Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫مسالك التربية والتكوين‬


‫)‪ISSN :2550-5165 (Print‬‬

‫الدعم التربوي آلية لالرتقاء بالممارسة التعليمية التعلمية‬


‫عبد الناصر أشلواو‬
‫ثانوية أنوال التأهيلية‪ ،‬المديرية اإلقليمية لو ازرة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬ور اززات‪،‬‬
‫المغرب‪.‬‬
‫‪abdenacer1983@gmail.com‬‬

‫االستالم‪ :‬يونيو ‪2019‬م‪ ،‬القبول‪ :‬شتنبر ‪2019‬م‬

‫الملخص‪ -‬من أجل بناء التعلمات على أساس يرتقي بالممارسة التربوية ويجددها بما يحقق تكافؤ الفرص واإلنصاف وتقليص‬
‫الفوارق‪ ،‬يفرض الدعم التربوي نفسه كوسيلة ناجعة لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫والدعم التربوي – من هذا المنطلق – مكون أساسي من مكونات العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬بل دعامة ال غنى عنها‪ ،‬فهو‬
‫يشغل وظيفة تشخيص وضبط وتصحيح وترشيد تلك العملية ويواكبها في مختلف مراحلها‪ ،‬قصد تقليص الفارق بين مستوى تعلم‬
‫التالميذ الفعلي واألهداف المنشودة سواء القريبة المدى منها أو البعيدة‪ ،‬وتتحقق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة ووسائل‬
‫وأدوات تمكن من تشخيص مواطن النقص أو التعثر أو التأخر‪ ،‬وضبط عواملها لدى المتعلم وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها‪ ،‬ثم‬
‫فحص مردوديتها و نجاعتها‪.‬‬
‫وهذه الورقة البحثية تسعى إلى تس ليط الضوء على الدعم التربوي ودوره في االرتقاء بالممارسة التربوية‪ ،‬باعتباره دعامة‬
‫أساسية من دعامات إنجاح المشروع التعليمي التعلمي وتجديد الممارسة التربوية وتحقيق رهاناتها‪.‬‬

‫كلمات مفاتيح ‪ -‬الدعم التربوي‪ ،‬الممارسة التعليمية التعلمية‪ ،‬تكافؤ الفرص‪ ،‬اإلنصاف‪ ،‬االرتقاء‪.‬‬

‫‪Educational support as a tool for better teaching and learning‬‬

‫‪Abstract — Educational support is an efficient tool to achieve equal opportunities , and decreases‬‬
‫‪gaps amongst students. Hence , educational support is a vital component of teaching and‬‬
‫‪learning process. It works to diagnose, edit, and rationalize the process and monitors different‬‬
‫‪its stages in order to decrease the gaps amongst students’ learning as well as the pre-determined‬‬
‫‪short-term and long-term objectives. It also attains this aim through activities and measurable‬‬
‫‪tools so that we can determine where there is still lack and failure , and see how it functions to‬‬
‫‪design suitable remedies , then measure its feedback and efficiency.‬‬

‫‪This research paper aims to focus on the importance of educational support in‬‬ ‫‪teaching‬‬
‫‪learning process as a crucial pillar to better and effective teaching practices.‬‬

‫‪Key words — Education support, Education learning practice, Equal opportunities, Fairness,‬‬
‫‪Upgrade.‬‬

‫‪19‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫مقدمة‬ ‫‪.I‬‬
‫كثيرة هي التعثرات والثغرات التي تعترض ارتقاء الممارسة التربوية بدءا من التعليم األولي واالبتدائي ومرو ار‬
‫باإلعدادي والتأهيلي وانتهاء بالجامعي؛ منها ما يرجع إلى المتعلم ومحيطه‪ ،‬ومنها ما يرجع إلى المنهاج المدرسي‪،‬‬
‫ومنها ما يرجع إلى المدرس وظروف اشتغاله‪ ،‬ومنها ما يعود إلى بنية المنظومة ككل ورؤيتها‪ ،‬وكلها جوانب‬
‫تتداخل إيجابا أو سلبا في تجديد الممارسة التربوية ونجاحها أو فشلها‪.‬‬
‫واذا كانت مختلف الصعوبات تشكل تحديا لهؤالء التالميذ فإنه يتحتم إرساء الدعم التربوي باعتباره المدخل‬
‫الرئيس لالرتقاء بجودة التعلمات المدرسية‪ ،‬وخلق المناخ التربوي المؤسساتي الذي يكرس مبادئ تكافؤ الفرص‬
‫واإلنصاف والمساواة بما يضمن للمتعلمين والمتعلمات النجاح المدرسي والتفوق واالمتياز الدراسيين‪.‬‬
‫وكما ال يخفى فإن ذلك ال يمكنه أن يتحقق إال بتظافر جهود مختلف المتدخلين والفاعلين التربويين؛ من‬
‫مفتشين ومستشارين في التوجيه ومديرين وأساتذة وجمعيات آباء وأولياء التالميذ وكافة المؤسسات التعليمية‬
‫العمومية والخصوصية‪ ،‬وذلك بجعل الدعم التربوي موضوعا محوريا طيلة الزمن الدراسي‪ ،‬وال ينبغي أن يقتصر‬
‫على فترة من الموسم الدراسي دون أخرى‪.‬‬
‫إذن فما مفهوم الدعم التربوي؟ وما آليات اشتغاله؟ وأي دور له في تخطي الصعوبات واالرتقاء بالممارسة‬
‫التعليمية التعلمية وتجديد الممارسة التربوية وتحقيق رهاناتها ؟‬

‫‪ .1‬مشكلة الدراسة‬
‫تنطلق الدراسة من إشكال مفاده أن الدعم التربوي اليوم بات أم ار ضروريا في سياق الالرتقاء بالعملية التعليمية‬
‫التعلمية‪ ،‬لكن تواجهه إكراهات في التنزيل والتفعيل‪ ،‬مما يضع الممارسات التربوية التجديدية في خضم تحديات ال‬
‫حصر لها‪ ،‬إذ ال يمكن الحديث عن تجديد الممارسة التربوية واالرتقاء بها دون تفعيل خطط الدعم الرامية إلى‬
‫تجاوز الصعوبات وتقليص الفوارق ومن ثم تحقيق رهان مدرسة االنصاف وتكافؤ الفرص‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية الدراسة‬
‫تستقى الدراسة قيمتها من األهمية البالغة التي يحظى بها الدعم التربوي ضمن المنظومة التعليمية عموما‪ ،‬فهو‬
‫مدخل أساسي لالرتقاء بجودة التعلمات المدرسية‪ ،‬يرتبط عموديا وأفقيا بالمنظومة ككل‪ ،‬فحسب المذكرة الو ازرية‬
‫رقم ‪ 138‬بتاريخ ‪ 1997،/10/20‬يعد الدعم " اإلجراء التربوي األكثر مالءمة وشيوعا في نطاق تعميق الفهم‪،‬‬
‫وتطوير المهارات‪ ،‬وترسيخ المكتسبات بين فئات التالميذ على اختالف مستوياتهم وفي جميع مراحل التعليم‬
‫وأطواره‪ ،‬بهدف تمكينهم من فرص إدراك مواطن ضعفهم‪ ،‬وابراز قدراتهم الحقيقية‪ ،‬وتقليص التباعد المالحظ بينهم‪،‬‬
‫وتالفي ما قد يعترض بعضهم من صعوبات ومعيقات"‪.‬‬
‫ومادام المسار التعليمي التعلمي للمتعلم ال يخلو من تعثرات وصعوبات فإنه ال محيد عن تفعيل الدعم التربوي‪،‬‬
‫والذي يتجاوز ما هو معرفي إلى ما هو نفسي واجتماعي‪ ،‬حتى يتسنى لنا تحقيق اإلحاطة بمختلف جوانب الحياة‬
‫المدرسية للمتعلم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫وعليه فكل فشل في أجرأة الدعم التربوي يعني المساهمة في عدم االرتقاء بالمنظومة وتحسين جودتها‪ ،‬ومن ثم‬
‫يتحتم علينا إيالء هذا الجانب ما يستحق من أهمية وعناية‪ ،‬وهو ما تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء عليه‪.‬‬

‫‪ .3‬أهداف الدراسة‬
‫تسعى الدراسة إلى إبراز أهمية الدعم التربوي في االرتقاء بالممارسات التربوية‪ ،‬من خالل اعتبار الدعم مدخال‬
‫أساسيا لتجديد الممارسة التعليمية التعلمية وآلية ناجعة لتحقيق رهان التجديد والجودة واإلنصاف وتكافؤ الفرص في‬
‫المنظومة‪ .‬كما تروم الدراسة الكشف عن بعض اإلكرهات والتحديات التي تواجه خطط الدعم التربوي وال سيما في‬
‫جانبي التفعيل والتنزيل الميدانيين‪ ،‬وتبتغي أيضا الوقوف على أسس ومركزات الدعم التربوي وما يحتمه ذلك من‬
‫إعداد استراتيجية لتدبيره‪.‬‬

‫‪ .4‬الدراسات السابقة‬
‫كثيرة هي الدراسات التي تناولت موضوع الدعم التربوي باعتباره عنص ار ضمن عناصر أخرى للمنظومة التربوية‪،‬‬
‫حيث تعالج هذا المعطى بشكل عارض تعريفا له وألشكاله ومبادئه‪ ...‬لكن هناك أبحاث جعلت من الدعم التربوي‬
‫مدخال رئيسيا من مداخل معالجة العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬فخصصت لذلك دراسات مستقلة‪ ،‬نذكر منها ما يلى‪:‬‬
‫المملكة المغربية‪ ،‬و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬كتاب مرجعي في الدعم التربوي‪ ،1999-1998 ،‬مطبعة النجاح‬ ‫‪-‬‬
‫الجديدة البيضاء‪.‬‬
‫الدعم التربوي أداة فعالة لتجاوز أشكال التعثر الدراسي‪ ،‬حياة شتواني‪ ،‬مجلة علوم التربية العدد ‪.61‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيداغوجيا الدعم‪ ،‬سلسلة التكوين التربوي‪ ،‬رقم ‪ ،6‬بيداغوجيا الدعم‪ ،‬خالد المير وادريس قاسمي‪.1997 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أيام المراجعة والمؤازرة‪ ،‬الدفتر التربوي‪ ،‬نيابة تارودانت ‪.2000-1999‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدعم التربوي‪ ،‬سلسلة علم التدريس‪ ،‬الكتاب السادس‪ ،‬محمد الدريج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫برنامج دعم النجاح المدرسي‪ "،‬مشروع إتقان"‪.2012/2011‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيداغوجيا التقييم والدعم‪ ،‬عبد اللطيف الفرابي ومحمد أيت موحى‪ ،‬سلسلة علوم التربية‪ ،‬رقم ‪ ،6‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الخطابي للطباعة والنشر‪ ،‬المغرب ط‪.1999 ،1‬‬

‫‪ .5‬منهجية الدراسة‬
‫لقد سلكت الدراسة منهجية تقوم على شق نظرى وآخر تطبيقي‪ ،‬حيث تناولت ‪-‬بعد التمهيد‪ -‬مفهوم الدعم التربوي‬
‫وأنماطه‪ ،‬لتنتقل إلى إبراز نجاعة الدعم التربوي في االرتقاء بالمنظومة التربوية‪ ،‬من خالل مجموعة من المبادئ‬
‫والمرتكزات‪ ،‬لتوضح بعد ذلك استراتيجية تدبير الدعم التربوي من التشخيص إلى التفعيل‪ ،‬وفي األخير قدمت‬
‫الدراسة نموذجا لتفعيل خطة الدعم انطالقا من خبرتنا المتواضعة في الميدان‪ .‬كما قامت المنهجية على أسس‬
‫ال سرد والوصف والتعريف؛ من خالل التعريف بمفهوم الدعم التربوي‪ ،‬وجرد أشكاله ومرتكزاته ووصف خصائصه‪،‬‬
‫والتحليل من خالل تحليل المعطيات المتعلقة بالتشخيص وتفعيل خطة الدعم قصد الرقي بالممارسة التعليمية‬
‫التعلمية وتجديدها‪ ،‬كما اعتمدت الدراسة المقارنة من خالل المقارنة بين أنماط الدعم‪ ،‬وما يطرحه ذلك من أسئلة‬
‫مؤرقة من قبيل لماذا يقبل المتعلمون على الدعم الخارجي المؤدى عنه‪ ،‬وال يكترثون للدعم الداخلي والمؤسساتي‬

‫‪21‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫الذي يقدم مجانا من قبل المدرسين؟‪ .‬ما دواعي عزوف المتعلمين عن حصص الدعم الداخلي طيلة السنة‬
‫الدراسية‪ ،‬ليتهافتوا عليه لحظة اقتراب االمتحانات اإلشهادية في آخر الموسم الدراسي؟‪ ،‬وقد انتهت الدراسة بخاتمة‬
‫تتضمن خالصات وتوصيات‪ ،‬بناء على نتائج البحث‪.‬‬

‫‪ .6‬نتائج الدراسة‬
‫لقد خلصت الدراسة إلى النتائج االتية‪:‬‬
‫الدعم التربوي آلية لتجديد الممارسة التربوية‪ ،‬ووسيلة ناجعة لتحقيق رهان االرتقاء واالنصاف وتكافؤ‬ ‫‪-‬‬
‫الفرص ‪.‬‬
‫الدعم التربوي إجراء ال غنى عنه في هدم الفوارق بين المتعلمين ومن ثم كسب رهان التفوق لجميع‬ ‫‪-‬‬
‫المتمدرسين‪.‬‬
‫الدعم أداة فعالة لتجاوز التعثر الدراسي وتدليل الصعوبات القرائية لدى التالميذ‪ ،‬مما سيساعد على الحد‬ ‫‪-‬‬
‫من ظاهرة الهدر المدرسي التي تؤرق منظومتنا التربوية‪.‬‬
‫تفعيل الدعم التربوي وأجرأته بات ضرورة ملحة‪ ،‬ينبغي أن ينخرط فيها كل المتدخلين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدعم التربوي مدخل للتنمية والجودة في الميدان التعليمي التعلمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .7‬خالصات وتوصيات‬
‫بناء على ما تقدم نجزم القول أن الدعم التربوي بات ضرورة ملحة في ظل تراكم الصعوبات لدى المتعلمين‪ ،‬وذلك‬
‫بتفعيل خطط الدعم التي أفرزتها التقويمات التشخيصية المنجزة من لدن المدرسين‪ ،‬وتنزيلها أرض الواقع حتى ال‬
‫تظل مجرد حبر على ورق يمأل رفوف المكاتب دون جدوى كما هو واقع الحال‪.‬‬
‫واذا كانت العديد من اإلكراهات مثل ضعف اإلمكانيات المادي ة واللوجيستيكية وظاهرة االكتظاظ في األقسام‬
‫وعدم تفاعل التالميذ مع حصص الدعم‪ ...‬تعرقل نجاح الدعم التربوي كبديل لتخطي الصعوبات واالرتقاء بالفعل‬
‫التربوي وتجديد ممارسته‪ ،‬فإن المسؤولية التربوية ال تسمح بأن نضعف أمام تلك اإلكراهات‪ ،‬وهو ما يدعو إلى‬
‫االنخراط الكلي للجميع إلنجاح الفعل التعليمي التعلمي‪ ،‬قصد الرقي بتعليمنا إلى المقام األسمى والسعي ألن يكون‬
‫في مصاف الدول المتقدمة علميا وتربويا‪ ،‬وبالتالي تحقيق رهان مدرسة اإلنصاف والجودة وتكافؤ الفرص الذي‬
‫تصبو إليه الرؤية االستراتيجية لمنظومة التربية والتكوين ‪.2030-2015‬‬

‫الدعم التربوي‪ :‬مفهومه وأنماطه‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .1‬مفهوم الدعم التربوي‬
‫الدعم مكون من مكونات عمليات التعليم والتعلم يشغل في سياق المناهج الدراسية وظيفة تشخيص وضبط‬
‫وتصحيح وترشيد تلك العمليات‪ ،‬من أجل تقليص الفارق بين مستوى تعلم التالميذ الفعلي واألهداف المنشودة على‬
‫مستوى بعيد أو قريب المدى‪ .‬وتتحقق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة ووسائل وأدوات تمكن من تشخيص‬

‫‪22‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫مواطن النقص‪ ،‬أو التعثر أو التأخر‪ ،‬وضبط عواملها لدى المتعلم وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها ثم فحص‬
‫مردودها ونجاعتها‪.1‬‬
‫والدعم بهذا المفهوم عملية تواكب كل مراحل العملية التعليمية التعلمية وكل وضعيات القراءة المنهجية‪ ،‬مما‬
‫يساهم في الوقوف على مختلف التعثرات التي تواجه التلميذ‪ ،‬وهو ما يدفع نحو تشخيصها وتمحيصها ثم التفكير‬
‫في تخطيها عبر خلق خطط للدعم التربوي ينسجم وخصوصية كل مرحلة ويستجيب ألهدافها‪.‬‬
‫وعليه فإن مفهوم الدعم التربوي مفهوم إجرائي عملي يسعى إلى تقليص الفارق بين ما تحقق فعليا لدى التلميذ‬
‫وبين ما هو منشود‪ ،‬ويعتبر ضربا من ضروب البيداغوجيا التي ترمي إلى تطوير المردودية العامة لمجموع القسم‬
‫واعطاء فرصة للتلميذ لتدارك مجاالت ضعفه وبالتالي تقليص الفوارق بين التالميذ‪ ،‬مما يسهل االنطالق بهم‬
‫لمستوى شبه موحد نحو الدرس الجديد‪.2‬‬

‫‪ .2‬أنماط الدعم التربوي‬


‫يندرج الدعم التربوي ضمن األنشطة الداعمة للفعل التعليمي التعلمي لدى التلميذ قصد تجاوز تعثراته‪ ،‬إذ ال‬
‫يقتصر على ما هو مؤسساتي بقدر ما يتجاوز ذلك إلى المحيط الجغرافي واالقتصادي والسوسيوثقافي الذي تنتمي‬
‫إليه المؤسسة‪ ،‬ويتخذ بذلك عدة أنماط تختلف باختالف الوضعيات وتتعدد بتعدد الجهات المتدخلة في الدعم‬
‫التربوي‪ .‬ويمكن بيان أنماط الدعم كما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدعم النظامي‪ :‬هو ذلك الدعم الذي يتم داخل المدرسة ويجريه كل الشركاء في العمل الدراسي من مدرسين‬
‫ومراقبين تربويين ومستشارين في التخطيط والتوجيه المدرسيين وفعاليات أخرى‪ .3‬ويرتبط هذا النوع من‬
‫الدعم بالنظام التعليمي عموما‪ ،‬حيث يشتغل مكون الدعم باعتباره مكونا رسميا ضمن المنظومة التربوية‬
‫والتعليمية الرسمية‪ ،‬ويوظف األجهزة الرسمية للدولة في الدعم التربوي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الدعم الموازي‪:‬‬
‫يقصد به الدعم التكميلي الذي يستفيد منه المتعثر دراسيا‪ ،‬وهو غير ملزم بالحضور إلى قاعة الدرس؛‬
‫كأنشطة السمعي البصري عموما‪ ،‬وبرامج القنوات التلفزية التي تخصص النشاط لهذا الغرض‪ ،4‬ويشمل‬
‫مختلف أنشطة المؤسسات األخرى سواء الرسمية أو غير الرسمية‪ ،‬مثل جمعيات المجتمع المدني‪.‬‬
‫يؤدي هذا الصنف من الدعم دو ار تكميليا للدعم النظامي؛ حيث ال يقتصر على ما هو رسمي نظامي‬
‫داخلي بقدر ما ينفتح على المحيط وكل الفعاليات والمنظمات ذات الطابع التربوي والتثقيفي في المجتمع‪ ،‬كما‬
‫يتجاوز آليات القطاع الرسمي إلى آليات تربوية جديدة‪ ،‬وال سيما حين تعجز الجهة الرسمية في توفير وسائل‬
‫نجاح الدعم التربوي‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدعم الداخلي والخارجي‪:‬‬
‫الدعم الداخلي هو الذي يرصده المدرس للتلميذ المتعثر داخل القسم في شكل أنشطة داعمة في مختلف‬
‫الوحدات‬

‫‪ -1‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬كتاب مرجعي في الدعم التربوي‪،1999-1998 ،‬ص‪.24:‬‬
‫‪ -2‬أيام المراجعة والمؤازرة‪ ،‬الدفتر التربوي‪ ،‬السلك األول من التعليم األساسي‪ ،‬نيابة تارودانت‪،2000/99 ،‬ص‪.2:‬‬
‫‪ -3‬سلسلة التكوين التربوي رقم ‪ ،6‬خالد المير وادريس قاسمي‪ ،‬ط ‪ ،1997‬ص‪ 42:‬وما بعدها بتصرف‪.‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫التعليمية‪ ،‬وفي شكل خطة دقيقة يراعي فيها المتعلمون المستهدفون حاجاتهم من الدعم من جهة‪ ،‬واختيار‬
‫األنشطة واألدوات التعليمية الداعمة من جهة ثانية‪ .‬ويقوم الدعم الداخلي على مجموعة من العمليات يمكن‬
‫إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫حصر المظاهر السلوكية التي تدعو إلى إدخال أساليب الدعم‪ ،‬ويعني ضبط مختلف مظاهر وصور‬ ‫‪-‬‬
‫التعثر لدى المتعلم؛ مثل صعوبة الفهم وعدم االهتمام وعدم القدرة على التركيز واالنتباه والتقصير في‬
‫إنجاز الواجبات‪.5‬‬
‫تشخيص السلوك الذي سيخضع للدعم‪ ،‬وهنا يلزم أن يطال التشخيص‪ ،‬بل كل إجراءات الدعم مجاالت‬ ‫‪-‬‬
‫ال شخصية األساسية عند المتعلم وهي‪ :‬المجال المعرفي‪ ،‬العاطفي‪ ،‬المهاري‪ ،‬والوجداني الذي يشكل‬
‫أساس التعلم واالكتساب في كثير من الحاالت‪.6‬‬
‫أما الخارجي فهو الذي يتم خارج الحصص النظامية كالدروس الخصوصية وأنشطة التقويم التي يطالب بها‬
‫التالميذ كفروض أو واجبات تنجز خارج حجرة الدرس وهو ما يصطلح عليه بالدعم الوقائي‪. 7‬‬
‫إذا كان الدعم الداخلي ينحصر داخل حجرة الدرس فإن الدعم الخارجي يتجاوز فضاء المؤسسة إلى‬
‫فضاءات أخرى مثل المكتبات وقاعات المطالعة والمنزل ودور الشباب وغيرها‪ ،‬وهذا األمر يتيح للتلميذ حرية‬
‫أكبر في التحصيل الدراسي‪ ،‬حيث يتخلص من سلطة المكان المتمثل في حجرة الدرس وفضاء المؤسسة‬
‫لينفتح على فضاءات أرحب‪ ،‬مما يخلق تكامال بين ما تم تحصيله أو تداركه في الدعم الداخلي والخارجي‬
‫وبين النظامي والموازي‪ ،‬األمر الذي يجعل التلميذ في سيرورة من التكوين المستمر تحقق له النجاح في الحد‬
‫من الصعوبات‪.‬‬
‫د‪ -‬الدعم المندمج‪:‬‬
‫يرتبط هذا النوع من الدعم بالدعم الداخلي والنظامي ‪ ،‬حيث يتم في نطاق نشاط القسم الذي يمارسه‬
‫المدرس‪ ،‬ويتضمن ثالثة أنواع من التدخل يتم تكييفها بحسب خصائص كل مادة كما يلي‪:‬‬
‫دعم وقائي‪ :‬يقي المتعلم من التعثر قبل بدء عملية التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم تتبعي‪ :‬يضبط جهد المتعلم ويرشده ويسد ثغراته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم تعويضي‪ :‬يعوض النقص المالحظ في نتائج التعلم‪.8‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعليه فإن مختلف أنماط الدعم تحقق تكامال وانسجاما فيما بينها وتجعل التلميذ يتجاوز تعثراته وصعوباته‪،‬‬
‫فكلما استثمر التلميذ وقته في الدعم التربوي بمختلف أنواعه كلما تحقق الهدف من الدعم التربوي ومقاصده‪.‬‬
‫وليس هناك البتة تعارض بين الدعم الرسمي وغيره وبين الداخلي والخارجي رغم ما سيجده التلميذ من‬
‫إكراهات في الجمع بينها‪.‬‬

‫‪ .3‬بيداغوجيا الدعم والبيداغوجيات المماثلة‬


‫تتقاطع بيداغوجيا الدعم مع مجموعة من البيداغوجيات المماثلة ‪ ،‬حيث تشترك في األهداف‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -5‬أيام المراجعة والمؤازرة‪ ،‬الدفتر التربوي‪ ،‬السلك األول من التعليم األساسي‪،‬ص‪.3:‬‬


‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.3 :‬‬
‫‪ -7‬الكافي في امتحانات الكفاءة المهنية‪ ،‬امحمد إحمدي ومحمد بوفوس‪ ،‬مكتبة التراث العربي‪ ،‬الدار البضاء‪ ،‬ط ‪.312-311 ،2008‬‬
‫‪ -8‬المملكة المغربية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬كتاب مرجعي في الدعم التربوي‪،1999/1998 ،‬ص‪ 70 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫بيداغوجيا التعويض‪ :‬تهتم بتعويض النقص الحاصل لدى التالميذ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيداغوجيا العالج‪ :‬تفيد التعامل مع المتعلمين المعوقين أو المختلين عقليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيداغوجيا التصحيح‪ :‬تعنى بتقليص الفارق بين النوايا البيداغوجية والنتائج المحققة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيداغوجيا التحكم‪ :‬تقوم على تتبع مسار التعلم نحو تحقيق األهداف المتوخاة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البيداغوجيا الخاصة‪ :‬تنحصر في تكليف مختصين بتعليم التالميذ الضعاف في صفوف‬ ‫‪-‬‬
‫خاصة‪.‬‬
‫البيداغوجييا الفارقية‪ :‬تراعى الفروق بين المتعلمين وتسعى إلى هدم الفارق بينهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن القاسم المشترك بين هذه البيداغوجيات هو التلميذ والرغبة في تحسين مستواه وتدارك نقائصه وتعثراته‪ ،‬وكذا‬
‫تقليص الفارق بين المستوى المنشود و ا لمستوى الفعلي‪ ،‬ومن ثم تجاوز الصعوبات لدى التالميذ عموما على‬
‫اختالف مستوياتهم‪.‬‬

‫نجاعة الدعم التربوي في االرتقاء بالمنظومة التربوية‬ ‫‪.III‬‬


‫‪ .1‬الدعم التربوي ‪ :‬المبادئ والمرتكزات‬
‫إن بيداغوجيا الدعم التربوي تعد سندا أساسيا لكل البيداغوجيات التي تهدف إلى االرتقاء بالمنظومة التربوية‬
‫داخل السياق التعليمي التعلمي‪ ،‬كونه الوسيلة الناجعة لتحقيق ذلك وتنزيله في أرض الواقع‪ ،‬فبواسطته نستطيع أن‬
‫نقلص الفوارق لدى التالميذ ونسد الهوة الناتجة عن عدم التمكن من بعض المهارات والقدرات المستهدفة عند‬
‫البعض‪.‬‬
‫ويبدو أن ال بديل من الدعم التربوي كخطة استراتيجية وعملية تطبيقية لالرتقاء بالفعل التعليمي التعلمي‪،‬‬
‫والحال أن المتعلم بحاجة إلى استيعاب مختلف المهارات القرائية والتمكن من مختلف الكفايات المستهدفة‪ ،‬والسيما‬
‫في المستويات اإلشهادية‪ ،‬مما يتطلب مواكبة دائمة‪ ،‬من جهة المدرس كفاعل تربوي مباشر ضمن سيرورة الدعم‬
‫التربوي‪ ،‬قصد تجاوز التعثرات وهدم الفوارق بين المتعلمين وتحقيق األهداف المنشودة‪.‬‬
‫ولئن كان الدعم التربوي بوصلة ضابطة وموجهة نحو تحقيق غايات وأهداف منظومة التربية والتكوين فإنه‬
‫بذلك مجموع االستراتيجيات والمقا ربات التربوية التي تهدف إلى ترشيد وتعزيز خطط عمل المؤسسات التعليمية في‬
‫مجال ضبط وصيانة تعلمات ومكتسبات المتعلمين الذين يعانون من تعثرات في مسارهم التعلمي‪ .9‬وعليه ينبغي‬
‫مراعاة بعض المرتكزات والمبادئ لتحقيق النجاعة الفعلية للدعم منها‪:‬‬
‫عدم حصر وظائف الدعم في دعم المتعثرين والمتأخرين دراسيا فقط‪ ،‬بل يعنى كذلك تحسين‬ ‫‪-‬‬
‫جودة الخدمات التربوية والحرص على توفير الشروط والظروف التربوية المناسبة لتحقيق مبادئ‬
‫تكافؤ الفرص واالنصاف؛‬
‫الدعم التربوي ليس إجراء تربويا تمليه ظروف معينة في زمان ومكان مدرسيين محددين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وينتهي بزوال تلك الظروف‪ ،‬بل هو سيرورة دينامية متجددة بفعل المتغيرات والمؤثرات االيجابية‬

‫‪ -9‬مذكرة في شأن الدعم التربوي‪ ،‬المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية ‪ ،2019/2018‬رقم ‪ ،18/14‬بتاريخ ‪.2018/06/11‬‬

‫‪25‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫والسلبية التي تفرزها الحياة المدرسية في سياقها التربوي واالجتماعي‪ .‬وبالتالي فالدعم التربوي‬
‫بهذا المعنى يسير نحو إعادة التوازن الطبيعي إلى التفاعل الصفي ويعزز القدرات التعليمية‬
‫التعلمية‪ ،‬ويشحذ قوة الفعل لدى الفاعلين التربويين واالجتماعيين‪ ،‬مما يبعث األمل في النجاح‬
‫والتفوق في نفوس المتعلمين عموما‪ ،‬والمتعثرين خصوصا؛‬
‫الدعم التربوي فرصة لتجسير العالقة بين الفاعل والممارس التربوي من جهة والفاعل‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعي والجمعوي من جهة أخرى‪ ،‬باعتماد المقاربة التشاركية في إطار تكامل األدوار‪ ،‬مما‬
‫يمكن من تبني النجاعة في التشخيص والتخطيط والتنفيذ والتتبع والتقييم‪.10‬‬

‫‪ .2‬الدعم التربوي وتحقيق الجودة‬


‫يتخذ مفهوم الجودة في مجال التربية والتعليم بعدا متعدد األطراف‪ ،‬لتعدد العناصر المكونة‬
‫للنظام التربوي وتنوع البنيات التربوية وتباين مستوى المتعلمين وحاجاتهم وطبيعة محيطهم‪ ،‬فهي التي‬
‫تضمن مستوى أعلى من التعليم وتحسين عملية التفاعل بين المتعلمين والمدرسين إلى أبعد حد‬
‫‪11‬‬
‫‪ ،‬كما أنها ترجمة احتياجات وتوقعات الطالب إلى خصائص محددة تكون أساسا لتعميم‬ ‫ممكن‬
‫الخدمة التربوية وتقديمها للطالب بما يوافق تطلعاتهم‪.12‬‬
‫وعليه فإن الجودة في المجال التربوي ترتكز على ثالثة عناصر يمكن إجمالها فيما يلي‬
‫المتعلم الذي يعتبر محور العملية التعليمية التعلمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التطلعات والحاجات التي تعتبر المحرك األساس لسيرورة التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪13‬‬
‫الخدمة التربوية بكل مكوناتها واجهزتها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واذا كان مفهوم الجودة هو ما يمكن من تحقيق تعليم متميز يستجيب لمتطلبات وحاجات جميع المتعلمين‬
‫فإن ذلك ال يمكن أن يتحقق خارج دائرة الدعم التربوي بكل ألوانه وأشكاله‪ ،‬فهو المدخل الوحيد واألوحد الذي‬
‫سيمكننا من تحسين جودة التعلمات والرفع من مستوى التالميذ إلى المستوى المنشود‪ .‬فكلما سعينا إلى رصد‬
‫متطلبات وحاجات المتعلمين كان ذلك سبيال لتحقيق تعليم متميز ومنتوج تعليمي ناجح‪ ،‬يمهد إلعداد متعلمين‬
‫يمتلكون قدرات عالية بإمكانهم ترجمتها بشكل مستمر خالل مسارهم الدراسي‪.‬‬
‫إن تحسين جودة التعلمات دون االهتمام بالدع م التربوي والحرص على تنزيله على أرض الواقع أمر دونه‬
‫خرق القتاد‪ ،‬فالمتعلم ال يكفيه ما يتلقاه داخل الفصل وما يتعلمه داخل الفضاء المدرسي‪ ،‬نظ ار لوجود العديد من‬
‫اإلكراهات والتحديات وجب تخطيها‪.‬‬
‫وهكذا يبدو أن نجاعة الدعم التربوي في االرتقاء بالمنظومة التربوية عموما يكمن في تطبيق مبادئ الدعم‬
‫التربوي ومرتكزاته األساسية‪ ،‬فضال على ضرورة االشتغال بسؤال الجودة والمراهنة على تحسين التعلمات‬
‫باالستجابة لمتطلبات وحاجات المتعلمين‪.‬‬

‫‪ -10‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪centre de coordination des projets d’etablissement, la qualite scolaire, Luxembourg, source originale : -11‬‬
‫‪http://ccpe.men.lu/5_dossier/51_.‬‬
‫‪ -12‬محمد يوسف أبو ملوح‪ ،‬الجودة الشاملة‪ :‬االصالح التربوي‪ ،‬مجلة المعلم‪http//www.almualim.net/jawda.html:‬‬
‫‪ -13‬عبد الرحمان التومي‪ ،‬الكفايات وتحديات الجودة‪ ،‬ص‪.7 :‬‬

‫‪26‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫استراتيجية تدبير الدعم التربوي‪ :‬من التشخيص إلى التفعيل‬ ‫‪.IV‬‬


‫‪ .1‬التقويم التربوي والدعم‬
‫إذا تقرر أن الدعم التربوي وسيلة لتذليل الصعوبات ومسلك لالرتقاء العملي بالفعل التربوي‪ ،‬فإن ذلك ال يتم‬
‫إال عبر مراحل يرتبط بعضها بعض في تكامل متناغم وسيرورة ال متناهية‪ ،‬تبدأ بالتقويم وتنتهي بتفعيل خطط‬
‫الدعم من لدن مختلف الفاعلين والمتدخلين التربويين‪.‬‬
‫المقوم من أداء المهام أو اإلجابة عن‬
‫َّ‬ ‫والتقويم مجموعة من اإلجراءات والعمليات الموظفة ألدوات تمكن‬
‫األسئلة أو االنجازات التي تستهدف قياس مستوى التحكم في أهدافها‪ ،‬وتحديد مقدار ودرجة المحقق منها إلصدار‬
‫الحكم على منفذيه‪ ،‬واتخاد القرار المالئم بشأنهم‪ ،‬وهو إجراء يمكن من اختيار نتائج التعلم المحصل عليها من‬
‫طرف المتعلمين والحكم عليها‪.14‬‬
‫ويرتكز التقويم على إجراءات تنطلق من تحديد موضوعه وأهدافه بوضوح لتكون قابلة للقياس‪ ،‬ثم بناء األداة‬
‫الصالحة لتقويمها وتصحيح االنجازات بعد إجراء التقويم ثم جمع المعطيات والبيانات وتحليلها إلبراز جوانب القوة‬
‫فيها قصد تعزيزها والوقوف على مكامن الضعف التخاذ القرار التصحيحي المناسب لها‪ ،‬وبناء الخطة العالجية‬
‫المالئمة لتجاوزها‪.‬‬
‫يتخذ التقويم التربوي مجموعة من األشكال منها؛ التقويم التشخيصي‪ /‬األولي ‪ /‬التنبئي‪ ،‬يرتبط بوضعيات‬
‫االنطالق‪ ،‬حي ث تشخص فيه الخبرات والمعارف ومختلف المكتسبات‪ .‬والتقويم التكويني المرحلي الذي يتخلل‬
‫عملية التعليم والتعلم ويصاحبها من أجل الكشف عن صعوبات التعلم والتدخل لعالجها‪ .‬والتقويم اإلجمالي ويمكن‬
‫وصفه بالنهائي أو البعدي‪ ،‬حيث يجري في نهاية درس أو وحدة من وحدات المنهاج‪ ،‬أو في ختام دورة من دورات‬
‫السنة الدراسية‪.،‬باالضافة إلى التقويم الذاتي الذي يتجه نحو محاسبة الذات بغاية اكتشاف أخطائها ذاتيا والعمل‬
‫على تجاوزها‪ .‬وكذلك التقويم المستمر من خالل المراقبة المستمرة ومختلف األنشطة التربوية‪.‬‬
‫وتأتي أهمية التقويم التربوي بمختلف أنواعه في اعتباره أرضية خصبة النطالق عملية الدعم التربوي‪ ،‬سيما‬
‫وأنه يقوم بوظائف أساسية منها؛ التشخيص والتوقع والضبط والتحكم والفحص والتثبت والحكم والمصاقة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى وظائف أخرى تتعلق بحفز المتعلمين على معرفة مستوى تحصيلهم وحثهم على اإلقبال على التعلم في جو‬
‫من المنافسة والمثابرة‪ ،‬وتمكين المدرس من مراجعة طرقه وأساليبه في التدريس وتطويرها لتحسين أدائه‪ ،‬وتسهيل‬
‫تصنيف التالميذ إلى مجموعات متجانسة حسب المستوى والمؤهالت‪...‬‬
‫ويمكن تجسيد عالقة الدعم التربوي بالتقويم التربوي في الخطاطة اآلتية‪:‬‬
‫الدعم التربوي‬

‫المخرجات‬ ‫المُدخالت‬
‫التربويتقويم التكويني‬
‫الدعم‪ .......‬ال‬
‫السيرورة‬ ‫التقويم التشخيصي‬
‫التقويم اإلجمالي‬

‫‪ -14‬ينظر معجم علوم التربية‪ ،‬مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك‪ ،‬سلسلة علوم التربية‪ ،10-9 ،‬عبد اللطيف الفرابي‪ ،‬محمد أيت موحى‪ ،‬عبد‬
‫العزيز الغرضاف‪ ،‬عبد الكريم غريب‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫‪ .2‬تشخيص المكتسبات مدخل لتفعيل الدعم التربوي‬


‫تحظى عملية تشخيص المكتسبات بأهمية بالغة في التوجيهات التربوية والمقررات الو ازرية المنظمة لدى و ازرة‬
‫التربية الوطنية‪ ،‬حيث تهدف هذه العملية إلى الوقوف على نوعية المكتسبات القبلية للمتعلمين قبل الشروع في‬
‫تنفيد المنهاج التربوي المقرر‪ ،‬كما تساعد األساتذة على معرفة مختلف الجوانب االجتماعية والتربوية والمعرفية‬
‫والنفسية للمتعلم‪ ،‬قصد تأسيس خطة تربوية محكمة لدعم التعثرات‪.‬‬
‫وتقوم عملية تشخيص المكتسبات على مجموعة من اإلجراءات يمكن إجمالها فيما يلي‪:15‬‬
‫إعداد روائز محلية على صعيد كل مؤسسة تربوية حسب المواد والتخصصات والمستويات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنجاز تمارين مناسبة شكال ومضمونا‪ ،‬والحرص على مبدإ التدرج من السهل إلى الصعب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تغطي الجوانب المعرفية والمهارية والنفس حركية لدى المتعلم‪.‬‬
‫إجراء مقابالت فردية أو جماعية على شكل مجموعات‪ ،‬لمعرفة المشاريع الشخصية للمتعلمين‬ ‫‪-‬‬
‫وميوالتهم وطموحاتهم‪.‬‬
‫معاينة الجانب الصحي للمتعلمين لمعرفة مدى خلو أو وجود بعض األمراض أو إعاقات مثل‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف البصر‪ ،‬السمع‪...‬‬
‫كما يمكن توحيد عملية التشخيص من حيث اآلليات والمضامين وطريقة اإلنجاز‪ ،‬واالشتغال بها‬
‫كفريق المؤسسة حسب المستويات الدراسية ومواد التخصص‪ .‬كما يمكن أن تتوج بإعداد خطة‬
‫عملية لدعم التعلمات وتدليل الصعوبات‪.‬‬
‫واذا كان المدرس هو الركن األساسي للقيام بهذه العملية من خالل إعداد أدوات القياس واجراء التشخيصات‬
‫وتصحيح إنتاجات المتعلمين واستخالص النتائج وتأويلها واعداد خطة للدعم‪ ،‬فإن العملية ال تكتمل إال بتظافر‬
‫جهود مختلف المتدخلين من مديرين ومفتشين وموجهين وآباء وأولياء التالميذ؛ وذلك بأن تعمل اإلدارة التربوية‬
‫على استثمار التقارير المنجزة واعداد آليات تنزيل خطط الدعم وتوفير الظروف المالئمة واألدوات اللوجيستيكية‬
‫الضرورية‪.‬‬

‫‪ .3‬أجرأة الدعم‪ :‬من رصد التعثرات إلى معالجتها‬


‫بعد إجرائنا لتقويمات تشخيصية في مادة اللغة العربية بالثانوي التأهيلي بمختلف مستوياته‪ ،‬واستخالص نتائجها‪،‬‬
‫اتضح أن فئة عريضة من المتعلمين يواجهون صعوبات قرائية وتعثرات مختلفة؛ منها ما هو معرفي ومهاري‬
‫وتواصلي ومنهجي ولغوي ‪ ...‬يمكن إبرازها كما يلي حسب مكونات المادة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لعلوم اللغة تبين أن فئة من التالميذ يرتكبون أخطاء معرفية مرتبطة بمعارف علمية ومفهومية‪،‬‬
‫حيث سجل صعوبة تحديد عناصر الظاهرة البيانية‪ ،‬الخلط بين المحسنات البديعية‪ ،‬صعوبة التمييز بين‬

‫‪ -15‬المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية ‪ ،2017/2016‬رقم ‪ ،16/446‬بتاريخ ‪ ،2016/06/17‬حول تشخيص وتقويم مكتسبات المتعلمين‬
‫والمتعلمات بالتعليمين اإلعدادي والثانوي‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫العروضي سجل ضعف استيعاب المصطلحات العروضية والكتابة‬ ‫الخبر واإلنشاء‪ .‬ومن الجانب‬
‫العروضية‪...‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للنصوص؛ فقد لوحظ ضعف الكفاية القرائية وعدم امتالك القدرة على الفهم‪ ،‬والخلط بين أنماط‬
‫النصوص وأجناسها األدبية‪ ،‬وعدم التمكن من مهارات التكثيف والتلخيص والتحويل‪ ،‬فضال عن رصد‬
‫أخطاء متصلة بطريقة ومحتوى اإلجابة بسبب عدم فهم السؤال‪ ،‬وعدم استيعاب المطلوب انجازه‪.‬‬

‫‪ -‬بخصوص التعبير واالنشاء‪ :‬تبين عدم امتالك مهارات التعبير السليم بالفصحى‪ ،‬مما يدفع المتعلمين إلى‬
‫توظيف العامية‪ ،‬باإلضافة إلى غياب تقنية التخطيط للموضوع قبل كتابته وذلك لغياب منهجية بناء‬
‫الموضوع ‪ ،‬وكذلك غياب القدرة على االستدالل والبرهنة وعدم توظيف عالمات الترقيم‪.‬‬
‫بناء على التعثرات السابقة اشتغلت خطة الدعم نحو العمل على تجاوز مختلف الصعوبات كما يلي‪:‬‬
‫في إطار الدعم الخارجي ‪ :‬تم التركيز على المتعثرين أكثر من غيرهم من خالل تفعيل الدور‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفي لإلعداد القبلي؛ حيث يكلفون بأنشطة تمكنهم من التعامل مع المعاجم اللغوية والقراءة‬
‫السليمة للنصوص وفهم محتوياتها‪.‬‬
‫استهدافهم وتتبع وتقويم أدائهم وتدريبهم علي صياغة األفكار صياغة لغوية سليمة وتعليمهم‬ ‫‪-‬‬
‫كيفية التعامل مع البناء المعجمي للنصوص تصنيفا‪ ،‬وتحديدا لطبيعة اللغة الموظفة ‪.‬‬
‫في إطار الدعم المندمج نعمل على استثمار الدرس اللغوي على سبيل المثال في تحليل‬ ‫‪-‬‬
‫النصوص‪ ،‬حيث تخصص حصص داعمة لشرح بعض األساليب اللغوية والصور الشعرية‬
‫وبيان دورها في بناء المستوى الداللي للنص‪ ،‬حتى يتمكن المتعلمون من استدراك ما قد يفوتهم‬
‫أثناء درس علوم اللغة‪ ،‬كما يفتح ذلك فرصة للتلميذ لتعميق فهم الظاهرة المدروسة‪ ،‬من خالل‬
‫تطبيقها على النص‪.‬‬
‫صياغة خالصات تركيبية اعتمادا على نتائج مرحلتي الفهم والتحليل‪ ،‬خالل ساعات الدعم‬ ‫‪-‬‬
‫األسبوعية‪.‬‬
‫فسح مجال التعبير الشفوي أمام المتعلمين لتمهيرهم على الربط السليم بين الجمل والفقرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االهتمام أكثر بم واطن التعثرات المشتركة بين المتعلمين‪ ،‬أثناء حصص الدرس داخل الفصل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في إطار الدعم الموازي نعمل على تفعيل دور الخزانة المدرسية‪ ،‬وتنظيم مسابقات معرفية‬ ‫‪-‬‬
‫وابداعية محفزة في إطار األنشطة الموازية‪.‬‬
‫في إطار إعادة االعتبار للمحفوظات‪ ،‬والعمل على تنمية ملكة الحفظ لدى المتعلمين اعتبا ار‬ ‫‪-‬‬
‫ألهميتها في تقوية الذاكرة وتعزيز الرصيد الثقافي والمعرفي واألدبي واللغوي‪ ،‬تم تكليف التالميذ‬
‫بحفظ خمس قصائد شعرية مختلفة على األقل في نهاية كل دورة‪.‬‬
‫في سياق درس التعبير واالنشاء يتم تفعيل دينامية الجماعة لتشجيع تبادل وتقاسم المعارف‬ ‫‪-‬‬
‫والتجارب بين المتعلمين‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫هذا فضال عن تفعيلنا للنادي األدبي والثقافي الذي أنجز مجموعة من األنشطة كان لها األثر‬ ‫‪-‬‬
‫الفعلي في دعم تعلمات التالميذ‪ ،‬مما ساعد على اكتشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم‪.‬‬

‫*إكراهات تفعيل الدعم‪.‬‬


‫يمكن إجمال مختلف اإلكراهات التي تواجه الدعم التربوي والسيما المؤسساتي منه كما يلي‪:‬‬
‫ثقل البرامج الدراسية وعدم مالءمتها للحصص الزمنية المخصصة لها‪ ،‬حيث يحاصر المدرس‬ ‫‪-‬‬
‫بضرورة إنهاء المقرر‪.‬‬
‫عدم مواظبة التالميذ على حضور حصص الدعم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل بالحصة كاملة أحيانا مما ال يدع مجاال للدعم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم توفر القاعات إلنجاز الدعم خارج أوقات دراسة التالميذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غياب اللوجيستيك المساعد على تفعيل الدعم بطرق تكنولوجية حديثة‪....‬‬ ‫‪-‬‬
‫هكذا يتضح أن الصعوبات القرائية التي تواجه تالميذ المستوى الثانوي تختلف باختالف المستوى‪ ،‬وهي‬
‫تعثرات ناتجة با ألساس عن ضعف أو عدم استيعاب الكفايات المستهدفة في كل سنة دراسية‪ ،‬مما خلف تراكم‬
‫التعثرات وزاد من صعوبة تخطيها‪ .‬لكن إذا تضافرت مختلف جهود الفاعلين التربويين وحصل التعاون من جهة‬
‫اآلباء واألولياء سيتم تذليل تلك التعثرات‪ ،‬بل القضاء عليها تدريجيا‪ ،‬ومن تم تتحقق أهداف المنظومة التربوية‪.‬‬

‫المصـــــــــــــــــــادر والمـــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬ ‫‪.V‬‬


‫‪ -‬أيام المراجعة والمؤازرة‪ ،‬الدفتر التربوي‪ ،‬السلك األول من التعليم األساسي‪ ،‬نيابة تارودانت‪.2000/99 ،‬‬
‫‪ -‬سلسلة التكوين التربوي رقم ‪ ،6‬خالد المير وادريس قاسمي‪.‬‬
‫‪ -‬الكافي في امتحانات الكفاءة المهنية‪ ،‬امحمد إحمدي ومحمد بوفوس‪،‬مكتبة التراث العربي‪ ،‬الدار البضاء‪ ،‬ط ‪.2008‬‬
‫‪ -‬المملكة المغربية‪ ،‬و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬كتاب مرجعي في الدعم التربوي‪.1999/1998 ،‬‬
‫‪ -‬المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية ‪ ،2019/2018‬رقم ‪ ،18/14‬بتاريخ ‪ ،2018/06/11‬في شأن الدعم التربوي‪.‬‬
‫‪ -‬محمد يوسف أبو ملوح‪ ،‬الجودة الشاملة‪ :‬االصالح التربوي‪ ،‬مجلة المعلم‪http//www.almualim.net/jawda.html:‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان التومي‪ ،‬الكفايات وتحديات الجودة‪ ،‬مطبوعات الهالل وجدة‪ ،‬ط‪.2007 ،2‬‬
‫‪ -‬معجم علوم التربية‪ ،‬مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك‪ ،‬سلسلة علوم التربية‪ ،10-9 ،‬عبد اللطيف الفرابي‪ ،‬محمد أيت‬
‫موحى‪ ،‬عبد العزيز الغرضاف‪ ،‬عبد الكريم غريب‪.‬‬
‫‪ -‬مذكرة حول تشخيص وتقويم مكتسبات المتعلمين والمتعلمات بالتعليمين اإلعدادي والثانوي‪ .‬المرجع‪ :‬المقرر الوزاري‬
‫لتنظيم السنة الدراسية ‪ ،2017/2016‬رقم ‪ ،16/446‬بتاريخ ‪.2016/06/17‬‬
‫‪ -‬الندوة التربوية‪ ،‬عدد ‪ ،18-17/16‬لقاء تواصلي تنظيمي توجيهي‪ ،‬مديرية ور اززات‪ ،‬المنسقية اإلقليمية للتفتيش‪ ،‬مركز‬
‫وار اززات‪.‬‬
‫‪Centre de coordination des projets d’etablissement, la qualite scolaire, Luxembourg, source -‬‬
‫_‪originale : http://ccpe.men.lu/5_dossier/51‬‬

‫‪30‬‬
‫مسالك التربية والتكوين‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪30-19A )2019( 2‬‬ ‫عبد الناصر أشلواو‬

‫‪31‬‬

You might also like