Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 150

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس‬


‫كلية العلوم االجتماعية‬
‫*** مــســتــغــانــم ***‬

‫قـســــم عــلــم اجـتمـاع‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ماجستير في علم اجتماع االتصال‬

‫استخدام الهاتف النقال‬


‫لدى الطالب الجامعي‬
‫** دراسة ميدانية في أوساط طلبة جامعة مستغانم**‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫د‪ .‬سيكوك قويدر‬ ‫‪-‬صفاح آمال فاطمة الزهراء‬
‫المشرف المساعد ‪:‬‬
‫أ‪ .‬عكروت فريدة‬
‫لجنة المناقشة ‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫‪ -‬د‪.‬عمارة الناصر أستاذ محاضر أ" جامعة مستغانم‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫‪ -‬د‪.‬سيكوك قويدر أستاذ محاضر "أ" جامعة مستغانم‬
‫مقررة مساعدة‬ ‫‪ -‬أ‪.‬عكروت فريدة أستاذة مساعدة "أ" جامعة مستغانم‬
‫مناقشا‬ ‫‪ -‬د‪.‬ابن طرمول عبد العزيز أستاذ محاضر "أ" جامعة وهران‬
‫مناقشا‬ ‫‪ -‬د‪.‬قدوسي محمد أستاذ محاضر "أ" جامعة سيدي بلعباس‬
‫عضوا مدعوا‬ ‫‪ -‬د‪ .‬إبراهيم أحمد أستاذ محاضر "ب" جامعة مستغانم‬
‫‪2009/2010‬‬

‫الشكر األول هلل تعالى عز و جل الذي أعطانا القدرة‬


‫واإلرادة إلتمام هذا العمل‪.‬‬
‫والحمد هلل والصالة والسالم على النبي محمد و على‬
‫آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫الشكر للوالدين الكريمين ولكل أفراد العائلة ‪،‬‬
‫الشكر للدكتور المؤطر سيكوك قويدر واألستاذة‬
‫عكروت فريدة اللذان قدما لنا اإلعانة والتوجيه طوال بداية‬
‫العمل إلى نهايته‪.‬‬
‫نشكر الدكتور إبراهيم احمد ‪،‬األستاذ بلهواري‬
‫الحاج‪،‬األستاذ عبد الوهاب غانم‪ ،‬األستاذ نذير عبد اهلل‬
‫الثاني‪،‬األستاذ قريد سمير وكل أساتذة قسم علوم اإلعالم‬
‫واالتصال‪.‬‬
‫كلمة شكر‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‬

‫تمهيد‪ ..............................................................................‬أ‬
‫الدراسات السابقة‪ ...................................................................‬ب‬
‫ح‬ ‫أسباب اختيار الموضوع‪...........................................................‬‬
‫أهمية وأهداف الموضوع ‪ ..........................................................‬ط‬
‫إشكالية الدراسة‪11 ....................................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرضيات……… ‪……………….............................................‬‬
‫المنهج المتبع وأدوات الدراسة‪15 ......................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫اإلطار الزماني والمكاني‪.........................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫عينة الدراسة‪......................................................................‬‬
‫مفاهيم الدراسة‪22 .....................................................................‬‬
‫الخلفيات النظرية المعتمدة‪29 ..........................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬وسائل االتصال الحديثة والهاتف النقال‬
‫‪39‬‬ ‫‪-I‬االتصال والتكنولوجيا الحديثة‪..................................................‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪– I – 1‬مفهوم االتصال‪.........................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ – I – 2‬وسائل االتصال ‪ :‬تعريفها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬تطوراتها ‪.........................‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪ – I – 3‬مفهوم التكنولوجيا الحديثة ‪.............................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪ – I – 4‬خصائص التكنولوجيا الحديثة ‪.........................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪-II‬تكنولوجيا الهاتف النقال‪......................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ – II - 1‬تعريف وسيلة الهاتف النقال‪..........................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪ – II – 2‬تطور االتصاالت الهاتفية ‪............................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪ – II – 3‬االتصاالت الالسلكية وتكنولوجيا الهاتف النقال في الجزائر‪............‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مرحلة الشباب والمعطيات الميدانية للدراسة‬
‫‪ – I‬الشباب وخصائصه ‪66 ...........................................................‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪-I -1‬ماهية مرحلة الشباب ‪....................................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪ – I – 2‬خصوصيات مرحلة الشباب ‪...........................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪ – I – 3‬الشباب والطلبة في الجزائر‪............................................‬‬
‫‪ – II‬المعطيات الميدانية للدراسة ‪78 ..................................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪ – II – 1‬خصائص الهواتف النقالة التي يستخدمها الطلبة ‪......................‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪ – II – 2‬عادات وقيم استخدام الهاتف النقال‪....................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪ – II – 3‬استخدامات الرسائل القصيرة ولغة التعبير ‪............................‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪ – II – 4‬تأثير الوضعيات الرسمية الجامعية على االستخدام ‪....................‬‬
‫‪107‬‬ ‫‪ – II – 5‬تأثير الوضعيات غير الرسمية للجامعة على االستخدام ‪................‬‬
‫خاتمة‪117 ..............................................................................‬‬
‫المراجع‬
‫المالحق‬
‫يعتبر االتصال من أهم الوظائف والنشاطات الحيوية التي يمارسها األفراد ويواص‪II‬لون‬
‫عن طريقه حياتهم في وسط المجتمع‪ ،‬و لتجسيد االتصال بين مختلف األطراف س‪II‬واء ك‪II‬انوا‬
‫أفراد أو جماعات‪ ،‬حيث يجب توفر مجموعة من العناصر والمقومات إلنجاح العملية االتصالية‬
‫وتحقيق األهداف المحددة التي حددها "هارولد الزوال" أحد مؤسسي علوم اإلعالم واالتصال في‬
‫خمسة أسئلة ‪ :‬من؟ يقول ماذا؟ لمن؟ بأي وسيلة؟ بأي هدف؟‪ ،‬حيث من بين هذه العناصر هناك‬
‫الوسائل االتصالية فهذه األخيرة التي تعد قنوات تقوم بحمل مضمون الرسائل التي يتم صياغتها‬
‫‪I‬دة‬
‫من طرف العنصر المرسل‪ ،‬بهدف إيصالها لطرف معين حيث عرفت الوسائل االتصالية ع‪I‬‬
‫تغيرات و تطورات و تعديالت خضعت لها على مر العصور واألزمنة‪ ،‬وتركت أثاره‪II‬ا على‬
‫أنواع العمليات االتصالية و ميزت ثقافات الشعوب وساهمت في نقلها عبر مختلف األجيال‪ ،‬كما‬
‫‪I‬ائل‬
‫‪I‬وير وس‪I‬‬
‫‪I‬اهمت في تط‪I‬‬
‫يرى الباحثون والدارسون في هذا المجال أن هناك عدة ثورات س‪I‬‬
‫وعجلت في انتشارها بداية من بداية استخدام الكتابة‪ ،‬إلى عصر الثورة الصناعية وما‬
‫ّ‬ ‫االتصال‬
‫‪I‬ع‬
‫‪I‬يرت الواق‪I‬‬
‫‪I‬تي غ‪I‬‬
‫لحقها من نهضات فكرية وعلمية‪ ،‬وظهور وسائل االتصال الجماهيرية ال‪I‬‬
‫وحولت العالم إلى فضاء متقارب يربط بين مختلف الثقافات والشعوب وصوال إلى‬
‫االجتماعي‪ّ ،‬‬
‫‪I‬ة‬
‫الثورة التكنولوجية في ميدان االتصال التي تعززت بسياسية العولمة التي تهدف لتوحيد الثقاف‪I‬‬
‫في إطار القرية العالمية‪ ،‬عن طريق الوسائل االتصالية الحديثة التي تعبر عن أحدث النم‪II‬اذج‬
‫المصغرة واألكثر مرونة في االستخدام ومناسبة للظروف اليومية التي تعي‪II‬ق نش‪II‬اط الف‪II‬رد‬
‫االتصالي التي توصل إليها الفكر البشري في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬و التي عرفت انتش‪II‬ارا‬
‫واسعا في أنحاء العالم وانتقالها للعالم العربي فمن جهة أصبحت تمثل جزءا هام‪II‬ا من الحي‪II‬اة‬
‫‪I‬دة‬
‫‪I‬يز بع‪I‬‬
‫‪I‬ة تتم‪I‬‬
‫‪I‬ة الحديث‪I‬‬
‫اليومية لمختلف الفئات االجتماعية‪ ،‬فالوسيلة االتصالية التكنولوجي‪I‬‬
‫‪I‬انت‬
‫‪I‬ا ك‪I‬‬
‫خصائص تتيح للمستخدم من خاللها خدمات اتصالية متعددة ونشاطات تختلف عن م‪I‬‬
‫‪I‬ة‬
‫‪I‬اعي من جه‪I‬‬
‫تقدمه الوسائل االتصالية السابقة‪ ،‬والتي تختلف عالقتها بعوامل المحيط االجتم‪I‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪I‬ائل‬
‫‪I‬ك الوس‪I‬‬
‫من بين أهم الوسائل االتصالية الحديثة التقنية التي ميزت القرن الحالي‪ ،‬تل‪I‬‬
‫التي تعتمد على تقنيات االتصاالت الالسلكية‪ ،‬الغير ثابتة و التي عرفت انتشارا سريعا بعد نجاح‬

‫‪1‬‬
‫تجاربها حيث ساعدت في الترويج السريع للهواتف النقالة في جميع أنحاء العالم حيث انتش‪I‬رت‬
‫فعليا في نصف التسعينات‪ ،‬منطلقة من دول الشمال ‪ :‬الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬أوروبا‪ ،‬واليابان‪ ،‬لنتنقل إلى بقية‬
‫أنحاء العالم لتصل إلى دول الجنوب ليتم التأكيد على انتشار استخدامها في العالم العربي والدول‬
‫‪I‬ة‬
‫‪I‬ك وإقام‪I‬‬
‫اإلفريقية من خالل استغالل كل اإلمكانيات وتشجيع السياسات التنظيمية إلنجاح ذل‪I‬‬
‫مختلف االتفاقيات مع دول الشمال بهدف تطوير قطاع االتصاالت وفتح ب‪I‬اب المنافس‪I‬ة أم‪I‬ام‬
‫القطاعات الخاصة واألجنبية لتنمية األسواق المحلية ومواكبة أخر التطورات التكنولوجية التي‬
‫ال تتوقف عند نقطة نهاية‪ ،‬وبالتالي تعددت الشركات المتخصصة في مجال الخطوط الهاتفي‪II‬ة‬
‫الالسلكية في الوطن العربي‪ ،‬لتسهل عملية انتشار مراكز االتصاالت الالسلكية في كل منطقة‪،‬‬
‫ولتلبية طلبات المستهلكين وتحسين الخدمات االتصالية‪ ،‬والسعي وراء كسب اك‪II‬بر ع‪II‬دد من‬
‫المشتركين و الحصول على والء المستهلك‪.‬‬
‫وباشتراك مختلف العوامل واستغالل اإلمكانيات لتطوير قطاع االتصاالت الالسلكية وتش‪II‬جيع‬
‫استخدام التكنولوجيا الحديثة بمختلف أشكالها ووسائلها‪ ،‬أصبح استخدام الهاتف النقال إلى جانب‬
‫وسائل تكنولوجية حديثة أخرى في المجتمعات العربية والمغاربية من بين الحقائق االجتماعي‪II‬ة‬
‫‪I‬ة‬
‫‪I‬ار البني‪I‬‬
‫الحديثة واآلنية التي تميز الحياة اليومية بمختلف تجاربها‪ ،‬سرعان ما تغلغلت في إط‪I‬‬
‫‪I‬بكة‬
‫‪I‬تى ش‪I‬‬
‫‪I‬راد‪ ،‬ح‪I‬‬
‫‪I‬ها األف‪I‬‬
‫االجتماعية الحديثة‪ ،‬لتشمل جميع الميادين والنشاطات التي يمارس‪I‬‬
‫العالقات االجتماعية التي يقيمونها مع اآلخرين‪ .‬ومن بين المجتمعات العربية والمغاربية نج‪II‬د‬
‫المجتمع الجزائري الذي عرف بدوره انتشارا واسعا الستخدام وسيلة الهاتف النق‪I‬ال بداي‪I‬ة من‬
‫‪I‬ا‬
‫نهاية التسعينات وبداية عقد األلفين وانتعاش األسواق الجزائرية بهذه الوسائل بمختلف أنواعه‪I‬‬
‫وأحجامها وتزايد الطلب عليها من طرف مختلف الفئات االجتماعية‪ ،‬التي س‪II‬رعان م‪II‬ا تبنت‬
‫استخدام هذه الوسيلة و تأقلمت مع خصائصها بما فيها فئة الشباب التي تمثل قوة بشرية مهم‪II‬ة‬
‫من مجموع سكان الجزائر وكذا عالقتها الوطيدة بالوسائل االتصالية الحديثة حسب ما أوضحته‬
‫عدة دراسات و بحوث ميدانية نذكر منها‪:‬‬
‫الدراسة األولى‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫لعبد الوهاب جودة‪ ،‬دراسة علمية عن التأثيرات االجتماعية الستخدامات الشباب للهاتف‬
‫‪I‬الية بين‬
‫‪I‬ة االتص‪I‬‬
‫‪I‬ة العالق‪I‬‬
‫المحمول‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬مصر‪ .2006،‬تناولت هذه الدراس‪I‬‬
‫‪I‬ادات‬
‫‪I‬رف على ع‪I‬‬
‫الشباب الجامعي ووسيلة الهاتف المحمول‪ ،‬بهدف تفسير هذه العالقة‪ ،‬والتع‪I‬‬
‫االستعمال لدى الشباب الجامعي‪ ،‬متناولة بذلك اإلشكالية التالية‪ :‬م‪II‬ا الت‪II‬أثيرات االجتماعي‪II‬ة‬
‫الستخدام الهاتف المحمول لدى الشباب الجامعي؟ وطرحت مجموعة من التساؤالت الفرعية‪ :‬ما‬
‫هي أنواع استخدام الهاتف النقال لدى الشباب الجامعي العربي؟ ما هي أسباب اس‪II‬تعماله؟ م‪II‬ا‬
‫عالقة استخدامه بالتحرر من األماكن المحلية؟ ما عالقة اس‪I‬تخدامه بالتم‪I‬ايز االجتم‪I‬اعي بين‬
‫‪I‬تخدامه‬
‫‪I‬ة اس‪I‬‬
‫‪I‬ا عالق‪I‬‬
‫‪I‬باب؟ م‪I‬‬
‫‪I‬دى الش‪I‬‬
‫الشباب؟ ما تأثير استخداماته على العالقات األسرية ل‪I‬‬
‫باالغتراب لدى الشباب؟ ما تأثير استخدامه على منظومة القيم لدى الش‪II‬باب؟ م‪II‬اهي أن‪II‬واع‬
‫استخدامه في مجال التعليم؟ ما تأثيراته التعليمية؟‪ .‬ثم تطرق في اإلطار النظري ألت‪II‬وثيقي إلى‬
‫عرض الدراسات المتعلقة بعالقة تكنولوجيا االتصاالت الحديثة والتغير االجتماعي‪ ،‬و ظ‪II‬اهرة‬
‫العولمة‪ ،‬و مختلف اآلراء المطروحة حول استعمال الهاتف النقال‪ ،‬ثم‬
‫نتقل إلى اإلطار المنهجي لتحديد مجال البحث وتقنيات البحث‪ ،‬أين اعتمد على الخلفي‪II‬ة‬
‫السوسيو انثروبولوجية‪ ،‬معتمدا على األسلوب الوصفي التحليلي‪ ،‬دراسة مسحية‪ ،‬شملت التحليل‬
‫الكمي والكيفي‪ ،‬أين اعتمد على مجالين للبحث‪ :‬المجال األول بشري‪ :‬تمثل في طالب جامعتي‬
‫عين الشمس بمصر وطالب جامعة قابوس بسلطنة عمان‪ ،‬كما اعتمد على أس‪II‬لوب مالحظ‪II‬ة‬
‫طرق استعمال الهاتف لدى طالب جامعات مصرية أخرى أثناء حضورهم دورات تدريبية في‬
‫‪I‬ة‬
‫معسكر إعداد القادة في علوان وأثناء اللقاءات الشبابية‪ ،‬وكذلك من خالل معايشة شباب جامع‪I‬‬
‫سوريا ‪ 17‬يوما‪ .‬المجال الثاني وثائقي‪ :‬النصوص القصيرة ‪ SMS 1380‬رسالة‪ 850 ،‬منها‬
‫من الشباب المصري‪ 530 ،‬منها من الشباب العربي‪.‬أما الدراسة المسحية اقتصرت على طالب‬
‫جامعتي‪ :‬عين الشمس‪ ،‬قابوس‪ ،‬والعينات األخرى اعتمد عليها في المالحظ‪II‬ة وفي مناقش‪II‬ات‬
‫جماعية‪.‬اعتمد في اختياره للعينة على أسلوب العينة العمدية (غير احتمالية) مستعمال طريق‪II‬ة‬
‫الحصة وكرة الثلج‪ ،‬بحيث تم اختيار المبحوثين‪ ،‬بشرط استخدامهم للمحمول في مدة ال تقل عن‬
‫‪ 6‬أشهر‪ ،‬إذ تم اختيار ‪ 569‬مفردة‪ ،‬و لجمع المعطيات تم االعتماد على تقنية االستبيان ال‪II‬ذي‬

‫‪3‬‬
‫تناول ‪ 5‬فصول‪ :‬البيانات العامة‪ ،‬أنماط استخدام الشباب الجامعي للهاتف‪ ،‬مبررات استخدامه‪،‬‬
‫‪I‬د على‬
‫‪I‬ا اعتم‪I‬‬
‫التأثيرات االجتماعية و الثقافية‪ ،‬تأثيرات استعمال الهاتف على قواعد النظام‪.‬كم‪I‬‬
‫‪I‬ابالت‬
‫‪I‬رة‪ ،‬المق‪I‬‬
‫مجموعة النقاش البؤرية حيث استعان بدليل مناقشة جماعية‪ ،‬المالحظة المباش‪I‬‬
‫المفتوحة‪ ،‬تحليل مضمون الرساالت النصية‪ ،‬وتم جمع المعطيات على مرحل‪II‬تين‪ :‬األولى في‬
‫جامعة عين الشمس‪ ،‬مصر من نوفمبر ‪ 2004‬إلى مارس ‪ ،2005‬المرحلة الثانية‪ :‬من ‪2004‬‬
‫إلى ‪ 2005‬بجامعة عمان‪ .‬ولتحليل المعطيات استخدم الباحث نظام ‪ SPSS‬وأسلوب المقارن‪II‬ة‬
‫الوصفية‪ .‬من النتائج المحصل عليها‪ :‬تشكيل ثقافة مادية لدى الشباب العربي التي تك‪II‬ونت من‬
‫خالل استعمال الهاتف المحمول‪ ،‬مع تغير نمط التفاعل و االتصال‪ :‬التراسل النصي‪ ،‬الفي‪II‬ديو‪،‬‬
‫الصور‪ ،‬االنترنيت‪ .‬أداة للتفاعل االجتماعي‪ ،‬التسلية‪ ،‬مليء الفراغ‪ ،‬التفاخر في اقتناء أحس‪II‬ن‬
‫‪I‬ة‬
‫‪I‬ات الغرامي‪I‬‬
‫‪I‬التركيز على المحادث‪I‬‬
‫‪I‬لبية‪ ،‬ك‪I‬‬
‫‪I‬تعماالت الس‪I‬‬
‫التقنيات باإلضافة إلى بعض االس‪I‬‬
‫‪I‬ري‬
‫‪I‬ل األس‪I‬‬
‫‪I‬أداة للتواص‪I‬‬
‫والعاطفية‪ ،‬كما توصلت الدراسة إلى أن الهاتف المحمول يستعمل ك‪I‬‬
‫ووسيلة للضبط االجتماعي و في نفس الوقت يمكن أن يكون أداة للتوتر األس‪II‬ري‪ ،‬واغ‪II‬تراب‬
‫الشباب‪ ،‬تكريس قيم الرأسمالية‪ ،‬التحرر من المجتمع المحلي‪ ،‬كما يمكن أن يكون أداة للتواصل‬
‫بين الطالب في مجال الدراسة وكذا مع إدارة الجامعة وبعض السلبيات في هذا المجال كانتهاك‬
‫قواعد التعليم واستعمال المحمول في الغش في االمتحانات‪.‬‬
‫الدراسة الثانية‪:‬‬
‫‪I‬رعية‬
‫" كورين مارتان"‪ ،‬الهاتف النقال عند الشباب المراهقين وأولي‪II‬ائهم‪ ،‬م‪II‬ا هي ش‪I‬‬
‫االستعماالت؟‪ ،‬جامعة ‪ .METZ، BRETAGNE، 2003‬تمثلت إشكالية الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫ما هي الداللة االجتماعية االستعمال هذه الوسيلة االتصالية الجديدة؟ ما هي الصيرورة التي يتم‬
‫وفقها التكيف مع استعمال هذه الوسيلة ؟ كيف يتشكل معيار االستعمال؟ ثم تط‪II‬رقت إلى نق‪II‬د‬
‫‪I‬بر عن‬
‫‪I‬طحية وال تع‪I‬‬
‫‪I‬بر س‪I‬‬
‫حدود الدراسات اإلحصائية حول امتالك الهاتف النقال و التي تعت‪I‬‬
‫الواقع االجتماعي لالستعمال بل تقدم مجرد أرقام إحصائية‪ ،‬ثم تطرقت إلى موضوع الرواب‪II‬ط‬
‫األسرية وكيف تساهم في دعم استعمال الهاتف النقال و إعطاء شرعية لالستعمال وعالقة ذلك‬
‫‪I‬ل التمثالت‬
‫‪I‬باب‪ ،‬من خالل تحلي‪I‬‬
‫‪I‬تقاللية الش‪I‬‬
‫‪I‬وع اس‪I‬‬
‫بالضبط االجتماعي و أخيرا إلى موض‪I‬‬

‫‪4‬‬
‫‪I‬دف من خالل‬
‫‪I‬ل اله‪I‬‬
‫االجتماعية الستعمال الهاتف النقال لدى الشباب المراهقين وأوليائهم‪ .‬تمث‪I‬‬
‫هذه الدراسة في فهم كيفية تشكل التمثالت االجتماعية من خالل استعمال الهاتف النقال في إطار‬
‫ديناميكية األسرة‪ .‬الحظت الباحثة أن الخصائص السوسيو ديموغرافية للمس‪II‬تعملين‪ ،‬ال تعطي‬
‫‪I‬وع امتالك‬
‫‪I‬ول مجم‪I‬‬
‫‪I‬ائية ح‪I‬‬
‫إال تفسيرات جزئية‪ ،‬إذ الحظت ذلك من خالل الفروقات اإلحص‪I‬‬
‫‪I‬ون‪ ART 32.2 ،‬ملي‪I‬‬
‫‪I‬ون‪،‬‬ ‫‪I‬ت ‪INSEE 13‬ملي‪I‬‬
‫الهاتف النقال في جوان ‪ 2001‬إذ أحص‪I‬‬
‫‪ Médiamétrie 22‬مليون‪ Credoc 25.2 ،‬مليون وذلك الن اإلحصائيات األولى جمعت‬
‫المعطيات على أساس أن األسرة تمتلك الهاتف النقال أما الثانية على أساس معطيات تجاري‪II‬ة‪،‬‬
‫‪I‬رورة‬
‫‪I‬ة ض‪I‬‬
‫‪I‬ائج رأت الباحث‪I‬‬
‫أما األخيرة على أساس االمتالك الشخصي وانطالقا من هذه النت‪I‬‬
‫اللجوء إلى الدراسة و التحليل الكيفي‪ ،‬من خالل حساب الممارسات‪ ،‬عدد المكالمات‪ ،‬زمنه‪II‬ا‪،‬‬
‫‪I‬ة‬
‫‪I‬ام بدراس‪I‬‬
‫‪I‬د القي‪I‬‬
‫االتصال‪.‬وتم اختيار العينة في مؤسسة تعليمية بع‪I‬‬
‫ّ‬ ‫نوع المرسلين‪ ،‬و أسباب‬
‫استكشافية‪ ،‬إذ تم اختيار ‪ 24‬أسرة للمراهقين ‪ 13‬بنت‪ 11 ،‬ذكر تتراوح أعمارهم بين ‪18-14‬‬
‫سنة بحيث تسعة منهم من السنة الثالثة‪ 15 ،‬فردا من السنة الثانية ‪ BEP‬بحيث يعمل األولي‪II‬اء‬
‫مع مراعاة اختالف األعمال بمعنى أن العينة قصديه‪ .‬استعملت تقنية المقابلة النصف مباشرة مع‬
‫‪I‬ل‬
‫‪I‬د تحلي‪I‬‬
‫‪I‬ة بع‪I‬‬
‫أفراد العائلة كل على حدا معزولين ‪.‬ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحث‪I‬‬
‫‪I‬ة‬
‫المقابالت‪ :‬استعمال الهاتف النقال كأداة للتحقيق التواصل والتنسيق األسري‪،‬حيث يشكل راح‪I‬‬
‫‪I‬دة‪،‬‬
‫‪I‬رق جدي‪I‬‬
‫‪I‬ة بط‪I‬‬
‫‪I‬ة االجتماعي‪I‬‬
‫لألولياء في االطمئنان على األبناء وبذلك تدعيم عملية الرقاب‪I‬‬
‫‪I‬ادة‬
‫‪I‬يلة إلع‪I‬‬
‫والتوفيق بين مسؤوليات العمل ومسؤوليات المنزل خاصة لدى األمهات و كذا وس‪I‬‬
‫األمان و بهذا يشكل بعد نفعي‪ ،‬وهذا ما يدفع باألولياء القتناء هذه الوسيلة ألبنائهم إذ يعتبرون‪II‬ه‬
‫وسيلة للضبط االجتماعي متتبع تربوي وتسيير عن بعد‪.‬أما فيما يتعلق بموضوع االستقاللية لدى‬
‫األبناء فهي متاحة من خالل تشكيل شبكة من األصدقاء وحياة خاصة و تمييز الهوي‪II‬ة مقاب‪II‬ل‬
‫ممارسات الضبط االجتماعي‪ ،‬حيث الحظت أن الهاتف النقال يبقى طوال ال‪II‬وقت في ح‪II‬وزة‬
‫الشباب المراهقين‪ ،‬قريب جدا منهم‪ ،‬خاصة أثناء الليل‪ ،‬وبعد الخروج مباشرة من قاعات الدرس‬
‫لتكريس نوع من الخصوصية‪ ،‬يستعملون أكثر الرسائل القصيرة وه‪II‬ذا ألن ه‪II‬ذا النم‪II‬ط من‬
‫االتصال يعطي أكثر حرية للجانب العاطفي وحرية أكثر للتكلم‪ ،‬سمح بظهور لغة رمزية جديدة‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫تتميز أحيانا بالسرية بينهم ومن وجهة نظر األولياء خاصة األمهات‪ ،‬شرعية استعمال اله‪II‬اتف‬
‫النقال‪ ،‬تتشكل من خالل ضرورة التأكيد على التواصل واالنسجام األس‪I‬ري‪ ،‬وي‪I‬رى الش‪I‬باب‬
‫المراهقين أن الهاتف النقال وسيلة لتحقيق االستقاللية والتمكن من إثب‪II‬ات ال‪II‬ذات وممارس‪II‬ة‬
‫الفردانية في المجتمع مقابل ذلك‪ ،‬وبالتالي هناك عالقة معقدة بين تحقيق االستقاللية و الض‪II‬بط‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫الدراسة الثالثة‪:‬‬
‫دراسة "ولد غويل خليدة "‪ ،‬تحت عنوان " استخدام الهاتف النقال في الوس‪II‬ط ال‪II‬تربوي‬
‫‪I‬ي‬
‫‪I‬ة اإلدريس‪I‬‬
‫‪I‬روس و ثانوي‪I‬‬
‫للثانوية (دراسة ميدانية لتالميذ ثانوية‪ ،‬عروج و خير الدين‪ ،‬برب‪I‬‬
‫بالجزائر العاصمة)"‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪ .‬طرحت اإلشكالية عن طريق السؤال الرئيسي‬
‫التالي‪ :‬هل يتحكم المحيط االجتماعي للتلميذ الثانوي في الجزائر في تعامله مع الهاتف النق‪II‬ال‬
‫بمختلف أجياله؟ وطرحت مجموعة من التساؤالت والفرضيات‪ ،‬أهمها‪ :‬الهاتف النق‪II‬ال عن‪II‬د‬
‫التلميذ الثانوي المراهق‪ ،‬وسيلة يحاول من خاللها‪ ،‬إبراز خصوصياتها الشخصية‪ ،‬باعتب‪II‬اره‪،‬‬
‫رمزا لالستقاللية‪ ،‬االفتخار‪ ،‬الموضة‪ ،‬و إثبات الذات‪.‬‬
‫يستخدم التلميذ الثانوي الهاتف النقال‪ ،‬كوسيلة ترفيهية أكثر من األغراض األخرى‪.‬‬
‫يتحدد استخدام الهاتف النقال لدى التلميذ‪ ،‬وفق أسرته وجماعات الرفاق‪.‬‬
‫الضبط االجتماعي الممارس من طرف الوالدين يؤثر في انتشار استخدام الهاتف في األوس‪II‬اط‬
‫الثانوية‪.‬‬
‫نقص فعالية الرقابة داخل البيئة الثانوية‪ ،‬يؤثر في انتشار استخدام الهاتف النقال‪ .‬ولإلجابة على‬
‫‪I‬ع‬
‫‪I‬أداة لجم‪I‬‬
‫هذه التساؤالت تم االعتماد‪ ،‬على منهج‪ :‬المسح االجتماعي‪ ،‬باستعمال االستمارة ك‪I‬‬
‫البيانات‪ ،‬موزعة على التالميذ و أوليائهم‪ ،‬حيث احتوت االستمارة الموجه‪II‬ة‪ ،‬للتالمي‪II‬ذ ثالث‬
‫محاور‪ :‬المحور األول‪ :‬البيانات العامة‪ :‬الجنس‪ ،‬السن‪ ،‬المستوى التعليمي‪ ،‬التخصص‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬التصورات التي يحملها التلميذ المراهق عن الهاتف النقال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬تأثير النظم االجتماعية‪ ( ،‬األسرة‪ ،‬جماعة الرفاق‪ ،‬الثانوية ) على طرق تعامل‬
‫التلميذ مع الهاتف النقال‪ ،‬وقد احتوت ‪ 46‬سؤاال‪ .‬أما االستمارة الموجهة لألولياء فتن‪II‬اولت ‪14‬‬
‫سؤاال حول الضبط االجتماعي الممارس من طرف األولياء على التالميذ‪.‬‬
‫كما استعانت بالمنهج الوصفي‪ ،‬التفسيري عن طريق أداة المقابلة التي أجرتها‪ ،‬مع عينة‬
‫من المستشارين التربويين‪ ،‬للتعرف على إجراءاتهم مقابل مختلف ظواهر اس‪II‬تعمال التالمي‪II‬ذ‬
‫للهاتف النقال في الثانوية و تضم ‪ 12‬سؤاال‪.‬إلى جانب منهج التنشيط الجم‪II‬اعي‪ ،‬عن طري‪II‬ق‬
‫استعمال دليل التنشيط الذي يضم أسئلة مفتوحة لفتح باب النقاش مع مجموع‪II‬ة من التالمي‪II‬ذ‪،‬‬
‫‪I‬ه‪.‬‬
‫‪I‬ة علي‪I‬‬
‫‪I‬أثير النظم االجتماعي‪I‬‬
‫‪I‬تعمال وت‪I‬‬
‫ضمت ‪ 14‬سؤاال لتحديد التصورات‪ ،‬وأنماط االس‪I‬‬
‫وانطلقت الدراسة من ‪ 2‬فيفري ‪ 2008‬إلى شهر أبريل ‪ ،2008‬و أجريت الدراسة على تالميذ‬
‫‪I‬وائيا‬
‫ثانويتي العاصمة‪" :‬عروج وخير الدين بربروس" و"اإلدريسي"‪ ،‬وتم اختيار الثانويتين عش‪I‬‬
‫من مجموع ثانويات العاصمة‪ ،‬إذ كانت العينة متعددة الدرجات‪.‬‬
‫‪I‬ددت‬
‫‪I‬ب الجنس‪ ،‬ثم ح‪I‬‬
‫حيث تم تصنيف عدد التالميذ الذين يمتلكون الهواتف النقالة حس‪I‬‬
‫‪I‬ن‬
‫‪I‬ة الس‪I‬‬
‫‪I‬يرات المراقب‪I‬‬
‫‪I‬بة ‪ % 30‬من خالل متغ‪I‬‬
‫نسبة ‪ 1/3‬لسحب العينة بالحصص أي نس‪I‬‬
‫والجنس‪ ،‬ثم اختيار نسبة ‪ 1/2‬من عينة األولياء‪ ،‬بطريقة مقصودة‪ 1/2 ،‬من عينة المستشارين‪،‬‬
‫‪I‬تي تم‬
‫‪I‬ائج ال‪I‬‬
‫‪I‬ذ‪ ،‬ومن أهم النت‪I‬‬
‫‪I‬ودة ‪ 10‬تالمي‪I‬‬
‫تم سحبها بطريقة مقص‪I‬‬
‫وعينة التنشيط الجماعي ّ‬
‫التوصل إليها‪ :‬الهاتف النقال وسيلة لتحقيق استقاللية التلميذ المراهق وإثبات ذاته أمام أقران‪II‬ه‪،‬‬
‫عدم إمكانية االستغناء عن الهاتف النقال الذي أصبح جزءا من شخصية المراهق‪ ،‬وسيلة إلشباع‬
‫رغبات عاطفية‪ ،‬التصور االجتماعي للهاتف النقال عملية دينامكية تتداخل فيها ثالث عوام‪II‬ل‪:‬‬
‫مؤثرات قيمية‪ ،‬اجتماعية‪ ( ،‬األسرة‪ ،‬الجماعة المرجعية )‪ ،‬شخصية المراهق‪.‬‬
‫استخدام الهاتف النقال ألغراض الترفيه و التسلية‪ ،‬أكثر من أغراض أخرى‪ ،‬يت‪II‬أثر‬
‫التالميذ بنمط االستخدام‪ ،‬لدى أصدقائهم‪ ،‬وأقرانهم‪ ،‬أكثر من أفراد أسرتهم‪ ،‬الضبط االجتماعي‪،‬‬
‫الممارس من طرف الوالدين داخل المنزل يمس خاصة السلوك‪ ،‬في حين أن محتوى الهاتف ال‬
‫يخضع لنفس الدرجة‪ ،‬وخارج المنزل يمكن األولياء من تعقب مكان وجود األبن‪II‬اء‪ ،‬اس‪II‬تخدام‬
‫الهاتف النقال في الثانوية بين التالميذ‪ ،‬ينشط شبكة من التفاعل االجتماعي‪ ،‬يساهم في انتش‪II‬ار‬

‫‪7‬‬
‫ثقافة خاصة بهم‪ ،‬توتر العالقات بين التالميذ وأوليائهم (صراع بين استقاللية المراهق وممارسة‬
‫الضبط االجتماعي‪ ،‬من طرف الوالدين)‪ ،‬ومن جهة ثانية توتر في العالقات م‪II‬ا بين التالمي‪II‬ذ‬
‫وإدارة الثانوية (ممارسة الرقابة والتمسك باستخدام الهاتف النقال)‪ ،‬من جهة ثالث‪II‬ة ت‪II‬وتر في‬
‫العالقات بين أولياء التالميذ و الثانوية‪.‬‬
‫ومن المالحظات التي أثبتتها الدراسات أن هناك عالقة وطيدة نشأت بين الشباب ووسيلة‬
‫الهاتف النقال‪ ،‬بالرغم من اختالف النشاطات التي يمارسونها خالل استخدامه المتنوع بتن‪II‬وع‬
‫أشكاله‪ ،‬حيث هناك من يرى أنه يعزز الروابط االجتماعية ما بين الشباب واألس‪II‬رة‪ ،‬ويحق‪II‬ق‬
‫عملية الضبط االجتماعي بين الطرفين‪ ،‬وهناك من تناول الظاهرة من زاوية استخدامه في وسط‬
‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬كما توصلوا إلى أن هناك استخدامات مختلفة لا تتوافق مع قواع‪I‬د التعليم‪،‬‬
‫وسبب رئيسي لتوتر العالقات االجتماعية‪ ،‬ومن خالل إطالعنا على هذه الدراسات باالعتم‪II‬اد‬
‫على ما تم مالحظته لمختلف استخدامات الطلبة لهذه الوسيلة في الفضاء الجامعي‪ ،‬ارتأين‪II‬ا أن‬
‫ندرس ظاهرة استخدام الهاتف النقال لدى الطلبة الجامعيين لمعرفة أهم العوام‪II‬ل الم‪II‬ؤثرة في‬
‫‪I‬الب‬
‫‪I‬التركيز على الط‪I‬‬
‫‪I‬ك ب‪I‬‬
‫استخدامه بغض النظر عن عالقة الطالب باألسرة واإلدارة‪ ،‬وذل‪I‬‬
‫المستخدم للوسيلة االتصالية في الوسط االجتماعي الجامعي‪ ،‬سواء كان في حال‪II‬ة تفاع‪II‬ل في‬
‫وضعية رسمية‪ ،‬منظمة‪ ،‬أو في حالة تفاعل في إطار وضعية غير رسمية وغير منظمة‪.‬‬
‫أسبـاب اختيـار الموضـوع ‪:‬‬
‫تعد تكنولوجيا وسائل االتصال الحديثة والثورة التي أحدثتها في العالم وما رافقها من‬
‫تغيرات وتحوالت جذرية‪ ،‬بمختلف أشكالها في جميع الميادين اإلنسانية‪ ،‬من أهم الظواهر التي‬
‫أصبحت موضع اهتمام كبير من طرف الباحثين و الدارسين‪ ،‬و حتى من طرف رجال السياسة‬
‫الذين يستخدمونها في تسيير المشاريع اإلستراتجية العالمية‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بتحقيق أهداف‬
‫التنمية المستدامة وترقية البيئة و النوع البشري‪ ،‬بتفعيل التكنولوجيا لمواجهة األزمات‪ ،‬إلى‬
‫جانب مساهمة هذه الوسائل في ظهور مجتمعات المعلومات التي يتعامل أفرادها بشكل واسع‬
‫بهذه الوسائل في جميع نشاطاتهم االجتماعية‪ ،‬باالعتماد الكبير على تدفق المعلومات الهائل‬
‫والسريع‪ ،‬وتغلغلها بشكل كبير‪ ،‬وانتشارها في بقية المجتمعات بما فيها مجتمعات دول الجنوب‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫التي أصبحت تسعى لاللتحاق بركب مجتمعات المعلومات‪ ،‬بما فيها الجزائر التي تشهد انتشارا‬
‫واسعا للهواتف النقالة و تعميم استخدام شبكات االنترنيت كنموذج من وسائل التكنولوجيا‬
‫الحديثة‪ ،‬و التي هي بصدد تكثيف جهودها لتطوير هذا المجال‪ ،‬لذلك اخترنا دراسة انتشار‬
‫ظاهرة استخدام وسيلة الهاتف النقال كنموذج حديث لوسائل االتصال التكنولوجية الحديثة في‬
‫الجزائر التي أصبحت جزء من الحياة اليومية لألفراد‪ ،‬إلى جانب ذلك عالقة تخصصنا علم‬
‫اجتماع اتصال بالموضوع المراد دراسته‪ ،‬من خالل مالحظة الظاهرة االتصالية الجديدة‬
‫الناتجة عن انتشار الهائل للوسيلة الحديثة وعالقتها بالعوامل االجتماعية‪ ،‬أي العملية االتصالية‬
‫التفاعلية في المجتمع‪.‬‬
‫اخترنا فئة الشباب‪ ،‬نظرا لما تتميز به هذه الفئة من أهمية‪ ،‬إذ تعد مرحلة الشباب مرحلة‬
‫انتقالية‪ ،‬تميزها مجموعة من الخصائص البيولوجية‪ ،‬العمرية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬إلى جانب‬
‫استهالكها الكبير لهذا النوع من الوسائل‪ ،‬باإلضافة إلى عوامل ديموغرافية كون الشباب يمثل‬
‫أكبر نسبة من معدل الكثافة السكانية في الجزائر إذ تمثل نسبة ‪ % 75‬إضافة إلى نسبة النمو‬
‫(‪)1‬‬
‫و تعد فئة حاملة للمستقبل و أكثر الفئات المفضلة في العالم‬ ‫التي تعد بدورها مهمة جدا‪.‬‬
‫الحديث على غرار الفئات األخرى‪.‬‬
‫اخترنا دراسة عينة من الطلبة الجامعيين‪ ،‬كفئة من الشباب الجزائري المثقف والذي‬
‫انتقل من المرحلة الثانوية بحصوله على شهادة البكالوريا لدخول عالم التعليم العالي و البحث‬
‫العلمي‪ ،‬كما تحمل هذه الفئة خصوصيات تتفاعل فيما بينها في األوساط الجامعية التي يترددون‬
‫عليها و ماتتلقاه من قيم ونظم تسير تكوينهم للتحضير للدخول في الحياة العملية‪ ،‬لذلك حددنا‬
‫ميدان البحث باختيارنا طلبة جامعة مستغانم بمختلف التخصصات التي تضمها بسبب التواجد‬
‫في الجامعة‪ ،‬و سهولة التنقل إليها و الوصول إلى المبحوثين‪.‬‬
‫أهمية وأهداف الدراسـة ‪:‬‬
‫الوصول إلى فهم وتفسير ظاهرة استخدام الهاتف النقال‪ ،‬لدى الطالب الجامعي‪ ،‬من‬
‫خالل وصف العملية االتصالية‪ ،‬وتفسير العالقة التي تربط بين االستخدامات والعوامل التي‬
‫‪ -1‬فاطمة الزهراء كوسة‪ ،‬أزمة الهوية عند الشباب الجزائري )دراسة استكشافية(‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪9‬‬
‫تؤثر على النمط االتصالي الذي يتشكل بفعل تكرار االستخدام في وضعيات اجتماعية مختلفة‪،‬‬
‫لعدة أسباب تستدعي ذلك‪ ،‬إلى جانب تفسير العالقة التي نشأت بين الجوانب التقنية والعالقات و‬
‫المظاهر االجتماعية المتعددة‪ ،‬والكشف عن أهم القيم التي طغت ونتجت في الفضاء الجامعي‬
‫جراء االستخدام اليومي للهاتف النقال من طرف الطلبة الجامعيين‪ ،‬وتحليل السلوكات االتصالية‬
‫والعالقات التفاعلية بين الطالب والوسيلة والظروف االجتماعية‪ .‬هذه السلوكات قد تكون نتيجة‬
‫الثقافة االستهالكية السائدة بين الشباب‪ ،‬و استخدامات الوسائط التكنولوجية الجديدة التي رافقت‬
‫تقنية الهاتف النقال كالصورة بأنواعها‪ ،‬الملتقطة أو المحملة عن طريق آالت التصوير وكاميرا‬
‫الفيديو الرقمية‪ ،‬و طرق اإلرسال الحديثة وتبادل الملفات بأنواعها عن طريق البلوتوث‪ ،‬وطرق‬
‫التعامل معها‪ ،‬وتأثيرات البيئة الجامعية‪ ،‬بمختلف وضعيات التفاعل التي يمر فيها الطالب و هو‬
‫يتعامل مع تكنولوجيا الهاتف النقال ومع ظروف الوضعية في الجامعة سواء كانت رسمية أو‬
‫غير رسمية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إن كل تغيير يطرأ على وسائل االتصال‪ ،‬يغير في أنماط االتصال و التفاعل اإلنساني‪،‬‬
‫والذي يولد عالقة جديدة بين الفرد و الوسيلة االتصالية الجديدة من جهة ‪ ،‬ومع األفراد اآلخرين‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬خاصة بعدما أصبحت الوسائل االتصالية الحديثة تجمع ما بين اإلعالم اآللي‬
‫‪ ،L'informatique‬تقنيات التحكم عن بعد ‪ ،Télécommunication‬والسمعي البصري‪ ،‬في‬
‫قالب من الوسائل المتعددة الوسائط ‪ ،Multimédia‬كل هذا سمح للفرد بتجاوز ضغوطات‬
‫العوامل الجغرافية بتقليص الحدود والمسافات البعيدة‪ ،‬باالحتكاك بثقافات أخرى ‪ ،‬إذ أصبح‬
‫يعيش في قرية عالمية‪ ،‬حيث يمكنه بسهولة و مرونة التواصل السريع مع مختلف األفراد و‬
‫الجماعات وتحقيق عدة خدمات عن طريق هذه الوسائل‪.‬‬
‫ساعدت هذه االبتكارات التي احدث تحوالت جذرية في جميع قطاعات التبادل اإلنساني‪،‬‬
‫في إحداث تطورات هائلة في حركة األعمال‪ ،‬ومن أهم القطاعات البارزة التي نمت بوتيرة‬
‫سريعة نظرا لحيويتها قطاع االتصاالت‪ ،‬حيث أن التقدم التكنولوجي ساهم في التقليل من تكاليف‬
‫النقل بين الدول المختلفة وتفعيل سرعتها‪ ،‬إلى جانب أهمية دور العولمة في توسيع نطاق‬
‫اإلعالم و االتصال(‪، )2‬خاصة بعد توسع شبكات االنترنيت وانتشار االتصاالت الالسلكية‪ ،‬و‬
‫خروجها من المنزل و المكتب‪ ،‬لتساير الفرد في أي مكان يتواجد فيه والتي أصبحت أكثر‬
‫مالئمة لنشاطاته االجتماعية‪.‬‬
‫من أبرز وسائل االتصال الالسلكية الهاتف النقال‪ ،‬الذي سبقه ظهور استخدام الهاتف‬
‫الثابت الذي ابتكره "غرا هام بال ‪ ،""Graham Bell‬الذي أسس اكبر شركة لالتصاالت ‪ AT‬و‬
‫لكن الهاتف النقال أصبح أكثر استخداما‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ T‬في القرن الماضي التي كانت تسود الو‪ .‬م‪ .‬أ‬
‫ومالئمة من األول لدى األفراد فهو يعتبر وسيلة اتصال تقنية تعمل على نظام الموجات‬
‫الالسلكية وشبكات التغطية التي تجاوزت النشاط التواصلي الثابت المرتبط بمكـان محـدود‬

‫‪ -2‬احمد بوراس‪ ،‬العولمة و األسواق المالية في الدول النامية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ 17‬جوان ‪ ،2002‬دار الهدى‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬فرانسوا ليسلي‪ ،‬نيقوال ماكاريز‪ ،‬تر‪ :‬فؤاد شاهين‪ ،‬وسائل االتصال المتعددة (ملتيميديا)‪ ،‬عويدات للنشر و الطباعة‪،‬‬
‫بيروت‪،‬لبنان‪ ،2004 ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪11‬‬
‫النطاق‪ ،‬إلى جانب حجمه الصغير المناسب للحمل في كل مكان فيه تغطيه شبكات‬
‫اإلرسال ووحداته‪ ،‬عرف انتشارا في عدد كبير من دول العالم فور نجاح تجاربه إذ أصبح العالم‬
‫يحوي على ‪ 35‬مليون جهاز السلكي (خلوي) نصف هذا العدد في الو‪.‬م‪.‬ا و ثلثه في أوروبا في‬
‫بداياته(‪ ،)4‬لكن سرعان ما انتقل لدول العالم الثالث والبلدان العربية التي اهتمت بدورها‬
‫باالتصاالت الحديثة المتعلقة بالهواتف النقالة‪ « ،‬بمساعدة مدا خيل النفط التي عرفت ارتفاعا في‬
‫نهاية السبعينيات‪ ،‬حيث سمح ذلك بتحديث شبكات الهاتف و التلكس‪ ،‬وتوسيعها إلى جانب‬
‫الشراكة مع مؤسسات عالمية كبرى ما أمكن العالم العربي من مواكبة تطورات مجال‬
‫االتصاالت خاصة دول الخليج من خالل شركة االتصاالت الصناعية (عربسات) »(‪ .)5‬إلى‬
‫جانب تدعيم نشاط متعاملي الهاتف النقال ودخول مختلف الشركات الهاتفية في منافسة‬
‫الستقطاب اكبر عدد من الزبائن من خالل تحسين وتطوير الخدمات االتصالية وتسهيلها بالنسبة‬
‫للمستهلك‪ ،‬وذلك ما أدى إلى انخفاض أسعارها وتكاليف الحصول على هاتف نقال‪ ،‬هذه العوامل‬
‫ساعدت أيضا في انتشار ظاهرة استخدام الهاتف النقال في الجزائر وتوسعها الكبير خاصة بعد‬
‫إجازات شركات اتصال أجنبية خاصة لدخول السوق الجزائرية وممارسة نشاطاتها الخدماتية‬
‫والتجارية إلى جانب مؤسسة الدولة لالتصال الممثلة في شركة الجزائر تيليكوم التي سجلت‬
‫عجز في تلبية الخدمات لحوالي ‪ 54000‬مستخدم‪ ،‬إذ تم ترخيص شركة اوراسكوم تيليكوم‬
‫الجزائر (‪ GSM )OTA‬المصرية سنة ‪ ،2001‬ثم ترخيص شركة الوطنية لالتصاالت تيليكوم‬
‫الكويتية سنة ‪ 2003‬لتنزل منتوج "نجمة" ستة أشهر بعد ترخيصها(‪ ، )6‬فبعدما كان استخدام‬
‫الهاتف النقال مقتصرا على فئة رجال األعمال وذوي الدخل المرتفع‪ ،‬تم تعميم امتالكه و‬
‫استخدامه من طرف مختلف الفئات االجتماعية الجزائرية من مختلف الشرائح‪ ،‬حيث سجلت‬
‫اإلحصائيات ما يقارب ‪ 28‬مليون مشترك في أوائل سنة ‪ ،)7( 2008‬و‪ 6.4‬مليار في نهاية سنة‬

‫‪ -4‬السنو مي العبد اهلل ‪ ،‬االتصال في عصر العولمة( الدور و التحديات الجديدة )‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‬
‫‪.88‬‬
‫‪ -5‬حسن الشريف‪ ،‬البالد العربية و ثورة االلكترونيات الدقيقة‪ ،‬العرب و ثورة المعلومات‪ ،‬مركز الدراسات للوحدة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،2005 ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.79‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- www.jeuneafrique.com/articles/dossier/artjaja2511po78-079.xmlo/-telephonie-mobile-djezzy-‬‬
‫‪algerie-telecom-mobilis-larévolution-mobile Html. à13:48 Le:04/09/2009.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-www.3lexpressiondz.com/article/9/2008-01-27/49251.html.à16:46Le13/9/2009.‬‬

‫‪12‬‬
‫وهذه‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪ 2009‬في العالم حسب إحصائيات االتحاد الدولي لالتصاالت الالسلكية (‪)UTI‬‬
‫األرقام دليل على تضاعف المستخدمين للهاتف النقال و تزايد الطلب على خدماته في الجزائر و‬
‫العالم بفضل الجهود المشتركة للدولة والمؤسسات المتخصصة في هذا القطاع‪ ،‬كما صرح‬
‫وزير البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال "حميد بصالح" سابقا سنة ‪ ، 2010‬أن ‪ 31‬مليون‬
‫جزائري ال يستغنون عن استخدام الهاتف النقال وخدماته(‪ )9‬التي ما زالت تتنوع و تتعدد لتقديم‬
‫األحسن للمستهلك الجزائري و كسب والئه مقتحمة بذلك سوق االتصاالت من طرف شركات‬
‫االتصال ساعية إلزاحة منافسيها وتحقيق الريادة وتعميم االستخدام على أوسع نطاق في‬
‫الجزائر و بالفعل أصبحت العالقات االجتماعية تنشأ وترتبط أساسا بهذه التقنية الحديثة‪ ،‬التي‬
‫أصبحت تميز المجتمع الجزائري‪ ،‬في فظاءاته العامة و الخاصة‪ ،‬الرسمية منها والغير رسمية‪،‬‬
‫في أماكن العمل و المقاهي‪ ،‬في وسائل النقل‪ ،‬في المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها‪ ،‬و في‬
‫كل األوساط التي تضم األفراد و الجماعات‪ ،‬مهما كانت الفئة االجتماعية التي تنتمي إليها‪ ،‬و‬
‫رافق ذلك تغير في القيم‪ ،‬وظهور تصورات جديدة‪ ،‬للعالقات االتصالية بين األفراد‪ ،‬في ظل‬
‫الوضعيات المختلفة التي يتواجدون فيها‪ ،‬و من بين الفئات التي صنفت من اكبر المستهلكين‬
‫لهذه الوسائل التكنولوجية الحديثة في الجزائر فئة الشباب التي تعتبر من أهم الطاقات البشرية‬
‫التي لها دور في عملية التنمية الشاملة‪ ،‬إذ يقضي الشباب وقتا كبيرا في التعرض لهذه الوسائل‬
‫(‪)10‬‬
‫وخاصة‬ ‫كمرسل و مستقبل في أن واحد و استخداماتها العديدة في مجال الشبكات االجتماعية‬
‫التعامل المستمر مع الهواتف النقالة التي ترافق شباب في حياتهم اليومية خاصة بعد مالئمة‬
‫أسعارها لجميع الفئات بما فيها هذه الفئة مهما كان النشاط الذي تمارسه‪،‬حيث تعد مرحلة الشباب‬
‫من المراحل العمرية الخاصة والمتميزة‪ ،‬بعدة خصوصيات و قابلية التأقلم مع كل ماهو حديث‪،‬‬
‫مقارنة بالفئات االجتماعية األخرى‪ ،‬خاصة مع السياسات التي تشجع ترقية تكنولوجيات اإلعالم‬
‫و االتصال لدى الشباب الجزائري‪ ،‬وهنا نجد عوامل أخرى قد تؤثر على نشاطات الشباب و‬

‫‪-www.mobilealgerie.com/modules.php?name=newsefile=articlesid=1739à11:16 Le30/11/2009.‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -9‬جميلة بلقا سم‪13،‬مليون جزائري ال يستغنون عن خدمات الهاتف النقال (خدمات الجيل الرابع من الهاتف النقال سيتم‬
‫إطالقها سنة ‪ ،2012‬جريدة الشروق اليومي‪ ،‬العدد‪22 ،2881‬مارس ‪ ،2010‬ص‪.5‬‬
‫‪ -10‬محمد قيراط‪ ،‬الشباب و الميديا ‪ :‬تعبير عن الذات أو ذوبان في األخر‪ ،‬جريدة الشروق اليومي‪ ،‬العدد ‪،7/5/2010 ،2926‬‬
‫ص ‪.11‬‬

‫‪13‬‬
‫تضفي طابع خاص على معامالته وسلوكاته االتصالية و هي عوامل متعلقة بالمحيط الذي‬
‫يتواجد فيه الشباب أو يترددون عليه‪ ،‬فمن بين ابرز األماكن التي تكون وتؤطر الشباب في‬
‫الجزائر الجامعات التي تعتبر فضاءات واسعة تضم أعداد كبيرة من جماعات الشباب‪ ،‬التي‬
‫تؤثر وتتأثر بمميزات ونظام هذا الفضاء االجتماعي‪ ،‬وما يضمه من قيم ومعايير‪ ،‬إلى جانب‬
‫االحتكاك اليومي مع وسائل االتصال التكنولوجية الحديثة عامة واالستخدام اليومي للهاتف‬
‫النقال خاصة‪ ،‬فانطالقا من هذا نطرح السؤال الرئيسي التالي‪:‬‬
‫كيف يؤثر الاستخدام اليومي للهاتف النقال على السلوك االتصالي للطالب في وسط‬
‫الفضاء الجامعي ؟‬
‫ومن خالل السؤال الرئيسي إلشكالية الدراسة‪ ،‬نطرح مجموعة من التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي خصائص الهواتف النقالة التي يمتلكها و يستخدمها الطلبة ؟‬
‫‪ ‬ماهي أهم المجاالت التي يستخدم الطلبة فيها الهاتف النقال ؟‬
‫‪ ‬ماهي أهم عادات استخدام الهاتف النقال لدى الطلبة؟‬
‫‪ ‬ما هي أهم القيم الناتجة لالستخدامات ؟ قيم ضرورية أم ثانوية ؟‬
‫‪ ‬كيف يؤثر الفضاء الجامعي على السلوكات االتصالية للطلبة من خالل‬
‫استخدامهم للهاتف النقال ؟‬
‫‪ ‬ماهي أهم الرموز االتصالية المشتركة االستخدام بين الطلبة من خالل الهاتف‬
‫النقال ؟‬
‫فرضيات الدراسة ‪:‬‬
‫‪ ‬الخصائص التكنولوجية للهاتف النقال و نوعيته يحددان السلوك االتصالي‬
‫للطالب ‪.‬‬
‫‪ ‬العوامل االجتماعية الجامعية تأثر على السلوك االتصالي للطالب‪.‬‬

‫المنهج المتبع و أدوات الدراسة ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫يستدعي البحث العلمي إتباع مجموعة من الخطوات المنظمة التي يجب احترام تسلسلها‪،‬‬
‫تنطلق من تحديد الموضوع المراد دراسته ثم بناء الموضوع‪ ،‬و تحديد اإلشكال الرئيسي‪ ،‬الذي‬
‫ننطلق منه إليجاد تفسير و تحليل للظاهرة المراد دراستها‪ ،‬لذلك فان الظواهر االجتماعية‪ ،‬تعتبر‬
‫إشكاليات قابلة للدراسة و إخضاعها للتجربة العلمية المنتظمة‪ ،‬حيث يعرف المنهج العلمي على‬
‫انه‪ :‬مجموعة من العمليات الذهنية التي يحاول من خاللها أي علم الوصول إلى مجموعة من‬
‫(‪)11‬‬
‫وبناءا على تحديد‬ ‫الحقائق‪ ،‬مع إمكانية الكشف عنها و إظهارها والتأكيد على صحتها‪.‬‬
‫إشكالية للدراسة و طرح مجموعة من التساؤالت والفرضيات‪ ،‬نريد تصميم إطار علمي‬
‫إلمكانية الكشف عن الفرضيات و تجريبها في الميدان لذلك اعتمدنا على المنهج التجريبي ‪ :‬هذا‬
‫المنهج الذي تعود أصوله إلى العلوم الطبيعية‪ ،‬التي تعالج المواد الجامدة التي يسهل ضبطها‪ ،‬ثم‬
‫تم نقله و تطبيقه في حقل العلوم االجتماعية‪ ،‬وكان أول من طبقه عالم االجتماع الفرنسي " أيميل‬
‫دوركايم " حيث حدد أسسه في كتابه "قواعد المنهج التجريبي "‪ ،‬والتجريب هو ‪ :‬تقنية مباشرة‬
‫للتقصي العلمي‪ ،‬يتم بصفة موجهة‪ ،‬بمراقبة أدق التفاصيل المرتبطة بالوضع و هذا ما يميز‬
‫(‪)12‬‬
‫التجريب يستعمل عندما نريد القيام بتحليل العالقة بين المتغيرات‪ ،‬السبب و النتيجة‪.‬‬
‫و يعرف التجريب االجتماعي‪ :‬على انه دراسة السلوك تحت ظروف طبيعية‪ ،‬و ليست‬
‫(‪)13‬‬
‫صناعية كما هو الحال في التجريب‪.‬‬
‫يكون التجريب على الظواهر االجتماعية بالوصف الدقيق لمختلف الجوانب وصفا دقيقا‪،‬‬
‫و الكشف عن العالقة بين مظاهر السلوك و بعض ظروف الحياة اليومية‪.‬‬
‫بحكم طبيعة اإلشكالية و أهداف الدراسة المحددة مسبقا‪ ،‬اتبعنا خطوات منظمة طبقا‬
‫لخطوات المنهج التجريبي‪ ،‬بعد صياغة الفرضيات‪ ،‬و تحليل شبكة المفاهيم‪ ،‬و ضبط المتغيرات‬
‫عن طريق األبعاد و المؤشرات التي تفصل بين المتغيرات المستقلة و المتغيرات التابعة التي‬
‫تمثل عالقة بين عوامل‪ ،‬فالمتغير المستقل أو التجريبي‪ ،‬هو ذلك العامل الذي نريد اختبار تأثيره‬

‫‪ -11‬عبد الرحمان عزي‪ ،‬مسالة البحث عن منهجية البحث ‪:‬إعادة النظر في نمط الزويل‪ ،‬دراسات إعالمية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫مركز الطباعة‪ ،1992/1993 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -12‬موريس أنجرس‪ ،‬تر‪ :‬بوزيد صحراوي و آخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‬
‫( تدريبات عملية )‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -13‬حسين عبد الحميد احمد رشوان‪ ،‬العلم و البحث العلمي دراسة في مناهج العلوم‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1996 ،6‬ص ‪.196‬‬

‫‪15‬‬
‫على ظاهرة معينة‪ ،‬و المتغير التابع أو المعتمد فهو ذلك العامل الذي نريد أن نعرف اثر المتغير‬
‫(‪)14‬‬
‫من خالل دراستنا التي تهدف‬ ‫المستقل عليه أي النتائج المترتبة عن وجود عوامل سابقة لها‪.‬‬
‫إلى قياس طبيعة النمط االتصالي أو السلوك االتصالي لدى الطلبة نتيجة استخدام الهاتف النقال‪،‬‬
‫الذي يعتبر متغيرا مستقل‪ ،‬نريد تجريب تأثيره على سلوك الطالب إلى جانب متغيرات تتعلق‬
‫بظروف الوضعيات االجتماعية التي يتواجد فيها الطالب‪ ،‬أما المتغيرات التابعة هي األفعال‬
‫المترتبة التي تصدر عن الطالب و تتجسد عن طريق مختلف االستخدامات‪.‬‬
‫كما اعتمدنا على أسلوبي الوصف و التحليل‪ ،‬حيث يعرف الوصف في البحوث‬
‫االجتماعية على انه‪ :‬أسلوب يهدف لتقرير الحقائق‪ ،‬يتعلق بخصائص ظاهرة معينة أو موقف‬
‫يكون محددا مسبقا‪ ،‬إذ يعمل على جمع الحقائق و تصنيفها‪ .‬أما أسلوب التحليل‪ :‬فيعتمد على‬
‫(‪)15‬‬
‫كما أن التحليل هو‬ ‫التقرير باستخالص الدالالت إلصدار تعليمات بشأن الظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫عملية عقلية يقوم بها الباحث إليجاد العالقات الجزئية التي تربط المتغيرات و االنتقال من‬
‫المجهول إلى المعلوم (‪ ،)16‬و ذلك باالستناد على معلومات و معطيات الوصف‪ ،‬لذلك اتبعنا هذا‬
‫التسلسل إلمكانية الربط بين العام و الخاص في النتائج المتحصل عليها‪.‬‬
‫كما تعتبر المناهج التجريبية من الطرق العملية المنظمة التي تتبعها مدرسة التفاعالت‬
‫الرمزية‪ ،‬إذ تعتبر أن العالم االمبريقي هو عالم طبيعي لكل جماعة لها حياتها و سلوكها‪ ،‬تعالج‬
‫اإلشكاليات المتعلقة بهذا العالم الطبيعي‪ ،‬انطالقا من ضبط اإلشكالية‪ ،‬تحديد شبكة المفاهيم‪،‬‬
‫تحديد و بناء التقنيات العلمية و النظريات عن طريق التجريب المباشر للظاهرة اآلنية المراد‬
‫دراستها امبريقيا باالعتماد على طرق لكشف الجانب السطحي و التوغل في أعماق الظاهرة‬
‫مباشرة‪ ،‬بالتأني معتمدين على أدوات دقيقة مناسبة للوضع الحالي للظاهرة موضوع الدراسة‪.‬‬
‫(‪)17‬‬
‫فمن خالل دراسة ظاهرة استخدام الهاتف النقال‪ ،‬للوصول إلى تفسير بعض الحقائق و‬

‫‪ -14‬إبراهيم عبد الوهاب‪ ،‬أسس البحث االجتماعي‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -15‬محمد منير حجاب‪ ،‬المعجم اإلعالمي‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -16‬حسين عبد الحميد رشوان‪ ،‬أصول البحث العلمي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪17‬‬
‫‪- Herbert Blumer، Symbolic interactionism (1969)، Craig Calhom and other، Contemporary‬‬
‫‪sociological theory، Blackwell publishing، 2nd –edition، Australia، 2007، p67.‬‬

‫‪16‬‬
‫تحديد نمط السلوكات‪ ،‬نتجه مباشرة لعينة من المستخدمين الفعليين من الطلبة في وسطهم‬
‫الجامعي مع التحضير المسبق ألدوات البحث إلمكانية التعامل مع الميدان المحدد‪.‬‬
‫أدوات الدراسة و جمع المعطيات ‪:‬‬
‫بعد تحديد منهج الدراسة و األساليب المعتمدة للتحليل وانطالقا من ضبط اإلشكال‬
‫الرئيسي‪ ،‬إذ تصنف دراستنا من بين الدراسات الكيفية التي تهدف إلى فهم الظاهرة موضوع‬
‫الدراسة باالهتمام بجمع و تفسير األقوال والسلوكات التي تمت مالحظتها‪ ،‬لذلك يركز الباحث‬
‫(‪)18‬‬
‫على دراسة الحالة أو عدد قليل من األفراد‪.‬‬
‫لذلك اعتمدنا على أداتين مباشرتين لجمع المعطيات من المبحوثين و هما‪ :‬المقابلة‬
‫‪ Entretien‬و المالحظة ‪ Observation‬إلمكانية فهم و تفسير السلوك االتصالي للطالب من‬
‫خالل استخدامه للهاتف النقال و معرفة أهم العوامل التي تؤثر على ذلك‪ ،‬إذ أن القياس الكيفي‬
‫في العلوم االجتماعية هو عبارة عن هرمنيوطيقا تبحث عن المعنى‪ ،‬تعمل على التحليل من‬
‫الخاص إلى العام ‪ ،Induction‬مصدرها الحياة اليومية و المعنى المشترك التي تعبر عن‬
‫(‪)19‬‬
‫العمليات االجتماعية‪.‬‬
‫المقابلة ‪L'entretien :‬‬
‫هي من األدوات الرئيسية لجمع المعطيات و البيانات في دراسة األفراد و الجماعات‬
‫(‪)20‬‬
‫لذلك اعتمدنا عليها‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬و المقابلة ليست مجرد طرح لألسئلة بل هي طريقة فنية‪.‬‬
‫كأداة رئيسية لجمع المعطيات و التي حددنا لها أربع محاور استنادا على تحليل المفاهيم ألبعاد و‬
‫مؤشرات‪ .‬كل محور يعكس بعدا أساسيا‪ ،‬يتفرع إلى مجموعة من األسئلة التي تعكس مؤشرات‪،‬‬
‫بينما لم نحدد دليل مقابلة ثابت بل كانت المقابلة نصف موجهة‪ ،Semi directive،‬كان طرح‬
‫األسئلة لتوجيه المبحوث لإلجابة عن المحاور المحددة و عدم الخروج عنها واالنتقال لتفاصيل‬
‫أخرى أو استباق المواضيع‪ ،‬و ذلك عن طريق أسئلة ‪ ،La relance‬بتحديد مسار اإلجابات بما‬

‫‪ -18‬موريس انجارس‪ ،‬تر‪ :‬بوزيد صحراوي و آخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية( تدريبات عملية )‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.101 ،100‬‬
‫‪19‬‬
‫‪- François Dépleteau، La démarche d'une recherche en sciences ( de la question de départ à la‬‬
‫‪communication des résultats)، université de Boeck، Bruxelles،2000،p223. .‬‬
‫‪ -20‬محمد زيان عمر‪ ،‬البحث العلمي ‪ :‬أسسه و تقنياته‪ ،‬مطابع الهيئة المصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪17‬‬
‫يخدم المحاور المضبوطة‪ ،‬خاصة في الحاالت التي ينقطع فيها المبحوث عن إجراء المقابلة في‬
‫حالة التحدث في الهاتف أو مع اآلخرين فننتظره حتى ينهي انشغاله‪ ،‬ثم نعيد إطالق سير المقابلة‬
‫منذ نقطة التوقف و تذكيره بما كان يتحدث عنه و كانت معظم األسئلة مفتوحة ليست مغلقة نظرا‬
‫ألن األفعال تختلف من فرد إلى آخر‬
‫ال يمكن حصرها أو تصنيفها‪ .‬و كان زمن إجراء المقابالت ما بين ساعة إلى ‪ 45‬دقيقة‪.‬‬
‫تم تحديد المحاور التالية‪ :‬محور السمات العامة‪ :‬الذي يضم السن‪ ،‬الجنس‪ ،‬التخصص‪،‬‬
‫مكان اإلقامة‪ ،‬مصدر الدخل ( المصروف الخاص )‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬خصائص الهاتف النقال التي يستخدمه الطالب‪ :‬الماركة‪ ،‬السعر‪ ،‬مصدر‬
‫الشراء والحصول عليه‪ ،‬مدة االستخدام‪ ،‬عدد مرات تغيير الهواتف النقالة و أسباب ذلك‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬مجاالت استخدام الهاتف النقال و عالقته بالطالب و عادات االستخدام‪:‬‬
‫المكالمات‪ ،‬الرسائل القصيرة‪ ،)SMS( ،‬الرنات‪ ،‬الملفات المحملة و أنواعها و مصادرها‪ ،‬أهم‬
‫طرق التبادل التي يعتمدونها‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬استخدامات الهاتف النقال في الوسط الجامعي‪ :‬السلوك االتصالي في‬
‫األوساط التنظيمية للوسط الجامعي‪ ،‬و الفضاءات العامة فيها و ردود فعل الطالب اتجاه ما‬
‫يستقبله من اتصاالت من الهاتف النقال أو ما يبادر به كمرسل أو مستقبل مع أفراد آخرين‬
‫تجمعهم وضعيات مختلفة‪ ،‬قاعات المحاضرة‪ ،‬التطبيقات‪ ،‬المكتبة أو االقامات الجامعية‪ ،‬وسائل‬
‫النقل‪ ،‬حسب األماكن التي يتردد عليها الطالب المبحوث ‪.‬‬
‫أداة المالحظة ‪d’observation l’outil :‬‬
‫تم االعتماد على تقنية المالحظة البسيطة التي يالحظ من خاللها الباحث بعض الظواهر‬
‫(‪)21‬‬
‫اعتمدنا عليها لمالحظة سلوك الطلبة في الفضاء الجامعي‬ ‫لجمع و تصنيف و تحليل الحقائق‪.‬‬
‫أثناء إجراء المقابالت و خاصة الكلية التي نتردد عليها أكثر كلية العلوم االجتماعية أثناء‬
‫المحاضرات‪ ،‬في التطبيقات‪ ،‬أمام و داخل النادي‪ ،‬في المكتبة و قاعة المطالعة‪ ،‬أيضا خالل‬
‫االمتحانات السداسية األولى و الثانية‪ ،‬من خالل حراسة طلبة علوم اإلعالم و االتصال بمختلف‬

‫‪ -21‬إحسان محمد حسن‪ ،‬مناهج البحث العلمي االجتماعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.168‬‬

‫‪18‬‬
‫المستويات‪.‬وباالستناد على التساؤالت و األبعاد و المؤشرات تم تسجيل ما يتم مشاهدته من‬
‫سلوكات تصدر عن الطلبة في أي مكان من أماكن الجامعة نرصد فيه استخدام هواتف نقالة‬
‫بمختلف الطرق و التفاعالت المختلفة لتدعيم أجوبة و محاور المقابلة و ذلك بتسجيل‬
‫المالحظات في دفتر بتحديد المكان و الزمان و نمط االستخدام ووصف ظروف التفاعل‪ ،‬و‬
‫أيضا رافقتنا المالحظة أثناء إجراء المقابالت مع المبحوثين‪.‬‬
‫اإلطار الزماني و المكاني للدراسة ‪:‬‬
‫الفترة الزمنية ‪ :‬بعد القيام بالدراسة االستطالعية‪ ،‬التي انطلقت بعد تحديد مخطط‬
‫مشروع البحث‪ ،‬إذ انطلقت من ‪ 24/1/2010‬إلى ‪ ،7/2/2010‬مستعملين أداة االستمارة التي‬
‫الحظنا فيما بعد أنها ال تخدم هدف البحث‪ ،‬لذلك اعتمدنا على أداة المقابلة و المالحظة‪ ،‬حيث‬
‫حددنا محاور المقابلة في ‪ 6/4/2010‬و تم عرضها على األستاذ المشرف و األستاذ المساعد‪،‬‬
‫و مجموعة من األساتذة‪ ،‬ثم تم تعديل األسئلة و جعلها أكثر مرونة‪ ،‬و اختبار بعض الطلبة في‬
‫طريقة التجاوب مع األسئلة‪ ،‬و أخذ نظرة على طريقة إدارة الحوار‪ ،‬تم بدأ الدراسة الميدانية من‬
‫تاريخ ‪ 22/4/2010‬إلى ‪. 20/6/2010‬‬
‫مكان الدراسة ‪ :‬كان الميدان الذي أجريت فيه الدراسة جامعة مستغانم ومختلف كلياتها‪:‬‬
‫كلية اآلداب و اللغات األجنبية (‪ ،) EX-Ita‬كلية الحقوق و علوم التجارة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬كلية علوم الطبيعة و الحياة‪ ،‬كلية العلوم و التكنولوجيا‪ ،‬معهد التربية البدنية‬
‫والرياضية‪.‬‬
‫أما المجال األكثر مالحظة‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬نظرا للتواجد و التردد الكبيرين‬
‫على المكان‪ ،‬أما الكليات األخرى كانت اقل ترددا حيث اكتفينا باختيار منها عدد من المبحوثين ‪.‬‬
‫العينة ‪:‬‬
‫باعتبار مجتمع البحث يتمثل في طلبة جامعة مستغانم‪ ،‬و نظرا للعدد الكبير و صعوبة‬
‫الحصول على القوائم المضبوطة‪ .‬بمأن البحث العلمي يتطلب اختيار العينة‪ ،‬التي تعتبر جزء‬
‫(‪)22‬‬
‫محدد كما و نوعا يمثل عددا من األفراد يحملون نفس الصفات الموجودة في مجتمع البحث‪.‬‬
‫التي تمكن من احترام وقت و إمكانيات إجراء الدراسات و البحوث العلمية والعينات أنواع ‪:‬‬
‫‪ -22‬معن خليل عمر‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص ‪189‬‬

‫‪19‬‬
‫عينات احتمالية‪ ،‬و عينات غير احتمالية‪ ،‬و في إطار دراستنا التي تعتبر من الدراسات الكيفية ال‬
‫الكمية اعتمدنا على العينة الغير احتمالية ( القصدية ) التي تتناسب مع هذا النوع من الدراسات‪،‬‬
‫إلى جانب غياب إطار محدد لعدد الطلبة اإلجمالي من مستخدمي الهاتف النقال وهدف الدراسة‬
‫هو تحليل النمط االتصالي الخاص بالطالب الذي يستخدم الهاتف النقال يوميا‪ ،‬لذلك قصدنا‬
‫اختيار الطالب الذي يستخدم الهاتف النقال فعليا على األقل في فترة زمنية ال تقل عن سنة‪ ،‬مع‬
‫احترام متغير التخصص العلمي للطلبة‪،‬باالعتماد على أسلوب الحصة في اختيار العينة‪ ،‬الذي‬
‫يتطلب امتالك معلومات إحصائية عن بعض المتغيرات و من خالل تحديد العدد اإلجمالي لطلبة‬
‫الجامعة للسنة الجامعية ‪ ،2009/2010‬من خالل جمع عدد طلبة كل كلية على حدا‪ ،‬إذ تحصلنا‬
‫على األعداد من مصالح الدراسات الخاصة بتسجيل الطلبة الخاصة بكل كلية‪.‬‬
‫بعد سحب األعداد من كل كلية تم اختيار المبحوثين بطريقة عرضية أو بالصدفة إذ يعمد‬
‫الباحث على اختيار عدد من األفراد الذي يستطيع العثور عليهم في مكان معين و في فترة‬
‫(‪)23‬‬
‫و بعد تحديد‬ ‫محددة‪ ،‬كأن يذهب الباحث إلى مكتبة من المكتبات أو مدرسة من المدارس‪.‬‬
‫حصة كل كلية من العدد اإلجمالي و الحجم المحدد تم التنقل إلى كل كلية‪ ،‬و اختيار الطلبة الذين‬
‫التقينا بهم في عين المكان‪ ،‬و بعد قبولهم إجراء المقابلة و عرض الموضوع عليهم و تحضيرهم‬
‫للقيام بها و توفر شرط استخدامهم للهاتف النقال مدة تزيد عن السنة يتم إجراء المقابلة معهم‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للمالحظة اعتمدنا عليها لرصد مختلف الوضعيات االتصالية عرضيا ‪.‬‬
‫حجم العينة ‪ :‬في حالة دراسة كيفية عن طريق استخدام أداة المقابلة و المالحظة التي‬
‫تعتبر أدوات أكثر تعمقا و تركيزا من أداة االستمارة‪ ،‬لذلك يكفي عدد قليل لتمثيل أفراد مجتمع‬
‫(‪)24‬‬
‫كما أن بعض الباحثين يحددون ‪ 30‬حالة مقبولة للخروج بنتائج و آخرون يرون انه‬ ‫البحث‪.‬‬
‫(‪)25‬‬
‫بمجرد تكرار البيانات فإن مواصلة البحث ال تأتي بالجديد‪.‬‬

‫‪ -23‬عامر قنديلجي‪ ،‬البحث العلمي و استخدام مصادر المعلومات التقليدية و االلكترونية‪ ،‬البازوري‪ ،2008 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪24‬‬
‫‪- Salvador Juan،Méthodes de recherche en sciences socio humaines (exploration critique des‬‬
‫‪techniques)،France،1999،p 108.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪- François Dépelteau، La démarche d'une recherche en sciences (de la question de départ a la‬‬
‫‪communication des résultats)، ibid، p234.‬‬

‫‪20‬‬
‫حددنا الحجم ‪ 50‬حالة‪ ،‬إلمكانية التحكم في تحليل المقابالت‪ ،‬و بعد تحديد النسب المئوية‬
‫لكل كلية و ما يمثله عدد طلبتها من العدد اإلجمالي تم القيام بالعملية الرياضية التالية‪ ،‬الستخراج‬
‫حصة كل كلية‪ :‬النسبة المئوية × ‪100/ 50‬‬
‫‪ ‬كلية العلوم التكنولوجية‪% 26092 ← 14.63 / )x100 3819( :‬‬
‫‪ ‬كلية الفنون و اللغات‪% 26092← 26.38 / )x 100 6885( :‬‬
‫‪ ‬كلية العلوم الطبيعية‪% 26092← 07.23 / )x100 1888( :‬‬
‫‪ ‬معهد التربية الرياضية و البدنية‪% 26092 ←05.38 / )x 100 1406( :‬‬
‫‪ ‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية‪% 26092← 30.30 / )x100 7906( :‬‬
‫‪ ‬كلية العلوم االجتماعية‪26096 ← 11.08% / )x 100 2891( :‬‬
‫‪ ‬كلية العلوم اإلنسانية ‪% LMD: (1297 x100) / 26092 ←04.97‬‬
‫‪100%‬‬ ‫المجموع اإلجمالي‪2609 :‬‬
‫بالتالي كان استخراج العينة كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ 100 = 07.31 ~ 07 / )x 50 14.63( ‬طلبة‪.‬‬
‫‪ 100 = 13.19 ~ 13 / )x 50 26.38( ‬طالب‪.‬‬
‫‪ 100 = 03.61 ~ 04 / )x 50 07.23( ‬طلبة‪.‬‬
‫‪ 100 = 02.69 ~ 03 / )x 50 05.38( ‬طلبة‪.‬‬
‫‪ 100 = 15.15 ~ 15 / )x 50 30.30( ‬طالب‪.‬‬
‫‪ 100 = 05.54 ~ 06 / )x 50 11.08( ‬طلبة‪.‬‬
‫‪ 100 = 02.48 ~ 02 / )x 50 04.97( ‬طالبين‪.‬‬
‫وبعد تحديد عدد العينة‪ ،‬تم اختيار الطلبة شرط استخدامهم للهاتف النقال على األقل مدة‬
‫سنة و ما فوق‪ ،‬تم إجراء المقابالت‪ ،‬مع احترام كل حصة في كل كلية‪.‬‬
‫مفاهيم الدراسة‪:‬‬
‫الهاتف النقـال‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫قبل تحديد هذا المفهوم يجب التطرق إلى المفهوم العام للهاتف الذي عرف من قبل ظهور‬
‫هذه التقنية إذ يعمل الهاتف‪ :‬و فق آلية التحكم عن بعد ‪ Télécommunication‬في شكل جهاز‬
‫لالتصال‪ ،‬يحمل الكلمات و ينقلها عن طريق الموجات‪ ،‬أول جهاز ابتكر و صنع من طرف ‪:‬‬
‫الكسندر غراهم بال (‪ .)1922-1847‬ثم تم وضع أول مركز هاتفي سنة ‪ ،1878‬عن طريق‬
‫نقل الصوت بالكابل أو الموجات الهرتزية (موجات قصيرة) مثلما أصبح يعمل به الهاتف النقال‬
‫فيما بعد‪ ،‬مر الهاتف بعدة مراحل‪ ،‬أولها تأسيس المركز اآللي‪ ،‬بعدها ظهور رقم الهاتف سنة‬
‫‪ ،1884‬تأسيس المركز األوتوماتيكي ‪ ،visiophonie‬وصوال إلى االتصال االلكتروني الذي‬
‫(‪)26‬‬
‫يعمل بنظام الشفرات و الكود ‪.1970‬‬
‫و الهاتف النقال هو أيضا جهاز ووسيلة لالتصال‪ ،‬يعتبر امتدادا للهاتف الثابت‪ ،‬لكنه أكثر‬
‫تطورا إذ يجمع بين تقنيات السمعي البصري و اإلعالم اآللي في شكل وسيلة متعددة الوسائط‪.‬‬
‫(‪)27‬‬

‫إجرائيا‪ :‬نقصد به وسيلة االتصال التي يستخدمها الطلبة ‪،‬متعدد األنواع و األحجام وكذا‬
‫أسعاره تختلف حسب مصدر اقتناءه ألنه عبارة عن سلعة أيضا و هناك هواتف نقالة عادية‬
‫للتكلم و إرسال رسائل قصيرة و استقبالها‪ ،‬و هواتف نقالة تتعدى ذلك و تضم عدة تقنيات أخرى‬
‫تعرف بالهواتف النقالة العالية التقنية و التي تتيح للمستخدمين ببث و استقبال الرسائل الصوتية‪،‬‬
‫النصية‪ ،‬و الصور عن بعد بسرعة فائقة‪ ،‬بالرغم من أحجامها الصغيرة لذلك فان الهواتف النقالة‬
‫رغم وحدة مبدأ عملها إال أنها تتفاوت في التكنولوجيا و الوسائط المتعددة و هذا ما يحدد بعض‬
‫(‪)28‬‬
‫االستخدامات و ينوعها‪.‬‬
‫االستخدام‪:‬‬
‫هو عبارة عن الممارسات االجتماعية‪ ،‬التي تصبح عادية في إطار ثقافة معينة‪ ،‬من‬
‫خالل الممارسة و إعادة الممارسة في النشاط نفسه إلى جانب عوامل االقدمية المتعلقة بالفعل‬
‫الممارس‪.‬إذ يكون التعامل مع األشياء الرمزية أو الطبيعية مرتبطا بتحقيق أهداف محددة‪،‬‬
‫‪1- Bernard Lamizet،Ahmed Silem، dictionnaire encyclopédique des sciences de l'information‬‬
‫‪26‬‬

‫‪ET de la communication، Ellipses،France ،1997،p 555.‬‬


‫‪2 -ibid،p 555 .‬‬
‫‪27‬‬

‫‪ -28‬فضيل دليو‪ ،‬االتصال ‪ :‬مفاهيمه‪ ،‬نظرياته‪ ،‬وسائله‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪ ،2003 ،‬ص ‪.170‬‬

‫‪22‬‬
‫وتتعلق هذه الممارسات بالطابع الخاص الذي يضفيه الفرد أو الجماعة على الوسائل‪ ،‬األدوات‪،‬‬
‫و الخدمات‪ ،‬هذا مايعكس مجموعة من الدالالت الثقافية المركبة التي تتأسس في إطار الحياة‬
‫(‪)29‬‬
‫اليومية‪.‬‬
‫و يعد مجال االستخدامات من احدث فروع بحث علم االجتماع المعاصر الذي ظهر في‬
‫المدارس األمريكية و األوروبية و الذي ارتبط بظهور و انتشار وسائل االتصال التكنولوجية‬
‫الحديثة في مجتمعاتهم‪ ،‬ذلك بتأسيس علم اجتماع االستخدامات ‪la sociologie des usages‬‬
‫و هنا يحدد ‪ Serge Proulx‬تاريخ ظهور المصطلح الذي استعمل أول مرة من طرف رواد‬
‫التيار الوظيفي األمريكي و نظرية االستخدامات و االشباعات ‪The use and gratification‬‬
‫مابين ‪ 1970-1960‬الذين طرحوا قضية الجمهور الفعال ماذا يفعل الجمهور بوسائل االتصال‬
‫و تجاوز نظرية ماذا تفعله الوسائل للجمهور‪ )30( .‬هنا يتم التركيز على الفاعل االجتماعي و‬
‫حاجاته النفسية و الثقافية التي يسعى إلشباعها من خالل تعرضه لهذه الوسائل االتصالية وهو‬
‫الذي يحدد استخداماته و طرق تفاعله معها بتحديده لنوعها وزمانه و المكان الذي يريده‪ .‬كما‬
‫يحدد أيضا ‪ Proulx‬حقل و مجال دراسة االستخدامات االجتماعية بطرح ثالث أسئلة جوهرية‪:‬‬
‫ما الذي يجعل ابتكار تقنية حديثة ينجح في االندماج و االنتشار السريع في سياق تنظيمي‬
‫معين؟‪.‬‬
‫كيف نستطيع أن نفسر العالقة بين االستخدام العائلي لوسيلة ما‪ ،‬و اإلبداع في الفعل؟‪.‬‬
‫ما هي األبعاد المتعلقة بالسلطة و هيمنة الوسيلة‪ ،‬و عالقة المستخدم بها و كيف تفصل‬
‫(‪)31‬‬
‫إرادة الذات و طريقة االستخدام المتعلقة بالتقنية؟‪.‬‬
‫علم اجتماع االستخدامات يحدد موضوعه بدراسة العالقة مابين الكيان االجتماعي‬
‫وظهور الوسائل االتصالية الحديثة‪ ،‬من هنا استطاع الباحثون تحقيق الذاتية العلمية من خالل‬
‫تحديد مفاهيم الدراسات بتحليل النتائج و مختلف اإلعالنات و االعتماد على الوقت الالزم‬
‫‪29‬‬
‫‪- André Akoun et Pierre Ansart، dictionnaire de la sociologie، le robert، seuil، France، 1999، p‬‬
‫‪556.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪- Serge Proulx،Enjeux et usages des tic، Aspects sociaux et culturels، magazine Lisa et Vieira et‬‬
‫‪natalie pinède،éds،tome1،presses universitaires de bordeaux،bordeaux،2005،p2.‬‬

‫‪- Serge Proulx،Usages des technologies d'information et de communication : reconsidérer le‬‬


‫‪31‬‬

‫‪champ d'étude ?، université de Québec،Montréal،2001،p 58.‬‬

‫‪23‬‬
‫لتأسيس ركيزة أساسية للبحوث في هذا الحقل المعرفي باالعتماد على بحوث و أعمال المدرسة‬
‫(‪)32‬‬
‫الثقافية ‪ L'Ecole culturaliste‬و دراسات التلقي الحديثة ‪.Les études de réception‬‬
‫إجرائيا‪ :‬نقصد باالستخدام الفعل االتصالي الذي يتعود الطلبة على ممارسته و الذي‬
‫يتجسد من خالل الهاتف النقال لتحقيق أهداف معينة أو حاجات اتصالية ترتبط بمختلف‬
‫المواضيع و المجاالت‪.‬‬
‫الشباب ‪:‬‬
‫معجما ‪ :‬األفراد الذين هم في مرحلة المراهقة‪ ،‬أي األفراد‪ ،‬بين مرحلة البلوغ الجنسي و‬
‫النضج‪ ،‬من بين الهم الخصائص النفسية لهؤالء األفراد الرغبة في االستقالل على المستوى‬
‫التفكيري‪ ،‬بتكوين أراء خاصة في كل موضوع‪ ،‬و الميل إلى جماعة األقران والتزامهم بأداء‬
‫(‪)33‬‬
‫واجبات نحوها‪.‬‬
‫أما قانون العقوبات الجزائري يحدد مفهوم الشباب بأنه ذلك الكائن البشري الذي بلغ‬
‫الثامنة عشر عاما كاملة‪ ،‬خاليا من العاهات‪ ،‬الذي امتلك األهلية إذ يعاقب على كل فعل يعتبره‬
‫(‪)34‬‬
‫قانون العقوبات سلوكا‪ ،‬مخالفا للسلوك العام‪.‬‬
‫إجرائيا‪ :‬حددنا الشباب من خالل فئة الطلبة الجامعيين الذين يتميزون بخصائص معينة‬
‫مرتبطة بمرحلة الشباب‪ ،‬مهما كان المستوى الجامعي و السن الذي يختلف لمجموعة من العامل‬
‫لم نستطع التحكم فيها و نوع اإلقامة فهناك الداخليين الدين يقيمون في اإلحياء الجامعية و الطلبة‬
‫الخارجيين الذين يقيمون في منازلهم الخاصة بعيد عن الجو الجامعي‪.‬‬
‫المعايير االجتماعية‪:‬‬
‫تعبر عن مجموعة الطرق التي تسير و تنظم العمل و الوجود و التفكير‪ ،‬محددة جماعيا‬
‫و معاقب عليها في حال مخالفتها‪ ،‬توجه نشاط األفراد عبر تقديم‪ ،‬مجموعة من المراجع المثالية‪،‬‬

‫‪- Josiane Jouet،retour critique sur la sociologie des usages، réseaux n° 100،cent/hermès science‬‬
‫‪32‬‬

‫‪publications, 2000،p 492.‬‬

‫‪ -33‬هندة السلطاني‪ ،‬التربية الميدياتيكية في العالم النامي أي إعالم ألي جيل ؟‪ ،‬مجلة اإلذاعات العربية‪ ،‬سناباكت للنشر‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫العدد‪ ،2005 ،2‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -34‬علي بوعناقة‪ ،‬الشباب و مشكالته االجتماعية في المدن الحضرية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1،2001‬‬
‫ص ‪40‬‬

‫‪24‬‬
‫لهم و جملة من رموز تحقيق الذات التي‪ ،‬تساعدهم على تحديد موقعهم وموقع اآلخرين‬
‫(‪)35‬‬
‫مستندين لهذا الرجع المثالي‪.‬‬
‫هذا يرتبط بثقافة الجماعات‪ ،‬التي تأسس لهذه المعايير و تحدد األفعال و الممارسات‬
‫الجائزة التي تكتسب قيمة الثناء و األفعال الغير مرغوب فيها المخافة للمألوف مكتسبة بذلك قيم‬
‫الذم و التهميش من خالل العرف و التقليد الذي اتفقت و تعودت عليهما الجماعة و التي تختلف‬
‫من جماعة ألخرى و كذا حسب طبيعة العالقات و السياق التنظيمي‪ ،‬التي يحكمها‪.‬‬
‫من خالل دراستنا نريد أن نوضح أن كلما انتقل الفرد من طور تعليمي ألخر اختلفت‬
‫المعايير التنظيمية عن المراحل السابقة لها فالطالب الجامعي يجد معايير غي التي كانت سائدة‬
‫في المرحلة الثانوية أو المرحلة المتوسطة أو االبتدائية‪ ،‬هذه األخيرة يتعرف عليها ويكتسبها‬
‫بمجرد تفاعله مع المحيط الجديد الذي يدخله و يتردد عليه في حياته اليومية فبمجرد التفاعل مع‬
‫الجماعة تختلف السلوكات المتعود عليها مسبقا‪ .‬هذه المرحلة التطورية للفرد التي تبدأ منذ أن‬
‫يكون طفال‪ ،‬حتى يصبح شابا يعرفها بياجي على أنها مرحلة العمليات التي تخضع لعمليات‬
‫المعكوسية و المبادلة التي تساعد الفرد على إدراك المعايير على أنها اصطناعية‪ ،‬و أنها طريقة‬
‫(‪)36‬‬
‫عمل جماعية يجب احترامها‪.‬‬
‫كما أنها تعد نوعا من أنواع التسيير المتعلق بإرشاد و توجيه الفعل اإلنساني‪،‬باالس‪II‬تناد‬
‫على الجزاء االجتماعي لتقييم األفعال‪ ،‬إذ هناك جزاءات ايجابية و أخرى سلبية(‪.)37‬‬
‫إجرائيا مجوعة التوجيهات التي توجه السلوك االتصالي للطالب‪ ،‬اتجاه اس‪II‬تخداماته‬
‫للهاتف النقال في الوسط االجتماعي‪ ،‬خاصة في المحيط الجامعي و حدود الخاص والع‪II‬ام من‬
‫خالل عالقة التقنية بالعالقات االجتماعية‪ ،‬حيث ال مفر من استخدامها بمع‪II‬زل عن الجماع‪II‬ة‬
‫والمحيط االجتماعي بظروفه وإكراهاته التي يفرضها على الطالب كفرد من أف‪II‬راد المجتم‪II‬ع‬
‫‪I‬وع‬
‫‪I‬الي بالخض‪I‬‬
‫‪I‬لوكه االتص‪I‬‬
‫‪I‬أثير على س‪I‬‬
‫والتي قد تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في الت‪I‬‬
‫‪I‬ائد في‬
‫‪I‬و س‪I‬‬
‫‪I‬ا ه‪I‬‬
‫لمجموعة التوجيهات للحصول على جزاء مقبول و ال يتعارض سلوكه مع م‪I‬‬

‫‪ -35‬ريمون بودون‪ ،‬فرانسوا بور يكو‪ ،‬المعجم النقدي لعلم االجتماع‪ ،‬تر‪ :‬سليم حداد‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪،2007‬ص ‪.514‬‬
‫‪ -36‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪37‬‬
‫‪- www.frederic-poncet.com/img/pdf/fl--les-relations-en-public-PDF. à 17:47 Le:2/4/2010.‬‬

‫‪25‬‬
‫المجتمع أو النظام ألتسييري أو الجماعة التي ينتمي إليها‪ ،‬هنا يقوم بأفعال اتصالية تحت ظروف‬
‫خاصة‪.‬‬
‫الوضعية االجتماعية‪:‬‬
‫هي حدث أو مناسبة مهيكلة أو غير مهيكلة‪ ،‬يحدث فيها التبادل الرمزي‪ ،‬تجسد هذه‬
‫األخيرة مهمة ما‪ ،‬بالنسبة للفاعلين االجتماعيين مهما كانت هذه األخيرة)‪.(38‬‬
‫إجرائيا‪ :‬نقصد بها الظروف التي يتواجد فيها الطالب في الجامعة حيث هناك وضعيات‬
‫منظمة‪ ،‬في قاعات المحاضرات أين يكون هناك تفاعل بين الطلبة و األستاذ الذي يلقي‬
‫المحاضرة إلى جانب قاعات‪ ،‬األعمال الموجهة‪ ،‬و المخابر وورشات األعمال التطبيقية التي‬
‫يميزها نظام معين لضمان سير الدروس بشكل فعال‪ ،‬و هناك وضعيات أخرى غير منظمة‬
‫ومضبوطة تسير األفعال في الفضاءات الخارجية للمحيط الجامعي في النوادي‪ ،‬ومساحات حرة‬
‫يجتمع فيها الطلبة بكل حرية و طالقة دون أن تكون أفعالهم مقيدة‪ ،‬إلى جانب تواجدهم في‬
‫ظروف النقل سواء كان الجامعي أو النقل الحضري أو الخاص إلى جانب التفاعل بينهم فيما‬
‫يتعلق بالذين يقيمون في األحياء الجامعية‪ ،‬إذ تختلف األفعال و الممارسة حسب العالقة التي‬
‫تربط و تجمع األفراد و كذا حسب الوضعيات التي يتواجدون فيها سواء ألول مرة أو سبق لهم‬
‫التواجد فيها و الظروف تختلف من وضعية ألخرى و هذا ما نحاول تفسيره من خالل تحديد‬
‫سياق التفاعل و عالقة ذلك باستخدام الطالب للهاتف النقال و تأثير ذلك على سلوكه االتصالي‬
‫الذي يتعود عليه من خالل التنقل من وضعية ألخرى‪ ،‬فهناك عدة عوامل تؤثر في سلوك األفراد‬
‫و تفاعلهم مع اآلخرين فهناك ظروف موضوعية ‪ :‬تتضمن قواعد السلوك الملزمة اجتماعيا في‬
‫الوضعية‪ ،‬المواقف السابقة ‪ :‬ما يحمله األفراد الفاعلون من الوضعيات السابقة‪ ،‬الجانب الذاتي ‪:‬‬
‫(‪)39‬‬
‫و هذه العوامل تؤثر في سلوك األفراد و‬ ‫الذي يتعلق بالفرد في حد ذاته و يتميز بأنه متمرد‪.‬‬
‫تفاعلهم مع اآلخرين في وضعيا متعددة تجمعهم‪.‬‬
‫الفاعل‪:‬‬

‫‪ -38‬عبد الرحمان عزي‪ ،‬الفكر االجتماعي المعاصر و الظاهرة اإلعالمية االتصالية‪ ،‬بعض األبعاد الحضارية‪ ،‬دار األمة‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -39‬المرجع نفسه ص ‪.31‬‬

‫‪26‬‬
‫مفهوم سوسيولوجي‪ ،‬يتعلق بالدور المركزي للسلوك اإلنساني‪ ،‬الذي يتجلى من خالل‬
‫استخدام وسيلة اتصالية‪ ،‬في حقل الممارسات االتصالية‪ ،‬التي تهتم بالممارسات االتصالية‬
‫المتعلقة باألطراف الرئيسية ‪ :‬المنتج‪ ،‬الموزع‪ ،‬المستخدمين و الجماهير‪ .‬لذلك فالفعل اإلنساني‪،‬‬
‫ينطلق من عملية االنتباه‪ ،‬و االستراتجيات العملية التي تؤدي ذلك‪ ،‬و يعتبر الفاعل في البحوث‬
‫(‪)40‬‬
‫االجتماعية قاعدة أولية أصلية‪ ،‬مقابل االتصال‪ ،‬التأويل‪ ،‬و العقالنية‪.‬‬
‫إجرائيا نقصد بالفاعل الطالب الجامعي‪ ،‬الذي يتردد على األوساط الجامعية‪ ،‬سواء كان‬
‫ذا صفة داخلية أو خارجية‪ ،‬لكن الصفة المشتركة التي تجمعهم هي أنهم يتابعون التكوين في‬
‫مختلف كليات جامعة عبد الحميد ابن باديس‪ ،‬بمستغانم‪ ،‬و حددنا محور الدراسة في هذا الفاعل‬
‫أال و هو الطالب كونه هو مصدر الفعل الذي يصدر عنه إما مؤثرا و متأثرا في استخدامه‬
‫للهاتف النقال بمجموعة من العوامل الذاتية أو الموضوعية في وسط الجماعة التي يتفاعل معها‬
‫بصفة مباشرة أو غير مباشرة بحضور وسيلة الهاتف النقال التكنولوجية‪.‬‬
‫التفاعل ‪:‬‬
‫فعل يحدث بين شخصين أو أكثر‪ ،‬وفق التفاعل الفيزيائي‪ ،‬وجها لوجه‪ ،‬من خالل التبادل‬
‫الرمزي‪ ،‬وفق ميكانيزمات اللعب و التأويالت‪ ،‬عن طريق اللغة اللفظية و الغير لفظية‪ ،‬يكمن‬
‫‪)41(.‬‬
‫دوره في تشكيل نموذج سلوكي‪ ،‬متعلق بوضعية أو وظيفة في النسق االجتماعي‬
‫يعرف ‪Mueller‬و ‪ ،Lucas 1975‬التفاعل االجتماعي على انه تواصل و تالحق‬
‫سلوكين اجتماعيين موجهين‪ ،‬عرضيين‪ ،‬أي تبادل بين على األقل ثالث سلوكات اجتماعية‪،‬‬
‫‪)42(.‬‬
‫ممارسة من طرف فاعلين‪ ،‬الذي يفترض أن المستقبل و الرد يتعلقان بالسلوك األول‬
‫إجرائيا نقصد التبادل الذي يحدث بين الجماعات االجتماعية و العالقات التي تربط بين‬
‫الطلبة و اآلخرين في الوسط الجامعي‪ ،‬و مجموعة العوامل التي تؤثر على سلوكهم االتصالي‬
‫أثناء التفاعل و عالقة الطالب بالهاتف النقال و كيف يؤثر في اآلخرين و يتأثر باستخداماتهم‬

‫‪40‬‬
‫‪2-Dominique Wolton et autres، Pratiques médiatique (50mots clés)، CNRSEE édition، Paris،‬‬
‫‪1999، p 19.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪3- Lucy Baugent،l'identité sociale،les topos،dunos،Paris،1998،p 48‬‬
‫‪42‬‬
‫‪- Janine Baudichon،La communication (processus،formes et applications)،Armand‬‬
‫‪Collin،Paris،p 17‬‬

‫‪27‬‬
‫للهاتف النقال و تبادل أنماط االتصال‪ ،‬فيما بينهم‪ ،‬خالل ظروف معينة يتواجدون فيها‪ ،‬انطالقا‬
‫من التفاعل بين الفاعل و الوسيلة االتصالية‪ ،‬كمرسل أو مستقبل لرسالة معينة‪ ،‬ثم مع الطرف‬
‫الثاني الذي قد يكون مرسال أو مستقبال‪ ،‬فالمستخدم يلعب دورين ما بين دور المرسل و دور‬
‫المستقبل إلى جانب التفاعل مع األفراد اآلخرين وجها لوجه‪ ،‬أثناء استقبال أو إرسال رسائل‬
‫عبر الهاتف النقال‪ ،‬و هنا يتأثر السلوك االتصالي بالعوامل الخارجية عن نطاق المستخدم و‬
‫الوسيلة و الطرف اآلخر‪ ،‬و بفعل التكرار اليومي لهذه المواقف يتأسس‪ ،‬نمط اتصالي‪ ،‬يكتسبه و‬
‫يمارسه الطالب و يتعود عليه بمجرد تواجده في ظروف معينة‪.‬‬
‫القيم ‪:‬‬
‫ال يوجد هناك اتفاق حول مفهوم القيم‪ ،‬عند الباحثين و العلماء نظرا لتباين منطلقاتهم‬
‫الفكرية‪ ،‬و الحقول المعرفية التي يبحثون فيها‪ ،‬يعرفها تالكوت بارسونز ‪:Talkott Parsons‬‬
‫عنصر في النسق الرمزي المشترك‪ ،‬يعتبر معيارا‪ ،‬أو مستوى لالختيار بين بدائل التوجيه التي‬
‫توجد في الموقف‪ ،‬و أيضا المعايير التي تحكم على كون الشيء مرغوبا فيه‪ ،‬أو غير مرغوب‬
‫فيه‪ .‬كما يرى أيميل دوركايم ‪ Emile Durkheim‬أن القيم هي إحدى آليات الضبط‬
‫‪)43(.‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬المستقلة عن ذوات األفراد‪ ،‬الخارجة عن تجسد اتهم الفردية‬
‫هي التعبير عن المبادئ العامة‪ ،‬للتوجيه األساسي‪ ،‬تتعلق بالمعتقدات الجماعية‪ ،‬في كل‬
‫مجتمع‪ ،‬و تحديد األهداف‪ ،‬ينطلق من التمثالت المرغوب فيها‪ ،‬التي تظهر في إطار الجماعات‪،‬‬
‫(‪)44‬‬
‫‪.‬‬ ‫هذه القيم تكون مرتبة و منظمة‪ ،‬تمثل نواة مستقرة‪ ،‬مجموعة من المتغيرات المستقلة‬
‫هي أيضا استعداد معرفي و وجداني و سلوكي عند الفرد و الجماعات اتجاه‪ ،‬األشياء‪،‬‬
‫(‪)45‬‬
‫الموضوعات و األشخاص‪.‬‬
‫إجرائيا األهمية التي يحتلها استخدام الهاتف النقال لدى الطالب الجامعي‪ ،‬هل يمثل قيم‬
‫مهمة أم قيم ثانوية و المكتسبات المعنوية للطالب من خالل تعامالته اليومية مع اآلخرين‪ ،‬وما‬

‫‪ -43‬ماجد الزيود‪ ،‬الشباب و القيم في عالم متغاير‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪44‬‬
‫‪- Raymond Boudon et autres، dictionnaire de sociologie، les référent، Paris،France، 1999،‬‬
‫‪p243 .‬‬
‫‪ -45‬سعيد بومعيزة‪ ،‬اثر وسائل اإلعالم على القيم و السلوكيات لدى الشباب‪ ( ،‬دراسة استطالعية بمنطقة البليدة )‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪28‬‬
‫هي األسس التي توجه السلوك االتصالي للطالب‪ ،‬اتجاه الوسيلة‪ ،‬واتجاه اآلخرين‪ ،‬و ما يمثل‬
‫أهمية لدى الطالب في استخدام الوسيلة ‪ :‬الصوت‪ ،‬الصورة‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬الشكل‪ ،‬االستقاللية‪،‬‬
‫الخصوصية‪ ،‬العالقات االجتماعية‪ ،‬التأثر بالعوامل االقتصادية و ما يمليه العرف االجتماعي و‬
‫الظروف الموضوعية أو الذاتية‪ ،‬التي قد تساهم في تحديد النمط االتصالي ودرجة التفضيل‪.‬‬
‫الخلفيات النظرية المعتمدة‪:‬‬
‫نظرا لتمحور موضوع الدراسة من خالل اإلشكال المطروح و الفرضيات المصاغة‪،‬‬
‫حول استخدامات وسيلة اتصالية من طرف فئة من فئات المجتمع‪ ،‬ممثلة في طلبة جامعيين‪،‬‬
‫اعتمدنا على النظريات التي‪ ،‬فسرت العالقة االتصالية‪ ،‬انطالقا من وحدة الفعل االجتماعي‪،‬‬
‫التي تنتمي لتيار الدراسات الميكروسوسيولوجية ‪ ،Microsociologie‬التي ركزت على‬
‫دراسة الوحدات الصغرى‪.‬‬
‫انطالقا من أعمال "ماكس فيبر"‪ ،‬حول مفهوم الفهم االجتماعي الذي يعتبر الفرد‪ ،‬معزوال‬
‫و نشاطه كوحدة أساسية للدراسة‪ ،‬ظهرت اتجاهات حديثة في علم االجتماع‪ ،‬تركز في تحليلها‬
‫على الفرد‪ ،‬لفهم الظاهرة االتصالية‪ ،‬حيث تتناول الظاهرة االجتماعية من حيث‪ :‬السلوك‪،‬‬
‫(‪)46‬‬
‫الفاعل‪ ،‬المعنى‪ ،‬التفاعل‪ ،‬الموقف ( موقف التفاعل )‪ ،‬باعتبار الفرد نتاج اجتماعي‪.‬‬
‫من بين أهم التيارات التي اعتمدت على هذا اإلرث النظري الذي يركز على الفعل‬
‫االجتماعي‪ ،‬مدرسة التفاعالت الرمزية‪ ،‬التي تمتد جذورها إلى لمدرسة شيكاغو‪ ،‬من خالل‬
‫أعمال روبرت بارك )‪ ،ROBERT IZRA PARK، (1864- 1944‬الذي حلل الوضعيات‬
‫الواقعية من خالل‪ :‬االتجاهات‪ ،‬و السلوك مابين ‪1915‬و ‪ 1935‬في دراسة المهاجرين في الو‪.‬‬
‫م‪ .‬ا و عالقتهم بالصحافة و الرسائل اإلعالمية التي تبث بلغات مختلفة‪ ،‬و اعتبار المدينة‪،‬‬
‫مختبر اجتماعي‪ ،‬يشمل عمليات‪ :‬التنظيم‪ ،‬التهميش‪ ،‬التثاقف‪ ،‬التماثل‪ ،‬التنافس‪ ،‬الصراع‪،‬‬
‫(‪)47‬‬
‫التكيف‪ ،‬الناتجة عن التفاعل االجتماعي لألفراد‪.‬‬

‫‪ -46‬السيد علي الشتا‪ ،‬النظرية المعاصرة لعلم االجتماع‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1995 ،‬ص ص‬
‫‪.75 ،74‬‬
‫‪47‬‬
‫‪2- Armand et Michèle Matélart، Histoire des théories de la communication، Casbah éditions،‬‬
‫‪Alger، 199، pp 15، 16.‬‬

‫‪29‬‬
‫كما يعتبر عالم النفس االجتماعي و الفيلسوف " جورج هاربرت ميد " من أهم رواد هذه‬
‫المدرسة‪ ،‬حيث وضع أهم المبادئ المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬األفراد الذين‪ ،‬يملكون ادوار اجتماعية‪ ،‬يحددون التفاعل في فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ ‬ينتج التفاعل بين هؤالء األفراد‪ ،‬صور رمزية يملكها كل فرد‪ ،‬عن اآلخر‪ ،‬من وضعية‬
‫اجتماعية معينة‪.‬‬
‫‪ ‬تشكيل‪ ،‬صورة انطباعية‪ ،‬لدى األفراد(‪ ،)48‬عن اآلخر بمجرد رؤيته‪ ،‬أو السماع عنه‪،‬‬
‫والرمز يحدد طبيعة التفاعل‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار الصورة الرمزية‪ ،‬المكونة عند األفراد من خالل التفاعل‪.‬‬
‫‪ ‬الصورة الرمزية‪ ،‬ال تزول بسرعة‪ ،‬ذات طابع متصلب‪ ،‬بمعنى أن الفرد يشكل من‬
‫خاللها‪ ،‬تقييما لنفسه بموجبها‪ ،‬انطالقا من رأي اآلخرين اتجاهه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان الفرد يملك صورة رمزية ايجابية‪ ،‬يستمر التفاعل‪ ،‬في حين إذا كانت الصورة‬
‫(‪)49‬‬
‫الرمزية سلبية فان التفاعل ينقطع‪.‬‬
‫يشكل التفاعل االجتماعي‪ ،‬الجانب الدينامكي للحياة االجتماعية يشمل عالقات متبادلة‪،‬‬
‫بين األفراد و الجماعات‪ ،‬في شكل تبادالت يومية متعلقة بصياغة شخصية الفرد‪ ،‬و تدريبه‬
‫وتأهيله‪ ،‬اجتماعيا إما باالستجابة السلوكية للمجتمع أو عدمها‪ ،‬حيث يرى "ويليام توماس" (‬
‫)‪2‬‬
‫‪ )1947-1893‬آن الفعل في الموقف االجتماعي هو الحقيقة االجتماعية التي علينا تفسيرها‪.‬‬
‫(‬

‫إلى جانب أخر يمثل "غوفمان " أحد أهم الباحثين في مجال التفاعل االجتماعي ودراسة‬
‫الفعل االجتماعي في إطار الحياة اليومية‪ ،‬و ذلك من خالل تقديمه لنموذج تحليلي‪ ،‬يعرف بإدارة‬
‫االنطباعات‪ ،‬حيث يرى أن سلوكات األفراد‪ ،‬مسيرة من طرف قوانين‪ ،‬يجب إتباعها ليظهروا‬
‫على أنهم انداس عاديون‪ ،‬و كل فرد يؤطر وجهة نظره من خالل إتباع‪ ،‬األعراف والتقاليد‬
‫(‪)50‬‬
‫و يرى أن الفرد‪ ،‬تتغير أدواره‬ ‫المتفق عليها‪ ،‬للدخول في لعبة التأويالت‪ ،‬انطالقا من أالنا‪.‬‬

‫‪ -48‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬النظريات االجتماعية المتقدمة‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص ص‪.89 ،88 ،‬‬
‫‪ -49‬السيد علي الشتا‪ ،‬التفاعل االجتماعي و المنظور الظاهري‪ ،‬المكتبة المصرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪50‬‬
‫‪- Natalie Rigaux، Introduction à la sociologie par sept grand auteurs ( avec exercices corrigés‬‬
‫‪et suppléments sur Internet)، De bœck، Bruscelles، 2008، p 78.‬‬

‫‪30‬‬
‫من وضعية إلى أخرى‪ ،‬و يلعب عدة ادوار مختلفة‪ ،‬يمثلها‪ ،‬كان الفعل االجتماعي عبارة عن‬
‫مسرحية تقام على خشبة المسرح‪ ،‬و تعتبر ظاهرة استخدام الهاتف النقال من طرف الطلبة‬
‫الجامعيين عملية من عمليات التفاعل ما بين الفرد و وسائل االتصال و األفراد اللذين يتبادلون‬
‫معهم العالقات االجتماعية‪ ،‬إذ تختلف الظروف و الوضعيات االجتماعية‪ .‬و في نفس السياق‬
‫يحدد " هربرت بلومر " سنة ‪ ،1969‬ثالث مسلمات‪ ،‬هدفها تفسير تأويالت الممثلين‬
‫االجتماعيين للرموز التي ينتجونها من خالل التفاعل‪ :‬األفراد يتصرفون اتجاه ما يحيط بهم‪،‬‬
‫انطالقا من قاعدة الدالالت‪ ،‬المكونة لديهم‪ .‬دالالت األشياء‪ ،‬تعدل من وضعية ألخرى‪ ،‬مع‬
‫ممثلين آخرين‪.‬‬
‫(‪)51‬‬
‫و بمأن‬ ‫استعمال الدالالت و تعديلها انطالقا‪ ،‬من تأويل الفرد لهذه المواضيع‪.‬‬
‫الوسيلة االتصالية تلعب دورا هاما في تبادل االتصال ما بين األفراد فالمقاربة النظرية التي‬
‫تفسر التفاعل ما بين األفراد‪ ،‬تبحث أيضا‪ ،‬في فعالية الوسيلة االتصالية التقنية و مدى هيمنتها‪،‬‬
‫على سيرورة التفاعل االجتماعي‪ ،‬من خالل خصائصها التقنية‪ ،‬و قدرة الفرد في التعامل معها‪،‬‬
‫كخطوة أولى‪ ،‬ثم التعامل مع اآلخرين كخطوة ثانية‪ ،‬بتشكيل عالقة خاصة من خالل‬
‫االستخدامات الموجهة للتفاعل‪.‬‬
‫كما يقدم " غوفمان " طرحا تحليليا للتفاعل اليومي للفرد‪ ،‬مع اآلخرين من خالل إسقاط‬
‫النموذج المسرحي على الحياة الواقعية‪ ،‬يعتبر أن "كل مظاهر النشاط اإلنساني اليومية و حتى‬
‫ذات الطابع الفردي البحت هي مظاهر استعراضية‪ ،‬بمعنى أن الحياة االجتماعية‪ ،‬مبرمجة على‬
‫إذ أن الفرد يجب أن يتبع‬ ‫(‪)52‬‬
‫قواعد تصرف في شكل رموز لها طابع لعبي ‪.Ludique‬‬
‫مجموعة من التصرفات‪ ،‬المتفق عليها ليندمج في إطار الجماعة‪ ،‬يجب أن يملك معرفة عن‬
‫قواعد التعامل الذي يمثلها " غوفمان " في شكل لعبة‪ ،‬مثال إذا كانت هناك جماعة من األفراد‬
‫تلعب لعبة الورق‪ ،‬يجب أن يتحكم كل فرد في القواعد و آن يفهم ما تعنيه كل ورقة‪ ،‬و يتعرف‬
‫على مراحل العب حتى يتمكن من القبول من طرف أعضاء أللعبة و كذا تحقيق الفوز و إن لم‬

‫‪- Armand et Michèle Mattelard، ibid.، p 78.‬‬


‫‪51‬‬

‫‪ -52‬مخلوف بوكروح‪ ،‬الدراما و الواقع‪ ،‬المجلة الجزائرية لالتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ 19 ،‬جانفي ‪،2006‬‬
‫ص ‪.15‬‬

‫‪31‬‬
‫يكن ملما بقواعد اللعبة‪ ،‬ال يمكنه أن يندمج في إطار الجماعة و في نفس السياق يؤكد على‬
‫ضرورة تحليل الوضعية أو الهيكل ‪ ،The Frame‬ذلك يعني أن إنتاج المعنى و الوصول إلى‬
‫ال يمكن أن‬ ‫(‪)53‬‬
‫فهمه‪ ،‬ال يتأتى أال من خالل الرجوع إلى تحليل الوضعية ‪Frame Analysis‬‬
‫نحلل‪ ،‬سلوك معين‪ ،‬دون الرجوع إلى السياق الذي تجسد فيه ذلك الفعل‪ ،‬و الظروف التي رافقت‬
‫تلك األفعال سواء كانت الوضعية مهيكلة أو غير مهيكلة‪ ،‬فهناك قوانين عامة تحكم العالقات بين‬
‫األفراد‪ ،‬يجب على كل واحد منهم‪ ،‬أن يتعلمها و أن تصبح بسيطة بالنسبة له‪ ،‬يتصرف حسبها‬
‫كلما تكررت الوضعية االجتماعية‪ ،‬إذ يقول "روبرت بارك "‪ :‬نأتي للعالم كأفراد نتحمل أو‬
‫(‪)54‬‬
‫نكتسب شخصية معينة‪ ،‬و نصبح أشخاصا‪.‬‬
‫الطابع االجتماعي ذو طابع إكراهي‪ " ،‬إذا تكلم الضمير فينا فالمجتمع هو الذي يتكلم"‪،‬‬
‫الفرد يخضع لمجموعة من االكراهات و االلتزامات‪ ،‬التي يمليها عليه النظام االجتماعي‪ ،‬كما‬
‫سبق و أشار إليه احد اهمم مؤسسي علم االجتماع " أيميل دور كايم "‪ ،‬أي أن الفرد يجب أن‬
‫يتصرف اتجاه اآلخرين وفق ما هو واضح و مفهوم بالنسبة للجماعة‪ ،‬و إال يجد نفسه خارجها‪،‬‬
‫وكل فرد يحاول إنقاذ جهته في أي وضعية اجتماعية‪ ،‬و يتوقف ذلك على إمكانيات الفرد في‬
‫توجيه عالقاته االجتماعية مع الغير‪ ،‬إما يلجا للتعبير عن طريق ما هو متفق عليه أو يلجا إلى‬
‫أيجاد األعذار و الهروب من مواقف معينة‪ ،‬إن الفاعل يختار من بين أهداف‪ ،‬ويختار الوسائل‬
‫لتحقيق ذلك في موقف يتكون من مواضيع مادية و اجتماعية و األخيرة تتضمن معايير‬
‫(‪)55‬‬
‫و من خالل تعدد هذه الوضعيات‪ ،‬و انتقال الفرد من موقف إلى أخر‪،‬‬ ‫اجتماعية و ثقافية‪.‬‬
‫يشكل استعدادات و كلما الحظ أن المواقف تحقق نجاح و يصل إلى تحقيق أهدافه التي انطلق‬
‫منها‪ ،‬تصبح سلوكاته ثابتة‪ ،‬تتكرر كلما تكرر الموقف‪ ،‬و ظروفه إذ يؤكد " غوفمان " أن لدينا‬
‫(‪)56‬‬
‫فيما يتعلق بالتفاعل االجتماعي‪،‬‬ ‫من الذوات بقدر ما هنالك من مناسبات و مواقف مختلفة‪.‬‬
‫ما بين األفراد بواسطة قناة مثل الهاتف الذي يستخدم ألغراض مختلفة لتعويض االتصال وجها‬

‫‪53‬‬
‫‪- Colloque de Cerisy، Le parler frais d'Erving Goffman، éditions de minuit، Paris، 1969، p 14.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪- Ibid، p 16.‬‬
‫‪ -55‬أيان كريب‪ ،‬النظرية االجتماعية من بارسونز إلى هابرماس‪ ،‬تر‪ :‬محمد حسين غلوم‪ ،‬مراجعة‪ :‬محمد عصفور‪ ،‬عالم‬
‫المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،1999 ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -56‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.136‬‬

‫‪32‬‬
‫لوجه‪ ،‬و توجيه الحوار بين شخصين‪ ،‬لبدء التفاعل‪ ،‬هنا يرى " غوفمان " أن هناك المتكلم‬
‫والمستمع‪ ،‬و تتغير األدوار ما بين المشاركين‪ ،‬و تختلف درجة المشاركة‪ ،‬هذا ما أطلق عليه‪:‬‬
‫يبدأ التفاعل من خالل التعرف على العناصر‬ ‫(‪)57‬‬
‫إنتاج الشكل ‪.Production Format‬‬
‫التقنية للقناة‪ ،‬التي نستخدمها بهدف االتصال‪ ،‬يقوم الفرد‪ ،‬بإطالق الكلمات عن طريق الفم‪،‬‬
‫كمنشط للكلمات و التي قد يكون مصدرها شخص أخر‪ ،‬لكي تصل إلى الطرف األخر‪ ،‬الذي‬
‫يستقبلها عن طريق األذن‪ ،‬و يعيد تحليلها إلمكانية اإلجابة فهنا يمارس الفرد وظيفة التكلم‪،‬‬
‫واالستماع في نفس الوقت‪ ،‬و هنا تتطلب‪ ،‬الحياة اليومية تحديد اطر هذا النوع من االتصال‪،‬‬
‫وطرق التعامل مع الوسائل التقنية‪ ،‬في إطار الحياة االجتماعية و اختالف المجاالت‬
‫والوضعيات االجتماعية التي يتواجد فيها الفرد ويستخدم من خاللها الهاتف النقال‪ ،‬حيث يفرق‬
‫"‪ SWALLES " 1990‬بين إقامة مكالمة هاتفية موضوعها صفقة تجارية‪ ،‬من الو‪ .‬م‪ .‬ا إلى‬
‫(‪)58‬‬
‫الن الهدف يحدده الفرد‪ ،‬قبل أن يستخدم‬ ‫اليابان‪ ،‬و مجرد مكالمة هاتفية تجمع بين صديقين‬
‫الوسيلة‪ ،‬و هو الذي يحدد الشريك الذي يريد أن يتصل به‪ ،،‬كما يرى "غوفمان" أن هناك‬
‫مستويات ممارسة فيما يتعلق باستخدام وسيلة اتصال كالهاتف‪ ،‬المستوى األول يتعلق بالجانب‬
‫الخارجي الممثل في الوسيلة أو القناة‪ ،‬المستوى الثاني يتحدد من خالل العالقة بالقناة‪ ،‬المستوى‬
‫الثالث‪ ،‬يتمثل في الموضوع كعالقة متوسطة تجمع ما بين القناة و العالقة معها‪ )59( .‬و على‬
‫أساس هذه المستويات يبدأ النشاط التفاعلي و يتواصل حتى انتهاء المكالمة الهاتفية‪ ،‬بشرط‬
‫وجود تفاهم ما بين الطرفين‪ ،‬المشاركين و هنا تظهر قدرة الفرد في التعامل مع الوسيلة التقنية‪،‬‬
‫مهما كان نوعها و هو الذي يحدد دائما اتجاه العالقة و المواضيع المراد الحديث عنها آو تبادلها‬
‫في إطار وضعيات معينة‪ ،‬و أهداف يريد الوصول إليها‪.‬‬
‫نظرية المحدد التكنولوجي‪:‬‬
‫من بين النظريات اإلعالمية و االتصالية‪ ،‬التي ظهرت في البحوث التي تناولت تأثيرات‬
‫وسائل اإلعالم و االتصال‪ ،‬نظرية المحدد التكنولوجي التي ظهرت من خالل أعمال "مارشال‬
‫‪57‬‬
‫‪- Ron Scollon Mediated Discourse as social interaction, (Acase study of new discourse)،‬‬
‫‪Longman، London، 1998، p 67.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪- Ibid، p 39.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪- Ibid، p 71.‬‬

‫‪33‬‬
‫ماكلوهان "‪ ،"MARSHALL MC LU HAN" ،‬التي تفيد بان التقنيات الحديثة‪ ،‬التي ترتبط‬
‫بالوسائل االتصالية‪ ،‬لها تأثير قوي‪ ،‬على المستخدمين ووصل إلى حد التأكيد‪ ،‬على أن الوسيلة‬
‫االتصالية هي الرسالة‪ ،‬ذلك ألنها تغير سلم التعامل مع الوسائل‪ ،‬ويؤثر ذلك على السياق‬
‫االجتماعي التي تظهر فيه التقنية الحديثة‪ ،‬ابتداء من العالقة األولية‪ ،‬بين الفرد و الوسيلة‪ ،‬و‬
‫(‪)60‬‬
‫و‬ ‫يعتبر أن الوسيلة امتداد للفرد في الحياة بحيث تتميز باالوتوماتية المرتبطة بالتكنولوجيا‪.‬‬
‫االستعمال الذي يحدده الفرد هو الذي يمثل قيمة الوسيلة‪ ،‬مثل األسلحة ليست جيدة أو سيئة‪ ،‬لكن‬
‫(‪)61‬‬
‫و يرى أن وسائل االتصال‪ ،‬مرت بقفزات‬ ‫الفرد من خالل استعماله للوسيلة يحدد ذلك‪.‬‬
‫نوعية حسب السياق الحضاري‪ ،‬من الوسائل البدائية إلى الوسائل السطرية‪ ،‬إلى الوسائل‬
‫السمعية البصرية‪ ،‬وصوال إلى الوسائل العالمية‪ ،‬بمعنى أن األحداث الكبرى مثل الكشوفات‬
‫الجغرافية‪ ،‬و الحمالت االستعمارية كلها أثرت على األنماط االتصالية و استدعت ظهور بعض‬
‫الوسائل لتسهل عملية التواصل و أيضا ساهمت الثورة الصناعية و الفكرية‪ ،‬في ظهور وسائل‬
‫االتصال الكبرى‪ ،‬المتمثلة في التلفزيون‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬والسينما‪ ،‬التي ساهمت في تغيير عميق في‬
‫بنية المجتمع المحلي األوروبي‪ ،‬و ثارت ضد النظام السياسي الشمولي‪ ،‬و حققت حريتها و من‬
‫ثم حرية تعامل األفراد مع بعضهم البعض من خالل الوسائل‪ ،‬وفق ما يتناسب مع قدراتهم‬
‫الحسية‪ ،‬و العقلية إذ يقول‪ :‬ماكلوهان‪ :‬أن المحتوى يصل إلى الناس بواسطة وسيلة و أن هذه‬
‫الوسيلة تغيرت عبر التاريخ عدة مرات‪ :‬اللسان‪ ،‬الكتابة‪ ،‬الطباعة‪ ،‬الصحافة‪ ،‬الراديو‪ ،‬التلفزة‪،‬‬
‫و كلما تغيرت الوسائل إال و كان لها اثر كبير على المجتمع ووقعت تغيرات جذرية في‬
‫‪)62‬‬
‫‪.‬تعد هذه النظرية من النظريات التي اعتمدت في تفسيرها ألثر وسائل اإلعالم و‬ ‫السلوك‬
‫االتصال‪ ،‬على عوامل أولية‪ ،‬متعلقة بالحواس‪ ،‬إذ يعتبر أن ثورة الكهرباء‪ ،‬كانت امتدادا‪ ،‬للنظام‬
‫العصبي المركزي‪ ،‬و ما يليها‪ ،‬من ثورات واكتشافات‪ ،‬طورت وسائل االتصال و أصبح‬
‫اإلنسان يتعامل مع وسائل تعد قطعا من جسمه أو بمعنى آخر مشاركة حسية لإلنسان في تفاعله‬
‫مع أي نوع من وسائل االتصال‪ ،‬سمعية‪ ،‬بصرية‪ ،‬سطريه‪ ،‬أو تجمع بين عدة خصائص‪ ،‬و من‬

‫‪60‬‬
‫‪- Marshall Mc Luhan، Pour comprendre les média، Mame، seuil، Paris، 1988، p 25.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪- Ibid، p 29.‬‬
‫‪ -62‬زهير احدادن‪ ،‬مدخل لعلوم اإلعالم و االتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1991 ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪34‬‬
‫بين وسائل االتصال نجد الهاتف الذي يتطلب‪ ،‬وجود شريك ثاني في العملية االتصالية‪ ،‬بمعنى‪،‬‬
‫مشاركة جميع الحواس‪ ،‬إذ يتميز‪ ،‬بضعف الصورة الأكوستيكية التي يمثلها‪ ،‬فهي جد ضعيفة‪،‬‬
‫عكس وسيلة الراديو‪ ،‬كما أن الهاتف يمثل امتدادا لألذن و الصوت الذي يمثل شكال من أشكال‬
‫اإلدراك(‪ .)63‬بمعنى الفرد يجب أن يقوم بحركات لتفعيل االتصال عن طريق الهاتف‪ ،‬فهو مجرد‬
‫وسيلة تتطلب وجود حواس‪ ،‬تقوم بإدارة الوسيلة إلقامة اتصال‪ ،‬و تحقيق أهداف معينة عكس‬
‫وسائل ساخنة مثل الراديو‪ ،‬والصحافة المكتوبة‪ ،‬التي ال تترك مجال للمتلقي للقيام بردود فعل‪،‬‬
‫كبيرة‪ ،‬هي تقدم المضامين جاهزة‪ ،‬بينما الهاتف يفرض على الفرد‪ ،‬القيام بمجهودات إلدارة‬
‫العملية االتصالية‪ ،‬و نجاح التواصل‪ .‬كما يرى "عزي عبد الرحمان " أن الحواس مرتبطة‬
‫بالوعي أساسا‪ ،‬أدوات التأمل والتمعن و التأويل‪ ،‬و النزعة الماكلوهانية‪ ،‬حددت تحول أنماط‬
‫(‪)64‬‬
‫إذا كان اإلنسان يتواصل عن‬ ‫االتصال في التاريخ‪ ،‬على أساس التقاط الحواس لالتصال‪.‬‬
‫طريق األصوات‪ ،‬والحركات ثم أصبح يتواصل عن طريق الكتابة‪ ،‬و الرسومات ثم أدى‬
‫اختراع وسائل اتصال حديثة اقتصرت الجهد و الوقت الذي كان يبذله اإلنسان عن طريق‬
‫حواسه لتسهل عملية االتصال دون عناء فكان اختراع الطباعة من طرف غوتنبرغ‪ ،‬انجازا‬
‫مكن اإلنسان من الكتابة عن طريق اآللة‪ ،‬دون أن يبحث عن المواد األولية‪ ،‬و أصبح بإمكانه‬
‫كتابة عدة نسخ و كذا سمحت الموجات الهرتزية‪ ،‬بحمل كلمات إلى املكن بعيدة‪ ،‬دون بذل جهد‪،‬‬
‫و استغراق وقت اكبر كما ساعد ظهور الراديو على‪ ،‬وصول الكلمة المسموعة إلى اكبر عدد‬
‫من الناس في وقت واحد‪ ،‬وبصوت واضح ثم ظهور التلفزيون الذي جمع بين الصوت و‬
‫الصورة‪ ،‬و غير نمط االتصال و أصبح الفرد هو المتحكم فيما يراه أو يسمعه‪ ،‬وفي وقتنا‬
‫الحالي‪ ،‬يعرف العالم و أنماط اتصالية جد متطورة‪ ،‬ألغت الحواجز بين األفراد وقربت المسافات‬
‫و سمحت بالمشاركة‪ ،‬الكبيرة للفرد‪ ،‬بجميع حواسه‪ ،‬و بعد استعمال الهاتف الثابت‪ ،‬الذي يعتبر‬
‫امتداد لحاستي األذن و الصوت‪ ،‬أصبح اإلنسان يتعامل مع نوع آخر من الهاتف إذ أصبح يحمله‬

‫‪63‬‬
‫‪- Marshall Mc Luhan، opcit، p p 308، 309.‬‬
‫‪ -64‬عبد الرحمان عزي‪ ،‬قراءة ابستمولوجية في تكنولوجيا االتصال‪ ،‬دراسات في نظرية االتصال نحو فكر اعالمي متميز‪،‬‬
‫العدد‪ ،258‬سلسلة كتب المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ديسمبر‪ ،2003‬ص ص ‪.23 ،22‬‬

‫‪35‬‬
‫في كل مكان‪ ،‬بحجمه الصغير‪ ،‬المناسب للحمل‪ ،‬و التنقل به في أي مكان و عرف الهاتف النقال‬
‫عدة تغيرات أصبح يجمع ما بين الصوت‪ ،‬الصورة‪ ،‬الثابتة والمتحركة‪.‬‬
‫بعد تحديد اإلطار المنهجي و الخلفيات النظرية‪ ،‬و البحث عن المراجع و الدراسات التي‬
‫تخدم الموضوع ‪،‬و بالمقابل جمع المعلومات و البيانات من الميدان و وصفها وتحليلها حددنا‬
‫فصول الدراسة حيث اتبعنا طريقة الدمج بين الجانب النظري و التطبيقي للدراسة حيث تناولت‬
‫دراستنا فصلين ‪:‬الفصل األول بعنوان وسائل االتصال الحديثة والهاتف النقال ‪ ،‬أما الفصل‬
‫ألثاني بعنوان ‪ :‬مرحلة ألشباب والمعطيات الميدانية للدراسة ‪ ،‬شملت عناصرها جوانب‬
‫الموضوع بالوصف والتحليل وعالقة ميزات التكنولوجيا الحديثة بالوسط اإلجتماعي الجامعي ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫يعرف االتصال على أنه نشاط أساسي يمارسه األفراد عن طريق وسائل تساعدهم على ذلك‬
‫ومن بين هذه الوسائل الهاتف النقال‪،‬و قبل الحديث عن خصائص هذه وسيلة سوف نتطرق في‬
‫هذا الفصل بصفة عامة إلى مفهوم االتصال ووسائله و بصفة خاصة إلى التكنولوجيا الحديثة بما‬
‫فيها الهاتف النقال ‪.‬‬
‫‪ - I‬االتصال والتكنولوجيا الحديثة ‪:‬‬
‫‪ -I-1‬مفهوم االتصال‪:‬‬
‫لفظ االتصال مشتق من كلمة التينية ‪ ،Communis‬التي تعني باللغة االنجليزية‪،‬‬
‫‪ Commun‬أي مشترك أو اشتراك‪ ،‬و يعرفه " تشارلز كولي " عالم االجتماع ‪ :‬هو ذلك‬
‫الميكانيزم الذي من خالله توجد العالقات البشرية و تنمو (‪ .)65‬إن االتصال مجموع من العمليات‬
‫الحيوية‪ ،‬عرفه اإلنسان منذ وجوده على سطح األرض‪ ،‬إذ دون التعامل مع اآلخر ال يوجد‬
‫أساس للحياة االجتماعية بين األفراد‪ ،‬لذلك فكان االتصال الوسيلة األولى للحفاظ على النوع‬
‫والتراث البشري و بناء العالقات و مسايرة اكراهات الطبيعة‪ ،‬و إمكانية خلق وسائل تساعد‬
‫األفراد على االستمرار في الحياة بشكل أفضل و ترقية نشاطاته‪ ،‬فبعدما الحظ اإلنسان كيف‬
‫يمكن للحيوان أن يتعامل مع الطبيعة في توفير أكله و شربه والمأوى‪ ،‬تجاوز الضروريات‬
‫إليجاد وسائل لالتصال بغيره‪ ،‬و تحقيق الفهم المشترك‪ ،‬بالتعبير عن انفعاالته ورغباته‪،‬‬
‫الطبيعية و االجتماعية‪ ،‬فاإلنسان البدائي كان يستعمل النار‪ ،‬الدق على الطبول‪ ،‬الصراخ‪ ،‬الرسم‬
‫على الصخور‪ ،‬كل هذا ساعده على نقل بعض المعاني بينهم‪ ،‬و كل وسيلة يتم اكتشافها و‬
‫استعمالها ال يكتف بها إذ يحاول في كل مرة عن وسائل أكثر فعالية من سابقاتها‪ ،‬أكثر سرعة‬
‫لتحقيق أهدافه‪ ،‬فمذ اختراع الحروف و الكتابة‪ ،‬التي تدعمت باكتشاف آلة الطباعة‪ ،‬ساهم دلك‬
‫في تحقيق نقلة نوعية في ميدان االتصاالت الذي لو يكتف بوسيلة واحدة بل حرك عجلة ظهور‬
‫عدة وسائل رافقتها مفاهيم و تصورات حديثة للعملية االتصالية‪ ،‬بذلك اتسع أكثر مجال التواصل‬
‫بين األفراد و الشعوب‪ ،‬و بروز ظواهر لو تكن موجودة مسبقا تمثلت في الدعاية‪ ،‬االتصال‬
‫الجماهيري‪ ،‬ظهور و انتشار الصحافة‪ ،‬و أصبح االتصال ميدان حيوي لممارسة مختلف‬

‫‪ -65‬منال طلعت محمود‪ ،‬مدخل إلى علم االتصال‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001/2002 ،‬ص ص ‪،18‬‬
‫‪.19‬‬

‫‪38‬‬
‫األنشطة ‪ :‬السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬هذا بعدما كان االتصال متعلقا فقط‬
‫بوسائل بدائية محدودة النطاق‪ ،‬تقتصر تقريبا على تلبية الحاجات الطبيعية الضرورية لإلنسان‪،‬‬
‫تغير مفهوم االتصال و أصبح يكتسب أبعاد جديدة‪ ،‬ليصبح أكثر انتقائية ومرونة بالنسبة للفرد‪،‬‬
‫من خالل تنوع وسائله‪ ،‬تطورها‪ ،‬ومسايرتها لمختلف األذواق والطلبات الجماهيرية و توجهها‬
‫نحو التخصص‪ ،‬كما يعد االتصال عامل أساسي في تكوين و تعزيز الروابط االجتماعية‪ ،‬حيث‬
‫يرى " ‪ : Decoster " 1990‬أن االتصال عامل من عوامل تشكيل المجتمع و هو منتج‬
‫الرابط االجتماعي‪ ،‬إلى جانب أن هذه الجماعة من األفراد التي تشكلت ليست عبارة عن مجرد‬
‫(‪)66‬‬
‫تجمع‪ ،‬إنما تتشكل بفعل التفاعل الذي يربط األفراد يبعضهم البعض‪.‬‬
‫عملية االتصال تربط بين مرسل و مستقبل‪ ،‬تجمعهما رسالة‪ ،‬يتم نقلها و تبادلها عن‬
‫طريق وسيلة اتصالية معينة‪ ،‬و بفعل ر جع الصدى الذي ينتقل من المستقبل إلى المرسل وهو‬
‫مصطلح مستعار من حقل العلوم الفلكية‪ ،‬يعبر عن العالمات التي يتم إرسالها من طرف األشياء‬
‫(‪)67‬‬
‫في مجال االتصال اإلنساني يمثل عمليات إعادة‬ ‫التي تطلق في الفضاء لتصحيح طريقهم‬
‫إرجاع الرسالة و تبادل األدوار‪ ،‬لتشكيل معنى مشترك‪ ،‬و رابط بين هؤالء األفراد مهما كان‬
‫نوعه و مهما كان عددهم و مهما كان السياق الذي يتواجدون فيه‪ ،‬بتكرار الفعل‪ ،‬حيث يرى "‬
‫‪ " YVES WINKIN‬إن االتصال هو عبارة عن مركب من كل األفعال التي تترتب من يوم‬
‫إلى آخر عن طريق البنى التي تشكل المجتمع عن طريق ثقافتها‪ ،‬عن طريق الحركات التي‬
‫تشكل االتصال(‪ .)68‬بمعنى يؤكد حضور االتصال على الحيوية و الدينامكية‪ ،‬التي تحدث بين‬
‫األفراد‪ ،‬مهما كانت درجة تباعدهم‪ ،‬أو اختالفهم بمجرد وجود مثير‪ ،‬ينتج رد الفعل إما ايجابيا‬
‫أو سلبيا‪ ،‬فالرابط يتشكل مهما كان شكله تناغما‪ ،‬صراعا‪ ،‬اندماجا‪ ،‬أو غير ذلك إلى جانب أن‬
‫أعضاء مدرسة " باولو التو "‪" ،‬يسلمون بأننا ال نستطيع أن ال نتصل "‪ ،‬يعني أن كل عامل من‬
‫عوامل ‪ :‬الوقت‪ ،‬المكان‪ ،‬إطار الحاضر في حياتنا هو عنصر اتصال(‪ ،)69‬فعملية االتصال ال‬
‫‪66‬‬
‫‪-Raymond Corriveau،Le plan de la communication،(une approche pour agir en société)،Presse‬‬
‫‪universitaire du Québec، Canada،2004،p 13.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-Sybil Gehin، Méthodes de communication interpersonnelle،Editions Eska،Paris،2004،2 eme‬‬
‫‪Edition،p 131.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪-Yves Winkin،"Vers une anthropologie de la communication?،La communication état de‬‬
‫‪savoir،Edition sciences humaines،Paris،1998،p 111.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪-Ibid،p 112.‬‬

‫‪39‬‬
‫يستطيع الفرد االستغناء عنها‪ ،‬و كل عامل من عوامل السياق‪ ،‬الذي يدور فيه االتصال تساهم و‬
‫تتدخل في تحديده و اكتماله و تؤثر على سيرورته‪ ،‬تحليل النشاط االتصالي‪ ،‬منوط بتحديد‬
‫الخلفيات التي تحدده و مختلف العوامل ‪ :‬الزمان‪ ،‬المكان‪ ،‬الوسيلة‪ ،‬األطراف المشاركة فيه‪.‬‬
‫ومن أهم مميزات االتصال‪ ،‬بصفة عامة االتصال االجتماعي‪ ،‬الذي هو مفهوم واسع‪ ،‬و قابل‬
‫لالستثمار‪ ،‬تطور خاصة في تعامالته بعد أحداث مايو ‪ ،1968‬في فرنسا وايطاليا‪ ،‬إذ تركز‬
‫المفهوم أكثر على العالقات اإلنسانية‪ ،‬إذ أن االتصال االجتماعي قائم على التبادل و الحوار‪.‬‬
‫ومن بين مستويات االتصال‪ ،‬التي تربط مرسل و مستقبل‪ ،‬عن طريق وسيلة‪ ،‬محددة‪،‬‬
‫تضمن التفاعل المادي بين الطرفين‪ ،‬االتصال الشخصي‪ :‬الذي يعتبر كقاعدة لكل نشاط‬
‫اتصالي‪ ،‬في شكل مجموعة من التفاعالت‪ ،‬بمعنى أن الفاعلون المشاركون‪ ،‬يمارسون تأثيرات‬
‫متبادلة على سلوكا تهم‪ ،‬و من بين أهم الوسائل شيوعا المحادثة عبر األشكال االتصالية‬
‫(‪)70‬‬
‫يحدث االتصال بين‬ ‫المتنوعة‪ :‬اإليماءات‪ ،‬الحركات‪ ،‬التعبير الجسدية‪ ،‬الضحك‪ ،‬السكوت ‪.‬‬
‫مجموعة من األطراف األساسية ‪ :‬المرسل‪ ،‬المستقبل‪ ،‬الرسالة‪ ،‬رجع الصدى أو التغذية‬
‫العكسية‪ ،‬فالتفاعل ال يحدث إال من خالل هذه العناصر‪ ،‬و قيام كل عنصر بوظيفته‪ ،‬لتحريك‬
‫وتيرة االتصال‪ ،‬كذلك يلعب الفضاء دورا في هذه العملية‪ ،‬و االتصال ألمواجهي هو أساس‬
‫حدوث هذه التفاعالت من خالل التأثير‪ ،‬و التأثر و قد يستعين األفراد في االتصال الشخصي‬
‫بالهاتف كوسيلة لالتصال و توصيل مجموعة من الرموز لآلخر‪ ،‬عن طريق الصوت دون‬
‫اللجوء إلى التنقل‪ ،‬و أيضا عن طريق الهاتف النقال الذي يعتبر وسيط لالتصال بين مرسل‬
‫ومستقبل عن طريق الصوت‪ ،‬الصورة‪ ،‬أو الرسائل المكتوبة القصيرة (‪ ،)SMS‬بمختلف‬
‫أشكاله حيث يتميز بالحجم الصغير‪ ،‬وقدرة االلتقاط في أي مكان فيه التغطية‪ ،‬فمن خالله يمكن‬
‫للمرسل أن يوصل إشارات معينة للمستقبل‪ ،‬و تبادل الرسائل في زمن معين و مكان معين‪،‬‬
‫إلنتاج معنى محدد‪ ،‬حتى من دون التكلم يمكن أن يحدث معنى‪ ،‬بمجرد التفاعل مع الوسيلة التي‬
‫توفر له عدة وسائط تمكنه من االتصال حسب ما يناسبه ويناسب شركائه‪ ،‬هذا الفعل ال يحدث‬
‫بمعزل عن الفضاء االجتماعي‪ ،‬الذي يتواجد فيه كال من المرسل و المستقبل‪ ،‬بمعنى أن هناك‬

‫‪- Sylvie Mesure et Patrick Savidan،le dictionnaire des sciences humaines،Presse universitaire،‬‬
‫‪70‬‬

‫‪Paris، 1 ère édition، 2006،p 169.‬‬

‫‪40‬‬
‫عوامل أخرى تتدخل في هذه العملية االتصالية‪ ،‬التي نحن بصدد دراستها لدى عينة من الطلبة‪،‬‬
‫لفهم حدوث التفاعل بين الطالب و الوسيلة‪ ،‬والمحيط االجتماعي الذي يتواجد فيه‪ ،‬و كيفية تشكل‬
‫االستخدام و األهداف التي توجهه‪ ،‬وعالقة ذلك بكل من الفضاءات الرسمية و الغير رسمية‪،‬‬
‫وسلوك االتصال لدى الطالب الممارس من خالل الهاتف النقال و النمط الذي يتولد عن ذلك‬
‫كلما تواجد في وضعية معينة‪.‬‬
‫‪ -I-2‬وسائل االتصال ‪ :‬تعريفها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬تطوراتها ‪:‬‬
‫انطالقا من أن االتصال‪ ،‬نشاط إنساني‪ ،‬ديناميكي‪ ،‬حيوي‪ ،‬يستدعي حضور‪ ،‬مجموعة‬
‫من العناصر إلتمامه فهناك من بين هذه العناصر عنصر يعد حامال لمضامين االتصال المختلفة‬
‫و يتمثل ذلك في مجموعة من الوسائل التي تحقق ذلك‪ ،‬و من بين أهم الوسائل وتعد أولى‬
‫انتاجات اإلنسان اللغة‪ ،‬التي تعتبر نسق من اإلشارات و الرموز و مختلف العالمات إليصال‬
‫معنى معين‪ ،‬من ثم وجد اإلنسان لخدمته وسائل تنوعت و تعددت لتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫ُتعرَّف الوسيلة االتصالية ‪ ( :‬القناة) ‪ : Channel‬أي وسيلة تستخدم في نقل المحتوى‬
‫االتصالي أو مضمون الرسالة إلى متلقي معين‪ ،‬و تعتبر عنصرا من عناصر العملية االتصالية‪،‬‬
‫تلعب دورا هاما في إنجاح العملية االتصالية من خالل تفاعلها مع بقية العناصر األخرى(‪،)71‬‬
‫( المرسل‪ ،‬المستقبل‪ ،‬الرسالة‪ ،‬رجع الصدى )‪ ،‬و تتوقف كفاءتها على تحقيق التأثير في‬
‫المستقبل‪ ،‬بفعالية من خالل خصائصها و مميزاتها و منذ عرف اإلنسان االتصال واللغة‪،‬‬
‫والكتابة‪ ،‬وهو في رحلة بحث مستمرة عن الرسائل و القنوات االتصالية األكثر فعالية و سرعة‪،‬‬
‫و اقتصادا للجهد و المسافة‪ ،‬فكلما اكتشف وسيلة جديدة لالتصال‪ ،‬شكل هذا نقطة انطالق أخرى‬
‫إلنتاج وسائل أخرى‪ ،‬في شكل خطين متوازيين ليس لهما نهاية‪ ،‬وكل هذا لتنمية وترقية البشرية‬
‫وتحقيق انجازات مستديمة‪.‬‬
‫الحديث عن الوسيلة االتصالية مرتبط بالتقنية‪ ،‬إذ أن الوسائل تعتمد عل مجوعة من‬
‫الخصائص المادية‪ ،‬التي تتجسد من خاللها‪ ،‬الرسالة و تظهر و تتيح للمرسل عدة اختيارات بما‬
‫يناسبه‪ ،‬فالتقنية هي التي ساهمت في تطوير الوسيلة االتصالية بعدما كانت تلقائية‪ ،‬بدائية منذ‬
‫استخدام اإلنسان للحبر و الورق‪ ،‬وصوال الكتشاف آلة الطباعة و تقنيتها‪ ،‬فالتقنية طريقة‬
‫‪ -71‬محمد محمد عمر الطنوبي‪ ،‬نظريات االتصال‪ ،‬مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص ‪.114‬‬

‫‪41‬‬
‫وتطبيق للمعرفة العلمية لتسخير وسائل مفيدة‪ ،‬تشمل المنتج اإلنساني المادي و الذهني(‪،)72‬‬
‫التقنية و الوسيلة‪ ،‬مترابطان من خال استهدافهم إلى تطوير المجاالت المعرفية اإلنسانية‪،‬‬
‫وتطبيقاتها في مجال االتصاالت‪.‬‬
‫أنواع وسائل االتصال ‪ :‬إذا أردنا تقسيم وسائل االتصال‪ ،‬و محاولة تحديد أنواعها‪ ،‬نجد عدة‬
‫تقسيمات‪ ،‬تنوعت حسب المستقبل التي تتوجه إليه‪ ،‬حسب الرسالة التي تحملها‪ ،‬حسب المصدر‬
‫التي تنطلق منه‪ ،‬هذا ما أنتج عدة أنواع‪ ،‬إذ يعود ذلك للطابع اإلنساني االجتماعي‪ ،‬المركب‪،‬‬
‫الفرد يتواجد وينتمي لجماعات ‪ :‬األسرة‪ ،‬العمل‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المؤسسة‪ ،‬و في المجتمع ككل‪،‬‬
‫والسياق الذي يتواجد فيه‪ ،‬بمختلف ظروفه‪ .‬نجد وسائل االتصال الشخصية‪ ،‬التي تستخدم في‬
‫االتصال بين فردين أو أكثر عددهم محدود يمكن التحكم فيه مثل ‪ :‬الهاتف‪ ،‬المحادثات‪،‬‬
‫الحركات‪ ،‬اإليماءات‪ ،‬الخطب‪.. ....‬‬
‫وسائل االتصال الجماهيرية‪ :‬الصحافة المكتوبة‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬السينما‪ ،‬التلفزيون‪.‬‬
‫هناك أيضا تقسيم يحدد الوسائل على أساس الطابع الرسمي و الغير رسمي‪،‬فالمؤسسات‬
‫التنظيمية‪ ،‬لها هياكل خاصة‪ ،‬تتبع تقسيم معين‪ ،‬من اإلدارة العامة الرئيسية‪ ،‬إلى المديريات‬
‫واألقسام‪ ،‬و تستخدم وسائل اتصال تأخذ طابعها الرسمي ‪ :‬التقارير‪ ،‬المنشورات‪ ،‬اإلعالنات‪،‬‬
‫الماتقيات‪ ،‬االجتماعات‪ ،‬المذكرات‪ .. ....‬الوسائل الغير رسمية ‪ :‬مثل المحادثات وجها لوجه‪،‬‬
‫خارج النطاق الرسمي للعمل و التسيير حتى المكالمة الهاتفية تختلف حسب السياق الذي تدور‬
‫حوله فالمكالمة بين أفراد المؤسسة ذات الهدف العملي التنظيمي‪ ،‬و بين فردين خارج نطاق‬
‫العمل و المؤسسة‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالوسائل الجماهيرية لالتصال هي أيضا لها إطار تنظيمي معين يساهم في‬
‫تنظيم و تأطير عملها من خالل مؤسسات إعالمية تخضع للنظام ألتسييري مثل باقي المؤسسات‬
‫الن لها مسؤولية بث مضامين لعدد كبير من الناس‪ ،‬الجمهور‪ ،‬هنا يكون االتصال عمودي ال‬
‫يكون هناك رجع صدى مثل االتصال الشخصي‪.‬‬
‫من بين أهم التقسيمات‪ ،‬تقسيم مولس‪ ،MOLES، 1981 ،‬الذي وسع التصنيفات‬
‫التقليدية‪ ،‬انطالقا من مجال االتصال ‪:‬‬
‫‪ -72‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬مجتمع المعلومات و الواقع العربي‪ ،‬دار جرير للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.69‬‬

‫‪42‬‬
‫الوسائل الذاتية ‪ Self media :‬تستعمل بشكل فردي‪.‬‬
‫الوسائل الوسيطية ‪ Intra media‬تستعمل للوساطة بين فردين‪.‬‬
‫وسائل االتصال القريبة‪ :‬تكون مباشرة في متناول حواس المستقبل‪.‬‬
‫وسائل االتصال البعيدة‪ :‬هي التي ال يمكن وصولها إلى المستقبل إال عن طريق واسطة تقنية‪.‬‬
‫(‪)73‬‬

‫الوسائل الباردة ‪ :‬تتيح مشاركة ضئيلة للمستقبل‪ .‬الوسائل الساخنة ‪ :‬تتيح مشاركة قصوى‬
‫للمستقبل‪ ،‬يركز فيها على الفعل أكثر من المضمون‪ ،‬هذا التصنيف الذي أتى به " مارشال‬
‫ماكلوهان " بعد تحليله‪ ،‬لظهور وسائل االتصال ذات التاثير القوي مثل التلفزيون‪ ،‬الذي يسيطر‬
‫على حواس المتلقي‪ ،‬و يتيح له القدرة على التفاعل بدرجة قليلة‪ ،‬عكس الصحافة المكتوبة التي‬
‫هذا بالنسبة إلى تصنيف ‪ MOLES‬الذي يعتبر من‬ ‫(‪)74‬‬
‫تتطلب التحليل و النقد لفهم مضامينها‪.‬‬
‫احدث التصنيفات في تلك الفترة‪ .‬أما من ناحية زمن ظهور الوسيلة االتصالية‪ ،‬فهناك تصنيف‬
‫من حيث الحداثة و القدم‪ ،‬إذ أن هناك وسائل االتصال التقليدية ووسائل االتصال التكنولوجية‬
‫الحديثة‪ ،‬و انفهم هذا التصنيف يجب التطرق لتطور وسائل االتصال من أول وسيلة اتصال إلى‬
‫غاية احدث وسيلة اتصال‪ ،‬التي ميزتها تطبيقات التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬التي سنتطرق إلى‬
‫مفهومها و مميزاتها بالتفصيل‪.‬‬
‫كانت أول وسيلة عرفها اإلنسان ‪ :‬الكتابة التي أحدثت ثورة أولى في عالم االتصال بعد‬
‫الوسائل البدائية‪ :‬الصراخ‪ ،‬إشعال النيران‪ ،‬الرقص‪ ،‬الرسومات العشوائية‪ ،‬إلى أن تم اكتشاف‬
‫وسيلة توحد‪ ،‬عالمات االتصال‪ ،‬فالكتابة تعتمد على عرض بصري و دائم للغة‪ ،‬بفضلها‬
‫أصبحت اللغة متحركة و متداولة‪ ،‬إذ يعود تاريخها إلى عهد البابليين‪ ،‬و الكتابة المسمارية‬
‫‪ ،CUNEIFORME‬حوالي ثالث آالف سنة قبل ميالد المسيح‪ ،‬مع الكتابة األبجدية باإلضافة‬
‫إلى جهود الفراعنة‪ ،‬في مصر و الصينيين‪ ،‬في صناعة الورق‪ ،‬و هذا ما ساهم في تراكم‬
‫المعرفة‪ ،‬في المكتبات في شكل مخطوطات‪ ،‬و لتدعيم هذه التقنية‪ ،‬قامت ثورة أخرى تمثلت في‬

‫‪ -73‬فضيل دليو‪ ،‬مقدمة في وسائل االتصال الجماهيرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1998 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -74‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪43‬‬
‫(‪)75‬‬
‫اكتشاف آلة الطباعة‪ ،‬من طرف "غوتنبرغ" في أوروبا الغربية‪ ،‬في نهاية القرن ‪15‬‬
‫مصادفة تيار فالسفة األنوار‪ ،‬و النهضة االروبية ليساهم ذلك في بلورة شكل جديد من أشكال‬
‫االتصال عن طريق الصحافة المكتوبة‪ ،‬التي تعد من الوسائل الجماهيرية األولى التي ظهرت و‬
‫عرفها اإلنسان‪ ،‬بفضل تقنية الطباعة‪ ،‬التي دعمت الكتابة‪ ،‬بطريقة أسرع من طريقة الكتابة‬
‫اليدوية على األوراق‪.‬و بعد انتشار الصحافة المكتوبة تدعم االتصال الجماهيري بوسائل أخرى‬
‫تعتمد على التقنية و االتصال عن بعد إذ كانت فكرة التلغراف و طرق نقل الموجات الهرتزية‬
‫إحدى العوامل األساسية التي ساهمت في بروز الراديو لنقل الصوت ألكبر عدد من الناس عن‬
‫طريق الموجات القصيرة و الذي لعب دورا استراتجيا خالل الحرب العالمية األولى إلى جانب‬
‫وسيلة التي جمعت بين الصوت و الصورة و التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية في شكل‬
‫متطور من الراديو متمثال في وسيلة التلفزيون الذي عرف انتشارا و تأثيرا بالغا على الجماهير‪،‬‬
‫خالل القرن العشرين حيث هينة على أذواق الجماهير وأصبحت من أهم وسائل اإلعالنات و‬
‫التعامالت التجارية و كذا وسيلة لتوجه الحكومات للمواطنين و تحقيق التعبئة الجماهيرية إلى‬
‫جانب السينما التي لعبت دورا هاما في الفضاء االتصالي منذ اختراعها من طرف اإلخوة‬
‫"لوميير" و من هنا أزيلت الحواجز و التقاليد السابقة ليعيش الفرد فترة تعدد الوسائل االتصالية‬
‫التي دخلت منزله وانتشرت بين جميع أصدقائه و زمالئه و جيرانه و يتغير المجتمع الذي كان‬
‫منغلقا لتات ظاهرة الجماهيرية و تطغى على العالقات الشخصية و الطابع المحلي للمجتمع و‬
‫ثقافة الصفوة لتنتشر الثقافة الجماهيرية و ثقافة االستهالك و البحث عن الخدمات التي هي‬
‫األخرى أصبحت تميز المجتمعات الحديثة‪.‬‬
‫مع مواصلة الجهود للحصول عل األفضل و تدعيم االتصال أكثر فأكثر‪ ،‬و في السنوات‬
‫األخيرة من القرن العشرين‪ ،‬من السبعينيات و الثمانينيات‪ ،‬ظهرت اإلرهاصات األولى لبداية‬
‫ظهور وسائل اتصالية أكثر حداثة من سابقاتها و أكثر فعالية و سرعة و التي غيرت النمط‬
‫االتصالي الذي كان من قبل لتدخل المجتمعات في فترة أخرى لتدعم بذلك النظام الدولي الجديد‬
‫و سياسة وحدة القطب و الثقافة العالمية الموحدة التي تتجاوز كل الحدود و تساند حرية األفراد‬

‫‪- Judith Lazar، La science de la communication (Que sais je ?)،Edition dahleb،Alger، 2 eme‬‬
‫‪75‬‬

‫‪édition،1993،p p p 89،90،91.‬‬

‫‪44‬‬
‫و خصوصياتهم‪ ،‬و هذا بفضل نتائج الدمج بين السمعي البصري واإلعالم اآللي‪ ،‬و يقسم "‬
‫‪ " FRANCIS BALLE‬و"‪ " G. EMERY‬هذه الوسائل إلى قسمين ‪ :‬تكنولوجيا االتصال‬
‫التي ظهرت حديثا ‪ :‬الكوابل و الساتليت‪ ،‬األجهزة التي يتم التعامل معها بمجرد الضغط على‬
‫زر بكل بساطة فرديا‪ ،‬الفيديو في المنازل و برامج يتم التحكم فيها عن طريق لغة الرموز‬
‫الرقمية و نظام التشفير‪ ،‬م بالتالي تحسنت نوعية الخدمات و انتشار الصورة بأنواعها و‬
‫(‪)76‬‬
‫وكل هذه الوسائل‬ ‫الوصول إلى أعداد كبيرة من الجماهير العريضة بمجرد أفعال بسيطة‬
‫ميزتها التكنولوجيا الحديثة التي سنتطرق لمفهومها و أهم خصائصها فيما يلي‪.‬‬
‫‪ -I -3‬مفهوم تكنولوجيا االتصال الحديثة‪:‬‬
‫عرفت وسائل االتصال الحديثة تطورات جذرية‪ ،‬منذ انتشار اختراعات الثورة الصناعية‬
‫و نجاحها في أوروبا‪ ،‬و اكتشاف الطباعة من طرف "غتنبرغ " في القرن ‪ ،15‬والخصائص‬
‫الجديدة التي رافقت وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬االنتشار‪ ،‬السرعة‪ ،‬قدرة الحفظ والتسجيل‪ ،‬حمل‬
‫المعاني على أوسع نطاق‪ ،‬أصبحت هذه الوسائل أكثر فعالية في الحياة االجتماعية‪ ،‬حسب ما‬
‫أوضحه " شارل هورتن كولي " سنة ‪ ،1909‬اصطبحت محل اهتمام استراتيجي‪ ،‬و لو تكتف‬
‫بوضع واحد بل تحدت كل ماهو تقليدي‪ ،‬كالسلكي‪ ،‬لتصل إلى أحجام صغيرة و أكثر فعالية من‬
‫سابقاتها‪ ،‬االعتماد عل أنظمة الكترونية دقيقة‪ ،‬لتبهر اإلنسان وتربطه باستمرار مع اآلخرين‬
‫مهما كانت المسافات و الحواجز‪ ،‬التكنولوجيا الحديثة هي مجموعة المعارف و الخبرات‬
‫المتراكمة و المتاحة‪ ،‬و األدوات و الوسائل المادية و التنظيمية التي تساعد اإلنسان في جمع‬
‫المعلومات التي يحتاجها‪ ،‬و معالجتها و تخزينها و استرجاعها ونشرها و تبادلها و توصيلها إلى‬
‫(‪)77‬‬
‫أما فيما يتعلق بمصطلح حديثة‪ ،‬ذلك ألنها لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬من‬ ‫األفراد و المجتمعات‬
‫حيث أشكالها‪ ،‬تراكيبها‪ ،‬طرق استخدامها‪ ،‬بالنسبة لألفراد والمنظمات‪ ،‬كل ابتكار لوسيلة جديدة‬
‫ال يتوقف عندها بل تتواصل االبتكارات وتطرأ عليها التغيرات‪ ،‬كل وسيلة تمهد و تعطي أفكارا‬
‫أخرى لظهور وسائل جديدة‪ ،‬فتوظيف مصطلح جديدة أو حديثة يختلف من سياق إلى آخر‪ ،‬مثال‬

‫‪- Judith Lazar،sociologie de la communication de masse، Armand Collin، Paris، France‬‬


‫‪76‬‬

‫‪،1997،p134.‬‬
‫‪ -77‬عبد الملك ردمان ألدناني‪ ،‬تطوير تكنولوجيا االتصال و عولمة المعلومات‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،2005 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪45‬‬
‫يستخدم في سياق العالم الثالث ليشير إلى التلفزيون و الهاتف المعتمد على األقمار الصناعية‪ ،‬و‬
‫(‪)78‬‬
‫مسجالت الفيديو كاسيت‪ ،‬والتكنولوجيا التفاعلية األخرى‪.‬‬
‫هذا يعود إلى الفجوات التي تفصل مابين العالمين‪ ،‬الشمال و الجنوب‪ ،‬فالوسائل‬
‫التكنولوجية تظهر في الشمال و بعد انتشارها هناك تنتقل إلى الجنوب الذي يجد صعوبات في‬
‫اإلمكانيات المادية لتبنيها و نشرها في مجتمعاته و مؤسساته‪ ،‬بحيث يتم تبنيها بوتيرة غير‬
‫سريعة‪ ،‬في حين يتم ابتكار وسائل أخرى في الشمال‪ ،‬و اإلمكانيات التكنولوجية التي تضاف‬
‫للوسائل االتصالية هي التي تمكنها من التعامل مع المعلومة بصفة خاصة‪ ،‬بالليونة‪ ،‬في التنظيم‪.‬‬
‫تجمع التكنولوجيا الحديثة بين الكلمات المكتوبة‪ ،‬و المنطوقة‪ ،‬و أنواع الصورة‬
‫المتحركة‪ ،‬بين االتصاالت السلكية و الالسلكية‪ ،‬األرضية و الفضائية‪ ،‬تستعين باألسلوب‬
‫الرقمي ‪numérique‬لتحقيق هذه العالقات بين مختلف العناصر لتسهيل التعامل‬
‫(‪)79‬‬
‫كما تعتبر من أهم الوسائل التي انتشرت في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬تعد نتيجة‬ ‫بالمعلومات‬
‫للثورات االتصالية المتالحقة‪ ،‬و الفريدة من نوعها‪ ،‬إذ استطاعت الجمع بين عدة أساليب و‬
‫تطبيقات‪ ،‬جمعت بين السمعي البصري و اإلعالم اآللي‪ ،‬إلى جانب آليات التحكم عن بعد‬
‫‪ ،TELECOMMUNICATION‬لتمكن الفرد‪ ،‬سواء كان في منزله آو في المكتب‪ ،‬أو في‬
‫الشارع‪ ،‬أن يتعامل مع المعلومات وان يسير أموره عن طريق هذه الوسائط‪ ،‬التي تحقق له‬
‫حاجياته‪ ،‬بمجرد امتالكك وسيلة‪ ،‬تجمع عدة تقنيات في آن واحد‪ ،‬و تقتصد وفته و جهده في‬
‫الوصول إلى أهدافه‪ ،‬هذه الوسائل الحديثة هي عبارة عن تكنولوجيا تستخدم في اإلنتاج الواسع‪،‬‬
‫(‪)80‬‬
‫انتشرت في جميع‬ ‫نتيجة التقدم العلمي‪ ،‬و تطبيق هذا التقدم في جميع نواحي الحياة‬
‫القطاعات و النشاطات المجتمعية‪ ،‬أصبحت ميزة و مقياس للمجتمع المعاصر ووسائل للتنمية‬
‫البشرية و التنظيم المؤسساتي األكثر فعالية و مرونة و شفافية‪ ،‬كنموذج لالمركزية المتطورة‬
‫التي تعتمدها المؤسسات بمختلف القطاعات و كل سياسات التسويق و االدراة و التسيير‪ ،‬إلي‬

‫‪ -78‬جمال مجاهد‪ ،‬شدوان علي شيبة‪ ،‬طارق الخليفي‪ ،‬مدخل إلى االتصال الجماهيري‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.320‬‬
‫‪ -79‬أسامة الخولي‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات بين التهوين و التهويل‪ ،‬العرب و ثورة المعلومات‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -80‬إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ ،‬مصطلحات عصر العولمة ( سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬نفسية‪ ،‬إعالمية )‪ ،‬الدار‬
‫الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص ‪.58‬‬

‫‪46‬‬
‫جانب مساهمتها في إعادة صياغة شبكات العالقات اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬كما يرى "بونج" من‬
‫وجهة نظر فلسفية تمثل التكنولوجيا تمثل كيانا من المعرفة يوجهها المنهج العلمي و يمكن‬
‫استخدامها في توجيه و تحويل أو أبداع أشياء أو عمليات طبيعية أو اجتماعية تستهدف تحقيق‬
‫الهداف عملية لها قيمتها(‪.)81‬‬
‫‪ -I -4‬خصائص تكنولوجيا االتصال الحديثة‪:‬‬
‫لوسائل االتصال التكنولوجية‪ ،‬خصائص تميزها عن الوسائل االتصالية التقليدية سواء‬
‫من حيث الشكل أو من ناحية طرق التشغيل أم التقنيات الدقيقة التي تعمل وفقها‪ ،‬و خاصة طرق‬
‫استخدام األفراد لها‪ ،‬و ما يمكن أن تضفيه على نشاط األفراد و تعامله مع المعلومات بمختلف‬
‫أنواعها‪ ،‬و في عالقته باألفراد اآلخرين‪ ،‬من بين هذه الخصائص نجد مجموعة من المميزات‬
‫التي قد تلخص ذلك حددها "‪ :"HERBERT SIMON‬سهولة حصول الفرد على المعلومات‬
‫بكل أنواعها سواء كانت لفظية أو غير لفظية‪ ،‬صور‪ ،‬ملفات‪ ،‬إحصائيات‪ ،‬فيديوهات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫القدرة العالية على تخزين عن طريق المذكرات المجهزة بأنظمة معالجة معلوماتية عالية‪.‬‬
‫التحكم في مذكرات التخزين‪ ،‬وفق أسلوب و نظام لغوي متفق عليه‪( .‬الكود والشفرات)‪.‬‬
‫التقليل من تكاليف تخزين و تبادل المعلومات‪ ،‬و أصبحت المعلومات عبارة عن منتجات في حد‬
‫(‪)82‬‬
‫أصبح ممكن لإلنسان أن يتعامل مع‬ ‫ذاتها‪ ،‬و أصبح هذا المنتج صورة أكثر من سلعة‬
‫المعلومات‪ ،‬في أي وقت و بأي طريقة يريدها و كذا يمكن أن يحتفظ بها و يسجلها‪ ،‬مهما كان‬
‫حجمها و أن ينقلها إلى أي مكان‪ ،‬بسرعة و بأقل تكاليف عن طريق الذاكرات الرقمية‪ ،‬التي‬
‫تتميز بقدرة احتفاظ و تخزين عاليين‪ ،‬كما يمكن تشفيرها‪ ،‬لحماية هذه المعطيات‪ ،‬وضمان عدم‬
‫اطالع الغير عليها‪ ،‬من خالل ذاكرات الحاسب االلكتروني‪ ،‬و أجهزة الهاتف النقال عن طريق‬
‫بطاقات الحفظ‪ ،CARTE MEMOIRE ،‬التي تختلف قدرات تسجيلها‪ ،‬و أجهزة التسجيل‬
‫المختلفة ‪ ،……MP3،MP4.MP5‬و مختلف أجهزة التخزين و التحميل الصغيرة‪ ،‬تتمتع‬
‫وتشترك في هذه الخاصية‪ ،‬إلى جانب ذلك هناك خاصية أخرى بارزة‪ ،‬أتاحت للمرسلين‬
‫والمستقبلين التعامل مع الوسيلة و القيام بعدة وظائف في آن واحد و تبادل األدوار‪ ،‬و هذا ما‬
‫‪ -81‬مجدي الجزيزي‪ ،‬الفلسفة بين األسطورة و التكنولوجيا‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.241‬‬
‫‪82‬‬
‫‪- Mohamed Meziane، la communication et les nouvelles techniques de l'information، édition el‬‬
‫‪ayam،Alger،1999،p p 78، 79.‬‬

‫‪47‬‬
‫يعرف بالتفاعلية ‪ : INTERACTIVITE :‬آلية تمكن للفرد من خالل استخدامه لوسيلة‬
‫اتصالية مثل الهاتف النقال أو جهاز الكمبيوتر‪ ،‬أن يقوم بإرسال أي نوع من الرسائل إلى مصدر‬
‫معين‪ ،‬و أن يستقبل رسائل في نفس الوقت الذي يقوم فيه بإرسال نوع من الرسائل‪ ،‬لذلك فهذه‬
‫الخاصية تجعل من المشاركين في العملية االتصالية يتبادلون أدوارهم‪ ،‬و هذا ما يسمح بخلق‬
‫(‪)83‬‬
‫‪ .‬كما يمكن للفرد إرسال أو‬ ‫نوع من التفاعل بين األفراد و المؤسسات‪ ،‬و باقي الجماعات‬
‫استقبال رسائل و القيام بوظائف أخرى في نفس الوقت كالسماع للموسيقى أو تحميل ملفات‪،‬‬
‫فالتفاعل هنا يسهل التعامل و ال يعيق نشاط الفرد و يقيده يكفي فقط برمجة ذلك و ترك الباقي‬
‫للوسيلة‪ ،‬و تتيح أيضا للمتلقي التفاعل مع الوسيط الرقمي و حدوث عملية رجع الصدى‬
‫‪ FEED-BACK‬التي تختلف من خالل استخدام وسائل االتصال التقليدية‪ ،‬حيث يجد‬
‫المستخدم نفسه في عملية مشاركة مستمرة ومتواترة‪ ،‬من خالل تبادل األدوار و الخدمات‬
‫مباشرة‪ ،‬إذ يمكنه أن ينسخ أو يخزن أو يحذف الرسالة‪ ،‬كما يتم التفاعل اآلني عبر الحوار‬
‫المباشر بالصوت أو الصورة ‪ .)84(VIDEOCONFERENCE‬بعدما كان الفرد محصورا‬
‫من خالل استخدامه لوسيلة اتصالية واحدة توفر له خدمة محددة‪ ،‬أصبح بإمكانه أن يقوم بعدة‬
‫نشاطات في أن واحد والتحرك في أي مكان دون التقيد في زاوية أو فضاء محددين‪ ،‬كان‬
‫يتصفح موقع جريدة معينة على االنترنيت و يقوم بنسخ ملفات‪ ،‬و االستماع للموسيقى و تحميل‬
‫ملفات في آن واحد و يقوم بالتواصل مع غيره‪ ،‬بمجرد استخدام الكمبيوتر‪ ،‬من خالل موقع‬
‫معين‪ ،‬في وقت واحد‪.‬‬
‫الالتزامن‪ ASYNCHRONIZATION :‬هذه الوسائط الجديدة توفر للفرد إمكانية عدم‬
‫ّ‬
‫انتظاره للمنتجات اإلعالمية و االتصالية في أوقات محددة أي عدم التزامن مع وقت عرض هذا‬
‫(‪)85‬‬
‫إما بالتحميل أو‬ ‫المنتج أو ذاك‪ ،‬بل تمنح له عدة إمكانيات لالطالع أو التحصل على المنتج‪.‬‬
‫التخزين أو التسجيل أو يتم الحصول عليه من طرف مصدر أخر وفق تقنية من التقنيات‪ ،‬مثال‬
‫إذا تلقى مكالمة عن طريق الهاتف النقال‪ ،‬يمكنه و لو يتمكن أن يرد عليها‪ ،‬في وقتها‪ ،‬تسجل‬
‫‪ -83‬بومعيل سعاد‪ ،‬فارس بوبا كور‪ ،‬اثر تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬مجلة االقتصاد و المناجمنت‪،‬‬
‫جامعة تلمسان‪ ،‬عدد ‪ 3‬مارس ‪ ،2004‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -84‬رضا عكاشة‪ ،‬تأثيرات وسائل اإلعالم ( من االتصال الذاتي إلى الوسائط الرقمية المتعددة )‪ ،‬المكتبة العالمية للنشر و‬
‫التوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -85‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪48‬‬
‫لديه من خالل سجل المكالمات الضائعة‪ ،‬ثم يعاود االتصال بالرقم‪ ،‬أو كتابة رسالة قصيرة‪،‬‬
‫حيث أن هذه األخيرة أيضا تسجل و يحدد وقته استقبالها بالساعة و التاريخ‪ ،‬و فيما يتعلق‬
‫بالبرامج التلفزيونية و الحصص اإلذاعية و العروض السينمائية‪ ،‬أصبح من الممكن التحكم في‬
‫وقت متابعتها‪ ،‬من خالل تسجيلها على أجهزة تقنية خاصة مثل الفيديو‪ ،‬أو من خالل مواقع‬
‫شبكة االنترنيت و أجهزة الحفظ المصغرة‪ ،‬و ذاكرات الهواتف النقالة‪.‬‬
‫أمام تنوع الوسائل التكنولوجية الحديثة و انتشارها الواسع أصبحت تخاطب األفراد‪ ،‬إذ‬
‫انتقلت من المرحلة الجماهيرية غالى مرحلة الفر دانية و الخصوصية‪ ،‬أصبح كل فرد يتعامل‬
‫بوسيلة واحدة دون اللجوء إلى المرافقة الجماعية‪ ،‬مثل متابعة عروض المسرح والسينما جماعيا‬
‫و االلتقاء حول شاشة التلفزيون‪ ،‬سابقا‪ ،‬هذه الوسائل تكرس قيم االمتثالية‪ ،‬تهدف إلى إنتاج نمط‬
‫واحد من اإلنسان الذي يؤدي دوره في المجتمع بصفة ساكنة‪ ،)86(.‬دون أن يشارك في إطار‬
‫المجتمع و أن يفعل دوره وسط جماعات و يبدي مشاركته‪ ،‬بل يبحث فقط عن ما يشبع رغباته و‬
‫حاجاته الخاصة به‪ ،‬ليقصي أوقاته في العوالم االفتراضية‪ ،‬من خالل إقامة المحادثات‬
‫االلكترونية المطولة والمشاركة في شبكات اجتماعية افتراضية كذلك‪ ،‬أو االرتباط بالسماع‬
‫للموسيقى عن طريق االنعزال باستخدام سماعات األذن الشخصية‪ ،‬أو اللعب بأنواع مختلفة من‬
‫األلعاب االلكترونية الفردية خاصة بأذواقه دون مشاركة اآلخرين‪ ،‬واإلدمان عليها‪ ،‬هذا ما‬
‫يقضي على التنوع الثقافي و يكرس سياسة البعد الواحد ‪،UNIDIMENTIALISATION‬‬
‫والنمط المعياري الواحد الذي يجب أن يتبعه جميع األفراد في أنحاء العالم‪ ،‬باالنجراف وراء‬
‫تداعيات الثقافة‪ ،‬التسويقية السائدة و التي تطغى على جميع األسواق التي تميزها هذه الوسائل‬
‫من خالل مضامينها المشتركة و الخدمات التي تقدمه و أساليب اإلغراء التي تعرضها‪ ،‬حيث‬
‫نجد أن األفراد في جميع أنحاء العالم تجمعهم خدمات البريد االلكتروني ‪ MSN‬و برامج‬
‫الشبكات االجتماعية مثل ‪ FACE BOOK‬وغيرها من األنظمة و البرامج‪ ،‬و أصبح من‬
‫الصعب مخاطبة و توجيه مضامين لجماهير واسعة في آن واحد‪ ،‬نظرا لتجزئة الجماهير و‬

‫‪ -86‬عبد الرحمان عزي‪ ،‬من وسائل االتصال الجماهيرية إلى وسائل االتصال المتخصصة‪ ،‬عالم االتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.352‬‬

‫‪49‬‬
‫اختالف أنماط المعرفة و العمل‪ ،‬فأصبح الفرد يتحكم في الوقت و يسيره حسب ظروفه‬
‫الخاصة‪ ،‬ال ينتظر الوقت الذي يجمعه بآخرين كما في السابق‪.‬‬
‫تغير مفهوم التلقي الذي اكتسب أبعاد جديدة أهمها البعد الالمادي و الالمحدودية‪ ،‬في‬
‫الزمن و المكان و الجمهور هذا األخير الذي أصبح يعرف بما بعد الجمهور‪POST ،‬‬
‫‪ AUDIENCE WORLD‬و هذا ما سيمكن السيادة المطلقة للجمهور في حال تعميم‬
‫االتصال الرقمي‪ ،‬محليا‪ ،‬إقليميا و دوليا‪ ،‬و أصبح الجمهور قادر على التواجد الكلي‬
‫(‪)87‬‬
‫‪ UBIQUITOUS AUDIENCE‬الذي يشار له بـ‪.U –AUDIENCE :‬‬
‫إلى جانب أن هذه الوسائل وفرت منتجات‪ ،‬تعرف ببنوك المعلومات‪ ،‬أو بنوك‬
‫المعطيات‪ ،‬إذ أصبح العالم يعتمد بالدرجة األولى على المعلومات‪ ،‬حيث يحدد تقرير قدم‬
‫للحكومة الفرنسية‪ ،‬على أن بنوك المعلومات‪ ،‬تغير كل شروط تجميع اإلحصاءات و التوثيق‪،‬‬
‫فهي توسع القدرة على تخزين المعلومات في شكل غير محدود‪ ،‬و ذلك سواء كان يتعلق‬
‫بمعلومات أو بمراجع مكتبية‪ ،‬لسهل أساليب الوصول أليها‪ ،‬بشرط تامين االرتباط عن طريق‬
‫شبكة‪ ،‬و هذه الظاهرة تؤثر اليوم مباشرة على مجمل النشاطات االقتصادية‪ ،‬التقنية‪ ،‬العلمية‪،‬‬
‫(‪)88‬‬
‫و أصبحت المؤسسات و المنظمات تعتمد على أساليب تنظيمية جديدة‪ ،‬و على‬ ‫والجامعية‬
‫أرصدة معرفية توفرها الوسائل االتصالية الحديثة‪ ،‬مثل الشبكات الخارجية المكونة عن طريق‬
‫االنترنيت و الشبكات الداخلية ‪ ،INTRANET‬التي تخزن عن طريقها المعلومات‪ ،‬وتسجلها و‬
‫تبني على أساسها سياساتها التسييرية‪ ،‬و مخططاتها‪ ،‬و تهدف إلى تحسين صورتها‪ ،‬للتعامل مع‬
‫الزبائن‪ ،‬بحيث أصبح أحسن نموذج للمؤسسة الحديثة ممثال في المؤسسات التي تستخدم التقنيات‬
‫االتصالية الحديثة‪ ،‬لتطوير تعامالتها‪ .‬تحقق أيضا وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬المركزية في‬
‫التسيير‪ ،‬عن طريق تقنيات االتصاالت أالسلكية‪ ،‬التي تدعم اإلنتاج الالمركزي بسرعة فائقة‬
‫وفق نشاطات متزامنة في إطار المؤسسات اإلعالمية مثال ‪ :‬التنضيد اآللي للحروف المطبعية و‬
‫التركيب الفوتوغرافي‪ ،‬يساهمان في تقليص الجهد بنقل المعلومات من مصدرها إلى‬

‫‪ -87‬مخلوف بوكروح‪ ،‬اثر تكنولوجيا االتصال في تلقي الخطاب الفني‪ ،‬فكر و مجتمع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬طاكسيج كوم للدراسات و‬
‫النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ابريل ‪ ،2009‬ص ص ‪.21 ،20‬‬
‫‪ -88‬ابن خرف اهلل الطاهر‪ ،‬المعلومات و عصر "بنوك المعلومات "‪ ،‬عالم االتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‬
‫‪.363‬‬

‫‪50‬‬
‫المستعملين‪ ،‬إلى جانب تطور أدوات التسجيل االلكتروني‪ ،‬بواسطة الدمج مع اإلعالم اآللي‪،‬‬
‫تعتبر سهلة لتخزين المعلومات و استرجاعها لتتناسب مع خصوصيات األفراد‪ ،‬وظهور أيضا‬
‫تقنيات التصوير المصغر‪ ،MICROPHOTOGRAPHY ،‬التي يمكنها إنتاج الصور‪ ،‬و‬
‫(‪)89‬‬
‫حيث أصبحت الصورة بأنواعها و سهولة التعامل معها‪ ،‬من أهم‬ ‫تكبيرها بسرعة‪.‬‬
‫الخصائص و الخدمات التي توفرها هذه الوسائل إلى جانب الخصائص الفائقة البروز‪ ،‬و‬
‫اإليضاح‪ ،‬ألساليب الكتابة‪ ،‬والنسخ إلى جانب جودة الصوت و سرعة نقله و انتشاره‪ ،‬بين‬
‫األفراد في كل مكان‪ ،‬و غالبا ما تجمع وسيلة اتصالية واحدة بين هذه العناصر الثالث ‪:‬‬
‫الصوت‪ ،‬الصورة‪ ،‬الكتابة‪.‬‬
‫كل هذه الخصائص و المميزات‪ ،‬التي تضفيها هذه الوسائل لنشاط اإلنسان‪ ،‬ساهمت في‬
‫تغيير نمط الحياة االجتماعية‪ ،‬و تغلغلت في البناءات التحتية‪ ،‬و استطاعت فرض نفسها‪،‬‬
‫لتسيطر على نظام الحياة لدى األفراد‪ ،‬إذ يمكن تلخيص هذه الخصائص‪ ،‬في أربع نقاط أساسية ‪:‬‬
‫(‪)90‬‬
‫حققت الوسائل‬ ‫الالمركزية‪ ،‬العولمة‪ ،‬الوفاق و التناغم‪ ،‬و الدفع القوي لقوى العمل العالمية‪.‬‬
‫من خالل تفاعل األفراد معها‪ ،‬انجازات قوية و عميقة األثر‪ ،‬حيث عملت على تعزيز نشاط‬
‫اإلنسان و تفكيره‪ ،‬و أصبحت امتدادات له‪ ،‬حيث يرى الفيلسوف "كاب" السكة الحديدية على أنها‬
‫مجرد تجسيد للنموذج الدائري و التلغراف مجرد امتداد للجهاز العصبي و بالتالي أكد أن اآلالت‬
‫(‪)91‬‬
‫كما تساعد هذه االمتدادات في‬ ‫مهما كان نوعها و الوسائل عبارة عن أجهزة عضوية‪.‬‬
‫اقتصاد الوقت و الجهد و اإلمكانيات‪ ،‬و أصبحت تمثل حضورا حيويا في كل تنظيم اجتماعي‪،‬‬
‫سواء داخل األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬الجامعة‪ ،‬المؤسسات االقتصادية و السياسية‪ ،‬أدت إلى ظهور‬
‫أفعال اتصالية جديدة‪ ،‬ال يمكن تحليلها و فهمها بمجرد التعرف على مميزات هذه الوسائل‪ ،‬نظرا‬
‫لطبيعة اإلنسان الحيوية فهو ليس كائن جامد‪ ،‬تنطبق عليه قوانين الحتمية المطلقة‪ ،‬بل كائن‬
‫اجتماعي بالدرجة األولى‪ ،‬فالتفاعل بين اآللة و اإلنسان ال يحدث بمعزل عن السياق‬
‫االجتماعي‪ ،‬فهناك عوامل تتداخل لتحديد هذا التفاعل و تحديد العالقة بهذه الوسائل‪ ،‬وتساهم‬

‫‪ -89‬عبد الرحمان عزي‪ ،‬دراسات إعالمية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬مركز الطباعة للنشر‪ ،1992/1993 ،‬ص ص‪.224 ،223 ،‬‬
‫‪ -90‬نيكوالس نيجروبونت‪ ،‬التكنولوجيا الرقمية ( ثورة جديدة في نظم الحاسبات و االتصاالت )‪ ،‬تر ‪ :‬سمير إبراهيم شاهين‪،‬‬
‫مركز األهرام للترجمة و النشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص ‪.299‬‬
‫‪ -91‬مجدي الجزيزي‪ ،‬الفلسفة بين األسطورة و التكنولوجيا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.243‬‬

‫‪51‬‬
‫الحياة اليومية‪ ،‬من خال مختلف التعامالت والعالقات و التنقالت من نشاط آلخر‪ ،‬و من فضاء‬
‫ألخر‪ ،‬في بناء و تشكيل أفعال اتصالية‪ ،‬تجمع ما بين خصائص التكنولوجيا و المحيط‬
‫االجتماعي‪ ،‬و من جهة أخرى أهداف المستخدم و كفاءاته‪ ،‬الذي يستطيع توزيع جميع أنواع‬
‫اإلشارات و الرموز و تبادلها‪ ،‬وفق ما يتم التفاهم و التعاقد عليه من طرف اآلخرين‪.‬‬
‫‪ - II‬تكنولوجيا الهاتف النقال ‪:‬‬
‫‪ -II-1‬تعريف وسيلة الهاتف النقال ‪:‬‬
‫من بين وسائل االتصال‪ ،‬الحديثة التي عرفها اإلنسان من خالل انتشارها الواسع في‬
‫المجتمع‪ ،‬في القرن الواحد و العشرين‪ ،‬الهاتف النقال أو الهاتف المحمول أو الخلوي‪ ،‬الذي‬
‫يعتبر من إحدى نتائج ثورة االتصاالت الالسلكية‪ ،‬و الذي اختلفت أنواعه و أشكاله‪ ،‬وأحجامه و‬
‫ألوانه‪ ،‬و لكن هذا ال يمنع من وجود خاصية مشتركة تتمثل في إمكانية حمله في كل مكان يتنقل‬
‫إليه الفرد بفعل التغطية التي تنتشر في كل مكان و تمكن الفرد من االستفادة من خدمات الهاتف‬
‫المتواصلة‪ ،‬و إذا أردنا تحديد ماهية هذه الوسيلة‪ ،‬نجد عدة تعريفات لكن سوف نحاول عرض‬
‫بعضها‪ ،‬و تحديد ماهية الوسيلة المتعارف عليها برغم اختالفها‪.‬‬
‫الهاتف النقال هو عبارة عن جهاز إرسال‪ ،‬يستخدم موجات الراديو‪ ،‬و يسمح بوصول‬
‫اإلشارة إلى المتلقي في منطقة جغرافية تسمى الخلية ‪ CELL‬ثم يتم نقل هذه اإلشارة المستقبلة‬
‫إلى شبكة التليفونات المركزية(‪ ،)92‬هذا النظام التقني سمح بحمل الهاتف في كل مكان‪ ،‬بعد نشر‬
‫شبكات مركزية في جميع المناطق‪ ،‬و أصبح الفرد بإمكانه إرسال إشارات صوتية إلى أي فرد‬
‫إلى جانب ذلك أنواع أخرى من اإلشارات مثل ‪ :‬كتابة حروف‪ ،‬الصور‪ ،‬و هنا تطورت أشكال‬
‫االتصال الشخصية‪ ،‬بفضل هذه األداة االتصالية‪ ،‬التي ترتكز أساسا على تقنيات االتصال‬
‫الالسلكي‪ ،‬و التوضيح أكثر‪ ،‬حيث تعتمد على مجموعة من أبراج البث الموزعة في مساحات‬
‫معينة‪ ،‬و بفضل التنافس الشديد بين مشغلي أجهزة الهاتف النقال‪ ،‬أصبحت تكلفة المكالمات‪،‬‬
‫وتبادل المعطيات في متناول الجميع‪ ،‬لذا فان عدد مستخدمي هذه األجهزة‪ ،‬في العالم و العالم‬
‫العربي‪ ،‬يتزايد بشكل سريع ليحل محل األجهزة الثابتة (‪ ،)93‬كما يعتمد الهاتف النقال أساسا على‬

‫‪ -92‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬تكنولوجيا االتصال في عصر العولمة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪93‬‬
‫‪- Http: //ar./Wekipedia.org/Wiki/html. à12:50 le17/10/2009 .‬‬

‫‪52‬‬
‫إشارات ذبذبة مثل رسم القلب‪ ،‬تصاعدية و تنازلية بسرعة قوية جدا تصل إلى ‪،MZ 20‬‬
‫(‪)94‬‬
‫‪.‬‬ ‫إرساال و استقباال في الثانية الواحدة‬
‫نالحظ من خالل نظام عمل الهاتف النقال الدقيق‪ ،‬أن التقنية المتطورة هي التي ساهمت‬
‫في إنتاج هذا النوع من الوسائل الذي لم يحدث ثورة في مجال االتصاالت فقط‪ ،‬بل حتى في‬
‫مجال العالقات االجتماعية و االقتصادية‪ ،‬وجميع نشاطات األفراد في المجتمع‪.‬‬
‫يتكون الهاتف النقال ساسا من ‪ :‬الشاشة ذات طاقة استيعابية تتراوح ما بين ثالثة‬
‫وخمس اسطر‪ .‬لوحة المفاتيح ‪ :‬متعددة الوظائف ( اتصالية و وقائية )‪ .‬ذاكرة‪ :‬متعددة‬
‫الوظائف أيضا‪ ( ،‬التسجيل‪ ،‬التخزين‪ ،‬الفهرسة)‪ ،‬البطارية‪ :‬القابلة للشحن و التغيير و تتراوح‬
‫قدرة شحنها مابين ‪ 33‬ساعة و ‪ 450‬ساعة ووقت اتصالي فعلي‪ ،‬متواصل أقصاه ثماني‬
‫(‪)95‬‬
‫ساعات‪.‬‬
‫هذه المكونات األساسية‪ ،‬التي تشكل الهاتف النقال‪ ،‬لكن قد توجد هناك مكونات أخرى‬
‫إضافية‪ ،‬ذلك راجع لوجود عدة منتجات و عالمات تجارية‪ ،‬تتعامل مع سوق الهواتف النقالة‪،‬‬
‫هناك الهواتف العادية‪ ،‬والهواتف المتعددة الوسائط‪ ،MULTIMEDIA ،‬التي تتوفر على‬
‫آالت تصوير‪ ،‬كاميرات فيديو‪ ،‬تقنيات إرسال حديثة ‪ BLEUTOOTH‬و‬
‫‪ ،INFRAROUGE‬و خدمات شبكة اإلنترنيت المجهزة بها‪ ،‬و أيضا حسب جيل الهاتف‬
‫النقال‪ ،‬و التي سنتطرق إليها من خالل تطور االتصاالت الهاتفية‪.‬‬
‫كما أن طريقة استخدام الهاتف النقال تعتمد على تشغيل خط هاتفي‪ ،‬من خالل كارت سيم‬
‫‪ SIM-CARD‬عبارة عن بطاقة صغيرة بها وحدة تخزين‪ ،‬صغيرة جدا و دقيقة‪ ،‬ووحدة‬
‫(‪)96‬‬
‫معالجة‪ ،‬تخزن بها بيانات المستخدم و البريد الذي يقوم بإرساله لآلخرين‪.‬‬

‫‪ -II -2‬تطور االتصاالت الهاتفية ‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫‪- Http: //ar./Wekipedia.org/Wiki/html. à12:50 le17/10/2009 .‬‬
‫فضيل دليو‪ ،‬االتصال ‪ :‬مفاهيمه‪ ،‬نظرياته‪ ،‬وسائله‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.171‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪96‬‬
‫‪- Http: //ar./Wekipedia.org/Wiki/html. à12:50 le17/10/2009 .‬‬

‫‪53‬‬
‫قبل أن يعرف الهاتف النقال‪ ،‬و أن ينتشر بصفة كبيرة منذ ظهوره‪ ،‬و بعد مروره بعدة‬
‫تطورات كغيره من وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬فقبل إن يعرف اإلنسان الهاتف النقال‪ ،‬كان يعتمد‬
‫على وسائل أخرى مثل التلغراف و الهاتف الثابت‪ ،‬و يرسل رسائل مكتوبة عن طريق‬
‫التلغراف‪ ،‬و قبل كل هذا كان يعتمد على جهده اإلنساني‪ ،‬في التنقل من مكان إلى آخر لتحقيق‬
‫أغراضه‪ ،‬أو إرسال اإلشارات عن طريق الحيوانات مثل الحمام الزاجل‪ ،‬و بما أن االتصاالت‬
‫السلكية سبقت أنظمة االتصال الالسلكية‪ ،‬سنحاول عرض أهم المحطات التي مهدت إلى ظهور‬
‫هذه التقنية الحديثة التي ميز انتشارها القرن الواحد و العشرين‪.‬‬
‫يعد اكتشاف الكهرباء في القرن ‪ ،19‬و بداية التصنيع‪ ،‬و انتعاش الميدان االجتماعي‬
‫باالكتشافات الصناعية اآللية‪ ،‬ظهرت الحاجة لتوسيع أسواق‪ ،‬و تفعيل دائرة توسيع ذلك في كافة‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬ما زاد من الحاجة لالتصال‪ ،‬و التواصل مع مناطق بعيدة‪ ،‬لتدعيم سياسة‬
‫االكتشافات الجغرافية‪ ،‬و الحمالت الحربية‪ ،‬خال الحربين العالميتين األولى و الثانية‪ ،‬من ثم تم‬
‫استثمار الكهرباء‪ ،‬إلنتاج وسائل اتصالية‪ ،‬توفر الجهد و الوقت و تسرع األعمال والنشاطات‪،‬‬
‫خاصة منها التجارية و السياسية‪ ،‬في سنة ‪ ،1794‬ساهم اإلخوة‪ CHAPPE ،‬في وضع مبدأ‪،‬‬
‫(‪)97‬‬
‫كانت هذه‬ ‫للغة العالمات المشفرة‪ ،‬لنقل المعلومات ووضع أول خط لإلرسال آنذاك‪.‬‬
‫المحاولة األولى‪ ،‬لوضع كود للعالمات و إرسالها بطريقة سريعة‪ ،‬مقارنة بما كان من قبلها من‬
‫أساليب‪ ،‬حيث سهلت في تجاوز بعض الصعوبات‪ ،‬لكن لم تحقق سرعة كبيرة‪ ،‬ما أدى إلى‬
‫استغالل‪ ،‬اكتشاف العالم االنجليزي "وليم سترجون" ‪ STURGON‬للموجات‬
‫من طرف ‪ " MORSE‬صمويل مورس الذي وضع كود يحمل اسمه‪،‬‬ ‫(‪)98‬‬
‫الكهرومغناطيسية‪.‬‬
‫لنقل إشارات عبر الكوابل‪ ،‬سنة ‪ ،1833‬واضعا أول تلغراف‪ TELEGRAPHE ،‬سنة‬
‫(‪)99‬‬
‫ثم تم استغالله إلرسال إشارات عبر خطوط سلكية من أوربا إلى أمريكا و الهند‪،‬‬ ‫‪.1837‬‬
‫خالل القرن ‪ ،19‬بعدها تم التفكير في نقل الصوت عبر هذه الخطوط السلكية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الرموز‪ ،‬المكتوبة و بعد عدة محاوالت استطاع " الكسندر غراهم بال "‪ALEXANDER‬‬
‫‪97‬‬
‫‪- Armand Mattelard، La mondialisation de la communication، presses universitaire،‬‬
‫‪Paris،France ،1ere Edition، 1996، p 7.‬‬
‫‪ -98‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬تكنولوجيا االتصال في عصر المعلومات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪99‬‬
‫‪- Programme des nations unies pour le développement، Rapport mondiale،sur le développement‬‬
‫‪humain،de bœck،Paris،Bruxelles،2001، p33.،‬‬

‫‪54‬‬
‫‪"GRAHAM BELL‬أن ينجح في صناعة وسيلة لنقل الصوت بعد عدة تجارب‪ ،‬ظهر‬
‫(‪)100‬‬
‫الهاتف‪ ،‬األول الذي عرفته البشرية سنة ‪. 1876‬‬
‫لتستمر المحاوالت‪ ،‬إليجاد األفضل و الوسائل أكثر تطورا من خالل استثمار المنجزات‬
‫و التقنيات‪ ،‬و استغالل كل الوسائل المتاحة إلى جانب أن اإلنسان شديد الفضول لم يتوقف عن‬
‫البحث عن الحلول‪ ،‬و بعد التجريب في المخابر و التأكد من عمل الوسيلة الجديدة‪ ،‬يتم عرضها‬
‫تجاريا‪ ،‬لتصبح قابلة الستخدامها من طرف الجماهير‪ ،‬و كالما كانت الوسيلة مكتشفة حديثا‪،‬‬
‫كانت تكلفة استهالكها كبيرة‪ ،‬و سرعان ما تنتشر‪ ،‬تنخفض و تعتدل تكاليف استخدامها‪.‬‬
‫بعد اكتشاف الجهاز الناقل للصوت البشري‪ ،‬تمكن العالم االيطالي " ماركو ني" من‬
‫اختراع جهاز آخر ناقل للصوت‪ ،‬لكن هذه المرة عن طريق موجات السلكية‪ ،‬لتصل إلى ابعد‬
‫مسافات‪ ،‬و ذلك سنة ‪ ،1895‬و قدمت أول إذاعة لمار كوني في انجلترا سنة ‪ ،1896‬غير أن‬
‫(‪)101‬‬
‫بل أصبحت وسيلة أساسية لكسب دعم‬ ‫الوسيلة لم تستخدم لالتصال بالدرجة األولى‪.‬‬
‫الجماهير من طرف السياسيين‪ ،‬واستعملت أكثر ألغراض دعائية‪ ،‬كوسيلة للحرب النفسية ضد‬
‫الخصم‪ ،‬مابين الحلفاء و المحور أثناء الحروب‪ .‬بعدما ساهم نقل الصوت من طرف الهاتف في‬
‫إطار محدود‪ ،‬بالعمل على مبدأ التلغراف في النقل‪ ،‬أتى جهاز الراديو لينقل الصوت على أوسع‬
‫نطاق ممكن‪ ،‬و بعد الجمع بين مؤسستي التلغراف و اإلذاعة‪ ،‬ظهرت تقنيات التحكم عن بعد‪،‬‬
‫‪ TELECOMMUNICATION‬من طرف مهندس فرنسي سنة ‪ ،1932‬و ظهور‬
‫مصطلحات المعلومات التي تعتمد على رموز‪ ،‬ثنائية ‪ ،BINAIRE‬فتحولت هذه األخيرة إلى‬
‫(‪)102‬‬
‫إلى جانب‬ ‫نظام ووحدة للقياس‪ ،‬و خروج اإلعالم من إطار الصحافة والمعامالت القانونية‪.‬‬
‫ظهور اإلعالم اآللي و توحيد االتصاالت الهاتفية‪ ،‬مع ميدان اإلعالم اآللي‪ ،‬من هنا بدا التفكير‬
‫في إنتاج وسيلة اتصال جديدة‪ ،‬تعتمد على مبدأ آخر‪ ،‬غير الحبال السلكية‪ ،‬لنقل الصوت عبر‬
‫الهاتف‪ ،‬خاصة و قد أثبتت دراسة أمريكية لـ"‪ "ITHEL SOLA POOL‬بعنوان ‪THE :‬‬
‫‪ ،""SOCIAL IMPACT OF THE TELEPHONE‬على فعالية االتصال و التبادل‬

‫‪100‬‬
‫‪- Ibid، p 33.‬‬
‫‪ -101‬اتيال دو سوال بول‪،‬تر‪:‬عبد الرحمان عزي‪ ،‬التكنولوجيات الحديثة لالتصال ( إنتاج الرسائل بصفة جماهيرية و بأقل تكلفة‬
‫ممكنة ) ‪ ،‬فضاء اإلعالم‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،10/1994 ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪102‬‬
‫‪- Armand Mattelard، la mondialisation de la communication، opcit، p 45.‬‬

‫‪55‬‬
‫الصوتي‪ ،‬مع وجود نقص في العملية االتصالية‪ ،‬بفعل غياب صورة‪ ،‬أي عدم رؤية الشخص‪.‬‬
‫(‪)103‬‬
‫لكن مع تطور مجال البحوث التطبيقية الدقيقة‪ ،‬في مجال االلكترونيات‪ ،‬و السمعي‬
‫البصري‪ ،‬و االعتماد على األقمار الصناعية‪ ،‬و تكيف األفراد المستمر مع كل ما هو جديد من‬
‫وسائل اتصالية‪ ،‬خاصة منها تلك الشخصية‪ ،‬على رأسها الهاتف الثابت‪ ،‬الذي عرف حضورا‬
‫واسعا بين األفراد و الجماعات‪ ،‬تم التفكير في االعتماد على الموجات الالسلكية لتجريب‬
‫استخدام هاتف‪ ،‬يمكن الفرد أن يتنقل بواسطته و يتواصل مع غيره في نفس الوقت‪ ،‬للتحرر من‬
‫قيود المكان‪ ،‬الذي يقيد األفراد من قبل مثل ‪ :‬تواجده في المنزل‪ ،‬المكتب‪ ،‬محالت الهواتف‬
‫العمومية‪ ،‬إلقامة اتصاالت مع اآلخرين عن طريق الصوت فقط أو ترك رسائل صوتية عن‬
‫طريق البريد الصوتي‪ ،‬لكن بعد هذا سوف تعطى فرص عديدة للفرد و يتجاوز عوامل المكان‬
‫المحدد‪ ،‬و يجد خيارات اتصالية غير الصوت كل هذا عن طريق الهاتف النقال‪ ،‬منذ بداية القسم‬
‫األخير من القرن العشرين‪ ،‬حيث بدأت أولى التجارب في‪ ،‬السبعينيات‪ ،‬و إذا أردنا التطرق‬
‫لتطور الهاتف النقال‪ ،‬فيجب التحدث عن أجياله التكنولوجية التي تطورت من مرحلة ألخرى‪،‬‬
‫ليصبح حجمه و شكله سهال و فعاال لالستخدام‪ ،‬و يعود أول هاتف نقال لسنة ‪ 1974‬عندما‬
‫(‪)104‬‬
‫و بذلك بدا الجيل‬ ‫بدأت شركة " لوست تكنولوجيز" التجارب في معملها بنيوجرسي‪.‬‬
‫الصفري ‪ ،G0‬في الو‪.‬م‪.‬ا و كندا‪ ،‬كان يعمل على موجات الراديو و لم يكن فعليا نقاال‪ ،‬لأن‬
‫الموجات كانت محدودة‪ ،‬و لم يترك حرية كبيرة للمستخدم‪ ،‬و كان هناك تشويش بين الموجات‪.‬‬
‫ثم ظهر الجيل األول ‪ G1‬للهاتف النقال الذي يعتمد على النظام التماثلي‪،‬‬
‫‪ ،ANALOGUE‬باالعتماد على ترددات مختلفة لكل مشترك و يبلغ عدد القنوات لكل محطة‪،‬‬
‫إرسال ‪ 832‬قناة‪ ،‬يفصل بين كل قناة و أخرى نطاق ترددي يعرض ‪ 30‬كيلو هرتز‪ ،‬وكانت‬
‫الدول االسكندينافية و على رأسها السويد الرائدة في الدفع القوي‪ ،‬لهذا الجيل عن طريق شركة "‬
‫إريكسون" ‪ ERICSSON‬سنة ‪ 1979‬إلى جانب اليابان و أول مكالمة تم إجراؤها كانت في‬
‫(‪)105‬‬
‫ابريل ‪ ،1973‬ثم انتشرت االتصاالت الالسلكية في بداية ‪.1980‬‬

‫‪103‬‬
‫‪- Emmanuel Pedler،Sociologie de la communication،Armand Collin،Paris،France،2005،p 45.‬‬
‫‪104‬‬
‫‪- Http: //ar./Wekipedia.org/Wiki/html. à12:50 le17/10/2009 .‬‬
‫‪ -105‬سامية علي ألشريفي‪ ،‬أنظمة شبكات الهاتف النقال‪ ،‬تكنولوجيا االتصاالت و المعلومات‪ ،‬العدد ‪ ،108‬يونيو ‪ ،2010‬ص‬
‫ص ‪.17 ،16‬‬

‫‪56‬‬
‫في سنة ‪ ،1982‬أطلقت شركة "موتوروال " نموذج أول هاتف خلوي يمكن استخدامه في‬
‫أي مكان‪ ،‬دون الحاجة ألي سلك‪ ،‬و بعد تجريبه‪ ،‬تم إعالنه‪ ،‬تجاريا سنة ‪ ،1983‬كان شكله‬
‫كبيرا يبدو طويال‪ ،‬و يحتوي على هوائي قصير يبلغ وزنه ‪ 2‬باوند أي ‪0.90‬كلغ‪ ،‬كان سعره‬
‫باهظا و يعمل ببطاريات يمكن للفرد الحديث بها لمدة ساعة‪ ،‬و ذاكرة تحميل على األقل تسجل‬
‫(‪)106‬‬
‫‪ 30‬رقما‪.‬‬
‫كانت الهواتف تستخدم أكثر لألعمال إال بعد ظهور هاتف ‪MOTOROLA START‬‬
‫و مع‬ ‫(‪)107‬‬
‫‪ AC‬سنة ‪ ،1996‬أصبح الهاتف اقل وزنا‪ ،‬و أصبح شكال من أشكال الموضة ‪.‬‬
‫ظهور الجيل الثاني ‪ ،G2‬أصبح الهاتف اقل وزنا أكثر مما سبق حيث يقوم في تشغيله على‬
‫األنظمة الرقمية المقررة من طرف معاهدات التجوال الدولي التي تسمح بإمكانية تشغيل خارج‪،‬‬
‫الحدود الدولية‪ ،‬ألي منطقة و في هذه المرحلة أصبحت الهواتف تعتمد على قدرة استيعابية‬
‫كبيرة وتحويل األصوات إلى سيل من البنات التي تحتوي على ‪ 0‬و ‪ 1‬لترسل فيما بعد السلكيا‪،‬‬
‫وأصبح من الممكن إرسال الرسائل النصية القصيرة‪ ،‬االتصال باالنترنيت عن طريق الهاتف‬
‫النقال و إرسال و استقبال المكالمات و البيانات‪ ،‬ثم أصبح النظام ما بين التحويل بين الدارات‬
‫وتحويل الرزم الرقمية‪ ،‬و يؤمن نقل البيانات بوتيرة سريعة و هذا في فترة الجيل الثاني‬
‫والنصف‪ ،‬الذي امن للمستخدم خاصية االنتظار‪ ،‬و االتصاالت المتعددة‪ ،‬حتى خمسة متحدثين‪،‬‬
‫كما يعتبر نظام ‪GLOBAL‬‬ ‫(‪)108‬‬
‫استخدام الخرائط‪ ،‬إرسال رسائل الوسائط المتعددة‬
‫‪ SYSTEM FOR MOBILE COMMUNICATION GSM‬من بين األنظمة‬
‫المسيطرة في هذه الفترة‪ ،‬حيث استعمل أول األمر الموجة ‪ 900‬كيلو هرتز ثم استعمل الموجة‬
‫‪ 1800‬كيلو هرتز ثم بعد ذلك ظهر الهاتف النقال من الجيل الثالث ‪ G3‬سنة ‪ ،2002‬الذي‬
‫يستعمل نظام ‪UMTS UNIVERSAL MOBILE TECHNOLOGY SYSTEM‬‬
‫بحيث تم رفع قوة البث أكثر من ‪ Mbits 2‬في الثانية‪ ،‬بالنسبة للمستعملين الثابتين و ‪K 348‬‬
‫‪ bits‬بالنسبة للسائقين‪ ،‬ما مكن من إدخال االنترنيت بسرعات عالية‪ ،‬إمكانية نقل الفيديو و‬

‫‪-www .swalif.net.l .phone .history.cell .à 11 :40 le 16/10/2009.‬‬


‫‪106‬‬

‫‪- David Rey، Interfaces Gsm montagnes pour téléphone portables، éditions techniques‬‬
‫‪107‬‬

‫‪françaises، Paris، 2004، p 3.‬‬


‫‪ -108‬سامية علي ألشريفي‪ ،‬أنظمة شبكات النقال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪57‬‬
‫(‪)109‬‬
‫كما ساهمت تكنولوجيا‬ ‫المؤتمرات المصورة‪ ،‬نقل البث الفضائي الحي و تحديد المواقع ‪.‬‬
‫‪ GPRS GLOBAL PACKET RADIO SERVICE‬في تحويل المعطيات على شكل‬
‫حزم ‪ Paquets‬بين جهاز الهاتف و محطة الراديو بقوة تقدر ما بين ‪ 20‬و ‪ 50‬كيلوبت في‬
‫(‪)110‬‬
‫الثانية‪.‬‬
‫كما ساهم الجيل الثالث و النصف في رفع معدل سرعة انتقال البيانات إلى ‪ 3‬ميجا بيت‬
‫في الثانية‪ ،‬و الجيل ‪ 3.75‬في رفع معدل سرعة انتقال البيانات إلى ‪ 5.8‬ميجابت في الثانية‪،‬‬
‫وتعد شركة ‪ HSUDA HIGH SPEED UPLINK PACKET ACCES‬الشبكة‬
‫(‪)111‬‬
‫الوحيدة التي تستوفي متطلبات الجيل ‪ 3.75‬و لم يتم وضع معاييرها بالكامل ‪.‬‬
‫بالتالي فان الهاتف النقال‪ ،‬الذي ينتمي إلى الجيل الثالث‪ ،‬يعبر عن ثالث اتجاهات رئيسية‬
‫ميزت خطوات صناعة االتصاالت العالمية و هي ‪ :‬تغلغل الحاسوب في جميع الميادين‪ ،‬تعاظم‬
‫االتصاالت النقالة‪ ،‬النمو المتواصل لالنترنيت‪ ،‬و أصبحت الثورة الرقمية والنقالة من أهم‬
‫المحركات األساسية لشبكات االتصاالت‪ ،‬و أصبحت المعطيات بكل أنواعها تنقل عبر نظام‬
‫و قد بدا العمل بهذا النظام منذ ‪ 1991‬في فلندا و كان يبلغ فيه عدد‬ ‫(‪)112‬‬
‫‪ GSM‬الدولي ‪.‬‬
‫المشتركين سنة ‪ 1995‬مليونا و نصف مليون شخص في ألمانيا‪ ،‬و ‪ 500‬ألف في فرنسا و ‪70‬‬
‫ألف في بلجيكا ‪( 113).‬و انتشر هذا الجيل من الهواتف النقالة بدرجة كبيرة بعد انخفاض أسعاره‪،‬‬
‫و تكاليفه و ساهم في جلب عدد كبير من المشتركين‪ ،‬في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫لم يتوقف الهاتف عند هذا الجيل فقط‪ ،‬بل ساهمت التجارب في إنتاج هاتف نقال من‬
‫الجيل الرابع ‪ G4‬الذي يعرف بشبكة النفاذ الالسلكي‪ ،‬إلى الشبكات الواسعة‪ ،‬النطاق المكونة من‬
‫عدة شبكات تقدم خدمات اتصاالت مختلفة‪ ،‬كإمكانية التنقل بين األنظمة المختلفة بجهاز واحد‪،‬‬
‫حيث أعلنت شركات يابانية و هندية عن نجاح تجاربها لهاتف الجيل الرابع بمتوسط سرعة يبلغ‬
‫‪ 130‬ميجا بت في الثانية‪ ،‬من أهم خصائصه انه يقوي سرعة إرسال الملفات السلكيا ليقترب‬
‫‪ -109‬تاوتي عبد العليم‪ ،‬دراسة سوق خدمة اتصاالت الهاتف النقال في الجزائر من ‪ 2000‬إلى ‪ ،2005‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -110‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -111‬سامية علي ألشريفي‪ ،‬أنظمة شبكات االتصال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -112‬العام يدخل القرن ‪ 21‬حامال الهاتف‪ ،‬الفيديو‪ ،‬االنترنيت النقال‪ ،‬آفاق الشبكة للتعليم المفتوح و التعليم عن بعد‪ ،‬العدد ‪،5‬‬
‫مكتبة القدس‪ ،‬األردن‪ ،‬يناير ‪.2000‬‬
‫‪ -113‬السنومي العبد اهلل ‪ ،‬االتصال في عصر العولمة ( الدور و التحديات الجديدة )‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪58‬‬
‫من السرعة التي تقدمها شبكة االتصاالت المعتمدة على األلياف الضوئية يتميز بسرعة نقل و‬
‫بث عالمية‪ ،‬تصل إلى ‪ 100‬ميجا بت في الثانية‪ 50 ،‬معطيات لإلرسال تغطية جغرافية واسعة‪.‬‬
‫و كان أول هاتف نقال ظهر بتقنية الجيل الرابع تحت اسم ‪ MI MAX WAVE 2‬و في‬ ‫(‪)114‬‬

‫‪ 15/12/2009‬تم إطالق عملية تسويق أولى لعرض خاص بالنقال من الجيل الرابع‬
‫(‪)115‬‬
‫بستوكهولم بالسويد و أوسلو بالنرويج‪.‬‬
‫‪ -II -3‬االتصاالت الالسلكية و تكنولوجيا الهاتف النقال في الجزائر‪:‬‬
‫الثورة التكنولوجية بمختلف وسائلها‪ ،‬أصبحت واقعا‪ ،‬و ضرورة من ضرورات الحياة‬
‫اليومية التي فرضها النظام العالمي و أنماط التعامل الدولية‪ ،‬تبنتها و شجعتها السياسات الدولية‬
‫للحفاظ على صورتها و تحسين تعامالتها‪ ،‬بما فيها الجزائر التي بادرت بتكوين قطاع خاص‬
‫لالتصاالت الالسلكية لنشر هذه التكنولوجيا بتجهيز و تسخير كل اإلمكانيات لوضع الشبكات‬
‫ومراكز البث لتشغيل الهواتف النقالة و كذا باقي الوسائل التقنية الحديثة األخرى‪ ،‬إلى جانب‬
‫تعزيز المنافسات التجارية في األسواق الجزائرية و إتباع احدث السياسات الترويجية الفعالة‬
‫إلمكانية إبراز قدراتها و مايمكن أن تحققه في مجال تكنولوجيا االتصاالت الحديثة‪ ،‬وللحصول‬
‫على اكبر حصة من األرباح بجذب اكبر عدد من الزبائن المشتركين‪.‬‬
‫كانت أبرز شركة لالتصاالت في الجزائر منذ حصولها على االستقالل‪ ،‬ممثلة في قطاع‬
‫البريد و المواصالت‪ ،‬و الذي كان يحمل مسؤوليات كثيرة من أبرزها ‪ :‬مد شبكات الهاتف عبر‬
‫التراب الوطني و فك العزلة عن المناطق الريفية‪ ،‬تعزيز و رفع الكثافة الهاتفية‪ ،‬وضع كابالت‬
‫(‪)116‬‬
‫و هذا ما بين ‪ 1979 -1970‬عن‬ ‫دولية عبر الحدود و كذا مع بعض الدول األوروبية‪.‬‬
‫طريق المخطط الرباعي األول و الثاني ‪ 1973-1970‬و الثاني ‪ ،1977-1974‬حيث بلغ‬
‫مشتركي شبكة الهاتف الثابت سنة ‪ 1977‬ما يقارب ‪ 259.477‬مشترك‪ ،‬و في الفترة ما بين‬
‫‪ 1989 – 1980‬في ظل وضع المخطط الخماسي األول ‪ 1984 -1980‬والمخطط الخماسي‬
‫الثاني ‪ ،1989 -1985‬بلغ عدد الخطوط الهاتفية ‪ 998.690‬خط في نهاية ‪ ،1989‬بكثافة‬

‫‪114‬‬
‫‪- www.elwa3at.com/vb/article4721.html.à 10:16 le7/7/2010.‬‬
‫‪115‬‬
‫‪- www.elouma.com/ar/content/view/11245/98.à10:36le7/7/2010.‬‬
‫‪ -116‬ميلي حميدي‪ ،‬تقييم خدمات الهاتف النقال في الجزائر من خالل عملية سبر اآلراء‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬
‫‪ ،2005/2006‬ص ‪.72‬‬

‫‪59‬‬
‫هاتفية تصل إلى ‪ ،3%‬باإلضافة إلى توسيع الشبكات الهاتفية العمومية‪ ،‬حيث بلغت ‪7000‬‬
‫هاتف عمومي في نهاية سنة ‪ ،1989‬و مع دخول التسعينات ‪ ،1999 -1990‬انطلقت‬
‫مبادرات عصرنه قطاع االتصاالت وفق التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬حيث تم إيصال ‪ 1600‬ألف‬
‫مشترك في الهاتف الثابت‪ ،‬بكثافة تقدر ب ‪ ،% 5.4‬إلى جانب إدخال خدمات الهاتف النقال‪،‬‬
‫(‪)117‬‬
‫حيث بلغ عدد المشتركين ‪ 18‬ألف مشترك سنة ‪( 1999‬نهايتها)‪.‬‬
‫بعد سنوات من احتكار الدولة لتسيير قطاع االتصاالت‪ ،‬و نظرا لقصور خدماتها أمام‬
‫تزايد الطلبات و تطور االتصاالت في العالم‪ ،‬و كذا كثرة الزبائن‪ ،‬و بسبب قلة اإلمكانيات‬
‫والتجهيزات و المنافسة‪ ،‬و تقدم الدول المجاورة في هذا المجال و تعاظم االبتكارات‬
‫التكنولوجية‪ ،‬صدر قانون رقم ‪ 2000-03‬المؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ ،2000‬الذي قضى بإصالح‬
‫القطاع من خالل الفصل بين ‪ :‬شركة اتصاالت الجزائر‪ ،‬و شركة بريد الجزائر و حددت قواعد‬
‫جديدة لتسيير النشاطات تحت رقابة الدولة‪)118( .‬و بالتالي ركزت شركة اتصاالت الجزائر‬
‫نشاطها على تنظيم قطاع الهاتف الثابت و كذا الهاتف النقال و تحسين خدمات شبكة االنترنيت‬
‫إلى جانب إنشاء سلطة ضبط البريد و المواصالت ‪ ) )ARPT‬التي تسير نشاطات المنافسة‬
‫للمتعاملين الثالث فيما بعد و تراقب نشاطات البريد و االتصاالت السلكية والالسلكية بمقتضى‬
‫(‪)119‬‬
‫ثم أسست اتصاالت الجزائر فرع لها‪ ،‬تحت اسم "‬ ‫المادة ‪ 13‬من قانون ‪. 2000-30‬‬
‫موبيليس" ‪ MOBILIS‬التي تعتبر شركة ذات أسهم‪ ،‬مختصة في مجال الهاتف النقال بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬و التي لم تتحرر كقطاع خاص فعليا حتى سنة ‪ 2003‬و بالتالي يعتبر ذلك القانون من‬
‫الخطوات الرئيسية التي دفعت لتفعيل و تطوير سوق الهاتف النقال في الجزائر‪ ،‬وتزايد عدد‬
‫المشتركين‪ ،‬لتنخفض كذلك التكاليف الحقا‪ ،‬بالفعل كانت أول شركة اتصاالت ‪ ،ATM‬الجزائر‬
‫لالتصاالت " موبيليس" التي عرفت انتعاشا بعد سنة ‪ 2003‬و هي شركة تساهم في توفير عدة‬
‫خدمات لزبائنها منها ‪ :‬كلمني‪ ،‬موبيكنكت‪ ،‬موبيليس ‪ ،+‬إلى جانب العرض الجزافي ‪ ،0661‬و‬
‫اختيار عدد من األرقام المفضلة للتكلم مجانيا‪ ،‬و منذ ‪ 2007‬عرضت بطاقات تعبئة مجانية‪ ،‬إلى‬

‫‪ -117‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪118‬‬
‫‪- www.hrdiscussion.com/hr9225.html.à22:02le5/7/2010.‬‬
‫‪ -119‬عامر لمياء‪ ،‬اثر السعر على قرار الشراء ( دراسة حالة قطاع خدمة الهاتف النقال )‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2006-2005 ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪60‬‬
‫جانب بطاقات ‪ ،Gosto‬و اقتحمت مجال المنافسة التجارية إلى جانب شركات االتصاالت‬
‫الخاصة‪ ،‬ذلك من خالل ‪2621‬كلم من شبكة األلياف البصرية‪34 ،‬الف كلم من شبكة األلياف‬
‫األرضية‪47 ،‬الف شبكات ألياف رقمية‪ 650 ،‬ألف مشترك في شبكة االنترنيت ذات التدفق‬
‫العالي‪ ،‬إلى جانب ‪ 10‬ماليين مشترك في الهاتف النقال‪ ،‬و ‪ 2700‬مشترك عبر الساتل‪ ،‬و‬
‫‪ 1400‬في نظام ‪ ،GMPCS‬إلى جانب خدمات الرويمنغ و استقبال المكالمات عندما يكون‬
‫(‪)120‬‬
‫المستخدم في الخارج دون ضرورة تغيير الرقم‪.‬‬
‫في سنة ‪ 2001‬تم إيجاز نشاط شركة مصرية لالتصاالت الالسلكية‪ ،‬و تم فتح مجال‬
‫المنافسة بذلك‪ ،‬و هي شركة "أوراسكوم تيليكوم الجزائر"‪ OTA :‬تحت اسم جيزي التي تعد‬
‫تسميتها التجارية‪ ،‬و يسجل نشاطها في إطار خدمات ‪ ،GSM‬لتتمكن من جذب اكبر عدد من‬
‫المشتركين و غطت شبكتها ‪ 48‬والية في الجزائر و احتلت بذلك الصدارة ب ‪ 8‬ماليين‬
‫مشترك‪ ،‬عامين بعد إطالقها في فيفري ‪ ،2002‬و ذلك بفعل العمل بنظام بطاقات التعبئة المسبقة‬
‫الدفع (‪ ،)121‬إلى جانب تقديمها عدة خدمات‪ ،‬إرسال ‪ SMS‬مجانيا و االستفادة من الرقم المجهول‬
‫‪ APPEL MASQUE‬و خدمات االنتظار‪ ،‬و شريحة الميلين يوم ‪ 0770‬وفق نظام الرقم‬
‫الجزافي‪.‬‬
‫الوطنية لالتصاالت الجزائر ‪ : WTA‬شركة كويتية أسست فرعها في الجزائر بعد حصولها‬
‫على إجازة رخصة الهاتف النقال سنة ‪ ،2003‬وتعرف بمنتجها التجاري " نجمة" الذي طرح‬
‫في األسواق بداية من ‪ ،2004‬لمنافسة جيزي و موبيليس‪ ،‬كما ساهمت في إحداث حلول‬
‫السلكية عريضة النطاق‪ ،‬و كثير من العروض التكنولوجية المتطورة لالتصاالت المرئية‪،‬‬
‫االنترنيت الالسلكي ‪ ))WNET‬و كذلك ساهمت في إطالق كاميرا الجيل الثالث‪ ،‬الالسلكية في‬
‫الجزائر من خالل شركة ‪ Zhoo‬لتصبح البوابة الرئيسية لتحميل المحتويات الشخصية‪ ،‬وبرامج‬
‫التلفزيون و الموسيقى(‪.)122‬‬

‫‪120‬‬
‫‪- www.elhiwaronline.com/ara/content/view/28110/120/،à10:49،le7/7/2010.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪- File://G:/l'algerie: les téléphones portables font vibrer le pays 2006_afrik.com.htm. à14:35‬‬
‫‪le29/11/2009.‬‬
‫‪122‬‬
‫‪- www.alwaqt.com/art.php?aid=116457. à20:52le5/7/2010.‬‬

‫‪61‬‬
‫هذه الشركات الثالث هي التي تسيطر على السوق و ميدان االتصاالت النقالة في‬
‫الجزائر إذ ساهمت في توفير مختلف الخدمات الهاتفية للزبائن إلى جانب خدمات االنترنيت‪ ،‬و‬
‫االتصال عبر الساتليت و تدعيم و تجهيز شبكات الهاتف عبر التراب الوطني و النهوض بقطاع‬
‫االتصاالت و دفع عجلة التنمية لتحتل الجزائر المراكز األولى في شمال إفريقيا حيث صنفت في‬
‫المرتبة الثانية في مجال تكنولوجيا اإلعالم و االتصال حسب تقرير حول المعلومة االقتصادية‪،‬‬
‫توجهات و آفاق ‪ ،2009‬هذا على الصعيد اإلفريقي من حيث وتيرة االستفادة من الهاتف النقال‬
‫(‪)123‬‬
‫كما أكد وزير تكنولوجيا اإلعالم و االتصال في الجزائر "حميد بصالح" سابقا أن الجزائر‬
‫تستعد إلطالق رخصة الجيل الرابع في حدود نهاية ‪ 2010‬أمام التطورات التكنولوجية‬
‫المتالحقة‪ ،‬تنتقل الجزائر مباشرة إلى الجيل الرابع الذي هو مقرر إطالقه عالميا سنة ‪2012‬‬
‫(‪)124‬‬
‫نالحظ أن قطاع االتصاالت في الجزائر عرف اهتماما متزايدا بالهاتف النقال وخدماته و‬
‫التكنولوجيا الحديثة بعد تحرير قطاع االتصاالت ‪ ATM‬و إعطاء إجازات إلى متعاملين في‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬هذا ما ساهم في فتح باب المنافسة في السوق الجزائرية‪ ،‬وإنعاشها بمختلف‬
‫العروض و الخدمات التي لم تتوقف دقيقة واحدة لتتقدم‪ ،‬في ميدان التكنولوجيا الحديثة و تواكب‬
‫المسيرة العالمية‪ ،‬مستغلة كل الفرص و القدرات المتاحة‪ ،‬و كذا ساهمت في توفير مناصب شغل‬
‫عبر مكاتبها و فروعها في التراب الوطني الجزائري‪ ،‬مشجعة بذلك المبادرات و مستثمرة كل‬
‫الطاقات البشرية لتطوير القطاع‪ ،‬ما أمكن الجزائر من تحقيق خدمات زبائنها و احتالل المراكز‬
‫األولى إقليميا‪ ،‬على مستوى إفريقيا و العالم العربي‪ ،‬من خالل ارتفاع عدد المشتركين‪ ،‬حيث‬
‫أكد " مصطفى بلفوضيل " إن المنافسة في قطاع االتصاالت قد ساهمت في رفع عددهم في‬
‫(‪)125‬‬
‫خدمات الهاتف النقال‪ ،‬إلى ‪ 13.661.000‬سنة ‪ ،2005‬من أصل ‪ 54.000‬سنة ‪. 2002‬‬
‫بالتالي أصبح المجتمع الجزائري‪ ،‬بمختلف فئاته االجتماعية يمكنه االستفادة من خدمات‬
‫االتصال بمختلف أنواعها خاصة خدمات الهاتف النقال بمختلف أجياله و مختلف الخطوط‬
‫الهاتفية ‪ :‬موبيليس‪ ،‬جيزي‪ ،‬نجمة‪ ،‬إلى جانب االنترنيت و الهاتف الثابت‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫‪- www.radioalgerie.dz/?p=20170. à21:06le5/7/2010.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪- www.alwaqt.com/vb/article4721.html. à10:16.le7/7/2010.‬‬
‫‪125‬‬
‫‪-www.maghrbia.com/cocoon/awt/xhtm11/ar/features/aw/feature/2006/3/12/feature.01.‬‬
‫‪à20:38.le5/7/2010.‬‬

‫‪62‬‬
‫من خالل ما تم عرضه ‪،‬نرى بأن االتصال عملية حيوية يمارسها اإلنسان ‪ ،‬هذه العملية‬
‫التي تستوجب حضور مجموعة من العناصر التي تضمن تجسيدها و كذا فعاليتها ألنها ترتبط‬
‫بمجموعة من األهداف المحددة مسبقا‪ ،‬ومن بين تلك العناصر الوسائل االتصالية التي كلما‬
‫تطورت تؤدي لتغيير عملية الممارسة االتصالية لدى األفراد و طرق التعامل بينهم في إطار‬
‫المجتمع‪ ،‬وتعد تكنولوجيا وسائل االتصال الحديثة بما تحمله من مميزات وخصائص‪ ،‬من بين‬
‫أهم الظواهر التي غيرت و عدلت في المحيط االتصالي لألفراد والجماعات من خالل االستخدام‬
‫اليومي لهذه الوسائل و انتشارها‪ ،‬ويعد الهاتف النقال من أبرز الوسائل التكنولوجية الحديثة التي‬
‫عرف انتشارا واسعا‪ ،‬في الجزائر بفضل الجهود المبذولة من طرف الشركات المتخصصة في‬
‫مجال االتصاالت‪ ،‬والذي سوف نتطرق لتفسير استخدامه لدى عينة من طلبة جامعة مستغانم‬
‫بعد التعرف على خصوصيات مرحلة الشباب‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫بعد تطرقنا لماهية االتصال ووسائله وأنواعها وظاهرة تكنولوجيا وس‪II‬ائل االتص‪II‬ال‪،‬‬
‫ووسيلة الهاتف النقال و خصائصه التي يتميز بها من خالل أجياله المختلفة‪ ،‬وتطوراته‪ ،‬سوف‬
‫ننتقل في هذا الفصل لتحديد خصائص مرحلة الشباب و أهم تطوراته في الجزائر خاصة فيم‪II‬ا‬
‫يتعلق بفئة الطلبة وصوال لعرض أهم معطيات الدراسة الميدانية من خالل وصف خص‪II‬ائص‬
‫الهواتف النقالة التي يستخدمها الطلبة و أهم المجاالت التي تحدد عالقة االستخدام لدى الط‪II‬الب‬
‫‪I‬باب و‬
‫‪I‬وع الش‪I‬‬
‫‪I‬ل أوال بموض‪I‬‬
‫‪I‬تهل الفص‪I‬‬
‫‪I‬ذلك سنس‪I‬‬
‫‪I‬ة‪ ،‬ل‪I‬‬
‫بالعوامل التكنولوجية واالجتماعي‪I‬‬
‫خصوصياته‪.‬‬
‫‪-I‬الشباب و خصائصه‪:‬‬
‫‪ -I-1‬ماهية مرحلة الشباب‪:‬‬
‫يمر اإلنسان منذ والدته‪ ،‬بعدة مراحل مثل الدورة‪ ،‬حيث تبدأ هذه األخيرة من مرحلة‬
‫الطفولة ثم ينتقل إلى مرحلة المراهقة‪ ،‬لتظهر عالمات النضوج النسبي لولوج مرحلة اكتمال‬
‫النضج التام‪ ،‬وصوال لمرحلة الشيخوخة‪ ،‬فكل مرحلة تتميز بخصائص معينة‪ ،‬قد تحددها‬
‫العوامل البيولوجية‪ ،‬أو الزمنية إلى جانب كون اإلنسان كائن اجتماعي‪ ،‬فانه ال يمكن أن يعيش‬
‫بمعزل عن األفراد‪ ،‬الذين يجمعهم المجتمع الواحد الذي يعتبر مؤسسة منظمة‪ ،‬تجمع مجموعة‬
‫من األفراد‪ ،‬و تسير عالقاتهم في إطار مشترك متفق عليه يتميز بالوحدة و الثبات النسبي‬
‫والتميز عن الوحدات األخرى‪ ،‬لذلك فان الطابع االجتماعي يلعب دورا هاما في تمييز مراحل‬
‫تطور الفرد و انتقاله من مرحلة ألخرى‪ ،‬كما يحدد " جورج هاربت ميد " أربع مراحل أساسية‬
‫لتطور الفرد‪ :‬المرحلة التحضيرية‪ ،‬مرحلة اللهو‪ ،‬مرحلة اللعب‪ ،‬مرحلة اآلخر المعمم‪ ،‬و كل‬
‫مرحلة تساهم في تكوين الفرد‪ ،‬و في إعطائه استعدادات لالندماج في المجتمع الذي ينتمي إليه‬
‫من خالل القوانين التي تسير التفاعالت اليومية بين األفراد‪ ،‬و الجماعات والمحيط الذي‬
‫يجمعهم‪ ،‬و من بين أهم المراحل التي يمر بها األفراد و التي تعد مرحلة انتقالية وفاصلة‪ ،‬هي‬
‫مرحلة الشباب‪ ،‬التي تميز فئة معينة من المجتمع‪ ،‬و تشغل فئات الشباب أهم المواضيع وتمثل‬
‫أهم القضايا المعاصرة‪ ،‬نظرا للحركات المهمة التي قادتها في اآلونة األخيرة بداية من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬حيث برزت على غرار الفئات االجتماعية األخرى إلى جانب الكثافة السكانية التي‬

‫‪65‬‬
‫تمثلها و العدد الهام الذي تشغله ديموغرافيا‪ ،‬حيث يرى ‪ " "ALAIN TOURAIN‬فيما يتعلق‬
‫بالشباب "على أنهم من فئات االجتماعية التي تتميز باإلبداع وترفض التصرفات القديمة و‬
‫األفكار الكالسيكية‪ ،‬حيث ينجذبون أكثر نحو الخطابات الحديثة واالستهالك واالتصال كما يرى‬
‫أن المجتمعات المعاصرة يميزها الدور الهام للشباب يتواجدون في مركز النقاش مقابل انعزال‬
‫فئة المسنين و نسيانها لعدم قدرة هذه الفئة وضعفها مقارنة بفئة الشباب"(‪ ،)126‬كما أن مرحلة‬
‫الشباب تعد من أهم المراحل نظرا للتغيرات التي تطرأ على الفرد‪ ،‬سواء بيولوجيا‪ ،‬ثقافيا أو‬
‫اجتماعيا‪ ،‬إلى جانب مجموع الرهانات التي يواجهها الفرد جراء ما يرافق هذه المرحلة لذلك‬
‫سنتطرق إلى مفهوم الشباب ونحاول من خالل ذلك تحديد الخطوط العامة لذلك والشباب في‬
‫المجتمعات العربية والمجتمع الجزائري‪.‬‬
‫الشباب هو مرحلة كما حددها علي الحوات‪ " :‬تمتد من بداية الحلم أو البلوغ ما بين سن‬
‫‪ 13-12‬سنة إلى سن الثالثين‪ ،‬بمعنى انه يعتبره فئة اجتماعية و مرحلة عمرية‪ ،‬مستعينا‬
‫بالتشريع اإلسالمي الذي يحدد سن الرشد و الوصاية‪ ،‬و بعض القوانين الوضعية من بينها قانون‬
‫(‪)127‬‬
‫من ‪ 18‬سنة‪ .‬فكل مرحلة تحدد وفق فترة زمنية معينة‬ ‫الشغل في ليبيا الذي يحدده ابتدءا‬
‫عن طريق محدد السن‪ ،‬و كذا تشكل هذه المرحلة العمرية و توحد نوعا من الفئات االجتماعية‬
‫في إطار مجتمع معين‪ ،‬و يحدد البعض مرحلة الشباب‪ ،‬على أنها تظهر و تبرز في فترات‬
‫األزمات‪ ،‬و ذلك من خالل خال واقع المجتمعات العربية القبلية‪ ،‬في حين يعارض الرجل القبلي‬
‫السلطة المركزية‪ ،‬أو عندما يمارس الشبان في هذه الحاالت دور المجموعات الضاغطة (‪،)128‬‬
‫في الخالفات و الحروب‪ ،‬هذا من ناحية ما أثبتته األبحاث العربية و التاريخية واالجتماعية‪ ،‬أما‬
‫علم االجتماع الشباب وفق أبحاث و دراسات فرنسية‪ ،‬تمثل مرحلة الشباب‪ :‬عملية نضج نفسي‪،‬‬
‫و انتقال صعب‪ ،‬فترة أزمة مميزة بالرغبات الجنسية (الالّشعور)‪ ،‬وفترة اضطراب وظيفي‪ ،‬في‬
‫نفس الوقت تبرز هذه المرحلة فئة مميزة‪ ،‬يمكن االعتماد عليها(‪ .)129‬تعتبر فترة اكتشاف للفرد‬
‫‪126‬‬
‫‪- Alain Tourain، Pour la sociologie، éditions du Seuil، 1974، p205.‬‬
‫‪ -127‬مركز الدراسات و األبحاث االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬أشغال ملتقى الشباب و التغير االجتماعي‪ ،‬الجامعة التونسية‪ ،‬سلسلة‬
‫الدراسات االجتماعية‪ ،‬رقم‪ ،10‬األسرية‪ ،‬تونس‪ ،1982 ،‬ص ‪،10‬‬
‫‪ -128‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪129‬‬
‫‪- Kamel Rarrbo، L'Algérie et sa jeunesse (marginalisations sociales et désarroi culturel)،‬‬
‫‪Editions l'Harmattan، Paris، 1995.p، Armand Collin، Paris، 2007، p56.‬‬

‫‪66‬‬
‫لبعض الجوانب التي كانت غائبة عنه من قبل‪ ،‬و يميل إلى التحرر واالنفراد‪ ،‬بالتميز عن‬
‫اآلخرين خاصة اتجاه الذين يمارسون سلطة عليه‪ ،‬مهما كانت درجة هذه السلطة و يميلون أكثر‬
‫إلى أقرانهم في هذه المرحلة‪ ،‬إلى جانب أن هذه الفترة تلعب دورا تحضيريا للفرد ليتحمل‬
‫مسؤوليات في المستقبل‪ ،‬و يجد نفسه جاهزا لتولي تسيير أمور مهمة‪ ،‬عن ما سبقها و بذلك‬
‫دخول عالم الكبار‪ ،‬و ظهور ادوار جديدة يقوم بها‪ ،‬لذلك فهي مرحلة تكوين األدوار الكبيرة‬
‫بعدما يعيش الفرد فترة تحرر وسهولة التعبير عن الرغبات بمختلف الطرق و الوسائل المتاحة‬
‫له في تلك الفترة‪ ،‬مع التفاعل مع جماعة الرفاق‪ ،‬و تشكيل ثقافة خاصة بهم تسجل كثقافة فرعية‬
‫في إطار ثقافة المجتمع الكلي‪ ،‬يتعاملون مع الظروف ومختلف الوضعيات والظواهر اليومية‬
‫بخصوصية‪ ،‬عن طريق ردود فعل مميزة اختالف مواقفهم المتعددة معتمدين في ذلك على‬
‫النشاط و الحيوية‪ ،‬و اغتنام أوقات الفراغ‪ ،‬أمام قلة حجم المسؤولية التي يتحملونها و األدوار‬
‫االجتماعية التي يقومون بها‪ .‬الشباب مرحلة غموض وإبهام نظرا لتصادمهم مع مجاالت الثقافة‬
‫المختلفة‪ ،‬و قواعد الحياة االجتماعية المعقدة‪ ،‬و أول من الحظ أهمية دراسة و فهم هذه الفئة‬
‫االجتماعية و المرحلة التي تمر بها‪ ،‬هو المصلح االجتماعي " جون جاك روسو " حيث يقول‪" :‬‬
‫(‪)130‬‬
‫فالسلوك الذي يصدر عن فئة الشباب‪،‬‬ ‫ابدءوا بدراسة أطفالكم فمن األكيد أنكم ال تعرفونهم"‬
‫ليس سلوك اعتباطي‪ ،‬يجب إهماله فهناك عدة دالالت موضوعية و أبعاد و قيم خاصة ترافق رد‬
‫الفعل الذي يتجسد في الواقع المعايش والذي ينعكس في المجتمع إلى جانب ذلك فهذه المرحلة‬
‫تتميز بالصعوبة في تحديد بدايتها ونهايتها بصورة قطعية‪ ،‬و هنا يبين هارلمان "‬
‫‪ HARRELMAN" 1979‬أن التعريف الحقيقي لفترة الشباب‪ :‬مرحلة خاصة ال يجوز‬
‫وضع حدود ثابتة للعمر لها‪ ،‬ألنها تختلف من مجتمع إلى آخر و من ثقافة ألخرى‪ ،‬و هي مرحلة‬
‫يتم فيها دمج الفرد في مؤسسات المجتمع وتكوين شخصيته‪ ،‬و تحديد مكانته االجتماعية داخله‪.‬‬
‫(‪)131‬‬
‫فمتغير السن ال يمكن تحديده بصفة قطعية و ذلك راجع لعوامل‪ ،‬نفسية فنجد في بعض‬
‫األحيان تأخر سن الشباب أو تقدمه فإلى جانب ذلك تلعب ثقافة المجتمع دورا هاما في تحديد هذه‬

‫‪ -130‬محمد السويدي‪ ،‬مقدمة في دراسة المجتمع الجزائري ( تحليل سوسيولوجي ألهم مظاهر التغير في المجتمع الجزائري‬
‫المعاصر)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1990 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -131‬محمود عرابي‪ ،‬تأثير العولمة على ثقافة الشباب‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ص ‪.30 ،29‬‬

‫‪67‬‬
‫المرحلة وتصنيف أفرادها لفئات اجتماعية شابة‪ ،‬وتختلف من مجتمع ألخر لذلك فالقاعدة‬
‫العمرية‪ ،‬ال يمكن أن تتوفر وال يمكن تعميمها ألنها نسبية‪ ،‬و يمكن اللجوء إلى عوامل مثل‬
‫المحيط والفضاء الذي يضم ويتواجد فيه الشباب‪ ،‬كالمؤسسات التعليمية‪ ،‬دور الثقافة‪ ،‬دور‬
‫الشباب‪ ،‬وكل ما يتعلق بنشاطات هذه الفئات‪ ،‬و هنا نالحظ اختالف بين المجتمعات العربية و‬
‫الغربية حيث نجد أن الشباب الغربي يميل أكثر إلى االستقالل المبكر عن األسرة و السكن‬
‫المستقل‪ ،‬مع العمل المبكر‪ ،‬و حرية إقامة العالقات الجنسية بالنسبة للجنسين بينما المجتمع‬
‫العربي يبقى فيه األبناء في أسرهم مهما كبروا و يلقون االهتمام المستمر والإعانة في جميع‬
‫األمور وال وذود لظاهرة السكن المستقل واالنفصال عن األسرة قبل الزواج‪.‬‬
‫بغض النظر عن االختالفات الثقافية‪ ،‬و المحددات البيولوجية‪ ،‬و العمرية لفترة الشباب‬
‫والمساهمة في اكتمال نضجه و بلوغه‪ ،‬و عدم االتفاق على تحديد سن معين نهائي‪ ،‬تعد فترة‬
‫انتقالية هامة و كل شباب العالم يشتركون في خصوصيات محددة‪ ،‬يمكن مالحظتها من خالل‬
‫أي مجتمع و تحديد هذه الفئات خاصة في العصر الحالي‪ ،‬الذي يتميز بعولمة الثقافة و انتشار‬
‫وسائل اإلعالم و االتصال الحديثة و اإلقبال المتزايد عليها مع تدفق الكم الهائل من المعلومات و‬
‫خاصة عالقة التفاعل الشديدة و الخاصة لهذه الفئة االجتماعية بهذه الوسائل التي تجذب اكبر‬
‫عدد من شباب المجتمعات المعاصرة‪.‬‬
‫‪ -I-2‬خصوصيات مرحلة الشباب‪:‬‬
‫من أهم خصائص هذه المرحلة االنتقالية‪ ،‬هي كون األفراد الذين يمرون بها يظهرون‬
‫دائما االستعداد للبحث و الرغبة في التفرد‪ ،‬و التعبير عن أرائهم الخاصة‪ ،‬و القيام بأفعال‬
‫وتصرفات‪ ،‬تناسبهم‪ ،‬و ال يميلون إلى إتباع اآلخرين‪ ،‬خاصة األفراد الذين يكبرونهم ويختلفون‬
‫عن جيلهم‪ ،‬الذين يعتبرونهم أجيال كالسيكية‪ ،‬ما يخلق لديهم اضطراب و عدم توافق مع الواقع‪،‬‬
‫و يواجهون إكراهات تفرضها طبيعة المجتمع الذين ينتمون إليه‪ ،‬حيث عثر في مذكرات احد‬
‫الشباب العاديين قوله‪ ":‬كل ما ليس جديد يبعث في نفسي السام و الضجر‪ ،‬والفكرة أو الصورة‬
‫أو األغنية تفقد في نظري بهجتها و تصبح بالية‪ ،‬عنيفة بمجرد أن تشيع بين الناس‪ ،‬إنني حين‬

‫‪68‬‬
‫(‪)132‬‬
‫كما تعد‬ ‫أفكر في مسالة مألوفة اشعر بأنني أتذوق طعم وقت الشيخوخة قبل األوان‪".. ....‬‬
‫مرحلة للثورة من جميع النواحي كالناحية الجسمية‪ ،‬الناحية النفسية‪ ،‬وكذا اتجاه الوسط‬
‫االجتماعي‪ ،‬و تلتقي بتأثيرات العوامل البيئية‪ ،‬في تحديد هذا النوع من الثورة و أساليبها و‬
‫عوامل الزمن حيث يعتبر بعض النقاد أن الشباب اليوم مستهتر و غير مسئول‪ ،‬ال يهتم بالقيم‪.‬‬
‫(‪)133‬‬
‫ذلك راجع إلى صراع األجيال‪ ،‬فكل جيل يتهم الجيل األخر بالتخلي عن المبادئ و القيم‪ ،‬و‬
‫دائما تكون مرحلة الشباب هي التي تتميز باالختالف والتخلي عن ما سبق و العديل في القيم‪،‬‬
‫بحثا منها عن إبراز نفسها و تحقيق ذاتها من خالل تغيير القديم واالختالف عن األجيال السابقة‬
‫و الفئات االجتماعية األخرى‪.‬‬
‫و من بين المظاهر المميزة للشباب أيضا اهتمامهم المتزايد بالمظهر الخارجي‪ ،‬إذ يمثل‬
‫عامال مهما بالنسبة لهم‪ ،‬إلثبات الذوات أمام اآلخرين و التألق‪ ،‬للحصول على شعبية‪ ،‬وجذب‬
‫(‪)134‬‬
‫من خالل اللباس و اإلكسسوارات و أدوات التزيين بالنسبة‬ ‫االنتباه و الميل للجنس األخر‪.‬‬
‫لإلناث و مختلف وسائل الجمال و التألق‪ ،‬باختيار األلوان الجذابة و احدث الموديالت الرائجة‬
‫التي تعرض مظاهر الحداثة و التقدم‪ ،‬و تميز عن ما كان من قبل‪.‬‬
‫الجوانب النفسية الخاصة ال تفارق فترة مرور الفرد بهذه الفترة‪ ،‬و كل ما يرافقها من‪:‬‬
‫انفعاالت و اضطرابات و قلق‪ ،‬و شعور باإلحباط و التوتر و عدم القدرة على إيجاد التوازن‪ ،‬و‬
‫(‪)135‬‬
‫والسعي دوما إلظهار‪ ،‬القوة و شرعية القرارات والرغبات‪،‬‬ ‫الشعور الدائم بعدم االستقرار‪.‬‬
‫برفض أراء اآلخرين‪ ،‬و استشاراتهم فيما يتعلق بهم‪ ،‬و هذا ما تجلى في مختلف الثورات‬
‫المتواصلة أثناء الستينات في أوربا و السبعينات و الثمانينات فيما بعد للتأكيد على قدراتهم و‬
‫أدوارهم األساسية‪ ،‬و العتبارهم كيان اجتماعي له شرعية اتخاذ القرارات المصيرية خاصة‬
‫منها المتعلقة بمستقبلهم‪.‬‬
‫التهور و االنطالق من ابرز السمات الشبابية التي تدفع بهم إلى السرعة و االنطالق نحو‬
‫رغباتهم بحيث ال يدركون أخطائهم و هفواتهم‪ ،‬إال بعد وقوعها و أدائها‪ ،‬إلى جانب الحدة و‬
‫محمد السويدي‪ ،‬مقدمة في دراسة المجتمع الجزائري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪-132‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪-133‬‬
‫ماجد الزيود‪ ،‬الشباب و القيم في عالم متغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫‪-134‬‬
‫سامية الساعاتي‪ ،‬الشباب العربي و التغير االجتماعي‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪-135‬‬

‫‪69‬‬
‫العنف فأتفه األسباب تؤثر فيهم‪ ،‬وتثير انفعاالتهم و هذا ما يسبب ظواهر العنف لديهم‪ ،‬إلى‬
‫جانب التقلب و التذبذب و عدم االستقرار على رأي واحد و عدم االعتماد على مبادئ ثابتة‪،‬‬
‫وتصبح اختياراته متشعبة‪ ،‬ال تظهر فعليا‪ ،‬بل تتأرجح مابين الواقع و المثالية‪ ،‬الغضب‬
‫(‪)136‬‬
‫واالستسالم‪ ،‬اإليثار و األنانية‪.‬‬
‫في هذا الصدد فهناك قيم خاصة بفئة الشباب‪ ،‬إذ يؤكد ((‪ BRAKE 1980‬على امتالك‬
‫الشباب لنسق ثقافي خاص‪ ،‬يسعون دوما لتطويره‪ ،‬حيث يعبر عنه بمفهوم ثقافة الشباب‬
‫‪ ،YOUTH CULTURE‬و هي مجموعة من الرموز التي تعبر عن تحد صريح لقيم‬
‫(‪)137‬‬
‫كما يميلون إلى أقرانهم‬ ‫المجتمع و ثقافته العامة و كل األنساق االجتماعية‪ ،‬السائدة فيه‪.‬‬
‫ومن يشاركونهم نفس التطلعات و الرغبات‪ ،‬و نفس الميول و يسعون لتحقيق أهداف مشتركة و‬
‫يتقاسمون نفس االضطرابات و الحاالت النفسية التي يمرون بها من خالل االحتكاك والتفاعل‬
‫المتبادل لمختلف تجارب الحياة اليومية‪ ،‬و يشكلون بذلك قيما مشتركة من خالل تكرار تلك‬
‫التجارب‪ ،‬بفعل التواجد في نفس األماكن و نفس الظروف ليتم إنتاج رموز ثقافية متعلقة بهم و‬
‫مميزة للمرحلة التي يمرون عليها‪.‬‬
‫هذه الثقافة الشبابية‪ ،‬تستمد قوتها و إنتاجها من خالل أهم ميزة يتميز بها الشباب أال وهي‬
‫(‪)138‬‬
‫في أنماط السلوك و التعامل مع الظواهر و األشياء بطرق غير‬ ‫الخلق و اإلبداع و االبتكار‬
‫عادية تعتمد على الخيال و الذكاء الذي يمتلكه الشباب من خالل تبادل التجارب بينهم واالطالع‬
‫على وسائل اإلعالم و االتصال‪ ،‬و التعامل مع مختلف المضامين التي يتلقونها‪.‬‬
‫كما تمثل مرحلة الشباب‪ ،‬مرحلة في إثارة السلوك و القيم الفردية و الجمالية حيث‬
‫أظهرت البحوث الكيفية أن ثقافة الجماعة و الثنائيات التي تأخذ أهمية كبيرة في أوساط الشباب‪،‬‬
‫حيث يرى ‪ ،PASQUIER" " 2005‬أن هذا ما يقلص حجم الهوية االجتماعية(‪ ،)139‬وعوامل‬
‫الصداقة والعالقات الثنائية‪ ،‬ساهمت في تكريس الثقافات المتخصصة‪ ،‬المتعلقة بأشخاص معينين‬

‫‪ -136‬ماجد الزيود‪ ،‬الشباب و القيم في عالم متغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -137‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.،39‬‬
‫‪ -138‬السعيد بومعيزة‪ ،‬اثر وسائل اإلعالم على القيم و السلوكيات لدى الشباب ( دراسة استطالعية بمنطقة البليدة )‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ .،2006 ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪139‬‬
‫‪- Olivier Galland،La sociologie de la jeunesse،opcit،p،207.‬‬

‫‪70‬‬
‫التي تشجع سلوكيات فردية خاصة مع ظهور وسائل االتصال النقالة مثل الهاتف النقال‬
‫والكمبيوتر المحمول والأنترنيت حيث استغل الشباب ذلك للتعبير عن ذاته بواسطة تلك الوسائل‬
‫التي تربطه بمن يريد في أي مكان و زمان‪.‬‬
‫و من بين أهم خصوصيات الشباب المعاصر‪ ،‬شباب القرن ‪ ،21‬الذي يعيش عصر‬
‫العولمة‪ ،‬و االنتشار الهائل لتكنولوجيات االتصال الحديثة‪ ،‬التعامل الواسع عن طريق االنترنيت‬
‫ووسائل االتصال النقالة‪ ،‬و كل ما يتميز بالجدة و السرعة في االتصال‪ ،‬هذه الوسائل تساهم في‬
‫تدعيم شخصياتهم‪ ،‬و تخصص لهم فضاءات خاصة تمكنهم من تحقيق اختياراتهم عن طريق‬
‫التحكم في المضامين و التعبير عن رغباتهم من خالل البريد االلكتروني و إمكانية تبادل‬
‫الثقافات بين مختلف األفراد الذين ينتمون لنفس المرحلة العمرية‪ ،‬من خالل تخصيص مواقع و‬
‫مختلف المدونات الشخصية التي تعرض البطاقات الفنية ومميزات كل شاب للدخول في عالقات‬
‫تعبر الحدود من خالل العالم االفتراضي‪.‬‬
‫‪ -I-3‬الشباب و الطلبة في الجزائر‪:‬‬
‫تمثل نسبة الشباب كما ذكرنا سابقا نسبة كبيرة من سكان الجزائر‪ ،‬خاصة بعد االستقالل‪،‬‬
‫و إتباع سياسة اإلصالحات التي تجسدت من خالل المخططات و كل ما رافقها فيما يخص‬
‫إصالح قطاع التربية والتعليم‪ ،‬و التعليم العالي‪ ،‬و تعميم التعليم على جميع الطبقات االجتماعية‪،‬‬
‫و التأكيد على التعليم المجاني‪ ،‬ذلك ما ساهم في تزايد عدد التالميذ والطلبة‪ ،‬وفئات المتعلمين‪،‬‬
‫من فئة الشباب و هناك عدة عوامل أثرت في هذه الفئة االجتماعية كما شهدت عدة تغييرات‬
‫خالل عدة محطات هامة شهادتها الجزائر‪ ،‬خاصة من اندالع الثورة التحريرية‪ ،‬ضد االستعمار‬
‫الفرنسي سنة ‪ ،1954‬و انطالق العمل السياسي وانتعاش نشاط األحزاب الوطنية‪ ،‬على رأسها‬
‫حزب جبهة التحرير الوطني ‪ FLN‬ثم الحصول على االستقالل‪ ،‬بعد مفاوضات عديدة‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1962‬ثم إقامة مؤتمرات إلصالح ما خلفه االستعمار والنهوض بدولة مستقلة و العمل على‬
‫استرجاع ممتلكاتها من االستعمار‪ ،‬بعد ذلك ما تالها من أحداث في فترة الثمانينات و ظهور‬
‫دستور التعددية السياسية نهاية ‪ ،1989‬و التعدد اإلعالمي في ساحة الصحافة الجزائرية و تعدد‬

‫‪71‬‬
‫وسائل اإلعالم و االتصال في أوساط المجتمع الجزائري‪ ،‬كلها أحداث هامة ساهمت بشكل‬
‫مباشر و غير مباشر في بلورة فئة الشباب في الجزائر بمختلف أجياله‪.‬‬
‫لكن أثناء القرن ‪ 19‬كانت فئة الشباب غير ظاهرة و غير واضحة المعالم‪ ،‬ذلك راجع‬
‫لخصائص المجتمع الجزائري آنذاك‪ ،‬ووظائفه التي كان يقوم بها و القيم التي كانت سائدة آنذاك‪،‬‬
‫حيث كان المجتمع الجزائري‪ ،‬مجتمع فالحي‪ ،‬ريفي‪ ،‬و أقلية منهم تعيش في المدن‪ ،‬أين كانت‬
‫هناك عدة طبقات اجتماعية لكن كانت هناك بنية أساسية تسير األفراد هي األسرة التقليدية‬
‫( العايلة) ‪ ،La Ayla‬كان هناك الفرد ينتقل مباشرة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد و لم‬
‫تكن المرحلة االنتقالية‪ ،‬موجودة إال على مستوى العائالت البرجوازية‪ ،‬الراقية‪ ،‬بالنسبة للذكور‬
‫يتحدد االنتقال بالنسبة لهم بمجرد اكتساب معرفة و التعلم بااللتحاق بالمدارس القرآنية‪ ،‬و مراكز‬
‫الدراسات العليا ( الزيتونة بتونس) ثم يتوجهون للعمل حسب مرجعياتهم االجتماعية و‬
‫األخالقية‪ ،‬أما بالنسبة للفئة الكبيرة ال يعرفون هذه المكانة‪ ،‬يمرون بعنف من مرحلة الطفولة‬
‫(‪)140‬‬
‫فكانت‬ ‫(خاصة فئة اإلناث) إلى مرحلة الرشد‪ ،‬يتعلم األعمال الفالحية‪ ،‬والحرف التقليدية‪.‬‬
‫السلطة األبوية هي التي تتحكم بجميع األمور المتعلقة بالشباب‪ ،‬و دورهم يكمن و يقتصر فقط‬
‫في إتباع النموذج المثالي آنذاك‪ ،‬الذي يتمثل في األب أو األخ األكبر‪ ،‬عدم القيام بنشاطات‬
‫مخالفة لما هو سائد من قبل الكبار‪ ،‬و كان تحملهم للمسؤولية مبكرا‪ ،‬بمجرد دخول عالم الشغل‬
‫و امتهان حرفة معينة للمساهمة االقتصادية في العائلة ومساعدة األب‪ ،‬وكانت السلطة األبوية‬
‫هي السائدة بقيمها و أخالقها و مبادئها آنذاك‪ ،‬القائمة على أساس الرجولة و الشهامة‪ ،‬أما فئة‬
‫اإلناث فكانت أيضا ملزم عليها‪ ،‬عدم الخروج عن األوامر العليا‪ ،‬و إتباع جماعة نساء العائلة و‬
‫تعلم األعمال المنزلية و المساعدة فيها‪ ،‬و تعلم بعض الحرف مثل‪ :‬الخياطة و الصناعة النسيجية‬
‫التقليدية‪ ،‬للتحضير للحياة الزوجية المبكرة آنذاك‪ ،‬لذلك فالنموذج األبوي كان مسيطرا‪ ،‬وغياب‬
‫لنشاطات خاصة بفئة الشباب‪.‬‬
‫وخالل فترة االستعمار الفرنسي للجزائر‪ ،‬تولت عدة أطراف‪ ،‬تسيير فئة الشباب‪ ،‬وذلك‬
‫باكتشاف أهميتها‪ ،‬و ما يمكنها أن تفعله من خالل امتالكها لخصائص النشاط والحيوية‪ ،‬وقدرة‬
‫‪- Kamel Rarrbo، L'Algérie et sa jeunesse (marginalisations sociales et désarroi culturel)،‬‬
‫‪140‬‬

‫‪Editions l'Harmattan، Paris، 1995.pp30، 31.‬‬

‫‪72‬‬
‫التحمل آنذاك‪ ،‬لذلك تكلفت جمعيات العلماء المسلمين بالجانب العلمي و التربوي‪ ،‬واألطراف‬
‫السياسية و على رأسها حزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬التي عملت على التعبئة الجماهيرية‬
‫للشباب و التوعية السياسية له‪ ،‬إذ معظم الذين فجروا ثورة نوفمبر‪ ،1954‬من فئة الشباب‪،‬‬
‫وكان هذا العامل عامال من بروز الشباب الجزائري و انفصاله نوعا ما عن السلطة األبوية‪،‬‬
‫وإظهار إمكانياته‪ ،‬بتحدي األوضاع‪ ،‬و رفض االستعمار‪ ،‬و إبراز قدراته‪ ،‬و التأكيد على انه‬
‫قادر على مواجهة كل التهديدات‪ ،‬باالنفصال‪ ،‬عن توجيهات األب و األخ الكبير‪ ،‬إذ قادت أهم‬
‫االتفاقيات التي حررت الجزائر عام ‪ ،1962‬و منذ ذلك اهتمت سياسة الجزائر بهذه الفئة‪،‬‬
‫انطالقا من مؤتمر وادي الصومام ثم ميثاق طرابلس و الميثاق الوطني‪ ،‬و حتى المؤتمر‬
‫الخامس لحزب جبهة التحرير‪ ،‬الذي أكد على ترقية اإلنسان الجزائري‪ ،‬و ترقيته السياسية‬
‫واالجتماعية والثقافية(‪ .)141‬و من هنا تم إدراك أهمية نشر التعليم و تعميمه‪ ،‬والتساند بين المدينة‬
‫و الريف لترقية الفرد الجزائري‪ ،‬و التحاقه بالرتب العلمية الرفيعة والتقليل من الهجرة لطلب‬
‫العلم في الخارج‪ ،‬و ذلك يرفع مراكز التكوين و التعليم‪ ،‬و بناء الجامعات‪ ،‬و بذلك تم تطوير‬
‫عدد مراكز الشباب‪ ،‬خالل ثماني سنوات بعد االستقالل‪ ،‬إلى أن وصل إلى ‪ 328‬مركزا‪ ،‬سنة‬
‫‪ 1971‬م من هنا بدا الشباب يقصد مراكز لقضاء وقت الفراغ و التسلية‪ ،‬إلى جانب التكوين‬
‫المدرسي‪ ،‬كما تم تخصيص مراكز خاصة‪ ،‬بفئة الشباب الذي يعيش ظروف صعبة من‬
‫(‪)142‬‬
‫بهدف اإلصالح االجتماعي و‬ ‫االنحراف و التشرد‪ ،‬حيث تم تأسيس حوالي ‪ 40‬مركزا ‪.‬‬
‫التكفل بفئات الشباب لالندماج في المجتمع و االرتقاء‪.‬‬
‫وبمجرد إتباع سياسة تعميم التعليم‪ ،‬ظهرت فئة الطلبة الدائمين تظهر لتطور التعليم‬
‫المتواصل واتساع المدن و ظهور جيل جديد من الطلبة الشباب يمكنه من إظهار خصوصياته‬
‫المتعلقة بهذه الفترة‪ ،‬و أصبحت تهتم بالملبس و الجسم‪ ،‬و التجديد و االستمرار‪ ،‬ورافقت هذه‬
‫السياسة مجموعة من الوسائل االتصالية الحديثة آنذاك ( اإلذاعة‪ ،‬التلفزيون‪ ،‬المجالت‪،‬‬
‫الجرائد‪ ).. ....‬والقيم التي تبثها المدرسة بمختلف أطوارها وصوال إلى الجامعة‪ ،‬و هنا‬

‫‪ -141‬محمد السويدي‪ ،‬مقدمة في دراسة المجتمع الجزائري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪- Kamel Rarrbo،L'Algérie et sa jeunesse (marginalisation sociales et désarroi culturel)،opcit،p‬‬
‫‪142‬‬

‫‪221.‬‬

‫‪73‬‬
‫أصبحت مسؤولية المدرسة أساسية لتاطير الشباب و نقل الثقافة الوطنية ( العربية اإلسالمية) إذ‬
‫بلغ عدد اللذين يقصدون المدارس‪ ،‬ما يقارب ‪ 900.000‬تلميذ مسجل‪ ،‬يمثل ‪ % 8.5‬من الكل‬
‫سنة ‪ 1982‬بلغ عددهم ‪ % 22 ،4.360.000‬من الكل‪ ،‬في سبتمبر ‪ ،1992‬بلغ عددهم في‬
‫(‪)143‬‬
‫فان األرقام المضاعفة كل سنة تبرز‬ ‫جميع األطوار ‪ ) % 28 ( 7.245.000‬من الكل‬
‫جهود الدولة في إصالح و تعميم التعليم‪ ،‬و لتدعيم ثقافة الشباب و تكوينهم في مختلف األطوار‬
‫التعليمية‪ ،‬و كذلك نشر الوعي في أوساط المجتمع الجزائري‪ ،‬لضرورة دفع هذه الفئة الكتساب‬
‫العلم و المعرفة‪ ،‬و تقليد مناصب مهمة‪ ،‬و المساهمة في عجلة التنمية في جميع الميادين وتفادي‬
‫ظاهرة االنحراف و البطالة‪ ،‬ومن هنا تم النهوض بقطاع التعليم العالي حيث بلغ عدد الطلبة‬
‫مابين ‪ 589( 1955 - 1954‬في جامعة الجزائر ثم بعد االستقالل ليبلغ ‪ 1317‬طالب في‬
‫جامعة الجزائر) من ثم شرع في االهتمام الواسع بقطاع التعليم العالي‪ ،‬وااللتحاق بالجامعات و‬
‫المعاهد التكنولوجية‪ ،‬و حرص الشباب على الحصول على البكالوريا‪ ،‬ومواصلة المشوار‬
‫العلمي‪ ،‬بدعم من الدولة و توفير المرافق الالزمة لضمان التكوين الفعال‪ ،‬وبعد كل هذه الجهود‬
‫التي ساهمت في بلورة الطلبة و الشباب الجزائري وتطور الحياة السياسية الجزائرية‪ ،‬و تزايد‬
‫عدد السكان و تعقد الحياة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬أتت سنوات الثمانينات لتثور الشبيبة‬
‫الجزائرية‪ ،‬على األوضاع التي كانت سائدة آنذاك‪ ،‬خاصة بعد أحداث أكتوبر‪ ،1988 ،‬هذه‬
‫األحداث التي أوضحت درجة الوعي الذي وصل إليها الشباب الجزائري برفضه للوضع‬
‫السياسي القائم‪ ،‬و الثورة على نظام الحكم و األسلوب السياسي المتبع(‪ .)144‬و بذلك ساهمت فئة‬
‫الشباب في تعديل الواقع السياسي‪ ،‬وتجسيد التعددية السياسية‪ ،‬و المناداة بتحسين األوضاع‬
‫بإتباع التسيير الحديث و مظاهر الحداثة‪ ،‬رفض األزمات و المشاكل‪ ،‬و التطلع إلى مستقبل‬
‫ناجح و إتباع النشاطات التجارية الدولية‪ ،‬وتحديث الحياة االجتماعية‪ ،‬بالتأقلم مع وسائل‬
‫االتصال الحديثة‪ ،‬و تشجيع حرية الصحافة وحرية التعبير من خالل تعدد عناوين الصحف و‬
‫ظهور الصحف المتخصصة‪ ،‬وتعدد اإلذاعات المحلية و الفصل بين اإلذاعة والتلفزيون الذي‬
‫‪- Ibid،p53.‬‬
‫‪143‬‬

‫‪ -144‬مليكه هارون‪ ،‬االتصال في أوساط الشباب في ظل التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال ( دراسة ميدانية تحليلية على‬
‫عينة من شباب والية تيبازة خالل صيف ‪ ،)2004‬رسالة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2005-2004 ،‬ص‬
‫‪.106‬‬

‫‪74‬‬
‫تعددت فيه القنوات الفضائية الجزائرية‪ ،‬إلى جانب االهتمام بقطاع التكنولوجيات االتصالية‬
‫الحديثة‪ ،‬واالستثمار في مجال االتصاالت الالسلكية‪ ،‬و تطوير بث شبكات االنترنيت في مختلف‬
‫القطاعات وكذا تعميمها في المنازل و األسر من خالل برنامج أسرتك‪ ،‬لذا فكانت سنة ‪،1988‬‬
‫حدثا بارزا في التنبه للفراغ اإلعالمي و التكفل بوسائل ترقية الشباب الذي كان يعيش فراغا‬
‫مقارنة بالتطورات التي كان يعيشها الشباب في المجتمعات المتقدمة لذلك تم التفكير في إنشاء‬
‫شبكة وطنية‪ ،‬من مراكز‪ ،‬للتكفل بنشاطات‪ ،‬الشباب من بينها‪ :‬المركز الوطني إلعالم و تنشيط‬
‫الشباب‪ ،‬والمركز الوطني لإلعالم و التوثيق الرياضي‪ ،‬باإلضافة إلى عدة مراكز جهوية و ‪39‬‬
‫مركزا والئي إلعالم الشباب و تنشيطهم (‪.) 145‬‬
‫إذا بعد هذه األحداث‪ ،‬تطورت وسائل الترفيه والتسلية‪ ،‬لدى الشباب‪ ،‬الجزائري وأصبح‬
‫بإمكانه ارتياد أماكن خاصة به وبمن هم في مثل سنه‪ ،‬وتلقي نشاطات ترفيهية مختلفة من خالل‬
‫التفاعل مع الجماعة التي تقاسمه نفس الخصائص و أصبح أكثر تعامال مع وسائل اإلعالم و‬
‫االتصال بمختلف أنواعها‪ ،‬ومع تعدد مضامينها وخصائصها وخدماتها التي تتيحها للمتلقين‪،‬‬
‫فمن خالل دراسة قامت بها وزارة الشبيبة و الرياضة في التسعينات‪ ،‬حول الشباب و نشاطاتهم‪،‬‬
‫أوضحت من خاللها أن وقت فراغ الشباب حسب المستوى التعليمي والجنس تختلف وتحدد‬
‫الرغبات و الميول التي يمتلكها الشباب حيث سجلت نسبة ‪ % 76.7‬يمضون وقتهم في المنزل‪،‬‬
‫بين القيام بنشاطات حرفية و متابعة التلفزيون واالستماع للراديو‪ ،‬بينما القليل منهم يرتادون‬
‫دور الشباب أو المقاهي بالنسبة للذكور ‪ % 2.9‬بينما فيما يتعلق بالمطالعة فان المكتبات ال‬
‫تجذب أعداد كبيرة من فئة الشباب إال بنسبة ‪ ،% 0.6‬أما فيما يتعلق بالشباب البطال‪ ،‬يمرر‬
‫(‪)146‬‬
‫فنالحظ أن الظروف االجتماعية واالقتصادية تؤثر على‬ ‫وقته في البحث عن عمل‪.‬‬
‫توجهات الشباب نحو وسائل الترفيه و التسلية‪ ،‬و يمكن أن تحل أولويات أخرى هذه المكانة‪،‬‬
‫بغض النظر عن رغبة الشاب في ممارسة نشاط معين أو استخدام وسيلة اتصال معينة‪ ،‬و‬
‫اإلمكانيات المادية تلعب دورا هاما في تدعيم األذواق والميول‪ ،‬واإلمكانيات المعنوية التي‬

‫‪ -145‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪146‬‬
‫‪- Ministère de la jeunesse et des sports;Etude nationale sur la jeunesse Algérienne،rapport de‬‬
‫‪synthèse، CENE،Octobre،1993،p 19.‬‬

‫‪75‬‬
‫يملكها الشاب في ظروف معينة‪ ،‬و أيضا يعد عامل الجنس في المجتمع الجزائري يلعب دورا‬
‫هاما في تفسير ميول الشباب لبعض النشاطات عن غيرها أو استخدام وسائل عن أخرى‪ ،‬حيث‬
‫أثبتت نفس الدراسة أن الذكور يميلون بالدرجة األولى للقيام باألنشطة الرياضية‪ ،‬ثم تليها‬
‫الموسيقى و إتباع البرامج التلفزيونية‪ ،‬أما اإلناث يهتمون بنشاطات الخياطة و الطرز و متابعة‬
‫التلفزيون في المركز الثاني و كذا الفتيات األقل سنا يميلون للقراءة و الموسيقى مقارنة باإلناث‬
‫األكبر سنا (‪ .)147‬ذلك يوضح أن فترة التسعينات عرفت انتشارا متواضعا لوسائل اإلعالم و‬
‫االتصال الحديثة‪ ،‬نظرا لعدة عوامل ساهمت في تأخير ذلك منها اإلمكانيات المادية و كذلك‬
‫المشاكل االقتصادية التي خلفتها سنوات الثمانينات‪ ،‬إذ أن التوجه نحو الحداثة و مواكبة العصر‬
‫كان مع بداية التسعينات ونظرا لعوامل أمنية‪ ،‬ساهمت في تأخير االنفتاح على الوسائل الحديثة‬
‫و النشاطات الجديدة التي تتناسب مع فئة الشباب‪ ،‬فكانت العروض السينمائية و المسرح تعرف‬
‫نسبة تعرض قليلة بسبب عوامل مادية مثل أزمات السكن و العمل و مصدر الدخل الضعيف‪،‬‬
‫إلى جانب ذلك فالمنطقة الجغرافية التي يتواجد فيها الشباب تساهم في تحديد النشاط الترفيهي‬
‫للشباب حيث سجلت النتائج أن شباب منطقة الوسط و الغرب يميلون إلى السفر إلى الخارج‬
‫أكثر من شباب منطقتي الشرق والجنوب‪ ،‬إذ أن شباب منطقة الجنوب و نظرا لتراجع المستوى‬
‫(‪)148‬‬
‫و ذلك‬ ‫التعليمي آنذاك بنسبة ‪ % 42‬فإنهم يفضلون الحرف التقليدية‪ ،‬في أوقات فراغهم ‪.‬‬
‫راجع لعوامل التنشئة االجتماعية و تأثيرات الجماعة المرجعية‪ ،‬و إتباع النشاطات السائدة في‬
‫منطقة الجنوب من عادات و تقاليد مثل‪ :‬بني ميزاب‪ ،‬و غيرهم من القبائل الصحراوية‪ ،‬أيضا‬
‫خصائص المنطقة و بعدها عن الساحل و المناطق السهلية‪ ،‬التي تتوفر على وسائل النقل وعلى‬
‫المنافذ البحرية‪ ،‬التي يستغلها شباب مناطق الشمال و الوسط‪ .‬و عموما فيما يتعلق بالوسائل‬
‫االتصالية األكثر استخداما في تلك الفترة من طرف الشباب التلفزيون بالدرجة األولى مقارنة‬
‫بالوسائل األخرى‪ ،‬التي كانت سائدة‪ :‬الراديو‪ ،‬الصحف و المجالت‪ ،‬ذلك الن تلك الفترة عرفت‬
‫بداية انتشار الفضائيات األجنبية‪ ،‬عن طريق استخدام الهوائيات المقعرة‪ ،‬وأجهزة الفيديو كاسيت‬
‫المتصلة بجهاز التلفزيون‪ ،‬كما نالحظ أن هذه الفترة كانت البداية واالنطالقة الستخدام الشباب‬
‫‪147‬‬
‫‪- Ibid، p20.‬‬
‫‪148‬‬
‫‪- ibid، p23.‬‬

‫‪76‬‬
‫لوسائل االتصال و األعالم الحديثة‪ ،‬نظرا للتأخر الذي عرفته الجزائر في مواكبة سياسة العولمة‬
‫و كان يجب انتظار نهاية سنوات التسعينات لبداية بث الوسائل االتصال األكثر حداثة‬
‫كاالنترنيت و أجهزة اإلعالم اآللي‪ ،‬و الهواتف النقالة في األسواق و القطاعات المتعلقة بالشباب‬
‫و على مستوى المدارس‪ ،‬و الجامعات و مراكز التكوين إلى جانب انتشار مقاهي االنترنيت‪ ،‬و‬
‫محالت بيع الهواتف النقالة و الخطوط الهاتفية‪ ،‬و انخفاض األسعار و مناسبتها لفئة الشباب‪.‬‬
‫‪-II‬المعطيات الميدانية للدراسة ‪:‬‬
‫انطالقا من تحديد إشكالية الدراسة و الفرضيات ‪ ،‬و المنهج و أدوات الدراسة انتقلنا إلى‬
‫الميدان لجمع المعطيات ومن ثم تحليلها و محاولة الربط بين المتغيرات للوصول إلى مجموعة‬
‫من النتائج التي حددناها من خالل ما يلي وفقا لدليل المقابلة و ما تم مالحظته في الميدان‪.‬‬
‫‪ -II -1‬خصائص الهواتف النقالة التي يستخدمها الطلبة ‪:‬‬
‫من خالل عينة الطلبة الذين تم إجراء مجموع القابالت معهم‪ ،‬فيما يتعلق بموضوع‬
‫امتالكهم للهاتف النقال‪ ،‬و مميزاته المتعلقة بالنوع و الثمن‪ ،‬و مصدر اقتنائه‪ ،‬و مميزاته التقنية‬
‫التي يحتوي عليها‪ ،‬إلى جانب أسباب و دوافع اختيار هذا النوع دون ذلك‪ ،‬و عالقة ذلك ببعض‬
‫السمات العامة كالتخصص العلمي و مصدر الدخل و الجنس‪ ،‬و منه الحظنا أن أهم ماركة‬
‫تجارية المتمثلة في هاتف نوكيا ‪ NOKIA‬بمختلف أجياله‪ ،‬كان األكثر تفضيال لالستخدام من‬
‫طرف الطلبة المبحوثين‪ ،‬خاصة نوع ‪ 1100‬و ‪ 1110‬نظرا ألسعاره المناسبة و أشكاله الجميلة‬
‫و البسيطة و حجمه الخفيف السهل اإلخفاء في أي مكان كالجيب أو محفظة النقود الشخصية‬
‫والمناسب للمرافقة في أي مكان يتنقل فيه الطلبة‪ ،‬إلى جانب انه يتمتع بقدرة عالية للتحمل و ال‬
‫يتلف أو يتعطل بسهولة إلى جانب أن تجار الهواتف النقالة الذين اكتسبوا خبرة من المعامالت‬
‫اليومية يرون أن عالمة نوكيا بمختلف أنواعها من أكثر الهواتف التي تباع و يكون عليها الطلب‬
‫حيث يقول تاجر ‪ ":‬حققت اكبر األرباح من بفضل بيع هواتف نوكيا "(‪ ،)149‬إلى جانب توفره‬
‫على خصائص تصنفه في خانة األكثر جودة من غيه من الهواتف حيث يقول طالب مبحوث من‬
‫كلية التربية البدنية و الرياضية تخصص تدريب رياضي ‪ : LMD‬انه يمكنه أن يسقط و أن‬

‫‪149‬‬
‫‪- http://www.itmag-dz.com/spip.php?article937. à13:05le17/10/2009.‬‬

‫‪77‬‬
‫يصطدم بقوة و ال يتعطل " ندابز بيه و نضرب به نخبط على الحيط كنزعف و ما يسراله والو"‪،‬‬
‫يستخدمه في حالة صراع مع اآلخرين وكوسيلة للضرب و ال يحدث له شيء بمعنى ال يتعطل و‬
‫ال يفسد يبقى صالحا لالتصال عن طريقه‪ ،‬و هناك عدة أنواع لهاتف نوكيا لكن نوكيا ‪1110‬‬
‫أكثرها شيوعا في أوساط الطلبة‪ ،‬و هو هاتف عادي ال يحتوي على وسائط متعددة‪ ،‬يتيح فقط‬
‫إجراء مكالمات‪ ،‬إرسال ‪ SMS‬إلى جانب توفره على أداة حاسبة‪ ،‬منبه‪ ،‬ساعة‪ ،‬عداد حاسب‪ ،‬و‬
‫مجموعة من األلعاب للتسلية‪ ،‬من أشهرها و كثرة استخدامها لعبة ‪ SNACK‬التي تعرف‬
‫شيوعا و شعبية لدى الطلبة الذين يستخدمونه‪ ،‬إلى جانب و جود مذكرة يومية وإمكانية التذكير‬
‫ببعض التواريخ الهامة لدى المستخدم‪ ،‬و من أهم أسباب انتشار استخدامه و تفضيله من طرف‬
‫الطلبة لعوامل اقتصادية حيث أن معظم الطلبة يعتمدون في مصروفهم اليومي على أوليائهم‪،‬‬
‫إلى جانب تقاضي المنحة الجامعية و أن مصاريفهم ال تقتصر فقط على مجال االتصاالت بل‬
‫هناك عدة حاجات و طلبات‪ ،‬كما أن الهاتف النقال يتطلب تعبئة رصيد أما عن طريق االشتراك‬
‫أو تعبئة بطاقات مسبقة الدفع أو طريقة الفليكسي ‪ ،FLEXY‬لذلك يكتفون باقتناء هاتف نقال‬
‫عادي‪ ،‬ليخدم متطلبات ضرورية و تحقيق نوع ما من التطور في االتصال ومواكبة التكنولوجيا‬
‫الجديدة و لو بالبسيط كخطوة أولى‪ ،‬و هذا ال يخفي تطلعاتهم وميول األغلبية منهم إلى اقتناء‬
‫واستخدام هاتف نقال متعدد الوسائط للتمتع بالصور والفيديو والموسيقى‪ ،‬وللتباهي ومواكبة‬
‫العصر بأحدث الماركات المتطورة‪ ،‬حيث تعبر طالبة من كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬تخصص‬
‫علوم إعالم واتصال والتي تملك هاتف نوكيا ‪ 1110‬عادي‪ ،‬تظهر رغبتها في تغييره‬
‫والحصول على هاتف أكثر تطورا واحتواء لعدة وسائط‪ ،‬الحقا عندما توفر ثمنه أو أن تحصل‬
‫عليه كهدية‪ ،‬هذا من جهة و من جهة أخرى الحظنا أيضا شيوع استخدام هاتف سامسونغ‬
‫‪ ،Samsung E250‬الذي يعتبر هاتف متعدد الوسائط يحتوي على قدرة تخزين ‪Giga، 1‬‬
‫)‪ ،(Carte mémoire‬إذاعة‪ ،‬كاميرا‪ ،‬آلة تصوير‪ ،‬تحمل عن طريقه الموسيقى‪ ،‬التقاط صور‬
‫شخصية‪ ،‬و تسجيل صور محملة‪ ،‬إلى جانب ماركة ‪LG، Alcatel، Motorola، Sony‬‬
‫‪ ،Ericsson‬مابين هاتف عادي وأكثر تطورا‪ ،‬ودائما يرتبط ذلك أساسا بالعوامل المادية‪،‬‬
‫بغض النظر عن الرغبة القوية في إتباع الجديد و ما هو منتشر وحب استخدام التكنولوجيا‬

‫‪78‬‬
‫الحديثة لإلحساس بالجدة و االنتماء للعالم المتطور و كذا التباهي و إثبات الذات حيث يؤكد تاجر‬
‫هواتف نقالة أن فئة الشباب من أكثر الفئات إقباال على الهواتف النقالة العالية التقنية مهما ارتفع‬
‫ثمنها و يطلبون كل ما يظهر حديثا مثل ‪ E50، oi623، N95 :‬وكلها أجهزة تتكون من عدة‬
‫لكن هذا ال‬ ‫(‪)150‬‬
‫تقنيات عالية الجودة آالت تصوير ‪ Méga، MP3 5‬إلى جانب راديو‪........‬‬
‫يمنع من وجود بعض الطلبة الذين يصرفون نظر عن هذه التقنيات و يكتفون بالضروريات‬
‫البسيطة‪ ،‬حيث يؤكد طالب من كلية العلوم اإلدارية و العلوم القانونية‪ ،‬تخصص حقوق ‪ :‬يهمني‬
‫أن يكون هاتفي متوفرا على جهاز بطارية سليم يعمل بشكل صحيح‪ ،‬و قدرة تحمل البطارية‬
‫للطاقة و عدم فقدانها بسرعة‪ ،‬لتمكن من استخدامه في أي وقت خاصة عند الحاجة الملحة‪ ،‬و‬
‫التواجد بعيدا عن مكان لشحن البطارية‪ ....‬خاصة أنني‪ ،‬اقضي طوال الوقت في متابعة‬
‫الدروس و المحاضرات التي تطول مدتها أحيانا يوما كامال‪.‬‬
‫بالنسبة للذين يفضلون التكنولوجيا األكثر تطورا و يميلون الستخدام الوسائط المتعددة‪،‬‬
‫يسعون لتوفير ثمنه بأي طريقة و يجتهدون لذلك‪ ،‬الن ذلك أصبح ضرورة من ضرورات‬
‫الموضة و العصر حيث تعبر طالبة من كلية علوم التكنولوجيا‪ ،‬تخصص هندسة معمارية ‪" :‬من‬
‫بين الضروريات بالنسبة لي كطالبة جامعية امتالك هاتف نقال عالي التقنية ‪Multimédia‬‬
‫مثل اآلخرين‪ ،‬و إال سوف أحس بالعزلة و ال استطيع مشاركة اآلخرين نفس التجارب " حسب‬
‫ريبورتاج صحفي حول الهاتف النقال لوحظ أن الهاتف النقال أصبح من ضروريات المظهر و‬
‫يقاس عليه و تعرض الشباب لمضايقات في حال عدم اكتساب هاتف عالي التقنية و استخدام‬
‫عدة تسميات للهواتف العادية مثل ‪ :‬الصابونة و الكروكوديل بالنسبة لهاتف ‪ sagam‬و غيره‬
‫من الهواتف البسيطة التقنية‪ ،‬من باب التهكم(‪ ،)151‬و عن ثمن اقتناءه فإنها صرحت على توفير‬
‫مدخراتها و االستغناء عن بعض األشياء من اجل إتباع احدث أنواع الهاتف النقال‪ ،‬و هناك من‬
‫يمارسون التجارة في الهواتف النقالة‪ ،‬خاصة الذكور و يعد هذا مصدرا وفيرا للحصول على‬
‫أحسن أنواع الهاتف النقال و تغييرها غالبا إال جانب أن ذلك يتيح لهم أن يتحكموا في أسعاره و‬
‫التالعب بها حيث أشار نفس الريبورتاج إلى كون الشباب يلجئون لبيع أغراض شخصية و‬
‫‪150‬‬
‫‪- http://www.itmag-dz.com/spip.php?article937. à13:05le17/10/2009.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪- http://www.ennaharonline.com/ar/specialpages/reportage/28167.html à 23:33le 1/9/2010.‬‬

‫‪79‬‬
‫العمل بكد لتوفير ثمن الهاتف العالي التقنية إذ وجدوا شاب صرح ببيعه لحذاء رياضي مقابل‬
‫تغيير هاتفه لألحسن(‪ ،)152‬هنا يؤكد طالب من كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬تخصص علوم إنسانية‬
‫‪ " ،LMD‬دائما أغير هاتفي و نجيب الجديد و المليح‪ ،‬من خالل ‪ bisness‬الهواتف النقالة" في‬
‫السوق السوداء و حتى في وسط الجامعة مع األصدقاء والزمالء‪ ،‬و تؤكد طالبة أيضا من كلية‬
‫العلوم التكنولوجية‪ ،‬تخصص علوم دقيقة‪ :‬الهاتف النقال ال يبقى عندي كثيرا سرعان ما أبيعه أو‬
‫استبدله‪ ،‬الحظنا أيضا أن الطلبة غالبا ال يحرصون على اقتناء الهواتف النقالة من المحالت‬
‫المتخصصة ببيعها‪ ،‬بل يلجئون عموما إلى السوق السوداء ‪ Les Occasions‬الفرص المتاحة‬
‫و السهلة‪ ،‬حيث يرجعون أسباب ذلك الرتفاع أسعاره في المحالت‪ ،‬يؤكد لنا طالب من كلية‬
‫اآلداب و اللغات األجنبية‪ ،‬تخصص لغة اسبانية أن المحالت تضاعف األسعار‪ ،‬بدرجة كبيرة و‬
‫يمكنني شراء هاتف متعدد الوسائط بسعر معقول و يعمل أيضا بشكل جيد‪ ،‬و قليال ما وجدنا‬
‫طلبة يقتنون هواتفهم النقالة من محالت متخصصة‪ ،‬هذا راجع لتخوفهم من الحصول على‬
‫أجهزة قليلة الجودة‪ ،‬وسرعة إتالف مكوناته خاصة فيما يتعلق بالبطاريات ألنه العنصر‬
‫األساسي الذي يحرك ويجعل الهاتف يعمل بشكل سليم و واضح‪ ،‬حيث تقول طالبة تخصص‬
‫علوم تجارية ‪ :‬اهتم واحرص على ضمان جودة الجهاز الذي اشتريه‪ ،‬و أعارض دائما‬
‫صديقاتي الالتي يشترين هواتف نقالة من السوق السوداء رغم أنها هواتف نقالة عالية التقنية إال‬
‫أنها سرعان ما تظهر عيوب في االستخدام و يضطررن إلى استبدالها بنفس الطرق‪ .‬لذلك تؤكد‬
‫على شرط الضمان‪ ،‬الذي يوفره فقط المحل المتخصص في تجارة هذه األجهزة‪ ،‬إلى جانب‬
‫وجود مصادر أخرى للحصول على الهواتف النقالة‪ ،‬يمكن الحصول عليها كهدية من احد أفراد‬
‫العائلة‪ ،‬أو األصدقاء المقربين أو األقرباء‪ ،‬حيث أن هناك طالبة في السنة األولى علوم سياسية‬
‫‪ ،LMD‬تحصلت على الهاتف النقال كهدية من أمها بعد حصولها على شهادة التعليم األساسي‪،‬‬
‫أصبح الهاتف النقال ذو قيمة معتبرة و مهمة لدى األفراد لإلهداء في المناسبات السعيدة‬
‫الخاصة‪ ،‬وللتعبير عن الفرح بالغير‪ ،‬كما يلقى استحسانا لدى متلقي الهدية خاصة الطلبة يمثل‬
‫لهم دليل على األهمية و غالب ما يتحصلون عليه كهدية عيد ميالد أو لمناسبة خاصة أخرى‪ ،‬و‬

‫‪152‬‬
‫‪- http://www.ennaharonline.com/ar/specialpages/reportage/28167.html à 23:33le 1/9/2010.‬‬

‫‪80‬‬
‫هناك مصادر مختلفة للحصول على الهاتف النقال و استبداله مثل التبادل بين أفراد العائلة‬
‫الواحدة والعالقات الشخصية التي تربط الطالب بأفراد أسرته وأقاربه وأصدقائه وزمالئه‪ ،‬تؤثر‬
‫على اختياراته للهاتف النقال وتعد عامل من عوامل دفعه لتغييره أيضا‪ ،‬تعبر عن ذلك طالبة في‬
‫تخصص علوم التسيير ‪ :‬ماعييتش روحي بدلت البورتابل مع خالي‪ ،‬دون اللجوء للشراء سواء‬
‫من السوق السوداء أو من المحالت‪ ،‬أو من مصدر آخر‪ ،‬والحظنا أن طلبة التخصصات التقنية‬
‫و خاصة طلبة الهندسة المعمارية و العلوم الدقيقة والأشغال العمومية‪ ،‬يؤكدون على ضرورة‬
‫امتالك هاتف نقال عالي التقنية‪ ،‬لتحميل ملفات خاصة بالدراسة كالمخططات‪ ،‬و تصوير المواقع‬
‫لتصميم مشاريع البناء عليها‪ ،‬فتمكنهم آلة التصوير و الكاميرا من التقاط صور واضحة و جيدة‪،‬‬
‫وحفظها في ذاكرة الهاتف النقال‪ ،‬إلمكانية استغاللها عن طريق الكمبيوتر‪ ،‬كما يهتم طلبة‬
‫الكيمياء و الهندسة الميكانيكية باستخدام اآلالت الحاسبة المتوفرة في الهواتف النقالة‪ ،‬و التقاط‬
‫صور التجارب في المخابر‪ ،‬لذلك فان التخصص يلعب دورا في تحديد نوع الهاتف النقال من‬
‫خالل االستخدامات التي يسعى الطالب لالستفادة منها في إطار أعماله و تطبيقاته العلمية‬
‫والدراسية‪ ،‬والتي تختلف من تخصص إلى آخر‪.‬‬
‫كما الحظنا اهتمام الطلبة باإلكسسوارات التي ترافق الهواتف النقالة و التي تتنوع وتختلف‬
‫حسب األذواق والتي انتشر استخدامها لجانب استخدام الهاتف النقال‪ ،‬هناك عدة ألوان لألشكال‬
‫الخارجية للهاتف النقال ‪ ،La carcasse، Les portes - clés‬على مختلف األشكال‬
‫واأللوان‪ ،‬وأيضا الحافظات الخاصة بالهواتف النقالة بمختلف أنواعها‪ ،‬و بعض األشكال‬
‫المضيئة التي تلصق على الهاتف النقال‪ ،‬تستخدم بصفة كبيرة لدى فئة اإلناث‪ ،‬أكثر من الذكور‬
‫و تعتبر هذه اإلكسسوارات كمنبهات لتحديد مكان الهاتف النقال إذا كان صامتا ال يرن أو يتوه‬
‫مع األغراض المختلفة في الحقائب الخاصة لإلناث‪ ،‬الحتوائها عدة أشياء‪ ،‬عكس الذكور اللذين‬
‫يحملون هواتفهم غالبا في جيوبهم عكس اإلناث‪.‬‬
‫فيما يتعلق بظاهرة تغيير الهواتف النقالة‪ ،‬نجد أن الطلبة‪ ،‬يغيرون هواتفهم عدة مرات‪،‬‬
‫مابين ‪ 3‬مرات حتى ‪ 5‬مرات‪ ،‬أما بالنسبة للذين يتاجرون في الهواتف النقالة‪ ،‬فال يحددون عدد‬
‫المرات التي يغيرون فيها الهواتف‪ ،‬هنا يقول طالب تخصص علوم إنسانية ‪" : LMD‬مايبقاش‬

‫‪81‬‬
‫عندي البورتابل بزاف في النهار يفوت علي شحال من واحد و ما يبقاش عندي التلفون كثر من‬
‫يومين منقدرش نقول شحال من مرة بدلتو " أما هناك من يرجع سبب تغييره نظرا للتعرض‬
‫للسرقة‪ ،‬و فقدان الهاتف‪ ،‬فيضطر لتعويضه‪ ،‬تقول طالبة تخصص فنون وسنيما ‪ ":‬راحلي‬
‫التليفون ‪ fois2‬مرة نسيته في ‪ l'amphi‬ملقيتهش جبت واحد و ‪ la 2 eme fois‬راحلي في‬
‫‪ " l bus‬هذا مادفعها للحصول على هواتف أخرى لعوامل اضطرارية‪ ،‬ألنها ال تستطيع‬
‫االستغناء عنه‪ .‬هناك أيضا عوامل أخرى متعلقة بالتغير والتطور التكنولوجيين المستمرين‪،‬‬
‫فهناك من الطلبة من هم على اطالع دائم بها المجال ويتابعون كل ما هو جديد فيما يخص‬
‫تكنولوجيا الهاتف النقال‪ ،‬فينتقلون من استخدام هواتف عادية إلى استخدام وسائل أكثر تطورا‬
‫من سابقاتها درجة بدرجة حيث تقول طالبة تخصص حقوق ‪ :‬كان عندي أول مرة نوكيا‬
‫‪ ،1100‬ثم نوكيا ‪ ،1110‬ثم نوكيا ‪ ،1650‬و حاليا نوكيا ‪ 2630‬يمثل احدث تكنولوجيا من نوع‬
‫نوكيا‪ ،‬ألنها ال تستطيع مشاهدة هواتف متطورة وتكتفي باستخدام هاتف عادي ال يحقق لها باقي‬
‫الخدمات و يحدد االستخدام و يجعله ممال يقتصر فقط على إجراء المكالمات وإرسال رسائل‬
‫قصيرة ‪ SMS‬وبمجرد نفاذ الرصيد يزيد ملال‪ ،‬لذلك فان الخدمات الباقية ترفه و تعوض‬
‫خدمات الرصيد إذ ال تعمل به بل تعتمد على طاقة الشحن‪ ،‬إتباع و مسايرة الجديد لدى الطلبة‬
‫مهم‪ ،‬خاصة في تواجدهم في عالم الجامعة‪ ،‬الذي يتميز باالنفتاح على التطورات وإقامة‬
‫الملتقيات العلمية والصالونات الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة و البقاء على تواصل دائم‪ ،‬إلى‬
‫جانب التفاعل اليومي بين الطلبة سواء كان مباشر و غير مباشر‪ ،‬فالطالب يتأثر بما يحيط به من‬
‫أصدقائه و زمالئه‪ ،‬و كل ما يالحظه و يجذب انتباهه من وسائل حديثة تستخدم في ذلك الفضاء‪،‬‬
‫فللهاتف جوانب مادية كثير تلفت االنتباه‪ ،‬و خاصة و نحن نعيش عصر الصورة وثقافة‬
‫االستهالك المادية‪ ،‬يقول طالب تخصص لغة انجليزية ‪ ":‬كتشوف ‪ La plus part‬عندهم‬
‫بورتابل ‪ Marqua‬تبغي تعاند و تبر وفيتي كيما لغاشي بالموسيقى ‪ La radio‬و ‪Le bon‬‬
‫‪ ،"son‬أيضا الهاتف النقال المتعدد الوسائط تمكن من تعويض بعض الوسائل االتصالية‪ ،‬يعوض‬
‫الراديو‪ ،‬التلفزيون خاصة بالنسبة للطلبة اللذين يقيمون في الحي الجامعي‪ ،‬يقول طالب تخصص‬
‫علوم سياسية ‪ ": LMD‬اليو نرفد راديو وال تلفزيون ثقال نجبهم معايا‪ ،‬البورتابل فيه بزاف‬

‫‪82‬‬
‫‪ options‬مالح فيه راديو‪ ،des extrais de film ،‬فيديو‪ ،‬تع ضحك‪ ،‬موسيقى متنوعة‪،‬‬
‫نفوت بها الوقت أنا و صحابي "‪ ،‬لذلك المرونة و السهولة التي توفرها التكنولوجيا الحديثة‪،‬‬
‫تعبر عامل من عوامل تغيير الهاتف النقال بالنسبة للطلبة‪.‬‬
‫إلى جانب العوامل السابقة نجد عامل التعطل‪ ،‬الذي يصيب أجزاء الهاتف النقال‪ ،‬ما‬
‫يسبب التخلي عنه‪ ،‬و استبداله بآخر‪ ،‬كتعطل البطارية أو لوحة المفاتيح‪ ،‬أو الشاشة‪ ،‬أو حتى‬
‫ناقل الشحن ‪ Le connecteur‬يقول طالب تخصص علوم زراعية ‪ ":‬كان عندي ‪Samsung‬‬
‫‪ E250‬و راحلو ‪ L'afficheur‬من الحل و التبالع بزاف‪ ،‬بدلتو بتلفون ‪simple Samsung‬‬
‫ب ‪ " Clavier simple‬من جهة أخرى تصرح طالبة تخصص إدارة أعمال ‪ :‬لي برتا بل لي‬
‫تيح فيا نبدلو علجال ‪ Batterie‬تيح بلخف و يحبس بورتابل ’‪ ،‬هكا شك فوا نبدل بورتابل‪" .‬‬
‫إلى جانب ظاهرة تغيير الهواتف النقالة‪ ،‬هناك من يملكون و يستخدمون أكثر من هاتف‬
‫نقال‪ ،‬حيث يملك طالب تخصص علوم إعالم و اتصال هاتفين ‪ Samsung E 250‬ونوكيا‬
‫‪ 1110‬و عند سؤاله عن سبب ذلك يقول ‪ ،Les affaires‬أي كثرة المكالمات التي يجريها وال‬
‫يكفيه هاتف واحد و خط هاتفي واحد‪ ،‬إذ يشغل خط موبيليس في هاتف و خط جيزي في الهاتف‬
‫األخر األول خاص فقط بأرقام أفراد العائلة و الثاني مخصص لألصدقاء واألعمال والزمالء‪،‬‬
‫من جهة ثانية تعبر طالبة تخصص بيولوجيا‪ ،‬أنها تملك أيضا هاتفين وذلك راجع لوجود فرق‬
‫بينهما‪ ،‬األول ‪ Motorola‬هاتف من النوع العادي‪ ،‬و الثاني ‪ LG‬من نوع الهواتف المتعددة‬
‫الوسائط‪ ،‬تخصص األول الستخدامات خاصة بعالقات الصداقة‪ ،‬والعالقات األكثر خصوصية‬
‫حيث هناك أوقات محددة الستخدامه‪ ،‬و الهاتف الثاني مخصص لالستخدام العام و تستخدمه في‬
‫كل وقت‪ .‬هناك من الطلبة من يرى أن الهاتف النقال المتعدد الوسائط‪ ،‬من األحسن عدم‬
‫استخدامه و حمله في مكان كان‪ ،‬خاصة في األماكن العامة مثل الشوارع المزدحمة‪ ،‬تجنبا‬
‫للتعرض لضياع الهاتف أو التعرض للسرقة‪ ،‬عكس الهاتف النقال العادي‪ ،‬الذي ال يجذب‬
‫االنتباه و ال يجلب األنظار و ال يهدد مستخدمه‪ ،‬بالتعرض للخطر‪ ،‬هذا ما عبر عنه مجموعة من‬
‫الطلبة وخاصة الطالبات في كلية العلوم اإلدارية و القانونية‪ ،‬وكذا في كلية اآلداب و اللغات‬
‫األجنبية‪ ،‬حيث تقول طالبة تخصص لغة انجليزية ‪ ":‬بورتابل ‪ Multimédia‬ياتيري‬

‫‪83‬‬
‫‪ attentions‬كجي ترفد و ال يسوني يبان و غالي يحوسوا يدوه يجيب سومة‪ .....‬ومنكنوش‬
‫االز بع نهدر به برا سرتوا فلبالد‪ ....‬دي فوا كاين ليسرقوا لبرتابل داخل الجامعة‪".‬‬
‫وكثرة االستخدامات والعالقات تؤثر في ظاهرة امتالك أكثر من هاتف لدى الطلبة‪،‬‬
‫وبالتالي يسعى الطالب لتقسيم االستخدامات بين هاتفين نقالين أو أكثر‪ ،‬يخصص هاتف للعالقات‬
‫الخاصة المقربة وتخصيص أوقات محددة يتم االتفاق عليها مسبقا‪ ،‬و هاتف آخر يخصص‬
‫لعالقات العمل وأمور الدراسة‪ ،‬أو لحفظ الصور والفيديوهات الخاصة‪ ،‬و اآلخر الستخدامات‬
‫عادية لمجرد إجراء مكالمات‪ ،‬ألمور ضرورية‪ ،‬وهناك عوامل تقنية تؤثر في ذلك‪ ،‬متعلقة‬
‫بالبطارية و قدرة التحمل و الحفاظ على الشحن‪ ،‬حيث يقول طالب تخصص كيمياء ‪ " :‬عندي ‪2‬‬
‫بورتابل ‪ pasque‬عندي ‪ batterie faible‬كيحبس لول نصيب الزاوج نكمل بيه حتى نزيد‬
‫نشارجي ‪".....batterie‬‬
‫يعتبر عامل األسعار أيضا أساسي في ظاهرة استخدام الهواتف النقالة لدى الطلبة‪ ،‬إذ‬
‫يتراوح سعر الهواتف النقالة التي يشتريها الطلبة مابين ‪ 2000‬دج كأقصى حد‪ ،‬و ‪200.000‬‬
‫دج كأعلى حد‪ ،‬إضافة إلى تكاليف الخطوط الهاتفية و تعبئة الرصيد‪ ،‬فأسعار الخطوط الهاتفية‬
‫على حسب تعبير المبحوثين تختلف حسب الرقم الذي تحمله‪ ،‬مثل األرقام التالية ‪:‬‬
‫‪ 0552 ،0551 ،0771،0772،0662‬بالترتيب من الرقم ‪ ،1‬كلما قل عددها زاد ثمنها وكلما‬
‫زاد العدد عن ‪ ،3‬يقل الثمن شيئا فشيئا حسب تقدم الرقم و اقدميته‪ ،‬أما األرقام الجديدة التالية‪:‬‬
‫‪ ،0557 ،0669 ،0992 ،0991‬لدى جميع متعاملي الهاتف النقال‪ ،‬تقل أثمانها‪ ،‬و األخرى‬
‫تزيد أثمانها حتى لو كانت مستخدمة‪ ،‬و امتالك خطين أو أكثر‪ ،‬لدى الطالب يعد أيضا عامال‬
‫يدفعه الستخدام أكثر من هاتف نقال‪ ،‬لعدم ترك خط دون خدمة‪ ،‬أو استبدال الشرائح في نفس‬
‫الهاتف كل مرة‪ ،‬مما قد يتسبب في تعطيل بعض األجزاء الدقيقة للهاتف‪ ،‬حيث يقول طالب‬
‫تخصص علوم اقتصادية ‪ " :LMD‬عندي ميلينيوم ‪ ،0770‬و ‪ ،puce mobilis‬في زوج نخدم‬
‫بهم بزاف بها داير ‪ 2‬بورتابل"‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪-II-2‬عادات و قيم استخدام الهاتف النقال‪:‬‬
‫من الواضح أن التغيرات التكنولوجية واالتصالية التي انتشرت في العالم و كذا التحقت‬
‫بالجزائر بمختلف الوسائل التي تتجسد في ارض الواقع‪ ،‬والتي تحقق ذلك التغير في االتصال و‬
‫التعامل مع الوسيلة في حد ذاتها و العالقات االجتماعية بين األفراد‪ ،‬و من بين هذه الوسائل‪:‬‬
‫الهاتف النقال الذي تعرفنا على خصائصه و األنواع التي يمتلكها الطلبة الجامعيون‪ ،‬الذين تم‬
‫إجراء المقابالت معهم حيث اختلفت الهواتف النقالة مابين الهواتف العادية التي تقدم خدمات‬
‫اتصالية عن طريق الصوت فقط و الهواتف المتعددة الوسائط‪ MULTIMÉDIA ،‬تتيح‬
‫االتصال عن طريق الصورة‪ ،‬الصوت‪ ،‬معا و أشكال أخرى أكثر تطورا وما يلفت االنتباه هو‬
‫أنماط االستخدام لدى هؤالء المبحوثين الذين تعودوا على استخدامها بعد استخدامهم لعدة أنواع‪،‬‬
‫و تعودوا على بعضها و استبعادهم لبعض األنواع لعدة عوامل و ذلك من خالل التجارب‬
‫اليومية‪ ،‬التي مروا بها من خالل مختلف الوضعيات االجتماعية و ذلك ما أنتج نوعا من القيم‪،‬‬
‫التي أصبحت تظهر في حياتهم الجامعية‪ ،‬واالجتماعية بصفة عامة‪ ،‬و أصبحت جزءا من‬
‫سلوكهم و أفعالهم اليومية‪ ،‬من خالل التفاعل الدائم‪ ،‬الغي منقطع مع وسيلة الهاتف النقال‪ ،‬الذي‬
‫ال يمكن استخدامه بمعزل عن اآلخرين‪ ،‬كخطوة أولية هناك عالقة بين المستخدم و الهاتف ثم‬
‫كخطوة ثانية العالقة مع الطرف اآلخر‪ ،‬الذي يجمع بينهم الهاتف‪ ،‬و أيضا عالقة المستخدم و‬
‫الهاتف و الطرف اآلخر بمعنى األفراد المتواجدون في المحيط الذي يستخدم فيه الفرد الهاتف‬
‫النقال كل هذه المراحل تساهم بطريقة أو بأخرى في تكوين أو بناء عالقة معينة خاصة بالطالب‬
‫( المستخدم) و وسيلة الهاتف النقال‪ ،‬ذلك ما يتجلى من خالل أنماط و عادات االستخدام و‬
‫مجاالت و أهداف ذلك بصفة عامة‪ ،‬و ترتيب لبعض المجاالت من حيث درجة األهمية‪ ،‬التي‬
‫تمثلها بالنسبة للطالب‪ ،‬و كان أول سؤال تم طرحه للمبحوثين عن مدى حمل الهاتف النقال في‬
‫كل مكان أو في بعض األحيان يتم االستغناء عنه قصدا أو الشعوريا‪ ،‬و كان ذلك بطلب تفسير‬
‫اإلجابات من طرف الطلبة لمحاولة فهم مسالة التعود على حمل الهاتف النقال فكانت هناك عدة‬
‫صيغ للتعبير عن ذلك لتبين األهمية أو قلة األهمية‪ ،‬فمعظم المبحوثين عبروا على أنهم ال‬
‫يستطيعون االستغناء عنه و لو لدقيقة‪ ،‬و يحملونه في كل مكان طوال اليوم‪ ،‬حتى في الليل‪ ،‬عند‬

‫‪85‬‬
‫النوم فانه يبقى معهم و دون إغالقه‪ ،‬حيث يضعونه بالقرب من مكان النوم‪ ،‬و تحت الوسادة‬
‫المخصصة للنوم‪ ،‬حيث تعبر طالبة من كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬تخصص علم اجتماع ثقافي‪" :،‬‬
‫البورتابل ولدي ما يفارقنيش حتى في الرقاد نحطه حذايا‪ "....‬إلى جانب طالب تخصص هندسة‬
‫معمارية يقول‪ :‬هو كما يدي وال رجلي مانقدرش نسمح فيه و ال نسمح في ‪ partie‬من‬
‫‪ "....corps‬و ذلك يعود لعدة عوامل استطعنا استنتاجها من خالل إجاباتهم و تتجلى في عوامل‬
‫نفسية‪ ،‬عوامل حسية‪ ،‬و عوامل اجتماعية‪ ،‬تظهر من خالل مجاالت االستخدام وهدفه إلى جانب‬
‫درجة أهمية االستخدام الذي يحدده الطالب‪ ،‬في حين يوجد هناك من عبروا عن نسبية اهتمامهم‬
‫بالهاتف النقال‪ ،‬بمعنى ال يحملونه في كل مكان‪ ،‬إال إذا كانت هناك ضرورة ملحة تستدعي ذلك‪،‬‬
‫فهم يتعمدون معظم األوقات تركه في المنزل أو في غرفة اإلقامة بالنسبة للطلبة الجامعيين‪،‬‬
‫حيث تقول طالبة من كلية العلوم اإلدارية و القانونية‪ ،‬تخصص علوم سياسية ‪ LMD‬أنها عندما‬
‫تنفصل عن أمها‪ ،‬و تذهب إلى منزل أبيها لقضاء العطلة أو تكون في الجامعة تحرص على‬
‫حمل الهاتف النقال معها لتتكلم مع أمها‪ ،‬لكن في حالة التواجد مع أمها في المنزل أو في الشارع‬
‫أو أثناء التسوق‪ ،‬ال تهتم كثيرا بالهاتف النقال حضوره مثل عدوه الن االستخدام األساسي له‬
‫يتمثل في التواصل مع األم بغض النظر عن االستخدامات األخرى التي تعتبر ثانوية‪ ،‬و في‬
‫نفس السياق يعبر طالب في نفس الكلية‪ ،‬تخصص حقوق يقيم باإلقامة الجامعية‪ ،‬انه عندما يكون‬
‫في الجامعة بمستغانم تحمل الهاتف في كل مكان‪ ،‬لالتصال باألهل و البقاء على تواصل مستمر‬
‫معهم لكن بمجرد تواجده في المنزل ال يكترث كثيرا بالهاتف خاصة أثناء التواجد مع جماعة‬
‫أصدقائه و رفقاء الحي الذي يعيش فيه‪ ،‬ذلك لالنشغال بتبادل الحديث معهم‪ ،‬و أيضا يهتم كثيرا‬
‫بالهاتف النقال أثناء فترات االمتحانات‪ ،‬وتعليق النتائج و تحديد تواريخها يمكنه ذلك من‬
‫االطالع على أهم األخبار عن طرق االتصال مع زمالء الدراسة في الكلية ذلك يتيح له فرص‬
‫االطالع السريع و اآلني دون مشقة التنقل و االنتظار فالهاتف هنا يختصر الجهد و المسافة‪.‬‬
‫فيما يتعلق باالرتباط الشديد بوسيلة الهاتف النقال‪ ،‬فيعود إلى طبيعة العالقات االجتماعية‬
‫و درجة شدتها التي تربط الطالب باآلخرين من عالقات الصداقة و العالقات الحميمة‪ ،‬هنا‬
‫يجدون الهاتف كوسيلة لتعزيز هذه الروابط و العالقات و استمرارها ويمثل أيضا لهم شخص و‬

‫‪86‬‬
‫طرف آخر يضمن التواصل اآلني بين الطرفين و عدة أطراف أيضا‪ ،‬في كل وقت يختارونه‬
‫خاصة من خالل اغتنام فرص الخدمات و العروض التي تخفض أسعار المكالمات و التي تقدم‬
‫الرسائل القصيرة ‪ SMS‬مجانا‪ ،‬المقدمة من مختلف متعاملي الهاتف النقال (موبيليس‪ ،‬جيزي‪،‬‬
‫نجمة) فمن خالل المقابالت التي أدرناها مع عينة الطلبة‪ ،‬الحظنا من خالل إحدى المقابالت‬
‫حيث كان طالب من كلية التربية البدنية و الرياضية‪ ،‬تخصص ماستر‪ MASTER‬تدريب‬
‫رياضي يجيب عن أسئلتنا‪ ،‬وعندما تلقى مكالمة من طرف صديق مقرب له أجاب عليه و‬
‫أشركه في كل حديثه وهو يجيب عل أسئلتنا كأنه حاضر معنا باإلضافة إلى تحدثه مع جميع‬
‫األصدقاء الحاضرين هناك وشاركهم في كل المواضيع الذي تحدثوا فيها و كأنه معهم فقط عن‬
‫طريق الصوت الرقمي ألنه يعتبر من أهم العناصر المميزة للتقنيات الحديثة والوسائط المتعددة‬
‫الن هذا العنصر يؤثر في العملية التفاعلية‪ ،‬فالصوت يشد االنتباه‪ ،‬ويسهل الحفظ و يعزز‬
‫الصورة و الصوت و هو يصل إلى طبلة األذن و يؤثر فيها مابين ‪ 20‬هرتز و‪ 20‬كيلو هرتز‬
‫(‪)153‬‬
‫و بالتالي فالصوت الذي ينقل عن طريق الهاتف النقال أكثر وضوحا و ذلك‬ ‫بشكل واضح‬
‫ما يجعل الطالب يهتم بالمكالمات التي يقيمها أو يتلقاها عن طريقه و يحمله في كل مكان لتقريب‬
‫اآلخرين إليه‪ ،‬حيث يوفر لديه تخيل حضور الطرف األخر فعليا‪ ،‬من خالل طول المكالمة و‬
‫استغاللها في التحدث في عدة مواضيع‪ ،‬و تلقي وتبادل أخر األخبار‪ ،‬فهناك طالبة من كلية‬
‫العلوم الطبيعية تخصص بيولوجيا‪ ،‬تقول أنها عندما كانت عل عالقة مع احدهم كانت تملك خط‬
‫هاتفي يحمل رقم ‪ 0661‬اشتراك ‪ ،ABONNEMENT‬و كانت تبقي صديقها دائما على‬
‫الخط حتى لو كانت في قاعة المحاضرة‪ ،‬بمعنى كأنه طالب من الذين هم حاضرين داخل‬
‫المدرج لمتابعة الدرس‪ ،‬هذا من ناحية نوع العالقات التي تربط الطالب باآلخرين‪ ،‬حيث ساهم‬
‫ذلك في تقريب الطالب من هاتفه النقال إلى درجة عدم التخلي عنه‪ ،‬و يمثل له الشخص الذي ال‬
‫يريد االستغناء عنه أو الغياب عنه و يصبح جزءا من الشخص و غيابه يظهر سريعا‪.‬‬
‫و هناك سبب أخر يتمثل في عامل الثقة‪ ،‬فهناك بعض الطلبة ال يفضلون االطالع على‬
‫خصوصياتهم من خالل األرقام الهاتفية و الرسائل المكتوبة لذلك ال يتركونه في أي مكان‬

‫‪ -153‬حسنين شفيق‪ ،‬حاسبات الوسائط المتعددة و االنترنيت‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪87‬‬
‫ويحملونه دائما معهم لمواجهة بعض التصرفات التي تصدر من اآلخرين‪ ،‬الذين يعمدون عل‬
‫تصفح الجانب التاريخي ‪ HISTORIQUE‬الذي يسجل المكالمات الصادرة وكذا الذي تم‬
‫تلقيها أو عدم تلقيها من طرف صاحب الهاتف النقال أو اخذ أرقام اآلخرين دون استئذان‪،‬‬
‫وانتهاك الخصوصية من خالل قراءة الرسائل القصيرة التي تم تلقيها أو إرسالها‪ ،‬خاصة لدى‬
‫الذين يملكون هواتف عادية ال تتوفر على أنظمة تشفير فعالة أو ال يملكون فكرة عن كيفية‬
‫تشفير الهاتف لمنع االطالع عليه دون أرقام سرية (كود)‪ ،‬فيلجئون لحفظه شخصيا من خالل‬
‫التالزم في حمله‪ ،‬سواء من طرف األصدقاء أو الزمالء أو أفراد األسرة‪ ،‬حيث يقول طالب‬
‫تخصص بيولوجيا انه تعرض لموقف حرج حيث قام احد رفاقه من اخذ رقم أخته دون علمه‬
‫وقام بمضايقتها هاتفيا فذلك جعل انتباهه متزايدا اتجاه هاتفه ورفض حمل اآلخرين له‪ ،‬مع إتباع‬
‫نمط آخر لكتابة األسماء التي تمثل األرقام و عدم التصريح بها و االستعانة بالرموز التي يفهمها‬
‫هو فقط من خالل عكس األسماء‪ ،‬فمثال تغيير أسماء اإلناث بأسماء ذكور و خاصة أرقام الهاتف‬
‫التي تخص أفراد العائلة‪ ،‬كما يرى أن الرموز في بعض األحيان يجلب االنتباه للخصوصية ذلك‬
‫الرقم الن الجميع يستعمل هذا األسلوب‪.‬‬
‫فرغم اعتباره لدى البعض وسيلة جيدة للتقريب بين األصدقاء و توطيد العالقات مع‬
‫األشخاص المقربين‪ ،‬يمكن أن يفتعل لدى اآلخرين مصدر للتعرض لخصوصياتهم التي يحفظها‬
‫في نفس الوقت‪ ،‬لكن الذين يملكون هواتف عالية التقنية‪ ،‬فيستغلون تقنياته للتحكم في سرية‬
‫البيانات المحفوظة فيه بوضع رموز سرية درجة حمايتها عالية‪ ،‬ال يمكن ألحد اختراقها‪ ،‬حيث‬
‫يقول طالب تخصص علوم إنسانية ‪ ":LMD‬نخلي بورتابل في الدار نورمال ‪ a la portée‬و‬
‫مانخافش ‪ " ...pacque sécurité fort‬وأيضا ال يستطيع احد استقبال المكالمات في غيابه‪.‬‬
‫هذا ما أوضحته باحثة فرنسية‪ ،‬من خالل دراستها لمجموعة من الطلبة يتراوح سنهم‬
‫مابين ‪ 20‬و ‪ 28‬سنة حيث الحظت أن االستخدام يسجل في إطار أخالق اتصالية معقدة وأنتج‬
‫عدة سلوكات دخيلة أصبح يمثل الدخيل ‪ ،Intrus‬الشاهد ‪ ،Le témoin‬و أيضا وسيلة لتعزيز‬
‫الروابط بين األصدقاء ( ‪ )Les pairs‬و التحرر من المراقبة الممارسة من طرف األولياء لعدد‬
‫مكالماتهم وتصرفاتهم االتصالية‪ ،‬و هذا ال يخلو من ارق الوالدين أمام تضخم وانتشار نماذج‬

‫‪88‬‬
‫(‪)154‬‬
‫‪.‬لذلك‬ ‫سلوكية مخالفة للنماذج التربوية و عدم قدرة التحكم في حدود الممنوع والمسموح‬
‫فان تلك السلوكات التي ظهرت لم يمكنها أن تستقر على اتجاه واحد فقط‪ ،‬تأخذ عدة أشكال و‬
‫ذلك ما يدفع الطالب إلتباع نمط معين في كيفية حمل الهاتف وحفظه وارتباطه أكثر بهذه الوسيلة‬
‫كما أن هناك عوامل أخرى تساهم في تحديد هذه العالقة الوطيدة‪ ،‬أو تقلل منها و هي‬
‫الخصائص التكنولوجية التي يتكون منها الهاتف النقال‪ ،‬إذ أثبتت نفس الدراسة أن هناك أبعاد‬
‫(‪)155‬‬
‫إذ يمثل بالنسبة لبعض الطلبة عدة وسائل في أن‬ ‫ضرورية‪ ،‬تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة‬
‫واحد‪ :‬البوم للصور‪ ،‬آلة للتصوير و التقاط الفيديوهات‪ ،‬االطالع على مواقع االنترنيت‪،‬‬
‫االستماع للموسيقى‪ ،‬في كل وقت حيث يقول طالب تخصص لغة اسبانية انه ال يمكنه االستغناء‬
‫عن الخدمات التي تقدمها هذه الوسائط من حيث الجودة والسرعة‪ ،‬والجمع نين عدة نشاطات ال‬
‫يمكن تعويضها‪ ،‬بعدة وسائل‪ ،‬لذلك فان الرغبة واالهتمام بالجانب التقني يكون عالقة وطيدة بين‬
‫المستخدم و الهاتف‪ ،‬فمختلف الوسائط تجذب الطالب و تلبي رغباته و تثير إعجابه من خالل‬
‫مختلف خدماتها و يتعود عليها حيث تؤكد طالبة تخصص علوم تجارية‪ " :‬الزم نكابتي‬
‫‪ chaque occasion‬تسرا ب ‪ les photos‬مع صحاباتي و الناس لنبغيهم‪ " ...‬من جهة‬
‫أخرى تؤكد أيضا طالبة تخصص فنون ‪ LMD‬أنها بحكم بعدها عن المنزل و أفراد العائلة‪،‬‬
‫تستغل آلة التصوير التي يحتويها الهاتف النقال اللتقاط أحسن الصور و حفظها و رؤيتها في كل‬
‫وقت‪ ،‬و أيضا هناك مجال يتيحه الهاتف النقال يتعلق بالتسلية‪ ،‬من خالل األلعاب التي يحتوي‬
‫عليها برنامج الهاتف‪ ،‬خاصة لعبة ‪ snack‬التي اشتهر بها هاتف ‪ NOKIA‬بأنواعه‪ ،‬إذ يقول‬
‫طالب هندسة معمارية‪" :‬والفت نلعب بالبورتابل بزاف ‪ surtout‬كي نكون وحدي ونوصل‬
‫بزاف ‪ " les meilleures scores‬و هناك أيضا عدة أنواع من األلعاب المسلية والعاب‬
‫الذكاء‪ :‬كرة القدم‪ ،‬سباق السيارات‪ ،‬لعبة البناء‪ . ....‬تستخدم للترفيه و إمضاء أوقات الفراغ و‬
‫انتظار استقبال مكالمات أو في وضعيات انتظار شخص ما في الفضاءات العمومية‪ ،‬فدلك يشغل‬
‫المستخدم وال يشعره بمرور الوقت‪ ،‬كم هناك طرق للتسلية غير األلعاب‪ ،‬من خالل ما توفره‬

‫‪154‬‬
‫‪- Christine Castelain-Meunier، Le téléphone portable des étudiants (un outil d'intimité‬‬
‫‪paradoxale)، réseaux،n°116،p231.‬‬
‫‪155‬‬
‫‪- Ibid،p231.‬‬

‫‪89‬‬
‫التكنولوجية العالية‪ ،‬إذ ظهرت بعض أساليب و أنواع المزاح بين الطلبة حيث يقول طالب علوم‬
‫إنسانية ‪ :LMD‬ندير لصحابي ‪ alarme‬تخلع الغاشي كيجو يمسوا البورتابل وتسمعلهم‬
‫‪ sonnerie spécial‬تع خاليع و هكا نضحكو و نديروها لصاحبنا واحد اخر ما يعرفهاش "‬
‫حتى انه اسمعنا هذه الموسيقى و أوضح لنل طريقة عملها‪ ،‬إلى جانب القيام بمكالمات متنوعة‬
‫المواضيع الهزلية و الطريفة لبعضهم البعض من خالل أرقام مجهولة الهوية ووضع مقالب‬
‫للزمالء و األصدقاء‪ ،‬إلضفاء جو من الطرافة و خفة الظل‪ ،‬و المرح بين الجماعات‪ ،‬وإرسال‬
‫الرسائل القصيرة المضحكة و الصور التي تلتقط دون انتباه اآلخرين في وضعيات مختلفة‬
‫مضحكة و غريبة‪ ،‬و تسجيل الفيديوهات المضحكة‪ ،‬و تبادلها بين األصدقاء والمقربين‪ ،‬و هذه‬
‫الظاهرة عرفت في بريطانيا بـ‪ HAPPY SLAPPING :‬أو ‪JOYEUSE CLAQUE‬‬
‫إذ أن الهاتف النقال يصاحب و يعزز التطور االجتماعي لفئة الشباب‪ ،‬حيث يستعمل في أي‬
‫وقت دون تحكم األولياء‪ ،‬و يكرس الصداقة و العالقات الثنائية التي أصبحت قيم لدى الشباب‬
‫من خالل التفاعل اليومي بينهم و الذي يحدد هذه التصرفات والسلوكات و تعتبر لديهم صحيحة‪.‬‬
‫(‪)156‬‬
‫بمعنى أن الهاتف النقال أصبح فاعال حقيقيا بالنسبة للطالب الذي يستخدمه يتحرك عن‬
‫طريقه في مختلف النواحي و يجسد من خالله مختلف السلوكات الجديدة‪ ،‬حتى أصبح وسيلة‬
‫للمرح و الترفيه‪ ،‬على النفس بين األصدقاء و أفراد العائلة و أيضا للتقريب بين األفراد عن‬
‫طريق تبادل مختلف الملفات (موسيقى‪ ،‬صور‪ ،‬فيديوهات‪ )...‬و التعرف بينهم و بناء عالقات‬
‫صداقة جديدة‪ ،‬و هذا ما قرب وسيلة الهاتف النقال أكثر فأكثر من الطالب لما تتيحه من مختلف‬
‫الخدمات و تحقق الرغبات و تضفي نوع من الجدة و االستحسان لدى الغير وقوة العالقات التي‬
‫يجمعها الهاتف النقال‪ ،‬كما ذكر الطلبة خدمات أخرى يقدمها الهاتف النقال‪ ،‬كالساعة و المنبه‬
‫حيث يعتمد معظمهم عليه في إيقاظهم وتذكيرهم بالمواعيد الهامة‪ ،‬خاصة في فترة االمتحانات و‬
‫الفترة التي تسبقها للمراجعة‪ ،‬حيث يتم ضبطه على الوقت الذي يريدونه و يرن في الوقت‬
‫المحدد‪ ،‬ويتم التفاهم على موعد محدد مشترك بين الطلبة للمراجعة في شكل جماعات‪ ،‬خاصة‬
‫بالنسبة للطلبة الذين يقيمون في األحياء الجامعية سواء بالنسبة للذكور أو اإلناث ألنهم يجدون‬

‫‪156‬‬
‫‪- Olivier Galland، Sociologie de la jeunesse، opcit، p218.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفضاء‪ ،‬مالئم للتالقي و تنظيم أوقاتهم مع بعضهم البعض من خالل برمجة منبه الهاتف النقال‬
‫لتذكيرهم بذلك خاصة إذا كان ذلك في أوقات متأخرة‪ ،‬و كذا من خالل االتصال أو التنبيه‬
‫بالرنات ‪ UN BIP‬للتذكير على الموعد الذي تم االتفاق عليه مسبقا‪ ،‬و يعرف ‪LE BIP‬‬
‫انتشارا واسعا لدى الطلبة الذين تعودوا كثيرا على استخدامه خاصة فيما بينهم حيث تقول طالبة‬
‫لغة انجليزية‪" :‬مش دايما نبيبي‪ ،‬سرتو لمشي موالفتهم بالك يديرونجيهم ‪ bipage‬بصاح كما‬
‫صحاباتي نورمال متفاهمين عليه " لذلك يكون هذا السلوك عالمة متفق عليها مسبقا لتحقيق‬
‫التواصل دون التكلم وكانت الطالبة تعبر عن ذلك بالضحك و االستهزاء ذلك الن القيام بذلك‬
‫داللة على عدم وجود رصيد أو قلته و إن الذي يقوم بذلك ال يريد تبذير ماله و يسعى للحفاظ‬
‫عليه‪.‬‬
‫للقيم دور هام في توجيه االستخدامات المختلفة‪ ،‬حيث أن الثقافة تتدخل بما تحمله من‬
‫قيم‪ ،‬واألفراد الذين يستخدمون وسائل اتصالية حديثة مثل الهاتف النقال هم الذين يوجهون‬
‫االستخدامات و يختارون ما يريدونه‪ ،‬و يحددون ما يناسبهم في شتى المواقف و المناسبات‬
‫وذلك وفقا للبنى القيمية فالوسيلة التكنولوجية مجرد وسيط للفاعل‪ ،‬ومجرد أداة غير مسؤولة عن‬
‫(‪)157‬‬
‫و هذا ما ظهر من خالل استخدامات‬ ‫الفعل فهي ليست شخص تقع عليه مسؤولية الفعل‪.‬‬
‫التي يحددها كل طالب و يتعلق ذلك بنوع الهاتف و كيف يحدد الطالب ما يمكنه أن يقوم به من‬
‫خالل الوسيلة لتحقيق خدمات بالنسبة إليه و االتصال باآلخرين وتحقيق خدمات متبادلة أيضا‬
‫وهنا تبرز القيم التي تأرجحت بين الضرورية‪ ،‬و أخرى تعبر عن التباهي ومحاولة إثبات‬
‫الوجود بين اآلخرين وجذب االنتباه و إتباع الموضة التكنولوجية بأنواعها لعدم اإلحساس‬
‫بالعزلة والتهميش‪.‬‬
‫تتعدد وتتنوع استخدامات الطلبة لوسيلة الهاتف النقال بمختلف ما يتيحه من وسائط ‪:‬‬
‫صوت‪ ،‬صورة‪ ،‬نص ما أدى لظهور استخدامات جديدة لالتصال مثل استخدام الرسائل القصيرة‬
‫و إنتاج الرموز اللغوية الجديدة تختلف من جماعة إلى أخرى‪ ،‬التي سنحاول تفسيرها عند الطلبة‬
‫الجامعيين‪.‬‬
‫‪ -157‬أحمد محمد الصالح‪ ،‬سيكولوجية البريد االلكتروني‪ ،‬مستقبل الثورة الرقمية ( العرب و التحدي القادم ) مجلة العربي‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬ط‪ ،1‬جانفي ‪ ،2003‬ص ص ‪.145 ،144‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -II–3‬استخدامات الرسائل القصيرة و لغة التعبير‪:‬‬
‫يمكن استخدام الهاتف النقال لالتصال بالغير عن طريق التكلم بنقل الصوت‪ ،‬أو عن‬
‫طريق الرنين فقط للداللة عل شيء معين يتم االتفاق عليه لنقل الرسالة و هناك طريقة أخرى‬
‫تتمثل في استخدام اللغة المكتوبة عن طريق الرسائل القصيرة ‪SMS، SHORT‬‬
‫‪ MESSAGE SERVICE‬باالنجليزية و‪ TEXTO‬بالفرنسية‪ ،‬و هي عبارة عن قناة‬
‫(‪)158‬‬
‫بمعنى هناك مساحة‬ ‫متواترة تسمح بإرسال و استقبال نصوص مكتوبة في شكل رسائل‪.‬‬
‫معينة لكتابة حروف أو رموز أو أشكال مختلفة‪ ،‬ومن خالل إجرائنا للمقابالت مع المبحوثين‪،‬‬
‫طرحنا سؤال عن تقنية ‪ SMS‬ومدى تفضيل استخدامها مقارنة بالمكالمات واستنتجنا أن هناك‬
‫عدة عوامل تتدخل في ذلك‪ :‬عوامل اقتصادية‪ ،‬تتعلق بالرصيد‪ ،‬عوامل اجتماعية وتفاعلية بين‬
‫األشخاص وما تعودوا عليه فيما بينهم‪ ،‬و كذا أسباب و أهداف االتصال وأيضا طرحنا قضية‬
‫األسلوب المستخدم و طريقة التعبير و اللغات المستخدمة والمجاالت األكثر التي تستخدم فيها‬
‫الرسائل القصيرة‪ ،‬وجدنا أن هناك ظروف ووضعيات تستدعي كتابة رسائل قصيرة تلبي‬
‫الخدمة أفضل من طريقة أخرى فوجدنا أن المجال العاطفي ألحميمي أكثر استخداما لهذه‬
‫الطريقة من طرف الطلبة الذين يرون أن الرسائل تعزز الروابط بين األشخاص و وسيلة مثلى‬
‫للتعبير عن المشاعر واألحاسيس حيث تأخذ الكلمات مكان الصوت‪ ،‬وكل ما ال يمكن التعبير‬
‫عنه بالكلمة المنطوقة يتم اللجوء إلى الكلمة المكتوية‪ ،‬حيث تقول طالبة تخصص أشغال‬
‫عمومية‪ " :‬كتكون حاجة ‪ urgente‬نبغي نحكي بلخف و نفريها بصح ‪ SMS‬مليح كنحب نكمل‬
‫هدرة زايدة كما نرسل ‪ bonne nuit‬وال صباح خير وحاجات بزاف ‪ " intime‬وهناك في‬
‫بعض حاالت الخصام و عدم التفاهم بين األشخاص‪ ،‬إذ يعبر طالب لغة اسبانية‪ :‬كنكون متناشع‬
‫ما صحبتي وما ترفدش لبورتابل نرسلها ‪ SMS‬به نوصللها الهدرة ونفهمها " لذا فان الرسالة‬
‫تصل وال يمكن منعها من الوصول‪ ،‬إال في حالة قيام المتلقي بإلغائها كما أن هناك عدم تراضي‬
‫بين الطرفين‪ ،‬وكان األمر مهم وال يرغب الطالب االتصال والكالم مع الطرف الثاني يرسل‬

‫‪- Dirigé par Laurence Corroy، Francis Barbey، l'usage des sms quand une catégorie‬‬
‫‪158‬‬

‫‪d'utilisateurs fait son affaire،les jeune et les médias(les raison du succès)،Ina،Paris،10/2008،p‬‬


‫‪196.‬‬

‫‪92‬‬
‫رسالة له‪ ،‬هذه الطريقة تعتبر غير مباشرة‪ ،‬حيث تعبر طالبة تخصص علم نفس عيادي‪ ":‬كي ما‬
‫كنتش غاية مع صحبتي و كنا ديرين ‪ exposé‬في رحبة و ما بغيتش نهدر معاها رسلتلها‬
‫‪ message‬باه نتفاهمو على القراية برك " لذلك نالحظ أن للرسائل القصيرة أبعاد نفسية‪،‬‬
‫عاطفية‪ ،‬تتعلق بشعور الطالب (ة)‪ ،‬تستخدم لتفادي الوضعيات الحرجة ولتعزيز الروابط و‬
‫العالقات العاطفية بين األصدقاء ومختلف األطراف بين الجنسين‪.‬‬
‫كما تعتبر أفضل وسيلة إلرسال و تبادل األرقام الهاتفية عند الحاجة لوصولها بدقة‬
‫وتفادي اإلمالء‪ ،‬أو أرقام خاصة بمواضيع و مجاالت أخرى تخص الطلبة و تتطلب الدقة حيث‬
‫هناك ثقة أكثر في المكتوب مثل‪ :‬أرقام الصكوك البريدية وتسميات وثائق ضرورية يحتاجها‬
‫الطلبة في مختلف ملفات التسجيالت‪ ،‬و عناوين بريدية أو الكترونية‪ ،‬في هذه الحاالت يفضل‬
‫الطلبة التأكيد عن طريق المكتوب لعدم الخطأ أو نسيان بعض التفاصيل المهمة‪ ،‬الن الكالم قد‬
‫يتعرض للتشويش و عدم التركيز أو النسيان‪ ،‬وللرسائل القصيرة خاصية الحفظ‪ ،‬والتسجيل‬
‫وبقائها في الهاتف و ذلك لتأكيد الطالب على معلوماته الخاصة وخاصة في التعامل مع أفراد‬
‫العائلة في هذه المجاالت حيث تقول طالبة كيمياء‪" :‬كي نعيط لخويا ونسحق صوالح نخدم بها‬
‫في البو وما يفهمنيش نرسلوا ‪ SMS‬به يفهم مليح وما ينساش ويخلطهم" وهنا تلعب الرسالة‬
‫المكتوبة دورا هامة في الدقة و عدم الوقوع في الخطأ وعدم تحقيق هدف المرسل الذي ينتظره‬
‫من المستقبل بسبب عدم ضبط المعلومات وكون الرسالة القصيرة‪ ،‬تبقى مسجلة يتم الرجوع‬
‫إليها للتركيز و تصحيح األخطاء بين المرسل والمتلقي‪ ،‬إذا لم يتم محوها فهناك من الطلبة من‬
‫يحرص على عدم محو رسائله القصيرة‪ ،‬حيث تقول طالبة لغة انجليزية‪ " :‬نحب نخلي ‪les‬‬
‫‪ messages‬ليرسلوهملي ونعاود نقراهم كل مرة و ما نبغي حتواحد يقراهم " وعندما تمتلئ‬
‫طاقة الحفظ تمحي الرسائل التي تصلها من متعاملي الهاتف النقال‪.‬‬
‫تستخدم الرسائل القصيرة أيضا‪ ،‬في تحديد المواعيد المسبقة من خال تحديد الزمان‬
‫والمكان‪ ،‬وما يجب أن يرافق ذلك من خصوصيات تتعلق بالطلبة و ما يريدونه من خالل ذلك‪،‬‬
‫و حتى إن تم االتفاق هاتفيا‪ ،‬و طرأت ظروف تستدعي اإللغاء أو التأجيل أو التغيير في‬
‫التفاصيل‪ ،‬يلجا الطالب‪ ،‬إلى استخدام الرسائل القصيرة إلعادة التفاهم وتفسير الظروف‬

‫‪93‬‬
‫الطارئة‪ ،‬و تحديد التغييرات الجديدة غالب ما تكون تتعلق بالمحيط الجامعي مثال‪ ":‬أنا عند‬
‫المكتبة ستجدني عل الساعة ‪ 14:30‬عندما انتهي من المحاضرة"‪ " ،‬أنا لم أتي من المنزل ال‬
‫داعي من انتظاري اليوم "‪ ،‬أو " تم تغيير توقيت االمتحان الشفوي إلى يوم آخر"‪ " ،‬من فضلك‬
‫أن تحضر لي درس محاضرة األسبوع الماضي " كلها مواضيع يهتم الطلبة بنقلها واالستفسار‬
‫عنها من خالل الرسائل القصيرة‪.‬‬
‫وهناك أيضا مواضيع أخرى تنقلها رسائل الطلبة‪ ،‬و هي تلك التي تهتم بالمناسبات‬
‫الخاصة للتهنئة وتبادل السالم والتمنيات‪ ،‬في أعياد الميالد‪ ،‬األعياد الدينية (عيد الفطر‪ ،‬عيد‬
‫األضحى‪ ،‬شهر رمضان‪ ،‬المولد النبوي الشريف‪ )...‬يقوم الطالب بتبادلها مع أصدقائه‬
‫المقربين‪ ،‬وأفراد العائلة و خاصة الذين ال يتم االلتقاء بهم‪ ،‬لتعزيز الروابط العائلية واالجتماعية‬
‫و روابط الصداقة و التعبير عن فرحتهم و أنهم يتذكرونهم و يقاسمونهم أهم اللحظات حيث تقول‬
‫طالبة تخصص علوم تسيير‪ " :‬كي يرسلولي ‪ SMS‬في ‪ les occasions‬نفرح و نستناهم كل‬
‫خطرة و نحس بلي اهم يخمو فيا سرتوا لمانشوفهمش بزاف " ذلك أن ‪ SMS‬يعبر عن تقدير‬
‫لألصدقاء واألحباب ويمثل قيمة عالية لدى الطلبة الذين تعودوا عليه و ينتظرونه‪ ،‬في هذه‬
‫المناسبات‪ ،‬وهنا يتم االعتماد على أساليب جميلة من خالل نماذج جاهزة تخص هذه المناسبات‬
‫يتم تداولها بين الطلبة يمكن أن يجدوها من خالل مواقع خاصة على االنترنيت أو في المجالت‬
‫الشبابية التي تخصص صفحات خاصة لها بهدف إضفاء نموذج جمالي يليق بالمناسبة ويمكن‬
‫أن يكون بطرق هزلية طريفة‪ ،‬تعتمد أساليب أدبية كالسجع والطباق واالستعارات والتشبيه‪ ،‬لكن‬
‫هناك بعض الطلبة اللذين يفضلون التعبير وفق أساليبهم الخاصة والغير متداولة دون اللجوء‬
‫للنماذج الجاهزة التي تحبس التفكير والخيال وتنشر نمط واحد‪ ،‬ويفضلون إبراز ما يقولونه كما‬
‫هو دون تزيين أو تنميق وبكل وضوح وشفافية‪ ،‬دون اللجوء إلى التصنع واالعتماد على الجاهز‬
‫وهناك منهم من يلجا إلى اآلخرين من أصدقاء أو زمالء لالستشارة عن بعض المواضيع و‬
‫كيفية التعبير عنها‪ ،‬وطرق توظيف الكلمات في المناسبات الخاصة خاصة فيما يتعلق بالتجارب‬
‫والعالقات الخاصة بين اإلناث والذكور‪ ،‬يتم اللجوء إلى األصدقاء المقربين أكثر لالستشارة‬
‫حول ذلك‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫كما يستخدم الطلبة الرسائل القصيرة ‪ SMS‬للتسلية و الفكاهة بين بعضهم البعض‪،‬‬
‫واستعمال أساليب الفكاهة والتهكم في بعض األحيان‪ ،‬إرسالها من أرقام غير متداولة لدى‬
‫األطراف األخرى لعدم اكتشافهم و التعرف عليهم‪ ،‬و إضفاء طابع المجهول لديهم ودفعهم نحو‬
‫الحيرة والتفكير في ذلك ووضعهم في حالة من االضطراب و القلق‪ ،‬ثم يتم إخبارهم بالحقيقة‬
‫وأن ذلك كان مجرد مزاح من طرف أصدقائهم و معارفهم و ذلك ما يخلق لديهم نوع من الجو‬
‫الطيف والتسلية للخروج عن المألوف و المتعود عنه‪.‬‬
‫كما أن اللجوء إلى استخدام ‪ SMS‬لدى الطلبة‪ ،‬يعود أيضا إلى كون ثمنها معتبر وقليل‬
‫مقارنة بثمن المكالمات التي تأخذ وحدات من الصيد أكثر من الرسائل القصيرة‪ ،‬ويجدها الطلبة‬
‫في متناولهم القتصاد الوحدات‪ ،‬و تفادي التكلم الكثير حيث يقول طالب علوم سياسية‪SMS " :‬‬
‫نرسله ب ‪ 5‬دج و ال ‪ 7‬دج ال كثر خير ما نهدر و يروحلي بزاف كريدي وما يبقاليش حتى باه‬
‫نبيبي " لذلك فان الرسائل تمثل أفضل وسيلة لالتصال وفي نفس الوقت توفير الوحدات‪.‬‬
‫كما أن هناك نوع آخر من ‪ SMS‬هي الرسائل المجانية‪ ،‬و التي تقدمها مختلف خدمات‬
‫المتعاملين‪ ،‬النوع األول منها يمكن للمستخدم أن يكتب ما يريده بصفة عادية مثل الرسائل التي‬
‫يرسلها بالرصيد‪ ،‬والنوع الثاني عبارة عن نماذج جاهزة ال يمكن للمستخدم تعديلها أو التصرف‬
‫فيها وهي عبارة عن أسئلة أو طلبات للتواصل ذات طابع إيعازي‪ ،‬تواصلي‪ ،‬كطلب تعبئة‬
‫الرصيد أو االتصال‪ ،‬أو السؤال عن المكان و تأتي بالصيغ التالية‪Appel moi stp، flexy، :‬‬
‫‪ ،Ou est tu?، Kalmni‬و أخرى خاصة بالمناسبات مثل‪ Saha aidek :‬لكن هذه النماذج‬
‫في اغلب الحاالت تكون قاصرة عن التعبير لذلك يتم االتفاق المسبق بين مختلف األطراف و‬
‫تحددي هذه النماذج كداللة على ذلك و بمجرد إرسالها وتلقيها تصل الرسالة بفعل ذلك المنبه‬
‫المتفق عليه مسبقا‪ ،‬فوجدنا أن الطلبة عندما يريدون تحديد موعد لاللتقاء يتفاهمون على إرسال‬
‫نوع محدد من الرسائل المجانية لكي يعرف األخر انه في المكان الذي تم تحديده مسبقا وفي‬
‫حالة عدم تلقي الرسالة يعرف أن الوقت لم يحن لتواجد األخر في المكان المتفق عليه لذلك‬
‫فالطلبة يكيفون هذه النماذج حسب اهتماماتهم اليومية و يجعلون منها عالمات ذات دالالت‬
‫متنوعة ال تقتصر فقط على ما يحمله الجانب ألتعييني الظاهر منها‪ ،‬ولتفادي قصور التكلم في‬

‫‪95‬‬
‫حالة عدم وجود رصيد لدى الطالب‪ ،‬و كذا إلرسال رسائل قصيرة عادية فيجدون هذا النوع‬
‫وسيلة لتعويض ذلك م تحقيق خدماتهم‪ ،‬وبالتالي نالحظ إنتاج معاني جديدة‪ ،‬خاصة بظروف‬
‫الطلبة و يتم التعود عليها فإذا تكررت الظروف في وضعيات مشابهة تتكرر عملية االتصال‬
‫الرمزي التي تم اعتمادها في مواقف مسبقة يكون قد تم فيها االتفاق بين األطراف الفاعلة‪.‬‬
‫يمكن أن نحدد ونلخص االستخدامات الخاصة بالرسائل القصيرة ‪ SMS‬لدى عينة‬
‫الطلبة المبحوثين والتي تشمل المجاالت الرئيسية التالية‪ :‬لتعزيز الصداقات والعالقات المقربة‪،‬‬
‫أي الحفاظ على استمرار الروابط االجتماعية التي تكونت من قبل ما بين الطلبة وأشخاص‬
‫آخرين و كل المشاريع التي تجمعهم أيضا التقريب بين أفراد العائلة و األقارب‪ ،‬وكذا التأكيد‬
‫على بعض المواضيع والمعلومات والدقة في نقلها‪ ،‬ويعتبر أيضا وسيلة مناسبة للتعبير عن‬
‫االحتفاالت والتهاني‪ ،‬واستخدامها كبديل اتصالي لتفادي تفاقم األوضاع في حالة الصراعات‬
‫والخالفات بين األطراف ويستعمل للتفاهم فهي تقوم بوظيفة اإلصالح ونقل المعنى بطرق بديلة‬
‫ونافذة‪ ،‬ويعتبر وسيلة لتعويض قلة أو عدم وجود رصيد‪ ،‬وكذا أصبحت تستخدم كوسيلة لتذكر‬
‫اآلخرين وإعطائهم داللة و قيمة بالتواجد و التفكير فيهم‪ ،‬وكوسيلة فعالة لتحديد المواعيد‬
‫وتغييرها وتحددي أدق التفاصيل ووضع أطر محددة لنشاطاتهم العملية‪ ،‬للتواجد في أماكن معينة‬
‫لتدعيم المكالمات و كذا وسيلة للترفيه والتسلية بين جماعات الرفاق وفي بعض األحيان هناك‬
‫نوع أخر من االستخدام ظهر في أوساط الطلبة هو االعتماد على الصور الموجودة في الهاتف‬
‫أو المحملة عن طريق تقنية ‪ ،MMS‬مرفقة بكلمات أو من دون كلمات خاصة في فترة‬
‫المناسبات الخاصة‪ ،‬أو بالنسبة للذين يقيمون عالقات مقربة و كذا للمزاح والترفيه والتعليق على‬
‫مختلف الصور التي تنقل مختلف األحداث خاصة أن العصر الحديث يعرف انتشارا واسعا‬
‫للصور و االتصال المرئي‪ ،‬مثل‪ :‬أشكال الحلوى‪ ،‬الهدايا‪ ،‬أو القلوب‪ ،‬أو العصافير أو‬
‫جماجم‪.. ....‬فهي األخرى تحمل مختلف الدالالت وتلعب دورا هاما في نقل و إنتاج المعنى‬
‫الذي ال يمكن التعبير عنه بواسطة الكالم المنطوق أو المكتوب‪ ،‬كما أن نقل الصور الملتقطة عن‬
‫طريق ‪ MMS‬باالعتماد على آالت التصوير المرافقة للهاتف النقال والكاميرات الرقمية لكن‬
‫هذه الخدمة ال تتوفر إال من خالل الهواتف النقالة العالية التقنية‪ ،‬التي يتم طلبها من متعاملي‬

‫‪96‬‬
‫الهاتف النقال‪ ،‬لتشغيله وتعتبر قليلة االستخدام في أوساط الطلبة مقارنة بالخدمة العادية إلرسال‬
‫الصور في شكل رسائل قصيرة ‪.SMS‬‬
‫إلى جانب توفر تكنولوجيا حديثة تدعم رسائل ‪ SMS‬بالنسبة للذين يملكون هواتف نقالة‬
‫عالية التقنية وهي التي تتوفر على أشكال تعبيرية ‪ émoticons‬و هي أشكال تعبر عن مختلف‬
‫الخاالت العاطفية التي يمر بها اإلنسان و األحاسيس في شكل إيقونات عن الحزن‪ ،‬البكاء‪،‬‬
‫الفرح‪ ،‬الضحك‪ ،‬الغضب‪ ،‬االزدراء‪ ،‬الخيبة‪. ....‬وهذه العالمات تأخذ مكان الكلمات وتستوفي‬
‫المعنى المراد توصيله أحسن من الكلمات التي قد تكثر وال تعبر عن المعنى الحقيقي ألنها تعبر‬
‫عن حاالت الوجه كما هو‪ ،‬كان المستخدم يستعمل البريد االلكتروني لالنترنيت‪ ،‬غير انه يجب‬
‫أن يملك المتلقي هاتف أيضا عالي التقنية إلمكانية ظهور هذه األشكال في الرسالة القصيرة و‬
‫إال ال تظهر و يكون النص ناقصا و غير مفهوما لدى المتلقي‪ ،‬وهذا ما يؤكده طالب تخصص‬
‫هندسة الكترونية‪ ،‬حيث تعتبر هذه األشكال في الهاتف النقال من احدث األنواع التي ترافق‬
‫الرسائل القصيرة‪ ،‬و يمكن أن تجمع بين الصورة واأليقونة والكلمات‪.‬‬
‫وهناك أيضا عوامل أخرى تتعلق باستخدام الرسائل القصيرة‪ ،‬لدى الطلبة تتمثل في‬
‫الخاصية التكنولوجية المتاحة لصفحة الكتابة للرسالة القصيرة‪ ،‬التي تتعلق بعدد الحروف‬
‫والصفحات‪ ،‬التي تأخذها الرسالة‪ ،‬و يختلف عدد الحروف و أحجامها من هاتف إلى أخر‪،‬‬
‫وتتراوح مابين ‪ 160‬و ‪ 900‬حرف أو يفوق ذلك في بعض الهواتف‪ ،‬و تختلف طبيعة الخط‬
‫وحجمه‪ ،‬و عموما فالصفحة الواحدة تأخذ وحدة من رصيد التعبئة‪ ،‬لذلك فان الطلبة يراعون‬
‫االختصار في كتابة الكلمات و تحريف قواعد الكتابة دون كتابتها بشكل كامل و صحيح‪ ،‬وهذا‬
‫الموضوع ما يلفت االنتباه في لغة الرسائل القصيرة لدى الشباب بصفة عامة و الطلبة الجامعيين‬
‫الذين أجرينا معهم المقابالت فالحظنا مبدئيا أن السبب األول في لجوء الطلبة إلى االختصار‬
‫وتحريف اللغة المكتوبة و تطرقنا لهذه الظاهرة من خالل األسئلة المطروحة على الطلبة‪ ،‬و عن‬
‫نوعها و كيفية كتابتها و أهم أسباب اللجوء لذلك و معاني هذه الرموز والكلمات المعدل التي يتم‬
‫استخدامها الن معظمها ال يتم فهمها بسهولة‪ ،‬و وجدنا أن هناك عالقة بين التخصص ولغة‬
‫الكتابة ورموزها إلى جانب عالقة ذلك بصناعة الهاتف النقال الن الشركات األم هي شركات‬

‫‪97‬‬
‫أجنبية‪ ،‬لم تراعي عامل الخصوصية الثقافية و اللغوية‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل عدم توفر اللغة‬
‫العربية‪ ،‬و حروفها فمن خالل تطرقنا إلى مسالة لغة ‪ SMS‬مع الطلبة المبحوثين‪ ،‬استنتجنا إلى‬
‫أن اللغة األجنبية و يتم استغالل حتى حروفها للتعبير عن الكالم بالدارجة أو اللغة العربية‪،‬‬
‫فيكون هنا الشكل مختلف عن مصدر اللغة مثال حروف اللغة الفرنسية شكال و مضمونا لغة‬
‫أخرى‪ ،‬هذا من جهة و من جهة أخرى استخدام اللغة الفرنسية أو اللغة االنجليزية أو لغات‬
‫أخرى‪ ،‬مثل اللغة االسبانية و ذلك الن الهاتف الجوال المستخدم في الجزائر‪ ،‬كغيرها من دول‬
‫المغرب العربي‪ ،‬وهو هاتف أحادي اللغة المكتوبة وهي اللغة األجنبية ( الفرنسية أو االنجليزية)‬
‫إذ أن هناك غياب للغة العربية‪ ،‬في هندسة وبرنامج الهاتف الجوال الشعبي ألمغاربي‪ ،‬و غياب‬
‫شبه كامل و مطلق و هذا ما أدى إلى الحفظ الشفوي من ناحية الكلمات و العبارات الالزمة‬
‫لتشغيل و تسيير األفراد لهواتفهم عن طريق لغة أجنبية‪ ،‬مكان لغتهم الذين أصبحوا عاجزين عن‬
‫(‪)159‬‬
‫لذلك وجدنا أن معظم الطلبة يستخدمون أسلوب تحريفي‪ ،‬للغات األجنبية‬ ‫استعمالها‪.‬‬
‫يعتمدون أكثر على شكل الحروف الفرنسية‪ ،‬إليصال المعنى و هناك أيضا عالقة بين الطلبة‬
‫المتخصصين في اللغات األجنبية‪ ،‬التي يدرسونها و توظيفهم لها في كتابة الرسائل القصيرة‪،‬‬
‫حيث نجدهم يحرصون على أن يكتبوا رسائلهم بلغة سليمة سواء كانت لغة فرنسية أو لغة‬
‫انجليزية أو اسبانية‪ ،‬حيث يقول طالب تخصص لغة اسبانية‪ ":‬نورمال نكتب كما موالف‬
‫لصحابي بصح ليفهموا االسبانية ويقروا معايا نكتبلهم مليح باالسبانية " لذلك فان شرط الفهم‬
‫أساسي بين الطرفين المتبادلين للرسالة‪ ،‬حيث يتحكم ذلك في اختيار اللغة التي يكتب بها ‪SMS‬‬
‫و ذلك لنجاح عملية التفاعل ويكون هناك رجع صدى ايجابي بمعنى إذا كان يفهم المستقبل تلك‬
‫اللغة فليس هناك مشكل اتصالي من خالل استخدامها‪ ،‬و في حالة العكس من المفضل استخدام‬
‫اللغة المفهومة والتي اعتادوا عل استخدامها أكثر و التي تعد أكثر تداوال‪.‬‬
‫كما أنّ أغلبية الطلبة يلجئون إلى االختصار و استخدام رموز لغوية في شكل كود غير‬
‫مفهوم لدى الجميع بل لدى الطلبة و من يتصلون بهم فقط‪ ،‬و في سؤالنا عن سبب ذلك يرجع إلى‬
‫تفادي اإلطالة و توفير مكان الحروف و كذا طريقة تم تعلمها عن طريق التعلم من طرف‬
‫‪ -159‬محمود الذوادي‪ ،‬الهاتف الجوال و الحاسوب ترسيخ التخلف األخر في المجتمعات المغاربية‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬أكتوبر‪ ،2008 ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪98‬‬
‫اآلخرين و التعود على ذلك‪ ،‬من خالل استقبال مختلفة من طرف أصدقائهم إذ أصبحت هذه‬
‫الطرق شائعة دون كتابة كل النص و هناك أمثلة عديدة عل ذلك األسلوب‪ .‬انظر الملحق رقم‬
‫‪.1‬‬
‫‪ -II-4‬تأثير الوضعيات الرسمية الجامعية على االستخدام‪:‬‬
‫باعتبار أن فئة الطلبة فئة تمثل الشباب تقصد عدة أماكن تتردد عليها و تمضي أوقات‬
‫فيها‪ ،‬كثيرة التنقل‪ ،‬و من كثرة التردد تتعود على نظامها و معاييرها و قيمها و تساهم أيضا في‬
‫التأثير فيها بالتفاعل مع جماعات‪ ،‬و من بين األماكن الذين يقصدونها في حياتهم اليومية‪،‬‬
‫الجامعة و الكليات و المعاهد‪ ،‬حيث يقضون أوقات معتبرة فيها‪ ،‬سواء لحضور الدروس أو‬
‫التطبيقات أو البقاء في الفضاءات الخارجية‪ ،‬لتمضية الوقت و تبادل الحديث مع بعضهم البعض‬
‫في النوادي أو في الساحات المخصصة للتجمع‪ ،‬لذلك فالتجربة الطالبية ال تتحدد فقط من خالل‬
‫(‪)160‬‬
‫هذه‬ ‫التكوين و التوجيه‪ ،‬ليست فقط إستراتجية بيداغوجية‪ ،‬تعليمية‪ ،‬بل أيضا نمط من الحياة‬
‫الحياة تتشكل وفق السلوكيات و النشاطات التي يقوم بها الطالب بتفاعلهم فيما بينهم و ما يحيط‬
‫بهم في هذا الفضاء و هم في نفس الوقت يتلقون تكوينا تعليميا منتظما‪ ،‬قاعات محاضرات‪،‬‬
‫قاعات للتطبيقات الموجهة ‪ ،TD‬مخابر مخصصة لسير األعمال التطبيقية ‪ ،TP‬وذلك في إطار‬
‫عوامل تنظيمية و وجود إمكانيات مادية و معنوية لتحقيق عدد من الوظائف‪ ،‬بوجود إدارات‬
‫عامة و أقسام متخصصة تهتم بكل تخصص‪ ،‬و في ظل هذا على الطالب احترام التنظيمات التي‬
‫تسير نشاطه التعليمي داخل الجامعة‪ ،‬و هناك قوانين مادية تحدد الحقوق و الواجبات التي يتمتع‬
‫بها الطالب‪ ،‬إلى جانب نمط من األعراف والقوانين المعنوية الغير رسمية تتعلق بنمط الحياة‬
‫المتعود عليه أثناء بلوغ هذه المرحلة واالنتماء إلى عالم الجامعة‪ ،‬و تعد كمعايير توجه سلوك‬
‫الطالب‪ ،‬و تقابلها جزاءات إما تكون بالثناء أو بالذم‪ ،‬سواء كان الجزاء مادي أو معنوي‪ ،‬و من‬
‫خالل انتشار وسيلة الهاتف النقال واستخدامه من طرف الطلبة‪ ،‬في كل مكان و كذا في الوسط‬
‫الجامعي هناك طرحنا أسئلة على المبحوثين حول موقفهم السلوكي اتجاه استخدام هاتفهم النقال‪،‬‬
‫أثناء التواجد في قاعات المحاضرات و متابعة الدروس‪ ،‬و كذا من خالل قاعات التطبيقات أو‬

‫‪160‬‬
‫‪-Olivier Galland، Marco Oberti، Les étudiants، édition، la découverte، Paris، 1996، p7.‬‬

‫‪99‬‬
‫المخابر العلمية و حتى الورشات أو المالعب إذ أن هناك اختالف في طبيعة سير الدروس من‬
‫تخصص إلى أخر‪ ،‬والمراكز التي تتكفل بتكوينهم و األنشطة العلمية التي يمارسونها‪ ،‬و هنا‬
‫يقترح "‪ " HYMES DELL‬نموذج اتصالي ‪ ""SPEAKING‬يتعلق بعالقة الثقافة و انساق‬
‫االتصال مؤسسا بذلك االنثروبولوجيا االتصالية و حدد ثمانية عناصر‪:‬‬
‫أول عنصر هو السياق‪ :‬الذي يمثل المكان ووقت و أجواء االتصال‪ ،‬و المشاركون‪:‬‬
‫سواء قد بادروا بالكالم أم ال‪ .‬الغايات‪ :‬هدف و نتيجة االتصال‪ .‬األفعال و المنتوج‪ :‬الرسالة في‬
‫حد ذاتها‪ ،‬موضوعها و كيف تمت صياغتها‪ .‬النبرة‪ :‬كيف تم إبراز الرسالة‪ ،‬وسائل وأدوات‬
‫االتصال‪ :‬بمعنى القناة الوسيطة لحمل الرسالة و نقل المعنى‪ ،‬المعايير‪ :‬كل ما يضبط كيفية‬
‫التكلم و التوزيع و معايير التأويل وفقا لالختالفات االجتماعية و الثقافية‪ ،‬األنواع‪ :‬النمط الذي‬
‫(‪)161‬‬
‫ونحن حددنا من‬ ‫تصنف فيه الجماعات خطاباتهم إما قصص أو أوامر أو اقتراحات‪. ....‬‬
‫خالل سؤالنا عن استخدام الهاتف النقال في المدرج أثناء الدرس‪،‬هنا تحضر مجموعة من‬
‫الظروف‪ :‬وجود األستاذ الذي يقوم بوظيفة إلقاء الدرس كمرسل أساسي و هناك في المقابل‬
‫مجموعة من الطلبة الذين يعتبرون كمستقبلين للرسائل التي يلقيها األستاذ في شكل محاضرات‪،‬‬
‫و يشاركون أيضا في نقاشات و أراء مختلفة‪ ،‬لذلك يجب توفر شروط مناسبة لسير ذلك وإتباع‬
‫الطلبة المحاضرات بشكل عادي‪ ،‬لكن هناك وسيلة اتصالية أخرى تحضر إلى جانب ذلك وهي‬
‫الهواتف النقالة التي يستخدمها كل طالب هنا نحاول تحديد األفعال االتصالية للطالب من خالل‬
‫هذه الوضعية االجتماعية‪ ،‬و كيف يتعامل الطالب مع الهاتف النقال الذي يحمله معه إلى قاعة‬
‫المحاضرة من ناحية إبقائه يعمل أو وضعه ساكتا أو غير ذلك‪ ،‬التعامل مع المكالمات‪ ،‬التي‬
‫يتلقاها هناك و هل يبادر باالتصال‪ ،‬و أسباب ذلك و كذا كيف تكون طريقة االتصال هل بالكالم‬
‫المنطوق أم المكتوب أم استخدام إشارات أخرى‪ ،‬هذا ما طرح من خالل تحديد السياق‪ :‬المكان‬
‫و الزمان و كذا محاولة فهم األهداف من االتصال واألنواع المستخدمة وهل هناك تأثير للمحيط‬
‫الرسمي على ذلك ومن خالل مجموع اإلجابات كانت هناك عدة سلوكات اتصالية تنتج من‬
‫تظهر من خال هذه الوضعيات االجتماعية و بسبب عوامل و حاجات و ضرورات متعلقة بالقيم‪،‬‬
‫‪ -161‬رضوان بوجمعة‪ ،‬انثروبولوجيا االتصال‪ :‬من الكالم إلى الفعل االتصالي المألوف‪ ،‬مجلة فكر و مجتمع‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬
‫طاكسيج كوم للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬ابريل‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.45 ،44‬‬

‫‪100‬‬
‫األخالق‪ ،‬و حتى ما تعود عليه الطالب من سلوك يفسر ذلك و العالقة التي أسسها مع‬
‫التكنولوجيا الحديثة وأثر ذلك على طرق التفاعل‪ ،‬والقيام بمجموعة من األفعال‪ ،‬التي تعتبر نوع‬
‫من االجتهاد للتحرر من قيود النظام وتحقيق األهداف الخاصة بهم‪.‬‬
‫معظم السلوكات كانت تتمثل في إبقاء رنين الهاتف النقال ‪ Vibreur‬لكي ال يحدث‬
‫ضجيج ويزعج اآلخرين من خالل الموسيقى التي يصدرها في حالة رنينه‪ ،‬و يعيق مسار‬
‫الدروس فذلك على حد تعبيرهم إذا وضعناه يرن بالموسيقى فذلك غير الئق و يزعج وأيضا‬
‫بعض األساتذة ال يفضلون تلك التصرفات و لذلك يضعونه في نمط ‪ Vibreur‬لتفادي كل تلك‬
‫اإلزعاجات فنالحظ أن الفاعل هنا الطالب اخذ بعين االعتبار الظروف التي تحيط به وهذا‬
‫لتفادي القيام بفعل يتلقى على إثره جزاء سلبي من األساتذة و من خالل اآلخرين‪ ،‬إذ انه من غير‬
‫الالئق ترك الهاتف يرن وسط قاعات الدرس فذلك غير عادي و ليس جزء من ظروف سير‬
‫الدروس العادية‪ ،‬و هنا يكون ذلك ملفت االنتباه من طرف اآلخرين لعدم التعود عليه ويعتبر‬
‫فعال مستهجنا‪ ،‬و يلجا الطلبة الذين عبروا عن ذلك أنهم حال خروجهم من قاعة المحاضرة‪،‬‬
‫يتفقدون قائمة االتصاالت و الرسائل القصيرة‪ ،‬يقومون بقراءتها خارجا و هناك من يعتبرون انه‬
‫مادام الهاتف وسيلة اتصال نقالة‪ ،‬فلماذا ال يتم التمتع باستخدامها في أي مكان و من خالل قاعة‬
‫المحاضرات آذ يعبر طالب تخصص رياضة‪ :‬انه يبقي دائما هاتفه يرن في كل الحاالت و‬
‫عندما سألناه عن قاعة المحاضرة‪ ،‬يقول إن لم تكن إمكانية للتكلم يقوم بإطفائه ألنني اعرف انه‬
‫ال يمكن القيام بذلك هذا من جهة‪ ،‬و هناك من يرون أن الهاتف النقال وسيلة لالتصال ضرورية‬
‫لذلك فهم يتكلمون داخل قاعات الدرس‪ ،‬بمجرد تلقيهم إلشارات عن طريق ‪ Vibreur‬يغتنمون‬
‫فرصة من دون أن يراهم األستاذ أو يسمعهم و هم يتكلمون‪ ،‬و في بعض األحيان يرسلون‬
‫رسائل قصيرة و يتبادلونها تحت الطاوالت بوضع الهاتف تحت الطاولة ويقومون بالكتابة لعدم‬
‫مالحظتهم من طرف األستاذ ذلك ألنهم بذلك يعرضهم إلى مالحظات غير جيدة‪ ،‬لذلك نالحظ‬
‫أن الطلبة يجدون سلوكات يقومون بها للتكلم بحرية و عدم الخضوع إلى الظروف التي تعيق‬
‫ذلك و إيجاد البديل‪ ،‬انطالقا من حاجات ضرورية وفي بعض األحيان ال تكون فعليا مهمة‬
‫لمجرد اإلحساس بعدم التقييد وممارسة ما تمليه عليهم إرادتهم و تحدي الظروف‪ ،‬حيث تقول‬

‫‪101‬‬
‫طالبة تخصص لغة انجليزية بفخر وثقة أنها تستخدم هاتفها النقال أين تريد و متى تريد حتى في‬
‫أثناء سير الدروس و تتكلم في جميع المواضيع مع جميع األصدقاء و تستغل كل الفرص و‬
‫المجاالت‪ ،‬فهذا يعبر عن سلوك مستحب لدى بعض الطلبة‪ ،‬و يرون أن الذين يمتنعون عن ذلك‬
‫يعتبرونهم غير جريئين وقادرين على القيام بذلك مثلهم‪ ،‬وهناك من يلجئون للطرق مختلفة من‬
‫خالل استغالل ذكاء الخصائص التقنية للهاتف النقال‪ ،‬وهي استخدام كود باألرقام لتمكن دخول‬
‫المكالمات رغم ظهور المتلقي خارج الخط‪ ،‬حيث يقول طالب علوم سياسية انه يستعمل الرقم‬
‫التالي ‪ *21* 333#‬وذلك خاصة عندما يدخل قاعة الدرس و هذا ال يترك الهاتف يرن من‬
‫جهة و من جهة أخرى تفادي اإلزعاج له ولآلخرين و داللة على أن الطالب منشغل وال يستطيع‬
‫استقبال االتصال‪ ،‬وسرعان االنتهاء من الدرس‪ ،‬يكون الطالب حرا في االستقبال أو اإلرسال‪،‬‬
‫إلى جانب أن هناك طلبة يلجئون إلى تعمد وضعه يرن بكل طالقة و يستخدمون موسيقى‬
‫واضحة وصاخبة بمختلف أنواعها‪ :‬موسيقى الراي‪ ،‬غربية‪ ،‬شرقية‪....‬حيث تقول طالبة علوم‬
‫إنسانية ‪ :LMD‬كتكون السماتة وتكون الحالة ‪ sa va pas‬في القسم نبغو نديروا‬
‫‪ L'ambiance‬به شويا نضحكوا و نبدولوا نخلي بورتابل يصوني " حيث في حالة وجود‬
‫صمت و عدو وجود مناقشة‪ ،‬ونشاط داخل قاعة الدرس مجرد االستماع والكتابة‪ ،‬وفجأة يتم‬
‫االستماع لصوت غريب يجذب االنتباه‪ ،‬ذلك يعتبر غير مألوف‪ ،‬و يدل على سلوك غير عادي و‬
‫ال يكون متوقعا‪ ،‬ذلك فالطلبة باعتبارهم فئة من الشباب يميلون إلى التميز واالنفراد و حب‬
‫المغامرة وذلك عن طريق إتباعهم لبعض التصرفات التي تجذب االنتباه وتضفي نوع من‬
‫الغرابة والفضول حيث يعبر طالب تخصص بيولوجيا انه هو أيضا عندما يشعر بالملل يضع‬
‫موسيقى جد غريبة ومضحكة ويتعمد وضعها في قاعات الدرس خاصة في قاعة المحاضرة‪،‬‬
‫دون أن ينتظر الهاتف لكي يرن‪ ،‬لمجرد افتعال الغرابة‪ ،‬و نوع من المزاح وهناك بعض الطلبة‬
‫يرون آن من غير الالئق التصرف هكذا لكن إذا كانت هناك ضرورة ملحة ال يوجد مشكل في‬
‫استخدام الهاتف النقال‪ ،‬والتوجه إلى طلب اإلذن من األستاذ والخروج للتحدث لعدم اإلزعاج و‬
‫التصرف بكل حرية‪ ،‬حيث يؤكد طالب تخصص أدب عربي على انه عندما تكون ضرورة‬
‫ملحة للغاية وخاصة إذا تعلق األمر باتصال من العائلة فقط يطلب اإلذن ويخرج من القاعة‬

‫‪102‬‬
‫للحديث ثم الرجوع لمواصلة الدرس‪ ،‬هذا من ناحية من يقوم باالتصال بطلب األذن واحترام ما‬
‫يحدث في قاعات الدرس‪ ،‬و هناك من يبادرون باالتصال و يقومون بإرسال إشارات من خالل‬
‫هواتفهم النقالة من داخل قاعات الدرس‪ ،‬رغم الظروف التي تحيط بهم‪ ،‬دون مالحظة األساتذة‬
‫لهم‪ ،‬بفعل تذكر أمر أو انطالقا من حاجة ملحة تدفعه لذلك دون اللجوء إلى طلب اإلذن من‬
‫األستاذ و يقومون بالتكلم بصوت منخفض وفي بعض األحيان يعود ذلك إلى تفادي غضب‬
‫المرسل‪ ،‬و عدم تفهمه لظروف المستقبل فيستقبلون المكالمة ويتصرفون إلنهائها بالقول بصوت‬
‫منخفض‪ ":‬أني نقرا"‪ ،‬أو يتم الرد على االتصال دون التكلم ويتركون المرسل يستمع لكي يفهم‬
‫أن الطالب داخل قاعة الدرس‪ ،‬وال يمكنه أن يتكلم وليس في وضعية مناسبة لذلك‪ ،‬أو يتم‬
‫تعويض ذلك بطريقة أخرى بإرسال رسائل قصيرة يشرحون فيها الوضع‪ ،‬أو قد يكون تفاهم‬
‫مسبق حول شكل أخر و عالمة داللية معينة تدل على كون الطالب في وضعية غير مناسبة‬
‫الستقبال االتصال كإطفاء الهاتف بعد تعدد الرنات المستقبلة و يتابعون الدروس بصفة عادية‪،‬‬
‫وتكييف الوضع بما يناسب الطرفين و ما تعود الطالب عليه مع كل مرسل و هو في قاعة‬
‫الدرس‪ ،‬وكلما الحظها الطالب أو قام بها َفِهم معناها وأفهمها للطرف األخر فكلما تكرر استخدام‬
‫تلك اإلشارة تتأسس دالالت جديدة ورموز اتصالية جديدة تتعلق بمختلف الظروف و الفاعلين‬
‫وتوجيههم للسلوك االتصالي اتجاه ذلك‪ ،‬ويتم التعود على ذلك و يقوم الطالب بنفس الفعل تلقائيا‬
‫دون تفكير بمجرد حضور نفس الظروف و نفس المرسل‪ ،‬مثل إرسال رسائل ‪ SMS‬المجانية‪،‬‬
‫الجاهزة ‪ ،appel moi stp، flexy‬حيث تقول طالبة تخصص علوم اقتصادية "‪ LMD :‬نفهم‬
‫لعيطيلو بل كي نرسللهم ‪ SMS‬تع باطل معناها بلي اني مدروبجيا و منقدرش نهدر اما راني‬
‫في الدار قاعدة في جماعة وال اني نقرا " و هناك أيضا من يلجئون‪ ،‬إلى طريقة تعبيرية أخرى‪،‬‬
‫تتمثل في عدة الرنات ‪ Le Bip‬رنة و اثنين‪ ،‬يتم تحديدها مسبقا‪ ،‬وسرعان التحرر من قيود‬
‫قاعات الدرس‪ ،‬يقوم الطالب بمضاعفة عدد الرنات داللة على إمكانية التكلم لمعاودة االتصال‪،‬‬
‫كل هذه األنواع من األفعال و المواقف يتم توجيهها من طرف الطالب باستغالل كل اإلمكانيات‬
‫المتاحة لديهم من تقنيات ووسائط و إشارات و رموز يتم االتفاق عليها و تكييفها مع الوضعية‬
‫الرسمية التي يمر بها الطلبة في الجامعة من خالل مختلف أنشطة الدروس وتكرار نفس‬

‫‪103‬‬
‫الوضعية ومؤثراتها‪ ،‬ما يؤدي إلى تبني سلوك مناسب والتواضع على معناه بين الطرفين‬
‫المرسل والمستقبل لتكوين معنى مشترك هدفه تحقيق تواصل ايجابي‪ ،‬شرطه التفاهم الذي قد‬
‫يحدث بعد قبل أو بعد أول تفاعل يحدث بين ألول مرة بين الطالب و الطرف الآخر‪ ،‬لكي يتم‬
‫فيما بعد تقييم الموقف و الخروج بموقف محدد اتجاه تكرار نفس الموقف في نفس الظروف أو‬
‫تعديل ذلك‪ ،‬سواء يكون الطالب مرسل أو متلقي يحدد طريقة للتعامل مع الرسالة المكتوبة أو‬
‫المنطوقة التي يتلقاها أو يرسلها من خالل الهاتف النقال في حالة تواجده داخل مختلف قاعات‬
‫الدروس و هنا يفهم الطرف األخر تلك الطريقة المتبعة‪ ،‬من خالل الوضعيات التي تتكرر‬
‫بتحديد األوقات التي يكون الطالب منشغال فيها وعدم االتصال به فيها أو التكلم بصوت منخفض‬
‫أو من خالل استبدال طريقة االتصال واستخدام طريقة مناسبة مكان الوسيلة التي قد تثير االنتباه‬
‫واإلزعاج بالنسبة للطالب‪.‬‬
‫وهناك من يرون أن أفضل الطرق االتصالية التي يوفرها استخدام الهاتف النقال‪،‬‬
‫لالتصال دون لفت االنتباه وإزعاج اآلخرين و كذا الطالب وقت تواجده في قاعات الدرس‪ ،‬هي‬
‫كتابة الرسائل القصيرة‪ ،‬حيث تعتبر أكثر سهولة و سرعة في كتابتها‪ ،‬خاصة مع تعلم طريقة‬
‫الكتابة باختصار‪ ،‬وذلك ال يلفت انتباه األستاذ إال أنها قد تعيق فقط في حالة تدوين نقاط مهمة‬
‫يمليها األستاذ ويؤدي إلى مرور معلمات هامة على الطالب‪.‬‬
‫وهنا لعامل التخصص الذي يدرسه الطالب عالقة في تحديد طريقة االتصال حيث أّن‬
‫طلبة الفنون التشكيلية وبحكم قيامهم بنشاطات تطبيقية في الورشات المخصصة للرسم وقاعات‬
‫واستوديوهات التسجيل فهم يتعاملون بحرية مع مختلف ما يتوفر عليه الهاتف النقال من وسائط‬
‫لالتصال ومختلف االستخدامات المتعود عليها خارجا‪ ،‬إذ ال يواجهون نفس ظروف و يتلقون‬
‫دروس من طرف األستاذ و ال يطلب االنتباه كثيرا بل يتم العمل فرديا أو بتبادل اآلراء مع‬
‫بعضهم البعض حيث تقول طالبة فنون تشكيلية ‪ " :LMD‬حنا نخدموا حرين في ‪ Atelier‬و‬
‫نديروا موسيقى نورمال كما نبغوا تعاونا في الرسم و ‪ La Peinture‬تع ‪ Les Tableaux‬و‬
‫األستاذ ما يمنعناش كي نديروا الموسيقى من البرتابل " ذلك لأن ليس هناك شرح طويل لذلك‬
‫فمعظم طلبة الفنون ستخدمون كثيرا الموسيقى المحملة لمرافقتهم وهم يقومون بأعمالهم الفنية‪،‬‬

‫‪104‬‬
‫سواء يتفقون على نوع واحد و يشتركون جميعا في االستماع لنفس النوع عن طريق ‪HAUT -‬‬
‫‪ PARLEUR‬أو االستماع الفردي كل طالب على حدى عن طريق استخدام ‪KIT MAN‬‬
‫لعدم إزعاج بعضهم البعض‪ ،‬ألنهم يرون أن كل واحد له ذوق موسيقي خاص و أيضا يتم‬
‫اختيار ذلك حسب الحالة النفسية أو الموضوع المراد العمل عليه إلى جانب نجد طلبة العلوم‬
‫الطبيعية الذين يتبعون نشاطاهم العلمي في المخابر يستطيعون في بعض الحاالت الحديث بكل‬
‫حرية باستخدام الهاتف النقال في حالة القيام بتجارب شخصية وأعمال خاصة دون االعتماد‬
‫علي تسيير و شرح األستاذ‪ ،‬و في حاالت القيام برحالت علمية ألحد المواقع لالكتشاف و‬
‫تطبيق بعض التجارب فبين الفراغ و األخر ال يجدون إزعاج أو صعوبة في استخدام هاتفهم‬
‫النقال و االتصال بحرية و التعامل مع جميع الوسائط التي يوفرها الهاتف النقال‪.‬‬
‫إلى جانب مالحظة سلوك الطلبة في قاعات المطاعة و المكتبات فهناك من ال يكترث‬
‫بإزعاج اآلخرين إذ تجد أنهم يتركون هواتفهم ترن بأصوات مرتفعة و يتكلمون أيضا بصوت‬
‫مرتفع و كان المكتبة مكان عام و ليس مكان للمطالعة و التركيز‪ ،‬خاصة و أن قاعة المحاضرة‬
‫تمنع استخدام الهاتف النقال و من يخلف ذلك ال يواصل التواجد في تلك القاعة ويتم طرده من‬
‫طرف المسؤول لذلك هناك من يتفادى ذلك و يضع هاتفه ساكتا أو ‪ Vibreur‬ويخرج من‬
‫القاعة للحديث ثم يرجع بعد االنتهاء لتفادي إزعاج القراء‪ ،‬و من خالل مالحظتهم أثناء سير‬
‫االمتحانات ( طلبة علوم اإلعالم و االتصال ) خالل السداسي األول والثاني‪ ،‬وجدنا أن الهواتف‬
‫النقالة ال تفارق الطلبة و دائما تتواجد بالقرب منهم على الطاوالت‪ ،‬إلى جانب بطاقة الطالب و‬
‫بطاقته الشخصية و بالتالي أصبحت عنصرا أساسيا يعتبر جزءا من شخصيته ويعبر عنها‬
‫أيضا‪ ،‬ووسيلة أساسية ترافق القلم الذي يكتب به الطالب على ورقة االمتحان‪ ،‬و لحظنا كل مرة‬
‫في مختلف االمتحانات أن الهواتف ال تفارق مكانها المعتاد جنب الوثائق الرئيسية‪ ،‬التي يجب‬
‫على الطالب إحضارها‪ ،‬و إظهارها‪ ،‬فهناك من يستعين بها‪ ،‬لرؤية الساعة‪ ،‬أو الستغالل اآللة‬
‫الحاسبة عندما يستدعي الموضوع ذلك‪ ،‬ولمراقبة مرور الزمن‪ ،‬و قد يستخدمها البعض لتبادل‬
‫‪ SMS‬حول بعض األسئلة‪ ،‬حول موضوع االمتحان للحصول على إجابة‪ ،‬من داخل القاعة أو‬
‫من خارجها و استغالله لهذه الوسيلة للغش بطريقة غير مباشرة عن طريق تقنية ‪KITMAN‬‬

‫‪105‬‬
‫أو تسجيل المعلومات في المذكرات ‪ Carte Mémoire‬و االطالع عليها دون انتباه األساتذة‬
‫من وقت ألخر عندما تسمح الفرصة و تفادي الرقابة‪.‬‬
‫‪ -II-5‬تأثير الوضعيات غير رسمية للجامعة على االستخدام ‪:‬‬
‫الجامعة ليست مكان للدراسة فقط‪ ،‬بل هي أكثر من ذلك أنها نمط حياة و مكان لاللتقاء و‬
‫التفاعل االجتماعي بين الجماعات المختلفة وحياة أخرى إلكمال السيرورة والتكوين والنضج و‬
‫االستعداد للحيلة العملية فحياة الطلبة ال وجود لها خارج استهالك الدراسة ذلك ما أوضحته‬
‫دراسات و بحوث فرنسية للباحثة ‪ ،LAPERYRONNIE MARIE 1992‬حيث أن الطلبة‬
‫يتبعون مبادئ الوحدة المرتبطة بمؤسسة الجامعة لكن أصبحت حياة الطالب معزولة عن‬
‫المؤسسة‪ ،‬بل ظهرت أشكال أخرى لالرتباط تتمثل في االجتماعات االختيارية‪ ،‬عبارة عن‬
‫(‪)162‬‬
‫لذلك من خالل اقترابنا من المبحوثين طرحنا أسئلة تتعلق بجماعات الرفاق‬ ‫جماعة صغيرة‬
‫وااللتقاء بالزمالء واألوقات التي يمضونها‪ ،‬في الجامعة خارج أوقات الدروس في األماكن‬
‫الغير رسمية‪ ،‬أمام المدرجات‪ ،‬أمام و داخل النوادي في األماكن المخصصة للجلوس وأين يتم‬
‫االجتماع بين الطالب و أفراد آخرين مهما كانت العالقة التي تربطهم ودرجة التفاعل بينهم‪ ،‬إلى‬
‫جانب حضور وسيلة الهاتف النقال وكيف يتم استخدامه في إطار هذا التفاعل اليومي أو‬
‫الصدفي في هذه األماكن فكان معظم الطلبة إذا تعلق األمر بمكالمة شخصية‪ ،‬مع شخص مقرب‬
‫جدا‪ ،‬أو احد أفراد العائلة يقومون باالنعزال عن تلك الجماعة وذلك حسبهم لعدم قطع الحديث‬
‫وإزعاج اآلخرين فإذا كانوا يتحدثون في موضوع فالكالم في الهاتف ينقل إلى موضوع أخر‪ ،‬و‬
‫يقطع الحديث السابق و يوقفه و يلفت االنتباه‪ ،‬لذلك بمجرد تواجد الطالب في جماعة معينة‪ ،‬و‬
‫كانوا هؤالء يثيرون مواضيع مختلفة فان السلوك األول بعد رنين الهاتف هو مالحظة ذلك‪ ،‬ثم‬
‫إذا كان خاصا فانه يتنحى عن الجماعة‪ ،‬ويتكلم إذ تعبر الطالبة تخصص لغة فرنسية ‪:LMD‬‬
‫"ماجاياش كن نكون في جماعة ونكونوا مبرونشيين حتى يصيبوني نحكي في التلفون‪ ،‬كلي‬
‫مانش مقيمتهم سرتو ال ما كنتش مداسرتهم بزاف " هنا تتجلى قيمة الخصوصية إذ آن الطلبة‬
‫الطالب ال يبحث عن تحقيق ذلك أمام والديه فقط لكن أمام اآلخرين أيضا‪ ،‬مع األصدقاء و‬

‫‪162‬‬
‫‪- Olivier Galland،La sociologie de la jeunesse،opcit،p 95.‬‬

‫‪106‬‬
‫الزمالء‪ ،‬فأنهم يسعون لتحقيق استقالليتهم و الحفاظ على أمورهم الشخصية حتى من خالل‬
‫تفاعلهم اليومي مع اقرب األصدقاء‪ ،‬إذ أن األغلبية تجيب عن طرح السؤال المتعلق باالنعزال‬
‫أو البقاء وسط الجماعة أو مع شخص معين و التكلم بطالقة كانت معظم اإلجابات‪ :‬على أنهم‬
‫يفرقون بين كل شخص ومكانته " على حساب لنكونوا معاهم و ال موالفينهم و ال ال " و كذا‬
‫حسب موضوع الحديث ورغبة المرسل بمعنى يختلف هنا السلوك االتصالي حسب المتغيرات‬
‫المتعلقة بهذه العوامل فمثال نجد طالب تخصص علوم سياسية ‪ LMD‬يقول‪ " :‬ال كنت مع‬
‫ليقروا معيا و عيط واحد يقرا معايا وهدرنا في ‪ SUJET‬باين و خفيف ما نبعد ما ندير ونجي‬
‫لي نكون معاهم " إلى جانب وجود متغيرات أخرى تؤثر في قرار االنعزال للحديث أو البقاء و‬
‫ذلك يتعلق أيضا بمدة المكالمة فإذا تعود الطالب على أشخاص ال يطيلون الحديث فانه يجيب‬
‫دون تغيير المكان ولكن إذا علم أن ذلك الشخص يطيل الحديث فينعزل عن الجماعة أما هناك‬
‫البعض األخر خاصة فئة اإلناث فإنهم ال يجدون مانعا من التحدث أمام صديقاتهم حيث تقول‬
‫طالبة تخصص كيمياء‪ " :‬كين نكون ما صحاباتي لمداسرتهم بزاف ونحكيلهم كلشي و دايما‬
‫نكون معاهم‪ ،‬جيني نورمال كنحكي قدامهم في البورتابل مع كل الناس ماكاش مشكل‪ ،‬بصح‬
‫كين نكون مع ناي واحدخرين منهدرش قدامهم "‪ ،‬حيث أن الجماعة االجتماعية تختلف‪ ،‬بمانها‬
‫عبارة عن تجمع من األفراد الذين يكونون في اتصال احدهم باألخر و يتخذ كل عضو فيها من‬
‫أسلوب الحياة السائد في الجماعة ككل كقاعدة ارتكاز له‪ ،‬وهناك فرق في كبيعة التفاعل‬
‫(‪)163‬‬
‫واالتصال بين األعضاء إذ أن هناك جماعة اجتماعية تتميز بالتفاعل وهناك مجرد تجمع‬
‫وهذا االختالف يحدد سلوك الطالب و اختياراته نحو مشاركة الجماعة‪ ،‬في أحاديثه التلفونية‪ ،‬أو‬
‫عدم رغبته ففي بعض األحيان يجد الطالب نفسه في جماعة بعيدة عنه مثال كمرافقته لصديق أو‬
‫انتظاره لشخص ما يجد نفسه مع أفراد لم يسبق له التفاعل معهم‪ ،‬ال يستطيع و ال يرغب في‬
‫مشاركتهم تفاصيل متعلقة به أو عندما ما يكون مع زمالء الدراسة‪ ،‬الذين يبادلهم االحترام و‬
‫عالقات سطحية بعيد و نادرة‪ ،‬و ليس بينهم اتصال شخصي عميق‪ ،‬تربطهم فقط الدراسة في‬
‫نفس التخصص ونفس المكان‪ ،‬و في بعض األحيان نفس الفوج‪ ،‬ذلك ال يعتبر كسبب كافي يدفع‬
‫‪ -163‬غريب محمد سيد احمد‪ ،‬المدخل في دراسة الجماعات االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1993 ،‬ص ص‬
‫‪.12 ،11‬‬

‫‪107‬‬
‫به للكشف عن خصوصياته و أحاديثه أمامهم‪ ،‬إلى جانب ذلك نجد أن الطلبة سواء كانوا ذكورا‬
‫أو إناثا يحافظون على عالقاتهم الشخصية‪ ،‬المقربة مع الجنس األخر‪ ،‬لذلك فإنهم يتحفظون على‬
‫مكالماتهم الهاتفية‪ ،‬و يلجئون إلى االنعزال حتى بدا من المألوف بين جماعة الطالب أن حين‬
‫يلجا احد منهم لالنعزال‪ ،‬اثر تلقي مكالمة هاتفية أو مبادرته هو بالتكلم‪ ،‬يعني ذلك لديهم أن‬
‫الطالب منهم يريد التحدث بحرية مع الطرف األخر‪ ،‬أو تتعلق المكالمة بمواضيع عائلية خاصة‪،‬‬
‫فتكرار ذلك الفعل أصبح مألوفا لديهم‪ ،‬ويستطيعون تفسيره وال يمثل لهم غموض فبمجرد رنين‬
‫الهاتف لدى احدهم و هو مرافق للجماعة‪ ،‬يحثونه على أن يبتعد ويتحدث لعدم إزعاجهم ولعدم‬
‫قطع حديثهم أو مناقشاتهم إذ يعبر طالب تخصص إدارة أعمال‪ " :‬نبغي بزاف نلعب مع صحابي‬
‫كنكونوا في رحبة ويروحوا يهدروا في التلفون نديرلهم النش " فالتواجد مع الجماعة له اثر على‬
‫كيفية التكلم والتعامل مع مختلف االتصاالت التي يتلقاها و المواضيع التي تتناولها هذه‬
‫المكالمات‪ ،‬سواء شخصية‪ ،‬عائلية‪ ،‬عمل‪ ،‬دراسة أو غير ذلك إذ يعبر طالب تخصص علم‬
‫اجتماعي سياسي‪" :‬نخدم في ‪ Commerce‬و عندي بزاف ‪ Les Affaires‬بصح كينكون في‬
‫الجامعة مع ليقروا معايا و يعطولي ناس من الخدمة‪ ،‬منبغيش نهدر قدام الناس‪ ،‬نجبد به نهدر‬
‫مليح و ال كان ‪ Appel‬نورمال نهدر كيما نكون بال ما نديبالصي" فالمواضيع التي يراها‬
‫الطالب اقل حساسية و أهمية بالنسبة إليه مثل االستفسار عن المكان أو عن أمور متعلقة‬
‫بالدروس أو للسؤال عن الحال فقط من طرف أشخاص عاديين ال يشكل ذلك حرج بالنسبة إليهم‬
‫و ال الحاجة للتحفظ عنها من طرف الطلبة‪ ،‬فالقيمة تتحدد من خالل هذه العوامل‪ :‬المواضيع‬
‫وطبيعتها و طبيعة العالقة التي تربط الطالب بالشخص المتكلم و األفراد اآلخرين الذين‬
‫يتواجدون معهم‪ ،‬ففي بعض المرات الطلبة من خالل المكالمات الهاتفية يريدون التعبير عن‬
‫انزعاجهم بالصراخ و السب في الهاتف لذلك يرون انه من غير الالئق أن يتم سماعهم من‬
‫طرف اآلخرين‪ ،‬حيث يقول طالب تخصص علوم دقيقة‪ ،‬مبديا حلة استهتار واستخفاف‪ " :‬ال‬
‫بغيت ندابز و نفرغ زعافي في التلفون مش الزم كامل يعرفوا "‪ ،‬غير أن هذا ال يمنع من وجود‬
‫بعض الطلبة الذين ال يكترثون بتواجدهم أمام اآلخرين‪ ،‬إذ يتكلمون بأصوات واضحة ومرتفعة‪،‬‬
‫وال يبالون بما يقولون‪ ،‬وال يحاولون إخفاء ما يتحدثون فيه و ما يعالجونه مع الطرف األخر‪،‬‬

‫‪108‬‬
‫عبر الهاتف و هذا ما تم مالحظته في معظم الكليات التي زرناها و خاصة كلية العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬التي ترددنا عليها كثيرا مقارنة بالكليات األخرى‪ ،‬هناك الحظنا آن عدة طلبة‬
‫يتحدثون بصوت عالي كاشفين بذلك عن أدق التفاصيل‪ ،‬برغم تواجدهم بمعزل عن جماعات‪،‬‬
‫فذلك يعبر عن حلة الشعور باآلخرين التي يمر بها الطلبة من خالل التعامل بكل حرية مع تلك‬
‫االتصاالت الهاتفية‪ ،‬الن الطالب باعتباره فردا من المجتمع و هو في وضعية تفاعل وجها لوجه‬
‫مع مختلف األفراد في المحيط الجامعي‪ :‬طلبة‪ ،‬أساتذة‪ ،‬إداريين‪ ،‬عمال‪ ....‬إلى جانب ذلك‬
‫تفاعله مع وسيلة اتصال المتمثلة في الهاتف النقال الذي يستخدمه في عدة أغراض‪ ،‬وهذا يحدث‬
‫في ظل ظروف تؤثر على األفعال المتبادلة بين هؤالء الفاعلين التي تتجسد من خالل مجموعة‬
‫من السلوكات التي تتمثل في االنعزال‪ ،‬أو البقاء وسط الجماعة والتكلم بصوت منخفض‪ ،‬أو‬
‫رغم التواجد فرديا يتكلم بصوت مرتفع و يتكلم بطالقة متزايدة‪ ،‬والتعبير دون االكتراث بما‬
‫يوجد حوله كل هذه األشكال المختلفة من األفعال التي تتجسد في الواقع والتي تعرفنا عليها من‬
‫خالل استجواب المبحوثين‪ ،‬تدخل في إطار عالقة بين عدة عناصر‪ :‬عناصر ذاتية‪ ،‬تتمثل في‬
‫النفس المتمثلة في الباطن الداخلي واألنا المتمثلة في مواقف اآلخرين‪ ،‬المحيطين بالذات وهي‬
‫ذات طابع اجتماعي‪ ،‬حيث تبين الطريقة التي يرى اإلنسان ذاته من خالل عيون اآلخرين‪ ،‬كما‬
‫(‪)164‬‬
‫وهنا نالحظ أن سلوك الطالب من خالل طريقة استخدامه‬ ‫حددها " جورج هاربرت ميد"‪.‬‬
‫للهاتف النقال يتأثر بسلوك اآلخرين‪ ،‬و أيضا بالجانب الداخلي مما تحمله النفس من انفعاالت و‬
‫رغبات تسعى لتحقيقها لكنها تصطدم بالعوامل االجتماعية التي يعيشونها من مختلف الوضعيات‬
‫التي تربطهم بزمالء الدراسة أو زمالء العمل واألصدقاء والمقربين‪ ،‬فالسلوك االتصالي يوجه‬
‫من خالل تلك العوامل وحتى في ما يخص رفع الصوت أو خفضه‪ ،‬فهناك من يخشى أن يأخذ‬
‫اآلخرون نظرة غير ايجابية عنه من خالل صراخه‪ ،‬واستخدامه أللفاظ غير سليمة أثناء‬
‫الحديث‪ ،‬و هناك من ال يبالي ويفرغ شحناته االنفعالية دون االهتمام بالصورة التي يكونها‬
‫اآلخرون عنه و حتى اتجاه األساتذة فهناك الكثير ما تلفت انتباههم تلك التصرفات‪ ،‬و يقولون "‬
‫ما به هذا الطالب‪ ،‬أال يهتم بما يحيط من حوله من وجود عدة أفراد؟ " كطرقة للتعبير‪.‬‬

‫‪ -164‬معن خليل عمر‪ ،‬معجم علم االجتماع المعاصر‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ص ‪.371‬‬

‫‪109‬‬
‫الحظ "موريس روزنبرغ " من خالل دراسة ثقافة الشباب‪ ،‬و النفس وجد أن للنفس‬
‫كينونة اجتماعية‪ ( ،‬جماعات أو مكانات يرى الفرد أنها تستحق التماثل معها و االنتماء إليها‪،‬‬
‫وتكون ميوله و استعداداته مناسبة للجماعة لعمليات المالئمة و الثبات و االستقرار(‪ .)165‬وهذا ما‬
‫قد يفسر جانب من تأثير الجماعة و ما يتالءم و ميول الطلبة‪ ،‬و ما يراه مناسبا كونه منعزال أو‬
‫مع اآلخرين مما يتوافق معهم و يبادلهم نفس الشعور و يستطيع التعبير عن‪ ،‬تجاربه الخاصة‬
‫التي قد يفضحها هاتفه النقال في أي مكان أو وقت عندما يرن و ذلك يالحظ ويسمع من طرف‬
‫اآلخرين لذلك فان الجماعة تؤثر في السلوك االتصالي للطالب سواء كان ذات تفاعل أم مجرد‬
‫تجمع يتواجد فيه بالصدفة‪.‬‬
‫ولأن استخدام الهاتف النقال ال يقتصر على استخدام الصوت و القيام بمكالمات أو‬
‫استقبالها‪ ،‬حيث يمكن استخدام وسيط أخر المتمثل في الرسائل القصيرة ‪ ،SMS‬لذلك تطرقنا‬
‫من خالل مجموع المقابالت التي قمنا بها مع المبحوثين إلى هذا الموضوع و مدى تأثير‬
‫اآلخرين على أسلوب الكتابة أم هناك من يفضل األسلوب الخاص و ال يعتمد على أصدقائه‪،‬‬
‫والجماعة التي يتواجد فيها في حياته اليومية الجامعية‪ ،‬هنا وجدنا أن األغلبية منهم من مناصري‬
‫الخصوصية و يفضلون ترك العنان ألنفسهم و رغباتهم و كل ما يحسون به في كتابة رسائلهم و‬
‫أن ليس هناك من يطالب بالمساعدة من أصدقائه إال في حاالت خاصة مثل المناسبات الخاصة‪،‬‬
‫يطلبون ما هو جميل و مناسب من المقربين و في حاالت عدم فهم اللغات التي تكون إما أجنبية‬
‫أو رمزية‪ ،‬بالحفاظ على الخصوصية‪ ،‬إذ تعبر طالبة تخصص علوم إعالم و اتصال‪ :‬دي فوا‬
‫منفهمش ‪ SMS‬مكتوب بالفرنسية‪ ،‬نكتب لي منفهموش في ورقة ونقول لصحبتي تفهمني فيه‬
‫بالما نويرها لدتاي من البورتابل " لذلك فنالحظ مرة أخرى أن الطلبة يتحفظون أكثر على‬
‫رسائلهم الخاصة إال في يتعلق بالعموميات مثل الرغبة في المزاح مع صديق‪ ،‬فيشتركون في‬
‫كتابة الرسائل القصيرة و تبادل األفكار حول ذلك لكن في نفس الوقت ما يتعلق بهم و يخصهم ال‬
‫يميلون للمشاركة فيه الن النفس اإلنسانية ليست منغلقة على نفسها دائما‪ ،‬بل منفتحة على العالم‬
‫الخارجي لذلك فان " هايدغر" يرى أن الوجود البشري ليس منعزل بل هو كل ما يربط بين‬

‫‪ -165‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.372‬‬

‫‪110‬‬
‫الجانب الداخلي و الخارجي و الذات ملتحمة بالعالم الخارجي و أن التحام الذات و الموقف في‬
‫‪INTENTIONNALITÉ‬‬ ‫(‪)166‬‬
‫وقت آني في هذا العالم و أن كل ما يحرك ذلك هو القصد‬
‫بمعنى أن الجانب الداخلي للطالب و ما يحركه من مشاعر و رغبات و انفعاالت يتأثرون بكل ما‬
‫يحيط بهم خارجا في موقف معين‪ ،‬وهنا يتحدد القصد‪ ،‬بماذا يهتمون و ينتبهون وذلك ما يفسر‬
‫لجوءهم لبعض األشكال التعبيرية عن غيرها ويحددون ما يناسب شخص وموضوع ما‪ ،‬من‬
‫خالل‪ ،‬االنطباع الذي يكونه اآلخر عنه من خالل الرسالة التي يصغها و هنا من خالل هذه‬
‫العالقة بين الطالب ( مرسل) والمستقبل الذي يعطي انطباعا عن هذا المرسل‪ ،‬هناك يثير انتباه‬
‫الطالب لبعض الجوانب التي قد لم يالحظها‪ ،‬أو انه اتبع أسلوبه الخاص‪ ،‬ليتعلم بعد ذلك أسلوب‬
‫جديد‪ ،‬يعدل به ما كان من قبل من معارف دون اللجوء بطريقة مباشرة كان يقول ما رأيكم بماذا‬
‫اكتب أو أرسل فعملية االكتساب تصبح حقيقة من خالل التفاعل بين المرسل و المستقبل و‬
‫عمليات فك الرموز المتبادلة للوصول إلى فهم اآلخرين و االندماج في الجماعة‪ ،‬فهذا يحدث‬
‫بطريقة غير مباشرة تكون تلقائية يمارسها الطالب يوميا لعدة مناسبات‪.‬‬
‫كما الحظنا في نفس السياق أن الطلبة يستخدمون كثيرا الوسائط التي يحتوي عليها‬
‫الهاتف النقال المتعلقة بالة التصوير و كاميرا الفيديو في األماكن و الفضاءات العامة في‬
‫الجامعة خاصة في حالة تواجدهم في جماعات‪ ،‬حيث يفضل الطلبة اخذ صور تذكارية مع‬
‫أصدقائهم و للمكان الذي امضوا فيه عدة أوقات و يأخذون صور لهم في قاعات الدرس وأماكن‬
‫جميلة هناك حيث تقول طالبة تخصص فنون‪" :‬صورت الجامعة في الشتاء‪ ،‬كانت شابة‪ ،‬و‬
‫مكاش بزاف الناس‪ ،‬منظر يباقالي ‪ Souvenir‬و نرسم عليه " وكثيرا ال يفضل الطلبة اخذ‬
‫صور لهم دون علمهم لما أصبح يسببه ذلك من مشاكل أخالقية‪ ،‬لكن ال يمانعون إذا كان ذلك‬
‫بدافع المزاح من طرف أصدقائهم ال غير إلى جانب ذلك الطلبة أيضا يستخدمون الموسيقى‬
‫بشكل كبير في فضاءات الجامعة سواء كانوا جماعات و يستمعون للموسيقى عن طريق‬
‫‪ Haut-Parleur‬أو بصفة فردية عن طريق ‪ ،KIT MAN‬وهم الذين يختارون النوع‬
‫الموسيقي الذي يسجلونه على هواتفهم و يتبادلونها مع أصدقائهم عن طريق التقنيات الحديثة‬

‫‪ -166‬صفاء عبد السالم جعفر‪ ،‬الوجود الحقيقي عند مارتن هايدغر‪ ،‬منشأ المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪.68‬‬

‫‪111‬‬
‫بالبلوتوث والحظنا أن كل ما كان حدث خاص ارتبط ذلك بنوع الموسيقى الذي يشيع استخدامه‬
‫بين الطلبة‪ ،‬في تلك الفترة‪ ،‬حيث يرى " بول ريكور" أن هناك فعالية عملية و ثقافية لإلنسان‬
‫حيث ال نستطيع فهم كيف تتجسد الحياة الواقعية و أن تنتج من ذاتها صورة ما إذا لم تفترض في‬
‫بنية الفعل ذاته وسطا رمزيا يتحدد من خالله وعينا بوجودنا االجتماعي حيث ال يمكن ألي‬
‫مجتمع كان أن يشتغل دون جهاز رمزي و اجتماعي(‪ .)167‬بمعنى أن اختيار أنواع الموسيقى له‬
‫داللة اجتماعية حيث من خالل إجراءنا المقابالت الحظنا أن هناك طالب تخصص هندية‬
‫كهربائية من أصل غير جزائري من دولة السنغال انه يستخدم كثيرا الموسيقى خاصة التي تعبر‬
‫عن ثقافتهم اإلفريقية الخاصة لكن ذلك لم يمنعه من تبادل أنواع أخرى مع أصدقائه الجزائريين‪،‬‬
‫خاصة موسيقى الرياضة‪ ،‬التي تزامنت مع مباريات الفريق الوطني الجزائري‪ ،‬في تصفيات‬
‫كاس العالم و كذا من خالل منافسات كأس إفريقيا‪ ،‬حيث استمعنا إليها من خالل هاتفه النقال‬
‫العالي التقنية و كذا الحظنا في تلك الفترة أن معظم الطلبة يستمعون إلى نفس النوع للتعبير عن‬
‫مساندة الفريق الوطني إلى جانب أن الطلبة ال يمانعون من الطلب من أصدقائهم لالستماع لنوع‬
‫معين من الموسيقى‪ ،‬فهم يشتركون في ذلك كنوع من التسلية وتمضية الوقت‪ ،‬وتبادل األذواق‬
‫والثقافات‪ ،‬و كذا كل طالب يعبر عن ذوقه الخاص من خالل الموسيقى التي يرن وفقها هاتفه‬
‫النقال والنوع الذي يطغى على القائمة المحملة على هاتفه‪ ،‬خاصة بالنسبة للطلبة المقيمين في‬
‫الحي الجامعي‪ ،‬يستغلون ذلك للترفيه في غرفهم للترفيه بين الجماعات أو فرديا‪ ،‬والتقاط صور‬
‫وفيديوهات للحفالت والسهرات التي تقام هناك‪ ،‬إلى جانب ذلك يعتبر الهاتف النقال وسيلة فعالة‬
‫استطاعت تجاوز آالت التصوير والوسائل األخرى يستخدمها الطلبة في مختلف الملتقيات‬
‫الهامة و التظاهرات التي تقام في الجامعة شرط أن يكون الهاتف النقال عالي التقنية ويتوفر‬
‫على قدرة استيعاب كبيرة‪.‬‬
‫هناك أيضا من يفضلون تحميل أدعية دينية و أناشيد إلى جانب سور وآيات قرآنية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الموسيقى‪ ،‬واالستماع إليها في بعض األوقات و االنعزال عن ما يحيط بهم‪ ،‬حيث‬
‫يعبر طالب حقوق‪ " :‬كل مرة استمع لذلك ونبعد على الناس وننسى كل شيء "‪ ،‬لذلك فتعامل‬

‫‪ -167‬حسن بن حسن‪ ،‬النظرية التأويلية عند ريكور‪ ،‬دار تينمل للطباعة و النشر‪ ،‬مراكش‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص ‪.24‬‬

‫‪112‬‬
‫الطلبة مع هذه التقنية الحديثة‪ ،‬متنوع ومختلف‪ ،‬حيث أن تعامالت الشباب‪ ،‬مع هذه التقنيات‬
‫االتصالية أصبحت ممارسات فردية و حميمة تجد وقت لنفسها و تبتعد عن الحياة العمومية أو‬
‫العائلية المشتركة وحتى زمن العمل في اإلدارات والمؤسسات وتعزيز الجانب البين ذاتي‬
‫‪ .)168(Intersubjectivité‬كما أصبحت الموسيقى والصور أيضا تؤدي وظيفة أخرى‪ ،‬غير‬
‫ظاهرة وهي وظيفة جذب انتباه اآلخرين‪ ،‬والتعارف من خالل تبادل ملفات عن طريق الهواتف‬
‫النقالة و أسلوب يستخدمه الطلبة إلثارة إعجاب اآلخرين وكوسيلة للتحدث مع من ال يستطيعون‬
‫الوصول إليهم‪.‬‬
‫تعتبر مرحلة الشباب من المراحل المهمة التي يمر بها األفراد‪ ،‬و التي تأثر في سلوكهم‬
‫االجتماعي إلى جانب عوامل أخرى‪ ،‬من بينها تكنولوجيا وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬حيث أن‬
‫الشباب يختلف من مرحلة تاريخية ألخرى فمن خالل عرض أهم تطورات الشباب في الجزائر‬
‫تاريخيا الحظنا أن كل مرحلة بما تحمله من ظروف خاصة تساهم في بلورة هذه الفئة‬
‫االجتماعية خاصة بفضل سياسة إجبار التعليم ومجانيته‪ ،‬وتزايد عدد الجامعات واالرتفاع‬
‫المتزايد ألعداد الطلبة الجامعيين‪ ،‬و التكفل بتكوين فئات الشباب و تدعيم اطالعهم واستخدامهم‬
‫للوسائل االتصالية الحديثة‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا لعينة من طلبة جامعة مستغانم لمحاولة تحليل ظاهرة استخدام الهاتف‬
‫النقال لديهم توصلنا إلى أنهم يميلون أكثر الستخدام التكنولوجيا الحديثة التي تساهم بشكل كبير‬
‫في تحديد سلوكهم االتصالي و خلق أنماط اتصالية جديدة تتجسد من خالل االستخدام اليومي‬
‫للهاتف النقال في الوسط الجامعي وتتقاطع هذه األفعال االتصالية مع الظروف االجتماعية‬
‫الجامعية التي تلعب دورا هاما في تبني هذه التكنولوجيا الحديثة حيث يسعى الطالب كمستخدم‬
‫وفاعل اجتماعي لتكييف الوسائط التكنولوجية بما يتناسب وحاجاته ورغباته في محيطه‬
‫االجتماعي متأثرا كذلك بسلوك الجماعات التي يمضي معظم أوقاته معها ‪،‬حيث يكتسب هذه‬
‫السلوكات االتصالية من خالل التبادل اليومي خاصة من خالل تلك العالقات الثنائية التي تجمع‬

‫‪ -168‬عادل بن الحاج رحومة‪ ،‬تنشئة الهويات الفردية عند الشباب عبر الفضائيات االتصالية و المعلوماتية‪ ،‬إضافات المجلة‬
‫العربية لعلم االجتماع‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬الجمعية العربية لعلم االجتماع‪ ،‬شتاء ‪ ،2010‬ص ‪.136‬‬

‫‪113‬‬
‫بين الطلبة من كال الجنسين في هذه المرحلة والتي تساهم بدورها في تحديد كيفية استخدام‬
‫الهاتف النقال ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫توصلنا من خالل إتباع خطوات منهجية في دراستنا و باالعتماد على عدة دراسات‬
‫ومراجع استطعنا توفيرها‪ ،‬إلى جملة من النتائج و الحقائق تفسر الظاهرة موضوع الدراسة‪،‬‬
‫وتمكننا من تحليل الفرضيات المطروحة منذ البداية‪ ،‬فيما يتعلق بتأثير العوامل االجتماعية أو‬
‫العوامل التقنية الحديثة على استخدامات الهاتف النقال لدى الطلبة الجامعيين‪ ،‬و أهم السلوكات‬
‫االتصالية التي يمارسونها‪ ،‬من خالل هذه الوسيلة االتصالية الحديثة‪ ،‬حيث من بين أهم ما‬
‫توصلنا إليه ما يلي ‪ :‬الهاتف النقال أصبح وسيلة اتصالية حاضرة بشكل واسع في حياة الطلبة‬
‫الجامعيين و كثيرة االستخدامات في مختلف المجاالت و لتحقيق عدة أهداف‪.‬‬
‫االهتمام المتزايد بتكنولوجيا الهواتف النقالة الحديثة‪ ،‬رغم ارتفاع أسعارها‪ ،‬حيث أصبح‬
‫ذلك مظهر من مظاهر التقدم و التباهي أمام اآلخرين و الهاتف النقال أصبح يعكس شخصية‬
‫الطالب‪ ،‬وطريقة لتقرب اآلخرين منه عكس الذي يملك هاتف نقال عادي‪ ،‬إلى جانب استخدام‬
‫ألقاب للتعبير عن الهواتف النقالة العادية كطريقة من االستهزاء‪.‬‬
‫هناك عالقة وطيدة تربط بين الطلبة و الوسائط المتعددة التي تتوفر عليها الهواتف‬
‫النقالة العالية التقنية خاصة تلك التي تسجل الموسيقى بمختلف أنواعها‪ ،‬والفيديوهات والصور‬
‫التي يتم التقاطها عن طريق آالت التصوير وكاميرا الفيديو النقالة التي ترافق الهواتف النقالة‪،‬‬
‫حيث نجد أن كل طالب يخصص مجاال للموسيقى التي يستمع إليها كثيرا والموسيقى المنتشرة‬
‫أكثر‪ ،‬إلى جانب وجود البومات صور شخصية ومجموعة الفيديوهات الخاصة للذكرى‪ ،‬إلى‬
‫جانب الصور و الفيديوهات المحملة المرتبطة باألحداث المستجدة ذات االستهالك اإلعالمي‬
‫والجماهيري المتعلقة بأحداث سياسية‪ ،‬دينية‪ ،‬رياضية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬سواء كانت عالمية أو‬
‫محلية‪ ،‬باإلضافة إلى المواضيع الفكاهية‪.‬‬
‫استخدام الرسائل القصيرة ‪ SMS‬و اإلبداع في كتابتها بطرق رمزية‪ ،‬باالختصار‬
‫واستخدام أشكال و أرقام خاصة للتعبير عن معنى ال يتم فهمه إال من طرف الذين اتفقوا على‬
‫ذلك‪ ،‬ويتم تعلم ذلك من خالل تكرار تلقي نفس األسلوب يتم فهمه من طرف بقية الطلبة‬
‫المستخدمين له والتعود على استخدامه وبالتالي يشترك الطلبة في نفس طريقة التعبير الرمزية‬
‫و المختصرة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫هناك عالقة بين التخصص العلمي و اللغة المستخدمة في كتابة الرسائل القصيرة‪ ،‬حيث‬
‫توصلنا أن طلبة اللغات األجنبية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬االنجليزية‪ ،‬االسبانية‪ ،‬يكتبون بالغات التي‬
‫يدرسونها و يتبادلونها فقط مع الذين يفهمون تلك اللغات‪ ،‬الن ذلك يشكل عائقا بالنسبة للذين ال‬
‫يفهمون تلك اللغات‪ ،‬و كذا باقي التخصصات يستخدمون رموز خاصة و كلمات علمية متعلقة‬
‫بالحقول المعرفية التي يدرسونها كشكل من أشكال التعبير الغير مباشرة‪.‬‬
‫كما الحظنا أن الجانب التقني له تأثير عل استخدام الكتابات المختصرة ذلك انه قد يحد‬
‫من مساحة الصفحة و كذا الحظنا أن معظم الهواتف ال تتوفر على الحروف باللغة العربية‬
‫لذلك ينتشر استخدام الحروف بالغات األجنبية‪.‬‬
‫الرسائل القصيرة وسيلة اتصال في المناسبات و األعياد لتبادل التهاني بين الطلبة‬
‫وللمزاح و وسيلة بديلة للمكالمات في حاالت عدم التفاهم ووسيلة القتصاد الوحدات‪.‬‬
‫انتشار استخدام الرسائل القصيرة المجانية‪ ،‬لتعويض عدم وجود رصيد و كذا للداللة‬
‫على معاني مختلفة في حالة عدم القدرة على االتصال‪ ،‬في حاالت تواجد هم في قاعات الدرس‬
‫أو في وضعيات حرجة‪.‬‬
‫كلما كانت الهواتف النقالة التي يستخدمها الطلبة عالية التقنية‪ ،‬كلما تنوعت استخدامات‬
‫الطالب وكلما كانت الهواتف النقالة عادية تحد من تلك االستخدامات و تقتصر فقط على ما هو‬
‫متعود عليه كإجراء المكالمات و إرسال الرسائل القصيرة‪.‬‬
‫العالقات االجتماعية و قوة العالقة التي تربط الطالب بأطراف آخرين‪ ،‬تحدد طريقة‬
‫االتصال و وقته و كذا مدة االتصاالت التي تستغرقها المكالمات و عدد الرسائل القصيرة التي‬
‫يتم تبادلها‪.‬‬
‫تمثل ظروف الدراسة والنظام الذي يسير دروس المحاضرات و النشاطات التطبيقية‬
‫األخرى التي يمر بها الطالب عوامل تؤثر على األفعال االتصالية للطالب من خالل استخدامه‬
‫للهاتف النقال بحيث ال يعتبر ذلك جزءا من عملية التعليم لذلك هناك من يحترن تلك الشروط‬
‫وهناك من يسعى إلى إيجاد حلول بديلة لتجاوز إكراهات التنظيم عن طريق استغالل جميع‬
‫التقنيات المتاحة من طرف الهاتف النقال‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫العوامل التقنية توفر حلوال بديلة بتعدد وسائطها ووسائل التي تتيحها بتوفير الوقت‬
‫والجهد و تقريب العالقات االجتماعية التي يقيمها الطالب‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك يتنبه الطلبة من خال استخداماتهم للتقنية الحديثة إلى تجنب المشاكل‬
‫األخالقية التي تسببها ويتفادون ذلك ويؤكدون على الحفاظ على أمورهم الشخصية وعدم‬
‫فضحها لآلخرين‪.‬‬
‫من أكثر ما أصبح يميز الفضاءات العامة للمحيط الجامعي االستخدامات العلنية‬
‫للموسيقى المتنوعة التي تصدر الهواتف النقالة للطلبة‪ ،‬و هم مجتمعين مع بعضهم البعض‪ ،‬أو‬
‫بصفة فردية كنوع من أنواع التسلية و كذا للفت االنتباه و جذب األنظار نحوهم‪.‬‬
‫يختلف االستخدام و درجة أهمية الهاتف النقال بين الطالبة الذين يقيمون في الحي‬
‫الجامعي و الطلبة الخارجيين‪ ،‬ذلك لعدم توفر وسائل اتصالية أخرى في الحي الجامعي‪ ،‬وبعد‬
‫المسافة التي تفصل الطالب عن األهل تلعب دور في تحديد درجة أهمية استخدام الهاتف‬
‫النقال‪ ،‬ووقت و زمن و نوع االستخدام الختالف المحيطين‪.‬‬
‫لتفسير الفرضيات المطروحة المتعلقة بالسلوك االتصالي للطالب عندما يستخدم الهاتف‬
‫النقال في الوسط الجامعي االجتماعي‪ ،‬طرحنا فرضيتين األولى متعلقة بالعوامل االجتماعية‬
‫التي تؤثر في السلوك االتصالي للطالب المستخدم للهاتف النقال و الفرضية الثانية متعلقة‬
‫بالجوانب التقنية التي توفرها مختلف أنواع الهاتف النقال و التي قد تؤثر في السلوك االتصالي‬
‫للطالب المستخدم للهاتف النقال‪ ،‬هنا ومن خالل النتائج المتحصل عليها ومن خالل مجموع‬
‫المالحظات التي تم تسجيلها و أيضا من خالل تفسير و تحليل أجوبة المقابالت‪ ،‬وجدنا أن‬
‫الطالب من خالل مختلف األفعال التي يقوم بها بواسطة هاتفه النقال في مختلف الوضعيات‬
‫االجتماعية التي يتواجد فيها‪ ،‬ال تتم بمعزل عن الظروف االجتماعية المسيرة من خالل‬
‫المعايير التي تنظم العالقات الرسمية و العالقات الغير رسمية التي يخضع لها الطالب‪ ،‬في‬
‫مقابل ما يتيحه الهاتف النقال من خالل الوسائط التي يحتوي عليها لذلك وجدنا أن هناك عالقة‬
‫اعتماد متبادل بين ما هو تقني و ما هو اجتماعي الن الطالب من خالل استخداماته االتصالية‬
‫المختلفة‪ ،‬للهاتف النقال ال يريد أن يقوم بتصرفات تقابل بجزاء غير مقبول من طرف اآلخرين‬

‫‪118‬‬
‫خاصة في وضعيات الرسمية المنظمة داخل قاعات الدرس‪ ،‬حيث يستغلون حلول بديلة‪ ،‬لتفادي‬
‫أن يأخذ األساتذة عنهم مالحظات غير جيدة تؤثر على تحصيلهم المعرفي‪ ،‬بينما ال يمنعهم ذلك‬
‫من عمليات اإلرسال و االستقبال داخل قاعات الدرس‪ ،‬في المقابل ال يمانع الطلبة من استغالل‬
‫الفضاءات العامة في الجامعة الستخدام مختلف الوسائط التقنية المرافقة للهاتف النقال بكل‬
‫تلقائية و حرية‪ ،‬و التأثر بجماعات الرفاق من خالل االشتراك في االستماع للموسيقى ومشاهدة‬
‫الفيديوهات و مختلف الصور و تبادلها من هاتف آلخر بينهم‪ ،‬والتحدث بكل حرية‪ ،‬لكن ذلك ال‬
‫يمنع البعض منهم من التحفظ على نشاطاتهم واستخداماتهم المختلفة للهاتف النقال حتى في‬
‫الفضاء العام الغير رسمي‪ ،‬هنا بفعل تلك الرغبة يجد الطالب ما يحقق له ذلك من خالل التقنية‬
‫المتاحة التي تتيح االستخدامات العلنية وكذا تساعد في نفس الوقت على التحفظ و االنعزال عن‬
‫الجماعة‪ ،‬لذلك فان الطالب الجامعي هو الذي يسير االستخدام باالعتماد على مختلف التقنيات‬
‫المتاحة و ما يراه مناسب لديه و كذا ما هو مناسب أمام اآلخرين‪ ،‬فالعملية االتصالية عن‬
‫طريق الهاتف النقال في الوسط الجامعي تجمع بين مجموعة من العوامل التي تسير الفعل و‬
‫السلوك الذي يصدر عن الطالب و تتمثل فيما يلي ‪ :‬عوامل نفسية‪ ،‬عوامل حسية متعلقة بما‬
‫يتالءم مع ذلك و ما تم التعود عليه و يحدث فرق في فعالية االستخدام لدى الطالب‪ ،‬عوامل‬
‫متعلقة بالتقليد و المالئمة مع ما هو سائد من طرق استهالكية بين الطلبة داخل المحيط‬
‫الجامعي‪ ،‬نوع العالقات االجتماعية التي يقيمها الطالب مع اآلخرين و درجة قوتها تؤثر أيضا‬
‫على األفعال االتصالية‪ ،‬التكنولوجيا المتعددة الوسائط التي تقدم عدة خيارات اتصالية في نفس‬
‫الوقت باعتبار أن الهاتف النقال وسيلة تتيح اتصاال متكامل األطراف و متعدد الخيارات‪ ،‬إلى‬
‫جانب القدرة اإلبداعية التي يضفيها الطلبة على ذلك من خالل ابتكار أسلوب كتابة للتعبير‬
‫خاص بهم‪ ،‬و تعلم ذلك من خالل المرور بالتجربة‪ ،‬و اكتساب ذلك و حتى التعديل فيها حسب‬
‫قدراتهم العقلية‪ ،‬و إنتاج الجديد و كذا انتشاره عن طريق مختلف التبادالت بين المرسلين‬
‫والمستقبلين‪ ،‬ووجدنا كذلك لن للتفاعل بين الطلبة‪ ،‬و الوسيلة االتصالية‪ ،‬يؤدي إلى تبادل‬
‫مختلف أنواع الملفات (موسيقى‪ ،‬صور‪ ،‬مقاطع فيديوهات‪ )....،‬عن طريق البلوتوث كلما ال‬
‫حظ طالب ذلك عند األخر‪ ،‬ألن هذه المضامين تجذب االنتباه‪ ،‬بمجرد استخدامها من أحد‬

‫‪119‬‬
‫الطلبة‪ ،‬في الفضاء الخارجي‪ ،‬ومن ثم يؤسس االتصال باألخر بطريقة مختلفة عن المكالمات‬
‫والرسائل القصيرة‪ ،‬ظهرت وانتشرت بفعل ظهور الوسائط الحديثة و تطور أجيال الهاتف‬
‫النقال‪ ،‬حيث أصبح سلوك عادي السؤال عن المضامين الجديد التي يحملها الطلبة على هواتفهم‬
‫النقالة‪ ،‬فبفعل التبادالت المتكررة‪ ،‬أصبحت تصرفات عادية يقوم بها الطلبة لالتصال‪.‬‬
‫لذلك فان التطورات التي طرأت على قطاع االتصاالت في الجزائر والتي ساهمت في‬
‫تفعيل انتشار االتصاالت الالسلكية‪ ،‬و انتشار استخدام الهواتف النقالة و توفر السوق الجزائرية‬
‫على مختلف األجيال المتطورة‪ ،‬ساهمت في تقديم عدة خيارات لفئة الطالبة بما يتناسب‪،‬‬
‫وظروفهم المادية واالجتماعية‪ ،‬وتوصلنا الن هناك حوافز تقنية و اجتماعية لسعي الطلبة‬
‫لتغيير هواتفهم النقالة‪ ،‬وتحديد نوعها‪ ،‬فهناك من يميلون إلى مجرد إتباع احدث التقنيات‬
‫كمظهر من مظاهر التباهي في المجتمع‪ ،‬وهناك من يحتاج ذلك في الدراسة و لملء الفراغ‬
‫والتسلية‪ ،‬وللحصول على وسيلة تحفظ الذكريات الشخصية‪ ،‬إلى جانب أن العالقات‬
‫واالتصاالت الشخصية للطلبة تلعب دورا إلى جانب ذلك في اختيار نوع الهاتف النقال وقرار‬
‫تغييره‪ .‬إلى جانب ظهور بعض السلوكات المنافية للمعايير و القيم االجتماعية‪ ،‬والمتمثلة في‬
‫ظاهرة سرقة الهواتف النقالة في الوسط الجامعي في مختلف األماكن سواء في مكان الدراسة‬
‫أو اإلقامة الجامعية و ظهور قيم جديدة ارتبطت باستخدام الطالب للهاتف النقال‪ ،‬قيم التباهي‪،‬‬
‫والمبالغة في االهتمام بمظهر الهاتف النقال حيث تم تجاوز وظيفته األساسية المتمثلة في‬
‫االتصال بالدرجة األولى وأصبح وسيلة لإلغراء يستخدمها الطلبة سواء الذكور أو اإلناث‪ ،‬إلى‬
‫جانب قيم السرعة و االختصار حتى من خالل تقليص حجم الكتابة‪ ،‬االرتباط بما هو مرئي‬
‫أكثر من خالل تسجيل الصور و الفيديوهات حيث أصبحت تطغى ثقافة الصورة‪ ،‬انتشار قيم‬
‫التسلية و المزاح بين الطلبة بأشكال و صور جديدة‪ ،‬قيم التعارف الجديدة بدون حدود وعوائق‪،‬‬
‫قيم تبادلية واالشتراك في التعامل مع مختلف أنواع المضامين االتصالية واالّط الع على‬
‫هواتف بعضهم البعض وانتهاك الخصوصية‪ ،‬إلى جانب قيم التأكيد على استقالل الطالب عن‬
‫اآلخرين والتكتم عن عالقاته الشخصية وانعزاله عن اآلخرين عن طريق االستخدامات‬
‫الفردية‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫لذلك من خالل دراستنا تم تأكيد الفرضيتين وإيجاد عالقة تربطهما من خالل تحليل‬
‫مختلف األفعال االتصالية للطلبة حيث ال يمكن تأكيد فرضية ونفي الفرضية الثانية‪ ،‬فليس هناك‬
‫عوامل مطلقة التأثير على حساب العوامل األخرى‪ ،‬و هناك عالقة بينهما فالتقنية شجعت‬
‫السرعة وسهولة االتصال وغّيرت طرق التعامل مع شبكة العالقات االجتماعية‪ ،‬وحددت‬
‫لنفسها مكانة في المحيط االجتماعي بتنوعه من خالل الفاعل االجتماعي الذي يحاول دائما‬
‫أيجاد توافق لحياته بين ما هو تقني حديث و ما هو ذو طابع اجتماعي لتسهيل حياته ونشاطاته‬
‫اليومية‪ ،‬لذلك فالسلوك االتصالي للطالب يؤثر ويتأثر بالهاتف النقال ومجموع الظروف‬
‫التنظيمية في الجامعة المكان الذي يتلقى فيه تكوينه العلمي و كذا وسط العالقات التي يقيمها مع‬
‫الذين يشاركونه تجاربه اليومية‪ ،‬ليس هناك حتمية تقنية مطلقة تفرض عليه نوع من السلوك‬
‫وفي نفس الوقت ال يوجد حتميات اجتماعية مطلقة تكبح نشاطاته االتصالية فهناك عالقة‬
‫اعتماد وتبادل بين الحتميتين والعنصر األساسي الذي يحسم األمر ويسير نشاطه االتصالي هو‬
‫الطالب كعنصر محوري وكفاعل اجتماعي يحدد موقفه االتصالي وسط المواقف االتصالية‬
‫األخرى‪ ،‬ويراعي بعض األولويات التي يجدها مناسبة بالنسبة إليه من الناحية االجتماعية التي‬
‫يعيشها و يمر بها أو من الناحية العملية التي يحتاجها و تتطلبها أعماله التي يهدف إلى تحقيقها‬
‫سواء باالشتراك مع عناصر أخرى أو أهداف و رغبات فردية متعلقة بذاته‪.‬‬
‫ولفتح باب البحث ومجال أخر للدراسة في هذا الموضوع وعدم التوقف عند نقطة‬
‫واحدة و البقاء في عالقة التقنية بالعوامل االجتماعية فيما يتعلق باستخدامات الهاتف النقال لدى‬
‫الطلبة الجامعيين‪ ،‬نحاول أن نطرح إشكالية جديدة فيما يتعلق باستخدامات الهاتف النقال‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل وسط اجتماعي أخر‪ ،‬يختلف عن الوسط الجامعي‪ ،‬يتمثل في الحياة العملية التي ينتقل‬
‫إليها الطلبة بعد تخرجهم من الجامعة‪ ،‬و الظروف الجديدة التي ينتقلون إليها وكيف يؤثر ذلك‬
‫على استخدامات الهاتف النقال و هل يغير في السلوك االتصالي الذي تعود عليه الطالب وهو‬
‫في الوسط الجامعي‪ ،‬وما هي أهم االستخدامات التي تغيرت‪ ،‬ويمكن طرح إشكالية متعلقة‬
‫بعالقة الهاتف النقال و المستخدمين‪ ،‬وإمكانية تمثيل استخدامات الهاتف النقال لهوية الفاعلين‬

‫‪121‬‬
‫االجتماعيين وكيف يساهم االستخدام في التمييز بين األفراد رغم اشتراكهم في استخدام نفس‬
‫الوسيلة االتصالية‪.‬‬
‫إلى جانب االنتشار المتزايد لوسائل تكنولوجيا الحديثة في الجزائر و تشجيعها لذلك‬
‫وتطويرها في جميع الميادين‪ ،‬خاصة مع قرار إدخال تقنيات الهاتف النقال الذي ينتمي إلى‬
‫الجيل الرابع ‪ G4‬في سنة ‪.2012‬‬

‫‪122‬‬
‫قائمة المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ ‬الكتب ‪:‬‬
‫احدادن زهير‪ ،‬مدخل لعلوم اإلعالم و االتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫الجزائر‪.1991 ،‬‬
‫إحسان محمد حسن‪ ،‬مناهج البحث العلمي االجتماعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫الطبعة األولى‪.2005 ،‬‬
‫ألدناني ردمان عبد الملك‪ ،‬تطوير تكنولوجيا االتصال و عولمة المعلومات‪ ،‬المكتب‬ ‫‪)3‬‬
‫الجامعي الحديث‪.2005 ،‬‬
‫أنجرس موريس‪ ،‬ترجمة ‪ :‬بوزيد صحراوي وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي في‬ ‫‪)4‬‬
‫العلوم اإلنسانية ( تدريبات عملية)‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫بوعناقة علي‪ ،‬الشباب ومشكالته االجتماعية في المدن الحضرية‪ ،‬مركز دراسات‬ ‫‪)5‬‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.2001 ،‬‬
‫الجزيزي مجدي‪ ،‬الفلسفة بين األسطورة و التكنولوجيا‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬ ‫‪)6‬‬
‫والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫جعفر عبد السالم صفاء‪ ،‬الوجود الحقيقي عند مارتن هايدغر‪ ،‬منشأ المعارف‪،‬‬ ‫‪)7‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2000 ،‬‬
‫حسن بن حسن‪ ،‬النظرية التأويلية عند ريكور‪ ،‬دار تينمل للطباعة والنشر‪ ،‬مراكش‪،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫الطبعة األولى‪.1992 ،‬‬
‫حسن محمد إحسان‪ ،‬النظريات االجتماعية المتقدمة‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪.2005 ،‬‬
‫حسنين شفيق‪ ،‬حاسبات الوسائط المتعددة و االنترنيت‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر‬ ‫‪)10‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫دليو فضيل‪ ،‬االتصال‪ :‬مفاهيمه‪ ،‬نظرياته‪ ،‬وسائله‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫‪.2003‬‬
‫دليو فضيل‪ ،‬مقدمة في وسائل االتصال الجماهيرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪)12‬‬
‫الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫الزيود ماجد‪ ،‬الشباب و القيم في عالم متغاير‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪.2006 ،‬‬ ‫‪)13‬‬
‫الساعاتي سامية‪ ،‬الشباب العربي و التغير االجتماعي‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫السنو العبد اهلل مي‪ ،‬االتصال في عصر العولمة ( الدور و التحديات الجديدة )‪ ،‬الدار‬ ‫‪)15‬‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫السويدي محمد‪ ،‬مقدمة في دراسة المجتمع الجزائري (تحليل سوسيولوجي ألهم‬ ‫‪)16‬‬
‫مظاهر التغير في المجتمع الجزائري المعاصر)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫الشتا علي السيد‪ ،‬التفاعل االجتماعي من المنظور الظاهري‪ ،‬المكتبة المصرية‪،‬‬ ‫‪)17‬‬
‫اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫الشتا علي السيد‪ ،‬النظرية المعاصرة لعلم االجتماع‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مؤسسة شباب‬ ‫‪)18‬‬
‫الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫الطنوبي عمر محمد محمد‪ ،‬نظريات االتصال‪ ،‬مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية‪،‬‬ ‫‪)19‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2001 ،‬‬
‫عبد الحميد حسين رشوان‪ ،‬أصول البحث العلمي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪)20‬‬
‫‪.2003‬‬
‫عبد الحميد حسين رشوان‪ ،‬العلم و البحث العلمي دراسة في مناهج العلوم‪ ،‬المكتب‬ ‫‪)21‬‬
‫الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة السادسة‪.1996 ،‬‬
‫عبد الوهاب إبراهيم‪ ،‬أسس البحث االجتماعي‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)22‬‬
‫األولى‪.1985 ،‬‬
‫عرابي محمود‪ ،‬تأثير العولمة على ثقافة الشباب‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)23‬‬
‫األولى‪.2006 ،‬‬
‫عزي عبد الرحمان‪ ،‬الفكر االجتماعي المعاصر و الظاهرة اإلعالمية االتصالية‬ ‫‪)24‬‬
‫(بعض األبعاد الحضارية)‪ ،‬دار األمة للطباعة و النشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪.1995 ،‬‬
‫عزي عبد الرحمان‪ ،‬دراسات إعالمية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬مركز الطباعة للنشر‪،‬‬ ‫‪)25‬‬
‫الجزائر‪.1992/1993 ،‬‬
‫عزي عبد الرحمان‪ ،‬فضاء اإلعالم‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪)26‬‬
‫‪.10/1994‬‬
‫عزي عند الرحمان‪ ،‬عالم االتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬ ‫‪)27‬‬
‫عكاشة رضا‪ ،‬تأثيرات وسائل اإلعالم ( من االتصال الذاتي إلى الوسائط الرقمية‬ ‫‪)28‬‬
‫المتعددة )‪ ،‬المكتبة العالمية للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2006 ،‬‬
‫عليان ربحي مصطفى‪ ،‬مجتمع المعلومات و الواقع العربي‪ ،‬دار جرير للنشر و‬ ‫‪)29‬‬
‫التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2006 ،‬‬
‫عمر خليل معن‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬ ‫‪)30‬‬
‫عمر زيان محمد‪ ،‬البحث العلمي ‪ :‬أسسه و تقنياته‪ ،‬مطابع الهيئة المصرية للكتاب‪،‬‬ ‫‪)31‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫غريب محمد سيد احمد‪ ،‬المدخل في دراسة الجماعات االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة‬ ‫‪)32‬‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬
‫قنديلجي عامر‪ ،‬البحث العلمي و استخدام مصادر المعلومات التقليدية وااللكترونية‪،‬‬ ‫‪)33‬‬
‫البازوري‪.2008 ،‬‬
‫كريب ايان‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محمد حسين غلوم‪ ،‬مراجعة ‪ :‬محمد عصفور‪ ،‬النظرية‬ ‫‪)34‬‬
‫االجتماعية من بارسونز إلى هابر ماس‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪.1999 ،‬‬
‫ليسلي فرانسوا‪ ،‬ماكاريز نيقوال‪ ،‬ترجمة ‪ :‬فؤاد شاهين‪ ،‬وسائل االتصال المتعددة‬ ‫‪)35‬‬
‫(ملتيميديا)‪ ،‬عويدات للنشر والطباعة‪ ،‬بيروت ‪.2004‬‬
‫مجاهد جمال‪ ،‬شيبة علي شدوان وخليفي طارق‪ ،‬مدخل إلى االتصال الجماهيري‪ ،‬دار‬ ‫‪)36‬‬
‫المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫محمود طلعت منال‪ ،‬مدخل إلى علم االتصال‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث للنشر‪،‬‬ ‫‪)37‬‬
‫اإلسكندرية‪.2002-2001 ،‬‬
‫مكاوي عماد حسن‪ ،‬تكنولوجيا االتصال في عصر العولمة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬‬ ‫‪)38‬‬
‫القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫نيجروبونت نيكوالس‪ ،‬ترجمة‪ :‬سمير إبراهيم شاهين‪ ،‬التكنولوجيا الرقمية (ثورة‬ ‫‪)39‬‬
‫جديدة في نظم الحاسبات و االتصاالت )‪ ،‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.1998 ،‬‬
‫‪ ‬المعاجم والقواميس والموسوعات ‪:‬‬
‫بودون ريمون‪ ،‬بور يكو فرانسوا‪ ،‬ترجمة‪ :‬سليم حداد‪ ،‬المعجم النقدي لعلم االجتماع‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بيروت‪.2007 ،‬‬
‫حجاب محمد منير‪ ،‬المعجم اإلعالمي‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)2‬‬
‫األولى‪.2004 ،‬‬
‫عبد الكافي عبد الفتاح إسماعيل‪ ،‬مصطلحات عصر العولمة ( سياسية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬نفسية‪ ،‬إعالمية )‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2004 ،‬‬
‫عمر خليل معن‪ ،‬معجم علم االجتماع المعاصر‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ ‬المجالت والدوريات‪:‬‬
‫إضافات المجلة العربية لعلم االجتماع‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬الجمعية العربية لعلم االجتماع‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫شتاء ‪.2010‬‬
‫دراسات في نظرية االتصال نحو فكر إعالمي متميز‪ ،‬العدد ‪ ،258‬سلسلة كتب‬ ‫‪)2‬‬
‫المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ديسمبر ‪.2003‬‬
‫جريدة الشروق اليومي‪ ،‬العدد ‪ 22 ،2881‬مارس ‪.2010‬‬ ‫‪)3‬‬
‫جريدة الشروق اليومي‪ ،‬العدد ‪7 ،2926‬ماي ‪.2010‬‬ ‫‪)4‬‬
‫العرب وثورة المعلومات‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2005 ،‬الطبعة‬ ‫‪)5‬‬
‫األولى ‪.‬‬
‫العرب وثورة المعلومات‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪)6‬‬
‫‪.2005‬‬
‫مجلة آفاق الشبكة للتعليم المفتوح و التعليم عن بعد‪ ،‬العدد‪ ،5‬مكتبة القدس‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪)7‬‬
‫يناير‪.2005 ،‬‬
‫مجلة اإلذاعات العربية‪ ،‬العدد‪ ،2‬سناباكت للنشر‪ ،‬تونس‪.2005 ،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫مجلة االقتصاد والمناجمنت‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬عدد ‪ 3‬مارس ‪.2004‬‬ ‫‪)9‬‬
‫المجلة الجزائرية لالتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ 19 ،‬جانفي‬ ‫‪)10‬‬
‫‪.2006‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪17‬جوان ‪ ،2002‬دار الهدى للطباعة و النشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬أكتوبر ‪.2008‬‬ ‫‪)12‬‬
‫مجلة تكنولوجيا االتصاالت و المعلومات‪ ،‬العدد ‪ ،108‬يمنيو ‪.2010‬‬ ‫‪)13‬‬
‫مجلة فكر ومجتمع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬طاكسيج كوم للدراسات و النشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫الجزائر‪ ،‬أفريل ‪.2009‬‬
‫مجلة مستقبل الثورة الرقمية ( العرب و التحدي القادم) مجلة العربي‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫‪)15‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬جانفي ‪.2003‬‬
‫‪ ‬التقارير و أشغال الملتقيات‪:‬‬
‫مركز الدراسات و األبحاث االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬أشغال ملتقى الشباب و التغير‬ ‫‪)1‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬الجامعة التونسية‪ ،‬سلسلة الدراسات االجتماعية‪ ،‬رقم ‪ ،10‬األسرية‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫‪.1982‬‬
‫‪ ‬األعمال الجامعية والدراسات األكاديمية‪:‬‬
‫بومعيزة السعيد‪ ،‬اثر وسائل اإلعالم على القيم و السلوكيات لدى الشباب (دراسة‬ ‫‪)1‬‬
‫استطالعية بمنطقة البليدة )‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫حميدي ميلي‪ ،‬تقييم خدمات الهاتف النقال في الجزائر من خالل عملية سبر اآلراء‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006-2005 ،‬‬
‫عامر لمياء‪ ،‬أثر السعر على قرار الشراء ( دراسة حالة قطاع خدمة الهاتف النقال)‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006-2005 ،‬‬
‫عبد العليم تاوتي‪ ،‬دراسة في سوق خدمة اتصاالت الهاتف النقال في الجزائر من‬ ‫‪)4‬‬
‫‪2000‬الى ‪ ،2005‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2006 ،‬‬
‫كوسة فاطمة الزهراء‪،‬أزمة الهوية عند الشباب الجزائري(دراسة استكشافية)‪ ،‬رسالة‬ ‫‪)5‬‬
‫ماجستير غير منشورة‪،‬جامعة الجزائر‪.2006،‬‬
‫هارون مليكه‪ ،‬االتصال في أوساط الشباب في ظل التكنولوجيا الحديثة لإلعالم‬ ‫‪)6‬‬
‫واالتصال ( دراسة ميدانية تحليلية على عينة من شباب والية تيبازة خالل صيف ‪،)2004‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2005-2004 ،‬‬
‫‪ ‬قائمة المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪ ‬الكتب باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1) Baudichon Janine, la communication (processus, formes et‬‬
‫‪application), Armand Collin, Paris.‬‬
‫‪2) Baugent Lucy, l'identité sociale, les topos, Dunos, Paris, 1998.‬‬
‫‪3) Colloque de Cerisy, le parler frais d'Erving Goffman, éditions de‬‬
‫‪minuit, Paris, 1969.‬‬
4) Corriveau Raymond, le plan de la communication (une approche
pour agir en société), presse universitaire du Québec, Canada, 2004.
5) Dépléteau François, La démarche d'une recherche en sciences (de
la question de départ à la communication des résultats), université de
Boeck, Bruxelles, 2000.
6) Dirigé par Corroy Laurence, Barbey Francis, Les jeunes et les
médias (les raison du succès), Ina, Paris, 10/2008.
7) Galland Olivier, la sociologie de la jeunesse, Armand
Collin,quatrième édition, Paris, 2007.
8) Galland Olivier, Oberti Marco, les étudiants, édition, la découverte,
Paris, 1996.
9) Gehin Sybil, Méthodes de communication interpersonnelle, éditions
Eska, Paris, 2 éme édition, 2004.
10) Juan Salvador, Méthodes de recherche en sciences humaines
(exploration critique des techniques), France, 1999.
11) Lazar Judith, la science de la communication (Que sais- je?),
éditions Dahlab,Alger,deuxième édition, 1993.
12) Lazar Judith, Sociologie de la communication de masse, Armand
Collin, Paris, 1997.
13) Matelart Armand et Michèle, Histoire des théories de la
communication, Casbah, éditions, Alger, 1999.
14) Matelart Armand, la mondialisation de la communication, presses
universitaire,Paris, première édition, 1996.
15) MC Luhan Marshall, pour comprendre les médias, mame, Seuil,
Paris, 1988.
16) Meziane Mohamed, La communication et les nouvelles techniques
de l'information, édition- el- Ayam, Alger, 1999.
17) Pedler Emmanuel, Sociologie de la communication, Armand Collin,
Paris, 2005.
18) Rarrbo Kamel, L'Algérie et sa jeunesse (marginalisation et désarroi
culturel), Editions l'Harmattan, Paris, 1995, Armand Collin, Paris,
2007.
19) Rey David, Interfaces GSM montagnes pour téléphone portable,
éditions techniques françaises, Paris, 2004.
20) Rigaux Nathalie, introduction a la sociologie par sept grand auteurs
(avec exercices corrigés et suppléments sur Internet), De
Boeck ,Bruxelles ,2008.
21) Tourin Alain, Pour la sociologie, éditions du Seuil, 1974.
: ‫ الكتب باللغة االنجليزية‬
1) Calhom Craig and other, Contemporary sociological theory, Black
Well publishing second –edition, Australia.2007.
2) Scollon Ron, Mediated discourse as social interaction, (a case study
of new discourse), Longman, London, 1998.
: ‫ المعاجم و القواميس باللغة الفرنسية‬
1) Akoun André et Ansart Pierre, Dictionnaire de la sociologie, le
robert, Seuil, Paris, 1999.
2) Boudon Raymond et autres,Dictionnaire de sociologie, les
référent,Paris, 1999.
3) Lamizet Bernard,Silem ahmed,Dictionnaire encyclopédique des
sciences de l'information et de la communication, Ellipses,Paris.1997.
4) Mesure Sylvie et Savidan Patrick, le dictionnaire des sciences
humaines, Presse universitaire, Paris, 1ereEdition, 2006.
5) Wolton Dominique et autres, pratiques médiatiques (50 mots clés),
CNRSEE, Edition, Paris, 1999.
: ‫ المجالت والدوريات باللغة الفرنسية‬
1) La communication état de savoir, éditions sciences humaines, Paris,
1998.
2) Magazine Lisa et Vieira et Nathalie Pinède, EDS, tome1, Presses
universitaires de Bordeaux, Bordeaux, 2005.
3) Réseaux n°100,Cent/Hermès sciences publication, 2000.
4) Revue des réseaux n°116, FTR&D/Hermès publications-2002.
:‫ األعمال الجامعية والدراسات األكاديمية باللغة الفرنسية‬
1) Corrine Martin, Téléphone portable chez les jeunes adolescents et
leurs parents: quelle légitimation des usages? Deuxième workshop de
Marsouin, 4et 5 décembre2003, ENST, Bretagne, Brest.
2) Serge Proulx, Usages des technologies d'information et de
communication : reconsidérer le champ d'étude ? Université de Québec,
Montréal, 2001.
:web graphie : ‫ الوابغرافيا‬

1) file://G:l'Algérie :les téléphones portables font vibrer le pays 2006


afrik.com.htm.à14:3le29/11/2009.
2) http:/ar.Wekipedia.org/Wiki/html.à12 :50le17/10/2009.
3) www.alwaqt.com/art.php?aid=116457.à 20:52le5/7/2010.
4) www.elexpressiondz.com/article/9/2008-0127/49251.html.16:46.
5) www.elhiwaroline.com/ara/content/view/28110/120/10:49.7/7/2010
6) www.elouma.com/ar/content/view/11245/98.7/7/2010.10:26.
7) www.elwa3at.com/vb/article4721.html.7/7/2010.
8) www.enaharonline.com/ar/specialpages/reportage/
28167.html.1/9/2010.23:33.
9) www.hrdiscussion.com/hr9225.html.5/7/2010.22:02.
10) www.itmag.dz.com/spip.php?article937.17/10/2009.13:05.
11) www.jeuneafrique.com/articles/dossier/artjja2511
po78.079.xn10/telephone-mobile-djezzy.html.13:48.14/9/2009.
12) www.maghrbia.com/cocoon/awt/xhtm11/ar/features/awt/feature/
2006/3/12/feature.01.5/7/2010.20:38.
13) www.mobilealgerie.com/modules.php?
name=newsfile=articlesid=1739.11:16.30/11/2009.
14) www.radioalgerie.dz/?p=20170.5/7/2010.21:06.
15) www.Swalif.net.l.phone.History.cell.à11:40le16/10/2009.
01 :‫الملحق رقم‬

:‫التي يتداولها الطلبة‬ )SMS( ‫جدول يبين أمثلة عن كلمات مختصرة تستخدم في رسائل‬

‫اإلختصار‬ ‫الكلمات األصلية‬

Mrc Merci
Wé Oui
Bng Bonjours
Slt Salut
Bis Bisou
Chui Je suis
3nd ‫عند‬
9ar3ili ‫قارعلي‬
B1 Bien
Msg Message
Bn8 Bonne nuit
By Bay
Koi d 9 Quoi de neuf
2 dan De dans
@+ A plus
Paske Parce que
Pk Pourquoi
1n Une
1 Un
Ke Que
Ms Mais
Tjr Toujours
É Et
Bzf Bzef
Fé 2 bo rêves Fait de beaux rêves
É Est
A.v.c Avec
s.v.p S’il vous plait
cmt Comment
allé Aller
2m1 Demain
To2 Todo
F Ph
‫‪Tof‬‬ ‫‪Photo‬‬
‫‪Med‬‬ ‫‪Mohamed‬‬
‫‪Hmd‬‬ ‫الحمد هللا‬
‫‪i♥u‬‬ ‫‪I love you‬‬
‫‪tnqt pa‬‬ ‫‪Ne t’inquiète pas‬‬
‫‪mdr‬‬ ‫‪Mort de rire‬‬
‫‪bcq‬‬ ‫‪Beaucoup‬‬
‫‪bq‬‬ ‫‪Beau‬‬
‫‪bl‬‬ ‫‪Belle‬‬
‫‪att moi‬‬ ‫‪Attend moi‬‬
‫‪s.v b1‬‬ ‫‪Sa va bien‬‬

‫الملحق رقم‪02 :‬‬

‫مكان‬ ‫مصدر الدخل‬ ‫التخصص‬ ‫السن الجنس‬ ‫البيانات‬


‫اإلقامة‬ ‫المبحوثين‬
‫داخلية‬ ‫األب واألخت‬ ‫علوم اإلعالم و‬ ‫أنثى‬ ‫‪24‬‬ ‫‪1‬‬
‫الكبرى‬ ‫االتصال‬
‫داخلية‬ ‫األب والصديق‬ ‫لغة فرنسية ‪LMD‬‬ ‫أنثى‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬
‫خارجية‬ ‫األب و األم‬ ‫لغة فرنسية ‪LMD‬‬ ‫أنثى‬ ‫‪23‬‬ ‫‪3‬‬
‫خارجي‬ ‫أعمال متعددة‬ ‫تربية بدنية ‪LMD‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪4‬‬
‫خارجي‬ ‫أعمال متعددة‬ ‫تربية بدنية ‪LMD‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪5‬‬
‫داخلي‬ ‫العمل الحر‬ ‫هندسة إلكترونية‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪6‬‬
‫خارجي‬ ‫األب‬ ‫بيولوجيا‬ ‫ذكر‬ ‫‪19‬‬ ‫‪7‬‬
‫داخلية‬ ‫األب و األم‬ ‫تربية بدنية‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪8‬‬
‫خارجية‬ ‫العمل‬ ‫لغة اسبانية‬ ‫أنثى‬ ‫‪20‬‬ ‫‪9‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫لغة انجليزية‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪10‬‬
‫تجارة الهواتف خارجي‬ ‫عوم إنسانية ‪LMD‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪11‬‬
‫النقالة‬
‫خارجية‬ ‫األب‬ ‫بيولوجيا‬ ‫انثنى‬ ‫‪25‬‬ ‫‪12‬‬
‫خارجي‬ ‫علوم زراعية‬ ‫ذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪13‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫علوم طبيعية ‪LMD‬‬ ‫أنثى‬ ‫‪21‬‬ ‫‪14‬‬
‫خارجي‬ ‫أعمال حرة‬ ‫علوم سياسية‬ ‫ذكر‬ ‫‪21‬‬ ‫‪15‬‬
‫داخلي‬ ‫أعمال حرة‬ ‫علوم سياسية‬ ‫ذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪16‬‬
‫خارجية‬ ‫األب‬ ‫علوم سياسية‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪17‬‬
‫داخلي‬ ‫أعمال حرة‬ ‫حقوق‬ ‫ذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪18‬‬
‫خارجية‬ ‫االم‬ ‫علوم سياسية‬ ‫أنثى‬ ‫‪25‬‬ ‫‪19‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫حقوق‬ ‫أنثى‬ ‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬
‫داخلي‬ ‫أعمال حرة‬ ‫فنون تشكيلية‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪21‬‬
‫داخلية‬ ‫فنون تشكيلية ‪ LMD‬األب‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬
‫خارجي‬ ‫أعمال حرة‬ ‫أدب عربي‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬
‫خارجية‬ ‫األب‬ ‫أدب عربي‬ ‫أنثى‬ ‫‪21‬‬ ‫‪24‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫لغة فرنسية‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬
‫األب‪ +‬أعمال داخلي‬ ‫لغة اسبانية‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪26‬‬
‫حرة‬
‫خارجي‬ ‫األب‬ ‫لغة انجليزية‬ ‫ذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪27‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫لغة اسبانية‬ ‫أنثى‬ ‫‪25‬‬ ‫‪28‬‬
‫تجارة الهواتف خارجي‬ ‫فنون تشكيلية‬ ‫ذكر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪29‬‬
‫النقالة‬
‫خارجية‬ ‫األب‬ ‫علوم تسيير‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪30‬‬
‫داخلي‬ ‫األب و األم‬ ‫علوم دقيقة‬ ‫ذكر‬ ‫‪21‬‬ ‫‪31‬‬
‫األب و تجارة داخلية‬ ‫أشغال عمومية‬ ‫أنثى‬ ‫‪25‬‬ ‫‪32‬‬
‫الهواتف النقالة‬
‫داخلي‬ ‫األب‬ ‫إعالم ألي‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪33‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫هندسة معمارية‬ ‫أنثى‬ ‫‪24‬‬ ‫‪34‬‬
‫خارجي‬ ‫األب و األم‬ ‫هندسة معمارية‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪35‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫كيمياء صناعية‬ ‫أنثى‬ ‫‪26‬‬ ‫‪36‬‬
‫خارجي‬ ‫التجارة‬ ‫علوم تجارية‬ ‫ذكر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪37‬‬
‫داخلية‬ ‫علوم اقتصادية ‪ LMD‬األب‬ ‫أنثى‬ ‫‪24‬‬ ‫‪38‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫علوم إنسانية ‪LMD‬‬ ‫أنثى‬ ‫‪21‬‬ ‫‪39‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫حقوق‬ ‫أنثى‬ ‫‪23‬‬ ‫‪40‬‬
‫خارجي‬ ‫األب‬ ‫حقوق ‪LMD‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪41‬‬
‫األب و العمل خارجي‬ ‫أدارة أعمال‬ ‫ذكر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪42‬‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫علوم تجارية‬ ‫أنثى‬ ‫‪23‬‬ ‫‪43‬‬
‫خارجي‬ ‫العمل‬ ‫علوم اقتصادية‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪44‬‬
‫خارجية‬ ‫األب و األم‬ ‫علوم تسيير‬ ‫أنثى‬ ‫‪21‬‬ ‫‪45‬‬
‫داخلي‬ ‫األب‬ ‫علوم إعالم و اتصال‬ ‫ذكر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪46‬‬
‫داخلية‬ ‫األم‬ ‫علم النفس‬ ‫أنثى‬ ‫‪23‬‬ ‫‪47‬‬
‫داخلي‬ ‫األب‬ ‫علم االجتماع‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪48‬‬
‫خارجي‬ ‫األب وأعمال‬ ‫علم اجتماع‬ ‫ذكر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪49‬‬
‫حرة‬
‫داخلية‬ ‫األب‬ ‫علم النفس‬ ‫أنثى‬ ‫‪22‬‬ ‫‪50‬‬

‫الملحق رقم‪03 :‬‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة عبد الحميد بن باديس‬
‫كلية العلوم اإلجتماعية‬
‫قسم علم اإلجتماع‬
‫تخصص علم اجتماع اتصال‬

‫التاريخ‪............. :‬‬
‫الساعة‪ :‬من ‪ .....‬إلى ‪.....‬‬
‫اليوم‪.......................:‬‬
‫المكان‪.....................:‬‬
‫أنا طالبة سنة ثانية ماجستير علم اجتم‪zz‬اع اتص‪zz‬ال بجامع‪zz‬ة مس‪z‬تغانم ‪،‬جئن‪zz‬ا لمح‪z‬اورتكم في إط‪zz‬ار‬
‫البحث الذي يتناول موضوع استخدام الطلبة الجامعيين للهاتف النق‪zz‬ال ‪ ،‬دراس‪zz‬ة ميداني‪zz‬ة بجامع‪zz‬ة‬
‫مستغانم ‪.‬‬
‫و إذا كنتم ال ترون مانعا من ذلك و لديكم الوقت ‪،‬س‪z‬أقوم بمح‪z‬اورتكم وتس‪z‬جيل كالمكم لتوظيف‪zz‬ه‬
‫ألغراض علمية و أعاهدكم أنا ما ستقولونه يبقى فقط في حيز الدراسة دون ذكر األسماء ‪.‬‬

‫دليل المقابلة‬

‫محور السمات العامة ‪:‬‬


‫السن ‪:‬‬
‫الجنس ‪:‬‬
‫التخصص ‪:‬‬
‫مكان اإلقامة ‪ :‬داخلي أم خارجي‬
‫مصدر الدخل ‪) :‬المصروف الخاص (‬
‫المحور الثاني ‪ :‬خصائص الهاتف النقال‬
‫منذ متى تستخدم الهاتف النقال ؟‬
‫ما نوع الهاتف الذي تملكه ؟‬
‫كم ثمنه ؟‬
‫تحدث عن عدد مرات تغيير الهاتف النقال ؟ ‪،‬إن تم تغييره و ما سبب ذلك ؟‬
‫من أين تشتري الهاتف ؟ و لماذا؟‬
‫المحور الثالث ‪ :‬عادات و مجاالت االستخدام ‪:‬‬
‫هل تحمل الهاتف النقال يوميا و في كل مكان؟ تحدث عن ذلك‬
‫كيف تتعامل مع خصائص هاتفك النقال ؟(الموسيقى ‪،‬الصور‪،‬الفيديو‪ ،‬تبادل الملفات‪....‬كل م‪II‬ا‬
‫يتوفر عليه الهاتف النقال المستخدم)‬
‫ما هو نوع الموسيقى الذي تستخدمه للرنات؟ كيف يكون مستوى الموسيقى ؟‬
‫هل تفضل المكالمات أو الرسائل القصيرة ؟‬
‫ما هي لغتك المستخدمة لكتابة الرسائل القصيرة ؟‬
‫هل تعتمد على االختصار؟كيف ذلك؟ لماذا ؟‬
‫هل تطلع أصدقائك على رسائلك القصيرة في حالة عدم فهمها ؟‬

‫المحور الرابع ‪ :‬استخدامات الهاتف النقال في الوسط الجامعي‬


‫‪I‬ات‬
‫‪I‬ات ؟ (المكالم‪I‬‬
‫‪I‬رات ‪ ،‬التطبيق‪I‬‬
‫‪I‬درس المحاض‪I‬‬
‫كيف تتعامل مع الهاتف النقال في قاعات ال‪I‬‬
‫الهاتفية‪،‬الرسائل القصيرة)‬
‫ما هو سلوكك اتجاه الهاتف النقال و أنت في المكتبة الجامعية أو قاعات المطالعة ؟‬
‫ما هو سلوكك اتجاه الهاتف النقال و أنت خارج قاعات الدروس في الجامعة؟ تحدث عن ذلك‪.‬‬
‫‪I‬ف‬
‫‪I‬اذا؟ تكلم عن مختل‪I‬‬
‫‪I‬ة ؟ لم‪I‬‬
‫‪I‬ة و أنت في الجامع‪I‬‬
‫‪I‬ة من الطلب‪I‬‬
‫هل تتكلم هاتفيا وسط جماع‪I‬‬
‫الوضعيات‪.‬‬
‫الملحق رقم ‪ : 4‬عينات منسوخة من إجابات المبحوثين‬
‫العينة رقم ‪:1‬‬
‫المكان ‪:‬كلية العلوم االجتماعية‬
‫التاريخ‪ :‬الخميس ‪ 22‬أفريل ‪2010‬‬
‫المدة الزمنية ‪:‬من ‪10:43‬الى ‪11:40‬‬
‫الجنس ‪:‬أنثى‬
‫السن ‪ 23:‬سنة‬
‫تخصص ‪:‬علوم اإلعالم و االتصال‬
‫مصدر الدخل‪ :‬األخت الكبرى و األب‬
‫اإلقامة ‪ :‬داخلية‬
‫خصائص الهاتف النقال ‪:‬‬
‫عندي عامين وأنا نخدم بالتلفون بورتابل نوكيا ‪،1110‬بصح قبلها كان عندي ‪، Alcatel‬صافي‬
‫‪I‬ادو‬
‫من ‪ 2005‬وأنا نكسب البورتابل ‪،‬و بدلت البورتابل األول كشراتلي أختي نوكيا ‪،‬دارتلي ك‪I‬‬
‫‪I‬ا‬
‫وهاداك األول رجعتوا لمواله لسلفهولي‪،‬انا مازال لحد اآلن ما شريت بورتابل بصح اني باغي‪I‬‬
‫نشري واحد ‪ option‬كنلم دراهمه‬
‫عادات ومجاالت االستخدام ‪:‬‬
‫منرفدش دايما التلفون معايا‪ ،‬دي فوا ننساه في الدار وال في‪ ،la cité ،pasque،‬منخدمش به‬
‫بزاف دي فوا نسلفه لصحاباتي وال خواتاتي ‪.‬‬
‫نستعمل غير ‪ les sonneries‬تع التلفون ‪ .‬و بزاف نديرو ‪ silencieux‬في الدار‪ ،‬في القرايا‪،‬‬
‫في ‪، la cité‬منبغيش نديرونجي ليكونوا معايا و حتى صحاباتي في الليل ‪.‬‬
‫نعيط كيتكون حاجة ضرورية و على حساب ‪ LES UNITES‬نعيط بزاف الختي كبيرة ولي‬
‫يقراو معاي‪.‬‬
‫حروف ‪ sms‬نكتبها بالفرنسية بصح تتقرا بالعربية كيما‪،win raki:‬‬
‫‪.rani habta‬‬
‫نكتب باالختصار كيما‪=3:‬ع تعلمتها من عند صحباتي و ما نع‪II‬رفش نكتب بالفرنس‪II‬ية هم‪II‬ا‬
‫يورولي‪.‬‬
‫راني باغية نشري بورتابل مولتيميديا باه نسمع موسيقى ونتصور ونطلع الفيديو ونفوت الوقت‬
‫وتاني قاع راهم يخدمو بيه بصح نقارع حتى يكون عندي الدراهم ‪.‬‬
‫استخدامات الهاتف النقال في الوسط الجامعي ‪:‬‬
‫كيما انا منحضرش ‪les cours‬نحضر غير ‪LES TD‬أيا بورتابلي نديره ‪silencieu‬بصح‬
‫مرات نشوف الساعة و شكون لي عيطلي بصح ما نرفد ما نهدر‪ ،‬و منقولش لآلس‪II‬تاذ باغي‪II‬ة‬
‫نهدر‪ ،‬ما نبغيش نديرونجي الغاشي و نلفت االنتباه و تاني نحشم يبداو يقولو معامن حا ته‪II‬در‪.‬‬
‫بصح كي يوصلني ‪ sms‬نقراه نورمال بصح ما نرودش عليه حتى لو كان من عند الدار‪.‬‬
‫انا ما روحش لقاعة المطالعة بصح ديفوا نروح للمكتبة نهدر فيها نورمال قاع الناس تهدر ‪.‬‬
‫كي نكون مع صحباتي نهدر قدامهم بصح كي نكون مع جماعة مخلطة نجبد و نهدر و ال نكوبي‬
‫ما نبغيش نهدر و صاي ودايمن مانبغيش نسمع قدام ناس ما نعرفهمش‪.‬‬
‫العينة رقم ‪: 02‬‬
‫المكان‪ :‬معرض اللوحات الفنية أما المكتبة المركزية ‪.‬‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين ‪ 26‬أفريل ‪.2010‬‬
‫المدة الزمنية ‪ :‬من ‪14‬حتى ‪.15‬‬
‫الجنس ‪:‬ذكر‪.‬‬
‫السن‪24:‬سنة‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬تربية بدنية ‪.‬‬
‫اإلقامة‪ :‬خارجي ‪.‬‬
‫مصدر الدخل‪ :‬تعدد االعمال الممارسة‪.‬‬
‫خصائص الهاتف النقال‪:‬‬
‫‪I‬ه و ‪sharp‬‬
‫‪I‬دم بي‪I‬‬
‫‪I‬ا ‪ 1110‬نخ‪I‬‬
‫نخدم بالبورتابل من ‪2005‬و ضوك عندي ‪ 2‬بورتابل ‪ :‬نوكي‪I‬‬
‫‪x25‬حاطه في الدار من هداك الوقت بدلت البوتابل ‪ 2‬مرات االول خس‪II‬ر ب‪II‬دلتو و الث‪II‬اني‬
‫طاوهولي كادو ‪.‬‬
‫نخدم بنوكيا عادي نقدر حتى نضرب بيه و ما يصرالو والو مليح و يشد‬
‫‪LA CHARGE‬‬
‫عادات االستخدام‪:‬‬
‫دايمن نرفده معايا ماننساهش نخدم بيه بزاف نقابر بيه ندابز بيه مليح لكلش نبغي دايمن ن‪II‬ديره‬
‫‪ VIBREUR PLUS‬موسيقى عالية باه نسمعو غاية و موسيقى عادية ‪.‬‬
‫نبغي نعيط بزاف و نكتب‪sms‬في الليل نعيط على جال الخدمة المواعيد و لل‪II‬دار ب‪II‬زاف‪ ،‬كي‬
‫نبغي نعاير تاني نعيط‪.‬‬
‫نكتب ‪sms‬باالختصار طبيعة تعلمناها باه منطولوش و نخوفو كيما ‪.8b‬‬
‫استخدام الهاتف النقال في الوسط الجامعي‪:‬‬
‫‪I‬ه‬
‫‪I‬روح و نهدرب‪I‬‬
‫‪I‬د و ن‪I‬‬
‫‪I‬اه نرف‪I‬‬ ‫واه دايما نخليه ‪+vibreur‬موسيقى عالية و عاله بورتاب‪I‬‬
‫‪I‬ل ب‪I‬‬
‫‪I‬اش‬
‫‪I‬الي ‪ ،‬ومك‪I‬‬
‫‪I‬ريح في الت‪I‬‬
‫ومنطفيهش كن كون نقرا و كي عيطولي نهدر‪ ،‬سرتوا انا دايما ن‪I‬‬
‫ليسمعني وال نكوبي على حساب الشيخ ليقرينا ‪ ،‬وال نخرج برا نهدر و نولي ‪.‬‬
‫في ‪ les examens‬نطفيه و منديرش الكود ‪ ،‬عندي نجمة ‪ ،‬ما فيهاش الكود كون كاين نديرو‪.‬‬
‫‪ Les sms‬نقراهم نورمال ‪،‬بصح منردش كي نكون في القراية ‪،‬بصح إذا كان ضروري نرد‬
‫عليه ‪.‬‬
‫أنا منبقاش بال بورتابل حتى ‪،‬ال كنت مشومر ‪،‬ما نبقاش بال به ‪ ،‬وين نروح معايا ‪.‬‬
‫‪I‬ح ال‬
‫‪I‬ديرونجيهمش ‪،‬بص‪I‬‬
‫كي نكون مع حبابي في الجامعة ‪ ،‬و يجيني تلفون نهدر نورمال لما ن‪I‬‬
‫كانت جماعة كبيرة ‪،‬نجبد على جهة و نهدر ‪،‬و انا نسمع كي نهدر ايا نبعد باه نهدر مليح خاصة‬
‫ال كان على جال ‪ les affaires‬و ال الدار ‪،‬و نبغي ثاني كين نكون مع صحابي في الجامع‪I‬‬
‫‪I‬ة‬
‫نديروا موسيقي و ال نشوفوا ‪ des vidéos‬تع ضحك و نفوت وقت شباب بالبورتابل ال بغات‬
‫تع صحابي موالفين مع بعض حتى التلفون و نشاركوا فيه ‪.‬‬

You might also like