيه لسنة ‪ 1998‬و‪ ، 2007‬غيران م جال الصفقات العمومية سواء‬
‫‪50‬‬
‫أو المؤسسات العامة يظل من بين أهم المجالات التي تعطي‬ ‫صفقات الدولة أو الجماعات الترابية‬
‫مؤشرات سلبية عن حكامة ا لسياسات العمومية بشكل عام‪ ،‬وخاصة صفقات البنية التحتية من‬
‫ق ناطر و طرق وإن شاءات مختل فة ت ظل عنا صر ال جودة الكام لة غائ بة في انجاز ها ك ما أن إ برام‬
‫الصفقات العمومية مازال من أهم مشاتل إهدار المال العام وتساءل بالتالي آليات الرقابة والتتبع‬
‫وإرساء تجليات الحكامة‪.‬مسأل ة تنفيذ الالتزامات التعاقدية‪ ،‬حيث لم يعد من المقبول والمستساغ‬
‫ونحن في خ ضم التحضير لن موذج تنموي جديد أن تت سبب الدو لة والجما عات الترابية والمؤس سات‬
‫العمومية في إفلاس عدد لا يستهان به من المقاولات المتعاقدة بسبب التماطل والتأخير في سداد‬
‫المستحقات المترتبة عن انجاز الصفقات العمومية رغم تسلم الأشغال أو الخدمات أو التور يدات‬
‫ر غم أن هذه النق طة كا نت م ثار تنب يه عدد من الخ طب المل ك ية ح ثت ع لى و جوب تنف يذ‬
‫ا لإدارات العموم ية لالتزامات ها و للأح كام ال صادرة ضدها‪ ،‬ون صير بال تالي أ مام ن تائج عك سية‬
‫فعوض تشجيع وإدماج المقاولات خاصة الصغرى والمتوسطة في الدورة الاقتصادية يؤدي عدم‬
‫الالتزام بالأداء إلى إفلاسها أو إلى وضعها في حالة صعو بة في أحسن الأحوال‪.‬‬

‫‪ - 50‬من نافلة القول التأكيد على أهمية الصفقات باعتبارها الأداة الرئيسية المستعملة في تنفيذ برامج ومخططات تنمية‬
‫الجماعات الترابية بمستو ياتها الثلاث التي ألزمتها القوانين التنظيمية المنظمة لها بإعدادها عند كل ولاية انتدابية بالإضافة‬
‫إلى المخطط الجهوي لإعداد التراب الذي تنفرد الجهات بإعداده‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫‪51‬‬
‫أ صبح‬ ‫ك ما أن التحول في وظائف و بن ية ا لإدارة الترابية تبعا لمي ثاق اللاتمركز الإداري‬
‫يقتضي ملائمة مضا مين ا لنص المنظم للصفقات مع التصاميم المدير ية لن قل الاختصاصات من‬
‫الإدارة المركز ية إلى الإدارات اللاممركزة‪.‬‬
‫هذا إلى جانب القصور الذي يطبع طبيعة النص القانوني المنظم للصفقات العمومية حيث‬
‫نرى أن ها ع لى مر مرا حل تطور ها خا صة خ لال ف ترة الا ستقلال تنظم بمقت ضى مرا سيم و هي‬
‫نصوص تنظيمية تختص بها رئاسة الحكومة و تأتي كتشر يع فرعي في مرتبة أدنى إذا ما قارناها‬
‫مع النصوص التشر يعية التي تصدر عن البرلمان وتأخذ نصيبا من النقاش والتداول وإذا اقتضى‬
‫الأمر تحال على المحكمة الدستور ية للنظر في مدا مطابقة بنودها للدستور‪.‬‬
‫بالنظر إ لى أهم ية ال صفقات العموم ية وتقاطع ها المبا شر مع كل السيا سات وا لأوراش‬
‫التنمو ية و باعتبار ها كذلك آل ية تزو يد ا لإدارات والمؤس سات بو سائل الع مل‪ ،‬أ صبح لزا ما‬
‫تنظيمها بمقتضى قانون على أن يترك الم جال للسلطة التنظيمية بمقتضى مراسيم للتدخل في الجوانب‬
‫والمقتضيات التكميلية والتفصيلية‪.‬‬
‫في الأخير لا بد من الإشارة بوضوح تام إ لى الاختلاف ال قائم بين الدول المتقد مة التي‬
‫استطاعت تحقيق مستو يات ملحوظة من التقدم والتطور في مستو يات العيش والدخل الفردي‬
‫لمواطنيها وفي بنياتها التحتية وفي نماذجها التنمو ية‪.‬‬
‫و بين ا لدول النام ية ومن ها المغرب التي لازا لت بين ال مد والجزر في تحسين أدائ ها السيا سي‬
‫والاقتصادي و بال تالي جودة وكفا ية الخدمات التي تقدمها لمواطني ها أو رعاياها بحسب الأحوال‬
‫وفي حكامة منظومتها السياسية والاقتصادية ‪.‬‬
‫تأتي الإشارة إ لى هذا الت باين من أجل ال تدليل ع لى در جة ت دخل الدو لة وتو سع وظائف ها بين‬
‫النموذجين‪.‬‬
‫فمن نافلة القول أن الدولة النامية يجب أن تتوسع وظائفها مرحليا وأن تتسم تدخلاتها بالعمق‬
‫والم واكبة مادامت أنها ملزمة بتجاوز إكراهات البناء التنموي الشامل وتحقيق ال كفايات المرتبطة‬
‫بتحسين مؤشرات العيش ال كر يم لمواطني ها‪ ،‬فهي ملزمة بنهج السياسات والخطط ال كفيلة بالرفع من‬
‫أدائ ها الاقت صادي من خ لال تح سين وث يرة م عدلات الن مو ال تي ت تأتى بإت باع مخط طات تهي ئة‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬يتعلق الأمر بالمرسوم رقم ‪ 2.18.618‬المؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2018‬بمثابة ميثاق وطني للا تمركز الإداري‪ ،‬ج‬
‫رعدد ‪ 6738‬بتاريخ ‪27‬ديسمبر ‪.2018‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫البنيات التحتية والتجهيزات ال كفيلة بجدب الاستثمار خاصة‬
‫الأجنبي وتأهيل ال كفاءات وتعبئة العقارات وملائمة التشر يعات ودراسة التشجيعات الضريبية‬
‫إلى غيرها من الإجراءات الداعمة لبرامجها التنمو ية‪،52‬‬
‫و من كل ما ت قدم ي بدو جل يا مدى ح جم ال تأثير والتفا عل سواء ال سلبي أو الاي جابي بين‬
‫الصفقات العموم ية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعد الغا ية المتوخاة والأساسية من‬
‫كل نموذج تنمو ي‪ ،‬و بذلك ينبغي حسن توظيف ها بالشكل الأن سب ا لذي يجعل ها مدخلا رئيسيا‬
‫للتنمية‪.‬‬

‫‪ - 52‬المسعيد(عبد المولى)‪"،‬في نشأة وتطور وظائف الدولة"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص ‪.10‬‬

‫‪- 40 -‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like