‫خطة البحث‪:‬‬

‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬السيرة الذاتية‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف بأرفينغ غوفمان ودراساته‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إسهاماته‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظرية التفاعل االجتماعي‬
‫المطلب األول‪ :‬نظرية جوفمان عن التفاعل االجتماعي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬محاور النظرية‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
 ‫المقدمة‪:‬‬
‫ق‪//‬د تع‪//‬ددت النظري‪//‬ات ورواد علم االجتم‪//‬اع الع‪//‬ام نق‪//‬دم الي‪//‬وم بحث ح‪//‬ول اح‪//‬د‬
‫المساهمين الك‪//‬ثر في ه‪//‬ذا المج‪//‬ال وه‪//‬و رفين‪//‬غ غوفم‪//‬ان‪ ،‬الفيلس‪//‬وف النمس‪//‬اوي‬
‫الذي ترك بصمة المعة في مجال العلوم االجتماعية والفلسفة‪ ،‬كان رائًدا في فهم‬
‫التفاعل البشري والعمل االجتماعي‪ .‬لذلك نطرح التساؤل التالي‪:‬‬
‫من هو ارفينغ غوفمان وما هي أبرز أعماله واسهاماته في علم االجتماع؟‬
 ‫المبحث األول‪ :‬السيرة الذاتية‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف بأرفينغ غوفمان‬
‫ولد ارفنغ غوفمان (‪ )Erving Goffman‬في ‪ 11‬حزيران‪ /‬يونيو ‪ 1922‬في بلدة م ا تقي ل‬
‫التابعة لمقاطعة ألبرت ا الكندي ة‪ ،‬لمه اجرين يه وديين أوكران يين‪ .‬درس الثانوي ة في مقاطع ة‬
‫مانيتوبا التي انتقلت إليها أسرته ودخل قسم الكيمياء في جامعتها في عام ‪ ،1939‬لكنه قط ع‬
‫دراسته وانتقل إلى أوتاوا ليعمل في شركة سينمائية‪ .‬شهدت هذه الفترة تح وال في اهتمامات ه‬
‫نحو العلوم االجتماعي ة‪ ،‬ف ترك جامع ة مانيتوب ا وس جل في جامع ة تورنت و ليح وز في ع ام‬
‫‪ 1945‬ش هادة البك الوريوس في علم االجتم اع واألنثروبولوجي ا‪ ،‬ولم يلبث أن انتق ل إلى‬
‫جامع ة ش يكاغو حيث ح از ش هادتي الماجس تير (‪ )1949‬وال دكتوراه (‪ )1953‬في علم‬
‫‪1‬‬
‫االجتماع‪.‬‬
‫قدم غوفمان في أطروحته للماجستير تحليال إثنوغرافيا الستجابات نساء كوسمبوليتانيات من‬
‫الطبقة الوسطى لم يأخذن على محمل الجد «اختب ار تفهم الموض وع ال ذي ك ان ي ديره‪ .‬أم ا‬
‫أطروحته للدكتوراة «إدارة التواصل في جماعة على جزي رة فق امت على عم ل مي داني في‬
‫جزيرة أنست من جزر شتالند التابع ة إلس كتلندا رع اه قس م األنثروبولوجي ا االجتماعي ة في‬
‫جامعة إدنبرة‪ ،‬إذ أق ام غوفم ان هن اك من ك انون األول‪ /‬ديس مبر ‪ 1949‬إلى أي ار ‪.1951‬‬
‫وفي ه ذه األطروح ة ق دم غوفم ان ألول م رة مص طلح (النظ ام التف اعلي ‪interaction‬‬
‫‪ )order‬ليصف ميدان الحياة االجتماعية الذي يقيمه األشخاص بوجودهم مغا‪ .‬وهذا النط اق‬
‫من علم االجتماع هو ال ذي اتخ ذه غوفم ان نطاق ا ل ه‪ .‬ذل ك أن استقص اء خص ائص النظ ام‬
‫التفاعلي هو الخيط الذي يربط الموضوعات والمواد المتباينة في كتب ه األح د عش ر وفي م ا‬
‫يزيد على دستة من دراساته المنشورة في مجالت مرموقة‪.‬‬
‫وقد اشتهر بدراساته حول التفاع ل االجتم اعي‪ .‬اس تخدم نم وذج المس رح لفهم كيفي ة إنش اء‬
‫األفراد شخصياتهم في تفاعلهم مع اآلخ رين‪ .‬رك ز غوفم ان على التف اعالت وجًه ا لوج ه ‪،‬‬
‫وطور العديد من المفاهيم التي أصبحت أساسية في علم االجتماع ‪ ،‬مثل "الس لوك المق دم" و‬
‫"اإلطار االجتماعي"‪.‬‬
‫نتائج دراسات غوفمان‪ :‬استنتج غوفمان أن التفاعل االجتم اعي ه و عملي ة تفاعلي ة‪ ،‬تعتم د‬
‫على التفاعل بين األفراد والسياق االجتماعي الذي يتواجدون فيه‪ .‬ط ور غوفم ان العدي د من‬
‫المفاهيم لفهم التفاعل االجتماعي‪ ،‬بما في ذلك‪:‬‬
‫المسرحية‪ :‬يشبه غوفم ان التفاع ل االجتم اعي بالمس رح‪ ،‬حيث يلعب األف راد أدواًر ا معين ة‬
‫ويقدمون عروًض ا أمام اآلخرين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫إرفنغ غوفمان‪ :‬البناء االجتماعي للهوية‪ ،‬تأليف‪ :‬محمد حسين‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ 2005 ،‬ص‪.5‬‬
‫الخلفي‪//‬ة‪ :‬هي المنطق ة ال تي ال ُت رى من المس رح‪ ،‬وال تي تش مل المعلوم ات ال تي يعرفه ا‬
‫الممثلون عن بعضهم البعض‪ ،‬ولكن ال يعرفها الجمهور‪.‬‬
‫المسرح األمامي‪ :‬هي المنطقة التي ُترى من المسرح‪ ،‬والتي تشمل الس لوكيات ال تي يق دمها‬
‫الممثلون للجمهور‪.‬‬
‫التفاعل االجتماعي‪ :‬هو عملية تتواصل فيها األفراد مع بعضهم البعض وجًها لوجه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إسهاماته‬

‫كان لدراسات غوفم ان ت أثير عمي ق على علم االجتم اع‪ .‬لق د س اعدت في فهم كيفي ة إنش اء‬
‫األف راد شخص ياتهم في تف اعلهم م ع اآلخ رين‪ .‬كم ا س اعدت في فهم كيفي ة تنظيم التفاع ل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫تشمل مساهمات غوفمان البارزة في علم االجتماع ما يلي‪:‬‬
‫السلوك المقدم‪ :‬يشير السلوك المق دم إلى الطريق ة ال تي يتص رف به ا األف راد في المواق ف‬
‫االجتماعي ة‪ .‬يعتق د غوفم ان أن الس لوك المق دم ه و مس رحية ‪ ،‬حيث يلعب األف راد أدواًر ا‬
‫معينة‪ .‬يعتمد السلوك المقدم على التوقعات االجتماعي ة للموق ف‪ .‬على س بيل المث ال ‪ ،‬يتوق ع‬
‫الناس أن يتصرف كبار السن بشكل أكثر احتراًما من الشباب‪.‬‬
‫اإلطار االجتماعي‪ :‬يشير اإلطار االجتماعي إلى السياق الذي يحدث فيه التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫يحدد اإلطار التوقعات االجتماعية للسلوك‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬س يكون الس لوك المقب ول في‬
‫حفلة مختلفة عن السلوك المقبول في اجتماع عمل‪.‬‬
‫مفهوم المنطقة األمامية والخلفية‪ :‬ساعد هذا المفهوم في فهم كيفية تغير السلوك االجتماعي‬
‫حسب السياق‪.‬‬

‫مفهوم النظافة االجتماعية‪ :‬ساعد هذا المفهوم في فهم كيفية الحفاظ على الحدود بين الناس‪.‬‬

‫ال تزال دراسات غوفمان ذات صلة اليوم‪ .‬يمكن تطبيقها على مجموعة متنوعة من المواقف‬
‫االجتماعية ‪ ،‬بما في ذلك التفاعالت الشخصية والمهنية‪ .‬لقد ساعدت في فهم كيفية إنشاء األفراد‬
‫شخصياتهم في تفاعلهم مع اآلخرين ‪ ،‬وكيف يعمل المجتمع‪.‬‬

‫وله العديد من المؤلفات نذكر منها‪:‬‬

‫التفاعل وجًها لوجه (‪)1956‬‬ ‫‪‬‬

 ‫التمثيالت في الحياة اليومية (‪)1959‬‬ ‫‪‬‬

‫التفاعل في األماكن العامة (‪)1963‬‬ ‫‪‬‬

‫السيرحيات اليومية (‪)1971‬‬ ‫‪‬‬

‫السيرحيات األخالقية (‪)1983‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظرية التفاعل االجتماعي‬

‫المطلب األول‪ :‬نظرية جوفمان عن التفاعل االجتماعي‬

‫وفقا لجوفمان يمكن تشبيه التفاعل االجتم اعي بالمس رح ‪ ،‬والن اس في الحي اة اليومي ة بالجه ات‬
‫الفاعل ة أي الممثلين على المس رح ‪ ،‬ك ل منهم يلعب مجموع ة متنوع ة من األدوار ‪ ،‬ويتك ون‬
‫الجمهور من أفراد آخرين يالحظون تمثيل األدوار ويتفاعلون مع العروض ‪.‬‬

‫في نظرية التفاعل االجتماعي كما هو الحال في العروض المسرحية هن اك منطق ة أمامي ة حيث‬
‫يكون الممثلون على المسرح أمام الجمهور ‪ ،‬ووعيهم بذلك الجمهور وتوقعات الجمه ور لل دور‬
‫الذي يجب أن يلعبوه يؤثر على سلوك الممثل ‪ ،‬وهن اك أيض ا منطق ة خلفي ة أو خل ف الك واليس‬
‫حيث يمكن لألفراد االس ترخاء ومراجع ة ال دور أو الهوي ة ال تي يلعبونه ا عن دما يكون ون أم ام‬
‫اآلخرين ‪.‬‬

‫من األمور األساس ية في نظري ة إرفنج جوفم ان فك رة أن الن اس وهم يتف اعلون مع ا في بيئ ات‬
‫اجتماعي ة يش اركون دائم ا في عملي ة إدارة االنطب اع ‪ ،‬حيث يح اول ك ل منهم تق ديم أنفس هم‬
‫والتصرف بطريقة تمنع اإلحراج من أنفسهم أو اآلخرين ‪ ،‬ويتم ذلك بشكل أساسي من قب ل ك ل‬
‫شخص يمثل جزًءا من التفاعل الذي يعمل لضمان أن يكون لدى جمي ع األط راف نفس تعري ف‬
‫الموقف ‪ ،‬وهذا يعني أن الجميع يفهمون ما هو المقص ود بحدوث ه في ه ذا الموق ف ‪ ،‬وم ا يمكن‬
‫توقعه من األطراف المعنية األخرى وبالتالي كيف ينبغي أن يتصرفوا هم أنفسهم ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محاور نظرية إرفنج جوفمان‬

‫أداء الف‪//‬رد في نظري‪//‬ة إرفنج جوفم‪//‬ان‪ :‬يس تخدم جوفم ان مص طلح األداء لإلش ارة إلى جمي ع‬
‫أنشطة الفرد أمام مجموعة معينة من المراقبين أو الجمهور ‪ ،‬ومن خالل هذا األداء يعطي الفرد‬
‫أو الممثل معنى ألنفسهم ولآلخرين ولوضعهم ‪ ،‬وهذه العروض تقدم انطباعات لآلخرين ‪ ،‬وهي‬
‫التي تنقل المعلومات التي تؤكد هوية الفاعل في هذه الحالة ‪ ،‬وقد يكون الممثل أو ال يك ون على‬
‫دراية بأدائه أو أن يكون لديه هدف ألدائه ‪ ،‬ومع ذلك ف إن الجمه ور يع زو باس تمرار مع نى ل ه‬
‫وإلى الممثل‪.‬‬

‫ضبط األداء في نظرية إرفنج جوفمان‪ :‬يشتمل إعداد األداء على المشهد والدعائم والموقع ال ذي‬
‫يحدث فيه التفاعل‪ ،‬وسيكون لإلعدادات المختلفة جماهير مختلف ة وبالت الي س يتطلب من الممث ل‬
‫تغيير أدائه لكل إعداد‪.‬‬
‫المظهر في نظرية إرفنج جوفمان‪ :‬تعم ل وظ ائف المظه ر على تص وير الح االت االجتماعي ة‬
‫لفنان األداء للجمهور‪ ،‬ويخبرنا المظهر أيضا بالحالة االجتماعي ة المؤقت ة للف رد أو دوره ‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال ما إذا كان يشارك في العم ل من خالل ارت داء ال زي الرس مي أو االس تجمام غ ير‬
‫الرسمي أو النشاط االجتماعي الرس مي ‪ ،‬وهن ا تعم ل المالبس وال دعائم على توص يل األش ياء‬
‫التي لها معنى منسوب اجتماعًيا ‪ ،‬مثل الجنس والوضع والمهنة والعمر وااللتزامات الشخصية‪.‬‬

‫األسلوب في نظري‪//‬ة إرفنج جوفم‪//‬ان‪ :‬يشير األس لوب إلى كيفي ة قي ام الف رد بال دور والوظ ائف‬
‫لتحذير الجمهور من كيفية تصرف المؤدي أو السعي للعمل في دور ما ‪ ،‬وقد يحدث عدم تناسق‬
‫وتناقض بين المظهر واألسلوب وسيؤدي إلى إرباك الجمهور وإزعاجه ‪ ،‬ويمكن أن يحدث ه ذا‬
‫على سبيل المثال عندما ال يقدم الشخص نفسه أو يتصرف وفقا لوضعه االجتماعي‪.‬‬

‫االنطباع في نظرية إرفنج جوفمان‪ :‬تمثل واجهة الممث ل كم ا وص فها جوفم ان ج زءا من أداء‬
‫الف رد ال ذي يعم ل على تحدي د الموق ف للجمه ور ‪ .‬وإنه ا الص ورة أو االنطب اع ال ذي يعطي ه‬
‫للجمه ور‪ ،‬ويمكن أيض ا اعتباره ا واجه ة اجتماعي ة مث ل النص ‪ .‬وتمي ل بعض النص وص‬
‫االجتماعية إلى أن تص بح مؤسس ية من حيث التوقع ات النمطي ة ال تي تحت وي عليه ا ‪ ،‬وبعض‬
‫المواقف أو السيناريوهات لها نصوص اجتماعية تشير إلى كيفية تصرف الفاعل أو التفاع ل في‬
‫هذا الموقف ‪.‬‬

‫المرحلة الخلفية من نظرية إرفنج جوفمان‪ :‬في الدراما المسرحية كما هو الحال في التف اعالت‬
‫اليومي ة وفق ا لجوفم ان‪ ،‬هن اك ثالث من اطق لك ل منه ا ت أثيرات مختلف ة على أداء الف رد وهي‬
‫المرحلة األمامية‪ ،‬وراء الكواليس‪ ،‬وخارج المسرح ‪ ،‬والمرحلة األمامية هي المكان الذي ي ؤدي‬
‫فيه الممثل رسميًا ويلتزم باالتفاقيات التي له ا مع نى خ اص للجمه ور‪ .‬ويع رف الممث ل أن ه يتم‬
‫مراقبتها ويتصرف وفقا لذلك‪.‬‬

‫عندما تكون في منطقة الكواليس قد يتصرف الممث ل بش كل مختل ف عن س لوكه أم ام الجمه ور‬
‫على المسرح األمامي‪ ،‬وهذا هو المكان الذي يصبح في ه الف رد حق ا نفس ه ويتخلص من األدوار‬
‫التي تلعبها عندما تكون أمام أشخاص آخرين‪.‬‬

‫أخيرا المنطقة خارج المسرح هي حيث يجتم ع الممثل ون الفردي ون م ع أف راد الجمه ور بش كل‬
‫مستقل عن أداء الفريق في المرحلة األمامية‪ ،‬حيث يمكن تقديم عروض محددة عندما يتم تقس يم‬
‫الجمهور على هذا النحو‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫باختت‪//‬ام ه‪//‬ذا البحث ح‪//‬ول إرفين‪//‬غ غوفم‪//‬ان‪ ،‬ن‪//‬درك أهمي‪//‬ة إس‪//‬هاماته الفلس‪//‬فية‬
‫واالجتماعية في فهمنا لطبيعة التفاعل البشري والعمل االجتماعي‪ .‬برز غوفم‪//‬ان‬
‫كشخصية فلسفية رائدة‪ ،‬حيث ترك أثرًا عميقًا في دراستنا لكيفية تك‪//‬وين الهوي‪//‬ة‬
‫والتأثير الذي تمارسه العالقات االجتماعية على سلوك اإلنسان‪.‬‬