Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫شعبة ‪ :‬الفلسفة‬

‫‪:‬‬ ‫عرض فً موضوع‬


‫مفهوم اإلله عند ابن رشد‬

‫تحت تأطٌر األستاذ المكون‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫سفٌان البطل‬ ‫وسٌمة مجدوب‬

‫الموسم التكوٌنً‪:‬‬
‫‪2024-2023‬‬
‫محاور العرض‪:‬‬
‫تقدٌم‬
‫المحور األول‪ :‬لمحة عن مفهوم اإلله فً المنظومة الٌونانٌة ”نموذج أرسطو“‬
‫المحور الثانً‪ :‬نقد ابن رشد لبعض الفرق الكالمٌة فً إثبات وجود اإلله‬
‫(المعتزلة‪ ،‬األشاعرة‪ ،‬الصوفٌة)‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬أدلة وجود هللا تعالى وصفاته عند ابن رشد‬
‫المحور الرابع‪ :‬ابن رشد بٌن الحكمة والشرٌعة‬
‫خاتمة‬
‫‪٠‬ؼذ اإلٌٗ ف‪ٌ ٟ‬غخ اٌفٍغفخ ٘‪ٚ ٛ‬ع‪ٍ١‬خ ٌٍّؼشفخ أ‪ِ ٚ‬جذأ اٌزفغ‪١‬ش أ‪٠ ٞ‬فغش ‪ٚ‬ج‪ٛ‬د األش‪١‬بء ‪ٚ‬حشوز‪ٙ‬ب‬
‫‪ٚ‬عى‪ٙٔٛ‬ب ف‪ ٟ‬اٌى‪ ْٛ‬وٍٗ ‪ٚ‬ث‪ٙ‬زا اٌّؼٕ‪٠ ٝ‬ى‪ ْٛ‬اإلٌٗ ػٍخ اٌؼبٌُ ‪ٚ‬اٌؼبٌُ ِؼٍ‪ٛ‬ال ‪ِ ٛ٘ٚ‬حً اخزالف‬
‫ث‪ ٓ١‬األد‪٠‬بْ ‪ٚ‬اٌحعبساد ث‪ ٓ١‬إٌّظ‪ِٛ‬خ اٌ‪ٔٛ١‬بٔ‪١‬خ ‪ٚ‬اإلعالِ‪١‬خ ِثال ‪ٚ‬ألٕٔب ػٍ‪ِ ٝ‬مشثخ ِٓ رٕب‪ٚ‬ي‬
‫ِ‪ٛ‬ظ‪ٛ‬ع اإلٌٗ ػٕذ اثٓ سشذ الثذ ٌٕب ِٓ اإلشبسح ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ظ‪١‬ح ِب ‪٠‬زؼٍك ثّف‪ َٛٙ‬اإلٌٗ" ‪ٚ‬هللا" ِب ‪٠‬ف‪ُٙ‬‬
‫ِٓ ٌفظ هللا‪ :‬اٌجبِغ اٌّشزًّ ػٍ‪ ٝ‬أعّبء هللا اٌحغٕ‪ ٝ‬ف‪ ٛٙ‬اعُ خبص ثبهلل جً جالٌٗ ‪ٚ‬ػٕذِب‬
‫‪٠‬زوش ٔف‪ ُٙ‬اٌّمص‪ٛ‬د ِٕٗ ٘‪ ٛ‬اٌّؼج‪ٛ‬د اٌّطٍك ‪ٚ‬اجت اٌ‪ٛ‬ج‪ٛ‬د‪ٌٚ .‬ىٓ إرا روشد وٍّخ إٌٗ عجك اعُ‬
‫ص‪ٛ٠‬ط ‪ zeus‬إٌ‪ ٝ‬اٌز٘ٓ اٌ‪ٔٛ١‬بٔ‪ٚ ٟ‬ػجً أث‪١‬ظ ‪Apis‬ف‪ ٟ‬اٌز٘ٓ اٌّصش‪ٚ".ٞ‬ف‪ٌ ٟ‬غبْ اٌؼشة‬
‫”إْ اإلٌٗ ٘‪ ٛ‬هللا ‪ٚ‬أْ وً ِب ارخز ِٓ د‪ِ ٗٔٚ‬ؼج‪ٛ‬دا إٌٗ ػٕذ ِزخزٖ ‪ٚ‬اٌجّغ آٌ‪ٙ‬خ فبٌؼجً إٌٗ‬
‫اٌغّبس‪ ٞ‬ألٔٗ ‪٠‬ؼجذٖ‪ٚ .‬ػًّ اثٓ سشذ ػٍ‪ ٝ‬دحط وً ِٓ أٔىش ‪ٚ‬ج‪ٛ‬د هللا ‪ٚ‬اثجذ ‪ٚ‬ج‪ٛ‬دٖ ‪ٚ‬صفبرٗ‬
‫‪ِٚ‬ؼشفزٗ اٌىٍ‪١‬خ ِغزّ‪١‬زب ثأدٌخ ثش٘بٔ‪١‬خ ػمٍ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌز‪ ٟ‬حب‪ٌٚ‬ذ اٌزطشق إٌ‪ٙ١‬ب ث‪ ٓ١‬ثٕب‪٠‬ب ٘زٖ اٌغط‪ٛ‬س‬
‫ِٓ خالي اٌّحب‪ٚ‬س األعبط اٌز‪ ٟ‬ػٍّذ ػٍ‪ٙ١‬ب ف‪٘ ٟ‬زا اٌؼشض‪.‬‬
‫المحور األول‪:‬‬
‫لمحة عن مفهوم اإلله فً المنظومة الٌونانٌة ”نموذج أرسطو“‬
‫أوال‪ :‬التعرٌف بابن رشد‬

‫ٌعرف أبو الولٌد ابن رشد محمد ابن رشد‬


‫بكونه ولد فً قرطبة سنة ‪1162‬م أحد كبار‬
‫الفالسفة فً الحضارة العربٌة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫نشأته وتكوٌنه‪ :‬درس الفقه وفق مذهب‬
‫اإلمام مالك‪ ،‬درس العقٌدة على المذهب‬
‫األشعري حفظ الموطأ ودٌوان المتنبً؟‬
‫درس الطب والفلسفة والرٌاضٌات والفلك‬
‫وعلم الكالم‪-...‬كان قاضً اشبٌلٌة وقرطبة‪،‬‬
‫طبٌبا للخلٌفة الموحدي‪ .‬اتهم ابن رشد‬
‫بالكفر واإللحاد تم نفٌه وحرق كتبه‪ .‬توفً‬
‫ابن رشد سنة ‪ 1198‬فً مراكش‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬لمحة عن مفهوم اإلله عند ”أرسطو“‬

‫ٌُ ‪٠‬ؼذ أسعط‪ ٛ‬لع‪١‬خ األٌ‪١٘ٛ‬خ غشظب سئ‪١‬غ‪١‬ب ف‪ ٟ‬فٍغفزٗ اٌّ‪١‬زبفض‪٠‬م‪١‬خ‪،‬‬


‫‪ٚ‬رٌه إرا ٔظشٔب ف‪ ٟ‬فٍغفزٗ ‪ٚ‬جذٔب ثؼذ أْ اعزىًّ ثحثٗ ف‪ ٟ‬اٌّغبئً اٌطج‪١‬ؼ‪١‬خ‬
‫‪ٚ‬أزظّذ األفالن ف‪ ٟ‬ع‪١‬ش٘ب‪ ،‬ػٕذ٘ب أز‪ ٝٙ‬ثٗ اٌّطبف إٌ‪ِ " ٝ‬حشن أ‪ٚ‬ي ال‬
‫‪٠‬زحشن "‪ ِٓٚ‬صفبد ٘زا اٌّحشن أٔٗ ػمً دائُ اٌزفى‪١‬ش‪ٚ ،‬رفى‪١‬شٖ ِٕصت ػٍ‪ٝ‬‬
‫رارٗ فمػ‪ّ٠ .‬ىٕٕب اٌم‪ٛ‬ي ‪ٚ‬ثبغّئٕبْ أْ فٍغفخ اٌّؼٍُ األ‪ٚ‬ي وبٔذ رفزمش إٌ‪ٝ‬‬
‫فىشح صح‪١‬حخ ػٓ اٌّؼشفخ اإلٌ‪١ٙ‬خ ‪ٚ‬ػٓ اٌخٍك ‪ٚ‬اٌخبٌك ‪١ٌٚ‬ظ ٕ٘بن أ‪ٞ‬‬
‫إشبسح رذي ػٍ‪ ٝ‬أْ اٌّحشن األ‪ٚ‬ي وبْ ِ‪ٛ‬ظ‪ٛ‬ع اٌؼجبدح أ‪ِٛ ٚ‬ج‪ٛ‬دا رزجٗ‬
‫إٌ‪ ٗ١‬صال‪ٚ‬اد اٌجشش ‪ٚ‬دػ‪ٛ‬ار‪ٚ ،ُٙ‬إّٔب ِٕؼضال ح‪ٛ‬ي رارٗ ِمط‪ٛ‬ع اٌصٍخ ثغ‪١‬شٖ‪،‬‬
‫ِغ هللا"‪.‬‬ ‫فىّب ‪٠‬م‪ٛ‬ي أحذ اٌجبحث‪٠" :ٓ١‬خطئ ِٓ ‪٠‬ظٓ أٔٗ ‪ّ٠‬ىٓ أْ رى‪ ْٛ‬صذالخ‬
‫ولعل هذا التصور غٌر الناضج عن اإلله جعل الجانب المٌتافٌزٌقً وعالقة‬
‫المعرفة بالعلم اإللهً‪ ،‬أضعف جوانب الفلسفة بناء‪ .‬وكان أحرى بأرسطو أن ٌكمل‬
‫التصور األفالطونً عن اإلله بدال من الرجوع خطوة‪ ،‬بل خطوات إلى الوراء‪ .‬أما‬
‫بالنسبة ألتباع أرسطو نجد الفٌلسوف المسلم ابن رشد ال ٌمكنه أن ٌقبل إله‬
‫أرسطو على عالته‪ ،‬فوجد نفسه مضطرا لكً ٌحرره من عزلته وٌعٌد صلته‬
‫بمعلوالته‪ ،‬فسمح له بتعقل األشٌاء الجزئٌات خارج الذات بل باعتباره فٌسلوف‬
‫مسلم قدم مذهبا متكامال عن هللا وصفاته وأدلة وجوده وعالقة المعرفة بالعلم‬
‫اإللهً‪.‬‬
‫المحور الثانً‪ :‬نقد ابن رشد لبعض الفرق الكالمٌة فً‬
‫إثبات وجود اإلله‬

‫حرص ابن رشد على مقاومة اإللحاد‪ ،‬فقام بالرد على من أنكر وجود‬ ‫‪‬‬
‫الخالق‪ ،‬وكل من زعم أن هذا العالم نشأ عن طرٌق الصدفة‪ .‬حٌث أكد‬
‫على أن أول معرفة ٌجب أن ٌعرفها المكلف هً وجود هللا تعالى وأن‬
‫ذلك ال ٌكون إال بالمعرفة العقلٌة‪.‬‬

‫األشاعرة‪:‬‬
‫نقدهم ابن رشد على الرغم من أنهم ٌرون أن مسألة التصدٌق بوجود هللا ال ٌكون إال‬
‫عقال وعلى الرغم أٌضا من انتشار المذهب األشعري وكثرة أتباعه‪ ،‬إذ لٌست الكثرة‬
‫تستلزم الصواب‪.‬‬
‫لقد رفض ابن رشد طرٌقتهم التً تعتمد على دلٌل حدوث العالم‪ ،‬حٌث إنهم سلكوا‬
‫طرقا لٌست هً الطرق الشرعٌة التً نبه هللا إلٌها ودعا الناس إلى اإلٌمان بها‪ ،‬بل‬
‫سلكوا طرقا وصفها ابن رشد بأنها طرق غٌر برهانٌة وال مفضٌة بٌقٌن إلى وجود‬
‫الباري‬
‫الصوفٌة‬ ‫المعتزلة‬

‫توجه ابن رشد بالنقد لطرٌقة إثباتهم‬


‫لوجود هللا تعالى ألنها غٌر عقلٌة ٌقول‬
‫ابن رشد"وأما الصوفٌة فطرقهم فً‬
‫وأما المعتزلة فٌذهب ابن رشد‬
‫النظر لٌست طرق نظرٌة أي مركبة من‬ ‫بأنه ٌجهل طرقهم فٌما هو بصدده‬
‫مقدمات وأقٌسة وإنما ٌزعمون أن معرفة‬ ‫وٌقول" إنه لم ٌصل إلٌه من‬
‫باهلل وبغٌره من الموجودات شًء ٌلقى‬ ‫كتبهم شًء نقف منه على طرقهم‬
‫فً النفس عند تجرٌدها من العوارض‬ ‫التً سلكوها‪ ،‬فً هذا المعنى‬
‫الشهوانٌة وإقبالها بالفكرة على‬
‫ٌعرف عندهم‬‫المطلوب‪ ،‬أي أن وجود هللا ّ‬
‫وٌشبه أن تكون طرقهم من جنس‬
‫عن طرٌق الكشف أو الذوق الصوفٌٌن ال‬ ‫الطرق األشعرٌة‪.‬‬
‫عن طرٌق العقل أو النظر الفلسفً‪.‬‬
‫‪ ‬هكذا إذن‪ ،‬نقد ابن رشد الفرق والمتكلمٌن وبٌن‬
‫ضعفها لعدم اعتمادها على المعرفة العقلٌة بصورة‬
‫كاملة‪ .‬ففلسفته فً مجملها دعوة لالعتماد على العقل‬
‫ونبذ كل دعوة ال تقوم علٌه وهو ما فعله مع سائر‬
‫الفرق الكالمٌة وبعض الرواٌات الالعقالنٌة عند بعض‬
‫الفالسفة ولذلك تعتبر أدلته على وجود هللا فً المقام‬
‫األول أدلة عقلٌة‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬أدلة وجود هللا تعالى وصفاته عند‬
‫ابن رشد‬
‫اختلفت أدلة ابن رشد عن أدلة أرسطو فً البرهنة على وجود هللا وأن اتخذت‬
‫نفس المسار‪ ،‬نعنً به االنتقال من المعرفة الحسٌة إلى المعرفة العقلٌة‪ ،‬أي انتقلت‬
‫وفقا لنظرٌة المعرفة األرسطٌة من الوجود الحسً الجزئً إلى العقلً المجرد‪.‬‬

‫الهدف من هذا الدلٌل هو الوقوف على العناٌة اإللهٌة باإلنسان‪ ،‬وخلقه لجمٌع‬
‫الموجودات من أجله‪ .‬بهذا الدلٌل ٌختلف ابن رشد عن أرسطو وٌقوم هذا الدلٌل على‬ ‫دلٌل العناٌة اإللهٌة‬
‫أصلٌن حسب ابن رشد‪ ،‬أحدهما‪ :‬أن جمٌع الموجودات التً هاهنا موافقة لوجود‬ ‫أو األسباب الغائٌة‪.‬‬
‫اإلنسان‪- .‬واألصل الثانً‪ :‬أن هذه الموافقة هً ضرورة من قبل فاعل قاصد لذلك مرٌد‪.‬‬
‫إذ لٌس ٌمكن أن تكون هذه الموافقة باالتفاق‪ ،‬وأما كونها موافقة لوجود اإلنسان‬
‫فٌحصل الٌقٌن بذلك‪ ،‬باعتبار ربط بٌن العناٌة اإللهٌة وبٌن االعتقاد بوجود عالقة‬
‫ضرورٌة بٌن األسباب والمسببات‪ .‬فالكون لم ٌوجد مصادفة وتوجد عالقات ضرورٌة‬
‫بٌن العالم العلوي والعالم السفلً‪ ،‬كما توجد عالقات ضرورٌة بٌن النبات والحٌوان‬
‫واإلنسان وفً كل هذا ٌتجلى الجانب العقالنً لدى ابن رشد فً هذا الدلٌل‪ .‬موافقة‬
‫اللٌل والنهار والشمس والقمر لوجود اإلنسان‪.‬‬
‫دلٌل االختراع‬
‫ٌرتبط هذا بالدلٌل السابق فهو ٌستند إلى مبدأ السببٌة وأن العالم ال‬
‫ٌوجد مصادفة بحٌث ذهب إلى القول بأن مقصد الشرع من معرفة العالم أنه‬
‫مصنوع هلل ومخترع له وأنه لم ٌوجد مصادفة ومن نفسه‪ ،‬وٌقٌم ابن رشد‬
‫دلٌله هذا على أصلٌن‪ .‬األول‪ :‬إن هذه الموجودات مخترعة‪.‬‬
‫مخترع‪ .‬وٌوجد هذان األصالن بقوة فً جمٌع فطر‬ ‫ِ‬ ‫والثانً‪ :‬كل مخ َترع له‬
‫الناس‪ .‬وٌمكن وضع هذا الدلٌل فً الصورة‪ ،‬القٌاس منطقً ٌكون األصل‬
‫الثانً فٌه هو المقدمة الكبرى‪ .‬أي أن كل مخترع فله مخترع‪ ،‬والموجودات‬
‫مخترعة أي األصل األول مقدمة صغرى فتكون النتٌجة للموجودات‬
‫مخترع هو هللا‪ ،‬وٌسوق ابن رشد العدٌد من اآلٌات لالستدالل منها على‬
‫وجود هللا ٌكون من شأنها أٌضا أن تدعم هذا الدلٌل مثل قوله تعالى‪“:‬‬
‫فلٌنظر اإلنسان مما خلق خلق من ماء دافق“‪ .‬وقوله تعالى“أفال ٌنظرون‬
‫إلى اإلبل كٌف خلقت“‪ .‬ولم ٌقف ابن رشد من هذه اآلٌات موقف أهل الجدل‬
‫بل نزع نحوها منزعا فلسفٌا برهانٌا حتى استحالت عنده أدلة تغوص فً‬
‫مجال العقل وتساٌر أجزاء النسق الفلسفً الذي ارتضاه لنفسه وقال به‪.‬‬
‫دلٌل الحركة‬
‫ومن المالحظ أن ابن رشد ٌقدم الدلٌلٌن السابقٌن مجارة للشرع وٌجعلها طرٌقا للتعمق فً‬
‫العلوم اإللهٌة‪ .‬أما الدلٌل القاطع عنده فهو دلٌل الحركة‪ :‬وهو الدلٌل الذي جعل أستاذه أرسطو فوق‬
‫كل دلٌل‪ .‬والقول بأن الدلٌلٌن األولٌن هما دلٌال الشرع والدلٌل األخٌر هو دلٌل أرسطو أو دلٌل‬
‫الفلسفة‪ ،‬حٌث أن ابن رشد لم ٌفصل بٌن هذه األدلة فً استداللته على وجود هللا تعالى‪ ،‬بل ٌرى أن‬
‫كل دلٌل ٌحاول الوصول إلى القول بإله للكون من زواٌا مختلفة‪ .‬فانظر فً الحركة الموجودة فً‬
‫الكون ٌؤدي إلى تصور محرك أول لهذه الحركة فال ٌمكن أن تكون الموجودات بأعٌانها محركة‬
‫لذاتها‪ ،‬أي ٌكون تحرك األشٌاء مندون محرك‪".‬فالمادة الموضوعة للنجار وهً الخشب ال ٌمكن‬
‫أن تتحرك بنفسها إذ لم ٌحركها النجار‪ ،‬فالبد إذن أن تكون للحركة محرك وٌكون هذا المحرك فعل‬
‫محض فال تشوبه القوة أصال‪ ،‬ألن ما هو بالقوة ٌمكن أال ٌكون موجودا‪ ،‬أي من الممكن أن ٌفسد فً‬
‫وقت من األوقات‪ ،‬حٌث أن كل ما ٌشوبه جوهره القوة فهو كائن فاسد ال ٌجب أن تشوبه أي قوة‬
‫ال فً الجوهر وال فً المكان وال فً غٌر ذلك من أصناف القوى‪ٌ .‬تشابه هنا ابن رشد مع‬
‫أرسطو‪ .‬فابن رشد ٌصعد من تحلٌل فكرة الحركة والمحرك وفكرة القوة والفعل إلى االستدالل على‬
‫وجود هللا رافضا بذلك إمكانٌة التسلسل إلى ما ال نهاٌة‪-‬ذاهبا إلى القول بأن كل حركة فً الوجود‬
‫فهً ترتقً إلى هذا المحرك بذاته ال بالعرض وهو الذي ٌوجد مع كل متحرك فً حٌن ما ٌتحرك‪،‬‬
‫وبهذا جعل ابن رشد من وجود هللا ضرورة لتفسٌر الحركة الموجودة فً الكون متبعا فً ذلك‬
‫أستاذه أرسطو فً نظرٌته عن المحرك ألول الذي ٌحرك وال ٌتحرك‪.‬‬
‫طبٌعة هللا وصفاته‬
‫أوال‪ :‬طبٌعة هللا‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وهذه الطبٌعة فً هللا ال تختلف عن جوهره وهللا فً جوهره واحد والوحدة‬
‫اخص ما فٌه‪ ،‬ألن الذي فً النهاٌة من الكمال فً الوجود ٌجب أن ٌكون‬
‫واحدا‪ ،‬وهللا لٌس بساكن وال متحرك‪.‬‬
‫‪ ‬ال ٌمكن تحدٌدها بالنوع والفصل‪ :‬إذ أن هللا عز وجل ال نوع له‪ ،‬أي أن هللا‬
‫سبحانه وتعالى بسٌط غٌر مركب‪ ،‬ألن التركٌب من صفات المادة التً هً‬
‫موطن النقص والتغٌر‪.‬‬
‫‪ ‬وأن سبحانه منزه عن االنفعال ألنه فعل محض وهو واجب الوجود بذاته‪ ،‬وقد‬
‫عنى ابن رشد بتنزٌه الذات اإللهٌة عن مشابهة البشر ومماثلة المخلوقات‬
‫الجسمٌة‪-‬فال ٌمكن أن ٌوصف هللا بصفة بٌنه وبٌن غٌره؛ ومعنى هذا أنه من‬
‫المستحٌل أن ٌندرج فً جنس من األجناس فهو واحد لٌس كمثله شًء‪.‬‬
‫ٌمكن القول بدون مبالغة أن الذات اإللهٌة عند ابن رشد هً العقل ألن كل شًء لٌس قائما على المادة هو علم‬
‫وعقل ولما كان هللا هو الكمال كان عقال كامال هو عقل بالفعل ومعقول بالفعل‬
‫وهو ٌعقل نفسه وٌعقل الموجودات كلها‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬صفات هللا‬
‫ٌتعرض أوال بالنقد آلراء األشاعرة الذٌن ٌرون بأن الصفات صفات معنوٌة أي‬
‫صفات توصف بها الذات لمعنى قائم فٌها‪ ،‬حٌث أن النتٌجة المترتبة عن هذا الرأي‬
‫األشعري هً أن ٌكون الخالق جسما ألنه هناك صفة وموصوف‪ ،‬وحامال ومحمول وهذه‬
‫هً حال الجسم‪.‬كما نقد أٌضا آراء المعتزلة قولهم بالصفات النفسٌة‪ ،‬أي أن الصفات‬
‫هً عٌن الذات‪ ،‬وهو نفس رأي ابن رشد إال انه نقد طرقهم الجدلٌة التً ال ترتقً إلى‬
‫البرهان والتً من الممكن أن تضلل الجمهور أحرى من أن ترشدهم‪.‬‬
‫أما الصفات اإللهٌة التً صرح بها ابن رشد فإنها محصورة‪:‬‬
‫فً سبعة‪ :‬العلم‪،‬الحٌاة‪ ،‬القدرة‪ ،‬اإلرادة‪ ،‬السمع‪ ،‬البصر‪ ،‬الكالم‪ .‬وهذه صفات فً هللا قدٌمة‬
‫كما إن الكالم قدٌم فً القرآن الذي هو كالم هللا‪ ،‬أما اللفظ الدال على هذا الكالم فمخلوق‬
‫وأما الحروف التً هً فً المصحف فمن صنع اإلنسان‪ ،‬وقد خطأ المعتزلة فً أنهم‬
‫قالوا أن كالم هللا هو اللفظ فقط لذلك قالوا أن القرآن مخلوق‪.‬‬
‫مختصر القول أن المتأمل فً هذه الصفات وتحلٌل ابن رشد لها ٌجد أن القصد هو‬
‫تخطً طرٌق الخطابٌن عند العامة‪،‬ألنه ال ٌخرج عن كونه نزعة إقناعٌة‪ ،‬وتجاوز أهل‬
‫الجدل لما فٌه من شكوك ال تستطٌع فهمها العامة وال ٌقبلها الفالسفة‪ ،‬أي ٌنبغً تجاوز‬
‫الطرٌقٌن معا للوصول إلى البرهان الذي هو مبتغاه‪..‬‬
‫العالقة بٌن الحكمة والشرٌعة‬
‫انجذ‪ٚ‬ش ثبنزكش ف‪ْ ٙ‬زا انًحٕس أٌ اثٍ سشذ جعم يٍ انعالقخ ث‪ ٍٛ‬انحكًخ ٔانشش‪ٚ‬عخ ف‪ٙ‬‬
‫فهسفزّ َص‪ٛ‬جب ٔف‪ٛ‬شا ح‪ٛ‬ث خص يجًٕعخ يٍ كزجّ نهحذ‪ٚ‬ث عٍ ْزِ انعالقخ‪َ ،‬زكش عهٗ سج‪ٛ‬م‬
‫انًثبل كزبة‪":‬فصم انًقبل ف‪ًٛ‬ب ث‪ ٍٛ‬انحكًخ ٔانشش‪ٚ‬عخ يٍ ارصبل" انكشف عٍ يُبْج األدنخ ف‪ٙ‬‬
‫عقبئذ انًهخ ثى رٓبفذ انزٓبفذ‪ .‬كأسئهخ َجزغ‪ ٙ‬اإلجبثخ عه‪ٓٛ‬ب‪ .‬يب انعالقخ انز‪ٚ ٙ‬شاْب اثٍ سشذ ث‪ٍٛ‬‬
‫انٕح‪ٔ ٙ‬انعقم؟ ٔعهٗ أ٘ أسبس ‪ُٚ‬جغ‪ ٙ‬أٌ رقٕو؟ نى ‪ٚ‬عزذ ف‪ٛ‬هسٕف األَذنس ثبنذ‪ٔ ٍٚ‬حذِ دٌٔ‬
‫انعقم ٔال ْزا ٔحذِ دٌٔ راك‪ .‬قبل ثأٌ انشش‪ٚ‬عخ أٔ انذ‪ ٍٚ‬رٕجت انزفهسف ألٌ نٓب يعبٌ ظبْشح‬
‫يٕجٓخ نهعبيخ ٔأخشٖ ثبطُخ رفًٓٓب انخبصخ يٍ انُبس‪ٔ .‬يعُٗ ْزا ٔجٕة انزأٔ‪ٚ‬م أح‪ٛ‬بَب نجعض‬
‫انطجقبد يٍ انُبس ْٔزا انزأٔ‪ٚ‬م ‪ٚ‬جت أٌ رٕضع نّ قٕاعذ ٔأفضم يٍ ‪ٚ‬ششف عه‪ٓٛ‬ب ف‪َ ٙ‬ظشِ‬
‫ْٕ انف‪ٛ‬هسٕف رجُجب نزضه‪ٛ‬م ٔغ‪ٛ‬شِ‪..‬جعم اثٍ سشذ ث‪ ٍٛ‬انحكًخ ٔانشش‪ٚ‬عخ صهخ قٕ‪ٚ‬خ " إٌ انحكًخ‬
‫ٔانشش‪ٚ‬عخ أخزبٌ اسرضعزب نجبَب ٔاحذا ٔأًَٓب ‪ٚ‬زعَٕبٌ ف‪ ٙ‬إسعبد انجشش‪.‬‬
‫‪٠‬م‪ َٛ‬ف‪ٍ١‬غ‪ٛ‬فٕب ثبٌزذٌ‪ ً١‬ػٍ‪ ٝ‬أْ اٌشش‪٠‬ؼخ (اٌمشآْ ‪ٚ‬اٌحذ‪٠‬ث) ر‪ٛ‬جت إٌظش اٌفٍغف‪ٚ ٟ‬اعزؼّبي اٌجش٘بْ‬
‫إٌّطم‪ٌّ ٟ‬ؼشفخ هللا ‪ِٛٚ‬ج‪ٛ‬دارٗ‪ٚ .‬اٌذٌ‪ ً١‬اٌز‪ ٞ‬عبلٗ ِٓ اٌمشآْ ٘‪ ٛ‬ل‪ ٌٗٛ‬رؼبٌ‪ ٝ‬ف‪ ٟ‬ع‪ٛ‬سح اٌحشش "فبػزجش‪ٚ‬ا‬
‫‪٠‬ب أ‪ ٌٟٚ‬األثصبس‪ِٚ" .‬ؼٕبٖ ٕ٘ب ارؼظ‪ٛ‬ا أ‪ٙ٠‬ب اٌؼمالء ‪ٌٚ‬ىٓ ٕ٘ب ال ‪٠‬ف‪١‬ذ ِب ‪٠‬شِ‪ ٟ‬إٌ‪ ٗ١‬اثٓ سشذ ‪ٌٚ‬ىٓ ٕ٘بن‬
‫ِجّ‪ٛ‬ػخ ِٓ األدٌخ ف‪ ٟ‬اٌمشآْ ر‪ٛ‬جت إٌظش اٌؼمٍ‪" ٟ‬لً أظش‪ٚ‬ا ِبرا ف‪ ٟ‬اٌغّ‪ٛ‬اد ‪ٚ‬األسض ‪ٚ‬وزٌه "أفال‬
‫‪ٕ٠‬ظش‪ ْٚ‬إٌ‪ ٝ‬اإلثً و‪١‬ف خٍمذ" ‪ٚ‬ل‪٠ ً٘ ٌٗٛ‬غز‪ ٞٛ‬اٌز‪٠ ٓ٠‬ؼٍّ‪ٚ ْٛ‬اٌز‪ ٓ٠‬ال ‪٠‬ؼٍّ‪ٚ .ْٛ‬ل‪٠ ٌٗٛ‬ؤر‪ ٟ‬اٌحىّخ‬
‫ِٓ ‪٠‬شبء ‪٠ ِٓٚ‬ؤد اٌحىّخ فمذ أ‪ٚ‬ر‪ ٟ‬خ‪١‬شا وث‪١‬شا‪٘ٚ .‬زا ِحب‪ٌٚ‬خ ِٕٗ ٌزجذ‪٠‬ذ اٌخالف ث‪ ٓ١‬اٌفٍغفخ ‪ٚ‬اٌذ‪ٓ٠‬‬
‫ثبػزجبس اٌفٍغفخ ٘‪ ٟ‬إٌظش ف‪ ٟ‬اٌّ‪ٛ‬ج‪ٛ‬داد وّب ‪٠‬ؼزجش اٌشش‪٠‬ؼخ ِجّ‪ٛ‬ػخ ِٓ اٌحمبئك اٌز‪ ٟ‬أ‪ٚ‬ح‪ ٟ‬ث‪ٙ‬ب هللا ػٍ‪ٝ‬‬
‫األٔج‪١‬بء‪ .‬رزفك اٌفٍغفخ ‪ٚ‬اٌذ‪ ٓ٠‬حغت اثٓ سشذ ِٓ خالي اٌّ‪ٛ‬ظ‪ٛ‬ع ‪ِ ٛ٘ٚ‬ؼشفخ هللا ‪ٚ‬اٌؼبٌُ ‪ٚ‬اإلٔغبْ ِؼب‬
‫‪٠‬جحثبْ إرْ ػٓ اٌحم‪١‬مخ ‪٠ٚ‬زعح االخزالف ث‪ ٓ١‬اٌذ‪ٚ ٓ٠‬اٌفٍغفخ ػٍ‪ِ ٝ‬غز‪ ٜٛ‬إٌّ‪ٙ‬ج فمػ فبٌشش‪٠‬ؼخ رؼزّذ‬
‫ػٍ‪ ٝ‬اٌ‪ٛ‬ح‪ٚ ٟ‬اإل‪ّ٠‬بْ‪ٚ .‬اٌحىّخ رؼزّذ ػٍ‪ ٝ‬اٌؼمً ‪ٚ‬اٌجش٘بْ‪.‬‬
‫حغت اثٓ سشذ االخزالف اٌمبئُ ٌ‪١‬ظ ػٍ‪ِ ٝ‬غز‪ ٜٛ‬اٌج‪٘ٛ‬ش ثً فمػ ِٓ ٔبح‪١‬خ إٌّ‪ٙ‬ج‪ .‬فبٌذ‪ ٓ٠‬حك‬
‫‪ٚ‬اٌفٍغفخ حك ‪ٚ‬اٌحك ال ‪٠‬عبد اٌحك ثً ‪ٛ٠‬افمٗ ‪٠ٚ‬ش‪ٙ‬ذ ٌٗ‪ .‬فبٌحىّخ ٘‪ ٟ‬صبحجخ اٌشش‪٠‬ؼخ ‪ٚ‬األخذ اٌشظ‪١‬ؼخ‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫صفوة القول‪ ،‬إن فٌلسوف األندلس قد أطال بمنهجه العقلً البرهانً كل‬
‫اإلشكاالت المتعلقة بالوجود اإللهً وصفاته وقد استدل على كل ذلك بمنهج ٌخضع‬
‫لقوانٌن العقل‪ .‬فالحسن فً نظره ما حسنه العقل والقبٌح هو ما قبحه العقل أٌضا‪.‬‬
‫هذا ال ٌنسٌنا أخذه بالنقل أي الشرٌعة‪ ،‬فهو ٌرى أن الدٌن (الشرٌعة) والحكمة‬
‫(الفلسفة)هدف واحد هو تحقٌق سعادة اإلنسان‪ ،‬ولهما جوهر موحد هو النظر العقلً‬
‫فً الموجودات من حٌث داللتها على الصانع وهذا ال ٌتحصل لدٌنا إلى بالمعرفة‬
‫النظرٌة الفلسفٌة‪ .‬والنص الشرعً الدٌنً فكل منهما حق والحق ال ٌضاد الحق بل‬
‫ٌوافقه وٌشهد له وهما أختان رضٌعتان ارتضعتا لبنا واحدا‪ .‬فً هذا العرض لم‬
‫نكف حق ابن رشد وكل ما توفر فً عرضنا ما هو إال الشًء القلٌل من موسوعة‬
‫ابن رشد فهذا الرجل على قدر صموده الفكري وحنكته الفلسفٌة وعدة علوم أخرى‬
‫كان مفوها فٌها على قدر نكباته؛ حٌث أنه تعرض لحصار أوال من حاشٌته‬
‫حٌث اتهم بزندقة والكفر واإللحاد وأحرقت كتبه وغٌرها الكثٌر‪ ،‬هذا ال ٌقل عن‬
‫ما تعرض إلٌه من طرف الغرب أٌضا فقد تم التنكر إلبداعاته وحصرها فكرٌا‪،‬‬
‫ولم ٌنل ما ٌستحقه هذا الفٌسلوف العظٌم‪ .‬إن هذا الجهد المضنً للعلماء والفالسفة‬
‫حٌنئذ لم تقدر قٌمته وصوال إلى تخبط الحضارة العربٌة بٌن أسئلة لماذا وتأخر‬
‫العرب وتقدم الغرب ؟‬
‫الئحة المصادر و المراجع‬

‫‪ ‬الكشف عن مناهج األدلة فً عقائد الملة‪ ،‬ابن رشد‪ ،‬ص‪-165 :‬‬


‫‪166‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ ‬بٌن الدٌن والفلسفة‪ ،‬تألٌف محمد ٌوسف موسى‪ ،‬مؤسسة هنداوي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،2017‬ص‪ 81 :‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ ‬نقد فكر الفٌلسوف ابن رشد الحفٌد على ضوء الشرع والعقل والعلم‬
‫للكاتب خالد كبٌر عالل‪ ،‬الفصل الثانً‪ ،‬ص‪ 69 - 76 :‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ ‬فصل المقال ما ٌن الحكمة والشرٌعة من االتصال‪ ،‬أبو الولٌد بن رشد‪،‬‬
‫دراسة وتحقٌق محمود عمارة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫شكرا‬
‫على حسن انتباهكم‬
‫وإنصاتكم‬

You might also like