Professional Documents
Culture Documents
2 PB
2 PB
الملخص -من أجل بناء التعلمات على أساس يرتقي بالممارسة التربوية ويجددها بما يحقق تكافؤ الفرص واإلنصاف وتقليص
الفوارق ،يفرض الدعم التربوي نفسه كوسيلة ناجعة لتحقيق هذه األهداف.
والدعم التربوي – من هذا المنطلق – مكون أساسي من مكونات العملية التعليمية التعلمية ،بل دعامة ال غنى عنها ،فهو
يشغل وظيفة تشخيص وضبط وتصحيح وترشيد تلك العملية ويواكبها في مختلف مراحلها ،قصد تقليص الفارق بين مستوى تعلم
التالميذ الفعلي واألهداف المنشودة سواء القريبة المدى منها أو البعيدة ،وتتحقق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة ووسائل
وأدوات تمكن من تشخيص مواطن النقص أو التعثر أو التأخر ،وضبط عواملها لدى المتعلم وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها ،ثم
فحص مردوديتها و نجاعتها.
وهذه الورقة البحثية تسعى إلى تس ليط الضوء على الدعم التربوي ودوره في االرتقاء بالممارسة التربوية ،باعتباره دعامة
أساسية من دعامات إنجاح المشروع التعليمي التعلمي وتجديد الممارسة التربوية وتحقيق رهاناتها.
كلمات مفاتيح -الدعم التربوي ،الممارسة التعليمية التعلمية ،تكافؤ الفرص ،اإلنصاف ،االرتقاء.
Abstract — Educational support is an efficient tool to achieve equal opportunities , and decreases
gaps amongst students. Hence , educational support is a vital component of teaching and
learning process. It works to diagnose, edit, and rationalize the process and monitors different
its stages in order to decrease the gaps amongst students’ learning as well as the pre-determined
short-term and long-term objectives. It also attains this aim through activities and measurable
tools so that we can determine where there is still lack and failure , and see how it functions to
design suitable remedies , then measure its feedback and efficiency.
This research paper aims to focus on the importance of educational support in teaching
learning process as a crucial pillar to better and effective teaching practices.
Key words — Education support, Education learning practice, Equal opportunities, Fairness,
Upgrade.
19
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
مقدمة .I
كثيرة هي التعثرات والثغرات التي تعترض ارتقاء الممارسة التربوية بدءا من التعليم األولي واالبتدائي ومرو ار
باإلعدادي والتأهيلي وانتهاء بالجامعي؛ منها ما يرجع إلى المتعلم ومحيطه ،ومنها ما يرجع إلى المنهاج المدرسي،
ومنها ما يرجع إلى المدرس وظروف اشتغاله ،ومنها ما يعود إلى بنية المنظومة ككل ورؤيتها ،وكلها جوانب
تتداخل إيجابا أو سلبا في تجديد الممارسة التربوية ونجاحها أو فشلها.
واذا كانت مختلف الصعوبات تشكل تحديا لهؤالء التالميذ فإنه يتحتم إرساء الدعم التربوي باعتباره المدخل
الرئيس لالرتقاء بجودة التعلمات المدرسية ،وخلق المناخ التربوي المؤسساتي الذي يكرس مبادئ تكافؤ الفرص
واإلنصاف والمساواة بما يضمن للمتعلمين والمتعلمات النجاح المدرسي والتفوق واالمتياز الدراسيين.
وكما ال يخفى فإن ذلك ال يمكنه أن يتحقق إال بتظافر جهود مختلف المتدخلين والفاعلين التربويين؛ من
مفتشين ومستشارين في التوجيه ومديرين وأساتذة وجمعيات آباء وأولياء التالميذ وكافة المؤسسات التعليمية
العمومية والخصوصية ،وذلك بجعل الدعم التربوي موضوعا محوريا طيلة الزمن الدراسي ،وال ينبغي أن يقتصر
على فترة من الموسم الدراسي دون أخرى.
إذن فما مفهوم الدعم التربوي؟ وما آليات اشتغاله؟ وأي دور له في تخطي الصعوبات واالرتقاء بالممارسة
التعليمية التعلمية وتجديد الممارسة التربوية وتحقيق رهاناتها ؟
.1مشكلة الدراسة
تنطلق الدراسة من إشكال مفاده أن الدعم التربوي اليوم بات أم ار ضروريا في سياق الالرتقاء بالعملية التعليمية
التعلمية ،لكن تواجهه إكراهات في التنزيل والتفعيل ،مما يضع الممارسات التربوية التجديدية في خضم تحديات ال
حصر لها ،إذ ال يمكن الحديث عن تجديد الممارسة التربوية واالرتقاء بها دون تفعيل خطط الدعم الرامية إلى
تجاوز الصعوبات وتقليص الفوارق ومن ثم تحقيق رهان مدرسة االنصاف وتكافؤ الفرص.
.2أهمية الدراسة
تستقى الدراسة قيمتها من األهمية البالغة التي يحظى بها الدعم التربوي ضمن المنظومة التعليمية عموما ،فهو
مدخل أساسي لالرتقاء بجودة التعلمات المدرسية ،يرتبط عموديا وأفقيا بالمنظومة ككل ،فحسب المذكرة الو ازرية
رقم 138بتاريخ 1997،/10/20يعد الدعم " اإلجراء التربوي األكثر مالءمة وشيوعا في نطاق تعميق الفهم،
وتطوير المهارات ،وترسيخ المكتسبات بين فئات التالميذ على اختالف مستوياتهم وفي جميع مراحل التعليم
وأطواره ،بهدف تمكينهم من فرص إدراك مواطن ضعفهم ،وابراز قدراتهم الحقيقية ،وتقليص التباعد المالحظ بينهم،
وتالفي ما قد يعترض بعضهم من صعوبات ومعيقات".
ومادام المسار التعليمي التعلمي للمتعلم ال يخلو من تعثرات وصعوبات فإنه ال محيد عن تفعيل الدعم التربوي،
والذي يتجاوز ما هو معرفي إلى ما هو نفسي واجتماعي ،حتى يتسنى لنا تحقيق اإلحاطة بمختلف جوانب الحياة
المدرسية للمتعلم.
20
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
وعليه فكل فشل في أجرأة الدعم التربوي يعني المساهمة في عدم االرتقاء بالمنظومة وتحسين جودتها ،ومن ثم
يتحتم علينا إيالء هذا الجانب ما يستحق من أهمية وعناية ،وهو ما تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء عليه.
.3أهداف الدراسة
تسعى الدراسة إلى إبراز أهمية الدعم التربوي في االرتقاء بالممارسات التربوية ،من خالل اعتبار الدعم مدخال
أساسيا لتجديد الممارسة التعليمية التعلمية وآلية ناجعة لتحقيق رهان التجديد والجودة واإلنصاف وتكافؤ الفرص في
المنظومة .كما تروم الدراسة الكشف عن بعض اإلكرهات والتحديات التي تواجه خطط الدعم التربوي وال سيما في
جانبي التفعيل والتنزيل الميدانيين ،وتبتغي أيضا الوقوف على أسس ومركزات الدعم التربوي وما يحتمه ذلك من
إعداد استراتيجية لتدبيره.
.4الدراسات السابقة
كثيرة هي الدراسات التي تناولت موضوع الدعم التربوي باعتباره عنص ار ضمن عناصر أخرى للمنظومة التربوية،
حيث تعالج هذا المعطى بشكل عارض تعريفا له وألشكاله ومبادئه ...لكن هناك أبحاث جعلت من الدعم التربوي
مدخال رئيسيا من مداخل معالجة العملية التعليمية التعلمية ،فخصصت لذلك دراسات مستقلة ،نذكر منها ما يلى:
المملكة المغربية ،و ازرة التربية الوطنية ،كتاب مرجعي في الدعم التربوي ،1999-1998 ،مطبعة النجاح -
الجديدة البيضاء.
الدعم التربوي أداة فعالة لتجاوز أشكال التعثر الدراسي ،حياة شتواني ،مجلة علوم التربية العدد .61 -
بيداغوجيا الدعم ،سلسلة التكوين التربوي ،رقم ،6بيداغوجيا الدعم ،خالد المير وادريس قاسمي.1997 ، -
أيام المراجعة والمؤازرة ،الدفتر التربوي ،نيابة تارودانت .2000-1999 -
الدعم التربوي ،سلسلة علم التدريس ،الكتاب السادس ،محمد الدريج. -
برنامج دعم النجاح المدرسي "،مشروع إتقان".2012/2011 -
بيداغوجيا التقييم والدعم ،عبد اللطيف الفرابي ومحمد أيت موحى ،سلسلة علوم التربية ،رقم ،6دار -
الخطابي للطباعة والنشر ،المغرب ط.1999 ،1
.5منهجية الدراسة
لقد سلكت الدراسة منهجية تقوم على شق نظرى وآخر تطبيقي ،حيث تناولت -بعد التمهيد -مفهوم الدعم التربوي
وأنماطه ،لتنتقل إلى إبراز نجاعة الدعم التربوي في االرتقاء بالمنظومة التربوية ،من خالل مجموعة من المبادئ
والمرتكزات ،لتوضح بعد ذلك استراتيجية تدبير الدعم التربوي من التشخيص إلى التفعيل ،وفي األخير قدمت
الدراسة نموذجا لتفعيل خطة الدعم انطالقا من خبرتنا المتواضعة في الميدان .كما قامت المنهجية على أسس
ال سرد والوصف والتعريف؛ من خالل التعريف بمفهوم الدعم التربوي ،وجرد أشكاله ومرتكزاته ووصف خصائصه،
والتحليل من خالل تحليل المعطيات المتعلقة بالتشخيص وتفعيل خطة الدعم قصد الرقي بالممارسة التعليمية
التعلمية وتجديدها ،كما اعتمدت الدراسة المقارنة من خالل المقارنة بين أنماط الدعم ،وما يطرحه ذلك من أسئلة
مؤرقة من قبيل لماذا يقبل المتعلمون على الدعم الخارجي المؤدى عنه ،وال يكترثون للدعم الداخلي والمؤسساتي
21
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
الذي يقدم مجانا من قبل المدرسين؟ .ما دواعي عزوف المتعلمين عن حصص الدعم الداخلي طيلة السنة
الدراسية ،ليتهافتوا عليه لحظة اقتراب االمتحانات اإلشهادية في آخر الموسم الدراسي؟ ،وقد انتهت الدراسة بخاتمة
تتضمن خالصات وتوصيات ،بناء على نتائج البحث.
.6نتائج الدراسة
لقد خلصت الدراسة إلى النتائج االتية:
الدعم التربوي آلية لتجديد الممارسة التربوية ،ووسيلة ناجعة لتحقيق رهان االرتقاء واالنصاف وتكافؤ -
الفرص .
الدعم التربوي إجراء ال غنى عنه في هدم الفوارق بين المتعلمين ومن ثم كسب رهان التفوق لجميع -
المتمدرسين.
الدعم أداة فعالة لتجاوز التعثر الدراسي وتدليل الصعوبات القرائية لدى التالميذ ،مما سيساعد على الحد -
من ظاهرة الهدر المدرسي التي تؤرق منظومتنا التربوية.
تفعيل الدعم التربوي وأجرأته بات ضرورة ملحة ،ينبغي أن ينخرط فيها كل المتدخلين. -
الدعم التربوي مدخل للتنمية والجودة في الميدان التعليمي التعلمي. -
.7خالصات وتوصيات
بناء على ما تقدم نجزم القول أن الدعم التربوي بات ضرورة ملحة في ظل تراكم الصعوبات لدى المتعلمين ،وذلك
بتفعيل خطط الدعم التي أفرزتها التقويمات التشخيصية المنجزة من لدن المدرسين ،وتنزيلها أرض الواقع حتى ال
تظل مجرد حبر على ورق يمأل رفوف المكاتب دون جدوى كما هو واقع الحال.
واذا كانت العديد من اإلكراهات مثل ضعف اإلمكانيات المادي ة واللوجيستيكية وظاهرة االكتظاظ في األقسام
وعدم تفاعل التالميذ مع حصص الدعم ...تعرقل نجاح الدعم التربوي كبديل لتخطي الصعوبات واالرتقاء بالفعل
التربوي وتجديد ممارسته ،فإن المسؤولية التربوية ال تسمح بأن نضعف أمام تلك اإلكراهات ،وهو ما يدعو إلى
االنخراط الكلي للجميع إلنجاح الفعل التعليمي التعلمي ،قصد الرقي بتعليمنا إلى المقام األسمى والسعي ألن يكون
في مصاف الدول المتقدمة علميا وتربويا ،وبالتالي تحقيق رهان مدرسة اإلنصاف والجودة وتكافؤ الفرص الذي
تصبو إليه الرؤية االستراتيجية لمنظومة التربية والتكوين .2030-2015
22
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
مواطن النقص ،أو التعثر أو التأخر ،وضبط عواملها لدى المتعلم وتخطيط وضعيات الدعم وتنفيذها ثم فحص
مردودها ونجاعتها.1
والدعم بهذا المفهوم عملية تواكب كل مراحل العملية التعليمية التعلمية وكل وضعيات القراءة المنهجية ،مما
يساهم في الوقوف على مختلف التعثرات التي تواجه التلميذ ،وهو ما يدفع نحو تشخيصها وتمحيصها ثم التفكير
في تخطيها عبر خلق خطط للدعم التربوي ينسجم وخصوصية كل مرحلة ويستجيب ألهدافها.
وعليه فإن مفهوم الدعم التربوي مفهوم إجرائي عملي يسعى إلى تقليص الفارق بين ما تحقق فعليا لدى التلميذ
وبين ما هو منشود ،ويعتبر ضربا من ضروب البيداغوجيا التي ترمي إلى تطوير المردودية العامة لمجموع القسم
واعطاء فرصة للتلميذ لتدارك مجاالت ضعفه وبالتالي تقليص الفوارق بين التالميذ ،مما يسهل االنطالق بهم
لمستوى شبه موحد نحو الدرس الجديد.2
-1المملكة المغربية ،وزارة التربية الوطنية ،كتاب مرجعي في الدعم التربوي،1999-1998 ،ص.24:
-2أيام المراجعة والمؤازرة ،الدفتر التربوي ،السلك األول من التعليم األساسي ،نيابة تارودانت،2000/99 ،ص.2:
-3سلسلة التكوين التربوي رقم ،6خالد المير وادريس قاسمي ،ط ،1997ص 42:وما بعدها بتصرف.
-4المرجع نفسه.
23
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
التعليمية ،وفي شكل خطة دقيقة يراعي فيها المتعلمون المستهدفون حاجاتهم من الدعم من جهة ،واختيار
األنشطة واألدوات التعليمية الداعمة من جهة ثانية .ويقوم الدعم الداخلي على مجموعة من العمليات يمكن
إيجازها فيما يلي:
حصر المظاهر السلوكية التي تدعو إلى إدخال أساليب الدعم ،ويعني ضبط مختلف مظاهر وصور -
التعثر لدى المتعلم؛ مثل صعوبة الفهم وعدم االهتمام وعدم القدرة على التركيز واالنتباه والتقصير في
إنجاز الواجبات.5
تشخيص السلوك الذي سيخضع للدعم ،وهنا يلزم أن يطال التشخيص ،بل كل إجراءات الدعم مجاالت -
ال شخصية األساسية عند المتعلم وهي :المجال المعرفي ،العاطفي ،المهاري ،والوجداني الذي يشكل
أساس التعلم واالكتساب في كثير من الحاالت.6
أما الخارجي فهو الذي يتم خارج الحصص النظامية كالدروس الخصوصية وأنشطة التقويم التي يطالب بها
التالميذ كفروض أو واجبات تنجز خارج حجرة الدرس وهو ما يصطلح عليه بالدعم الوقائي. 7
إذا كان الدعم الداخلي ينحصر داخل حجرة الدرس فإن الدعم الخارجي يتجاوز فضاء المؤسسة إلى
فضاءات أخرى مثل المكتبات وقاعات المطالعة والمنزل ودور الشباب وغيرها ،وهذا األمر يتيح للتلميذ حرية
أكبر في التحصيل الدراسي ،حيث يتخلص من سلطة المكان المتمثل في حجرة الدرس وفضاء المؤسسة
لينفتح على فضاءات أرحب ،مما يخلق تكامال بين ما تم تحصيله أو تداركه في الدعم الداخلي والخارجي
وبين النظامي والموازي ،األمر الذي يجعل التلميذ في سيرورة من التكوين المستمر تحقق له النجاح في الحد
من الصعوبات.
د -الدعم المندمج:
يرتبط هذا النوع من الدعم بالدعم الداخلي والنظامي ،حيث يتم في نطاق نشاط القسم الذي يمارسه
المدرس ،ويتضمن ثالثة أنواع من التدخل يتم تكييفها بحسب خصائص كل مادة كما يلي:
دعم وقائي :يقي المتعلم من التعثر قبل بدء عملية التعليم والتعلم. -
دعم تتبعي :يضبط جهد المتعلم ويرشده ويسد ثغراته. -
دعم تعويضي :يعوض النقص المالحظ في نتائج التعلم.8 -
وعليه فإن مختلف أنماط الدعم تحقق تكامال وانسجاما فيما بينها وتجعل التلميذ يتجاوز تعثراته وصعوباته،
فكلما استثمر التلميذ وقته في الدعم التربوي بمختلف أنواعه كلما تحقق الهدف من الدعم التربوي ومقاصده.
وليس هناك البتة تعارض بين الدعم الرسمي وغيره وبين الداخلي والخارجي رغم ما سيجده التلميذ من
إكراهات في الجمع بينها.
24
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
بيداغوجيا التعويض :تهتم بتعويض النقص الحاصل لدى التالميذ . -
بيداغوجيا العالج :تفيد التعامل مع المتعلمين المعوقين أو المختلين عقليا. -
بيداغوجيا التصحيح :تعنى بتقليص الفارق بين النوايا البيداغوجية والنتائج المحققة. -
بيداغوجيا التحكم :تقوم على تتبع مسار التعلم نحو تحقيق األهداف المتوخاة. -
البيداغوجيا الخاصة :تنحصر في تكليف مختصين بتعليم التالميذ الضعاف في صفوف -
خاصة.
البيداغوجييا الفارقية :تراعى الفروق بين المتعلمين وتسعى إلى هدم الفارق بينهم. -
إن القاسم المشترك بين هذه البيداغوجيات هو التلميذ والرغبة في تحسين مستواه وتدارك نقائصه وتعثراته ،وكذا
تقليص الفارق بين المستوى المنشود و ا لمستوى الفعلي ،ومن ثم تجاوز الصعوبات لدى التالميذ عموما على
اختالف مستوياتهم.
-9مذكرة في شأن الدعم التربوي ،المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية ،2019/2018رقم ،18/14بتاريخ .2018/06/11
25
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
والسلبية التي تفرزها الحياة المدرسية في سياقها التربوي واالجتماعي .وبالتالي فالدعم التربوي
بهذا المعنى يسير نحو إعادة التوازن الطبيعي إلى التفاعل الصفي ويعزز القدرات التعليمية
التعلمية ،ويشحذ قوة الفعل لدى الفاعلين التربويين واالجتماعيين ،مما يبعث األمل في النجاح
والتفوق في نفوس المتعلمين عموما ،والمتعثرين خصوصا؛
الدعم التربوي فرصة لتجسير العالقة بين الفاعل والممارس التربوي من جهة والفاعل -
االجتماعي والجمعوي من جهة أخرى ،باعتماد المقاربة التشاركية في إطار تكامل األدوار ،مما
يمكن من تبني النجاعة في التشخيص والتخطيط والتنفيذ والتتبع والتقييم.10
-10المرجع نفسه.
centre de coordination des projets d’etablissement, la qualite scolaire, Luxembourg, source originale : -11
http://ccpe.men.lu/5_dossier/51_.
-12محمد يوسف أبو ملوح ،الجودة الشاملة :االصالح التربوي ،مجلة المعلمhttp//www.almualim.net/jawda.html:
-13عبد الرحمان التومي ،الكفايات وتحديات الجودة ،ص.7 :
26
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
المخرجات المُدخالت
التربويتقويم التكويني
الدعم .......ال
السيرورة التقويم التشخيصي
التقويم اإلجمالي
-14ينظر معجم علوم التربية ،مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ،سلسلة علوم التربية ،10-9 ،عبد اللطيف الفرابي ،محمد أيت موحى ،عبد
العزيز الغرضاف ،عبد الكريم غريب.
27
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
-15المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية ،2017/2016رقم ،16/446بتاريخ ،2016/06/17حول تشخيص وتقويم مكتسبات المتعلمين
والمتعلمات بالتعليمين اإلعدادي والثانوي.
28
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
العروضي سجل ضعف استيعاب المصطلحات العروضية والكتابة الخبر واإلنشاء .ومن الجانب
العروضية...
-بالنسبة للنصوص؛ فقد لوحظ ضعف الكفاية القرائية وعدم امتالك القدرة على الفهم ،والخلط بين أنماط
النصوص وأجناسها األدبية ،وعدم التمكن من مهارات التكثيف والتلخيص والتحويل ،فضال عن رصد
أخطاء متصلة بطريقة ومحتوى اإلجابة بسبب عدم فهم السؤال ،وعدم استيعاب المطلوب انجازه.
-بخصوص التعبير واالنشاء :تبين عدم امتالك مهارات التعبير السليم بالفصحى ،مما يدفع المتعلمين إلى
توظيف العامية ،باإلضافة إلى غياب تقنية التخطيط للموضوع قبل كتابته وذلك لغياب منهجية بناء
الموضوع ،وكذلك غياب القدرة على االستدالل والبرهنة وعدم توظيف عالمات الترقيم.
بناء على التعثرات السابقة اشتغلت خطة الدعم نحو العمل على تجاوز مختلف الصعوبات كما يلي:
في إطار الدعم الخارجي :تم التركيز على المتعثرين أكثر من غيرهم من خالل تفعيل الدور -
الوظيفي لإلعداد القبلي؛ حيث يكلفون بأنشطة تمكنهم من التعامل مع المعاجم اللغوية والقراءة
السليمة للنصوص وفهم محتوياتها.
استهدافهم وتتبع وتقويم أدائهم وتدريبهم علي صياغة األفكار صياغة لغوية سليمة وتعليمهم -
كيفية التعامل مع البناء المعجمي للنصوص تصنيفا ،وتحديدا لطبيعة اللغة الموظفة .
في إطار الدعم المندمج نعمل على استثمار الدرس اللغوي على سبيل المثال في تحليل -
النصوص ،حيث تخصص حصص داعمة لشرح بعض األساليب اللغوية والصور الشعرية
وبيان دورها في بناء المستوى الداللي للنص ،حتى يتمكن المتعلمون من استدراك ما قد يفوتهم
أثناء درس علوم اللغة ،كما يفتح ذلك فرصة للتلميذ لتعميق فهم الظاهرة المدروسة ،من خالل
تطبيقها على النص.
صياغة خالصات تركيبية اعتمادا على نتائج مرحلتي الفهم والتحليل ،خالل ساعات الدعم -
األسبوعية.
فسح مجال التعبير الشفوي أمام المتعلمين لتمهيرهم على الربط السليم بين الجمل والفقرات. -
االهتمام أكثر بم واطن التعثرات المشتركة بين المتعلمين ،أثناء حصص الدرس داخل الفصل. -
في إطار الدعم الموازي نعمل على تفعيل دور الخزانة المدرسية ،وتنظيم مسابقات معرفية -
وابداعية محفزة في إطار األنشطة الموازية.
في إطار إعادة االعتبار للمحفوظات ،والعمل على تنمية ملكة الحفظ لدى المتعلمين اعتبا ار -
ألهميتها في تقوية الذاكرة وتعزيز الرصيد الثقافي والمعرفي واألدبي واللغوي ،تم تكليف التالميذ
بحفظ خمس قصائد شعرية مختلفة على األقل في نهاية كل دورة.
في سياق درس التعبير واالنشاء يتم تفعيل دينامية الجماعة لتشجيع تبادل وتقاسم المعارف -
والتجارب بين المتعلمين.
29
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
هذا فضال عن تفعيلنا للنادي األدبي والثقافي الذي أنجز مجموعة من األنشطة كان لها األثر -
الفعلي في دعم تعلمات التالميذ ،مما ساعد على اكتشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم.
30
مسالك التربية والتكوين ،املجلد 2العدد 30-19A )2019( 2 عبد الناصر أشلواو
31