Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة 07
المحاضرة 07
-1تعريف المدونات المرجعية للوظائف والكفاءات :تعتبر المدونات المرجعية للوظائف والكفاءات حجر
الزاوي ة بالنس بة لك ل سياس ة ته دف إلى تثمين الم وارد البش رية ،وآلي ة فعال ة لتط وير الكف اءات والمهن
س واء على مس توى األنش طة ومه ام اإلدارة ،أو على مس توى أنش طة تخطي ط الم وارد البش رية .وهي
وثيقة مرجعية تضم محورين المحور األول خاص بالوظيفة والمحور الثاني متعلق بالكفاءات المطلوبة
ألداء ه ذه الوظ ائف ،وتعت بر وثيق ة يعتم د عليه ا في بن اء التوقع ات المس تقبلية ال تي يمكن أن تط رأ على
الموارد البشرية داخل المنظمة .ومن خصائص المدونة:
-وثيقة سهلة التحديث ألنها تضم المفردات الرئيسية المتعلقة بكل مهنة أو وظيفة والكفاءات المتعلقة
بها
وتعرف على انها أداة ووسيلة إلدارة ومرافقة المسارات المهنية بتاطير كاف لتطوير الكفاءات استجابة
الحتياجات الوظائف من خالل التحليل المعمق للوظائف مع إدراك تام وواضح للكفاءات المعبر عنها
بأداء األنشطة فأداء النشاط تعبير صريح عن اكتساب المعرفة (ثابتي و آخرون ،المدخل الى الهندسة
الوظيفية ،2017 ،صفحة .)243
-تق دم ص ورة واقعي ة على خارط ة المهن ،وتأخ ذ بعين االعتب ار ك ل التغ يرات أثن اء عملي ة تص ميم
الوظائف.
-توفير معايير تساعد في عملية تنفيذ وتحليل وتبادل ورسملة الممارسات المهنية.
1
-مساعدة المهنيين في تطوير أنشطة البحث والتدريب لتلبية احتياجات المنظمة.
-يس اعد على االس تثمار األمث ل واالس تعمال الجي د للم وارد البش رية ،س واء تعل ق األم ر ب التوظيف أو
الترقية أو إعادة انتشار الموظفين أو تقوية األداء أو التأديب أو التكوين المستمر.
-1مرجعيات الوظائف:
هي الوثيق ة مرجعي ة (نموذجي ة) تق وم المنظم ات بإنجازه ا بواس طة فري ق عم ل مك ون له ذا اله دف،
تتضمن هذه الوثيقة وصفا دقيقا وتحليليا لما تتضمنه كل وظيفة من بيانات مفصلة وتحديد المواصفات
والش روط ال واجب الت وفر عليه ا ومن تم بل ورة إط ار م رجعي للكف اءات يمكن من معرف ة
وضبط خرائط الوظائف الموجودة والبيانات المكونة لها مع جرد المعايير التي تتطلبها كل وظيفة.
إن دف تر الوظيف ة النم وذج تق ديم للتق ارب المه ني الموج ود بين الع ائالت المهني ة و الع ائالت المهني ة
الفرعي ة المكون ة له ا من خالل تق ديم تب ويب و ت رتيب في ش كل قائم ة لمجموع ة من الوظ ائف النم وذج
لتشكيل قاعدة مشتركة للوظائف.
إن الوظيفة النموذج كما أسلفنا سابقا مجموع وضعيات العمل أوحاالته التي تحدد ضمنها مهام و أنشطة
متماثلة مع ما يتالءم و يتوافق معها من قدرات ،و مهارات و كفاءات متماثلة و متشابهة أو متقاربة ،و
بالتالي فالوظيفة النموذج يمتاز ب :
التص ميم و البن اء المنهجي المرتك ز على تحلي ل و وض عيات العم ل و محتوياته ا م ع تحدي د -
العوامل المشتركة بين مجموعة من مناصب العمل أو وضعياته.
تركيب ة مرتب ة للوظ ائف ،تس مح بتحدي د الم وارد و االحتياج ات الحالي ة م ع تق ديم مقارب ة أك ثر -
تص ورا و مقارب ة لالحتياج ات المس تقبلية المبين ة على تط ور الوظ ائف و التغ يرات الممكن
حدوثها فيها .
ص ورة تجميعي ة لمختل ف المناص ب دون مراع اة لتقس يم العم ل لالنتم اء ال وظيفي لألف راد او -
الرتب التي ينتمون إليها .
2
مقاربة مشتركة لتسيير الموارد البشرية اعتمادا على تسيير الوظائف باالعتماد على الكفاءات، -
فالكفاءات المتماثلة تسمح بشغل عدة وظائف
إن الكف اءة هي المفه وم الع الق م ا بين الوظيف ة ،والف رد وم ا بين الوظيف ة والتك وين ،فهي الق درة على
التصرف للحصول على نتيجة في حالة مهنية معينة و بوسائل معينة ،تم تحديدها في النظام المرجعي
للوظائف النموذج.
يقدم مرجع الكفاءات هيكلة عامة للكفاءات المرتبطة بالوظائف النموذجية المعدة سابقا ،وتعتبر مفتاح
نظام مراقبة الموارد البشرية ،فهي تسمح بدراسة العالقة بين فرص العمل وإ مكانيات الموارد البشرية
في المنظم ة .كم ا تعت بر أداة نوعي ة لض بط الكف اءات م ع متطلب ات التوظي ف والت دريب ان مرجعي ة
الكفاءات ما يستند إليه في تحديد الكفاءات الواجب توفرها في شاغل الوظيفة و التي تتالءم مع المهام و
األنشطة الموكلة إليه و المحددة هي األخرى في مرجعية الوظائف،
إن مرجعية الكفاءات وثيقة رسمية تكون من مجموعة من البطاقات الكفاءتية تتضمن ثالث أنواع من
المعلومات :
معلومات عن الوظائف العائلة المهنية الفرعي33ة و األساس33ية ال تي تنتمي إليه ا الوظيف ة منص ب
عمل –وضعية العمل .
معلوم 33ات عن الكف 33اءات :و تض م المع ارف ،و المع ارف العلمي ة ،و المواق ف ال تي يتطلبه ا
التشغيل إضافة إلى التكوين .
معلوم 33ات عن العب 33ور و تخص الوظ ائف أو مناص ب العم ل الممكن ش غلها و المعتم دة على
الكفاءات المكتسبة و التي نميز من خاللها (موساوي ،2015-2016 ،صفحة :)175
العبور السهل : passage aiséeو هنا تكون تغطية الكفاءات للوظيفة النموذج سهلة العبور
للوظيفة النموذج الهدف (محتمل االنتقال إليها ) لتصمنها معارف كفاءات مشتركة .
العب 33ور الوش 33يك ( :)pasage evertuelو يك ون العب ور هن ا وش يك الح دوث العتب ار أن
الكفاءات ضمنية و سلوكية ال يمكن تحديد تغطية الكفاءات لالحتياج إال من خالل المالحظة و
التحقيق في األداء .
3
المحاضرة :07استشراف المهن والكفاءات
مع انتهاء الحرب وفي كل بقاع العالم ،كان الفكر اإلنساني كله موجه نحو فكرة "البناء" ،األمر الذي
أطل ق العن ان ألفك ار جمي ع األف راد في المجتم ع لتص ور مس تقبل أك ثر إش راقا لهم؛ ح تى الحكوم ات
والمؤسسات والهيئات العلمية كانت تنشر في التفاؤل وفكرة :أن المستقبل بيد الفرد في حد ذاته،وعلى
األفراد أن يرسموا ما شاءوا لمستقبلهم .وفي ما يلي عرض تطور االستشراف في مجموعة من الدول
(عويسي ،2018 ،الصفحات )23-25
-1-1في الواليات المتحدة األمريكية ظهر االستشراف في الواليات المتحدة األمريكية في إطار الحرب ،في
الف ترة بين نهاي ة الح رب العالمي ة الثاني ة وبداي ة الح رب الب اردة؛ذل ك أن الح رب العالمي ة الثاني ة أطلقت
الشرارة للبحث المستميت عن التكنولوجيا خاصة الحربية منها وهو األمر الذي استدعى تدخل الكثير
من العلم اء في جمي ع المي ادين؛ في حين خل ق التكنولوجي ا ك ان يحت اج لخي ال واس ع حم ل مع ه الفك ر
االستشرافي؛ فقد عمل العلماء على تصور آالت وماكنات لم تخطر على العقل البشري قبال ثم عملوا
على تجس يدها على أرض الواق ع فك انت المزاوج ة بين الخي ال والعلم ال ذي خل ق م ا يع رف ب الفكر
االستشرافي .ما ميز االستشراف في "الو.م.أ" هو كونه مبني على التكنولوجيا واإلستراتيجية؛ وكذلك
أنه جاء في إطار المنظمات؛ ومنها من ارتبط نشاطها في مجال الدفاع الوطني ومنظمات بحثية جامعية
ايضا ومنظمات ارتبط نشاطها بمراكز السلطة والكونغرس.
وخير مثال على ذلك نجد معهد البحوث لستانفورد ( )Stanford research Instituteالذي جمع آالف
من الخبراء في شتى الميادين للقيام بدراسات استشرافية شاملة عن الو.م.أ.
في فرنس33ا بطريق ة مش ابهة نوع ا لم ا ح دث في ال و.م.إ ،ظه ر االستش راف في فرنس ا لخدم ة -1-2
احتياجات الدولة؛ فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وجدت اإلدارة الفرنسية نفسها في مواجهة خيارات
عملي ة إع ادة بن اء م ا خربت ه الح رب من منش آت قاعدي ة أساس ية؛ هن ا االستش راف ق اد الدول ة من خالل
4
مب ادرات علم اء االستش راف وعلى رأس هم نج د ال ذين انش ئوا منظم ات استش رافية وابتك روا أدوات
خاصة بهم ،أسست لعلم االستشراف وجعلت منه أكثر احترافية.
م ا م يز منهج االستش رافي الفرنس ي ربط ه بالتخطي ط االقتص ادي واالجتم اعي؛وبالخص وص التخطي ط
إلع ادة البن اء ،حيث لم يكن للتخطي ط األم ني ال دفاعي أي دور في االستش راف الفرنس ي؛ ومن ه يمكن
وصف االستشراف الفرنسي بأنه أكثر اجتماعية وأكثر إنسانية وأكثر شمولية منه في الو.م.أ.
ومن مميزات منهج االستشراف الفرنسي أيضا في بداياته قبل سنة ، 1960وقبل انطالق مشروع كان
ال يملك أي منهج أو أسلوب واضح المعالم ،بل كان يعتمد فقط على المبادئ ،فالمستشرفين الفرنسيين
لم يهتم وا بتط وير من اهج االستش راف وابتك ار أس اليب وأدوات خاص ة بهم ،فق د انص ب اهتم امهم على
تقديم آرائهم وتصوراتهم دون اللجوء إلى مناهج علمية.
لكن وبع د تب ني منهج الس يناريوهات ض من مش روع DATARس نة 1963بقي ادةMassé Pierre
وك ان اله دف من دراس اتهم ه و "تغي ير الع الم" من خالل إع ادة تص ميم اإلقليم أص بح منهج االستش راف
الفرنسي مبني على أسس علمية.
في اليابان التخطيط واالستش راف أخذ مكان ة مهم ة في الياب ان لدى ك ل من اإلدارات العمومي ة -1-3
والمؤسسات؛ كما نجد أن اليابانيين سواء كانوا أفرادا أو صناع قرار أو مؤسسات فإنهم يهتمون كثيرا
بمس الة األف ق الزم ني الطوي ل؛ فكم ا تمت د حض ارتهم لق رون طويل ة من ال زمن ف إنهم يع الجون المس تقبل
بنفس الطريق ة(أي بع د النظ ر(إن م ا يم يز أك ثر منهج االستش راف الياب اني ه و نظ رتهم للمس تقبل؛ فهم
يوفق ون بين آف اق المس تقبل الثالث ة )المس تقبل الق ريب؛ المس تقبل المتوس ط والمس تقبل البعي د) حيث بع د
نهاية الحرب العالمية الثانية وضع اليابانيون هدف إعادة بناء اليابان نصب أعينهم؛ ففرضوا على أي
حكومة جديدة ضرورة تقديم خطة متوسطة األجل ) 4-5سنوات( تصف إستراتيجيتها نحو المستقبل.
كم ا تلعب وزارة الص ناعة ،التكنولوجي ا واالقتص اد دور مستش ار الحكوم ة الياباني ة فيم ا يخص بن اء
السياس ات االقتص ادية واالس تراتيجيات الص ناعية؛ وهي تع د مرج ع أساس ي لل تزود بالدراس ات
االستشرافية الدقيقة والفعالة.
كم ا نج د أيض ا أن الهيئ ات والمؤسس ات الياباني ة المختلف ة تس تعين بخ دمات "مراك ز التفك ير Tanks
"Thinkالمنتش رة بك ثرة؛ ويع د "معه د البحث نوم يرا " Institute Research Nomuraأش هرها،
تأسس هذا المركز سنة 1965م ،وهو مكتب دراسات متخصص في معالجة المعلومات؛ وهناك أيضا
5
"معه د تكنولوجي ات المس تقبل وه و يع رف الي وم تحت اس م " Institute for the Technologies of
"، the Future (IFTF) Future the for Instituteتم تأسيس ه س نة 1972م ،ويق وم بتحلي ل أث ر
تطور التكنولوجيات الممكنة أو المحتملة.
-2-1مفه 33وم االستش 33راف :يمكن تعريف ه ه و اس تباق يس تعد للفع ل ،ين ير العم ل الحاض ر على ض وء
المستقبالت الممكنة و المأمولة ،فهو ينير العمل الحاضر على ضوء المستقبالت الممكنة و المأمولة .
ان االستشراف هو محصلة لكل من :التوقع ،االستباق ،اليقظة الوظيفية الوظيفية ،التخطيط.
تعريف التخطيط :عرفه أكوف على أنه تصور مستقبل مرغوب ،و كذا تصور الوسائل الفعلي3ة أ-
التي تؤدي إليه ":اإلستش3راف ي3دور ح3ول دائ3رتين و يش3تغل عليهم3ا هي دائ3رة تهيئ3ة ظ3روف
الفع33ل ،دائ33رة اس33تحداث الفع33ل ، .ك33ل من اإلستش33راف و اإلس33تراتيجية إلى مع33نى ال33ذكاء في
استحداث التصورات الذكية حول المستقبل من خالل استحداث أبجديات الراهن وفق تص33ورات
المستقبل (غوديه و دوران ،2011 ،صفحة .)15
ت-اليقظة الوظيفية :في نطاق هذه الدراسة النشاط المندمج و المتواصل الذي يهدف إلى متابعة تطور
المهن و الوظائف ـ حاال و مستقبال ـ في المحيط الخارجي للمنظمة ،و دراسة واقع الوظائف داخليا
ثم العمل على االرتقاء بها إلى مستوى التطورات الحاصلة .يشكل "اإلنصات" L’écouteأحد أهم
مقومات اليقظة ،و لئن كانت أنواع اليقظة األخرى تقتصر على بعد واحد من اإلنص ات ـ الداخلي أو
الخارجي ـ فإن اليقظة الوظيفية تعتمد أساسا على البعدين معا و بشكل مندمج.
االستباق :ه و القدرة على استش عار ورص د مختل ف اإلش ارات الض عيفة ال تي يص درها المحيط ث-
قبل حصول الحدث.
-2-2استش 33راف المهن والكف 33اءات :هي عب ارة على منهجي ة لتوق ع المس تقبل المحتم ل من منظ ور
المه ارات واألنش طة والمس ؤوليات الحالي ة لمهن ة م ا ،كم ا يس مح بتص ور المع ارف الممكن ة والم ؤهالت
والخبرات والسلوكيات التي من شأنها أن تكون غدا قادرة على خدمة الفرد والمنظمة (،Scouarnec
،2002صفحة .)365
6
- 6الفرق بين االستشراف واإلستراتيجية والتخطيط االستراتيجي :إن االستش راف وإ ن ك ان داخًال في
مجال التخطيط االستراتيجي إال أنه يختلف عنه ،فاألول يعنى بالتعرف على احتماالت ما سوف يكون
في المس تقبل ،أي أن نتائج ه متع ددة االحتم االت م ع محاول ة ت رجيح إح داهما دون أن تك ون معني ة
بالوصول لنتيجة معينة.
-3بينم ا يع نى الث اني (التخطي ط االس تراتيجي) بتحدي د ه دف معين مس بقًا ومحاول ة الوص ول إلي ه ،وبالت الي
ف إن االستش راف يس اعد بش كل كب ير في توجي ه التخطي ط االس تراتيجي ،أم ا اإلس تراتيجية فتس تدعي
االستشراف ولو لمجرد توضيح الخيارات التي تلزم المستقبل.
7