Ilovepdf Merged

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫ماستر‪ :‬المنازعات االدارٌة والتنمٌة الترابٌة‬

‫الفوج االول‬
‫الوحدة ‪ :‬التنظٌم الترابً المعمق‬

‫عرض تحــــــــــت عنوان‬

‫المنطلقات الدستورٌة‬
‫للتنظٌم الترابً‬

‫تحت اشراف‬
‫من انجاز الطلبة‪:‬‬
‫عبد المولى المسعٌد‬
‫‪ -‬اٌمان برادي‬
‫‪ -‬مارٌا بهوش‬
‫‪ -‬محمد بنكٌران‬

‫السنة الجامعٌة‪:‬‬
‫‪2022/2021‬‬
‫مقذمــــت‬
‫قبل أن نغوص فً موضوع المنطلقات الدستورٌة ٌجب أوال أن نعطً ولو بشكل موجز‬
‫نبذة عن تطور نظام الالمركزٌة اإلدارٌة‪.‬‬
‫فً المغرب نظام الالمركزٌة كان له جذور قبل االستقالل تجسد باألساس فً نظام‬
‫" اجماعة"‪ ،‬غٌر أن التجسٌد الحقٌقً لنظام الالمركزٌة بدأ مع سن المشرع المغربً لظهٌر‬
‫ٌنظم التنظٌم الجماعً‪ ،‬وقد تبنى المغرب هذا النظام منذ السنوات األولى الستقالله‪ ،‬حٌث‬
‫صدرت عدة نصوص قانونٌة نظمت سٌر الجماعات المحلٌة ابتداء من سنة ‪ 0691‬مرورا‬
‫بالتنظٌم الجماعً لسنة ‪ ،0699‬ثم المٌثاق الجماعً لسنة ‪ 2112‬مع التعدٌالت الالحقة به‬
‫سنة ‪. 2116‬‬

‫ونظرا ألهمٌة هذا النظام فقد تم التنصٌص علٌه فً الفصل االول من الدستور حٌث جاء‬
‫فٌه "التنظٌم الترابً للمملكة تنظٌم ال مركزي ٌقوم على الجهوٌة المتقدمة"‪.‬‬
‫وإذا كانت الجماعات الترابٌة بما فٌها الجماعات الحضرٌة والقروٌة قد سبق تنظٌمها‬
‫بموجب قوانٌن عادٌة‪ ،‬فإن دستور ‪ 2100‬ارتقى من حٌث الشكل بالنصوص المنظمة‬
‫للجماعات الترابٌة إلى قوانٌن تنظٌمٌة‪.‬‬
‫فعلى مستوى العماالت واألقالٌم مثال كان تنظٌم هذه الوحدة اإلدارٌة بالظهٌر المنظم‬
‫للعماالت واألقالٌم لسنة ‪ 0691‬ثم القانون ‪ 11-96‬وأخٌرا القانون التنظٌمً للعماالت‬
‫واألقالٌم الصادر سنة ‪.2102‬‬

‫أما الجهات فقد تم تنظٌمها بمجموعة من القوانٌن أهمها ظهٌر ‪ 0690‬وقانون ‪،79-69‬‬
‫ومن المهم اإلشارة إلى أن الجهة لم ٌعتمدها المشرع كجماعة ترابٌة إال مع سنة ‪،0662‬‬
‫وسٌتؤكد ذلك مع دستور ‪ ،2100‬إلى أن تم تنظٌمها بموجب القانون التنظٌمً للجهات‪.1‬‬

‫ورغم اختالف اإلطار القانونً الذي ٌإطر مختلف المستوٌات الترابٌة لالمركزٌة إال انها‬
‫تشترك فً عدد من القواعد والنقاط‪ ،‬باعتبار أنها تجد مصدرها من الدستور الذي ٌعتبر‬
‫كإطار مرجعً لمبادئ التنظٌم الترابً‪.‬‬
‫لذلك فانطالقا من أحكام الدستور ٌرتكز التنظٌم الجهوي والترابً عامة على مجموعة‬
‫من المبادئ الدستورٌة التً تعد اإلطار العام الذي ٌحكم تنظٌم واختصاصات الجماعات‬
‫الترابٌة‪.‬‬

‫‪- 1‬عبد الواحد القرٌشً‪ ،‬التنظٌم اإلداري المغربً‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬مطبعة األمنٌة ‪ -‬الرباط ‪ ، 2120‬ص‪-19 :‬‬
‫‪.19‬‬

‫‪1‬‬
‫وشكلت أٌضا هذه المبادئ والمقتضٌات الدستورٌة اإلطار المرجعً الذي تم االهتداء به‬
‫فً صٌاغة مضامٌن القوانٌن التنظٌمٌة‪.‬‬
‫إذن فما هً هذه المبادئ الدستورٌة المؤطرة للتنظٌم الترابً؟‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالٌة تم اإلعتماد على المنهج المقارن على اعتبار أنه سوف تتم‬
‫مقارنة هذه المبادئ فً التشرٌعات المشابهة مع التشرٌع المغربً‪.‬‬
‫تم توظٌف أٌضا المنهج الوظٌفً لنبٌن تجلٌات هذه المبادئ ودورها فً التنطٌم الترابً‬
‫المحلً‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تم تقسٌم الموضوع إلى مطلبٌن‬

‫المطلب األول‪ :‬اسس ومرتكزات التنظٌم الترابً‬


‫أما المطلب الثانً‪ :‬المبادئ الدستورٌة‬

‫‪2‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬اصش ومرتكزاث التىظُم الترابٍ‬
‫تمارس الجماعات الترابٌة اختصاصاتها باالستناد على مجموعة من المبادئ التً خولها‬
‫لها الدستور ومن بٌن اهمها‪ :‬مبدأ التدبٌر الحر‪ ،‬ومبدأ التفرٌع‪.‬‬
‫الفقرة االولً ‪:‬مبذأ التذبُر الحر‬
‫ال ٌمكن الحدٌث عن المشاركة الفعلٌة للجماعات الترابٌة فً مختلف مجاالت التنمٌة ما لم‬
‫ٌمنح لها نوع من الحرٌة واالستقالل فً تدبٌر شإونها وممارسة اختصاصاتها‬
‫أوال‪ :‬ماهٌة التدبٌر الحر‬
‫ٌمثل مبدأ التدبٌر الحر منعطفا أساسٌا فً مسار تعزٌز الالمركزٌة االدارٌة وأحد تجلٌات‬
‫الحكامة الترابٌة التً أقرها الدستور ألول مرة‪ ،‬فهذا المبدأ جاء لضمان أكبر قوة و حماٌة‬
‫للحرٌة التدبٌرٌة للوحدات الترابٌة الالمركزٌة‪ ،‬وتبرز مكانته وأهمٌته كمبدأ للتنظٌم الجهوي‬
‫فً دستور ‪ ،2100‬من خالل االهمٌة التً أصبح ٌتمتع بها المجال الترابً كمجال مناسب‬
‫لبلورة السٌاسات العمومٌة الهادفة الى خلق تنمٌة مندمجة ومستدامة على المستوى‬
‫الالمركزي‪ .‬فهو ٌعد الترجمة االدارٌة لنظرٌة الدٌموقراطٌة الترابٌة التً تتٌح هامش من‬
‫‪2‬‬
‫الحرٌة للكٌانات الترابٌة بعٌدا عن تدخل سلطات الوصاٌة‪.‬‬
‫ومن المهم االشارة الى أن هذا المفهوم ظهر أول مرة فً فرنسا‪ ،‬حٌت كانت هذه االخٌرة‬
‫سباقة لتكرٌسه فً دساتٌرها‪ ،‬بداٌة بدستور ‪ 29‬اكتوبر ‪ 0679‬بمقتضى الفصل ‪ ،79‬تم‬
‫دستور ‪ 7‬أكتوبر ‪ 0627‬بمقتضى الفصل ‪ 17‬والفصل ‪ ،392‬لتتم تقوٌته فٌما بعد بمناسبة‬
‫التعدٌل الدستوري ل ‪ 27‬مارس ‪ 2111‬من خالل المادة ‪ 92‬التً تقر بؤن الجماعات الترابٌة‬
‫‪4‬‬
‫تدبر شإونها بشكل حر‪ .‬والجدٌر بالذكر أن فرنسا أدرجته صمن الحرٌات األساسٌة‪.‬‬

‫وبالرجوع للتجربة الدستورٌة المغربٌة‪ ،‬نالحظ أنه منذ دستور ‪ 0692‬الى المراجعة‬
‫الدستورٌة لسنة ‪ ،0669‬لم تنص على مبدأ التدبٌر الحر بشكل صرٌح ومباشر حٌت اكتفت‬
‫بذكره بشكل ضمنً من خالل الفصل ‪ 62‬من دستور ‪ ،0662‬الذي ٌنص على انتخاب‬
‫الجماعات الترابٌة لمجالس تتكلف بتدبٌر شإونها تدبٌرا دٌمقراطٌا‪ ،‬ونفس المضمون نص‬
‫علٌه الفصل ‪ 010‬من دستور ‪ .0669‬فمصطلح التدبٌر الدٌمقراطً أو التسٌٌر الدٌمقراطً‬
‫للمجالس المحلٌة هو مصطلح فضفاض و عام وغٌر محدد بدقة‪ ،‬مما ٌمكننا القول معه أن‬
‫الدساتٌر المغربٌة السابقة تضمنت عبارات عامة وغامضة‪ 5.‬أما دستور ‪ 2100‬فقد كرسه‬

‫‪2‬‬
‫رشدي "عبد العزٌز'‪ ،‬التدبٌر العمومً الترابً على ضوء القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونٌة واالدارٌة‪ ،‬عدد‬
‫خاص‪ ، 2121 ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪3‬‬
‫مالل 'محمد' التدبٌر الحر بٌن الرقابة االدارٌة وضعف الموارد المالٌة ‪،‬رسالة ماستر ‪.2106‬‬
‫‪4‬‬
‫رشدي 'عبد العزٌز'‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.212‬‬
‫‪5‬‬
‫الدحمانً 'سعٌد' ‪ ،‬مبدأ التدبٌر الحر ورهان االستقالل المالً‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،2102 ،‬ص ‪.99,97‬‬

‫‪3‬‬
‫بشكل صرٌح و مباشر حٌت ٌعتبر من المستجدات التً جاء بها و ذلك من خالل الفصل‬
‫‪ 6019‬الذي ٌنص على أن "التنظٌم الجهوي والترابً ٌرتكز على مبادئ التدبٌر الحر …‪،‬‬
‫" والفصل ‪ 7079‬الذي ٌحدد القضاٌا التً ٌجب أن تضمن فً القوانٌن التنظٌمٌة ‪ ،‬حٌت جاء‬
‫فً البند االخٌر منه أن القانون التنظٌمً ٌحدد قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبٌق مبدأ‬
‫التدبٌر الحر ‪ ،‬وكذا مراقبة الصنادٌق والبرامج وتقٌٌم االعمال و إجراءات المحاسبة‪،‬‬
‫أما بالنسبة للقوانٌن التنظٌمٌة الثالثة وعند البحث عن موطن ذكر التدبٌر الحر فنجد أنه‬
‫ورد فً تالت مواد فقط‪ ،‬وهً المادة االولى‪ 8‬المخصصة لتحدٌد عناوٌن االقسام التً‬
‫تتضمنها هذه القوانٌن‪ ،‬تم فً المادة الرابعة‪ 9‬من القانون ‪ 000107‬والمادة الثالثة‪ 10‬من‬
‫القانونٌٌن ‪ 002107‬و ‪ ،001107‬التً تنص على أن تدبٌر الجماعات الترابٌة لشإونها‬
‫ٌرتكز على مبدأ التدبٌر الحر الذي ٌخول بمقتضاه لكل جماعة ترابٌة‪ ،‬فً حدود‬
‫اختصاصاتها المنصوص علٌها فً القوانٌن التنظٌمٌة المشار إلٌها أعاله‪ ،‬سلطة التداول‬
‫بكٌفٌة دٌمقراطٌة‪ ،‬وسلطة تنفٌد مداوالتها ومقرراتها …‪،‬‬
‫تم فً المادة االولى من القسم الثامن والمعنون من القوانٌن التنظٌمٌة الثالث بقواعد الحكامة‬
‫المتعلقة بحسن تطبٌق هذا المبدأ وهً على التوالً ‪ :‬المواد ‪ 11217‬من القانون ‪000107‬‬
‫و‪ 12201‬فً القانون ‪ 002107‬و‪ 13296‬من القانون ‪ ،001107‬حٌت ورد فً هذه المواد‬
‫بؤن المراد بقواعد حسن تطبٌق مبدأ التدبٌر الحر العمل بالخصوص على احترام المبادئ‬
‫العامة التالٌة ‪ :‬المساواة بٌن المواطنٌن فً ولوج المرافق العمومٌة‪ ،‬االستمرارٌة فً أداء‬
‫الخدمات و ضمان جودتها‪ ،‬تكرٌس قٌم الدٌمقراطٌة والشفافٌة والمحاسبة والمسإولٌة ‪،‬‬
‫ترسٌخ سٌادة القانون‪ ،‬التشارك والفعالٌة والنزاهة‪.‬‬
‫و المالحظ من خالل ما سبق ذكره أن المشرع المغربً لم ٌحدد مفهوم التدبٌر الحر على‬
‫غرار المشرع الفرنسً‪ ،‬تاركا المهمة للفقه حٌت اعتبر البعض أن معناه ٌتجلى فً كون أن‬
‫المجالس المنتخبة لها كامل الصالحٌة و الحرٌة فً تحدٌد و بلورة اختٌاراتها و برامجها فً‬
‫احترام تام للمقتضٌات القانونٌة والتنظٌمٌة وبمراعاة لإلمكانٌات التموٌلٌة المتاحة‪.‬‬
‫مما ٌوضح أن الهدف الربٌسً الذي ٌتوخاه المشرع من خالل التنصٌص على هذا المبدأ‬
‫ٌتمثل فً مظهرٌن ‪ :‬األول ٌتجلى فً الحرٌة و االستقاللٌة التً تتمتع بها الجماعات الترابٌة‬

‫‪6‬‬
‫الفصل ‪ 019‬من دستور ‪.2100‬‬
‫‪7‬‬
‫القصل ‪ 079‬من دستور ‪2100‬‬
‫‪8‬‬
‫المادة األولى من القوانٌن التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة لسنة ‪.2102‬‬
‫‪9‬‬
‫المادة ‪ 7‬من القانون ‪ 000,07‬المنظم للجهات‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫المادة ‪ 1‬من القانونٌن ‪ 002107‬و‪.001,07‬‬
‫‪11‬‬
‫المادة ‪ 217‬من القانون التنظٌمً ‪. 000,07‬‬
‫‪12‬‬
‫المادة ‪ 201‬من القانون التنظٌمً ‪002107‬‬
‫‪13‬‬
‫المادة ‪ 296‬من القانون ‪.001107‬‬

‫‪4‬‬
‫فً تسٌٌر شإونها بكٌفٌة دٌمقراطٌة وال ٌسمح بتدخل السلطات المحلٌة إال فً الحدود الذي‬
‫ٌجٌزها لها القانون ‪ ،‬والثانً ٌتضح من خالل اقرار ممارسة السلطة التنظٌمٌة لرإساء‬
‫الجماعات الترابٌة من خالل العمل على اتخاذ القرارات والقٌام باإلجراءات التً ٌتطلبها‬
‫‪14‬‬
‫حسن سٌر المرافق العامة وبغٌة الحفاظ على النظام العام…‬

‫تانٌا ‪ :‬تجلٌات مبدأ التدبٌر الحر (تطبٌقاته)‬


‫إن تطبٌق مبدأ التدبٌر الحر ٌحٌل على توفر مجموعة من المقتضٌات فً المنظومة القانونٌة‬
‫المإطرة لعمل الجماعات الترابٌة وهً كالتالً‪ :‬توفر الجماعات الترابٌة على مجالس‬
‫منتخبة ذات اختصاصات فعلٌة وسلطة تنظٌمٌة لممارستها‪ ،‬التوفر على االستقالل المالً‬
‫الذي ٌعتبر عامال مهما فً استكمال عناصر التدبٌر الحر للجماعات الترابٌة فبدونه ال‬
‫تستطٌع الوحدات الالمركزٌة تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة المندمجة والمستدامة‬
‫على المستوى الالمركزي حتى لو توفرت لها الحرٌة التدبٌرٌة التً تعد شرط ضروري‬
‫والزم لكنه غٌر كافً‪ ،‬فكل تعزٌز لالختصاصات وتوسٌع لمجال التدخل ٌجب أن ٌواكبه‬
‫تعزٌز وتقوٌة للموارد المالٌة ‪ ،‬التوفر على صالحٌة إحداث وإلغاء المناصب المالٌة‪ ،‬التوفر‬
‫على صالحٌة إبرام العقود و االتفاقٌات‪ ،‬إمكانٌة تحدٌد قواعد اشتغالها الداخلٌة على أن هذه‬
‫‪15‬‬
‫القواعد ٌمكن أن تإطر بقوانٌن خاضعة لمراقبة القضاء االداري ‪.‬‬
‫بشكل عام ٌمكن القول بؤن القوانٌن التنظٌمٌة الثالث للجماعات الترابٌة قد احترمت‬
‫مقتضٌات التدبٌر الحر فً موادها‪ ،‬بل أكتر من ذلك نجد أن الدستور فً الفصول‬
‫‪ 017107110701079‬أقر بعضا من المبادئ التً تعتبر من المحددات الربٌسٌة الحترام‬
‫هذا المبدأ‪ ،‬فاحترامه ٌعنً احترام الحرٌة التدبٌرٌة للجماعات الترابٌة‪.‬‬
‫ان التكرٌس الدستوري لمبدأ التدبٌر الحر ٌعد مكسبا كبٌرا لتعمٌق نظام الالمركزٌة ‪ ،‬ومن‬
‫اجل تعزٌزه بشكل مثالً عمل المشرع على تكرٌس مبادئ أخرى تعتبر بمثابة عناصر‬
‫القوة الترابٌة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الخطاب 'عبد الحق'‪ ،‬مرتكزات الحكامة الترابٌة بالمغرب وفق الوثٌقة الدستورٌة الجدٌدة‪ ،‬الجامعة القانونٌة االفتراضٌة‪ 09 ،‬غشت ‪،2121‬‬
‫انظر الرابط‪ https://www.aljami3a.com :‬تارٌخ الزٌارة‪211002122 :‬‬
‫‪15‬‬
‫السكال‪ ،‬التدبٌر الحر للجماعات الترابٌة بٌن النص والممارسة ‪ https://www.pjd.ma/node/79887‬تارٌخ الزٌارة‪2110012122 :‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة الثاوُت‪ :‬مبذأ التفرَع‬
‫ان توزٌع االختصاصات بٌن الدولة ومختلف اجهزتها وبنٌاتها االدارٌة من المواضٌع‬
‫الدٌنامٌكٌة المتجددة باستمرار‪ ،‬نظرا الرتباطها بتغٌر نظم وهٌاكل الدولة‪ ،‬لذلك فان البحث‬
‫عن انجع التنظٌمات وانسبها ٌبقى من اهم التحدٌات التً تطرح داخل مختلف األنساق‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬وهنا ٌبرز مبدأ التفرٌع كآلٌة جدٌدة لتنظٌم السلطة وتوزٌعها داخل الدول‬
‫واالنظمة الحدٌثة‪ .‬وقد تبنى المشرع المغربً مبدأ التفرٌع فً دستور ‪ 2100‬وجعل منه مبدأ‬
‫دستورٌا والٌة لتوزٌع االختصاصات بٌن مختلف الهٌبات الترابٌة‪،‬‬
‫أوال ‪ :‬تعرٌف مبدأ التفرٌع‬
‫ظل التفاعل بٌن المركزي و المحلً والتجاذب بٌن السلطة والحرٌة‪ ،‬وسٌظل قابما فقدٌما‬
‫وصف نابلٌون بونابارت أهمٌة ابتكار نظام االدارة المحلٌة بقوله أنه باإلمكان أن تحكم عن‬
‫بعد لكن من المستحٌل أن تدٌر إال عن قرب‪ ،‬و خاصة فً العالم المعاصر ‪ ،‬حٌت أضحى‬
‫من الصعب الحكم انطالقا من المركز‪ .‬و ٌنسب لدانٌٌل ببل قوله إن "الدولة أصبحت كبٌرة‬
‫بالنسبة للقضاٌا الصغٌرة و صغٌرة بالنسبة للقضاٌا الكبرى‪ ".‬ومن هنا انتصب مبدأ التفرٌع‬
‫الذي ٌعتبر من المبادئ الحدٌثة للتوزٌع الوظٌفً لالختصاصات والموارد بٌن الدولة‬
‫والوحدات الترابٌة‪ ،‬وبموجبه أصبحت الوحدات االدارٌة االدنى (الجهات مثال) هً صاحبة‬
‫االختصاص وال تتدخل الدولة إال عند عجز االولى ‪ .‬كما أن االقلٌم أو العمالة تتدخل عند‬
‫عجز الجماعة‪ ،16‬فهو آلٌة جدٌدة لتنظٌم السلطة وتوزٌعها داخل الدولة واالنظمة الحدٌثة‪،‬‬
‫فالفلسفة التفرٌعٌة متلخصة فً تخوٌل سلطة اتخاد القرار ألقرب مستوى من مكان تنفٌذه‬
‫حٌت ٌعتبر مبدأ عام للتنظٌم المإسساتً إذ ٌعطً األسبقٌة للقاعدة على القمة‪.‬‬
‫كما ٌكتسً بعدا أخر ال ٌقل أهمٌة أال وهو أن السلطة العلٌا ملزمة أو من واجبها مساعدة‬
‫السلطة االدنى فً القٌام بمهامها لضمان استقالل حقٌقً‪.17‬‬
‫ان والدة مبدأ التفرٌع فً التشرٌع المقارن ٌعود إلى مسار حافل بدأ بكونه مجرد حدٌت‬
‫فلسفً نظري فقهً تناوله بعض الفقهاء والفالسفة على المستوى العالمً وذلك إلى حدود‬
‫الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬فقد اعتبرت هذه االخٌرة منعطفا مهما فً بروز هذا المبدأ‪ ،‬إذ سٌتم‬
‫األخذ به فً الدساتٌر الفٌدرالٌة قبل أن ٌظهر فً االتحاد االوروبً سنة ‪.180662‬‬

‫وبالعودة إلى التجربة الفرنسٌة فإننا نجد بوادر ظهوره مع تقرٌر" ‪"olivier Guichard‬‬
‫وذلك سنة ‪ 0699‬والذي أكد على أنه لٌس من الضروري اسناد أي اختصاص إلى سلطة‬

‫‪16‬‬
‫الحضرانً "احمد"‪ ،‬محاضرات فً مادة الجماعات الترابٌة 'التنظٌم الجهوي' ‪ ،2107 ،‬ص‪.70:‬‬
‫‪17‬‬
‫طوٌر "لٌلى" ‪،‬مبدأ التفرٌع فً تكرٌس الحكامة الجهوٌة بالمغرب‪ 20 ،‬فبراٌر ‪ www.maroclaw.com ،2106‬تارٌخ التصفح‬
‫‪ 2110012122‬الساعة ‪. 00:72‬‬
‫‪18‬‬
‫الكراب "الحسن" ‪ ،‬اختصاصات الجماعات الترابٌة ومبدأ التفرٌع‪. 2107 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫علٌا وإن كانت الدولة متى كانت جماعة ترابٌة أدنى وقرٌبة من المواطن قادرة على ضمان‬
‫الخدمة ‪ .‬لٌؤتً القانون ‪ٌ 9‬ناٌر ‪ 0671‬المتعلق بتوزٌع االختصاصات بٌن الجماعات و‬
‫المحافظات و الجهات والدولة للتنصٌص علٌه فً متنه‪ ،‬و األمر نفسه مع القانون ‪،0662‬‬
‫كما أن التعدٌل الدستوري ل‪ 27‬مارس ‪ 2111‬لم ٌغفل على هذا الحق بل أكد علٌه وهذا ما‬
‫ٌالحظ فً المادة ‪.1992‬‬

‫اما بخصوص التشرٌع المغربً لم ٌعرف مبدأ التفرٌع تنصٌصا صرٌحا سواء فً‬
‫النصوص القانونٌة أو الوثٌقة الدستورٌة المغربٌة إلى حدود سنة ‪ ،2100‬مع الدستور‬
‫والقوانٌن التنظٌمٌة الثالث لسنة ‪ .2102‬لكن هذا ال ٌعنً أن التجربة المغربٌة لم تعرف‬
‫بوادر هذا المبدأ‪ ،‬وإن كان بشكل محتشم وهذا ما ٌتبٌن من خالل القانون ‪ 79169‬لسنة‬
‫‪ 0669‬المنظم للجهات‪ ،‬حٌت صنف اختصاصات المجلس الجهوي إلى اختصاصات ذاتٌة و‬
‫استشارٌة وأخرى منقولة من قبل الدولة‪ .‬ونفس األمر ٌتكرر فً القانون ‪ 96111‬المنظم‬
‫للعماالت واألقالٌم لسنة ‪ ،2112‬وكذا القانون ‪ 97111‬المتعلق بالمٌثاق الجماعً ‪.‬‬

‫لكن مع دستور ‪ 2100‬تم التنصٌص وبشكل صرٌح وواضح على مبدأ التفرٌع ألول مرة‬
‫وذلك فً الفصل ‪" 071‬للجماعات الترابٌة‪ ،‬وبناء على مبدأ التفرٌع اختصاصات ذاتٌة‬
‫واختصاصات مشتركة واختصاصات منقولة "‪ .‬و تطبٌقا للمقتضٌات الدستورٌة وخاصة‬
‫الفصل ‪ 079‬تم إصدار قوانٌن تنظٌمٌة خاصة بالجماعات الترابٌة سنة ‪ 2102‬وهً القانون‬
‫‪ 000107‬للجهات‪.‬‬

‫والقانون ‪ 002,07‬للعماالت واألقالٌم‪ ،‬القانون ‪ 001107‬للجماعات وعلى ضوبها تم‬


‫التنصٌص بدقة على مبدأ التفرٌع وبشكل صرٌح وواضح‪ ،‬وذلك على التوالً فً الفصول ‪9‬‬
‫و‪ 7‬و‪.7‬‬

‫ثانٌا‪ :‬خصائص مبدأ التفرٌع‬


‫تتضح اهمٌة مبدأ التفرٌع من خالل تبٌان خصابصه وجرد وظابفه‬
‫‪ٌ -‬مكن اجمال خصابص مبدأ التفرٌع فً معالجة إشكالٌة االختصاصات بٌن الدولة‬
‫والجماعات الترابٌة‪ ،‬توزٌع السلطات واالختصاصات بما ٌتناسب مع قدرات الوحدات‬
‫الترابٌة‪ٌ ،‬عتبر مبدأ مرن وحركً ٌتطور بشكل تلقابً مع تنظٌم الالمركزٌة وسٌاسة عدم‬
‫التركٌز‪ٌ .‬عزز سٌاسة القرب وٌضمن الجودة‪ ،‬والسرعة والفعالٌة‪ ،‬وٌعطً األسبقٌة‬
‫واألفضلٌة للوحدات الترابٌة (األسبقٌة للقاعدة على القمة فً ممارسة االختصاص) عالوة‬
‫على أن مبدأ التفرٌع ٌعتبر من أهم المبادئ الضابطة لتنازعٌة وتنافسٌة االختصاصات بٌن‬
‫‪19‬‬
‫رشدي‪" ،‬عبد العزٌز"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬

‫‪7‬‬
‫الدولة والجهات وبٌن الجهات فٌما بٌنها‪ ،‬كذلك ٌعتمد على التراتبٌة والوضوح فً توزٌع‬
‫االختصاصات‪.‬‬
‫‪ -‬أما بخصوص وظابفه فهً تتجلى فً كونه‪ :‬مبدأ ٌقوم على تقاسم المسإولٌات المشتركة‬
‫بٌن جمٌع المستوٌات الثالث أي الجماعات الترابٌة و البحث الدابم عن حلول لقضاٌا‬
‫مشتركة فٌما بٌنها‪ ،‬مبدأ توزٌع االختصاص بٌن الدولة والجماعات الترابٌة على المستوى‬
‫األفقً والعمودي‪ ،‬مبدأ ضابط ومإطر لتداخل ولتنافس االختصاصات بالنظر لتباٌن وتماٌز‬
‫واختالف جهات وجماعات المملكة ومستوٌات نموها وتطورها وحركٌتها‪ ،‬مبدأ ٌقطع مع‬
‫ثقافة االتكالٌة واالرتجال فً التدخالت الترابٌة وٌقر وٌحقق المسإولٌة والمساءلة‪ ،‬مبدأ ٌقوم‬
‫على فعالٌة تعدد التدخالت فً ظل وحدة التراب‪.20‬‬

‫المطلب الثاوٍ‪ :‬المبادئ الذصتىرَت األخري‬

‫الفقرة األولً‪ :‬مبذأ التعاون والتضامه‬


‫إ ن مبدأ التعاون والتضامن ٌرتبط أساسا بٌن الفاعلٌن المحلٌٌن‪ ،‬وذلك بسبب طبٌعة‬
‫القدرات التً ٌتمتع بها الفاعل الترابً‪ ،‬فالتدبٌر العمومً الترابً ٌتطلب فً إطار هذا المبدأ‬
‫من الجماعات الترابٌة أن تعرف كٌف أن تدخل فً حوار وشراكة مع الفاعلٌن االخرٌن‪،‬‬
‫بمعنى اخر القدر ة على بناء عالقات تعاونٌة وتواصلٌة مع مختلف الجماعات الترابٌة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫وهذا االمر ٌستلزم إٌجاد وحدات مجالٌة متجانسة تضمن التنوع الثقافً والسوسٌولوجً‬
‫وتتوفر على موارد متقاربة نوعا ما لكً تتٌح تنمٌة المنطقة على جمٌع األصعدة‪.‬‬
‫من أجل مجابهة الفوارق المجالٌة واالجتماعٌة‪ ،‬عمل دستور ‪ 2100‬من خالل الفصل‬
‫‪ 019‬على تكرٌس مبدأ مواز لمبدأ التدبٌر الحر بنفس القوة‪ ،‬ومبدأ التعاون والتضامن‪ ،‬وذلك‬
‫من جهة لضمان حد أدنى من المرافق والخدمات للمواطنٌن بغض الظر عن النطاق الترابً‬
‫الذي ٌوجدون فٌه وذلك فً اطار التضامن والتآزر‪ ،‬ومن جهة أخرى إلٌجاد الٌات للتعاون‬
‫فً ما بٌن الوحدات الجغرافٌة المختلفة فً اطار وحدة الدولة‪.‬‬
‫كما أنه فً هذا الصدد نصت الفقرة الثانٌة من المادة الرابعة من القانون التنظٌمً للجهات‬
‫رقم ‪ 000107‬على أن التنظٌم الجهوي ٌرتكز على مبدأي التعاون والتضامن بٌن الجهات‬
‫وب ٌنها وبٌن الجماعات الترابٌة األخرى من أجل بلوغ أهدافها وخاصة انجاز مشارٌع‬
‫مشتركة وفق االلٌات المنصوص علٌه فً هذا القانون التنظٌمً‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫رشدي "عبد العزٌز"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2191219‬‬

‫‪8‬‬
‫لتجاوز معٌقات التقطٌع الترابً أمكن دستور ‪ 2100‬احداث صندوقٌن لفابدة الجهات‪،‬‬
‫والمتمثلٌن فً‪:‬‬

‫‪ ‬صندوق التؤهٌل االجتماعً‪ :‬والذي ٌهدف إلى سد العجز فً مجاالت التنمٌة البشرٌة‬
‫والبنٌة التحتٌة والتجهٌزات وما الى غٌر ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬صندوق التضامن بٌن الجهات‪ :‬الذي ٌهدف إلى توزٌع الموارد بشكل متكافا‪ ،‬وذلك‬
‫بهدف التقلٌص من التفاوتات ومن أجل التعاضد فً الوسابل والبرامج‪.‬‬
‫كما أنه نص المشرع الدستوري فً إطار نظام التعاون بٌن الجهات والترابٌة األخرى‬
‫على انه كلما تعلق االمر بإنجاز مشروع ٌتطلب تعاون عدة جماعات ترابٌة‪ ،‬فان هذه‬
‫األخٌرة تتفق على كٌفٌة تعاونها‪.‬‬
‫الفقرة الثاوُت‪ :‬مبذأٌ ربط المضؤولُت بالمحاصبت والمشاركت‬
‫من أجل تجاوز الفساد وتؤثٌراته السلبٌة من خالل اضعاف شروط ووسابل تحقٌق التنمٌة‬
‫الترابٌة‪ ،‬نص دستور ‪ 2100‬على هذا المبدأ وذلك اعتبارا ألهمٌته القصوى‪ ،‬حٌث أن هذا‬
‫المبدأ ٌعتبر من المبادئ االستراتٌجٌة فً مجال الحكامة الترابٌة‪.‬‬
‫وفً هذا الصدد تعتبر الرقابة أحد الدعابم األساسٌة للحكامة ووسٌلة لضبط العمل وللحرص‬
‫على أدابه تبعا للضوابط والقواعد القانونٌة العامة‪ ،‬وانسجام القرارات واألعمال الجماعٌة‬
‫مع الشرعٌة‪ ،‬من خالل ممارسة رقابة عادلة على القرار المحلً‪ ،‬بمعنى اخر هل تم وفق‬
‫القوانٌن واألنظمة المعمول بها؟ هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لقٌاس األداء الفعلً‬
‫وتصحٌح انحرافاته من أجل التدبٌر الفعال والمسإول والشفاف والجٌد ألعمال‬
‫الجماعات الترابٌة‪.‬‬
‫لهذه الغاٌة فإن إعمال آلٌات الرقابة والتدقٌق على أعمال الهٌبات الترابٌة من شؤنها تفعٌل‬
‫الشفافٌة والمسإولٌة والمحاسبة التً تساعد على تخلٌق تدبٌر الشؤن العام الترابً كما ٌهدف‬
‫إلى تن بٌه المسإولٌن المحلٌٌن إلى مسإولٌتهم القٌادٌة تجاه الساكنة‪ ،‬ونظرا ألهمٌة هذا المبدأ‬
‫فقد جعله المشرع الدستوري مقوما من مقومات النظام الدستوري للمملكة المغربٌة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمبدأ المشاركة ٌعتبر هذا المبدأ من أهم مبادئ الدولة الحدٌثة‪ ،‬فبمقتضى دستور‬
‫‪ 2100‬تسٌ ر الجهات والجماعات الترابٌة االخرى شإونها بكٌفٌة دٌمقراطٌة وتإمن مشاركة‬
‫السكان المدنٌٌن فً تدبٌر شإونهم والرفع من مساهمتهم فً التنمٌة البشرٌة المندمجة‪.‬‬
‫وٌرتكز هذا المبدأ على قاعدتٌن غاٌة فً األهمٌة‪:‬‬
‫‪ -‬تتمثل القاعدة االولى فً االقرار ألول مرة فً االقتراع العام المباشر بانتخاب أعضاء‬
‫مجالس الجهات‪ ،‬وبالفعل كرس القانون التنظٌمً المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس‬

‫‪9‬‬
‫الجماعات الترابٌة الذي صدر تطبٌقا للفصل ‪ 079‬من الدستور ‪ ،‬هذا المقتضى فنص‬
‫صراحة فً المادة ‪ 97‬على أنه ٌنتخب أعضاء مجالس الجماعات باالقتراع العام المباشر‬
‫عن طرٌق االقتراع بالالبحة بالتمثٌل النسبً‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للقاعدة الثانٌة‪ ،‬نصت علٌها مقتضٌات الفصل ‪ 012‬من الدستور تضع مجالس‬
‫الجهات والجماعات الترابٌة االخرى آلٌات تشاركٌة للحوار والتشاور لتسٌٌر مساهمة‬
‫المواطنات والمواطنٌن والجمعٌات فً إعداد برنامج التنمٌة وتنفٌذها"‪.‬‬
‫بمعنى اخر مجالس الجماعات الترابٌة مطالبة بوضع آلٌات تشاركٌة وذلك وفقا للقانون‬
‫بتدبٌر المشاركة ومسإولٌة المواطنٌن فً إعداد مخططات التنمٌة وذلك لتعبٌر المواطنٌن‬
‫عن حاجٌاتهم وذلك من خالل تقنٌة رفع العرابض‪.21‬‬
‫كما ضمن الدستور ألول مرة للمواطنٌن والمواطنات والجمعٌات تقدٌم عرابض ٌكون‬
‫الهدف منها مطالبة المجالس بإدراج نقاط تندرج فً اختصاصاتها وذلك ضمن جدول‬
‫أعمالها وهذا فً إطار تفعٌل مبدأ المشاركة وتحقٌق الدٌمقراطٌة‪.‬‬

‫الفقرة الثالثت‪ :‬مبذأ صُاصت التخطُط‬


‫س ٌاسة التخطٌط او سٌاسة إعداد التراب الوطنً هً عملٌة تنهجها السلطات الحكومٌة‬
‫المغربٌة لتجهٌز وتقوٌة المجال الوطنً وفق مقاربة تشاركٌة تؤخذ حاجٌات السكان بعٌن‬
‫االعتبار وترتكز على اختٌارات مجالٌة متعددة تراعً البعد البٌبً أثناء إنجاز التنمٌة ‪.22‬‬
‫وتتبلور سٌاسة إعداد التراب الوطنً بالمغرب انطالقا من المبادئ التالٌة ‪ :‬تدعٌم الوحدة‬
‫الوطنٌة‪ ،‬تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬المحافظة على البٌبة ثم إشراك السكان فً‬
‫التسٌٌر‪ .23‬وتتضح هذه المبادئ فً اختٌارات قطاعٌة أهمها تؤهٌل االقتصاد الوطنً‬
‫والتؤهٌل الحضري والقروي‪ ،‬ثم توجهات مجالٌة تراعً عدة اعتبارات أهمها التنمٌة‬
‫المتوازنة والموسعة‪.‬‬

‫تقوم سٌاسة التخطٌط أثناء اتخاذ االجراءات و البرامج التنموٌة على المبادئ واألولوٌات‬
‫التالٌة ‪:‬‬

‫تدعٌم الوحدة الوطنٌة ‪ :‬باستكمال الوحدة الترابٌة وتقوٌة التضامن والتوازن بٌن المجاالت‬
‫والفبات االجتماعٌة وتعزٌز التنافسٌة بٌن المناطق‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬احمد مفٌد‪ ،‬من اجل حكامة محلٌة جٌدة‪ ،‬تقرٌرعن الدورات التكوٌنٌة لفابدة المنتخبات والمنتخبٌن‪ ،2109 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪22‬‬
‫‪- jean robert pitte, Géographie 1re, Editions Nathan, Paris, 1997, p 148.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬مدٌرٌة إعداد التراب الوطنً‪ :‬المٌثاق الوطنً إلعداد التراب ص ‪.11:‬‬

‫‪10‬‬
‫التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة ‪ :‬رصد حاجٌات السكان وإعطاء األولوٌة فً توزٌع‬
‫واستثمار الموارد العمومٌة للفبات والمناطق المعوزة والمعزولة‬
‫المحافظة على البٌبة ‪ :‬تغٌٌر بعض سلوكات المواطنٌن تجاه محٌطهم البٌبً والتوعٌة‬
‫والتحسٌس بمسإولٌة الحفاظ على البٌبة‪.‬‬
‫إشراك السكان فً التسٌٌر ‪ :‬باالنطالق من مقترحات السكان أثناء إنجاز التنمٌة وإقرار‬
‫تكافإ الفرص بٌن المجاالت من خالل سٌاسة الالمركزٌة أو الدٌموقراطٌة المحلٌة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خـــــاتمت‬
‫جماال لما سبق ٌمكن القول رغم أن نظام الالمركزٌة ٌعانً مجموعة من المشاكل‪ ،‬إال أن‬
‫دستور ‪ 2100‬وبفضل المبادئ التً جاء بها شكل النظام الالمركزي تطورا هاما على‬
‫المستوى الترابً‪ ،‬بمنحه صالحٌات مهمة للجماعات الترابٌة كإعطاء لكل وحدة ترابٌة‬
‫سلطة التداول وتنفٌد مقرراتها‪ ،‬اٌضا امكانٌة التعاون والتضامن بٌن هذه الوحدات الترابٌة‬
‫ثم ممارسة هذه االخٌرة اختصاصها الذاتٌة والمشتركة والمنقولة من طرف الدولة‪...‬‬
‫باإلضافة الى أن هناك مبادئ اخرى تم التنصٌص علٌها سواء فً القوانٌن التنظٌمٌة او‬
‫المٌثاق المتعلق بالمرافق العامة وهً مبادئ حدٌثة ولها أٌضا دور مهم على المستور‬
‫الترابً‪.‬‬

‫ذ‬

‫‪12‬‬
‫الئـــــحت المراجع‬
‫‪ ‬كتـاب‬
‫‪ -‬الحضرانً (احمد)‪ ،‬محاضرات فً مادة الجماعات الترابٌة التنظٌم‬
‫الجهوي‪ ،‬مكناس‪ ،‬سجلماسة‪.2107/2109 ،‬‬
‫‪ ‬الرسائل‬
‫‪ -‬الدحمانً (سعٌد)‪ ،‬مبدأ التدبٌر الحر ورهان االستقالل المالً‬
‫والترابً‪ ،‬سال‪2015/2014 ،‬‬
‫‪ -‬مالل (محمد) التدبٌر الحر بٌن الرقابة االدارٌة وضعف الموارد‬
‫المالٌة ‪،‬رسالة ماستر ‪.2012‬‬
‫‪ ‬المقاالت‬
‫‪ -‬رشدي (عبد العزٌز)‪ ،‬التدبٌر العمومً الترابً على ضوء القوانٌن‬
‫التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونٌة‬
‫واالدارٌة‪ ،‬عدد خاص‪.2121 ،‬‬
‫‪ ‬القوانٌن‬
‫‪ -‬ظهٌر الشرٌف رقم ‪ 0100160‬الصادر فً ‪ٌ 26‬ولٌو ‪2100‬‬
‫والمتعلق بتنفٌذ الدستور المراجع بتارٌخ ‪ٌ 0‬ولٌو ‪ 2100‬الجرٌدة‬
‫الرسمٌة عدد ‪ 2697‬مكرر الصادر بتارٌخ ‪ٌ 11‬ولٌو ‪.2100‬‬
‫‪ -‬القانون التنظٌمً رقم ‪ 000107‬المتعلق بالجهات‪ ،‬المنفذ بموجب‬
‫ظهٌر رقم ‪ 0102171‬فً ‪ٌ (9‬ولٌوز ‪ ) 2102‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 9171‬فً ‪ٌ 21‬ولٌوز ‪.2102‬‬
‫‪ -‬القانون التنظٌمً رقم ‪ 002107‬المتعلق بالعماالت واالقالٌم‪ ،‬المنفذ‬
‫بموجب ظهٌر شرٌف رقم ‪ 0102177‬صادر فً ‪ 21‬رمضان‬
‫‪ٌ (9 0719‬ونٌو ‪ ) 2102‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 9171‬فً ‪21‬‬
‫ٌولٌوز ‪.2102‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬الظهٌر الشرٌف رقم ‪ 0102172‬الصادر فً ‪ٌ 9‬ولٌو ‪ 2102‬بتنفٌذ‬
‫القانون التنظٌمً رقم ‪ 001107‬المتعلق بالجماعات الجرٌدة‬
‫الرسمٌة عدد ‪.9171‬‬

‫‪14‬‬
‫الفـــهرس‬

‫مقدمــــة ‪1 ............................................................................................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬اسس ومرتكزات التنظٌم الترابً ‪3 .............................................................‬‬
‫الفقرة االولى ‪:‬مبدأ التدبٌر الحر ‪3 ..............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مبدأ التفرٌع ‪6 ....................................................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬المبادئ الدستورٌة األخرى ‪8 ....................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مبدأ التعاون والتضامن‪8 .......................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مبدأي ربط المسؤولٌة بالمحاسبة والمشاركة ‪2 .............................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مبدأ سٌاسة التخطٌط‪10.........................................................................‬‬
‫خـــــاتمة ‪12...........................................................................................................‬‬
‫الئـــــحة المراجع ‪13.................................................................................................‬‬

‫‪15‬‬
‫مقدمة‬
‫يكتسي التنظيم الترابي أهمية كبرى في إدارة وتسيير دواليب الدولة‪ ،‬غهو يحدد الهيكل‬
‫التنظيمي للدولة وأتواع الهيئات التي يتشكل منها هذا التنظيم ويبين تراتبية مستواياتها‬
‫ومجال تدخلها‪ ،‬ويشكل التنظيم الترابي اإلطار الذي يضمن مشاركة الهيئات الالمركزية‬
‫والجماعات الترابية والسكان والفاعلين والمتدخلين في الحكامة الترابية‪ ،‬ويؤطر العالقات‬
‫التي تؤطر بين البنيات اإلدارية والمؤسسات التي يتكون منها‪.‬‬

‫تعتبر الالمركزية اإلدارية األسلوب الثاني للتنظيم اإلداري‪ ،‬وال يمكن ألية دولة االستغناء‬
‫عن هذا األسلوب في تصريف الشؤون اإلدارية‪ ،‬ونظرا ألهمية هذا النظام فقد تم التنصيص‬
‫عليه في الفصل األول من الدستور المغربي الذي جاء فيه أن التنظيم الترابي للمملكة تنظيم‬
‫ال مركزي يقوم على الجهوية المتقدمة‪.1‬‬

‫إن الالمركزية اإلدارية باعتبارها أسلوب للتسيير اإلداري إلى جانب المركزية اإلدارية‬
‫تعني ترك جزء من الوظيفة اإلدارية لصالح هيئات مرفقية أو جماعات ترابية لها‬
‫شخصيتها المعنوية تدير شؤونها بنفسها في نطاق استقالل إداري ومالي وذلك تحث إشراف‬
‫الحكومة المركزية ومراقبتها‪ ،2‬محدثة بموجب الدستور وهي حاليا في المغرب ثالث‬
‫وحدات ترابية هي‪ :‬الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات‪.‬‬

‫وفي المغرب نجد أن نظام الالمركزية جذور قبل االستقالل تجسد باألساس في نظام‬
‫اجماعة‪ ،‬غير أن التجسيد الحقيقي لنظام الالمركزية اإلدارية بدأ مع سن المشرع المغربي‬
‫لظهير ينظم التنظيم الجماعي‪ ،‬وقد تبنى المغرب هذا النظام منذ السنوات األولى الستقالله‪،‬‬
‫حيث صدرت عدة نصوص قانونية نظمت سير الجماعات الحلية ابتداء من سنة ‪1960‬‬
‫مرورا بالتنظيم الجماعي لسنة ‪ ,1976‬ثم الميثاق الجماعي لسنة ‪ 2002‬مع التعديالت‬
‫‪3‬‬
‫الالحقة به سنة ‪2009‬‬

‫‪ 1‬الفقرة األخيرة من الفصل األول من دستور المملكة المغربية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-11 -91‬بتاريخ‬
‫‪ 27‬شعبان ‪ 29 ( 1432‬يوليوز ‪ ) 2011‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪1432‬‬
‫(‪ 30‬يوليو ‪) 2011‬‬
‫‪ 2‬القريشي (عبد الواحد)‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬مطبعة األمنية‪ -‬الرباط‪ ،2021 ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪ 3‬القريشي (عبد الواحد) ‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪36 :‬‬
‫وإذا كانت الجماعات الترابية بما فيها الجماعات الحضرية والقروية قد سبق تنظيمها‬
‫بموجب قوانين عادية‪ ،‬فإن دستور ‪ 2011‬ارتقى من حيث الشكل بالنصوص المنظمة‬
‫للجماعات الترابية إلى قوانين تنظيمية‪ 4‬طبقا للفصل ‪ 146‬من الدستور المغربي‪.‬‬

‫فعلى مستوى العماالت واألقاليم كان تنظيم هذه الوحدة اإلدارية بالظهير المنظم للعماالت‬
‫واألقاليم لسنة ‪ 1963‬ثم القانون ‪ 07-79‬وأخيرا القانون التنظيمي للعماالت واألقاليم سنة‬
‫‪. 20155‬‬

‫أما الجهات فقد تم تنظيمها بمجموعة من القوانين أهمها ظهير ‪ ،1971‬وقانون ‪47-96‬‬
‫ومن المهم اإلشارة إلى أن الجهة لم يعتمدها المشرع المغربي كجماعة ترابية إال مع سنة‬
‫‪ ،1992‬وسيتأكد ذلك مع دستور ‪ 1996‬ودستور ‪ ،2011‬إلى أن تم تنظيمها بموجب‬
‫القانون التنظيمي للجهات‪.6‬‬

‫ورغم اختالف اإلطار القانوني الذي يؤطر مختلف المستويات الترابية لالمركزية‬
‫اإلدارية إال أنها تشترك في عدد من القواعد‪ ،‬باعتبار أنها تجد مصدرها من الدستور الذي‬
‫يعتبر كإطار مرجعي لمبادئ التنظيم الترابي‪.‬‬

‫لذلك فانطالقا من أحكام الدستور يرتكز التنظيم الجهوي والترابي عامة على مجموعة‬
‫من المبادئ الدستورية التي تعد اإلطار العام الذي يحكم تنظيم واختصاصات الجماعات‬
‫الترابية‪ .‬وشكلت أيضا هذه المنطلقات الدستورية اإلطار المرجعي الذي تم االهتداء به في‬
‫صياغة مضامين القوانين التنظيمية‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس ارتأينا أن نعالج الموضوع من خالل اإلشكالية التالية‪:‬‬


‫فما هي المنطلقات الدستورية التي يتركز عليها التنظيم الترابي وتحكم تنظيم واختصاصات‬
‫الجماعات الترابية ؟‬

‫القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ 20‬من رمضان ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 07‬يوليوز ‪.2015‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪20‬‬ ‫‪-‬‬
‫من رمضان ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 07‬يوليوز ‪.2015‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.15.84‬‬ ‫‪-‬‬
‫صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 07‬يوليوز ‪.2015‬‬
‫القانون التنظيمي للعماالت رقم ‪112.14‬‬ ‫‪-5‬‬
‫القانون التنظيمي للجهات رقم ‪111.14‬‬ ‫‪-6‬‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية المطروحة تم االعتماد على المنهج المقارن على اعتبار أنه‬
‫سوف تتم مقارنة هذه المنطلقات الدستورية في التشريعات المشابهة مع التشريع المغربي‬
‫تم توظيف أيضا المنهج الوظيفي والذي يعني أن النسق االجتماعي يمثل نسقا حقيقيا فيه‬
‫تؤدي أجزاؤه وظائف أساسية لتأكيد الكل وتثبيته وأحيانا اتساع نطاقه وتقويته ومن ثم‬
‫‪7‬‬
‫تصبح هذه األجزاء متجانسة ومتكاملة على نحو ما‬

‫واستنادا على اإلشكالية السابقة وبناء على المناهج المعتمدة سنقسم الموضوع الى مطلبين‬
‫سوف نخصص المطلب األول للحديث عن أسس ومرتكزات التنظيم الترابي‪ ،‬وفي إطار‬
‫المطلب الثاني سوف نعالج المبادئ الدستورية المؤطرة للتنظيم الترابي‪.‬‬

‫‪ 7‬المدني ( احميدوش )‪ ،‬الوجيز في منهجية البحث القانوني‪ ،‬مطبعة جودة بالرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2014 ،‬ص‪.58:‬‬

You might also like