Professional Documents
Culture Documents
Ilovepdf Merged
Ilovepdf Merged
Ilovepdf Merged
الفوج االول
الوحدة :التنظٌم الترابً المعمق
المنطلقات الدستورٌة
للتنظٌم الترابً
تحت اشراف
من انجاز الطلبة:
عبد المولى المسعٌد
-اٌمان برادي
-مارٌا بهوش
-محمد بنكٌران
السنة الجامعٌة:
2022/2021
مقذمــــت
قبل أن نغوص فً موضوع المنطلقات الدستورٌة ٌجب أوال أن نعطً ولو بشكل موجز
نبذة عن تطور نظام الالمركزٌة اإلدارٌة.
فً المغرب نظام الالمركزٌة كان له جذور قبل االستقالل تجسد باألساس فً نظام
" اجماعة" ،غٌر أن التجسٌد الحقٌقً لنظام الالمركزٌة بدأ مع سن المشرع المغربً لظهٌر
ٌنظم التنظٌم الجماعً ،وقد تبنى المغرب هذا النظام منذ السنوات األولى الستقالله ،حٌث
صدرت عدة نصوص قانونٌة نظمت سٌر الجماعات المحلٌة ابتداء من سنة 0691مرورا
بالتنظٌم الجماعً لسنة ،0699ثم المٌثاق الجماعً لسنة 2112مع التعدٌالت الالحقة به
سنة . 2116
ونظرا ألهمٌة هذا النظام فقد تم التنصٌص علٌه فً الفصل االول من الدستور حٌث جاء
فٌه "التنظٌم الترابً للمملكة تنظٌم ال مركزي ٌقوم على الجهوٌة المتقدمة".
وإذا كانت الجماعات الترابٌة بما فٌها الجماعات الحضرٌة والقروٌة قد سبق تنظٌمها
بموجب قوانٌن عادٌة ،فإن دستور 2100ارتقى من حٌث الشكل بالنصوص المنظمة
للجماعات الترابٌة إلى قوانٌن تنظٌمٌة.
فعلى مستوى العماالت واألقالٌم مثال كان تنظٌم هذه الوحدة اإلدارٌة بالظهٌر المنظم
للعماالت واألقالٌم لسنة 0691ثم القانون 11-96وأخٌرا القانون التنظٌمً للعماالت
واألقالٌم الصادر سنة .2102
أما الجهات فقد تم تنظٌمها بمجموعة من القوانٌن أهمها ظهٌر 0690وقانون ،79-69
ومن المهم اإلشارة إلى أن الجهة لم ٌعتمدها المشرع كجماعة ترابٌة إال مع سنة ،0662
وسٌتؤكد ذلك مع دستور ،2100إلى أن تم تنظٌمها بموجب القانون التنظٌمً للجهات.1
ورغم اختالف اإلطار القانونً الذي ٌإطر مختلف المستوٌات الترابٌة لالمركزٌة إال انها
تشترك فً عدد من القواعد والنقاط ،باعتبار أنها تجد مصدرها من الدستور الذي ٌعتبر
كإطار مرجعً لمبادئ التنظٌم الترابً.
لذلك فانطالقا من أحكام الدستور ٌرتكز التنظٌم الجهوي والترابً عامة على مجموعة
من المبادئ الدستورٌة التً تعد اإلطار العام الذي ٌحكم تنظٌم واختصاصات الجماعات
الترابٌة.
- 1عبد الواحد القرٌشً ،التنظٌم اإلداري المغربً ،الطبعة الرابعة ،مطبعة األمنٌة -الرباط ، 2120ص-19 :
.19
1
وشكلت أٌضا هذه المبادئ والمقتضٌات الدستورٌة اإلطار المرجعً الذي تم االهتداء به
فً صٌاغة مضامٌن القوانٌن التنظٌمٌة.
إذن فما هً هذه المبادئ الدستورٌة المؤطرة للتنظٌم الترابً؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالٌة تم اإلعتماد على المنهج المقارن على اعتبار أنه سوف تتم
مقارنة هذه المبادئ فً التشرٌعات المشابهة مع التشرٌع المغربً.
تم توظٌف أٌضا المنهج الوظٌفً لنبٌن تجلٌات هذه المبادئ ودورها فً التنطٌم الترابً
المحلً.
وعلى هذا األساس تم تقسٌم الموضوع إلى مطلبٌن
2
المطلب االول :اصش ومرتكزاث التىظُم الترابٍ
تمارس الجماعات الترابٌة اختصاصاتها باالستناد على مجموعة من المبادئ التً خولها
لها الدستور ومن بٌن اهمها :مبدأ التدبٌر الحر ،ومبدأ التفرٌع.
الفقرة االولً :مبذأ التذبُر الحر
ال ٌمكن الحدٌث عن المشاركة الفعلٌة للجماعات الترابٌة فً مختلف مجاالت التنمٌة ما لم
ٌمنح لها نوع من الحرٌة واالستقالل فً تدبٌر شإونها وممارسة اختصاصاتها
أوال :ماهٌة التدبٌر الحر
ٌمثل مبدأ التدبٌر الحر منعطفا أساسٌا فً مسار تعزٌز الالمركزٌة االدارٌة وأحد تجلٌات
الحكامة الترابٌة التً أقرها الدستور ألول مرة ،فهذا المبدأ جاء لضمان أكبر قوة و حماٌة
للحرٌة التدبٌرٌة للوحدات الترابٌة الالمركزٌة ،وتبرز مكانته وأهمٌته كمبدأ للتنظٌم الجهوي
فً دستور ،2100من خالل االهمٌة التً أصبح ٌتمتع بها المجال الترابً كمجال مناسب
لبلورة السٌاسات العمومٌة الهادفة الى خلق تنمٌة مندمجة ومستدامة على المستوى
الالمركزي .فهو ٌعد الترجمة االدارٌة لنظرٌة الدٌموقراطٌة الترابٌة التً تتٌح هامش من
2
الحرٌة للكٌانات الترابٌة بعٌدا عن تدخل سلطات الوصاٌة.
ومن المهم االشارة الى أن هذا المفهوم ظهر أول مرة فً فرنسا ،حٌت كانت هذه االخٌرة
سباقة لتكرٌسه فً دساتٌرها ،بداٌة بدستور 29اكتوبر 0679بمقتضى الفصل ،79تم
دستور 7أكتوبر 0627بمقتضى الفصل 17والفصل ،392لتتم تقوٌته فٌما بعد بمناسبة
التعدٌل الدستوري ل 27مارس 2111من خالل المادة 92التً تقر بؤن الجماعات الترابٌة
4
تدبر شإونها بشكل حر .والجدٌر بالذكر أن فرنسا أدرجته صمن الحرٌات األساسٌة.
وبالرجوع للتجربة الدستورٌة المغربٌة ،نالحظ أنه منذ دستور 0692الى المراجعة
الدستورٌة لسنة ،0669لم تنص على مبدأ التدبٌر الحر بشكل صرٌح ومباشر حٌت اكتفت
بذكره بشكل ضمنً من خالل الفصل 62من دستور ،0662الذي ٌنص على انتخاب
الجماعات الترابٌة لمجالس تتكلف بتدبٌر شإونها تدبٌرا دٌمقراطٌا ،ونفس المضمون نص
علٌه الفصل 010من دستور .0669فمصطلح التدبٌر الدٌمقراطً أو التسٌٌر الدٌمقراطً
للمجالس المحلٌة هو مصطلح فضفاض و عام وغٌر محدد بدقة ،مما ٌمكننا القول معه أن
الدساتٌر المغربٌة السابقة تضمنت عبارات عامة وغامضة 5.أما دستور 2100فقد كرسه
2
رشدي "عبد العزٌز' ،التدبٌر العمومً الترابً على ضوء القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة ،مجلة المنارة للدراسات القانونٌة واالدارٌة ،عدد
خاص ، 2121 ،ص .217
3
مالل 'محمد' التدبٌر الحر بٌن الرقابة االدارٌة وضعف الموارد المالٌة ،رسالة ماستر .2106
4
رشدي 'عبد العزٌز' ،مرجع سابق ص .212
5
الدحمانً 'سعٌد' ،مبدأ التدبٌر الحر ورهان االستقالل المالً ،رسالة ماستر ،2102 ،ص .99,97
3
بشكل صرٌح و مباشر حٌت ٌعتبر من المستجدات التً جاء بها و ذلك من خالل الفصل
6019الذي ٌنص على أن "التنظٌم الجهوي والترابً ٌرتكز على مبادئ التدبٌر الحر …،
" والفصل 7079الذي ٌحدد القضاٌا التً ٌجب أن تضمن فً القوانٌن التنظٌمٌة ،حٌت جاء
فً البند االخٌر منه أن القانون التنظٌمً ٌحدد قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبٌق مبدأ
التدبٌر الحر ،وكذا مراقبة الصنادٌق والبرامج وتقٌٌم االعمال و إجراءات المحاسبة،
أما بالنسبة للقوانٌن التنظٌمٌة الثالثة وعند البحث عن موطن ذكر التدبٌر الحر فنجد أنه
ورد فً تالت مواد فقط ،وهً المادة االولى 8المخصصة لتحدٌد عناوٌن االقسام التً
تتضمنها هذه القوانٌن ،تم فً المادة الرابعة 9من القانون 000107والمادة الثالثة 10من
القانونٌٌن 002107و ،001107التً تنص على أن تدبٌر الجماعات الترابٌة لشإونها
ٌرتكز على مبدأ التدبٌر الحر الذي ٌخول بمقتضاه لكل جماعة ترابٌة ،فً حدود
اختصاصاتها المنصوص علٌها فً القوانٌن التنظٌمٌة المشار إلٌها أعاله ،سلطة التداول
بكٌفٌة دٌمقراطٌة ،وسلطة تنفٌد مداوالتها ومقرراتها …،
تم فً المادة االولى من القسم الثامن والمعنون من القوانٌن التنظٌمٌة الثالث بقواعد الحكامة
المتعلقة بحسن تطبٌق هذا المبدأ وهً على التوالً :المواد 11217من القانون 000107
و 12201فً القانون 002107و 13296من القانون ،001107حٌت ورد فً هذه المواد
بؤن المراد بقواعد حسن تطبٌق مبدأ التدبٌر الحر العمل بالخصوص على احترام المبادئ
العامة التالٌة :المساواة بٌن المواطنٌن فً ولوج المرافق العمومٌة ،االستمرارٌة فً أداء
الخدمات و ضمان جودتها ،تكرٌس قٌم الدٌمقراطٌة والشفافٌة والمحاسبة والمسإولٌة ،
ترسٌخ سٌادة القانون ،التشارك والفعالٌة والنزاهة.
و المالحظ من خالل ما سبق ذكره أن المشرع المغربً لم ٌحدد مفهوم التدبٌر الحر على
غرار المشرع الفرنسً ،تاركا المهمة للفقه حٌت اعتبر البعض أن معناه ٌتجلى فً كون أن
المجالس المنتخبة لها كامل الصالحٌة و الحرٌة فً تحدٌد و بلورة اختٌاراتها و برامجها فً
احترام تام للمقتضٌات القانونٌة والتنظٌمٌة وبمراعاة لإلمكانٌات التموٌلٌة المتاحة.
مما ٌوضح أن الهدف الربٌسً الذي ٌتوخاه المشرع من خالل التنصٌص على هذا المبدأ
ٌتمثل فً مظهرٌن :األول ٌتجلى فً الحرٌة و االستقاللٌة التً تتمتع بها الجماعات الترابٌة
6
الفصل 019من دستور .2100
7
القصل 079من دستور 2100
8
المادة األولى من القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة لسنة .2102
9
المادة 7من القانون 000,07المنظم للجهات.
10
المادة 1من القانونٌن 002107و.001,07
11
المادة 217من القانون التنظٌمً . 000,07
12
المادة 201من القانون التنظٌمً 002107
13
المادة 296من القانون .001107
4
فً تسٌٌر شإونها بكٌفٌة دٌمقراطٌة وال ٌسمح بتدخل السلطات المحلٌة إال فً الحدود الذي
ٌجٌزها لها القانون ،والثانً ٌتضح من خالل اقرار ممارسة السلطة التنظٌمٌة لرإساء
الجماعات الترابٌة من خالل العمل على اتخاذ القرارات والقٌام باإلجراءات التً ٌتطلبها
14
حسن سٌر المرافق العامة وبغٌة الحفاظ على النظام العام…
14
الخطاب 'عبد الحق' ،مرتكزات الحكامة الترابٌة بالمغرب وفق الوثٌقة الدستورٌة الجدٌدة ،الجامعة القانونٌة االفتراضٌة 09 ،غشت ،2121
انظر الرابط https://www.aljami3a.com :تارٌخ الزٌارة211002122 :
15
السكال ،التدبٌر الحر للجماعات الترابٌة بٌن النص والممارسة https://www.pjd.ma/node/79887تارٌخ الزٌارة2110012122 :
5
الفقرة الثاوُت :مبذأ التفرَع
ان توزٌع االختصاصات بٌن الدولة ومختلف اجهزتها وبنٌاتها االدارٌة من المواضٌع
الدٌنامٌكٌة المتجددة باستمرار ،نظرا الرتباطها بتغٌر نظم وهٌاكل الدولة ،لذلك فان البحث
عن انجع التنظٌمات وانسبها ٌبقى من اهم التحدٌات التً تطرح داخل مختلف األنساق
السٌاسٌة ،وهنا ٌبرز مبدأ التفرٌع كآلٌة جدٌدة لتنظٌم السلطة وتوزٌعها داخل الدول
واالنظمة الحدٌثة .وقد تبنى المشرع المغربً مبدأ التفرٌع فً دستور 2100وجعل منه مبدأ
دستورٌا والٌة لتوزٌع االختصاصات بٌن مختلف الهٌبات الترابٌة،
أوال :تعرٌف مبدأ التفرٌع
ظل التفاعل بٌن المركزي و المحلً والتجاذب بٌن السلطة والحرٌة ،وسٌظل قابما فقدٌما
وصف نابلٌون بونابارت أهمٌة ابتكار نظام االدارة المحلٌة بقوله أنه باإلمكان أن تحكم عن
بعد لكن من المستحٌل أن تدٌر إال عن قرب ،و خاصة فً العالم المعاصر ،حٌت أضحى
من الصعب الحكم انطالقا من المركز .و ٌنسب لدانٌٌل ببل قوله إن "الدولة أصبحت كبٌرة
بالنسبة للقضاٌا الصغٌرة و صغٌرة بالنسبة للقضاٌا الكبرى ".ومن هنا انتصب مبدأ التفرٌع
الذي ٌعتبر من المبادئ الحدٌثة للتوزٌع الوظٌفً لالختصاصات والموارد بٌن الدولة
والوحدات الترابٌة ،وبموجبه أصبحت الوحدات االدارٌة االدنى (الجهات مثال) هً صاحبة
االختصاص وال تتدخل الدولة إال عند عجز االولى .كما أن االقلٌم أو العمالة تتدخل عند
عجز الجماعة ،16فهو آلٌة جدٌدة لتنظٌم السلطة وتوزٌعها داخل الدولة واالنظمة الحدٌثة،
فالفلسفة التفرٌعٌة متلخصة فً تخوٌل سلطة اتخاد القرار ألقرب مستوى من مكان تنفٌذه
حٌت ٌعتبر مبدأ عام للتنظٌم المإسساتً إذ ٌعطً األسبقٌة للقاعدة على القمة.
كما ٌكتسً بعدا أخر ال ٌقل أهمٌة أال وهو أن السلطة العلٌا ملزمة أو من واجبها مساعدة
السلطة االدنى فً القٌام بمهامها لضمان استقالل حقٌقً.17
ان والدة مبدأ التفرٌع فً التشرٌع المقارن ٌعود إلى مسار حافل بدأ بكونه مجرد حدٌت
فلسفً نظري فقهً تناوله بعض الفقهاء والفالسفة على المستوى العالمً وذلك إلى حدود
الحرب العالمٌة الثانٌة ،فقد اعتبرت هذه االخٌرة منعطفا مهما فً بروز هذا المبدأ ،إذ سٌتم
األخذ به فً الدساتٌر الفٌدرالٌة قبل أن ٌظهر فً االتحاد االوروبً سنة .180662
وبالعودة إلى التجربة الفرنسٌة فإننا نجد بوادر ظهوره مع تقرٌر" "olivier Guichard
وذلك سنة 0699والذي أكد على أنه لٌس من الضروري اسناد أي اختصاص إلى سلطة
16
الحضرانً "احمد" ،محاضرات فً مادة الجماعات الترابٌة 'التنظٌم الجهوي' ،2107 ،ص.70:
17
طوٌر "لٌلى" ،مبدأ التفرٌع فً تكرٌس الحكامة الجهوٌة بالمغرب 20 ،فبراٌر www.maroclaw.com ،2106تارٌخ التصفح
2110012122الساعة . 00:72
18
الكراب "الحسن" ،اختصاصات الجماعات الترابٌة ومبدأ التفرٌع. 2107 ،
6
علٌا وإن كانت الدولة متى كانت جماعة ترابٌة أدنى وقرٌبة من المواطن قادرة على ضمان
الخدمة .لٌؤتً القانون ٌ 9ناٌر 0671المتعلق بتوزٌع االختصاصات بٌن الجماعات و
المحافظات و الجهات والدولة للتنصٌص علٌه فً متنه ،و األمر نفسه مع القانون ،0662
كما أن التعدٌل الدستوري ل 27مارس 2111لم ٌغفل على هذا الحق بل أكد علٌه وهذا ما
ٌالحظ فً المادة .1992
اما بخصوص التشرٌع المغربً لم ٌعرف مبدأ التفرٌع تنصٌصا صرٌحا سواء فً
النصوص القانونٌة أو الوثٌقة الدستورٌة المغربٌة إلى حدود سنة ،2100مع الدستور
والقوانٌن التنظٌمٌة الثالث لسنة .2102لكن هذا ال ٌعنً أن التجربة المغربٌة لم تعرف
بوادر هذا المبدأ ،وإن كان بشكل محتشم وهذا ما ٌتبٌن من خالل القانون 79169لسنة
0669المنظم للجهات ،حٌت صنف اختصاصات المجلس الجهوي إلى اختصاصات ذاتٌة و
استشارٌة وأخرى منقولة من قبل الدولة .ونفس األمر ٌتكرر فً القانون 96111المنظم
للعماالت واألقالٌم لسنة ،2112وكذا القانون 97111المتعلق بالمٌثاق الجماعً .
لكن مع دستور 2100تم التنصٌص وبشكل صرٌح وواضح على مبدأ التفرٌع ألول مرة
وذلك فً الفصل " 071للجماعات الترابٌة ،وبناء على مبدأ التفرٌع اختصاصات ذاتٌة
واختصاصات مشتركة واختصاصات منقولة " .و تطبٌقا للمقتضٌات الدستورٌة وخاصة
الفصل 079تم إصدار قوانٌن تنظٌمٌة خاصة بالجماعات الترابٌة سنة 2102وهً القانون
000107للجهات.
7
الدولة والجهات وبٌن الجهات فٌما بٌنها ،كذلك ٌعتمد على التراتبٌة والوضوح فً توزٌع
االختصاصات.
-أما بخصوص وظابفه فهً تتجلى فً كونه :مبدأ ٌقوم على تقاسم المسإولٌات المشتركة
بٌن جمٌع المستوٌات الثالث أي الجماعات الترابٌة و البحث الدابم عن حلول لقضاٌا
مشتركة فٌما بٌنها ،مبدأ توزٌع االختصاص بٌن الدولة والجماعات الترابٌة على المستوى
األفقً والعمودي ،مبدأ ضابط ومإطر لتداخل ولتنافس االختصاصات بالنظر لتباٌن وتماٌز
واختالف جهات وجماعات المملكة ومستوٌات نموها وتطورها وحركٌتها ،مبدأ ٌقطع مع
ثقافة االتكالٌة واالرتجال فً التدخالت الترابٌة وٌقر وٌحقق المسإولٌة والمساءلة ،مبدأ ٌقوم
على فعالٌة تعدد التدخالت فً ظل وحدة التراب.20
8
لتجاوز معٌقات التقطٌع الترابً أمكن دستور 2100احداث صندوقٌن لفابدة الجهات،
والمتمثلٌن فً:
صندوق التؤهٌل االجتماعً :والذي ٌهدف إلى سد العجز فً مجاالت التنمٌة البشرٌة
والبنٌة التحتٌة والتجهٌزات وما الى غٌر ذلك.
صندوق التضامن بٌن الجهات :الذي ٌهدف إلى توزٌع الموارد بشكل متكافا ،وذلك
بهدف التقلٌص من التفاوتات ومن أجل التعاضد فً الوسابل والبرامج.
كما أنه نص المشرع الدستوري فً إطار نظام التعاون بٌن الجهات والترابٌة األخرى
على انه كلما تعلق االمر بإنجاز مشروع ٌتطلب تعاون عدة جماعات ترابٌة ،فان هذه
األخٌرة تتفق على كٌفٌة تعاونها.
الفقرة الثاوُت :مبذأٌ ربط المضؤولُت بالمحاصبت والمشاركت
من أجل تجاوز الفساد وتؤثٌراته السلبٌة من خالل اضعاف شروط ووسابل تحقٌق التنمٌة
الترابٌة ،نص دستور 2100على هذا المبدأ وذلك اعتبارا ألهمٌته القصوى ،حٌث أن هذا
المبدأ ٌعتبر من المبادئ االستراتٌجٌة فً مجال الحكامة الترابٌة.
وفً هذا الصدد تعتبر الرقابة أحد الدعابم األساسٌة للحكامة ووسٌلة لضبط العمل وللحرص
على أدابه تبعا للضوابط والقواعد القانونٌة العامة ،وانسجام القرارات واألعمال الجماعٌة
مع الشرعٌة ،من خالل ممارسة رقابة عادلة على القرار المحلً ،بمعنى اخر هل تم وفق
القوانٌن واألنظمة المعمول بها؟ هذا من جهة ،ومن جهة أخرى لقٌاس األداء الفعلً
وتصحٌح انحرافاته من أجل التدبٌر الفعال والمسإول والشفاف والجٌد ألعمال
الجماعات الترابٌة.
لهذه الغاٌة فإن إعمال آلٌات الرقابة والتدقٌق على أعمال الهٌبات الترابٌة من شؤنها تفعٌل
الشفافٌة والمسإولٌة والمحاسبة التً تساعد على تخلٌق تدبٌر الشؤن العام الترابً كما ٌهدف
إلى تن بٌه المسإولٌن المحلٌٌن إلى مسإولٌتهم القٌادٌة تجاه الساكنة ،ونظرا ألهمٌة هذا المبدأ
فقد جعله المشرع الدستوري مقوما من مقومات النظام الدستوري للمملكة المغربٌة.
أما بالنسبة لمبدأ المشاركة ٌعتبر هذا المبدأ من أهم مبادئ الدولة الحدٌثة ،فبمقتضى دستور
2100تسٌ ر الجهات والجماعات الترابٌة االخرى شإونها بكٌفٌة دٌمقراطٌة وتإمن مشاركة
السكان المدنٌٌن فً تدبٌر شإونهم والرفع من مساهمتهم فً التنمٌة البشرٌة المندمجة.
وٌرتكز هذا المبدأ على قاعدتٌن غاٌة فً األهمٌة:
-تتمثل القاعدة االولى فً االقرار ألول مرة فً االقتراع العام المباشر بانتخاب أعضاء
مجالس الجهات ،وبالفعل كرس القانون التنظٌمً المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس
9
الجماعات الترابٌة الذي صدر تطبٌقا للفصل 079من الدستور ،هذا المقتضى فنص
صراحة فً المادة 97على أنه ٌنتخب أعضاء مجالس الجماعات باالقتراع العام المباشر
عن طرٌق االقتراع بالالبحة بالتمثٌل النسبً.
-أما بالنسبة للقاعدة الثانٌة ،نصت علٌها مقتضٌات الفصل 012من الدستور تضع مجالس
الجهات والجماعات الترابٌة االخرى آلٌات تشاركٌة للحوار والتشاور لتسٌٌر مساهمة
المواطنات والمواطنٌن والجمعٌات فً إعداد برنامج التنمٌة وتنفٌذها".
بمعنى اخر مجالس الجماعات الترابٌة مطالبة بوضع آلٌات تشاركٌة وذلك وفقا للقانون
بتدبٌر المشاركة ومسإولٌة المواطنٌن فً إعداد مخططات التنمٌة وذلك لتعبٌر المواطنٌن
عن حاجٌاتهم وذلك من خالل تقنٌة رفع العرابض.21
كما ضمن الدستور ألول مرة للمواطنٌن والمواطنات والجمعٌات تقدٌم عرابض ٌكون
الهدف منها مطالبة المجالس بإدراج نقاط تندرج فً اختصاصاتها وذلك ضمن جدول
أعمالها وهذا فً إطار تفعٌل مبدأ المشاركة وتحقٌق الدٌمقراطٌة.
تقوم سٌاسة التخطٌط أثناء اتخاذ االجراءات و البرامج التنموٌة على المبادئ واألولوٌات
التالٌة :
تدعٌم الوحدة الوطنٌة :باستكمال الوحدة الترابٌة وتقوٌة التضامن والتوازن بٌن المجاالت
والفبات االجتماعٌة وتعزٌز التنافسٌة بٌن المناطق.
21
-احمد مفٌد ،من اجل حكامة محلٌة جٌدة ،تقرٌرعن الدورات التكوٌنٌة لفابدة المنتخبات والمنتخبٌن ،2109 ،ص .22
22
- jean robert pitte, Géographie 1re, Editions Nathan, Paris, 1997, p 148.
23
-مدٌرٌة إعداد التراب الوطنً :المٌثاق الوطنً إلعداد التراب ص .11:
10
التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة :رصد حاجٌات السكان وإعطاء األولوٌة فً توزٌع
واستثمار الموارد العمومٌة للفبات والمناطق المعوزة والمعزولة
المحافظة على البٌبة :تغٌٌر بعض سلوكات المواطنٌن تجاه محٌطهم البٌبً والتوعٌة
والتحسٌس بمسإولٌة الحفاظ على البٌبة.
إشراك السكان فً التسٌٌر :باالنطالق من مقترحات السكان أثناء إنجاز التنمٌة وإقرار
تكافإ الفرص بٌن المجاالت من خالل سٌاسة الالمركزٌة أو الدٌموقراطٌة المحلٌة.
11
خـــــاتمت
جماال لما سبق ٌمكن القول رغم أن نظام الالمركزٌة ٌعانً مجموعة من المشاكل ،إال أن
دستور 2100وبفضل المبادئ التً جاء بها شكل النظام الالمركزي تطورا هاما على
المستوى الترابً ،بمنحه صالحٌات مهمة للجماعات الترابٌة كإعطاء لكل وحدة ترابٌة
سلطة التداول وتنفٌد مقرراتها ،اٌضا امكانٌة التعاون والتضامن بٌن هذه الوحدات الترابٌة
ثم ممارسة هذه االخٌرة اختصاصها الذاتٌة والمشتركة والمنقولة من طرف الدولة...
باإلضافة الى أن هناك مبادئ اخرى تم التنصٌص علٌها سواء فً القوانٌن التنظٌمٌة او
المٌثاق المتعلق بالمرافق العامة وهً مبادئ حدٌثة ولها أٌضا دور مهم على المستور
الترابً.
ذ
12
الئـــــحت المراجع
كتـاب
-الحضرانً (احمد) ،محاضرات فً مادة الجماعات الترابٌة التنظٌم
الجهوي ،مكناس ،سجلماسة.2107/2109 ،
الرسائل
-الدحمانً (سعٌد) ،مبدأ التدبٌر الحر ورهان االستقالل المالً
والترابً ،سال2015/2014 ،
-مالل (محمد) التدبٌر الحر بٌن الرقابة االدارٌة وضعف الموارد
المالٌة ،رسالة ماستر .2012
المقاالت
-رشدي (عبد العزٌز) ،التدبٌر العمومً الترابً على ضوء القوانٌن
التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة ،مجلة المنارة للدراسات القانونٌة
واالدارٌة ،عدد خاص.2121 ،
القوانٌن
-ظهٌر الشرٌف رقم 0100160الصادر فً ٌ 26ولٌو 2100
والمتعلق بتنفٌذ الدستور المراجع بتارٌخ ٌ 0ولٌو 2100الجرٌدة
الرسمٌة عدد 2697مكرر الصادر بتارٌخ ٌ 11ولٌو .2100
-القانون التنظٌمً رقم 000107المتعلق بالجهات ،المنفذ بموجب
ظهٌر رقم 0102171فً ٌ (9ولٌوز ) 2102الجرٌدة الرسمٌة
عدد 9171فً ٌ 21ولٌوز .2102
-القانون التنظٌمً رقم 002107المتعلق بالعماالت واالقالٌم ،المنفذ
بموجب ظهٌر شرٌف رقم 0102177صادر فً 21رمضان
ٌ (9 0719ونٌو ) 2102الجرٌدة الرسمٌة عدد 9171فً 21
ٌولٌوز .2102
13
-الظهٌر الشرٌف رقم 0102172الصادر فً ٌ 9ولٌو 2102بتنفٌذ
القانون التنظٌمً رقم 001107المتعلق بالجماعات الجرٌدة
الرسمٌة عدد .9171
14
الفـــهرس
مقدمــــة 1 ............................................................................................................
المطلب االول :اسس ومرتكزات التنظٌم الترابً 3 .............................................................
الفقرة االولى :مبدأ التدبٌر الحر 3 ..............................................................................
الفقرة الثانٌة :مبدأ التفرٌع 6 ....................................................................................
المطلب الثانً :المبادئ الدستورٌة األخرى 8 ....................................................................
الفقرة األولى :مبدأ التعاون والتضامن8 .......................................................................
الفقرة الثانٌة :مبدأي ربط المسؤولٌة بالمحاسبة والمشاركة 2 .............................................
الفقرة الثالثة :مبدأ سٌاسة التخطٌط10.........................................................................
خـــــاتمة 12...........................................................................................................
الئـــــحة المراجع 13.................................................................................................
15
مقدمة
يكتسي التنظيم الترابي أهمية كبرى في إدارة وتسيير دواليب الدولة ،غهو يحدد الهيكل
التنظيمي للدولة وأتواع الهيئات التي يتشكل منها هذا التنظيم ويبين تراتبية مستواياتها
ومجال تدخلها ،ويشكل التنظيم الترابي اإلطار الذي يضمن مشاركة الهيئات الالمركزية
والجماعات الترابية والسكان والفاعلين والمتدخلين في الحكامة الترابية ،ويؤطر العالقات
التي تؤطر بين البنيات اإلدارية والمؤسسات التي يتكون منها.
تعتبر الالمركزية اإلدارية األسلوب الثاني للتنظيم اإلداري ،وال يمكن ألية دولة االستغناء
عن هذا األسلوب في تصريف الشؤون اإلدارية ،ونظرا ألهمية هذا النظام فقد تم التنصيص
عليه في الفصل األول من الدستور المغربي الذي جاء فيه أن التنظيم الترابي للمملكة تنظيم
ال مركزي يقوم على الجهوية المتقدمة.1
إن الالمركزية اإلدارية باعتبارها أسلوب للتسيير اإلداري إلى جانب المركزية اإلدارية
تعني ترك جزء من الوظيفة اإلدارية لصالح هيئات مرفقية أو جماعات ترابية لها
شخصيتها المعنوية تدير شؤونها بنفسها في نطاق استقالل إداري ومالي وذلك تحث إشراف
الحكومة المركزية ومراقبتها ،2محدثة بموجب الدستور وهي حاليا في المغرب ثالث
وحدات ترابية هي :الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات.
وفي المغرب نجد أن نظام الالمركزية جذور قبل االستقالل تجسد باألساس في نظام
اجماعة ،غير أن التجسيد الحقيقي لنظام الالمركزية اإلدارية بدأ مع سن المشرع المغربي
لظهير ينظم التنظيم الجماعي ،وقد تبنى المغرب هذا النظام منذ السنوات األولى الستقالله،
حيث صدرت عدة نصوص قانونية نظمت سير الجماعات الحلية ابتداء من سنة 1960
مرورا بالتنظيم الجماعي لسنة ,1976ثم الميثاق الجماعي لسنة 2002مع التعديالت
3
الالحقة به سنة 2009
1الفقرة األخيرة من الفصل األول من دستور المملكة المغربية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1-11 -91بتاريخ
27شعبان 29 ( 1432يوليوز ) 2011منشور بالجريدة الرسمية عدد 5964مكرر بتاريخ 28شعبان 1432
( 30يوليو ) 2011
2القريشي (عبد الواحد) ،التنظيم اإلداري المغربي ،مطبعة األمنية -الرباط ،2021 ،ص.35 :
3القريشي (عبد الواحد) ،التنظيم اإلداري المغربي ،نفس المرجع ،ص36 :
وإذا كانت الجماعات الترابية بما فيها الجماعات الحضرية والقروية قد سبق تنظيمها
بموجب قوانين عادية ،فإن دستور 2011ارتقى من حيث الشكل بالنصوص المنظمة
للجماعات الترابية إلى قوانين تنظيمية 4طبقا للفصل 146من الدستور المغربي.
فعلى مستوى العماالت واألقاليم كان تنظيم هذه الوحدة اإلدارية بالظهير المنظم للعماالت
واألقاليم لسنة 1963ثم القانون 07-79وأخيرا القانون التنظيمي للعماالت واألقاليم سنة
. 20155
أما الجهات فقد تم تنظيمها بمجموعة من القوانين أهمها ظهير ،1971وقانون 47-96
ومن المهم اإلشارة إلى أن الجهة لم يعتمدها المشرع المغربي كجماعة ترابية إال مع سنة
،1992وسيتأكد ذلك مع دستور 1996ودستور ،2011إلى أن تم تنظيمها بموجب
القانون التنظيمي للجهات.6
ورغم اختالف اإلطار القانوني الذي يؤطر مختلف المستويات الترابية لالمركزية
اإلدارية إال أنها تشترك في عدد من القواعد ،باعتبار أنها تجد مصدرها من الدستور الذي
يعتبر كإطار مرجعي لمبادئ التنظيم الترابي.
لذلك فانطالقا من أحكام الدستور يرتكز التنظيم الجهوي والترابي عامة على مجموعة
من المبادئ الدستورية التي تعد اإلطار العام الذي يحكم تنظيم واختصاصات الجماعات
الترابية .وشكلت أيضا هذه المنطلقات الدستورية اإلطار المرجعي الذي تم االهتداء به في
صياغة مضامين القوانين التنظيمية.
القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.85صادر في -4
20من رمضان 1436الموافق ل 07يوليوز .2015
القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.83صادر في 20 -
من رمضان 1436الموافق ل 07يوليوز .2015
القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.84 -
صادر في 20من رمضان 1436الموافق ل 07يوليوز .2015
القانون التنظيمي للعماالت رقم 112.14 -5
القانون التنظيمي للجهات رقم 111.14 -6
لإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة تم االعتماد على المنهج المقارن على اعتبار أنه
سوف تتم مقارنة هذه المنطلقات الدستورية في التشريعات المشابهة مع التشريع المغربي
تم توظيف أيضا المنهج الوظيفي والذي يعني أن النسق االجتماعي يمثل نسقا حقيقيا فيه
تؤدي أجزاؤه وظائف أساسية لتأكيد الكل وتثبيته وأحيانا اتساع نطاقه وتقويته ومن ثم
7
تصبح هذه األجزاء متجانسة ومتكاملة على نحو ما
واستنادا على اإلشكالية السابقة وبناء على المناهج المعتمدة سنقسم الموضوع الى مطلبين
سوف نخصص المطلب األول للحديث عن أسس ومرتكزات التنظيم الترابي ،وفي إطار
المطلب الثاني سوف نعالج المبادئ الدستورية المؤطرة للتنظيم الترابي.
7المدني ( احميدوش ) ،الوجيز في منهجية البحث القانوني ،مطبعة جودة بالرباط ،الطبعة الثانية ،2014 ،ص.58: