Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 39

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية قسنطينة‬

‫الميدان‪ :‬علوم إنسانية‬ ‫كلية‪ :‬أصول الدين‬

‫الشعبة‪ :‬علوم اإلعالم و االتصال‬ ‫قسم‪ :‬الدعوة و اإلعالم‬

‫التخصص‪ :‬اعالم‬

‫اتجاهات النخبة نحو الفضائيات اإلخبارية‬


‫دراسة ميدانية على عينة من أساتذة قسم الدعوة و اإلعالم بجامعة األمير‬
‫عبد القادر‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة ‪ :‬الليسانس تخصص‪ :‬اعالم‬

‫اشراف‬ ‫‪ :‬اعداد ‪:‬‬

‫أ‪.‬د‪ :‬نوال بومنجل‬ ‫طبول بثينة‬

‫تباني رحمة‬

‫‪ :‬السنة الجامعية‬
‫ه‪1443-‬ه‪2021/‬م‪2022-‬م‪1442‬‬
‫خطة الدراسة‬
‫الشكر و التقدير‬
‫خطة الدراسة‬
‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‬


‫‪ -1‬إشكالية الدراسة وتساؤالتها‬
‫‪ -2‬أسباب اختيار موضوع الدراسة‬
‫‪ 2-1‬األسباب الذاتية‬

‫‪ 2-2‬األسباب الموضوعية‬

‫‪ -3‬أهداف الدراسة‬
‫‪ -4‬أهمية الدراسة‬
‫‪ -5‬تحديد مفاهيم و مصطلحات الدراسة‬
‫‪ -6‬الدراسات السابقة‬
‫‪ -7‬نوع الدراسة و منهجيتها‬
‫‪ -8‬مجتمع البحث و عينة الدراسة‬
‫‪ -9‬أدوات جمع البيانات‬
‫‪ -10‬مجاالت الدراسة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االتجاهات و النخبة‬
‫تمهيد‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية االتجاه‬
‫‪ -1‬خصائص االتجاه‬

‫‪ -2‬مراحل تكوين االتجاهات‬

‫‪ -3‬مكونات االتجاه‬

‫‪ -4‬النظريات المفسرة لالتجاهات‬

‫‪ -5‬وظائف االتجاهات‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ماهية النخبة‬


‫‪ -1‬أنواع النخبة‬

‫‪ -2‬مميزات النخبة‬

‫‪ -3‬مصادر صناعة النخبة‬

‫‪ -4‬دور النخب‬

‫‪ -5‬عالقة النخبة بوسائل اإلعالم‬

‫خالصة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الفضائيات العامة و الفضائيات المتخصصة‬


‫تمهيد‬
‫المبحث األول‪:‬ماهية الفضائيات‬
‫‪ -1‬نشأة الفضائيات‬
‫‪ -2‬أهداف الفضائيات‬

‫‪ -3‬أقسام القنوات الفضائية‬

‫‪ -4‬دور القنوات الفضائية في تغيير القيم االجتماعية‬

‫‪ -5‬التدفق اإلخباري عبر الفضائيات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفضائيات اإلخبارية‬


‫‪ -1‬نبذة عن الفضائيات اإلخبارية‬

‫‪ -2‬نماذج عن فضائيات إخبارية‬

‫‪ -3‬البرنامج اإلخباري‬

‫‪ -4‬الخدمات التي تقدمها الفضائيات اإلخبارية للعمل اإلخباري‬

‫‪ -5‬أشكال اإلعالم في القنوات اإلخبارية‬

‫خالصة‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اإلطار التطبيقي للدراسة‬


‫تمهيد‬
‫أوال‪ :‬تفريغ البيانات و تحليلها‬
‫ثانيا‪ :‬النتائج العامة للدراسة‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫المالحق‬
‫الفهارس‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‬
‫‪ -1‬اإلشكالية‪:‬‬
‫لقد تطورت وسائل االتصال يف هذا العصر تطورا مذهال ‪ ،‬ما جعل ماكلوهان يصف العامل‬
‫بالقرية االلكرتونية الواحدة ألهنا كسرت احلواجز بني الشعوب ‪ ،‬و جعلتهم يتعرفون على اختالفاهتم‬
‫و أفكارهم و اعتقاداهتم وعاداهتم ‪....‬‬
‫و من بني هذه الوسائل التلفزيون الذي وفر معلومات شىت و مبعايري عدة ؛ و مع التطور‬
‫التكنولوجي ظهرت الفضائيات اليت مكنت اإلنسان من إن خيتار الوسيلة اليت تالئمه و األفكار اليت‬
‫تتناسب و ذوقه ‪ ،‬وميكن اعتبار الفضائيات األفضل من بني وسائل االتصال اجلماهريية األخرى فهي‬
‫جتمع كل مقومات العمل الصحفي املقروء و املسموع و املرئي يف قالب واحد يتمتع بالسرعة و‬
‫الشمول و املصداقية ‪ ،‬و تتميز باإلرسال الذي يتم بصفة آنية من حمطة اإلرسال مباشرة إىل اجلهاز‬
‫التلفزيوين الفردي دون وسيط ؛و يتماثل هذا اإلرسال باالتصال الذي ال يتقيد حبدود الزمان‬
‫واملكان‪.‬‬
‫و هتدف هذه الفضائيات إىل تقدمي خدمات متنوعة يف شىت اجملاالت و مسيت بالفضائيات الن‬
‫بثها مرتبط باألقمار الفضائية (الصناعية) حىت تصل إىل مجيع أحناء العامل‪.‬‬
‫ختتلف هذه الفضائيات باختالف ما تقدمه من برامج فهناك فضائيات عامة تقدم برامج متنوعة‬
‫وأخرى متخصصة يف حمتواها الذي تقدمه و اجلمهور املستهدف من عملية اإلرسال‪ ،‬كالفضائيات‬
‫الدرامية‪ ،‬الرتفيهية ‪ ،‬اإلخبارية‪ :‬وهذه األخرية تقدم معلومات و أراء و أفكار تساعد الفرد يف تكوين‬
‫رأي معني جتاه القضايا و املشكالت اليت ختص حياهتم السياسية و االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫وختتلف كل قناة إخبارية عن األخرى يف طريقة تقدميها للحدث و التعليق عليه و تفسري‬
‫أسباب وقوعه حسب السياسة التحريرية اخلاصة لكل وسيلة‪.‬‬
‫تتميز الفضائيات اإلخبارية جبمهور واسع ينقسم إىل فئات متباينة يف مستواها الثقايف ؛ فئة من‬
‫عامة الناس و أخرى من خاصتهم ما يعرف بالنخبة وهم األفراد القادرين على نقد و حتليل املضامني‬
‫اليت تبثها هذه الفضائيات ‪.‬‬
‫تتمثل هذه الفئة يف دراستنا بأساتذة قسم الدعوة و اإلعالم جبامعة األمري عبد القادر‪.‬‬
‫و هذا ما جعلنا نطرح التساؤل الرئيسي التايل‪:‬‬
‫ما هي اجتاهات أساتذة الدعوة و اإلعالم جبامعة األمري عبد القادر حنو الفضائيات اإلخبارية؟‬
‫و من هذا املنطلق مت صياغة التساؤالت الفرعية اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي عادات و أمناط مشاهدة األساتذة للفضائيات اإلخبارية ؟‬
‫‪ -‬ما هي أسباب مشاهدة النخبة للفضائيات اإلخبارية ؟‬
‫‪ -‬ما هي اجتاهات األساتذة حنو الفضائيات اإلخبارية ؟‬

‫‪ -2‬أسباب اختيار موضوع الدراسة‪:‬‬


‫جاءت هذه الدراسة ألسباب ذاتية وأخرى موضوعية متثلت يف اآليت ‪:‬‬
‫‪ 2-1‬األسباب الذاتية ‪:‬‬
‫‪ -‬ميلنا و اهتمامنا بكل املواضيع املتعلقة باإلعالم التلفزيوين و بشكل خاص اإلعالم الفضائي‬
‫املتخصص اإلخباري ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة يف دراسة ما تبثه هذه الفضائيات من أخبار و كيفية إلقائها حىت تكون لدي فكرة عن كيفية‬
‫اإللقاء و تقدمي األخبار و أستغلها يف املستقبل‪.‬‬
‫‪ 2-2‬األسباب الموضوعية‬
‫‪ -‬انتشار الفضائيات اإلخبارية يف الساحة اإلعالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء املكتبة مبثل هذه البحوث اإلعالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة تطبيق األسس املنهجية املكتسبة‪.‬‬

‫‪ -3‬أهداف الدراسة ‪:‬‬


‫تسعى هذه الدراسة إىل حتقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة عادات و أمناط مشاهدة النخبة للفضائيات اإلخبارية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على أراء األساتذة حنو الفضائيات اإلخبارية‬
‫‪ -‬التعرف على االشباعات اليت حتققها الفضائيات اإلخبارية للنخبة ‪.‬‬

‫‪ -4‬أهمية الدراسة‬
‫تكتسي الدراسة أمهية بالغة ألهنا‪:‬‬
‫‪ -‬تسلط الضوء على واقع الفضائيات اإلخبارية‪.‬‬
‫‪ -‬رصد اجتاه النخبة حنو الفضائيات اإلخبارية ‪ ،‬فإن رأي اجلمهور فيما تقدمه هذه الفضائيات له أمهية‬
‫كبرية لتطوير الربامج و تعديل اخلطط الرباجمية مبا يليب رغبات اجلمهور و جيعلهم أكثر ارتباطا هبذه‬
‫الربامج و حمطاهتا ‪.‬‬

‫‪ -5‬تحديد مفاهيم و مصطلحات الدراسة‪:‬‬


‫إن كل حبث علمي يستوجب من الباحث حتديد مفاهيمه و ضبطها بشكل دقيق ‪ ،‬حىت يتسىن‬
‫له توجيه حبثه حنو ما هو مطلوب منه ‪ ،‬فتحديد املفاهيم يعترب خطوة هامة و أساسية يف بداية كل‬
‫حبث علمي أكادميي ‪ ،‬و سوف نتوقف يف هذه الدراسة على هذه املفاهيم ‪:‬‬
‫‪ 5-1‬االتجاه‪:‬‬

‫لغة‪:‬‬
‫ترجع كلمة االجتاه تارخييا إىل أصلني األول اشتق من األصل الالتيين‪ aptus‬و الذي يشري إىل‬
‫‪posture‬‬ ‫معىن اللياقة وكان أول من استخدمه هربرت سبنسر أما الثاين فارتبط باستخدام كلمة‬
‫واليت تعين وضع اجلسم عند التصوير مث تطور هذا املصطلح فأصبح يشري إىل الوضع املناسب للجسم‬
‫للقيام بأعمال معينة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫يعرف ألبورت االجتاه على انه ذلك االستعداد العقلي و العصيب الذي يتكون نتيجة للخربات‬
‫املتوالية و اليت يوجه استجابات الفرد إزاء األشياء و املواقف املختلفة ‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد منري حجاب‪ :‬املوسوعة اإلعالمية‪ ،‬اجمللد ‪ ،1‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ص ‪. 19 -17‬‬
‫و أضاف برنارد انه الوضع الذي يتخذه الكائن حنو موضع أو موقف يرغب التوافق معه و‬
‫حينما تتم عملية التوافق معه خيتفي االجتاه فيما عدا ما يتبقى يف الذاكرة ‪.‬‬
‫و يعرف كرم شليب االجتاه على انه موقف اجلمهور من موضوع أو قضية أو مشكلة هتمه‬
‫و السلوك الذي يسلكه إزاء ذلك و تسعى وسائل اإلعالم لتشكيل مواقف و اجتاهات اجلمهور و‬
‫التأثري فيها و تكوينها و تشكيلها على حنو معني‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫إجرائي‪:‬‬
‫يعرب االجتاه يف دراستنا عن موقف األساتذة فيما يعرض من مواضيع و نشرات و معلومات و‬
‫قضايا اليت تقدمها القنوات اإلخبارية‪.‬‬
‫‪ 5-2‬النخبة‪:‬‬

‫لغة‪:‬‬
‫بضم النون مشتقة من خنب انتخب ينتخب انتخابا و يقال خنب الرجل الشيء خنبا أي اختاره‬
‫و انتقاه مبعىن االنتخاب و االنتقاء ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫مجاعة أشخاص يشغلون مراكز نفوذ و سيطرة يف جمتمع معني و النخبة هي أي طائفة تتوفر‬
‫‪4‬‬
‫فيها صفات ذات قيمة كالقدرة الفكرية و اهليبة و السلطة و النفوذ الواسعة‪.‬‬

‫إجرائي‪:‬‬
‫نقصد بالنخبة يف دراستنا هذه جمموعة من أساتذة قسم الدعوة و اإلعالم و االتصال جبامعة‬
‫األمري عبد القادر‪.‬‬
‫‪ 5-3‬الفضائيات‪:‬‬

‫‪ 2‬كرم شليب ‪:‬معجم املصطلحات اإلعالمية ‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار الشروق ‪،‬القاهرة ‪ ، 1989،‬ص ‪. 43‬‬
‫عبد الكرمي بن عبد اهلل اخليضر ‪ :‬حتقيق الرغبة يف توضيح النخبة ‪،‬ط‪، 3‬دار املناهج للنشر و التوزيع ‪،‬السعودية ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬وليدة حدادي‪:‬اإلعالم و النخبة املثقفة يف عصر امليديا ‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪ ،2007،‬ص ‪. 39‬‬
‫هي حمطات تلفزيونية تبث إرساهلا عرب األقمار الصناعية لكي يتجاوز هذا اإلرسال نطاق‬
‫احلدود اجلغرافية ملنطقة اإلرسال‪ ،‬حيث ميكن استقباله يف مناطق أخرى عرب أجهزة خاصة الستقبال‬
‫و التقاط اإلشارات الوافدة من القمر الصناعي وهذه األجهزة تقوم مبعاجلة تلك البيانات و عرضها‬
‫على شاشة التلفزيون‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫و يعرف بكري الفضائيات التلفزيونية بأهنا األقمار اليت تقوم بإرسال إشارات قوية ميكن‬
‫استقباهلا مباشرة بواسطة أجهزة استقبال التلفزيون العادية موصلة هبوائي خاص‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ 5-4‬الفضائيات اإلخبارية‪:‬‬
‫هي منط من أمناط التلفزيون الذي يكرس جل وقته لألخبار و التعليق عليها و الربامج اإلخبارية‬
‫و يستخدم األقمار الصناعية للوصول إىل مشاهديه و يستخدم الباحث تعبري الفضائيات اإلخبارية إال‬
‫‪7‬‬
‫ادا جاءت بتسمية أخرى من قبل باحثني آخرين مثل قناة أو قنوات التلفزيون حمطة أو حمطات ‪.‬‬

‫‪ -6‬الدراسات السابقة‬
‫تتمثل الدراسات السابقة بسجل حافل باملعلومات اليت ميكن من خالهلا رصد و حتديد موقعها‬
‫يف اجلانب النظري حيث متثل الدراسات السابقة نقطة انطالق للعديد من الدراسات السابقة اليت‬
‫تناولت املتغريين معا أو كل متغري لوحده و من بعض هذه الدراسات جند ‪:‬‬
‫الدراسة األولى ‪ :‬بلمكي سلمى ‪ ،‬بداين خرية ‪ " :‬توجهات النخبة الجزائرية تجاه قناة الجزيرة‬
‫اإلخبارية "‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاسرت يف علوم اإلعالم و االتصال ختصص االتصال الصورة‬
‫‪-2011‬‬ ‫و اجملتمع ‪ ،‬دراسة ميدانية على عينة من أساتذة جامعة عبد احلميد بن بديس مستغامن ‪ ،‬سنة‬
‫‪. 2012‬‬
‫استخدمت املنهج الوصفي و الذي يف إطاره مت استخدام االستبيان كأداة للبحث و اختريت‬
‫العينة القصدية ‪ ،‬طرح الباحث يف اإلشكالية جمموعة من التساؤالت أمهها ‪ :‬ما هي مواقف و‬
‫توجهات النخبة اجلزائرية جتاه قناة اجلزيرة اإلخبارية ؟ ‪ ،‬و وضع هلا فرضيات منها‪ :‬إن موقف‬

‫جرينو امحد جالو ‪ :‬الفضائيات املتخصصة و الصورة الذهنية ‪،‬ط‪،1‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪،‬األردن ‪ ،2009 ،‬ص ‪. 9‬‬ ‫‪5‬‬

‫عبد اهلل فتحي الظاهر ‪،‬اثر القنوات الفضائية يف القيم االجتماعية و السياسية ‪،‬ط‪،1‬دار غيداء للنشر و التوزيع ‪،2014،‬‬ ‫‪6‬‬

‫ص ‪. 29‬‬
‫‪ 7‬فارس حسن اخلطاب‪ :‬الفضائيات الرقمية و تطبيقاهتا اإلعالمية‪( ،‬د‪.‬ط)‪،‬دار أسامة للنشر و التوزيع األردن‪، 2012،‬ص ‪. 21‬‬
‫األساتذة اجلزائريني من قناة اجلزيرة اإلخبارية موقف إجيايب نظرا ملصداقيتها و موضوعيتها يف معاجلة‬
‫األحداث‪.‬‬
‫و من أسباب اختياره هلذا املوضوع ‪ :‬أمهية الدراسة يف معرفة مصداقية قناة اجلزيرة اإلخبارية‬
‫بالنسبة للنخبة اجلزائرية كما تتيح لنا التعرف على وجهات و مواقف هذه النخبة جتاه القناة ‪.‬‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على مدى و حجم مشاهدة النخبة اجلزائرية من أساتذة جامعة مستغامن لقناة اجلزيرة‬
‫اإلخبارية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على مدى تأثري قناة اجلزيرة على النخبة اجلزائرية يف مستغامن ‪.‬‬
‫و من أهم نتائج هذه الدراسة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إن موقف النخبة اجلزائرية جتاه قناة اجلزيرة اإلخبارية من حيث اجلرأة يف طرح املوضوعات ذات‬
‫احلساسية العالية كان إجيايب بنسبة ‪. %76,27‬‬
‫‪ -‬إن غالبية املبحوثني يؤكدون على أن قناة اجلزيرة اإلخبارية توظف األخبار و التقارير ألهداف‬
‫سياسية و تبلغ نسبة تأكيدهم ‪. %66,60‬‬
‫‪ -‬هناك اختالف بني إجيابيات املبحوثني خبصوص إذا ما متيزت قناة اجلزيرة اإلخبارية باملهمة و‬
‫املوضوعية يف تغطيتها لألخبار‪ ،‬إذا جاءت النسبة األكرب من اإلجابات بأهنا منحازة و غري موضوعية‬
‫بينما نسبة قليلة من املبحوثني رأت عملها ميتاز باملهنية اإلعالمية‪.‬‬
‫الدراسة الثانية ‪ :‬رقية بوسنان ‪ :‬الفضائيات اإلخبارية العربية و الجمهور الجزائري ‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف علوم اإلعالم و االتصال ‪" ،‬اجلزيرة و العربية" أمنوذجا ‪ ، 2011‬جامعة‬
‫اجلزائر(‪ ،)3‬سنة ‪. 2013_2012‬‬
‫استخدمت منهج املسح االجتماعي الوصفي الذي يندرج ضمن البحوث الوصفية و الذي يف‬
‫إطاره مت استخدام أداتني جلمع البيانات أداة االستبيان يف الدراسة امليدانية و أداة حتليل حمتوى يف‬
‫الدراسة التحليلية ‪ ،‬وقد طرحت الباحثة يف اإلشكالية جمموعة من التساؤالت أمهها ‪ :‬ما هي أهم‬
‫القضايا أو املواضيع املثارة يف النشرتني ؟ و ما هي األشكال اإلخبارية اليت وردت يف النشرتني ؟‬
‫سعت الدراسة لتحقيق مجلة من األهداف منها دراسة العالقة بني النشرات اإلخبارية يف‬
‫القنوات املتخصصة باجلمهور اجلزائري مع املتغريات الدميوغرافية ‪ ،‬و تكمن أمهية هذه الدراسة يف‬
‫التعرف على الواقع اإلعالمي يف الوطن اإلخباري و متابعة مستجداته و قضاياه ‪.‬‬
‫و قد توصلت الباحثة للنتائج املوالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يتبني من خالل التفاعل الذي يبديه املشاهدون بعد متابعة النشرتان أو أهنما مهمتان ‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني متغري الوظيفة و متابعة النشرتني و هي عالقة قوية أو عالية ‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني متغري التخصص و مشاهدة النشرتني ‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية قوية بني كفاية املعلومات جدا و ترتيب القضايا زمنيا يف كل من‬
‫النشرتني و جندها متوسطة يف الدرجات الكفاية األخرى ‪.‬‬
‫الدراسة الثالثة‪ :‬مزار رميسة ‪ ،‬شريط هاجر ‪ :‬استخدام النخب األكاديمية للبرامج اإلخبارية في‬
‫القنوات الجزائرية الخاصة و االشباعات المحققة منها ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاسرت يف‬
‫علوم اإلعالم و االتصال ختصص مسعي بصري ‪ ،‬دراسة ميدانية جامعة العريب بن مهيدي أم البواقي ‪،‬‬
‫سنة ‪. 2016-2015‬‬
‫استخدمت املنهج الوصفي و الذي يف إطاره مت استخدام االستبيان كأداة جلمع البيانات و‬
‫اختريت العينة القصدية أو العمدية ‪ ،‬طرحت الباحثة يف اإلشكالية جمموعة من التساؤالت أمهها ‪:‬‬
‫كيف تتعرض النخب األكادميية للربامج اإلخبارية يف القنوات اخلاصة اجلزائرية ؟ و ما هي االشباعات‬
‫احملققة من ذلك؟‬
‫و من أهداف هذه الدراسة معرفة مدى تلبية هذه القنوات الشباعات عينة الدراسة من خالل‬
‫لرباجمها اإلخبارية ‪ ،‬يف ظل وجود قنوات ضخمة كانت السباقة يف تلبية احتياجاهتم ‪ ،‬و التعرف على‬
‫استخدام األساتذة اجلامعيني لربامج هذه القنوات كمصدر ملعلوماهتم ‪ ،‬و الكشف عن رأي أساتذة‬
‫جامعة العريب بن مهيدي يف العرض اإلخباري هلذه القنوات اخلاصة ‪ ،‬و تكمن أمهية هذه الدراسة يف‬
‫حماولة الوصول بنتائج هذه الدراسة ‪ ،‬و بالتايل إضافة ولو نسبة يف جمال اإلعالم بصفة عامة ‪ ،‬و‬
‫ختصص السمعي بصري بصفة خاصة ‪.‬‬
‫و تلخصت أبرز النتائج اليت توصلت هلا الدراسة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬كشفت الدراسة بأن أغلبية املبحوثني ال يتابعون الربامج واإلخبارية يف القنوات اجلزائرية اخلاصة‬
‫كاملة‪ ،‬و كانت نسبتهم ‪ %56‬بسبب مشاهدهتم لربامج يف قنوات أخرى بنسبة ‪ ،%38,75‬بينما كان‬
‫‪ %74‬من املبحوثني يتضايقون من االسرتاحات و الفواصل ‪.‬‬
‫‪ -‬كما بينت النتائج أيضا أن املبحوثني يفضلون مشاهدة الربامج اإلخبارية ‪.‬‬
‫الدراسة الرابعة ‪ :‬صامي احلاج جعفر الصادق ‪ " :‬اتجاهات الطلبة الجامعيين نحو البرامج‬
‫اإلخبارية لقناة الشروق الجزائرية الخاصة "‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاسرت يف علوم اإلعالم و‬
‫االتصال ختصص اتصال و عالقات عامة ‪ ،‬دراسة ميدانية على عينة من مجهور الطلبة ‪ ،‬جامعة موالي‬
‫الطاهر بسعيدة ‪ ،‬سنة ‪. 2017-2016‬‬
‫استخدمت هذه الدراسة املنهج الوصفي و الذي يف إطاره مت استخدام االستبيان كأداة للبحث‬
‫و اختريت العينة على أساس األسلوب العشوائي ‪ ،‬طرح الباحث يف اإلشكالية جمموعة من‬
‫التساؤالت أمهها ‪ :‬ما دوافع مشاهدة الربامج اإلخبارية للقناة و عدمها من قبل املبحوثني ؟ ‪ ،‬و وضع‬
‫هلا فرضيات منها ‪ :‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني مشاهدة برامج قناة الشروق و عادات‬
‫التعرض للقناة ‪.‬‬
‫يتكون اجملتمع األصلي للدراسة من طلبة شعبة علوم اإلعالم و االتصال جبامعة الدكتور موالي‬
‫الطاهر بسعيدة‪ ،‬و تلخصت أبرز النتائج اليت توصلت هلا الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني مشاهدة برامج قناة الشروق و عادات التعرض للقناة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن مشاهدة برامج قناة الشروق ال حيقق من خالهلا الطلبة اجلامعيني اهلروب من املشاكل اليومية‬
‫‪ -‬أن دوافع التعرض هلذه القناة تكمن يف اهتمام القناة بتحليل األخبار و أبعادها‪.‬‬
‫التعقيب على الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫من خالل اطالعنا على الدراسات السابقة و تلخيصها توصلنا إىل النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تتفق الدراسات السابقة مع الدراسة احلالية من حيث املنهج ‪ ،‬حيث اعتمدت كل الدراسات على‬
‫املنهج الوصفي ‪ ،‬ماعدا دراسة رقية بوسنان اليت اعتمدت على منهج املسح االجتماعي الوصفي وفق‬
‫أداتني مها االستبيان يف الدراسة امليدانية و أداة حتليل مضمون يف الدراسة التحليلية ‪.‬‬
‫وقد استفدنا من قراءة و عرض الدراسات السابقة يف ‪:‬‬
‫‪ -‬تعميق إشكالية الدراسة و بلورهتا‪ ،‬للتعرف على اجتاهات أساتذة الدعوة و اإلعالم حنو الفضائيات‬
‫اإلخبارية‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة تساؤالت الدراسة اعتمادا على نتائج الدراسات السابقة‪ ،‬و حتديد اخلطوات املنهجية‪.‬‬
‫‪ -‬االطالع على استمارات االستبيان يف الدراسات السابقة و التعرف على أهم األسئلة املطروحة و‬
‫صياغة ما يتناسب منها مع طبيعة املوضوع املدروس ‪.‬‬

‫‪ -7‬نوع الدراسة و منهجيتها ‪:‬‬


‫تعين كلمة منهج " فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة إما من أجل الكشف عن‬
‫حقيقة جمهولة لدينا أو من أجل الربهنة على حقيقة ال يعرفها اآلخرون "‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫و املنهج " هو األداة و الوسيلة اليت تعتمد و تركز عليها اجملتمعات يف حتقيق أهدافها و مكاهنا‬
‫داخل و خارج املؤسسات الرتبوية التعليمية حيث ميارس املتعلمون كل قيم و مبادئ و تصورات‬
‫اجملتمع الذي يعيشون فيه و ينتمون إليه مستخدمني كل ما ميلكون من قدرات بدنية و عقلية و‬
‫خلفيات ثقافية لغرض حتقيق ما يصبون إليه من توجهات و طموحات و تطلعات تسعدهم و تسعد‬
‫جمتمعهم فيتقدم و يرقى بأفراده ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫و باعتبار دراستنا هتدف ملعرفة اجتاهات النخبة حنو الفضائيات اإلخبارية ‪ -‬عينة على أساتذة‬
‫الدعوة و اإلعالم جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية – فإهنا تنتمي للبحوث أو الدراسات‬
‫الوصفية و اليت تسعى إىل " وصف الظواهر أو األحداث املعاصرة أو الراهنة و تقدم بيانات عن‬
‫خصائص معينة يف الواقع و ال تبحث عن العالقات السببية بني املتغريات ألن الطريقة التجريبية هي‬
‫األسلوب الوحيد الكتشاف العالقات السببية ‪ ،‬و توفر البحوث الوصفية بيانات يف غاية األمهية‬
‫خاصة حينما جيري البحث يف ميدان ما ألول مرة "‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ 8‬نصر سليمان‪ ،‬سعاد سطحي‪ :‬منهجية إعداد البحث العلمي يف العلوم اإلنسانية و اإلسالمية ‪( ،‬د‪.‬ط )‪ ،‬دار السالم للنشر و‬
‫التوزيع‪،‬ص‪. 12‬‬
‫‪ 9‬مروان عبد اجمليد إبراهيم‪ :‬أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل اجلامعية‪(،‬د‪.‬ط) ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ص‬
‫‪. 61‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .‬موقف احلمداين و آخرون ‪ ،‬مناهج البحث العلمي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن ‪ ، 2006 ،‬ص ‪109‬‬
‫كما أن البحوث الوصفية " تتطلب معرفة املشاركني يف الدراسة و الظواهر اليت ندرسها و‬
‫األدوات اليت نستعملها جلمع البيانات "‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫و تقوم هذه الدراسات على " مجع حقائق و بيانات ظاهرة يغلب غليها التحديد و غالبا ما‬
‫يلجأ إليها الباحث بعد أن تكون قد أجريت دراسات كشفية يف نفس امليدان و لذلك ميكن القول أن‬
‫هذه الدراسة تساعد على الوصف الكمي أو الكيفي للظاهرة و حصر العوامل املختلفة "‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫و يرتبط اختيار املنهج بطبيعة املوضوع املدروس و اهلدف من الدراسة ‪ ،‬و مبا أن دراستنا‬
‫هتدف إىل التعرف على اجتاهات النخبة حنو الفضائيات اإلخبارية من خالل أساتذة الدعوة و اإلعالم‬
‫املتابعني هلا‪ ،‬و هلذا اعتمدنا يف دراستنا هذه على املنهج الوصفي الذي "حيظى مبكانة خاصة يف جمال‬
‫العلوم اإلنسانية ‪ ،‬حيث أن نسبة كبرية من الدراسات و البحوث اإلنسانية املنشورة هي وصفية يف‬
‫طبيعتها ‪ ،‬و أن املنهج الوصفي يالئم العديد من املشكالت يف العلوم اإلنسانية أكثر من غريها ‪.‬‬
‫فالدراسات اليت تعىن بتقييم االجتاهات ‪ ،‬أو تسعى للوقوف على وجهات النظر ‪ ،‬أو هتدف إىل مجع‬
‫البيانات الدميغرافية عن األفراد ‪ ،‬أو ترمي إىل التعرف على ظروف العمل ووسائله ‪ ،‬كلها أمور حيسن‬
‫معاجلتها من خالل املنهج الوصفي "‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫و يعرف املنهج الوصفي بأنه " جمموعة اإلجراءات البحثية اليت تتكامل لوصف الظاهرة أو‬
‫املوضوع اعتمادا على مجع احلقائق و البيانات و تصنيفها و معاجلتها و حتليلها حتليال كافيا و دقيقا ‪،‬‬
‫الستخالص داللتها ة الوصول إىل نتائج أو تعميمات عن الظاهرة أو املوضوع حمل البحث "‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫وقد اعتمدنا املسح امليداين بالعينة باعتباره األكثر شيوعا و استخداما ‪ ،‬من خالل دراسة عدد‬
‫حمدد من املفردات اخلاصة بالظاهرة ‪ ،‬و ذلك باختيار عينة من األساتذة اجلامعيني بقسم الدعوة و‬
‫اإلعالم ‪ ،‬جبامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية بقسنطينة ‪ ،‬و ذلك لتوفري الوقت و اجلهد ‪.‬‬

‫‪ -8‬مجتمع البحث و عينة الدراسة ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪109‬‬
‫‪ 12‬حمىي حممد مسعد‪ :‬كيفية كتابة األحباث العلمية و القانونية و إعداد احملاضرات‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬مصر‪ ،2008،‬ص‬
‫‪.32‬‬
‫‪13‬سعد سلمان املشهداين ‪ :‬منهجية البحث العلمي ‪ ،‬ط‪ ، 2019 ، 1‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ، 2019،‬ص ص ‪-125‬‬
‫‪. 126‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ .‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪126‬‬
‫يعرف جمتمع البحث على أنه " هو جمموعة منتهية أو غري منتهية من العناصر احملددة مسبقا و‬
‫اليت ترتكز عليها املالحظات "‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫و يع´´رف أيض´´ا " جمموع´´ة عناص´´ر هلا خاص´´ية أو ع´´دة خص´´ائص مش´´رتكة متيزه´´ا عن غريه´´ا من‬
‫العناصر األخرى و اليت جيرى عليها البحث أو القصي "‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫و يف دراستنا قمنا باختيار أس´اتذة قس´م ال´دعوة و اإلعالم جبامع´ة األم´ري عب´´د الق´ادر ‪ ،‬و ق´د بل´غ‬
‫ع ´´ددهم ‪ ...‬يتوزع ´´ون على ختصص ´´ني ‪ ،‬ختص ´´ص اإلعالم و االتص ´´ال ‪ ...‬أس ´´تاذ و ختص ´´ص ال ´´دعوة و‬
‫اإلعالم ‪ ...‬أس´´تاذ ‪ ،‬و ه´ذا حس´ب املعطي´´ات املس´´تقاة من مص´´لحة االخنراط جلامع´´ة قس´نطينة ‪ ،‬و نظ´´را‬
‫لقلة أفراده مت مسح كل أساتذة قسم الدعوة و اإلعالم و االتصال جلامعة األمري عبد القادر ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫و العينة هي " جمموعة جزئية من جمتمع الدراسة "‪.‬‬
‫و تعرف أيضا بأهنا " عبارة عن عدد حمدود من املفردات اليت سوف يتعامل الباحث معها‬
‫منهجيا‪،‬ـ و يسجل من خالل هذا التعامل البيانات األولية املطلوبة ‪ ،‬و يشرتط يف هذا العدد أن يكون‬
‫ممثال جملتمع البحث يف اخلصائص و السمات اليت يوصف من خالهلا هذا اجملتمع "‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫و قد قمنا يف هذه الدراسة امليداين باختيار العينة القصدية اليت تعرف على أهنا " العينات اليت‬
‫يتم انتقاء أفرادها بشكل مقصود من قبل الباحث نظرا لتوفر بعض اخلصائص يف أولئك األفراد دون‬
‫غريهم و لكون تلك اخلصائص هي من األمور اهلامة بالنسبة للدراسة ‪ ،‬كما يتم اللجوء هلذا النوع‬
‫من العينات يف حالة توافر البيانات الالزمة للدراسة لدى فئة حمددة من جمتمع الدراسة األصلي ‪،‬‬
‫فمثال إذا أراد باحث دراسة أراء القراء حول صحيفة معينة فعلية يف هذه احلالة اختيار عينة من قبل‬
‫األفراد الذين لديهم بعض االطالع على ما ينشر يف تلك الصحيفة ألنه من غري املنطق أن يتضمن‬
‫دراسته أفرادا ال يطلعون على الصحيفة املذكورة "‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ 15‬موريس أجنرس‪ :‬منهجية البحث العلمي يف العلوم اإلنسانية‪ ،‬ترمجة بوزيد صحراوي و آخرون‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار القصبة ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪. 298‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ .‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪289‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ .‬رميا ماجد‪ :‬منهجية البحث العلمي ‪( ،‬د‪.‬ط) ‪ ،‬مؤسسة فريدريش ايربت ‪ ،‬لبنان ‪ ،2016 ،‬ص ‪26‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ .‬حممد عبد احلميد ‪ :‬البحث العلمي يف الدراسات اإلعالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬عامل الكتب ‪ ،‬مصر ‪ ،2000 ،‬ص ‪133‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ .‬حممد عبيدات و آخرون ‪،‬منهجية البحث العلمي ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار وائل للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ، 1999 ،‬ص ‪96‬‬
‫و عليه فقد اخرتنا عينة قصدية للقسم الذي ستجرى الدراسة على أساتذته ‪ ،‬فكان اختيارنا‬
‫لقسم الدعوة و اإلعالم ‪،‬و ذلك لعدة أسباب أمهها أهنم يتابعون فعال الفضائيات اإلخبارية و أهنم‬
‫متخصصني يف جمال اإلعالم ‪ ،‬و هو ما يتالءم مع طبيعة الدراسة اليت تبحث يف اجتاهات النخبة حنو‬
‫الفضائيات اإلخبارية ‪ ،‬أيضا سهولة الوصول إليهم إضافة إال أن عددهم حمدود و ال يتجاوز ‪...‬‬
‫أستاذا‪ ،‬حيث مت توزيع ‪ ...‬استمارة استبيان و اسرتجاع ‪ ...‬استمارة و اكتفينا باالمسارات اليت مت‬
‫اسرتجاعها يف بناء نتائج الدراسة ‪.‬‬
‫و قد بلغ عدد أساتذة قسم الدعوة و اإلعالم ‪ ...‬أستاذا حسب آخر اإلحصائيات ‪ ،‬و اجلدول‬
‫التايل يوضح العدد النهائي للعينة مقارنة بالعدد النهائي ألساتذة القسم ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )01‬يوضح توزيع أساتذة قسم الدعوة واإلعالم واالتصال حسب الجنس‬
‫والتخصص‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫إنات‬ ‫ذكور‬ ‫الجنس‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬
‫المئوية‬ ‫(ك)‬ ‫المئوية‬ ‫(ك)‬ ‫(‪)%‬‬ ‫(ك)‬ ‫التخصص‬
‫(‪)%‬‬ ‫(‪)%‬‬

‫الدعوة‬
‫اإلعالم‬
‫المجموع‬
‫يتنب من خالل اجلدول أعاله اخلاص بتوزيع مفردات العينة حسب التخصصات اليت يتكون‬
‫منها قسم الدعوة و اإلعالم جبامعة األمري عبد القادر ‪ -‬قسنطينة ‪ ، -‬فقد مت مسح مجيع أساتذة‬
‫قسم الدعوة و اإلعالم ‪ ،‬حبيث قمنا قمنا بتوزيع ما يقارب ‪ ...‬استمارة على أساتذة الدعوة و‬
‫الثقافة اإلسالمية اسرتجعنا منها‪...‬مفردة من جمموع ‪ ...‬أستاذ ‪ ،‬كما قمنا بتوزيع ‪ ...‬استمارة على‬
‫أساتذة اإلعالم و االتصال يف حني اسرتجعنا ‪ ...‬مفردة من جمموع ‪...‬أستاذ‪ ،‬و الذين يتكونون‬
‫من ‪ ...‬و ‪ ...‬أستاذة ‪ ،‬مما يعطينا يف األخري ‪...‬متثل عينة البحث ‪.‬‬

‫‪ -9‬أدوات جمع البيانات ‪:‬‬


‫إن أدوات مجع بيانات الدراسة متعددة منها املالحظة و املقابلة و االستفتاء و االستبيان و‬
‫الوثائق و األساليب االسقاطية و غريها و هذه األدوات تسمى أيضا بوسائل البحث و من هنا‬
‫فاألدوات اليت اخرتناها يف هذه الدراسة هي االستمارة (االستبيان) ‪.‬‬
‫و ميكن تعريف االستبيان بأنه " أداة جلمع البيانات املتعلقة مبوضوع حبث حمدد عن طريق‬
‫استمارة جيري تعبئتها من قبل املستجيب ‪ ،‬و قد وجدنا أنه يف حاليت املالحظة و املقبلة فان الباحث‬
‫يكون سيد املوقف ألنه يعد االستمارة و يطرح األسئلة و يقوم جبمع و تدوين املعلومات بنفسه ‪،‬‬
‫و يندر أن يفعل املستجيب ذلك ‪ ،‬بل يف كثري من املقابالت ال تنسخ الفرصة له أن يرى االستمارة‬
‫اليت حتتوي على البيانات ‪ ،‬بينما يف حالة اإلجابة عن أسئلة االستبيان فان املستجيب يكون سيد‬
‫املوقف فهو يعبئ االستمارة بكلماته و خبط يده حسب فهمه لألسئلة و مدى رغبته لالستجابة ‪.‬‬
‫و يستخدم االستبيان جلمع املعلومات بشأن معتقدات و رغبات املستجيبني و كذلك احلقائق‬
‫اليت هم على علم هبا و هلذا تستخدم االستبيانات بشكل رئيسي يف جمال الدراسات اليت هتدف‬
‫استكشافات حقائق عن املمارسات احلالية و استطالعات الرأي و ميول األفراد ‪ ،‬و إذا كان األفراد‬
‫الذين يرغب الباحث يف احلصول على بيانات بشأهنم متواجدين يف أماكن متفرقة ‪ ،‬فان وسيلة‬
‫االستبيان متكنه من الوصول إليهم مجيعا بوقت حمدود و بتكاليف معقولة ‪ ،‬و كذلك فان االستبيان‬
‫يعترب وسيلة ناجحة لدراسة احلياة الشخصية لألفراد و خاصة تلك اجلوانب من احلياة اخلاصة اليت ال‬
‫ميارسها األفراد إال عندما ينفردون بأنفسهم بعيدا عن أعني املراقبني "‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫و قد استخدمنا استمارة االستبيان لكوهنا أداة متكن من مجع املادة العلمية و املعلومات املناسبة‬
‫للموضوع حمل الدراسة ‪ ،‬و هلذا قمنا بصياغة أسئلة حول املوضوع حاولنا قدر اإلمكان أن تكون‬
‫واضحة و ملمة بكل جوانب املوضوع و هذا بإتباع جمموعة من اإلجراءات املنهجية اليت جيب أن‬
‫تتوفر يف عملية صياغة و إعداد استمارة االستبيان و لقد كانت كاأليت ‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد األسئلة و ذلك و انطالقا من تساؤالت الدراسة الفرعية املتعلقة بإشكالية الدراسة إىل‬
‫حماور ‪ ،‬و هذه احملاور تتضمن جمموعة من األسئلة الفرعية ‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب األسئلة و توزيعها على حماور الدراسة ‪ ،‬مث صياغة االستمارة يف صورهتا املبدئية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ .‬فوزي غرايبه و آخرون ‪ :‬أساليب البحث العلمي‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬نشر بدعم من جامعة األردن ‪ ،‬األردن ‪ ،1977 ،‬ص ‪53‬‬
‫‪ -‬و لقد اعتمدنا على استمارة واحدة ‪ ،‬احتوت على ‪13‬سؤاال و هي موجهة مباشرة إىل األساتذة‬
‫إىل أساتذة الدعوة و اإلعالم ‪ ،‬و من هنا جاءت استمارة االستبيان مقسمة إىل أربعة حماور على‬
‫النحو التايل ‪:‬‬
‫المحور االول ‪ :‬و يضم (‪ )02‬أسئلة حول البيانات الشخصية لعينة الدراسة ‪ ،‬و اهلدف منه مجع‬
‫معلومات من املبحوثني ‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬و يضم (‪ )08‬أسئلة ‪ ،‬و اهلدف منه الكشف عن عادات و أمناط مشاهدة النخبة‬
‫للفضائيات اإلخبارية‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬و يضم (‪ )03‬أسئلة ‪ ،‬و اهلدف منه معرفة دوافع مشاهدة النخبة للفضائيات‬
‫اإلخبارية‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬و يضم (‪ )02‬أسئلة ‪ ،‬و اهلدف منه معرفة اجتاهات النخبة حنو الفضائيات اإلخبارية‪.‬‬

‫‪ -10‬مجاالت الدراسة ‪:‬‬


‫و يعترب حتديد جماالت الدراسة املختلفة من اخلطوات املنهجية اهلامة ‪ ،‬حيث أن لكل دراسة‬
‫علمية ثالث جماالت رئيسية هي ‪:‬‬
‫المجال المكاني‪:‬‬
‫مت إجراء هذه الدراسة جبامعة األمري عبد القادر بوالية قسنطينة ‪ ،‬و بالضبط بقسم الدعوة و اإلعالم ‪.‬‬
‫المجال الزمني‪:‬‬

‫و يشمل السنة اجلامعية ‪2021‬م‪2022-‬م ‪.‬‬

‫المجال البشري ‪:‬‬


‫إن حمور هذه الدراسة هو معرفة اجتاهات النخبة حنو الفضائيات اإلخبارية ‪ ،‬و بذلك فإن جمتمع‬
‫البحث أو عينة الدراسة هم أساتذة الدعوة و ثقافة إسالمية و أساتذة اإلعالم و االتصال ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االتجاهات و النخبة‬
‫تمهيد‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية االتجاه‬
‫‪ -1‬خصائص االتجاه‬

‫‪ -2‬مراحل تكوين االتجاهات‬

‫‪ -3‬مكونات االتجاه‬

‫‪ -4‬النظريات المفسرة لالتجاهات‬

‫‪ -5‬وظائف االتجاهات‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ماهية النخبة‬


‫‪ -1‬أنواع النخبة‬

‫‪ -2‬مميزات النخبة‬

‫‪ -3‬مصادر صناعة النخبة‬


‫‪ -4‬دور النخب‬

‫‪ -5‬عالقة النخبة بوسائل اإلعالم‬

‫خالصة‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية االتجاه‬
‫‪ -1‬خصائص االتجاه‪:‬‬
‫تلعب االجتاهات دورا كبريا يف حياة الفرد ‪ ،‬فهي متثل دافعا لسوكاته طيلة مراحل حياته و من أهم‬
‫اخلصائص اليت متيز االجتاه هي ‪:‬‬
‫‪ -‬الثبات و االستقرار النسيب ‪.‬‬
‫‪ -‬مقاومة التغري مبا ينتج ثباتا أكثر من السلوك ‪.‬‬
‫‪ -‬نزوع االستجابة حنو موضوع ما أكثر منه سلوك فعلي ‪.‬‬
‫‪ -‬يتكون و ينمو و يتطور عند الفرد مع بيئته أي انه مكتسب وليس وراثيا‪.‬‬
‫‪ -‬االجتاهات قابلة للقياس و ميكن التنبؤ هبا ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون االجتاه سلبيا أو حمايدا ‪ ،‬وقد يكون قويا أو ضعيفا حنو شيء أو موضوع معني ‪.‬‬
‫‪ -‬تتفاوت االجتاهات يف وضوحها و جالئها‪ ،‬فمنها ما هو املعلوم‪ ،‬ومنها ما هو غامض‪.‬‬
‫‪ -‬ال ختضع االجتاهات لظروف التنبيه اخلارجي ‪ ،‬فعندما تتكون االجتاهات لدى الشخص تصبح‬
‫مستقرة و دائمة‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ 21‬رانده عاشور ‪،‬عبد العزيز بسيوين‪:‬دور مواقع القنوات التلفزيونية اإلخبارية يف ظل اندالع الثورات العربية ‪،‬ط‪،1‬ملكتب العريب‬
‫للمعارف ‪،‬القاهرة ‪، 2014،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬مراحل تكوين االتجاهات ‪:‬‬
‫مير تكوين االجتاه بثالث مراحل أساسية و هي‪:‬‬
‫‪ 2-1‬المرحلة اإلدراكية ‪:‬‬
‫يكون االجتاه يف هذه املرحلة ظاهرة إدراكية أو معرفية ‪ ،‬تتضمن تعرف الفرد بصورة مباشرة‬
‫على بعض عناصر البيئة الطبيعية و البيئة االجتماعية اليت تكون من طبيعة احملتوى العام لطبيعة اجملتمع‬
‫الذي يعيش فيه ‪ ،‬و هكذا قد يتبلور االجتاه يف نشأته حول أشياء مادية و حول نوع األفراد و حول‬
‫بعض القيم االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 2-2‬مرحلة نمو الميل نحو شيء معين ‪:‬‬
‫تتميز هذه املرحلة مبيل الفرد حنو شيء معني و مبعىن أدق أن هذه املرحلة تستند إىل خليط من‬
‫املنطق املوضوعي و املشاعر و اإلحساسات الذاتية ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬مرحلة الثبوت و االستقرار‪:‬‬
‫إن الثبوت وامليل على اختالف أنواعه و درجاته يستقر و يثبت على شيء ما عندما يتطور‬
‫إىل اجتاه نفسي‪ ،‬فالثبوت هو املرحلة األخرية يف تكوين االجتاه‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫‪ -3‬مكونات االتجاه‪:‬‬
‫يتكون االجتاه من حمتويات عقلية و أخرى عاطفية ‪ ،‬وهي متداخلة و يقوي بعضها بعضا ‪ ،‬و‬
‫لالجتاه ارتباط بالسلوك ختتلف درجاته و بعض درجات االجتاه تدفع الفرد إىل الفعل تعبريا عن االجتاه‬
‫الذي عنده ‪ ،‬و عليه تصنف دراسات علم النفس االجتماعي حول موضوع االجتاهات النفسية ‪،‬‬
‫مكونات هذه األخرية إىل ثالثة عناصر أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ 3-1‬المكون العاطفي االنفعالي‪:‬‬
‫يشري هذا املكون إىل أسلوب شعوري عام يؤثر يف استجابة قبول االجتاه أو رفضه ‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا الشعور غري منطقي على اإلطالق و يتألف هذا املكون من جمموعة العواطف و املشاعر‬
‫اليت تظهر لدى صاحب االجتاه يف تعامله مع موضوع االجتاه ‪ ،‬إهنا تظهر يف حبه لذلك املوضوع من‬
‫درجة ما ‪ ،‬أو نفوره منه من درجة ما كذلك ‪.‬‬
‫و يتضمن املكون العاطفي يف االجتاه النفسي جمموع املشاعر و االنفعاالت اليت حيملها الفرد‬
‫حنو موضوع معني ‪ ،‬مثل احلب و الكراهية و احلقد و التسامح و الود و اخلوف ‪ ...‬و لطل عنصر‬

‫نبيح امينة ‪ :‬اجتاهات مستخدمي االتصال الرقمي ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،2013-2012 ، 3‬ص ‪.153‬‬ ‫‪22‬‬
‫من هذه العناصر تأثريه على طبيعة االجتاه ‪ ،‬إذ عادة ما يرافق اجتاه الرفض عاطفة الكراهية أو اخلوف‬
‫أو احلقد و يرافق االجتاه االجيايب عاطفة احلب و االستئناس ‪....‬‬
‫‪ 3-2‬المكون العقلي المعرفي‪:‬‬
‫و يتضمن املعلومات و احلقائق املوضوعية املتوافرة لدى الفرد عن موضوع االجتاه ‪ ،‬فإذا كان‬
‫االجتاه يف جوهره عملية تفضيل موضوع على آخر فإن هذه العملية تتطلب عادة بعض العمليات‬
‫العقلية كما للتمييز و الفهم و االستدالل و احلكم ‪.‬‬
‫و يبين الكثري من األفراد اجتاهاهتم بناء على ما يتوافر لديهم من معلومات ‪ ،‬السيما يف وقتنا‬
‫احلايل الذي انتشرت فيه وسائل اإلعالم بشكل كبري ومألت حياتنا االجتماعية ‪ ،‬فاجتاهاتنا مثال حنو‬
‫محاية البيئة و مقاومة االحتباس احلراري و احلد من تفكك الغطاء النبايت و ما يسببه من أمراض‬
‫لإلنسان‪ ،‬كان مصدره يف املقام األول املعلومات اليت تبثها وسائل األعالم ‪ ،‬النتيجة أن االجتاه النفسي‬
‫له تصور معريف يف ذهن الفرد قبل التعبري عنه سلوكيا ‪.‬‬
‫‪ 3-3‬المكون النزاعي (السلوكي )‪:‬‬
‫و يتمثل هذا اجلانب يف أساليب الفرد السلوكية إزاء املثري سواء كانت اجيابية أو سلبية ‪ .‬و‬
‫يتضمن املكون السلوكي شقني ‪ :‬املقاصد السلوكية و السلوك الفعلي لذلك حيبذ بعض املتخصصني‬
‫يف اجلوانب النفسية تسمية هذا املكون باالستعداد للقيام بالفعل ألهنم يرون أن االجتاهات قد ال يعرب‬
‫عنها بصورة علنية منوذجية ‪.‬‬
‫و يتضح هذا املكون من االجتاه يف االستجابة العملية حنو موضوع معني بطريقة ما وان نوايا‬
‫األشخاص ألداء سلوك حمدد متثل هذا املكون وهذه النوايا ميكن قياسها عن طريق ما يظهر الشخص‬
‫من مالحظات أو استجابات لفظية لالستبيانات‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫‪ -4‬النظريات المفسرة لالتجاهات ‪:‬‬


‫هناك عدة نظريات لالجتاهات و هي‪:‬‬
‫‪ 4-1‬النظرية السلوكية ‪:‬‬
‫لتفسري تكوين االجتاهات وتغيريها استخدمت هذه النظرية املستمدة من نظريات التعليم ‪،‬‬
‫سواء نظريات االرتباط الشرطي أو نظريات التعزيز ‪ ،‬فاالجتاهات هي عادات متعلمة من البيئة وفق‬

‫‪ 23‬حيدر شالل متعب ‪ ،‬حامت بديوي عبيد ‪ :‬اجتاهات اجلمهور حنو تغطية القنوات الفضائية لألحداث اجلارية ‪ ،‬جملة كلي الرتبية‬
‫األساسية للعلوم الرتبوية و اإلنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 35‬تشرين أول ‪ ، 2017‬ص ص ‪.879-877‬‬
‫قوانني االرتباط و إشباع احلاجات و قد استخلص روزنو من جتارب اشرتاطية أن االجتاه يكون‬
‫تكوينه و تعديله باستخدام التعزيز اللفظي ‪.‬‬
‫‪ 4-2‬النظرية الوظيفية ‪:‬‬
‫إذ تتمحور هذه النظرية حول املكون اإلدراكي لالجتاه النفسي وهو ما يعرف باجملال الذي يقع‬
‫فيه موضوع االجتاه ‪ ،‬فحسب ما يراه أصحاهبا فان اجتاهات الفرد تتكون نتيجة لقيمة معينة مبعىن أخر‬
‫ما تقدمت هذه االجتاهات من وظيفة ذهنية للفرد يف موقف معني ‪ ،‬و إال فانه يغريها بأخرى أكثر‬
‫نفعية‪ ،‬ووفق هذه النظرية فان الفرد خيتار االجتاه أو يغريه أو يعدله نتيجة للوظائف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان االجتاه خيدم عملية التكيف االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قام االجتاه بوظيفة داعية عن اآلن كما حاالت االجتاهات املستسلمة ضد العنف أو التمييز‬
‫العنصري‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان االجتاه حيقق وظيفة معرفية كتسهيل فرصة فهم العامل وحل املشكالت بطرق ناجحة و‬
‫التعامل مع األشياء بفاعلية‪.‬‬
‫‪ 4-3‬نظرية التوازن المعرفي لهايدلر "‪: "Hiedler‬‬
‫تنطلق هذه النظرية من أن اجتاهات األفراد النفسية حنو اآلخرين ‪ ،‬أو حنو مفاهيم هلا جاذبية‬
‫اجيابية أو سلبية ‪ ،‬لذلك قد يكون هناك توازن أو عدم توازن يف نسق االجتاهات ‪ ،‬و التوازن عملية‬
‫تتطلب التجانس بني كل العناصر املكونة للموقف ‪ ،‬وعدم وجود التوازن يولد ضغطا يدفع حنو تغري‬
‫االجتاهات فالفرد يف رأي " هايدر " لديه نزعة قوية لفصل االجتاهات اليت تتشابه ‪ ،‬واليت تتنافر و‬
‫عزهلا عن بعضها البعض ‪.‬‬
‫‪ 4-4‬نظرية التنافر المعرفي لفيستنجر "‪:" Festinger‬‬

‫تفسري االجتاهات على أساس التنافر اإلدراكي اليت يتفاوت يف درجته و شدته ‪ ،‬وكما أن هذه‬
‫الشدة تعتمد على أمهية الإ دراكات املتناقضة فالفرد مييل إىل تتبع األفكار و اآلراء اليت تدعم اختياره ‪،‬‬
‫و يتجنب تلك اليت تؤدي إىل التنافر حول قراره الذي اختذه فاجتاه الفرد يتأثر باملعرفة املوضوعية اليت‬
‫تقرتب من القيم و املعايري و التقاليد اليت ميارسها ‪ ،‬فكلما كانت أكثر تأثريا يف الدخول إىل املكون‬
‫املعريف لالجتاه ‪ ،‬لتحل حمل معرفة سابقة قد ال تكون هلا من هذه الصفة ‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫‪ -5‬وظائف االتجاهات‪:‬‬
‫إن تكوين االجتاهات تؤدي إىل حتقيق جمموعة من الوظائف ‪ ،‬وهي كاأليت ‪:‬‬
‫‪ 5-1‬الوظيفة النفعية ‪:‬‬
‫تتكون لدى الفرد اجتاهات اجيابية حنو ما يساعد على إشباع حاجاته و أخرى سلبية حنو ما‬
‫يعرتض حتقيق أهدافه ‪ ،‬حيث يبين بعض االجتاهات للحصول على الرضا و القبول يف البيئة احمليطة به‬
‫و االجتاهات اليت يكتسبها املرء تكون وسيلة إما لتحقيق هدف مرغوب أو جتنبه ‪ ،‬وهنا تصبح‬
‫االجتاهات أداة للتكيف و حتقيق القبول االجتماعي ‪ ،‬و تكون االستفادة هي العامل احملدد لتبين الفرد‬
‫اجتاه معني أم ال ‪.‬‬
‫‪ 5-2‬الوظيفة التنظيمية ‪:‬‬
‫يكتسب الفرد من خالل حبثه عن معاين بعض االجتاهات ‪ ،‬اخلربات املتعددة واملتنوعة مما يؤدي‬
‫إىل اتساق سلوكه و ثباته نسبيا يف املواقف املختلفة حبيث جيعله يسلك اجتاها ثابتا يتجنب من خالله‬
‫الضياع و التشتت ‪ ،‬وهكذا فان اجتاهات الفرد تكسبه املعايري و األطر املرجعية لتنظيم خرباته و‬
‫معلوماته بشكل يساعده على فهم العامل من حوله ‪.‬‬
‫‪ 5-3‬الوظيفة الدفاعية ‪:‬‬
‫يسعى الفرد دائما إىل الدفاع عن الذات من خالل الدفاع عنها ضد ما قد جيده من هتديدات‬
‫يف البيئة احمليطة به ‪ ،‬فاجتاهات التعصب مثال تساعد على االحتفاظ مبفهوم الذات بواسطة احملافظة‬
‫على الشعور بالتفوق مع اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ 5-4‬وظيفة تحقيق الذات ‪:‬‬

‫نسيب ليلى ‪ :‬اجتاهات الطلبة حنو استعمال االنرتنت يف التعلم الذايت ‪ ،‬رسالة ماسرت ‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدي ‪، 2014- 201 ،‬‬ ‫‪24‬‬

‫ص ‪22‬‬
‫يسعى الفرد دائما إىل تبين جمموعة من االجتاهات اليت توجه سلوكه وتعطيه فرصة للتعبري عن‬
‫ذاته و حتديد مكانته يف اجملتمع الذي يتواجد فيه كما تدفعه أيضا لالستجابة بقوة و فعالية للمثريات‬
‫البيئية املختلفة ‪ ،‬وهذا ما يؤدي إىل حتقيق اهلدف الرئيسي ‪ ،‬إال وهو حتقيق الذات ‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النخبة‬


‫‪ -1‬أنواع النخبة ‪:‬‬
‫لقد بذلت عدة حماوالت لتصنيف الصفوات أو لتحديد الصفوات ذات األمهية السياسية‬
‫للمجتمع‪ ،‬و كانت هذه احملاوالت تسفر عن حقيقة هامة وهي أن الصفوات يتعني أن تدرس يف‬
‫عالقتها بتصنيف أكثر مشوال لبناءات النفوذ والـتأثري ‪،‬ولعل أهم التصنيفات وأكثرها شيوعا بني علماء‬
‫االجتماع السياسي هو ذلك التمييز بني تدرج القوة ‪،‬ويف كتابه الشهري النخبة واجملتمع ‪،‬استعرض‬
‫بوتومور ثالث أنواع من النخب رآها من بني ‪ ،‬والثروة واملكانة الفئات االجتماعية اليت ارتفعت إىل‬
‫مراتب األمهية يف التغيريات االجتماعية والسياسية اهلائلة يف القرن العشرين وهي ‪:‬املفكرون ‪،‬ومديرو‬
‫الصناعات ‪،‬وكبار املوظفني احلكوميني ‪،‬حيث أشار بوتومور إىل أن هذه النخب يشار إليها‬
‫عادة ‪،‬والن التصنيفات بأهنا وراثة وظائف الطبقات احلاكمة السابقة ‪،‬وأهنا عوامل حيوية يف خلق‬
‫أشكال اجتماعية جديدة اخلاصة بالنخب اختلفت وتنوعت بني أشكال وأنواع النخب املتواجدة يف‬
‫جل اجملتمعات تقريبا غري أنه ميكن تناول أمهها وهي كاآليت ‪:‬‬
‫‪ 1-1‬النخبة المثقفة‪:‬‬

‫بامور مرمي ‪ :‬اجتاهات الشباب اجلزائري حنو اإلعالنات االلكرتونية ‪ ،‬رسالة ماسرت ‪ ،‬جامعة العريب بن مهيدي ‪، 2015-2014 ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫ص ‪63‬‬
‫وتشمل مجيع األشخاص الذين حازوا على تعليم عال سواء يف اجلامعات أو املعاهد أو يف‬
‫املدارس العليا ‪،‬و يشتغلون يف جمال الفكر والثقافة ‪،‬والذين جند من بينهم‪:‬‬
‫الكتاب‪،‬الصحفيون ‪،‬الروائيون املفكرون‪ ،‬الفالسفة ‪،‬املنظرون ‪،‬األساتذة اجلامعيون يرى موسكا أن‬
‫املثقفني يشكلون نواة خنبة جديدة مهمة خاصة وأن مؤهالهتا الفكرية وخلفياهتا التعليمية جتعلها‬
‫تواجه الصاحل العام مبوضوعية تامة ومن مث ترتفع الصفوة املثقفة فوق كل الطبقات األخرى ‪ .‬ومن‬
‫اجلدير بالذكر أن هناك صعوبات عديدة تواجه دراسة صفوة املثقفني ‪،‬ولعل أهم هذه الصعوبات ما‬
‫تعلق بتعريف هذه الفئة وتعيني احلدود املميزة هلا‪،‬إذ غالبا ما ختتلط مجاعات املثقفني مبا يعرف‬
‫اصطالحا باألنتلجنسيا ‪.‬‬
‫‪ 1-2‬النخبة السياسية‪:‬‬
‫حيث أن الكثري من الدراسات ركزت عليها كأقلية تتحكم يف مقاليد السلطة‪:‬خاصة دراسات‬
‫موسكا وتلميذه ميتشلز‪ ،‬اللذان تناوال الفئة اليت تتحكم يف السلطة ‪،‬وعموما ميكن القول بأن زعماء‬
‫األحزاب السياسية ورؤساء احلكومات والوزراء وأعضاء الربملان وجملس الشيوخ كلهم يشكلون‬
‫صدارة النخبة السياسية يف اجملتمعات املعاصرة ‪.‬‬

‫‪ 1-3‬النخبة البيروقراطية ‪:‬‬


‫وكذلك تسمى بالنخبة التكنوقراطية ‪ ،‬و هم جمموعة من اإلداريني الذين خترج أغلبهم من‬
‫اجلامعات ومراكز التكوين وبعد شغلهم لوظائف إدارية بواسطة اخلربة والرتقية يرتقون إىل مصاف‬
‫النخبة اإلدارية اليت تصبح من صانعي القرار اإلداري والتسيري وإدارة الشأن العام ‪.‬‬
‫‪ 1-4‬نخبة رجال األعمال‪:‬‬
‫تتكون هذه الفئة من أفراد متكنوا عن طريق التجارة أو الصناعة أو السياسة أو املضاربة من‬
‫تكوين ثروات حبيث أهنم يشكلون أرقاما مهمة يف جمال املال واألعمال وهم أصحاب ممتلكات‬
‫وعقارات وشركات وأرصدة مالية ضخمة وهم يتجمعون يف احتادات خاصة هبم حيث ينظر إليهم‬
‫بأهنم من أخطر النخب املؤثرة على صناعة القرار السياسي احمللي والدويل ‪.‬‬
‫‪ 1-5‬النخبة العسكرية‪:‬‬
‫ينظر إىل الضباط السامون بأهنم يشكلون خنبة القوات العسكرية ‪،‬حيث يتوزعون على قيادة‬
‫األركان أو كعمداء للنواحي العسكرية كما أنه هناك من يرى بأن خنبة جنود القوات املسلحة إمنا‬
‫تكمن يف قوات القناصة إضافة إىل القوات اخلاصة ‪.‬حظيت الصفوة العسكرية تارخييا وباالهتمام‬
‫نظرا للدور اهلام الذي لعبه العسكريون يف تشكيل تاريخ اجملتمعات ويف توجيه األمور السياسية‪.‬‬
‫‪ 1-6‬النخبة الدينية‪:‬‬
‫وتتمثل يف القادة الدينيون ‪،‬ووجهاء الطوائف الدينية وعلماء الالهوت و العقيدة‪ ،‬و كل من‬
‫يشكلون مراجع دينية وأصبحوا زعماء ألتباع جتمعهم رابطة دينية فمثال يشكل بابا الكاثوليك‬
‫وكارديناالت الفاتيكان خنبة املسيحيني ‪،‬بينما يعد الفقهاء وعلماء الدين عند املسلمني خنبة النخبة‬
‫الدينية دون منازع ‪.‬‬
‫‪ 1-7‬النخبة الرمزية‪:‬‬
‫يعتقد بعض الباحثني بأن هناك بعض النخب اليت ال يتم إعطاؤها أمهية بالغة رغم أمهيتها مثل‬
‫جنوم الفن والسينما والرياضة ‪ ...‬حيث أهنم يعتربون كرموز ومرجعيات جملموعة هائلة من األتباع‬
‫واملعجبني ‪.‬‬
‫‪ 1-8‬النخبة النسوية‪:‬‬
‫هناك من الباحثني من يرى بأن نساء العامل تقودها خنب نسوية يف إطار ما يسمى باحلركة‬
‫النسوية والدفاع عن حقوق املرأة ‪،‬كما أن السياسيني يعملون على توظيف ورقة النساء يف‬
‫االنتخابات عن طريق اختيار قيادات ترمز ملطالب املرأة وذلك من أجل استمالة هذه القوة االنتخابية‬
‫لصاحل برامج األحزاب املتنافسة مثلما هو حاصل حاليا يف كل بلدان العامل تقريبا‪.‬‬
‫وتعليقا على هذه األنواع اليت قدمها بعض الباحثني للنخبة جتدر اإلشارة إىل أن ‪ :‬دارسي‬
‫النخبة يلجئون إىل االعتماد على بعض املواصفات والسمات اليت حتدد نوع النخبة على غرار‬
‫االنتماءات السياسية واملناصب القيادية والطبقة االجتماعية واملكانة االقتصادية إضافة إىل بعض‬
‫الصفات الشخصية ‪،‬كما أنه ميكن يندرج إىل نوع الوظيفة حبيث ميكن أن تكون يف خمتلف اجملاالت‬
‫والقطاعات خنب تسند إليها مهمة القيادة والتأثري مثل ‪:‬القطاعات االقتصادية ‪،‬واإلعالمية والثقافية‬
‫والرياضية ‪....‬وتأكيدا على ثالثية اإلعالمي ‪،‬السياسي واالقتصادي حبيث يف وقتنا احلاضر أصبح ما‬
‫يعرف بثالوث املال اإلعالم والسياسة يتحكم يف خمتلف املؤسسات احمللية والدولية إما فيما خيص‬
‫النوع األخري النخبة النسوية فليس بالضرورة أن يرى إليها كطبقة منعزلة عن النخب األخرى حبيث‬
‫أهنا موجودة وفاعلة يف النخب اليت مت التطرق إليها ‪ ،‬حيث من املهم التنبيه أن املرأة يف عاملنا املعاصر‬
‫استطاعت أن تصل إىل العديد من املناصب العليا والقيادية‪ ،‬حبيث فيهن من هن رؤساء‬
‫دول ‪،‬وزراء ‪،‬رؤساء أحزاب ‪،‬قضاة ‪،‬وحىت يف جمال املال واألعمال ‪....‬حيث استطاعت نساء يف‬
‫أمريكا اجلنوبية على غرار الربازيل واألرجنتني من الوصول إىل سدة احلكم ‪،‬كما تشرف املرأة على‬
‫قيادة العديد من الوزارات واحلكومات يف أوربا وهذا من جنده أيضا يف اجلزائر أين تتقلد املرأة العديد‬
‫من املناصب العليا و شهدت اجلزائر ترشح أول امرأة ملنصب رئيس اجلمهورية وهي رئيسة حزب‬
‫العمال لويزة حنون لثالث مرات على التوايل بعد استعراض لبعض أنواع النخب والوقوف على أهم‬
‫التعريفات من الضروري اإلشارة إىل استخدامات مصطلحي النخبة والنخب ‪:‬حيث استعمل باريتو‬
‫مفهوم النخبة يف صيغة املفرد أو اجلمع ويعمم مفهوم النخبة لتشمل الصيغتني معا ‪،‬كما يربط املفهوم‬
‫باجملال املعريف الذي تتحرك داخله ‪،‬وبتعدد اجملاالت املعرفية تتعدد النخب‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫‪ -2‬مميزات النخبة ‪:‬‬


‫إن توافر مميزات معينة يف األفراد كفيلة بأن تؤهلهم إىل االنتماء إىل مصاف النخبة و اليت جند من‬
‫بينها ‪ 1-2‬التميز‪:‬‬
‫ينظر أصحاب االجتاه السيكولوجي يف تناول "النخبة" و منهم "باريتو" إىل أفراد النخبة‬
‫باعتبارهم عناصـر يشكلون فئة تتوفر فيها مميزات النبوغ و التفوق و الذكاء والقدرة على القيادة و‬
‫التميز على اآلخرين يف النشاطات اليت يشرفون عليها وحسب نظرهم فإن هذه املميزات الذاتية هي‬
‫اليت جتعلهم يف صدارة الطبقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 2-2‬التنظيم‪:‬‬
‫من بني مميزات النخبة حسب أنصار االجتاه التنظيمي يف دراسة النخبة و الذين جند من بني‬
‫"هم موسكا" و تلميذه "متشلز" اعتقادهم بأن آية جمموعة ال ميكنها الوصول إىل مصاف الفئة‬
‫النخبوية إال إذا توفرت فيهم القـوة التنظيمية وتقديرها الدقيق ملصادر السلطة و مراكز القوة يف اجملتمع‬
‫وتعد هذه امليزة من بني أهم امليزات التـي ختتص هبا النخب احلالية خاصة يف عهد العوملة املبنية على‬
‫املصاحل و التحالفات ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬االحتكار‪:‬‬
‫تسعى النخب إىل احتكار رؤوس األموال املتوفرة لديها سواء أكانت رؤوس أموال اقتصادية‬
‫أو سياسية أو ثقافية أو رمزية‪ ،..‬ألهنا تشكل عامل قوة بيدها‪ ،‬ويف حالة ما إذا مل تتوفر لديها رؤوس‬
‫األموال هذه ستسعى للحصول عليها بكل الطرق املتاحة ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬الدوران‪:‬‬

‫‪ 26‬أمينة عالق ‪ :‬خنبة أم خنب قراءة يف املفهوم ‪ ،‬األدوار ‪ ،‬اإلشكاليات ‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬العدد ‪ ، 28‬مارس‬
‫‪ ،2017‬ص ص ‪.178-177‬‬
‫إن البشر هم صانعو التاريخ عرب مالمحهم و إجنازاهتم و إخفاقاهتم و أخطاءهم وهكذا فانه‬
‫كما ميكـن لألفراد االنتقال من طبقة إىل أخرى عرب ما اصطلح عليه علماء االجتماع "باحلراك‬
‫االجتماعي فكذلك األمر بالنسبة للنخبة‪ ،‬حيث أنه ميكن لألفراد أن يدوروا بني خنبة واحدة أو‬
‫مبقتضى عملية حتتل فيها خنبة معينة مكـان خنبـة أخرى‪ ،‬كما ميكن ألفراد من الطبقات الفقرية أو‬
‫املتوسطة الوصول إىل مستوى الطبقات احلاكمة خاصة يف جمـال السياسة‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫‪ -3‬مصادر صناعة النخبة ‪:‬‬


‫مصادر صناعة النخبة ميكننا القول بأن صناعة النخبة ختتلف حسب الظروف الزمنية و املكانية‬
‫لكل جمتمع ‪ ،‬غري أننا نعتقد بأننـا لسنا يف غىن عن التحديد الذي و ضعه الفيلسوف االيطايل‬
‫"انطونيو غرامشي" الذي رأى بأن كل فئة اجتماعية هي مسؤولة عن خلق و إجياد مثقفيها‪ ،‬فالطبقة‬
‫العصرية ستختار مثقفني عضويني ‪ ،‬أما الطبقات اآليلـة للـزوال فحتمـا سرتتبط مبثقفني تقليديني ‪ ،‬و‬
‫هبذا سيشكل هؤالء املثقفني خنبا مستقبلية إذا توفرت هلم شروط معينة‪ ،‬و يف واقـع األمر ميكننا أن‬
‫نؤكد بأن صناعة النخبة تتم وفق مصدرين خمتلفني و مها ‪:‬‬

‫‪ 3-1‬مصدر رسمي‪:‬‬
‫حيث أن إعداد النخبة يتم بطريقة موجهة و يف إطار مؤسسات رسـمية و ألهـداف حمـددة و‬
‫خمطط هلا سلفا‪ ،‬فمثال تعمل اجلامعات على إجياد خنبها اخلاصة هبا‪ ،‬كما أن التجار ورجال األعمال‬
‫يوجدون خنبهم يف املدارس العليا إلدارة األعمال‪...‬اخل‬
‫‪ 3-2‬مصدر غير رسمي‪:‬‬
‫حيث أنه ميكن ألي فرد غري مرتبط بطبقة أو جمموعة معينة أن ينجح يف جماالت احليـاة‬
‫االجتماعية و أن يدخل إىل عامل النخبة وهو ما حيدث كثريا يف أيامنا هذه و جند من بيـنهم العلمـاء و‬
‫الكتاب‪ ،‬الفنانون‪ ،‬الرياضيون‪...‬‬
‫‪28‬‬

‫‪ -4‬دور النخب ‪:‬‬


‫تقوم النخب باألدوار التالية ‪:‬‬

‫‪ 27‬عبد اهلل كبار ‪ :‬النخبة اجلامعية و اجملتمع املدين ‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬جوان ‪ ،2013‬ص ‪. 220‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪ -‬صياغة املفاهيم األساسية و التصورات و اإلجابة عن األسئلة الوجودية‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس و إنشاء التنظيمات داخل اجملتمعات البشرية ‪.‬‬
‫‪ -‬اخرتاع وإجياد الوسائل التصويرية‪.‬‬
‫‪ -‬خلق الثروات الضرورية وتطويرها ‪.‬‬
‫‪ -‬بناء الشخصيات اخلاصة و صقلها ‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس منظومات القيم و األطر االجتماعية و محايتها و تطويرها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع احلدود و الضوابط و حتديد اإلجراءات ‪.‬‬
‫‪ -‬رسم األهداف و تقييم النتائج ‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد العالقات يف خمتلف اجملاالت و ضبطها ‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه احلياة داخل اجملتمعات عموما ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير اجملتمع عن طريق التغيري االجتماعي ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫‪ -5‬عالقة النخبة بوسائل اإلعالم ‪:‬‬


‫تعترب العالقة بني النخبة ووسائل اإلعالم ذات شقني ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬دور وسائل اإلعالم يف حياة النخبة باعتبارها إحدى مصادر املعلومات و التثقيف و الرتفيه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬يتعلق بتأثري النخبة يف وسائل االتصال باعتبارها مصدرا هاما و حمورا من حماور األخبار و‬
‫احد الروافد الرئيسية إلثراء األخبار فكريا ‪ ،‬كما تلعب النخبة ادوار متعددة يف تشكيل و صناعة‬
‫اآلراء و االجتاهات بل و أحيانا اختاذ املواقف يف اجملتمعات ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫‪ 29‬إدريس بوخمخم‪ :‬الصورة الذهنية لقناة النهار اإلخبارية الجزائرية الخاصة لدى جمهور النخبة ‪ ،‬رسالة ماستر ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الصديق بن يحيي ‪ ،2019-2018 ،‬ص ‪.98‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪30‬‬
‫‪.‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪101‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الفضائيات العامة و الفضائيات المتخصصة‬
‫تمهيد‬
‫المبحث األول‪:‬ماهية الفضائيات‬
‫‪ -1‬نشأة الفضائيات‬

‫‪ -2‬أهداف الفضائيات‬

‫‪ -3‬أقسام القنوات الفضائية‬

‫‪ -4‬دور القنوات الفضائية في تغيير القيم االجتماعية‬

‫‪ -5‬التدفق اإلخباري عبر الفضائيات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفضائيات اإلخبارية‬


‫‪ -1‬نبذة عن الفضائيات اإلخبارية‬

‫‪ -2‬نماذج عن فضائيات إخبارية‬


‫‪ -3‬البرنامج اإلخباري‬

‫‪ -4‬الخدمات التي تقدمها الفضائيات اإلخبارية للعمل اإلخباري‬

‫‪ -5‬أشكال اإلعالم في القنوات اإلخبارية‬

‫خالصة‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬ماهية الفضائيات‬
‫‪ -1‬نشأة الفضائيات‪:‬‬
‫يف سنة ‪ 1945‬قام كاتب قصص اخليال العلمي " آرثر كالرك "بنشر مؤلفه " أوديسة الفضاء‬
‫‪ 2001‬الذي وصف فيه نظاما لالتصال عرب األقمار الصناعية ‪ ،‬ومن هنا جاءت فكرة استخدام األقمار‬
‫الصناعية يف جمال االتصال ‪ ،‬لتظهر عدة حماوالت إلطالق أقمار صناعية قادرة على نقل إشارات‬
‫تلفزيونية وهاتفية مثل القمر الصناعي "تلستار ‪. "1‬‬
‫ويف سنة ‪ 1962‬ظهرت أول صورة مرسلة عرب القمر الصناعي فوق شاشات املراقبة يف احملطة‬
‫األرضية بإقليم بريطانيا ‪،‬مث مت إعادة بث هذه الصور بعد تسجيلها على شاشات التلفزيون الفرنسي‬
‫يف نشرة الواحدة ظهرا و قد توقف هدا القمر الصناعي يف سنة ‪. 1963‬‬
‫أطلق قمر صناعي أخر هو "تلستار ‪" 2‬الذي نقل مراسم دفن الرئيس األمريكي "ونستون‬
‫تشرشل "ونقل أيضا أول صورة تلفزيونية من اليابان إىل أوروبا يف ‪ 16‬أفريل ‪. 1964‬‬
‫تطورت األقمار الصناعية و انتشرت بشكل كبري و أصبحت تعمل بالنظام الرقمي املضغوط‬
‫وكان ذلك يف عام ‪.1990‬‬
‫ولقد ظهر التلفزيون الفضائي يف كل من االحتاد السوفيايت و الواليات املتحدة األمريكية مث‬
‫تلتها فرنسا و الصني و اليابان ومن هذه الفضائيات ‪ canal plus‬الفرنسية سنة ‪، 1989‬قناة ‪CNN‬‬
‫ويف الواليات املتحدة األمريكية ‪.‬‬
‫أما يف الوطن العريب فكانت البداية مع القناة املصرية الفضائية يف ‪ 1990‬مث تلتها الكويت و ديب‬
‫يف ‪ ،1992‬األردنية يف ‪ 1993‬مث توالت القنوات العربية الفضائية بالظهور تباعا‪.‬‬
‫ظهرت بعدها مرحلة جديدة من الفضائيات التلفزيونية عرفت بالتخصص يف احملتوى الذي‬
‫تقدمه‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -2‬أهداف الفضائيات‪:‬‬
‫للفضائيات أهداف عديدة ميكن إمجاهلا يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املسامهة يف هنضة اجملتمعات من خالل تنمية اهلوية و الوطنية و الثقافية للمجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬الرتويج للقيم الفضيلة و االجيابية و أصالة تراث البلد و تنميته و دعم التواصل االجتماعي و‬
‫التفكري اإلبداعي ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي كل ما هو مفيد و نافع ‪ ،‬ضمن إطار عام يوازن و جيمع بني الرتفيه و الفائدة ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام احدث تقنيات اإلنتاج و البث‬
‫‪ -‬املسامهة يف رفع الوعي و زيادة التواصل و األلفة اجملتمعية‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على املواهب و إبرازها من خالل شاشة القناة استنادا على معايري علمية و فنية و‬
‫القيم اإلبداعية ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ -3‬أقسام القنوات الفضائية ‪:‬‬


‫تنقسم القنوات الفضائية عرب حيثيات إىل ‪:‬‬
‫‪ 3-1‬من حيث الملكية‪ :‬قنوات حكومية و قنوات خاصة ‪.‬‬
‫‪ 3-2‬من حيث نوع البرنامج‪ :‬إىل قنوات عامة و قنوات خاصة تسعى ملخاطبة مجهور حمدد‪.‬‬

‫‪ 31‬جرينو امحد جالو‪ :‬الفضائيات املتخصصة و الصورة الذهنية ‪ ،‬ط ‪ ، 2016 ، 1‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ص ص‬
‫‪. 16-14‬‬
‫املرجع نفسه ص ‪. 19-18‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪ 3-3‬من حيث أسلوب البث‪ :‬إىل قنوات مفتوحة و قنوات مشفرة ‪ ،‬و تعتمد معظم القنوات على‬
‫نظام البث املفتوح و يكون بث بعض القنوات مفتوحا على بعض السواتل و مشفر عندما يكون‬
‫ضمن باقة من القنوات ‪.‬‬
‫‪ 3-4‬من حيث اللغة‪ :‬قنوات تبث باللغة العربية و قنوات تبث باللغة األجنبية ‪.‬‬
‫‪ 3-5‬من حيث التغطية الجغرافية‪ :‬قنوات تغطي املنطقة العربية و قنوات تغطي املنطقة العربية و ميتد‬
‫إرساهلا ملناطق عاملية أخرى‪.‬‬
‫‪ 3-6‬من حيث اإلعالنات‪ :‬قنوات ال تذيع إعالنات و قنوات يتخلل براجمها بعض اإلعالنات‪.‬‬
‫‪ 3-7‬من حيث الجنسية‪ :‬قنوات أجنبية موجهة باللغة العربية اغلبها من قبل حكومات غربية كالقناة‬
‫الفرنسية و األملانية و قنوات مملوكة جلهات عربية (حكومات أو قطاع خاص )‬
‫‪ 3-8‬من حيث مركز البث‪ :‬قنوات تبث براجمها من خارج املنطقة العربية كراديو و تلفزيون العرب‬
‫‪33‬‬
‫و اغلب القنوات تبث برجمها من داخل املنطقة العربية‪.‬‬
‫‪ -4‬دور القنوات الفضائية في تغيير القيم االجتماعية ‪:‬‬
‫إن التغيري االجتماعي هو عملية تبديل أو إحالل نظم و قواعد أو تركيبات يف جزء أو أكثر‬
‫من أجزاء البناء االجتماعي مبا ينعكس أوال على اجلزء الذي حدث فيه التغيري ومن مث إىل بقية أجزاء‬
‫البناء االجتماعي‪ ،‬فقد أدى التطور السريع لوسائل اإلعالم الفضائية إىل اتساع رقعة انتشارها و تزايد‬
‫تأثريها يف تشكيل املالمح احلضارية للمجتمع حيث مل تعد جمرد أدوات لنقل املعلومات بل أصبحت‬
‫من العوامل املؤثرة يف أفكار و اجتاهات و سلوك اجلمهور‪ ،‬فالقنوات الفضائية تعتمد على ترك أثارها‬
‫على املدى البعيد لكي تكون القيم راسخة لدى أفراد اجملتمع فليس من السهل تغيري قيمة معينة بني‬
‫يوم وليلة إذ جيب التخطيط هلا ملدة و بيان عدم صالحيتها للعصر احلايل و تأكيد قيم أخرى مناقضة‬
‫هلا لكي حتل مكاهنا ‪ ،‬فهنا يأيت دور القنوات الفضائية اليت جتذب املشاهدين من خالل عرض برامج‬
‫حتمل يف طياهتا العديد من األخبار و القيم اجلديدة و على فرتات متكررة لغرض ترسيخها‪ ،‬فتجعل‬
‫املشاهدين يعيشون يف صراع مع قيمهم ألن املشاهدين ينتمون إىل أكثر من جيل و مرحلة عمرية وال‬
‫خيفى مدى متسك كل جيل بقيمه و عاداته و تقاليده واليت رسخت فيه نتيجة لعدة عوامل ‪.‬‬
‫فالقنوات الفضائية حتمل يف مضامينها عدة مفاهيم و قيم ومن أبرزها‪:‬‬

‫‪ 33‬حسني نيازي الصيفي‪ :‬الفضائيات العربية يف عصر العوملة ‪،‬ط‪ ،1‬ايرتاك للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪، 2010 ،‬ص ص ‪. 34 -33‬‬
‫‪ -‬تتضمن براجمها صورا وكلمات ورموز و قيما مادية تنطوي على اإلغراء و الرتف املادي مثل‬
‫إعالنات العطور و األزياء‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الثقافة االستهالكية لدى األفراد من خالل استخدام خاصية إضفاء الطابع املتميز األنيق‬
‫على السلع و املنتجات الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬تلجأ إىل خلق تطلعات استهالكية غري صحيحة تعتمد على دوافع الثراء السريع و التقليد الغري‬
‫منضبط للعادات االستهالكية املستوردة من دول أخرى خاصة األوروبية و األجنبية ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجع على إثارة النزعة الشهوانية لدى اإلنسان من خالل تكريس ثقافة التسلية و املتعة واملرح‬
‫لدى الشباب و املراهقني خاصة مثل القنوات املوسيقية ‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫‪ -5‬التدفق اإلخباري عبر الفضائيات‬


‫يقصد بالتدفق اإلخباري حتديد موجات الرسائل اإلخبارية‪ ،‬املرئية‪ ،‬املسموعة‪ ،‬املكتوبة املكثفة‬
‫اليت تبعث من املركز املهيمن إىل األطراف حيث اجلمهور املستقبل‪ .‬ولقد أصبحت املواد اإلخبارية‬
‫تتدفق من املراكز األقوى باجتاه اهلوامش األضعف حاملة قيم و ثقافة هذه املراكز و ساعية لنشر‬
‫إيديولوجيتها‪.‬‬
‫‪ 5-1‬للتدفق أنواع ‪:‬‬
‫‪ -‬تدفق داخلي‬
‫‪ -‬تدفق عريب عريب‬
‫‪ -‬تدفق عريب دويل‬
‫‪ 5-2‬العوامل المؤثرة على التدفق اإلخباري الدولي‪:‬‬
‫يقصد هبذه العوامل املتغريات اليت تؤثر يف كم التدفق وهي‪ :‬القرب املكاين ‪ ،‬الصالت الثقافية ‪،‬‬
‫حجم السكان‪ ،‬حجم التجارة‪ ،‬حصة الفرد من إمجايل الناتج القومي‪ ،‬مكانة الدولة ‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفضائيات اإلخبارية‬


‫‪ -1‬نبذة عن الفضائيات اإلخبارية ‪:‬‬

‫‪ 34‬عبد اهلل فتحي الظاهر‪،‬علي امحد خضر املعماري ‪:‬اثر القنوات الفضائية يف القيم االجتماعية و السياسية ‪ ،‬ط‪ ، 1،2014‬غيداء‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪،‬ص ص ‪. 114-106‬‬
‫‪ 35‬هيثم اهلييت‪ :‬اإلعالم السياسي و اإلخباري يف الفضائيات‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار أسامة للنشر ‪،‬األردن ‪ ، 2010،‬ص ص ‪. 57- 54‬‬
‫ميكن القول أن القنوات الفضائية باتت يف مقدمة وسائل االتصال اجلماهريي بوصفها األقوى‬
‫و األقدر على نقل األحداث و املعلومات حلظة وقوعها و األكثر إقناعا و تأثريا على اجلمهور‪ ،‬لكوهنا‬
‫جتمع كل مقومات العمل الصحفي (املقروء و املسموع و املرئي ) يف قالب واحد يتسم بالسرعة و‬
‫الشمول و مساحة االنتشار الواسعة باستثمار تكنولوجيا األقمار الصناعية ‪.‬اليت مهدت للبث‬
‫التلفزيوين ختطي احلدود السياسية و العوائق اجلغرافية دون إخضاع البث لسيطرة حراس البوابات و‬
‫الرقباء ‪،‬كما وفرت تعدد القنوات و يسر التقاطها و توفري احلرية ألفراد اجلمهور يف االختيار من بني‬
‫البدائل املتاحة‪ ،‬فهذه السمات اليت متيزت هبا القنوات الفضائية هيأت هلا أن تلعب دورا مهما يف‬
‫التأثري على أفراد اجلمهور و خلق التصورات و القناعات لديهم جتاه القضايا اليت تتناوهلا ‪ ،‬لكن هذا‬
‫التأثري غري متاح لكل القنوات الفضائية املوجودة على الساحة اإلعالمية ‪،‬فالقدرة على جذب انتباه‬
‫اجلمهور و التأثري فيه يكون يف الغالب من نصيب القنوات األقوى و األوسع انتشارا ‪ ،‬فعن طريق‬
‫البث اإلعالمي املكثف و الرتكيز يف تناول القضايا على املستوى اإلقليمي و الدويل ميكن للقنوات‬
‫البارزة إن تصبح املصدر األول للجمهور يف جمال احلصول على معلومات و االطالع على اآلراء ومن‬
‫مث بناء املواقف و االجتاهات حبكم القوالب الفكرية اليت تقدمها مبا ينسجم مع أهدافها العامة ‪.‬‬
‫و تتعدد القنوات الفضائية حسب ختصصها إىل جمموعة فئات تتمثل بقنوات املوسيقى و الدراما‬
‫و الرياضة ‪ ،...‬إما الفئة اليت ختص موضوعنا فهي القنوات اإلخبارية اليت متثال ألخبار مادهتا‬
‫اإلعالمية األساسية فهي قنوات إخبارية قبل كل شيء و يتمحور عملها الرئيسي حول تقدمي األخبار‬
‫و الربامج اإلخبارية يف جممل فرتات البث باستثناء أوقات قصرية ختصص لربامج من نوع أخر ‪ ،‬و‬
‫تعتمد هذه الفضائيات يف استقاء إخبارها على شبكة من املكاتب و املراسلني املنتشرين يف معظم‬
‫‪36‬‬
‫دول العامل فضال عن اعتمادها على وكاالت األنباء الدولية و شهود عيان وغريها من املصادر‪.‬‬
‫‪ -2‬نماذج عن فضائيات إخبارية ‪:‬‬
‫سنتناول القنوات الفضائية اإلخبارية اليت تستقبلها املنطقة العربية ‪:‬‬
‫‪ 2-1‬اإلخباريات األجنبية ‪:‬‬
‫‪ : CNN‬شبكة أمريكية أنشئت عام ‪ 1980‬تسيطر عليها جمموعة تامي وارنر تبث باالجنليزية و‬
‫االسبانية و األملانية و الرتكية و متول بواسطة االشرتاكات و اإلعالنات تبث يف أكثر من مائيت بلد ‪.‬‬

‫‪ 36‬حسني رشيد العزاوي ‪:‬امحد إياد العبيدي‪ :‬املصداقية يف القنوات الفضائية اإلخبارية ‪،‬ط‪ ،2019 ،1‬البداية للنشر و التوزيع ‪ ،‬ص‬
‫ص ‪. 95-94‬‬
‫‪ : M.S.N.B.C‬شبكة أمريكية أنشئت عام ‪ 1996‬تسيطر عليها شركتا "ميكروسوفت وان‬
‫‪37‬‬
‫بيسي" "يونيفرسال نيوز" تبث باالجنليزية متول بواسطة االشرتاكات و اإلعالنات‪.‬‬
‫محطة يورو نيوز األوروبية ‪ :EUROE NEWS‬أول حمطة تلفزيونية إخبارية أوروبية‬
‫مشرتكة‪ ،‬بدأ البث الرمسي هلا يف ‪ 1993‬هبدف تبادل األخبار فيما بني املؤسسات اإلعالمية التابعة‬
‫‪38‬‬
‫لدول اجملموعة األوروبية‪.‬‬
‫‪2-2‬االخباريات العربية ‪:‬‬
‫الجزيرة ‪ :‬تأسست قناة اجلزيرة يف ‪ 1‬نوفمرب ‪ 1996‬وهي قناة إخبارية تغطي األخبار بالدرجة األوىل‬
‫‪39‬‬
‫جاءت لتنافس قناة‪ CNN‬و ‪ BBC‬تقدم أخبار رياضية و اقتصادية ‪ ،‬طبية ‪...‬‬
‫قناة ‪ :ANN‬بدأت إرساهلا عام ‪ ، 1997‬هتدف للبحث يف القضايا السياسية و االجتماعية و‬
‫‪40‬‬
‫االقتصادية للعامل العريب ‪ ،‬مصادر متويل هذه الشبكة أقل وضوح ‪ ،‬يشار أن متويلها من السعودية ‪.‬‬
‫قناة النهار ‪ :‬انطلق بث القناة التجرييب يوم ‪ 6‬مارس ‪ 2012‬اختذت القناة مقرها الرئيسي بالعاصمة‬
‫األردنية عمان ‪ ،‬تبث على القمر الصناعي " نيل سات " ‪ ،‬و هتتم القناة بالشأن اإلخباري و السياسي‬
‫يف اجلزائر ن حيث إن اخلدمة الرباجمية اليت تقدمها تكون مزيج بني نشرات األخبار و الرياضة و‬
‫االقتصاد و الصحف ‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫قناة العربية ‪ :‬قناة إخبارية تابعة جملموعة ‪ MBC‬انطلق بثها يف ‪ 19‬فيفري ‪ 2003‬من املنطقة احلرة يف‬
‫ديب‪ ،‬ويصفها مسؤوهلا " الوليد بن إبراهيم الوليد " "خيار عريب إلنشاء بديل أكثر اعتداال من اجلزيرة‬
‫هدفها تطوير صوت عريب أكثر اعتداال " ‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫‪ 37‬هالة إمساعيل بغدادي ‪ :‬اإلخباريات الفضائية العربية ‪ -‬الواقع و الطموح ‪ ، -‬املكتب اجلامعي احلديث ‪ ،‬مصر ‪ ، 2009،‬ص‬
‫‪. 51‬‬
‫‪ 38‬طالب عبد اجمليد عالوي ‪ ،‬حيدر امحد علو ‪ :‬صناعة األخبار يف القنوات العربية املتخصصة ‪ ،ANN‬ط ‪،2015، 1‬دار أسامة‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ 39‬فارس عطوان ‪ :‬الفضائيات العربية و دورها اإلعالمي ‪( ،‬د‪.‬ط) ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪،‬األردن ‪ ،2011،‬ص ‪. 53‬‬
‫‪ 40‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬
‫‪ 41‬إحسان رمضان السامرائي‪ :‬الفضائيات اإلخبارية و دورها يف توجيه الرأي العام سياسيا ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار العريب للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫مصر‪ ، 2019 ،‬ص ‪. 103‬‬
‫‪ .‬حياة احلويك ‪ :‬الفضائيات االخبارية العربية بني عوملتني ‪ ،‬ط‪ ، 1‬منتدى املعارف ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2013 ،‬ص ‪84‬‬
‫‪42‬ف´´ارس عط´´وان ‪ :‬الفض´´ائيات العربي´´ة و دوره´´ا يف توجي´´ه ال´´رأي الع´´ام سياس´´يا ‪،‬ط ‪ ،1‬دار أس´´امة للنش´´ر و التوزي´´ع ‪ ،‬األردن ‪، 2011،‬‬
‫ص ‪.53‬‬
‫القناة الفضائية الجزائرية ‪ :‬بدأت القناة الفضائية اجلزائرية بث براجمها يف عام ‪ 1994‬عرب القمر‬
‫الصناعي األورويب " يوتلسات "‪ ،‬و كانت اجلرائر تستعني بأقمار أنتلسات لسد احتياجاهتا احمللية و‬
‫بث براجمها التلفزيونية الفضائية ‪ ،‬و تشمل منطقة تغطيتها دول مشال إفريقيا و أوروبا ‪ ،‬و منطقة‬
‫‪43‬‬
‫الشرق األوسط ‪ ،‬و حوض البحر األبيض و أجزاء من كندا و آسيا ‪ ،‬و األمريكيني ‪.‬‬
‫‪ -5‬أشكال اإلعالم في القنوات اإلخبارية ‪:‬‬

‫‪ 5-1‬نشرة األخبار‪ :‬تعرف نشرة األخبار بأهنا جمموعة من األخبار احمللية و العاملية ‪ ،‬احمللية تتضمن‬
‫كل ما يتعلق بنشاطات الدولة و اجلماهري و األحداث اجلارية يف خمتلف األصعدة السياسية و‬
‫االجتماعية و الثقافية و االقتصادية و الفنية و العلمية ‪ ،‬أما األخبار العاملية فهي هي كل ما يربط‬
‫املتلقي بالعامل ‪.‬‬
‫‪ 5-2‬المقابلة اإلخبارية ‪ :‬هي اليت يبحث املندوب فيها عن إجابة خمتصرة تتكون من سؤال أو‬
‫سؤالني هلما عالقة حبدث معني و قد تعقد املقابلة اإلخبارية يف مكان احلدث كما ميكن إن تعد‬
‫مسبقا ‪ ،‬و املقابلة اإلخبارية املثالية هي اليت حتدث يف موقع احلدث و تتحدث مع شهود عيان لذلك‬
‫احلدث ‪.‬‬
‫‪ 5-3‬التقرير اإلخباري ‪ :‬يتضمن التقرير اإلخباري القدرة على تقدمي األحاديث احلية و خلق‬
‫اللوحات الصوتية و املرئية املعربة عن طريق استخدام الفنون اإلذاعية و التلفزيونية املختلفة ‪ ،‬وتكمن‬
‫مهمة التقرير يف تفسري ما وراء اخلرب و يعرف التقرير اإلخباري بأنه جمموعة من وقائع و جمريات‬
‫تدور حول حدث تقتضي أمهيته االطالع على مزيد من تفاصيله يف املوقع ‪ ،‬والتوسع يف حيثياته و‬
‫إيراد مالبسات حوله ال يشمله اخلرب العادي ‪.‬‬
‫‪ 5-4‬التحليل اإلخباري ‪ :‬يعرف التحليل اإلخباري بأنه رد فعل إعالمي فوري على حدث آين يبدي‬
‫احملرر رأيا ساخنا يف مضمونه و حيلل معطياته حتليال أوليا ‪ ،‬مستعينا بإحداث هيئات له و حدوث‬
‫مساره و له ثالث أنواع حملي ‪ ،‬إقليمي ‪ ،‬دويل ‪.‬‬

‫‪ 43‬حمسن جلوب الكناين ‪ :‬تقنيات احلوار اإلعالمي "قناة اجلزيرة منوذجا "‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪، 2012 ،‬‬
‫ص ص ‪. 161 – 160‬‬
‫‪ 5-5‬التعليق اإلخباري ‪ :‬هو جمموعة أطروحات نقدية ووجهات نظر تدور حول جوانب من خرب أو‬
‫حدث معني أو أحداث مرتابطة أو وجه أو أكثر من أوجه قضية أو مسألة تعطي املوضوع املطروح‬
‫توضيحا و تفسريا وخلفية تضفي عليه مغزى يتناغم و االجتاه العام للوسيلة ‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫‪ 44‬هيثم اهلييت ‪ :‬اإلعالم السياسي و اإلخباري يف الفضائيات ‪( ،‬د‪.‬ط) ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ، 2010 ،‬ص ص‬
‫‪43-33‬‬

You might also like