الاحتباس الحراري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

1

‫مقدمة في االحتباس الحراري‬

Written and Designed by Raed


‫‪2‬‬

‫مقدمة‬
‫يتنبأ توليف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير‬ ‫يعتبر االحتباس الحراري من أكثر القضايا العلمية‬
‫ضا بإمكانية حدوث درجات حرارة‬ ‫المناخ أي ً‬ ‫إثارة للجدل القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬الذي‬
‫عالميةبما يتراوح بين ‪ 1.4‬درجة مئوية و ‪ 5.8‬درجة‬ ‫يتحدى بنية مجتمعنا العالمي‪ .‬المشكلة أن‬
‫مئوية ويمكن أن يرتفع مستوى سطح البحر‬ ‫االحتباس الحراري ليس مجرد اهتمام علمي ‪،‬‬
‫ولكنه يشمل االقتصاد وعلم االجتماع والجغرافيا‬
‫بينهما ‪20‬سم و ‪ 88‬سم بحلول عام ‪.2100‬‬
‫السياسية والسياسة المحلية ‪ ،‬واختيار أسلوب‬
‫باإلضافة إلى أنماط الطقس سيصبح أقل قابلية‬ ‫حياة األفراد‪ .‬سبب االحتباس الحراري هو‬
‫للتنبؤ وحدوث المناخ المتطرف األحداث ‪ ،‬مثل‬ ‫زيادة هائلة في غازات االحتباس الحراري ‪ ،‬مثل‬
‫العواصف والفيضانات والجفاف ‪ ،‬سوف تزداد‪ .‬كما‬ ‫ثاني أكسيد الكربون ‪ ،‬في الغالف الجوي الناتج‬
‫أن هناك مفاجآت محتملة أن نظام المناخ العالمي‬ ‫عن احتراق الوقود األحفوري و إزالة الغابات‪.‬‬
‫قد يخبئ لنا ‪ ،‬مما يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ‬ ‫هناك دليل واضح على أننا ارتقينا بالفعل تركيزات‬
‫في المستقبل‪ .‬وتشمل هذه االحتمال الحقيقي‬ ‫ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي إلى‬
‫أعلى مستوى لها خالل النصف مليون سنة‬
‫للغاية أن أعماق المحيطات العالمية يمكن أن‬
‫الماضية وربما لفترة أطول‪ .‬العلماء نعتقد أن هذا‬
‫تتغير دورة مياة البحار ‪ ،‬مما يغرق أوروبا في‬
‫يتسبب في ارتفاع درجة حرارة األرض بشكل‬
‫سلسلة متعاقبة من فصول الشتاء شديدة‬ ‫أسرع من أي وقت مضى وقت آخر خالل األلف‬
‫البرودة أو تسبب في ارتفاع عالمي غير مسبوق‬ ‫سنة الماضية على األقل‪ .‬أحدث تقرير صادر عن‬
‫في البحر مستوى‪ .‬هناك تنبؤات بأن االحتباس‬ ‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالمناخ‬
‫الحراري العالمي قد يسبب الكثير حرق مناطق‬ ‫التغيير )‪ ، (IPCC‬ويصل إلى ‪ 2600‬صفحة من‬
‫من غابات األمازون المطيرة ‪ ،‬وإضافة المزيد من‬ ‫المراجعة التفصيلية و تحليل البحوث المنشورة ‪،‬‬
‫الكربون إليها الغالف الجوي وبالتالي تسريع‬ ‫ويعلن أنه علمي تم حل أوجه عدم اليقين بشأن‬
‫ظاهرة االحتباس الحراري بشكل أساسي‪ .‬هذا‬
‫ظاهرة االحتباس الحراري‪ .‬يجب أن ندرك أن تكلفة‬
‫التقرير تنص على وجود دليل واضح على ارتفاع‬
‫قطع الوقود األحفوري بشكل كبير قد تكون‬ ‫‪ 0.6‬درجة مئوية في العالم درجات الحرارة و ‪20‬‬
‫االنبعاثات باهظة الثمن على المدى القصير ‪،‬‬ ‫سم ارتفاع في مستوى سطح البحر خالل القرن‬
‫وبالتالي فإن يجب أن يصبح االقتصاد العالمي أكثر‬ ‫العشرين‪.‬‬
‫مرونة وبالتالي التكيف معه تغير المناخ‪ .‬سيتعين‬
‫ضا تحديد أولويات أي أجزاء من حماية‬ ‫علينا أي ً‬
‫البيئة العالمية‬
‫‪3‬‬

‫ماهو االحتباس الحراري ؟‬


‫التدفئة الطبيعية لألرض‬
‫يتم التحكم في درجة حرارة األرض عن طريق التوازن بين‬
‫المدخالت من طاقة الشمس وفقدانها يعود إلى الفضاء‪.‬‬

‫يتكون الغالف الجوي لألرض من ‪ ٪78‬نيتروجين و‬ ‫تعتبر غازات معينة في الغالف الجوي ضرورية‬
‫‪ ٪21‬أكسجين ‪ ،‬و ‪ ٪1‬غازات أخرى‪ .‬نحن مهتمون‬ ‫لتوازن درجة الحرارة هذا وتعرف بغازات االحتباس‬
‫بهذه الغازات األخرى في‪ ،‬ألنها تشمل ما يسمى‬ ‫الحراري‪ .‬الطاقة الواردة من تكون الشمس على‬
‫بغازات الدفيئة‪ .‬أكثر اثنين الغازات الدفيئة الهامة‬ ‫شكل إشعاع قصير الموجة ‪ ،‬أي في المرئي‬
‫هي ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء‪.‬‬ ‫الطيف واألشعة فوق البنفسجية‪ .‬في المتوسط ‪،‬‬
‫حوالي ثلث هذا اإلشعاع الشمسي الذي يضرب‬
‫حال ًيا ‪ ،‬يمثل ثاني أكسيد الكربون ‪٪0.04-0.03‬‬ ‫األرض ينعكس مرة أخرى إلى الفضاء‪ .‬من البقية ‪،‬‬
‫فقط من الغالف الجوي ‪ ،‬بينما يتراوح بخار الماء‬ ‫يمتص الغالف الجوي بعضها ‪ ،‬ولكن معظمها‬
‫من ‪ 0‬إلى ‪ .٪2‬بدون ال تأثير االحتباس الحراري‬ ‫تمتصه األرض والمحيطات‪ .‬يصبح سطح األرض‬
‫الطبيعي الذي ينتجه هذان الغازان ‪ ،‬تأثير األرض‬ ‫دافئ ونتيجة لذلك تنبعث أشعة "تحت الحمراء"‬
‫سيكون متوسط درجة الحرارة ما يقرب من ‪20-‬‬ ‫طويلة الموجة‪ .‬الغازات الدفيئة تحبس وتعيد‬
‫درجة مئوية‪.‬‬ ‫إطالق بعض هذه الموجة الطويلة اإلشعاع وتدفئة‬
‫الغالف الجوي‪ .‬يحدث بشكل طبيعي تشمل‬
‫غازات الدفيئة بخار الماء وثاني أكسيد الكربون‬
‫واألوزون ‪ ،‬الميثان وأكسيد النيتروز ‪ ،‬ويخلقان م ًعا‬
‫مادة طبيعية تأثير الدفيئة ‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع‬
‫درجة حرارة األرض بمقدار ‪ 35‬درجة مئوية‪ .‬غالبًا‬
‫ما يتم تصوير غازات الدفيئة في الرسوم البيانية‬
‫كطبقة واحدة ‪،‬هذا فقط إلثبات "تأثيرها الشامل"‬
‫‪ ،‬كما هي في الواقع مختلطة في جميع أنحاء‬
‫الغالف الجوي‬
‫‪4‬‬

‫المناخ الماضي ودور ثاني أكسيد الكربون‬

‫بواسطة يمكن للعلماء استخراج فقاعات الهواء‬ ‫إحدى الطرق التي نعرف بها ثاني أكسيد الكربون‬
‫المحبوسة في الجليد القديم قياس النسبة‬ ‫الموجود في الغالف الجوي مهم في السيطرة‬
‫المئوية لغازات الدفيئة التي كانت موجودة في‬ ‫على المناخ العالمي من خالل دراسة مناخنا‬
‫الجو الماضي‪ .‬لقد حفر العلماء أكثر من ميلين‬ ‫الماضي‪ .‬على مدى المليونين ونصف المليون‬
‫ألسفل في كل من الصفائح الجليدية في‬ ‫سنة الماضية على كوكب األرض لقد دار المناخ‬
‫جرينالند وأنتاركتيكا ‪ ،‬األمر الذي مكن إلعادة‬ ‫بين العصور الجليدية الكبرى ‪ ،‬مع وجود طبقات‬
‫تكوين كمية غازات الدفيئة التي حدثت في‬ ‫جليدية تزيد عن ‪ 3‬كيلومترات سميكة فوق أمريكا‬
‫الغالف الجوي خالل النصف مليون سنة الماضية‪.‬‬ ‫الشمالية وأوروبا ‪ ،‬إلى الظروف التي كانت أكثر‬
‫عن طريق الفحص األكسجين ونظائر الهيدروجين‬ ‫ً‬
‫اعتداال مما هي عليه اليوم‪ .‬هذه التغييرات‬
‫في لب الجليد ‪ ،‬فمن الممكن تقدير درجة الحرارة‬ ‫سريعة للغايةرإذا ما قورنت بالتغيرات الجيولوجية‬
‫التي تشكل فيها الجليد‪ .‬النتائج مدهشة ‪ ،‬مثل‬ ‫األخرى ‪ ،‬مثل حركةالقارات حول العالم ‪ ،‬حيث‬
‫غازات الدفيئة مثل الكربون في الغالف الجوي‬ ‫ننظر إلى فترة زمنية ماليين السنين‪ .‬لكن كيف‬
‫يتعايش ثاني أكسيد )‪ (CO2‬والميثان )‪ (CH4‬مع‬ ‫نعرف عن هذا الجليد الضخم األعمار ودور ثاني‬
‫درجات حرارة أعلى آخر ‪ 400000‬سنة‬ ‫أكسيد الكربون؟ يأتي الدليل بشكل أساسي من‬
‫عينات الجليد التي تم حفرها في كل من القارة‬
‫القطبية الجنوبية وجرينالند‪ .‬كالثلج يسقط ‪ ،‬فهو‬
‫خفيف ورقيق ويحتوي على الكثير من الهواء‪.‬‬
‫عندما يكون هذا يتم ضغط بعض من هذا الهواء‬
‫ببطء لتكوين جليد‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي خالل‬


‫الفترة الصناعية‬

‫أحد المجاالت القليلة في الجدل حول االحتباس‬


‫الحراري الذي يبدو تكون مقبولة عالميًا أن هناك‬
‫حا على أن المستويات ثاني أكسيد‬ ‫ً‬
‫دليال واض ً‬
‫الكربون في الغالف الجوي ترتفع منذ بداية الثورة‬
‫الصناعية‪ .‬القياسات األولى بدأت تركيزات ثاني‬
‫أكسيد الكربون في الغالف الجوي في عام ‪1958‬‬
‫على ارتفاع حوالي ‪ 4000‬متر على قمة جبل‬
‫ماونا لوا في هاواي‪ .‬تم إجراء القياسات هنا لتكون‬
‫بعيدة عن مصادر التلوث المحلية‪ .‬ما أظهروه‬
‫بوضوح هو ذلك تزداد تركيزات ثاني أكسيد الكربون‬
‫في الغالف الجوي كل عام منذ عام ‪.1958‬‬
‫متوسط التركيز حوالي ‪ 316‬جزء لكل مليون من‬
‫حيث الحجم )‪ (ppmv‬في عام ‪ 1958‬ارتفع إلى ما‬
‫يقرب من ‪369‬جزء في المليون في عام ‪1998‬‬
‫االختالفات‬
6
‫‪7‬‬

‫ماهي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (‪)IPCC‬‬

‫يمكن أن تكون بيانات ثاني أكسيد الكربون هذه‬ ‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ‬
‫من مرصد ‪ Mauna Loa‬جنبا إلى جنب مع العمل‬ ‫(‪ )IPCC‬تأسست في عام ‪ 1988‬باالشتراك بين‬
‫التفصيلي على لب الجليد إلنتاج كامل‪.‬‬ ‫لجنة البيئة التابعة لألمم المتحدة والمنظمة‬
‫العالمية لألرصاد الجوية بسبب المخاوف حول‬
‫إمكانية االحتباس الحراري‪ .‬الغرض من ‪ IPCC‬هو‬
‫التقييم المستمر لحالة المعرفة على مختلف‬
‫جوانب تغير المناخ ‪ ،‬بما في ذلك العلمية والبيئية‬
‫والتأثيرات االجتماعية واالقتصادية واستراتيجيات‬
‫االستجابة‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫االحتباس الحراري و تغير المناخ‬

‫على سبيل المثال ‪ ،‬هناك دليل جيد على أن‬ ‫لقد رأينا أن هناك أدلة واضحة على وجود غازات‬
‫البقع الشمسية يمكن أن تؤثر الدورات على‬ ‫الدفيئة التركيزات في الغالف الجوي آخذة في‬
‫المناخ على نطاق زمني عقدي وقرن‪ .‬كما أن‬ ‫االرتفاع منذ الثورة الصناعية في القرن الثامن‬
‫هناك أدلة على ذلك منذ بداية حاضرنا العصر‬ ‫عشر‪ .‬العلمية الحالية اإلجماع هو أن التغييرات‬
‫الجليدي ‪ ،‬آخر ‪ 10000‬سنة ‪ ،‬كان هناك مناخ يبرد‬ ‫في تركيزات غازات االحتباس الحراري في‬
‫كل ‪ 500 ± 1500‬عام ‪ ،‬كان العصر الجليدي‬ ‫يتسبب الغالف الجوي في حدوث تغير في درجة‬
‫الصغير هو االخير‪ .‬بدأ العصر الجليدي الصغير في‬ ‫الحرارة العالمية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن أكبر مشكلة في‬
‫السابع عشر وانتهى في الثامن عشر القرن‬ ‫فرضية االحتباس الحراري هي فهم مدى‬
‫وتميز بانخفاض ‪ 1-0.5‬درجة مئوية في جرينالند‬ ‫حساسية المناخ العالمي لزيادة المستويات من‬
‫درجات الحرارة ‪ ،‬وتغير كبير في التيارات حول‬ ‫ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‪ .‬حتى لو‬
‫آيسلندا ‪ ،‬و تنخفض درجة حرارة سطح البحر‬ ‫أنشأنا هذا ‪ ،‬توقع تغير المناخ معقد ألنه يشمل‬
‫بمقدار ‪ 4‬درجات مئوية قبالة سواحل غرب إفريقيا‬ ‫العديد من االختالفات العوامل التي تستجيب‬
‫‪ 2 ،‬درجة مئوية قبالة صعود برمودا ‪ ،‬وبالطبع‬ ‫بشكل مختلف عندما ترتفع درجة حرارة الجو ‪،‬بما‬
‫معارض الجليد على نهر التايمز في لندن ‪ ،‬وكلها‬ ‫في ذلك التغيرات في درجات الحرارة اإلقليمية‬
‫كانت بسبب تغير المناخ الطبيعي‪ .‬لذلك نحن‬ ‫وذوبان األنهار الجليدية والجليد صفائح ‪ ،‬تغير‬
‫بحاجة إلى فصل تقلبية المناخ الطبيعية عن‬ ‫نسبي في مستوى سطح البحر ‪ ،‬تغيرات هطول‬
‫العالمية تسخين‪ .‬نحن بحاجة إلى فهم كيفية‬ ‫األمطار ‪ ،‬عاصفة كثافة والمسارات ‪،‬وحتى دوران‬
‫أجزاء مختلفة من يتفاعل نظام المناخ ‪ ،‬مع تذكر‬ ‫المحيطات‪ .‬هذه االرتباط بين االحتباس الحراري‬
‫أن كل منهم مختلف أوقات االستجابة‪ .‬نحن‬ ‫وتغير المناخ هو كذلك معقدة بسبب حقيقة أن‬
‫بحاجة إلى فهم أي نوع من التغيير المناخي‬ ‫كل جزء من نظام المناخ العالمي أوقات استجابة‬
‫سيحدث ‪ ،‬وما إذا كان سيكون تدريجيًا أو كارثيًا‪.‬‬ ‫مختلفة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يمكن للجو‬
‫ضا إلى فهم كيف ستكون مناطق مختلفة‬ ‫نحتاج أي ً‬ ‫تستجيب للتغيرات الخارجية أو الداخلية في‬
‫من العالم متأثر؛ على سبيل المثال ‪ ،‬يقترح أن‬ ‫غضون يوم واحد ‪ ،‬ولكن العميقة قد تستغرق‬
‫تدفئة إضافية سوف تعمل الغازات على تدفئة‬ ‫استجابة المحيط عقو ًدا ‪ ،‬بينما يمكن للنباتات‬
‫القطبين أكثر من المناطق المدارية‪.‬‬ ‫تغييرها هيكل في غضون أسابيع قليلة (على‬
‫سبيل المثال تغيير كمية األوراق) ولكن يمكن أن‬
‫يستغرق تكوينها (مثل تبديل أنواع النباتات) ما‬
‫يصل إلى قرن من الزمان للتغيير‪ .‬ثم أضف إلى‬
‫هذا إمكانية التأثير الطبيعي الذي قد تكون دورية‬
‫‪9‬‬

‫ما هو المستقبل المحتمل آلثار‬


‫االحتباس الحراري؟‬

‫بالنسبة للصحراء ‪ ،‬فإن ما يسبب المشاكل‬ ‫تشير إلى أن انبعاثات غازات االحتباس‬
‫هو عندما يمكن التنبؤ بها يتم تجاوز أقصى‬ ‫الحراري البشرية قد حدثت بالفعل بدأت في‬
‫درجات المناخ المحلي‪ .‬كثير من المستقبل‬ ‫التأثير على مناخنا‪ .‬األكثر تطورا و نماذج‬
‫ترتبط مشاكل تغير المناخ بالمياه أي ً‬
‫ضا كثيرًا أو‬ ‫حاسوبية قوية تشير إلى أن االحتباس‬
‫ً‬
‫قليال ج ًدا مقارنة بالمبلغ المتوقع عاد ًة‪ .‬لسوء‬ ‫الحراري سوف يسبب التغيرات المناخية‬
‫الحظ ‪ ،‬يصعب التنبؤ بالتغيرات في هطول‬ ‫الكبرى بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين‪.‬‬
‫األمطار من درجة الحرارة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن أهم‬ ‫هؤالء من المحتمل أن يكون للتغييرات تأثيرات‬
‫تأثير على التأثير النسبي لتغير المناخ الناجم‬ ‫واسعة النطاق على الطبيعة البيئة وكذلك‬
‫عن االحتباس الحراري هو كيف االقتصادات‬ ‫على المجتمعات البشرية واقتصاداتنا‪ .‬تم‬
‫اإلقليمية تتطور وتتكيف في المستقبل‪.‬‬ ‫عمل تقديرات تتعلق بالمباشرة المحتملة‬
‫على مختلف القطاعات االجتماعية‬
‫الساحل‬ ‫واالقتصادية ‪ ،‬لكنها في الواقع كاملة العواقب‬
‫معقدة للتنبؤ بسبب التأثيرات على قطاع له‬
‫ذكرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير‬ ‫تأثير غير مباشر على اآلخرين‪ .‬لتقييم هذه‬
‫المناخ ذلك في ظل العمل المعتاد السيناريو‬ ‫اإلمكانات و اآلثار ‪ ،‬فمن الضروري تقدير مدى‬
‫(أي الزيادة المستمرة في حرق الوقود‬ ‫وحجم تغير المناخ ‪ ،‬وخاصة على المستويين‬
‫األحفوري) مستوى سطح البحر يمكن أن‬ ‫الوطني والمحلي‪ .‬فمثال‪ ،‬تنظر أحدث تقارير‬
‫يرتفع ما بين ‪ 20‬و ‪ 88‬سم في المائة عام‬ ‫الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ‬
‫القادمة بشكل أساسي من خالل التمدد‬ ‫لعام ‪ 2001‬في التأثيرات على القارة مستوى‪.‬‬
‫الحراري للمحيطات‪ .‬للدول الجزرية الصغيرة ‪،‬‬ ‫ضا عدد من التقارير الوطنية الممتازة ‪،‬‬ ‫هناك أي ً‬
‫مثل جزر المالديف في الهند المحيط وجزر‬ ‫مثل الفريق الوطني للتقييم التجميعي لعام‬
‫مارشال في المحيط الهادئ ‪ ،‬بارتفاع ‪ 1‬متر‬ ‫‪ ، 2001‬والذي يقوم بتقييم تغير المناخ في‬
‫في سيغرق مستوى سطح البحر بنسبة‬ ‫الواليات المتحدة ‪ ،‬والتعامل مع التأثيرات على‬
‫تصل إلى ‪ ٪ 75‬من األراضي الجافة ‪ ،‬مما‬ ‫أساس كل منطقة على حدة‪ .‬على الرغم‬
‫يجعل جزر غير صالحة للسكن‪ .‬في حالة‬ ‫من إحراز تقدم كبير في فهم نظام المناخ‬
‫بنغالديش ‪ ،‬أكثر من ثالثة أرباع البالد داخل‬ ‫وتغير المناخ ‪ ،‬يجب أن يكون كذلك تذكر أن‬
‫منطقة الدلتا التي شكلها التقاء نهر الغانج ‪،‬‬ ‫توقعات تغير المناخ وتأثيراته ال تزال تحتوي‬
‫نهرا براهمابوترا وميجنا‪ .‬أكثر من نصف البالد‬ ‫على قدر كبير من عدم اليقين ‪ ،‬ال سيما‬
‫تقع أقل من ‪ 5‬أمتار فوق مستوى سطح‬ ‫على الصعيدين اإلقليمي والمحلي في‬
‫البحر ؛ وبالتالي فإن الفيضانات أمر شائع‪.‬‬ ‫المستويات‪ .‬أكبر مشكلة فردية مع االحتباس‬
‫خالل الرياح الموسمية الصيفية تغمر المياه‬ ‫الحراري هي مشكلتنا عدم القدرة على‬
‫ربع مساحة البالد‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن هذه‬ ‫التنبؤ بالمستقبل‪ .‬على الرغم من أنه من‬
‫الفيضانات ‪ ،‬مثل تلك التي في النيل ‪ ،‬تجلب‬ ‫الواضح أن البشرية تستطيع العيش والبقاء‬
‫معها الحياة أي ً‬
‫ضا دمار‪.‬‬ ‫وحتى االزدهار في المناخات القاسية من‬
‫القطب الشمالي‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫فيضانات بنغالديش في عام ‪.1998‬‬

‫الصحة‬

‫عند ‪ 22.3‬درجة مئوية بينما يبدأ في أثينا عند‬


‫‪ 25.7‬درجة مئوية‪ .‬لذلك يبدو أنه يقدم المعلومات‬
‫الصحيحة ويستمر زيادة الوصول إلى تكييف الهواء‬
‫يعني أن العالم سيكون قادرًا على التكيف مع‬
‫الظروف األكثر دف ًئا‪ .‬في الحقيقة ‪ ،‬كان كذلك‬
‫اقترح أن معدل الوفيات قد ينخفض ‪ ،‬حيث يموت‬
‫المزيد من الناس يكون الطقس بار ًدا أكثر من‬
‫الطقس الدافئ ‪ ،‬لذلك يكون الشتاء أكثر دف ًئا قلل‬
‫من سبب الوفاة هذا‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫قد لن تتأثر نسبيًا‪ .‬سيكون من بين البلدان التي‬ ‫إلى حد بعيد ‪ ،‬أهم تهديد لصحة اإلنسان ‪،‬هو‬
‫ال يوجد لديها بنية تحتية للتعامل مع نقص المياه ‪،‬‬ ‫الوصول إلى مياه الشرب العذبة‪ .‬في الوقت‬
‫والتي سيكون األكثر تضررا‪ .‬في آسيا الوسطى‬ ‫الحاضر ‪ ،‬يرتفع اإلنسان السكان ‪ ،‬وال سيما‬
‫وشمال إفريقيا وستكون هناك أمطار أقل وستقل‬ ‫التركيزات المتزايدة في المناطق الحضرية ‪ ،‬تضع‬
‫جودة المياه في جنوب إفريقيا تتدهور بشكل‬ ‫ضغطًا كبيرًا على موارد المياه‪ .‬تأثيرات المناخ‬
‫متزايد من خالل ارتفاع درجات الحرارة و جريان‬ ‫التغيير ‪ -‬بما في ذلك التغيرات في درجة الحرارة‬
‫الملوثات‪ .‬أضف إلى ذلك الزيادة المتوقعة من‬ ‫وهطول األمطار والبحر المستويات ‪ -‬من المتوقع‬
‫سنة إلى أخرى تقلب هطول األمطار ‪ ،‬وسيصبح‬ ‫أن يكون لها عواقب متفاوتة بالنسبة لـ توافر‬
‫ً‬
‫شيوعا‪ ، .‬فإن تلك البلدان هي التي‬ ‫الجفاف أكثر‬ ‫المياه العذبة حول العالم‪ .‬على سبيل المثال ‪،‬‬
‫تم تحديدها على أنها األكثر في الخطر الذي‬ ‫التغييرات في جريان األنهار سيؤثر على غلة‬
‫يحتاج إلى البدء في التخطيط اآلن للحفاظ على‬ ‫األنهار والخزانات وبالتالي إعادة شحن إمدادات‬
‫مياههم اإلمدادات أو التعامل مع المخاطر‬ ‫ضا‬‫المياه الجوفية‪ .‬زيادة في معدل سيؤثر التبخر أي ً‬
‫المتزايدة للفيضانات ‪ ،‬ألنها هو نقص البنية التحتية‬ ‫على إمدادات المياه ويساهم في تملح األراضي‬
‫للتعامل مع الجفاف والفيضانات بدالً من ذلك من‬ ‫الزراعية المروية‪ .‬ارتفاع منسوب مياه البحر قد‬
‫نقص أو وفرة المياه التي تسبب التهديد صحة‬ ‫يؤدي إلى تسرب المياه المالحة إلى طبقات‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫المياه الجوفية الساحلية‪ .‬حالياً‪ ،‬ما يقرب من ‪1.7‬‬
‫مليار شخص ‪ ،‬أي ثلث سكان العالم ‪ ،‬يعيشون‬
‫في البلدان التي تعاني من اإلجهاد المائي‪ .‬تقارير‬
‫‪ IPCC‬تشير إلى ذلك مع الزيادة السكانية‬
‫العالمية المتوقعة ‪ ،‬والمتوقعة تغير المناخ ‪،‬‬
‫بافتراض أنماط االستهالك الحالية ‪ 5 ،‬مليارات‬
‫الناس سوف يعانون من اإلجهاد المائي بحلول‬
‫عام ‪ .2025‬تغير المناخ مرجح ليكون لها أكبر تأثير‬
‫في البلدان ذات نسبة عالية من النسبي‬
‫استخدامها لإلمداد المتاح‪ .‬المناطق ذات إمدادات‬
‫المياه الوفيرة سوف الحصول على أكثر مما‬
‫يريدون مع زيادة الفيضانات‪ .‬كما هو مقترح أعاله ‪،‬‬
‫تتنبأ نماذج الكمبيوتر بأمطار غزيرة وبالتالي تكون‬
‫كبيرة الفيضانات ألوروبا ‪ ،‬بينما ‪ ،‬للمفارقة ‪،‬‬
‫البلدان في الوقت الحالي القليل من المياه (على‬
‫سبيل المثال أولئك الذين يعتمدون على تحلية‬
‫المياه)‬
‫‪12‬‬

‫ماهو (‪)GWP‬‬
‫إمكاني ة االحترار العالمي) ‪ (GWP‬هي‬
‫مقياس لتأثيرا ت االحترار العالم ي النسبية‬
‫للغازات المختلفة‪ .‬يحدد قيمة لمقدار الحرارة‬
‫المحتجزة بواسطة كتل ة معينة من الغاز‬
‫بالنسبة إلى كمية الحرارة المحتسبة‬
‫بواسطة كتلة مماثلة من ثاني أكسيد‬
‫الكربون خالل فترة زمنية محددة‪ .‬تم اختيار‬
‫ثاني أكسيد الكربون من قبل الهيئة‬
‫الحكومي ة الدولية المعنية بتغير المناخ‬
‫)‪(IPCC‬باعتباره غاًزا ‪ ،‬مرجعيا وقد تم اعتبار‬
‫على إحداث االحترار العالمي على‬ ‫ً‬ ‫القدرة‬
‫أنها ‪ 1.‬كلما زاد ت قيمة القدرة على إحداث‬
‫االحترار العالمي ‪ ،‬زادت درجة حرارة األرض‬
‫مقارن ًة بغاز ثاني أكسيد الكربون‪ .‬يمكن أن‬
‫تتراوح قيم القدرة على إحداث االحترار‬
‫العالمي للمواد المستنفدة لألوزون ‪،‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬من ‪2‬إلى حوالي ‪14000.‬‬
‫يمكن أن تتراوح القدرة على إحداث االحترار‬
‫العالمي لمركبات الكربون الهيدروفلورية‬
‫شائعة االستخدام من أقل من ‪1‬إلى حوالي‬
‫‪1250.‬‬

‫مبردات ‪HFC‬‬
‫‪13‬‬

‫مبردات ‪HFC‬‬

‫المجموعة الثالثة من المبردات هي مجموعة‬


‫مركبات الكربون الهيدروفلورية ‪ ،‬والتي تحتوي‬
‫على ذرات الهيدروجين والفلور والكربون‪.‬‬
‫تحتوي جزيئات ‪ HFC‬ال ذرات الكلور ولن‬
‫تستنفد حماية األرض طبقة األوزون ‪ ،‬لكن‬
‫لديهم إمكانات صغيرة للمساهمة لظاهرة‬
‫االحتباس الحراري‪ .‬مركبات الكربون‬
‫الهيدروفلورية هي بدائل طويلة األجل لي‬
‫العديد من مبردات مركبات الكربون الكلورية‬
‫فلورية ومركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية‪.‬‬
‫في ‪ 15‬نوفمبر ‪، 1995‬‬
‫‪14‬‬

‫االنبعاثات العالمية من‬


‫المبردات ‪-HCFC22‬و ‪a-134‬‬
‫‪)R-134a(HFC‬‬
‫انبعاثات غازات التبريد الهالوكربونية هي‬ ‫أنظمة تكييف هواء السيارات لتحل محل‬
‫المصدر األسرع نم ًوا النبعاثات غازات‬ ‫‪ .CFC-12‬يعتبر كل من ‪ HFC-22‬و ‪HFC-134a‬‬
‫االحتباس الحراري حول العالم ‪ ،‬ويشكل‬ ‫من الغازات الدفيئة القوية ‪ ،‬مع إمكانات‬
‫استمرار استخدام هذه المبردات تهديدات‬ ‫االحترار العالمي (‪ )GWPs‬من ‪ 1،760‬و ‪1300‬‬
‫بيئية خطيرة‪ . .‬تُستخدم بكثرة في أجهزة‬ ‫على نطاق زمني ‪ 100‬عام (‪ .)2‬من المتوقع‬
‫تكييف الهواء ‪ ،‬ومبرد الماء‪ ،‬ومعدات التبريد‪.‬‬ ‫أن يستمر إنتاج مركب الكربون الهيدروفلوري ‪-‬‬
‫في حالة عدم وجود لوائح اتحادية قوية بشأن‬ ‫‪ 134‬أ ‪ ،‬ومن المرجح أن تزداد انبعاثاته ‪ ،‬حتى‬
‫استخدام الهالوكربون ‪ ،‬يمكن للحكومات‬ ‫يتم االنتقال إلى غازات مبردة ذات قدرة‬
‫والمؤسسات الحكومية والمحلية االلتزام‬ ‫استنفاد أولية منخفضة وقدرات احترار عالمي‬
‫بالحد من انبعاثات غازات التبريد الهالوكربون‪.‬‬ ‫(‪.)3‬‬
‫هنا ‪ ،‬نحدد السياسات التي يمكن للحكومات‬
‫ومستخدمي هذه المبردات اعتمادها لتقليل‬
‫انبعاثاتها‪ .‬تتضمن هذه السياسات فهرسة‬
‫معدات التحكم في المناخ وصيانتها وااللتزام‬
‫بمبردات بديلة ذات تأثيرات بيئية أقل‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫مبردات الهيدروكربون(‪)HC‬‬
‫المجموعة الرابعة من المبردات هي‬
‫الهيدروكربون)‪ (HC‬مجموعة‪ .‬يتم تصنيف‬
‫مبردات ‪ HC‬بواسطة ‪ ASHRAE‬في‪A3‬‬
‫مجموعة األمان‪ .‬المبردات في مجموعة‬
‫السالمة ‪ A3‬عالية للغاية قابل لالشتعال‪.‬‬
‫الرجوع إلى الشكل ‪ 9.13‬لتصنيف السالمة‬
‫المبردات‪ .‬ال تحتوي مبردات الهيدروكربونات‬
‫النقية على الكلور أو الفلور في جزيئاتهم‪ .‬ال‬
‫تحتوي إال على الهيدروجين والكربون ‪،‬‬
‫وبالتالي فإن لديهم إمكانية استنفاد صفري‬
‫لألوزون‪ (ODP).‬كمثال ‪ ،‬اثنان من جزيئات‬
‫الهيدروكربون ‪ ،‬الميثان و يتم توضيح اإليثان‬
‫في الشكل ‪ .9.7‬العديد من مركبات الكربون‬
‫الكلورية فلورية ‪ ،‬ومركبات الكربون‬
‫الهيدروكلورية فلورية ‪ ،‬و تنشأ مبردات مركبات‬
‫الكربون الهيدروفلورية من هذين الجزيئين‬
‫األساسيين من اإليثان والميثان‪ .‬تساهم‬
‫مبردات ‪ HC‬في العالمية االحترار العالمي ‪،‬‬
‫لكن إمكانات االحترار العالمي )‪ (GWP‬كبيرة‬
‫ج ًدا منخفضة بالمقارنة مع المبردات ‪ CFC‬و‬
‫‪HCFC‬و‪ HFC.‬المدرجة أدناه هي بعض قيم‬
‫القدرة على إحداث االحترار العالمي ألغراض‬
‫المقارنة‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫تتمتع مبردات ‪ HC‬بكفاءة طاقة أفضل وخفضها‬


‫استخدام الطاقة بالمقارنة مع مبردات ‪HFC‬‬
‫المستخدمة حاليًا‪ .‬المبردات الهيدروكربونية هي‬
‫من صنع الطبيعة وليس شركة كيميائية ‪ ،‬وغالبًا‬
‫ما يشار إليها على أنها طبيعية المبردات‪ .‬األكثر‬
‫كفاءة وأمانًا بيئيًا المبردات الموجودة في العالم‬
‫اليوم كلها مبردات طبيعية‪ .‬تشمل هذه المبردات‬
‫الهيدروكربونات واألمونيا و الهواء والماء وثاني‬
‫أكسيد الكربون‪ .‬المبردات الهيدروكربونية تستخدم‬
‫كمبردات قائمة بذاتها في أوروبا للعديد من‬
‫التطبيقات‪ .‬المدرجة أدناه هي بعض هذه‬
‫التطبيقات‪:‬‬

‫●الثالجات التجارية ومبردات الزجاجات‬

‫●مكيفات سبليت‬

‫● الثالجات والمجمدات المنزلية‬


17

‫المراجع‬

Global Warming: A Very Short Introduction oxford


Mark Maslin

Refrigeration and Air Conditioning Technology


Eighth Edition John A. Tomczak, Eugene Silberstein, William C. Whitman, William M. Johnson

You might also like