Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫"الزراعة الذكية"‬

‫ومجاالت تطبيقها في العالم العربي‬

‫إعداد‬
‫دائرة البحوث االقتصادية‬
‫اتحاد الغرف العربية‬

‫من قبل‬
‫الدكتور علي حدادة‬
‫أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية‬
‫كلية العلوم االقتصادية وإدارة األعمال‬

‫كانون األول (ديسمبر) ‪2018‬‬


‫المحتويات‬

‫مقدمة ‪2 ................................................................................................‬‬
‫األفقية في العالم العربي ‪3 ..................................................‬‬
‫ّ‬ ‫محدودية آفاق الزراعة‬
‫ّ‬ ‫أوال‪-‬‬
‫أ‪ -‬الواقع الحالي للزراعة العربية ‪3......................................................................‬‬
‫التحديات اّلتي تواجه الزراعة في المنطقة العربية ‪4........................................‬‬
‫ب‪ -‬المشاكل و ّ‬
‫الذكية"‪ ...‬العالج الحيوي للزراعة العربية؟ ‪8....................................‬‬
‫التحول إلى "الزراعة ّ‬
‫ّ‬ ‫ج‪-‬‬
‫الذكية"‪ :‬المفهوم واألهداف ‪9 ............................................................‬‬
‫ثانيا ‪" -‬الزراعة ّ‬
‫الذكية"‪9...................................................................‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم ومجاالت "الزراعة ّ‬
‫الذكية" وأهدافها وأثرها على التنمية المستدامة ‪10 ....................................‬‬
‫أهمية "الزراعة ّ‬
‫ب‪ّ -‬‬
‫ظمة الفاو) ‪11 ............................‬‬
‫الذكية (حسب إحصاءات من ّ‬‫ج‪ -‬الواقع العالمي الحالي للزراعة ّ‬
‫الذكية" في ضوء التجارب ‪12...........................................‬‬
‫التحول إلى "الزراعة ّ‬
‫ّ‬ ‫آليات‬
‫ثالثا‪ّ -‬‬
‫الذكية" ‪12 ...........................................................‬‬
‫أ‪ -‬متطّلبات إنشاء قطاع "الزراعة ّ‬
‫الدولية الناجحة ‪13 ................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬بعض التجارب‬
‫الذكية" في المنطقة العربية ‪14..........................................................‬‬
‫رابعا ‪" -‬الزراعة ّ‬
‫أ‪ -‬الدور االستثماري للقطاع الخاص ‪14 ...............................................................‬‬
‫الذكية" ‪15 .......................................‬‬
‫ب‪ -‬دور الحكومات في تشجيع االستثمار في "الزراعة ّ‬
‫ج‪ -‬التعاون على المستوى العربي المشترك ‪15 .........................................................‬‬
‫المستقبلية ‪17............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫خامسا ‪ -‬التوصيات والخطوات‬
‫المراجع ‪19..............................................................................................‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫إن الزراعة الذكية هي عبارة عن نهج يهدف الى تطوير وتحسين منظومة الزراعة‪ .‬وهي تعتمد‬ ‫ّ‬
‫اآلليات الزراعية الحديثة التي من شأنها زيادة االنتاجية والجودة دون استنزاف الم وارد‬
‫على الوسائل و ّ‬
‫الطبيعية مثل نظام الممارسات الزراعية الجيدة‪ ،‬ونظم الزراعة الحيوية‪ ،‬والعضوية التي بدورها تعتمد‬

‫على التسميد الحيوي والعضوي لتحسين األراضي الزراعية والموارد الطبيعية لألراضي‪ ،‬وكذلك تحسين ّ‬
‫نوعية‬
‫المنتج الزراعي النهائي‪.‬‬

‫أن القطاع الزراعي‬


‫المعنية بتغيُّر المناخ »‪ «IPCC‬إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫الحكومية الدولية‬
‫ّ‬ ‫فقد أشارت تقارير اللجنة‬

‫ِّّ‬
‫المسببة لالحتباس الحراري‪ ،‬وفي نفس الوقت يملك هذا‬ ‫مسؤول عن إطالق نحو ‪ %14‬من جميع الغازات‬
‫كميات متزايدة من الكربون بامتصاصه‬ ‫ٍ‬
‫بونية وعزل ّ‬
‫كميات عوادم الغازات الكر ّ‬
‫مهمة لتقليص ّ‬ ‫إمكانيات ّ‬
‫ّ‬ ‫القطاع‬
‫‪1‬‬
‫التحدي‬
‫ّ‬ ‫ذكية مناخيا» بهدف مواجهة‬
‫يتوجب أن تصبح الزراعة لدى الدول النامية « ّ‬ ‫من األجواء ‪ .‬وبالتالي ّ‬
‫المزدوج لتلبية االحتياجات الغذائية لعال ٍم ذي زيادة سكانية متسارعة ومناخ تغلب عليه ظاهرة االحتباس الحراري‪.2‬‬
‫حدة آثاره‪ .‬وخالل‬
‫تتكيف األنشطة الزراعية مع تغيرات عوامل المناخ وأن تساعد على تخفيف ّ‬‫إذ ال ّبد أن ّ‬
‫مما ّأدى إلى تحسينات في أنظمة اإلنتاج‬
‫العالمية بدرجات كبيرة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫السنوات الماضية‪ ،‬زادت كفاءة الزراعة‬
‫أن مساحة األراضي الزراعية لم تزد أكثر من ‪ %10‬فقط‪.3‬‬
‫بالرغم من ّ‬
‫ومضاعفة إنتاج األغذية‪ّ ،‬‬

‫ويبين الجدول التالي تحسناً ملحوظاً في األمن الغذائي العالمي بين عامي ‪ 2005‬و‪ ،2017‬عدا‬
‫ّ‬
‫المنطقة العربية ومناطق قليلة أخرى‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫انتشار نقص التغذية في العالم (تقرير منظمة الفاو ‪)2018‬‬

‫األفقية في العالم العربي‬


‫ّ‬ ‫محدودية آفاق الزراعة‬
‫ّ‬ ‫أوال‪-‬‬

‫أ‪ -‬الواقع الحالي للزراعة العربية‬

‫يخيا‪ ،‬بالتحديد قبل السبعينات‪ ،‬كان القطاع الزراعي في الوطن العربي قاد ار على توفير أغلب‬
‫تار ّ‬
‫احتياجات السكان من الغذاء‪ ،‬لكن بعد هذه الفترة دخل العالم العربي في أزمة غذاء أصبح على أثرها موضوع‬
‫وتحسن‬
‫ّ‬ ‫األولويات التي تعاني منها الدول العربية‪ .‬فالزيادة المتسارعة في عدد السكان‬
‫ّ‬ ‫الزراعة على رأس قائمة‬
‫سبب عج از في تلبية هذا الطلب محلياً‪ ،‬وبهذا‬
‫مما ّ‬‫ظروف المعيشة ّأديا إلى زيادة الطلب على المواد الغذائية‪ّ ،‬‬
‫اضطرت الحكومات العربية إلى اللجوء للخارج‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تحولها من‬
‫عدة سياسات في إطار اإلصالحات الزراعية‪ ،‬وذلك بعد ّ‬ ‫ولقد اتّبعت الحكومات العربية ّ‬
‫الموجه إلى اقتصاد السوق وقيامها بتحرير التجارة الزراعية‪ ،‬فضال عن رفعها للدعم الذي كانت ّ‬
‫تقدمه‬ ‫ّ‬ ‫االقتصاد‬
‫للمزارعين‪ ،‬وهو ما انعكس سلبا على مردودية القطاع الزراعي في هذه الدول و ّأدى إلى عجز في ميزان مدفوعاتها‬
‫التبعية إلى الخارج‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بسبب ارتفاع فاتورة الغذاء‪ .‬فعجز ميزان المدفوعات وارتفاع نسبة االستيراد وبالتالي نسبة‬
‫االشكالية‪ ،‬والتي تتمثل بـ‪ :‬كيف‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات المتصلة بهذا القطاع تبحث عن حلول لهذه‬
‫جعل معظم الحكومات و ّ‬
‫التبعية؟‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حدة‬
‫الدول أن تحّقق األمن الغذائي واالكتفاء الذاتي وتخفيف ّ‬
‫لهذه ّ‬

‫التحديات اّلتي تواجه الزراعة في المنطقة العربية‬


‫ب‪ -‬المشاكل و ّ‬

‫أهمها زيادة‬
‫المرجوة و ّ‬
‫ّ‬ ‫عدة مشاكل ومعوقات تحول دون تحقيق األهداف‬ ‫يواجه القطاع الزراعي العربي ّ‬
‫بعدة جوانب كالموارد الزراعية‪ ،‬واإلنتاج الزارعي‪،‬‬
‫اإلنتاج واألمن الغذائي‪ .‬وهذه المعوقات والمشاكل منها تتعّلق ّ‬
‫والتسويق‪ ،‬والسياسات الزراعية‪...‬‬

‫لمعنية‬
‫الدولية ا ّ‬
‫ّ‬ ‫الحكومية‬
‫ّ‬ ‫حديات بيئية مختلفة‪ ،‬فبحسب تقارير "الهيئة‬
‫كما تواجه المنطقة العربية ت ّ‬
‫التبخر المرتفع في المنطقة لتصبح إحدى أكثر‬‫ّ‬ ‫بتغير المناخ"‪ ،‬من المتوقع أن تزداد حالة الجفاف ومعدل‬
‫ّ‬
‫يؤدي إلى انخفاض اإلنتاج الزراعي وانعدام األمن الغذائي‪.‬‬
‫مما سوف ّ‬ ‫المناطق عرض ًة لتأثيرات تغير المناخ‪ّ ،‬‬
‫شددت منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة (الفاو) في مؤتمرها اإلقليمي لمنطقة الشرق‬
‫وفي عام ‪ّ ،2012‬‬
‫التغير المناخي‪،‬‬
‫التكيف مع ّ‬‫المعرضة للخطر وإدارتها و ّ‬
‫األدنى على ضرورة حماية الموارد الطبيعية الشحيحة و ّ‬
‫األولويات في المنطقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أهم‬
‫واعتبرتها ّ‬

‫‪ -1‬الموارد الزراعية‬

‫تتضمن األراضي الزراعية ونقص العمالة الزراعية وتدني االنتاجية والهدر في اإلنتاج‪ ،‬ومشاكل الموارد‬
‫ّ‬
‫المائية‪:‬‬

‫‪ ‬األراضي الزراعية‪ :‬وتبلغ مساحتها نحو ‪ 1406‬مليون هكتار‪ ،‬منها حوالي ‪ %5‬فقط مزروع (تقريباً‬
‫‪ 69.5‬مليون هكتار)‪ ،‬وتمثل ‪ %35‬من األراضي الصالحة للزراعة‪ ،‬مما يعني أن حوالي ‪ %65‬من‬

‫‪4‬‬
‫األراضي القابلة للزراعة غير مستغلة‪ .4‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعاني األراضي العربية من ارتفاع ملوحة‬
‫التربة بسبب طبيعة المناخ الحار صيفاً وارتفاع مستوى ماء األراضي وتركز األمالح في سطح التربة‪.‬‬
‫المهددة‬
‫ّ‬ ‫تقدر مساحة األراضي‬ ‫التصحر‪ :‬وهو إحدى أخطر المشكالت في المنطقة العربية‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫بالتصحر بحوالي ‪ 3,6‬مليون كلم‪ %25( 2‬من المساحة االجمالية للدول العربية)‪ .‬وتقسم الدول العربية‬
‫المتصحرة‪ ،‬األولى ترتفع التصحر فيها إلى أكثر من ‪%90‬‬
‫ّ‬ ‫إلى ‪ 4‬مجموعات من حيث نسبة المساحة‬
‫من مساحتها الكلية (اإلمارات‪ ،‬البحرين‪ ،‬جيبوتي‪ ،‬السعودية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ومصر)‪ ،‬الثانية تتراوح نسبة‬
‫التصحر فيها‬
‫ّ‬ ‫التصحر فيها من ‪ %76‬إلى ‪( %90‬األردن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬وعمان)‪ ،‬الثالثة تتراوح نسبة‬
‫ّ‬
‫التصحر‬
‫ّ‬ ‫فتقل نسبة‬
‫الرابعة ّ‬
‫أما المجموعة ّ‬
‫من ‪ %50‬إلى ‪( %70‬تونس‪ ،‬المغرب‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬واليمن)‪ّ ،‬‬
‫فيها عن ‪( %50‬لبنان‪ ،‬السودان‪ ،‬سوريا‪ ،‬الصومال‪ ،‬العراق‪ ،‬وفلسطين)‪.‬‬
‫بمحدودية الموارد المائية والشح بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ندرة الموارد المائية‪ :‬تعرف المنطقة العربية إجماال‬
‫فالتوسع الزراعي األفقي يتطّلب استثمارات ضخمة‬‫ّ‬ ‫التوسع األفقي في األراضي الزراعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ضعف‬
‫التحتية من طرقات وجسور وشبكات ر ّي وصرف‬
‫ّ‬ ‫الستصالح األراضي وزراعتها‪ ،‬وتوفير البنية‬
‫‪5‬‬
‫صحي‪...‬‬

‫‪ -2‬اإلنتاج الزراعي‬

‫عدة أمور‪ ،‬مثل نقص العمالة الزراعية وتدني إنتاجيتها‪،‬‬ ‫تتضمن معوقات اإلنتاج الزراعي ّ‬‫ّ‬
‫ومشاكل الهدر في اإلنتاج‪ ،‬ومشاكل خاصة باإلنتاج الحيواني‪.‬‬

‫إن العمالة الزراعية في الوطن العربي تتراجع باستمرار‪ ،‬وال‬‫وتدني إنتاجيتها‪ّ :‬‬
‫‪ ‬نقص العمالة الزراعية ّ‬
‫تتعدى حالياً ‪ %25‬من العمالة الكلية‪ .‬وتختلف نسبة القوى العاملة الزراعية إلى إجمالي القوى العاملة‬
‫بين الدول العربية إذ ترتفع فوق الـ ‪ %50‬في كل من جيبوتي والصومال‪ ،‬وتتراوح بين ‪ %30‬و‪%38‬‬
‫في موريتانيا والسودان واليمن ومصر والمغرب‪ ،‬وبين ‪ %10‬و‪ %29‬في الجزائر وتونس وسوريا والعراق‬
‫أما في باقي الدول‪ ،‬فتنخفض النسبة إلى أقل من ‪ .%10‬وبالنسبة إلنتاجية‬‫والكويت وسلطنة عمان‪ّ ،‬‬
‫مما يؤّدي‬
‫العامل الزراعي‪ ،‬فهي منخفضة في معظم الدول العربية‪ ،‬وذلك بسبب هيمنة الزراعة المطرية ّ‬
‫إلى تقّلب كميات اإلنتاج وانخفاض معدالته بحسب العوامل المناخية‪.6‬‬

‫‪5‬‬
‫المخصصة‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬مشاكل الهدر في اإلنتاج‪ :‬يقصد بذلك الفاقد الغذائي في كمية الغذاء الصالحة لألكل و‬
‫لالستهالك‪ .‬إذ تعاني الزراعة العربية من الهدر في اإلنتاج ما بعد الحصاد ما نسبته ‪%30‬‬
‫وتعد مواجهة هذه المشكلة تحدياً‬
‫من إجمالي اإلنتاج المتاح لالستهالك من السلع الغذائية الرئيسية‪ّ .‬‬
‫كبي اًر للحكومات العربية‪ ،‬والتي تعاني باألساس من فجوة غذائية تزداد توسعا مع مرور الزمن‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل اإلنتاج الحيواني والسمكي‪ :‬تشكل هذه الثروة عنص اًر أساسياً من القطاع الزراعي‪ ،‬وهي تلعب‬
‫دو اًر مهماً في تحقيق األمن الغذائي العربي وتلبية االحتياجات الغذائية األساسية‪.‬‬

‫‪ -3‬السياسات الزراعية‬

‫نقصد بهذا المحور فشل سياسات البحث واإلرشاد الزراعي‪ ،‬والتسويق الزراعي‪ ،‬باإلضافة إلى تخّلف‬
‫التكنولوجيا المستخدمة في اإلنتاج الزراعي العربي وضعف الخدمات الزارعية المساندة‪.‬‬
‫‪ ‬فشل سياسات البحث واإلرشاد الزراعي‪ :‬يهدف اإلرشاد الزراعي إلى تدريب العمالة الزراعية على أسس‬
‫علمية حديثة تهدف إلى تخفيض التكاليف وتحسين اإلنتاجية والنوعية‪ ،‬باإلضافة إلى تشخيص العقبات‬
‫التي يصادفها المنتجون الزراعيون ونقلها إلى مراكز البحث واإلرشاد الزراعي لدراستها وتحديد الوسائل‬
‫المناسبة لمعالجتها‪ .‬ويمتاز دعم البحث الزراعي بفائدتين أساسيتين‪ ،‬فهو يساهم في تحسين األمن‬
‫الغذائي العربي‪ ،‬ويلعب دو اًر حيوياً في تطوير القطاع الزراعي‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف التكنولوجيا والخدمات الزراعية المساندة‪ :‬إذ يتمثل التحدي الحقيقي للزراعة العربية في القدرة‬
‫على التوسع في استخدام التقنيات الزراعية الحديثة لزيادة اإلنتاج الزراعي‪ ،‬ولمواجهة الفجوة الغذائية‬
‫المتفاقمة‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل التسويق الزراعي‪ :‬بهدف التسويق الزراعي إلى تسهيل تبادل السلع الزراعية والغذائية مقابل‬
‫تقدم ملحوظ‪ ،‬إال ّأنها لم‬
‫أن التجارة البينية العربية في ّ‬
‫األسعار المناسبة والمقبولة‪ .‬وعلى الرغم من ّ‬
‫المرجوة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعدالت‬
‫ّ‬ ‫تصل بعد إلى‬

‫‪6‬‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫‪7‬‬
‫إحصاءات "فاو" لعام ‪2016‬‬
‫مساحة‬
‫انبعاث‬ ‫المساحة‬
‫القيمة‬ ‫األراضي‬
‫الغازات‬ ‫األراضي‬ ‫الزراعية‬ ‫نقص‬ ‫العمالة في‬ ‫عدد سكان‬
‫المضافة‬ ‫المجهزة‬
‫المسببة‬
‫ّ‬ ‫العضوية‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫التغذية‬ ‫الزراعة‬ ‫الريف‬ ‫المنطقة‬
‫لكل عامل‬ ‫للري‬
‫لالحتباس‬ ‫(بالهكتار)‬ ‫المساحة‬ ‫(‪)%‬‬ ‫(‪)%‬‬ ‫(مليون)‬
‫(بالدوالر)‬ ‫(‪1000‬‬
‫الحراري‬ ‫الكلية)‬
‫هكتار)‬
‫‪5294156‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪3542‬‬ ‫‪26.7‬‬ ‫‪334272‬‬ ‫‪3373.5‬‬ ‫العالم‬
‫‪11762‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪14369‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫‪1360‬‬ ‫‪11.8‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪35‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11842‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫البحرين‬
‫‪261‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪2377‬‬ ‫‪55.2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫جزر القمر‬
‫‪651‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪30.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪31000‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪5100‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪3714‬‬ ‫‪49.5‬‬ ‫مصر‬
‫‪7956‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪27.7‬‬ ‫‪3971‬‬ ‫‪18.4‬‬ ‫‪3525‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫العراق‬
‫‪1325‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫‪11480‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫األردن‬
‫‪470‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪8005‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫الكويت‬
‫‪767‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪23681‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫لبنان‬
‫‪8086‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪1170‬‬ ‫‪76.1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪13686‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3150‬‬ ‫‪37.7‬‬ ‫‪1530‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫المغرب‬
‫‪1458‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪7678‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫عمان‬
‫‪981‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪10789‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0‬‬ ‫قطر‬
‫‪6265‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪20967‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1620‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫السعودية‬
‫‪20199‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪86.2‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الصومال‬
‫‪66962‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫‪4200‬‬ ‫‪52.5‬‬ ‫‪1855‬‬ ‫‪27.3‬‬ ‫السودان‬
‫‪6423‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪22.8‬‬ ‫‪1310‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫سوريا‬
‫‪4340‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪8526‬‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪476‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫تونس‬
‫‪1834‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪238446‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫االمارات‬
‫‪7689‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪34.4‬‬ ‫‪555‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪680‬‬ ‫‪17.1‬‬ ‫اليمن‬

‫‪7‬‬
‫الذكية"‪ ...‬العالج الحيوي للزراعة العربية؟‬
‫التحول إلى "الزراعة ّ‬
‫ّ‬ ‫ج‪-‬‬

‫حيوية ال غنى عنها في موضوع رفع‬


‫ّ‬ ‫اتيجية‬ ‫من المتوّقع أن تكون الزراعة الذكية عالجا ّ‬
‫فعاال واستر ّ‬
‫مما يسهم في تحقيق األمن‬
‫اإلنتاجية في الدول العربية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫كفاءة استخدام الموارد الزراعية وفي زيادة اإلنتاج و‬
‫الطبيعية واستدامتها من جهة أخرى‪ .‬إضافة إلى دورها في توفير‬ ‫ّ‬ ‫الغذائي من جهة والمحافظة على الموارد‬
‫الضارة بالصحة والبيئة‪ ،‬باإلضافة‬
‫ّ‬ ‫الكيماوية والمبيدات‬
‫ّ‬ ‫لخلوها من األسمدة‬
‫التلوث ّ‬
‫صحيا وخال من ّ‬‫ّ‬ ‫غذاء آمن‬
‫المناخية على األنظمة الزراعية العربية‪ .‬وبالتالي تكمن‬
‫ّ‬ ‫للتغيرات‬
‫أهميتها في التغلب على اآلثار السلبية ّ‬
‫إلى ّ‬
‫الذكية في المنطقة العربية بما يلي‪:‬‬
‫أهمية الزراعية ّ‬
‫ّ‬

‫المحسـنة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬توفيـر األمن الغذائـي والتغذيـة‬
‫‪ -‬تعزيـز الز ارعـة المسـتدامة‪.‬‬
‫الطبيعية ورفع كفاءة استخدامها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬المحافظة على الموارد‬
‫‪ -‬خفض التكاليف واالستخدام األمثل للموارد الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬إدخال بعض المحاصيل الجديدة الهامة في منظومة الزراعة العربية مثل الكسافا والكين وا ‪...‬‬

‫ظل جهود تبذلها هذه الدول في تنفيذ است ارتيجية‬


‫الذكية في الوطن العربي في ّ‬
‫ّ‬ ‫أهمية الزراعة‬
‫وتأتي ّ‬
‫التنمية الزراعية العربية للعقدين ‪ ،8 2025-2005‬وتعتبر هذه االستراتيجية اإلطار المرجعي للعمل العربي‬
‫وتتضمن هذه االستراتيجية العديد من الغايات واألهداف المتالئمة مع أهداف‬
‫ّ‬ ‫المشترك في المجال الزراعي‪.‬‬
‫التنمية المستدامة لألمم المتحدة‪:‬‬

‫‪ -‬الوصول إلى زراعة عر ّبية ذات كفاءة اقتصادية عالية في استخدام الموارد‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق األمن الغذائي في الوطن العربي‪.‬‬
‫‪ -‬توفير سبل الحياة الكريمة للعاملين في القطاع الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير العمل المشترك العربي في استراتيجية الموارد الزراعية العربية‪.‬‬
‫‪ -‬الوصول إلى سياسات زراعية عربية مشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة القدرة على توفير الغذاء اآلمن للسكان‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق استدامة الموارد الزراعية العربية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬تحقيق االستقرار في المجتمعات الريفية العربية ومستقبل الزراعة العربية‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أطلقت المنظمة العربية للتنمية الزراعية في قمة الكويت في كانون الثاني لعام‬
‫‪ 2009‬البرنامج الطارئ لألمن الغذائي لالعتماد على الذات لتوفير االحتياجات من السلع الغذائية الرئيسية‪،‬‬
‫والتخفيف من حدة التزايد المتواصل في قيمة فاتورة واردات الغذاء‪ ،‬وإتاحة فرص استثمارية ذات جدوى اقتصادية‪،‬‬
‫وتوفير فرص عمل جديدة تسهم في مواجهة مشكالت الفقر والبطالة‪ ،‬والحفاظ على استقرار األوضاع السياسية‪.‬‬

‫الذكية"‪ :‬المفهوم واألهداف‬


‫ثانيا ‪" -‬الزراعة ّ‬

‫الذكية"‬
‫أ‪ -‬مفهوم ومجاالت "الزراعة ّ‬

‫العضوية‪ ،‬هي استخدام أقل مساحة من األرض والمياه‪،‬‬


‫ّ‬ ‫المائية و‬
‫ّ‬ ‫إن الزراعة الذكية‪ ،‬من خالل نوعيها‬
‫ّ‬
‫للحصول على أفضل إنتاج من المحاصيل المستهدفة‪ ،‬وذلك لتحقيق إنتاج زراعي مستدام مع الحفاظ‬
‫الذكية على خفض انبعاثات الغاز الضارة بالبيئة إلى‬
‫الطبيعية لألجيال القادمة‪ .‬كما تعمل الزراعة ّ‬
‫ّ‬ ‫على الموارد‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المناخية‬
‫ّ‬ ‫التغيرات‬
‫حد ممكن والتكيف مع ّ‬‫أدنى ّ‬

‫وحيويا في سياسة التنمية الزراعية‪ ،‬إذ تسعى إلى تحقيق زيادة‬


‫ّ‬ ‫هاما‬
‫تطو ار ّ‬
‫الذكية ّ‬
‫ّ‬ ‫وتعتبر الزراعة‬
‫ويعد تطبيق الزراعة الذكية‬
‫التكيف مع الواقع الجديد الذي تفرضه أنماط الطقس‪ّ .‬‬
‫مستدامة في اإلنتاج الزراعي و ّ‬
‫المناخية ونقص‬
‫ّ‬ ‫ظل التغيرات‬
‫كميات أقل من المياه في ّ‬
‫ضماناً لخفض التكاليف وزيادة االنتاجية باستخدام ّ‬
‫بمعدل ‪ %50‬حسب توّقعات‬‫إنتاجية المحاصيل ّ‬
‫ّ‬ ‫يؤدي إلى زيادة‬
‫مما ّ‬
‫المياه وندرة األراضي الصالحة للزراعة‪ّ ،‬‬
‫بعملية الر ّي وتخصيب الحقول بطريقة صديقة للبيئة‬
‫ّ‬ ‫سيتم في المستقبل القريب النجاح‬
‫البنك الدولي‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫وإنتاج زراعي أوفر‪.‬‬

‫الذكية‪ ،‬وذلك من خالل تنفيذ الخطوات‬


‫ّ‬ ‫للتكيف مع الزراعة‬
‫عدة ّ‬ ‫وبإمكان المزارعين اتخاذ خطوات ّ‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -1‬االستراتيجيات المبتكرة للمحاصيل‪ :‬فمن خالل التنويع والتناوب في زراعة المحاصيل‪ ،‬باإلمكان‬
‫حد مع المحافظة على النوعية الجيدة‬
‫زيادة أرباح المزارعين ورفع استخدام األراضي إلى أقصى ّ‬
‫للتربة‪.‬‬
‫‪ -2‬البنية التحتية القادرة على الصمود‪ :‬تساهم في المحافظة على إنتاجية المزارع خالل تغير المناخ‪.‬‬
‫فعمليات الري المناسبة تفضي إلى كميات أكبر من المحاصيل‪ ،‬في حين أن زيادة التهوية والتظليل‬
‫ِّ‬
‫تحسن صحة قطعان الماشية‪.‬‬
‫ّ‬
‫التقنيات والوسائل الجديدة المتاحة للمزارعين‪ ،‬وبإمكان بيانات الطقس‬
‫‪ -3‬أنظمة الدعم‪ :‬هناك وفرة من ّ‬
‫متقدمين خطوة واحدة في التخطيط الستخدام‬‫تزودها األقمار الصناعية جعل المزارعين ّ‬
‫التي ّ‬
‫أراضيهم في الموسم المقبل‪ .‬كما باإلمكان تصميم أنظمة لتخزين ونقل المواد الغذائية بهدف‬
‫تخفيض الهدر الغذائي‪ ،‬وهي مشكلة تتسبب في انبعاث أكثر من ‪ 3‬باليين طن من ثاني أكسيد‬
‫الكربون اإلضافي سنويا‪.‬‬

‫الذكية" وأهدافها وأثرها على التنمية المستدامة‬


‫أهمية "الزراعة ّ‬
‫ب‪ّ -‬‬

‫عدة منافع للقطاع الزراعي‪ ،‬كتحسين اإلنتاجية الزراعية‬


‫إن تطبيق "الزراعة الذكية" سوف يحّقق ّ‬
‫ّ‬
‫الملوثة مثل المبيدات و األسمدة الكيماويّ ة‪...‬‬
‫اعية آمنة وخفض استخدام المواد ّ‬
‫والحصول على منتجات زر ّ‬
‫مهمة‪.‬‬
‫اقتصادية ّ‬
‫ّ‬ ‫اعية و‬
‫فإن استخدام الزراعة الذكية قادر على تحقيق ثورة زر ّ‬
‫وبالتالي ّ‬

‫تغير‬
‫الذكية في تعزيز إنتاج المحاصيل والقدرة على الصمود في وجه ّ‬
‫ّ‬ ‫وتكمن إحدى فوائد الزراعة‬
‫المناخ‪ ،‬من خالل أصناف جديدة من المحاصيل‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬هناك حوالي ‪ 4‬ماليين مزارع في جنوب‬
‫أن هذه الزراعة تساهم في تعزيز كفاءة استخدام الموارد‪،‬‬ ‫تتحمل الفيضانات‪ .‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫آسيا يزرعون أصناف ّ‬
‫أرز‬
‫ظف في العالم يعتمد‬ ‫الذكية أكبر مو ّ‬
‫ّ‬ ‫وإضافة القيمة إلى المنتجات وزيادة سالمة األغذية‪ .‬كما تعتبر الزراعة‬
‫عليه معظم الفقراء في العالم لكسب العيش‪.‬‬

‫فإن‬
‫وبحسب الخبير ألكساندر مولير‪ ،‬المدير العام المساعد لقطاع الموارد الطبيعية لدى منظمة "فاو"‪ّ ،‬‬
‫لتغير المناخ‪ ،‬ويوّفر‬
‫الضارة ّ‬
‫ّ‬ ‫الذكية يساهم في تحقيق حماية المزارعين من اآلثار‬
‫ّ‬ ‫التحول إلى أساليب الزراعة‬
‫ّ‬
‫ونوعية المحاصيل‬
‫ّ‬ ‫عدة لخفض غازات االحتباس الحراري وعزل الكربون في التربة‪ ،‬كما ّ‬
‫يحسن جودة‬ ‫أساليب ّ‬

‫‪10‬‬
‫عدة فوائد وأهداف‬
‫الذكية لديها ّ‬
‫ّ‬ ‫أن الزراعة‬
‫ويرفع مستويات دخل األسر الزراعية‪ .‬وكخالصة‪ ،‬نستطيع القول ّ‬
‫مهمة‪ ،‬وأبرزها‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ ‬تعزيز االبتكار الزراعي‪.‬‬


‫‪ ‬خلق الوظائف الخضراء‪.‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬حفظ وحماية البيئة من خالل إدارة أفضل للموارد‬
‫تغير المناخ‪.‬‬
‫التكيف مع ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬خفض ظاهرة الجوع والفقر‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة اإلنتاج وتحسين جودة المحاصيل الزراعية‪.‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬تطبيق اإلدارة المستدامة للموارد‬
‫‪ ‬تحسين إدارة التربة وخصوبتها‪.‬‬
‫ومتجدد للطاقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬تحويل الفضالت الحيوانية إلى غاز حيوي كمصدر بديل‬
‫‪ ‬إنشاء مصايد األسماك وتربية األحياء المائية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ‪ ،‬من خالل‬
‫للتكيف‪.‬‬
‫أقفاص وبرك األسماك المقاومة للعواصف‪ ،‬وإدارة مصايد األسماك القابلة ّ‬

‫ظمة الفاو)‬
‫كية (حسب إحصاءات من ّ‬
‫ج‪ -‬الواقع العالمي الحالي للزراعة الذ ّ‬

‫طة للتنمية المستدامة حتى عام ‪ ،92030‬وهي تشمل‬


‫لقد اعتمد المجتمع الدولي في عام ‪ 2015‬خ ّ‬
‫تغير المناخ‪ ،10‬وتوفر إطا ار دوليا لزيادة فعالية اإلجراءات الوطنية والجهود الجماعية الدولية‬
‫اتفاق باريس بشأن ّ‬
‫أقرت الدول األعضاء في المنظمة خمسة‬ ‫من أجل تحقيق التنمية المستدامة‪ .‬وبغية تنفيذ خطة عام ‪ّ ،2030‬‬
‫مبادئ الستدامة األغذية والزراعة (وتشمل المحاصيل‪ ،‬وإنتاج الثروة الحيوانية‪ ،‬ومصايد األسماك وتربية األحياء‬
‫المائية‪ ،‬والغابات)‪ ،‬وذلك عبر إقامة التوازن بين االعتبارات االجتماعية واالقتصادية والبيئية وتعزيز الزراعة‬
‫فعال وضمان األمن الغذائي‬
‫الذكية كنهج قادر على تحويل النظم الزراعية وإعادة توجيهها لدعم التنمية بشكل ّ‬
‫تم إدماج هدف تعزيز الزراعة المستدامة مع أهداف القضاء على الجوع وتحقيق‬‫ظل تغير المناخ‪ .‬وبالتالي ّ‬
‫في ّ‬
‫األمن الغذائي وتحسين التغذية بحلول عام ‪.2030‬‬

‫‪11‬‬
‫ظل تغير المناخ‪ ،‬تحتاج نظم اإلنتاج‬
‫وبهدف المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ّ‬
‫التصدي في آن واحد لثالثة تحديات مترابطة‪ ،‬وهي زيادة اإلنتاجية والدخل في الزراعة على نحو‬
‫ّ‬ ‫الزراعي إلى‬
‫مستدام‪ ،‬وبناء القدرة على الصمود في وجه آثار تغير المناخ‪ ،‬والمساهمة في التخفيف من حدة تغير المناخ‪.‬‬
‫مناخيا وتوفير بيئة تمكينية تشمل سياسات ومؤسسات‬
‫ً‬ ‫ويتم تحقيق ذلك من خالل اعتماد الممارسات الذكية‬
‫ّ‬
‫ومصادر تمويل مؤاتية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التحول‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫وكشف تقرير لمنظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة «الفاو» صادر عام ‪ّ ، 2018‬‬
‫أهميته فقط في منع أزمات األمن الغذائي مستقبال‪ ،‬ولكنه يساهم‬
‫الذكية» ال تكمن ّ‬
‫ّ‬ ‫العالمي إلى نهج «الزراعة‬
‫يفية التي تعاني الجوع والفقر‪.‬‬
‫في التجديد االقتصادي والزراعي للمناطق الر ّ‬

‫الذكية" في ضوء التجارب‬


‫التحول إلى "الزراعة ّ‬
‫ّ‬ ‫آليات‬
‫ثالثا‪ّ -‬‬

‫الذكية"‬
‫أ‪ -‬متطّلبات إنشاء قطاع "الزراعة ّ‬

‫التحول المستدام إلى الزراعة الذكية اتباع نهج شامل يعتمد على تمكين الناس وتقوية المنظمات‬
‫طلب ّ‬ ‫يت ّ‬
‫التحول أيضا إلى‬
‫ّ‬ ‫والمؤسسات والشبكات‪ ،‬والمساهمة في وضع أطر تنظيمية وسياساتية مؤاتية‪ .‬ويحتاج هذا‬
‫تحسين القدرات الفنية والوظيفية التي يتمتع بها العاملون في القطاع الزراعي‪ .‬فتحسين وسائل وقدرات رصد‬
‫ظم‬
‫نوعية ما يزرع بطريقة تع ّ‬
‫الجوية‪ ،‬مثال‪ ،‬يسمح باتخاذ ق اررات واضحة ومنتجة عن وقت الزرع أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫األحوال‬
‫وتضم القدرات الوظيفية لتحقيق الزراعة الذكية التالي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫إنتاجية هذه الزراعة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -‬وضع السياسات وتنفيذها وإصالحها‪.‬‬


‫‪ -‬توليد البيانات والمعلومات والمعارف وإدارتها وتبادلها‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ البرامج والمشاريع‪.‬‬
‫‪ -‬االنخراط في الشبكات والتحالفات والشراكات متعددة القطاعات‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين التنسيق بين الو ازرات‪ ،‬وبين القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الذكية هنالك التجانس والتنسيق والتكامل بين مختلف القطاعات‬
‫أهم أسس تطوير وإنشاء الزراعة ّ‬
‫ومن ّ‬
‫وتغير المناخ والتنمية الزراعية واألمن الغذائي والتغذية‪ .‬وسوف يحتاج القطاع العام أيضا‬
‫التي تعنى بالزراعة ّ‬
‫أهمها الحوافز‪ ،‬وتنمية القدرات‪ ،‬واالستثمارات‬ ‫ق‬
‫إلى دعم االستثمارات الفعالة والمستدامة‪ ،‬وذلك عبر طر عديدة ّ‬
‫في البحوث واالبتكار‪ ،‬ونشر المعارف‪ ،‬وتشييد البنى التحتية‪ ،‬والحماية االجتماعية‪.‬‬

‫الدولية الناجحة‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬بعض التجارب‬

‫بالتحول إلى الزراعة الذكية‪ .‬وقد كشف‬


‫ّ‬ ‫عدة دول في العالم‪ ،‬بما فيها الدول المتقدمة والنامية‪،‬‬
‫لقد بدأت ّ‬
‫يتبنون أساليب ُمستجدة في إنتاج الغذاء للمساعدة على‬
‫أن المزارعين حول العالم ّ‬
‫الذكية مناخيا» ّ‬
‫تقرير «الزراعة ّ‬
‫أهم التجارب‬ ‫الم ِّّ‬
‫سببة لالحتباس الحراري من اإلنتاج الزراعي‪ .‬ومن ّ‬ ‫تغير المناخ وخفض الغازات ُ‬ ‫تحمل آثار ّ‬
‫الناجحة في هذا المجال نستعرض التالي‪:‬‬

‫محسن‬
‫يتم استعادة خصوبة األراضي من خالل استعمال نموذج ّ‬ ‫‪ ‬في مقاطعة "ياتينغا" (بوركينا فاسو) ّ‬
‫يسمى "زاي"‪ ،‬والمرتكز على تجهيز حفر قبل الموسم الز ارعي‬
‫التقليدية بالحفر" أو ما ّ‬
‫ّ‬ ‫من "الزراعة‬
‫وتغذيتها باألسمدة بما يساهم في استصالح التربة وتعزيز قدرتها على تجميع المياه‪ .‬ونتيجة ذلك‪،‬‬
‫أصبحت المناطق التي لم تكن تنتج الكثير تعطي محاصيل أكثر من ذي قبل بمقدار خمس مرات‬
‫على األقل‪.‬‬
‫المحلية مثل الذرة الصفراء والرفيعة بسبب ندرة المياه مع‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬في شمال الكاميرون‪ ،‬تعاني األصناف‬
‫طور معهد بحوث الزراعة الوطني بالكاميرون‬ ‫انخفاض األمطار والجفاف‪ .‬ولكن منذ عام ‪َّ ،2006‬‬
‫تم تأسيس مشاريع بمشاركة الم ازرعين‬
‫محسنة من هذه المحاصيل‪ ،‬وبدع ٍم من منظمة "فاو"‪ ،‬بحيث ّ‬
‫أنواعا ّ‬
‫جيدة‪.‬‬
‫حاليا محاصيل ّ‬‫إلنتاج البذور من أجل إعادة توزيعها عليهم‪ ،‬وهي تنتج ّ‬
‫حيوي يستخدم‬
‫ّ‬ ‫تقدم حوافز للمزارعين الستعمال "الهاضمات" لتحويل نفاياتهم إلى غاز‬‫‪ ‬في فيتنام‪ّ ،‬‬
‫ألغراض الطهي واإلضاءة اليومية وإنتاج سماد خاص من الوحل النباتي لتغذية تربة الحقول‪.‬‬
‫‪ ‬في جزيرة بوهول (الفلبين)‪ ،‬ساعد تحسين البنى التحتية على زيادة كفاءة إدارة المياه واستقرار اإلنتاجية‬
‫تقنيات أقل استهالكا للمياه وأكثر تقليصا لغازات‬
‫ئيسي‪ ،‬بينما تستخدم في الحقول ّ‬
‫من محصول األرز الر‬
‫ّ‬
‫االحتباس الحراري‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مناخية ذات كفاءة عالية مع المزارعين‪ ،‬وهذه الخدمات‬
‫ّ‬ ‫أما أندونيسيا‪ ،‬فقد نجحت في تدشين خدمات‬
‫‪ّ ‬‬
‫تعمل على تحقيق زيادة كبيرة في فهم ووعي ما يحدث وما سيحدث في البيئة الزراعية‪.‬‬
‫التكيف مع األحداث غير المؤاتية‪.‬‬
‫‪ ‬في الصين‪ ،‬أثبتت المحاصيل والخدمات المناخية قدرتها الفعالة على ّ‬

‫الذكية" في المنطقة العربية‬


‫رابعا ‪" -‬الزراعة ّ‬

‫أ‪ -‬الدور االستثماري للقطاع الخاص‬

‫ليتمكن المنتجون‬
‫يتوجب القيام باستثمارات كبيرة وطويلة األجل ّ‬
‫الذكية ّ‬
‫يتم التأسيس لنظام الزراعة ّ‬
‫لكي ّ‬
‫ومناخيا وتعزيزها وتطويرها واعتمادها‪ .‬ولذلك‬
‫ّ‬ ‫وواضعو السياسات من تقييم النهج والممارسات الذكية زراعياً‬
‫حد‬
‫أن القطاع الخاص هو إلى ّ‬ ‫مالية كبيرة للقطاعات الزراعية‪ .‬وتشير التقديرات المتوافرة إلى ّ‬
‫هنالك احتياجات ّ‬
‫تغير المناخ والتخفيف من آثاره‪ ،‬حيث يشكل هذا القطاع أكبر‬
‫للتكيف مع ّ‬
‫بعيد مصدر التمويل الرئيسي والقادر ّ‬
‫متعددة األطراف كالصندوق‬
‫حاليا صناديق ّ‬ ‫المستثمرين في الزراعة‪ .‬وقد بات التمويل العام الدولي يشمل ّ‬
‫األخضر للمناخ‪ ،‬ومرفق البيئة العالمية‪ ،‬وصندوق ّ‬
‫التكيف‪ ،‬والبرنامج النموذجي لمواجهة آثار تغير المناخ‪...‬‬
‫وهناك أيضا حاجة ملحة إلى استخدام الموارد العامة المتاحة في قطاع الزراعة على المستويين الدولي والمحلي‬
‫فعالية أكبر بهدف دعم جهود التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره‪ ،‬وتشمل مجاالت االستثمار‬
‫ّ‬ ‫مع‬
‫األمور التالية‪:‬‬

‫مناخيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طي الحواجز التي تحول دون اعتماد الزراعة الذكية‬ ‫تمكينية لتخ ّ‬
‫ّ‬ ‫سياساتية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تهيئة بيئة‬
‫المحلية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫انيات‬
‫تغير المناخ والتخفيف من آثاره في الميز ّ‬
‫التكيف مع ّ‬‫‪ -‬مراعاة جهود ّ‬
‫مناخيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬إطالق قدرات وطاقات القطاع الخاص لالستثمار في الزراعة الذكية‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمليات الخاصة باالستثمارات الزراعية‬
‫تغير المناخ في التخطيط و ّ‬
‫‪ -‬إدماج ّ‬
‫‪ -‬تصميم أنواع جديدة من االستثمارات المشتركة بين القطاعات لتوسيع نطاق الممارسات والمناهج‬
‫مناخيا وتوفير عائدات أعلى على االستثمارات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الخاصة بالزراعة الذكية‬
‫الحد من المخاطر المرتبطة بالمناخ والتي تنطوي عليها هذه االستثمارات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪14‬‬
‫الذكية"‬
‫ب‪ -‬دور الحكومات في تشجيع االستثمار في "الزراعة ّ‬

‫بعدة خطوات لتعزيز مشاركته واستثماراته في قطاع الزراعة‬


‫يقع على عاتق القطاع الحكومي القيام ّ‬
‫الذكية‪ ،‬وذلك عبر‪:‬‬
‫ّ‬

‫وطنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬التشجيع على وضع سياسات‬
‫‪ -‬االعتماد المتزايد على الحوكمة الزراعية‪.‬‬
‫وطنية (وعر ّبية مشتركة) في إطار التنمية والنمو الزراعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تكوين رؤية‬
‫‪ -‬تشجيع أصحاب المشاريع الصغيرة على المشاركة في سياسات واستراتيجيات متكاملة تضمن تواجدهم‬
‫في األسواق‪.‬‬
‫الذكية‪.‬‬
‫يفية وتكييفها مع متطّلبات الز ارعة ّ‬
‫القطاعية الزراعية والحضرّية والر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬إعادة النظر في السياسات‬
‫‪ -‬دعم السياسات واالستراتيجيات المراعية للمساواة بين الجنسين والمتعددة القطاعات والشاملة ألصحاب‬
‫المشاريع الصغيرة‪ ،‬وتمويلها وتطبيقها‪ ،‬على أن تكون مرتبطة بالتنمية الزراعية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين عملية إدارة المعلومات وجمع البيانات وشفافيتها واإلبالغ عنها وفرص الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ -‬الحرص على تسهيل حصول أصحاب المشاريع الصغيرة على البذور التي يحتاجون إليها‪ ،‬بما في ذلك‬
‫األصلية واألنواع الحديثة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األنواع‬
‫‪ -‬تعزيز عملية تبادل المعلومات بهدف تطبيقها العملي داخل المزرعة وتحفيز االبتكار المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمارات الخاصة‪ ،‬ال سيما مجاالت إدارة المياه‪ ،‬وصون التربة‪ ،‬والغابات‪ ،‬والنقل والبنى‬
‫التحتية مثل الطرقات الفرعية والطاقة‪ ،‬واإلمدادات الكهربائية وشبكات االتصاالت الالسلكية في المناطق‬
‫الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬دعم وتطوير األسواق ونظم التوزيع وتعزيز القدرة على النفاذ إليها‪.‬‬

‫ج‪ -‬التعاون على المستوى العربي المشترك‬

‫عدة دول عر ّبية إلى تطوير تنميتها الزراعية وتعزيز مسارات أمنها الغذائي من خالل العديد‬
‫تسعى ّ‬
‫معدالت‬
‫إنتاجية السلع الغذائية‪ ،‬وارتفاع ّ‬
‫اتيجيات التنموية‪ ،‬واّلتي ّأدت إلى تحسين إنتاج و ّ‬
‫من المبادرات واالستر ّ‬
‫اإلكتفاء الذاتي على المستوى العام في الوطن العربي‪ ،‬وتراجع قيمة الفجوة الغذائية إلى نحو مليار دوالر خالل‬

‫‪15‬‬
‫فإن ما تحّقق ما زال يعتبر دون الطموحات‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن‬ ‫عام ‪ 2016‬مقارنة بنحو ‪ 34.6‬مليار دوالر‪ .‬ومع ذلك ّ‬
‫أن هناك العديد من السلع الغذائية التي‬
‫العديد من الموارد الزراعية ما زالت غير مستغلة بالشكل المطلوب‪ ،‬كما ّ‬
‫تنخفض مع ّدالت االكتفاء الذاتي منها وتشكل وارداتها أعباء ثقيلة على الموازين التجارية للدول العربية‪ .‬ومن‬
‫هذه المبادرات‪ ،‬نستطيع ذكر‪:‬‬

‫‪ -‬مبادرة جاللة الملك عبد هللا بن عبد العزيز حول االستثمار الزراعي السعودي في الخارج‪ ،‬وهي هدفت‬
‫تكاملية مع عدد من الدول‪ ،‬العربية وغير العربية‪ ،‬التي تتوّفر فيها مقومات وإمكانات‬
‫ّ‬ ‫إلى بناء شراكات‬
‫زراعية عالية لتنمية وإدارة االستثمارات الزراعية في عدد من المحاصيل الزراعية االستراتيجية بكميات‬
‫كافية وأسعار مستقرة‪.‬‬
‫‪ -‬مبادرة فخامة عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان حول تعزيز األمن الغذائي العربي‪.12‬‬
‫المحرك الرئيسي لنمو االقتصاد‬
‫ّ‬ ‫طط المغرب األخضر اّلذي يهدف إلى جعل القطاع الزراعي هو‬ ‫‪ -‬مخ ّ‬
‫المغربي‪ ،‬وذلك برفع مساهمته في الناتج اإلجمالي المحلي وتوفير فرص للعمل والحد من الفقر وتطوير‬
‫الصادرات‪ ،‬وقد تمكن هذا المخطط بعد ‪ 5‬سنوات من إطالقه (عام ‪ )2008‬من استحداث ‪ 77‬ألف‬

‫فرصة عمل ثابتة إلى جانب ر ّي ‪370‬ألف هكتار من األراضي عبر ّ‬


‫تقنيات حصاد المياه‪.‬‬
‫‪ -‬المبادرة الزراعية في العراق‪ ،‬والتي تستهدف االرتقاء بالمشاريع الزراعية بتخصيص سنوي تجاوز المليار‬
‫دوالر‪ ،‬وتشتمل على إنشاء واستحداث مشاريع زراعية جديدة ومنح القروض ضمن صناديق اإلقراض‬
‫المختلفة لتنمية الثروة الحيوانية والزراعية والوصول بها إلى المستفيدين في المناطق الريفية ولكافة‬
‫األغراض الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج التجديد االقتصادي الفالحي والريفي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬مبادرة الرئيس السيسي في مصر الستصالح األراضي‪.‬‬
‫‪ -‬استراتيجية تنمية الثروة الحيوانية في سلطنة عمان التي تتمثل رؤيتها في تحقيق تنمية مستدامة للثروة‬
‫الحيوانية تعظم من عوائدها البيئية واالجتماعية واالقتصادية وتساهم بمستويات مناسبة في األمن‬
‫الغذائي العماني‪.‬‬

‫يتجز من باقي دول العالم‪ ،‬فعليه أن يكون أيضا مشاركا في الدور‬‫وبما أن العالم العربي جزء ال ّأ‬
‫التنموي والزراعي‪ ،‬وذلك عبر االلتزام بجميع أهداف التنمية المستدامة لألمم المتحدة‪ ،‬سواء بصورة مباشرة أو‬

‫‪16‬‬
‫اتيجية‬
‫كل من استر ّ‬ ‫غير مباشرة‪ ،‬وبالتالي علينا المقارنة بين أهداف األمم المتحدة للتنمية المستدامة مع أهداف ّ‬
‫التنمية الزراعية العربية المستدامة والبرنامج الطارئ لألمن الغذائي العربي‪ ،‬وذلك عبر الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪)3‬‬


‫عربيا‬
‫ما يقابلها ّ‬ ‫دوليا‬
‫أهداف التنمية المستدامة ّ‬
‫كل البرنامج السادس‪ :‬المساهمة في ازدهار الريف (هدفه تخفيف‬
‫الهدف األول‪ :‬القضاء على الفقر بجميع أشكاله في ّ‬ ‫‪1‬‬
‫حدة الفقر في الريف العربي‪ ،‬وتحسين المستويات المعيشية‬ ‫مكان‬
‫للسكان بالريف)‬
‫الهدف الثاني‪ :‬القضاء على الجوع وتوفير األمن الغذائي البرنامج األول‪ :‬تطوير تقانات الزراعة العربية (هدفه زيادة‬ ‫‪2‬‬
‫القدرة على توفير الغذاء اآلمن)‬ ‫والتغذية الصحية وتعزيز الزراعة المستدامة‬
‫الهدف السادس‪ :‬ضمان توافر المياه وخدمات الصرف البرنامج األول‪ :‬تطوير تقانات الزراعة العربية (هدفه ترشيد‬ ‫‪3‬‬
‫استخدام الموارد المائية)‬ ‫الصحي للجميع‬
‫الهدف السابع‪ :‬ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة البرنامج الثالث‪ :‬تعزيز القدرة التنافسية لنواتج الزراعة العربية‬ ‫‪4‬‬
‫)هدفه توفير الغذاء وتحقيق االستقرار في المجتمعات‬ ‫على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة‬
‫الريفية)‬
‫تحتية قادرة على الصمود‪ ،‬البرنامج الثاني‪ :‬وهدفه تطوير البنية التحتية في مناطق‬
‫الهدف التاسع‪ :‬إقامة بنى ّ‬ ‫‪5‬‬
‫االستثمار‪ ،‬وزيادة القدرة على االبتكار وتشجيع استثمارات‬ ‫وتحفيز التصنيع الشامل والمستدام‪ ،‬وتشجيع االبتكار‬
‫الزراعة والتصنيع الزراعي‬
‫الهدف الثاني عشر‪ :‬ضمان أنماط استهالك وإنتاج البرنامج السادس‪ :‬المساهمة في ازدهار الريف (هدفه‬ ‫‪6‬‬
‫تحسين المستويات المعيشية وتعزيز القدرة على توليد فرص‬ ‫مستدامة‬
‫العمل في الريف)‬
‫البيئية والزراعية‬
‫ّ‬ ‫الهدف الثالث عشر‪ :‬إتّخاذ إجراءات عاجلة للتصدي البرنامج السابع‪ :‬تطوير نظم إدارة الموارد‬ ‫‪7‬‬
‫الطبيعية‬
‫ّ‬ ‫المتغيرات والكوارث‬
‫المهددات و ّ‬
‫ّ‬ ‫(هدفه إدارة‬ ‫لتغير المناخ وآثاره‬
‫ّ‬

‫المستقبلية‬
‫ّ‬ ‫خامسا ‪ -‬التوصيات والخطوات‬

‫َّ‬
‫متطلبات‬ ‫امية وضرورة التنسيق في مجال تخطيط السياسات بين‬
‫شدد تقرير «الفاو» على إلز ّ‬ ‫لقد ّ‬
‫آليات وصول البيانات والمعلومات والمعارف‬
‫فإن تحسين ّ‬
‫الزراعة واألمن الغذائي وظاهرة تغيُّر المناخ‪ ،‬كذلك ّ‬
‫عدة طرق ووسائل‬
‫المتغيرات‪ .‬ولقد أورد التقرير ّ‬
‫ّ‬ ‫تكيف المزارعين مع‬
‫العلمية إلى المزارعين ضرورة للمساهمة في ّ‬
‫ّ‬
‫تغير المناخ‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫التكيف مع ّ‬
‫الملوثة و ّ‬
‫قادرة على مساعدة المزارعين على خفض الغازات ّ‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬تأمين تربة أفضل وإدارة المغ ّذيات‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين استخدام المياه ورفع كفاءة االستخدام في نظم الر ّي‪\.‬‬
‫‪ -‬تعزيز مكافحة األمراض واآلفات‪.‬‬
‫‪ -‬الترويج للنظم السليمة بيئيًّا‪.‬‬
‫الجيدة للموارد الوراثية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة ّ‬
‫األرز‪.‬‬
‫‪ -‬خفض عوادم الميثان في زراعة ّ‬
‫‪ -‬تحسين كفاءة اإلنتاج الحيواني‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين سالسل اإلمداد‪.‬‬

‫للوصول إلى الهدف المنشود يجب اتباع ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم الخدمات التي ترفع من أداء اإلنتاج الزراعي وتنعكس على اإلنتاجية الزراعية وتشمل دورات‬
‫تطبيقية وعملية وتقنيات جديدة وتطوير القدرات‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام برنامج بيئي مغلق لزراعة المنتجات من خالل استخدام برمجيات ومجسات زراعية تتابع نمو‬
‫النبات وتضمن ايجاد بيئة مثلى من الرطوبة وتبادل الغازات والري بما يناسب عمر و تطور نمو‬
‫المحصول واستخدام الطاقة الشمسية لتوفير الطاقة الالزمة للتشغيل‪.‬‬
‫‪ ‬ادخال التقنيات الحديثة واالستفادة من الخبرات العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على األنواع الزراعية والسالالت الحيوانية األقل استهالكاً للمدخالت‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين كفاءة البنية التحتية وتعزيز نظم الطاقة المتجددة وخفض االعتماد على الوقود االعتيادي‬
‫واستخدام الطاقة الشمسية وطاقه الرياح‪.‬‬
‫‪ ‬اتباع أنظمة زراعية جديدة وذلك تمشياً مع التغيرات المناخية التي تعاني منها العديد من الدول في‬
‫العالم وتهيئة الحوافز لضمان تبني الممارسات المناخية الذكية للزراعة‪.‬‬
‫‪ ‬االستمرار في إجراء األبحاث الهادفة لتحسين مستوى الزراعة‪.‬‬
‫فعالة وحديثة‪.‬‬
‫وتنظيمية ّ‬
‫ّ‬ ‫قانونية‬
‫ّ‬ ‫حكومية وأطر‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬وضع سياسات‬
‫التشاركية والمعرفة والتعليم بشأن "إيكولوجيا" الزراعة في البحوث الزراعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬تشجيع االبتكار والبحوث‬

‫‪18‬‬
‫المراجع‬

‫كلية العلوم االقتصادية‬


‫‪ )1‬عائشة بوثلجة‪" ،‬دور االستثمار الزراعي في تحقيق األمن الغذائي العربي"‪ ،‬رسالة دكتواره‪ّ ،‬‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ )2‬البنك الدولي‪" ،‬نظم االبتكار الزراعي‪ :‬مرجع لالستثمار"‪.2016 ،‬‬
‫‪ )3‬منظمة األغذية والزراعة‪" ،‬حالة األغذية والزراعة ‪ -‬اإلبتكار في الزراعة األسرّية‪ ،‬روما‪.2014 ،‬‬
‫الموحد"‪ ،‬قطاع الزارعة والمياه‪.2014 ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪" )4‬التقرير االقتصادي العربي‬
‫الدولية‪" ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬العمل الالئق والوظائف الخضراء"‪ ،‬التقرير الخامس‪.2013 ،‬‬
‫ّ‬ ‫ظمة العمل‬‫‪ )5‬من ّ‬
‫‪ )6‬رانية ثابت الدروبي‪" ،‬واقع األمن الغذائي العربي وتغيراته المحتملة في ضوء المتغيرات االقتصادية الدولية"‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‪ ،‬المجّلد ‪ ،24‬العدد األول‪.2008 ،‬‬
‫الدولية‪" ،‬الوظائف الخضراء‪ ،‬حقائق وأرقام"‪.2008 ،‬‬
‫ّ‬ ‫ظمة العمل‬
‫‪ )7‬من ّ‬
‫‪Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO), “Food Outlook, )8‬‬
‫‪Biannual Report on Global Food Markets”, July 2018.‬‬
‫‪Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO), “World Food and‬‬ ‫‪)9‬‬
‫‪Agriculture – Statistical Pocketbook 2018”, Rome, 2018.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫لتغير المناخ وأسبابه وتأثيراته‬


‫أسست عام ‪ 1988‬لتقديم تقديرات شاملة لحالة الفهم العلمي والفني واالجتماعي واالقتصادي ّ‬
‫‪ّ 1‬‬
‫المحتملة واستراتيجيات االستجابة لهذا التغير‪ .‬وحصلت على جائزة نوبل للسالم لعام ‪ 2007‬تقدي ار لعملها في مجال تغير‬
‫المناخ‪.‬‬
‫تشير إحصائيات األمم المتحدة إلى زيادة في عدد سكان العالم من ‪ 2‬مليار شخص إلى ‪ 9‬مليارات في عام ‪ ،2050‬كما‬ ‫‪2‬‬
‫أوضحت اإلحصائيات أن هناك زيادة في االستهالك للمحاصيل الزراعية حوالي ‪ %60‬عما كانت عليه‪.‬‬
‫أن إطعام سكان العالم سيتطلب زيادة قدرها ‪ %70‬في إجمالي الناتج‬
‫تقدر منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة (الفاو) ّ‬
‫‪ّ 3‬‬
‫الزراعي العالمي حتى العام ‪.2050‬‬
‫‪ 4‬رانية ثابت الدروبي‪" ،‬واقع األمن الغذائي العربي وتغيراته المحتملة في ضوء المتغيرات االقتصادية الدولية"‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫دمشق للعلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد األول‪.2008 ،‬‬

‫‪ 5‬تختلف تكاليف االستصالح من منطقة إلى أخرى‪ ،‬إذ تتراوح ما بين ‪ 15000‬و‪ 30000‬ألف دوالر ّ‬
‫لكل هكتار في المناطق‬
‫المروية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لكل هكتار في المناطق غير‬
‫المروية وبين ‪ 1000‬و‪ 1500‬دوالر ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 6‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪" ،‬قطاع الزارعة والمياه"‪.2014 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO), “World Food and Agriculture 7‬‬
‫‪– Statistical Pocketbook 2018”, Rome, 2018.‬‬
‫القمة العربية في اجتماعها بالرياض بالمملكة العربية السعودية عام ‪.2007‬‬
‫‪ 8‬أصدرتها ّ‬
‫‪ 9‬في عام ‪ ،2015‬اعتمدت البلدان خطة التنمية المستدامة لعام ‪ 2030‬وأهداف التنمية المستدامة الـ‪ 17‬الخاصة بها‪.‬‬
‫‪" 10‬كوب ‪ ،"21‬وهو ّأول اتفاق عالمي بشأن المناخ‪ ،‬صدّق عليه من قبل ك ّل الوفود ال‪ 195‬الحاضرة في ‪ 12‬كانون ّأول‬
‫‪ .2015‬ويهدف االتفاق إلى احتواء االحترار العالمي ألق ّل من درجتين‪.‬‬
‫‪Food Outlook, Biannual Report on Global Food Markets, July 2018. 11‬‬
‫القمة التنموية االقتصادية واالجتماعية الثالثة التي عقدت بالرياض في كانون الثاني عام ‪.2013‬‬
‫‪ 12‬أطلقها في ّ‬

‫‪20‬‬

You might also like