Professional Documents
Culture Documents
أثر تطور نظام الصفقات العمومية علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية-2
أثر تطور نظام الصفقات العمومية علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية-2
أثر تطور نظام الصفقات العمومية علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية-2
1
التينية االقتصادية واالجتناعية
ﺃﺛﺮ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
1
-أصل هذا المقال مداخلة قدمت بمناسبة الندوة العلمية الوطنية المنظمة من طرف :شعبة القانون العام بكلية العلوم
القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الش ق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بشراكة مع مجلة المنارة للدراسات
القانونية والإدار ية و مجلة مسارات في الأبحاث والدراسات القانونية وذلك يوم السبت 26أكتوبر 2019بقاعة
الندوات بكلية الحقوق -عين الشق
- 2راجع للمزيد من التفصيل بهذا الخصوص :المسعيد (عبد ال مولى)" ،في نشأة وتطور وظائف الدولة" مجلة مسارات في
الأبحاث والدراسات القانونية ،العدد الثالث 2018.
-3راجع للمزيد من التفصيل مجموع التعار يف الواردة بالمادة 4من مرسوم 20مارس 2013المتعلق بالصفقات
© 2020ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
الصفقات .ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻨﺸﺮابرام
ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺣﻘﻮﻕمجال
ﺟﻤﻴﻊخاصة ب
ﺃﻥ والﻋﻠﻤﺎولة
ﺍﻟﻨﺸﺮ،المتدا
المصطلحات وتهمﻣﻊمجموع
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ وتتميمه،
ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ تعديلهﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﻣﺘﺎﺣﺔ تم
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ العمومية كما
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ
والدراسات القانونية ،دار الأفاق المغربية للنشر والتوز يع،العدد الثالث.2017 ، ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
- 13 -
أثس تطوز ىظاو الصفكات العنومية على
1
التينية االقتصادية واالجتناعية
مقدمــة7
فرضت مخل فات و أثار الحرب العالم ية الأولى تحولا إجبار يا في وظي فة الدولة من دو لة
حارسة محدودة الم هام إ لى دو لة متدخ لة أو من قذة ،و بعدها دو لة موج هة و مؤطرة وخا صة في
2
الوقت الحالي إذ لم يعد بمقدور الدولة رفع يدها عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
و بالنسبة لب لد يتط لع إ لى التنم ية كالمغرب فالأمر يقتضي و ب كل إلحاح توظ يف الصفقات
العموم ية التوظ يف الأم ثل ل توفير الم ناخ المنا سب لا ستقطاب رؤوس ا لأموال والا ستثمارات
ال كبرى ل ما لها من و قع وأثر ملحوظ ع لى الرفع من مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماع ية
التي تعد في الأخير منتهى ومطمح كل السياسات العمومية الرشيدة.
و ي عد ن ظا م ال صفقات العموم ية الإ طار ال قانوني ا لذي يتم بمقت ضاه تم كين ا لإدارات
والمؤس سات العا مة من و سائل الع مل وتزو يدها با لأدوات اللاز مة ل سير عمل ها ،وأي ضا يتم
1
-أصل هذا المقال مداخلة قدمت بمناسبة الندوة العلمية الوطنية المنظمة من طرف :شعبة القانون العام بكلية العلوم
القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الش ق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بشراكة مع مجلة المنارة للدراسات
القانونية والإدار ية و مجلة مسارات في الأبحاث والدراسات القانونية وذلك يوم السبت 26أكتوبر 2019بقاعة
الندوات بكلية الحقوق -عين الشق
- 2راجع للمزيد من التفصيل بهذا الخصوص :المسعيد (عبد ال مولى)" ،في نشأة وتطور وظائف الدولة" مجلة مسارات في
الأبحاث والدراسات القانونية ،العدد الثالث 2018.
-3راجع للمزيد من التفصيل مجموع التعار يف الواردة بالمادة 4من مرسوم 20مارس 2013المتعلق بالصفقات
العمومية كما تم تعديله وتتميمه ،وتهم مجموع المصطلحات المتداولة والخاصة بمجال ابرام الصفقات.
والدراسات القانونية ،دار الأفاق المغربية للنشر والتوز يع،العدد الثالث.2017 ،
- 13 -
بواسطته تنز يل السياسات العمومية وترجمتها إلى مشار يع وخدمات ملموسة تلبي وتغطي حاجيات
المرتفقين وتنهض بالخدمات التنمو ية الموجهة إلى المواطنين.
والصفقة العمومية تعرف كعقد بعوض يبرمه أحد أشخاص القانون العام أو أحد الأشخاص
الخاصة الم فوض لها تدبير مرفق عام مع طرف خاص أو عام من اجل تنفيذ أشغال أو ت سليم
3
توريدات أو القيام بخدمات
وقبل وصول نظام الصفقات العمومية إلى المرحلة الحالية المنظمة بمقتضى 20مارس مرسوم
2013كما تم تعديله وتتميمه ،مر بعدة مراحل شكلت مجتمعة تطور هذا النظام.
وشكلت بدايات القرن العشر ين الإرهاصات الأولية لنظام الصفقات العمومية ،حيث شكل
هذا النظام آنذاك الإطار المناسب الذي م كن القوى الاستعمار ية المتر بصة بالمغرب من تنظيم
استغلالها لثروات البلاد مستندة في ذلك إلى إقرار مجموعة من المبادئ للتوافق بينها.
ووضع مؤتمر الجز يرة الخضراء اللبنات الأولى لنظام الصفقات العمومية بالمغرب حيث تم
النص ضمن بنود الاتفاق ية التي تمخضت ع نه عن إحداث اللج نة العا مة الخا صة بالإ شراف ع لى
تطبيق الإجراءات الشكلية المتعلقة بتنظيم المنافسة.
غير أن أغلب بنود معاهدة الجز يرة الخضراء لم تعرف طر يقها ن حو التطبيق ولم تصمد المعاهدة
برمتها أمام الرفض الشعبي المناهض لها وكذلك بسبب توجس السلطات الفرنسية من مضامينها
ومن الامتياز ات التي خولتها وساوت بينها و بين باقي القوى الاستعمار ية الأخرى.
وذلك ما حذا بالسلطة الاستعمار ية الفرنسية إلى الدخول في توافقات ثنائية مع باقي القوى
الاستعمار ية من أجل الاستفراد بالمسالة المغربية وتكتيف تدخلها وضغطها على المغرب إلى أن
توجت هذه الضغوط خ اصة على السلطان المولى عبد الحفيظ بتوقيع معاهدة الحماية في 30مارس
1912التي خولت لها سلطة الإشراف العام على المغرب.
و بذلك توا لت تشر يعات الحما ية من أجل تقنين و ت سهيل استغلال الثروات المغربية ك هدف
رئيسي لأية سياسة استعمار ية حيث تضمن ظهير المحاسبة العمومية لسنة 1917اللبنات الأولى
لتأطير نظام الصفقات العمومية الذي ارتكز على المناقصة كأساس لإ برام الصفقات ،و بعد ذلك
قرار الم قيم ال عام لسنة 1943ا لذي أ قر بالإ ضافة إ لى ا لثمن المقار نة بين كل فة الأشغال وال مدة
اللازمة لإنجازها حتى يتسنى الوفاء بالالتزامات التعاقدية.
- 14 -
وخلال سنة 1948ومن أجل تجاوز المشاكل الناجمة عن وفاء نائلي الصفقات بالتزاماتهم
سيتم إتاحة إمكانية رهن الصفقة العموم ية بغية الحصول ع لى التمو يل اللازم للو فاء بالالتزا مات
الناتجة عن نيل الصفقة.
و بعد الحصول ع لى الاستقلال شكل ظهير المحاسبة العموم ية لسنة 1958في ظل الم غرب
المستقل أول نص قانوني يتطرق ضمن مقتضياته إلى نظام الصفقات العمومية ح يث تلا ذلك
مجموعة من المراسيم انطلاقا من سنة 1965إلى غاية مرسوم 2013كما تم تعديله وتتميمه ،شكلت
مجتمعة مراحل لإرساء نظام الصفقات العموم ية بالمغرب المستقل وكذلك مرح لة لتطو ير هذا
النظام حتى يساير ويستجيب لمجموع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب.
وسأحاول معالجة هذا الموضوع من خلال الإجابة على الإشكالية التالية:
هل استطاع تطور نظام الصفقات العمومية بالمغرب أن يجعل منها رافعة للتنمية الاقتصادية
والاجتماعية؟
و ستتم الإجا بة ع لى هذه الإ شكالية من خ لال محاو لة تت بع م سار ت طور ن ظام ال صفقات
العمومية من مراحل النشأة إلى المرحلة الراهنة ومن خلال المطلبين المواليين:
المطلب الأول 7البوادر الأولى لإقرار نظام الصفقات العمومية بالمغرب
المطلب الثاني 7أثر تطور نظام الصفقا ت العمومية في ظل المغرب المستقل
على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
عرفت الوضعية العامة للمغرب خلال بداية القرن التاسع عشر نوعا من الاستقرار حيث
كان المغرب حينه ا دولة مستقلة ذات سيادة تقوم باعتماد وتبادل السفارات وإبرام الاتفاقيات
ع لى الرغم من الإشكالات الداخل ية التي كان يعي شها المتمث لة بالخ صوص في عدم ب سط ن فوذ
الم خزن 4ع لى مجموع التراب المغر بي ح يث أن مجمو عة من القبا ئل لم تكن تعترف بالسلطة الزمن ية
- 15 -
للسلطان رغم أنها بالمقابل كانت تعترف بسلطته الروحية.5
غ ير أن الم غرب سيدخل خ لال منت صف ال قرن 19في صراع مر ير من أ جل الح فاظ ع لى
سيادته ووحدته الترابية في مواجهة القوى الاستعمار ية ،إذ أبانت موقعة اسلي سنة 1944أمام
فرنسا 6وموقعة تطاون سنة 1959أمام اسبانيا 7عن ضعف بين ووا ضح ف ي القدرات العسكر ية
المغربية التي كان يحسب لها الحساب من قبل.
وسيقود هذا الوضع إلى صراع محموم بين القوى الاستعمار ية خاصة الأوربية التي سينتهي بها
الأمر لتجاوز الاصطدام فيما بينها إلى تنظيم تدخلها في المغرب من خلال مؤتمر الجز يرة الخضراء
ا لذي شكلت المعاهدة المنبث قة ع نه إحدى ال بدايات لإقرار نظام للصفقات العموم ية بالمغرب
(فقرة أولى).
و فرض معا هدة الحما ية ع لى الم غرب ح يث أ قرت مجمو عة من الت شر يعات من ضمنها إ فراد
مقتضيات تتعلق بالصفقات العمومية ضمن أول نظام للمحاسبة العمومية (فقرة ثانية).
- 16 -
الفقرة الأولى7بدايات إقرار نظام الصفقات العمومية بمقتضى معاهدة الجز يرة الخضراء
شكل مؤتمر الجز يرة الخضراء المنعقد بين 16يناير و 7ابر يل 1906في طابعه العام لحظة
توافق بين القوى الاستعمار ية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية 8من أجل تدو يل الاقتصاد المغربي.
وتمخض عن المؤتمر توقيع ات فاقية تضم بالإضافة إلى الديباجة والأطراف الموقعة سبعة أبواب كل
باب يتعلق بتنظيم قطاع معين على الشكل التالي:
باب يتعلق بتنظيم الشرطة وخصصت له الفصول من 1إلى 12 -
باب يهم مراقبة وزجر التهر يب الخاص بالأسلحة ،الفصول من 13إلى 30 -
باب يعنى بإحداث البنك المخزني ،الفصول من 31إلى 58 -
باب خاص بجباية الضرائب وإحداث ضرائب جديدة ،الفصول من 59إلى 76 -
باب خاص بنظام الجمارك والزجر على أعمال الغش وتهريب السلع ،الفصول من 77إلى 104 -
باب يتعلق بالأشغال العمومية والمصالح العامة ،وخصصت له الفصول من 105إلى 119 -
ثم الباب المتع لق بالمقتضيات العامة خصصت له الفصول من 120إلى .123 -
و شكلت هذه ا لأبواب الهند سة العا مة لاتفاق ية الجز يرة الخ ضراء ال تي هدفت بالدر جة -
الأولى إلى تدو يل الاقتصاد المغر بي وجع له مفتوحا لاستفادة جميع الدول الموقعة على المعاهدة
على قدم المساواة.
وإذا كان ما يهم نا هو ال باب المتع لق بإقرار ن ظام لل صفقات العموم ية و هو ال باب ال خاص
بالأشغال العمومية والمصالح العامة غير أن الأبواب الأخرى التي تهم بالدرجة الأولى إحداث
الب نك المخز ني 9من أجل ع صرنة الن ظام ال مالي وكذلك ال باب الخاص بالن ظام الجمركي ومحار بة
-8كما سبقت الإشارة انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء في الفترة الممتدة بين 16يناير و 7أبر يل من سنة ، 1907وعرف
مشاركة 12دولة من بينها :فرنسا -اسبانيا – ألمانيا – ايطاليا ،انجلترا والنمسا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية التي
كانت المرة الأولى التي تتدخل فيها في السياسة الخارجية العالمية في عهد الرئيس الأمر يكي آنذاك :تيودور روزفلت،
وانعقد بمنطقة الجزيرة الخضراء الاسبانية بعدما رفضت الدول المعنية عقده بمدينة طنجة المغربية التي كانت تعد وقتها منطقة دولية.
ومثل ا لجانب المغربي في أشغال المؤتمر :محمد بن العربي الطريس نائب السلطان بطنجة ،محمد بن عبد السلام المقري ،محمد
الصغار وعبد الرحمان بنيس ،ووجد الوفد المغربي صعوبة في التواصل مع باقي المؤتمرين بسبب عدم إلمامهم بلغات الدول
المشاركة في المؤتمر وكذلك صعوبة في التواصل مع السلطان لاستطلاع رأيه واطلاعه على بنود الاتفاقية...
- 9تم النص على إحداث البنك المخزني ومقره بطنجة بشراكة بين الدول الموقعة على المعاهدة حسب حصص كل دولة
ومهمته سك النقود والبحث والتنقيب عن المعادن التي تستخدم في عملية السك بالإضافة إلى إقراض المخزن المغربي بغية
تشديد الخناق عليه وبالتالي إتاحة الفرصة للدول المقرضة لبسط نفوذها وهيمنتها والتحكم في قرارات هذا الأخير.
- 17 -
الغش والتهر يب ،تعد كلها أبوابا تتقاطع مع الباب المخصص للأشغال العمومية ،فمن اللازم توفير
ن ظام مالي للتعا مل وكذلك ا ستيراد ال سلع وال مواد الأول ية ال تي ت ستعمل خا صة في صفقات
الأشغال العمومية.
وارتكز نظام الصفقات خ لال هذه الفترة بالأساس على المناقصة التي ت فتح أمام الجميع بدون
10
وتتم تحت مراقبة اللجنة العامة الخاصة بالإشراف على تطبيق تمييز ناتج عن الجنسية بالخصوص
الإجراءات الشكلية المتعلقة بتنظيم المنافسة المحدثة بموجب المادة 66من المعاهدة.11
و بالرجوع إ لى نص ال مادة 107و هي تندرج ضمن ال باب المخصص للأشغال العموم ية ،ت شترط
هذه الأخيرة أن ينبني مبدأ المناقصة المفتوحة على الشرطين التاليين:
يخص الشرط الأول فتح باب المشاركة والمنافسة أمام الجميع بدون تمييز بين الدول -
-يتعلق الثاني بإرساء الصفقة على المتنافس أو المتعهد الذي قدم العرض الأقل ثمنا.12
و بعد إرساء الصفقة على المتعهد أو المتنافس الذي قدم أقل ثمن أو تكلفة تعرض للمصادقة من
طرف ال سلطة المخزن ية ،إ لا أن هذه الم صادقة ت ظل شكلية ف قط مادام أن اللج نة ال مذكورة قد
أرست الصفقة على المتعهد المقبول.
و قد ا ستحوذت ال شركات الأجنب ية ع لى امت يازات وع قود ا ستخراج الم عادن و مد خ طوط
ال سكك الحديد ية وتهي ئة ال مو انئ ،وذ لك باعت ماد م بدأ المناف سة العموم ية لا ستغلال الم صالح أو
القيام بالأشغال وكان من حق جميع الدول الموقعة على المعاهدة الاستفادة من هذه الصفقات
13
بالاستناد على المناقصة العلنية تحت إشراف ومراقبة السلك الدبلوماسي.
و بالنسبة إلى نظام المنازعات التي تتعلق بإ ب رام أو تنفيذ الصفقات تخضع هذه الأخيرة إلى نظام
امتيازات الدول الأجنب ية حيث تكون بمقتضاه المنازعات من اختصاص الم حاكم القنصلية التي
- 10راجع للمزيد من التوضيح بهذا الخصوص ،حداد (عبد الله) ،صفقات الأشغال العم ومية ودورها في التنمية،
منشورات عكاض،الرباط.2004 ،
- 11تتكون هذه اللجنة من جميع أعضاء السلك الدبلوماسي الغربي المتمركز بمدينة طنجة.
- 12للمزيد من التوضيح راجع ،أ مزيد(الجيلالي)،الحماية القانونية والقضائية للمنافسة في صفقات الدولة ،المجلة المغربية
للإدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية" ،العدد . 79،2008
- 13كانت أول صفقة سنة 1907تتعلق بتهيئة ميناء الدار البيضاء وربطه بخطوط السكة الحديدية من طرف إحد ى
الشركات الفرنسية ،إلا أنالأحداث التي عرفتها هذه الأخيرة من طرف القوى الوطنية الرافضة للمعاهدة أدت إلى
توقيف الأشغال وإتلاف الآليات المستعملة لإنجازها.
- 18 -
تتكون من هيآت مشتركة بين الدول التي ينتمي إليها الأشخاص المعنيون.
إن م لامح ن ظام ال صفقات ا لذي أقر ته ب نود اتفاق ية الجز يرة الخ ضرا ء لم ت شكل نظا ما متكام لا
للصفقات العمومية بقدر ما شكلت خارطة طر يق لتنظيم استغلال القوى الاستعمار ية للثروات
المغربية وتجنب الاصطدام المباشر فيما بينها.14
غير أن الرفض الشعبي المطلق لبنود الاتفاقية الذي تمت ترجمته بأعمالالفوضى ومحار بة الأجانب
المقيمين بالمغرب وتوقيف أولى صفقات الأشغال بميناء الدار البيضاء ،وأفضى الأمر كذلك إلى
عزل ال سلطان ال مولى ع بد العز يز ا لذي و قع ع لى المعا هدة وتن صيب أخ يه ال مولى ع بد الح فيظ
سلطانا مكانه15بعد المؤتمر الذي انعقد بمراكش سنة 1908
و لم يل بث ال سلطان الجد يد ال مولى ع بد الح فيظ أن سار إ لى حا لة الخ ضوع ال تدر يجي لل قوى
الاستعمار ية من أ جل ا لاعتراف ب سلطته 16ومحاو لة تخف يف ال ضغط ع نه ،م ما أف ضى في نها ية
المطاف إلى توقيع معاهدة الحجر والحماية مع السلطة الاستعمار ية الفرنسية.
الفقرة الثانية 7نظام الصفقات العمومية من خلال تشر يعات الحماية
بعد استفرا د السلطة الاستعمار ية الفرن سية بالمغرب ود فع السلطان ال مولى ع بد الح فيظ إ لى
17
سارعت هذه الأخيرة بعد السنة الموالية لتوقيع توقيع معاهدة الحماية بتاريخ 30مارس 1912
الاتفاق ية إ لى إ صدار عدد من الت شر يعات كان ال هدف المع لن من ها ع صرنة التر سانة القانون ية
المغربية ألا أن الأهداف الخفية والفعلية كانت تتجلى بالخصوص في تيسير مهمتها
في استغلال الثروات المغربية وتثبيت ركائز سلطتها بالمغرب المحتل.
و بخصوص نظام الصفقات العمومية خلال هذه الفترة فقد تم إرساء أولى القواعد المتعل قة
ب ها بمقتضى ظهير 9يول يوز سنة 1917الخاص ب سن ق وا عد المحا سبة العموم ية ح يث تم حذف
- 14راجع للمزيد من التوضيح ،بوتبقالت (الطيب)"،المغرب قبل الحماية"سسلسلة مقالات حول تطور العلاقات المغربية
– المسيحية من العهد الروماني إلى نهاية القرن العشرين ،نشرت بجريدة هسبريس الال كترونية ،بتاريخ 18يونيو 2016
- 15للإشارة فالسلطان المولى عبد الحفيظ قبل تنصيبه سلطانا كان خليفة لأخيه السلطان المولى عبد العزيز على مراكش
- 16بازغ(عبد الصمد)"،تقييد السيادة المغربية من خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء ، " 1906مدونة الحوار المتمدن
الال كترونية،العدد ، 4054سنة . 2016
- 17صدر نص معاهدة الحماية باللغة الفرنسية في العدد الأول من الجريدة الرسمية للدولة المغربية الشر يفة المحمية بتاريخ 1
نونبر ،1912وتم النص على إحداث هذه الجريدة بمقتضى قرار للمقيم العام اليوطي على أن تصدر باللغتين العربية
والفرنسية ،إلا أن النسخة العربية من هذه الجريدة لم تصدر إلا خلال شهر فبراير سنة . 1913
- 19 -
اللج نة العا مة الخا صة بالإ شراف ع لى تطب يق الإجراءات الشكلية المتعل قة بتنظيم المنافسة المحد ثة
بموجب ال مادة 66من معا هدة الجز يرة الخ ضراء مع الإ ب قاء ع لى المناق صة كأ ساس لإ سناد أو
إرساء الصفقات العمومية.
ومن جهة أخرى ،أجازت س لطة الحماية تلطيفه بالاستثناء المتمثل في جواز إ برام الصفقات
عن طر يق الات فاق المبا شر في الحالات الستة ع شرة المنصوص علي ها بمقتضى الفصل 23من
نظام المحاسبة العمومية.
غير أنه سرعان ما برزت استثناءات أخرى تؤكد نزوع الإدارة إلى التحرر من قيود المنافسة
المرتك زة على معيار الثمن وحده .وهو نزوع يستند إلى أسباب موضوعية مرتبطة بالصعو بات التي
كانت تعترض تنفيذ الصفقات نتيجة الفارق بين الكلفة الحقيقة للأعمال المطلوب إنجازها و بين
ا لثمن ال منخفض ا لذي ت ضطر ال شركات المتعا قدة ل لالتزام به من أ جل ر بح المناف سة في إ طار
18
المناقصة المفتوحة.
ففي هذا السياق ،أصبحت الإدارة تلجأ إلى نظام المباراة كبديل عن المناقصة المفتوحة قصد
اختيار نائل الصفقة على أساس المفاضلة بين الحلول التقنية المقترحة من طرف المتنافسين لإنجاز
الصفقة ،في غياب أي معايير محددة سلفا من طرف صاحب المشروع الذي يكت في بالإشارة إلى
طبيعة الأشغال في إطار برنامج عام يتم على أساسه في مرحلة أولى انتقاء المتبار ين المقبولين لتقديم
العروض .ك ما أصبحت المناقصة الم حدودة هي الأصل في إ برام الصفقات ،باعتبار ما تمنحه من
حر ية للإدارة في اخت يار من ترخص ل هم بالمشاركة في المناقصة ع لى أ ساس م قدراتهم التقن ية
والمال ية وذ لك بتوج يه من لج نة ال صفقات المحد ثة بمو جب قرار الم قيم ال عام ال مؤرخ في 26
19
يونيو1936
ز يادة على ذلك لم تقف رغبة الإدارة في توسيع دائرة حر يتها في التعاقد عند هذه الحدود،
20
قرار للم قيم العام يتع لق بنظ ام ط لب ال عروض ا لذي يم كن أن إذ صدربتاريخ 6فبرا ير 1943
- 18الشكاري(كريم)" ،الصفقات العمومية المحلية بالمغرب بين الإطار النظري وآفاق الإصلاح" مجلة العلوم القانونية
الال كترونية،
- 19وتمارس كذلك الرقابة على تحضير وتنفيذ الصفقات وإعطاء رأيها في الأمور القانونية والتنظيمية.
20-Acte résidentiel du 6 fevrier1943 modifiant et complétant le décret du 16 avril 1917
portant règlement sur la comptabilité Publique de l’Empire chérifien, B O,N° 1582 du 19
février 1943.
- 20 -
يكون مفتوحا أو محدودا.
و بذلك أ صبح ل لإدارات حر ية أو سع في التعا قد إذ بإمكان ها أن ت فتح مع المتناف سين أو
المتع هدين ق نوات للت فاوض المبا شر من أ جل اخت يار صاحب أف ضل عرض من ب ينهم ليس
بالاستناد على عنصر التكلفة أو الثمن ،بل أيضا بالاحت كام إلى مجموعة من المعايير المتمثلة على وجه
الخصوص في الكلفة التي يتطلبها تنفيذ الأشغال أوالتور يدات بعد إنجازها وقيمتها التقنية ومدة
التنف يذ والضمانات المهن ية والمال ية التي يقت ضيها حسن تنف يذ المتع هدين أو المتنافسين لالتزا ماتهم
التعاقدية.
و ي صعب ال حدي ث عن انع كاس أو أ ثر ال صفقات العموم ية ع لى التنم ية خ لال الف ترة
الا ستعمار ية أو خ لال الحق بة ال تي سبقتها مادام أن ال قوى الا ستعمار ية كا نت تو ظف كل
الإمكانيات والسياسات بما في ذلك توظ يف الصفقات العموم ية لاستغلال الب لدان المستعمرة
وتسخيرها في تنمية بلدانها الأصلية و ليس لتنمية أو خدمة البلاد المستعمرة.
ولم يختلف الأمر كثيرا عن ما أقرته سلطات الحماية خلال السنوات الأولى للاستقلال ك ما
سنرى من خلال المطلب الموالي.
المط لب ال ثاني 7أ ثر ت طور ن ظام ال صفقات العموم ية ع لى التنم ية الاقت صادية
والاجتماعية في ظل المغرب المستقل
بعدما حاولت تشر يعات الحماية إحداث القواعد الأساسية الأولى لنظام الصفقات العمومية
بالمغرب إذ ظلت المناقصة التي تنبني على الثمن الأدنى هي الآلية الرئيسية التي يتم الاستناد إليها في
البدا ية في منح الصفقات للمتنافسين إ لا أن تطور الأن شطة والمشار يع وقصور طر ي قة المناق صة
المفتوحة فرض إدخال أساليب أخرى لإسناد الصفقات العمومية
كالتفاوض والمناقصة المحدودة لتوسيع هامش حر ية الإدارة في اختيار المتعاقد معها نائل الصفقة
بناء ع لى معايير و ضمانات تك فل الو فاء بالالتزا مات ب شكل كا مل وانجاز ال صفقة و فق ما هو
مطلوب.
واحت فظ المغرب خلال السنوات الأولى لاستقلاله بنظام المناقصة التي ترتكز على المنافسة
المفتوحة بتقديم أ قل تكلفة من أجل نيل الصفقة العموم ية أخدا بعين الاعت بار هاجس ال توفير
المالي آنذاك بحكم الوضعية العامة لميزانية الدولة و بالنظر كذلك لحجم الخصاص في البنيات التحتية
- 21 -
والمنشآت العا مة ال تي تتط لب مستوى أع لى من الإن فاق و بال تالي الر فع من ميزان ية الا ستثمار
وإبرام و برمجة أكبر قدر من الصفقات.
و لم ت عرف الت شر يعات المنظ مة لل صفقات العموم ية المورو ثة عن الحما ية أي ت عديلات
جوهر ية خلال الفترة الأولى التي ثلث الاستقلال السياسي للبلاد حيث سيتم التدرج في إقرار
واعتماد نظام خاص بالصفقات العمومية (فقرة أولى) إلا أن الفترات اللاحقة خاصة خلال
حق بة الت سعينات ستفرض ت طو ير هذا الن ظام لمواك بة التحو لات الاقت صادية والاجتماع ية
للمجت مع المغر بي ول كي تتما شى الن صوص القانون ية المنظ مة لل صفقات العموم ية وتتما ثل مع
21
وتت ضمن أخ يرا الم بادئ الأسا سية للحكا مة وال شفافية والم ساواة ال تي الت شر يعات الأجنب ية
أصبحت مبادئ دستور ية بموجب دستور ( 2011فقرة ثانية).
الفقرة الأولى 7السير نحو إرساء نظام خاص بالصفقات العمومية
كما سبقت الإشارة لم تعرف الفترة الموالية للاستقلال أي تعديلات جوهر ية تغير من نظام
ال صفقات ا لذي كان معمو لا به إ بان الحما ية الفرن سية با ستثناء الت عديلات ال تي عرفت ها لج نة
22
ال تي أوكل إلي ها الاط لاع بالمسائل الخا صة بالرقا بة الم سبقة ع لى صحة الصفقات سنة 1957
الإجراءات التي تخص تنظيم المنافسة وذلك من خلال رأيها الإجباري 23القاضي
بالموافقة قبل إ برام عقد الصفقة العمومية ،وذلك في الحالات الأر بع التالية:
-إذا كان الأمر يتعلق بمناقصة في إطار منافسة محدودة
-إذا كان الأمر يخص إ برام الصفقة عن طر يق مباراة يقل فيها عدد المتنافسين عن ثلاثة،
-إذا كان صاحب المشروع يتوخى عقد الصفقة عن طر يق طلب العروض،
-إذا كانت الإدارة ستلجئ إلى التعاقد عن طر يق الاتفاق المباشر.
عنها بعد غير أن هذه الرقابة التي كانت تختص بها لجنة الصفقات سيتم تجاوزها والتخلي
- 21راجع للمزيد من التوضيح ،قصري(محمد)"،القاضي الإداري ومنازعات الصفقات العمومية"،مجلة المحاكم الإدار ية
العدد الرابع ،يونيو ،2011ص . 5
- 22تم تعديل وإعادة تنظيم لجنة الصفقات بمقتضى المرسوم رقم 2 - 57 - 595المؤرخ في 27يونيو ، 1957ج ر عدد
2333بتاريخ 12يوليوز . 1957
- 23للمزيد من التوضيح ،راجع ،العلمي (هناء)،أمين( كوثر) والعروسي (الإدريسي الحسني) ،منازعات الصفقات
العمومية على ضوء النص القانوني وواقع الاجتهاد القضائي المغربي ،طوب بريس ،الرباط .2010 ،
- 22 -
صدور المرسوم الخاص بإعادة تنظيم هذه الأخيرة سنة 1975حيث تبين تداخل وتشابه
اخ تصاصاتها خاصة بالنسبة للمراقبة مع الجهاز المختص بمراقبة الالتزام بنفقات الدولة المحدث سنة
1960وبذلك سينحو المرسوم الجديد بمهام اللجنة إلى مجرد التفكير والدراسة وتقديم الآراء
الاستشار ية بدلا عن كونها لجنة للمراقبة والزجر إذا تبت أي إخلال بالمقتضيات المنظمة لإ برام
الصفقة أو خلال تنفيذها.24
و بعد المرسوم المنظم ل لجنة الصفقات الصادر بتاريخ 27يونيو 1957فان الظهير المنظم للمحاسبة
العمومية المؤرخ في 6غشت 251958على غرار سابقه الصادر سنة 1917لم يخرج عن الإطار
العام الذي يتمحور بالخصوص حول اعتماد المناقصة العلنية كأساس جوهري لإ برام الصفقات
العمومية.
-غير أن الظهير المذكور أباح بعض الاستثناءات التي يمكن من خلالها الخروج عن مبدأ المناقصة
إلا ا نه ألزم صاحب المشروع بتب يان الأسباب الوجيهة التي تدعو إ لى استبعاد العرض الأ قل
ثمنا.
وبذلك تنص الفقرة 7من الفصل 30من ظهير ا لمحاسبة العمومية على أنه ...":في حالة ما إذا
اقترح إعطاء الأسبقية لأحد الممونين أو الم قاولين غير الشخص الذي قدم أقل ثمن فيجب أن
يوجه إلى السلطة المكلفة بالموافقة على الصفقة تقر يرا تبين فيه أسباب ذلك الاختيار".
فما يمكن ملاحظته بهذا ا لخصوص أن الفصل المذكو ر وان سمح استثناء بالخروج عن مبدأ
المناقصة إلا انه أحاط ذلك بتقدير الأسباب الواقعية التي تدعو إلى الخروج عن طر يقة المناقصة
وجعلها متروكة لتقدير السلطة الحكومية المكلفة بالموافقة على الصفقة بناء على التقر ير الذي يجب
أن يرفع إليها.
كما أن ظهير المحا سبة أباح ودائما في خانة الاستثناء إمكانية الل جوء إلى التعاقد المباشر في
بعض الحالات فطبقا للفصل 31منه يمكن التعا قد عن طر يق الاتفاق المباشر إذا كانت مث لا
الظروف تحتم أن تب قى عمل يات الحكو مة سر ية إ لا أ نه اشترط أن يؤذن في ذ لك وق بل إ برام
الصفقة من طرف رئيس الو زارة بناء على تقر ير خاص يصدره الوز ير أو كاتب الدولة أو وكيل
- 23 -
الوزارة المعني بالأمر.26
ر غم هذه الا ستثناءات الم حدودة فان هاجس ال توفير ال مالي والمعط يات الح سابية كا نا
حاضر ين بقوة في توجيه نظام الصفقات نحو الأخذ بالمناقصة كوسيلة فضلى لإ برام الصفقات قد
تكو ن على حساب الجودة وسرعة الانجاز ،وهذا التوجه العام لم ي حد عنه كذلك المرسوم الصادر
سنة 1965المتعلق بصفقات الدولة وان سار نحو المزيد من التقنين.
-مرحلة المرسوم رقم 32...553بتاريخ 56ماي 7275632
يحسب ل هذا المرسوم أ نه ضم شتات النصوص المتعل قة بالصفقا ت العموم ية خا صة من
خلال ظهيري المحاسبة العمومية لسنتي 1917و 1958وهو يتعلق بتحديد الشروط وال كيفيات
التي تبرم بموجبها صفقات الأشغال أو الأدوات أو الن قل لحساب الدو لة ركز هدا المرسوم ع لى
المناقصة و جعل منها الطر يقة الأولى والأساسية لإ برام الصفقات العمومية.
و بذلك نص الفصل 9منه ":تبرم الصفقات بالمنافسة عن طر يق المناقصة العمومية".
يتبين من خلال مقتضيات هذا الفصل أن المناقصة تفيد التعاقد مع المتعهد أو المتنافس الذي
قدم أدنى سعر أو ث من لانجاز الصفقة سواء كانت تتع لق بالأ شغال أو الأدوات أو الن قل ك ما
يستفاد كذلك أن التعاقد على أساس المناقصة يعد عقدا إدار يا يتمتع بجميع خصائص العقد الإداري.
وترتكز المناقصة ع لى ثلا ثة مبادئ :العلن ية المنافسة والمساواة بما يقتضيه الأمر من إع لان
م سبق عن ال صفقات وأحق ية الم شاركة والت نافس ال تي ت خول لجم يع المقاو لات أو ال موردين أو
الخد ماتيين شر يطة أن تتوفر فيهم الشروط المطلو بة.
ك ما سبقت الإشارة فان تركيز الن صوص القانونية المتعل قة بالصفقات العموم ية ع لى م بدأ
المناقصة من خ لال اقل أوأدني ثمن أمل ته اعتبارات التوفير ال مالي خلال هذه السنوات الأولى
التي أعقبت الاستقلال وما تتطلبه المرحلة من إنشاءات في عدد المجالات و البنيات
ورغم ذلك فان مقتضيات هذا المرسوم أجازت إمكانية إ برام الصفقات عن طر يق أو
بواسطة ط لب ال عروض و هي الإمكان ية التي كا نت تخول ل لإدارة من خ لال ت شر يعات الحما ية
- 26راجع مقتضيات الفصل 31من ظهير المحاسبة العمومية المؤرخ في 6غشت 1958للاطلاع على باقي الحالات
التي يمكن من خلالها تجاوز مبدأ المناقصة.
- 27صدر المرسوم المذكور بعدد الجريدة الرسمية 2744المؤرخ في 2يونيو ، 1965ص ( 670تتعلق هذه المراجع
بالنسخة الفرنسية للجريدة الرسمية).
- 24 -
التعاقد بناء علي تقييم العروض وتمييز العرض الذي يحظى بالأفضلية حتى ولم يكن هو العرض
الذي تم تقديمه بناء على أدني أو اقل ثمن.
كما أن هذا المرسوم أجاز إمكانية إ برام بعض الصفقات من خلال الاتفاق المباشر على
رغم أن هذا الأخير يعد تعاقدا أقل شفافية و يضرب مبدأ المنافسة والمساواة.
وما يمكن أن يحسب لهذا المرسو م من إضافة أو تجديد إتاحته لإمكانية إ برام صفقات غير
مكتو بة من خ لال فواتير لا تتعدي قيمت ها 10.000درهم ،ويم كن أن ن لاحظ أن قيمة هذا
المبلغ المسموح به تبدو ضئيلة إلا أنه يجب النظر إلى قيمت ها خلال فترة إصدار المرسوم ،وهذه
الطر يقة ستعرف فيما بعد بالصفقات بناء على سندات الطلب.
و ما ي جب إثار ته أن هذا المرسوم لم تخت لف مقت ضياته كثيرا عن المقتضيات ا لواردة بظه ير
المحاسبة العمومية المتعلقة بالصفقات العمومية ،28وذلك إذا ما استثنينا الصفقات البسيطة التي
تعقد بناء على فواتير في حالة الاستعجال وغالب ا ما تكون صفقات خاصة بالتوريدات.
واستمرار العمل بمضامين هذا المرسوم إلى غاية إصدار مرسوم 14أكتو بر .1976
-مرحلة مرسوم 51أكتو بر 7295643
صدر هذا المر سوم ا لذي ي هم صفقات الأ شغال أو ا لأدوات أو ال خدمات المبر مة
لح ساب الدو لة خ لال حق بة ال سبعينات و هي ف ترة عر فت مجمو عة من الإ صلاحات فر ضتها
بالخصوص ضرورة التوافق حول المسيرة الخضراء بتقديم تنازل متبادل من جميع أطراف الحقل
السياسي بعد فترة الاستثناء التي تم الإعلان عنها مباشرة بعد صدور مرسوم 1965الذي سبق
ذكره والتي دامت إلى غاية . 1970
ومن أهم الإصلاحات خلال هذه الفترة صدور ميثاق التنظيم الجماعي بمقتضى ظهير 30
شتنبر 1976الذي وسع بالملموس من اختصاصات الجماعات وخول للهيآت المنتخبة مجموعة من
الصلاحيات كانت من ق بل تمارس من طرف رجال السلطة ،و في ن فس ال تاريخ صدر أي ضا
المرسوم ال منظم لمال ية ومحاسبة الجما عات ،30وتضمن هذا المرسوم المقت ضيات المتعل قة ب صفقات
- 28وهي المقتضيات المنصوص عليها في المواد من 29إلى 34من ظهير 6غشت الذي سبق ذكره.
- 29يتعلق الأمر بالمرسوم رقم 76.2.479الصادر بتاريخ 14أكتوبر 1976ج ر عدد 3339بتاريخ 27أكتوبر
. 1976
- 30مرسوم رقم 76.2.576بتاريخ 30شتنبر . 1976
- 25 -
الجماعات المحلية آنذاك ،31كما تجب الإشارةكذلك إلى ظهير 1977المنظم لاختصاصات العمال
بوصفهم سلطة وصاية محلية على الجماعات بما في ذلك الصفقات التي تبرمها هذه الأخيرة.
ومن بين أهم المستجدات التي أقرها مرسوم 14أكتو بر الخاص بصفقات الدولة مق ارنة مع
سابقه أ نه لم يجعل من المناقصة الطر ي قة الأساسية لإ برام الصفقات بل سار في اتجاه عقل نة
وت حديث ن ظام ال صفقات وذ لك بن صه ع لى تنو يع طرق ا لإ برام ،ح يث ساوى بين المناق صة
وال طرق الجد يدة ال تي يم كن من خلال ها التعا قد وإ برام ال صفقات وذ لك من أ جل أن ي ترك
لصاحب المشر وع إمكانية التعاقد على أساس معايير الجودة وال كفاءة دون التركيز على المناقصة
التي تنبني على اقل تكلفة إلا أنها قد تغيب عنها الجودة وسرعة الان جاز أو التعثر الذي يمكن أن
يحدث بالنسبة إ لى الو فاء بالالتزا مات التعاقد ية خا صة إذا ما تم استعمال أو ت قديم أدنى ث من
كط ر يقة احتيالية لنيل الصفقة من طرف المتنافسين حيث يكون الفارق كبيرا بين الثمن المقدم
والذي تم على أساسه التعاقد و بين الكلفة الحقيقية المتطلبة لان جاز المشروع لذلك نص في فصله
الثامن ":يتم إ برام الصفقات بعد عر ضها علي المنافسة بواسطة السم سرة العمومية أو عن طر يق
طلب العروض أو المناقصة".
كما حافظ وركز المرسوم على إمكانية إ برام الصفقات من خلال الاتفاق المباشر بالإضافة
إ لي إ برام ال صفقات من خ لال سندات الط لب في حدود 30.000درهم لتلب ية الحاج يات
الم ستعجلة في التور يدات بالخ صوص ال تي تحتاج ها ا لإدارات العموم ية في ت صر يف أ شغالها
اليوم ية ،ح يث ر فع من قي مة هذا المب لغ بعدما كان م حددا في مب لغ 10.000درهم بمقت ضى
مرسوم . 1965
وام تد الع مل بم ضامين هدا المر سوم إ لي غا ية آ خر سنة 1998إذ سي شهد الم غرب مجمو عة
32
بسبب إصلاحات سياسية واقتصادية وذلك بعدما وصلت البلاد إلى مشارف السكتة القلبية
الوضعية الاقتصادية و السياسية الخانقة والصعبة التي حتمت اعتماد مقار بات إصلاحية متعددة
الجوانب.
و بذلك سيعرف مجال الصفقات العموم ية محاولات جادة نحو التعم يق والتطو ير بحكم
- 31سيتم استبدال اسم الجماعات المحلية بالجماعات الترابية للدلا لة على البعد الترابي التنموي في عمل هذه الجماعات
المراجعة الدستور ية الأخيرة بمقتضى دستور 1يوليوز . 2011 بمقتضى
- 32هذا هو الوصف الذي وصف به الملك الراحل الحسن الثاني الوضعية العامة بالمغرب آنذاك
- 26 -
علاق ته المبا شرة بان جاز الم شار يع الاقت صادية الهيكل ية التي كا نت الب لاد في أ مس الحا جة إلي ها
خاصة بعد التقر ير السلبي والصادم للبنك الدولي حول مؤشرات الاقتصاد الوطني.
الفقرة الثانية 7محاولة تعميق وتطو ير نظام الصفقات العمومية
طب عت ف ترة الت سعينات مجمو عة إ صلاحات مؤس ساتية ح يث عرف الم غرب ت عديلين
دستور يين متواليين خلال سنتي 1992و 1996كما تم إحداث المحاكم الإدار ية بمقتضى القانون
90.41وانطلق العمل بها سنة 1993للنظر في القضايا التي تكون الإدارة أو أحد الأ شخاص
العا مة طر فا في ها بما في ذ لك المناز عات المترتبة عن الالتزا مات التعاقد ية في إ طار ال صفقات
العمومية.
وأي ضا المج لس الاست شاري لح قوق الإن سان سنة 1993لإع طاء المز يد من ال ضمانات
الحقوقية ضد الشطط والتعسف المحتمل للإدارة أو المؤسسات العامة إلى غيرها من الإصلاحات
التي مهدت إلى ما سمي بالتناوب التوافقي بإشراك قوى المعارضة الرئيسية آنذاك في تدبير الشأن
العام ،حيث تم تنصيب حكومة التناوب خلال شهر ا بر يل سنة 1998وهي السنة التي سيصدر
في آخرها مرسوم الصفقات الذي نحا بهذه الأخيرة نحو مزيد من التطور.
-مرسوم 03دجنبر 5665المتعلق بتحديد شروط وأشكال إ برام صفقات الدولة وكذا بعض
المقتضيات المتعلقة بمراقبتها وتدبيرها733
شكل هذا المرسوم لحظة صدوره تح ولا لافتا في الارتقاء بالصفقات العمومية،وقد فرضت
مجموعة من الأسباب والعوامل إصداره تضمنت مذكرة تقديمه بعضا منها ويمكن إجمالها كالتالي :
-مسايرة التحولات التي عرفتها بنية الإدارة،
-الان سجام مع إرادة ال سلطة العموم ية من أ جل ع صرنة و فعال ية تدبير المرا فق العا مة للدو لة
والارتقاء بالخدمات التي تقدمها خاصة مع تطور القطاع الخاص بمقتضى قانون الخوصصة لسنة
1989
ك ما أن المعط يات الخارج ية أو الأ سباب الخارج ية ساهمت بدور وا فر في إ صدار هذا
المرسوم حيث نجد الاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية المنظمة العالمية للتجارة دخلت حيز التنفيذ
انطلا قا من فاتح ي ناير 1995وتقضي بتحر ير المباد لات وتحديد القوا عد في مجال مساطر إ برام
الصفقات.
- 27 -
وكذلك صدور ال قانون الن موذجي المتع لق بإ برام ال صفقات العموم ية الخا صة بالإ شغال و
34
التوريدات و الخدمات الذي أقرته لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالقانون التجاري الدولي
و بذلك أ صبح المغرب ملز ما بتقر يب نظام صفقاته العموم ية إ لى محا كاة المعايير الدول ية ب هذا
الخصوص.
وتثير أولى الملاحظات الشكلية المتعلقة بهذا المرسوم أنه تضمن المقتضيات الخاصة بالمراقبة
وال تدبير ،وت عد هذه هي ال مرة الأولى ال تي ي شير في ها مر سوم للصفقات من خ لال ت سميته إ لى
المراقبة والتدبير حيث يرتبط الأمر بمعايير جديدة تواكب إ برام الصفقات وتتبع جميع مراحلها .
ومن جملة الأهداف التي سعى هذا المرسوم إلى تحقيقها نجد بالخصوص:
- 5تكريس الشفافية في إ برام الصفقات العمومية 7من خلال نشر ا لبرنامج التوقعي في بداية السنة
المالية لتمكين المقاولات من الإعداد المسبق والجيد للمشار يع وت كريس نظام الاستشارة باعتماد
مقاييس و معايير لتقييم المؤهلات التقنية والمالية للمتعهدين.
بالإضافة إلى إعلام المتنافسين بنتائج فحص العروض خلال 24ساعة الموالية لانتهاء إشغال
اللجنة مع تعميم فتح الأظرفة في جلسات عمومية لجميع طلبات العروض.
كما ألزام صاحب المشروع بأن يبلغ لأي متنافس سبب إقصاء عرضه بناء علي طلبه
- .تكريس حر ية المنافسة و التباري بين المتعهدين 7أسس المرسوم لطلب العروض كقاعدة عامة
في التعاقد و بذ لك تم حذف مسطرة المناقصة ز يادة على تعو يض مسطرة أو طر يقة الات فاق
المباشر بالمسطرة التفاوضية مع تقليص ملحوظ في عدد الحالات التي يمكن أن يتم فيها اللجوء إلي
التعاقد بواسطة أو عن طر يق مسطرة الت فاوض ،وذلك من 17حالة بمقتضي الات فاق المبا شر
بمقتضي مرسوم 14أك تو بر 1976إ لي 9حالات فقط للتعا قد عن طر يق الت فاوض بمقتضي
35
مع تبر ير و تعل يل صاحب الم شروع ل قراره القا ضي باللجوء إ لي مر سوم 30دجن بر 1998
المسطرة التفاوضية.
كما أصبح إقصاء المتنافسين ينبني علي معايير و مقاييس التقييم التي تبلغ إليهم من قبل من
- 34قصري (محمد)" ،القاضي الإداري ومنازعات الصفقات العمومية" ،مرجع سبق ذكره.
- 35يتعلق مرسوم 30دجنبر 1998بالصفقات الخاصة بالدولة فقط ،أما الصفقات الخاصة بالجماعات الترابية فيطبق
عليها المرسوم رقم 99.2.786الصادر بتاريخ 27شتنبر 1999الذي عوض مرسوم 1976المتعلق بمالية ومحاسبة
الجماعات الذي كان يؤطر صفقات هذه الأخيرة.
- 28 -
خلال نظام ال استشارة ،وأباح رفض العرض الأقل تكلفة في حالة عدم التبر ير أو عدم كفاية
التبر ير من قبل المتنافس بالاستناد إلي الثمن التقديري المتعلق بالصفقة المقدم من طرف صاحب
المشروع أو بالمقارنة مع عروض باقي المتعهدين وذلك بغية تجنب الممارسات التي تؤثر علي حر ية
المنافسة.
- 0الإتقان والمردودية في إعداد وتنفيذ الصفقات العمومية 7ألزم المرسوم صاحب المشروع قبل
المنافسة أو المفاو ضة أن ي حدد بال تدقيق المواصفات التقن ية للصفقة وكذلك استبدال قا عدة ا لثمن
الأدنى أو الأقل بقاعدة العرض الأفضل أو الأجدى خلال تقييم عروض المتعهدين.
ولتم كين صاحب الم شروع من د عم قدرا ته في تدبير الصفقات العموم ية أجاز له تع يين
الموظف المؤهل لينوب عنه في تتبع و تنفيذ الصفقة.
- 1تخليق الصفقات العموم ية 7إذا كانت قيمة الصفقة تتجاوز خمسة ملايين درهم فإن ها تخضع
للمراق بة في طر ي قة إ عدادها وإبرام ها ،أ ما إذا كانت قيمت ها ت فوق مل يون درهم أو جب المر سوم
إعداد تقر ير عن انتهاء الأشغال يعده صاحب المشروع و يوجه إلي السلطة المختصة.
- 2د عم الن سيج الاقت صادي ا لوطني 7ولتطب يق هذا ا لإجراء خول المر سوم منح امت يازات
للمقاو لات الوطن ية في صفقات الأ شغال والدرا سات بأف ضلية ./.15بالمقار نة مع عروض
المقاولات الأجنب ية ،ك ما أ تاح إمكانية ت جزئ الصفقات ال كب يرة من أ جل ت شجيع المقاو لات
الصغرى و المتوسطة إلي الولوج إلي الطلبيات العمومية.
بالإضافة إ لى مجموع هذه المقتضيات أجاز هذا المرسوم إ برام صفقات بناء ع لى سندات ط لب
ورفع من قيمتها إ لي حدود 100.0000درهم بعدما لم تتجاوز هذه القيمة 30.000بمقتضى
المرسوم السابق.
بعد الإشارة ولو بشكل مختصر إلى هذه المستجدات التي أتى بها مرسوم 30دجنبر 1998
يت بين أ نه خ طا بنظام ال صفقات العموم ية خطوات أك يدة ساهمت وشكلت لب نة أسا سية في
الارتقاء بهذا النظام نحو المزيد من التطور ،غير أنه يجب أن لا نغفل مسألة تظل على جانب من
الأهمية و هي التي تتعلق بالمفار قة التي نجدها دائما بين ا لنص القانوني ووا قع تطبي قه أي مسألة
تنز يله التنز يل السليم لبلوغ الغايات الأساسية والأهداف التي يتوخى تحقيقها.
وعمو ما فرغم هذه الم ستجدات إ لا أن ال ممار سة بمقت ضى هذا المر سوم أبا نت عن عدد من
الثغرات والنقائص سيحاول تجاوز بعضها المرسوم الموالي لسنة .2007
- 29 -
-مرسوم 2فبراير 7 36.334
هدف هذا المرسوم من خلال بيان الأسباب التي دعت إلى إصداره وهي أسباب ظلت
في معظم ها أسبابا مشتركة مع المرسوم السابق مع بعض ال تجديدات كمسايرة الإدارة العموم ية
لسيا سة ا لأوراش ال ك برى ومواك بة التغ يرات بتر سيخ ال شفافية من خ لال اح ترام م بادئ
الإشهار و المنافسة ،واختيار العرض الأفضل اقتصاديا.
ومن أهم التجديدات التي أتى ب ها هذا المرسوم نجد توج هه نحو نزع الصفة الماد ية عن
الم ساطر من خ لال إ لزام صاحب الم شروع بن شر الإع لان و المعلو مات و الو ثائق بالبوا بة
الال كترونية ل صفقات الدو لة ،وجعل ها كو سيلة جديدة للإ شهار تتما شى مع الت طور التكنو لوجي
المضطرد.
ك ما أ قر اعت ماد و سائل الط عن و ال طرق البدي لة للم صالحة الخا صة بالنزا عات المتعل قة
بال صفقا ت من خ لال التظل مات الرئا سية أو سلطة الو صاية بالن سبة للجما عات والمؤس سات
العمومية.37
وعمل هذا المرسوم أيضا ضمن مستجداته إ لى تمديد مدة الإعلان عن طلب العروض إ لي
40يوما قبل تاريخ استلام العروض من المتعهدين من أجل العلم بالصفقة و التحضير الجيد ل ها
خا صة ب النسبة للصفقات المتعل قة بالأشغال ال تي ي فوق ثمن ها 65مل يون درهم ،ومل يون و 800
ألف درهم فيما يخص صفقات التوريدات أو الخدمات.
تقليص أجل المصادقة على إ برام الصفقة إلي 60يوما و بذلك يتجنب المتعهد نائل الصفقة طول
الانتظار ل كي يتفرغ إلى تنفيذ التزامه التعاقدي بعدما أصبح صاحب الصفقة.
ك ما نص ع لى م ضاعفة ثمن الصفقة في ما يخص صفقات التور يدات إ لي مل يون درهم ل كي
ي كون صاحب الم شروع ملز ما با ستدعاء مم ثل عن ا لوزارة المكل فة بالت جارة إ لي لج نة ط لب
العروض.
بالإ ضافة إ لى إتا حة إمكانية التعا قد من ال باطن في حدود ./50من قي مة ال ص فقة بخ لاف
- 36يتعلق الأمر بالمرسوم رقم 06.2.388الصادر بتاريخ 5فبراير ،2007ج رعدد 5518بتاريخ 19أبر يل ، 2007
واحتفظ بنفس التسمية التي سمي بها المرسوم السابق لسنة . 1998
- 37راجع للمزيد من التوضيح ،باهي (محمد) ،منازعات الصفقات العمومية للجماعات أمام المحاكم الإدار ية ،أطروحة
لنيل الدكتوراه في القانون العام ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -عين الشق بالدار البيضاء ،السنة
الجامعية . 2014- 2013
- 30 -
مرسوم 1998ا لذي لم يتح هده الإمكانية ر غم ت شجيعها للمقاولات الصغرى والمتوسطة التي
ت ساهم بدور وا فر في الر فع من وت يرة الن سيج الاقت صادي ا لوطني وت شكل الن سبة ا لأكبر
للمقاولات الخاصة الوطنية.
وعمل كذلك على مراجعة وتقليص مدة انجاز الصفقات التي تقبل مراجعة الثمن من سنة إلي
4أ شهر بخ لاف المر سوم السابق لسنة 1998و في هذا المقتضى ت شجيع للمقاولات ع لى الو فاء
بالتزاماتها التعاقدية وتجنب الدخول في منازعات تؤثر سلبا على ان جاز الصفقات وتأخير تسليمها
الذي يؤثر كذلك على الغرض أو الهدف الذي أبرمت من اجله الصفقة في الأصل.
هذا بالإضافة إلى الرفع من قيمة سندات الطلب من 100.000درهم إلي 200.000
درهم التي يتم من خلالها عقد صفقات مستعجلة وغالبا ما تهم التوريدات أو الأشغال البسيطة،
وقد تدرجت المراسيم السابقة في الرفع من قيمة سندات الط لب غير أن هذا المرسوم ر فع من
قيمته ا إلى الضعف دفعة واحدة.
ورغم هذه التعديلات مجتمعة فتطب يق هذا المرسوم لم يدم طو ي لا إذ سيعرف نظام الصفقات
العمومية تغييرا جوهر يا بمقتضى المرسوم اللاحق لسنة 2013حيث لم يترك لمرسوم 2007فرصة
التطب يق إ لا ل مدة ست سنوات و هي للإ شارة ت عد أق صر مدة ف صلت بين المرا سيم المنظ مة
للصفقات.
-مرسوم .3مارس .350المتعلق بالصفقات العمومية738
ما ميز هذا المرسوم في البداية هي طر يقة إعداده التي اتجهت نحو اعتماد المقار بة التشاركية،
إذ فتحت بشأنه الخز ينة العامة للممل كة مشاورات بين الفاعلين والمعنيين به ك ما أن الأمانة العامة
للحكو مة بدورها عر ضت م شروعه أ مام الع موم لتل قي ملاح ظاتهم واقترا حاتهم ع لى موقع ها
الال كتروني.
بالإ ضافة إ لى ذلك ن لاحظ أن هذا المرسوم أتى بعد د ستور 2011ا لذي ا قر مجمو عة من
الم بادئ الد ستور ية المرتب طة بالم ساواة والنزا هة وال شفافية ور بط الم سؤولية بالمحا سبة وت عارض
المصالح إلى غيرها من المبادئ التي تدخلت بشأنها اله يآت المجسدة لها كمج لس المنافسة واله يأة
- 38مرسوم رقم 12.2.349صدر بتاريخ 20مارس ، 2013ج ر عدد 6140بتاريخ 4أبر يل .2013وتم تأخير
تاريخ العمل به وذلك إلى غاية 1يناير ، 2014بعدما نص في الأول على تطبيقه بعد ستة أشهر من تاريخ نشره بالجريدة
الرسمية.
- 31 -
الوطنية للوقاية من الرشوة ومحار بتها خلال عمليات المشاورة لحظة إعداده.
ك ما أن المج لس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قدم عددا من الخلا صات والتو صيات
تضمنتها إحا لته الذاتية الصادرة سنة 2012المتعلقة بالصفقات العمومية.39
وما ميز هذا المرسوم عن سابقه أنه وسع من الم بادئ العامة التي تحكم نظام الصفقات
العمومية وعمل على تكريس عدد منها:
تميزت مقت ضيات المر سوم بالتعميم والتوح يد إذ ي عد المر سوم ا لأول في تاريخ الن صوص
القانون ية المنظ مة لل صفقات العموم ية ا لذي ج مع بين صفقات الدو لة والجما عات التراب ية
ومجموعاتها40والمؤسسات العامة.
ك ما وسع من قواعد الحكا مة التي ي جب أن تحكم الإطار المنظم للصفقات العمومية بنصه
ع لى ضمان ح قوق كل المتناف سين ،و حث ع لى و جوب اح ترام البي ئة وإدخال ها ضمن أ هداف
التنمية المستدامة المتوخاة من وراء إ برام الصفقات العمومية.
و بالن سبة إ لى تو ضيح وتب سيط الم ساطر أ قر المر سوم آل ية إ بداء الاهت مام في ال صفقات
المعقدة التي تقتضي تحديدا مسبقا للمتنافسين كما نص على إعفاء المقاولات المتنافسة من عدد م ن
الو ثائق كال سجل الت جاري ،ا لإ براء ال ضريبي و شهادة ا لانخراط في ال صندوق ا لوطني لل ضمان
الاجتماعي مع تقديمها إذا تم إرساء الصفقة والدخول في مرحلة التعاقد.
وبما أن طلب العروض أصبح القاعدة الأساسية التي يتم على ضوئها إ برام الصفقات بما توفره
من شفافية وتكافؤ للفرص فقد نص المرسوم على أن إعلان عدم جدوى تقديم طلب العروض
بسبب عدم تقديم أي عرض لا يبرر اللجوء إلي المسطرة التفاوضية إلا بعد إعلان طلب عروض
ثاني وفق نفس الشروط.
و بالإضافة إلى ما سبق خول المرسوم للمقاولات المتضررة رفع شكاياتها أو تظلماتها مباشرة
- 39راجع تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ،الصفقات العمومية رافعة استراتيجية للتنمية الاقتصادية
والاجتماعية ،اللجنة الدائمة المكلفة بالقضايا الاقتصادية والمشار يع الإستراتيجية ،إحالة ذاتية رقم ، 2012 / 7منشور
بالموقع الال كتروني للمجلس.
- 40نص المرسوم على أن شمول مقتضياته لصفقات الجماعات الترابية ستكون بشكل مؤقت ،حيث سيصدر نص خاص
بصفقات الجماعات بالنظر إلى خصوصيات هذه الأخيرة ،وبذلك سيكون هذا التجميع والتوحيد مؤقتا ،رغم انه كان
سيشكل نواة لإحداث مدونة خاصة بالصفقات العمومية.
- 32 -
إلي لجنة الصفقات 41من أجل البحث عن تسو يات ودية تجنب اللجوء إلى المساطر القضائية التي
تكلف الجهد والوقت والمصار يف المادية.
وفيما يخص نزع الصفة المادية عن الطلب يات العمومية فبالإ ضافة إلى الإ شهار الال كتروني
للصفقات والبرامج التوقعية أجاز المرسوم ت قديم العروض بشكل ال كتروني إذا كان الأمر يتع لق
ب صفقات التور يدات العاد ية ،وه نا ن طرح الت ساؤل حول الموا نع ال تي حا لت دون تمد يد هذا
المقت ضى وتعمي مه ع لى باقي ال صفقات خا صة في ظل ال حديث الم تواتر عن ا لإدارة الرقم ية أو
الال كترونية التي تقتصد الوقت والجهد.
وعمل المرسوم فيما يخص تشجيع المقاولات الوطنية على إعطاء أفضلية ./.15بالمقارنة مع
عروض المقاولات الأجنبية ،ك ما ألزم هذه الأخيرة إذا نالت إحدى الصفقات أن تتعا قد من
الباطن في حدود ./. 20من قيمة الصفقة مع المقاولات الصغرى والمتوسطة الوطنية .
وحافظ مرسوم 2013ع لى ن فس السقف ا لذي حدده مر سوم 2007و تتم بمقتضاه ب عض
ال صفقات ب ناء ع لى سندات الط لب بقي مة لا تت جاوز 200.000در هم تي سيرا ل سير الم صالح
الإدار ية وأ خذا ب عين الاعت بار لخصو صيات ب عض الإدارات و لا يم كن الر فع من قي مة هذا
42
وتأ شيرة المب لغ إلا بمو جب م قرر لرئيس الحكو مة يتخذه بعد ا ستطلاع رأي لج نة الصفقات
الوز ير المكلف بالمالية.
وكمثال قد رفضت لج نة الصفقات في أحد آرائ ها لسنة 2015التماس رفع سقف سند الط لب
المقدم من طرف الأمانة العامة للحكومة..." :إن اقتناء عتاد وأثاث المكتب يندرج ضمن الأعمال
العاد ية والمتوق عة وال تي يم كن برمجت ها م سبقا و لا ت دخل في إ طار الحا لات الا ستثنائية الخا صة
ببع ض القطاعات الوزار ية و بالتالي فان هذا الصنف من التوريدات لا يبرر رفع سقف سندات
الطلب من أجل اقتنائها ولا يسمح بالحيد عن إجراء المنافسة المفتوحة بشأنها ،ما عدا إذا استوفى
الشروط التي حددها المرسوم للجوء إلى طلب العروض المحدود أو المسطرة التفاوضية"
- 41راجع للاطلاع على تركيبة واختصاصات اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية المرسوم رقم 14.2.867المنظم لهذه
الأخيرة الصادر بتاريخ 21سبتمبر ،2015ج ر عدد 6399بتاريخ 28سبتمبر ، 2015المعدل بالمرسوم رقم
2.18.934
- 42رأي لجنة الصفقات رقم 15 / 457بتاريخ فاتح يوليوز 2015بخصوص التماس رفع سقف سندات الطلب من
200.00إلى 500.000درهم المخول للأمانة العامة لل حكومة ،رأي منشور بموقع اللجنة المحدث ضمن موقع الأمانة
العامة للحكومة.
- 33 -
و يعد هذا التشدد ضمانة أمام الإدارات العمومية ل كي لا تت جاوز طرق المنافسة المفتوحة وتلجأ
إلى صفقات بواسطة سندات الطلب التي لا تتوفر فيها مبادئ الشفافية والمساواة أمام الطلبيات
العموم ية ر غم إ لزام ا لنص ل صاحب الم شروع بمقار نة ثلا ثة فواتير ع لى الأ قل وتحد يد المر سوم
للائحة بالأعمال التي يمكن القيام بها وفق هذا الإجراء.
وعمل المرسوم كذلك على توسيع أنواع الصفقات بإضافة صفقات جديدة تتجلى في صفقات
التصور والانجاز بالنسبة للصفقات ال كبيرة و المعقدة خاصة المتعلقة بالبنية التحتية حيث يتطلب
الأمر إ شراك صاحب الت صور مع من جز الع مل ،و يبرم هذا ال نوع من ال صفقات عن طر يق
الم باراة ال تي تم كن من تحد يد مدى توفر المتناف سين ع لى ال شروط والمؤه لات الماد ية والتقن ية
المتطلبة لانجاز المشروع.
ولا يتم اللجوء إلى إ برام هذه الصفقات إلا بعد الحصول على ترخي ص مسبق من طرف رئيس
الحكومة الذي يتخذه بناء على استطلاع رأي لجنة الصفقات.43
ز يادة ع لى صفقات الت صور والان جاز أ ضاف واد مج المر سوم أي ضا أع مال الهند سة
المعمار ية ضمن المنظومة المؤطرة لقواعد وشروط إ برام الصفقات العمومية ،ويمكن أن ن جد مبرر
44
والبن ية التحت ية كذلك ال تي تتط لب من صاحب هذا الإد ماج في ت طور وت سارع م جال الب ناء
المشروع أن يكون ملما بمختلف الجوانب الهندسية الدقيقة من تصاميم ورسومات تهم أي مشروع
يراد برمج ته وان جازه م ما يقت ضي ا لأمر إ برام صفقات منف صلة توفر التو ضيحات اللاز مة حول
الجوانب التقنية والهندسية الخا صة بالمشار يع المزمع إ برام صفقات بخصوصها.
و لم يغ فل المرسوم كذلك جان با ع لى قدر كبير من الأهم ية و يتع لق الأمر بحكا مة ال صفقات
العمومية حيث خصص لها الباب العاشر وتشمل هذه الحكامة الرقابة سواء الداخلية المنبثقة من
داخل الوزارة نفسها كالمفتشية العامة داخل كل وزارة أو الخارجية التي تتولاها الهيآت الرقابية
كالمفتشية العامة للمالية أو المفتشية العامة للإدارة الترابية بالنسبة للجماعات ،بالإضافة إلى الرقابة
التي يزاولها المجلس الأعلى والمجالس الجهو ية للحسابات
- 43راجع للمزيد من التوضيح ،ملف" :المرسوم الجديد حول الصفقات العمومية" ،مجلة المالية ،العدد ، 23أبر يل
.2014
- 44راجع للمزيد من التوضيح ،لحرش(كريم)،مستجدات المرسوم الجديد للصفقات العمومية ،سلسلة اللامركز ية
والإدارة الترابية عدد ، 22طوب بريس ،الرباط ،2014ص .27
- 34 -
دون أن نغفل رقابة لجنة الصفقات سواء بالنسبة إلى صفقات الدولة حيث أصبح دور هذه
اللجنة أكثر فاعلية وتدخلا في مراقبة إ برام وتتبع تنفيذ الصفقات مقارنة مع ما كان عليه الحال
في السابق ،بما في ذلك حل الخلافات التي تطرح عليها لإ ي جاد حلول وتسو يات حبية ل ها دون
اللجوء إلى القضاء.45
أو بالن سبة إ لى صفقات الجما عات ح يث أو كل المر سوم إ لى لج نة تت بع صفقات الج هات
والعمالات أو الأقاليم والجماعات قبل إلغائ ها ودمجها ضمن هيكلة اللج نة الوطنية ك ما سنرى مجمو عة
مهام لصيقة بمسار طلبيات الجماعات الترابية ،و يعد إحداث هذه اللجنة التي تتبع إلى وز ير الداخلية
46
من بين المستجدات التي جاءت بها مضامي ن المرسوم الحالي للصفقات العمومية.
هذا بالإضافة إلى مجموعة مقتضيات أخرى تتعلق بنشر البرامج التوقعية حيث يتعين على صاحب
كل م شروع أن يعمل ع لى ن شر البر نامج ال توقعي لل صفقات التي يع تزم إ برام ها وذلك ق بل نها ية
الثلاثة أشهر الأولى من السنة المالية المعنية بهذه ا لصفقات في جريدة ذات توز يع وطني و بالبوابة
الال كترونية للصفقات العمومية.
ز يادة ع لى إ لزام صاحب الم شروع بإ عداد تقر ير ي خص ت قديم ال صفقة يت ضمن أهميت ها
والغاية منها وكذلك الأسباب التي دعت إلى اختيار طر يقة إ برام ها ،47وكذلك تقر يرا عن انت هاء
تنف يذ ال صفقة خ لال الثلا ث ة أ شهر الموال ية للت سلم الن هائي لل صفقة ت بين ف يه جم يع مرا حل تنف يذ
الصفقة.48
بالإضافة إلى واجب التحفظ وال كتمان حيث تظل القواعد المتعلقة بهذا الجانب قواعد
عامة تشمل نظام الصفقات أيضا ح يث ألزم المرسوم و بين الأ شخاص المعن يين بواجب ا لتحفظ
وال كتمان حيث ينطبق هذا ا لمبدأ على أعضاء لجان فتح الأظرفة ،وكذلك أعضاء لجان الق بول
- 45راجع بخصوص منازعات الصفقات العمومية ،القريشي (عبد الواحد)،القضاء الإداري ودولة الحق والقانون
بالمغرب،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،سنة .2009
-ادريدو(يوسف)"،اختصاص ا لقضاء الإداري بمنازعات الصفقات العمومية" ،مجلة مسارات في الأبحاث والدراسات
القانونية ،دار الآفاق المغربية للنشر والتوز يع ،العدد الأول .2016 ،
- 46راجع مقتضيات المادة 145من مرسوم 20مارس 2013للاطلاع على تركيبة هذه اللجنة والأدوار الموكولة
إليها.
- 47راجع المادة 163من مرسوم 20مارس . 2013
- 48راجع مقتضيات المادة 164من نفس المرسوم للمزيد من التوضيح.
- 35 -
فيما يخص طلب العروض بالانتقاء المسبق أو المباراة وتشمل هذه المقتضيات أيضا كل شخص
من دوي الاختصاص دعي للمشاركة في أعمال الل جن المذكورة ،.ز يادة على المقتضيات المتعلقة
بمحار بة الغش والرشوة وذلك بمحافظة كل المتدخلين في إ برام الصفقات على الاستقلالية والتجرد
وأخذ نفس المسافة والحياد اتجاه جميع المتنافسين.
و قد تم إد خال ب عض الت عديلات ع لى المراسيم المرتب طة بمنظو مة ال صفقات بغ ية تحق يق أ ثر أو
انعكاس أكبر للصفقات العموم ية ع لى التنم ية السوسيو اقتصادية وذلك بمقتضى أر بعة مراسيم
تعدل مضامين المقتضيات القانونية المنظمة للصفقات العمومية واللجنة الوطنية للطلبيات العمومية
ثم المر سوم المتع لق بتحد يد آ جال ا لأداء وفوا ئد ال تأخير المتعل قة بالطلب يات العموم ية ،والمر سوم
المتعلق بفتح المجال أمام التعاونيات والمقاولات الذاتية للولوج إلى الصفقات العمومية وذلك في
خطوة تروم تشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ،ويمكن إجمال هذه التعديلات على الشكل
التالي:
مر سوم ر قم 2.18.933يق ضي بتغي ير وتت ميم المر سوم ر قم 20( 2.12.349مارس -
) 2013المتعلق بالصفقات العمومية ،و يهدف هذا التعديل إلى:
ملائمة الم صطلحات والم فاهيم وال صيغ الم ستعملة في المر سوم ر قم 2.12.349مع ت لك
المستعملة في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية.
أصبح لوز ير الداخلية صلاحية رفع سقف 200ألف درهم المعتبر كحد أقصى لسندات
الطلب المنجزة من قبل الجماعات الترابية،
نشر الوثائق المتعلقة بصفقات الجماعات الترابية ومجموعاتها ومؤسسات التعاون بين الجماعات
طبقا ل كيفيات وضوابط نشر وثائق صفقات الدولة.
المصادقة ع لى صفقات الجما عات الترابية ومجموعاتها ومؤسسات التعاون بين الجما عات تتم
من قبل السلطات المؤهلة لذلك طبقا ً للقانون ،وهي رؤساء الم جالس أو المجموعا ت أو مؤسسات
التعاون أو الموظفون المفوض إليهم حسب الحالة.
إلغاء لجنة تتبع صفقات الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات وسيتم نقل اختصاصاتها
إلى لجنة دائمة ضمن تركيبة اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية.
-المرسوم ر قم 2.18.934قضى بتغيير وتتميم المرسوم ر قم 21( 2.14.867سبتمبر )2015
المتعلق باللجنة الوطنية للطلبيات العمومية،وهدف المرسوم المذكور إلى:
- 36 -
تفع يل الحكا مة المؤس ساتية بإر ساء مُخاط ب وح يد في م جال ت قديم الخ برة والاست شارة
المتعل قة بم ساطر إ برام وتنف يذ ومراق بة وأداء ال صفقات المبر مة من ق بل الجما عات التراب ية
والأشخ اص الاعتبار ية للقانون العام المنبثقة عنها،
إ حداث لج نة دائ مة ،ضمن الج هاز ال تداولي للج نة الوطن ية للطلب يات العموم ية ،مكل فة
بدراسة الشكايات الصادرة عن المتعاقدين مع الجماعات الترابية ومجموعاتها ومؤسسات التعاون بين
الجماعات.
إ بداء الرأي حول تأو يل النصوص القانونية أو بنود دفاتر التحم لات المتصلة بصفقات
الأشخاص القانونية المذكورة ،من ناحية أخرى.
المر سوم ر قم ، 2.19.184هم تغي ير وتت ميم المر سوم المتع لق بتحد يد آ جال ا لأداء وفوا ئد -
ال تأخير المتعل قة بالطلب يات العمومية.و ي هدف هذا المرسوم ،ا لذي يتوخى م نه د عم مسار تطو ير
مناخ الأعمال ،إلى:
وضع آل ية للإ يداع الإل كتروني للفواتير و نزع الصفة المادية ع لى تبادل المعط يات الخا صة
بها ،ابتداء من تاريخ 2ماي .2019
تق ليص آ جال إ صدار ا لأمر بدفع وأداء النف قات المتعل قة بالطلب يات العموم ية ،و نزع
الصفة المادية على تبادل المعطيات بين الفاعلين الاقتصاديين والإدارة.
ومن شأن هذا المقتضى الأخير أن يساعد في حل إشكالية أداء المستحقات للمتعاقدين و بالتالي في
السير الطبيعي للحركية الاقتصادية التي تساهم فيها المقاولات المتعاقدة .
المرسوم 2.19.69و يهم : -
د مج المقاو لات الذات ية والتعاون يات في الن سيج الاقت صادي والاجت ماعي بتي سير باب
الو لوج إ لى ال صفقات العموم ية بن سبة ./.30من قي مة المب لغ ال مالي ا لذي ي قرر صاحب كل
مشروع تخصيصه خلال السنة المالية
تحصيص أو تجز يئ الصفقة عندما يساعد هذا التحصيص في مساعدة المقاولات الذاتية
أو التعاونية في ولوج الطلبية العمومية
منح الأف ضلية لل عرض ا لذي تقد مه التعاون ية أو المقاو لة الذات ية إذا ت ساوى مع بق ية
49
إلى غيرها من المقتضيات الداعمة لهذا الصنف البسيط من المقاولات الذي ي ساهم العروض
- 37 -
بقدر من الأهمية في التشغيل.
ورغم أهمية هذا المقتضى إلا أن أثره سيبدو محدودا بالنظر إلى طبيعة التعاونيات والمقاولات
الذات ية ال تي ت شتغل في مجا لات ب سيطة و بو سائل ب سيطة كذلك و بال تالي ي جب دعم ها ال قانوني
وخاصة ما يتعلق بمساطر تقديم العروض ومواك بة الصفقات ،والمادي من خلال تيسير سبل
استفادتها من التمو يلات البنكية.
وعموما فبعد محاولة تتبع مسار نظام الصفقات العموم ية بالمغرب ولو بشكل مختصر انطلاقا
من البوادر والإرهاصات الأولية لهذا النظام التي اقرها مؤتمر الجز يرة الخضراء والى غاية ا لنص
الحالي الذي يؤطر الصفقات العمومية.
نخلص إلى أن مقتضيات مرسوم 20مارس 2013ك ما تم تعديله خطت بعض الخطوات
الملموسة ن حو تعم يق وت طو ير نظام ال صفقات العموم ية ل ينعكس إ يجا با ع لى التنم ية الاقت صادية
والاجتماعية بالمقارنة مع سابقيه لسنة 1998و ، 2007غيران م جال الصفقات العمومية سواء
50
أو المؤسسات العامة يظل من بين أهم المجالات التي تعطي صفقات الدولة أو الجماعات الترابية
مؤشرات سلبية عن حكامة ا لسياسات العمومية بشكل عام ،وخاصة صفقات البنية التحتية من
ق ناطر و طرق وإن شاءات مختل فة ت ظل عنا صر ال جودة الكام لة غائ بة في انجاز ها ك ما أن إ برام
الصفقات العمومية مازال من أهم مشاتل إهدار المال العام وتساءل بالتالي آليات الرقابة والتتبع
وإرساء تجليات الحكامة.مسأل ة تنفيذ الالتزامات التعاقدية ،حيث لم يعد من المقبول والمستساغ
ونحن في خ ضم التحضير لن موذج تنموي جديد أن تت سبب الدو لة والجما عات الترابية والمؤس سات
العمومية في إفلاس عدد لا يستهان به من المقاولات المتعاقدة بسبب التماطل والتأخير في سداد
المستحقات المترتبة عن انجاز الصفقات العمومية رغم تسلم الأشغال أو الخدمات أو التور يدات
ر غم أن هذه النق طة كا نت م ثار تنب يه عدد من الخ طب المل ك ية ح ثت ع لى و جوب تنف يذ
ا لإدارات العموم ية لالتزامات ها و للأح كام ال صادرة ضدها ،ون صير بال تالي أ مام ن تائج عك سية
فعوض تشجيع وإدماج المقاولات خاصة الصغرى والمتوسطة في الدورة الاقتصادية يؤدي عدم
الالتزام بالأداء إلى إفلاسها أو إلى وضعها في حالة صعو بة في أحسن الأحوال.
- 50من نافلة القول التأكيد على أهمية الصفقات باعتبارها الأداة الرئيسية المستعملة في تنفيذ برامج ومخططات تنمية
الجماعات الترابية بمستو ياتها الثلاث التي ألزمتها القوانين التنظيمية المنظمة لها بإعدادها عند كل ولاية انتدابية بالإضافة
إلى المخطط الجهوي لإعداد التراب الذي تنفرد الجهات بإعداده.
- 38 -
51
أ صبح ك ما أن التحول في وظائف و بن ية ا لإدارة الترابية تبعا لمي ثاق اللاتمركز الإداري
يقتضي ملائمة مضا مين ا لنص المنظم للصفقات مع التصاميم المدير ية لن قل الاختصاصات من
الإدارة المركز ية إلى الإدارات اللاممركزة.
هذا إلى جانب القصور الذي يطبع طبيعة النص القانوني المنظم للصفقات العمومية حيث
نرى أن ها ع لى مر مرا حل تطور ها خا صة خ لال ف ترة الا ستقلال تنظم بمقت ضى مرا سيم و هي
نصوص تنظيمية تختص بها رئاسة الحكومة و تأتي كتشر يع فرعي في مرتبة أدنى إذا ما قارناها
مع النصوص التشر يعية التي تصدر عن البرلمان وتأخذ نصيبا من النقاش والتداول وإذا اقتضى
الأمر تحال على المحكمة الدستور ية للنظر في مدا مطابقة بنودها للدستور.
بالنظر إ لى أهم ية ال صفقات العموم ية وتقاطع ها المبا شر مع كل السيا سات وا لأوراش
التنمو ية و باعتبار ها كذلك آل ية تزو يد ا لإدارات والمؤس سات بو سائل الع مل ،أ صبح لزا ما
تنظيمها بمقتضى قانون على أن يترك الم جال للسلطة التنظيمية بمقتضى مراسيم للتدخل في الجوانب
والمقتضيات التكميلية والتفصيلية.
في الأخير لا بد من الإشارة بوضوح تام إ لى الاختلاف ال قائم بين الدول المتقد مة التي
استطاعت تحقيق مستو يات ملحوظة من التقدم والتطور في مستو يات العيش والدخل الفردي
لمواطنيها وفي بنياتها التحتية وفي نماذجها التنمو ية.
و بين ا لدول النام ية ومن ها المغرب التي لازا لت بين ال مد والجزر في تحسين أدائ ها السيا سي
والاقتصادي و بال تالي جودة وكفا ية الخدمات التي تقدمها لمواطني ها أو رعاياها بحسب الأحوال
وفي حكامة منظومتها السياسية والاقتصادية .
تأتي الإشارة إ لى هذا الت باين من أجل ال تدليل ع لى در جة ت دخل الدو لة وتو سع وظائف ها بين
النموذجين.
فمن نافلة القول أن الدولة النامية يجب أن تتوسع وظائفها مرحليا وأن تتسم تدخلاتها بالعمق
والم واكبة مادامت أنها ملزمة بتجاوز إكراهات البناء التنموي الشامل وتحقيق ال كفايات المرتبطة
بتحسين مؤشرات العيش ال كر يم لمواطني ها ،فهي ملزمة بنهج السياسات والخطط ال كفيلة بالرفع من
أدائ ها الاقت صادي من خ لال تح سين وث يرة م عدلات الن مو ال تي ت تأتى بإت باع مخط طات تهي ئة
51
-يتعلق الأمر بالمرسوم رقم 2.18.618المؤرخ في 26ديسمبر ،2018بمثابة ميثاق وطني للا تمركز الإداري ،ج
رعدد 6738بتاريخ 27ديسمبر .2018
- 39 -
البنيات التحتية والتجهيزات ال كفيلة بجدب الاستثمار خاصة
الأجنبي وتأهيل ال كفاءات وتعبئة العقارات وملائمة التشر يعات ودراسة التشجيعات الضريبية
إلى غيرها من الإجراءات الداعمة لبرامجها التنمو ية،52
و من كل ما ت قدم ي بدو جل يا مدى ح جم ال تأثير والتفا عل سواء ال سلبي أو الاي جابي بين
الصفقات العموم ية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعد الغا ية المتوخاة والأساسية من
كل نموذج تنمو ي ،و بذلك ينبغي حسن توظيف ها بالشكل الأن سب ا لذي يجعل ها مدخلا رئيسيا
للتنمية.
- 52المسعيد(عبد المولى)"،في نشأة وتطور وظائف الدولة" ،مرجع سبق ذكره.ص .10
- 40 -