Professional Documents
Culture Documents
استراتيجية التخطيط العمراني المستدام
استراتيجية التخطيط العمراني المستدام
استراتيجية التخطيط العمراني المستدام
بحيث أن الدراسة التنموية ال بد لها أن تكون موجهة تخطيطيا تحفظ للمكان طاقاته التنموية ع لى مدى األجيال المتعاقبة
لتكون بعد ذلك وباستمرار أداة تساهم في البحث عن التخطيط العمراني المستدام الذي من ميزاته أنه يتحرك مع الزمن
ويخدم صالحيات السكان وفق تطور احتياجاتهم االجتماعية واالقتصادية .
-2مفهوم األستدامه :
بدأت فكرة التنمية المستدامة باالنتشار منذ عام 1987بأنها التنمية التي تلبي االحتياجات االحتياجات الحالية الحالية دون أن
تساوم على قدرة األجيال القادمة القادمة أو تزاحمها تزاحمها على تلبية احتياجاتها احتياجاتها الخاصة .ويشير هذا التعريف
إلى ثالث نقاط رئيسة وهي التنمية أو التطور ،االحتياجات ،واألجيال القادمة .فالتنمية وهي مرتبطة بالنمو ذات بعد فيزيائي
وكمي إضافة لألبعاد االقتصادية والثقافية واالجتماعية.
وتسعى التنمية المستدامة لتحسين البيئة الطبيعية والمبنية عن طريق الحفاظ على الطبيعة وترشيد استهالك مصادرها،
والمحافظة على النظام البيئي وتوازنه ومحاولة تحقيق أكبر قدر ممكن مـن العدالة االجتماعية والتقليل من الكلفة والمخاطر
التي تنتظر األجيال القادمة.
وفي حديثنا عن التنمية ال بد من التنويه إلى أن التنمية يجب أال تتعارض مع النمو .فـالنمو لـه بعد فيزيائي كمي اقتصادي،
فيما تأخذ التنمية بعدا نوعيا يتعلق بالتحسين والتقدم بما في ذلك من أبعاد اقتصادية اجتماعية وثقافية .
-3أهداف التنمية التنمية المستدامة :
- 1المحافظة على المصادر واستمرار تزويدها لألجيال القادمة عن طريق االستخدام الفعال للطاقة غير المتجددة
وللمصادر المعدنية من خالل اإلنتاجية العالية وإعادة التشـغيل وتطـوير تقنيات بديلة غير مؤذية للبيئة مع المحافظة على
التنوع البيولوجي.
- 2تحسين وتطوير البيئة المبنية .فالمحافظة على المصادر الطبيعية والمصنعة تحتاج إلـى تقليل استهالك الطاقة
والمحافظة على إنتاجية األرض وتشجيع إعادة استخدام المباني .وتختلـف االستدامة تبعا لحجم وكثافة وموقع التجمعات
البشرية وهنا ال بد من تطوير تقنيات في الطاقـة 23والبناء والتصنيع والمواصالت لتحقيق هذه االستدامة .والتنمية
واستعمال البيئة المبنية ال بد وأن تحترما البيئة الطبيعية وتنسجما معها وتصمم العالقة بين االثنتين لتكون واحدة متوازنة
محسنة.
- 3تحسين نوعية البيئة .فالتنمية يجب أن تحترم البيئة بحيث تقلل من التلوث وتحمي النظام البيئي وصحة اإلنسان.
- 4تحقيق العدالة االجتماعية ،والحد من سياسات التنمية التي تزيد حجم الفجوة بين الغنـي والفقير.
- 5تفعيل مبدأ المشاركة السياسية .كلما زاد حجم المساواة زاد حجم التغيرات األساسية فـي االستهالك ومواقع المصادر
وأنماط الحياة .كما أن االستدامة البيئيـة ال يمكـن تحقيقهـا دون التزامات سياسية إلحداث التغيير من األعلى والمشاركة من
األسفل
-4التخطيط المستدام للمدن :
ان المدن اليوم هي مكان إنتاج واستهالك أكثر البضائع الصناعية ،فهي تستهلك ثالثـة
أربـاع طاقة العالم وتسبب على األقل ثالثة أرباع تلوث األرضومن هنـا علـت العديد
من األصوات التي نادت بأهمية تحقيق استدامة المدن
فالمدينة قالب متغير ومعقد من األنشطة اإلنسانية والتأثيرات البيئيـة ،وحتـى نخطـط
لمدينـة مستدامة نحتاج إلى فهم كبير للعالقة بين الناس والخدمات وسياسـات
المواصـالت ومنتجـات الطاقة .كما أنه لن يوجد مدن بيئية مستدامة حتى يوجد تخطـيط
حضـري بيئـي واجتمـاعي واقتصادي للمدن .وتحقيق ذلك يعتمد على تحفيز السكان .
إن فكرة المدن المستدامة تتلخص في أن المدن تحتاج إلى تلبية األهداف الثقافية
والسياسـية والبيئية واالجتماعية إلى جانب تلك االقتصادية والفيزيائية .فهـي تنظـيم
دينـاميكي معقـد ومتجاوب مع المتغيرات .
كما أن المدن المستدامة هي مدن متعددة األوجه فهي تتضمن أن تحقق المدينة كـل ممـا يلـي :
-1أن تكون المدينة عادلة .تتوزع فيها العدالة والطعام والمأوى والتعليم والصحة واألمل بشكل عادل على الجميع كما
يشترك الجميع فيها بالحكومة.
( - 2مدينة جميلة .يحرك الفن والعمارة والحدائق فيها الخيال والروح.
- 3مدينة مبتكرة.تتجاوب للتغيرات بسرعة موسعة اآلفاق والتجارب.
- 4مدينة بيئية .تقلل من اآلثار البيئية وتتوازن فيها الحدائق مع الجزء المبني وفيهـا المبـاني والبنية التحتية آمنة وتستخدم
المصادر بشكل فعال.
- 5مدينة سهلة التواصل .حيث يتم تشجيع التجمع والمرونة ويتم تبادل المعلومات وجها لوجـه والكترونيا.
- 6مدينة مندمجة وكثيرة التمركز .تحمي أطراف المدينة وتكامل المجتمعات ضمن المجاورات وتزيد التقارب والتجاور.
- 7مدينة متنوعة .تخلق النشاطات المتقاطعة المتنوعة ،فيها الحركة واإللهـام وتغـذي الحيـاة العامة الحيوية.
-5المبادئ التي يجب توفرها في المدن المستدامه :
-1أن تعمل بشكل متوازن مع الطبيعة .بحيث تدعم نشاطات التنمية واسـتعماالت األراضـي النظم البيئية وتحترم وتحمي
التنوع الحيوي البيئي
-2توفير بيئة مبنية حيوية .إن الموقع والشكل والكثافة والخلط والنسب ونوعية التنمية يجـب أن تحسن وتتناسب لخلق
فراغات فيزيائية تلبي أنشطة السكان وتشجع تالصق المجتمـع عـن طريق تسهيل الوصول الستعماالت األراضي المختلفة
وزيـادة اإلحسـاس بالمكـان لحمايـة الخصائص الفيزيائية الخاصة باألشكال الحضرية.
-3تحقيق اقتصاد معتمد على المكان .فال يتسبب باستهالك المصادر الطبيعية أو بزيادة إنتـاج الفضالت بسرعة أكبر مما
تستطيع الطبيعة استيعابه
-4تحقيق المساواة .بحيث تحسن ظروف السكان ذوي الدخل المنخفض وتحد من حرمانهم من المستويات األساسية للصحة
البيئية وكرامة اإلنسان وتساوي فـي الوصـول إلـى المصـادر االقتصادية واالجتماعية ضروري الستئصال الفقر.
-5دفع الملوثات .الملوثات التي تؤثر بشكل كبير على المجتمعات يجب أن يتم الحد منها مـع األخذ بالحسبان أن الملوث
يجب أن يتحمل تكلفة التلوث.
-6ابعاد التنمية المستدامه :
للتنمية المستدامة ثالثة أبعاد متداخلة ومترابطة فيما بينها في شكل متفاعل يتميز باالنضباط
والرشاد للموارد وهي كما في الشكل وهي األبعاد االقتصادية واالجتماعية والبيئية
البعد البيئي :هو االهتمام بإدارة المصادر الطبيعية وهو العمود الفقري للتنمية المستدامة ،
حيث أن جل الحياة تعتمد في األساس على كمية ونوعية المصادر الطبيعية على الكرة
األرضية ،لذا فإن عامل االستنزاف البيئي أحد العوامل المتعارضة مع مفهوم التنمية المستدامة
البعد األجتماعي :ويقصد به حق اإلنسان الطبيعي في الحياة ،في بيئة تمتاز بالنظافة
والسالمة التي من خاللها يمكن له أن يمارس جميع نشاطاته مع ضمان حقه في توزيع عادل
للثروات الطبيعية والخدمات البيئية واالجتماعية،وي م كنه من استثمارها فيما يخدم
احتياجاته األساسية
البعد االقتصادي :يعني هذا البعد أن البيئة عبارة عن كيان اقتصادي يمتاز بالتكامل نظرا
لكونه قاعدة للتنمية ،بحيث أن التلوث أو استنزاف الموارد يؤدي حتما في آخر المطاف إلى
إضعاف فرص التنمية المستقبلية ،ومن هذا المنطلق فالبد أن يتم أخذ المنظور االقتصادي
بعيد المدى ألجل حل المشكالت ،وكذا توفير الجهد والمال والموارد المتاحة
-7البعد البيئي :
تشجيع النسيج األخضر :عند الحديث عن النسيج األخضر فإننا نتحدث عن أكثر عناصر االستدامة في النسيج العمراني أهمية،
حيث أن هذا النسيج يشير إلى التداخل بين البيئة الطبيعية والكتل العمرانية ،ويشمل الغابات والمناطق المحمية والمسطحات
المائية والحدائق والمنتزهات وتنسيق طرق المشاة والدراجات والمركبات ،العمراني -.رسم الصورة الجمالية للفراغات
العمرانية في المجاورات السكنية -.تعديل المناخ -تلطيف الجو -.دور كبير في عملية الحفاظ على البيئة -لذلك تنبع أهمية
النسيج األخضر في التكوين العمراني في المجاورات السكنية في النقاط التالية( :تعزيز االستقرار النفسي والمعنوي في النسيج
مقاومة التلوث بشتى أنواعه -تحسين التربة وزيادة خصوبتها -.تلعب دورا في عملية التنوع الحيوي مثل الحفاظ على الحياة
البرية والحيواني والطيور.).
عناصر النسيج األخضر :يتكون النسيج األخضر من ثالث مكونات رئيسية متداخلة ومترابطة مع بعضها البعض وهي كما
يلي - :
عنصر المياه :عنصر الماء هو أكثر العناصر حساسية وأخطرها ،حيث يحتاج إلى توظيف سليم وتوزيع متساوي ومتعادل
على جميع أنحاء المجاورة السكنية .ومن اهم مصادر الماء مياه االمطار والمياه الجوفية
عنصر الهواء :أن الهواء يلعب دورا كبيرا في المناخ المحيط بالمجاورة السكنية ،ويمكن استغالل هذا العنصر في عملية
تكييف درجة حرارة الفراغات الداخلية بالمباني السكنية عن طريق استخدام ظاهرة فرق الضغط الجوي
-عنصر النباتات واألشجار :هو أكثر عناصر النسيج األخضر جماال ،وهو المسؤول عن إكساب أي فراغ من الفراغات
العمرانية بعدا آخرا أكثر جماال وحيوية ،ويتم توظيف هذا العنصر في المجاورة السكنية في ممرات الحركة الخاصة
بالمركبات والمشاة والدراجات ،وأيضا في الحدائق العامة والمسطحات الخضراء والفراغات المفتوحة حيث يعمل على
تعزيز تلك المناطق في المجاورة السكنية ،وأيضا يوجد على مستوى وحدة الجيرة في الحدائق المنزلية إن كانت الحديقة
األمامية أو الخلفية ،حيث أن الفراغ المحيط بالمبنى يؤثر بشكل كبير على السلوك الحراري وحركة الهواء داخل الفراغ،
فظاهرة اختالف درجات الحرارة حول المبنى تولد مناطق ضغط منخفض ومرتفع بسبب حركة الهواء ,كما يمكن تشجير
اسطح المباني في المجاورة و إخفاء مواقف السيارات ومناطق الخدمات باستخدام المحددات البيئية لمختلف النباتات