Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫الفصل األول ‪ :‬مباشرة الدعوى المدنية‬

‫لم يعرف المشرع التونسي الدعوى واكتفى ببيان أصناف الدعوى وقسمها طبق الفصل ‪ 20‬م مم ت الى‬
‫دعاوي شخصية ودعاوي عينية ودعاوي مختلطة‪.‬‬

‫ربط الفقه في البداية ربطا كليا بين الدعوى و الحق معرفين الدعوى بأنها حق مجرد في تعهد القضاء‬
‫بادعاء معين فتنشا بنشأة الحق و تزول زواله و تتصف بنفس اوصافه لتتنوع الى دعوى عينية او شخصية‬
‫او عقارية او منقولة وفي ذلك تأثير كبير بالفقه الروماني الذي ال يقر أي حق اال وجدت دعوى تحميه‬
‫ابرز التطبيق وجود تمايز بين الدعوى و الحق رغم الروابط الوثيقة بينهما و من ذلك ما يلي‬

‫*يمكن ان يوجد الحق وال توجد الدعوى كما هو الحال في االلتزامات الطبيعية وصورة سقوط الدعوى‬
‫بمرور الوقت‬

‫*يمكن ان توجد الدعوى في غياب حق شخصي للقائم بها من ذلك دعوى إزالة بناء في الطريق العام‬

‫*يمكن ان يملك الدعوى شخص غير صاحب الحق من ذلك الدعاوي التي يرفقها الوالي او المقدم في حق‬
‫منظورية وتلك التي يرفقها الممثل القانوني في حق الذات المعنوية ‪.‬‬

‫ان هذه المتمايزات ال تنفي وجود و روابط بين الدعوى و الحق حيث تستمد الدعاوي وصفها من خالل‬
‫طبيعة الحق الذ ي تحميه فتوصف بدعوى شخصية اذا كانت تحمي حقا شخصيا و دعوى عينية اذا كان‬
‫الحق المراد حمايته من قبيل الحقوق العينية كما تبقى الغاية من ممارسة الدعوى حماية حق فعلي وقع‬
‫االعتداء عليه يتجه كذلك التمييز بين الدعوى والمطالبة حيث تمثل الدعوىحقا مجردا او اختياريا يمكن‬
‫للمتقاضي ان يمارسه او ان يتركه فاذا قرر مباشر ذلك الحق يقوم بعرض طلبا به على القاضي‪.‬‬

‫فالمطالبة هي تجسيد للدعوى ويبرر التمايز بينهما من خالل بعض االثار القانونية العامة من ذلك ان‬
‫انقطاع هده التقادم تحتسب من تاريخ المطالبة القضائية وكذلك سريان الفوائض القانونية كما ان رفض‬
‫المطالبة بعدم احترام بعض اإلجراءات او تنفيذ بعض الطلبات ال يؤدي وجوبا الى سقوط الدعوى‪.‬ميز‬
‫المشرع صلب الفصل ‪ 20‬م مم ت بين ‪ 03‬أنواع من الدعاوي وهي الشخصية والعينيةوالمختلطة‪.‬توصف‬
‫بالشخصية الدعاوي المؤسسة على االلتزام الشخصي‪ .‬تنتج االلتزامات الشخصية عن القانون (االلتزام‬
‫بالنفقة مثاال والعقد شبه العقد والجنحةوشبه الجنحة وعن اإلرادة المنفردة)‬

‫كما الحق الفقهاء دعاوي الحالة الشخصية بالدعاوي الشخصية‪ .‬اما الدعاوي العينية فيكون موضوعها‬
‫حماية عين منقول او عقار لتنقسم الى دعاوى منقولة او دعاوي عقارية او استحقاقية (فصل ‪ 38‬م م م ت)‬

‫‪1‬‬
‫في حين تعتبر الدعوى مختلطة إذا استندت في بعض الوقت على حق عيني عقاري وحق شخصي من‬
‫ذلك دعوى تسلم العقار محل البيع إذا امتنع البائع عن ذلك‪.‬‬

‫تشترك الدعاوي بأصنافها في نفس التمشي فيما يتعلق بمباشرتها او ممارستها او السير فيها حيث يقع‬
‫ضبط المحكمة المختصة أوال (المبحث األول) ثم اتباع اإلجراءات التي ضبطها المشرع على وجه الدقة‬
‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول قواعد االختصاص‬

‫يعرف االختصاص او الصالحية في البت في القضايا بمدى سلطة الحكم في المنازعات القضائية‬
‫المعترف بها لجهة قضائية او محكمة معينة‪.‬‬

‫يمر تحديد المحكمة المختصة وجوبا بالمراحل التالية ‪:‬‬

‫*المرحلة األولى‪ ،‬التحقق من عدم وجود شرط تحكيمي يستبعد اختصاص قضاء الدولة‬

‫*المرحلة الثانية‪ ،‬التحقق من ان المحاكم التونسية هي المؤهلة للبت في نزاع معين وليست المحاكم‬
‫األجنبية بمفعول قاعدة االسناد‪.‬‬

‫*المرحلة الثالثة‪ ،‬التحقق من خالل االختصاص الوظيفي من ان النزع ليس من انظار المحكمة اإلدارية‬

‫*المرحلة الرابعة‪ ،‬تعيين المحكمة المختصة حكميا اعتمادا على معايير طبيعة الدعوى او قيمتها او على‬
‫المعياريين معا‬

‫*المرحلة الخامسة‪ ،‬اختيار المحكمة المختصة ترابيا من بين مجموعة المحاكم المتحدة حكميا ‪.‬‬

‫يتضح مما سبق ان قواعد االختصاص تنقسم الى ‪ ,04‬االختصاص الوظيفي بين العدلي واالختصاص‬
‫الدولي (فقرة أولى) واالختصاص الحكمي (فقرة ثانية)واالختصاص الترابي (فقرة ثالثة)‬

‫الفقرة األولى‪ ،‬االختصاص الدولي‬

‫تضمنت م م م ت الصادرة سنة ‪ 1959‬ضمن فصلها الثاني قواعد االختصاص القضاء الدولي للمحاكم‬
‫الوطنية لتضع بذلك حدا الختصاص المحاكم الفرنسية بالنزاعات ذات الصبغة الدولية‪ ,‬تواصل العمل‬
‫بالقواعد الواردة صلب م مم ت و التي عرفت عدة انتقادات تتمحور خاصة حول المبالغة في اعتماد‬
‫بمعيار الجنسية الى حين صدور مجلة القانون الدولي الخاص بتاريخ ‪ 27‬نوفمبر ‪.1998‬‬

‫يعتبر النزاع ذو صبغة دولية إذا كان الحد عناصره المؤثرة على األقل صلة بنظام او بعدة أنظمة قانونية‬
‫غير النظام القانوني التونسي من امثلة ذلك تعدد أطراف النزاع ليعتبر دوليا النزاع الذي يكون أحد اطرافه‬
‫‪2‬‬
‫على األقل اجنبيا كما قد يكون العنصر المؤثر المرتبط بنظام قانوني اخر متعلقا بموضوع النزاع من ذلك‬
‫التقاضي حول عقار كائن ببالد اجنبية‪ .‬كما قد ينشا سبب النزاع خارج البالد التونسية من ذلك طلب‬
‫التعويض لمواطن تونسي متضرر من حادث مرور تعرض له في الخارج‪.‬‬

‫يقع تعيين االختصاص الدولي بصفة مسبقة عن تحديد االختصاص الداخلي للمحاكم الوطنية‪.‬‬

‫تضمنت الفصول من ‪ 03‬الى ‪ 10‬من م الق الدولي الخاص قواعد االختصاص القضائي الدولي ويمكن‬
‫تقسيمها الى اختصاص مؤسس على مقتضيات السيادة (فقرة أ) واختصاص مؤسس على وجود ارتباط‬
‫بين الحق موضوع الحماية والبالد التونسية (فقرة ب)‬

‫ا‪ -‬االختصاص الدولي للمحاكم التونسية المؤسس على مقتضيات السيادة‪ .‬تختص المحاكم التونسية بالنظر‬
‫في الدعاوي المدنية والتجارية ذات الصيفة الدولية في الحاالت التالية‬

‫‪-1‬إقامة المطلوب بالبالد التونسية‪ ،‬ينص الفصل ‪ 03‬من م الق الد الخ على ما يلي "تنظر المحاكم‬
‫التونسية في النزاعات المدنية والتجارية بين جميع األشخاص مهما كانت جنسيتهم إذا كان‬
‫المطلوب مقيما بالبالد التونسية‬
‫‪-2‬الدعاوي المتعلقة بالجنسية‪ ،‬تعتبر دعاوي منح الجنسية التونسية او سحبها من مقتضيات النظام‬
‫العام ومن متطلبات سيادة الدولة‪.‬‬
‫‪-3‬الدعاوي المتعلقة بعقار‬
‫‪-4‬الدعاوي المتعلقة بإجراءات تحفظية او تنفيذية‬
‫‪-5‬الدعاوي المتعلقة بإجراءات جماعية (الفصل ‪ 5‬م الق الد الخ)‬
‫ب‪ -‬االختصاص الدولي للمحاكم التونسية للمؤسس على وجود ارتباط‬
‫ضبط الفصل ‪ 05‬من م صدور هذا االختصاص و هي كما يلي‪,‬‬
‫‪-1‬دعاوي المسؤولية التقصيرية‪ ،‬تختص المحكمة التونسية بالنظر في النزاعات ذات الصيفة‬
‫الدولية المتعلقة بالمسؤولية التقصيرية ادا وقع ارتكاب الفعل الموجب للمسؤولية بتونس او حصل‬
‫بها الضرر‪.‬‬
‫تعتبر هذه القاعدة منطقية لتسهيل عمليات المعاينة واالختبار حيث يتعهد بها منطقيا القاضي الذي‬
‫حدث بدولته الفعل الضار‪.‬‬
‫‪-2‬الدعوى المتعلقة بمنقول‪،‬‬
‫تختص المحاكم التونسية بالنظر فيها رغم انها ذات صبغة دولية غير وجود المنقول بالبالد‬
‫التونسية وذلك تسهيال إلثبات الحوز والمعايناتوالوسائل التحفظية واعمال التنفيذ‪.‬‬
‫‪-3‬الدعاوي العقدية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫تختص المحاكم التونسية بالنظر فيها إذا تعلقت بعقد نفذ او كان واجب التنفيذ بالبالد التونسية‪.‬‬
‫‪ -4‬نزاعات الملكية الفكرية‪،‬‬
‫‪-5‬دعاوي البنوة وحماية القصر عند وجودهما بالبالد التونسية‬
‫‪-6‬دعاوي النفقة إذا كان الطالب موجودا بالبالد التونسية‬
‫‪-7‬الدعاوي المرتبطة بقضايا منشورة بتونس‪ ،‬تهدف هذه القواعد الى تفادي التضارب في االحكام‬
‫الصادرة فينزاعات مترابطة‬
‫‪-8‬دعاوي التركات‪ ،‬تختص بها المحاكم التونسية إذا افتتحت التركة بالبالد التونسية او بانتقال‬
‫الملكية بموجب اإلرث لعقار او منقول كائن بالبالد التونسية‬
‫يمكن ان تنظر المحاكم التونسية في النزاعات ذات الصبغة الدولية ذا عينها األطرافلذلك او قبل‬
‫المطلوب التقاضي لديها باستثناء صورة النزاع حول حق عيني متعلق بعقار كائن خارج البالد‬
‫التونسية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية االختصاص الحكمي(االختصاص النوعي)‬
‫يعرف بانه سلطة المحكمة للحكم في قضية معينة فقواعد االختصاص الحكمي هي التي تحدد‬
‫والية المحاكم في نفس الصنف و الدرجة في المنازعات لتي أجاز لها القانون الفصل فيها و‬
‫يسمي كذلك االختصاص النوعي‪.‬‬

‫يتميز مرجع النظر الحكمي وفقا للفصل ‪ 03‬م مم ت بانه يهم النظام العام و ال يمكن االتفاق على خالفه و‬
‫على المحكمة ان تثيره من تلقاء نفسها كما يمكن اثارته في أي طور من اطوار النزاع ولو ألول مرة امام‬
‫محكم التعقيب (فصل ‪ 117‬م مم ت)‪.‬‬

‫تعتبر مسالة االختصاص الحكمي من القواعد األساسية اإلجرائية التي رتب على مخالفتها الفصل ‪14‬‬
‫بطالن االجراء كما الزم المحكمة بان تعرض الملف على النيابة العمومية كلما تم الدفع بعدم االختصاص‬
‫الحكمي لتبدي رايها في ذلك وفقا للفصل ‪.251‬‬

‫اهتم المشرع بضبط المعاي ير العامة لالختصاص الحكمي (ا) ثم تولى توزيع االختصاص بين المحاكم‬
‫العدلية (ب)‬

‫ا‪-‬معايير االختصاص الحكمي‬

‫وردت هذه المعايير صلب الفصول ‪ 21‬الى ‪ 28‬من م م م ت في شكل قاعدة عامة (‪)1‬و حاالت استثنائية‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-1‬القاعدة العامة‬

‫‪4‬‬
‫ينص الفصل ‪ 21‬على ما يلي "مرجع النظر في القضايا يتحرر بمقتضى طبيعة الدعوى و مقدار‬
‫المال المطلوب فيها‪.‬‬
‫يقع تطبيق هذه المعايير بطريقة منفصلة فتعتمد قيمة الدعوى كمعيار لتوزيع االختصاص الحكمي‬
‫بين المحكمة االبتدائية و محكمة الناحية في حين يسمح معيار طبيعة الدعوى بتوزيع االختصاص‬
‫بغض النظر عن القيمة كإسناد النفقة الى محكمة الناحية و الدعاوي االستحقاقية الى المحكمة‬
‫االبتدائية‪.‬‬
‫اثار تطبيق الفصل ‪ 21‬م م م ت تساؤلين أساسيين تعلق أولهما بالجهة التي تحدد القيمة المعتمدة‬
‫لتقدير االختصاص في حين يهتم ثانيهما بالبحث حول الجدوى من اإلبقاء على الفصل ‪ 21‬ذاته‪.‬‬
‫‪-‬هل ان قيمة الدعوى التي تعتمد معيارا لتوزيع االختصاص هي ما حرره المدعي ام ما تحكم به‬
‫المحكمة‬
‫نصت الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ 21‬م مم ت على ان العبرة في تقدير الدعوى بطلبات المدعي و تحديدا‬
‫الطلبات األخيرة حيث يمكن للمدعي ان يعدل طلباته بالزيادة او النقصان اثناء سير الدعوى و ذلك‬
‫على ضوء اجوبة خصمه او نتيجة االختيار الذي ادنت به المحكمة‪.....‬‬
‫اال ان الفصل ‪ 21‬قد منح المحكمة حق التدخل استثنائيا لتقدير القيمة الحقيقية للدعوى ادا تبين لها‬
‫ان المدعي قد تعمد الزيادة او االنقاص من القيمة بقصد التأثير على قواعد االختصاص‪.‬‬
‫‪-‬طرح بعض الفقهاء تساؤال حول الجدوى من اإلبقاء على الفص ‪ 21‬ضرورة ان المشرع قد‬
‫فصل االختصاص الحكمي لكل محكمة صلب الفصل ‪ 39‬و ‪ 40‬و‪ 41‬و ‪ 42‬م مم ت و كذلك‬
‫صلب عدد من النصوص الخاصة ( قانون التبني‪ ,‬قانون التقادم‪ ,‬مجلة الحقوق العينية )‬
‫كم ان المشرع قد اخضع الفصل ‪ 21‬الى عدة استثناءات صلب الفصول من ‪ 22‬الى ‪ 29‬قللت من‬
‫أهميته‬
‫‪ -2‬القواعد االستثنائية لتعيين االختصاص الحكمي‬
‫أوردت الفصول من ‪ 22‬إلى ‪ 29‬م مم ت جملة من القواعد الخاصة التي يجب تطبيقها عند تقدير‬
‫االختصاص وهي مقدمة على القواعد الواردة بالفصول ‪ 21‬و ‪ 39‬و ‪ 40‬من المجلة‪.‬تتمحور هذه‬
‫القواعد الخاصة و االستثنائية حول رغبة المشرع و حرصه على تجميع النزاعات تفادي التضخم‬
‫القضائي و تضارب األحكام و اقتصاد الوقت و النفقات‪.‬‬
‫تتوزع هذه الصور كاالتي‬
‫‪-1‬الدعاوي غير المقدرة و غير القابلة للتقدير‬
‫ينص الفصل ‪ 22‬على ما يلي "اذا كانت قيمة الشيء المتنازع فيه ال يمكن تعيينها فالمحكمة‬
‫االبتدائية يمكنها وحدها النظر في الدعوى"‬

‫‪5‬‬
‫تفاديا لتواجد المتقاضي اما استحالة البت في المحكمة المختصة نظرا لكون الدعوى غير‬
‫مقدرة و غير قابلة للتقدير فان المشرع قد خص بها المحكمة االبتدائية من امثلة ذلك دعوى‬
‫ابطال زواج او دعوى غير مقدرة لكنها قابلة للتقدير فان المحكمة تتولى ذلك بمفردها او‬
‫بواسطة اهل الخبرة وفقا للفصل ‪ 23‬من المجلة و الذي ينص كذلك على ان دعاوي أداء‬
‫الكراء تحرر بمقدار الكراء السنوي‪.‬‬

‫‪ -2‬دعاوي أداء الدين من مشموالت دين اوفر‬


‫ينص الفصل ‪ 24‬على انه "اذا كان الملغ المطلوب من مشموالت دين أوفر منه حل اجله فان‬
‫االعتماد يكون على الدين االوفر مقدارا في تعيين مرجع النظر و درجة الحكم"‬
‫يهدف هذا الفصل الى تجميع القضايا المتعلقة بنفس المعاملة أي نفس الدين بين يد القاضي‬
‫الواحد و تجنب تفكيكها تفاديا لتضارب االحكام و المرافق حول نفس العالقة القانونية التي‬
‫تربط نفس األطراف‬
‫‪ -3‬الدعوى المتعلقة بالغلة و البقايا و غرامات الضرر و المصاريف و غيرها من األمور‬
‫التابعة لها‬
‫ينص الفصل ‪ 25‬على ان الغلة و البقايا و غرامات الضرر و المصاريف التضاف ألصل‬
‫المبلغ المطلوب لتعيين مرجع النظر و درجة الحكم اال اذا كان لها أصل سابق عن الدعوى‪.‬‬
‫أي انها قد استحقت قبل تاريخ القيام بالدعوى الن العبرة بتاريخ نشأة الحق و تبعا لهذا الشرط‬
‫فان المصاريف المبذولة مثال ألجراء معاينات و إنذارات و اختبارات قبل رفع الدعوى‬
‫تحسب لتحديد قيمة الطلب و ضبط المحكمة المختصة اما اجرة الخبير المنتدب اثناء نشر‬
‫الدعوى و اتعاب المحاماة فال تضاف الى اصل المبلغ لتعيين االختصاص و اال الضطر‬
‫المدعي الى عدم المطالبة بها في الدعوى المنشورة خشية ان تقضي المحكمة بالتخلي و القيام‬
‫الحقا بقضة أخرى في المصاريف مما يؤدي الى ارهاق القضاء بالملفات و المتقاضين‬
‫بالمصاريف‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعوى ذات الفروع المتعددة‬
‫قد تنشا هاته الدعوى عن سبب واحد او أسباب متباينة و يقع تجميع كامل الفروع لتعيين‬
‫مرجع النظر إذا نشأت عن سبب واحد في حين يحكم في كل منها على انفراد إذا نتجت عن‬
‫أسباب متباينة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تعتبر ناشئة عن سبب واحد في فرع دعوى التعويض عن االضرار الناتجة عن حادث مرور‬
‫تتفرع الى طلب التعويض عن الضرر البدني و طلب التعويض عن االضرار الالحقة‬
‫بالسيارة فيقع تجميعها طبقا للفصل ‪ 26‬تحت انظار نفس القاضي‪.‬‬
‫‪ -5‬الدعوى الصادرة عن اشخاص متعددين أو ضد أشخاص متعددين ذوي مصالح متباينة‬
‫يسمح الفصل ‪ 27‬م مم ت بتجميع عدة اشخاص مدعين او المدعي عليهم في نفس القضية‬
‫تفاديا لت ضارب االحكام و اقتصادا للوقت و النفقات‪.‬‬
‫‪ -6‬الدعوى المعارضة‬
‫تنقسم الدعاوي من حيث الشكل الى اصلية و عارضة و معارضة‪.‬‬
‫اما الدعوى االصلية فهي التي يباشرها المدعي وتتعهد بموجبها المحكمة بالنزاع و هي‬
‫تتضمن الطلبات الرئيسة المبينة في عريضة الدعوى‪.‬‬
‫اما الدعوى العارضة او الفرعية فهي الطلبات اإلضافية التي يتقدم بها المدعي أثناء نشر‬
‫القضية و قبل جلسة المرافعة وفقا للفصل ‪ 226‬م مم ت‬
‫من ذلك مثال القيام بقضية اصلية في فسخ عقد كراء الكراء و اثناءنشر القضية يتقدم المدعي‬
‫بمطلب إضافي إللزام المسوغ بالخروج من المكري و بالتعويض عن األضرار الالحقة‬
‫بالمحل‪.‬‬
‫تعتبر الدعوى الفرعية او العارضة تابعة للدعوى األصلية وجودا و عدما وفقا لقاعدة الفرع‬
‫يتبع األصل‪.‬‬
‫اما الدعوى المعارضة فيعرفها الفصالن ‪ 28‬و ‪ 227‬م مم ت كونها "الدعوى التي يقوم بها‬
‫المدعي عليه أي المطلوب لرد الدعوى االصلية او لطلب المقاصة الحكمية أو لطلب غرم‬
‫الضرر المتولد له عن القضية"‪.‬‬
‫ان الدعوى المعارضة خاصة بالمدعي عليه و ال يقوم بها اال في احدى الحاالت ‪ 03‬التالية‬
‫‪-‬التصدي للدعوى االصلية من ذلك طلب الحكم ببطالن عريضة الدعوى او ببطالن العقد‬
‫المؤسسة عليه الدعوى كما يمكنه كذلك ان يطلب القضاء باستحقاقه للعقار الذي يدعي القائم‬
‫بالدعوى استحقاقه له‪.‬‬
‫‪-‬طلب المقاصة الحكمية وذلك عندما يكون المدعي عليه هو بدوره دائن للمدعي فيطلب من‬
‫المحكمة في نطاق دعوى معارضة اجراء مقاصة حكمية بينة و بين خصمه‪.‬‬
‫‪-‬طلب التعويض عن الضرر الناجم عن ممارسة حق التقاضي حيث يستحق التعويض من‬
‫المدعي على أساس نظرية التعسف في استعمال الحق و ذلك سواء كانت لديه نية االضرار‬

‫‪7‬‬
‫بالمدعي عليه لم تكن بجانبه فتقضي المحكمة لفائدة المدعي عليه كلما فشل المدعي في اثبات‬
‫دعواه‪.‬‬
‫التضاف الدعوى المعارضة للدعوى االصلية في تقدير مرجع النظر الحكمي اذ هي مستقلة‬
‫عنها و ال يمكن القيام بها اال لدى محكمة الدرجة األولى احتراما لمبدا التقاضي على درجتين‪.‬‬
‫‪.‬قديكون للدعوى المعارضة تأثير على االختصاص الحكمي عندما تكون الدعوى االصلية‬
‫مرفوعة لدى قاضي الناحية فاذا تجاوزت قيمة الدعوى المعارضة ‪7000‬د فعلى القاضي ان‬
‫يتخلى عن الدعويين لعدم االختصاص الحكمي‪.‬‬
‫اال انه اذا كانت الدعوى المعارضة متعلقة بغرم ضرر نشا عن الدعوى االصلية و ظهر‬
‫للقاضي ان القائم بالدعوى المعارضة قد تعمد الزيادة فيها إلخراج القضية عن نظرة فانه يرد‬
‫القيمة الى نصابها ‪.‬‬
‫يهدف هذا االستثناء الى التصدي للتحايل على اإلجراءات حتى ال تصبح الدعوى المعارضة‬
‫طريقة للمطالبة إلخراج النزاع عن انظار قاضي الناحية ثم عن انظار المحكمة االبتدائية و‬
‫التسبب في تنازع سلبي لالختصاص‪.‬‬
‫ب‪-‬توزيع االختصاص بين المحاكم‬
‫نص المشرع على اختصاص حكمي عام للمحكمة االبتدائية (أوال) و اسنده بتخصصات‬
‫لهيئات قضائية متعددة (ثانيا) و هي اما هيئات ذات اختصاص وحيد او هيئة قضائية‬
‫متخصصة لكنها ذات مرجع عام اال وهي محكمة الناحية فضال عن ضبط مجال تدخل محاكم‬
‫الدرجة الثانية و محكمة التعقيب‪.‬‬
‫‪-1‬االختصاص الحكمي للمحكمة االبتدائية تلعب محكمة ال العامة ألنها تنظر في جميع‬
‫الدعاوي عدا ما خرج عنها بنص خاص وفقا للفصل ‪ 40‬م م م ت‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like