Professional Documents
Culture Documents
مواضيع وامتحانات
مواضيع وامتحانات
org)
األول :الحق في التقاضي على درجتين
الموضوع ّ
(يقبل كل مخطط مغاير اذا توفرت فيه الشروط المنهجية)
المقدمة:
-المفاهيم القانونية :التقاضي على درجتين
-اإلشكالية :هل الحق في التقاضي على درجتين حق بال قيود؟
الجوهر:
ق أساسي -1التقاضي على درجتين ،ح ّ
أ -تأصيل الصبغة األساسية للتقاضي على درجتين
/الطعن باالستئناف ممارسة للحق في الدعوى التي هي حق أساسي.
/توظيف ما قيل عن الحق في الدعوى +الفصل 108دستور .)2014
ب -تفصيل نتائج الصبغة األساسية للحق في التقاضي على درجتين:
/االلتزامات االيجابية :إيجاد محاكم استئناف +...تنظيم إجراءات رفع االستئناف
/االلتزامات السلبية /عدم المساس بالحق في التقاضي على درجتين إال باحترام ضوابط
الفصل 49مبدأ الشرعية /مبدأ الضرورة/مبدأ التناسب) (توظيف بما جاء في الدعوى
القضائية حق أساسي).
تخلّص ،الحقوق األساسية حقوق ذات علوية لكن ليست مطلقة و التقاضي على درجتين
ليس مطلقا.
ق غير مطلق -2التقاضي على درجتين ،ح ّ
أ -حق غير مطلق من حيث وجوده
قانونا:
/شروط االستئناف :الحكم القابل لالستئناف :سحب الحق في االستئناف /تقييد الحق في
االستئناف باألجل ،باقي الشكليات /...إمكانية عدم استعمال الحق.
/التصدي
فعليا :عدم خضوع القاضي لمبدأ المواجهة...
ب-حق غير مطلق من حيث أثاره
/عرض أثري االستئناف
/إمكانية تجميد األثر التوقيفي (الضامن للتقاضي على درجتين للمحكوم ضده :صور التنفيذ
المع ّجل).
/الطعن باالستئناف أصبح يقترب من الطعون غير العادية.
الموضوع الثاني :اإلجراءات المدنية و الغلط القضائي.
(يقبل كل مخطط مغاير اذا توفرت فيه الشروط المنهجية)
المقدمة:
-المفاهيم القانونية :اإلجراءات المدنية /الغلط القضائي.
-اإلشكالية :كيف تتصدى اإلجراءات المدنية للغلط القضائي؟
الجوهر:
-1مبادئ اإلجراءات المدنية لتالفي الغلط القضائي
أ -تالفي الغلط القضائي من خالل مبادئ التنظيم القضائي
-مبدأ استقالل القضاء
-مبدأ القضاء المجلسي
-مبدأ حياد القاضي
ب-تالفي الغلط القضائي من خالل المبادئ التوجيهية للمحاكمة
-مبدأ المواجهة
-مبدأ تركيز الخصومة
-مبدأ عدم التناقض إضرار بالغير
-مبدأ التعليل
المقدمة:
-المفاهيم القانونية :الدّعوى ...أصناف الدّعاوى /قواعد ضبط اختصاص المحاكم .
-اإلشكالية :هل من ارتباط بين ضبط اختصاص المحكمة و الدّعوى؟
الجوهر:
-2الدعوى ،ضابط االختصاص الحكمي للمحكمة
أ -صنف الدعوى ضابط ضروري
-االختصاص الحكمي يتحدد حسب طبيعة الدّعوى
القاعدة :شرح و أمثلة.
ب-صنف الدعوى ضابط غير كاف
-االختصاص الحكمي يتحدد أيضا بمقدار المال المطلوب
القاعدة :شرح و أمثلة +القواعد المكملة.
إكتست العقارات منذ العصور القديمة أهمية بالغة بالنسبة لألفراد والجماعات وقد سعى اإلنسان إلى حوزها واكتسابها تعد أبرز
العناصر المكونة للمال خاصة قبل بداية الثورة الصناعية ،وما تزال العقارات إلى يومنا هذا تحافظ على قيمتها االقتصادية واالجتماعية
.وتمثل ملكيتها الغاية التي يسعى إليها كل فرد من أفراد المجتمع
ولقد اعتنت التشاريع في الماضي والحاضر بمسألة الملكية وتعرضت لها األديان والعقائد ،والملك في لغة العرب حيازة اإلنسان للمال
.مع االستبداد به أي اإلنفراد بالتصرف فيه
والمشرع التونسي كغيره من المشرعين يعير أهمية كبيرة لحوز العقارات باعتبارها مظهرا من مظاهر المحافظة على الملكية ودليال
بارزا على مدى اهتمام الفرد والمجتمع للقيمة االقتصادية المعلقة على استغالل العقارات مهما كان نوع ذلك االستغالل .ولقد اعتنى
المشرع التونسي بحماية الحائز وأسند آثارا قانونية للحوز وذلك ألنه في كل مجتمع منظم وسائر سيرا عاديا يكون الحوز في الغالب بيد
المالك الحقيقي ،لذلك رأى المشرع من الالزم حماية ذلك الحوز بإحداث الدعاوى الحوزية إال أن األمر ال يكون كذلك دائما إذ من
.الجائز أن تكون الملكية لشخص آخر غير الحائز
وتتمثل الحماية األساسية للملكية في حمايتها عدليا بواسطة الدعوى اإلستحقاقية والدعوى الحوزية اللتين خصهما المشرع بعدة أحكام
تضمنتها كل من م.م.م.ت و م.ح.ع ،وقد جعل من الدعوى الحوزية وسيلة قضائية خول بها القانون لحائز عقار أو حق عيني على عقار
طلب كف شغب على حوزه ،كما جعل المشرع من الدعوى اإلستحقاقية تلك الدعوى التي يمكن أن يرفعها كل شخص يرمي إلى إثبات
.ملكيته على حق عيني
ولقد تولى المشرع التونسي تعريف الدعوى الحوزية بالفصل 51من م.م.م .ت بما يلي « توصف بدعوى حوزية القضية التي خول
» .القانون القيام بها لحائز عقار أو حق عيني على عقار وذلك بقصد استرجاع الحوز أو إستبقائه أو تعطيل أشغال
أما في خصوص الدعوى اإلستحقاقية فإن الفقرة الثانية من الفصل 20من م .م.م.ت نصت على أنه » توصف بدعوى إستحقاقية الدعاوى
التي تستند إلى حق عيني عقاري « فهي الدعوى التي يرجى منها حماية الحقوق العينية الواردة بالفصل 12من م.ح.ع وقد خص القانون
.التونسي الدعوى اإلستحقاقية بالعقار دون المنقول الذي أفرد له دعوى يطلق عليها دعوى إستحقاق المنقول
وهكذا يتضح أن كل من الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية تصنف ضمن الدعاوى العينية العقارية
ويبرز التشابه أيضا بين الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية في اتحادهما من حيث االختصاص الترابي فالقاضي المختص بالنظر
ترابيا في كل من الدعوتين هو القاضي الذي يوجد بدائرته عقار النزاع طبقا للمبدأ العام المتعلق باالختصاص في مادة العقارات
.والمضمن بالفصل 38من م.م.م.ت
كما يبرز إلتقاء الدعوتين في كون الحوز إذا ما توفرت فيه شروط معينة فإنه يؤدي إلى اإلستحقاق إذ أنه من آثار تقادم الحوز مع مرور
الزمن اكتساب الملكية .إن حوز العقار خالل مدة معينة بنية تملكه قرينة قانونية على ملكية الحائز له طبق الفصل 45من م.ح.ع الذي
ورد به »من حاز عقارا أو حقا عينيا على عقار مدة خمسة عشر عاما بصفة مالك حوزا بدون شغب مشاهدا مستمرا وبدون إنقطاع وال
التباس كانت ملكية العقار أو الحق العيني بوجه التقادم
هذا وتجدر اإلشارة إلى أنه رغم التشابه الموجود بين الدعوتين من حيث الموضوع فكل من الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية
تصنفان ضمن الدعاوى العينية العقارية المسلطة على العقارات وفي مسألة االختصاص الترابي لكل منهما ،وفي كون الحوز إذا ما
توفرت فيه شروط معينة يؤدي إلى اإلستحقاق فإنه ال يمكن أن يحجب عنا االختالفات الجوهرية بين الدعوتين في عدة جوانب ويتجلى
.ذلك في المبنى والطبيعة القانونية لكل واحدة
ولقد أثار موضوع الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية جدال كبيرا بين الفقه وفقه القضاء إذ تعددت اآلراء واختلفت حول عالقة
الدعوتين ببعضهما واآلثار المترتبة عنهما تلك هي الفائدة النظرية لموضوعنا والتي ال يجب أن تحجب عنا األهمية العملية للموضوع
المتمثلة أساسا في فهم جزئيات كال الدعوتين وتوضيح مجال الحماية المقصودة من كل واحدة منهما واستثناءاتها وشروط القيام بهما
وجميع مراحلهما اإلجرائية وهي مسائل دقيقة تتطلب النظر في شأنها وخاصة توحيد اآلراء حولها لتعلقها بحقوق المتقاضين وهو ما
يعني ضرورة البحث في مسألة األحكام المنظمة لكل من الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية وذلك من خالل التساؤل اآلتي :إلى أي
مدى يبرز اختالف الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية ؟
أن الدعوى الحوزية تختلف عن الدعوى اإلستحقاقية في عديد الجوانب ويترتب عن هذا االختالف نتائج معينة .لذا سنتعرض في
( .الجزء األول )إلى اختالف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية وفي (الجزء الثاني )إلى نتائج ذلك االختالف
:الجزء األول :اختالف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية
تختلف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية اختالفا جوهريا ويتجلى ذلك في عدة جوانب إال أن ذلك ال يحول دون انتهاج مسلك
عام نتمكن من خالله التعرض في فصل أول إلى اختالف الدعويين من حيث شروط القيام ودراسة ذلك سيقودنا حتما إلى التطرق في
.فصل ثان إلى اختالف الدعويين من حيث إجراءات القيام ومرجع النظر
لئن كان القيام بكلى الدعوتين خاضعا للشروط العامة التي يقتضيها القانون والمنصوص عليها بالفصل 19من م.م.م.ت من أهلية وصفة
ومصلحة ،فكل شخص يريد أن يقوم بالدعوى الحوزية أو اإلستحقاقية ال يكون قيامه صحيحا إال إذا توفرت فيه بعض الشروط القانونية
.األخرى
اقتضى الفصل 51من م.م.م.ت أنه « توصف بدعوى حوزية القضية التي خول القانون القيام بها لحائز عقار أو حق عيني عقاري وذلك
بقصد استرجاع الحوز أو استبقائه أو تعطيل أشغال » .يستخلص من الفصل المذكور أن المشرع حدد ثالثة شروط لقبول الدعوى
الحوزية وهي أن يتم القيام من قبل الحائز (أوال )وأن يكون موضوع الدعوى عقارا أو حقا عينيا وأن يكون الهدف هو حماية
.الحوز(ثانيا)
إن الحوز موضوع الحماية القانونية هو الذي يتوفر فيه العنصر المادي والعنصر المعنوي بحيث من المفروض أن يكون الحائز هو من
.كان واضعا يده على العقار ومتصرفا فيه تصرف المالك في ملكه
ولقد تبنى المشرع التونسي هذه النظرية حيث خول القيام بالدعوى الحوزية لمن كان حائزا لعقار أو حق عيني عقاري وهو ما يفهم منه
وجوب توفر العنصر المادي في الحوز لكن بشرط أن يتصرف الحائز في العقار بصفة مالك وهو ما يجعل العنصر المعنوي شرطا
.الزما لصحة القيام بدعوى حوزية ومتى توفر العنصران في شخص واحد جاز له القيام بجميع أنواع الدعاوى الحوزية
و للقيام بالدعوى الحوزية ال بد أن تتوفر في القائم بالدعوى صفة الحائز وهذه الصفة تستمد أساسا من حوز الشخص للعقار أو الحق
.العيني العقاري حسب مواصفات معينة وشروط خاصة يجب توفرها فيه ليمكن حمايته بالدعوى الحوزية
أ ـ خصائص الحوز
إقتضى الفصل 54من م.م.م.ت فيما يتعلق بخصائص الحوز ما يلي » :إذا كان الحوز مستمرا بدون إلتباس وال انقطاع وال شغب مشاهدا
بصفة مالك «.يتبين لنا من هذا النص أن الحوز ليكون محل حماية قضائية يجب أن تتوفر فيه شروط االستمرار وانعدام الشغب وبصفة
.مالك ،سنتعرض إليها بأكثر تدقيق
ـ استمرار الحوز :إن الهدف من هذا الشرط هو حرص المشرع على أن يكون الحائز مباشرا لحوزه بصفة متواصلة ،وذلك ال يعني1
الحضور كامل الوقت بل الممارسة للتصرف حسب طبيعة العقار .فحوز عقار فالحي يكون مستمرا إذا كان الحائز مواظبا على حراثتها
.في موسم الحرث وساهرا على جني ثمارها في موسمها الطبيعي
ـ عدم التباس الحوز :أي أن يكون الحوز واضحا ال غموض فيه بحيث يكون المتصرف في العقار يشغله لحسابه الخاص دون أن2
.يترك مجاال لتسرب الشك أنه يحوز نيابة عن غيره
ـ خلو الحوز من الشغب :يفترض هذا الشرط أن يكون الحائز قد تصرف في العقار المدة القانونية تصرفا هادئا وبالتالي ال يجب أن3
يكون قد تعرض إلى أحداث الشغب من قبل الغير ألن ذلك من شأنه أن يؤثر على األجل الذي حاز خالله العقار وعلى طبيعة الحوز
نفسه .ويمكن أن يكون الشغب الذي يحدثه الخصم أو الغير من قبل الشغب المادي أو الشغب القانوني كأن يقوم عليه بدعوى حوزية أو
.بدعوى إستحقاقية
ـ الحوز المشاهد :يقصد بهذا الشرط إبراز حوز الحائز للعموم حتى يكون تصرفه في العقار تصرفا فعليا وظاهرا وهذا يكسبه حجة4
.لفائدته إزاء الغير الذي يعارضه في حوزه
ـ الحوز بصفة مالك :إن المقصود من هذا الشرط هو تحقيق الركن المعنوي في الحوز وال يحصل ذلك إال إذا ظهر الحائز في مظهر5
.المالك عند تصرفه في العقار وهذا دليل آخر على تبني المشرع للنظرية الشخصية للحوز التي توجب توفر الركنين المادي والمعنوي
تضمنه الفصل 54من م.م.م.ت أجال للقيام بالدعوى الحوزية وهذا األجل يتمثل في أن الطالب ملزم برفع دعواه في أجل العام من
تاريخ وقوع الشغب وإال سقط حقه وقد نص الفصل 54على أن شروط القيام بالدعوى الحوزية يستوجب عدم سكوت القائم بها مدة عام
.من بعد وقوع الشغب أو إفتكاك الحوز بالقوة أو إتمام األشغال
ـ مدة الحوز :القيام بالدعوى الحوزية ال يكون مقبوال إال إذا أثبت المدعي أنه حاز العقار مدة عام على األقل قبل مشاغبته في حوزه1
باستثناء صورة إفتكاك الحوز بالقوة .وأجل العام من شأنه إجبار الحائز على التصرف الفعلي في العقار .إال أن ذلك ال يعني أن يكون
التصرف شخصيا بل بإمكان الحائز أن يضم لحوزه حوز الغير إذا كان هذا الغير خلفا له ،باعتبار أن ذلك ال يؤثر على صفة االستقرار
في الحوز .وإثبات الحوز السنوي يمكن إثباته بجميع وسائل اإلثبات وغالبا ما يقع االعتماد على البينة بالشهادة أو على إقرار الخصم
.بحوز المدعي
ـ أجل سقوط حق القيام بالدعوى الحوزية :يجب على الحائز حسب أن يرفع دعواه خالل العام الموالي لمشاغبته على أقصى تقدير ألن2
.اإلخالل بهذا األجل يعرض الدعوى إلى السقوط
أما بالنسبة لدعوى إسترجاع الحوز المفتك بالقوة فيتبين أن المشرع قد استثناها من شرط الخضوع آلجال معينة سواء فيما يخص مدة
الحوز أو أجل القيام حينما استعمل صيغة " فيما عدى صورة إفتكاك الحوز بالقوة "في الفصل 54من م.م.م.ت المذكور إذن فالمشرع لم
يشترط أن يكون حوز المدعي قد دام سنة كاملة بل من الممكن أن تكون المدة أقل من ذلك ،كما لم يوجب أن يقوم الحائز بدعوى
.إسترجاع الحوز المفتك منه بالقوة في أجل ال يزيد عن العام أيضا من تاريخ اإلفتكاك
إنطالقا من القول بأن الدعوى الحوزية لها طبيعة عينية عقارية يتضح أن موضوع الحوز هو العقار أو الحق العيني العقاري وال يمكن
.ممارسة الدعوى الحوزية بالنسبة لحوز المنقول
إال أن هذه القاعدة ال يمكن األخذ بها على إطالقها .فبالنسبة للعقارات هناك منها ما ال يقبل الحوز وال يصلح أن يكون محال له وبالتالي ال
.يكون محميا بواسطة الدعوى الحوزية
تنقسم العقارات إلى أنواع عديدة طبقا لما ورد بالفصل 4من م.ح.ع والذي نص على أن « العقارات إما أن تكون عقارات طبيعية أو
حكمية أو تبعية » ،وقد تولى الفصل 3من م.ح.ع تعريف العقارات الطبيعية بقوله « العقار هو كل شيء ثابت في مكانه ال يمكن نقله منه
».بدون تلف
ال جدال في أن العقارات الطبيعية يمكن أن تكون موضوعا للدعوى الحوزية بخالف العقارات الحكمية والعقارات بالتبعية والتي تمتاز
ببعض الخصوصيات فالعقارات الحكمية ال يمكن أن تكون موضوعا للدعوى الحوزية باعتبار أنها في األصل منقوالت رصدت لخدمة
العقار الطبيعي كحيوانات الحرث وأدوا ت النقل ووسائل الزراعة والمداواة والحصاد ولها وجود مستقل عن العقار المرصودة له كما
.أنه ال تتعيب عند فصلها عنه وبالتالي فإن حوزها يخضع لشروط حوز المنقول
أما في خصوص النوع الثالث من العقارات التبعية التي عرفها الفصل 11من م.ح.ع بكونها الحقوق والدعاوى المتعلقة بها فسيقع
.التعرض إليها الحقا في هذه الدراسة
.وهناك تقسيم ثان للعقارات ال يخلو من األهمية يعتمد النظام العقاري كمعيار للتفرقة بين العقارات المسجلة والعقارات غير المسجلة
فبالنسبة للعقارات غير المسجلة فهي التي لم يقع تسجيلها سواء بموجب التسجيل اإلجباري أو بإتباع إجراءات التسجيل االختياري .وال
.جدال في أن هاته العقارات تكون محال للحوز وبقطع النظر عن أصل ملكيتها
والحوز في العقارات غير المسجلة هو الذي يشير إليه القانون وتنطبق عليه أحكام الفصل 38من م.ح.ع وما بعده وتمارس فيها الدعوى
.الحوزية طبقا للفصل 51من م.م.م.ت وما بعده
أما بالنسبة للعقارات المسجلة والتي خصها المشرع التونسي بالكتاب الثاني من م.ح.ع وهي األراضي والبناءات التي تم فيها إقامة رسم
عقاري بإدارة الملكية العقارية بمقتضى حكم بالتسجيل صادر عن المحكمة العقارية قاض بترسيم هاته العقارات طبقا لإلجراءات الواردة
ضمن الفصل 358من م.ح.ع وما بعده ،فإن هاته العقارات ال يجوز التمسك فيها بالحوز طبق أحكام الفصل 307من م.ح.ع الذي
ينص صراحة « ليس ألي كان أن يتمسك بالحوز مهما طالت مدته » وكذلك الفصل 305حين أوضح أنه « ال يسري مرور الزمن على
» .الحق المرسم
ولهذا فإن العقار المسجل يتمتع بقوة قانونية ال يمكن معارضتها إذ أن الحقوق الواردة عليه الحقا ال تكتسب إال بموجب الترسيم .وعلى
ذلك األساس ال يمكن التمسك بالحوز في هاته العقارات من طرف غير المالك للقيام بالدعوى الحوزية
العقارات التي ال تقبل الحوز :هناك من العقارات ما ال يقبل الحوز وذلك نظرا للقوانين الخاصة التي تنظمها والتي تجعلها خاضعة إلى
تراتيب خاصة .فالملك العمومي الراجع للدولة عددها األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885صلب الفصول من 1إلى 6منه وقد جاء
بالفصل 3من األمر المذكور ناصا على أن الملك العمومي غير قابل للتفويت فيه أو للتقادم بمرور الزمن ومن ثم جاز إستنتاج أن
العقارات التابعة للملك العمومي الراجع إلى الدولة غير قابل للتعامل وال للحوز بصفة قانونية من طرف األشخاص وال يجوز آنذاك
.ممارسة الدعوى الحوزية ضد الدولة بشأنها
وينطبق نفس المبدأ بالنسبة لألمالك العمومية الراجعة إلى البلديات الخاضعة لقانون 14ماي 1975فليس ألي كان أن يتمسك بالحوز
.فيها وال أن يمارس الدعوى الحوزية ضد البلدية
العقارات التي ال تقبل الحوز بصفة محددة :تتكون هذه العقارات من األمالك الخاصة للدولة التي ينظمها األمر المؤرخ في 18جوان
المتعلق بالتصرف في أمالك الدولة العقارية الخاصة والتفويت فيها ويظهر من خالل هذا األمر أن المشرع لم يحجر حوز 1918
هاته العقارات من طرف األشخاص ولم يمنع عليهم القيام فيها بالدعاوى التي يرومون من ورائها حماية ما يدعونه من الحقوق الحوزية
أو غيرها
تعتبر الحقوق العينية العقارية بمثابة العقارات التبعية التي يمكن حوزها والتداعي في شأنها وهذا ما ورد بوضوح بالفصل 51من
،م.م.م.ت وقد ورد تعداد هذه الحقوق بالفصل 12من م.ح.ع وهي حق الملكية ،حق اإلنتفاع ،حق اإلستعمال ،حق السكنى ،حق الهواء
» .حقوق اإلرتفاق اإلنزال والكردار ودخلهما ،اإلمتياز والرهن العقاري
لكن قبل التعرض بالتفصيل إلى هذه الحقوق ال بد من اإلشارة إلى أن بعضها وقع تحجير إنشائها منذ صدور م.ح.ع وبالتالي فال وجود
.ألية فائدة من حمايتها بالدعوى الحوزية
تنقسم حقوق اإلرتفاق بحسب منشئها إلى حقوق إرتفاق طبيعية وحقوق إرتفاق قانونية كالحق في عدم الغراسة على مسافة معينة من
.الحدود مراعاة لمصلحة األجوار وحق الكشف على ملك الجار طبق القانون ،وأخيرا حقوق إرتفاق إتفاقية يكونها األفراد فيم بينهم
ويمكن القول بأن جميع الحقوق اإلرتفاقية الطبيعية والقانونية يمكن حمايتها بإجراءات الدعوى الحوزية إذا ما توفرت لحائزها شروط
.الفصلين 52و 54من م.م.م .ت
وبالنسبة لحقوق اإلرتفاق اإلتفاقية فإن هاته الحقوق تنشأ بموجب كتب ال يشترط في تحريره شكليات معينة وغاية ما يشترط فيه أن
يكون صادرا عن مالك العقار الموظف عليه الحق .ومتى وقع حوز الحق المدة القانونية يمكن ممارسة الدعوى الحوزية لرد الشغب
.الحاصل في االنتفاع بذلك الحق
.حق الملكية :ال جدال في أن حق الملكية يخول لصاحبه القيام بالدعوى الحوزية ضد كل من شاغبه لحماية الحق الذي يوجد في حوزه *
حق اإلنتفاع واإلستعمال والسكنى :إن الحائز بموجب هذه الحقوق يمكنه القيام بالدعوى الحوزية لحماية حقه ضد الغير الذي قد يحول *
دون إنتفاعه من العقار وذلك سواء بنفسه أو بمؤازرة مالك العقار
االمتياز والرهن العقار :االمتياز هو حق للدائن يمنحه القانون لتفضيل صاحب االمتياز على بقية الدائنين في الخالص وإذا كان *
.لالمتياز صبغة عينية فإن األحكام القانونية كفيلة لحماية االمتياز دون حاجة إلى حمايته بالدعوى الحوزية
أما الرهن العقاري فهو ذلك الحق المخول للدائن المرتهن بأن يطلب بيع العقار المرهون لفائدته في صورة عدم الوفاء بالدين ومن
.الصعب تصور قيام الدائن بالدعوى الحوزية لحماية حقه
ثانيا :هدف الدعـوى الحـوزية حمـاية الحــوز
يستشف من الفصل 52من م.م.م.ت أن الهدف من ممارسة الدعوى الحوزية يكون كف شغب الغير أو تعطيل األشغال أو إسترجاع
الحوز إذا تم إفتكاكه عن طريق القوة .إن المشرع أفرد لكل غاية من هذه الغايات دعوى خاصة وقد قصد من وراء ذلك إكساب الدعوى
الحوزية نجاعة في حماية الحوز من كل مظاهر التعدي والمشاغبة وسعى من أجل توفير اإلستقرار الالزم واألمان الكافي لكل من حاز
.عقارا عن حسن نية وعمل على اإلنتفاع من ثماره
إن المتأمل في أحكام الدعوى الحوزية يالحظ أن هذه الدعوى قد صيغت لحماية وضعية مادية وقتية في إنتظار الخوض في أصل الحق
ومناقشته والبحث في جديته من عدمها وإنما تكتفي بمراقبة مدى احترام هذه الوضعية الواقعية من طرف المتعاملين معها سواء كانوا
.مالكين حقيقين أولم يكونوا فجل األحكام تؤكد على ضرورة حماية الحوز دون االلتفات إلى الحق الملكي
إلى جانب الشروط العامة التي تخضع إليها الدعوى الحوزية فإنها تخضع كذلك إلى شروط خاصة تنفرد بها كل دعوى حسب نوعها
عن األخرى
:أوال :الشروط الخاصة بدعوى كف الشغب
عالوة على الشروط العامة الواجب توافرها لقبول الدعوى الحوزية ال بد أن يرتكز القيام بدعوى كف الشغب على وجود شغب سواء
.كان ماديا أو قانونيا من الغير وهذا الشغب يجب أن يكون قد حصل بالفعل أي قائما في الحال
تفترض هذه الدعوى زيادة على الشروط العامة مجرد شروع الغير في أشغال من شأنها لو أنجزت أن يتكون منها شغب للحائز ،مثال
ذلك كأن يشرع الجار في إقامة جدار على أرضه من شأنه لو تم بناؤه أن يحجب الرؤية والهواء أو الشمس على الجار اآلخر وال تكون
هذه الدعوى مقبولة إال إذا تبين أن األشغال مصدر الضرر لم يقع إتمامها عند القيام بها ويمكن تأسيسها على الضرر المحتمل وقوعها في
.المستقبل
تتميز هذه الدعوى عن بقية الدعاوى األخرى بشرط استعمال القوة من قبل الغير إلفتكاك الحوز من صاحبه .
إن القيام بالدعوى اإلستحقاقية تستوجب أن يثبت المدعي ملكيته للشيء وهذا اإلثبات صعب وأشد مشقة بكثير من إثبات مجرد الحيازة
.
إن كل دعوى إستحقاقية تخضع وجوبا إلى بيان السبب القانوني الذي تستند إليه وقد نص الفصل 22من م.ح.ع في هذا الشأن على أنه
تكتسب الملكية بالعقد والميراث والتقادم واإللتصاق ...» .والمالحظ أن المشرع التونسي قد عدد في هذا الفصل أسباب المطالبة «
باستحقاق ملكية العقار والمنقول دون أن يرتبها ،وقد أورد بمجلة الحقوق العينية تدقيقا بالنسبة لالستيالء (الفصول من 23إلى 26
م.ح.ع )وااللتصاق (الفصول من 27إلى 37م.ح.ع )والتقادم (الفصول من 38إلى 52م.ح.ع )أما العقد فقد نظمت جل أحكامه
مجلة االلتزامات والعقود (عقود البيع )...ومجلة األحوال الشخصية (عقد الهبة والوصية)...
.أما الميراث فإن األحكام التي تنظمه موزعة بين مجلة االلتزامات والعقود ومجلة الحقوق العينية ومجلة األحوال الشخصية
إن الحوز إذا خال من العيوب وإستمر مدة معينة أصبح الحائز مالكا لما يحوزه .فالتقادم المكسب يعتبر دليال عمليا على الملكية ،إال أن
التمسك به ال يؤدي إلى كسب الحق إال إذا ما أثبت واضع اليد الحيازة الصحيحة المستوفية لعنصريها المادي والمعنوي والخالية من
العيوب وإستمرارها مدة التقادم بدون تعليق وال إنقطاع .فالمشرع التونسي يضع قرينة قانونية تعفي الحائز من إثبات ملكيته واإلكتفاء
بإثبات الحيازة القانونية .إن فهدف المشرع هو المحافظة على إستقرار وضع الحائز وإعطائه مركزا متميزا في دعوى اإلستحقاق التي
:قد يرفعها ضد الغير .وهكذا يتضح أن الحوز يجب أن يتوفر فيه ركنان
ركن مادي :وهو وضع اليد الفعلي على الشيء أو الحق فتكون للحائز السلطة التي تخوله إجراء األعمال المادية التي يستطيع 1 -
مباشرتها من له حق على الشيء ومن بين األعمال المادية نورد على سبيل المثال زراعة األرض والسكنى وهذه األعمال يباشرها
الحائز بنفسه أو بواسطة شخص آخر لذلك بالرجوع إلى الفصل 38من م.ح .ع نجده يتحدث في تعريفه للحوز على السيطرة الفعلية .إال
.أن توفر الركن المادي وحده ال يهيأ السبيل لكسب الحق إال إذا إقترن بالركن المعنوي
هذا الركن نص عليه صراحة الفصل 45من م.ح.ع الذي جاء به « من حاز عقارا أو حقا Animus Domini :الركن المعنوي 2 -
» .عينيا على عقار مدة خمسة عشرة عاما بصفة مالك
وال يتوفر الركن المعنوي إال إذا قصد الحائز استعمال الشيء لحق نفسه فإذا كان األمر يتعلق بحق ملكية ،فيجب أن يتوفر لدى الحائز
قصد استعمال هذا الحق فيستعمل العين ويستغلها ويتصرف فيها كما يفعل المالك الحقيقي للشيء والعبرة بنية استعمال الحائز للشيء
.لحسابه الخاص
وال يكتسب الحق بالتقادم بناء على ما تقدم إال إذا كانت الحيازة مستوفية لعنصريها المادي والمعنوي ولكن ال بد أيضا أن تكون خالية من
.العيوب أي أن تكون حيازة قانونية
ويكون الحوز معيبا إذا ما فقد الميزات التي ضبطها المشرع لقيام حوز فاعل ومنتج آلثار قانونية وقد اشترط الفصل 45من م.ح.ع بأنه
.يجب أن يكون الحوز بدون شغب مشاهدا مستمرا ودون إنقطاع وال التباس
إال أن توفر حوز مستوفي لجميع عناصره مادي ومعنوي وخالي من العيوب ال يكفي لكسب الحق بالتقادم بل ال بد من استمرار وضع
اليد مدة معينة .والمتأمل في مجلة الحقوق العينية يالحظ أن المشرع وضع ثالث مدد لتحقق التقادم المكسب ،مدة أولى يمكن تسميتها
.باألصلية ومدة ثانية وهي مدة مرفعة ومدة ثالثة وهي مدة منخفضة
المدة األصلية :نص الفصل 45من م.ح.ع صراحة على إنقضاء أجل خمسة عشر عاما لينتج الحوز أثره ويقوم التقادم ليكتسب )1
.الحائز ملكية العقار أو الحق العيني
».المدة المرفعة :إقتضى الفصل 47من م.ح.ع على أن « ترفع مدة التقادم إلى ثالثين عاما فيم بين الورثة والشركاء )2
المدة المنخفضة :نص الفصل 46من م.ح.ع على أن « تخفض مدة التقادم إلى عشر سنوات إذا أنجز الحوز بحسن نية وبمقتضى )3
عمل قانوني من شأنه أن تنتقل به الملكية لو صدر ممن له الحق ،والعبرة في حسن النية بوقت تلقي الحق » .إال أنه ال يمكن التمسك به
.إال عند توفر شرط حسن النية وشرط العمل القانوني
مفهوم حسن النية :لم يعرف المشرع التونسي حسن النية وفي غياب تعريف تشريعي لمفهوم حسن النية تدخل فقه القضاء إلبراز هذا
المفهوم في إحدى قراراته بأن اعتبر بأن الحائز بشبهة حائز عن حسن نية وهو تعريف مستمد من الفصل 44م.ح.ع الذي نص على أن
.الحائز بشبهة هو الحائز بوجه ال يعلم عيبه .ويمكن القول أن الحائز يكون حسن النية إذا لم يعلم بأنه يعتدي على ملك الغير
أما العمل القانوني فالمقصود به صلب الفصل 46من م.ح.ع هو التصرف الناقل للملكية كالبيع والهبة والوصية وعالوة عن هذا الشرط
.تصرف ناقل للملكية يجب أن يكون هذا األخير صادرا عن غير مالك
آثار مرور الزمن :إن حق الملكية المكتسب بمرور الزمن المكسب للملكية ال يكسب بالتقادم من تلقاء نفسه بل ال بد للحائز المقام )4
ضده بالدعوى اإلستحقاقية أن يتمسك به إذ أنه ال يجوز للمحكمة أن تقضي بالتقادم من تلقاء نفسها بل يجب أن يتمسك بهذا الحائز .وهنا
يكون التقادم دفعا يدفع به الحائز دعوى المالك الذي قام ضده بدعوى اإلستحقاق .وتمسك الحائز بالتقادم يجب أن يكون طلبا قائما بذاته
ويجب أن يقع التمسك به أمام محكمة الموضوع .فإذا تمسك بالتقادم المكسب أمام محكمة الدرجة األولى وقضت له بذلك فيكفي في
اإلستئناف أن يطلب تأييد الحكم االبتدائي حتى يعتبر متمسكا بالتقادم .أما إذا تمسك بالتقادم أمام محكمة أول درجة وكسب الدعوى دون
.نظر إلى تقادم فإنه يجب في اإلستئناف أن يتمسك بالتقادم المكسب من جديد
.والتقادم المكسب ال يكون دفعا فقط بل يمكن أن يكون أساسا لرفع الدعوى اإلستحقاقية من طرف الحائز المتمسك بالتقادم المكسب
.والذي خرج العقار من حيازته فإنه يستطيع أن يرفع دعوى اإلستحقاق على من آلت إليه الحيازة
:ثالثــا :االلتصـــاق
كما يعتبر من الوسائل اليقينية االلتصاق المكسب للملكية وتتعلق الحالة األولى بالقرينة المنصوص عليها بالفصل 34من م.ح.ع والتي
مفادها أن البناءات والمغروسات الموجودة بأرض ما أو في باطنها تعتبر أن مالك األرض قد أقامها على نفقته وأنها ملك له ما لم يقم
.الدليل على خالف ذلك
كذلك ما اقتضاه الفصل 37من نفس المجلة في خصوص تمليك مالك األرض الجزء اليسير بأرض مالصقة إذا تجاوز البناء به عن
حسن نية .وفي كلتا الحالتين يخاطب النص مالك األرض الذي يجب أن يثبت تلك الصفة حتى يتحصل على ملكية البناء أو الجزء اليسير
.من األرض المالصقة فإذا أثبت أنه مالك األصل فإن ملكيته لما التصق به تكون ملكية يقينية ما لم يتوصل خصمه إلى دحضها
إن إستحقاق العقار بموجب اإلدراج بالسجل العقاري مبني على أساس أن حجة اإلدراج بالسجل العقاري لحق الملكية يعتبر حجة قاطعة
.لصالح كل من أدلى بشهادة ملكية في هذا الغرض
واإلدراج بالسجل العقاري يعتبر دليال حاسما وقاطعا وبناء على ذلك فمتى سجل عقار باسم شخص معين كان هذا الشخص هو المالك
دون سواه .ولقد نص الفصل 305جديد من م.ح.ع على أن « كل حق عيني ال يتكون إال بترسيمه بالسجل العقاري وابتداء من تاريخ
ذلك الترسيم » كما أن الفصل 308من نفس المجلة نص على أن « كل حق غير مرسم يعتبر الغيا » .وبناء على ذلك فإن الدعوى
اإلستحقاقية المتعلقة بعقار مسجل يقع البت فيها على أساس ما تضمنته شهادة الملكية المتعلقة بعقار النزاع تحمل اسم المدعي مثال فإن
المحكمة تحكم لفائدته باستحقاق العقار محل النزاع دون اعتبار أي وثيقة أخرى .إال أن ما تجدر اإلشارة إليه في هذا المجال هو أن
اإلدراج بالسجل العقاري لم يشمل جميع العقارات بتونس وبناء على ذلك فإن وسيلة اإلثبات هذه ال يتمتع بها جل المتقاضين الشيء الذي
.يجعلها ال تحل مشكل إثبات في الدعوى اإلستحقاقية بصفة شاملة
إن إختالف الدعوى الحوزية عن الدعوى اإلستحقاقية ال ينحصر في إختالفهما في شروط القيام فقط بل إن الدعويين يختلفان كذلك من
.حيث إجراءات القيام ومن حيث مرجع النظر
تجدر المالحظة وأن هذه اإلجراءات بقدر ما تتسم بالسهولة والتبسيط بالنسبة للدعوى الحوزية فإن هذه اإلجراءات أكثر تشعبا فيم يخص
.الدعوى اإلستحقاقية
لعل الطابع المبسط لرفع الدعوى الحوزية هو الذي يميزها عن الدعوى اإلستحقاقية من هذه الناحية إذ أن الدعوى الحوزية ترفع بمجرد
عريضة كتابية يسلمها الطالب أو من يمثله لكتابة المحكمة مشفوعة بما يفيد خالص المعاليم القانونية ومصحوبة بالمؤيدات التي يستند
إليها المدعي في دعواه وتكون هذه العريضة مشتملة على اسم ولقب ومهنة ومقر كل من الطالب والمطلوب وعند االقتضاء عدد
الترسيم بالسجل التجاري ومكانه واسم من يمثله إن وجد ولقبه ومهنته ومقره .وإذا كان الطالب أو المطلوب شخصا معنويا يجب أن
تشتمل العريضة على اسمه ومقره االجتماعي وشكله القانوني إن كان شركة وعدد ترسيمه بالسجل التجاري ومكانه كما يجب أن تشتمل
عريضة الدعوى على موضوع الدعوى وطلبات المدعي .وتتولى كتابة محكمة الناحية تقييد تلك العريضة بدفاترها المعدة لذلك مع
التنصيص على تاريخ تقييدها لما لذلك من أهمية في مراقبة احترام آجال القيام بالدعوى الحوزية وهو أجل سنة من تاريخ وقوع الشغب
مثلما وقع بيانه سابقا ويتولى كاتب المحكمة عرض الملف على القاضي الذي يعين لها جلسة ويأذن الكاتب باستدعاء الخصوم بالطريقة
.اإلدارية أو بواسطة أحد أعوان المحكمة
وكل هذه اإلجراءات يمكن للمتقاضي أن يقوم بها بنفسه دون اللجوء إلى محامي ،ونستنتج ذلك مما تضمنه الفصل 49من م.م.م .ت
الذي نص في هذا المجال وأن الخصوم يحضروا بأنفسهم أو بواسطة محام لدى حاكم الناحية في اليوم المعين باإلستدعاء للجلسة وهذه
اآلجال مقتضبة جدا إذا ما قارناها بآجال اإلستدعاء الخاصة بالدعوى اإلستحقاقية ،فسواء تم اإلستدعاء بالطريقة اإلدارية أو بواسطة
عدل تنفيذ إذا ما اضطر المتقاضي إلى استدعاء خصمه بواسطة عدل منفذ فإنه البد من احترام آجال اإلستدعاء لدى محكمة الناحية وهي
ثالثة أيام دون اعتبار يوم بلوغ اإلستدعاء ويوم الجلسة .بينما في صورة رفع الدعوى اإلستحقاقية فإن هاته الدعوى ال يمكن رفعها من
طرف المتقاضي وحده بل يجب أن ترفع بواسطة محام لدى االستئناف الذي يتولى تحريرها ويبلغ نظيرا منها مصحوبا بالنسخ من
المؤيدات للمطلوب بواسطة عدل منفذ ويجب أن يبين بعريضة الدعوى اسم الخصم ولقبه وحرفته ومقره وحرفته ومقره وصفته وعند
االقتضاء عدد الترسيم بالسجل التجاري ومكانه ووقائع الدعوى وأدلتها وطلبات المدعي وأسانيدها القانونية والمحكمة الواقع اإلستدعاء
للحضور لديها وتاريخ الحضور سنة وشهرا ويوما وساعة وإن كان الخصم شخصا معنويا يجب أن يشتمل المحضر على اسمه ومقره
االجتماعي وشكله القانوني إن كان شركة وعد ترسيمه بالسجل التجاري ومكانه .كما يجب أن تتضمن العريضة التنبيه على المستدعى
بتقديم جوابه كتابة مصحوبا بالمؤيدات بواسطة محام بالجلسة المعينة لها القضية وإال فإن المحكمة تنظر فيها حسب أوراقها .وال يمكن
أن يقل ميعاد الحضور عن واحد وعشرين إذا كان للخصم مقر بالتراب التونسي وعن ستين يوما إذا كان مقره بالخارج .وعلى محامي
المدعي أن يقدم لكتابة المحكمة قبل تاريخ الجلسة بسبعة أيام أصل العريضة المبلغة للمدعى عليه مصحوبة بالمؤيدات وكشف في
نظيرين يتضمن بيانها يوقعه الكاتب ويرجع له أحدهما إثباتا لتوصله بها ويتولى كاتب المحكمة تقييد القضية بالدفتر المخصص لها بعد
.التحقق من خالص المعاليم ثم يرسمها بجدول الجلسة المعينة لها ويعرضها على رئيس المحكمة لتعيين القاضي المقرر
إن ما يمكن مالحظته بخصوص ما تمتاز به الدعوى الحوزية من تبسيط في إجراءات رفعها وما تمتاز به الدعوى اإلستحقاقية من
شكليات خاصة هو أن خاصيات كل منهما تفسر في الحقيقة بتبسيط القيام لدى محكمة الناحية بالنسبة لجميع الدعاوى المدنية األخرى
المرفوعة لدى حاكم الناحية هذا إلى جانب ما تمتاز به إجراءات القيام بالدعاوى المدنية بصفة عامة لدى المحكمة االبتدائية من تشعب
.وصعوبة بخصوص شكليات رفعها
يتصف اختصاص حاكم الناحية في مادة الدعوى الحوزية بأنه اختصاص مطلق ال تشاركه فيه أية محكمة أخرى مهما كانت قيمة العقار
المتنازع في شأنه ويكون حكمه في ذلك ابتدائي الدرجة طبقا للفصل 39من م.م.م.ت ويعد االختصاص الحكمي متعلقا بالنظام العام
طالما انه ال يجوز ألية محكمة أخرى النظر في الدعوى الحوزية دونه كما يجوز لكل طرف في القضية وللمحكمة كذلك من تلقاء نفسها
التمسك بعدم االختصاص بالنظر حكميا في الدعوى الحوزية المرفوعة أمام محكمة غير مختصة .ويجوز التمسك بذلك في جميع أطوار
.القضية ولو ألول مرة لدى محكمة التعقيب
كما أنه ال عمل على أي اتفاق مخالف من شأنه أن يسند النظر حكميا في الدعوى الحوزية إلى محكمة أخرى غير محكمة الناحية ويمثل
االختصاص الحكمي لحاكم الناحية في الدعوى الحوزية العديد من المزايا المتمثلة في السرعة والبساطة في اإلجراءات نظرا ألن
التقاضي أمام حاكم الناحية يمتاز عموما بهاته الخاصيات .ويعد ذلك من باب التيسير على أطراف القضية من حيث تكاليف الخصام
.التي تقل بكثير عن تكاليف التقاضي أمام المحكمة االبتدائية
ومن ناحية أخرى فإن حاكم الناحية يكون أقرب إلى المتقاضين من المحكمة االبتدائية األمر الذي يخول له االنتقال على العين إلجراء
.األبحاث التي يستوجبها فصل القضية بأقل التكاليف وفي أسرع األوقات
ومن حيث مشموالت حاكم الناحية في الدعوى الحوزية فإنه يتناول أوال وبالذات النظر في المطلب األصلي الذي اشتملت عليه الدعوى
مهما كانت قيمة العقار ولو تجاوزت تلك القيمة مقدار ما يحكم به ابتدائيا ويكون حكمه في ذلك ابتدائي الدرجة قابال للطعن فيه
باالستئناف في كل الحاالت .ويشمل نظر حاكم الناحية أيضا جميع المطالب الفرعية األخرى كمطلب غرم الضرر الناشئ عن اعتداء
على الحوز مهما كان مقدار ذلك الطلب ولو تجاوز مقدار ما يحكم به ابتدائيا فيما يتعلق بمطالب أداء الديون .ويكون حكمه كذلك ابتدائيا
اعتمادا على هذا المطلب الفرعي يتبع المطلب األصلي واعتمادا على أن نظر حاكم الناحية غير مقيد بالنسبة للدعوى الحوزية وبالقياس
.يكون األمر كذلك في خصوص مطلب غرم الضرر
ترجع الدعوى اإلستحقاقية بالنظر إلى المحكمة االبتدائية ضرورة أن الفصل 40من م.م.م.ت اقتضى أن « المحكمة االبتدائية تنظر
ابتدائيا في جميع الدعاوى عدا ما خرج عنها بنص خاص » ..وطالما لم يوجد نص خاص أسند النظر في الدعوى اإلستحقاقية ألي جهة
.فإن المحكمة االبتدائية هي المختصة لما لها من اختصاص شامل
وال شك بأن تفريق االختصاص في الدعويين بين محاكم النواحي والمحاكم االبتدائية يعكس تباين الدعويين عن بعضهما فاإلجراءات
المنتهجة لدى قاضي الناحية أسرع وأقل تكاليف من اإلجراءات المتبعة لدى المحكمة االبتدائية وهو األمر الذي تتطلبه الدعاوى الحوزية
أكثر من سواها باعتبار أن إجراءات التقاضي لدى محكمة الناحية سهلة وتتالءم والهدف المنشود وهو حماية الوضعيات المكتسبة
وضمان األمن واإلستقرار
إن الدعوى الحوزية تختلف اختالفا جوهريا عن الدعوى اإلستحقاقية ويتجلى ذلك في عدة جوانب لعل أهمها المتعلقة بشروط القيام
وإجراءات القيام ومرجع النظر .وتترتب عن هاته االختالفات نتائج هامة تتمثل أساسا في قاعدة تحجير الجمع بين الدعويين التي تلزم
طرفي النزاع والقاضي .إال أن هذه القاعدة تعرف بعض الحدود لذلك سيقع التعرض في فصل أول لمبدأ عدم الجمع بين الدعويين قبل
.التعرض في فصل ثان إلى حدود المبدأ
الفصل األول :مبدأ عدم الجمع بين الدعوى الـحوزية والدعوى اإلستحقــاقية
يمتاز التشريع التونسي في مادة الدعوى الحوزية بوضعه لقاعدة جوهرية ومبدئية في الموضوع تعرف منذ عهد بعيد في القانون بقاعدة
.عدم الجمع بين الحوز واإلستحقاق أثناء سير الدعوى لدى قاضي الناحية المتعهد بالنظر فيها
ويعود الفضل لمجلة 1959في وضع هاته القاعدة التي لم تكن معروفة على النحو الحالي زمن تطبيق قانون المرافعات المؤرخ في 24
.ديسمبر 1910عدا ما تضمنه الفصل 85منه من تحجير الجمع على القاضي بأن يجمع بين الحوز واإلستحقاق
ولقد تولت مجلة 1959بلورة القاعدة وأعطتها مقاييسها الحقيقية وضبطت حدود تطبيقها صلب الفصلين 57و 58منها اللذين يقابلهما
.في القانون الفرنسي الفصول 1265و 1266و 1267من مجلة اإلجراءات الجديدة
ولقد نص الفصل 57على أنه « ال يجوز الحكم في دعوى الحوز على أساس ثبوت الحق الملكي أو نفيه ولكن للحاكم أن يتأمل في األدلة
المدلى بها على هذا الحق بقدر ما يفيده فيما يخص الحوز » ونص الفصل 58على أن « القائم بدعوى اإلستحقاق ال يقبل منه القيام
.بدعوى الحوز على أساس شغب أو إفتكاك حوز متقدمين عن قيامه بدعوى اإلستحقاق
.ودعوى اإلستحقاق التي رفعها المقام عليه بدعوى الحوز قبل القيام عليه بهذه الدعوى ال تأثير لها على دعوى الحوز
ومن وقع القيام عليه بدعوى الحوز ال يمكنه القيام بدعوى إستحقاقية إال بعد البت في دعوى الحوز وليس له في صورة صدور الحكم
» ضده في الدعوى المذكورة أن يقوم بدعوى إستحقاقية إال بعد أن يذعن لما اقتضاه ذلك الحكم
وتبرر قاعدة عدم الجمع بين الدعوى الحوزية والدعوى اإلستحقاقية برغبة المشرع في حماية الحيازة باعتبارها مركزا قانونيا مستقال
عن الحق الموضوعي أي الملكية ولذلك ال يجوز الخلط بين الحماية المقررة للحيازة وتلك التي قررت للحق وبأنه ال يجوز أن يؤدي
وجود هذه الحماية األخيرة إلى عدم التمتع من حماية الحيازة .ولذلك كان هنالك حاجز حصين بين الحوز واإلستحقاق وتنطبق هذه
.القاعدة على الخصوم كما تنطبق على القاضي
.ينطبق هذا المبدأ على الطالب في الدعوى اإلستحقاقية وعلى المطلوب في الدعوى الحوزية
أوال :مبدأ عدم الجمع بين الدعويين يلزم الطالب في الدعوى اإلستحقاقية
نصت الفقرة األولى من الفصل 58من م.م.م.ت على ما يلي « القائم بدعوى اإلستحقاق ال يقبل منه القيام بدعوى الحوز على أساس
:الشغب أو إفتكاك حوز متقدمين عن قيامه بدعوى اإلستحقاق » ويستخلص من الفقرة المذكورة اإلستنتاجات التالية
.االستنتاج األول :ان المشرع حجر صراحة على من قام بدعوى إستحقاقية القيام بعد ذلك بدعوى حوزية
اإلستنتاج الثاني :إن هذا التحجير ال ينطبق إال على المدعي في دعوى إستحقاقية أما المطلوب فيها فيحتفظ بحقه في القيام بدعوى
.الحوزية سواء كان الشغب متقدما أو متأخرا عن نشر الدعوى اإلستحقاقية
اإلستنتاج الثالث :يجوز للقائم بالدعوى اإلستحقاقية القيام بدعوى حوزية إذا كان الشغب أو إفتكاك الحوز قد وقعا بعد نشر القضية
اإلستحقاقية فالمدعي في الدعوى اإلستحقاقية ال يحرم من القيام بدعوى حوزية إذا كان الشغب الحقا لقيامه بدليل أن الفصل 58م.م.م.ت
ثانيا :مبدأ عدم الجمع بين الدعويين يلزم المطلوب في الدعوى الحوزية
ورد هذا المبدأ في الفقرتين الثانية والثالثة من الفصل 58م.م.م.ت فقد نصت الفقرة الثانية على ما يلي « :ودعوى اإلستحقاق التي
رفعها المقام علبه بدعوى الحوز قبل القيام عليه بهذه الدعوى ال تأثير لها على دعوى الحوز ومن وقع القيام عليه بدعوى الحوز ال يمكنه
... » .القيام بدعوى إستحقاقية إال بعد البت في دعوى الحوز
(المطلوب في تلك الدعوى )بدعوى حوزية ضده فقد تقتضي هذه الفقرة قيام أحد الطرفين بدعوى إستحقاقية أوال ثم قيام خصمه
قرر المشرع أن الدعوى الحوزية ال تتأثر بذلك القيام ويقع النظر فيها رغم وجود قضية إستحقاقية بين نفس األطراف ويستخلص من
الفقرة المذكورة ان القيام بدعوى إستحقاقية ال يمنع الطرف اآلخر من القيام بدعوى حوزية وال مجال لتطبيق مبدأ عدم الجمع بين
الدعويين في هذه الصورة
وأما الفقرة الثالثة واألخيرة من الفصل 58فقد تضمنت ما يلي « :ومن وقع القيام عليه بدعوى الحوز ال يمكنه القيام بدعوى إستحقاقية
إال بعد البت في دعوى الحوز وليس له في صورة صدور الحكم ضده في الدعوى المذكورة أن يقوم بدعوى إستحقاقية إال بعد أن يذعن
» .لما اقتضاه ذلك الحكم
ويفهم من الفقرة أنه يحجر على المطلوب في الدعوى الحوزية القيام بدعوى إستحقاقية طالما لم يصدر الحكم الحوزي بعد وطالما لم
يذعن لمنطوقه في صورة صدوره ضده والغاية من هذا المنع هو الحيلولة دون ما عسى أن يقوم به المشاغب من مناورات قصد ربح
الوقت واإلبقاء على العقار تحت تصرفه
:الفقرة الثانية :تحجير الجمع بالنسبة للقاضي
اقتضى الفصل 57من م.م.م.ت أنه « ال يجوز الحكم في دعوى الحوز على أساس ثبوت الحق الملكي أو نفيه ولكن للحاكم أن يتأمل في
األدلة المدلى بها على هذا الحق بقدر ما يفيده فيما يخص الحوز » .لقد جاء هذا الفصل ضابطا ومدققا لما ورد في الفصل 85من قانون
المرافعات القديم وذلك بتعريف قاعدة التحجير على القاضي في أن يجمع بين الحوز واإلستحقاق إذ اقتصر الفصل 85المذكور بفقرته
.األولى على القول بأنه ليس للحاكم الحوزي أن يحكم فيما يخص اإلستحقاق
أما الفصل 57من م.م.م.ت الجديد فهو أوضح وأدق إذ اقتضى كما سلف ذكره أنه « ال يجوز الحكم في دعوى الحوز على أساس ثبوت
الحق الملكي أو نفيه « .جاء هذا الفصل للتعريف بقاعدة التحجير على القاضي في أن يجمع بين الحوز واإلستحقاق وقد جاءت
م.م.م.ت في فصليها 39و 40قاضية بأن حاكم الناحية هو صاحب النظر وحده في المادة الحوزية دون المادة اإلستحقاقية التي
.تخصصت بالنظر فيها المحكمة االبتدائية ،فقاعدة عدم الجمع بين الحوز واإلستحقاق جاءت ضابطة لنظرية الدعاوي الحوزية
وفعال فإنه إذا خول للقاضي الحوزي أن يبني حكمه على أساس ثبوت الحق الملكي أو نفيه فإن جميع القواعد واألحكام التي جاء بها
.المشرع في مادة الحوز تكون ال معنى لها وتصير حماية الحوز وهمية غير ذات مفعول
فالحوز ال يمكن أن يحكم به ألحد الطرفين بناء على خصوص ثبوت حقه في الملكية األمر الذي تزول معه حماية الحوز التي هي مستقلة
.عن حماية الملكية
وعلى القاضي المتعهد بالنظر في الدعوى الحوزية أن ال يتعرض لكل ما له مساس بالملكية وأن يقتصر على النظر في شأن الحوز بناءا
على مظاهره المادية ،أما ما يتعلق بالملكية فالنظر فيه راجع لخصوص قاضي اإلستحقاق فتكون مأمورية القاضي الحوزي حينئذ
.االقتصار على النظر في الوقائع الحوزية المعروضة عليه بقطع النظر عن مسألة الملكية
يحجر على الحاكم أن يركز حكمه على أسباب يستمدها من أصل الحق فقط وكذلك يحجر عليه الخوض في اإلستحقاق وذلك بالبت في
مسألة تمس بأصل الحق ،وإذا عمد إلى ذلك فإنه يكون قد جمع بين اإلستحقاق والحوز .وينسحب هذا التحجير على حاكم الناحية وعلى
المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة استئناف ألحكام حكام النواحي الصادرة في مادة الحوز ولو أن المحكمة االبتدائية هي المختصة في
دعوى اإلستحقاق كمحكمة درجة أولى .ويمكن القول بأن الفصل في الدعوى الحوزية هو البحث الحوزي الذي يستدعي التوجه أساسا
بالضرورة على عين المكان وسماع الشهود لمعرفة واضع اليد على العقار بصفة مشاهدة ومستمرة وهادئة مدة تفوق العام بقطع النظر
.عن كونه مالكا أم ال
الفصل الثاني :حدود مبدأ عدم الجمع بين الدعويين
إن قاعدة عدم الجمع بين الدعوى الحوزية والدعوى االستحقاقية ال تنطبق بصفة مطلقة وذلك سواء بالنسبة للقاضي أو بالنسبة
لألطراف .وتبرز محدودية ممارسة هذه القاعدة من خالل إمكانية استناد القاضي الحوزي على الرسوم المثبتة للملكية (الفقرة األولى )
.وكذلك من خالل وضعية العقارات المسجلة (الفقرة الثانية)
ان التأمل في الفصل 57من م.م.م.ن الذي جاء بمبدأ تحجير الجمع بين الحوز واالستحقاق يالحظ أن هذا المبدأ لم يرد بصفة مطلقة في
تحجير االستناد على الرسوم المثبتة لحق الملكية
وتبرر هذه القاعدة بأن القاضي ملزم بالتحقق من توفر شروط الحوز التي أوجبها الفصل 54م.م.م.ت إذ يستعصي على القاضي في
بعض األحيان التحقق من ذلك بدون التأمل من األدلة التي يدلي بها الخصوم في بعض الحاالت فان القاضي يجد نفسه مضطرا للتأمل
في الرسوم نظرا ألهمية تأثيرها على وجود الحوز المتمسك به وذلك في الحاالت العادية التي يتسلط فيها الحوز على عقار غير مسجل
و لربما أدى األمر إلى وجوب فحص الرسوم في حاالت أخرى نخص بالذكر منها الحالة التي يتسلط فيها الحوز على حق ارتفاقي .
.غير مستمر وغير ظاهر
ان مبدأ عدم الجمع بين الحوز واإلستحقاق ال ينطبق على دعوى كف الشغب المنصوص عليها 307من م.ح.ع على األطراف
.والقاضي
فالنسبة لألطراف يجب على المدعي في دعوى كف الشغب على عقار مسجل إثارة حق الملكية واالستناد عليها في الدعوى الحوزية
ألن اإلدالء بما يفيد ترسيم العقار باسمه أو باسم سلفه والوسيلة الوحيدة التي تخوله حق طلب الحماية إذا وقعت مشاغبته من قبل الغير
.
دعوى كف الشغب المنصوص عليها بالفصل 307م.ح.ع شرعت لحماية المالك وبالتالي ال يكتسب غيره حق طلب الحماية
المنصوص عليها بهذا الفصل .هذا ما أدى بجانب هام من الفقه وفقه القضاء إلى اعتبار دعوى الفصل 307م.ح.ع فقرة الثانية منه
.دعوى استحقاقية باعتبار أن الشغب المعاقب عليه له صبغة إستحقاقية