أقسم هللا بالخيل التي تجري حتى ُيْس َم ع لَنَفِس ها
صوٌت من شدة الجري
والعاديات» الخيل تعدو في الغزو وتضبح«
«.ضبحا» هو صوت أجوافها إذا عدت َفاْلُموِر َي اِت َقْد ًح ا()2 وأقسم بالخيل التي ُتوِقد بحوافرها النار إذا المست بها الصخور لشدة وقعها عليها
فالموريات» الخيل توري النار «قدحا»«
بحوافرها إذا سارت في األرض ذات الحجارة بالليل َفاْلُم ِغ يَر اِت ُص ْبًح ا()3 وأقسم بالخيل التي ُتِغ ير على األعداء وقت الصباح فالمغيرات صبحا» الخيل تغير على العدو« وقت الصبح بإغارة أصحابها َفَأَث ْر َن ِبِه َن ْق ًع ا()4 فحركن بجريهّن غباًر ا فأثرن» هيجن «به» بمكان عدوهن أو بذلك« الوقت «نقعا» غبارا بشدة حركتهن َفَو َس ْط َن ِبِه َج ْمًع ا()5 فتوّسطن بفوارسهّن َج ْم ًع ا من األعداء فوسطن به» بالنقع «جمعا» من العدو ،أي« صرن وسطه وعطف الفعل على االسم ألنه في تأويل الفعل أي والالتي عدون فأورين .فأغرن ِإَّن اِإْلنَس اَن ِلَر ِّب ِه َلَك ُنوٌد ()6 إن اإلنسان لَم ُنوع للخير الذي يريده منه ربه يجحد نعمته تعالى إن اإلنسان» الكافر «لربه لكنود» لكفور يجحد نعمته تعالى َو ِإَّن ُه َع َلٰى َٰذ ِلَك َلَش ِه يٌد ()7 وإنه على منعه للخير لشاهد ،ال يستطيع إنكار ذلك لوضوحه وإنه على ذلك» أي كنوده «لشهيد» يشهد على نفسه بصنعه َو ِإَّن ُه ِلُحِّب اْلَخ ْي ِر َلَش ِد يٌد ()8 وإنه لفرط حبه للمال يبخل به وإنه لحب الخير» أي المال الحب له فيبخل به
أفال يعلم هذا اإلنسان المغتّر بالحياة الدنيا إذا بعث هللا ما في القبور من األموات وأخرجهم من األرض للحساب والجزاء أن األمر لم يكن كما كان يتوهم؟ أفال يعلم إذا ُبعثر» أثير وأخرج «ما في القبور» من الموتى ،أي بعثوا َو ُحِّص َل َم ا ِفي الُّص ُد وِر ()10 وُأْب ِر ز وُبِّين ما في القلوب من النيات واالعتقادات وغيرها وحِّصل» بين وأفرز «ما في الصدور» القلوب من الكفر واإليمان
إن ربهم بهم في ذلك اليوم لخبير ،ال يخفى عليه من أمر عباده شيء ،وسيجازيهم على ذلك إن ربهم بهم يومئذ لخبير» لعالم فيجازيهم على كفرهم ،أعيد الضمير جمعا نظرا لمعنى اإلنسان وهذه الجملة دلت على مفعول يعلم، أي إنا نجازيه وقت ما ذكر وتعلق خبير بيومئذ وهو تعالى خبير دائما ألنه يوم المجازاة