الجزء المضاف الي مادة الاصول الفلسفية للتربية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫أهداف التربية عند أفالطون‪:‬‬

‫يمكن تلخيص أهم أهداف التربية التي تشتق من كتابات أفالطون فيما يلي‬

‫نظرا لما رأه افالطون من تفشي روح الفردية في أثينا في عهده على تحقيق هذا الهدف بتنمية‬ ‫‪-1‬العمل على تحقيق وحدة الدولة؛ ً‬
‫روح الجماعة أو اإلحساس بالتغور بالحياة الجماعية‪ ،‬فالدولة في نظره تفوق الفرد‪ ،‬ولذلك يجب أن تدرب كل مواطن على تكريس‬
‫نفسه بدون تحفظ لخدمة الدولة‪ ،‬وأن يغفل مصالحة الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنمية المواطنة الصحيحة في األفراد هذه المواطنة التي تتجلى في الفضيلة‪ ،‬والتربية في رأي افالطون تصل إلى هدفها هذا‬
‫على نحو حرفي عن طريق غرس صفات االعتدال والشجاعة والمهارة العسكرية في الشباب‪ ،‬فقد كانت هذه هي الفضائل المعروفة‪،‬‬
‫وهي على أهميتها لم تعد كافية إلعداد المواطنين لحاجات الحياة العامة وحاجات الحياة االجتماعية المتطورة‪ ،‬فبتعقد شؤون الحكم‬
‫وظروف الحياة السياسية واالقتصادية ظهرت الحاجة إلى الحصول على مهارات في نواح متعددة‪ ،‬وكان رأي أفالطون أن إمداد‬
‫الشباب بالمعرفة الدقيقة عن طبيعة الحكم وطبيعة الحق المطلق يُساعدهم على ممارسة األعمال الرئيسة في الحياة المدنية‬
‫واالجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬نتيجة للسنوات العديدة في التأمل‪ ،‬كان أفالطون يرى أن العقل هو جوهر الكون‪ ،‬وأنه موجود بطبيعته في روح الطفل‪ ،‬ووظيفة‬
‫التربية هي إعالء العقل على األمور الحسية‪ ،‬والروح على البدن‪ ،‬وذلك عن طريق إيقاظ القوة العاقلة فيه‪ ،‬أو بمعنى آخر هدف‬
‫التربية ووظيفها توطيد حكم العقل في الحياة النامية للطفل‪.‬‬
‫‪_ -4‬تنمية اإلحساس‪ ،‬فالتربية ال بد وأن تهدف إلى أن يحب الفرد الحق والخير والجمال‪ ،‬ويجب لذلك أن تتعلم الروح السامية للفرد‬
‫أن تضع المثال فوق الواقع وأن تهتم باألمور الخالدة العابرة‪ ،‬فالطفل بطبيعته ُمحب للشهوات الوضعية‪ ،‬وعلى التربية واجب إثارة‬
‫اهتمامه اهتماما بالغا بالحقيقة المثالية‪.‬‬
‫‪ - 5‬تتطلب طبيعة اإلنسان وحياته المعقدة ضرورة التوفيق بين عناصرها المعقدة‪ ،‬ولكي تكون هذه العناصر ً‬
‫كال موحدا يجب‬
‫التوفيق بين مطالب الجسم والعقل‪ ،‬والحياة التي تقوم على العادة‪ ،‬وتلك التي تقوم على التفكير‪ ،‬والمصالح الفردية‪ ،‬ومصالح الدولة‪،‬‬
‫وواجب المربي الكبير في هذه الحالة هو محاولة حصول الفرد على التناسق في شخصيته ‪.‬‬

‫‪ - ٦‬إنتاج أطفال قادرين على حكم أنفسهم ويستطيعون بتفكيرهم التصرف في المسائل المتعلقة بسلوكهم‪ ،‬وبذلك يوفرون على الدولة‬
‫عبء تعليمات وقوانين تفصيلية في مثل هذه المسائل‪.‬‬

‫‪_ ٧‬العمل على أن يعيش األطفال بانسجام‪ ،‬على أن تكون المدرسة أعظم الهيئات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬فالتربية الحقة يجب أن يكون‬
‫هدفها األعظم تمدين األطفال وتهذيب عالقاتهم بعضهم ببعض وعالقاتهم بالذين يحكمونهم‪..‬‬

‫‪/3‬نظرية أفالطون في التربية‪:‬‬

‫غلبت على آراء أفالطون التربوية آراؤه في علم النفس التي تصف الروح البشرية أو الشخصية‪ ،‬وأراؤه عن المجتمع البشري وعن‬
‫الفرد والمجتمع‪ ،‬والعالقات بينهما‪ ،‬وعلى أساس نظرة افالطون السيكولوجية أعلى افالطون نظاما لتدريب األفراد‪،‬‬

‫وهو كالتالي‪ :‬أوال‪ :‬يجب أن يخضع المسؤولون عن الحكومة في المدينة لنظام تربوي يتكون من خمس مراحل‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪- ١‬من الميالد إلى سن السابعة عشرة‪ ،‬وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين‪ ،‬ويربي األطفال على أيدي اختصاصيين في دور الحضانة‬
‫العامة بعيدا عن اآلباء‪ .‬وفي الحضانة يهتم المشرفون بالنمو الجسمي لألطفال مستغلين اللعب والرياضة في ذلك‪ ،‬ومن خالل القسم‬
‫الثاني يتعلم األطفال القراءة والكتابة‪ ،‬ويتدربون على التذوق الموسيقي وتشمل الموسيقى واللغة واألدب بالمفهوم الحديث)‪ ،‬وإلى جانب‬
‫ذلك يتعلم األطفال والعلماء العلوم والتمرينات البدنية وتخضع المناهج التي يدرسها المتعلمون لرقابة الدولة خضوعا كامال في محتواها‬
‫وشكلها‪.‬‬

‫‪ -2‬من سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة إلى سن العشرين‪ ،‬في هذه المرحلة يدرب الشباب تدريبات عسكرية وجسمية شديدة‪.‬‬

‫‪ -3‬المرحلة الثالثة من سن العشرين إلى الثالثين يُدرب فيها الشباب على العلوم كالحساب والهندسة والفلك وغيرها‪ ،‬إلى جانب دراسة‬
‫الموسيقى‬

‫‪ -4‬المرحلة الرابعة من سن الثالثين إلى الخامسة والثالثين‪ ،‬وتتميز بطريقة المناقشةوالحوار في دراسة عن العالم وطبيعة الخير‬

‫ه ‪-‬المرحلة الخامسة من سن الخامسة والثالثين إلى سن الخمسين‪ ،‬وفيها يعين الناجحون في المرحلة الرابعة في مناصب حكومية‪،‬‬
‫وفي من الخمسين يختار المبرزون في المناصب الحكومية ليرفعوا إلى المناصب الحكومية العليا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يجب أن يخضع أصحاب اإلرادة إلى نظام تربوي خاص بهم‪ ،‬ولكنه مع ذلك يجد مانعا من خضوعهم للمنهج الدراسي ألصحاب‬
‫العقل‪ ،‬والتفكير‪ ،‬ويلوح أنه من الضروري لطبقة الجند من دراسة عسكرية تؤهلهم للمناصب الحربية‪ ،‬وتبث فيهم نوعا من الشجاعة‬
‫والقدرة على تقبل أوامر وتوجيهات أصحاب العقل‪ ،‬وإال فقد يندفعون إلى أعمال يثيرها الطمع لتحقيق مكاسب اقتصادية خاصة بهم‪،‬‬
‫وبذلك يصبحون مصدر خطر دائم في مجتمع متدين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬يجب أن يخضع أصحاب الشهوات إلى نظام التربية نفسه في المرحلة األولى‪ ،‬وهي من الميالد إلى سن السادسة عشر أو‬
‫السابعة عشر ‪ ،‬وسوف تساعدهم هذه التربية على الخضوع لطبقة الجند وبالتالي فئة المفكرين كما أن تربيتهم سوف تسعدهم في‬
‫اتجاهاتهم االقتصادية‪ ،‬وينتظر افالطون من نوع التربية الذي يخضع له أصحاب هذه الطبقة أنها سوف تكبح جماح شهواتهم‪.‬‬
‫‪ - ٤‬أكاديمية أفالطون‪:‬‬

‫كان أفالطون يطمح إلى إنشاء مدرسة تقام في مكان معين‪ ،‬يُباشر فيها مهنة التربية والتعليم بعيدا عن الضجيج والصخب‪ ،‬فاختار‬
‫قطعة من األرض‪ ،‬تقع خارج أثينا من جهة الغرب‪ ،‬اشتراها من شخص يُدعى أكاديموس‪ ،‬ومن هذا االسم األخير أخذت المدرسة‬
‫اسمها "األكاديمية ثم أدخلت هذه الكلمة في جميع اللغات األوروبية تقريبا وقد أقبل الطالب على أكاديمية أفالطون من أقاصي‬
‫األطراف وأدانيها‪ ،‬ولم يكن يعني أفالطون تعليم القراءة والكتابة وعلم الحساب‪ ،‬إذ كان هدفه أسمى من هذا بكثير‪ ،‬لقد كان يُريد أن‬
‫يثقف طالبه‪ ،‬ويُزودهم بحب المعرفة والحكمة ليجعل منهم فالسفة‪ ،‬فكان يقوم بتعليم أصول المعرفة والتربية واألخالق والسياسة‪ ،‬و‬
‫والمنطق والرياضيات‪ ،‬إن األكاديمية لم تكن مدرسة أنشأتها الحكومة لتسد حاجاتها اإلدارية بل كانت مدرسة عليا مستقلة عن الحكومة‬
‫لتدريس الفلسفة والسياسة‪ ،‬ويُمكن اعتبارها أول معهد للتعليم العالي‪ ،‬ولم يأت إليها الطالب لكي يحصلوا على درجات علمية تُعطيهم‬
‫الحق في وظيفة‪ ،‬فكانوا ال يجتازون امتحانا‪ ،‬وال ينالون عن طريقها أي امتحان كان إال ما كانت تنطوي عليه روح الخير عن‬
‫معلميهم‪ ،‬فكان هذا هو احسن مظاهر األكاديمية‪ ،‬وكان المعلمون والطالب يتصفون بالنزاهة التي يمكن أن تتوافر للعلماء‬

‫ه ‪-‬نظام التعليم عند أفالطون‪:‬‬

‫تصور أفالطون في كتابه الجمهورية" دولة مثالية تبدأ بتربية األطفال دون العشر سنوات تربية بعيدة عن تأثير أبائهم؛ ألن بناء هذه‬
‫الدولة في نظره ال يقوم في ظل أطفال صغار أفسدهم الكبار‪ ،‬ويجب أن يمنح كل طفل منذ بداية تربيته مساواة تامة في فرص التعليم؛‬
‫ألن أحدًا ال يعرف من أين يلمع ضوء العبقرية‪ ،‬ويجب أن نبحث عن هذا الضوء في كل مكان وفي كل نوع وجنس‪ ،‬ونقطة البداية في‬
‫نظره هي تعميم التعليم لكل األطفال‪ ،‬وفي العشر سنوات األولى من حياة الطفل ينبغي أن يكون التعليم مهتما بالدرجة األولى بتربية‬
‫أجسام األطفال‪ ،‬ولهذا يجب أن يُقام في كل مدرسة ملعب وساحة رياضية‪ ،‬ويجب أن يشغل اللعب والرياضة البدنية ً‬
‫حيزا من االهتمام‬
‫في مناهج التعليم‪ ،‬لكن مجرد الرياضة البدنية والتدريب الجسدي ال يكفي للطفل؛ ألن ذلك قد يجعله خشنًا‪ ،‬فكيف السبيل إذن إلى‬
‫تلطيف طبيعته‪ ،‬قد يكون ذلك عن طريق الموسيقى؛ ألنها تؤدي إلى اإليقاع واالنسجام والتناسق وتحمل الجمال إلى الروح هذا رأي‬
‫أفالطون)‪ ،‬ويقدم لنا افالطون مبدا تربويا سلي ًما على أساس تقديم عناصر التعليم إلى عقل الطفل بغير إكراه‪ ،‬أو إرغام؛ ألن الرجل‬
‫الحر ينبغي أن يكون ُح ًرا أيضا في حصوله على المعرفة‪ ،‬والمعرفة التي تتأتى باإلرغام ال تبقى في العقل‪ ،‬وقد تصور أفالطون نظا ًما‬
‫في جمهوريته قسمه إلى المراحل اآلتية‪:‬‬

‫مرحلة الحضانة‪ :‬يتفق تصور أفالطون لمرحلة الحضانة مع فكرته عن شيوع الملكية‪ ،‬وتملك الدولة لكل شيء بما في ذلك األفراد‪،‬‬
‫ولذلك رأى أن مرحلة الحضانة تبدأ منذ والدة الطفل حتى سن السادسة‪ ،‬وفي السنوات الثالث األولى منها يكون االهتمام بتغذية الطفل‬
‫ورعايته وتعريفه بمقدار ببعض المشاعر كالسرور واأللم ويجب البعد عن تخويفه‪ ،‬أما السنوات الثالث األخيرة فهي أهم فترات التعليم‬
‫في ح ياة الطفل‪ ،‬وما يجب أن يتعلمه الطفل في هذه المرحلة هو اللعب والتسلية واالستماع إلى القصص الخيالية وقصص األلهة‪،‬‬
‫ويجوز في نظر افالطون عقاب الطفل في هذه المرحلة‪.‬‬

‫المرحلة األولية (االبتدائية )‪:‬تبدأ هذه المرحلة من سن السادسة حتى سن الثالثة عشرة‪ ،‬ويتعلم األطفال فيها في المدرسة األولية‪،‬‬
‫ويعيشون في المساكن الداخلية التي تعدها الدولة مع فصل األوالد عن البنات‪ ،‬وفي هذه المرحلة يدرس األطفال الدين واألخالق‬
‫والموسيقى والرياضيات‪ ،‬ويمارسون اللعب والرياضة ومبادئ التدريب العسكري وركوب الخيل‪ ،‬وقدعدل أفالطون عن رأيه األول‬
‫في تد ريس القراءة والكتابة‪ ،‬فذكر في كتاب كتاب " القوانين أنه يجب تأخير تعلمها حتى سن العاشرة "ويستمر في دراستها حتى آخر‬
‫المرحلة ‪.‬‬

‫المرحلة المتوسطة والثانوية‪ :‬تمتد هذه المرحلة من سن ‪ ،2۰-13‬تخصص الثالث سنوات األولى منها من سن‬

‫( ‪ )1٦-13‬لمواصلة دراسة مواد المرحلة األولى إلى جانب تعليم العزف على القيثارة التي أصر أفالطون على أن يتعلمها التلميذ‬
‫طوال ثالث سنوات سواء رضي أم كره‪ ،‬والفترة من سن ( ‪ )1٨-1٦‬تخصص ممارسة األلعاب الرياضية العنيفة والتدريب العسكري‪،‬‬
‫وال تدرس فيها أي مواد عقلية‬

‫المرحلة العالية ‪:‬ويختار لها الصالحون من البنين والبنات في سن العشرين إلعدادهم ليكونوا فالسفة وحكا ًما‪ ،‬ومدة الدراسة في هذه‬
‫المرحلة عشر سنوات تخصص للدراسات العلمية التي حددها أفالطون بالحساب والهندسة والفلك والموسيقى دراسة علمية منظمة‪،‬‬
‫وهذه المواد األربعة هي التي كونت الرباعية التعليمية في الفنون الحرة‪ ،‬التي اتخذت أساس المنهج المدرسي طيلة الغضور الوسطى‬
‫وامتد تأثيرها على المنهج حتى العصور الحديثة‪.‬‬

‫الدراسات العليا ‪ :‬يُوجه الشباب بعد سن الثالثين حتى الخامسة والثالثين لدراسة الجدل والفلسفة‪ ،‬ودراسة نظرية األخالق وعلم النفس‪،‬‬
‫ونظم الحكم والقوانين‪ ،‬ومن سن ‪ ۵۰-3۵‬يقومون بخدمة الدولة في مرافقها المختلفة‪ ،‬ويُوضعون موضع االختبار‪ ،‬وعند سن الخمسين‬
‫يُعفى هؤالء الموظفون من األعمال الرسمية ويوجه اهتمامهم لدراسة الفلسفة ونظام الحكم‪.‬‬

‫التربية عند أرسطو ‪:‬‬


‫من األجدر على القيام بوظيفة التربية هل من المفيد أن تترك تربية األطفال لآلباء أم تكون تحت إشراف الدولة ؟ وماهو البرنامج‬
‫التربوي الذي يجب أن يعتمد في التعليم؟ و ما هي طرقه وأساليبه؟ وما هي األهداف المرجوة من التربية‪ ،‬هل غايتها تنمية القدرات‬
‫الفكرية أم تهذيب النفس أم تقوية الجسد ؟ تلك هي أهم التساؤالت التي طرحها أرسطو‪ ..‬وقد كان له فيها موقفا قد يقترب من ‪..‬‬
‫موقف أستاذه ‪ ،‬لكن فيه ما يميزه عنه ونكتفي هنا بأهم ما ورد فيه ‪.‬‬
‫خصائص التربية و أهدافها‪:‬‬

‫يتفق أرسطو مع استاذه أفالطون على الدور الهام الذي تضطلع به التربية في بناء المدينة الدولة‪ ،‬لذا فهو يؤكد على ضرورة اهتمام‬
‫الحكام بتربية الناشئة من خالل وضع برنامج تربوي يكفل للدولة تكوين مواطنين صالحين يكون بمقدورهم تحمل أعباء تسيير شؤون‬
‫دولتهم ‪ ،‬ذلك ألن رسالة التربية األولى تكمن في تكييف مواطني المستقبل مع مهامهم المدنية وألن الدولة التي تهمل العناية بهذه‬
‫المهمة تؤدي بنفسها ‪ .‬إلى الهالكإن التربية عند أرسطو هي من المهام المنوطة بالدولة‪ ،‬فال ينبغي أن تترك للخواص نموذج‬
‫السوفسطانيين) ‪ .‬بحيث يوجهونها حسب أهوائهم وميوالتهم الشخصية وقد يدافع البعض عن التربية الخاصة‬

‫‪ -‬كما يرى أرسطو ‪ -‬من اجل تبرير الممارسة األثينية التي كانت تقول لالباء مهمة السهر على تربية أطفالهم بحيث توفر لهم برنامجا‬
‫تعليميا يتفق وأفكارهم الشخصية مستندين إلى شعار " المواطن يملك نفسه" بمعنى انه حر في اختيار ماذا يتعلم وكيف يتعلم ومتى‬
‫يتعلم‪ ،‬اعتقادا منهم أن ذلك من األمور الخاصة التي ال يجب على الدولة أن تتدخل فيه ‪ .‬وهذا في الواقع اعتقاد مزعوم في نظر‬
‫أرسطو ‪ -‬ألنه من الخطأ أن يظن الفرد انه مستقل بذاته عن الدولة بل الجميع ملك للدولة‪ ،‬وكل مواطن هو جزء من الدولة‪ ،‬والعناية‬
‫بكل جزء يهدف بطبيعة الحال إلى العناية بالكل وبما أن غاية الدولة واحدة ‪ ،‬فينبغي بالضرورة أن تكون التربية واحدة ومتشابهة‬
‫بالنسبة للجميع وال يجب أن نفهم من هذا أن أرسطو يقلل من شأن األسرة في تأديتها لهذه الوظيفة‪ ،‬فلنتذكر النقد الالذع الذي وجهه‬
‫األستاذه الذي دعا إلى إزالة األسرة إن أرسطو يشدد على ضرورة األسرة و يعترف لها بالدور الذي تقوم به في هذا المجال مجال‬
‫التربية حيث يقوم الالباء برعاية األطفال صحيا ونفسيا بحيث يهيئونهم لالندماج في الوسط المدرسي‪ ،‬لكن" شريطة مراقبة رسمية تحد‬
‫من تعسفهم الم حتمل‪ ،‬وتؤمن وحدة الرؤى وتضافر الجهود المدنية فمهما كان للتربية األسرية من مزايا فهي ال تبلغ منزلة التربية التي‬
‫تقوم بها الدولة ‪ ،‬ألن لقوانين الدولة من القوة الرادعة ما ال يتوفر لدى أفراد األسرة ‪ ،‬وينبغي أن نشير إلى أن إلحاح أرسطو على‬
‫إلحاق التربية بالدولة وعلى ضرورة أن تكون إلزامية وتحت رقابة الدولة ليس الغرض منه تجنب الفوضى في النظام التربوي فقط بل‬
‫يرتبط أيضا بهدف سياسي‪ ،‬هو تدريب الناشئة على االمتثال للقانون والخضوع له ‪ ،‬وينبغي بقاء الدستور مرهون بتكييف التعليم حسب‬
‫شكل الحكومة ويتفق تصور أرسطو في ولخدمتها وباختصار‪ ،‬إن هدف التربية عند أرسطو‪ ،‬هي أن تجعل اإلنسان إنسانا‪ ،‬بأتم معنى‬
‫الكلمة‪ ،‬وبدونها لن يعد اإلنسان إنسانا أبدا‪ .‬وهذا ما قصده أرسطو حين رأى على المشرع أن يتأكد من أن التربية في دولته موجهة‬
‫أساسا لخدمة الدستور ‪ ،‬ألن هذا الشأن مع تصور أفالطون ‪ ،‬فالتربية عندهما البد أن يكون لها بعدا سياسيا‪ ،‬ألن هدفها األساسي هو‬
‫إنشاء وإعداد مواطنين أحرار أفاضل يعيشون من أجل الدولة" أن اإلنسان أفضل الحيوانات إذا تمت تربيته وإعداده وتعليمه جيدا‪،‬‬
‫لكنه يكون أسوأها إذا ما نحن أغفلنا أمره وأهملنا تربيته و تجاهلنا تعليمه‪.‬‬

‫ارسطو‪ /‬فيلسوف يوناني قديم كان احد تالميذ افالطون ولد عام ) (‪ 3٨4‬ق‪.‬م مدينة ستاغيرا في شمال اليونان كان والدة طبيبا مقربا‬
‫من البالط المقدوني شغل عدة مناصب كان اهمها قيامة بتعليم االسكندر المقدوني وقد كان والدة تأثيرا كبيرا علية لدخول مجال‬
‫التشريح ودراسة الكائنات الحية التي منحتة القدرة على الدقة والمالحظة والتحليل رحل ارسطو الى اثينا لاللتحاق بمعهد افالطون‬
‫كطالب في البداية وكمدرس فيما بعد ومن ثم افتتح مدرسة خاصة بة في اثينا كتب ارسطو في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء والشعر‬
‫والمنطق وهو مبتدع علم االخالق الذي الزال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور‪.‬‬

‫اهم اآلراء التربوية ل ( ارسطو )‪:‬‬

‫‪ -١‬اكد على اهمية الطريقة االستقرائية في التدريس‪.‬‬

‫‪ - 2‬تدريب المتعلم على التحليل واعطاء االسباب والمبررات‪.‬‬

‫‪ -3‬وجوب مراعاة ميول االطفال وتعدد االفكار وبالتالي تعدد برنامج التعليم ‪.‬‬

‫‪-4‬ضرورة دعم المناهج والكتب المدرسية بالتجارب والوسائل التعليمية والرحالت‬

‫‪ -5‬اختيار المواد الدراسية التي تسمح للمتعلم بالوقوف على البنيان المادي والثقافي األساسي للعلم الذي يعيشة‪.‬‬

‫فلسفة التربية عند سقراط‪/‬‬

‫اعتقد سقراط أن المعرفة تقدم على أساس يقيني ثابت وتوصل من هذا المبدأ كمل يقول منرو ‪ " :‬إلى مبدئه األساسي ) المعرفة فضيلة‬
‫( فاإلنسان الذي يسترشد في سلوكه هذه اآلراء ذات األساس الثابت العام لدى الجميع بدال من االستشهاد برأيه الخاص إنما يعيش‬
‫معيشة فاضلة " وهذا تجديد في مفهوم الفلسفة وفى مفهوم التربية في الوقت ذاته ألن الفلسفة والتربية في نظره متصالن تمام االتصال‬
‫إن لم يكونا أمرا واحدا ‪ ،‬فقد كان سقراط يرى أن موضوع الفلسفة هو البحث في اإلنسان من جهة أخالقه تقاليده وأحواله االجتماعية‪،‬‬
‫ابتغاء خيره وسعادته بمعرفة طبيعته الحقة ال باتباع العرف السائد والعقائد البالية‬

‫لقد عرفت قبل سقراط التفرقة بين السلوك الذي يصدر عن دوافع طبيعية خالصة والسلوك اإلنساني الذي يجري بمقتضى قوانين أو‬
‫قواعد عامة‪ ،‬ولكن الحكم الخلقي على السلوك اإلنساني كان يرتد منذ فجر الحضارة اإلنسانية‪ ،‬فيما تقول سيكولوجيا الشعوب إلى‬
‫المعتقد الديني والعرف االجتماعي‪ ،‬أي إلى سلطة تقوم خارج الذات‪ ،‬أما محاولة رد األحكام الخلقية على األفعال اإلنسانية إلى مبادئ‬
‫عامة تصدق في كل زمان ومكان‪ ،‬فقد جاء أخيرا على يد سقراط ‪ ،‬وكان أول من حرص على إيجاد مقياس ثابت تقاس به خيرية‬
‫األفعال وشريتها‪.‬‬

‫وكانت غاية الفلسفة في نظر سقراط هي صياغة النفس اإلنسانية وطبعها على الحق والخد ‪ ،‬الحمال‪ ،‬وتحقيق مجتمع أفضل والوسيلة‬
‫التي تعتمد عليها الفلسفة في تحقيق ‪ ، 24 / 1٦‬أي تعريف اإلنسان بماهيته الخيرة ‪ ،‬وباألخالق التي توجهه نحو طلبها وراي سقراط‬
‫هذا كان ردا على بعض السفسطائيين الذين ذهبوا إلى أن الطبيعة اإلنسانية شهوة وهوى وأن التربية عبارة عن قوانين وضعها‬
‫المشرعون لقهر الطبيعة‪ ،‬وأن هذه القوانين متغيرة بتغير العرف والظروف‪ ،‬فهي من هذه الناحية نسبية غير واجب احترامها لذا‪ ،‬ومن‬
‫حق الرجل القوي بالعصبية أو بالمال أو بالباس أو بالدهاء والجدل ان يستخف وان ينسخها ويتمشي مع الطبيعة ‪.‬‬

‫أما سقراط فقد ذهب إلى أن اإلنسان روح وعقل يسيطر على الحس بعقله وأن القوانين الع ادلة صادرة‪.‬‬

‫عن العقل ومطابقة للطبيعة الحقة‪ ،‬وهي صورة من قوانين غير مكتوبة رسمها اآللهة في قلوب البشر‪ ،‬واإلنسان يريد الخير دائما‬
‫ويهرب من الشر بالضرور ة‪ ،‬فمن تبين ماهيته وعرف خيره بما هو إنسان أراده حتما أما الشهواني فرجل جهل نفسه وخيره وال يعقل‬
‫أنه يرتكب الشر عمدا ‪ 1‬فالفضيلة علم والرذيلة جهل واعتمد سقراط الطريقة الحوارية في تعليم تالميذه والمترددين على حلقاته‪ ،‬وكان‬
‫يصر على أنه ال يعرف شيئا سوى أنه يسأل ويريد معرفة الحقيقة‪ ،‬والحقيقة أمر باطن بين جنبينا ال نصل إليه إال بالحوار والمساءلة‬
‫كي تتذكر النفس ما قد نسته حين نزلت إلى العالم الدنيوي‪.‬‬

‫مميزات فلسفة سقراط التربوية‪:‬‬

‫‪-1‬التدريس أمانة سماوية‪.‬‬

‫‪-2‬المعرفة أساس الوحدة االجتماعية و أساس السلوك الصحيح‪.‬‬

‫‪-3‬هدف التربية تعريف اإلنسان لماهيته واألخالق الفضيلة الصالحة له بنفسه‪.‬‬

‫‪-4‬المعرفة تبدأ بمعرفة النفس اعرف نفسك بنفسك‪ ،‬االتجاه نحو سبر غور النفس البشرية‪.‬‬

‫‪-5‬تنمية قدرة الفرد على التفكير حتى يصل إلى المعرفة بنفسه‪ ،‬معرفة الحكمة و الفضيلة التي تحقق للفرد النجاح والسعادة في حياته‬
‫(مازالت التربية تعتبر ذلك هدفها األسمى)‪.‬‬

‫‪-٦‬اعتماد طريقة توليد األفكار و المعاني من خالل المناقشة والسؤال والجواب‬

‫‪ -٧‬تنمية المفاهيم من خالل التساؤالت‪.‬و كذا التدقيق الشديد في األلفاظ والمعاني التي تدور في المناقشة‪.‬‬

‫آراء الفالسفة في التربية الخاصة‬

‫ا‪ /‬جان جاك روسو‬

‫يعتبر روسو من أهم الفالسفة الذين شغلوا بالهم بموضوع التربية الخاصة‪ ،‬حيث قدم روسو نظريته حول التربية والتعليم في كتابه‬
‫"إميل‪ ،‬أو عن التربية"‪ ،‬حيث ركز على أن التربية الجيدة تتطلب أن تراعي احتياجات الفرد وتتالءم مع طبيعته وقدراته‪.‬‬

‫وقد ت مكن روسو من توضيح الحاجة إلى توفير تربية وتعليم متخصص لألطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬لضمان تطورهم ونجاحهم‬
‫في الحياة‪.‬‬

‫‪ /2‬جون ديوي‬

‫يعتبر ديوي من الفالسفة الذين قدموا نظريات هامة حول التربية الخاصة‪ ،‬حيث شدد ديوي على أهمية توفير تعليم شامل لجميع‬
‫األطفال بغض ال نظر عن اختالفاتهم‪ ،‬وأن التعليم يجب أن يكون مرنا ومتكيفا مع احتياجات الطالب‪.‬‬

‫كما ركز ديوي على أن التعليم الخاص يجب أن يكون جزءا من التعليم العام‪ ،‬وأنه يجب توفير الدعم الالزم للطالب ذوي االحتياجات‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪/3‬ماريا مونتيسوري‬

‫تعد مونتيسوري من الفالسفة الذين أسسوا مدارس خاصة بهم‪ ،‬وكانت من أوائل النساء اللواتي تمكن من الحصول على شهادة الطب‬
‫النفسي في إيطاليا‪..‬‬

‫وقد اهتمت مونتيسوري بتعليم األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬وأسست طريقة تعليمية مبتكرة تركز على تنمية قدرات الطفل‬
‫وإشراكه في العملية التعليمية بطريقة فعالة‪ .‬وتركز هذه الطريقة على العملية الحسية والحركية وتعزيز االستقاللية والتفاعل‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪ /٤‬جان بياجيه‬

‫يعد بياجيه من أهم الفالسفة الذين اهتموا بتطوير نظريات التعليم الخاص‪ ،‬حيث ركز بياجيه على أن األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫يتطلبون توجيها خاصا ومتخصصا يركز على قدراتهم واحتياجاتهم‪.‬‬

‫كما أن بياجيه أسس نظرية عن التعلم والتطور اإلنساني‪ ،‬وشدد على أن التعلم يجب أن يكون تفاعليًا ويجب تحفيز الطالب على‬
‫التفاعل واالكتشاف واالستكشاف‪.‬‬

You might also like