Professional Documents
Culture Documents
D8a7d984d8aad986d8a8d98ad8a9 D8a7
D8a7d984d8aad986d8a8d98ad8a9 D8a7
المقدمة
المراجع
التعليم والتنمية في المملكة العربية السعودية
المقدمة:
قال هللا تعالى في كتابه العزيز في أول آية نزلت على نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم ":أقرأ باسم
ربك الذي خلق" فكانت بذلك الرسالة األولى للمسلمين هي البحث عن المعرفFFة وتFFدبر أمورهFFا منFFذ اليFFوم
األول لظهور اإلسالم .وقد اشتملت كثير من آيات القرآن الكريم على الFFدعوة إلى التFFدبر والتفكFFر في أمFFر
الكون واألنسان والخلFق والحيFاة والمFوت وغيرهFا من مظFاهر المعيشFة في األرض ،ممFا يظهFر بجالء
أهمية العلم والمعرفة في الدين اإلسالمي .وعلى الرغم من كون البحث عن المعرفة غريزة لدى اإلنسFFان
فأن اإلسالم أثار هذه الغريزة ووجهها من اجل تنمية هذا اإلنسان وتطويره وتمكينه من االستفادة القصوى
من المصادر الطبيعية في األرض وخيراتها بل وجعFل طلب العلم فريضFFة على كFل مسFلم ومسFلمة .لقFد
ارتبط اإلسالم بالتربية تعليمًا وتهذيبًا وتوجيهًا ،حتى صارت التربية خاصيًة ممFFيزة لقيم اإلسFFالم الخالFFدة.
والتربيFFة بFFالمفهوم اإلسFFالمي ،هي تربيFFة ذات أفFFق واسFFع وأسFFاس عميFFق ،فهي تفتح العقFFل على حقFFائق
الوجود ،وتحّث ه على التأمل .وهي تربية هادفة إلى بناء الفكر ،إلعداد اإلنسان المسلم المتوازن والمتكامل،
كما أنها تستجيب للمتطلبات األخالقية للتنمية ،بقدر ما تلّبي االحتياجات العلميFFة والتطبيقيFFة لهFFذه التنميFFة،
مما يحقق الترابط الوثيق والمتزامن بين التنميFFة البشFFرية ،وبين تنميFFة مختلFFف المFFوارد األخFFرى .وعFFبر
العصور التاريخية المختلفة قامت الدول بتوجيه هذه الغريزة المتأصلة لدى النFFاس لتحقيFFق أهFFداف نموهFFا
وتطورها وتميزها بين الدول حسبما تقتضيه ظروف السياسة المحيطة بها والتحديات التي تواجهها.
وقد حددت المملكة العربية السعودية الغاية العامة من التعليم بأنها ":فهم اإلسالم فهما صحيحا
متكامال وغرس العقيدة اإلسالمية ونشرها وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم اإلسالمية وبالمثل العليا وإكسابه
المعارف والمهارات المختلفة وتنمية االتجاهات السلوكية البنFFاءة وتطFFوير المجتمFFع اقتصFFاديا واجتماعيFFا
1
وثقافيا وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه" ( .)1كما تم تعريف التعليم العالي ،وهو االمتداد
المتخصص للتعليم العام ،بأنه "مرحلة التخصص العلمي في كافة أنواعه ومستوياته رعاية لFFذوي الكفايFFة
والنبوغ وتنمية لمواهبهم وسدا لحاجات المجتمع المختلفة في حاضره ومستقبله بمFا يسFاير التطFور المفيFد
الذي يحقق أهداف األمة وغاياتها النبيلة" ( .)2ومن هذين المنطلقين تمت صياغة األهFFداف العامFFة للتعليم
بالمملكة بشكل يكفل الوصول إلى هذه الغايات النبيلة في ظل التغير الدائم للظروف الدولية المحيطة بها.
التخطيط والتنمية
يتالزم التخطيط مع كل جهد موجه للفرد أو الدولة كسلوك تلقائي ،ولكنه في غالي األحيان ال يكون ذا أثFFر
فعال إال عندما يكون مجهودا هادفFFا من اجFFل التنميFFة الشFFاملة لرفاهيFFة الفFFرد والمجتمFFع .ولعلنFFا نسFFترجع
العناصر الرئيسة لهذا المجهود المسمى بالتخطيط حتى نFFرى وجFFه الصFFلة بينFFه وبين التنميFFة .فالتخطيFFط
يعني االختيار لمسار محFFدد من السياسFFات العامFFة كمFFا يعFFني أيضFFا تخصFFيص ميزانيFFات ومFFوارد معينFFة
إلنجاز الخطط .التخطيط يعني أيضا تحقيق األهداف المحددة لتناسب طموحات الدولة ،كما يعني بFFالطبع
التفكير المستقبلي لتحقيق األهداف على مراحل حسFFب حجمهFFا( .)3بهFFذه العناصFFر يتضFFح لنFFا أن التنميFFة
والتخطيط متالزمان فالتنمية هي أهداف طويلة المدى ويتم تحقيقها على مراحل عبر خطط تنموية محFFددة
وتراجع بعد كل فترة .يبقى بطبيعة الحال تحديد مفهوم وشمولية التنمية وماذا يقصد بهذه الكلمة.
إن مراجعة التراث العلمي حول موضوع التنمية تظهر لنFFا التنFFوع والتبFFاين الشاسFFع في المفهFFوم للتنميFFة.
فمن تحديد المفهوم تاريخيا بمدى تطور الدول في الجانب الصناعي وذلك يعود بشكل رئيس لكون كل من
كتب عن التنمية ينتمي إلى مجموعة الدول الصناعية والذين يسمون أنفسFFهم بالعFFالم األول (.)4إلى تحديFFد
المفهوم بتطوير قدرة الدول والشعوب على النمو و توفير وسائل العيش الكريمة من مصادر طاقة وانتاج
وغذاء وكماليات وغيرها ( .)5وفي المقابل هناك المفهFFوم االقتصFFادي اإلداري للتنميFFة والFFذي يقFFول بFFأن
2
التنمية الحقيقية للشعوب هي تلك الFFتي تقFFوم على التطFFوير المركFFز للقFFدرات الخاصFFة والمهنFFة للفFFرد ألن
البشر هم الثروة الحقيقة للشعوب ( .)6هناك أيضا التعريف المعرفي للتنمية والذي مفاده أن المجتمع ينمي
مصادره البشرية بالتعليم والتدريب ألفراده من اجل التنمية في هذا المجتمع .أي أن التنمية الحقيقية تكFFون
باالستثمار في تطوير وتنمية اإلنسان والذي بدوره يقوم بتنيمFFة مجتمعFFه ( .)7ومن أجFFل ذلFFك ظهFFر تيFFار
فكري حديثا يدعو ألعادة النظر في خطط التنمية الشاملة للدول على أساس أن هذه الخطط التنموية تصمم
بحيث يكون الهدف األساس هو التنمية البشرية بالمقام األول وان التطور المادي واالقتصادي والصFFناعي
يأتي بعد بناء قاعدة عريضة من ذوي التأهيل العالي من المواطنين ( .)8وقد تبنت بالفعل كثFFير من الFFدول
هذا المسار مما أعاد خلط األوراق فيما يسمى بتصنيف الدول تنمويا حسب المعايير الدولية السائدة والFذي
يعتقد الكثير أن مؤشر التنمية هو في معايير التمدين أو المدينة وهو ما يعرف بالنمو الحضFFري و مFFدى
ما تسجله الدول أو األمم من عالمات التنمية الحضرية المبنية بشكل خاص كالمFFدن والطFFرق والجسFFور
والسدود والمطارات والمصانع وغيرهFا .و بFذلك أصFبح اإلنجFاز المFادي هFو المؤشFر على التنميFة في
تجريد خالص للجانب المادي ناسين أو متناسFFين الجFFانب البشFFري و الFFذي هFFو البFFاعث الحقيقي لكFFل هFFذه
المنجزات .و عليه فلعل من المناسب تحديد هذا المفهوم لدينا قبل االسترسFFال في حFFديثنا هFFذا .فالتنميFFة
الحقيقية كمؤشر للرقي البشري أو الحضاري تكمن في مدى نمو الجانب المعرفي و الخبراتي لألنسFFان ،
و لذلك فإننا نجد أن كثيرًا من المنظمات الدولية حاليًا قد اعتمFFدت أسFFلوبا حFFديثا لقيFFاس نمFFو الFFدول ،كمFFا
أسلفنا ،يبعد عن المقاييس القديمة كالتصنيف السابق لFFدول العFFالم إلى دول ناميFFة و دول متطFFورة و دول
صناعية ،او دول ذات تخطيط مركزي الخ .بل إن احدث مؤشر للتنمية اعتمدتFFه هيئFFة األمم المتحFFدة في
عام 1990هو مؤشر التنمية البشرية . HDIوالذي يعتمد بشكل رئيس على الحالة التعليمية أو المسFFتوى
التعليمي للشرائح السكانية بالدول حسب معيFFار معين ( .) 9,10وقFFد ظهFFرت بعFFد ذلFFك لبعض المنظمFFات
3
الدولية ذات األهداف الخاصة والغير رسمية أساليب أخFFرى متعFFددة لقيFFاس التنميFFة في دول العFFالم تعتمFFد
بشكل رئيس على عدد من المميزات البشرية منها الحالة التعليمية ومستوى المعرفFFة والحالFFة االجتماعيFFة
نخلص من هذا إلى أن المفهFFوم الحFFديث للتنميFFة لم يعFFد ذلFFك المفهFFوم الFFذي كنFFا نسFFمع بFFه سFFابقًا من حيث
تصنيف الدول بناء على دخولها أو مستوى مقدراتها أو تجهيزاتها األساسية أو نسبة العمران بها ،الخ .بFل
اصبح المعيار هو اإلنسان ومFFدى نمFFوه وتطFFور في الجFFانب المعFFرفي والخFFبراتي ،محFFددًا بFFذلك المفهFFوم
الجديد للتنمية وعالقتها اللصيقة بالتعليم .و حيث أن التخطيFFط يعFFرف كمFFا ذكرنFFا في أبسFFط صFFورة بأنFFه
البحث عن أفضل الوسائل لتعديل وتحسين الوضع القائم للوصول إلى صFFورة مثلى في المسFFتقبل بأقFFل مFFا
يمكن من المصادر والموارد .فهو البحث عن األفضل وهو السبيل العملي لتنفيذ التنمية ،فال مبرر للتنمية
إذا كان الوضع القائم محققًا للغرض ومستوفيًا لمتطلبات المجتمع .
من هذا يتضFFح الFFتزامن الفلسFFفي بين التعليم والتنميFFة الماديFFة المحسوسFFة والFFتي تعكس حقيقFFة التنميFFة
البشرية عبر المنجزات المدنية والحضرية التي يقوم سكان المدن غالبFا بإنشFائها وهFذا في اعتقادنFا سFبب
الخالف أو اللبس في العالقة الجدلية بين التنمية والتعليم فأحدهما نتاج لألخFFر ولكنهمFFا مرتبطFFان بشFFروط
االستيطان الحضرية وهي األمن والغذاء والمسكن والتي أيضFFا يمكن توفيرهFFا بشFFكل افضFFل عنFFد تطFFوير
مهارات الفرد ،فهي كدورة مستمرة .وكما هو معFرف انFه ال يوجFد تFاريخ أمFة أقFامت حضFارة وشFيد ت
منجزات لم تكن أصال مستوطنة للمدن أو القرى على أقل تقدير .وهكذا نكون قد أوضFFحنا مفهومنFا للتنميFة
وعالقته الوثيقة بالتعليم ،و ننتقل إلى الحديث عن محرك التنمية األول بالمملكة ،التعليم .
4
تمتد جذور نظم التربية والتعليم الحالية بالمملكة إلى أعماق بعيدة في التاريخ اإلسالمي ومنFFذ نFFزل الFFوحي
على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .وتركFFزت نشFFاطات التعليم قFFديما بالمسFFاجد ثم الكتFFاتيب أو دور تعليم
القراءة والكتابة وقراءة القرآن .وقد شهد التعليم قبيل بدء التعليم النظامي في المملكة ثالث مراحل تتمثل
فيما يلي:
-1تعليم تقليدي موروث يتمثل في الكتاتيب وفي حلقات الFFدروس في المسFFاجد وغي مجFFالس العلمFFاء
-2تعليم حكومي يمكن أن يطلق عليه أنه تعليم نظامي باللغة التركية في مكة والمدينة.
-3تعليم تقليدي في جوهره ولكنه يحاول التجديد عن طريق إدخال بعض العلوم الجديدة في مناهجFFه
ويتمثل هذا التعليم خاصة في بعض المدارس األهلية الموجودة بشكل أكثر في المنطقFFتين الشFFرقية
والغربية من المملكة(.)11
البداية الحقيقية للتعليم النظامي بالمملكة كانت في عام 1344هـ ( )1925عنFFدما أنشFFأت مديريFFة المعFFارف
العامة حيث بدأ الزحف التعليمي الذي شمل مراحل التعليم وأنواعه أيمانا من الملك عبد العزيز بأن التنميFFة
بعد توحيFد البالد ال تتم بFدون التعليم .وفي عFام 1346هـ تم إنشFاء مجلس المعFارف والFذي بالتعFاون مFع
المديرية المذكورة وضع أول نظFFام تعليمي للبالد لتغيFFير شFFكل التعليم الFFذي كFFان يعتمFFد بشFFكل كبFFير على
الكتاتيب وبقايا غFFير مكتملFFة لمFFدارس األتFFراك والهاشFFميين .وفي عFFام 1345هـ تم افتتFFاح المعهFFد العلمي
السعودي ومدرسة تحضير البعثات في 1355هـ ودار التوحيFد في 1364هـ كمFا أصFدرت المديريFة عFددا
من النظم التعليميFFة وفي عFFام 1370هـ ( )1950تأسسFFت اإلدارة العامFFة للمعاهFFد العلميFFة .وقFFد بلFFغ عFFدد
المدارس التي فتحت في عهد الملك عبد العزيز 312مدرسة ابتدائية حكومية و 14مدرسة ابتدائيFFة أهليFFة و
11مدرسة ثانوية حكومية و 4مدارس ثانوية أهلية ومدرسة مهنية واحدة وثمانيFFة معاهFFد ألعFFداد المعلمين
وكلية للمعلمين وكلية للشريعة وست مدارس لتعليم اللغة اإلنجليزية ومدرسFFة مسFFائية واحFFدة لتعليم اآللFFة
الكاتبة .ويالحظ أن السمة السائدة لهذه المرحلة هي اإلنشFFاء والتأسFFيس لهويFFة جهFFاز التعليم وتحديFFد معFFالم
سياسته)12( .
5
مرحلة النمو واالنتشار
في عام 1373هـ ( )1953تحولت مديرية المعارف إلى وزارة المعارف برئاسة خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد بن عبد العزيز كأول وزير لها فقام بتشكيل أول هيكFFل تنظيمي للFFوزارة وأنشFFأ إدارات وأقسFFاما
جديدة .وفي هذه المرحلة بدأت حملة وضخمة للتوسع في فتح المدارس والمعاهد بمختلف فئاتهFFا وأنواعهFFا
كما ظلت ميزانية هذه الوزارة تتزايد وتتوسع حتى أضحت من أهم وزارات الدولة شFFأنا وأكثرهFFا إنجFFازا.
وفي هFذه المرحلFة أيضFFا تم تأسFيس الرئاسFة العامFة لتعليم البنFات عFام 1380هـ( )1960ثم تلتهFا وزارة
التعليم العالي في عام 1395هـ( )1975وأخيرا المؤسسFFة العامFFة للتعليم الفFFني والتFFدريب المهFFني في عFFام
1400هـ ( 1980م) .وهFFذه المرحلFFة تمFFيزت بFFالنمو األفقي لكافFFة أنFFواع التعليم وعلى مسFFاريه العFFام
والعالي ،كما تميزت بوجود أهداف محددة وضعتها خطط التنمية الوطنيFFة الFFتي زامنت الجFFزء الثFFاني من
في هذه المرحلFFة بFFدأت وزارات أخFFرى وجهFFات حكوميFFة وأهليFFة تسFFاهم في األشFFراف على بعض أنFFواع
التعليم مثFFل وزارات:الFFدفاع والطFFيران ،والداخليFFة ،والصFFحة ،والعمFFل والشFFؤون االجتماعيFFة ،والشFFؤون
البلدية والقروية ،والحرس الوطني ،والبرق والبريFFد والهFFاتف ،والخارجيFFة ،وكلهFFا تسFFير حسFFب السياسFFة
التعليمية التي ترسمها اللجنFFة العليFFا للتعليم في المملكFFة.وقFFد تمFFيزت هFFذه المرحلFFة بتشFFعب التوسFFع األفقي
والعمFودي في افتتFاح المFدارس والمعاهFد والكليFات والجامعFات المتخصصFFة في كFل الفFروع وفي معظم
مناطق المملكFFة وعلى عFFدة محFFاور تشFFمل التعليم العFFام والتعليم العFFالي والتعليم الفFFني والتFFدريب المهFFني.
والحقيقة أنه ال يسع المقام لسرد البيانات اإلحصائية حولها .وقد نجم عن هFFذا التوسFFع وبهFFذه الكيفيFFة بعض
المشاكل التنظيمية التي استوجبت إنشاء مرجعية موحدة لهذه الجهFFات المختلفFFة ،فعلى الFFرغم من مرجعيFFة
الوزارات إلى مجلس الوزراء إال أن التنسيق بين كل هذه الجهات لتحقيق الموائمة بين متطلبات التنمية من
القوى العاملة المدربة وبين مخرجات هFFذه الجهFFات اسFFتدعى إنشFFاء عFFدد من المجFFالس التنظيميFFة كمجلس
القوى العاملة ومجلس التعليم العالي واللجنة العليا لسياسة التعليم ( .( 14ومرفق بهFFذا خالصFFة إحصFFائية
عن تعليم البنين بالمملكة (الملحFFق– 1مرفFFق بFFالبحث) .وملخص إحصFFائيات التعليم العFFالي (الملحFFق– 2
6
يرجى إرفاقه من قبلكم بالوزارة) وملخص إحصائيات تعليم البنات(الملحFFق-3غFFير متFFوفر لFFدي معلومFFات
حديثه)
بعد صدور النظام األساسي للحكم في عام 1412هـ وتوجه الدولة إلى مراجعة كافة أنشطة ومهام الجهFFات
الحكومية ،فقد صدرت التوجيهات إلى وزارات الدولة ومنها األجهزة المعنيFFة بFFالتعليم ألحFFداث التغيFFيرات
الالزمة للتمشي مع روح النظFFام المFFذكور .وقFFد كFFان لهFFذا التوجFFه أثFFرا إيجابيFFا على المسFFتوى الFFدقيق في
المناهج والفلسفة العامة لتعليم الفرد ،وعلى المستوى العام في األداء الوظيفي للمعلم والجهاز التربوي .وقد
تزامن هذا بطبيعة الحال مع التوجه الFFدولي للعولمFFة وثFFورة المعلومFFات والFFتي اسFFتدعت إعFFادة النظFFر في
أسلوب التعامل مع اكتساب الطالب للمعرفة وطريقة استفادته منها ووسFFائل تمكينFFه من التميFFيز بين المالئم
منها للقيم اإلسالمية والعربية وتلك التي ال تالئمها .وبناء على ذلFFك فقFFد تم إعFFادة النظFFر بشFFكل خFFاص في
التركيبة الهيكلية لوزارتي المعارف والتعليم العالي وتم إيجاد عFFدد من الوظFFائف القياديFFة العليFFا بهمFFا على
مستوى وكالء وزارة وذلك لمساعدة الوزراء للقيFFام بمهFFامهم وأعبFFاء وزاراتهم بعFFد التوسFFع والتخصFFيص
الجديد لمهام هاتين الFFوزارتين وخصوصFFا بعFFد صFFدور المراسFFيم المؤسسFFة لمجلس التعليم العFFالي ولنظم
التعليم العالي والتعليم العام .وقد تميزت هذه المرحلة بتكوين أجهزة تطويرية متخصصة في تلك الوزارات
تعنى بالتطوير والتقويم المستمر .وقد كان نصيب الوزارتين من هFFذا التطFFوير الشFFيء الكثFFير ،عالوة على
إنشFFاء وحFFدات متخصصFFة بهمFFا للتطFFوير والمتابعFFة واعFFادة صFFياغة التعFFديالت المطلوبFFة على السياسFFة
التعليمية لكال الوزارتين من خالل التنسيق مع الجهات المعنية األخرى عFFبر مجلس التعليم العFFالي ومجلس
الوزراء .وقد تميزت هذه المرحلة الحالية أيضا بوجود حاجة حقيقية لمراجعة سياسFFات التعليم من منظFFور
الضرورة الملحة ألعادة النظر في أداء أجهزة التعليم الحالية للموائمة بين مخرجات نظام التعليم والتدريب
7
الجهود والخطط التنموية للمملكة
نظرا لتراكم إيرادات مبيعات النفط الFتي كFانت تزيFد بمعـدالت مطFردة ابتFداًء من أوائFل عFام 1390هـ (
1970م) ،فقد قررت حكومة المملكة العربية السعودية استعمال تلك الفFFوائض لتنميFFة المFFوارد االقتصFFادية
الطبيعية والبشرية في إطار خطط خمسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية .وقد تم تنفيFFذ سFFت خطFFط خالل
األعوام الثالثين الماضية ،ونحن اآلن في الخطة السابعة التي بدأت في عام 1420هـ وتنتهي عام 1425هـ
(2004-2000م) .وفيما يتعلق بمنهج التخطيط وأساليبه ،فقد تم اختيFFار المنهج التخطيطي الشFFامل بأبعFFاده
االقتصادية واالجتماعية والتنظيمية ،ممFFا أدى إلى التعجيFFل بنمFFو القطاعFFات المختلفFFة لالقتصFFاد الوطFFني،
والذي كان يعاني -في بداية عهFد المملكFة بالتخطيFط -من هيمنFة واضFFحة لقطFاع النفFط بصFFفته مصFFدرًا
وحيدًا للFFدخل والFFثروة ،وافتقFFار البنيFFة اإلنتاجيFFة للتنFFوع ،وضFFعف الهياكFFل المؤسسFFية واإلداريFFة والبنيـة
التحتيـة ،وقّلة أعداد الموارد البشرية الوطنية المؤهلة ،وقد تغير هFFذا الوضFFع تمامًFا في الFFوقت الحاضFFر،
فأصبح االقتصاد السعودي يتمتع بتنوٍع ملحـوظ في القاعدة االقتصادية ومصادر الFFدخل ،وتم إكمFFال البنيFFة
األساسية والخدمات العامة التعليميـة منها والصحية ،وتطورت المFFوارد البشFFرية بدرجFFة سFFمحت بسFFعودة
أغلب الوظائف الحكومية ،وبدأ التوجه نحو المزيد من سعودة وظائف القطFFاع الخFFاص ،وتهيئFFة االقتصFFاد
الوطني للتعامل بمرونة وكفاءة مFع المتغFيرات والمسFتجدات على األصFFعدة المحليFة واإلقليميFة والدوليFة،
وبصفة خاصة منظمة التجارة العالمية الFFتي بFFات انضFFمام المملكFFة العربيFFة السFFعودية إليهFFا وشFFيكًا .ومنFFذ
البدايات األولى للتخطيط ،وضFعت الخطFط المتتاليFة تنميFة قFدرات اإلنسFان السFعودي وتحقيFق طموحاتFه
وتلبية احتياجاته وتحسين مستوى معيشته هدفًا أسمى للتنمية ،فضًال عن الحرص على امتداد حركة التنمية
لتشمل جميع القطاعات االقتصادية واالجتماعيFFة ،في جميFFع منFFاطق المملكFFة .واسFFتندت المملكFFة في تنفيFFذ
استراتيجيتها التنموية على المبادئ والقيم اإلسالمية ،والحرية االقتصادية ،وسياسة االقتصاد المفتوح .كمFFا
ركزت الخطة السادسة 1420-1415هـ بشكل خاص على أهمية تحقيق األهداف الثالثة التالية:
8
تنمية القوى البشرية ،وذلك بزيFFادة الطاقFFات االسFFتيعابية للجامعFFات ،ومؤسسFFات التعليم األخFFرى، -
والتدريب المهني ،والكليات التقنية ،مع التركيز على النوعية وتطوير المناهج في جميع مسFFتويات
تحقيـق الكفاءة االقتصادية في القطاعين الحكومي والخFFاص ،ألنهFFا شFFرط أسFFاس لنجFFاح سياسFFات -
-تعزيز دور القطاع الخFاص وتحفFيزه على االسFتثمار لزيFادة إسFهامه في عمليFة التنميFة من خالل
وتدل التجارب الدولية في مجال التنمية االقتصادية واالجتماعية على أن الثروة الحقيقية للدولFFة تتمثFFل في
مواردها البشرية والمهارات اإلنتاجية للقوى العاملة فيها التي أصبحت تسمى برأس المال البشري .لذلـك،
أولت خطFFط التنميFFة المتعاقبFFة في المملكFFة أهميFFة كFFبرى لتنميFFة المFFوارد البشFFرية من خالل دعمهFFا للنمFFو
المسFFتمر في التعليم االبتFFدائي والمتوسFFط والثFFانوي والعFFالي وكFFذلك التعليم الفFFني والتFFدريب المهFFني قبـل
الخدمFFة وفي أثنائهFFا .وكFFانت النتيجFFة زيFFادة كبFFيرة في توظيFFف السFFعوديين وارتفاعًFا منتظمًFا في مسFFتوى
المهارات واإلنجازات المهنية للقوى العاملة السعودية ،وتوضح المؤشرات التالية أهم اإلنجازات في مجال
تم افتتاح ( )8جامعـات و( )35كلية للبنات ،و( )12كلية تقنية و( )68معهدًا للتعليم الفني ومركFFزًا -
للتدريب المهني و( )3082مدرسة ثانوية و( )5896مدرسة متوسطة و( )12196مدرسة ابتدائيFFة
ارتفع عدد خريجي الثانوية العامة وخريجاتهFFا من ( )3745في عFFام 1389/1390هـ (1969م)، -
ارتفع إجمالي عدد خريجي التعليم الفني والتFدريب المهFني من ( )417في عFام 1389/1390هـ ( -
9
-ارتفFFFع عFFFدد الملتحقين بالمؤسسFFFات التعليميFFFة من نحFFFو ( )600ألFFFف طFFFالب وطالبFFFة في عFFFام
لقد ترك التعليم بصمات واضحة على خارطة المملكة السياسية واالجتماعية واالقتصادية والتنمويFة يشFكل
.1البعد االجتماعي :تعتبر عملية التعليم حافزا كبFFيرا لالسFFتقرار حيث يتولFFد لFFدى أفFFراد المجتمFFع إحسFFاس
باألمن الوظيفي المأمول والذي ينشأ غالبا لدى من يلتحق ببرامج التعليم ،ويFFذكر بعض الFFتربويين ( ) 16
أن هناك حقيقة واضحة مفادهFFا أن األفFFراد وعلى األخص الFFذكور ينظFFرون إلى أن التعليم وسFFيلة أساسFFية
للحصول على عمل ،وبعد فشل المرء في نوع العمFFل الFFذي بFFنى عليFFه آمالFFه بعFFد عمFFل شFFاق وتضFFحيات
عديدة سوف يشعر باإلحباط والمرارة ،بحيث يصبح النظام االجتماعي هدفًا التجاهاته العدائية .وقد كان
من أهم أعداء الملك المؤسس الملك عبد العزيFز الفقFر والجهFل والمFرض ،وكلهFا تقFوض دعFائم المجتمFع
وتخلخل كيانه ولكنها أيضا يمكن التخلص منهFFا بFFالتعليم ،وهFFذا مFFا كFFان .ونحن نFFذكر رأي بعض الفقهFFاء
القائل بأن الفقر خطر على أمن المجتمع وسالمته واستقرار أوضاعه وقد روي عن أبي ذر رضي هللا عنه
أنه قال " :عجبت لمن ال يجد القوت في بيتFه ! كيFف ال يخFرج على النFاس شFاهرًا سFيفه " والفقFر خطFر
أيضًا على سيادة األمة وحريتها واستقاللها فالبائس المحتFFاج ال يجFFد في صFFدره حماسFFة للFFدفاع عن وطنFFه
الذي لم يوفر له الطعFام واألمن!( .)17عالوة على ذلFك فFFأن عمليFة انتظFام الطالب من سFن 24-6سFنة
بسبب وجود برامج نظامية تتطلب منهم االلتزام حيال المدارس أو المعاهFFد لفFFترات زمنيFFة محFFددة هي في
الحقيقة ضمانة اجتماعية وأمنية مؤكدة الستغاللهم ألوقاتهم بشFFكل مناسFFب ،وإحصFFائيات جFFرائم األحFFداث
لFFدى وزارات الداخليFFة خFFير شFFاهد على ذلFFك ،فبFFدال من أن يشFFتغل من هم في سFFن الدراسFFة بمFFا يضFFره
ومجتمعه يمكن له االستفادة من وقته في الحصول على تعليم ومهارات تساعده وتؤهله لدخول سوق العمل
10
.2البع66د االقتص66ادي :يتضFFح ممFFا سFFبق أن المFFردود العملي المباشFFر للتعليم على المسFFتوى الفFFردي هFFو
اقتصFFادي بحت ،حيث يتوقFFع لكFFل من يحصFFل على تعليم وتFFدريب متخصFFص بمهFFارات محFFدده ويجتFFاز
االختبارات المقررة لنيل الدرجات الجامعية أو الشهادات المختلفة أن تزداد قدرته االقتصادية على الكسFFب
ويصبح مطلوبا بمهاراته في سوق العمل ، .وهFذا مFا أشFار لFه علمFاء االقتصFاد حيث تتعFدى قيمFة هFذه
القدرات الشخص نفسه إلى كونها ثروة األمة التي ينتمي إليها الفرد ( ، )18فيما يؤكFFد بعض الخFFبراء على
أهمية التعليم الفني باعتباره وسيلة فعالة لتخريج اليد العاملة الفنية التي تمارس كل عمليات اإلنتاج ،ويرى
أن أبلغ أنواع رأس المال قيمة هو رأس المال الFFذي يسFFتثمر في اإلنسFFان ،والتعليم يكFFون اسFFتثمارًا منتجًFا
لرؤوس األموال عندما يتجاوب حقًا مع حاجات التنمية .ويكفينا مثاال على ما نقFFول أن المملكFFة تسFFتقدم من
العمال الماهرة والمدربة عددا كبيرا جدا،حتى أن نسبة الوافدين بلغت في عام 1416هـ % 27من سكان
المملكة ( ، .)19ولهذا آثاره السلبية على االقتصاد والمجتمع مما ينعكس على أمن البالد ،كما أن وجودهم
في البالد يستنزف مبالغ ضخمة كان باإلمكان توفيرها وصFFرفها بالمملكFFة لFFو كFFانت اليFFد العاملFFة الوطنيFFة
المدربة متوفرة بكمية ونوعية كافية ،وال سبيل إلى ذلك إال بالتعليم والتدريب المتخصFFص حFFتى تتم عمليFFة
.3البعد المعرفي والتقني :التزامن بين اكتساب المعرفة كنتيجة طبيعية للتعليم و المهFFارة في نقFFل التقنيFFة
إلى البالد أمر مهم وحيوي وهFذا مFا أكFدت عليFه سياسFة التعليم في المملكFة ؛ حيث تنص المFادة الخامسFة
عشر منها على " ربط التربية والتعليم في جميع المراحل بخطة التنمية العامFFة للدولFFة " ،حيث أن تحقيFFق
التنمية ال يتوقف عند توافر الموارد الطبيعية وال األنظمة والقوانين بل ال بد من بناء وتنمية القوى البشرية
المنتجFFة وهFFذا لن يتم بمعFFزل عن التعليم لFFذلك فالعالقFFة بين التعليم والتنميFFة قويFFة ،وفي ذلFFك يFFذكر أحFFد
الباحثين أن تقريرًا لألمم المتحدة يشير إلى أن التعليم يمكن أن يؤدي وظيفتFFه في التنميFFة حيث يسFFاعد على
اكتشاف وتنمية األفراد ويهيئ سبل التفكير الموضوعي ويزيد قدرتهم على الخلق واالبتكار (، )20وب ذلك
تك ون مؤسس ة التربي ة والتعليم هي المس ؤولة بش كل أساس ي عن إع داد اإلنس ان للتنمي ة وتوف ير
الخ برات التنموي ة بش ّتى مجاالته ا ،ل ذا ف إن تخّل ف مؤسس ة التربي ة والتعليم العلمي والتخطيطي،
وعدم مواكبتها لمسيرة المدنية والتقّد م التقني والعلمي ينعكس على تطّو ر األمة وقدرتها التنموي ة،
11
ووضعها الحضاري .ويمكن لنا مقارنة وضع المملكة الراهن في تعامل سكانها بمختلف شرائحهم
مع المعلومات ولو على مستوى مستخدمي شبكة اإلنترنت والبريد اإللكتروني على سبيل المثال
م ع مثيالته ا في دول الع الم لنع رف الم دلول المع رفي والمعلوم اتي للتعليم في المملك ة .وبطبيع ة
الح ال هن اك مؤش رات غ ير مباش رة ل ذلك منه ا ع دد أجه زة الحاس ب اآللي الشخص ية بالمملك ة
وتل ك ال تي بالم دارس ،وك ذلك ع دد المش تركين بخدم ة اإلن ترنت وع دد س اعات اس تخدام الش بكة.
هن اك أيض ا التق دم في المج ال العلمي والص حفي ودور النش ر وك ذلك الص ناعات الوطني ة
اإللكترونية الدقيقة والحاسبات اآللية وغيرها من رموز التقنية والتي ظلت المملكة زمنا طويال
تستوردها .وفي اعتقادنا أن األمر أوضح من أن نزيد فيه قوال واالتفاقيات العلمية بين جامعاتنا
نحن اآلن في زمن يهدد فيه الكتاب باالنقراض وتسFFود فيFFه األقFFراص المدمجFFة والبطاقFFات الذكيFFة قاعFFات
المحاضرات ومعامل الحاسب اآللي .زمن فيه يصFعب تحديFد واختيFار المعلومFة المطلوبFة بسFبب كثرتهFا
وليس بسبب ندرتها ،وهFFو زمن يحFFدد فيFFه التفاضFFل بمFFدى إدراك الفFرد لضFFخامة نظم المعلومFFات ومFFدى
قدرته على التعامل معها .ومما ال شك فيه أن العقبات الFFتي واجهت التربيFFة والتعليم بصFFفته المسFFئول عن
توجيه دفة التنمية زادت أضعاف ما كFFانت عليFFه في مطلFFع القFرن العشFFرين ممFFا زاد العبء على القFائمين
على التربية والتعليم ،حيث أن تناول التغيير والتجديFد في المفFاهيم والقيم واالتجاهFات وبالتFالي في سFلوك
األفراد من أهم المرتكزات التعليمية ،األمر الذي أصFFبح أكFFثر إلحاحًFا على مراجعFFة وتقFFييم كافFFة عناصFFر
ومدخالت العملية التعليمية ،لكي يكون باإلمكان تحقيق االنسجام بين ما تنشده التربيFFة من أهFFداف وبين مFFا
يطمح إليه المجتمع من تقدم ورخاء وعليه فإن تطويع برامج التربية والتعليم لتتالءم مFFع ظFFروف المجتمFFع
واحتياجاته وضبط آلية العالقة بينهما يساهم في خلق أجواء اجتماعية تستطيع تضييق الفجوة بين ما تنشFFده
12
التربية من أهداف التعليم واحتياجات التنمية بمؤشراتها الماديFFة والمعنويFFة يFFأتي في مقدمFFة األسFFباب الFFتي
ساهمت في انحسار دور المؤسسات التعليمية لالضطالع بأدوار أكثر فاعلية في توجيه دفFFة المجتمFFع نحFFو
مزيFFد من التقFFدم والرخFFاء ،حيث أصFFبح تمريFFر مشFFروع التنميFFة الشFFاملة يتوقFFف على مخرجFFات العمليFFة
التعليمية ،فهي بمثابة اإلنجاز النهائي للحصيلة التعليميFFة ،فلم تعFFد التنميFFة أرقامًFا تحصFFي عFFدد الخFFريجين
والمتعلمين بل على مدى فاعلية تعليمهم في خدمة متطلبات التنمية ودعم القيم واالتجاهFFات اإليجابيFFة الFFتي
ترفع من مستوى التقدم الثقافي واالجتماعي واالقتصادي ،فرأس المال الحقيقي ألي تنميFFة يكمن في إعFFداد
الطاقات البشرية ،وهو أمFFر مرهFFون بFFالبرامج الFFتي تعFFد األجيFFال على أساسFFها .فلم تعFFد عمليFFات الFFترميم
والحFFذف واإلضFFافة في المنFFاهج التعليميFFة بFFديًال عن عمليFFة تطFFوير المنFFاهج ومراجعFFة النظFFام بأهدافFFه
ومدخالته ومخرجاته ،إذ أن نوعية التغيير والتجديد المنشود تجاوز القرن العشرين نفسه فإذا كانت الثFFورة
الصناعية األولى تعتمد على الفحم والبخار ،والثورة الصFFناعية الثانيFFة تعتمFFد على النفFFط والطاقFFة النوويFFة
وفن اإلدارة الحديثة والشركات المساهمة فFFإن الثFورة الصFFناعية الثالثFة تعتمFد على العقFل البشFري متعFدد
المهارات والمواهب الذي يستطيع التعامل مFFع اإللكترونيFFات الدقيقFFة وكيفيFFة توليFFد المعلومFFات وتنظيمهFFا.
وعليه فإن القدرة على تكوين وتنشئة العقول في المجتمع بعيدًا عن إرهاصات التشFFكيك في مقFFدرة العطFFاء
ومواكبة القرن الجديد يعزز من فرص العوامل المختلفة التي تحيط بFالفرد من رفFFع كفFاءة التنميFة الشFاملة
13
المراجع:
.1وزارة التعليم العFFالي" ،التقريFFر الوطFFني الشFFامل عن التعليم العFFالي في المملكFFة العربيFFة السFFعودية"،
.11حمFFد إبFFراهيم السFFلوم ،التعليم العFFام في المملكFFة العربيFFة السFFعودية ،مطFFابع انترناشFFنال كFFرافكس،
واشنطن1991،م .ص.9
1412هـ.ص .16
.16كوميز ،أزمة التعليم في عالمنا المعاصر ،ترجمة أحمد خيري كاظم وجابر عبد الحميد
جابر 1971 ،م ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص . 124
.17القرضاوي ،يوسف ،مشكلة الفقر وكيف عالجها اإلسالم 1415 ،هـ ،مكتبة وهبة ،
القاهرة .ص . 18 – 17
.19الجالل ،عبد العزيز عبد اهلل ،التربية والتنمية 1416 ،هـ ،الدار التربوية للدراسات
واالستشارات ،الرياض .ص .26
.20حسن ،عبد الباسط محمد ،التنمية االجتماعية 1402 ،هـ ،ط ، 4مكتبة وهبة القاهرة
.ص 344
14
8. Al-Dosary, Adel S., 91991),, Towards The Reduction of Foreign Workers in Saudi
Arabia, UMI, Ann Arbor, pp. 21.
14. Aldosary, Adel S. & Garba, Shaibu B., "Inter organizational Coordination (IOC)
and Manpower Planning in Saudi Arabia: the case of the Education & Training System
(ETS) Implementation Policy". International Journal of Management.,
Vol.15,No.2,1998
6.Harbison, F. (1973)
Human Resources as the Wealth of Nations; Oxford University Press, New York.
9.UNDP (1990)
1990 Human Development Report; United Nations Development Programme, Oxford
University Press, New York.
15