واحة سوكنة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫جامعة بنغازي‬

‫كلية الهندسة ‪ -‬قسم العمارة وتخطيط المدن‬

‫بحث لمادة العمارة المحلية بعنوان‬

‫عمارة مدينة سوكنة القديمة‬


‫العوامل المؤثرة عىل نشأة المدينة و مكونات مدينة سوكنة القديمة‬

‫شذى عبد الرحيم الفقي ‪28585‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫الدكتور ‪ /‬عبدالستار الفقيه‬ ‫تحت إشراف ‪:‬‬

‫الفصل الدراسي ‪ :‬ربيع ‪2022 / 2021‬‬


‫الفهرس‬

‫تعريفات‬

‫العوامل الثابتة‬
‫الموقع الجغرافي‬

‫منخفض الجفرة‬
‫مدينة سوكنة‬

‫التضاريس‬

‫تضاريس الواحات‬
‫التربة‬

‫المناخ‬

‫العوامل المتغيرة‬
‫العامل السياسي‬

‫بداية االستقرار وتشكل القصور ‪.‬‬


‫فترة الهجمات و الغزوات و ظهور التكتل العمراني ‪.‬‬
‫العامل الثقافي‬

‫طرد األرواح الشريرة ‪.‬‬


‫الخصوصية‪.‬‬

‫العامل االقتصادي‬

‫طريق القوافل‪.‬‬
‫تجارة سوكنة‪.‬‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫مكونات المدينة‬
‫سور مدينة سوكنة‬

‫أغراض بناء السور ‪.‬‬


‫خصائص السور ‪.‬‬
‫التطورات التي مر بها سور المدينة‪.‬‬

‫القلعة‬

‫أهمية القلعة ‪.‬‬


‫خصائص القلعة‪.‬‬

‫شوارع المدينة‬
‫المسكن السوكني‬

‫خصائص المسكن ‪.‬‬


‫مكونات المسكن ‪.‬‬

‫المساجد والأضرحة‬

‫المساجد‪.‬‬
‫األضرحة‪.‬‬
‫تعريفات ‪:‬‬

‫هذه التعريفات لبعض المصطلحات المستخدمة في البحث لبيان معناها‬


‫و المقصد منها ‪:‬‬

‫العوامل الثابتة هي الخصائص الطبيعية الثابتة عىل مر الومان في‬


‫رقعة جغرافية معينة‪.‬‬

‫العوامل المتغيرة العوامل التي يحدثها التفاعل البشري من واقع‬


‫سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي ‪ ،‬تحدث في مكان وزمان‬
‫معين وغالًب ا غير ثابتة ‪.‬‬

‫العامل السياسي يعبر عن مدى تواجد السلطة السياسية في رقعة‬


‫ميعنة وشكل السلطة امتواجدة وخصائصها‪.‬‬

‫العامل الثقافي يعّب ر عن معتقدات السكان وأسلوب عيشهم ‪.‬‬

‫العامل االقتصادي المجال االجتماعي الذي يركز عىل الممارسات‬


‫المادية المرتبطة بإنتاج الموارد واستعمالها و التجارة بها و تأثير‬
‫المظاهر االقتصادية المحيطة عىل المكان‪.‬‬
‫العوامل‬
‫الثابتة‬
‫الموقع الجغرافي‬

‫)واحات الجفرة(‬ ‫منخفض الجفرة‬

‫يقع في وسط ليبيا ‪،‬حيث تربط مدن الجنوب بالشمال‬


‫عن طريق شبكة طرق رئيسية ‪ ،‬وهو موقع استراتيجي‬
‫جعلها ذات أهمية عالية لمرور الكثير من قوافل‬
‫التجارة بها ‪.‬‬
‫يضم مجموعة واحات مهمة هي‪(:‬سوكنه‪ -‬هون‪ -‬ودان ‪-‬‬
‫واحات الجفره تعتبر من الواحات الليبية القديمة‪،‬وأن تاريخ نشأة واحات ودان‪،‬زله‪،‬هون يصعب تحديده تحديدً‪،‬ا دقيقً‪،‬ا‪،‬وقد تميزت هذه‬ ‫زله‪-‬الفقهاء) ‪.‬‬
‫الواحات بميزات أضحت عىل أثرها منطقة عامرة بالسكان وجاذبة للعديد من الهجرات منذ أقدم العصور من القبائل المازغيه‬
‫والعربية‪،‬ونظرً‪،‬ا لتنوع إقليم المنطقة من النواحي الطبيعية والمناخية وخصوبة التربة وتوافر الثروات الحيوانية‪،‬ووقوعها عىل طرق التجارة‬
‫والتي هيأت لها بدورها من أن تنال قدرً‪،‬ا من الهمية عىل الصعيد التاريخي والسياسي واالقتصادي‪.‬‬

‫مدينة سوكنة‬

‫تقع سوكنه في الركن الغربي لمنخفض واحات‬


‫الجفره‪،‬وتمتد إىل جهة الشرق وسط منخفض متسع ‪.‬‬
‫تبعد ‪ 635‬كم عن طرابلس ‪،‬و ‪ 270‬كم عن سبها‬
‫‪ 415،‬كلم عن مرزق‪.‬‬
‫ًا‬
‫ترتفع عن سطح البحر بنحو ‪ 315‬متر ‪.‬‬
‫يبلغ مسطح واحتها حوالي ‪ 2000‬كلم مربع‪.‬‬
‫تحيط بها من ناحية الغرب والجنوب حافة الحماده الحمراء وجبال‬
‫السوداء‪ .‬وفي الشمال توجد منطقة رملية ال تظهر المياه فيها عىل‬
‫وجه األرض إال نادًر ا ‪.‬‬
‫التضاريس‬

‫تضاريس الواحات‬

‫الواحات هي عبارة عن منخفض ‪ -‬في منطقة صحراوية‪ -‬يجعل سطح‬


‫األرض قريب من المياه الجوفية ‪.‬‬
‫يكون منخض سوكنة منطقة سهلية متسعة تسهل من عملية االعمار‬
‫و البناء ‪.‬‬
‫كون المنخفض مصادر مياه جوفية وعيون مائية قريبة من سطح‬
‫األرض عىل عمق ‪ 5 - 3.5‬أمتار و اعتمدت عليها الواحة في الشرب و‬
‫الزراعة و غيره ‪.‬‬
‫تعتبر سوكنة المصدر الرئيسي للمياه العذبة في محافظة الجفرة‪ ،‬فهى‬
‫تغطي احتياجاتها واحتياجات المدن المجاورة لها من الماء‪.‬‬

‫التربة‬

‫تتميز سوكنة بأرض منبسطة تنتشر بها التربة الطينية المغطاة‬


‫بالحصى و الرمل غالًب ا ما تكون تحتها طبقة جيرية ‪.‬‬
‫المناخ‬

‫تقع سوكنة في أقليم صحراوي وهو إقليم قاحل يسوده الجفاف‬


‫وانخفاض الرطوبة ‪،‬وذلك بسبب بعدها عن المصطحات المائية‬
‫إضافة لقلة الغطاء النباتي ‪،‬وتتراوح نسبة الرطوبة منخفضة نسبًي ا‬
‫لبعدها عن الساحل ‪.‬‬
‫يبلغ متوسط درجات الحرارة السنوية ‪ 30‬درجة ‪.‬‬

‫الرياح‪:‬‬
‫الرياح السائدة فهي الرياح الشرقية والشمالية الشرقية التي تهب في‬
‫فصل الصيف‬
‫والرياح الغربية وهى رياح باردة تهب في فصل الشتاء لتتسبب في سقوط‬
‫األمطار إال نادًرا ‪،‬‬
‫رياح القبلي الجنوبية الساوخنة التي تهب نهاية فصل الربيع وأوائل‬
‫‪،‬الصيف محملة بالغبار والتربة‪ ،‬وهي رياح متغيرة االتجاهات ‪.‬‬

‫األمطار نادرة السقوط فى كثير من األحيان قد تسقط وخالل أشهر الشتاء‬


‫‪،‬وقد تسمح تلك الكمية من المطار أحياًنا بوجود مراع قليله‪.‬‬
‫العوامل‬
‫المتغيرة‬
‫عامل غياب األمن‬ ‫العامل السياسي‬
‫بالرغم من أنه يعتبر من العوامل المتغيرة ولكن بالنسبة إىل ليبيا ظهر‬
‫هذا العامل في جميع األماكن و األزمنة في عمارتها ‪ ،‬حيث انعكس عامل‬
‫غياب األمن و ظهر في اإلنغالق و قلة الفتحات وبناء األسوار و تكتل‬
‫وكثافة النسيج العمراني ‪.‬‬

‫بداية االستقرار وتشكل القصور‬

‫تم عىل األرجح استيطان بعض القبائل الليبية القديمة بمدينة سوكنة خالل‬
‫األلف األول قبل الميالد ومن بينها قبيلة البسيلي وقبيلة الناسامونيون ‪.‬‬

‫عند اضطرار قبيله الناسمون الي مغادره واالنسحاب نحو الغرب فقد‬
‫استقرت بها أفواج من قبائل هواره ومزاته ولواته ‪.‬‬

‫وال تزال بقايا القرى التي أنشأتها القبائل المذكورة ويطلق عليها اسم‬
‫"القصور" وهي تجمعات سكنية صغيرة متناثرة في غابات النخيل المحيطة‬
‫بمدينة سوكنه وكذلك بعض آثار المباني المندثرة السابقة للعصور‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫أنشأت القصور الصغيرة حول األبار أو قريبة منها‪ ،‬ومن توزيعها أي القصور‬
‫تدل عىل أنها أقيمت حيث تتوافر مواقع دفاعية فوق بعض التالل مثل‬
‫قصر شجار‪ ،‬أو في وسط غابات النخيل كقصر تينداروا وقصر تيمز يلين ‪.‬‬
‫فترة الهجمات و الغزوات و ظهور التكتل‬

‫العمراني‬

‫تعرضت سوكنة للعديد من هجمات قبائل البدو منها هجوم قبيلة‬


‫الجهمة عىل القصر الكبير وهجمات أوالد السليمان التي أدت إىل‬
‫هجرة العديد من القبائل السوكنية إىل طرابلس وجنزور وبنغازي‬
‫والبيضاء وشحات وطبرق وجيزاو وتراغن و قبيلة اخرى إىل‬
‫العاللسة والتناحمة وأم األرانب والقطرون ومرزق وسبها وأخرى إىل‬
‫زليتن ومصراتة والزاوية‪.‬‬
‫بدأت سوكنة من تجمع سكان القصور الصغيرة‪ ،‬حيث يقول محمد بشير‬
‫نجومه في تقريره حول بلدان الجفرة سنة ‪1914‬م ‪" :‬سوكنة كانت في قديم‬
‫الزمان غير منتظمة بل هي كانت قصيرات صغار متفرقة كل قصر في‬
‫حطية‪ ،‬كما هي آثارها موجودة اآلن…‪ .‬وبترغيب من قبيلة الجهمة التي‬
‫أغارت عىل القصر الكبير انتقل سكان القصور األخرى بالقرب عن القصر‬
‫الكبير وشرعوا في بناء منازلهم حوله …‪ .‬فصارت قرية صغيرة …‪ .‬وال زالت‬
‫أهل القصور تتحول وتبني في المساكن ولم يبق في القصور إال القليل …‪.‬‬
‫ثم أجبر سكان بقية القصور إىل السكن في القرية …‪ .‬ولما تكامل السكان‬
‫فيها اتفقوا عىل أن يجعلوا سور حائط عليهم ليحفظهم من العدو وبيبان‬
‫يقفلوهن بالليل وكل من له باب مسمى عليه يؤول أمره يسكره بالليل‬
‫ويفتحه بالنهار "‪.‬‬

‫صورة في الثالثينيات وتظهر المدينة القديمة سوكنة وهي بحالة ممتازة‪،‬‬

‫ويظهر عليها االنغالق‬

‫الصورة مأخوذة من بحث لعالم الآثار البريطاني د‪ .‬ديفيد ماتنجلي والذي عمل في ليبيا لفترة طويلة‬
‫العامل الثقافي‬
‫هذا العامل يمثل ثقافة و معتقدات سكان المدينة وهو يؤثر بشكل مباشر‬
‫عىل النسيج العمراني ألي مدينة ‪،‬وعناصر المباني وأشكالها ‪.‬‬

‫طرد الأرواح الشريرة‬

‫يقول الرّحال اإلنجليزي جون فرانسيس ليون ‪" :‬يقوم األهالي بطالء‬
‫جدران الغرفة عىل شكل شريط أسود عىل ارتفاع مستوى الصدر لطرد‬
‫إبليس والشياطين من دخول البيت عند والدة الطفل خوفا من إلحاق‬
‫األذى أو نظرة سوء تصيب المولود الذكر في أيام الوالدة األوىل‪ .‬وال بد‬
‫أن اعتقادهم أي السكان والذين في غالبيتهم من البربر في أرواح الشر‬
‫ساكنة البيوت المظلمة والكهوف والمياه وغيرها كانت واسعة االنتشار‬
‫بينهم‪ ،‬وقد الحظ ألفرد بل هذه الظاهرة عند أغلب القبائل البربرية في‬
‫شمال أفريقيا"‪ .‬حيث يتم صناعة الطالء من رماد الخشب مضافا إليه‬
‫بعض الصمغ ‪.‬‬

‫الخصوصية‬

‫كان األهالي يركزون بشكل أساسي عىل المدخل الرئيسي للبيت ‪،‬حيث‬
‫كان يصمم بطريقة خاصة تتالئم مع التقاليد العربية األصيلة ‪،‬فنجد أن‬
‫المدخل ال يؤدي إىل الفناء (وسط الحوش) بل يوصل إىل رحبة مربعة‬
‫تعرف ب (الدراقة) توصل إىل ردهة أخرى هي المتعدية ثم إىل وسط‬
‫البيت وذلك حتى ال يتمكن عابر أو مار من الشارع أن يرى ما بداوخل‬
‫البيت‪.‬‬
‫العامل اإلقتصادي‬

‫طريق القوافل‬

‫ترجع أهمية واحات الجفره التجارية لموقعها الجغرافي‪ ،‬حيث كانت‬


‫ومازالت تعتبر همزة الوصل بين مناطق الشمال والجنوب بوالية‬
‫طرابلس الغرب‪ ،‬مما جعلها مركز تبادل تجاري نشط بين المناطق‬
‫الشمالية ومنطقة فزان في الجنوب حيث كانت القوافل التجارية تخرج‬
‫من طرابلس إىل فزان مروًر ا بواحات الجفره‪ ،‬وكان البعض من سكانها‬
‫يقومون بتأجير اإلبل‪ ،‬وتوفير بعض متطلبات تجار القوافل من المواد‬
‫الغذائية مثل البلح والشعير والقمح والخبز‪.‬‬

‫تجارة سوكنة‬

‫باإلضافة إىل ذلك ‪ ،‬ما عرف عن تجار سوكنه من نشاطهم وذكائهم‬


‫والذين كانوا في مقدمة العاملين في تجارة برنو‪ ،‬يشير الرحالة فردريك‬
‫هورنمان إىل ذلك بقوله‪ (( :‬أن سوكنه تعتبر من األماكن الهامة فأهلها‬
‫يقومون بتجاره واسعة بين فزان وطرابلس ))‪.‬‬

‫النشاط االقتصادي‬

‫زاول السكان نشاطهم القتصادي‪،‬حيث اتجه بعضهم للعمل بالزراعة‬


‫وغرس أشجار النخيل‪،‬معتمدين عىل مياه العيون والبار‪،‬واعتمد البعض‬
‫الوخر في معيشتهم عىل تربية المواشي والرعي‪.‬‬

‫ساعدت هذه النقاط عىل تكون الحياة داخل الواحة ‪،‬وتكون‬


‫التجمعات السكانية بها ‪،‬بحيث أن غابات أشجار النخيل تظهر عن‬
‫طريق قوافل التجارة المارة ‪ ،‬كذلك الموقع االستراتيجي يساعد عىل‬
‫استقرار البشر داخل المكان‪.‬‬
‫مكونات‬
‫المدينة‬
‫سور مدينة سوكنة‬
‫أغراض بناء السور‬

‫الغرض األساسي هو حماية المدينة من غارات القبائل المجاورة‪،‬وهنا‬


‫يظهر لنا عامل غياب األمن (اإلنغالق)‪.‬‬
‫حماية قوافل وأموال التجار القادمين للمدينة من غارات أقوام الصحراء‬
‫الحماية من الرياح والرمال الزاحفة عىل مبانيها‪.‬‬

‫خصائص السور‬

‫يعد سور مدينة سوكنة من أبرز المعالم المعمارية في بالد فزان‪ ،‬يبلغ‬
‫طوله حوالي ‪1800‬متر‪،‬وهو مبني عىل شكل هندسي بسبعة أضالع ‪ ،‬به‬
‫فتحات صغيرة (مزاغل) إلطالق النار وألغراض عسكرية كالمراقبة‪.‬‬
‫به سبعة أبواب ضخمة مصنوعة من خشب النخيل‪ .‬كان لكل باب من‬
‫البواب شخص يقوم بإغلقه في الليل بعد صلة العشاء ويفتحه في‬
‫النهار عند الفجر وهذه األبواب السبعة هي ‪ :‬باب العمشة ‪ -‬باب جرانه‬
‫‪ -‬باب النجومات ‪ -‬باب الغنم ‪ -‬باب ثانيه ‪ -‬خوخة القاضي ‪ -‬خوخة‬
‫الراشدي‪.‬‬

‫تأثر ارتفاع السور وعرضه بالعوامل المناخ و السياسة لذا يصعب‬


‫تحديد طوله وعرضه ولكن تقريبًي ا ارتفاع السور كان يتراوح ما بين‬
‫مترين ونصف إىل ثالثة أمتار‪ ،‬وعرضه من نصف متر إىل متر في‬
‫بعض النواحي‪ ،‬مبني من حجر الكلس أو حجر الطين والمثبتة بواسطة‬
‫مونه الجير ‪.‬‬

‫وجود ثالثة وثالثين برًجا بنيت عىل طول سور المدينة‪ .‬وهي أبراج‬
‫مبنية عىل أشكال ما بين المربعة ونصف دائرية‪ .‬حيث تبرز ثالثة من‬
‫أضالعها خارج ا لسور‪ ،‬والضلع الرابع أو الجزء الرابع من البرج يكون‬
‫عىل امتداد اتجاه السور‪ ،‬ويتراوح ارتفاع األبراج ما بين مترين ونصف‬
‫إىل ثالثة أمتار ونصف‪ ،‬وأما مساحتها فإنها تتراوح ما بين ‪ 4 × 4‬إىل‬
‫‪ 5 × 6‬متًرا ‪.‬‬

‫التطورات التي مر بها سور المدينة‬

‫أصبحت ثمانية أبواب في سنة ‪1824‬م‪ .‬ويبدو أنه ألغي بعد فترة من‬
‫الزمن‪.‬‬
‫قام األهالي سنة ‪1840‬م ببناء دعامات قوية لسور المدينة أثناء تكرر‬
‫هجمات عبد الجليل سيف النصر عىل المدينة‪،‬‬
‫الحكومة التركية في الوالية قامت بوضع مدفعين فوق أبراج سوكنة‬
‫سنة ‪1907‬م‪ .‬لزيادة تحصين المدينة‪.‬‬
‫القلعة‬
‫يطلق األهالي عىل القلعة أسم القصبة أو القصر وهي من أهم معالم المدينة‬
‫‪.‬‬

‫أهمية القلعة‬

‫ترجع أهميتها إىل أنها تعد بمثابة حجر الساس في معمار المدينة من‬
‫الناحية التاريخية حيث تتوسط منطقة سوكنه وكانت يشرف منها عىل كل‬
‫جهات الواحة‪ ،‬كما تعتبر أعىل وأكبر مبنى بها‪.‬‬

‫كانت مقر الحاكم أو مدير القضاء الذي يدير شؤون قضاء سوكنه والنواحي‬
‫التابعة له في هون وودان وزله ‪.‬‬

‫كانت بالبداية حصنا يلجأ إليها سكان المنطقة ليحتموا به من وخطر‬


‫األعداء‪،‬‬

‫به بئر ماء عىل عكس القصور األخرى الصغيرة‬


‫خصائص القلعة‬

‫وتبلغ مساحتها تقريبا ‪ 45×35‬م وارتفاعها يتراوح ما بين ‪ 45 - 40‬م‪،‬‬


‫بها خمس حجرات ومخازن وبئر ماء غير عميقة ‪،‬وأكبر حجرة قرب‬
‫مدخل القلعة ‪،‬ومن المحتمل أنها كانت لالجتماعات‪.‬‬
‫مساحة بعض الحجرات فكانت حوالي ‪11‬متر مربع‪.‬‬
‫للقلعة ساحة أو فناء تفتح فيه جميع الحجرات‪.‬‬
‫يوجد بالقلعة مدخل رئيسي يشرف عىل ساحة واسعة أو فناء من‬
‫ناحية الشرق‪،‬تفتح فيه جميع الحجرات ‪.‬‬

‫القلعة من داخل الساحة‬


‫شوارع المدينة‬

‫تنقسم المنطقة إىل قسمين ‪ :‬شمالي ويعرف بحي( تشرت) وجنوبي‬


‫ويعرف بحي (شالكة)‪،‬وتخترقها عدد من الشوارع واألزقة وهي ضيقة‬
‫بعض الشيء‪ ،‬تفتح عليها أبواب المنازل ‪.‬‬
‫يتراوح عرض الشوارع ما بين ‪ 3-2‬م وقد تصل إىل ‪5‬م ‪ ،‬كما أنها لم تكن‬
‫ًف‬
‫عىل استقامة واحدة بل تكثر فيها االنعطافات‪ ،‬وكان بعضها مسقو ا‪.‬‬
‫ويعتبر شارع باشاله من أطوال شوارع سوكنه وأعرضها ‪،‬حيث يبدأ من‬
‫زنقة الفراحيت إىل ساحة القصر‪.‬‬
‫أما أضيق شوارعها فهو شارع عرقيق الذي ليتعدى اتساعه مرور رجل‬
‫فقط من خالله‪.‬‬
‫وتنتهي شوارع سوكنه في العادة بساحات واسعة تعرف باسم الوسعاية‬
‫أو(السماح) والتي غالًب ا ما يكون فيها آبار للمياه‪.‬‬
‫تنتشر البيوت حول تلك الساحات وتكون ملتقى لتبادل األخبار‪،‬‬
‫وبعضها يستخدم لبيع المواشي واستقبال القوافل‪.‬‬
‫من أهم شوارع سوكنة التي يمكن أن نعتبرها رئيسية هي شارع‬
‫باشاله‪ ،‬الطوالبية ‪ -‬عرقوب ‪ -‬الفوارسية ‪ -‬الدالوحه ‪ -‬ونزريك ‪-‬‬
‫الرغويات ‪ -‬بنشكي ‪ -‬بن عيسى ‪ -‬الهميلية‪.‬‬
‫ويزين تلك الشوارع القواس التي يبلغ ارتفاعها من ‪ 3‬إىل ‪ 4‬أمتار‪ ،‬عىل‬
‫شكل نصف دائرة‪،‬كما يوجدأيًض ا تلك الممرات العلوية التي تعرف عند‬
‫األهالي بأسم(الخطامات) وكانت هذه الممرات تستخدم في العادة من‬
‫قبل النساء‪ ،‬ويتراوح طول هذه الممرات من ‪ 2‬إىل ‪ 3‬متر حسب‬
‫عرض الشارع ‪.‬‬
‫المسكن السوكني‬

‫خصائص المسكن‬

‫طرازها المعماري قد جمع بين الطراز المعماري للمدن الساحلية والطراز‬


‫المعماري للقرى الفزانية‪.‬‬
‫نمط بناء البيوت في سوكنة يختلف عن نمط بيوت فزان بصفة عامة‪،‬‬
‫فبيوت فزان منخفضة جدا وأغلبها كاألكواخ تتكون من طابق واحد ‪،‬يتم‬
‫بناؤها من الطين أو الطوب المجفف في الشمس‬
‫معظم المنازل لها طابق ثان وأكبر مساحة من بقية البيوت المنتشرة في‬
‫فزان‪ ،‬وفي كل منزل فناء صغير يتوسط الدار وتصطف حوله الحجرات‪.‬‬
‫مادة البناء وطبيعة السكن ترتبط ارتباطا وثيقا بمهنة اإلنسان والغرض‬
‫من بنائه وأسلوب معيشة سكانه ‪ ،‬فهي تلبي احتياج االنسان كمعظم‬
‫العمارة المحلية‪.‬‬

‫مكونات المسكن‬

‫من فناء مربع صغير عند المدخل توصلك بعض الدرجات إىل غرفة‬
‫مفتوحة تشكل الحجرة األساسية في حيث تقع باقي الحجرات في مستوى‬
‫سطح المدخل وتتصل حجرة أو اثنين بالحجرة الرئيسية المطلية بلون‬
‫أسود‪.‬‬

‫ينقسم البيت السوكني إىل ثالثة أقسام‪ ،‬قسم للمعيشة والنوم وقسم‬
‫خاص للحيوانات مع المنافع األخرى وهي المطابخ – الساحة – المخازن –‬
‫الشيعة‪ .‬والقسم الثالث وهو الطابق الثاني من البيت ويكون للمعيشة‬
‫فقط وبه دورة مياه – وتعرف بلهجة سوكنة بالَّس قاط وحمام وعدد من‬
‫الغرف‪ ،‬وساحة مفتوحة تعرف بالمجلس تستخدم للجلوس والراحة في‬
‫ليالي الصيف ‪.‬‬
‫وتنوع الحجرات ال نجده في بقية المساكن في الجنوب الليبي بينما نجده‬
‫في عدد من المدن الساحلية األخرى‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫طريقة البناء‬

‫تبدأ عملية البناء بعد تحديد الرض‪،‬بوضع الساسات الوىل للبيت وهى‬
‫عبارة عن قاعدة من الحجر والطين بارتفاع نصف متر إىل متر أحياًنا‪.‬‬

‫ثم يتم وضع الحجارة أو قوالب الطين المخلوط بالحصى وتوضع بعد‬
‫خلطها بالماء في قوالب من الخشب يتراوح حجمها من ‪30-20‬سم‬
‫وطولها من ‪30-25‬سم وارتفاعها من ‪15-10‬سم تقريًب ا ‪،‬ثم يترك في‬
‫الشمس لعدة أيام حتى تجف و بعد ذلك تحمل في عربات إىل مكان‬
‫البيت‪.‬‬

‫تستمر عملية البناء بوضع كمية من الطين المبلول بين الحجارة أوالقوالب‬
‫الطينية المجففة ‪،‬حتى تصل عملية البناء إىل مرحلة السقف‪،‬وهنا توضع‬
‫جذوع النخيل لتصل بين الحائط واآلخر ويوضع فوقها عصى من جريد‬
‫النخيل عىل شكل نسيج منظم وقد شدت بالحبال المصنوعة من ليف‬
‫النخيل إىل بعضها البعض‪،‬ثم يوضع فوق الكل عجينة من الحجر الجيري‬
‫وروث الحيوانات فتزيد هذه الخلطة من صلبة وتماسك الطين‪.‬‬
‫المساجد واألضرحة‬

‫المساجد‬

‫المسجد العتيق من أكبر وأقدم مساجد المدينة ‪،‬يقع بجانب قصر البلدة‬
‫من ناحية الجنوب الغربي وهو جامع الجمعة وتم تأسيسه سنة ‪1503‬م‪.‬‬
‫مسجد الشيخ وافي يقع المدرخل الرئيس للمسجد في الواجهة الشرقية‪،‬‬
‫أمنا الواجهة الشمالية فتتوسطها المئذنة‪ ،‬وهي ذات قاعدة مربعه يعلوها‬
‫بدن مستطيل يليه قسم أسطواني الشكل به نافذتان صغيرتان‪.‬‬
‫جامع حربي يقع المدخل الرئيسي في الواجهة الشمالية تعلوه مباشرة‬
‫مئذنة المسجد‪ ،‬أما بيت الصالة فهو مستطيل تبلغ مساحته ‪86‬م مربع‬
‫تقريًب ا‪ ،‬يتكون من رواقيين يقسمهما عمودان في الوسط‪.‬‬

‫الأضرحة‬

‫يوجد بواحة سوكنه ضريح الشيخ أحمد البدوي‪ ،‬ويقع عىل بعد كيلو متر واحد‬
‫في الجهة الجنوبية للبلدة‪ ،‬الضريح قبر حقيقي مقام عىل شكل غرفة مربعة‬
‫الشكل طول ضلعها أربعة أمتار‪ ،‬وتعلوه قبة فوقها أعلم متعددة اللوان منها‬
‫الحمر واألخضر واألبيض‪ ،‬والباب مطلي باللون األخضر ‪ ،‬أما من الداوخل‬
‫فيوجد صندوق أخضر اللون حيث جثمان الولي مدفون في باطن الرض‪ ،‬وقد‬
‫كتبت عىل الصندوق بعض اآليات القرآنية ‪.‬‬
‫المصادر‬

‫‪ : mirathlibya.blogspot.com‬مالمح عامة عن العمارة والفن المعماري‬


‫في مدينة سوكنة ‪ -‬د‪ .‬عادل الغرياني‪.‬‬
‫واحات الجفره في العهد العثماني الثاني ‪1911-1835‬م ( دراسة تاريخية‬
‫للوضاع السياسية والتقتصادية والجتماعية والثقافية ) ‪ -‬ابو القاسم‬
‫السنوسي قنه محمد‪.‬‬
‫‪: facebook.com‬جمعية سوكنة للتراث والمخطوطات ‪.‬‬
‫‪facebook.com : History of Libya‬‬

You might also like