Professional Documents
Culture Documents
أفي الله شك. الشيخ أحمد الخليلي
أفي الله شك. الشيخ أحمد الخليلي
َ
ك ش ِ ٱلل فِ أ
َّ َ َ َ ۡ َ
فا ِط ِر ٱلسمٰو ٰ ِ
ت وٱل ِ
ۡرض
[إبراهيم]١٠ :
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ
ﻋﻤــﺎن
ﻣﺴـﻘﻂ ـ ﺳـﻠﻄﻨﺔ ُ
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ
١٤٤٢ﻫـ ـ ٢٠٢١م
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ
تنبيه:
Adobe Acrobat Reader يجب تحميل تطبيق
لالستفادة من الميزة التفاعلية
المحتويـات
· مقـدمــة:
فإن أجلــى حقيقة في الوجود شــهود الحق
سبحانه وتعالى الذي يتجلى شهوده في مفردات
الكائنات؛ وإن بلغت في الدقة منتهاها ،فما من
شــيء في تضاعيف الكون وطوايــا الوجود إال
وهو يضج بأنه لم يكــن ليوجد لوال وجود من
هو واجــب الوجود لذاته ،الــذي افتقر إليه كل
موجود ،وأعلن بلســان حاله ببوار وضالل من
كل من عمي عن هذه الحقيقة وجادل فيها ،ألنه
تعام عن مشــاهد الوجود وتصامــم عن أصواته
الصادعة بحجة الحق المسبحة بحمد من أخرج
كل كائن من العدم إلى الوجود ﴿ ،ﮒ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾
اإلسراء ،٤٤ :فكيف يخفى على لبيب هذا التسبيح؛
6
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ
· العلـم واإليمـان:
وإذا كان هذا الحائر بدهشــته مــن براهين
وجود اهلل تعالــى مما انطوت عليــه تضاعيف
الوجود حرص في االسترســال على المكابرة
حتى أنكر كل شــيء وعزاه إلى الوهم ،فأبطل
بذلك مــا تــدل عليــه العلــوم الطبيعية على
10
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ
ثانيها :الزمن:
فإن ذلك لو قدر الستغرق من الزمن باليين
السنين ( )243 10 × 1وهو فوق ما يتصور من عمر
الكون بأضعاف تتجاوز جميع الحسابات.
ثالثها :الطاقة:
بحيــث يصل الضــخ الحروري فــي الثانية
الواحدة 500مليون تريليون هزة ،ومع كل ذلك
فإن احتمال هذا اإلمكان فــي تركب هذه الذرة
ال يتجاوز (.)321 10 × 2/1
22
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ
ٌ
· كل ذرة في الكون مكتبة علمية واسعة:
وإذا كان هذا بالنظــر إلى ذرة واحدة هي من
أبســط الذرات وأدقها فكيف يتصور وجود أي
نوع من أنواع المخلوقــات تلقائيا من غير تقدير
ممن أحــاط بكل هــذه الدقائق علما ووســعها
خبرة ،فتجلــت له الخفايا منهــا كالجاليا ،وهو
محيــط بــكل شــيء قــدرة؟! وكيــف بهــذه
المخلوقــات كلها التــي علمنا عنهــا والتي لم
نعلم؟! بل كيف بهذا الكون الذي حار اإلنسان
فيــه ،وال تــكاد تمضي فتــرة مــن الزمن حتى
يكتشــف اإلنســان من أبعــاده ما يزيــده يقينا
بجهلــه؟! إذ في كل مــرة يتم فيها االكتشــاف
يتضح أن ما اكتشف سابقا ال يعد إال شيئا ضئيال
بجانب ما تم اكتشــافه الحقا ،وحسب اطالعي
منذ بضع سنوات كان تقدير ما اكتشف منه تصل
23
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ
· اعترافات المالحدة:
وقد وجدنا من هو من أشد المالحدة عنادا،
وأسوئهم وقاحة ،وأجرئهم على مغالطة الحقائق
ومكابــرة العقول ،يعترف بحيرتــه عندما واجه
هــذه الحقائــق ،فنجد أحــد فرســان اإللحاد
المعانديــن في عصرنا هــذا ريتشــارد دوكينز
يعترف في كتابه صانع الساعات األعمى بحيرته
25
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ
قدرا
فيما يزيد عن تريليون خلية في الجســم ً
من المعلومــات المرقومــة في شــفرة دقيقة
يســاوي ما يحتويه كل الكمبيوتر الذي لدي،
وتركب الكائنات الحية يضارعه الكفاءة الرائعة
لتصميمها الظاهر ،وإذا كان هناك أي شــخص
ال يوافق أ ّن هذا الكم مــن التصميم المركب
مطالبا بتفسير ،فإني أقر باليأس منه».
ً يصبح
وإذا كان ذلك بالنظر إلى دماغ إنســان واحد
فكيف بأدمغة البشــر جميعا فــي كل عصر من
العصــور؟ ،وكيف بمــا تحتويه أجســامهم من
الخاليا التي تقدر بعشرات أو مئات المليارات،
وكل خليــة منهــا يوجــد فيهــا ما يزيــد على
3مليارات حرف من المعلومات والبرمجيات،
بحيث لو طبعت في نسخة ورقية لمألت عشرة
آالف مجلد ،كل مجلد منها ألف صفحة ،ذلك
27
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ
ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ
ولقولــه ژ « :ما من مولود الروم،٣٠ : ﯫ ﯬ﴾
إال يولد على الفطــرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه
أو يمجسانه».
ومع إقصاء الدين واإليمان عن حياة اإلنسان
في المجتمع الغربي المادي الغارق في اإللحاد
واإلباحية ،فقد ثبت أن األطفال هنالك ينشأون
على فطرة اإليمــان حتى ينحرف بهــم التعليم
الذي يتلقونه عن نهجه ،وقد أكد ذلك كثير من
الباحثين فــي الغرب وخصص لذلــك الدكتور
جستون باريت مؤلفا خاصا سماه فطرية اإليمان
وذلك من واقع تخصصه في علم اإلدراك الديني
حيــث قــام بتجميع أشــهر األبحــاث العلمية
التجريبية التي تم إجراؤها منذ قرابة عشرين سنة
إلى اليوم علــى أطفال من عمر 9شــهور إلى
30
َّ َ َ َ ۡ َ َّ َ ّ َ ٞ َ
ت وٱل ِ
ۡرض ٰ ٰ
أ ِف ٱللِ شك فاط ِِر ٱلسمو ِ