Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫التعليم والتنمية في المملكة العربية السعودية‬

‫المقدمة‬ ‫‪‬‬

‫التخطيط والتنمية‬ ‫‪‬‬

‫المفهوم الدولي للتنمية‬ ‫‪‬‬

‫التنمية البشرية والمعاير الدولية‬ ‫‪‬‬

‫تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة النشأة والتأسيس‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة النمو واالنتشار‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة االنتشار الواسع وتنوع المصادر‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة المراجعة والتطوير‬ ‫‪‬‬

‫الجهود والخطط التنموية للمملكة‬ ‫‪‬‬

‫اآلثار التنموية للتعليم في المملكة العربية السعودية‬ ‫‪‬‬

‫البعد االجتماعي‬ ‫‪‬‬

‫البعد االقتصادي‬ ‫‪‬‬

‫البعد المعرفي والتقني‬ ‫‪‬‬

‫رؤية مستقبلية‪ :‬التعليم ومسئولية التغيير‬ ‫‪‬‬

‫المراجع‬ ‫‪‬‬
‫التعليم والتنمية في المملكة العربية السعودية‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫قال هللا تعالى في كتابه العزيز في أول آية نزلت على نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬أقرأ باسم‬

‫ربك الذي خلق" فكانت بذلك الرسالة األولى للمسلمين هي البحث عن المعرف‪FF‬ة وت‪FF‬دبر أموره‪FF‬ا من‪FF‬ذ الي‪FF‬وم‬

‫األول لظهور اإلسالم‪ .‬وقد اشتملت كثير من آيات القرآن الكريم على ال‪FF‬دعوة إلى الت‪FF‬دبر والتفك‪FF‬ر في أم‪FF‬ر‬

‫الكون واألنسان والخل‪F‬ق والحي‪F‬اة والم‪F‬وت وغيره‪F‬ا من مظ‪F‬اهر المعيش‪F‬ة في األرض ‪ ،‬مم‪F‬ا يظه‪F‬ر بجالء‬

‫أهمية العلم والمعرفة في الدين اإلسالمي‪ .‬وعلى الرغم من كون البحث عن المعرفة غريزة لدى اإلنس‪FF‬ان‬

‫فأن اإلسالم أثار هذه الغريزة ووجهها من اجل تنمية هذا اإلنسان وتطويره وتمكينه من االستفادة القصوى‬

‫من المصادر الطبيعية في األرض وخيراتها بل وجع‪F‬ل طلب العلم فريض‪FF‬ة على ك‪F‬ل مس‪F‬لم ومس‪F‬لمة‪ .‬لق‪F‬د‬

‫ارتبط اإلسالم بالتربية تعليمًا وتهذيبًا وتوجيهًا‪ ،‬حتى صارت التربية خاصيًة مم‪FF‬يزة لقيم اإلس‪FF‬الم الخال‪FF‬دة‪.‬‬

‫والتربي‪FF‬ة ب‪FF‬المفهوم اإلس‪FF‬المي‪ ،‬هي تربي‪FF‬ة ذات أف‪FF‬ق واس‪FF‬ع وأس‪FF‬اس عمي‪FF‬ق‪ ،‬فهي تفتح العق‪FF‬ل على حق‪FF‬ائق‬

‫الوجود‪ ،‬وتحّث ه على التأمل‪ .‬وهي تربية هادفة إلى بناء الفكر‪ ،‬إلعداد اإلنسان المسلم المتوازن والمتكامل‪،‬‬

‫كما أنها تستجيب للمتطلبات األخالقية للتنمية‪ ،‬بقدر ما تلّبي االحتياجات العلمي‪FF‬ة والتطبيقي‪FF‬ة له‪FF‬ذه التنمي‪FF‬ة‪،‬‬

‫مما يحقق الترابط الوثيق والمتزامن بين التنمي‪FF‬ة البش‪FF‬رية‪ ،‬وبين تنمي‪FF‬ة مختل‪FF‬ف الم‪FF‬وارد األخ‪FF‬رى‪ .‬وع‪FF‬بر‬

‫العصور التاريخية المختلفة قامت الدول بتوجيه هذه الغريزة المتأصلة لدى الن‪FF‬اس لتحقي‪FF‬ق أه‪FF‬داف نموه‪FF‬ا‬

‫وتطورها وتميزها بين الدول حسبما تقتضيه ظروف السياسة المحيطة بها والتحديات التي تواجهها‪.‬‬

‫وقد حددت المملكة العربية السعودية الغاية العامة من التعليم بأنها ‪ ":‬فهم اإلسالم فهما صحيحا‬

‫متكامال وغرس العقيدة اإلسالمية ونشرها وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم اإلسالمية وبالمثل العليا وإكسابه‬

‫المعارف والمهارات المختلفة وتنمية االتجاهات السلوكية البن‪FF‬اءة وتط‪FF‬وير المجتم‪FF‬ع اقتص‪FF‬اديا واجتماعي‪FF‬ا‬

‫‪1‬‬
‫وثقافيا وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه" (‪ .)1‬كما تم تعريف التعليم العالي‪ ،‬وهو االمتداد‬

‫المتخصص للتعليم العام‪ ،‬بأنه "مرحلة التخصص العلمي في كافة أنواعه ومستوياته رعاية ل‪FF‬ذوي الكفاي‪FF‬ة‬

‫والنبوغ وتنمية لمواهبهم وسدا لحاجات المجتمع المختلفة في حاضره ومستقبله بم‪F‬ا يس‪F‬اير التط‪F‬ور المفي‪F‬د‬

‫الذي يحقق أهداف األمة وغاياتها النبيلة" (‪ .)2‬ومن هذين المنطلقين تمت صياغة األه‪FF‬داف العام‪FF‬ة للتعليم‬

‫بالمملكة بشكل يكفل الوصول إلى هذه الغايات النبيلة في ظل التغير الدائم للظروف الدولية المحيطة بها‪.‬‬

‫التخطيط والتنمية‬

‫يتالزم التخطيط مع كل جهد موجه للفرد أو الدولة كسلوك تلقائي‪ ،‬ولكنه في غالي األحيان ال يكون ذا أث‪FF‬ر‬

‫فعال إال عندما يكون مجهودا هادف‪FF‬ا من اج‪FF‬ل التنمي‪FF‬ة الش‪FF‬املة لرفاهي‪FF‬ة الف‪FF‬رد والمجتم‪FF‬ع‪ .‬ولعلن‪FF‬ا نس‪FF‬ترجع‬

‫العناصر الرئيسة لهذا المجهود المسمى بالتخطيط حتى ن‪FF‬رى وج‪FF‬ه الص‪FF‬لة بين‪FF‬ه وبين التنمي‪FF‬ة ‪ .‬فالتخطي‪FF‬ط‬

‫يعني االختيار لمسار مح‪FF‬دد من السياس‪FF‬ات العام‪FF‬ة كم‪FF‬ا يع‪FF‬ني أيض‪FF‬ا تخص‪FF‬يص ميزاني‪FF‬ات وم‪FF‬وارد معين‪FF‬ة‬

‫إلنجاز الخطط ‪ .‬التخطيط يعني أيضا تحقيق األهداف المحددة لتناسب طموحات الدولة‪ ،‬كما يعني ب‪FF‬الطبع‬

‫التفكير المستقبلي لتحقيق األهداف على مراحل حس‪FF‬ب حجمه‪FF‬ا(‪ .)3‬به‪FF‬ذه العناص‪FF‬ر يتض‪FF‬ح لن‪FF‬ا أن التنمي‪FF‬ة‬

‫والتخطيط متالزمان فالتنمية هي أهداف طويلة المدى ويتم تحقيقها على مراحل عبر خطط تنموية مح‪FF‬ددة‬

‫وتراجع بعد كل فترة‪ .‬يبقى بطبيعة الحال تحديد مفهوم وشمولية التنمية وماذا يقصد بهذه الكلمة‪.‬‬

‫المفهوم الدولي للتنمية‬

‫إن مراجعة التراث العلمي حول موضوع التنمية تظهر لن‪FF‬ا التن‪FF‬وع والتب‪FF‬اين الشاس‪FF‬ع في المفه‪FF‬وم للتنمي‪FF‬ة‪.‬‬

‫فمن تحديد المفهوم تاريخيا بمدى تطور الدول في الجانب الصناعي وذلك يعود بشكل رئيس لكون كل من‬

‫كتب عن التنمية ينتمي إلى مجموعة الدول الصناعية والذين يسمون أنفس‪FF‬هم بالع‪FF‬الم األول (‪.)4‬إلى تحدي‪FF‬د‬

‫المفهوم بتطوير قدرة الدول والشعوب على النمو و توفير وسائل العيش الكريمة من مصادر طاقة وانتاج‬

‫وغذاء وكماليات وغيرها (‪ .)5‬وفي المقابل هناك المفه‪FF‬وم االقتص‪FF‬ادي اإلداري للتنمي‪FF‬ة وال‪FF‬ذي يق‪FF‬ول ب‪FF‬أن‬

‫‪2‬‬
‫التنمية الحقيقية للشعوب هي تلك ال‪FF‬تي تق‪FF‬وم على التط‪FF‬وير المرك‪FF‬ز للق‪FF‬درات الخاص‪FF‬ة والمهن‪FF‬ة للف‪FF‬رد ألن‬

‫البشر هم الثروة الحقيقة للشعوب (‪ .)6‬هناك أيضا التعريف المعرفي للتنمية والذي مفاده أن المجتمع ينمي‬

‫مصادره البشرية بالتعليم والتدريب ألفراده من اجل التنمية في هذا المجتمع‪ .‬أي أن التنمية الحقيقية تك‪FF‬ون‬

‫باالستثمار في تطوير وتنمية اإلنسان والذي بدوره يقوم بتنيم‪FF‬ة مجتمع‪FF‬ه (‪ .)7‬ومن أج‪FF‬ل ذل‪FF‬ك ظه‪FF‬ر تي‪FF‬ار‬

‫فكري حديثا يدعو ألعادة النظر في خطط التنمية الشاملة للدول على أساس أن هذه الخطط التنموية تصمم‬

‫بحيث يكون الهدف األساس هو التنمية البشرية بالمقام األول وان التطور المادي واالقتصادي والص‪FF‬ناعي‬

‫يأتي بعد بناء قاعدة عريضة من ذوي التأهيل العالي من المواطنين (‪ .)8‬وقد تبنت بالفعل كث‪FF‬ير من ال‪FF‬دول‬

‫هذا المسار مما أعاد خلط األوراق فيما يسمى بتصنيف الدول تنمويا حسب المعايير الدولية السائدة وال‪F‬ذي‬

‫أدى بدوره إلى إيجاد معيار جديد لتصنيف الدول تنمويا(‪.)9‬‬

‫التنمية البشرية والمعايير الدولية‬

‫يعتقد الكثير أن مؤشر التنمية هو في معايير التمدين أو المدينة وهو ما يعرف بالنمو الحض‪FF‬ري و م‪FF‬دى‬

‫ما تسجله الدول أو األمم من عالمات التنمية الحضرية المبنية بشكل خاص كالم‪FF‬دن والط‪FF‬رق والجس‪FF‬ور‬

‫والسدود والمطارات والمصانع وغيره‪F‬ا‪ .‬و ب‪F‬ذلك أص‪F‬بح اإلنج‪F‬از الم‪F‬ادي ه‪F‬و المؤش‪F‬ر على التنمي‪F‬ة في‬

‫تجريد خالص للجانب المادي ناسين أو متناس‪FF‬ين الج‪FF‬انب البش‪FF‬ري و ال‪FF‬ذي ه‪FF‬و الب‪FF‬اعث الحقيقي لك‪FF‬ل ه‪FF‬ذه‬

‫المنجزات‪ .‬و عليه فلعل من المناسب تحديد هذا المفهوم لدينا قبل االسترس‪FF‬ال في ح‪FF‬ديثنا ه‪FF‬ذا ‪ .‬فالتنمي‪FF‬ة‬

‫الحقيقية كمؤشر للرقي البشري أو الحضاري تكمن في مدى نمو الجانب المعرفي و الخبراتي لألنس‪FF‬ان ‪،‬‬

‫و لذلك فإننا نجد أن كثيرًا من المنظمات الدولية حاليًا قد اعتم‪FF‬دت أس‪FF‬لوبا ح‪FF‬ديثا لقي‪FF‬اس نم‪FF‬و ال‪FF‬دول‪ ،‬كم‪FF‬ا‬

‫أسلفنا‪ ،‬يبعد عن المقاييس القديمة كالتصنيف السابق ل‪FF‬دول الع‪FF‬الم إلى دول نامي‪FF‬ة و دول متط‪FF‬ورة و دول‬

‫صناعية‪ ،‬او دول ذات تخطيط مركزي الخ‪ .‬بل إن احدث مؤشر للتنمية اعتمدت‪FF‬ه هيئ‪FF‬ة األمم المتح‪FF‬دة في‬

‫عام ‪ 1990‬هو مؤشر التنمية البشرية ‪ . HDI‬والذي يعتمد بشكل رئيس على الحالة التعليمية أو المس‪FF‬توى‬

‫التعليمي للشرائح السكانية بالدول حسب معي‪FF‬ار معين (‪ .) 9,10‬وق‪FF‬د ظه‪FF‬رت بع‪FF‬د ذل‪FF‬ك لبعض المنظم‪FF‬ات‬

‫‪3‬‬
‫الدولية ذات األهداف الخاصة والغير رسمية أساليب أخ‪FF‬رى متع‪FF‬ددة لقي‪FF‬اس التنمي‪FF‬ة في دول الع‪FF‬الم تعتم‪FF‬د‬

‫بشكل رئيس على عدد من المميزات البشرية منها الحالة التعليمية ومستوى المعرف‪FF‬ة والحال‪FF‬ة االجتماعي‪FF‬ة‬

‫واألسرية وغيرها من الخصائص السكانية األخرى (‪.)10‬‬

‫نخلص من هذا إلى أن المفه‪FF‬وم الح‪FF‬ديث للتنمي‪FF‬ة لم يع‪FF‬د ذل‪FF‬ك المفه‪FF‬وم ال‪FF‬ذي كن‪FF‬ا نس‪FF‬مع ب‪FF‬ه س‪FF‬ابقًا من حيث‬

‫تصنيف الدول بناء على دخولها أو مستوى مقدراتها أو تجهيزاتها األساسية أو نسبة العمران بها ‪،‬الخ‪ .‬ب‪F‬ل‬

‫اصبح المعيار هو اإلنسان وم‪FF‬دى نم‪FF‬وه وتط‪FF‬ور في الج‪FF‬انب المع‪FF‬رفي والخ‪FF‬براتي ‪ ،‬مح‪FF‬ددًا ب‪FF‬ذلك المفه‪FF‬وم‬

‫الجديد للتنمية وعالقتها اللصيقة بالتعليم ‪ .‬و حيث أن التخطي‪FF‬ط يع‪FF‬رف كم‪FF‬ا ذكرن‪FF‬ا في أبس‪FF‬ط ص‪FF‬ورة بأن‪FF‬ه‬

‫البحث عن أفضل الوسائل لتعديل وتحسين الوضع القائم للوصول إلى ص‪FF‬ورة مثلى في المس‪FF‬تقبل بأق‪FF‬ل م‪FF‬ا‬

‫يمكن من المصادر والموارد ‪ .‬فهو البحث عن األفضل وهو السبيل العملي لتنفيذ التنمية ‪ ،‬فال مبرر للتنمية‬

‫إذا كان الوضع القائم محققًا للغرض ومستوفيًا لمتطلبات المجتمع ‪.‬‬

‫من هذا يتض‪FF‬ح ال‪FF‬تزامن الفلس‪FF‬في بين التعليم والتنمي‪FF‬ة المادي‪FF‬ة المحسوس‪FF‬ة وال‪FF‬تي تعكس حقيق‪FF‬ة التنمي‪FF‬ة‬

‫البشرية عبر المنجزات المدنية والحضرية التي يقوم سكان المدن غالب‪F‬ا بإنش‪F‬ائها وه‪F‬ذا في اعتقادن‪F‬ا س‪F‬بب‬

‫الخالف أو اللبس في العالقة الجدلية بين التنمية والتعليم فأحدهما نتاج لألخ‪FF‬ر ولكنهم‪FF‬ا مرتبط‪FF‬ان بش‪FF‬روط‬

‫االستيطان الحضرية وهي األمن والغذاء والمسكن والتي أيض‪FF‬ا يمكن توفيره‪FF‬ا بش‪FF‬كل افض‪FF‬ل عن‪FF‬د تط‪FF‬وير‬

‫مهارات الفرد‪ ،‬فهي كدورة مستمرة‪ .‬وكما هو مع‪F‬رف ان‪F‬ه ال يوج‪F‬د ت‪F‬اريخ أم‪F‬ة أق‪F‬امت حض‪F‬ارة وش‪F‬يد ت‬

‫منجزات لم تكن أصال مستوطنة للمدن أو القرى على أقل تقدير‪ .‬وهكذا نكون قد أوض‪FF‬حنا مفهومن‪F‬ا للتنمي‪F‬ة‬

‫وعالقته الوثيقة بالتعليم‪ ،‬و ننتقل إلى الحديث عن محرك التنمية األول بالمملكة ‪ ،‬التعليم ‪.‬‬

‫تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية‬

‫‪4‬‬
‫تمتد جذور نظم التربية والتعليم الحالية بالمملكة إلى أعماق بعيدة في التاريخ اإلسالمي ومن‪FF‬ذ ن‪FF‬زل ال‪FF‬وحي‬

‫على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وترك‪FF‬زت نش‪FF‬اطات التعليم ق‪FF‬ديما بالمس‪FF‬اجد ثم الكت‪FF‬اتيب أو دور تعليم‬

‫القراءة والكتابة وقراءة القرآن‪ .‬وقد شهد التعليم قبيل بدء التعليم النظامي في المملكة ثالث مراحل تتمثل‬

‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعليم تقليدي موروث يتمثل في الكتاتيب وفي حلقات ال‪FF‬دروس في المس‪FF‬اجد وغي مج‪FF‬الس العلم‪FF‬اء‬

‫في أنحاء البالد‪.‬‬

‫‪ -2‬تعليم حكومي يمكن أن يطلق عليه أنه تعليم نظامي باللغة التركية في مكة والمدينة‪.‬‬

‫‪ -3‬تعليم تقليدي في جوهره ولكنه يحاول التجديد عن طريق إدخال بعض العلوم الجديدة في مناهج‪FF‬ه‬

‫ويتمثل هذا التعليم خاصة في بعض المدارس األهلية الموجودة بشكل أكثر في المنطق‪FF‬تين الش‪FF‬رقية‬

‫والغربية من المملكة(‪.)11‬‬

‫مرحلة النشأة والتأسيس‬

‫البداية الحقيقية للتعليم النظامي بالمملكة كانت في عام‪ 1344‬هـ (‪ )1925‬عن‪FF‬دما أنش‪FF‬أت مديري‪FF‬ة المع‪FF‬ارف‬

‫العامة حيث بدأ الزحف التعليمي الذي شمل مراحل التعليم وأنواعه أيمانا من الملك عبد العزيز بأن التنمي‪FF‬ة‬

‫بعد توحي‪F‬د البالد ال تتم ب‪F‬دون التعليم‪ .‬وفي ع‪F‬ام ‪ 1346‬هـ تم إنش‪F‬اء مجلس المع‪F‬ارف وال‪F‬ذي بالتع‪F‬اون م‪F‬ع‬

‫المديرية المذكورة وضع أول نظ‪FF‬ام تعليمي للبالد لتغي‪FF‬ير ش‪FF‬كل التعليم ال‪FF‬ذي ك‪FF‬ان يعتم‪FF‬د بش‪FF‬كل كب‪FF‬ير على‬

‫الكتاتيب وبقايا غ‪FF‬ير مكتمل‪FF‬ة لم‪FF‬دارس األت‪FF‬راك والهاش‪FF‬ميين‪ .‬وفي ع‪FF‬ام ‪ 1345‬هـ تم افتت‪FF‬اح المعه‪FF‬د العلمي‬

‫السعودي ومدرسة تحضير البعثات في ‪1355‬هـ ودار التوحي‪F‬د في ‪1364‬هـ كم‪F‬ا أص‪F‬درت المديري‪F‬ة ع‪F‬ددا‬

‫من النظم التعليمي‪FF‬ة وفي ع‪FF‬ام ‪1370‬هـ (‪ )1950‬تأسس‪FF‬ت اإلدارة العام‪FF‬ة للمعاه‪FF‬د العلمي‪FF‬ة‪ .‬وق‪FF‬د بل‪FF‬غ ع‪FF‬دد‬

‫المدارس التي فتحت في عهد الملك عبد العزيز‪ 312‬مدرسة ابتدائية حكومية و‪ 14‬مدرسة ابتدائي‪FF‬ة أهلي‪FF‬ة و‬

‫‪ 11‬مدرسة ثانوية حكومية و‪ 4‬مدارس ثانوية أهلية ومدرسة مهنية واحدة وثماني‪FF‬ة معاه‪FF‬د ألع‪FF‬داد المعلمين‬

‫وكلية للمعلمين وكلية للشريعة وست مدارس لتعليم اللغة اإلنجليزية ومدرس‪FF‬ة مس‪FF‬ائية واح‪FF‬دة لتعليم اآلل‪FF‬ة‬

‫الكاتبة‪ .‬ويالحظ أن السمة السائدة لهذه المرحلة هي اإلنش‪FF‬اء والتأس‪FF‬يس لهوي‪FF‬ة جه‪FF‬از التعليم وتحدي‪FF‬د مع‪FF‬الم‬

‫سياسته‪)12( .‬‬

‫‪5‬‬
‫مرحلة النمو واالنتشار‬

‫في عام ‪ 1373‬هـ (‪ )1953‬تحولت مديرية المعارف إلى وزارة المعارف برئاسة خادم الحرمين الشريفين‬

‫الملك فهد بن عبد العزيز كأول وزير لها فقام بتشكيل أول هيك‪FF‬ل تنظيمي لل‪FF‬وزارة وأنش‪FF‬أ إدارات وأقس‪FF‬اما‬

‫جديدة‪ .‬وفي هذه المرحلة بدأت حملة وضخمة للتوسع في فتح المدارس والمعاهد بمختلف فئاته‪FF‬ا وأنواعه‪FF‬ا‬

‫كما ظلت ميزانية هذه الوزارة تتزايد وتتوسع حتى أضحت من أهم وزارات الدولة ش‪FF‬أنا وأكثره‪FF‬ا إنج‪FF‬ازا‪.‬‬

‫وفي ه‪F‬ذه المرحل‪F‬ة أيض‪FF‬ا تم تأس‪F‬يس الرئاس‪F‬ة العام‪F‬ة لتعليم البن‪F‬ات ع‪F‬ام ‪ 1380‬هـ(‪ )1960‬ثم تلته‪F‬ا وزارة‬

‫التعليم العالي في عام ‪1395‬هـ(‪ )1975‬وأخيرا المؤسس‪FF‬ة العام‪FF‬ة للتعليم الف‪FF‬ني والت‪FF‬دريب المه‪FF‬ني في ع‪FF‬ام‬

‫‪ 1400‬هـ (‪ 1980‬م) ‪ .‬وه‪FF‬ذه المرحل‪FF‬ة تم‪FF‬يزت ب‪FF‬النمو األفقي لكاف‪FF‬ة أن‪FF‬واع التعليم وعلى مس‪FF‬اريه الع‪FF‬ام‬

‫والعالي ‪ ،‬كما تميزت بوجود أهداف محددة وضعتها خطط التنمية الوطني‪FF‬ة ال‪FF‬تي زامنت الج‪FF‬زء الث‪FF‬اني من‬

‫هذه المرحلة (‪. )13‬‬

‫مرحلة االنتشار الواسع وتنوع المصادر‬

‫في هذه المرحل‪FF‬ة ب‪FF‬دأت وزارات أخ‪FF‬رى وجه‪FF‬ات حكومي‪FF‬ة وأهلي‪FF‬ة تس‪FF‬اهم في األش‪FF‬راف على بعض أن‪FF‬واع‬

‫التعليم مث‪FF‬ل وزارات‪:‬ال‪FF‬دفاع والط‪FF‬يران‪ ،‬والداخلي‪FF‬ة‪ ،‬والص‪FF‬حة‪ ،‬والعم‪FF‬ل والش‪FF‬ؤون االجتماعي‪FF‬ة‪ ،‬والش‪FF‬ؤون‬

‫البلدية والقروية‪ ،‬والحرس الوطني‪ ،‬والبرق والبري‪FF‬د واله‪FF‬اتف‪ ،‬والخارجي‪FF‬ة‪ ،‬وكله‪FF‬ا تس‪FF‬ير حس‪FF‬ب السياس‪FF‬ة‬

‫التعليمية التي ترسمها اللجن‪FF‬ة العلي‪FF‬ا للتعليم في المملك‪FF‬ة‪.‬وق‪FF‬د تم‪FF‬يزت ه‪FF‬ذه المرحل‪FF‬ة بتش‪FF‬عب التوس‪FF‬ع األفقي‬

‫والعم‪F‬ودي في افتت‪F‬اح الم‪F‬دارس والمعاه‪F‬د والكلي‪F‬ات والجامع‪F‬ات المتخصص‪FF‬ة في ك‪F‬ل الف‪F‬روع وفي معظم‬

‫مناطق المملك‪FF‬ة وعلى ع‪FF‬دة مح‪FF‬اور تش‪FF‬مل التعليم الع‪FF‬ام والتعليم الع‪FF‬الي والتعليم الف‪FF‬ني والت‪FF‬دريب المه‪FF‬ني‪.‬‬

‫والحقيقة أنه ال يسع المقام لسرد البيانات اإلحصائية حولها‪ .‬وقد نجم عن ه‪FF‬ذا التوس‪FF‬ع وبه‪FF‬ذه الكيفي‪FF‬ة بعض‬

‫المشاكل التنظيمية التي استوجبت إنشاء مرجعية موحدة لهذه الجه‪FF‬ات المختلف‪FF‬ة‪ ،‬فعلى ال‪FF‬رغم من مرجعي‪FF‬ة‬

‫الوزارات إلى مجلس الوزراء إال أن التنسيق بين كل هذه الجهات لتحقيق الموائمة بين متطلبات التنمية من‬

‫القوى العاملة المدربة وبين مخرجات ه‪FF‬ذه الجه‪FF‬ات اس‪FF‬تدعى إنش‪FF‬اء ع‪FF‬دد من المج‪FF‬الس التنظيمي‪FF‬ة كمجلس‬

‫القوى العاملة ومجلس التعليم العالي واللجنة العليا لسياسة التعليم (‪ .( 14‬ومرفق به‪FF‬ذا خالص‪FF‬ة إحص‪FF‬ائية‬

‫عن تعليم البنين بالمملكة (الملح‪FF‬ق‪– 1‬مرف‪FF‬ق ب‪FF‬البحث)‪ .‬وملخص إحص‪FF‬ائيات التعليم الع‪FF‬الي (الملح‪FF‬ق‪– 2‬‬

‫‪6‬‬
‫يرجى إرفاقه من قبلكم بالوزارة) وملخص إحصائيات تعليم البنات(الملح‪FF‬ق‪-3‬غ‪FF‬ير مت‪FF‬وفر ل‪FF‬دي معلوم‪FF‬ات‬

‫حديثه)‬

‫مرحلة المراجعة والتطوير‬

‫بعد صدور النظام األساسي للحكم في عام ‪1412‬هـ وتوجه الدولة إلى مراجعة كافة أنشطة ومهام الجه‪FF‬ات‬

‫الحكومية‪ ،‬فقد صدرت التوجيهات إلى وزارات الدولة ومنها األجهزة المعني‪FF‬ة ب‪FF‬التعليم ألح‪FF‬داث التغي‪FF‬يرات‬

‫الالزمة للتمشي مع روح النظ‪FF‬ام الم‪FF‬ذكور‪ .‬وق‪FF‬د ك‪FF‬ان له‪FF‬ذا التوج‪FF‬ه أث‪FF‬را إيجابي‪FF‬ا على المس‪FF‬توى ال‪FF‬دقيق في‬

‫المناهج والفلسفة العامة لتعليم الفرد‪ ،‬وعلى المستوى العام في األداء الوظيفي للمعلم والجهاز التربوي‪ .‬وقد‬

‫تزامن هذا بطبيعة الحال مع التوجه ال‪FF‬دولي للعولم‪FF‬ة وث‪FF‬ورة المعلوم‪FF‬ات وال‪FF‬تي اس‪FF‬تدعت إع‪FF‬ادة النظ‪FF‬ر في‬

‫أسلوب التعامل مع اكتساب الطالب للمعرفة وطريقة استفادته منها ووس‪FF‬ائل تمكين‪FF‬ه من التمي‪FF‬يز بين المالئم‬

‫منها للقيم اإلسالمية والعربية وتلك التي ال تالئمها‪ .‬وبناء على ذل‪FF‬ك فق‪FF‬د تم إع‪FF‬ادة النظ‪FF‬ر بش‪FF‬كل خ‪FF‬اص في‬

‫التركيبة الهيكلية لوزارتي المعارف والتعليم العالي وتم إيجاد ع‪FF‬دد من الوظ‪FF‬ائف القيادي‪FF‬ة العلي‪FF‬ا بهم‪FF‬ا على‬

‫مستوى وكالء وزارة وذلك لمساعدة الوزراء للقي‪FF‬ام بمه‪FF‬امهم وأعب‪FF‬اء وزاراتهم بع‪FF‬د التوس‪FF‬ع والتخص‪FF‬يص‬

‫الجديد لمهام هاتين ال‪FF‬وزارتين وخصوص‪FF‬ا بع‪FF‬د ص‪FF‬دور المراس‪FF‬يم المؤسس‪FF‬ة لمجلس التعليم الع‪FF‬الي ولنظم‬

‫التعليم العالي والتعليم العام‪ .‬وقد تميزت هذه المرحلة بتكوين أجهزة تطويرية متخصصة في تلك الوزارات‬

‫تعنى بالتطوير والتقويم المستمر‪ .‬وقد كان نصيب الوزارتين من ه‪FF‬ذا التط‪FF‬وير الش‪FF‬يء الكث‪FF‬ير‪ ،‬عالوة على‬

‫إنش‪FF‬اء وح‪FF‬دات متخصص‪FF‬ة بهم‪FF‬ا للتط‪FF‬وير والمتابع‪FF‬ة واع‪FF‬ادة ص‪FF‬ياغة التع‪FF‬ديالت المطلوب‪FF‬ة على السياس‪FF‬ة‬

‫التعليمية لكال الوزارتين من خالل التنسيق مع الجهات المعنية األخرى ع‪FF‬بر مجلس التعليم الع‪FF‬الي ومجلس‬

‫الوزراء‪ .‬وقد تميزت هذه المرحلة الحالية أيضا بوجود حاجة حقيقية لمراجعة سياس‪FF‬ات التعليم من منظ‪FF‬ور‬

‫الضرورة الملحة ألعادة النظر في أداء أجهزة التعليم الحالية للموائمة بين مخرجات نظام التعليم والتدريب‬

‫بالمملكة ومتطلبات التنمية لعمالة مدربة متخصصة في سوق العمل السعودي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الجهود والخطط التنموية للمملكة‬

‫نظرا لتراكم إيرادات مبيعات النفط ال‪F‬تي ك‪F‬انت تزي‪F‬د بمعـدالت مط‪F‬ردة ابت‪F‬داًء من أوائ‪F‬ل ع‪F‬ام ‪1390‬هـ (‬

‫‪1970‬م)‪ ،‬فقد قررت حكومة المملكة العربية السعودية استعمال تلك الف‪FF‬وائض لتنمي‪FF‬ة الم‪FF‬وارد االقتص‪FF‬ادية‬

‫الطبيعية والبشرية في إطار خطط خمسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وقد تم تنفي‪FF‬ذ س‪FF‬ت خط‪FF‬ط خالل‬

‫األعوام الثالثين الماضية‪ ،‬ونحن اآلن في الخطة السابعة التي بدأت في عام ‪1420‬هـ وتنتهي عام ‪1425‬هـ‬

‫(‪2004-2000‬م)‪ .‬وفيما يتعلق بمنهج التخطيط وأساليبه‪ ،‬فقد تم اختي‪FF‬ار المنهج التخطيطي الش‪FF‬امل بأبع‪FF‬اده‬

‫االقتصادية واالجتماعية والتنظيمية‪ ،‬مم‪FF‬ا أدى إلى التعجي‪FF‬ل بنم‪FF‬و القطاع‪FF‬ات المختلف‪FF‬ة لالقتص‪FF‬اد الوط‪FF‬ني‪،‬‬

‫والذي كان يعاني ‪ -‬في بداية عه‪F‬د المملك‪F‬ة بالتخطي‪F‬ط ‪ -‬من هيمن‪F‬ة واض‪FF‬حة لقط‪F‬اع النف‪F‬ط بص‪FF‬فته مص‪FF‬درًا‬

‫وحيدًا لل‪FF‬دخل وال‪FF‬ثروة‪ ،‬وافتق‪FF‬ار البني‪FF‬ة اإلنتاجي‪FF‬ة للتن‪FF‬وع‪ ،‬وض‪FF‬عف الهياك‪FF‬ل المؤسس‪FF‬ية واإلداري‪FF‬ة والبنيـة‬

‫التحتيـة‪ ،‬وقّلة أعداد الموارد البشرية الوطنية المؤهلة‪ ،‬وقد تغير ه‪FF‬ذا الوض‪FF‬ع تمام‪ًF‬ا في ال‪FF‬وقت الحاض‪FF‬ر‪،‬‬

‫فأصبح االقتصاد السعودي يتمتع بتنوٍع ملحـوظ في القاعدة االقتصادية ومصادر ال‪FF‬دخل‪ ،‬وتم إكم‪FF‬ال البني‪FF‬ة‬

‫األساسية والخدمات العامة التعليميـة منها والصحية‪ ،‬وتطورت الم‪FF‬وارد البش‪FF‬رية بدرج‪FF‬ة س‪FF‬محت بس‪FF‬عودة‬

‫أغلب الوظائف الحكومية‪ ،‬وبدأ التوجه نحو المزيد من سعودة وظائف القط‪FF‬اع الخ‪FF‬اص‪ ،‬وتهيئ‪FF‬ة االقتص‪FF‬اد‬

‫الوطني للتعامل بمرونة وكفاءة م‪F‬ع المتغ‪F‬يرات والمس‪F‬تجدات على األص‪FF‬عدة المحلي‪F‬ة واإلقليمي‪F‬ة والدولي‪F‬ة‪،‬‬

‫وبصفة خاصة منظمة التجارة العالمية ال‪FF‬تي ب‪FF‬ات انض‪FF‬مام المملك‪FF‬ة العربي‪FF‬ة الس‪FF‬عودية إليه‪FF‬ا وش‪FF‬يكًا‪ .‬ومن‪FF‬ذ‬

‫البدايات األولى للتخطيط‪ ،‬وض‪F‬عت الخط‪F‬ط المتتالي‪F‬ة تنمي‪F‬ة ق‪F‬درات اإلنس‪F‬ان الس‪F‬عودي وتحقي‪F‬ق طموحات‪F‬ه‬

‫وتلبية احتياجاته وتحسين مستوى معيشته هدفًا أسمى للتنمية‪ ،‬فضًال عن الحرص على امتداد حركة التنمية‬

‫لتشمل جميع القطاعات االقتصادية واالجتماعي‪FF‬ة‪ ،‬في جمي‪FF‬ع من‪FF‬اطق المملك‪FF‬ة‪ .‬واس‪FF‬تندت المملك‪FF‬ة في تنفي‪FF‬ذ‬

‫استراتيجيتها التنموية على المبادئ والقيم اإلسالمية‪ ،‬والحرية االقتصادية‪ ،‬وسياسة االقتصاد المفتوح‪ .‬كم‪FF‬ا‬

‫ركزت الخطة السادسة ‪1420-1415‬هـ بشكل خاص على أهمية تحقيق األهداف الثالثة التالية‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫تنمية القوى البشرية‪ ،‬وذلك بزي‪FF‬ادة الطاق‪FF‬ات االس‪FF‬تيعابية للجامع‪FF‬ات‪ ،‬ومؤسس‪FF‬ات التعليم األخ‪FF‬رى‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫والتدريب المهني‪ ،‬والكليات التقنية‪ ،‬مع التركيز على النوعية وتطوير المناهج في جميع مس‪FF‬تويات‬

‫التعليم والتدريب لتواكب متطلبات التنمية واحتياجات القطاع الخاص‪.‬‬

‫تحقيـق الكفاءة االقتصادية في القطاعين الحكومي والخ‪FF‬اص‪ ،‬ألنه‪FF‬ا ش‪FF‬رط أس‪FF‬اس لنج‪FF‬اح سياس‪FF‬ات‬ ‫‪-‬‬

‫تنويع القاعدة االقتصادية‪ ،‬وترشيد اإلنفاق الحكومي‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز دور القطاع الخ‪F‬اص وتحف‪F‬يزه على االس‪F‬تثمار لزي‪F‬ادة إس‪F‬هامه في عملي‪F‬ة التنمي‪F‬ة من خالل‬

‫السياسات والمبادرات التنظيمية‪ ،‬والبدء في تنفيذ برامج التخصيص‪.‬‬

‫وتدل التجارب الدولية في مجال التنمية االقتصادية واالجتماعية على أن الثروة الحقيقية للدول‪FF‬ة تتمث‪FF‬ل في‬

‫مواردها البشرية والمهارات اإلنتاجية للقوى العاملة فيها التي أصبحت تسمى برأس المال البشري‪ .‬لذلـك‪،‬‬

‫أولت خط‪FF‬ط التنمي‪FF‬ة المتعاقب‪FF‬ة في المملك‪FF‬ة أهمي‪FF‬ة ك‪FF‬برى لتنمي‪FF‬ة الم‪FF‬وارد البش‪FF‬رية من خالل دعمه‪FF‬ا للنم‪FF‬و‬

‫المس‪FF‬تمر في التعليم االبت‪FF‬دائي والمتوس‪FF‬ط والث‪FF‬انوي والع‪FF‬الي وك‪FF‬ذلك التعليم الف‪FF‬ني والت‪FF‬دريب المه‪FF‬ني قبـل‬

‫الخدم‪FF‬ة وفي أثنائه‪FF‬ا‪ .‬وك‪FF‬انت النتيج‪FF‬ة زي‪FF‬ادة كب‪FF‬يرة في توظي‪FF‬ف الس‪FF‬عوديين وارتفاع‪ًF‬ا منتظم‪ًF‬ا في مس‪FF‬توى‬

‫المهارات واإلنجازات المهنية للقوى العاملة السعودية‪ ،‬وتوضح المؤشرات التالية أهم اإلنجازات في مجال‬

‫تنمية الموارد البشرية(‪: )15‬‬

‫تم افتتاح (‪ )8‬جامعـات و(‪ )35‬كلية للبنات‪ ،‬و(‪ )12‬كلية تقنية و(‪ )68‬معهدًا للتعليم الفني ومرك‪FF‬زًا‬ ‫‪-‬‬

‫للتدريب المهني و(‪ )3082‬مدرسة ثانوية و(‪ )5896‬مدرسة متوسطة و(‪ )12196‬مدرسة ابتدائي‪FF‬ة‬

‫على مدار الثالثين عامًا الماضية‪.‬‬

‫ارتفع عدد خريجي الثانوية العامة وخريجاته‪FF‬ا من (‪ )3745‬في ع‪FF‬ام ‪1389/1390‬هـ (‪1969‬م)‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫إلى أكثر من (‪ )165‬ألف في عام ‪1419/1420‬هـ (‪1999‬م)‪.‬‬

‫ارتفع إجمالي عدد خريجي التعليم الفني والت‪F‬دريب المه‪F‬ني من (‪ )417‬في ع‪F‬ام ‪1389/1390‬هـ (‬ ‫‪-‬‬

‫‪1969‬م)‪ ،‬إلى (‪ )13832‬في عام ‪1419/1420‬هـ (‪1999‬م)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ارتف‪FFF‬ع ع‪FFF‬دد الملتحقين بالمؤسس‪FFF‬ات التعليمي‪FFF‬ة من نح‪FFF‬و (‪ )600‬أل‪FFF‬ف ط‪FFF‬الب وطالب‪FFF‬ة في ع‪FFF‬ام‬

‫‪1389/1390‬هـ (‪1969‬م) إلى (‪ )4748‬ألف طالب وطالب‪FF‬ة في ع‪FF‬ام ‪1419/1420‬هـ (‪1999‬م)‬

‫أي بمعدل زيادة سنوية مقدارها (‪ ،)%7‬في المتوسط‪.‬‬

‫اآلثار التنموية للتعليم في المملكة العربية السعودية‬

‫لقد ترك التعليم بصمات واضحة على خارطة المملكة السياسية واالجتماعية واالقتصادية والتنموي‪F‬ة يش‪F‬كل‬

‫عام ولعلنا نأخذ بعض األمثلة إليضاح ما نعني بهذا‪.‬‬

‫‪.1‬البعد االجتماعي‪ :‬تعتبر عملية التعليم حافزا كب‪FF‬يرا لالس‪FF‬تقرار حيث يتول‪FF‬د ل‪FF‬دى أف‪FF‬راد المجتم‪FF‬ع إحس‪FF‬اس‬

‫باألمن الوظيفي المأمول والذي ينشأ غالبا لدى من يلتحق ببرامج التعليم‪ ،‬وي‪FF‬ذكر بعض ال‪FF‬تربويين ( ‪) 16‬‬

‫أن هناك حقيقة واضحة مفاده‪FF‬ا أن األف‪FF‬راد وعلى األخص ال‪FF‬ذكور ينظ‪FF‬رون إلى أن التعليم وس‪FF‬يلة أساس‪FF‬ية‬

‫للحصول على عمل ‪ ،‬وبعد فشل المرء في نوع العم‪FF‬ل ال‪FF‬ذي ب‪FF‬نى علي‪FF‬ه آمال‪FF‬ه بع‪FF‬د عم‪FF‬ل ش‪FF‬اق وتض‪FF‬حيات‬

‫عديدة سوف يشعر باإلحباط والمرارة ‪ ،‬بحيث يصبح النظام االجتماعي هدفًا التجاهاته العدائية ‪ .‬وقد كان‬

‫من أهم أعداء الملك المؤسس الملك عبد العزي‪F‬ز الفق‪F‬ر والجه‪F‬ل والم‪F‬رض‪ ،‬وكله‪F‬ا تق‪F‬وض دع‪F‬ائم المجتم‪F‬ع‬

‫وتخلخل كيانه ولكنها أيضا يمكن التخلص منه‪FF‬ا ب‪FF‬التعليم‪ ،‬وه‪FF‬ذا م‪FF‬ا ك‪FF‬ان‪ .‬ونحن ن‪FF‬ذكر رأي بعض الفقه‪FF‬اء‬

‫القائل بأن الفقر خطر على أمن المجتمع وسالمته واستقرار أوضاعه وقد روي عن أبي ذر رضي هللا عنه‬

‫أنه قال ‪ " :‬عجبت لمن ال يجد القوت في بيت‪F‬ه ! كي‪F‬ف ال يخ‪F‬رج على الن‪F‬اس ش‪F‬اهرًا س‪F‬يفه " والفق‪F‬ر خط‪F‬ر‬

‫أيضًا على سيادة األمة وحريتها واستقاللها فالبائس المحت‪FF‬اج ال يج‪FF‬د في ص‪FF‬دره حماس‪FF‬ة لل‪FF‬دفاع عن وطن‪FF‬ه‬

‫الذي لم يوفر له الطع‪F‬ام واألمن!(‪ .)17‬عالوة على ذل‪F‬ك ف‪FF‬أن عملي‪F‬ة انتظ‪F‬ام الطالب من س‪F‬ن ‪ 24-6‬س‪F‬نة‬

‫بسبب وجود برامج نظامية تتطلب منهم االلتزام حيال المدارس أو المعاه‪FF‬د لف‪FF‬ترات زمني‪FF‬ة مح‪FF‬ددة هي في‬

‫الحقيقة ضمانة اجتماعية وأمنية مؤكدة الستغاللهم ألوقاتهم بش‪FF‬كل مناس‪FF‬ب‪ ،‬وإحص‪FF‬ائيات ج‪FF‬رائم األح‪FF‬داث‬

‫ل‪FF‬دى وزارات الداخلي‪FF‬ة خ‪FF‬ير ش‪FF‬اهد على ذل‪FF‬ك‪ ،‬فب‪FF‬دال من أن يش‪FF‬تغل من هم في س‪FF‬ن الدراس‪FF‬ة بم‪FF‬ا يض‪FF‬ره‬

‫ومجتمعه يمكن له االستفادة من وقته في الحصول على تعليم ومهارات تساعده وتؤهله لدخول سوق العمل‬

‫وكسب العيش الكريم وتحقيق االستقرار النفسي واالجتماعي واالقتصادي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪.2‬البع‪66‬د االقتص‪66‬ادي‪ :‬يتض‪FF‬ح مم‪FF‬ا س‪FF‬بق أن الم‪FF‬ردود العملي المباش‪FF‬ر للتعليم على المس‪FF‬توى الف‪FF‬ردي ه‪FF‬و‬

‫اقتص‪FF‬ادي بحت ‪ ،‬حيث يتوق‪FF‬ع لك‪FF‬ل من يحص‪FF‬ل على تعليم وت‪FF‬دريب متخص‪FF‬ص بمه‪FF‬ارات مح‪FF‬دده ويجت‪FF‬از‬

‫االختبارات المقررة لنيل الدرجات الجامعية أو الشهادات المختلفة أن تزداد قدرته االقتصادية على الكس‪FF‬ب‬

‫ويصبح مطلوبا بمهاراته في سوق العمل‪ ، .‬وه‪F‬ذا م‪F‬ا أش‪F‬ار ل‪F‬ه علم‪F‬اء االقتص‪F‬اد حيث تتع‪F‬دى قيم‪F‬ة ه‪F‬ذه‬

‫القدرات الشخص نفسه إلى كونها ثروة األمة التي ينتمي إليها الفرد (‪ ، )18‬فيما يؤك‪FF‬د بعض الخ‪FF‬براء على‬

‫أهمية التعليم الفني باعتباره وسيلة فعالة لتخريج اليد العاملة الفنية التي تمارس كل عمليات اإلنتاج ‪ ،‬ويرى‬
‫أن أبلغ أنواع رأس المال قيمة هو رأس المال ال‪FF‬ذي يس‪FF‬تثمر في اإلنس‪FF‬ان ‪ ،‬والتعليم يك‪FF‬ون اس‪FF‬تثمارًا منتج‪ًF‬ا‬

‫لرؤوس األموال عندما يتجاوب حقًا مع حاجات التنمية‪ .‬ويكفينا مثاال على ما نق‪FF‬ول أن المملك‪FF‬ة تس‪FF‬تقدم من‬

‫العمال الماهرة والمدربة عددا كبيرا جدا‪،‬حتى أن نسبة الوافدين بلغت في عام ‪1416‬هـ ‪ % 27‬من سكان‬

‫المملكة (‪ ، .)19‬ولهذا آثاره السلبية على االقتصاد والمجتمع مما ينعكس على أمن البالد‪ ،‬كما أن وجودهم‬

‫في البالد يستنزف مبالغ ضخمة كان باإلمكان توفيرها وص‪FF‬رفها بالمملك‪FF‬ة ل‪FF‬و ك‪FF‬انت الي‪FF‬د العامل‪FF‬ة الوطني‪FF‬ة‬

‫المدربة متوفرة بكمية ونوعية كافية‪ ،‬وال سبيل إلى ذلك إال بالتعليم والتدريب المتخص‪FF‬ص ح‪FF‬تى تتم عملي‪FF‬ة‬

‫السعودة الكاملة لسوق العمل وتخفيف العبء االقتصادي على الدولة‪.‬‬

‫‪.3‬البعد المعرفي والتقني‪ :‬التزامن بين اكتساب المعرفة كنتيجة طبيعية للتعليم و المه‪FF‬ارة في نق‪FF‬ل التقني‪FF‬ة‬

‫إلى البالد أمر مهم وحيوي وه‪F‬ذا م‪F‬ا أك‪F‬دت علي‪F‬ه سياس‪F‬ة التعليم في المملك‪F‬ة ؛ حيث تنص الم‪F‬ادة الخامس‪F‬ة‬

‫عشر منها على " ربط التربية والتعليم في جميع المراحل بخطة التنمية العام‪FF‬ة للدول‪FF‬ة " ‪ ،‬حيث أن تحقي‪FF‬ق‬

‫التنمية ال يتوقف عند توافر الموارد الطبيعية وال األنظمة والقوانين بل ال بد من بناء وتنمية القوى البشرية‬

‫المنتج‪FF‬ة وه‪FF‬ذا لن يتم بمع‪FF‬زل عن التعليم ل‪FF‬ذلك فالعالق‪FF‬ة بين التعليم والتنمي‪FF‬ة قوي‪FF‬ة ‪ ،‬وفي ذل‪FF‬ك ي‪FF‬ذكر أح‪FF‬د‬

‫الباحثين أن تقريرًا لألمم المتحدة يشير إلى أن التعليم يمكن أن يؤدي وظيفت‪FF‬ه في التنمي‪FF‬ة حيث يس‪FF‬اعد على‬

‫اكتشاف وتنمية األفراد ويهيئ سبل التفكير الموضوعي ويزيد قدرتهم على الخلق واالبتكار (‪، )20‬وب ذلك‬

‫تك ون مؤسس ة التربي ة والتعليم هي المس ؤولة بش كل أساس ي عن إع داد اإلنس ان للتنمي ة وتوف ير‬

‫الخ برات التنموي ة بش ّتى مجاالته ا‪ ،‬ل ذا ف إن تخّل ف مؤسس ة التربي ة والتعليم العلمي والتخطيطي‪،‬‬

‫وعدم مواكبتها لمسيرة المدنية والتقّد م التقني والعلمي ينعكس على تطّو ر األمة وقدرتها التنموي ة‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫ووضعها الحضاري‪ .‬ويمكن لنا مقارنة وضع المملكة الراهن في تعامل سكانها بمختلف شرائحهم‬

‫مع المعلومات ولو على مستوى مستخدمي شبكة اإلنترنت والبريد اإللكتروني على سبيل المثال‬

‫م ع مثيالته ا في دول الع الم لنع رف الم دلول المع رفي والمعلوم اتي للتعليم في المملك ة‪ .‬وبطبيع ة‬

‫الح ال هن اك مؤش رات غ ير مباش رة ل ذلك منه ا ع دد أجه زة الحاس ب اآللي الشخص ية بالمملك ة‬

‫وتل ك ال تي بالم دارس‪ ،‬وك ذلك ع دد المش تركين بخدم ة اإلن ترنت وع دد س اعات اس تخدام الش بكة‪.‬‬

‫هن اك أيض ا التق دم في المج ال العلمي والص حفي ودور النش ر وك ذلك الص ناعات الوطني ة‬

‫اإللكترونية الدقيقة والحاسبات اآللية وغيرها من رموز التقنية والتي ظلت المملكة زمنا طويال‬

‫تستوردها‪ .‬وفي اعتقادنا أن األمر أوضح من أن نزيد فيه قوال واالتفاقيات العلمية بين جامعاتنا‬

‫ومعاهدنا ومراكز البحث العلمي الدولية خير شاهد على ذلك‪.‬‬

‫رؤية مستقبلية ‪ :‬التعليم ومسئولية التغيير‬

‫نحن اآلن في زمن يهدد فيه الكتاب باالنقراض وتس‪FF‬ود في‪FF‬ه األق‪FF‬راص المدمج‪FF‬ة والبطاق‪FF‬ات الذكي‪FF‬ة قاع‪FF‬ات‬

‫المحاضرات ومعامل الحاسب اآللي‪ .‬زمن فيه يص‪F‬عب تحدي‪F‬د واختي‪F‬ار المعلوم‪F‬ة المطلوب‪F‬ة بس‪F‬بب كثرته‪F‬ا‬

‫وليس بسبب ندرتها‪ ،‬وه‪FF‬و زمن يح‪FF‬دد في‪FF‬ه التفاض‪FF‬ل بم‪FF‬دى إدراك الف‪F‬رد لض‪FF‬خامة نظم المعلوم‪FF‬ات وم‪FF‬دى‬

‫قدرته على التعامل معها‪ .‬ومما ال شك فيه أن العقبات ال‪FF‬تي واجهت التربي‪FF‬ة والتعليم بص‪FF‬فته المس‪FF‬ئول عن‬

‫توجيه دفة التنمية زادت أضعاف ما ك‪FF‬انت علي‪FF‬ه في مطل‪FF‬ع الق‪F‬رن العش‪FF‬رين مم‪FF‬ا زاد العبء على الق‪F‬ائمين‬

‫على التربية والتعليم‪ ،‬حيث أن تناول التغيير والتجدي‪F‬د في المف‪F‬اهيم والقيم واالتجاه‪F‬ات وبالت‪F‬الي في س‪F‬لوك‬

‫األفراد من أهم المرتكزات التعليمية‪ ،‬األمر الذي أص‪FF‬بح أك‪FF‬ثر إلحاح‪ًF‬ا على مراجع‪FF‬ة وتق‪FF‬ييم كاف‪FF‬ة عناص‪FF‬ر‬

‫ومدخالت العملية التعليمية‪ ،‬لكي يكون باإلمكان تحقيق االنسجام بين ما تنشده التربي‪FF‬ة من أه‪FF‬داف وبين م‪FF‬ا‬

‫يطمح إليه المجتمع من تقدم ورخاء وعليه فإن تطويع برامج التربية والتعليم لتتالءم م‪FF‬ع ظ‪FF‬روف المجتم‪FF‬ع‬

‫واحتياجاته وضبط آلية العالقة بينهما يساهم في خلق أجواء اجتماعية تستطيع تضييق الفجوة بين ما تنش‪FF‬ده‬

‫‪12‬‬
‫التربية من أهداف التعليم واحتياجات التنمية بمؤشراتها المادي‪FF‬ة والمعنوي‪FF‬ة ي‪FF‬أتي في مقدم‪FF‬ة األس‪FF‬باب ال‪FF‬تي‬

‫ساهمت في انحسار دور المؤسسات التعليمية لالضطالع بأدوار أكثر فاعلية في توجيه دف‪FF‬ة المجتم‪FF‬ع نح‪FF‬و‬

‫مزي‪FF‬د من التق‪FF‬دم والرخ‪FF‬اء‪ ،‬حيث أص‪FF‬بح تمري‪FF‬ر مش‪FF‬روع التنمي‪FF‬ة الش‪FF‬املة يتوق‪FF‬ف على مخرج‪FF‬ات العملي‪FF‬ة‬

‫التعليمية‪ ،‬فهي بمثابة اإلنجاز النهائي للحصيلة التعليمي‪FF‬ة‪ ،‬فلم تع‪FF‬د التنمي‪FF‬ة أرقام‪ًF‬ا تحص‪FF‬ي ع‪FF‬دد الخ‪FF‬ريجين‬

‫والمتعلمين بل على مدى فاعلية تعليمهم في خدمة متطلبات التنمية ودعم القيم واالتجاه‪FF‬ات اإليجابي‪FF‬ة ال‪FF‬تي‬

‫ترفع من مستوى التقدم الثقافي واالجتماعي واالقتصادي‪ ،‬فرأس المال الحقيقي ألي تنمي‪FF‬ة يكمن في إع‪FF‬داد‬

‫الطاقات البشرية‪ ،‬وهو أم‪FF‬ر مره‪FF‬ون ب‪FF‬البرامج ال‪FF‬تي تع‪FF‬د األجي‪FF‬ال على أساس‪FF‬ها‪ .‬فلم تع‪FF‬د عملي‪FF‬ات ال‪FF‬ترميم‬

‫والح‪FF‬ذف واإلض‪FF‬افة في المن‪FF‬اهج التعليمي‪FF‬ة ب‪FF‬ديًال عن عملي‪FF‬ة تط‪FF‬وير المن‪FF‬اهج ومراجع‪FF‬ة النظ‪FF‬ام بأهداف‪FF‬ه‬

‫ومدخالته ومخرجاته‪ ،‬إذ أن نوعية التغيير والتجديد المنشود تجاوز القرن العشرين نفسه فإذا كانت الث‪FF‬ورة‬

‫الصناعية األولى تعتمد على الفحم والبخار‪ ،‬والثورة الص‪FF‬ناعية الثاني‪FF‬ة تعتم‪FF‬د على النف‪FF‬ط والطاق‪FF‬ة النووي‪FF‬ة‬

‫وفن اإلدارة الحديثة والشركات المساهمة ف‪FF‬إن الث‪F‬ورة الص‪FF‬ناعية الثالث‪F‬ة تعتم‪F‬د على العق‪F‬ل البش‪F‬ري متع‪F‬دد‬

‫المهارات والمواهب الذي يستطيع التعامل م‪FF‬ع اإللكتروني‪FF‬ات الدقيق‪FF‬ة وكيفي‪FF‬ة تولي‪FF‬د المعلوم‪FF‬ات وتنظيمه‪FF‬ا‪.‬‬

‫وعليه فإن القدرة على تكوين وتنشئة العقول في المجتمع بعيدًا عن إرهاصات التش‪FF‬كيك في مق‪FF‬درة العط‪FF‬اء‬

‫ومواكبة القرن الجديد يعزز من فرص العوامل المختلفة التي تحيط ب‪F‬الفرد من رف‪FF‬ع كف‪F‬اءة التنمي‪F‬ة الش‪F‬املة‬

‫التي يطمح إليها أي مجتمع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪.1‬وزارة التعليم الع‪FF‬الي‪" ،‬التقري‪FF‬ر الوط‪FF‬ني الش‪FF‬امل عن التعليم الع‪FF‬الي في المملك‪FF‬ة العربي‪FF‬ة الس‪FF‬عودية"‪،‬‬

‫‪1421-1420‬هـ ‪ ،2000-1999 ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪ .2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.3‬‬

‫‪ .11‬حم‪FF‬د إب‪FF‬راهيم الس‪FF‬لوم‪ ،‬التعليم الع‪FF‬ام في المملك‪FF‬ة العربي‪FF‬ة الس‪FF‬عودية‪ ،‬مط‪FF‬ابع انترناش‪FF‬نال ك‪FF‬رافكس‪،‬‬

‫واشنطن‪1991،‬م‪ .‬ص‪.9‬‬

‫‪ .12‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.11 .‬‬

‫‪.13‬وزارة المع‪FF‬ارف‪،‬قس‪FF‬م اإلحص‪FF‬اء بمرك‪FF‬ز المعلوم‪FF‬ات‪،‬التوثي‪FF‬ق ال‪FF‬تربوي‪ ،‬الع‪FF‬ددان ‪-1411 ،32-31‬‬

‫‪1412‬هـ‪.‬ص ‪.16‬‬

‫‪ .15‬وزارة التخطيط‪، ،‬خطة التنمية السابعة‪ ،1420 ،‬الرياض‪ .‬الفصل األول‪.‬‬

‫‪ .16‬كوميز ‪ ،‬أزمة التعليم في عالمنا المعاصر ‪ ،‬ترجمة أحمد خيري كاظم وجابر عبد الحميد‬
‫جابر ‪1971 ،‬م ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬

‫‪ .17‬القرضاوي ‪ ،‬يوسف ‪ ،‬مشكلة الفقر وكيف عالجها اإلسالم ‪1415 ،‬هـ ‪ ،‬مكتبة وهبة ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ .‬ص ‪. 18 – 17‬‬

‫‪ .19‬الجالل ‪ ،‬عبد العزيز عبد اهلل ‪ ،‬التربية والتنمية ‪1416 ،‬هـ ‪ ،‬الدار التربوية للدراسات‬
‫واالستشارات ‪ ،‬الرياض ‪ .‬ص ‪.26‬‬

‫‪ .20‬حسن ‪ ،‬عبد الباسط محمد ‪ ،‬التنمية االجتماعية ‪1402 ،‬هـ ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬مكتبة وهبة القاهرة‬
‫‪ .‬ص ‪344‬‬

‫‪14‬‬
8. Al-Dosary, Adel S., 91991),, Towards The Reduction of Foreign Workers in Saudi
Arabia, UMI, Ann Arbor, pp. 21.

14. Aldosary, Adel S. & Garba, Shaibu B., "Inter organizational Coordination (IOC)
and Manpower Planning in Saudi Arabia: the case of the Education & Training System
(ETS) Implementation Policy". International Journal of Management.,
Vol.15,No.2,1998

3. Conyers, Diana and Hills, Peter, (1984), “ An Introduction to Development


Planning in the Third World”, John Wiley and Sons, New York, pp. 3-8.

6.Harbison, F. (1973)
Human Resources as the Wealth of Nations; Oxford University Press, New York.

9.UNDP (1990)
1990 Human Development Report; United Nations Development Programme, Oxford
University Press, New York.

5. World Bank (1980)


World Development Report 1980, Oxford University Press, New York. pp. 35-6

10.World Bank (1999)


World Development Report 1998/99: Knowledge for Development, Oxford University
Press, New York.

7. Davis, Russell C., (1966), Planning Human Resources Development: Educational


Models and Schemata, Rand McNally & Company, Chicago, pp. 1.

18. Smith, Adam, “The Wealth of Nations”, Modern Library, 1994.

15

You might also like