Professional Documents
Culture Documents
مباحث الثالث
مباحث الثالث
البعوض هو حشرة تنتمي إىل فئة احليوانات العشوائية اليت يبلغ جمموعها حوايل 41جنًس ا يضم
3,530نوًعا 1.يف معظم البعوضات اإلناث ،فمها يشكل قضيبًا طويًال يتم استخدامه خلروج من جلد
الثدييات المتصاص الدم .حتتاج البعوضات إىل الربوتني لتشكيل البيض وألن نظام غذائي للبعوضات يتكون
من العسل وعصري الفواكه ،والذي ال حيتوي على الربوتني ،فإن معظم البعوضات حتتاج إىل امتصاص الدم
للحصول على الربوتني الالزم .خيتلف البعوض الذكر عن البعوضة األنثوية ،حيث أن جزءًا من فمه ليس
2
مناسبًا المتصاص الدم.
مير البعوض بأربعة مراحل واضحة يف دورة حياته :البيض ،الريقات ،القمل ،والبالغني .فرتة املراحل
الثالثة األوىل تعتمد على األنواع ودرجة احلرارة ميكن لـ Culex tarsalisأن تكمل دورة حياهتا يف 14
يومًا يف 20درجة مئوية و 10أيام فقط يف 25درجة مئوية .بعض األنواع لديها دورات حياة قصرية مثل
أربعة أيام أو حىت شهر .طفيليات البعوض املعروفة باسم الدودة ميكن العثور عليها يف الفلفل أو يف أي وعاء
3
حيتوي على املاء .يتنفس الدودة من خالل القناة اهلوائية املوجودة يف هناية الذيل.
۞ِإَّن ٱَهَّلل اَل َيۡس َتۡح ِيٓۦ َأن َيۡض ِر َب َم َثاٗل َّم ا َبُعوَض ٗة َفَم ا َفۡو َقَهۚا َفَأَّم ا ٱَّلِذ يَن َء اَم ُنوْا َفَيۡع َلُم وَن َأَّنُه
ٱۡل َح ُّق ِم ن َّرِّبِهۖۡم َو َأَّم ا ٱَّلِذ يَن َكَفُروْا َفَيُقوُلوَن َم اَذ ٓا َأَر اَد ٱُهَّلل ِبَٰه َذ ا َم َثۘاٗل ُيِض ُّل ِبِهۦ َك ِثيٗر ا َو َيۡه ِد ي ِبِهۦ
4
َك ِثيٗر ۚا َو َم ا ُيِض ُّل ِبِهٓۦ ِإاَّل ٱۡل َٰف ِس ِقيَن ٢٦
تحليل محتوى
سبب نزول هذه اآلية هو أنه عندما يذكر اهلل سبحانه وتعاىل الذباب (يف سورة احلج اآلية )73والعناكب
(يف سورة العنكبوت اآلية )41يف القرآن ،ويرتبط باملشركني باألمثال (الرسوم التوضيحية) مع احليوانات ،
فإن اليهود يضحكون ويسخرون من هذه اآلية من اهلل .وتساءلوا عما إذا كان القرآن يتحدث فقط عن مثل
هذا احليوان الصغري ،وما هي فوائد ذكر تفاهة التمة .مث تنزل هذه اآلية 8.ذكر ابن عباس أنه بعد اهلل سبحانه
وتعاىل قد أحضر مثلني (توضيحات) للمنافقني (اآليات 17و 19من سورة البقرة) ومها:
َم َثُلُهۡم َك َم َثِل ٱَّلِذ ي ٱۡس َتۡو َقَد َناٗر ا َفَلَّم ٓا َأَض ٓاَء ۡت َم ا َح ۡو َل ۥُه َذ َهَب ٱُهَّلل ِبُنوِر ِهۡم َو َتَر َك ُهۡم ِفي ُظُلَٰم ٖت اَّل
ُيۡب ِص ُروَن ُ ١٧ص ُّۢم ُبۡك ٌم ُع ۡم ٞي َفُهۡم اَل َيۡر ِج ُعوَن َ ١٨أۡو َك َص ِّيٖب ِّم َن ٱلَّس َم ٓاِء ِفيِه ُظُلَٰم ٞت َو َر ۡع ٞد
ُۢط
9
َو َبۡر ٞق َيۡج َع ُلوَن َأَٰص ِبَع ُهۡم ِفٓي َء اَذ اِنِهم ِّم َن ٱلَّص َٰو ِع ِق َح َذ َر ٱۡل َم ۡو ِۚت َو ٱُهَّلل ُمِح ي ِبٱۡل َٰك ِفِر يَن ١٩
فقالوا " أي املنافقون " سبحان اهلل " تنزيهًا " عما ينزله من مثل " أي ما ينزله من مثل " فأنزل اهلل "
أي اهلل " هذه اآلية " .وقد شكك الكافرون بأن القرآن ذكر النحل والذباب والعنكبوت والنمل ،مما يدل على
أن القرآن ال يتحدث وال حيتوي على اجلاز ،ألنه يتحدث فقط عن احليوانات الصغرية .قال اهلل تعاىل " :إن اهلل
مل يرد على الكفار " أي مل يرد على الكافرين " بالقرآن " أي ما جاء به من كالم " أي ما جاء به من كالم "
10
كالم ". أي ما جاء به من
وقد ذكر الصابوين عند مناقشة هذه اآلية أن اهلل حقًا يف تقدمي أي نوع من املثل ،سواء كان يف
"األشياء الصغرية" مثل البعوض أو ما هو أصغر من ذلك أو حىت "األشياء الكبرية" 11.وذكر الزهيلي أنه ليس
عيبا وغريبا أن يأيت املثل على شكل شيء صغري أو كبري .هذا ألن عظمتها وعظمتها تكمن يف شيء واحد ،
وهو "الوجود واخللق" .جيلب اهلل أمثال يف القرآن بقصد بيان املعىن بشكل أوضح .هتدف األمثال أيًض ا إىل
5أنيس ،إبراهيم ،ع(،ت.ت) ،المعجم الواسط ،.T.T.P: T.P .ص63 .
6الفخر الرازي ( ،)1995التفسير الكبير ،ج .2 .بيروت :دار إحياء التراث العربي ،ص .364
7النويري ،شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب ( .)2004نهاية العرب في فنون األدب ،ج .10 .بيروت :دار القطب العلمية ،ص.174
8النيسابوري ،أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي )1990( ،عباب النزول .مصر :مطبع الحلبي ،ص .12
9القرءان الكريم ،س .البقرة ،أ.19-17 .
10الفخر الرازي ( ،)1995التفسير الكبير ،ج .2 .بيروت :دار إحياء التراث العربي ،ص .361
11السبوني ،محمد علي (ت.ت) ،صفوة التفاصير ،ج .1 .القاهرة :دار السبوني ،ص 45
الكشف عن املعىن املطلوب بشيء ميكن الشعور به ،وكذلك الكشف عن كل غموض .إن اهلل احلكيم يفعل
شيًئا إلظهار احلكمة واخلري إما جبلب األمثال على شكل أشياء كبرية أو أمثال عن األشياء الصغرية .كل شيء
12
يعتمد على الظروف واملالءمة.
والكفار الذين جيادلون ويقولون أنه ال يليق باهلل أن يأيت بأمثال عن األشياء الصغرية ألهنم جاهلون.
هذا ألن الشيء الصغري أو الكبري من الواضح أنه من خلق اهلل الذي له حكمته اخلاصة 13.يف الواقع ،ليس
ممنوًعا على اهلل أن يأيت مبثل ميكن أن يشرح ويشرح شيًئا دون النظر إىل قيمة الشيء الذي يتم مقارنته باجلانب
البشري.14
15
باختصار ،هناك فئتان من الناس يف فهم هذا املثل ،ومها:
.2مجاعة الكفار :ال يرون املعىن احلقيقي وراء األمثال املذكورة يف القرآن ،بل يطرحون أسئلة وجيادلون ملاذا
يأيت اهلل مبثل هذه األمثال .فهذه اجملموعة تستهزئ بآيات القرآن وتستخف هبا وحتاول إثارة الشك بني الناس.
هذا هو سلوك األشرار الذين ال ينالون اإلرشا.
بعد ذلك ،من خالل اآلية 26من سورة البقرة ،ميكن أن نرى بوضوح أن اهلل سبحانه وتعاىل
يستخدم األمثال يف القرآن كـ "تفسري" لطبيعة األمر وكذلك لتقوية احلجج والرباهني .من هنا يتبني أن املثل
16
نفسه فيه إعجاز لشرح جوهر الشيء سواء كان يتعلق بأشياء صغرية أو كبرية.
تحليل الشهادات
غالبا ما يعترب البعوض كائنات حية عادية وغري مهمة .ومع ذلك ،اتضح أن البعوضة ذات مغزى
كبري للدراسة والتفكري فيها ألن هناك عالمة على عظمة اهلل سبحانه وتعاىل .هذا هو السبب يف أن «اهلل ال
خيجل من صنع األمثال على شكل بعوض أو أقل من ذلك».
12الزهيلي ،وهبة ( ،)1991تفسير المنير ،ج .1 .بيروت :دار الفكر المعاصر ،ص.111 110 .
13عبد اللطيف ،محمد عبد الوهاب ( ،)1993موسوع توضيح القرآنية ،ج .1 .القاهرة :مكتبة األدب ،ص .338
14المرجع نفسه ،ج ،1 .ص.332 .
15محمود شلتوت ( ،)1964إلى القرآن الكريم ،القاهرة :دار الهالل ،ص .21 20
16محمد أبو زهرة (ت) ،المعجزة الكبرى للقرآن .القاهرة :دار الفكر العربي ،ص.382 381
وفقا حملمود صايف ،فإن اآلية 26سورة البقرة اليت متت مناقشتها هي آية تظهر مجال ومجال أسلوب
لغة األمثال .يف هذه اآلية ،يقدم اهلل سبحانه وتعاىل توضيحا عن حالة العامل وسكانه اليت تشبه الظروف
واحلياة يف عامل البعوض .يف الواقع ،تعيش البعوضة عندما تكون جائعة ،ومتوت عندما تكون ممتلئة .هكذا
ستموت حياة سكان العامل بعد "احلالوة" مع حياة العامل 17.وبالتايل ،ينبغي دراسة حياة صغري مثل البعوض
وتعليم الدروس منه .ميكن استخدام دورة حياة البعوض كدرس يف حياة اإلنسان بعيدا عن العامل للسعي ملعرفة
اهلل وخدمته حىت تصبح احلياة أكثر معىن.
يتم تقدمي املثل يف هذه اآلية كفضيلة للعقل والفكر للتفكري .لذلك ،يستخدم العرب دائما الرسوم
التوضيحية يف خطاهبم حبيث يكون هلا تأثري أكرب على املعىن .فيما يتعلق باحليوانات الصغرية مثل احلشرات ،
هناك أمثال مت استخدامها بني العرب منذ زمن سحيق مثل أضعف من فراشة أو أضعف من بعوضة أو أضعف
18
من مخ البعوضة.
من هنا يتضح أن الكفار الذين جيادلون يف مثل احليوانات الصغرية مثل البعوض والذباب والنحل
والعناكب وما إىل ذلك هو عنادهم وعنادهم لتلقي دروس من آية القرآن على الرغم من أن مثل هذه
احليوانات شائع يف حديثهم الذي استخدم كقصة وعربة .جيب أن يفتحوا عقوهلم ويفكروا ملاذا جعل اهلل
سبحانه وتعاىل احليوانات الصغرية أمثاال ومقارنات يف حياة اإلنسان .هذا يدل على أن مجيع خملوقات اهلل هلا
حكمتها وأسرارها اليت حتتاج إىل دراسة وتعليم منها.
الوصف العلمي
اهلل سبحانه وتعاىل خالق مجيع املخلوقات سواء كانت صغرية أو كبرية وكل خلق من خلق اهلل له
إعجازه اخلاص .إن تعليم املثل الذي جاء به اهلل ال يكمن يف احلجم أو الشكل ،ولكن املثل هو إرادة النور
17محمود صافي ( ،)1990الجدول في القرآن وصرفوهو وبيانوهو ،ج .1 .دمشق :دار الرشيد ،ص .87
18الفخر الرازي ( ،)1995مرجع سبق ذكره ،ج ،2.ص .362
واحلقيقة .جيلب اهلل سبحانه وتعاىل األمثال كاختبار لقلوب ونفوس الناس سواء قبلوا اإلميان أو غرقوا يف
19
اخلطأ.
على الرغم من أن املشركني ينظرون إىل سخرية "احليوانات الصغرية" اليت ذكرها اهلل سبحانه وتعاىل
يف القرآن ،فقد وجدت الدراسات العلمية اليوم أن خلق "احليوانات الصغرية" مثل البعوض يظهر يف الواقع
عظمة اهلل سبحانه وتعاىل يف اخللق .مثال على ذلك هو أن البعوضة الصغرية لديها نظام رادار كبري ،وبالتايل ،
20
حىت يف ظروف الليل املظلمة ،فإهنا ال تزال قادرة على الوصول بدقة إىل هدفها إىل الرجل النائم.
ليس هذا فقط ،ولكن حىت البعوضة قادرة على حتليل الدم الذي متتصه من البشر ،لذلك سوف
متتص الدم الذي حتبه فقط ،وإذا مل حتب الدم الذي يكذب عليه اإلنسان ،فسوف ترتك الشخص وتبحث
عن ضحية أخرى 21.يف هذا الصدد ،مت إجراء العديد من الدراسات على البعوض وميكن إنتاج العديد من
النتائج من االكتشافات املفيدة للغاية.
من خالل هذا احليوان الصغري من البعوض ،حصل السري رونالد روس ( )1932 1857على جائزة
نوبل .حصل على جائزة نوبل يف علم وظائف األعضاء والطب يف عام .1902منحت له هذه اجلائزة نتيجة
ألحباثه حول املالريا اليت كلفت العديد من األرواح البشرية .درس املالريا ملدة 18عاما من عام 1881إىل
22
عام .1889لقد أثبت بنجاح أن املالريا حيملها نوع من البعوض يعرف باسم بعوضة األنوفيلة.
من هذا االكتشاف ،فإن إعطاء صورة واضحة عن كيفية حدوث شيء ما حيدثه اهلل سبحانه وتعاىل
يف القرآن ليس شيئا عدمي الفائدة وتافها على الرغم من أنه يبدو تافها وصغريا يف نظر أولئك الذين ال يؤمنون
باهلل سبحانه وتعاىل.
أحد عناصر التأضد اليت ميكن أخذها من هذه اآلية من القرآن هو استخدام كلمة البعودة اليت تشري
إىل "أنثى البعوض" .افرتاض معظم الناس أن البعوض مصاصون وأكلة للدم ليس صحيحا متاما .ومع ذلك ،
فإن البعوض اإلناث فقط متتص الدم وليس الذكور .باإلضافة إىل ذلك ،متتص إناث البعوض الدم ليس لتلبية
احتياجاهتا الغذائية .وذلك ألنه ال ذكور البعوض وال إناث البعوض ،كالمها يعيش عن طريق تناول
«الرحيق» ،وهو سائل حلو تفرزه أزهار نباتية (زهرة عسل التفاح) .السبب الوحيد الذي جيعل إناث
19سيد قطب ( ،)1992في زالل القرآن ،ج ،17 .ج .1 .بيروت :دار الشروق ،ص50 .
20يوسف الحاج أحمد ( ، )2003موسوعة اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة ،دمشق :مكتب ابن حجر ،ص.510 .
21المرجع نفسه ،ص.511 .
22ويكيبيديا الموسوعة الحرة http://en.wikipedia.org/wiki/Ronald_Ross ، 10/01/2023 ،
البعوض ،وليس الذكور ،متتص الدم هو أن الدم حيتوي على الربوتينات الالزمة لتطوير ومنو بيض البعوض.
23
وبعبارة أخرى ،متتص إناث البعوض الدم للحفاظ على بقاء أنواعها.
استخدم القرآن كلمة البعوضة يف شكل مؤنث (مؤنث) يشري إىل أنثى البعوض .وباملثل ،فإن
استخدام بديل (ها) يف اآلية (فوقها فما) الذي يستخدم لإلشارة إىل الباعدة يشري إىل أنه مؤنث .من استخدام
كلمة مؤنث ،فإن عنصر العز البيان واضح جدا يف هذه اآلية .عنصر اإلعجاز املوجود يف هذه اجلملة هو
اختيار واستخدام الكلمة الصحيحة وفقا للمعىن املراد نقله .يف هذه املرحلة من االحنراف ،قد ال يكون من
املمكن الصقل من وجهة نظر حكمة استخدام "أنثى البعوض" يف هذه اآلية بدال من "ذكر البعوض" .ومع
ذلك ،بعد تطوير البحث العلمي والتكنولوجي ،مت الكشف عن االختالفات بني املهام ودور إناث البعوض
والبعوض الذكور .وذلك ألن إناث البعوض البالغة فقط متتص دم احليوانات أو البشر .متتص إناث البعوض
الدم ألهنا حتتاجها لعملية منو البيض .يف حني أن ذكور البعوض ال متتص الدم ،ولكنها تأكل سوائل النبات ،
24
وهي حلويات الزهور أو سوائل الفاكهة املتعفنة.
بعد ذلك ،ميكن أيضا اكتشاف عنصر اإلعجاز من خالل استخدام كلمة (بعوضة) بشكل عام
وكذلك استخدام (ما ) الذي يتكرر مرتني .يظهر أن البعوض من أنواع خمتلفة وأحجام خمتلفة .بعضها له تأثري
ضار على البشر 25.إن استخدام مثل هذه الكلمات بشكل عام له بالتأكيد أهداف وأغراض حتتاج إىل دراسة
26
وصقل .النكرة هو اسم شائع لشيء ما.
البعوض حشرات شائعة وميكن التعرف عليها بسهولة وهلا تأثري صحي كبري على البشر .خلق
البعوض هو اختبار من اهلل للبشرية للتفكري والسعي لتطوير املعرفة من أجل التغلب على مجيع املشاكل اليت
تسببها احلشرات وحلها 27.يصاب البشر بأمراض خمتلفة من خالل البعوض سواء كانت محى الضنك واملالريا
وما إىل ذلك .ومع ذلك ،يف الواقع ،البعوض ليس سبب األمراض البشرية ألن كمية الدم اليت يدخنها
البعوض صغرية جدا وغري قادرة على التأثري على صحة الشخص .آثار لدغات البعوض هي فقط حساسية
للبشر مثل احلكة والتورم األمحر على اجلسم وهلم جرا.
ومع ذلك ،فإن خطر البعوض هو أهنا ناقالت أو ناقالت الكائنات احلية الدقيقة أو الطفيليات اليت
هي سبب املرض .ينعكس التقارب بني الكائنات احلية الدقيقة والبعوض من خالل توافق الكائنات احلية
إن وجود الكائنات احلية الدقيقة يف جسم البعوض الذي يسبب املرض يسلط الضوء على عنصر
العقاب املوجود يف اآلية 26من سورة البقرة .كلمة (فوقها فما ) يف اآلية تعين "شيء أصغر 29.وفقا
للزخمشري ، 30يشري املعىن (فوقها فما) إىل عنصرين صغريين من حيث املعىن وصغريين يف احلجم والشكل.
صغرية من حيث املعىن تعين أن البعوضة تعترب أكثر دناءة خللقها ،يف حني أن صغر حجمها هو أن البعوضة
أصغر من العناكب والذباب .وحسب الزخمشري فإن املعىن (فوقها فما) يف احلديث حيمل معنيني مها األصغر
31
من حيث حجم الشوك ،واألصغر من حيث املعىن الذي هو من وجهة نظر األمل الذي عاىن منه.
لذلك ،فإن معىن اآلية القرآنية " ...أو أصغر من ذلك "...ميكن تفسريه على أنه عنصر أصغر من
البعوض من حيث حجمه وشكله .يف هذا الصدد ،ميكن القول أن وجود كائنات دقيقة صغرية جدا غري
مرئية للعني اجملردة املوجودة يف جسم البعوض هو أيضا مثل عرب عنه اهلل سبحانه وتعاىل لتوضيح قوة وعظمة
اهلل يف خلق شيء ما .وبالتايل ،ال ميكن للبشر االستهانة بإنشاء البعوض والكائنات احلية الدقيقة الصغرية
واحلساسة ،ألن تأثريها هائل يف حياة اإلنسان.
إن اخرتاع اجملهر الذي يستخدم لرؤية الكائنات الدقيقة قد ساعد البشر على فهم معىن اآليات
القرآنية .وذلك يثبت عنصر العلم املوجود يف هذه اآلية .التقدم يف العلوم والتكنولوجيا ساعد اإلنسان على
إجراء دراسة عميقة لشيء كان جمهوًال يف العصور القدمية .وقد أثبتت معجزات القرآن الذي ال يتعارض مع
احلقائق اليت متتد عرب العصور.
المصدار والمراجع
القرءان الكرمي
عبد اللطيف ،حممد عبد الوهاب ( ،)1993موسوعة القرآنية ،القاهرة :مكتبة األدب.
حممد أبو زهرة (ت) ،املعجزة الكربى للقرآن .القاهرة :دار الفكر العريب.
يوسف احلاج أمحد ( )2003موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة ،دمشق :مكتب ابن
حجر.
حممد صاحل ( ، )1997سر كشف احلشرات يف القرآن ،كواالملبور :دائرة التنمية اإلسالمية مباليزيا.