Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 84

Powered by TCPDF (www.tcpdf.

org)
‫األول‪ :‬الحق في التقاضي على درجتين‬
‫الموضوع ّ‬
‫(يقبل كل مخطط مغاير اذا توفرت فيه الشروط المنهجية)‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫‪ -‬المفاهيم القانونية‪ :‬التقاضي على درجتين‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬هل الحق في التقاضي على درجتين حق بال قيود؟‬
‫الجوهر‪:‬‬
‫ق أساسي‬ ‫‪ -1‬التقاضي على درجتين‪ ،‬ح ّ‬
‫أ‪ -‬تأصيل الصبغة األساسية للتقاضي على درجتين‬
‫‪/‬الطعن باالستئناف ممارسة للحق في الدعوى التي هي حق أساسي‪.‬‬
‫‪/‬توظيف ما قيل عن الحق في الدعوى‪ +‬الفصل ‪ 108‬دستور ‪.)2014‬‬
‫ب‪ -‬تفصيل نتائج الصبغة األساسية للحق في التقاضي على درجتين‪:‬‬
‫‪ /‬االلتزامات االيجابية‪ :‬إيجاد محاكم استئناف ‪ +...‬تنظيم إجراءات رفع االستئناف‬
‫‪/‬االلتزامات السلبية ‪ /‬عدم المساس بالحق في التقاضي على درجتين إال باحترام ضوابط‬
‫الفصل‪ 49‬مبدأ الشرعية‪ /‬مبدأ الضرورة‪/‬مبدأ التناسب) (توظيف بما جاء في الدعوى‬
‫القضائية حق أساسي)‪.‬‬
‫تخلّص‪ ،‬الحقوق األساسية حقوق ذات علوية لكن ليست مطلقة و التقاضي على درجتين‬
‫ليس مطلقا‪.‬‬
‫ق غير مطلق‬ ‫‪ -2‬التقاضي على درجتين‪ ،‬ح ّ‬
‫أ‪ -‬حق غير مطلق من حيث وجوده‬
‫قانونا‪:‬‬
‫‪ /‬شروط االستئناف‪ :‬الحكم القابل لالستئناف‪ :‬سحب الحق في االستئناف‪ /‬تقييد الحق في‬
‫االستئناف باألجل‪ ،‬باقي الشكليات‪ /...‬إمكانية عدم استعمال الحق‪.‬‬
‫‪ /‬التصدي‬
‫فعليا‪ :‬عدم خضوع القاضي لمبدأ المواجهة‪...‬‬
‫ب‪-‬حق غير مطلق من حيث أثاره‬
‫‪/‬عرض أثري االستئناف‬
‫‪/‬إمكانية تجميد األثر التوقيفي (الضامن للتقاضي على درجتين للمحكوم ضده‪ :‬صور التنفيذ‬
‫المع ّجل)‪.‬‬
‫‪ /‬الطعن باالستئناف أصبح يقترب من الطعون غير العادية‪.‬‬
‫الموضوع الثاني‪ :‬اإلجراءات المدنية و الغلط القضائي‪.‬‬
‫(يقبل كل مخطط مغاير اذا توفرت فيه الشروط المنهجية)‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫‪ -‬المفاهيم القانونية‪ :‬اإلجراءات المدنية‪ /‬الغلط القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬كيف تتصدى اإلجراءات المدنية للغلط القضائي؟‬

‫الجوهر‪:‬‬
‫‪ -1‬مبادئ اإلجراءات المدنية لتالفي الغلط القضائي‬
‫أ‪ -‬تالفي الغلط القضائي من خالل مبادئ التنظيم القضائي‬
‫‪-‬مبدأ استقالل القضاء‬
‫‪-‬مبدأ القضاء المجلسي‬
‫‪-‬مبدأ حياد القاضي‬
‫ب‪-‬تالفي الغلط القضائي من خالل المبادئ التوجيهية للمحاكمة‬
‫‪ -‬مبدأ المواجهة‬
‫‪ -‬مبدأ تركيز الخصومة‬
‫‪ -‬مبدأ عدم التناقض إضرار بالغير‬
‫‪ -‬مبدأ التعليل‬

‫‪ -2‬طرق الطعن في األحكام لتدارك الغلط القضائي‬


‫أ‪ -‬تدارك الغلط بالطعن العادي‬
‫‪-‬االستئناف حق أساسي‪ /‬طعن مفتوح‬
‫‪-‬أثر االستئناف (التوقيفي و التعليقي)‬
‫ب‪-‬تدارك الغلط بالطعن غير العادي‬
‫‪-‬االعتراض‬
‫التماس إعادة النظر‬
‫التعقيب‬
‫الطعن بالخطأ البيّن‬
‫جامعة قرطاج‬
‫كلية العلوم القانونية و السياسية و االجتماعية بتونس‬
‫السداسي الثاني من السنة الجامعية ‪0200/ 0202‬‬
‫المادة ‪ :‬اإلجزاءاث المدنيت و طزق التنفيذ (دورة المزاقبت)‬
‫السنة الثالثة من اإلجازة‬

‫الموضوع‪ :‬الدّعوى و ضبط اختصاص المحكمة‪.‬‬


‫(يقبل كل مخطط مغاير اذا توفرت فيه الشروط المنهجية)‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫‪ -‬المفاهيم القانونية‪ :‬الدّعوى ‪...‬أصناف الدّعاوى‪ /‬قواعد ضبط اختصاص المحاكم ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬هل من ارتباط بين ضبط اختصاص المحكمة و الدّعوى؟‬

‫الجوهر‪:‬‬
‫‪ -2‬الدعوى‪ ،‬ضابط االختصاص الحكمي للمحكمة‬
‫أ‪ -‬صنف الدعوى ضابط ضروري‬
‫‪-‬االختصاص الحكمي يتحدد حسب طبيعة الدّعوى‬
‫القاعدة ‪ :‬شرح و أمثلة‪.‬‬
‫ب‪-‬صنف الدعوى ضابط غير كاف‬
‫‪-‬االختصاص الحكمي يتحدد أيضا بمقدار المال المطلوب‬
‫القاعدة‪ :‬شرح و أمثلة‪ +‬القواعد المكملة‪.‬‬

‫التخلص‪ ،‬مثال‪ :‬االختصاص الحكمي‪ ....‬النظام العام ‪ ...‬االختصاص الترابي‪.‬‬

‫‪ -0‬الدعوى ضابط االختصاص الترابي للمحكمة‬


‫أ‪ -‬موضوع الدعوى يفرض المحكمة المختصة ترابيا‬
‫‪-‬األصل أن مقر المطلوب يفرض المحكمة المختصة ترابيا (شرح المبدأ و مبرراته)‪.‬‬
‫‪-‬المبدأ له استثناءات‪ :‬المحكمة المختصة ترابيا يفرضها موضوع الدّعوى‪( .‬الحاالت‪ +‬التبرير)‬
‫ب‪ -‬موضوع الدعوى يفوض اختيار المحكمة المختصة ترابيا‬
‫‪-‬شرح الخيار بين محكمة مقر المطلوب و محكمة أخرى‪.‬‬
‫‪-‬الحاالت‪ +‬التبرير‪.‬‬
‫الدعوى الحوزية والدعوى االستحقاقية‬

‫إكتست العقارات منذ العصور القديمة أهمية بالغة بالنسبة لألفراد والجماعات وقد سعى اإلنسان إلى حوزها واكتسابها تعد أبرز‬
‫العناصر المكونة للمال خاصة قبل بداية الثورة الصناعية‪ ،‬وما تزال العقارات إلى يومنا هذا تحافظ على قيمتها االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪.‬وتمثل ملكيتها الغاية التي يسعى إليها كل فرد من أفراد المجتمع‬

‫ولقد اعتنت التشاريع في الماضي والحاضر بمسألة الملكية وتعرضت لها األديان والعقائد‪ ،‬والملك في لغة العرب حيازة اإلنسان للمال‬
‫‪.‬مع االستبداد به أي اإلنفراد بالتصرف فيه‬

‫والمشرع التونسي كغيره من المشرعين يعير أهمية كبيرة لحوز العقارات باعتبارها مظهرا من مظاهر المحافظة على الملكية ودليال‬
‫بارزا على مدى اهتمام الفرد والمجتمع للقيمة االقتصادية المعلقة على استغالل العقارات مهما كان نوع ذلك االستغالل ‪.‬ولقد اعتنى‬
‫المشرع التونسي بحماية الحائز وأسند آثارا قانونية للحوز وذلك ألنه في كل مجتمع منظم وسائر سيرا عاديا يكون الحوز في الغالب بيد‬
‫المالك الحقيقي‪ ،‬لذلك رأى المشرع من الالزم حماية ذلك الحوز بإحداث الدعاوى الحوزية إال أن األمر ال يكون كذلك دائما إذ من‬
‫‪ .‬الجائز أن تكون الملكية لشخص آخر غير الحائز‬

‫وتتمثل الحماية األساسية للملكية في حمايتها عدليا بواسطة الدعوى اإلستحقاقية والدعوى الحوزية اللتين خصهما المشرع بعدة أحكام‬
‫تضمنتها كل من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت و م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬وقد جعل من الدعوى الحوزية وسيلة قضائية خول بها القانون لحائز عقار أو حق عيني على عقار‬
‫طلب كف شغب على حوزه‪ ،‬كما جعل المشرع من الدعوى اإلستحقاقية تلك الدعوى التي يمكن أن يرفعها كل شخص يرمي إلى إثبات‬
‫‪ .‬ملكيته على حق عيني‬

‫ولقد تولى المشرع التونسي تعريف الدعوى الحوزية بالفصل ‪ 51‬من م‪.‬م‪.‬م ‪.‬ت بما يلي « توصف بدعوى حوزية القضية التي خول‬
‫‪» .‬القانون القيام بها لحائز عقار أو حق عيني على عقار وذلك بقصد استرجاع الحوز أو إستبقائه أو تعطيل أشغال‬

‫أما في خصوص الدعوى اإلستحقاقية فإن الفقرة الثانية من الفصل ‪ 20‬من م ‪.‬م‪.‬م‪.‬ت نصت على أنه » توصف بدعوى إستحقاقية الدعاوى‬
‫التي تستند إلى حق عيني عقاري « فهي الدعوى التي يرجى منها حماية الحقوق العينية الواردة بالفصل ‪ 12‬من م‪.‬ح‪.‬ع وقد خص القانون‬
‫‪ .‬التونسي الدعوى اإلستحقاقية بالعقار دون المنقول الذي أفرد له دعوى يطلق عليها دعوى إستحقاق المنقول‬

‫وهكذا يتضح أن كل من الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية تصنف ضمن الدعاوى العينية العقارية‬
‫ويبرز التشابه أيضا بين الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية في اتحادهما من حيث االختصاص الترابي فالقاضي المختص بالنظر‬
‫ترابيا في كل من الدعوتين هو القاضي الذي يوجد بدائرته عقار النزاع طبقا للمبدأ العام المتعلق باالختصاص في مادة العقارات‬
‫‪ .‬والمضمن بالفصل ‪ 38‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬

‫كما يبرز إلتقاء الدعوتين في كون الحوز إذا ما توفرت فيه شروط معينة فإنه يؤدي إلى اإلستحقاق إذ أنه من آثار تقادم الحوز مع مرور‬
‫الزمن اكتساب الملكية ‪.‬إن حوز العقار خالل مدة معينة بنية تملكه قرينة قانونية على ملكية الحائز له طبق الفصل ‪ 45‬من م‪.‬ح‪.‬ع الذي‬
‫ورد به »من حاز عقارا أو حقا عينيا على عقار مدة خمسة عشر عاما بصفة مالك حوزا بدون شغب مشاهدا مستمرا وبدون إنقطاع وال‬
‫التباس كانت ملكية العقار أو الحق العيني بوجه التقادم‬
‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أنه رغم التشابه الموجود بين الدعوتين من حيث الموضوع فكل من الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية‬
‫تصنفان ضمن الدعاوى العينية العقارية المسلطة على العقارات وفي مسألة االختصاص الترابي لكل منهما‪ ،‬وفي كون الحوز إذا ما‬
‫توفرت فيه شروط معينة يؤدي إلى اإلستحقاق فإنه ال يمكن أن يحجب عنا االختالفات الجوهرية بين الدعوتين في عدة جوانب ويتجلى‬
‫‪ .‬ذلك في المبنى والطبيعة القانونية لكل واحدة‬

‫ولقد أثار موضوع الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية جدال كبيرا بين الفقه وفقه القضاء إذ تعددت اآلراء واختلفت حول عالقة‬
‫الدعوتين ببعضهما واآلثار المترتبة عنهما تلك هي الفائدة النظرية لموضوعنا والتي ال يجب أن تحجب عنا األهمية العملية للموضوع‬
‫المتمثلة أساسا في فهم جزئيات كال الدعوتين وتوضيح مجال الحماية المقصودة من كل واحدة منهما واستثناءاتها وشروط القيام بهما‬
‫وجميع مراحلهما اإلجرائية وهي مسائل دقيقة تتطلب النظر في شأنها وخاصة توحيد اآلراء حولها لتعلقها بحقوق المتقاضين وهو ما‬
‫يعني ضرورة البحث في مسألة األحكام المنظمة لكل من الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية وذلك من خالل التساؤل اآلتي ‪:‬إلى أي‬
‫مدى يبرز اختالف الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية ؟‬
‫أن الدعوى الحوزية تختلف عن الدعوى اإلستحقاقية في عديد الجوانب ويترتب عن هذا االختالف نتائج معينة ‪.‬لذا سنتعرض في‬
‫‪( .‬الجزء األول )إلى اختالف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية وفي (الجزء الثاني )إلى نتائج ذلك االختالف‬
‫‪:‬الجزء األول ‪:‬اختالف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية‬

‫تختلف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية اختالفا جوهريا ويتجلى ذلك في عدة جوانب إال أن ذلك ال يحول دون انتهاج مسلك‬
‫عام نتمكن من خالله التعرض في فصل أول إلى اختالف الدعويين من حيث شروط القيام ودراسة ذلك سيقودنا حتما إلى التطرق في‬
‫‪.‬فصل ثان إلى اختالف الدعويين من حيث إجراءات القيام ومرجع النظر‬

‫‪:‬الفصل األول ‪ -‬من حيث شروط القيام‬

‫لئن كان القيام بكلى الدعوتين خاضعا للشروط العامة التي يقتضيها القانون والمنصوص عليها بالفصل ‪ 19‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت من أهلية وصفة‬
‫ومصلحة‪ ،‬فكل شخص يريد أن يقوم بالدعوى الحوزية أو اإلستحقاقية ال يكون قيامه صحيحا إال إذا توفرت فيه بعض الشروط القانونية‬
‫‪.‬األخرى‬

‫‪:‬الفقرة األولى ـ الشروط العامة للقيام بالدعوى الحوزية‬

‫اقتضى الفصل‪ 51‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه « توصف بدعوى حوزية القضية التي خول القانون القيام بها لحائز عقار أو حق عيني عقاري وذلك‬
‫بقصد استرجاع الحوز أو استبقائه أو تعطيل أشغال » ‪.‬يستخلص من الفصل المذكور أن المشرع حدد ثالثة شروط لقبول الدعوى‬
‫الحوزية وهي أن يتم القيام من قبل الحائز (أوال )وأن يكون موضوع الدعوى عقارا أو حقا عينيا وأن يكون الهدف هو حماية‬
‫‪ .‬الحوز(ثانيا)‬

‫أوال ‪:‬حيازة عقار أو حق عيني عقاري‬

‫إن الحوز موضوع الحماية القانونية هو الذي يتوفر فيه العنصر المادي والعنصر المعنوي بحيث من المفروض أن يكون الحائز هو من‬
‫‪.‬كان واضعا يده على العقار ومتصرفا فيه تصرف المالك في ملكه‬

‫ولقد تبنى المشرع التونسي هذه النظرية حيث خول القيام بالدعوى الحوزية لمن كان حائزا لعقار أو حق عيني عقاري وهو ما يفهم منه‬
‫وجوب توفر العنصر المادي في الحوز لكن بشرط أن يتصرف الحائز في العقار بصفة مالك وهو ما يجعل العنصر المعنوي شرطا‬
‫‪ .‬الزما لصحة القيام بدعوى حوزية ومتى توفر العنصران في شخص واحد جاز له القيام بجميع أنواع الدعاوى الحوزية‬

‫و للقيام بالدعوى الحوزية ال بد أن تتوفر في القائم بالدعوى صفة الحائز وهذه الصفة تستمد أساسا من حوز الشخص للعقار أو الحق‬
‫‪ .‬العيني العقاري حسب مواصفات معينة وشروط خاصة يجب توفرها فيه ليمكن حمايته بالدعوى الحوزية‬

‫أ ـ خصائص الحوز‬
‫إقتضى الفصل ‪ 54‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت فيما يتعلق بخصائص الحوز ما يلي ‪» :‬إذا كان الحوز مستمرا بدون إلتباس وال انقطاع وال شغب مشاهدا‬
‫بصفة مالك ‪«.‬يتبين لنا من هذا النص أن الحوز ليكون محل حماية قضائية يجب أن تتوفر فيه شروط االستمرار وانعدام الشغب وبصفة‬
‫‪ .‬مالك ‪ ،‬سنتعرض إليها بأكثر تدقيق‬

‫ـ استمرار الحوز ‪:‬إن الهدف من هذا الشرط هو حرص المشرع على أن يكون الحائز مباشرا لحوزه بصفة متواصلة‪ ،‬وذلك ال يعني‪1‬‬
‫الحضور كامل الوقت بل الممارسة للتصرف حسب طبيعة العقار ‪.‬فحوز عقار فالحي يكون مستمرا إذا كان الحائز مواظبا على حراثتها‬
‫‪ .‬في موسم الحرث وساهرا على جني ثمارها في موسمها الطبيعي‬

‫ـ عدم التباس الحوز ‪:‬أي أن يكون الحوز واضحا ال غموض فيه بحيث يكون المتصرف في العقار يشغله لحسابه الخاص دون أن‪2‬‬
‫‪.‬يترك مجاال لتسرب الشك أنه يحوز نيابة عن غيره‬

‫ـ خلو الحوز من الشغب ‪:‬يفترض هذا الشرط أن يكون الحائز قد تصرف في العقار المدة القانونية تصرفا هادئا وبالتالي ال يجب أن‪3‬‬
‫يكون قد تعرض إلى أحداث الشغب من قبل الغير ألن ذلك من شأنه أن يؤثر على األجل الذي حاز خالله العقار وعلى طبيعة الحوز‬
‫نفسه ‪.‬ويمكن أن يكون الشغب الذي يحدثه الخصم أو الغير من قبل الشغب المادي أو الشغب القانوني كأن يقوم عليه بدعوى حوزية أو‬
‫‪ .‬بدعوى إستحقاقية‬

‫ـ الحوز المشاهد ‪:‬يقصد بهذا الشرط إبراز حوز الحائز للعموم حتى يكون تصرفه في العقار تصرفا فعليا وظاهرا وهذا يكسبه حجة‪4‬‬
‫‪.‬لفائدته إزاء الغير الذي يعارضه في حوزه‬
‫ـ الحوز بصفة مالك ‪:‬إن المقصود من هذا الشرط هو تحقيق الركن المعنوي في الحوز وال يحصل ذلك إال إذا ظهر الحائز في مظهر‪5‬‬
‫‪.‬المالك عند تصرفه في العقار وهذا دليل آخر على تبني المشرع للنظرية الشخصية للحوز التي توجب توفر الركنين المادي والمعنوي‬

‫‪:‬ب ـ أجل القيام بالدعوى الحوزية‬

‫تضمنه الفصل ‪ 54‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أجال للقيام بالدعوى الحوزية وهذا األجل يتمثل في أن الطالب ملزم برفع دعواه في أجل العام من‬
‫تاريخ وقوع الشغب وإال سقط حقه وقد نص الفصل ‪ 54‬على أن شروط القيام بالدعوى الحوزية يستوجب عدم سكوت القائم بها مدة عام‬
‫‪ .‬من بعد وقوع الشغب أو إفتكاك الحوز بالقوة أو إتمام األشغال‬

‫ـ مدة الحوز ‪:‬القيام بالدعوى الحوزية ال يكون مقبوال إال إذا أثبت المدعي أنه حاز العقار مدة عام على األقل قبل مشاغبته في حوزه‪1‬‬
‫باستثناء صورة إفتكاك الحوز بالقوة ‪.‬وأجل العام من شأنه إجبار الحائز على التصرف الفعلي في العقار ‪.‬إال أن ذلك ال يعني أن يكون‬
‫التصرف شخصيا بل بإمكان الحائز أن يضم لحوزه حوز الغير إذا كان هذا الغير خلفا له‪ ،‬باعتبار أن ذلك ال يؤثر على صفة االستقرار‬
‫في الحوز ‪.‬وإثبات الحوز السنوي يمكن إثباته بجميع وسائل اإلثبات وغالبا ما يقع االعتماد على البينة بالشهادة أو على إقرار الخصم‬
‫‪ .‬بحوز المدعي‬

‫ـ أجل سقوط حق القيام بالدعوى الحوزية ‪:‬يجب على الحائز حسب أن يرفع دعواه خالل العام الموالي لمشاغبته على أقصى تقدير ألن‪2‬‬
‫‪ .‬اإلخالل بهذا األجل يعرض الدعوى إلى السقوط‬

‫أما بالنسبة لدعوى إسترجاع الحوز المفتك بالقوة فيتبين أن المشرع قد استثناها من شرط الخضوع آلجال معينة سواء فيما يخص مدة‬
‫الحوز أو أجل القيام حينما استعمل صيغة " فيما عدى صورة إفتكاك الحوز بالقوة "في الفصل ‪ 54‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت المذكور إذن فالمشرع لم‬
‫يشترط أن يكون حوز المدعي قد دام سنة كاملة بل من الممكن أن تكون المدة أقل من ذلك ‪ ،‬كما لم يوجب أن يقوم الحائز بدعوى‬
‫‪ .‬إسترجاع الحوز المفتك منه بالقوة في أجل ال يزيد عن العام أيضا من تاريخ اإلفتكاك‬

‫ثانيا ‪:‬موضوع الدعوى الحوزية‬

‫إنطالقا من القول بأن الدعوى الحوزية لها طبيعة عينية عقارية يتضح أن موضوع الحوز هو العقار أو الحق العيني العقاري وال يمكن‬
‫‪ .‬ممارسة الدعوى الحوزية بالنسبة لحوز المنقول‬

‫إال أن هذه القاعدة ال يمكن األخذ بها على إطالقها ‪.‬فبالنسبة للعقارات هناك منها ما ال يقبل الحوز وال يصلح أن يكون محال له وبالتالي ال‬
‫‪.‬يكون محميا بواسطة الدعوى الحوزية‬

‫‪ :‬أ ‪ -‬حوز العقارات‬

‫تنقسم العقارات إلى أنواع عديدة طبقا لما ورد بالفصل ‪ 4‬من م‪.‬ح‪.‬ع والذي نص على أن « العقارات إما أن تكون عقارات طبيعية أو‬
‫حكمية أو تبعية »‪ ،‬وقد تولى الفصل ‪ 3‬من م‪.‬ح‪.‬ع تعريف العقارات الطبيعية بقوله « العقار هو كل شيء ثابت في مكانه ال يمكن نقله منه‬
‫‪ ».‬بدون تلف‬

‫ال جدال في أن العقارات الطبيعية يمكن أن تكون موضوعا للدعوى الحوزية بخالف العقارات الحكمية والعقارات بالتبعية والتي تمتاز‬
‫ببعض الخصوصيات فالعقارات الحكمية ال يمكن أن تكون موضوعا للدعوى الحوزية باعتبار أنها في األصل منقوالت رصدت لخدمة‬
‫العقار الطبيعي كحيوانات الحرث وأدوا ت النقل ووسائل الزراعة والمداواة والحصاد ولها وجود مستقل عن العقار المرصودة له كما‬
‫‪.‬أنه ال تتعيب عند فصلها عنه وبالتالي فإن حوزها يخضع لشروط حوز المنقول‬

‫أما في خصوص النوع الثالث من العقارات التبعية التي عرفها الفصل ‪ 11‬من م‪.‬ح‪.‬ع بكونها الحقوق والدعاوى المتعلقة بها فسيقع‬
‫‪.‬التعرض إليها الحقا في هذه الدراسة‬

‫‪ .‬وهناك تقسيم ثان للعقارات ال يخلو من األهمية يعتمد النظام العقاري كمعيار للتفرقة بين العقارات المسجلة والعقارات غير المسجلة‬

‫فبالنسبة للعقارات غير المسجلة فهي التي لم يقع تسجيلها سواء بموجب التسجيل اإلجباري أو بإتباع إجراءات التسجيل االختياري ‪.‬وال‬
‫‪ .‬جدال في أن هاته العقارات تكون محال للحوز وبقطع النظر عن أصل ملكيتها‬

‫والحوز في العقارات غير المسجلة هو الذي يشير إليه القانون وتنطبق عليه أحكام الفصل ‪ 38‬من م‪.‬ح‪.‬ع وما بعده وتمارس فيها الدعوى‬
‫‪ .‬الحوزية طبقا للفصل ‪ 51‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وما بعده‬

‫أما بالنسبة للعقارات المسجلة والتي خصها المشرع التونسي بالكتاب الثاني من م‪.‬ح‪.‬ع وهي األراضي والبناءات التي تم فيها إقامة رسم‬
‫عقاري بإدارة الملكية العقارية بمقتضى حكم بالتسجيل صادر عن المحكمة العقارية قاض بترسيم هاته العقارات طبقا لإلجراءات الواردة‬
‫ضمن الفصل ‪ 358‬من م‪.‬ح‪.‬ع وما بعده ‪ ،‬فإن هاته العقارات ال يجوز التمسك فيها بالحوز طبق أحكام الفصل ‪ 307‬من م‪.‬ح‪.‬ع الذي‬
‫ينص صراحة « ليس ألي كان أن يتمسك بالحوز مهما طالت مدته » وكذلك الفصل ‪ 305‬حين أوضح أنه « ال يسري مرور الزمن على‬
‫‪ » .‬الحق المرسم‬

‫ولهذا فإن العقار المسجل يتمتع بقوة قانونية ال يمكن معارضتها إذ أن الحقوق الواردة عليه الحقا ال تكتسب إال بموجب الترسيم ‪.‬وعلى‬
‫ذلك األساس ال يمكن التمسك بالحوز في هاته العقارات من طرف غير المالك للقيام بالدعوى الحوزية‬
‫العقارات التي ال تقبل الحوز ‪:‬هناك من العقارات ما ال يقبل الحوز وذلك نظرا للقوانين الخاصة التي تنظمها والتي تجعلها خاضعة إلى‬
‫تراتيب خاصة ‪.‬فالملك العمومي الراجع للدولة عددها األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬صلب الفصول من ‪ 1‬إلى ‪ 6‬منه وقد جاء‬
‫بالفصل ‪ 3‬من األمر المذكور ناصا على أن الملك العمومي غير قابل للتفويت فيه أو للتقادم بمرور الزمن ومن ثم جاز إستنتاج أن‬
‫العقارات التابعة للملك العمومي الراجع إلى الدولة غير قابل للتعامل وال للحوز بصفة قانونية من طرف األشخاص وال يجوز آنذاك‬
‫‪ .‬ممارسة الدعوى الحوزية ضد الدولة بشأنها‬

‫وينطبق نفس المبدأ بالنسبة لألمالك العمومية الراجعة إلى البلديات الخاضعة لقانون ‪ 14‬ماي ‪ 1975‬فليس ألي كان أن يتمسك بالحوز‬
‫‪ .‬فيها وال أن يمارس الدعوى الحوزية ضد البلدية‬

‫العقارات التي ال تقبل الحوز بصفة محددة ‪:‬تتكون هذه العقارات من األمالك الخاصة للدولة التي ينظمها األمر المؤرخ في ‪ 18‬جوان‬
‫المتعلق بالتصرف في أمالك الدولة العقارية الخاصة والتفويت فيها ويظهر من خالل هذا األمر أن المشرع لم يحجر حوز ‪1918‬‬
‫هاته العقارات من طرف األشخاص ولم يمنع عليهم القيام فيها بالدعاوى التي يرومون من ورائها حماية ما يدعونه من الحقوق الحوزية‬
‫أو غيرها‬

‫‪ :‬ب ‪ -‬حوز الحقوق العينية العقارية‬

‫تعتبر الحقوق العينية العقارية بمثابة العقارات التبعية التي يمكن حوزها والتداعي في شأنها وهذا ما ورد بوضوح بالفصل ‪ 51‬من‬
‫‪،‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وقد ورد تعداد هذه الحقوق بالفصل ‪ 12‬من م‪.‬ح‪.‬ع وهي حق الملكية‪ ،‬حق اإلنتفاع‪ ،‬حق اإلستعمال‪ ،‬حق السكنى‪ ،‬حق الهواء‬
‫‪ » .‬حقوق اإلرتفاق اإلنزال والكردار ودخلهما‪ ،‬اإلمتياز والرهن العقاري‬

‫لكن قبل التعرض بالتفصيل إلى هذه الحقوق ال بد من اإلشارة إلى أن بعضها وقع تحجير إنشائها منذ صدور م‪.‬ح‪.‬ع وبالتالي فال وجود‬
‫‪ .‬ألية فائدة من حمايتها بالدعوى الحوزية‬

‫‪ :‬حقوق اإلرتفاق ‪1-‬‬

‫تنقسم حقوق اإلرتفاق بحسب منشئها إلى حقوق إرتفاق طبيعية وحقوق إرتفاق قانونية كالحق في عدم الغراسة على مسافة معينة من‬
‫‪ .‬الحدود مراعاة لمصلحة األجوار وحق الكشف على ملك الجار طبق القانون‪ ،‬وأخيرا حقوق إرتفاق إتفاقية يكونها األفراد فيم بينهم‬

‫ويمكن القول بأن جميع الحقوق اإلرتفاقية الطبيعية والقانونية يمكن حمايتها بإجراءات الدعوى الحوزية إذا ما توفرت لحائزها شروط‬
‫‪ .‬الفصلين ‪ 52‬و ‪ 54‬من م‪.‬م‪.‬م ‪.‬ت‬

‫وبالنسبة لحقوق اإلرتفاق اإلتفاقية فإن هاته الحقوق تنشأ بموجب كتب ال يشترط في تحريره شكليات معينة وغاية ما يشترط فيه أن‬
‫يكون صادرا عن مالك العقار الموظف عليه الحق ‪.‬ومتى وقع حوز الحق المدة القانونية يمكن ممارسة الدعوى الحوزية لرد الشغب‬
‫‪.‬الحاصل في االنتفاع بذلك الحق‬

‫‪ :‬الحقوق العينية األخرى ‪2 -‬‬

‫‪ .‬حق الملكية ‪:‬ال جدال في أن حق الملكية يخول لصاحبه القيام بالدعوى الحوزية ضد كل من شاغبه لحماية الحق الذي يوجد في حوزه *‬

‫حق اإلنتفاع واإلستعمال والسكنى ‪:‬إن الحائز بموجب هذه الحقوق يمكنه القيام بالدعوى الحوزية لحماية حقه ضد الغير الذي قد يحول *‬
‫دون إنتفاعه من العقار وذلك سواء بنفسه أو بمؤازرة مالك العقار‬
‫االمتياز والرهن العقار ‪:‬االمتياز هو حق للدائن يمنحه القانون لتفضيل صاحب االمتياز على بقية الدائنين في الخالص وإذا كان *‬
‫‪ .‬لالمتياز صبغة عينية فإن األحكام القانونية كفيلة لحماية االمتياز دون حاجة إلى حمايته بالدعوى الحوزية‬

‫أما الرهن العقاري فهو ذلك الحق المخول للدائن المرتهن بأن يطلب بيع العقار المرهون لفائدته في صورة عدم الوفاء بالدين ومن‬
‫‪.‬الصعب تصور قيام الدائن بالدعوى الحوزية لحماية حقه‬
‫ثانيا ‪:‬هدف الدعـوى الحـوزية حمـاية الحــوز‬

‫يستشف من الفصل ‪ 52‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن الهدف من ممارسة الدعوى الحوزية يكون كف شغب الغير أو تعطيل األشغال أو إسترجاع‬
‫الحوز إذا تم إفتكاكه عن طريق القوة ‪.‬إن المشرع أفرد لكل غاية من هذه الغايات دعوى خاصة وقد قصد من وراء ذلك إكساب الدعوى‬
‫الحوزية نجاعة في حماية الحوز من كل مظاهر التعدي والمشاغبة وسعى من أجل توفير اإلستقرار الالزم واألمان الكافي لكل من حاز‬
‫‪ .‬عقارا عن حسن نية وعمل على اإلنتفاع من ثماره‬

‫إن المتأمل في أحكام الدعوى الحوزية يالحظ أن هذه الدعوى قد صيغت لحماية وضعية مادية وقتية في إنتظار الخوض في أصل الحق‬
‫ومناقشته والبحث في جديته من عدمها وإنما تكتفي بمراقبة مدى احترام هذه الوضعية الواقعية من طرف المتعاملين معها سواء كانوا‬
‫‪.‬مالكين حقيقين أولم يكونوا فجل األحكام تؤكد على ضرورة حماية الحوز دون االلتفات إلى الحق الملكي‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪:‬الشروط الخاصة للقيام بالدعوى الحوزية‬

‫إلى جانب الشروط العامة التي تخضع إليها الدعوى الحوزية فإنها تخضع كذلك إلى شروط خاصة تنفرد بها كل دعوى حسب نوعها‬
‫عن األخرى‬
‫‪:‬أوال ‪:‬الشروط الخاصة بدعوى كف الشغب‬

‫عالوة على الشروط العامة الواجب توافرها لقبول الدعوى الحوزية ال بد أن يرتكز القيام بدعوى كف الشغب على وجود شغب سواء‬
‫‪ .‬كان ماديا أو قانونيا من الغير وهذا الشغب يجب أن يكون قد حصل بالفعل أي قائما في الحال‬

‫‪:‬ثانيا ‪:‬الشروط الخاصة بدعوى تعطيل أشغال‬

‫تفترض هذه الدعوى زيادة على الشروط العامة مجرد شروع الغير في أشغال من شأنها لو أنجزت أن يتكون منها شغب للحائز‪ ،‬مثال‬
‫ذلك كأن يشرع الجار في إقامة جدار على أرضه من شأنه لو تم بناؤه أن يحجب الرؤية والهواء أو الشمس على الجار اآلخر وال تكون‬
‫هذه الدعوى مقبولة إال إذا تبين أن األشغال مصدر الضرر لم يقع إتمامها عند القيام بها ويمكن تأسيسها على الضرر المحتمل وقوعها في‬
‫‪.‬المستقبل‬

‫‪ :‬ثالثا ‪:‬الشروط الخاصة بدعوى إسترداد الحوز المفتك بالقوة‬

‫تتميز هذه الدعوى عن بقية الدعاوى األخرى بشرط استعمال القوة من قبل الغير إلفتكاك الحوز من صاحبه‬ ‫‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬شروط القيام بالدعوى اإلستحقاقية‬

‫إن القيام بالدعوى اإلستحقاقية تستوجب أن يثبت المدعي ملكيته للشيء وهذا اإلثبات صعب وأشد مشقة بكثير من إثبات مجرد الحيازة‬
‫‪.‬‬

‫إن كل دعوى إستحقاقية تخضع وجوبا إلى بيان السبب القانوني الذي تستند إليه وقد نص الفصل ‪ 22‬من م‪.‬ح‪.‬ع في هذا الشأن على أنه‬
‫تكتسب الملكية بالعقد والميراث والتقادم واإللتصاق ‪...» .‬والمالحظ أن المشرع التونسي قد عدد في هذا الفصل أسباب المطالبة «‬
‫باستحقاق ملكية العقار والمنقول دون أن يرتبها‪ ،‬وقد أورد بمجلة الحقوق العينية تدقيقا بالنسبة لالستيالء (الفصول من ‪ 23‬إلى ‪26‬‬
‫م‪.‬ح‪.‬ع )وااللتصاق (الفصول من ‪ 27‬إلى ‪ 37‬م‪.‬ح‪.‬ع )والتقادم (الفصول من ‪ 38‬إلى ‪ 52‬م‪.‬ح‪.‬ع )أما العقد فقد نظمت جل أحكامه‬
‫مجلة االلتزامات والعقود (عقود البيع )‪...‬ومجلة األحوال الشخصية (عقد الهبة والوصية)‪...‬‬

‫‪ .‬أما الميراث فإن األحكام التي تنظمه موزعة بين مجلة االلتزامات والعقود ومجلة الحقوق العينية ومجلة األحوال الشخصية‬

‫‪ :‬ثانيا ‪:‬مرور الزمن ضروري للقيام بالدعوى‬

‫إن الحوز إذا خال من العيوب وإستمر مدة معينة أصبح الحائز مالكا لما يحوزه ‪.‬فالتقادم المكسب يعتبر دليال عمليا على الملكية‪ ،‬إال أن‬
‫التمسك به ال يؤدي إلى كسب الحق إال إذا ما أثبت واضع اليد الحيازة الصحيحة المستوفية لعنصريها المادي والمعنوي والخالية من‬
‫العيوب وإستمرارها مدة التقادم بدون تعليق وال إنقطاع ‪.‬فالمشرع التونسي يضع قرينة قانونية تعفي الحائز من إثبات ملكيته واإلكتفاء‬
‫بإثبات الحيازة القانونية ‪.‬إن فهدف المشرع هو المحافظة على إستقرار وضع الحائز وإعطائه مركزا متميزا في دعوى اإلستحقاق التي‬
‫‪ :‬قد يرفعها ضد الغير ‪.‬وهكذا يتضح أن الحوز يجب أن يتوفر فيه ركنان‬

‫ركن مادي ‪:‬وهو وضع اليد الفعلي على الشيء أو الحق فتكون للحائز السلطة التي تخوله إجراء األعمال المادية التي يستطيع ‪1 -‬‬
‫مباشرتها من له حق على الشيء ومن بين األعمال المادية نورد على سبيل المثال زراعة األرض والسكنى وهذه األعمال يباشرها‬
‫الحائز بنفسه أو بواسطة شخص آخر لذلك بالرجوع إلى الفصل ‪ 38‬من م‪.‬ح ‪.‬ع نجده يتحدث في تعريفه للحوز على السيطرة الفعلية ‪.‬إال‬
‫‪ .‬أن توفر الركن المادي وحده ال يهيأ السبيل لكسب الحق إال إذا إقترن بالركن المعنوي‬

‫هذا الركن نص عليه صراحة الفصل ‪ 45‬من م‪.‬ح‪.‬ع الذي جاء به « من حاز عقارا أو حقا ‪Animus Domini :‬الركن المعنوي ‪2 -‬‬
‫‪ » .‬عينيا على عقار مدة خمسة عشرة عاما بصفة مالك‬

‫وال يتوفر الركن المعنوي إال إذا قصد الحائز استعمال الشيء لحق نفسه فإذا كان األمر يتعلق بحق ملكية‪ ،‬فيجب أن يتوفر لدى الحائز‬
‫قصد استعمال هذا الحق فيستعمل العين ويستغلها ويتصرف فيها كما يفعل المالك الحقيقي للشيء والعبرة بنية استعمال الحائز للشيء‬
‫‪.‬لحسابه الخاص‬

‫وال يكتسب الحق بالتقادم بناء على ما تقدم إال إذا كانت الحيازة مستوفية لعنصريها المادي والمعنوي ولكن ال بد أيضا أن تكون خالية من‬
‫‪ .‬العيوب أي أن تكون حيازة قانونية‬

‫ويكون الحوز معيبا إذا ما فقد الميزات التي ضبطها المشرع لقيام حوز فاعل ومنتج آلثار قانونية وقد اشترط الفصل ‪ 45‬من م‪.‬ح‪.‬ع بأنه‬
‫‪ .‬يجب أن يكون الحوز بدون شغب مشاهدا مستمرا ودون إنقطاع وال التباس‬

‫إال أن توفر حوز مستوفي لجميع عناصره مادي ومعنوي وخالي من العيوب ال يكفي لكسب الحق بالتقادم بل ال بد من استمرار وضع‬
‫اليد مدة معينة ‪.‬والمتأمل في مجلة الحقوق العينية يالحظ أن المشرع وضع ثالث مدد لتحقق التقادم المكسب‪ ،‬مدة أولى يمكن تسميتها‬
‫‪ .‬باألصلية ومدة ثانية وهي مدة مرفعة ومدة ثالثة وهي مدة منخفضة‬

‫المدة األصلية ‪:‬نص الفصل ‪ 45‬من م‪.‬ح‪.‬ع صراحة على إنقضاء أجل خمسة عشر عاما لينتج الحوز أثره ويقوم التقادم ليكتسب )‪1‬‬
‫‪ .‬الحائز ملكية العقار أو الحق العيني‬

‫‪».‬المدة المرفعة ‪:‬إقتضى الفصل ‪ 47‬من م‪.‬ح‪.‬ع على أن « ترفع مدة التقادم إلى ثالثين عاما فيم بين الورثة والشركاء )‪2‬‬

‫المدة المنخفضة ‪:‬نص الفصل ‪ 46‬من م‪.‬ح‪.‬ع على أن « تخفض مدة التقادم إلى عشر سنوات إذا أنجز الحوز بحسن نية وبمقتضى )‪3‬‬
‫عمل قانوني من شأنه أن تنتقل به الملكية لو صدر ممن له الحق‪ ،‬والعبرة في حسن النية بوقت تلقي الحق » ‪.‬إال أنه ال يمكن التمسك به‬
‫‪.‬إال عند توفر شرط حسن النية وشرط العمل القانوني‬

‫مفهوم حسن النية ‪:‬لم يعرف المشرع التونسي حسن النية وفي غياب تعريف تشريعي لمفهوم حسن النية تدخل فقه القضاء إلبراز هذا‬
‫المفهوم في إحدى قراراته بأن اعتبر بأن الحائز بشبهة حائز عن حسن نية وهو تعريف مستمد من الفصل ‪ 44‬م‪.‬ح‪.‬ع الذي نص على أن‬
‫‪.‬الحائز بشبهة هو الحائز بوجه ال يعلم عيبه ‪.‬ويمكن القول أن الحائز يكون حسن النية إذا لم يعلم بأنه يعتدي على ملك الغير‬

‫أما العمل القانوني فالمقصود به صلب الفصل ‪ 46‬من م‪.‬ح‪.‬ع هو التصرف الناقل للملكية كالبيع والهبة والوصية وعالوة عن هذا الشرط‬
‫‪ .‬تصرف ناقل للملكية يجب أن يكون هذا األخير صادرا عن غير مالك‬

‫آثار مرور الزمن ‪:‬إن حق الملكية المكتسب بمرور الزمن المكسب للملكية ال يكسب بالتقادم من تلقاء نفسه بل ال بد للحائز المقام )‪4‬‬
‫ضده بالدعوى اإلستحقاقية أن يتمسك به إذ أنه ال يجوز للمحكمة أن تقضي بالتقادم من تلقاء نفسها بل يجب أن يتمسك بهذا الحائز ‪.‬وهنا‬
‫يكون التقادم دفعا يدفع به الحائز دعوى المالك الذي قام ضده بدعوى اإلستحقاق ‪.‬وتمسك الحائز بالتقادم يجب أن يكون طلبا قائما بذاته‬
‫ويجب أن يقع التمسك به أمام محكمة الموضوع ‪.‬فإذا تمسك بالتقادم المكسب أمام محكمة الدرجة األولى وقضت له بذلك فيكفي في‬
‫اإلستئناف أن يطلب تأييد الحكم االبتدائي حتى يعتبر متمسكا بالتقادم ‪.‬أما إذا تمسك بالتقادم أمام محكمة أول درجة وكسب الدعوى دون‬
‫‪ .‬نظر إلى تقادم فإنه يجب في اإلستئناف أن يتمسك بالتقادم المكسب من جديد‬

‫‪ .‬والتقادم المكسب ال يكون دفعا فقط بل يمكن أن يكون أساسا لرفع الدعوى اإلستحقاقية من طرف الحائز المتمسك بالتقادم المكسب‬
‫‪ .‬والذي خرج العقار من حيازته فإنه يستطيع أن يرفع دعوى اإلستحقاق على من آلت إليه الحيازة‬
‫‪ :‬ثالثــا ‪:‬االلتصـــاق‬

‫كما يعتبر من الوسائل اليقينية االلتصاق المكسب للملكية وتتعلق الحالة األولى بالقرينة المنصوص عليها بالفصل ‪ 34‬من م‪.‬ح‪.‬ع والتي‬
‫مفادها أن البناءات والمغروسات الموجودة بأرض ما أو في باطنها تعتبر أن مالك األرض قد أقامها على نفقته وأنها ملك له ما لم يقم‬
‫‪ .‬الدليل على خالف ذلك‬

‫كذلك ما اقتضاه الفصل ‪ 37‬من نفس المجلة في خصوص تمليك مالك األرض الجزء اليسير بأرض مالصقة إذا تجاوز البناء به عن‬
‫حسن نية ‪.‬وفي كلتا الحالتين يخاطب النص مالك األرض الذي يجب أن يثبت تلك الصفة حتى يتحصل على ملكية البناء أو الجزء اليسير‬
‫‪ .‬من األرض المالصقة فإذا أثبت أنه مالك األصل فإن ملكيته لما التصق به تكون ملكية يقينية ما لم يتوصل خصمه إلى دحضها‬

‫‪ :‬رابعا ‪:‬إستحقاق العقار بموجب اإلدراج بالسجل العقاري‬

‫إن إستحقاق العقار بموجب اإلدراج بالسجل العقاري مبني على أساس أن حجة اإلدراج بالسجل العقاري لحق الملكية يعتبر حجة قاطعة‬
‫‪ .‬لصالح كل من أدلى بشهادة ملكية في هذا الغرض‬

‫واإلدراج بالسجل العقاري يعتبر دليال حاسما وقاطعا وبناء على ذلك فمتى سجل عقار باسم شخص معين كان هذا الشخص هو المالك‬
‫دون سواه ‪.‬ولقد نص الفصل ‪ 305‬جديد من م‪.‬ح‪.‬ع على أن « كل حق عيني ال يتكون إال بترسيمه بالسجل العقاري وابتداء من تاريخ‬
‫ذلك الترسيم » كما أن الفصل ‪ 308‬من نفس المجلة نص على أن « كل حق غير مرسم يعتبر الغيا ‪» .‬وبناء على ذلك فإن الدعوى‬
‫اإلستحقاقية المتعلقة بعقار مسجل يقع البت فيها على أساس ما تضمنته شهادة الملكية المتعلقة بعقار النزاع تحمل اسم المدعي مثال فإن‬
‫المحكمة تحكم لفائدته باستحقاق العقار محل النزاع دون اعتبار أي وثيقة أخرى ‪.‬إال أن ما تجدر اإلشارة إليه في هذا المجال هو أن‬
‫اإلدراج بالسجل العقاري لم يشمل جميع العقارات بتونس وبناء على ذلك فإن وسيلة اإلثبات هذه ال يتمتع بها جل المتقاضين الشيء الذي‬
‫‪ .‬يجعلها ال تحل مشكل إثبات في الدعوى اإلستحقاقية بصفة شاملة‬

‫الفصل الثاني ‪:‬اإلختالف من حيث إجراءات القيام ومرجع النظر‬

‫إن إختالف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية ال ينحصر في إختالفهما في شروط القيام فقط بل إن الدعويين يختلفان كذلك من‬
‫‪.‬حيث إجراءات القيام ومن حيث مرجع النظر‬

‫الفقرة األول ‪:‬االختالف من حيث إجراءات القيام‬

‫تجدر المالحظة وأن هذه اإلجراءات بقدر ما تتسم بالسهولة والتبسيط بالنسبة للدعوى الحوزية فإن هذه اإلجراءات أكثر تشعبا فيم يخص‬
‫‪ .‬الدعوى اإلستحقاقية‬

‫لعل الطابع المبسط لرفع الدعوى الحوزية هو الذي يميزها عن الدعوى اإلستحقاقية من هذه الناحية إذ أن الدعوى الحوزية ترفع بمجرد‬
‫عريضة كتابية يسلمها الطالب أو من يمثله لكتابة المحكمة مشفوعة بما يفيد خالص المعاليم القانونية ومصحوبة بالمؤيدات التي يستند‬
‫إليها المدعي في دعواه وتكون هذه العريضة مشتملة على اسم ولقب ومهنة ومقر كل من الطالب والمطلوب وعند االقتضاء عدد‬
‫الترسيم بالسجل التجاري ومكانه واسم من يمثله إن وجد ولقبه ومهنته ومقره ‪.‬وإذا كان الطالب أو المطلوب شخصا معنويا يجب أن‬
‫تشتمل العريضة على اسمه ومقره االجتماعي وشكله القانوني إن كان شركة وعدد ترسيمه بالسجل التجاري ومكانه كما يجب أن تشتمل‬
‫عريضة الدعوى على موضوع الدعوى وطلبات المدعي ‪.‬وتتولى كتابة محكمة الناحية تقييد تلك العريضة بدفاترها المعدة لذلك مع‬
‫التنصيص على تاريخ تقييدها لما لذلك من أهمية في مراقبة احترام آجال القيام بالدعوى الحوزية وهو أجل سنة من تاريخ وقوع الشغب‬
‫مثلما وقع بيانه سابقا ويتولى كاتب المحكمة عرض الملف على القاضي الذي يعين لها جلسة ويأذن الكاتب باستدعاء الخصوم بالطريقة‬
‫‪ .‬اإلدارية أو بواسطة أحد أعوان المحكمة‬

‫وكل هذه اإلجراءات يمكن للمتقاضي أن يقوم بها بنفسه دون اللجوء إلى محامي ‪ ،‬ونستنتج ذلك مما تضمنه الفصل ‪ 49‬من م‪.‬م‪.‬م ‪.‬ت‬
‫الذي نص في هذا المجال وأن الخصوم يحضروا بأنفسهم أو بواسطة محام لدى حاكم الناحية في اليوم المعين باإلستدعاء للجلسة وهذه‬
‫اآلجال مقتضبة جدا إذا ما قارناها بآجال اإلستدعاء الخاصة بالدعوى اإلستحقاقية ‪ ،‬فسواء تم اإلستدعاء بالطريقة اإلدارية أو بواسطة‬
‫عدل تنفيذ إذا ما اضطر المتقاضي إلى استدعاء خصمه بواسطة عدل منفذ فإنه البد من احترام آجال اإلستدعاء لدى محكمة الناحية وهي‬
‫ثالثة أيام دون اعتبار يوم بلوغ اإلستدعاء ويوم الجلسة ‪.‬بينما في صورة رفع الدعوى اإلستحقاقية فإن هاته الدعوى ال يمكن رفعها من‬
‫طرف المتقاضي وحده بل يجب أن ترفع بواسطة محام لدى االستئناف الذي يتولى تحريرها ويبلغ نظيرا منها مصحوبا بالنسخ من‬
‫المؤيدات للمطلوب بواسطة عدل منفذ ويجب أن يبين بعريضة الدعوى اسم الخصم ولقبه وحرفته ومقره وحرفته ومقره وصفته وعند‬
‫االقتضاء عدد الترسيم بالسجل التجاري ومكانه ووقائع الدعوى وأدلتها وطلبات المدعي وأسانيدها القانونية والمحكمة الواقع اإلستدعاء‬
‫للحضور لديها وتاريخ الحضور سنة وشهرا ويوما وساعة وإن كان الخصم شخصا معنويا يجب أن يشتمل المحضر على اسمه ومقره‬
‫االجتماعي وشكله القانوني إن كان شركة وعد ترسيمه بالسجل التجاري ومكانه ‪.‬كما يجب أن تتضمن العريضة التنبيه على المستدعى‬
‫بتقديم جوابه كتابة مصحوبا بالمؤيدات بواسطة محام بالجلسة المعينة لها القضية وإال فإن المحكمة تنظر فيها حسب أوراقها ‪.‬وال يمكن‬
‫أن يقل ميعاد الحضور عن واحد وعشرين إذا كان للخصم مقر بالتراب التونسي وعن ستين يوما إذا كان مقره بالخارج ‪.‬وعلى محامي‬
‫المدعي أن يقدم لكتابة المحكمة قبل تاريخ الجلسة بسبعة أيام أصل العريضة المبلغة للمدعى عليه مصحوبة بالمؤيدات وكشف في‬
‫نظيرين يتضمن بيانها يوقعه الكاتب ويرجع له أحدهما إثباتا لتوصله بها ويتولى كاتب المحكمة تقييد القضية بالدفتر المخصص لها بعد‬
‫‪ .‬التحقق من خالص المعاليم ثم يرسمها بجدول الجلسة المعينة لها ويعرضها على رئيس المحكمة لتعيين القاضي المقرر‬

‫إن ما يمكن مالحظته بخصوص ما تمتاز به الدعوى الحوزية من تبسيط في إجراءات رفعها وما تمتاز به الدعوى اإلستحقاقية من‬
‫شكليات خاصة هو أن خاصيات كل منهما تفسر في الحقيقة بتبسيط القيام لدى محكمة الناحية بالنسبة لجميع الدعاوى المدنية األخرى‬
‫المرفوعة لدى حاكم الناحية هذا إلى جانب ما تمتاز به إجراءات القيام بالدعاوى المدنية بصفة عامة لدى المحكمة االبتدائية من تشعب‬
‫‪ .‬وصعوبة بخصوص شكليات رفعها‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬االختالف من حيث مرجع النظر‬

‫أوال ‪:‬اختصاص قاضي الناحية في الدعاوى الحوزية‬

‫يتصف اختصاص حاكم الناحية في مادة الدعوى الحوزية بأنه اختصاص مطلق ال تشاركه فيه أية محكمة أخرى مهما كانت قيمة العقار‬
‫المتنازع في شأنه ويكون حكمه في ذلك ابتدائي الدرجة طبقا للفصل ‪ 39‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ويعد االختصاص الحكمي متعلقا بالنظام العام‬
‫طالما انه ال يجوز ألية محكمة أخرى النظر في الدعوى الحوزية دونه كما يجوز لكل طرف في القضية وللمحكمة كذلك من تلقاء نفسها‬
‫التمسك بعدم االختصاص بالنظر حكميا في الدعوى الحوزية المرفوعة أمام محكمة غير مختصة ‪.‬ويجوز التمسك بذلك في جميع أطوار‬
‫‪ .‬القضية ولو ألول مرة لدى محكمة التعقيب‬

‫كما أنه ال عمل على أي اتفاق مخالف من شأنه أن يسند النظر حكميا في الدعوى الحوزية إلى محكمة أخرى غير محكمة الناحية ويمثل‬
‫االختصاص الحكمي لحاكم الناحية في الدعوى الحوزية العديد من المزايا المتمثلة في السرعة والبساطة في اإلجراءات نظرا ألن‬
‫التقاضي أمام حاكم الناحية يمتاز عموما بهاته الخاصيات ‪.‬ويعد ذلك من باب التيسير على أطراف القضية من حيث تكاليف الخصام‬
‫‪ .‬التي تقل بكثير عن تكاليف التقاضي أمام المحكمة االبتدائية‬

‫ومن ناحية أخرى فإن حاكم الناحية يكون أقرب إلى المتقاضين من المحكمة االبتدائية األمر الذي يخول له االنتقال على العين إلجراء‬
‫‪ .‬األبحاث التي يستوجبها فصل القضية بأقل التكاليف وفي أسرع األوقات‬

‫ومن حيث مشموالت حاكم الناحية في الدعوى الحوزية فإنه يتناول أوال وبالذات النظر في المطلب األصلي الذي اشتملت عليه الدعوى‬
‫مهما كانت قيمة العقار ولو تجاوزت تلك القيمة مقدار ما يحكم به ابتدائيا ويكون حكمه في ذلك ابتدائي الدرجة قابال للطعن فيه‬
‫باالستئناف في كل الحاالت ‪.‬ويشمل نظر حاكم الناحية أيضا جميع المطالب الفرعية األخرى كمطلب غرم الضرر الناشئ عن اعتداء‬
‫على الحوز مهما كان مقدار ذلك الطلب ولو تجاوز مقدار ما يحكم به ابتدائيا فيما يتعلق بمطالب أداء الديون ‪.‬ويكون حكمه كذلك ابتدائيا‬
‫اعتمادا على هذا المطلب الفرعي يتبع المطلب األصلي واعتمادا على أن نظر حاكم الناحية غير مقيد بالنسبة للدعوى الحوزية وبالقياس‬
‫‪ .‬يكون األمر كذلك في خصوص مطلب غرم الضرر‬

‫ثانيا ‪:‬اختصاص المحكمة االبتدائية في الدعاوى االستحقاقية‬

‫ترجع الدعوى اإلستحقاقية بالنظر إلى المحكمة االبتدائية ضرورة أن الفصل ‪ 40‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت اقتضى أن « المحكمة االبتدائية تنظر‬
‫ابتدائيا في جميع الدعاوى عدا ما خرج عنها بنص خاص ‪» ..‬وطالما لم يوجد نص خاص أسند النظر في الدعوى اإلستحقاقية ألي جهة‬
‫‪ .‬فإن المحكمة االبتدائية هي المختصة لما لها من اختصاص شامل‬

‫وال شك بأن تفريق االختصاص في الدعويين بين محاكم النواحي والمحاكم االبتدائية يعكس تباين الدعويين عن بعضهما فاإلجراءات‬
‫المنتهجة لدى قاضي الناحية أسرع وأقل تكاليف من اإلجراءات المتبعة لدى المحكمة االبتدائية وهو األمر الذي تتطلبه الدعاوى الحوزية‬
‫أكثر من سواها باعتبار أن إجراءات التقاضي لدى محكمة الناحية سهلة وتتالءم والهدف المنشود وهو حماية الوضعيات المكتسبة‬
‫وضمان األمن واإلستقرار‬

‫‪ :‬الجزء الثاني ‪ -‬نتائج اختالف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية‬

‫إن الدعوى الحوزية تختلف اختالفا جوهريا عن الدعوى اإلستحقاقية ويتجلى ذلك في عدة جوانب لعل أهمها المتعلقة بشروط القيام‬
‫وإجراءات القيام ومرجع النظر ‪.‬وتترتب عن هاته االختالفات نتائج هامة تتمثل أساسا في قاعدة تحجير الجمع بين الدعويين التي تلزم‬
‫طرفي النزاع والقاضي ‪.‬إال أن هذه القاعدة تعرف بعض الحدود لذلك سيقع التعرض في فصل أول لمبدأ عدم الجمع بين الدعويين قبل‬
‫‪ .‬التعرض في فصل ثان إلى حدود المبدأ‬

‫الفصل األول ‪:‬مبدأ عدم الجمع بين الدعوى الـحوزية والدعوى اإلستحقــاقية‬

‫يمتاز التشريع التونسي في مادة الدعوى الحوزية بوضعه لقاعدة جوهرية ومبدئية في الموضوع تعرف منذ عهد بعيد في القانون بقاعدة‬
‫‪.‬عدم الجمع بين الحوز واإلستحقاق أثناء سير الدعوى لدى قاضي الناحية المتعهد بالنظر فيها‬

‫ويعود الفضل لمجلة ‪ 1959‬في وضع هاته القاعدة التي لم تكن معروفة على النحو الحالي زمن تطبيق قانون المرافعات المؤرخ في ‪24‬‬
‫‪ .‬ديسمبر ‪ 1910‬عدا ما تضمنه الفصل ‪ 85‬منه من تحجير الجمع على القاضي بأن يجمع بين الحوز واإلستحقاق‬

‫ولقد تولت مجلة ‪ 1959‬بلورة القاعدة وأعطتها مقاييسها الحقيقية وضبطت حدود تطبيقها صلب الفصلين ‪ 57‬و‪ 58‬منها اللذين يقابلهما‬
‫‪ .‬في القانون الفرنسي الفصول ‪ 1265‬و‪ 1266‬و‪ 1267‬من مجلة اإلجراءات الجديدة‬

‫ولقد نص الفصل ‪ 57‬على أنه « ال يجوز الحكم في دعوى الحوز على أساس ثبوت الحق الملكي أو نفيه ولكن للحاكم أن يتأمل في األدلة‬
‫المدلى بها على هذا الحق بقدر ما يفيده فيما يخص الحوز » ونص الفصل ‪ 58‬على أن « القائم بدعوى اإلستحقاق ال يقبل منه القيام‬
‫‪ .‬بدعوى الحوز على أساس شغب أو إفتكاك حوز متقدمين عن قيامه بدعوى اإلستحقاق‬

‫‪ .‬ودعوى اإلستحقاق التي رفعها المقام عليه بدعوى الحوز قبل القيام عليه بهذه الدعوى ال تأثير لها على دعوى الحوز‬

‫ومن وقع القيام عليه بدعوى الحوز ال يمكنه القيام بدعوى إستحقاقية إال بعد البت في دعوى الحوز وليس له في صورة صدور الحكم‬
‫» ضده في الدعوى المذكورة أن يقوم بدعوى إستحقاقية إال بعد أن يذعن لما اقتضاه ذلك الحكم‬

‫وتبرر قاعدة عدم الجمع بين الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية برغبة المشرع في حماية الحيازة باعتبارها مركزا قانونيا مستقال‬
‫عن الحق الموضوعي أي الملكية ولذلك ال يجوز الخلط بين الحماية المقررة للحيازة وتلك التي قررت للحق وبأنه ال يجوز أن يؤدي‬
‫وجود هذه الحماية األخيرة إلى عدم التمتع من حماية الحيازة ‪.‬ولذلك كان هنالك حاجز حصين بين الحوز واإلستحقاق وتنطبق هذه‬
‫‪ .‬القاعدة على الخصوم كما تنطبق على القاضي‬

‫الفقرة األولى ‪:‬تحجـير الجمــع على الخصــــوم‬

‫‪ .‬ينطبق هذا المبدأ على الطالب في الدعوى اإلستحقاقية وعلى المطلوب في الدعوى الحوزية‬

‫أوال ‪:‬مبدأ عدم الجمع بين الدعويين يلزم الطالب في الدعوى اإلستحقاقية‬

‫نصت الفقرة األولى من الفصل ‪ 58‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت على ما يلي « القائم بدعوى اإلستحقاق ال يقبل منه القيام بدعوى الحوز على أساس‬
‫‪ :‬الشغب أو إفتكاك حوز متقدمين عن قيامه بدعوى اإلستحقاق » ويستخلص من الفقرة المذكورة اإلستنتاجات التالية‬

‫‪ .‬االستنتاج األول ‪:‬ان المشرع حجر صراحة على من قام بدعوى إستحقاقية القيام بعد ذلك بدعوى حوزية‬
‫اإلستنتاج الثاني ‪:‬إن هذا التحجير ال ينطبق إال على المدعي في دعوى إستحقاقية أما المطلوب فيها فيحتفظ بحقه في القيام بدعوى‬
‫‪.‬الحوزية سواء كان الشغب متقدما أو متأخرا عن نشر الدعوى اإلستحقاقية‬

‫اإلستنتاج الثالث ‪:‬يجوز للقائم بالدعوى اإلستحقاقية القيام بدعوى حوزية إذا كان الشغب أو إفتكاك الحوز قد وقعا بعد نشر القضية‬
‫اإلستحقاقية فالمدعي في الدعوى اإلستحقاقية ال يحرم من القيام بدعوى حوزية إذا كان الشغب الحقا لقيامه بدليل أن الفصل ‪ 58‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬

‫ثانيا ‪:‬مبدأ عدم الجمع بين الدعويين يلزم المطلوب في الدعوى الحوزية‬

‫ورد هذا المبدأ في الفقرتين الثانية والثالثة من الفصل ‪ 58‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت فقد نصت الفقرة الثانية على ما يلي « ‪ :‬ودعوى اإلستحقاق التي‬
‫رفعها المقام علبه بدعوى الحوز قبل القيام عليه بهذه الدعوى ال تأثير لها على دعوى الحوز ومن وقع القيام عليه بدعوى الحوز ال يمكنه‬
‫‪... » .‬القيام بدعوى إستحقاقية إال بعد البت في دعوى الحوز‬

‫(المطلوب في تلك الدعوى )بدعوى حوزية ضده فقد‬ ‫تقتضي هذه الفقرة قيام أحد الطرفين بدعوى إستحقاقية أوال ثم قيام خصمه‬
‫قرر المشرع أن الدعوى الحوزية ال تتأثر بذلك القيام ويقع النظر فيها رغم وجود قضية إستحقاقية بين نفس األطراف ويستخلص من‬
‫الفقرة المذكورة ان القيام بدعوى إستحقاقية ال يمنع الطرف اآلخر من القيام بدعوى حوزية وال مجال لتطبيق مبدأ عدم الجمع بين‬
‫الدعويين في هذه الصورة‬
‫وأما الفقرة الثالثة واألخيرة من الفصل ‪ 58‬فقد تضمنت ما يلي ‪ « :‬ومن وقع القيام عليه بدعوى الحوز ال يمكنه القيام بدعوى إستحقاقية‬
‫إال بعد البت في دعوى الحوز وليس له في صورة صدور الحكم ضده في الدعوى المذكورة أن يقوم بدعوى إستحقاقية إال بعد أن يذعن‬
‫‪ » .‬لما اقتضاه ذلك الحكم‬

‫ويفهم من الفقرة أنه يحجر على المطلوب في الدعوى الحوزية القيام بدعوى إستحقاقية طالما لم يصدر الحكم الحوزي بعد وطالما لم‬
‫يذعن لمنطوقه في صورة صدوره ضده والغاية من هذا المنع هو الحيلولة دون ما عسى أن يقوم به المشاغب من مناورات قصد ربح‬
‫الوقت واإلبقاء على العقار تحت تصرفه‬
‫‪ :‬الفقرة الثانية ‪:‬تحجير الجمع بالنسبة للقاضي‬

‫اقتضى الفصل ‪ 57‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه « ال يجوز الحكم في دعوى الحوز على أساس ثبوت الحق الملكي أو نفيه ولكن للحاكم أن يتأمل في‬
‫األدلة المدلى بها على هذا الحق بقدر ما يفيده فيما يخص الحوز » ‪.‬لقد جاء هذا الفصل ضابطا ومدققا لما ورد في الفصل ‪ 85‬من قانون‬
‫المرافعات القديم وذلك بتعريف قاعدة التحجير على القاضي في أن يجمع بين الحوز واإلستحقاق إذ اقتصر الفصل ‪ 85‬المذكور بفقرته‬
‫‪.‬األولى على القول بأنه ليس للحاكم الحوزي أن يحكم فيما يخص اإلستحقاق‬

‫أما الفصل ‪ 57‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الجديد فهو أوضح وأدق إذ اقتضى كما سلف ذكره أنه « ال يجوز الحكم في دعوى الحوز على أساس ثبوت‬
‫الحق الملكي أو نفيه « ‪.‬جاء هذا الفصل للتعريف بقاعدة التحجير على القاضي في أن يجمع بين الحوز واإلستحقاق وقد جاءت‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت في فصليها ‪ 39‬و‪ 40‬قاضية بأن حاكم الناحية هو صاحب النظر وحده في المادة الحوزية دون المادة اإلستحقاقية التي‬
‫‪ .‬تخصصت بالنظر فيها المحكمة االبتدائية ‪ ،‬فقاعدة عدم الجمع بين الحوز واإلستحقاق جاءت ضابطة لنظرية الدعاوي الحوزية‬

‫وفعال فإنه إذا خول للقاضي الحوزي أن يبني حكمه على أساس ثبوت الحق الملكي أو نفيه فإن جميع القواعد واألحكام التي جاء بها‬
‫‪ .‬المشرع في مادة الحوز تكون ال معنى لها وتصير حماية الحوز وهمية غير ذات مفعول‬

‫فالحوز ال يمكن أن يحكم به ألحد الطرفين بناء على خصوص ثبوت حقه في الملكية األمر الذي تزول معه حماية الحوز التي هي مستقلة‬
‫‪ .‬عن حماية الملكية‬

‫وعلى القاضي المتعهد بالنظر في الدعوى الحوزية أن ال يتعرض لكل ما له مساس بالملكية وأن يقتصر على النظر في شأن الحوز بناءا‬
‫على مظاهره المادية ‪ ،‬أما ما يتعلق بالملكية فالنظر فيه راجع لخصوص قاضي اإلستحقاق فتكون مأمورية القاضي الحوزي حينئذ‬
‫‪ .‬االقتصار على النظر في الوقائع الحوزية المعروضة عليه بقطع النظر عن مسألة الملكية‬

‫يحجر على الحاكم أن يركز حكمه على أسباب يستمدها من أصل الحق فقط وكذلك يحجر عليه الخوض في اإلستحقاق وذلك بالبت في‬
‫مسألة تمس بأصل الحق ‪ ،‬وإذا عمد إلى ذلك فإنه يكون قد جمع بين اإلستحقاق والحوز ‪.‬وينسحب هذا التحجير على حاكم الناحية وعلى‬
‫المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة استئناف ألحكام حكام النواحي الصادرة في مادة الحوز ولو أن المحكمة االبتدائية هي المختصة في‬
‫دعوى اإلستحقاق كمحكمة درجة أولى ‪.‬ويمكن القول بأن الفصل في الدعوى الحوزية هو البحث الحوزي الذي يستدعي التوجه أساسا‬
‫بالضرورة على عين المكان وسماع الشهود لمعرفة واضع اليد على العقار بصفة مشاهدة ومستمرة وهادئة مدة تفوق العام بقطع النظر‬
‫‪ .‬عن كونه مالكا أم ال‬
‫الفصل الثاني ‪:‬حدود مبدأ عدم الجمع بين الدعويين‬

‫إن قاعدة عدم الجمع بين الدعوى الحوزية والدعوى االستحقاقية ال تنطبق بصفة مطلقة وذلك سواء بالنسبة للقاضي أو بالنسبة‬
‫لألطراف ‪.‬وتبرز محدودية ممارسة هذه القاعدة من خالل إمكانية استناد القاضي الحوزي على الرسوم المثبتة للملكية (الفقرة األولى )‬
‫‪ .‬وكذلك من خالل وضعية العقارات المسجلة (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى ‪:‬استناد القاضي الحوزي على األدلة المثبتة للملكية‬

‫ان التأمل في الفصل ‪ 57‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ن الذي جاء بمبدأ تحجير الجمع بين الحوز واالستحقاق يالحظ أن هذا المبدأ لم يرد بصفة مطلقة في‬
‫تحجير االستناد على الرسوم المثبتة لحق الملكية‬
‫وتبرر هذه القاعدة بأن القاضي ملزم بالتحقق من توفر شروط الحوز التي أوجبها الفصل ‪ 54‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت إذ يستعصي على القاضي في‬
‫بعض األحيان التحقق من ذلك بدون التأمل من األدلة التي يدلي بها الخصوم في بعض الحاالت فان القاضي يجد نفسه مضطرا للتأمل‬
‫في الرسوم نظرا ألهمية تأثيرها على وجود الحوز المتمسك به وذلك في الحاالت العادية التي يتسلط فيها الحوز على عقار غير مسجل‬
‫و لربما أدى األمر إلى وجوب فحص الرسوم في حاالت أخرى نخص بالذكر منها الحالة التي يتسلط فيها الحوز على حق ارتفاقي ‪.‬‬
‫‪ .‬غير مستمر وغير ظاهر‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬في خصوص العقارات المسجلة‬

‫ان مبدأ عدم الجمع بين الحوز واإلستحقاق ال ينطبق على دعوى كف الشغب المنصوص عليها ‪ 307‬من م‪.‬ح‪.‬ع على األطراف‬
‫‪ .‬والقاضي‬

‫فالنسبة لألطراف يجب على المدعي في دعوى كف الشغب على عقار مسجل إثارة حق الملكية واالستناد عليها في الدعوى الحوزية‬
‫ألن اإلدالء بما يفيد ترسيم العقار باسمه أو باسم سلفه والوسيلة الوحيدة التي تخوله حق طلب الحماية إذا وقعت مشاغبته من قبل الغير‬
‫‪.‬‬

‫دعوى كف الشغب المنصوص عليها بالفصل ‪ 307‬م‪.‬ح‪.‬ع شرعت لحماية المالك وبالتالي ال يكتسب غيره حق طلب الحماية‬
‫المنصوص عليها بهذا الفصل ‪.‬هذا ما أدى بجانب هام من الفقه وفقه القضاء إلى اعتبار دعوى الفصل ‪ 307‬م‪.‬ح‪.‬ع فقرة الثانية منه‬
‫‪ .‬دعوى استحقاقية باعتبار أن الشغب المعاقب عليه له صبغة إستحقاقية‬

You might also like