Professional Documents
Culture Documents
8 2018 01 15!11 10 33 PM
8 2018 01 15!11 10 33 PM
8 2018 01 15!11 10 33 PM
ذهب عب د الق اهر إلى أن الجم ال في العب ارة؛ إنم ا يع ود إلى حس ن إداء الكلم ات لمعانيه ا
فقوله " :أن تأتي المعنى من الجهة التي هي أصح لتأديته ،وتختار له اللف ظ ال ذي ه و أخص ب ه،
وأكشف عنه واتم له ،واحرى بأن يكسبه نبال ،ويظهر فيه مزية" ( ،)2وهو ال يرى فضال (للفظة)
إال إذا وضعت إلى جوار أختها ،واختيرت بدقة ،بحيث تؤدي المعنى المطلوب وهذا ال يتأتى لكل
إنسان.أي أنه ينظر إلى اللف ظ من عالئق ه م ع األلف اظ األخ رى ،وه ذا واض ح؛ لكون ه متأتي ا من
نظرية (النظم) عنده ،بوصفها اسلوبا جامعا للبالغة والفصاحة معا .
وبهذا يرد على من قال بشرف (اللفظ )من حيث هو لفظ في ح د ذات ه فيق ول " :من نص ر
اللفظ على المعنى كان كمن أزال الشيء عن جهته ،وأحاله عن طبيعتة وذلك مظن ة األس تكراه ،
وفي ه فتح أب واب العيب والتع رض للش ين"( ،)3واع تراف الجرج اني ببعض المزاي ا (للف ظ) في
حصول البالغة ال يمكن جعله أساس الحكم ،إذ يقول " :واعلم أنا ال نأبى أن تكون مذاقة الحروف
وسالمتها مما يثقل على اللسان داخال فيما ي وجب الفض يلة ،وأن تك ون مم ا يؤك د أم ر اإلعج از
وإنما الذي ننكره ونفيل رأي من يذهب إليه أن يجعله معجزا به وحده ويجعله األصل والعمدة"(.)4
______________________
( )1دالئل اإلعجاز 7 :
( )2م .ن .43 :
( )3أسرار البالغة .100 /1 :
( )4دالئل اإلعجاز .522 :
وجاء في نص آخر " :وأما رجوع اإلستحسان إلى اللفظ من غ ير ش رك من المع نى في ه ،وكون ه
من أس بابه ودواعي ه ،فال يك اد يع دو نمط ا واح دا ه و أن تك ون اللفظ ة مم ا يتعارف ه الن اس في
استمالهم ويتداولونه في زمانهم وال يكون وحشيا غريبا أو عاميا سخيفا "(.)1
والمزية ليست لأللفاظ منفردة ،فلو كانت كذلك لكان بعض الكلمات أما أن يحس ن أب دا ،وام ا
أن ال يحسن أبدا وقول ه " :ل و ك انت الكلم ة إذا حس نت من حيث هي لف ظ ،وإذا اس تحقت المزي ة
والش رف اس تحقت ذل ك في ذاته ا وعلى انفراده ا ،دون أن يك ون الس بب في ذل ك ح ال له ا م ع
(
أخواتها المجاورة لها في النظم ،لما اختلفت بها الحال ولكانت أما أن تحسن أبدا أوال تحسن أبدا"
،)2ولو كانت المزية في ذات اللفظة منف ردة ،لم يكن هن اك ق ول افض ل من ق ول ،وه و ي رى أن
الكلمة المفردة ال قيمة لها قب ل دخوله ا في الت أليف ،وقب ل أن تص ير إلى الص ورة ال تي يفي د به ا
الكالم غرض ا من أغراض ه .وال ذي نلحظ ه أن عب د الق اهر في خطاب ه ه ذا يتف ق م ع رأي
العسكري( ،)3بأن اللفظ وحده ال قيمة له ،إال أن يكون ج زءا من الكالم ،ه ذا فيم ا يتعل ق باأللف اظ
مفردة وما تحويه من داللة .
أما ما يتعلق بنظم الكلم فان األمر فيه يختلف ألن ناظمها إنما يقتفي " آثار المعاني ،وترتيبه ا
على حسب ترتيب المعاني فـي النفس ،فهو إذن نظم يعت بر في ه ح ال المنظ وم بعض ه م ع بعض،
وليس هو النظم الذي معناه ضم الشيء إلى الشيء كيف جاء واتفق " ( ،)4يظهر في هذا النص أثر
خطاب ابي هالل العسكري الذي تحدث فيه عن" :حسن النظم وج ودة الرص ف والس بك وخالف
ذلك "( ، )5أشارفيه إلى ان الشاعر إذا أراد " أن يصنع كالما فأخطر معانيه ببالك ،وتنوق له كرائم
اللفظ"( .)6فاختي ار األلف اظ وترتيبه ا وابرازه ا في ش كل معين،ونس ق خ اص إنم ا يك ون بحس ب
المعنى الذي ي روم المب دع إظه اره ،ومن هن ا ك انت األلف اظ تبع ا " للمع نى في النظم ،وان الكلم
تترتب في النطق بسبب ترتب معانيها في النفس "( ،)7وهو بخطابه يؤيد العسكري في رأيه(.)8
_______________________
( )1أسرار البالغة ( :المقدمة) .
( )2دالئل اإلعجاز .48 :
( )3ينظر :كتاب الصناعتين .130 :
( )4دالئل اإلعجاز .49 :
( )5كتاب الصناعتين .128 -127 :
( )6م .ن .123 :
( )7دالئل اإلعجاز .56 :
( )8ينظر :كتاب الصناعتين .129 – 128 :
آخذين بنظر األعتبار أن كال منهما يوجه الكالم بحسب ما يراه ؛ فاألتفاق في الرؤية قد يؤدي إلى
اختالف في التعبير عنها ،ألن كال منهما يوجهها الوجه التي يراها مناسبة لما يسمى عالقة اللفظ
بالمعنى .
وفيما يتعلق بنظرة عبد القاهر إلى المعاني فاني ألحظ انه يقسم المع اني من حيث داللته ا على
ضربين " :ضرب أنت تصل منه إلى الغرض بداللة اللفظ وحده… وض رب آخ ر أنت ال تص ل
منه إلى الغرض بداللة اللفظ وحده ولكن يدلك اللفظ على معناه الذي يقتضيه موضوعه في اللغ ة،
ثم تجد لذلك المعنى داللة ثانية تصل بها إلى الغرض ،ومدار هذا األم ر على الكناي ة واالس تعارة
والتمثيل "(. )1
والضرب األول :هو الكالم الذي يصل إليه المتلقي مباشرة ،أي انه ظاهر الداللة والكالم فيه على
سبيل الحقيقة ،وهو ما عبر عنه الجرجاني " بالمعنى المفهوم من ظاهر اللفظ "(.)2
أما الضرب الثاني :فيقصد به الكالم الذي ال يصل إليه المتلقي مباشرة ،وإنما يفضي ب ه المع نى
الظاهر إلى معنى ثان على سبيل االستدالل ،وهو ما أطلق عليه الجرجاني (معنى المعنى) ،وبه ا
تتحقق " شعرية" النص بلغته المجازية ،وهو هدف الكاتب ،والشاعرمعا.
ومن الجدير بال ذكر أن عب د الق اهر الجرج اني لم ي رض عن رأي من نص ر (المع اني) في
عمومه ليحكم بالجودة أو الردائة على العمل األدبي بحسب معناه مغفلين أمر الص ياغة ،ل ذا نج ده
يقول " :وأعلم ان الداء الدوي والذي أعيى أمره في هذا الباب غل ط َم ْن ق دم الش عر بمعن اه وأق ل
االحتفال باللفظ وجعل ال يعطيه من المزية إن ه و أعطى إّال م ا فض ل عن المع نى :يق ول م ا في
اللفظ لوال المعنى ،وهل الكالم إّال بمعناه ؟ فأنت ت راه ال يق دم ش عرا ح تى يك ون ق د أودع حكم ة
وأدبا واشتمل على تشبيه غريب ،ومع نى ن ادر ،ف ان م ال إلى اللف ظ ش يئا ورأى أن ينحل ه بعض
الفضيلة لم يعرف غ ير االس تعارة ،ثم ال ينظ ر في ح ال تل ك االس تعارة :أحس نت بمج رد كونه ا
استعارة أم من أجل فرق ووجه أم لألمرين ،ال يحفل بهذا وشبهه قد قنع بظواهر األم ور …،)3(".
فكالهما -اللفظ والمعنى -في مستوى خام ليس من حق (طورهما األول) هذا أن ينال حظًا من مزية،
فإذا انتفى عن األلفاظ كل مزية فكيف يمكن اإلقرار بمثل ذلك لألغراض ،وأصول المعاني؟ إنما هي
مادة قابلـة للتشكيـل ،ويتحـدد لهـا الفضل والحسن طبـق الشكل الذي تتلبسه ،والصورة التي تداخلها؛
________________________
( )1دالئل اإلعجاز .262 :
( )2م .ن .263 :
( )3م .ن .252 -251 :
ذلك أنهم لم يعيبوا تقديم الكالم بمعناه من حيث جهل وا أن المع نى إذا ك ان أدب ًا وحكم ة وك ان غريب ًا
نادرًا فهو أشرف مما ليس كذلك ،بل عابوه من حيث كان من حكم من قضى في جنس من األجن اس
بفضل أو نقص أن ال يعتبر في قضيته تلك إال األوصاف التي تخص ذلك الجنس وترجع إلى حقيقت ه
وأن ال ينظر فيها إلى جنس آخر وإن كان من األول بسبيل أو متصًال به اتص اًال م ا ال ينف ك من ه(.)1
وهو لم يقف عند األلفاظ وحدها أو المع اني وح دها وإنم ا رب ط بينهم ا ربط ا وثيق ا " فق د اتض ح
اتضاحا اليدع للشك مج اال أن األلف اظ ال تتفاض ل من حيث هي ألف اظ مج ردة ،وال من حيث هي
كلم مفردة ،وإن األلفاظ تثبت لها الفضيلة وخالفها في مالءمة معنى اللفظ ة لمع نى ال تي تليه ا أو
ما أشبه ذلك مما ال تعلق له بصريح اللفظ"(.)2
اهتم عبد القاهر بالتصوير األدبي اهتماما كبيرا ،وهو لم يقف عند األلفاظ وحدها أو المع اني
وحدها ،وإنما ربط بينهما ربطا وثيقا ،وبذلك يدخل الجرجاني عنصرا ثالث ا في النق د األدبي وه و
مراعاة الصورة األدبية التي تحدث من اجتم اع اللف ظ والمع نى ،وه و به ذا ي درك بفك ره الث اقب
صعوبة تقسيم العمل االدبي الى لفظ ومعنى ،أو صورة وفكرة .من كل هذه القيم صاغ عبد القاهر
الجرجاني فلسفته البالغية التي جعل محورها نظريت ه في (النظم ) ،وال تي رب ط فيه ا بين (اللف ظ
والمعنى) ،ثم بين دالالت اإلسلوبية ،ودالالتها الثانوية ،ثم بين مع نى األلف اظ األولى في الت أليف،
وبين ما تؤدي إليه من معنى ثان في المج از ،وجع ل النظم وح ده مظه ر البالغ ة ،ومث ار القيم ة
الجمالية في النص األدبي .والذي يتضح لنا إن ما صاغه عب د الق اهر في خطاب ه من قيم أسس ت
لنظريته (النظم)التي تحسب له بالسبق؛ يظهر فيها تأثير أب وهالل العس كري الواض ح وب األخص
في النص الذي أوضح فيه ُحسن الرصف( ،)3التي يمكن عّد ها واحدة من األسس ال تي ب نى عليه ا
عبد القاهر نظريته في نظم الكالم .
وبذلك نجد مهاد نظريتة تعود إلى جهود أبي هالل العسكري التي لم تخل من معطيات تتعلق
بالتأليف والنظم ،فقد تواتر فيه استعمال مص طلحات الت أليف ،وال تركيب ،والرص ف ،والص وغ،
والسبك ،والنظم ،والمبنى وما شابه ذلك(.)4
_______________________
( )1تنظر :دالئل اإلعجاز .254 :
( )2م .ن .46 :
( )3ينظر :كتاب الصناعتين .147 :
( )4ينظر :م .ن .177 ،167 ،147 ،64 ،63 ،61 ، 7 :
وطبيعة التأليف ترتبط بأجناس الكالم وجميعها في رأي العسكري يحتاج إلى حسن الت أليف ال ذي
(
يزيد المعنى وضوحا وشرفا ،أما سوء التأليف ورداءة الرصف والتركيب فإنها تؤدي إلى التعمية
،)1والتأكي د هن ا على أن االس لوب ال ينفص ل عن (النظم)؛ ألن وض ع األلف اظ في موض عها
الصحيحة من شأنه أن يحقق المعنى الشعري أو الن ثري الم ؤثر في نفس س امعه ،فاألهمي ة تكمن
في داللة اللفظ وإدائه لمعناه ،وال شيء فيه ا للف ظ بذات ه أي من حيث هي (ح روف)و(أص وات)،
وتحدد قيمة اللفظ أو قيمة معناه بمقدار م ا ي وحي ب ه من المع نى ،ويح دد ه ذه القيم ة ،ويزي د في
استحسانها واستهجانها عند المتلقي ،معرض سياقها الذي يتكشف بانضمام اللفظ إلى اللفظ؛ ألن "
المعاني مشتركة بين العقالء فربما وقع المعنى الجيد للسوقي ،والنبطي ،والزنجي ،وإنما تتفاض ل
الناس في األلفاظ ،ووصفها ،وتأليفها ،ونظمها" (. )2
أخلص من ذلك أن النص األدبي في رأي العسكري (صياغة ،وتشكيل) قبل أن يكون موقف ا،
فالقيم الجمالية التي ينطوي عليها ،ال تتحقق فقط بمضامينه ،بل من طريقة تشكيلها بألفاظ مناسبة،
وهذا ما وضعه الجرجاني في منحى نظري أشد وضوحا ،وذهب ب ه م ذهبا منظم ا ت ؤدي أوائل ه
إلى أواخره على نحو منهجي جديد ،هو ما عرفن اه عن ده ﺑ(النظم).من دون أن نتط رق إلى أوج ه
الخالف ،واإلختالف بينهما في غايات النظم ومراميه .وهذا موضوع آخر ال يدخل في هدف ه ذا
البحث.
أحتفى عبد القاهر الجرجاني ﺑ(زيادة المعنى ) أيما اهتمام ،واتخ ذ من ه معي ارا للمفاض لة بين
كالم وكالم في كثير من المواضع .منها ما جاء اثناء بيان ه ل دقائق التش بيه الم ركب ،ق ال ":إن
قوله :
دون التعانق ناحلين كشكلتي نصب أدقها وضم الشاكــــل
ال يكون كقوله :
كما تعانق الم الكاتب األلفا إني رأيتك في نومي تعانقني
فإن هذا قد أدى إليك شكال مخصوصا ال يتصور في كل واحد من المذكورين على األنفراد بوجه،
وصورة ال تكون م ع التفري ق ،وأم ا المتن بي ف أراك الش يئين في مك ان واح د ،وش دد في الق رب
بينهما ،وذاك أنه لم يعرض لهيئة العناق ومخالفتها صورة االف تراق ،وإنم ا عم د إلى المبالغ ة في
فـرط النـحول ...واالول لم يعـن بحديـث الدقـة والنحول وإنـما عني بأمر الهيئة التي تحصل في
_____________________
( )1ينظر :كتاب الصناعتين .147 ،138 :
( )2م .ن .177 :
العناق خاصة من انعطاف أحد الشكلين على صاحبه ...وأجاد وأصاب الب ه أحس ن إص ابة؛ ألن
خطي االم واأللف في (ال) ترى رأسيهما في جهتين وتراهما وقد تماس ا من الوس ط ...ولئن ك ان
المتنبي قد زاد على األول فليس تلك الزيادة من حيث وضع الشبه على تركيب ش كلين ،ولكن من
جهة أخرى ،وهي األغراق في الوصف بالنحول ،وجمع لك للخليلين معا ،ثم اصابة مث ال ل ه من
الخط " ( ، )1ويتضح من هذه المقارنة مقدار ما في البيتين من زيادة في المعنى ،لذلك فضل ال بيت
الث اني على األول لم ا في الث اني من استقص اء للمع نى والوص ف ليس في األول؛ ل ذلك يعم د
الجرج اني على ترس يخ مقي اس (زي ادة المع نى ) ،وبي ان م ا ل ه من أهمي ة جمالي ة في كث ير من
أساليب األداء .
وال يخفى ما في ه ذا الخط اب من ص دى لجه ود أبي هالل العس كري في ه ذا المض مار إذ
أولى زيادة المعنى اهتماما خاصا ،وعبر عنه ﺑ (الغلو) وهو " تجاوز ح د المع نى واإلرتف اع في ه
إلى غاية ال يكاد يبلغها " ( ،)2وهذه الزيادة ،نشطت نش اطا منقط ع النظ ير في العص رين األم وي
والعباسي ،ويخبرن ا العس كري ب أن المم دوحين ك انوا يط البون األدب اء ب ذلك ،والش عراء ك انوا
يتنافسون على ذلك ،ويطبقون معيار (زي ادة المع نى ) نص ا وروح ا( ،)3ومن ه ذا نس تنتج أن م ا
ورد عند أبي هالل العسكري كان واسطة لمن أتى بعده ،بوصفه ناقال لكثير من آرائهم.
يؤسس عبد القاهر الجرجاني بهذه المزية (زيادة المعنى) رأيا مف اده انك ار أن يك ون الكالم
األدبي أدبيا حتى يشتمل على مزية فنية أو نكتة بالغي ة ،يتع دى به ا مس توى إيص ال المع نى إلى
مستوى الحسن البالغي ،وهذا التج اوز على مس تويات متفاوت ة ،ودرج ات ونس ب مختلف ة ،على
أساسها يمكن تفضيل كالم على آخر ،وذلك بما يمتلكه ك ل كالم من مزاي ا وخص ائص ،من حيث
الكم والكيف (.)4
ويصعب في هذا المقام األلمام بجميع المواض ع ال تي نب ه فيه ا عب د الق اهر الجرج اني على
ضرورة رعاية زيادة المعنى ،وما لها من مزية بالغية ،لكن -في ضوء ما تق دم -نش يرإلى عب د
القاهر أسس لمقياس (زيادة المعنى) في عمله ،وإجالء ما له من قيمة جمالية في أساليب األداء .
وفـي (زيادة المعنى) طـرق عديدة ،تتـأتى بأساليب مختلفـة ،تـلك الطرق ،واألساليب التي تكسب
______________________
( )1اسرار البالغة .176 -175 :
( )2كتاب الصناعتين .224 :
()3ينظر :ديوان المعاني .27 -25 /1 :
( )4تنظر :دالئل اإلعجاز .7 :
الكالم عمقا ،واستقصاء للمعنى الم راد ،منه ا ( :التش بيه ،اإلس تعارة ،الكناي ة ،التتم ييم ،الحش و،
تأكي د الم دح بم ا يش به ال ذم ،س ماه العس كري (االس تثناء) ،التخيي ل أس ماه العس كري (حس ن
التعليل) ،)...وهذه الطرق وأساليبها تمد األديب سعة في األختيار منها في كل مقام ما يتناسب م ع
الغرض ،وما يقدم لكالمه بعدا جماليا ،ويكسبه صفة التأثير في القارئ؛ لذلك وقف العسكري على
عدد منها؛ لكونها من أهم السمات لفن األدب ،سار النقاد بعده على إثره في رعايتها والتنبي ه على
أهميتها ،والسعي إلى مراعاتها ،وتوضيح طرقها وأساليبها .
وبهذ كانت مداخل أبي هالل العسكري في هذه القضية -اللفظ والمعنى – مهادا لمن جاءوا
بعده؛ ليضيفوا إليه ما يرونه مناسبا .والذي نجده أن النص األدبي المؤلف من ( اللفظ والمعنى )
ال يمكن الفصل بينهما؛ ألنهما يولدان معا ،فالشكل ال ينفصل عن المظمون؛ ألن فهمه ﻛ
(أصوات ،و مفردات ،ونظم الجمل) يقودنا إلى فهم المضمون (المعاني الجزئية ،والمعاني
العامة) ،لكن المعنى األدبي المتأتي من التخييل يظل أوسع من األلفاظ المحدودة الدالة عليه .