Professional Documents
Culture Documents
لقطة شاشة ٢٠٢٣-١١-٠١ في ٨.٤٩.٣٣ ص
لقطة شاشة ٢٠٢٣-١١-٠١ في ٨.٤٩.٣٣ ص
8102
بَاألَْنـفـاقر
ُْ ـح
َ
المقدمة:
غالبا ً ما ٌشٌر اإلستراتٌجٌون العسكرٌون والنماد على حد سواء الى الحرب من
ثالثة جوانب وأبعاد هً األرض والبحر والجو .وهً ذات األبعاد التً ٌكافح
المماتلون والموى العسكرٌة لتحمٌك أكبر لدر ممكن من التفوق فٌها أو فً احداها
على األلل ,بما ٌضمن إلحاق الضرر أو الهزٌمة بأعدابهم ثم فتح الطرٌك لتحمٌك
األهداف السٌاسٌة عبر الحوار والمفاوضات التً تمود الى انهاء النزاع بأفضل
المكاسب او الل الخسابر الممكنة.
وعلى الرغم من ذلن فإنه فً الغالب ٌتم تجاهل اإلتجاه الرابع (البعد الرابع) فً
المنالشات والنظرٌات حول الحروب ,على الرغم من استخدام هذا البعد كوسٌلة
سرٌة لتحمٌك نوع من التوازن مع العدو منذ أالف السنٌن .كما تم استخدامه مؤخرا
للحد من تأثٌر التفوق العسكري أللوى الموى على وجه األرض.
هذا المجال (البعد) المنسً أو المهمش هو استخدام باطن األرض لتحمٌك التمدم
والمكاسب العسكرٌة بشتى صورها عبر حفر االنفاق تحت سطح األرض .ورغم ان
هذا البعد لم ٌحظى باالهتمام الكافً لدى الخبراء العسكرٌٌن واالستراتٌجٌٌن إال أنه
فً كثٌر من األحٌان كان له تأثٌر حاسم ودور بارز على مدار التارٌخ فً تغٌٌر
نتابج الحروب والمعارن والنزاعات وإلغاء تأثٌر بالً االبعاد والتفوق التمنً
والتكنولوجً واالستخباراتً الذي ٌمتلكه الخصم والعدو.
تارٌخٌا ً أستخدمت األنفاق كوسٌلة للتعامل مع الموانع المحصنة وتهدٌدها .وكانت
تهدف الموة التً تحاصر المالع والحصون من حفر االنفاق الى تجاوز جدران
التحصٌنات وشن هجوم مباشر على الداخل ومباغتة العدو من خالل الظهور
المفاجا للمماتلٌن فً منطمة كان ٌعتبرها العدو محصنة ضد الهجوم .وكان األسلوب
األكثر شٌوعا هو حفر نفك أسفل جدران الحصن أو الملعة وتدعٌم الجدار بألواح
خشبٌة حتى الموعد المحدد للهجوم (ساعة الصفر) ,حٌنها ٌتم اشعال النٌران فً هذه
االخشاب ما ٌؤدي الى انهٌار الجدار الذي فولها ,وبالتالً إحداث ثغرة فً جدار
الحصن ٌستغلها المهاجمون اللتحام الحصن ولتال المدافعٌن وتحمٌك األهداف
المطلوبة الحما مثل لتل المدافعٌن والسٌطرة على المولع.
1
بالطبع عرف المدافعون المدماء عن مخاطر األنفاق وعملٌات التسلل ,وابتكروا
وسابل للكشف عن أي أنشطة ألنفاق العدو .وكان من ضمن الطرق المستخدمة
لكشف األنفاق هً استخدام حزام من الطبول واألجراس على طول الخط الدفاعً
ومرالبتها بإستمرار من أجل رصد اإلهتزازات الناتجة عن الحفر تحت األرض.
كما أستخدم أخرون أوعٌة مابٌة بدال من الطبول واالجراس فوق لمم الجدران
الدفاعٌة ,وتعمل هذه األوعٌة كأدوات إستشعار ترصد أي اهتزازات تحدث أسفل
الجدران .هذه الطرق أتاحت للمدافعٌن تحدٌد مولع تمرٌبً للنفك الذي ٌرٌد إختراق
حصونهم من خالل تثلٌث اإلشارة ( األوعٌة المابٌة التً ترصد االهتزاز وممدار
تباعدها عن بعضها ولوة اهتزاز الماء فً الوعاء تدل على المكان التمرٌبً للحفر
أسفل الجدار) .وبدال من إنتظار هجوم العدو ٌمكن للمدافعٌن إتخاذ إجراءات مضادة
إلحباط الهجوم من خالل الحفر المضاد الختراق نفك المهاجمٌن ولتل عمال الحفر
األعداء ,أو اإلكتفاء بإغراق النفك بالماء أو الدخان الضار الذي ٌجعل من النفك غٌر
لابل لإلستخدام مرة أخرى.
تمتد السجالت الواضحة لعملٌات األنفاق الى أكثر من 4444سنة لبل المٌالد,
حٌث تظهر النموش األشورٌة وحدات هندسٌة تابعة لسرجون من مملكة عكاد,
ومهمة هؤالء تموٌض جدران مدن العدو من تحت األرض .وعلى الرغم من إلٌاذة
هومٌروس ال تحتوي على أي ذكر لمثل هذه األنشطة ,إال أن األدلة األثرٌة من
الحفرٌات فً طروادة أظهرت عددا من الممرات تحت األرض تعبر أسفل جدران
المدٌنة والتً ربما كانت جزءا من خطة الطروادٌٌن لفن الحصار عن مدٌنتهم! .
غالبا ما كان الرومان ٌستخدمون عملٌات حفر األنفاق فً غزواتهم وكانت
سمعتهم كمهندسٌن كبٌرة جدا .وأثبت الرومان أٌضا مهارة فً مكافحة أنفاق العدو
ومثال ذلن حصار (دورا) عام 256لبل المٌالد ,حٌث لام الفرس بحفر مجموعة
من األنفاق أسفل جدران وأبراج المدٌنة بهدف خلخلتها وإضعافها ,إال أن المدافعٌن
الرومان تمكنوا من اعتراض األنفاق وتدمٌرها ثم لاموا بهجوم مضاد عبر نفك
حفروه باتجاه نمطة حصار فارسٌة لرٌبة.
ٌمكن مالحظة تأثٌر عملٌات األنفاق والتهدٌدات المترتبة على نجاحها فً تطور
تصمٌمات التحصٌنات ,حٌث أصبحت تحاط المالع ذات الجدران الحجرٌة العالٌة
بخنادق عمٌمة حول الجدران ,إلجبار حفاري العدو على الحفر فً جدار الملعة
الصخري الذي ٌصعب إختراله ,بل وأٌضا الحفر فٌه ٌصدر صوتا عالٌا ٌنذر
المدافعٌن عن الحصن .وفً لالع أخرى غمرت الخنادق حول الجدران بالمٌاه التً
تتسرب الى النفك المعادي وتجعله غٌر فعال ولد تتسبب المٌاه فً انهٌاره.
2
إحدى لالع العصور الوسطى ولد حفر حولها خندق مابً
كان إلدخال البارود الى الجٌوش األوروبٌة تأثٌران مهمان على حرب األنفاق.
التأثٌر األول كان خلك وسٌلة تدمٌرٌة لابلة للضرب على تحصٌنات العدو من مسافة
بعٌدة نسبٌا بحسابات ذلن الزمان ,حٌث أن جدران المالع ال تستطٌع مماومة لوة
نٌران المدفعٌة المباشرة لفترة طوٌلة ,وبالطبع هذه المدفعٌة ٌجب ان تكون ضمن
مدى الجدران ,للتغلب على هذه المعضلة لام المدافعون عن المالع بتركٌب مدافعهم
الخاصة التً ٌمكنها اصطٌاد مدافع العدو ومنعها من تدمٌر التحصٌنات ,هذا األمر
دفع العدو الى إتخاذ تدابٌر إضافٌة مكلفة ومجهدة وتستغرق ولتا ً أطول ومن ضمن
هذه التدابٌر حفر مرابض للمدفعٌة وعمل سواتر ترابٌة وخنادق والمناورة بالمدفعٌة
ذات الوزن الثمٌل.
التأثٌر الثانً كان زٌادة الموة التدمٌرٌة لألنفاق الملغمة .فبدال من حرق االخشاب
والدعابم أسفل الجدران ,كان ٌتم ملء األنفاق الموجودة اسفل التحصٌنات بكمٌات
كبٌرة من البارود وتفجٌرها ,وكان ٌترتب على االنفجار فً الغالب دمار كبٌر فً
الجدران والتحصٌنات وفتح ثغرات واسعة تتٌح دخول اعداد كبٌرة من المماتلٌن.
إضافة الى تأثٌرات سلبٌة من ضمنها انهٌار النفك.
لمد وضع البارود نهاٌة للمالع الضخمة المهٌبة وما عادت جدرانها الحصٌنة أمنة.
وسرعان ما بدأ المهندسون العسكرٌون فً بناء التحصٌنات المابمة على حسابات
هندسٌة دلٌمة تسمح للمدافعٌن تغطٌة كل نمطة ممكنة وأصبحت الخطوط الدفاعٌة
وما تشمله من أعمال حفر وإنشاء مثل الخنادق والمرابض والمالجا والسواتر
لادرة على امتصاص تأثٌر لذابف العدو وٌمكنها منع اطالق النار المباشر على
الدفاعات األساسٌة .لكن هذه المشارٌع التحصٌنٌة الهابلة كانت تتطلب موارد كاملة
لدولة لوٌة وفً نفس الولت جعلت حروب الغزو مكلفة للغاٌة على كافة األصعدة,
ومن جدٌد جاءت األنفاق فً طلٌعة خطط مهندسً العدو للتغلب على هذا النمط من
الدفاعات بألل ما ٌمكن من خسابر وبأسرع ولت ,ومع ذلن لم ٌهمل مهندسوا
3
التحصٌنات الهابلة إمكانٌة التمدم تحت سطح األرض ,وتحسبا ً لمثل هذه التكتٌكات
لاموا ببناء شبكات ضخمة من األنفاق المضادة تتجاوز بكثٌر محٌطها الدفاعً.
هذه األنفاق كانت بمثابة مخازن ولت السلم لكنها محصنة بموات كبٌرة تموم
باإلستماع الى أصوات الحفر المعادي خوفا من عدو ٌسعى لكسر النظام الدفاعً
والوصول الى الملعة ,وزودت األنفاق المضادة بألغام متفجرة وفخاخ مغفلٌن ,كما ان
تصمٌمها اشبه بالمتاهة تكون مسالكها وممراتها معروفة فمط للمدافعٌن الذٌن
ٌعملون داخلها.
فً مطلع المرن التاسع عشر استعادت الجٌوش الثورٌة الفرنسٌة بمٌادة نابلٌون
بونابرت الحركة التشغٌلٌة الى ساحة المعركة أثناء إجتٌاح أوروبا (ٌمصد بالحركة
التشغٌلٌة تكتٌكات المتال والتحركات العسكرٌة التملٌدٌة فوق األرض .) ...أثبت
نابلٌون أثناء حمالته وتحركاته العسكرٌة أنه لم ٌكن لدٌه الصبر وال المدرة على
اجراء وفرض حصار ضد المالع والمناطك الحصٌنة ,لذلن وببساطة فضل تخطً
الموالع المحصنة والتمدم نحو عواصم العدو وتهدٌدها .ولفترة زمنٌة لصٌرة فمدت
األنفاق برٌمها وأصبحت جانبا غٌر شابع فً الحروب.
بحلول منتصف المرن التاسع عشر برزت األنفاق مرة أخرى وعلى وجه
الخصوص مع حفر األنفاق لمهاجمة مدٌنة سٌباستوبول فً شبه جزٌرة المرم,
ومحاولة حفر أنفاق لكسر خطوط الحصار فً بطرسبورغ .وفً كال المحاولتٌن
فشلوا فً بناء أنفاق فعالة ٌمكن استغاللها ولم تثبت فاعلٌتها.
لم تكن حرب األنفاق مطلما حصرٌة على الحروب الغربٌة على الرغم من ان
االلتصادات الصناعٌة األوروبٌة جعلت من حفر االنفاق أمرا أٌسر وأبسط من
السابك .فمد نالش المنظرٌن العسكرٌٌن الصٌنٌٌن الذٌن ٌعود تارٌخهم الى (صن
تزو) حرب األنفاق كوسٌلة لمفاجأة الخصم وسحك عدو ٌشعر باألمان خلف دفاعاته
الموٌة.
كما مارست الموات العسكرٌة األسٌوٌة األخرى فن األنفاق العسكرٌة وخاصة
الموات الٌابانٌة التً حاصرت مٌناء (أرثر) الروسً عام ,1944وعندما فشلت
محاوالت التحام الخطوط الدفاعٌة وأثبتت المدفعٌة الٌابانٌة انها غٌر لادرة على
اجبار الروس على االستسالم ,بدأ المهندسون الٌابانٌون العمل على أكبر نظام أنفاق
عسكرٌة حتى تلن اللحظة .حٌث تم حفر مبات االنفاق المنفصلة تجاه وأسفل
الدفاعات الروسٌة ,هذه االنفاق الملغمة واألخرى الخاصة بالتسلل دفعت الجنود
الروس الى االستسالم الحما.
4
استمر استخدام األلغام داخل األنفاق كألٌة لخرف خطوط خنادق ودفاعات العدو
وكوسٌلة إلنهاء حالة الجمود فً الجبهة الغربٌة خالل الحرب العالمٌة األولى .حٌث
تنافس جمٌع الحفارٌن البرٌطانٌٌن والفرنسٌٌن واأللمان على دفع األنفاق عبر
خطوط العدو بهدف احداث خرق فٌها ٌسهل تسلل الموات الى الخطوط الخلفٌة
للعدو .لام كل طرف بتطوٌر معدات وتمنٌات خاصة لتعزٌز فرصه فً توسٌع
االنفاق أو العتراض محاوالت العدو وتدمٌر أنفاله.
عندما كانت األنفاق المضادة تمتحم أنفاق العدو كانت النتٌجة مشاجرة دموٌة
عمٌما تحت السطح بٌن حفاري األنفاق من الطرفٌن ,حٌث كانت السكاكٌن والحراب
وأدوات الحفر األسلحة األكثر إستخداماً ,إضافة الى استخدام األسلحة النارٌة
والمتفجرات فمط كتدبٌر أخٌر ٌابس ,ناهٌن عن إستخدام الغازات السامة فً بعض
األحٌان لجعل النفك غٌر صالح لإلستخدام مرة أخرى.
رسم توضٌحً لنفك برٌطانً ملغم ٌستهدف نفك إختراق ألمانً لبل وصوله الى الموالع البرٌطانٌة
وصلت حرب األنفاق الى ألصى حدودها المنطمٌة كنظام دفاعً خالل فترة ما
بٌن الحربٌن العالمٌتٌن ,وعلى وجه الخصوص عندما سعى الجٌش الفرنسً الذي
دمرته تجربة الحرب األولى الى تصمٌم نظام دفاعً منٌع أطلك علٌه إسم (خط
ماجٌنو ) Maginot Lineلمنع الغزو األلمانً التالً .حٌث بنوا سلسلة من
الحصون الضخمة على طول الحدود مع ألمانٌا وربطت مع بعضها بشبكة من
األنفاق الكبٌرة المتشعبة ,كانت الحصون تغطً بعضها نارٌاً ,كما انها محصنة ضد
الهجمات الجوٌة وضد الغازات السامة ,وتصمٌمها جعل من إمكانٌة ضربها
بالمدفعٌة من مسافات بعٌدة أمر محتوم بالفشل ,ومن أراد تمرٌب المدفعٌة الى
مسافات لصٌرة سٌمع بمستنمعات أفخاخ وكمابن مرتبطة بفتحات تصل الى شبكة
ثانوٌة من األنفاق تسمح للمشاة الفرنسٌٌن بتنفٌذ ضربات ولابٌة وإغارات خلف
لوات العدو.
5
ٌمكن المول بأن خط ماجٌنو نجح تمرٌبا حٌث لم تحاول ألمانٌا إختراله أو
مهاجمته أساسا .بدال من ذلن فضلت تجاوز خط ماجٌنو واجتٌاح األراضً البلجٌكٌة
والوصول الى فرنسا ,والدور الوحٌد الذي لعبه الخط الدفاعً الفرنسً خالل
الحرب العالمٌة الثانٌة هو تغٌٌر مسار الغزو األلمانً لفرنسا فمط.
فً المحٌط الهادئ ,تمثلت اإلستراتٌجٌة الٌابانٌة فً توسٌع المحٌط الدفاعً فً
جزر المحٌط الهادئ وبناء المطارات إلحتضان الطابرات الحربٌة الٌابانٌة التً
مهمتها تهدٌد أي هجوم للبحرٌة األمرٌكٌة وإلحاق المزٌد من الخسابر فً صفوف
الموات األمرٌكٌة ( خسابر أكثر مما ٌمكن للوالٌات المتحدة تحمله وإمتصاصه,
لتحسٌن شروط التفاوض على الهدنة بٌن الطرفٌن).
األلٌة التً اتبعتها الٌابان هً حفر تحصٌنات مٌدانٌة على كل جزٌرة احتلتها
الٌابان بحٌث تصبح كل جزٌرة مستنمع ٌبتلع أكبر لدر ممكن من الموات األمرٌكٌة.
وكان على المدافعٌن الٌابانٌٌن اإلستعداد جٌدا لبل الهجوم البرمابً األمرٌكً .فكلما
حفروا فً األرض أكثر وفرت لهم األنفاق الحماٌة من المرالبة والهجمات الجوٌة
والمدفعٌة .كما تمكنهم األنفاق من تنفٌذ عدد كبٌر من المفجأات التكتٌكٌة للعدو.
فً الولت الذي هاجم فٌه جنود مشاة البحرٌة األمرٌكٌة جزٌرة (أٌوا جٌما) عام
1945أنشأ المدافعون الٌابانٌون شبكة ضخمة من األنفاق فً جمٌع أنحاء الجزٌرة
البركانٌة الصغٌرة .وكانت النتٌجة حمام دم ,حٌث لتل ما ٌزٌد عن 6844جندي
أمرٌكً وجرح أكثر من 19244جندي أخرٌن .وامتدت العملٌة الى خمسة أٌام بدال
من ثالثة كان لد خطط لها مسبما .وأصبحت (أٌوا جٌما) أكثر المعارن دموٌة فً
تارٌخ مشاة البحرٌة األمرٌكٌة .ولو اتبعت الٌابان هذا النمط الدفاعً على كل الجزر
الٌابانٌة لكانت خسابر الحلفاء بمبات األالف على ألل تمدٌر بٌن لتٌل وجرٌح وأسٌر.
تجربة عسكرٌة أمرٌكٌة كبرى مع حرب األنفاق وتحدٌاتها كانت أثناء حرب
فٌتنام .فعلى مدى عمود من المتال ضد الفرنسٌٌن ثم ضد حكومة فٌتنام الجنوبٌة
المدعومة من الوالٌات المتحدة بنى مماتلوا الفٌٌتكونج شبكة ضخمة من األنفاق ال
سٌما فً مماطعة كوتشً بالمرب من ساٌغون ,شكلت هذه الشبكة مأوى وملجأ
للفٌٌتكونج ضد الهجمات الجوٌة األمرٌكٌة الساحمة ,وسهلت أسلوب حرب
العصابات المابم على الكر والفر الذي أحبط المادة األمرٌكٌٌن .وفً محاولة ٌابسة
للسٌطرة على الثوار الفٌتنامٌٌن حاصر الجٌش األمرٌكً منطمة أطلك علٌها اسم
المثلث الحدٌدي فً أوابل عام ,1967وتمدم بموة عارمة فً عملٌة استمرت ثالثة
أسابٌع أطلك علٌها اسم (سٌدار فولز) نتج عنها ممتل 754من الفٌٌتكونج وما ٌمرب
6
من 644جندي أمرٌكً .وبعد أن سٌطر الجٌش األمرٌكً على األرض أرسل
معداته الثمٌلة إلزالة الغابات وتدمٌر األنفاق ,بعد ذلن ترن الجٌش األمرٌكً المنطمة
ثم عاد الفٌتنامٌون واعادوا بناء شبكة األنفاق وأصبحت أضخم من ذي لبل.
خصصت الوالٌات المتحدة وحدات معٌنة سمٌت بوحدة (الفبران النفمٌة) مهمتها
اختراق األنفاق وتفتٌشها .حٌث كانوا ٌتسلحون بسكٌن طوٌل ومسدس ومصباح
ٌدوي واثناء سٌرهم داخل األنفاق الضٌمة كانوا ٌعتمدون على حاسة السمع لرصد
العدو .اثناء سٌرهم كانوا ٌستغرلون عدة ساعات حتى ٌصلوا الى نمطة مفتوحة.
أصٌب العشرات من جنود الوحدة بحاالت الرهاب واصبحوا غٌر لادرٌن على
الدخول الى باطن األرض مرة أخرى ألداء مهامهم .وكان المادة األمرٌكٌٌن
ٌتساهلون مع هؤالء الجنود وٌمبلون انسحابهم بسبب الظروف الصعبة التً عاٌشوها
داخل تلن األنفاق.
بعد غزو أفغانستان اكتشفت الموات االمرٌكٌة التً هاجمت موالع تنظٌم الماعدة
بمٌادة الشٌخ أسامة بن الدن (تمبله هللا) مجمع أنفاق ضخم ٌربط بٌن تكوٌنات كهوف
تورا بورا الطبٌعٌة فً أفغانستان ,وكانت هذه الشبكة تضم مرافك طبٌة ومخازن
سالح ومعدات إتصال .نجحت الموات األمرٌكٌة تكتٌكٌا ً من خالل كشف األنفاق
والسٌطرة علٌها وتدمٌرها ,وفشلت استراتٌجٌا حٌث نجا معظم مماتلً تنظٌم الماعدة
والمادة الكبار ونجحوا فً الهرب الى أماكن مجهولة فً الولت الذي نجا فٌه عدد
للٌل من لوات التحالف التً شاركت فً الهجوم على تورا بورا ,وبالتالً نجحت
هذه األنفاق والكهوف فً هدفها الذي أنشبت من أجله .لامت الموات األمرٌكٌة
بتدمٌر الكهوف واألنفاق لمنع الخصوم من اإلستفادة منها مجددا فً حال عودتهم,
وهو ما حدث حٌث بسطت حركة طالبان (إمارة أفغانستان اإلسالمٌة) سٌطرتها
على جبال تورا بورا بعد فترة زمنٌة لصٌرة.
عادت حرب األنفاق الى الواجهة من جدٌد وبموة بسبب استخدامها من لبل
المماومة الفلسطٌنٌة فً لطاع غزة ضد الموات اإلسرابٌلٌة كأنفاق دفاعٌة وهجومٌة
وأخرى للتهرٌب تساهم فً تخفٌف حدة الحصار المفروض على المطاع منذ وصول
حركة حماس الى الحكم وحتى ٌومنا هذا.
بعد اإلنمالب العسكري فً مصر عام 2413أمر لابد اإلنمالب عبد الفتاح
السٌسً بإغراق األنفاق بالمٌاه العادمة من خالل حفر خندق على طول الحدود مع
المطاع وملبه بالمٌاه العادمة التً تتسرب الى االنفاق وتؤدي الى انهٌارها او تجعلها
غٌر صالحة لالستخدام من جدٌد.
7
خالل معركة عام 2414أثبتت أنفاق غزة أنها أكبر وأعمك وأطول مما كان
متولعا .كما انها مبنٌة بإحكام وإتمان ٌحول دون تضررها بالمصف الجوي
والمدفعً .وأن الطرٌمة الوحٌدة المثلى لتدمٌرها هً اكتشاف مولعها وإرسال لوات
داخلها وتفخٌخها ثم تفجٌرها .لكن هذه طرٌمة تحتاج الى معلومات إستخباراتٌة دلٌمة
ٌصعب بشدة الحصول علٌها من بٌبة معادٌة شدٌدة التكتم مثل األجنحة العسكرٌة
للمماومة الفلسطٌنٌة .وفً حال الحصول على المعلومات فإن الموات التً ستدخل
الى هذه األنفاق ستكون معرضة لكمابن محكمة تؤدي الى لتل الجنود أو ما هو أسوأ
من ذلن أي تعرضهم لألسر.
إذا بمٌت الحروب الغٌر نظامٌة شابعة فً العمود الملٌلة المادمة كما هو الحال
بالنسبة للكثٌر من النزاعات األخٌرة فمن المرجح أن تلعب األنفاق دورا متزاٌد
األهمٌة.
تتمتع الموى التملٌدٌة المسٌطرة وعلى وجه الخصوص الوالٌات المتحدة
االمرٌكٌة بمٌزة معل وماتٌة وإستخباراتٌة هابلة تمدمها المرالبة الجوٌة ,وإحدى
الطرق لمواجهة بعض أثار هٌمنة المرالبة الجوٌة هً ببساطة إخفاء األنشطة
خاصة تحت األرض.
ٌمكن لألنفاق إنشاء كابوس دفاعً للمهاجمٌن وإبطال العدٌد من المزاٌا التً
تمتلكها الموة التملٌدٌة المتفولة تمنٌاً ,حٌث أن عملٌة كشف وإزالة وتدمٌر شبكة
األنفاق مكلفة وتستهلن الكثٌر من الولت ومن المحتمل أن تتسبب بخسابر كبٌرة
أكثر من الخسابر التً تسببها االشتباكات فوق سطح األرض.
توفر األنفاق أٌضا استخداما مزدوجا ففً ولت السلم توفر طرق تسلل وتهرٌب
وتخزٌن ,وإذا أمكن إبم اء مداخل األنفاق ومخططاتها سرا فإن وجودها ٌخلك تهدٌدا
أمنٌا كبٌرا على المدى المنظور والبعٌد.
أستخدمت العدٌد من التدابٌر المضادة األكثر فاعلٌة ضد األنفاق لعدة لرون .فمن
الممكن نظرٌا إنشاء خندق عمٌك من شأنه أن ٌجبر األنفاق على الحفر عبر صخور
صلبة وكتل خرسانٌة للوصول الى أهدافها .لكن هذه الكتل من الصخور والخرسانة
مدعمة بأجهزة استشعار صوتٌة واستشعار حركة تتٌح الكشف عن مولع الحفر
والتعامل معه لبل أن ٌشكل خطرا حمٌمٌا.
من الطرق التً ٌمكن من خاللها تحدٌد مكان الحفر رصد أكوام االتربة الناتجة
عن عملٌات الحفر واستهداف بداٌات األنفاق لبل أن تتضخم وتصعب السٌطرة
علٌها.
8
خالصة القول ,أستخدمت األنفاق لسبب بسٌط هو أنها تعمل وتنجح فً الغالب
وتشكل تحدٌا ً حمٌمٌا ً للجمٌع وال ٌتولع أن تختفً لرٌبا ً أو ٌتم إٌجاد حل ناجع لها فً
المستمبل المرٌب.
9
أساليب حفر ال نفاق
تختلف أسالٌب الحفر بناء على الظروف والمعطٌات المحٌطة بأماكن الحفر
وبإختالف بٌئة الصراع ,وللحفر أسلوبان هما الحفر السطحً (المكشوف) والحفر
العمٌك (الباطنً) .ولكل أسلوب مٌزاته وعٌوبه.
أسلوب الحفر السطحي (المكشوف):
فً هذا األسلوب ٌتم حفر خنادق عمٌمة وبأبعاد مناسبة ,ثم ٌتم سمف هذه الخنادق
وتدعٌم جوانبها بالخرسانة المسلحة أو بدعائم فوالذٌة أو بألواح من الخشب الصلب,
لٌتم بعد ذلن تغطٌة سمف الخندق باالتربة من باب التموٌه بحٌث ٌكون سطح النفك
الناشئ مطابك لألراضً المجاورة مما ٌحول دون تحدٌد مولعه وكشفه ومالحظته.
لعل أهم مٌزات هذا األسلوب هو سرعة إنجاز العمل فٌه ألنه لرٌب من السطح
ومكشوف ,وهو ما ٌساعد على إستخدام أالت الحفر والجرافات إلخراج األتربة
بسرعة والتخلص منها ثم وضع مواد التدعٌم ,إضافة الى توفر مساحة كافٌة لعدد
كبٌر من العمال واألالت ,هذا كله ٌؤدي الى تملٌص المدة الزمنٌة الالزمة إلنجاز
العمل وتملٌل تكالٌف بناء النفك.
أما أبرز عٌوب الحفر السطحً ,لرب النفك من السطح وعممه فً الغالب ال
ٌتجاوز بضعة مترات ,األمر الذي ٌزٌد من إحتمالٌة كشف مولعه وإستهدافه
باألسلحة المناسبة مثل المنابل الخارلة للتحصٌنات .كما أن عملٌة الحفر واإلنشاء
ٌمكن رصدها بسهولة من لبل العدو فً حال إمتالكه لمنظومات مرالبة جوٌة
وإستخباراتٌة ,وبالتالً ٌموم العدو بوضع خرائط لمسارات الحفر ,وعند بداٌة أي
عملٌة عسكرٌة ٌتم استهداف هذه األنفاق وتحٌٌدها.
01
جزء من أنفاق الثوار السورٌٌن فً الغوطة الشرلٌة ولد حفرت بإتباع األسلوب السطحً (المكشوف) ,وٌظهر فً الصور كٌف
أن سمف النفك مدعم بألواح معدنٌة (زٌنكو/صاج) تخفً النفك أسفلها ,بٌنما تركت جوانب النفك دون تدعٌم ألن المولع ٌتكون من
صخور جٌرٌة متماسكة ال تنهار بسهولة.
00
من مٌزات هذا األسلوب إمكانٌة الوصول الى أعماق كبٌرة لد تتراوح بٌن -00
00متر فً باطن األرض ,وهو عمك أكثر من كافً لحماٌة النفك من أي سالح
خارق للتحصٌنات .كما أن الحفر الباطنً ال ٌترن أي أثر أو دلٌل على المسار الذي
ٌتحرن فٌه النفك ومولعه وإتجاهه.
لكن له ذا األسلوب عٌوب ,لعل أبرزها حاجته الى جهد كبٌر وولت طوٌل
إلنجازه ,وحاجته إلى حسابات دلٌمة تحول دون إنحراف النفك عن مساره ,إضافة
إلى درجة المخاطر العالٌة فٌه والتً من أهمها حدوث إنهٌارات للتربة والصخور
أو تسرب للغازات وللمٌاه الجوفٌة ,وربما إنحراف النفك عن مساره .كما أن
ظروف العمل داخل هذا النوع من األنفاق صعبة لضٌك المساحة ومحدودٌتها.
فً الجدول التالً ممارنة سرٌعة بٌن أسلوبً الحفر السطحً والباطنً:
36
فً عام ,5691بعد وصول الموات األمرٌكٌة مباشرة إلى فٌتنام أدركوا أن
محاربً الفٌٌتكونج طوروا فً بعض المناطك مجمعات كبٌرة من األنفاق لإلختباء
فٌها من العدو .لم ٌكن هذا شٌئا جدٌدا ,لمد عرفوا منذ ولت طوٌل أن مثل هذه
المجمعات موجودة ,ولكن لم ٌعرفوا مدى إتساعها وأهمٌتها للفٌٌتكونج ,ومدى
صعوبة اكتشافها وتحٌٌدها.
لم تكن معظم المجمعات متماربة وواسعة مثل انفاق كوتشً سٌئة السمعة بالنسبة
لألمرٌكٌٌن .لكنها تسببت فً صعوبات جمة للموات االمرٌكٌة فً جنوب فٌتنام .إن
إختباء الفٌٌتكونج فً األنفاق كان غٌر مؤذي للموات األمرٌكٌة نسبٌا .أما المسم
السًء من هذا األمر هو أن األنفاق تسمح للفٌٌتكونج باالختباء واإلحتماء ثم معاودة
المتال فً ٌوم أخر .كانت األنفاق بمثابة مخابئ لألسلحة والذخٌرة واألغذٌة
واإلمدادات ,كما زودت بمراكز لٌادة ومحطات مساعدة ومستشفٌات وفصول
دراسٌة وغٌرها من المرافك.
نفك فٌتنامً ضٌك وكثٌر التعرجات واالنعطافات التً تملل من غرفة لٌادة وتخطٌط تابعة للفٌٌتكونج موجودة داخل أحد األنفاق فً
تأثٌر االنفجارات عند مدخله ,وتمنح الفٌٌتكونج فرصة لإلشتبان مجمع كوتشً.
اآلمن مع وحدات الجٌش األمرٌكً داخله.
37
كانت توضع المتفجرات فً المداخل المكتشفة .لكن تأثٌرها كان شبه منعدم ,ألن
مجمع األنفاق متسع وٌضم مخارج مخفٌة تسمح للفٌٌتكونج بالهرب .كما أن التدابٌر
الولائٌة الفٌتنامٌة داخل األنفاق حدّت من أثار اإلنفجارات مثل المنعطفات الزاوٌة
والفواصل المائٌة وفتحات التهوٌة التً تملل من لوة الضغط الناتجة عن االنفجار
وغٌرها من التدابٌر.
إن المبض على مماتل فٌتنامً او اكتشاف مدخل نفك وفتحة تهوٌة لم تكن كافٌة
لمعالجة مشكلة النفك ,فكان ال بد من دخول جندي امرٌكً لمعرفة مدى اتساع
مجمع األنفاق وتكوٌن فكرة عن مدى انتشاره ,مما ٌسمح بإجراء عملٌات أكثر
فاعلٌة فً المستمبل ,األهم من ذلن كان ٌجب استرجاع أو تدمٌر األسلحة والذخائر
والمستلزمات والوثائك المخبأة داخل هذه األنفاق .ولد بذلت جهود لتدمٌر األنفاق
الى حد ما وبالتالً منع إستخدامها من جدٌد.
إلدران حجم األنفاق كان ال بد من إرسال شخص ما الى داخل النفك .كان ٌعتبر
عمال انتحارٌا .الجٌش األمرٌكً استخدم الكالب المدربة الكتشاف مداخل االنفاق,
اال انهم رفضوا ارسالها داخل االنفاق الن النتٌجة الحتمٌة لذلن تعرضها للمتل.
فً البداٌة تطوعت لوات المشاة للدخول الى االنفاق ,كانوا مجرد جنود عتاة
ومتهورٌن للغاٌة ومغامرٌنٌ ,تسلحون بمسدسات ومصابٌح كهربائٌة فمطٌ ,مكن
إعتبارهم النواة األولى لوحدات (فئران األنفاق) الذٌن أوكلت إلٌهم مهام البحث عن
األنفاق والدخول إلٌها وإستكشافها ثم تدمٌرها.
كانت فرق (فئران األنفاق) مجموعات متخصصة تتكون من إثنٌن الى ستة جنود
ٌشترط فٌهم أن ٌكونوا بمأمن من الخوف من األماكن المغلمة وأن ٌكونوا لادرٌن
على الزحف عبر نفك ضٌك لفترات طوٌلة فً الظالم الدامس .وأن ال ٌتأثر هؤالء
الجنود عند مواجهتهم للحشرا الضارة والموارض والثعابٌن التً تمأل األنفاق
الفٌتنامٌة .فضال عن لدرتهم على المتال فً أسوأ الظروف الممكنة.
كان على فئران األنفاق أن ٌزحفوا من خالل االنفاق الطٌنٌة والمغمورة بالماء
وأن ٌبحثوا عن األفخاخ المتفجرة والكمائن وأن ٌتحملوا رائحة الموتى والنفاٌات
البشرٌة .كان علٌهم الزحف نحو المفل المائً وٌتمنون أن ال ٌكون المفل طوٌال أو
ان ٌؤدي المفل المائً الى طرٌك مسدودة النه لن ٌكون بإمكانهم كتم أنفاسهم تحت
الماء لفترة أطول( .المفل المائً هو جزء مغمور من النفك ٌشكل حاجز بٌن مدخل
النفك واالجز اء الداخلٌة منه ,ومهمة المفل منع الغازات السامة التً ٌطلمها
38
االمرٌكٌون من الوصول الى االجزاء الداخلٌة من النفك إضافة الى تشكٌل عائك
ٌمنع الجنود األمرٌكٌٌن من اجتٌازه).
رسم توضٌحً لنفك فٌتنامًٌ ,ظهر الرسم جزء مغمور من النفك (لفل مائً) ٌلٌه نفك رئٌسً مع فتحات تهوٌة مهمتها
إدخال األكسجٌن وإخراج الغازات السامة المتسربة ,ثم ٌلٌه لفل هوائً كإجراء احترازي فً حال فشل المفل المائً فً منع
التسرب الغازي أو فشله فً ولف الضغط الناتج عن إنفجار المنابل التً ٌزرعها الجنود االمرٌكٌون.
من ضمن االخطار التً كانوا ٌواجهونها نمص األكسجٌن الن االنفاق تكون ملٌئة
ببماٌا الدخان والغاز المسٌل للدموع الذي ٌطلمونه داخل النفك لبل دخولهم الٌه.
ٌتطلب من فأر األنفاق أن ٌكون سمعه حاد الكتشاف أصوات الحركة الضعٌفة
داخل النفك ,وهو أمر كان معظم الجنود ٌفتمدونه بسبب مشاركتهم فً المتال لفترات
طوٌلة بالذخٌرة الحٌة واالنفجارات المرٌبة منهم والتً تؤثر على حاسة السمع لدٌهم.
شكلت األنفاق وعملٌات إستكشافها حالة خاصة وظروف لاهرة ٌعجز أي جندي
عن العمل فٌها .لذلن كان جنود وحدة (فئران األنفاق) متطوعٌن بإرادتهم وبرغبتهم
ولدمت لهم كل التسهٌالت ومن ضمنها سهولة االنسحاب من الوحدة دون أي
عوالب .تتطلب هذه الوظٌفة خفة الحركة والموة والمدرة على أداء المهام الصعبة فً
األماكن الضٌمة ,والحفر وكشف االفخاخ المتفجرة محكمة التموٌه ,وإستعادة العتاد
والسالح الموجود فً االنفاق إضافة الى تفخٌخ االنفاق وهدمها.
تدرب عناصر وحدة (فئران االنفاق) لمدة ثمانٌة أسابٌع إضافٌة على االنضباط
العسكري والثمة بالنفس والتدرٌبات البدنٌة والعٌش فً المٌدان والعمل كجزء من
الفرٌك ,وإتباع األوامر حرفٌا ,وأساسٌات الخدمة العسكرٌة والمهارات المتالٌة
39
الفردٌة كفنون المتال .والمتال التالحمً بالحراب والسكاكٌن ,واالسعافات األولٌة,
ولراءة الخرائط ,والحراسة ,واستخدام المنابل الٌدوٌة والتعاٌش فً ظروف الحرب
الكٌمٌائٌة.
إن اكتشاف األنفاق الفٌتنامٌة وصوال الى تدمٌرها ,تمر بعدة مراحل شدٌدة
الصعوبة ,تبدأ من لٌام لوات الفٌٌتكونج بتنفٌذ هجمات متعددة ومتنوعة ضد الموات
االمرٌكٌة ,لتبدأ األخٌرة بتحدٌد الموالع المحتملة لتواجد الفٌٌتكونج والمواعد التً
ٌنطلمون منها ,ثم ٌأتً دور لوات المشاة التً تنفذ عملٌات تمشٌط للغابات والمرى
فً المناطك التً ٌحتمل ان تضم مماتلٌن من الفٌٌتكونج أو مجمعات أنفاق تخدمهم,
وتكون لوات المشاة مصحوبة بعناصر من وحدة (فئران األنفاق).
ٌبدأ جنود وحدة فئران األنفاق بالبحث عن مداخل األنفاق وفتحات التهوٌة
الخاصة بها وعن أي أثر من الممكن أن ٌؤدي الٌها وذلن باالستعانة بالكالب
المدربة أو باالسرى الفٌتنامٌٌن أو المروٌٌن المتعاونٌن .فور العثور على مدخل
النفك أو فتحة التهوٌة الخاصة بهٌ ,بدأ التمهٌد لدخول جنود الوحدة الى داخل النفك
إلستكشافه وتمشٌطه ثم تدمٌره .عملٌة التمهٌد تكون بإلماء لنابل دخان وغاز مسٌل
للدموع داخله بهدف إجبار المتواجدٌن فٌه على الخروج منه أو خنمهم فً حال
رفضهم .إن تأثٌر لنابل الغاز والدخان ٌكون محدود فً منطمة فتحة النفك فمط
واإلجراءات الولائٌة الفٌتنامٌة فً االنفاق ٌمكنها استٌعاب هذه المنابل .لذلن تلجأ
الموات االمرٌكٌة التباع أجراء أكثر فاعلٌة لغمر النفك بالغازات المسٌلة للدموع من
خالل البحث عن فتحات التهوٌة الخاصة بمجمع االنفاق وٌتم ربط هذه الفتحات
بمضخة تموم بضخ الغاز بكمٌات كبٌرة داخل النفك عبر نظام التهوٌة الخاص به
لغمر األجزاء الداخلٌة المحمٌة باأللفال المائٌة والهوائٌة.
لد تفشل الموات االمرٌكٌة فً العثور على فتحات التهوٌة للنفك ,لذلن تلجأ الى
خٌار أخر ٌتمثل فً إنشاء خرق أو ثمب فً للب مجمع األنفاق باستخدام حشوة
مشكلة إنفجارٌا تموم بخرق طبمات األرض وصوال الى األنفاق الرئٌسٌة .وبالتالً
ٌتشكل ثمب ٌتجاوز ألفال الحماٌة الخاصة بالنفك وٌمكن من خالل هذا الثمب ضخ
الغاز المسٌل للدموع لداخل النظام النفمً.
بعد التأكد من زوال الكتلة الحرجة للغازات السامة من داخل األنفاقٌ ,بدأ عناصر
فئران األنفاق بالدخول الى النظام النفمً مسلحٌن بمسدسات وسكاكٌن ومصباح
ٌدوي وكماشة للتعامل مع الكمائن واألفخاخ التً زرعها الفٌٌتكونج داخل األنفاق
التً تركوها أو انسحبوا منهاٌ .مضً الجنود أولات طوٌلة فً الزحف داخل األنفاق
3:
وفور إكتمال عملٌات التمشٌط ٌبدأون بزراعة المتفجرات داخل النفك لتفجٌره
وتدمٌره بحٌث ٌصبح غٌر صالح لإلستخدام من جدٌد من لبل الفٌٌتكونج.
الصورة الٌمنى لجندي أمرٌكً ٌستخدم منشار لطع األخشاب للتخلص من األشجار الكثٌفة بهدف تسهٌل عملٌة البحث عن
مداخل وفتحات األنفاق .أما الصورة الٌسرى تعود لمجموعة من الجنود ٌمومون بتمشٌط أحد الكهوف لرب شالل مائً ٌتولع
أن ٌحتوي على مدخل نفك مغمور.
;3
مدخل نفك محاط بنباتات وأشجار كثٌفة تجعل من شبه المستحٌل رصده مدخل نفك مموه بطرٌمة ممٌزة .وضع حول المدخل
من الجو. كومة من الخردة والنفاٌات وفوق فتحة الدخول وضع إطار
مطاطً لزٌادة التموٌه.
استخدام مضخة Mity Miteلغمر مجمع األنفاق بالغازات السامة. جندي امرٌكً ٌستخدم لاذف M2A1-7
42 الطالق لنبلة غاز داخل احد االنفاق المكتشفة.
إخراج جندي من وحدة فئران االنفاق من داخل فتحة النفك. مضخة Mity Miteاثناء ضخ الغاز المسٌل للدموع داخل النفك.
جندي امرٌكً ٌستكشف مدخل أحد االنفاق حامال مسدس كولت جندي امرٌكً ٌدخل الى احد االنفاق مرتدٌا لناع M17الذي
طراز M1911ومصباح ٌدوي عسكري طراز .MX-199 ٌحمٌه من الغازات السامة والعوامل البٌولوجٌة المتركزة فً
االنفاق .وٌحمل فً ٌده مسدس كولت .M1911 A1
2 1
صورة 1جندي أمرٌكً ٌزحف داخل نفك فٌتنامً ضٌك جدا حامال
مسدس كولت M1911ومصباح عسكري . MX-991من شروط 3
االنضمام الى وحدة فئران االنفاق أن ال ٌكون المجند سمٌن او ضخم
الجسد حتى ٌتمكن من المٌام بعمله بفاعلٌة .صورة 2ملجأ عسكري
فٌتنامً مرتبط بشبكة أنفاق داخله .مهمة هذا الملجأ تنفٌذ الكمائن
واإلغارات على الموات االمرٌكٌة إضافة الى التصدي للمروحٌات
االمرٌكٌة باستخدام الرشاشات الثمٌلة من عٌار 34.9ملمٌ .الحظ تموٌه
الملجأ بشكل ٌتناسب مع البٌئة المحٌطة مما ٌحول دون رصده من الجو.
صورة 3الماء المبض على مماتل فٌتنامً داخل أحد الكهوف الصخرٌة
التً تمثل بداٌة نفك مخفً بداخلها.
44
جنود أمرٌكٌون ٌمومون بنمل المتفجرات الى داخل األنفاق المكتشفة بهدف تفخٌخها ثم تدمٌرها ,لمنع الثوار الفٌتنامٌٌن من
استخدامها مجددا.
بعض أنواع الكمائن والفخاخ التً ٌزرعها الفٌتنامٌون داخل أنفالهم إلصطٌاد الموات االمرٌكٌة التً تحاول استكشاف االنفاق (تسمى
45 مصائد المغفلٌن).
رسم توضٌحً لشبكة أنفاق فٌتنامٌة أسفل أحدى المرى .تضم مخازن سالح ومؤن ومخابئ للمماتلٌن وبئر ماء وفتحات تهوٌة
أدوات الحفر التً كان ٌستخدمها الفٌتنامٌون .أدوات بدائٌة بالكامل بواسطتها حفرت أكبر شبكة أنفاق عسكرٌة .وٌمكن
بالنظر الٌها تمدٌر الجهود البدنٌة الهائلة التً بذلت فً الحفر والولت الكثٌر الذي استغرلته النجاز هذه االنفاق الطوٌلة جدا
وواسعة االنتشار.
46
رسم توضٌحً أللٌة الحفر التً كان ٌتبعها الفٌتنامٌون
47
ٌمكن تلخٌص التجربة الفٌتنامٌة فً بضع نماط أهمها ,شبكة األنفاق كانت
ضرورة تكتٌكٌة واستراتٌجٌة لتحمٌك نوع من التوازن ممابل الموة العسكرٌة الجبارة
للوالٌات المتحدة االمرٌكٌة ,هذه االنفاق حممت نجاحات كبرى على كل المستوٌات
أنتهت بهزٌمة الوالٌات المتحدة وخروجها من فٌتنام .تسببت االنفاق بمعظم الخسائر
االمرٌكٌة سواء بشكل مباشر او غٌر مباشر (الشكل المباشر من خالل العملٌات
المتالٌة التً نفذت داخل االنفاق او من خاللها ,اما الشكل الغٌر مباشر من خالل
توفٌر الحماٌة للمماتلٌن الفٌتنامٌٌن ومخازن سالحهم وعتادهم وتسهٌل تحركاتهم
بعٌدا عن الرلابة الجوٌة واالستخباراتٌة االمرٌكٌة مما حال دون المضاء علٌهم من
لبل الوالٌات المتحدة االمر الذي م ّكنهم من مواصلة المتال وتنفٌذ العملٌات المختلفة
الحما) .حممت الموات االمرٌكٌة نجاحات تكتٌكٌة فً مكافحة االنفاق وكشفها
واكتسبت خبرات كبٌرة ومتمٌزة .لكن هذه النجاحات والخبرات لم تكن كافٌة للمضاء
على الفٌٌتكونج ولوات فٌتنام الشمالٌة وتحمٌك النصر المنشود .اال ان هذه التجربة
أفادت الوالٌات المتحدة الحما فً حربها على أفغانستان 1005والعراق .1002
48
ٌمكن إرجاع نشأة وبداٌة األنفاق فً لطاع غزة الى مطلع الثمانٌنات من المرن
الماضً ,وبالتحدٌد بعد االنسحاب اإلسرائٌلً من سٌناء الذي تم بعد عمد إتفالٌة
كامب دٌفٌد مع الجانب المصري ,والتً لضت بتمسٌم سٌناء الى ثالثة مناطك
وتحدٌد عدد الموات المصرٌة التً تتواجد فً سٌناء وعلى وجه الخصوص المنطمة
Cالمحاذٌة للحدود مع فلسطٌن المحتلة (إسرائٌل ولطاع غزة) .وبعد تحدٌد عدد
افراد الموة األمنٌة والعسكرٌة المصرٌة على الشرٌط الحدودي وما جاوره نتج عن
ذلن شرٌط ضعٌف وغٌر مرالب وكان بٌئة خصبة لنشوء أنفاق تهرٌب تخترق
حدود المطاع مع مصر ,لمد كانت أنفاق للٌلة العدد وتستخدم ألغراض تهرٌب
الممنوعات كالمخدرات والسالح الجنائً او العشائري والبضائع والسلع المصرٌة
المدعومة حكومٌا ً كالولود والدلٌك وتهرٌب األشخاص من ذوي الملفات الجنائٌة
لدى السلطات الفلسطٌنٌة والمصرٌة وغٌرها من المهام التً ٌمكن وصفها بالمدنٌة.
على مشارف أواخر الثمانٌنات انطلمت االنتفاضة الفلسطٌنٌة األولى 7891ضد
لوات االحتالل اإلسرائٌلً وكانت ذروتها فً لطاع غزة ,وفً نفس العام تمرٌبا
تأسست حركة حماس ونشطت حركات مماومة أخرى ,وفً معظمها بدأت بتبنً
العمل المسلح فً مواجهة لوات االحتالل وضرب األهداف اإلسرائٌلٌة ,كان لوام
هذا العمل اطالق النار واالشتباكات المسلحة والعملٌات االستشهادٌة والمنابل
والعبوات الناسفة .االنحٌاز لهذا الخٌار كان ٌتطلب توفٌر السالح الالزم لعمل
الخالٌا العسكرٌة والمواد األولٌة المطلوبة لتصنٌع المتفجرات ,وهذا األمر واجه
تحدٌات جسٌمة لعل أبرزها وجود الحدود المرالبة جٌدا من لبل الموات اإلسرائٌلٌة
وعلى الطرف األخر الموات المصرٌة ,على إثر ذلن لجأت الخالٌا األولى للتعامل
مع أصحاب أنفاق التهرٌب الدخال اعداد محدودة من لطع السالح وبعض المواد
األولٌة.
بعد تولٌع إتفالٌة أوسلو بٌن منظمة التحرٌر والجانب اإلسرائٌلً ,تشكلت السلطة
الفلسطٌنٌة وأجهزتها األمنٌة (على وجه التحدٌد االمن الولائً والمخابرات)
وتسلمت إدارة مدن لطاع غزة وفك بنود اتفالٌة أوسلو التً ركزت على لٌام
األجهزة األمنٌة بمحاربة واصطٌاد الخالٌا المماومة التً وصفت باالرهابٌة.
72
إن أنشطة أجهزة األمن التابعة للسلطة الفلسطٌنٌة فً مكافحة التنظٌمات والخالٌا
العسكرٌة للمماومة أثبتت نجاحها وضٌمت الخناق على المماومٌن ,الذٌن بدورهم
بدأوا فً البحث عن سبل وطرق إلخفاء أنشطتهم عن الرلابة االستخباراتٌة
اإلسرائٌلٌة والفلسطٌنٌة على حد سواء .وكانت عملٌات تهرٌب السالح والمواد
األولٌة من ضمن األنشطة التً كان ال بد من إخفائها لدر المستطاع ,فزاد إستثمار
المماومة فً األنفاق التً شكلت شرٌان وعصب حٌاة إلبماء شعلة العمل المسلح
مشتعلة ضد األهداف اإلسرائٌلٌة .ومن جدٌد ثبت ان لألنفاق الدور األبرز فً توفٌر
المواد األولٌة الالزمة لتصنٌع االحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة والمواذف
المضادة للدروع وإدخال األسلحة األلٌة الخفٌفة والمتوسطة والتً بلغت ذروة
استعمالها فً العملٌات العسكرٌة عمب اندالع االنتفاضة الفلسطٌنٌة الثانٌة (عام
)0222لتنتمل المماومة الفلسطٌنٌة نملة نوعٌة من استخدام الحجارة الى السالح ثم
المنابل والعبوات ولٌس انتهاءا بالصوارٌخ !
ذاع صٌت أنفاق المماومة فً لطاع غزة للمرة األولى عام 0227عندما لامت
المماومة وألول مرة باستهداف مولع عسكري إسرائٌلً بطرٌمة مبتكرة من خالل
حفر نفك أسفل المولع وتفخٌخه بكمٌة كبٌرة من المتفجرات ثم تفجٌره ,ما أدى الى
تدمٌر بعض أجزاء المولع العسكري ولتل واصابة عدد من الجنود (سجلت المماومة
الفلسطٌنٌة شرٌطا مصورا ً للعملٌة وأعلنت عن بداٌة حرب األنفاق ! ) ,أعادت هذه
العملٌة الى األذهان األنفاق الملغمة التً ظهرت بعد إكتشاف البارود ثم ما تالها من
أنفاق ملغمة فً مطلع المرن الماضً وحتى الحرب العالمٌة األولى .لمد كانت عملٌة
النفك الملغم (مولع ترمٌد) بداٌة إستخدام جدٌد ألنفاق المماومة الفلسطٌنٌة التً كانت
لبل هذه العملٌة مجرد أنفاق لتهرٌب السالح والعتاد واالفراد .الحما نفذت المماومة
عدة عملٌات باستخدام االنفاق الملغمة أسفل الموالع العسكرٌة اإلسرائٌلٌة ( 0222
عملٌة مولع حردون ,عام 0222عملٌتً مولع محظوظة ومولع كارنً).
على ولع فشل إسرائٌل فً ولف عملٌات المماومة ضد األهداف اإلسرائٌلٌة
والمستوطنات داخل حدود لطاع غزة لجأت الى االنسحاب الكامل من داخل المطاع
وتفكٌن المستوطنات وتأسٌس حدود ثابتة مع المطاع لوامها طرٌك على امتداد
الحدود للدورٌات العسكرٌة وأبراج ونماط مرالبة واسالن شائكة على طول الحدود
ومنظومات مرالبة ورصد متطورة ومنطمة عازلة داخل المطاع ٌمنع االلتراب
منها .إجراءات مشد دة حالت دون تمكن المماومة من تخطٌها واجتٌازها فتملص بنن
األهداف اإلسرائٌلٌة التً ٌمكن للمماومة ضربها من مسافات لرٌبة وبخسائر للٌلة.
الى أن عادت االنفاق من جدٌد لتمرب المسافات وتحمً المماومٌن وتلحك خسائر
جسٌمة فً الموات اإلسرائٌلٌة.
72
شهد عام 0222إستخدام جدٌد لألنفاق الهجومٌة فً المطاع ,حٌث حفر نفك
أسفل مولع كرم أبو سالم العسكري وخرجت مجموعة من المماومٌن الفلسطٌنٌٌن من
داخل النفك فً منتصف المولع اإلسرائٌلً ونجحوا فً لتل واصابة عدد من الجنود
اإلسرائٌلٌٌن واألهم من ذلن نجاحهم فً أسر جندي إسرائٌلً وادخاله الى النفك
والتٌاده نحو لطاع غزة لٌمكث فً األسر سنوات عدة ( إستمر أسر الجندي جلعاد
شالٌط فً لطاع غزة ما ٌمارب 2سنوات ,انتهت بعمد صفمة تبادل بٌن المماومة
الفلسطٌنٌة وإسرائٌل نتج عنها إطالق سراح أكثر من 7222أسٌر فلسطٌنً).
كانت عملٌة كرم أبو سالم بداٌة عملٌات أنفاق االلتحام التً تمكن المماومة من
اإللتفاف خلف خطوط العدو ومهاجمته حٌث ال ٌتولع.
كان عام 0221نمطة البداٌة نحو تطور شبكة أنفاق المماومة الفلسطٌنٌة على
كافة األصعدة من حٌث حجمها وانتشارها وأطوالها ومهامها ونوعاٌتها وألٌات
حفرها ..الخ .فً هذا العام هربت وتفككت أجهزة االمن التابعة للسلطة الفلسطٌنٌة
(جهازي االمن الولائً والمخابرات) من لطاع غزة بعد اشتباكات جرت مع الجناح
العسكري لحركة حماس .حٌث سٌطرت األخٌرة على كامل المطاع وأستتب االمر
لها وأخذت كامل حرٌتها فً حفر وبناء ما ٌمكن وصفه بأنه أكبر شبكة أنفاق
عسكرٌة بعد أنفاق فٌتنام فٌما ٌرى أخرون بأنها تفولت على األنفاق الفٌتنامٌة
( ٌستثنى االنفاق العسكرٌة التً تشرف دول بكامل مموماتها على انشائها) .على إثر
سٌطرة حماس على المطاع وصف ما لامت به على أنه إنمالب عسكري ,وبناء علٌه
لامت كل من مصر وإسرائٌل بفرض حصار شامل على المطاع فأغلمت المعابر
ومنع أهالً المطاع من السفر عبر معبر رفح الذي ٌربط المطاع بمصر.
بعد فرض االغالق والحصار على المطاع ,بدأ االستثمار األكبر فً أنفاق
التهرٌب أسفل الحدود المصرٌة حٌث حفرت مئات األنفاق والتً من خاللها تم
تهرٌب كل شًء الى داخل المطاع .ساهمت هذه االنفاق فً تخفٌف حدة الحصار
بشكل كبٌر وباءت كل محاوالت المضاء علٌها وتدمٌرها بالفشل .داخل المطاع
أستثمرت المماومة طالات مادٌة وبشرٌة كبرى فً إنشاء شبكات ضخمة من األنفاق
الدفاعٌة والهجومٌة وأخرى من التً تخترق الحدود مع األراضً الفلسطٌنٌة
المحتلة (إسرائٌل) .إضافة الى انشاء أنفاق ضخمة أسفل الحدود المصرٌة لتهرٌب
السالح والعتاد وكافة المستلزمات العسكرٌة إضافة الى تهرٌب افراد المماومة الى
خارج المطاع نحو دول مختلفة بهدف الحصول على التدرٌب واكتساب الخبرات
والحصول على الدعم المادي ,وبشكل معاكس ادخال متطوعٌن غٌر فلسطٌنٌٌن
لٌمدموا خبراتهم للمماومة الفلسطٌنٌة فً المطاع.
72
أنفاق لتهرٌب السٌارات الى داخل لطاع غزةٌ ,الحظ مدى ضخامتها واتساعهاٌ .عتبر نفك مدنً بحتة .وٌمكن تخٌل أحجام أنفاق المماومة ذات
المهام الشبٌهة !!
نفك تهرٌب متمن البناء ومدعّم بالكامل ! نفك تهرٌب مجهز بما ٌشبه لضبان سكة الحدٌد التً تسهل جر وسحب
عربات البضائع المحملة بكمٌات كبٌرة .كما ٌالحظ ان النفك مدعم بألواح
من الفوالذ والخشب لمنع االنهٌارات.
ٌمكن تمسٌم أنفاق المماومة فً لطاع غزة الى ثالثة ألسام رئٌسٌة.
-أنفاق تخترق األراضي المصرية وهً التً تستخدم لتهرٌب السالح والعتاد
والمواد األولٌة واالفراد واألموال وكل ما تحتاجه المماومة لتستمر فً مواجهة
لوات االحتالل.
-االنفاق التي تخترق األراضي المحتلة (إسرائيل) وهً أنفاق هجومٌة وتمسم
بدورها الى لسمٌن هما أنفاق هجومٌة ملغمة تحفر أسفل الموالع العسكرٌة
اإلسرائٌلٌة وتكون مملوءة بالمواد المتفجرة والهدف منها نسف الموالع العسكرٌة
اإلسرائٌلٌة الحٌوٌة المرٌبة من الحدود مثل أبراج المرالبة ومراكز االتصاالت
والمٌادة .اما المسم الثانً فهو أنفاق االلتحام واإلغارة والتً تخترق الحدود أسفل
الموالع العسكرٌة والحٌوٌة المرٌبة ومن خاللها تتسلل مجموعات المماومة لتنفٌذ
عملٌاتها خلف خطوط العدو حٌث المرالبة والتحصٌنات ضعٌفة أو غٌر موجودة.
03
-األنفاق داخل قطاع غزة فً المجمل هً شبكة األنفاق الدفاعٌة التً تشمل
مالجئ ومخازن السالح والذخائر وورش التصنٌع العسكري ومراكز المٌادة
واالتصاالت ومخابئ المٌادات العلٌا ,وتشمل أٌضا انفاق الحركة التً تتٌح للمماومٌن
حرٌة التنمل بٌن مختلف مناطك المطاع وممارسة أنشطتهم بعٌدا عن الرلابة
واالستطالع اإلسرائٌلً وعٌونه من المتعاونٌن على األرض ,إضافة الى االنفاق
التً تسمح للمماومٌن بتنفٌذ عملٌات الكر والفر وفنون حرب المدن فً حالة لٌام
الجٌش اإلسرائٌلً بتنفٌذ اجتٌاح بري للمطاع .كما تشمل االنفاق داخل المطاع جزء
من االنفاق الهجومٌة التً تتصل بمجموعة من مرابض المدفعٌة ومنصات اطالق
الصوارٌخ التً تمع تحت سطح األرض ولها أبواب معدنٌة مموهة تمنع طائرات
استطالع العدو من رصد مولع اطالق الصوارٌخ والمذائف.
بذلت كل من مصر وإسرائٌل جهودا كبٌرة فً محاولة المضاء على أنفاق غزة
التً تخترق الحدود ,وكان من ضمن الجهود المصرٌة األولى محاولة إنشاء جدار
فوالذي على طول الحدود مع المطاع وبعمك ٌمترب من 22متر ,ولد فشل هذا
الخٌار ألسباب بعضها فنً حٌث تمكن أصحاب االنفاق من لطع األلواح الفوالذٌة
واخترالها فً باطن األرض دون علم الحكومة المصرٌة وأسباب أخرى سٌاسٌة
حكمها طبٌعة العاللات مع الدول والمصالح المتبادلة والضغوط التً تتعرض لها..
الخ .بعد االنمالب العسكري فً مصر عام 0272لامت حكومة االنمالب وبمٌادة
الموات المسلحة المصرٌة بتنفٌذ خطة للمضاء على االنفاق تمثلت فً حفر خندق
على طول الحدود مع لطاع غزة وغمر هذا الخندق بالماء بواسطة مضخات ضخمة
تسحب المٌاه من البحر وتضخها فً الخندق الحدودي ,نجح هذا الحل فً تدمٌر
بعض االنفاق المرٌبة من السطح بعد تسرب المٌاه الٌها ,لكن لم ٌتم المضاء على
االنفاق العمٌمة أو المدعمة بشكل جٌد( .الحما وإثر منخفض جوي وعاصفة مطرٌة.
ارتفعت األمواج وسحبت محطة الضخ وأنابٌبها وألمت بها على شاطئ مدٌنة رفح
فً غزة! لتكون بمثابة إعالن فشل الخطة المصرٌة).
كان أكثر الحلول المصرٌة تطرفا فً التعامل مع أنفاق غزة الحدودٌة ,لٌام
الجٌش المصري بإنشاء منطمة عازلة من خالل تهجٌر سكان المدن والبلدات
المصرٌة المجاورة لمطاع غزة وهدم منازلهم وتجرٌف أراضٌهم والمضاء على
أشجارهم بهدف كشف مداخل األنفاق وتدمٌرها من خالل تفجٌرها او اغرالها
بالمٌاه العادمة ,نجح هذا الحل فً المضاء على معظم أنفاق التهرٌب االمر الذي أدى
الى سوء الوضع المعٌشً فً المطاع وتدهور كافة المطاعات الخدمٌة واإلنتاجٌة.
03
أما إسرائٌل التً عانت من االنفاق الهجومٌة التً تخترق الحدود ,فمد إستثمرت
ما ٌزٌد عن نصف ملٌار دوالر فً أحد أضخم المشارٌع الولائٌة فً تارٌخها والذي
عرف بجدار األنفاق الحدودٌة .تموم فكرة المشروع على حفر خندق عمٌك ٌتجاوز
22متر على طول 22كم مع المطاع .وٌتم وضع لوالب إسمنتٌة فائمة التسلٌح فً
الخندق الذي تم إنشائه .وستجهز هذه الموالب بأنظمة مرالبة ومنظومات إستشعار
حركة واهتزاز متطورة ترصد كل عملٌات ومحاوالت الحفر لرب الجدار الذي
سٌمثل عائما من شبه المستحٌل تجاوزه .بعد انتهاء مشروع جدار األنفاق ستتمكن
إسرائٌل من حرمان المماوم ة الفلسطٌنٌة من أحد نماط تفولها االستراتٌجٌة فً
مواجهة الموة العسكرٌة اإلسرائٌلٌة.
لمواجهة الجدار اإلسرائٌلً سٌتعٌن على المماومة الفلسطٌنٌة اتخاذ إجراءات
تحول دون فمدانها ألنفالها الهجومٌة .مثل تطوٌر أسالٌب وألٌات وتمنٌات الحفر بما
ٌحول دون رصدها من منظومات المرالبة واالستشعار اإلسرائٌلٌة وابتكار طرق
الختراق الجدار دون علم منظومة المرالبة اإلسرائٌلٌة .إضافة الى حفر أنفاق ذات
عمك ٌزٌد عن العمك الذي ٌغطٌه جدار االنفاق اإلسرائٌلً( .كلما زاد عمك النفك
فً لطاع غزة ,زادت احتمالٌة العثور على مٌاه جوفٌة تؤدي الى إغراله وانهٌاره,
وزادت التكالٌف البشرٌة والمادٌة الالزمة إلنجازه!) .أو تطوٌر أسالٌب مماومة
جدٌدة وفعالة تعوض ما سٌفمد من أنفاق هجومٌة تخترق الحدود مع إسرائٌل.
شبّهت أنفاق غزة بأنفاق فٌتنام ,وذهب أخرون بالمول بأنها تتفوق على أنفاق
فٌتنام بأطوالها وحجمها والدور الذي لعبته وال زالت .ولد استدل أصحاب هذا المول
على عوامل من ضمنها التكوٌنات الرملٌة ألرض المطاع والتً ٌسهل الحفر فٌها
بعكس التكوٌنات الجٌرٌة والصخرٌة لألراضً الفٌتنامٌة ,إضافة الى الفارق الهائل
بٌن معدات وتمنٌات الحفر المتوفرة فً غزة ,بٌنما اعتمد الفٌتنامٌون على مجارف
وفؤوس ٌدوٌة وحبال لرفع الركام !.
مماوم فلسطٌنً ٌنتظر داخل أحد أنفاق التسلل وبجواره مماوم فلسطٌنً ٌتحرن داخل أحد األنفاق الغٌر مدعمة ربما الن النفك لٌد
عبوة ناسفة ذات حشوة جوفاء خارلة للدروع. االنشاء او لكونه محفور فً طبمة صلبة متماسكة ٌصعب انهٌارها.
00
مماوم فلسطٌنً ٌخرج من داخل أحد االنفاق لٌنصب منصة اطالق تدرٌبات لنخبة المماومة تحاكً عملٌة تسلل داخل أحد
صوارٌخ عٌار 332أحادٌة األنبوب ,وفور تنفٌذ عملٌة االطالق ٌنسحب من الموالع اإلسرائٌلٌة عبر نفك ٌخترق المولع.
المولع عبر نفس النفك لٌتجنب االستهداف من الطائرات والمدفعٌة
اإلسرائٌلٌة.
أفراد من المماومة ٌتنملون داخل أحد األنفاق الدفاعٌة ٌ .الحظ مدى اتساع النفك !
03
مجموعة صور لمرابض المدفعٌة وراجمات الصوارٌخ التً تمع تحت األرض وترتبط بشبكة األنفاق الدفاعٌة فً لطاع غزة.
03
أحد مخابئ المماتلٌن داخل شبكة األنفاق الدفاعٌة
03
** *** *** **
نمل صنادٌك صوارٌخ 332لصٌرة المدى داخل عملٌة نمل صوارٌخ ثمٌلة داخل أحد االنفاق لنصبها فً مربضها المخصص
شبكة االنفاق. والذي ٌمع تحت األرض .هذه الصوارٌخ تستخدم الستهداف مدن العدو الرئٌسٌة
مثل تل أبٌب والمدس المحتلة.
أحد أنفاق المماومة التً تؤدي الى مربض مدفع هاون عٌار 373ملم .هذه االنفاق تتٌح لرماة الهاون نمل المذائف نحو المربض واطاللها .وتتٌح للرماة
االنسحاب بشكل أمن وسرٌع بعٌدا عن المربض تجنبا لمصفه من طائرات االحتالل.
83
لكن الكهارٌز لم تكن فمط أنفاق لنمل المٌاه ,فمد أستخدمت من لبل األفغان
للحصول على مأوى من هجمات جٌوش الغزاة ,فخالل الغزو المغولً لامت
جٌوشهم بتدمٌر كل المدن األفغانٌة وبذلوا الجهود لذبح السكان حتى اخر رجل
لضمان عدم وجود مماومة محتملة ضد الحكم المغولً ,اختبأ األفغان فً الكهارٌز,
ولم ٌخاطر المغول بالدخول الٌها وتفتٌشها ,واكتفوا بارسال دورٌات وسراٌا صغٌرة
كل بضعة أٌام لتفمد المرى األفغانٌة ولتل الذٌن خرجوا من داخل الكهارٌز ظنا منهم
بأن المغول لن ٌعودوا !
أثناء االحتالل السوفٌتً ( ,)2323-2313استخدم المروٌون والمماتلون األفغان
نظام الكهارٌز كمكان لإلختباء ,وبما أن البلدات والمرى لرٌبة من انفاق الكهارٌز
مثلت لهم مالجئ جاهزة تحمٌهم من الهجمات الجوٌة والمصف المدفعً السوفٌتً.
كان المماتلون األفغان ٌحفرون جوانب األبار إلخفاء األسلحة واخفاء أنفسهم
وٌستخدمون شبكة األنفاق للتنمل من وإلى موالع الكمائن وموالع الهجوم دون أن
ٌالحظهم السوفٌٌت .اما الموات السوفٌتٌة المارة من فً منطمة ما لن تموم عادة ببذل
جهود متمنة لطرد المختبئٌن فً االنفاق او المضاء علٌهم .بإستثناء حاالت التطوٌك
والتفتٌش الرئٌسٌة ,عندها تبدأ الموات السوفٌتٌة والموات األفغانٌة الشٌوعٌة
باجراءات خاصة للمضاء على المماتلٌن المختبئٌن فً الكهارٌز.
فً بداٌة الثمانٌنات أدرن السوفٌٌت بأن خطر الكهارٌز والكهوف األفغانٌة ال
ٌمكن تجاهله خاصة بعد الخسائر الفادحة التً تلمتها الموات السوفٌتٌة على
دور فٌها ,وأدركوا حٌنها بأن للتعامل
األراضً األفغانٌة والتً كان ألنفاق الكهارٌز ٌ
مع األخطار المادمة من الكهارٌز ٌجب علٌهم اتباع إجراءات مضادة أكثر فاعلٌة,
حٌنها بدأ السوفٌٌت باعطاء دورة خاصة فً مكافحة األنفاق لمجموعات من الموات
السوفٌتٌة والوحدات الخاصة األفغانٌة الموالٌة للشٌوعٌة .شملت الدورة أسالٌب
الكشف عن موالع األبار ومداخل الكهوف واألنفاق وكشف الفخا والكمائن
والمصائد المزروعة داخل األنفاق أو فً محٌطها وتفكٌكها ,أٌضا تدرٌبات تتعلك
بالسٌر داخل هذه االنفاق ضمن مجموعات صغٌرة لتمشٌطها ثم تدمٌرها ,ومواجهة
الخوف من االفاعً والزواحف والحشرات السامة التً تمأل األنفاق.
أول خطوة للتعامل مع أحد االنفاق تكون بتحدٌد مولع األبار الخاصة بنفك
الكهرٌز أو أحد أباره .بعد ذلن ٌموم السوفٌٌت بالصرا داخل البئر مطالبٌن
المتواجدٌن بداخله باالستسالم والخروج ,وفً حال رفضهم الطلب ٌموم الجنود
بإلماء لنابل إرتجاجٌة طراز RGD-5بهدف إضعاف بنٌة البئر وضمان المضاء
على أي مماتل أفغانً ٌتواجد لرب المدخل ,تلٌها خطوة إضاءة البئر بهدف فحص
04
جدرانها لضمان عدم وجود فتحات ومخابئ جانبٌة لم ٌصلها تأثٌر المنابل
االرتجاجٌة ,وفً حال وجودها ٌموم الجنود السوفٌٌت بربط سلن فً لنبلة أو شحنة
متفجرة وٌنزلونها الى مدخل المخبأ داخل جدار البئر ثم ٌتم تفجٌرها ,وفً الغالب
كان السوفٌٌت ٌستخدمون ألغام مضادة للدبابات إٌطالٌة الصنع مثل الـ T.S.2.5
واللغم .TS.6.1
األسلوب األكثر رواجا كان بإنزال شحنتٌن متفجرتٌن داخل البئر .احداهما فً
األعلى واألخرى فً األسفل وبٌنهما بضعة أمتار .الشحنة العلوٌة كانت تنفجر لبل
الشحنة السفلٌة ببضعة أجزاء من الثانٌة ,وكان انفجارها كفٌل بخلك موجة من
الغازات التً تعمل على عكس إتجاه الموجة االنفجارٌة للشحنة السفلٌة وتركٌزها
على جوانب البئر ولاعه مما ٌولد ضغط شدٌد ٌؤدي الى إنهٌاره وزوال المخابئ.
رسوم توضٌحٌة للمخابئ الجانبٌة التً كان ٌحفرها األفغان داخل ابار
الكهارٌز بهدف االختباء .وطرٌمة تعامل السوفٌٌت معها بانزال عبوات
ناسفة فً البئر لضمان تدمٌر هذه المخابئ والمضاء على التهدٌد الذي
ٌمثله المماتلون األفغان للجنود السوفٌٌت وللموات األفغانٌة الشٌوعٌة.
بعد عملٌة التفجٌر ٌموم السوفٌٌت بإلماء لنبلة دخان غٌر سام ,وفً حال اختفاء
الدخان ستعتبر إشارة على ان النفك سلٌم من الداخل وٌحتوي على فتحات ومخارج
أخرى ,االمر الذي ٌستدعً دخول فرٌك البحث إلٌه لتمشٌطه ,كان ٌتألف فرٌك
البحث من أربعة جنود فً الغالب مسلحٌن بسكاكٌن ولنابل ٌدوٌة وبنادق هجومٌة
مزودة بماذف لنابل ومصابٌح ٌدوٌة ولواذف كتفٌة لصٌرة المدى ذات حشوة فراغٌة
(ولود جوي) مثل لاذف RPO-Aالذي ٌستخدم لمرة واحدة.
04
مـن اإلجراءات السوفٌتٌة فً مكافحة األنفاق إستخدام األسلحة الكٌمٌائٌة
الستهداف االنفاق مثل غاز الكلور والخردل وغازات االعصاب كالسارٌن .إضافة
الى طرق أكثر وحشٌة مثل ما جرى فً لرٌة بادخان شانا التً كانت تضم نفك
كهارٌز لجأ الٌه سكان المرٌة لٌحتموا من الموات السوفٌتٌة التً التحمت لرٌتهم,
حٌنها اكتشف الجنود السوفٌٌن مدخل النفك ولاموا برش البنزٌن والدٌزل ومسحوق
أبٌض داخل البئر لٌختلط المزٌج مع الماء داخل الكهرٌز ,وبعدها أشعل السوفٌٌت
الولود وتحول الكهرٌز الى فرن حراري كبٌر االمر الذي نتج عنه ممتل ما ٌمارب
200أشخاص من أطفال ونساء وشٌو ( المسحوق األبٌض مادة صممت لضمان
إحتراق البنزٌن بشكل صحٌح داخل األنفاق التً تحتوي على كمٌة للٌلة من
األوكسجٌن) .ومن نجا من أهالً المرٌة هرب الحما الى مخٌمات اللجوء فً
باكستان وروى لصتهم.
الموات الشٌوعٌة األفغانٌة أثناء تفمدها ألحد أألبار المؤدٌة الى شبكة كهارٌز !
عانت الموات الغربٌة فً جبال تورا بورا من عدة أمور أهمها اإلرهاق
والحرمان من األكسجٌن على االرتفاعات العالٌة والمعاناة من وعورة الجبال
وانحدارها الذي أبطأ العملٌة العسكرٌة .كما عانى الجنود من الهجمات المضادة التً
نفذها مماتلوا الماعدة وطالبان من خالل فتحات االنفاق والدهالٌز والكهوف التً تمأل
تورا بورا ,ناهٌن عن تلمٌهم لعدة ضربات جوٌة عن طرٌك الخطأ (نٌران صدٌمة)
نتٌجة لرب األهداف من الموات الغربٌة أو لحدوث انهٌارات صخرٌة عمب
الغارات .اما المروحٌات ذات الضربات الدلٌمة فلم تشارن فً معركة تورا بورا
بسبب ارتفاع الجبال وعدم ممدرة المروحٌات الهجومٌة الثمٌلة على المناورة
بحمولتها على ارتفاعات عالٌة كثٌرة االنحدارات والمعٌمات.
00
بدأت العملٌة العسكرٌة بحملة لصف عنٌفة جدا من لبل الماذفات االستراتٌجٌة
االمرٌكٌة بً 2-النسر وبً 1-سبٌرٌت ومماتالت الهارٌر التً أسمطت مئات
األطنان من المنابل والصوارٌخ الموجهة والذخائر الخارلة للتحصٌنات (سمعت
أصوات المصف واالنفجارات فً تورا بورا من مسافة عشرات الكٌلومترات حتى
ان سكان المرى الحدودٌة الباكستانٌة كانوا ٌشعرون باالهتزازات الناتجة عن
المصف الغربً لجبال تورا بورا) ,وما فاجئ الجمٌع هو فشل كل المصف الجوي
فً احداث أضرار تذكر لشبكة األنفاق والكهوف فً تورا بورا بسبب تكوٌناتها
الصخرٌة النارٌة شدٌدة الصالبة التً تفولت وصمدت امام التوفك التمنً والعسكري
البشري ,المرحلة الثانٌة كانت بتمدم المشاة والجوالة لتمشٌط الجبال والدخول الى
مجمع ا النفاق بهدف الماء المبض على لادة تنظٌم الماعدة وطالبان أو لتلهم ,وبعد أٌام
من بدء العملٌة فً تورا بورا تبٌن ان لادة الماعدة وطالبان تمكنوا من مغادرة جبال
تورا بورا نحو وجهات مجهولة وفشلت العملٌة استراتٌجٌا ونجحت تكتٌكٌا
بالسٌطرة على مجمع االنفاق وتدمٌرها.
04
جندي أمرٌكً ٌتفمد أحد مداخل الكهوف فً الجبال األفغانٌة. جنود أمرٌكٌون ٌستخدمون أجهزة أضاءة األهداف لتوجٌه الذخائر
الموجهة باللٌزر نحو أهدافها.
جزء من أنفاق تورا بورا التً كانت ملٌئة بالذخائر المخزنة من لبل
تنظٌم الماعدة وطالبان .وٌظهر فً الصور افرادا من ملٌشٌات التحالف
الشمالً المناهضة لحركة طالبان والمساندة أٌضا للتحالف الغربً فً انفاق
وكهوف تورا بورا بعد السٌطرة علٌها عمب انسحاب مماتلً طالبان
والماعدة.
04
بعد معركة تورا بورا ظن المرالبون بأن حركة طالبان فمدت معملها الرئٌسً
وبالتالً انكسارها أصبح مجرد ولت ,لٌتبٌن الحما بأن طالبان أعادت استخدام شبكة
الكهارٌز من جدٌد بل ولامت بحفر المزٌد من االنفاق الدفاعٌة وتوسٌع الكهوف
الجبلٌة ,ولد سمحت شبك ات الكهارٌز والكهوف لمماتلً طالبان التحرن بحرٌة
وبعٌدا عن طائرات االستطالع االمرٌكٌة التً ترالب على مدار الساعة .حٌث تنمل
مماتلً الحركة من مناطك تواجدهم الى موالع األكمنة والهجوم ونفذوا عملٌات
كثٌرة أبرزها استهداف ارتال الدعم اللوجستً للتحالف الغربً ولطع طرق االمداد
ونصب كمائن العبوات الناسفة ,االمر الذي دفع الموات الغربٌة والموات األفغانٌة
الموالٌة لها الى االنسحاب بشكل تدرٌجً من المناطك التً سٌطروا علٌها فً بداٌة
الغزو لعدم تمكنهم من إٌماف هجمات طالبان االمر الذي أدى الى سٌطرة حركة
طالبان على ما ٌمرب من %00من مساحة أفغانستان رغم الفارق الهائل فً العدد
والعدة بٌن طالبان وتحالف الموات الغربٌة واالفغانٌة وملٌشٌات األللٌات.
استحضرت الوالٌات المتحدة خبراتها فً حرب االنفاق فً فٌتنام وبدأت بتطبٌمها
لكن بشكل أضعف بكثٌر بسبب العوامل الطبٌعٌة التً تمف فً صف طالبان .حٌث
ان معظم الطرق الممطوعة والتً ٌراد فتحها او حماٌتها من هجمات طالبان محاطة
بسالسل جبلٌة وعرة ٌصعب نشر لوات كبٌرة فٌها تكفً لعملٌات التمشٌط والبحث
عن االنفاق .كما أن المنا االفغانً شدٌد التطرف فدرجات الحرارة تنزل الى ما
دون 00-درجة مئوٌة فً فصل الشتاء فً معظم المناطك والى ما ٌمرب من 00
درجة فً فصل الصٌف .اما فصل الربٌع فهو موسم هجمات حركة طالبان ونشاط
مماتلٌها وٌكونون فً اعلى مستوٌات الجهوزٌة ,لذلن عملٌات مكافحة االنفاق
والكهوف تتطلب ولتا طوٌال لضمان عدم وجود تهدٌدات كبٌرة فً محٌط المنطمة
المشتبه بها !
04
جزء من عملٌات تمشٌط مداخل االنفاق والكهارٌز والكهوف
جندي أمرٌكً ٌرسل روبوت عسكري الستكشاف احد االنفاق جندي أمرٌكً ٌموم بتمشٌط داخل احد االنفاق باستخدام ألة كشف
المعادن للكشف عن األلغام او العبوات الناسفة.
03
جنود التحالف الغربً ٌعثرون على لذائف هاون خبئها مماتلو طالبان داخل االنفاق.
جندي غربً ٌرالب مخرج كهرٌز تمهٌدا لبدء تمشٌطه استخدام الكالب المدربة للبحث عن مداخل األنفاق
جندي أمرٌكً ٌحفر داخل احد انفاق طالبان تمهٌدا لزرع نفك لحركة طالبان ٌستخدم لتخزٌن صنادٌك الرصاص ولذائف الهاون
المنابل والحشوات المتفجرة لتدمٌر النفك.
03
عملٌة تفجٌر أحد االنفاق األفغانٌة لمنع مماتلً طالبان من استخدامه مجددا نفك حفر بأسلوب الحفر السطحً ٌستخدم كنفك للهروب عند
التراب الموات المعادٌة ولالختباء.
44
الـدولـة
َنـفـاق تَـنـظـيـم َ أ ُ
ســـــالمـــــيـــــة
ّ ِ
ال
منذ عام 4152وبعد سٌطرة تنظٌم الدولة على أجزاء واسعة من العراق
وسورٌا ,وجد التنظٌم نفسه فً مواجهة أحد أكبر التحالفات العسكرٌة ضده ,والذي
ضم ما ٌزٌد عن 11دولة فامتلن هذا التحالف السٌطرة الجوٌة المطلمة واعدادا
كبٌرة من المشاة واأللٌات العسكرٌة الثمٌلة والمتوسطة والخفٌفة وامدادات ودعم
متواصل لم ٌنمطع للعتاد والذخائر المتنوعة ,وتمدم هذا التحالف المباشر والغٌر
مباشر عبر محاور لتال مختلفة وجبهات متعددة ضد مناطك تنظٌم الدولة اإلسالمٌة.
فأرادها التنظٌم حرب إستنزاف طوٌلة تنهن خصومه وتستنزف طالاتهم البشرٌة
والمادٌة والمعنوٌة ,فلجأ التنظٌم الى تكتٌكات التخفً والتحركات السرٌة بعٌدا عن
أعٌن طائرات االستطالع والمماتالت الحربٌة والماذفات االستراتٌجٌة التً تحلك
فوق مناطك سٌطرته ,فكان الحل اللجوء الى باطن األرض كما لجأ الٌه من عانى
وٌعانً من تفوق خصمه الجوي والتمنً ولوته النارٌة !
حفر تنظٌم الدولة اإلسالمٌة شبكات كبٌرة من األنفاق فً مناطك سٌطرته ,والتً
أدت مهام متعددة لعل أبرزها تسهٌل تحرن وتنمل المماتلٌن ونمل العتاد بشكل سري
بعٌدا عن رلابة العدو ,وأٌضا حماٌة المماتلٌن من الضربات الجوٌة والمدفعٌة
الساحمة التً استهدفت موالعه ومناطك توزع مماتلً التنظٌم ,ناهٌن عن استخدامها
كجزء من تكتٌكات المتال وحرب العصابات ضد أعدائه ,فبعض االنفاق ُحفرت
أسفل الموالع العسكرٌة للعدو وتم تلغٌمها بكمٌات كبٌرة من المتفجرات التً كانت
كفٌلة بنسف الموالع وجعلها كومة من التراب والغبار.
إن طبٌعة مهام أنفاق تنظٌم الدولة اإلسالمٌة ال تختلف عن مهام أنفاق فٌتنام
ولطاع غزة وأفغانستان أو أي شبكة أنفاق ٌحفرها رجال العصابات (أي المماتلٌن
الذٌن ٌتبعون أسالٌب حرب العصابات المائم على عملٌات الكر والفر) ,وتمسم أنفاق
التنظٌم من حٌث مهامها الى ثالثة أنواع:
---األنفاق الملغمة (المتفجرة) :وتحفر فً الغالب اسفل النماط والموالع المحصنة
للعدو ,وٌوضع بداخلها كمٌات كبٌرة من المواد شدٌدة االنفجار ,وٌتم تفجٌر هذا
النفك أسفل المولع لتدمٌره بالكامل أو لتكون الخطوة األولى فً عملٌة التحام
المولع ,حٌث تموم عملٌة تفجٌر النفك بتدمٌر احد األجزاء المحصنة من المولع ما
ٌُحد ُ
ِث إربان فً صفوف مماتلً العدو الذي ٌتٌح لمماتلً تنظٌم الدولة تنفٌذ عملٌة
15
التحام للمولع للمضاء على جنود العدو واالستٌالء على عتادهم .وفً أحٌان أخرى
ٌحفر النفك فً منطمة ٌتولع أن ٌمر منها العدو وعند وصول العدو تتم عملٌة
التفجٌر.
---األنفاق الدفاعية :التً توجد فً مناطك سٌطرة التنظٌم ,ومن خاللها ٌتحرن
مماتلوا التنظٌم دون رصدهم ,وتتٌح لهم تنفٌذ عملٌات إلتفاف على لوات العدو,
وتسهٌل أداء عملٌات الكر والفر من خالل اطالق النار على العدو ثم االنسحاب لبل
وصول الدعم الجوي أو المدفعً ,وتنفٌذ كمائن ضد الموات المعادٌة ,وتسهٌل
انسحاب مماتلً التنظٌم من المناطك والموالع المحاصرة ,كما ان هذه االنفاق
تستخدم لتخزٌن العتاد ونمل االمدادات والمماتلٌن الى النماط المكشوفة ,بل وٌمكنها
استٌعاب عدد من المماتلٌن لعدة أٌام ,وفور إطمئنان العدو ٌخرج له مماتلوا التنظٌم
لشن هجمات متعددة على موالع العدو.
---أنفاق التهريب :فً المناطك الحدودٌة مع مناطك سٌطرة التنظٌم وتستخدم فً
الغالب لتهرٌب النفط واألثار وتهرٌب افراد الخالٌا النائمة الى دول الجوار ,ومن
خاللها ٌتم ادخال بعض المواد المطلوبة لتصنٌع الطائرات االنتحارٌة والسٌارات
المفخخة وما شابه ذلن .وتبمى النوع األلل انتشارا.
ُحفرت معظم أنفاق التنظٌم ٌدوٌا باستخدام الفؤوس والمجارف والهامر درٌل
(الكنجو) ,كما أبدع التنظٌم فً تطوٌر معدات حفر ثمٌلة لالنفاق تساهم فً انجاز
وانشاء أنفاق كبٌرة الحجم فً ولت بسٌط ,ولد سٌطرت الموات العرالٌة والكردٌة
على عدد من ألٌات حفر االنفاق التً كان ٌستخدمها التنظٌم.
فً معركة الموصل وعلى الرغم من الفارق الهائل فً العدد والعتاد بٌن تنظٌم
الدولة اإلسالمٌة والتحالف المضاد له ,إال أن التنظٌم نجح فً إطالة أمد المعركة الى
أكثر من عام كامل ,ونجح فً تكبٌد الموات العرالٌة والحشد الشعبً خسائر فادحة
فً األرواح والعتاد وتشٌر بعض التمدٌرات الى ممتل وإصابة ما ٌزٌد عن 01ألف
من مماتلً الحشد الشعبً والموات العرالٌة والكردٌة واإلٌرانٌة التً شاركت فً
معركة الموصل ,مع العلم بأن أفضل التمدٌرات كانت تشٌر الى وجود ما بٌن
0111-2111مماتل من تنظٌم الدولة اإلسالمٌة فً الموصل اثناء بدء عملٌات
السٌطرة علٌها واستعادتها من تنظٌم الدولة ,ولد نجح عدد كبٌر من هؤالء فً
الخروج من الموصل باتجاه معالل التنظٌم االصلٌة فً الصحراء العرالٌة الممتدة
ونحو الصحراء السورٌة المجاورة .حٌث واصل مماتلوا التنظٌم شن العملٌات ضد
نماط الحراسة والتأمٌن واالرتال العسكرٌة والتحام الموالع الحدودٌة.
14
مخرج أحد األنفاق خلف المبانً .الهدف منه تسهٌل االنسحاب فً عملٌة تفجٌر نفك مفخخ أسفل مبنى تابع للشرطة االتحادٌة العرالٌة
حال تعرض المجمع السكنً للحصار.
مخرج نفك على جانب احد الطرق الرئٌسٌة .استخدمه مماتلوا تنظٌم
الدولة اإلسالمٌة لضرب ارتال الموات العرالٌة وزرع العبوات
أحد أنفاق التنظٌم مع عدد من التفرعات الناسفة.
10 أنفاق سطحٌة تسهل حركة المماتلٌن بٌن الحمول والمجمعات السكنٌة
دون رصدهم من الطائرات
مداخل أنفاق بٌن الركام الذي ٌعتبر غطاءا مثالٌا لتموٌه المدخل
من األسالٌب التً اتبعها التنظٌم إلخفاء أثار حفر األنفاق (مثل أكوام الركام وفتحات الدخول) ,لجأ الى الحفر داخل المنازل والركام الناتج كان
ٌوضع فً أكٌاس داخل المنزل بحٌث ال تستطٌع الطائرات رصد أنشطة الحفر .كانت االنفاق تربط كل مجموعة منازل مع بعضها ما أتاح
لمماتلً التنظٌم المتال من منزل ألخر واالنسحاب بعد ذلن لمعاودة الكرة من نمطة أخرى !
11
ملجأ داخل أحد االنفاق ٌحتوي على معدات وأدوات لحفر األنفاق. نفك لتنظٌم الدولة ٌضم استراحة للمماتلٌن توفر لهم الحماٌة من المصف
بعد مرور أعوام على بدء الحرب فً شبه الجزٌرة الكورٌة بٌن الشمال الشٌوعً
والجنوب الرأسمالً ,الحرب التً تسببت فً ممتل واصابة وأسر وتهجٌر المالٌٌن
من كال الطرفٌن وتسببت فً مأسً ال حصر لها ,وافك الطرفان أخٌرا عام 3575
على هدنة برعاٌة أممٌة لولف الحرب وفض االشتبان ,كان من أبرز بنود اتفالٌة
الهدنة انشاء خط إداري مؤلت (لٌست حدود دائمة) ,عرف هذا الخط باسم المنطمة
منزوعة السالح DMZعلى جانبً الحدود بٌن الكورٌتٌنٌ .بلغ طول الخط اإلداري
نحو 462كم على طول الحدود بٌن كورٌا الشمالٌة وكورٌا الجنوبٌة ,اما عرضه
فٌبلغ 6222متر ( 4222متر فً الجنوب و 4222متر فً الشمال) .وٌمنع
الطرفان من دخول األراضً او المجال الجوي للمنطمة منزوعة السالح وإال
سٌعتبر انتهاكا التفاق الهدنة ,وٌحمل فً طٌاته نواٌا عدوانٌة.
أنهت اتفالٌة الهدنة الحرب الساخنة بٌن الكورٌتٌن ,لكن استمر الصراع على
شكل حرب باردة مع لمسات ساخنة فً بعض األحٌان ,تمثلت فً اشتباكات مسلحة
متمطعة فً المناطك الحدودٌة والمٌاه المجاورة واستفزازات من كال الطرفٌن تخللها
تهدٌد ووعٌد وحرب كالمٌة ,إضافة الى سباق التسلح الذي لم ٌتولف للحظة واحدة.
تفولت كورٌا الجنوبٌة فً لدراتها العسكرٌة من حٌث النوع (تمنٌا وتكنولوجٌا)
فكانت األسلحة الجنوبٌة فً معظمها لادرة على سحك نظٌراتها الشمالٌة بكل سهولة
فً ظروف الحرب المثالٌة (فً حال تواجه كل سالح مع نظٌره على سبٌل المثال
مماتلة F-15جنوبٌة ٌمكنها التغلب على سرب كامل من الـ Mig-29الشمالٌة
بسهولة) ,كما ان كورٌا الجنوبٌة تحظى بدعم عسكري أمرٌكً مباشر حٌث ٌتواجد
على أراضً كورٌا الجنوبٌة عشرات األالف من الجنود األمرٌكٌٌن بكامل عتادهم
وتسلٌحهم إضافة الى حامالت الطائرات االمرٌكٌة التً تبحر لرب كورٌا الشمالٌة
وتكون على أهبة االستعداد لتوفٌر الدعم العسكري المطلوب فً حال نشوب أي
لتال .اما المدرات العسكرٌة لكورٌا الشمالٌة فتعتمد على العدد بهدف تحمٌك نوع من
التوازن امام التفوق التكنولوجً للجنوب ,كما ان المدرات الشمالٌة تأثرت بشكل
كبٌر بفعل العموبات االمرٌكٌة التً منعت دول العالم من تصدٌر السالح والتمنٌات
العسكرٌة الى كورٌا الشمالٌة ,االمر الذي أدى الى تمادم معظم العتاد الشمالً وعدم
صالحٌته لخوض أي عمل عسكري وعلى وجه الخصوص سالح الجو ومنظومات
24
الدفاع الجوي (تشٌر التمدٌرات الى ان %25من العتاد الجوي والبحري متهالن
وعدٌم الفائدة فً أي مواجهة) .من أجل ذلن تبنت كورٌا الشمالٌة عمٌدة عسكرٌة
من شأنها تملٌص الفجوة مع جارتها الجنوبٌة وحلٌفتها الوالٌات المتحدة ,إضافة الى
جعل الوالٌات المتحدة وكورٌا الجنوبٌة تفكر مئات المرات لبل اإللدام على تنفٌذ أي
عمل عسكري مباشر ضد كورٌا الشمالٌة ونظامها الشٌوعً.
تموم العمٌدة العسكرٌة الشمالٌة على مجموعة من األسس أهمها السالح النووي
النووي فمن ٌمتلكه ٌمكنه تهدٌد عدوه بسالح فتان ذو لدرة تدمٌرٌة عالٌة فهو سالح
استراتٌجً تمتلكه بضعة دول فمط (الوالٌات المتحدة ,روسٌا ,الصٌن ,الهند,
باكستان ,إسرائٌل ,برٌطانٌا ,فرنسا ,كورٌا الشمالٌة) .ومن ضمن األسس أٌضا
الصوارٌخ البالستٌة العابرة للمارات والمادرة على حمل رؤوس نووٌة وتصل الى
األراضً االمرٌكٌة ,ال ٌزال برنامج الصوارٌخ البالستٌة لكورٌا الشمالٌة ٌعانً
حٌث لم تنجح حتى اللحظة فً انتاج صاروخ لادر على الوصول الى األراضً
االمرٌكٌة ,مع تحمٌمها نجاحات فً انتاج صوارٌخ تغطً كامل أراضً كورٌا
الجنوبٌة والٌابان والمواعد االمرٌكٌة فً المحٌط الهادئ والشرق األلصى .اما أحد
أهم أسس العمٌدة الشمالٌة مبدأ اإلغراق الصاروخً الراضً العدو ,فكورٌا الشمالٌة
تصنع كل عام مالٌٌن الصوارٌخ والمذائف التً تغطً معظم أراضً الجنوب بل
وتمتلن األالف من لطع المدفعٌة ذاتٌة الحركة والمجرورة وراجمات الصوارٌخ
بمختلف األعٌرة والمدٌات والتً تشكل كابوسا مرعبا للجارة الجنوبٌة ,فهنان أكثر
من 00555راجمة صوارٌخ ومدفعٌة فوهاتها متجهة نحو الجنوب وتنتظر إشارة
البدء إلغراق سٌؤول والمدن الحٌوٌة للجنوب بعشرات األالف من المذائف
والصوارٌخ لتحولها الى كومة من رماد .ناهٌن عن الموات الخاصة لكورٌا الشمالٌة
التً تعتبر األكبر فً العالم بعدد ٌتجاوز 055ألف مماتل ,مدربون على المتال فً
أشد الظروف صعوبة ضمن مجموعات صغٌرة أو ضمن تشكٌالت لتالٌة كبٌرة.
فً بداٌة السبعٌنات أصدر رئٌس كورٌا الشمالٌة أنذان أمرا صارما لمطاعات
الجٌش المنتشرة على طول المنطمة منزوعة السالح ٌطالبهم فٌه بأن ٌموم كل لطاع
بانشاء وحفر مجموعة من االنفاق أسفل المنطمة منزوعة السالح تجاه أراضً
كورٌا الجنوبٌة ,بهدف استخدام هذه األنفاق من لبل الموات الخاصة الجتٌاح مدن
وبلدات الجنوب بهدف نمل المعركة الى الجنوب وااللتفاف على الموات الجنوبٌة
وتجاوز الخطوط الدفاعٌة ونماط الحماٌة التً أنشئها الجٌش الكوري الجنوبً فً
المنطمة منزوعة السالح ,اما فً أولات الهدوء تستخدم هذه االنفاق لتهرٌب
25
الجواسٌس وعناصر المخابرات بهدف جمع المعلومات االستخباراتٌة المهمة عن
الموالع العسكرٌة والحٌوٌة للجنوب.
منذ عام 0641الى عام 0656نجحت كورٌا الشمالٌة فً كشف أربعة أنفاق
شمالٌة اخترلت أراضٌها .النفك األول كان على ممربة من بلدة كورانجبو وعلى بعد
32كم من العاصمة سٌؤول ,كشف هذا النفك بعد رصد إحدى نماط الحراسة
الجنوبٌة فً المنطمة منزوعة السالح ألبخرة وأدخنة تتصاعد من فتحة فً األرض
نتجت عن تشمك بسٌط فً الطبمة الصخرٌة التً ُحفر فٌها النفك ,كان النفك بطول
اجمالً 0255متر وٌخترق أراضً كورٌا الجنوبٌة بمسافة 0555متر ,وٌمع على
عمك 12متر ,كان النفك مجهزا بخطوط كهرباء ومصابٌح إنارة وسكة حدٌد ,كما
أن أرضٌة النفك تمٌل بممدار 2درجات باتجاه الشمال بهدف منع المٌاه من التجمع
داخله.
عام 0642تم اكتشاف نفك أخر لرب مدٌنة تشولوون بفضل شهادة أحد
المسؤولٌن الشمالٌٌن المنشمٌن ,لمد كان ضعف النفك األول حٌث بلغ طوله 0255
متر وٌمع على عمك ٌتراوح بٌن 035-25متر .كان ٌمكن من خالل هذا مرور
0555جندي شمالً بكامل سالحهم وعتادهم ومركباتهم كل ساعة !
26
بعد 0سنوات تم اكتشاف نفك أخر لرب مدٌنة بانمنجوم ,حدث انفجار فً احد
تجاوٌف الغاز داخل النفك فاصدر صوتا مرتفعا سمعه الجنوبٌون ,حٌنها بدأ
الجنوبٌٌن بحفر نفك مضاد تجاه النفك الشمالً إلى أن نجحوا فً العثور علٌه
واختراله ,لمد كان على بعد 11كن من سٌؤول وٌضم 2مخارج وٌمع على عمك
40متر .كان بامكانه استٌعاب مرور 05ألف جندي بكامل عتادهم كل ساعة !
35
** *** *** **
30
الأَنَـفـاقََالـصَـيـنـيَة
لطالما أشتهرت الصٌن بسورها العظٌم الذي ٌعتبر أعجوبة من عجائب الدنٌا
السبع ,ذلن السور الذي بُنً لٌكون سدا منٌعا ً ٌحمً األراضً الصٌنٌة من الغزاة
والمعتدٌن ,وٌجعل من خطط االعادي لغزو الصٌن أمرا مكلفا على كافة األصعدة
وبمختلف الجوانب .لكن المهمة التً أداها السور العظٌم فً العصور المدٌمة ال
ٌمكنه أد ائها فً عصرنا الحالً الذي تطورت فٌه األسلحة ولدراتها التدمٌرٌة بشكل
رهٌب ,حتى أصبحت المالع والجدران بال فائدة ولن تستطٌع صد أي هجوم أو
الصمود فً وجه المصف الذي ستتعرض له.
تُعتبر الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة العدو اللدود لجمهورٌة الصٌن الشعبٌة ومنافسها
األبرز واأللوى فً مختلف المجاالت ,كما تعد التهدٌد المباشر للصٌن التً كانت
موالعها العسكرٌة مكشوفة اللمار التجسس وطائرات االستطالع االمرٌكٌة
وضعٌفة أمام أي ضربة عسكرٌة لد تتعرض لها هذه المنشأت من الماذفات
االستراتٌجٌة الشبحٌة او الصوارٌخ االمرٌكٌة العابرة للمارات والحاملة للرؤوس
النووٌة .فكانت الضربة االمرٌكٌة المتولعة كفٌلة بالمضاء على معظم ترسانة الصٌن
من المنابل النووٌة والصوارٌخ العابرة للمارات التً ٌمكنها الوصول الى األراضً
االمرٌكٌة ,وهو أمر بالغ الخطورة إذ لن تتمكن الموات الصٌنٌة من توجٌه ضربة
مضادة للوالٌات المتحدة فً حال نجاح الضربة األولى !
بناء علٌه لررت الصٌن البدء بمشروع طموح وضخم للغاٌةٌ ,مكن المول بأنه
النموذج الحدٌث لسور الصٌن العظٌم لكن هذه المرة لٌس فوق األرض بل فً
باطنها أسفل السالسل الجبلٌة شدٌدة الوعورة وذات التكوٌنات الصخرٌة النارٌة
شدٌدة الصالبة التً ٌمكنها تحمل أعتى األسلحة التً صنعها البشر ٌوما .تمثل هذا
المشروع فً بناء شبكة ضخمة جدا من األنفاق المجهزة بسكن حدٌدٌة .تستخدم
لتخزٌن الصوارٌخ االستراتٌجٌة العابرة للمارات وترسانة الصٌن من المنابل النووٌة
التً تعتبر سالح الردع فً وجه التفوق العسكري األمرٌكً الكاسح .ستوفر هذه
االنفاق الحماٌة لألسلحة االستراتٌجٌة الصٌنٌة ما ٌمنحها المدرة على توجٌه ضربة
نووٌة لألراضً االمرٌكٌة كفٌلة بمسح مدنها الرئٌسٌة من على الخارطة نهائٌا ,فً
حال تعرضت الصٌن لهجوم نووي أمرٌكً.
26
شبكة األنفاق معمدة ومجهزة بخطوط للسكن الحدٌدٌة التً تنمل الصوارٌخ
االستراتٌجٌة من خطوط اإلنتاج الى مستودعات التخزٌن ,وفً حاالت الطوارئ ٌتم
نمل الصوارٌخ من المستودعات الى منصات اإلطالق لرب مخارج األنفاق مجهولة
الموالع .ما ٌتٌح الفرصة امام منصات االطالق لنشر صوارٌخها فً ولت لصٌر
وتنفٌذ عملٌة االطالق واالنسحاب الى شبكة االنفاق من جدٌد لبل لٌام ألمار
التجسس االمرٌكٌة برصد منصة االطالق وتحدٌد مولعها.
تشٌر التمدٌرات الى أن شبكة االنفاق الصٌنٌة ٌتجاوز طولها 0555كم تنتشر على
مساحة األراضً الصٌنٌة .وتضم مراكز للمٌادة والسٌطرة واالتصاالت ومحطات
تحكم وانذار وخزانات ولود ومخازن لمنصات االطالق المتنملة وغرف معٌشة
للجنود ومحطات طالة كهربائٌة وأنظمة تهوٌة وأنظمة لحماٌة االنفاق من الهجوم
باألسلحة النووٌة والبٌولوجٌة والكٌمٌائٌة ومستودعات مواد تموٌنٌة تسمح للجنود
بالصمود فً باطن األرض لفترة زمنٌة طوٌلة ,إضافة الى العدٌد من المرافك الطبٌة
ومرافك للصٌانة.كم ان المطاعات العسكرٌة التً تشرف على انشاء االنفاق
وتشغٌلها وادارتها تحاط بسرٌة تامة منعا لتسرب أي معلومات تتعلك بأنشطة الموات
الصٌنٌة داخل االنفاق وخرائط وتصامٌم االنفاق وطبٌعة التحركات التً تنفذ فً
حاالت الطوارئ.
ان مشروع االنفاق االستراتٌجٌة الصٌنٌة لٌس الوحٌد الذي ٌنفذ فً دولة متكتمة
كالصٌن .حٌث عملت طوال سنوات الحرب الباردة على انشاء عشرات الموالع
المحصنة فً باطن األرض بل وعملت على انشاء شبكات من االنفاق والمالجئ
لسالح الجو لحماٌة الطائرات الحربٌة من أي هجوم مفاجئ ,بحٌث تتمكن الطائرات
بعد الهجوم من الخروج من المالجئ لتنفٌذ مهامها مجددا.
26
مماتالت صٌنٌة أثناء إدخالها الى احد االنفاق المحصنة
26
أهم الصوارٌخ الصٌنٌة البالٌستٌة ومداها.
20
لامت إٌران بتملٌد نموذج االنفاق الصٌنٌة ,حٌث حفرت مجموعة من االنفاق
أسفل الجبال اإلٌرانٌة بهدف حماٌة مخزونها من الصوارٌخ البالٌستٌة ومنصات
إطاللها ,اال ان هذه االنفاق ال تزال فً بداٌاتها وال تحتوي على خطوط حدٌدٌة,
والصور التً نشرتها اٌران تظهر أنفالا بسٌطة التجهٌزات لكن ضخمة الحجم! .
22
الـتَـجـربـةََالـســـوريـَـة
مثلت بداٌات العام 3122إنعطافة حادة فً التارٌخ السوري ككل ,ففً هذا العام
انطلمت الثورة السورٌة على نظام الحكم بمٌادة أل األسد والطائفة العلوٌة األللٌة,
فكانت هذه الثورة جزءا من الربٌع العربً الذي عصف بعدة دول عربٌة مثل تونس
ومصر ولٌبٌا والٌمن ,بدأت الثورة بمظاهرات واحتجاجات سلمٌة عمت معظم
األراضً السورٌة تطالب بالحرٌة والعدالة االجتماعٌة ,ولد لوبلت من لبل النظام
السوري باجراءات لمعٌة هً األعنف واألشد فً المرن الحادي والعشرٌن بهدف
اخماد الثورة والمضاء على الثائرٌن.
جاءت الرٌاح بما ال تشتهً السفن ,فمع تزاٌد إجراءات الممع ازدادت
االحتجاجات واتسعت رلعتها ,فزاد النظام السوري من بطشه واستخدم كافة
اإلجراءات األمنٌة للحٌلولة دون استمرار الثورة ,الى ان أنزل الجٌش السوري الى
الشوارع لمحاربة الثائرٌن ,فكانت بداٌة العسكرة للثورة .فبعد مغادرة الجٌش لثكناته
تمكن عشرات االالف من الجنود والضباط من اعالن االنشماق عن لوات النظام
وتشكٌل مجموعات ثورٌة مسحلة لمجابهة لوات النظام ,فشكلوا الجٌش السوري
الحر.
مع طول المدة ظهرت جماعات أخرى تماتل النظام السوري ,كما ظهرت
ملٌشٌات شٌعٌة متعددة تساند النظام .ازدادت حدة المعارن فسمطت مساحات واسعة
بٌد المعارضة السورٌة المسلحة وخرجت من تحت سٌطرة النظام .اال أن النظام
السوري ورغم فمدانه الراضً شاسعة احتفظ بتفوله الجوي والمدفعً ,فطائراته
وراجماته لم تهدأ واستمرت بمصف المناطك المحررة حتى تحول معظمها الى مدن
أشباح ٌكسوها ركام وحطام المنازل المدمرة الخاوٌة التً لتل أو هجر أهلها.
وما زاد األمور سوءا التدخل الروسً العسكري المباشر لدعم النظام السوري.
فازدادت حدة المصف الجوي وحصل النظام على خطوط امداد غٌر منمطعة من
المذائف والصوارٌخ والعتاد المختلف .أصبح كل ما ٌتحرن فوق األرض فً
المناطك المحررة هدفا للطائرات الحربٌة .وأصبحت البرامٌل المتفجرة أداة النظام
األولى لتدمٌر المدن والبلدات التً خرجت من تحت سلطته .اما األرض المحرولة
فهً االستراتٌجٌة الرئٌسٌة التً تبناها النظام النهان معارضٌه والمضاء على
حواضن الثورة السورٌة.
78
لم ٌكن أمام الثائرٌن فً بعض المناطك التً أدركت حجم المخاطر وصعوبة
المعارن إال اللجوء الى باطن األرض الذي لطالما احتضن الضعفاء .بذل الثوار
السورٌٌن جهودا لحفر شبكات من االنفاق والخنادق والمالجئ ,تمٌهم من لصف
النظام وتمكنهم من الصمود ألطول فترة ممكنة ,وتتٌح لهم إمكانٌة مهاجمة موالع
النظام المحصنة التً ٌصعب االلتراب منها.
ال ٌمكن تحدٌد بداٌة حرب األنفاق فً سورٌا بدلة ,لكن ٌمكن المول بأن أول
استخدام كان فً فً عام 3122عندما لام مماتلوا الجٌش الحر الذٌن كانوا
ٌسٌطرون على حً باب عمرو فً مدٌنة حمص باالنسحاب من الحً عبر نفك لدٌم
كان ٌستخدم كمناة لتصرٌف مٌاه األمطار ( .بعض الشواهد التارٌخٌة تتحدث عن
لٌام بعض الثوار السورٌٌن إبان حمبة االستعمار الفرنسً باستخدام شبكات السماٌة
فً الحارات الشامٌة للهرب من لوات المستعمر الفرنسً) .اما أكثر األنفاق شهرة
فكانت األنفاق الملغمة التً حفرت أسفل موالع وثكنات لوات النظام فً مختلف
المدن السورٌة ,والتً ساهمت بشكل كبٌر فً استنزاف لوات النظام وخرق دفاعاته
المحصنة والحما انسحابه من عدد من المدن وسٌطرة الثوار علٌها.
تفجٌر نفك مفخخ أسفل مولع عسكري تابع لموات النظام السوري وتدمٌره بالكامل
إن أوسع شبكات لألنفاق كانت فً ثالثة مناطك سورٌة ,األولى أنفاق تنظٌم
الدولة اإلسالمٌة فً مناطك سٌطرته فً الشرق والشمال الشرلً وعلى وجه
79
الخصوص فً الرلة ودٌر الزور ,الثانٌة كانت فً غوطة دمشك وحً جوبر والتً
حفرها جٌش اإلسالم وفٌلك الرحمن ,اما الثالثة فتعود للملٌشٌات الكردٌة فً عفرٌن.
تعرضت الغوطة لحصار خانك من كل الجهات بعد سٌطرة المعارضة السورٌة
علٌها ,وكانت فً للب مركز ومعمل النظام وعلى ممربة من لصره الرئاسً وكانت
تمثل خطرا استراتٌجٌا على وجوده فً ظل تهدٌد معارضة الغوطة لدمشك ,لذلن
ركز النظام نخبة لواته فً الفرلة الرابعة والحرس الجمهوري فً محٌط الغوطة.
واستمرت طائراته ومدفعٌته فً دن المدٌنة طوال سنوات الحصار العجاف .بعد ان
تلبدت سماء الغوطة بطائرات النظام والروس .لامت المعارضة السورٌة بحفر
شبكة ضخمة من األنفاق لتؤدي مهام مختلفة:
أنفاق الخطوط الدفاعٌة على اطراف الغوطة والتً ترتبط بشبكات الخنادق -
والسواتر وتستخدم لصد هجمات لوات النظام ومنعها من التمدم.
أنفاق التهرٌب التً تربط المناطك المحاصرة بمناطك سٌطرة النظام ومن -
خاللها وباالتفاق مع ضباط فاسدٌن فً جٌش النظام كان ٌتم ادخال الحاجٌات
األساسٌة من مواد غذائٌة وولود الى داخل الغوطة ومن خاللها كانت تتنمل
لٌادات المعارضة للمشاركة فً المؤتمرات خارج سورٌا !
أنفاق مدنٌة ترتبط بمجموعة من المالجئ التً تضم مستشفٌات تحت األرض -
ومدارس ومخازن مؤن وتعمل كمالجئ للمدنٌٌن أولات تعرض مناطمهم
للمصف.
أنفاق ضخمة تربط بٌن مدن وبلدات الغوطة تتٌح للسٌارات بالتنمل بٌن -
مناطك الغوطة تحت األرض دون الحاجة الى استخدام الطرق الرئٌسٌة التً
ٌتم فٌها استهداف كل ما ٌتحرن من لبل طائرات النظام .واستخدمت هذه
االنفاق أٌضا لتخزٌن االلٌات الثمٌلة التً تمتلكها المعارضة فً الغوطة مثل
الدبابات والمدرعات ومنظومة أوسا للدفاع الجوي .
األنفاق الهجومٌة التً مكنت المعارضة من تفجٌر عدد من االنفاق المفخخة -
أسفل تمكرزات لوات النظام.
حفرت أنفاق الغوطة الضخمة باستخدام أالت حفر ثمٌلة صنعت فً الغوطة
وأنفاق أخرى لام بحفرها متطوعون أو أسرى النظام الذٌن أجبروا على العمل فٌها.
لم ٌتخٌل أحد حجم وضخامة أنفاق الغوطة إلى أن لام النظام السوري وحلفائه
بالسٌطرة على الغوطة بعد شن أضخم حملة عسكرٌة للسٌطرة على الغوطة بالكامل,
نجحت الحملة فً إجبار المعارضة المنهكة من الحصار الطوٌل والضربات
المستمرة على المبول باتفاق ٌمضً بخروج المماتلٌن واألهالً الى شمال سورٌا
7:
حٌث مناطك سٌطرة الثوار .وجدت لوات النظام أنفاق ٌصل طولها الى عدة
كٌلومترات تتسع لمرور شاحنة متوسطة بسالسة .وأنفاق أخرى مجهزة بشكل ٌثٌر
الدهشة ,وانفاق صغٌرة تنتشر اسفل أراضً الغوطة .لمد كانت أعماال هندسٌة
وإنشائٌة أثارت إ عجاب عدوها لبل الصدٌك ,فرغم ضعف اإلمكانٌات وللة الموارد
وفً ظل الهجمات المستمرة التً عانت منها الغوطة اال ان المعارضة نجحت فً
بناء أعجوبة هندسٌة تستحك االحترام.
ان السبب الرئٌسً لخسارة معركة الغوطة وفمدان السٌطرة علٌها ال ٌعزى بأي
شكل من األشكال الى فشل شبكة االنفاق والدفاعات ,بل الى المساحة الضٌمة
المكشوفة المحاصرة بشكل كاملٌ ,مكن للمدافع ذو العمٌدة واالهداف الراسخة ان
ٌستمر فً المتال الى ان ٌنتصر أو ٌمتل ,لكن تكون له حسابات أخرى اذا ما كان
محاطا بأعداد كبٌرة من المدنٌٌن الجوعى والثكلى والجرحى والمنهكٌن من حصار
وحرب لم تهدأ طوال سنوات ,كما ٌعزو البعض سبب خسارة الغوطة الى إتفالات
سٌاسٌة مشبوهة أو فاشلة فً الحد األدنى ! اما األنفاق فأدت مهامها بكفاءة ونجاح
وتسبب بممتل وجرح االالف من لوات النظام على تخوم الغوطة وابتلعت الخنادق
اعدادا كبٌرة من ألٌاته ودباباته !!
مجموعة صور توضح بعضا ً من أنفاق الغوطة ومدى ضخامتها وتصفٌحها وتجهٌزاتها
81
ربطت هذه االنفاق بٌن المناطك الحٌوٌة فً الغوطة .فكانت
سٌارات اإلسعاف تنمل المصابٌن على الجبهات الى المستشفٌات
والمراكز الطبٌة ,كما سمحت بنمل االمدادات مباشرة الى الجبهات
دون خشٌة من لطع طرق االمداد من طائرات ومدفعٌة النظام !
82
أطفال الغوطة أثناء اختبائهم داخل احد االنفاق خوفا من المصف
83
فً الشمال السوري وعلى الحدود مع تركٌا ولعت بعض المدن تحت سٌطرة
الملٌشٌات الكردٌة االنفصالٌة التً تطالب بإنشاء دولة كردٌة أو إللٌم حكم ذاتً.
كانت مدٌنة عفرٌن معمل وحدات حماٌة الشعب الكردٌة وحزب العمال الكردستانً
وفً ممابلهم العدو اللدود لحلم الدولة الكردٌة اال وهً تركٌا.
كانت الملٌشٌات الكردٌة تدرن أن المواجهة مع تركٌا واردة فً أي لحظة ,كما
أدركت أن الموة العسكرٌة التركٌة ساحمة وال ٌمكن الصمود امامها .لذلن لامت
الملٌشٌات الكردٌة بإعداد نفسها للمواجهة المرتمبة والهدف الرئٌسً إطالة أمد
المعركة ألطول فترة ممكنة إلستنزاف الموات التركٌة .من أجل ذلن لامت
الملٌشٌات الكردٌة بحفر وبناء شبكة من التحصٌنات التً تضم خنادق وسواتر
ومالجئ محصنة وأنفاق وغٌرها.
على الرغم من نجاح الملٌشٌات الكردٌة فً انشاء شبكة كبٌرة وضخمة من
االنفاق والتحصٌنات ,اال انها لم تنجح فً خوض معركة تلٌك بضخامة االنفاق ,لعل
من اهم أسباب الفشل الكردي هو الرصد واالستطالع التركً الذي رالب عملٌات
الحفر واالنشاءات الكردٌة منذ بداٌاتها فكونت الموات التركٌة لاعدة بٌانات وبنن
اهداف لهذه التحصٌنات التً دمرت فً بداٌات العملٌة العسكرٌة على عفرٌن ,كما
ان الملٌشٌات الكردٌة فً عفرٌن لم تكن مدربة بشكل كافً لخوض معركة بهذا
الحجم ولم تملن خبرة لتالٌة تؤهلها لخوض حرب عصابات ضد الجٌش التركً
والجٌش الحر المساند للموات التركٌة.
افراد من الجٌش التركً ٌمشطون مجموعة من انفاق الملٌشٌات الكردٌة فً جبال عفرٌن
84
أنفاق غٌر جاهزة فً عفرٌن تم بنائها باتباع أسلوب الحفر السطحً
عناصر من الجٌش السوري الحر المساند للموات التركٌة من داخل أنفاق الملٌشٌات الكردٌة فً عفرٌن !
85
مماتلٌن أكراد من داخل األنفاق والتحصٌنات التً لاموا باعدادها
إن عملٌات حفر األنفاق كانت تتطلب جهودا بشرٌة هائلة النجازها ,وفً سبٌل
سعت مختلف األطراف لتطوٌر أو تسرٌع عملٌات الحفر وإنجاز المهام بسرعةَ ,
امتالن معدات متخصصة فً حفر األنفاق بهدف ضمان إنجاز العمل بأسرع ولت
وألل كلفة وبأفضل أداء .فظهرت العدٌد من أالت الحفر التً صممت فً األساس
لالستخدامات المدنٌة مثل حفر لنوات تصرٌف المٌاه او نملها وانشاء شبكات
الصرف الصحً اسفل المدن األوروبٌة بعد الثورة الصناعٌة أو استخدامها فً
المناجم ,واستغلت أولات الحروب كأالت لحفر األنفاق العسكرٌة! فٌما ٌلً بعض
منها.
67
66
أالت حفر أنفاق ثمٌلة صنعها وطورها تنظٌم الدولة اإلسالمٌة محلٌا
الة ثمٌلة لحفر االنفاق من تطوٌر الملٌشٌات الكردٌة فً مدٌنة عفرٌن السورٌة
67
ألة حفر أنفاق من تصنٌع المعارضة السورٌة المسلحة فً غوطة دمشك
دراجة نارٌة تم تعدٌلها بحٌث تسٌر على سكة حدٌدٌة لتجر عربات خلفها تستخدم لنمل األتربة من داخل النفك الى خارجه .وتستخدم إلدخال
ألواح التدعٌم الى داخل النفك ! النفك ٌعود إلحدى عصابات تهرٌب المخدرات على الحدود االمرٌكٌة المكسٌكٌة
** حروب االنفاق لم تمف عند ما تم ذكره ,فً فترة الحرب الباردة لامت دول
أوروبا الغربٌة وروسٌا بحفر شبكات ضخمة من األنفاق والمالجئ تحت األرض
تؤدي دور مراكز المٌادة والسٌطرة فً هذه الدول فً حال نشبت الحرب بٌن
الطرفٌن .ولد كانت هذه االنفاق مجهزة على اعلى المستوٌات ولادرة على تحمل
الضربات النووٌة واستٌعاب األسلحة االستراتٌجٌة لهذا البلدان .وغٌر ذلن لام
مماتلوا جبهة البولٌسارٌو فً الصحراء الغربٌة بنشر احدى مناوراتهم التدرٌبٌة
68
تحاكً عملٌات لتالٌة باستخدام االنفاق لمواجهة الجٌش المغربً .كما أن حزب هللا
اللبنانً فً حرب تمو 2887استخدم مماتلوه شبكة من االنفاق فً الجنبو اللبنانً
لمواجهة الموات اإلسرائٌلٌة ,وٌمال أٌضا بان جماعة الحوثً الٌمٌنة تعتمد على
شبكة كبٌرة من الكهوف واالنفاق فً جبال صعدة لتخزٌن السالح وحماٌة المماتلٌن
والمادة .اما فً حرب البوسنة كان لنفك سراٌٌفو دور فً نمل الجرحى واالمدادات
من المناطك المحاصرة .وغٌرها العدٌد من التجارب فً حرب االنفاق التً نجح
معظمها وفشل بعضها !
78