آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .

‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‬
‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬
‫جامعة أم البواقي‬
‫‪tahar0082@yahoo.fr‬‬
‫‪Abstract‬‬ ‫ملخص‪:‬‬
‫‪This article deals with the importance of‬‬ ‫يھدف ھذا المقال إلى تبيان المكانة التي تحتلھا‬
‫‪small and medium-sized enterprises which‬‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري‪،‬‬
‫‪represent 94% of enterprises in Algerian.‬‬
‫‪This economic sector is susceptible to‬‬ ‫إذ أصبحت تمثل ‪ % 94‬من النسيج المؤسساتي‪ ،‬وھذا ما‬
‫‪foreign competition the joining the World‬‬ ‫يجعل ھذا القطاع عرضة للمنافسة األجنبية نتيجة انفتاح‬
‫‪Trade Organization may pose some‬‬ ‫االقتصاد الجزائري على اقتصاد السوق من جھة‪،‬‬
‫‪challenges on these enterprises. This in fact‬‬ ‫ومحاولة واالندماج في النظام التجاري العالمي الجديد‬
‫‪leads us to make much attention in order To‬‬ ‫من خالل االنضمام المرتقب للمنظمة العالمية للتجارة من‬
‫‪foster the positive aspects of such‬‬
‫‪enterprises and create high level‬‬
‫جھة أخرى‪ ،‬وما يطرح ھذا االنضمام من تحديات على‬
‫‪competence and competition among them‬‬ ‫االقتصاد بصفة عامة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪given that the economic sector In Algeria‬‬ ‫بصفة خاصة تستوجب البحث واالھتمام‪ ،‬من أجل‬
‫‪witnesses scientific and technological‬‬ ‫التخفيف والحد من اآلثار السلبية وإثراء اآلثار االيجابية‬
‫‪progress.‬‬ ‫برفع مستويات الكفاءة والقدرة التنافسية لھذه المؤسسات‬
‫‪Key words: small and medium-sized‬‬
‫من خالل ما تتوفر عليه الجزائر من ميزات نسبية علميا‬
‫‪enterprises, qualification, Competitiveness,‬‬
‫‪the World Trade Organization.‬‬ ‫وتكنولوجيا في ھذا القطاع‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬


‫التأھيل ‪،‬التنافسية‪ ،‬المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬

‫مقدمة‬

‫أفرزت التحوالت العالمية توجھات جديـدة فـي أغلب جوانب نظــريات التنمية االقتصادية‪ ،‬ومن ھذه الجوانب‬
‫بروز أھمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطـة في التنمية االقتصادية للدول‪ ،‬وقد أدركت الكثير من الدول العربية‬
‫ھذه الحقيقة ‪ ،‬غير أن التحوالت االقتصادية الجارية في العالم جعلت ھذا النوع من المؤسسات في مواجھة المنافسة‬
‫الشديدة من قبل المؤسسات المتطورة ‪ ،‬وخاصة أن معظم الدول العربية قيد االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‬
‫والكثير منھا أمضى أو في طريق إمضاء أتفاق الشراكة مع اإلتحاد األوربي‪ ،‬ومن بينھا الجزائر التي شرعت في‬
‫عملية تأھيل مؤسساتھا الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬بتطبيق برنامج أعد خصيصا لذلك من طرف وزارة المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة حسب القانون التوجيھي لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة رقم ‪ 18-01‬المؤرخ في‬
‫‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬حيث تقوم الوزارة المكلفة بھذا القطاع‪ ،‬بإعداد برامج تأھيل مناسبة بغية تحسين القدرة‬
‫التنافسية لھذه المؤسسات‪ ،‬وترقية المنتوج الوطني ليتوافق مع المعايير الدولية ويتمثل ھذا البرنامج في مجموعة‬
‫من إجراءات دعم المؤسسات ومحيطھا‪ ،‬لمعالجة المشاكل والصعوبات التي تواجھا سواء تلك النابعة من داخلھا‬
‫نتيجة لضعف تسيير وظائف المؤسسة لقلة الكفاءات‪ ،‬أو تلك الناتجة عن محيط المؤسسة والتي تتمثل في العراقيل‬
‫اإلدارية و المالية‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪141‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫إشكالية البحث‪:‬على الرغم مما يعانيه االقتصاد الجزائري من إختالالت ھيكلية غير مرغوبة في عملية التنمية‬
‫وما تمخض عنھا من انحرافات في مسار نمه االقتصادي وتراجع في فعالياته االقتصادية فانه يسعى جاھدا في‬
‫ظل التوجھات الجديدة لالندماج في االقتصاد العالمي باالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬واإلشكالية في ھذا‬
‫المجال تتمحور حول مدى استعداد الجزائر في ضوء وضعھا االقتصادي الحالي أن يتيح لھا االنضمام لالستفادة‬
‫من االمتيازات التي تقدمھا المنظمة للدول النامية‪.‬‬

‫االشكالية‬
‫من خــالل ھذا الطرح يمكننا صياغة اإلشكالية الرئيسية لھذه البحث على النحو التالي‪:‬‬
‫ماھي اآلثار واالنعكاسات المحتملة من انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ؟‬
‫وحتى نستوفي اإلجابة عن ھذا التساؤل الجوھري‪ ،‬علينا أوال اإلجابة عن األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫ماھيــــــــة المؤسسات الصغيـــرة والمتوسطــــــــــة في الجزائر ؟‬
‫ماھيــــــــة المنظمـــــــة العالميـــــــــــــــة للتجارة ؟‬
‫ھل نجحت الجزائر في إنجاز مسار االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬وما ھي مختلف اآلثار واالنعكاسات‬
‫المحتملـــة علــــى تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ؟‬

‫فرضيات البحث‬
‫من أجل بلوغ أھداف البحث واإلجابة على مختلف التساؤالت المطروحة‪ ،‬فإننا نعمل على اختبار الفرضيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫عملت سياسة اإلصالحات التي عرفھا االقتصاد الجزائري منذ مطلع التسعينيات إلى االھتمام بالمؤسسة‬
‫الصغيرة والمتوسطة وتأھيلھا وترقيتھا من خالل إدماجھا في مسار التنمية‪ ،‬كحل بديل للمؤسسات الصناعية‬
‫الضخمة العاجزة‪.‬‬
‫جاءت المنظمة العالمية للتجارة بأجھزتھا الجديدة وسائلھا وتنظيماتھا لتغطي النقص الذي كان في اتفاقية "‬
‫‪ "GAAT‬ألن طريقة تسيرھا تسمح للدول األعضاء بالدفاع عن حقوقھـا ومصالحھا‪.‬‬
‫قرار انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة يدخل ضمن إطار اإلصالحات االقتصادية التي تسمح‬
‫بمعالجة اإلختالالت في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إذا تم تأھيلھا وفقا لمقتضيات االنضمام ‪.‬‬
‫اآلثار واالنعكاسات المرتقبة من انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة قد تكون ايجابية على المدى الطويل‪ ،‬إذا تم استغالل الفرص المتاحة بشكل جيد‪.‬‬
‫أھداف البحث‬
‫تھدف ھذا البحث إلى اإلجابة على اإلشكالية المطروحة وعلى األسئلة الفرعية‪ ،‬ويرمي إلى تحقيق األھداف‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة تسليط الضوء على واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائـر‪.‬‬
‫‪ -‬دراســــــة قيام وانشاء منظمـــة التجـــارة العالميــــة ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة برنامج تأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطويرھا في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان مكانة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الوطني و تحديد أھم الرھانات‬
‫والتحديات التي تواجھھا خاصة بعد االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التنافسية والميزة التنافسية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬ٮإبراز بعض اآلثار االقتصادية على قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعد إمضاء الجزائر على‬
‫اتفاق الشراكة مع االتحاد األوروبي‪ ،‬ومسعى انضمامھا إلى المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪142‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪ -‬تقييم مدى أھمية انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة في ضوء وضعھا الحالي وتحديد العقبات‬
‫التي تقف أمام ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬بلورة مجموعة من السبل والمقترحات التي يمكن من خاللھا تأھيل الجزائر لالندماج في االقتصاد‬
‫العالمي بما يجعله قادرا على تحقيق المكاسب المرجوة وتفادي السلبيات المتوقعة جراء االنضمام‬
‫المبكر‪.‬‬
‫دوافع اختيار الموضوع‬
‫ھناك عدة أسباب دفعتنا الختيار الموضوع نذكر منھا ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في دراسة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية وخصوبة البحث في الموضوع والرغبة الشديدة في تحليله‪ ،‬ألنه ھناك بلدان قد خصصت لدراسة‬
‫قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وانعكاساتھا على اقتصادياتھا مجالس خاصة ومكاتب دراسات متخصصة‬
‫حتى تتمكن من رسم سياساتھا االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في دراسة المنظمة العالمية للتجارة ‪ ،‬ومعرفة مختلف أسرار وخفايا ھذه المنظمة ومدى تأثيرھا على‬
‫السياسات االقتصادية الوطنية للدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬التخوفات التي أبدتھا عدة أطراف من جراء انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة ‪ ،‬ألنه ال توجد‬
‫منتجات داخلية تستطيع منافسة المنتجات الخارجية وسقوطھا في فخ اإلغراق على المدى القصير‪.‬‬
‫منھج البحث‬
‫من أجل اإلجابة على األسئلة الواردة في اإلشكالية اقتضت طبيعة البحث وخصوصية الموضوع التعامل مع عدة‬
‫مناھج بطريقة متكاملة ومتناسقة من أجل اإللمام بمحاور البحث‪ ،‬فقد تم االعتماد على المنھج الوصفي التحليلي‬
‫بغرض تحليل الجداول واإلحصاءات وربطھا باألھداف االقتصادية العامة‪ ،‬باإلضافة إلى محاولة استخدام المنھج‬
‫االستقرائي خالل تناولنا تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر بوضع إطار نظري واف يتم فيه‬
‫توضيح التعاريف المتعلقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬والتنافسية مع بيان كيفية مواجھة المنافسة الشديدة‬
‫من قبل المؤسسات المتطورة ‪.‬‬
‫أدوات البحث المستخدمة‪ :‬تم االستعانة بأسلوب البحث األكاديمي‪ ،‬الذي يعتمد على المراجع المختلفة مثل الكتب‬
‫والدوريات والدراسات المقدمة في ھذا الموضوع‪ ،‬باإلضافة إلى االستعانة ببعض اإلحصائيات المتعلقة‬
‫بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وذلك باالتصال ببعض الھيئات واإلدارات الرسمية في الجزائر من أجل جلب‬
‫اإلحصائيات األخيرة‪.‬‬
‫حدود البحث‬
‫لقد اشتملت دراستنا على الحدود المكانية ألنھا تناولت دراسة التجربة الجزائرية في مجال االھتمام بتأھيل وترقية‬
‫قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل االنضمام المرتقب الى المنظمة العالمية للتجارة لالنفتاح على‬
‫االقتصاد العالمي ومسايرة التطورات والمستجدات العالمية ‪.‬‬
‫ھيكل البحث‬
‫حاولنا من خالل بحثنا ھذا المحافظة على التسلسل المنطقي و التدرج في طرح األفكار قدر اإلمكان‪ ،‬لذلك قمنا‬
‫بتقسيم البحث إلى ستة محاور‪.‬‬
‫أوال‪ ،‬واقــــــــع المؤسسات الصغيـرة والمتوسطـــة فـــي الجزائر‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬تنافسية المؤسسات الصغيـــــــــــــــرة والمتوسطـــــة‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬قيام وتطــــــــــــــــــــــور المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫رابعا‪ ،‬مسار انضمام الجزائـــــــــر إلى منظمــــــة التجارة العالمية‪.‬‬
‫خامسا‪،‬اآلثار المحتملة من انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطـة‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪143‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫خاتمة البحث واالستنتاجات والتوصيات‬


‫أوال‪ ،‬واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطـــة في الجزائر‬
‫تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬يختلف تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من بلد إلى آخر وھذا‬
‫نتيجة الختالف الظروف االقتصادية واالجتماعية واإلمكانيات التكنولوجية بين ھذه البلدان‪ ،‬وكذا اختالف المعايير‬
‫المستخدمة لتحديد مفھوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين المعايير)الكمية( عدد العمال‪ ،‬حجم رأس المال قيمة‬
‫المبيعات ‪ ،‬قيمة الصادرات أو الواردات‪ ،‬و)المعايير النوعية( طبيعة الملكية واإلدارة)‪ ،(1‬أما في الجزائر فقد‬
‫قدمت وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل القانون التوجيھي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫لسنة‪ 2001‬تعريف يركز على حجم ھذه المؤسسات‪ ،‬والذي يشمل عدد العمال‪ ،‬رقم األعمال‪ ،‬والحصيلة السنوية‬
‫والتي تعبر على آخر نشاط مقفل خالل سنة‪ ،‬وقسمت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب التشريع الجزائري‬
‫إلى ثالثة أنواع ھي‪:‬‬
‫المؤسسة المصغرة‪ :‬ھي المؤسسة التي تشغل من عامل )‪ (1‬إلى تسعة )‪ (9‬عمال‪ ،‬وتحق رقم أعمال أقل من‬
‫)‪ (20‬مليون دينار‪ ،‬وال تتجاوز مجموع حصيلتھا السنوية عشرة )‪ (10‬ماليين دينار‪.‬‬
‫المؤسسة الصغيرة‪ :‬ھي المؤسسة التي تشغل مابين ‪ 10‬إلى ‪ 49‬عامال‪ ،‬وال يتجاوز رقم أعمالھا السنوي )‪(200‬‬
‫مليون دينار‪ ،‬وال تتجاوز مجموع حصيلتھا السنوية مائة )‪ (100‬مليون دينار‪.‬‬
‫المؤسسة المتوسطة‪ :‬ھي المؤسسة التي تشغل مابين ‪ 50‬إلى ‪ 200‬عامال‪ ،‬ويكون رقم أعمالھا محصور بين‬
‫مائتي )‪ (200‬مليون وملياري )‪ (2‬دينار‪ ،‬وتكون مجموع حصيلتھا السنوية مابين مائة )‪ (100‬وخمسمائة‬
‫)‪ (500‬مليون دينار دينار)‪.،(2‬ويمكن تمثيل األنواع الثالثة في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :01‬يمثل أنواع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫الحصيلة السنوية )مليون دينار(‬ ‫رقم األعمال )مليون دينار(‬ ‫عدد األجراء‬ ‫الصنف‬

‫مليون محصورة بين )‪ (100‬و )‪(500‬‬ ‫)‪(200‬‬ ‫محصور بين‬


‫‪ 50‬إلى ‪200‬‬ ‫مؤسسة متوسطة‬
‫مليون دينار‬ ‫وملياري )‪ (2‬دينار‬
‫اقل من )‪ (100‬مليون دينار‬ ‫اقل من )‪ (200‬مليون دينار‬ ‫مؤسسة صغيــرة ‪ 10‬إلى ‪49‬‬
‫اقل من )‪ (10‬ماليين دينار‪.‬‬ ‫أقل من )‪ (20‬مليون‬ ‫)‪ (1‬إلى )‪(9‬‬ ‫مؤسسة مصغـرة‬
‫المصدر‪ :‬القانون رقم ‪ 18-01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2001‬يتضمن القانون التوجيھي لترقية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 77‬المؤرخة في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،2001‬ص ‪.6‬‬

‫برنامج تأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪:‬‬


‫قبل التطرق إلى ھذا البرنامج يجب أوال معرفة مفھوم تأھيل المؤسسات‪.‬‬
‫مفھوم التأھيل‪ :‬وردت عدة تعاريف خاصة بمفھوم التأھيل تختلف في صياغتھا من مفكر إلى آخر ومن كاتب إلى‬
‫آخر‪ ،‬ولكن تتفق جميعا على أن " التأھيل يعتبر بمثابة مرحلة انتقال للمؤسسة من مستوى إلى مستوى آخر يتميز‬
‫بالكفاءة والمردودية من خالل تقوية العوامل الداخلية والخارجية للمؤسسة وذلك لتمكينھا من مواكبة التطورات‬
‫الحاصلة في الميدان االقتصادي لتكون في مستوى المؤسسات المنافسة لھا حتى تضمن شروط كسب حصة في‬
‫السوق المحلية والدولية "‪.‬‬
‫برنامج تأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطويرھا في الجزائر‪ :‬يعتبر البرنامج الوطني لتأھيل المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في الجزائر منعطفا ھاما في تاريخ اإلصالحات االقتصادية التي سطرتھا الحكومة الجزائرية‪،‬‬
‫حيث كان من أبرز أھدافه تحقيق النمو والتوازن على المستويين الداخلي والخارجي عن طريق تشجيع االستثمار‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪144‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫ودعم إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إطار غطاء مالي بقيمة مليار دينار سنويا يمتد إلى غاية سنة‬
‫‪ ، 2014‬وھو يتكامل مع البرامج القطاعية للوزارات والھيئات األخرى المكلفة بترقية المنظومة المؤسسية‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما يسعى إلى ضمان استمرارية منظومة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمحافظة على مكانتھا في‬
‫السوق والتأقلم مع متطلبات اقتصاد السوق ويشتمل البرنامج على مرحلتين ھما ھما)‪:(3‬‬
‫مرحلة تكييف المحيط ‪ :‬وتمتد على مدى ‪ 5‬سنوات من ‪ 2001‬إلى غاية ‪.2005‬‬
‫مرحلة الضبط والتنفيذ‪ :‬وتمتد على مدى ‪ 9‬سنوات من ‪ 2006‬إلى غاية ‪2014‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن عملية التأھيل ال يتعين أن تمنح لكل أنواع المؤسسات الناشئة وإنما فقط للمؤسسات التي‬
‫تتوافر لھا مقومات النجاح في المستقبل إذا تم مساعدتھا وتأھيلھا وتخضع للشروط التالية‪:‬‬
‫أن تكون مؤسســـــــــــة جزائرية وتنشــط منذ سنتين‪.‬‬
‫إن تنتمي إلى قطاع المؤسسات الصغيـــــــرة والمتوسطــة‪.‬‬
‫المؤسسات التـــــي تتميـــــــز بوضع مالـي متوازن‪.‬‬
‫المؤسسات التي لھا القدرة على تصدير وتسـويق منتجاتھا وخدماتھا‪.‬‬
‫المؤسسات التي تمتلك قدرات تنموية أو لھا معايير التنمية التكنولوجية‪.‬‬
‫أھداف برنامج التأھيل‪ :‬يھدف ھذا البرنامج إلى تحقيق جملة من األھداف تتمثل في‪:‬‬
‫السعي إلى ضمان استمرارية منظومة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمحافظة على مكانتھا في السوق الوطنية‬
‫وضمان حصة لھا في السوق الدولية في ظل المناخ التنافسي؛‬
‫تحسين القدرة التنافسية للمؤسسات على مستوى السعر‪ ،‬النوعية‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬من خالل اعتماد أحدث الطرق في مجال‬
‫التسيير واإلدارة‪ ،‬و االلتزام بالمواصفات والمقاييس الدولية المتعلقة بالنوعية؛‬
‫تحليل فروع النشاط وضبط إجراءات التأھيل للواليات بحسب األولوية عن طريق إعداد دراسات عامة للمساھمة‬
‫في تمويل مخطط تنفيذ عمليات التأھيل خاصة فيما يتعلق بترقية المؤھالت المھنية بواسطة التكوين وتحسين‬
‫المستوى في الجوانب التنظيمية وأجھزة التسيير والحيازة على القواعد العامة لمعايير التقييس الدولي للرفع من‬
‫الكفاءة اإلنتاجية لھذه المؤسسات ‪(4) .‬‬
‫التطور العددي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪:‬إن التحول الذي عرفته السياسة االقتصادية في‬
‫الجزائر بداية من العشرية األخيرة من القرن الماضي‪ ،‬أفرزت تغيرات مھمة خاصة في ھياكل االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫فعلى ضوء التجارب غير الناجحة في مجال تنظيم وتسيير المؤسسات العمومية الكبيرة‪ ،‬أعطت الدولة مجاال واسعا‬
‫لدعم ونمو وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الذي تزامن مع تطبيق برنامج التعديل الھيكلي الذي جرى‬
‫االتفاق بشأنه مع صندوق النقد الدولي سنة ‪ ،1994‬وتم في السنة نفسھا إنشاء وزارة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وھذا ما انعكس إيجابا على تطور تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك حسب الجداول‬
‫التالية‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :02‬يمثل تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر لفترة )‪(2004 -1991‬‬

‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫السنــــــوات‬


‫‪12700‬‬ ‫‪12636‬‬ ‫عدد‬
‫‪118000‬‬ ‫‪26212‬‬ ‫‪23207‬‬ ‫‪20207‬‬ ‫‪22382‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المؤسسات‬
‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫السنـــــــوات‬
‫‪20794‬‬ ‫‪18955‬‬ ‫‪17989‬‬ ‫‪16838‬‬ ‫‪15950‬‬ ‫‪13784‬‬ ‫عدد‬
‫‪312 959‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المؤسسات‬
‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي لوزارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ، 2004 ،‬ص ‪.20‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪145‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫الجدول رقم ‪ :03‬يمثل تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومساھمتھا في التشغيل للفترة )‪(2007-2004‬‬

‫عدد المؤسسات للسنوات‬ ‫طبيعة المؤسسات‬


‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪293 946‬‬ ‫‪269806‬‬ ‫‪245 842‬‬ ‫‪225 449‬‬ ‫المؤسسات الخاصة‬
‫‪666‬‬ ‫‪739‬‬ ‫‪874‬‬ ‫‪778‬‬ ‫المؤسسات العمومية‬
‫الصناعة‬ ‫نشاطات‬
‫‪116347‬‬ ‫‪106222‬‬ ‫‪96 072‬‬ ‫‪86 732‬‬
‫التقليدية‬
‫‪410 959‬‬ ‫‪376767‬‬ ‫‪342788‬‬ ‫‪312 959‬‬ ‫مجموع للمؤسسات‬
‫‪1.355.399 1.252.647 1.157.856‬‬ ‫‪838 504‬‬ ‫المساھمة في التشغيل‬
‫المصدر ‪ :‬نشريه المعلومات اإلحصائية لوزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،2007 ،‬ص ‪.48‬‬

‫الجدول رقم ‪ :04‬يمثل تعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومساھمتھا في التشغيل للفترة )‪(2012-2008‬‬
‫المؤسسات عدد المؤسسات للسداسيات من كل سنة‬ ‫طبيعة‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪420117‬‬ ‫‪391761‬‬ ‫‪369319‬‬ ‫‪455398‬‬ ‫‪392013‬‬ ‫المؤسسات الخاصة‬
‫‪557‬‬ ‫‪572‬‬ ‫‪557‬‬ ‫‪591‬‬ ‫‪626‬‬ ‫المؤسسات العمومية‬
‫‪291164‬‬ ‫الصناعة‬ ‫نشاطات‬
‫‪266976‬‬ ‫‪249196‬‬ ‫‪169080‬‬ ‫‪126887‬‬
‫التقليدية‬
‫‪711838‬‬ ‫‪659309‬‬ ‫‪619072‬‬ ‫‪625069‬‬ ‫‪519526‬‬ ‫مجموع للمؤسسات‬
‫‪1.848.117 1.724.197 1.620.000 1.649.784 1.540.209‬‬ ‫المساھمة في التشغيل‬
‫المصدر ‪ :‬نشريه المعلومات اإلحصائية لوزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،2013 ،‬ص ‪.60‬‬

‫ومن خالل المعطيات المبينة في الجداول رقم ‪ 04 ، 03 ، 02‬نالحظ أن تعداد المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في تزايد مستمر خالل الفترة )‪ (2012-1991‬حيث بلغ سنة ‪ 1991‬تعداد ‪ 22382‬مؤسسة‪ ،‬ثم‬
‫انخفض إلى ‪ 20207‬سنة ‪ 1992‬ليرتفع بنسب قليلة خالل سنة ‪ 1993‬و ‪ ،1994‬لزيد بنسبة كبيرة سنة ‪1995‬‬
‫من ‪ 26212‬سنة ‪ 1994‬إلى ‪ 126365‬سنة ‪ 1995‬ھي السنة التي تطور وازداد فيھا عدد المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وھو أكبر تطور شاھدته المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر ‪ ،‬وھذا بسبب االھتمام والعناية التي‬
‫أولتھا الدولة الجزائرية لھذه المؤسسات خالل ھذه السنة التي تم فيھا إنشاء وزارة خاصة بالمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وھي أول دولة عربية انفردت بھذه الوزارة‪ ،‬أما باقي السنوات فنالحظ زيادة مستمرة للمؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة إلى غاية سنة ‪ 2000‬إذ وصل إلى تعداد ‪ 167602‬مؤسسة خاصة و‪ 778‬مؤسسة عمومية‪،‬‬
‫وبقيت ھذه الزيادة مستمرة إلى غاية سنة ‪ 2012‬حيث وصل في ھذه السنة تعداد ‪ 711838‬مؤسسة منھا‬
‫‪ 711281‬مؤسسة خاصة و‪ 557‬مؤسسة عمومية‪ ،‬وبمقارنة بين سنتي ‪ 2000‬و‪ 2012‬نالحظ أن تعداد‬
‫المؤسسات تضاعف ‪ 04‬مرات أي بزيادة قدرھا ‪ 573992‬وبنسبة تقدر بـ ‪ ،%25.5‬وھذا راجع إلى القوانين‬
‫الصادرة في مجال ترقية وتأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬باإلضافة إلى البرامج االقتصادية الثالثة لدعم‬
‫اإلنعاش االقتصادي التي سطرتھا الحكومة الجزائرية خالل الفترة )‪ (2014-2001‬والتي خصصت لھا قيمة‬
‫‪ 451‬مليار دوالر‪ ،‬باإلضافة إلى برامج تأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطويرھا الذي يعتبر منعطفا‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪146‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫ھاما في تاريخ اإلصالحات المؤسساتية التي سطرتھا الحكومة الجزائرية خالل الفترة )‪ ،(2014-2001‬حيث كان‬
‫من أبرز أھدافه تحقيق النمو والتوازن على المستويين الداخلي والخارجي عن طريق تشجيع االستثمار ودعم إنشاء‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إطار غطاء مالي بقيمة مليار دينار سنويا يمتد إلى غاية سنة ‪ ،2014‬وبھذا‬
‫أصبحت المؤسسات المصغرة تستحوذ على الغالبية العظمى من المؤسسات والمؤشرات‪ ،‬إذ أصبحت تمثل ‪% 94‬‬
‫من نسيج المؤسسات‪ ،‬و‪ % 48‬من الناتج الداخلي الخام خارج قطاع المحروقات‪ ،‬و‪ % 56‬من اليد العاملة الناشطة‬
‫حسب إحصائيات سنة ‪ ،2012‬وھذا راجع إلى اإلمكانيات التي أولتھا الحكومة الجزائرية إلى ھذا القطاع من‬
‫أجل أن تضمن لھا مكانة في األسواق الخارجية‪ ،‬خاصة مع واقع انفتاح الحدود بعد إمضاء اتفاق الشراكة مع‬
‫اإلتحاد األوروبي ‪ ،‬وتقدم مفاوضات االنضمام إلى المنظمة العالمية التجارة )‪.(5‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫تعريف التنافسية حسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫يتمحور تعريف التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حول قدرتھا على تلبية رغبات المستھلكين المختلفة‪،‬‬
‫وذلك بتوفير سلع وخدمات ذات نوعية جيدة تستطيع من خاللھا النفاذ إلى األسواق الداخلية والخارجية‪ ،‬فالتعريف‬
‫البريطاني للتنافسية ينص على أنھا‪ :‬القدرة على إنتاج السلع والخدمات بالنوعية الجيدة والسعر المناسب وفي‬
‫الوقت المناسب وھذا يعني تلبية حاجات المستھلكين بشكل أكثر كفاءة من كفاءة من المؤسسات األخرى" )‪.(6‬‬
‫تعريف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ :(OCDE‬تعرف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية التنافسية على‬
‫أنھا‪" :‬المدى الذي من خالله تنتج المؤسسة في ظل شروط السوق الحرة والعادلة‪ ،‬منتجات وخدمات تنافس في‬
‫األسواق العالمية‪ ،‬وفي نفس الوقت يتم تحقيق زيادة الدخل الحقيقي ألفرادھا في األجل الطويل"‪(7).‬‬
‫أنواع التنافسية حسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ :‬للتنافسية عدة أنواع نذكر منھا‪:‬‬
‫تنافسية التكلفة أو السعر‪ :‬فالمؤسسة ذات التكاليف األرخص تتمكن من تصدير السلع إلى األسواق الخارجية‬
‫بصورة أفضل ويدخل ھنا أثر سعر الصرف‪.‬‬
‫التنافسية النوعية‪ :‬وتشمل باإلضافة إلى النوعية والمالئمة عنصر اإلبداع التكنولوجي‪ ،‬فالمؤسسة ذات المنتجات‬
‫المبتكرة وذات النوعية الجيدة‪ ،‬واألكثر مالئمة للمستھلك والسمعة الحسنة في السوق‪ ،‬تتمكن من تصدير سلعة‬
‫حتى ولو كانت أعلى سعر من سلع منافسة‪.‬‬
‫التنافسية التقنية‪ :‬حيث تتنافس المشروعات من خالل النوعية في صناعات عالية التقنية‪.‬‬
‫مؤشرات قياس تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬إن للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عدة مؤشرات‬
‫لقياس تنافسينھا ومن أھم ھذه المؤشرات ھي‪:‬‬
‫الربـحـية ‪ :‬تشكل الربحية مؤشراً كافيا ً على التنافسية الحالية‪ ،‬وكذلك تشكل الحصة من السوق مؤشراً على‬
‫التنافسية إذا كانت المؤسسة تعظم أرباحھا‪ ،‬أي أنھا ال تتنازل عن الربح لمجرد غرض رفع حصتھا من السوق‪،‬‬
‫تنافسية في سوق يتجه ھو ذاته نحو التراجع‪ ،‬وبذلك فإن تنافسيتھا الحالية لن تكون ضامنة‬ ‫ً‬ ‫ولكن يمكن أن تكون‬
‫لربحيتھا المستقبلية‪.‬‬
‫تكلفة الصنع ‪ :‬تكون المؤسسة غير تنافسية حسب النموذج النظري للمنافسة النزيھة إذا كانت تكلفة الصنع‬
‫المتوسطة تتجاوز سعر منتجاتھا في األسواق‪ ،‬ويعزى ذلك إما النخفاض إنتاجيتھا أو عوامل اإلنتاج مكلفة كثيرا‪،‬‬
‫أو السببين السابقين معاً‪ ،‬وإنتاجية ضعيفة يمكن أن تفسر على أنھا تسيير غير فعال‪ ،‬كل ھذا في حالة قطاع نشاط‬
‫ذو منتجات متنوعة‪ ،‬أما إذا كان قطاع النشاط ذو منتجات متجانسة فيمكن أن يعزى ذلك إلى كون تكلفة الصنع‬
‫المتوسطة ضعيفة مقارنة بالمنافسين‪(8).‬‬
‫اإلنتاجية الكلية للعوامل‪ :‬تقيس اإلنتاجية الكلية للعوامل الفاعلية التي تحول المؤسسة فيھا مجموعة عوامل اإلنتاج‬
‫إلى منتجات‪ ،‬ولكن ھذا المفھوم ال يوضح مزايا ومساوئ تكلفة عناصر اإلنتاج‪ ،‬كما أنه إذا كان اإلنتاج يقاس‬
‫بالوحدات الفيزيائية مثل أطنان من الورق أو أعداد من السيارات‪ ،‬فإن اإلنتاجية اإلجمالية للعوامل ال توضح شيئا ً‬
‫حول جاذبية المنتجات المعروضة من جانب المؤسسة‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪147‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫الحصة من السوق ‪ :‬من الممكن لمؤسسة ما أن تكون مربحة وتستحوذ على جزء ھام من السوق الداخلية بدون‬
‫أن تكون تنافسية على المستوى الدولي‪ ،‬ويحصل ھذا عندما تكون السوق المحلية محمية بعوائق تجاه التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬كما يمكن للمؤسسات الوطنية أن تكون ذات ربحية آنية ولكنھا غير قادرة على االحتفاظ بالمنافسة عند‬
‫تحرير التجارة أو بسبب أفول السوق‪ ،‬ولتقدير االحتمال لھذا الحدث يجب مقارنة تكاليف المؤسسة مع تكاليف‬
‫منافسيھا الدوليين المحتملين‪(9) .‬‬
‫االنتقال من التنافسية الى الميزة التنافسية للمؤسسات ‪:‬‬
‫مفھوم الميزة التنافسية‪ :‬تمثل الميزة التنافسية العنصر االستراتيجي الحرج‪ ،‬الذي يقدم فرصة جوھرية للمؤسسة‪،‬‬
‫من أجل تحقيق ربحية متواصلة بالمقارنة مع منافسيھا)‪ ،(10‬حيث تنشأ ھذه الميزة بمجرد توصل المؤسسة إلى‬
‫اكتشاف طرق جديدة وأكثر فعالية من تلك المستعملة من قبل المنافسين‪ ،‬وھذا ما يجعلھا في وضع متميز يسمح لھا‬
‫بتقديم منتجا متميزا بأسلوب أنجح من منافسيھا‪ ،‬من خالل انخفاض تكلفة عملياتھا التي تمكنھا من تقديم منتجات‬
‫تصارع في جودتھا ما يقدمه المنافسون مع بيعھا بسعر أقل‪(11).‬‬
‫مراحل تطور الميزة التنافسية في المؤسسات‪ :‬يرى" بورتر" أن الميزة التنافسية تمر بأربع مراحل‪ ،‬تختلف ھذه‬
‫المراحل في خصائصھا‪ ،‬وأوضح أنه ليس من الضروري أن تمر الميزة التنافسية بجميع ھذه المراحل‪ ،‬وكذلك ليس‬
‫ضروريا ترتيبھا )‪ (12‬وقد لخصت المراحل األربعة في الشكل التالي‪:‬‬
‫شكل رقم ‪: 01‬مراحل تطور الميزة التنافسية‬

‫مرحلــة قيادة‬ ‫مرحلة قيادة‬ ‫مرحلة قيادة‬ ‫مرحلة قيـــادة‬


‫عوامل اإلنتاج‬ ‫الثــــــــــروة‬ ‫االبتكـــــــــار‬ ‫االستثمــــــار‬

‫المصدر‪ :‬عاطف عبيد‪ ،‬تقرير حول االقتصاد المصري في مواجھة تحديات اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة ‪،‬‬
‫مركز بحوث ودراسات التنمية التكنولوجية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.1999،‬ص ‪.5‬‬

‫من خالل الشكل أعاله‪ ،‬يتضح أن المراحل الثالث األولى تمثل االرتقاء المتوالي للميزة التنافسية‪ ،‬أما المرحلة‬
‫الرابعة واألخيرة فتمثل تراجع وتدھور الميزة التنافسية‪ ،‬وفيما يلي شرح لكل مرحلة على حدة‪.‬‬
‫مرحلة قيادة عوامل اإلنتاج‪ :‬حيث تعتمد الميزة التنافسية في ھذه المرحلة على عوامل اإلنتاج‪ ،‬وذلك نظرا ألن تكلفة‬
‫اإلنتاج تلعب دورا مھما في المنافسة‪ ،‬وھذا ما يجعل المؤسسات تنتھج إستراتيجية المنافسة السعرية في ھذه‬
‫المرحلة‪ ،‬مما يجعل الميزة التنافسية ذات طبيعة غير مستقرة‪.‬‬
‫مرحلة قيادة االستثمار‪ :‬ھذه المرحلة مبنية على قدرة الدولة ومؤسساتھا على االستثمار بشكل متواصل‪ ،‬ومن ثم‬
‫القدرة على الصمود أمام المنافسين حيث يتم تخفيض التكاليف من خالل االستثمارات المحلية وتحسين جودة المنتج‬
‫وجذب الطلب بشكل عام )‪.(13‬‬
‫مرحلة قيادة االبتكار‪ :‬تعتمد ھذه المرحلة على االبتكار والمھارات والتكنولوجيا األكثر تعقيدا لخلق الميزة‬
‫التنافسية‪ ،‬وھنا يقل دور المنافسة السعرية المسندة إلى انخفاض تكاليف اإلنتاج‪ ،‬ويزداد دور المنافسة المعتمدة على‬
‫التكنولوجيا والتمييز‪ ،‬من أجل تھيئة البيئة التنافسية التي تساعد على نسج خيوط االبتكار والتطوير‪.‬‬
‫مرحلة قيادة الثروة‪ :‬تمثل ھذه المرحلة بداية تراجع وتدھور الميزة التنافسية‪ ،‬نظرا لتراكم الثروة التي تحققت في‬
‫المراحل الثالثة السابقة‪ ،‬ورغبة المؤسسات في المحافظة على االستثمارات واالبتكارات دون االھتمام بالتطوير‪،‬‬
‫وھذا ما يجعلھا تفقد ميزتھا التنافسية في األسواق الدولية نظرا النحصار المنافسة المحلية نتيجة الرغبة في‬
‫المحافظة على الوضع القائم‪ ،‬ومن ثم تفقد المؤسسات المحلية ميزاتھا التنافسية لصالح المؤسسات األجنبية )‪.(14‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪148‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫دورة حياة الميزة التنافسية في المؤسسات‪ :‬كلما كان حجم الميزة التنافسية أكبر‪ ،‬كان ذلك عائقا أمام المنافسين‬
‫للتغلب عليھا أو تقليدھا‪ ،‬لذا يجب على المؤسسة مراقبة وتتبع دورة حياة الميزة التنافسية إلجراء التحسينات‬
‫المناسبة في الوقت المناسب‪ ،‬وعموما تمر دورة حياة الميزة التنافسية بنفس المراحل التي تمر بھا دورة حياة‬
‫المنتجات‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكــل رقم )‪ :(02‬يمثل دورة حياة الميزة التنافسية‬


‫ميزة تنافسية )‪(1‬‬ ‫ميزة تنافسية )‪(2‬‬

‫التقديم‬ ‫التبني‬ ‫التقليد‬ ‫الضرورة‬ ‫المرحلة‬


‫ﺣﺠﻢ ﺍﳌﻴﺰﺓ‬

‫المصدر‪ :‬نبيل مرسي خليل‪ ،‬الميزة التنافسية في مجال األعمال‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬دون‪ .‬طبعة‪،‬‬
‫مصر‪ ،1998،‬ص‪86‬‬

‫مرحلة التقديم‪ :‬تمثل أطول المراحل بالنسبة للشركة المنشئة للميزة التنافسية‪ ،‬لكونھا ال تحتاج الكثير من التفكير‬
‫واالستعداد المادي والمالي‪ ،‬وتعرف الميزة التنافسية مع مرور الزمن انتشارا أكثر فأكثر‪ ،‬ويرجع ذلك للقبول الذي‬
‫تناله من قبل عدد متزايد من العمالء‪.‬‬
‫مرحلة التبني‪ :‬ھنا تعرف الميزة نوعا من االستقرار من حيث االنتشار‪ ،‬ألن المنافسين بدؤوا يركزون عليھا‪،‬‬
‫وتكون الوفرات ھنا أقصى ما يمكن‪.‬‬
‫مرحلة التقليد‪ :‬يتراجع حجم الميزة وتتجه تدريجيا إلى الركود لكون المنافسين قاموا بتقليد ميزة الشركة‪ ،‬وبالتالي‬
‫يتراجع تفوقھا عليھم ومن ثم انخفاض في الوفرات‪.‬‬
‫مرحلة الضرورة‪ :‬ھنا تظھر ضرورة تحسين الميزة الحالية وتطورھا بشكل سريع‪ ،‬أو إنشاء ميزة جديدة على‬
‫أساس مختلف تماما عن الميزة الحالية‪.‬‬
‫وإذا لم تتمكن الشركة من التحسين أو الحصول على ميزة جديدة‪ ،‬فإنھا تفقد أسبقيتھا تماما‬
‫وعندھا يكون من الصعوبة العودة إلى التنافس من جديد‪(15).‬‬

‫ثالثا‪ :‬قيام وتطور المنظمة العالمية للتجارة‬


‫تعريف المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬لقد اعتمدت في مراكش عام ‪) 1994‬الوثيقة الختامية المتضمنة نتائج جولة‬
‫األورجواي للمفاوضات التجارية متعددة األطراف( واستعرضت المفاوضات سبع سنوات تباينت فيھا المواقف‬
‫وتصادمت فيھا مواقف مجموعات الدول المتخلفة‪ ،‬وشاركت في الجولة ‪ 122‬دولة ‪ ،‬من بينھا ‪ 10‬دول عربية‬
‫اكتسبت صفة العضوية في المنظمة كل من مصر‪ ،‬المغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬األردن‪ ،‬السعودية‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫البحرين‪ ،‬قطر‪ ،‬واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ومن الدول العربية التي تمتعت بصفة مراقب كل من ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬السدان‪ ،‬عمان واليمن‪.‬‬
‫وتعتبر ھذه االتفاقية مؤسسة دولية مستقلة من الناحيتين المالية واإلدارية‪ ،‬وغير خاضعة لمنظمة األمم المتحدة‪،‬‬
‫كباقي المنظمات الدولية األخرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪ ،‬و تختلف عنھما‪ ،‬حيث أنه يتم اتخاذ‬
‫القرارات فيھا بمشاركة كل األعضاء‪ ،‬سواء من خالل الوزراء أو المسؤولين ‪ ،‬وتعقد مؤتمرات وزارية دورية ‪،‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪149‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تتالءم دائما ً وطبيعة المرحلة ‪ ،‬وكانت بمثابة المحطات التي تتزود بھا المنظمة العالمية للتجارة حيث كان يعالج‬
‫في كل مؤتمر أھم المستجدات العالمية التي لھا تأثير مباشر على المنظومة التجارية العالمية‪ ،‬وعقدت المنظمة‬
‫العالمية للتجارة سبع مؤتمرات وزارية منذ نشأتھا إلى غاية سنة ‪.(16). 2009‬‬
‫مھام وأھداف ومبادئ المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬تحتوي على عدة مھام وأھداف ومبادئ نذكر منھا‬
‫مھام المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬إن مھام منظمة التجارة العالمية ليست سھلة على اإلطالق في محيط تسوده‬
‫سياسة الحماية التي تضعھا بعض الدول والصراع التجاري الدولي‪ ،‬وبغية تفادي الصراع بين الدول برزت‬
‫الحاجة إلى تكييف الحوار وإتباع أفضل الطرق لحل الصراع والنزاعات بطريقة سلمية من خالل المھام التالية‪:‬‬
‫تقوم بتسيير االتفاقيات الخاصة المتعلقة بالقطاعات الجديدة‪ ،‬كالخدمات وجوانب الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة‪.‬‬
‫تقديم المعلومات والمساعدات التقنية للدول األعضاء عن طريق خبرائھا بمتابعة وتحليل وتنفيذ المراجعات‬
‫الدورية للسياسات التجارية التي تنتھجھا ھذه الدول‪(17).‬‬
‫توفير منتدى دولي للتفاوض والحوار بين الدول فيما يتعلق بالمفاوضات التجارية المحددة في االتفاقيات التي‬
‫تدخل في نطاق اختصاصھا والواردة في مالحق ھذه االتفاقية وتفعيل نتائج المفاوضات التي يقررھا المؤتمر‬
‫الوزاري للمنظمة‪.‬‬
‫مراقبة السياسات التجارية للدول األعضاء وفق اآللية المتفق عليھا في إطار اتفاقيات المنظمة‪.‬‬
‫الفصل في المنازعات التي قد تنشأ بين الدول األعضاء حول تنفيذ االتفاقات التجارية الدولية ويتولى ھذه المھمة‬
‫المجلس العام بالمنظمة‪.‬‬
‫التعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪ ،‬والوكاالت الملحقة بھما وذلك من اجل تنسيق السياسات‬
‫االقتصادية على الصعيد العالمي‪ ،‬ھذا فضال عن بعض الموضوعات الجديدة التي دخلت ضمن المعايير التي‬
‫تتبعھا بعض الدول المانحة في تقديم المساعدات االقتصادية‪ ،‬مثل احترام حقوق اإلنسان والحافظ على البيئة‪.‬‬
‫تنفيذ المراجعات الدورية للسياسات التجارية بين الدول األعضاء‪ ،‬بھدف تعزيز المنافسة العادلة ومنح الدول‬
‫النامية واألقل نموا معاملة تفضيلية‪.‬‬
‫خفض أو إزالة الحواجز الجمركية لزيادة حجم التجارة الدولية‪ ،‬وإقرار مبدأ المفاوضات كأداة لتسوية النزعات‬
‫التجارية‪ ،‬وتوفير حرية التحرك لرؤوس األموال والنفاذ إلى األسواق‪(18) .‬‬
‫التحرير التدريجي للتجارة من خالل المفاوضات التجارية متعددة األطراف وقد بدأت فعال جولة جديدة من‬
‫المفاوضات في كانون الثاني ‪ 2000‬في القطاع الزراعي والخدمات تھدف إلى تحقيق مستوى أعلى من التحرير‬
‫ودخول األسواق‪(19).‬‬
‫أھداف المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬للمنظمة العالمية للتجارة عدة أھداف نذكر منھا‪:‬‬
‫خلق وضع تنافسي عالمي في التجارة الدولية يعتمد على الكفاءة االقتصادية في تخصيص الموارد‪.‬‬
‫منح الدول النامية معاملة تفضيلية خاصة بمنحھا فترة سماح أطول من تلك الفترة الممنوحة للدول المتقدمة‬
‫للسماح لھا باالندماج في اقتصاد السوق‪(20).‬‬
‫الزيادة في اإلنتاج والتجارة العالمية واالستخدام األمثل والتوظيف الكامل للموارد العالمية في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪.(21).‬‬
‫توسيع إنشاء أنماط جديدة للتقسيم الدولي للعمل و زيادة نطاق التجارة العالمية‪.‬‬
‫تحقيق المزيد من تحرير التجارة الدولية عن طريق تخفيض الرسوم الجمركية وإلغاء نضام الحصص‪ ،‬والحد من‬
‫دعم الصادرات‪ ،‬ومكافحة سياسة اإلغراق‬
‫‪22‬‬
‫حل الخالفات التجارية الدولية عن طريق إدخال قوانين جديدة لتسوية كل النزاعات‪( ) .‬؛‬
‫مبادئ المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬يمكن تلخيص مبادئ المنظمة العالمية في النقاط التالية‪:‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪150‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫عدم التمييز في المعامالت للتجارة‪ :‬حسب المادة الثانية من االتفاقية فإن المنتج المستورد من أي دولة متعاقدة‬
‫يعامل بالطريقة نفـسھا التي يعامل بھا المنتج المستورد من أي دولة متعاقدة أخرى‪ ،‬أي أن التعامل بين األعضاء‬
‫المتعاقدين في المنظمة يكون بنفس المعاملة دون تمييز في ما يخص استيراد السلع‪(23).‬‬
‫مبدأ الحماية من خالل التعريفة التجارية‪ :‬إذا اقتضت الضرورة يمكن للدولة أن تحمي تجارتھا عن طريق‬
‫التعريفة الجمركية ‪ ،‬وليس بإجراءات تقييدية أخرى كالقيود الكمية‪.‬‬
‫مبدأ إعطاء امتيازات للدول النامية‪ :‬وذلك لزيادة حصة الدول النامية في التجارة الدولية‪ ،‬وتحفيز سعيھا للوصول‬
‫إلى األسواق العالمية‪.‬‬
‫مبدأ المشاورات والمفاوضات التجارية‪ :‬تعمل المنظمة على حل المشاكل عن طريق المفاوضات التجارية وذلك‬
‫لدعم النظام التجاري العالمي على أساس جماعي‪.‬‬
‫مبدأ الشفافية‪ :‬ويقصد به ضرورة اعتراف أعضاء المنظمة بأعمال الكشف واإلفصاح عن القرارات الحكومية‬
‫ذات الصلة بالتجارة ‪ ،‬سواء تعلق األمر باقتصاديات الدول األعضاء أو النظام التجاري متعدد األطراف‪(24).‬‬
‫مبدأ االلتزام بالتعريفة الجمركية‪ :‬ال يتم فرض رسوم جمركية مرتفعة تضر بالدول األعضاء‪.‬‬
‫مبدأ المعاملة التفضيلية للدول النامية‪ :‬يشترط ھذا المبدأ على الدول المتقدمة على تقديم مزايا تفضيلية‬
‫إلى الدول النامية دون المطالبة بالمثل‪ ،‬وذلك بھدف توفير الظروف المالئمة لتنمية ھذه البلدان‪(25).‬‬

‫رابعا‪ :‬مسار انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية‬


‫عوائق انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬رغم المحاوالت التي قامت بھا الجزائر من أجل االنضمام‬
‫إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬كإصدار المرسوم التشريعي رقم ‪ 93/21‬الذي يھدف إلى تطوير استثماراتھا وكان‬
‫ھذا في مجال المحروقات وكذا القيام بعدة تعديالت خاصة بقانون الجمارك‪ ،‬كل ھذه اإلجراءات لم تشفع لھا‬
‫باالنضمام الن لعملية االنضمام عدة عوائق ومشاكل نكر منھا‪:‬‬
‫تأخر تطور االقتصاد الزراعي خاصة وأن الدعم الذي تقدمه الدولة لھذا القطاع ضعيف جدا مقارنة بما تقدمه الدولة‬
‫الغربية لقطاعھا الزراعي‪.‬‬
‫النسيج الصناعي غير قادر على المنافسة حيث أن المنتجات الصناعية مازالت لم تصل إلى مستوى المنتجات‬
‫األجنبية من حيث الجودة والسعر‪.‬‬
‫التجارة الخارجية مازالت محتكرة من طرف القطاع العام‪ ،‬رغم بعض التحرير الذي حدث في السنوات األخيرة‪،‬‬
‫وھو أمر يتنافى مع الفلسفة التي تقوم عليھا المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬كما أن الميزان التجاري خارج المحروقات‬
‫مستمر في العجز ال يمكن االعتماد عليه في جلب العملة الصعبة‪.‬‬
‫االعتماد شبه كلي على استيراد الموارد الغذائية بما يكلف الدولة األموال الكثيرة‪.‬‬
‫ضعف العملة الوطنية وتخفيضھا في كل مرة‪ ،‬أدى إلى اللجوء إلى استيراد المواد المصنعة وبيعھا في السوق‬
‫مباشرة للحصول على أرباح بسرعة و بسھولة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫قطاع الخدمات رغم امتالكه لبعض المؤھالت إال أنه مازال بعيد عن المنافسة‪( ) .‬‬
‫تضييق الخناق على المفاوض الجزائري وتقليص صالحياته بحيث يغلب في تفاوضاته الجانب السياسي على‬
‫الجانب االقتصادي‪ ،‬الشيء الذي طرح على طاولة المفاوضات مع االتحاد األوروبي فيما يخص اتفاقية الشراكة‪،‬‬
‫وھذا يؤدي بالتأكيد إلى تنازالت وتضحيات كبيرة‪ ،‬وعليه يمكن تحقيق نتائج إيجابية في المجال السياسي وال‬
‫يمكن ضمان نفس النتائج في المجال االقتصادي‪.‬‬
‫إن المشاكل السياسية واالقتصادية التي عانت منھا الجزائر خاصة في العشرية األخيرة‪ ،‬والتي أدت إلى التغيير‬
‫المستمر للحكومات والقوانين واختالف المعطيات المقدمة إلى المنظمة‪ ،‬وكذلك عدم قدرتھا على تحديد خيارات‬
‫اقتصادية دقيقة‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪151‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫كل ھذا أدى إلى تأخير انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬باإلضافة إلى ھذا فإن عدم تطبيق‬
‫اإلصالحات والتعھدات التي قدمتھا الجزائر أثرت سلبيا على ملفھا‪ ،‬والذي راجعته عدة مرات‪(27).‬‬
‫جــــوالت الجزائر مع المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬تتزايد أھمية ھذا الموضوع من منطلق أن الجزائر على عتبة‬
‫االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬بحيث وضعت الجزائر برنامج لإلصالح االقتصادي من خالل بداية‬
‫تحرير تجارتھا الخارجية بفتح أسواقھا للسلع والخدمات األجنبية‪ ،‬ومحاولة اندماجھا في النظام التجاري العالمي‬
‫الجديد من خالل االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬وما يطرح ھذا االنضمام من تحديات على االقتصاد‬
‫بصفة عامة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بصفة خاصة تستوجب البحث واالھتمام‪ ،‬ألن عملية االنضمام‬
‫ليس غاية في حد ذاتھا‪ ،‬بل ھي وسيلة لتحديد أھداف السياسة التنموية الوطنية‪ ،‬والتي يجب تحديدھا بوضوح قبل‬
‫البدء في عملية االنضمام‪ ،‬التي يترتب عليھا عدة تنازالت والتزامات‪ ،‬وفي مايلي يمكن استعراض أھم المحطات‬
‫والجوالت التي قطعتھا الجزائر مع المنظمة العالمية للتجارة‪(28) .‬‬
‫الجولة األولى‪ :‬انعقدت في مارس ‪ 1996‬ومن أھم ابرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫تم إيداع طلب االنضمام في سياق تطبيق توصيات صندوق النقد الدولي )‪ (FMI‬في إطار اتفاق التمويل الموسع‪.‬‬
‫قدمت في ھذه الجولة الحكومة الجزائرية سنة ‪ 1996‬مذكرة تضم وصف كامل للنظام التجاري الخارجي والنظام‬
‫المؤسساتي بما في ذلك التنظيم السائد في المحاكم‪ ،‬وقد وزع ھذا الملف على كل أعضاء المنظمة‪.‬‬
‫أسست في ھذه الجولة لجنة دائمة في أكتوبر ‪ ،1996‬برئاســة وزير التجـارة‪ ،‬وأثناء المفاوضات المتعددة‬
‫األطراف تلقت الجزائر مجموعة من األسئلة‪ ،‬حيث تم تقديم إجابات من قبل الوفد الجزائري ألھم األسئلة‬
‫المطروحة‪(29).‬‬
‫الجولة الثانية‪ :‬بدأت مفاوضات ھذه الجولة سنة ‪ ،1999‬وكانت مواضيع التفاوض فيھا تتمحور حول مختلف‬
‫القطاعات‪ ،‬لكن فشل مؤتمر سياتل حال دون متابعة المفاوضات‪ ،‬وتم تأجيلھا إلى تاريخ الحق‪.‬‬
‫وخالل ھذه الجولة استفاد الوفد الجزائري من دورات تكوينية في السياسات التجارية بمقر المنظمة ووجھت‬
‫انتقادات حول الملف الجزائري من قبل خبراء المنظمة وتم تعيين السيد "حميد تمار" على رأس وزارة التجارة‬
‫إلعادة صياغة ملف طلب العضوية ‪(30).‬‬
‫الجولة الثالثة‪ :‬انعقدت في فيفـري ‪ 2002‬ومن أھــم ابـرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫لقد تم في ھذه الجولة تحرير كل مــن قطـــاع االتصال‪ ،‬السياحــــة‪ ،‬الطاقــــة والمناجم‪.‬‬
‫تم التطرق إلى اتفاق الشراكة مع اإلتحاد األوروبي‪ ،‬ليجعل الجزائر اقتصادھا مفتوح وقادر على المنافسة‬
‫األجنبية وھو ما يساعدھا على تسريع عملية االنضمام‪.‬‬
‫وجھت في ھذه الجولة عدة انتقادات للسياسة االقتصادية الجزائرية لعدم ضبط المعطيات التجارية واالقتصادية‬
‫وعدم مطابقة عدة قوانين وتشريعات مع تلك المعتمدة لدى منظمة التجارة العالمية‪ ،‬لذلك قررت الجزائر إعادة‬
‫صياغة المذكرة بما يتماشى مع اإلصالحات التشريعية والمؤسساتية من قبل المنظمة‪.‬‬
‫الجولة الرابعة‪ :‬انعقدت في نوفمبر ‪ 2002‬ومن أھم ابرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫إثارة قوانين حماية الملكية الفكرية والصراع ضد التزييف الذي مازال حاصال في األشياء المخترعة‪،‬‬
‫إثارة مواضيع حول التسعيرة الجمركية ‪.‬‬
‫اإلبقاء على ثالثة أسعار تجارية ثابتة للقوانين الجمركية وھي ) ‪ (%30 ،%15 ،%5‬مع تساھل في السعر الثابت‬
‫التجاري األعلى‪ (%30)،‬كما أقر إخضاع التخفيضات المتعلقة بالواردات التجارية إلى تشريع جزائري يتطابق‬
‫مع قوانين المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫إعداد ومناقشة ‪ 12‬نص قانوني وتم الموافقة على ‪ 11‬منھا من طرف أعضاء المنظمة‪( ).‬‬
‫الجولة الخامسة‪ :‬انعقدت في مارس ‪ 2003‬وضم الوفد المكلف بإدارة المفاوضات ‪ 70‬عضو ممثلون لـ ‪23‬‬
‫وزارة ‪ ،‬حيث أكد السيد" نورالدين بوكروح "وزير التجارة أن الجزائر تسعى ألقلمة تشريعاتھا مع تلك المعمول‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪152‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫بھا عالميا مثل المصادقة على قوانين الملكية الصناعية وفتح قطاع الخدمات ومالئمة نظامھا الجمركي للنظام‬
‫المعمول به عالميا وخلق مجاالت إنتاج جديدة‪ ،‬بتكثيف عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪(32).‬‬
‫الجولة السادسة‪ :‬انعقدت في جانفي ‪ 2004‬ومن أھم ابرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫طلبت منظمة التجارة العالمية مراجعة جميع النصوص القانونية غير المتطابقة مع شروط االنضمام إليھا‪ ،‬وھذا ما‬
‫دفع الرئيس" عبد العزيز بوتفليقة إلى استعمال حقه الدستوري بإصدار تعديالت دون استشارة النقابة العمالية‬
‫والمنظمات االقتصادية الجزائرية وعدم انتظار افتتاح دورة البرلمان الخريفية‪.‬‬
‫قاد" بوكروح "الوفد الجزائري في المفاوضات مع المنظمة مباشرة بعد مؤتمر" كانكن "الذي جمعت وزارة‬
‫التجارة بالبلدان األعضاء ‪ ،‬حيث عرض أھم اإلصالحات التشريعية والتنظيمية التي أجرتھا الحكومة الجزائرية‬
‫التي أمر بھا " الرئيس عبد العزيز بوتفليقة " والمتعلقة بتعديل خمسة قوانين خاصة بالتجارة الخارجية وھي‬
‫المنافسة‪ ،‬العالمات التجارية حقوق المؤلف‪ ،‬الحقوق المجاورة‪ ،‬براءات االختراع‪ ،‬وزيادة نسيج المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪(33).‬‬
‫الجولة السابعة‪ :‬انعقدت في نوفمبر ‪ 2004‬ومن أھم ابرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫طلب الوفد األمريكي برفع الدعم على المواد الزراعية في الجزائر‪ ،‬لكن الجزائر رفضت ھذا المقترح‪ ،‬ألن‬
‫المزارع األمريكي يتلقى الدعم‪ ،‬والمنافسة النزيھة تقتضي بأن تتمتع بالحقوق نفسھا لتستفيد من االمتيازات نفسھا ‪.‬‬
‫تلقت الجزائر حتى نھاية ھـذه الجولة أكثر من ‪ 3000‬سؤال مكتوب‪.‬‬
‫واختتمت المفاوضات الثنائية مع خمسة دول ) البرازيل‪ ،‬األورجواي كوبا‪ ،‬فنزويال‪ ،‬سويسرا(‪.‬‬
‫الجولة الثامنة‪ :‬انعقدت في فيفري ‪ 2005‬ومن أھم ابرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫تم في ھذه الجولة استخالف "ديكا ستيلو " بـ " غيالر موفاليس" من األورجواي " لمناقشة المقترح الجزائري‬
‫الجديد الذي قدمته في ‪ 15‬جانفي ‪ ، 2005‬والذي مفاده تحديد ‪ 11‬قطاعا في مجال الخدمات و ‪ 161‬قطاعا فرعيا‬
‫للمنافسة من بينھا االتصاالت السلكية والفندقية والمياه‪.‬‬
‫في ھذه الجولة تم الرد على معظم األسئلة التي طرحت خالل الجولة السابقة وحل عدد من القضايا رغم مرور‬
‫سبع جوالت من الحوار إال أنھا مازالت بعض المسائل العالقة من بينھا سياسة الخوصصة ‪ ،‬والمقاييس الدولية‬
‫الخاصة باالستثمارات‪(34).‬‬
‫الجولة التاسعة‪ :‬انعقدت في جويلية ‪ 2008‬ومن أھم ابرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫تلقت الجزائر مجموعة من األسئلة الخاصة بالملكية الصناعية والثقافية واالتفاقات الخاصة بالعراقيل التقنية‬
‫والتجارية من قبل الواليات المتحدة األمريكية واإلتحاد األوروبي‪.‬‬
‫وفي ھذه الجولة جاوبت الجزائر على ھذه األسئلة قبل انقضاء شھر أفريل لسنة ‪ ،2009‬وأرسلتھا إلى مقر‬
‫المنظمة في نھاية شھر مارس من نفس السنة‪.‬‬
‫الجولة العاشرة‪ :‬انعقدت في فيفري ‪ 2010‬ومن أھم ابرز المواضيع التي ناقشتھا تتمثل في‪:‬‬
‫في ھذه الجولة صرح وزير التجارة الجزائري الھاشمي جعبوب أن الجزائر لم تقرر بعد الرد على ‪ 96‬سؤاال‬
‫واردة من االتحاد األوروبي والواليات المتحدة األميركية منھا ‪ 15‬سؤاال تتطلب دراسة معمقة نظرا ألثارھا على‬
‫االقتصاد الوطني"‪ ،‬ووردت ھذه األسئلة على الجزائر بين العامين ‪ 2008‬و‪ ،2009‬وأضاف الوزير "األمر تقني‬
‫ومعقد والقضية قضية سيادة‪ ،‬وتشمل األسئلة خصوصا ضوابط لألسعار من بينھا سعر الغاز وتوريد السيارات‬
‫المستعملة واإلجراءات الصحية والصحة النباتية والعراقيل التقنية أمام التجارة وضريبة االستھالك ودعم‬
‫التصدير‪.‬‬
‫وأشار الوزير إلى أن بعض المطالب غير مقبولة نظرا لما لھا من أثار سلبية على قطاعي الصناعة والفالحة‪،‬‬
‫وأعرب الوزير عن أسفه ألن كل عضو في المنظمة العالمية للتجارة يطالب الجزائر بتنازالت بناء على مصالحه‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪153‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫وليس بناء على مصالح المنظمة‪ ،‬وھذا ما يجعل المفاوضات معقدة أكثر‪ ،‬كما أبدى أسفه لغياب خارطة طريق‬
‫جاھزة للتنفيذ بالنسبة للدول الراغبة في االنضمام إلى المنظمة )‪.(35‬‬
‫الجولة الحادية عشر‪ :‬انعقدت ھذه الجولة يوم ‪ 05‬أفريل ‪ 2013‬بمقر منظمة التجارة العالمية بجنيف السويسرية‬
‫حيث حملت حقيبة الوفد الجزائري بقيادة وزير التجارة مصطفى بن بادة اإلجابة على بعض المسائل العالقة في‬
‫الجوالت السابقة ومن بينھا‪:‬‬
‫محاولة مكافحة السوق الموازية والتي أصبحت تمثل حوالي ‪ % 40‬من الكتلة النقدية المتداولة في السوق‪.‬‬
‫إلغاء القيود المفروضة على االستثمار األجنبي في القطاعات غير اإلستراتيجية المنصوص عليھا في قانون‬
‫المالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬وخاصة البند المتعلق بقاعدة ‪ 49/51‬والتي تعتبر قيود على حرية االستثمار في‬
‫اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫قدم في ھذه الجولة وألول مرة إجابات دقيقة حول أسعار الغاز في القطاع الصناعي وذلك بتطبيق أسعار حرة‬
‫على الغاز الموجه للتصدير‪.‬‬
‫توفير نفس المعاملة للقطاعين العمومي والخاص وعدم ممارسة قيود على القطاع الخاص األجنبي‪.‬‬
‫الكف عن سياسة الدعم العامة التي تقتل المنافسة وتزيد من غموض الممارسات التجارية ‪ ،‬والدعم يكون للفئات‬
‫األكثر ھشاشة ‪(36).‬‬
‫ورغم ھذه اإلجابات التي قدمھا الوفد المفاوض إال أن ھناك الكثير من القضايا العالقة والغامضة التي‬
‫مازالت لم تقدم لھا الحكومة إجابات واضحة ألعضاء المنظمة مثل سياسة الخصخصة واألسعار ‪ ،‬الضرائب‬
‫الداخلية ‪ ،‬القيود الكمية على الواردات والتقييم الجمركي ‪ ،‬وتدابير الصحة والصحة النباتية‪ ،‬المشتريات‬
‫الحكومية‪ ،‬والعالمات التجارية‪.‬‬
‫والمتتبع لملف االنضمام نالحظ أن أعضاء المنظمة العالمية للتجارة كل يقدم شروط وفق أھدافه ومصالحه‬
‫خاصة االتحاد األوربي ھو اكبر معرقل لدخول الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬ألسباب إستراتيجية تتمثل‬
‫في محاولة إطالة االستحواذ على السوق الجزائرية حيث يمثل انضمامھا تعميم االمتيازات إلى بقية الدول‬
‫األخرى األعضاء في المنظمة وفق قاعدة الدولة األكثر امتياز‪( 37).‬‬

‫خامسا‪ :‬اآلثار المحتملة من انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة‬


‫على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫اآلثار االيجابية المحتملة من االنضمام إلى المنظمة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬إن من أھم‬
‫اآلثار االيجابية التي يمكن أن تترتب على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في حالة االنضمام إلى‬
‫المنظمة العالمية للتجارة يمكن إدراجھا في‪:‬‬
‫االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة سيسمح بإنشاء مشاريع ومؤسسات مص ّغرة وفتح المجال أمام المستثمر‬
‫األجنبي خاصة دول االتحاد األوربي لالستثمار في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ألن معظم اتفاقيات‬
‫المنظمة العالمية للتجارة تتالءم مع معظم القوانين والتشريعات الجزائرية‪.‬‬
‫تعتبر برامج التأھيل التي نفذتھا السلطات الجزائرية جد محفزة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬من أجل تحسين‬
‫تنافسينھا ورفع كفاءتھا وذلك بتقديم مبلغ ‪ 386‬مليار دج لتأھيل ‪ 20‬ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة نھاية ‪،2014‬‬
‫وھذا ما يكسبھا ميزة تنافسية خاصة في حالة االنضمام إلى المنظمة‪(38).‬‬
‫االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة يوفر ضمانات وولوج المنتج الجزائر إلى األسواق العالمية إذا توفرت فيه‬
‫شروط النوعية والمنافسة‪ ،‬مما يحث المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على اإلسراع في عملية التأھيل وتعديل‬
‫مخططات إنتاجھا‪ ،‬لتحسين قدراتھا التنافسية وجلب أحدث التكنولوجيا واستبدال العالقات التنافسية بعالقات‬
‫تبادلية تعاونية‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪154‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫إن االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة يجعل المحيط الذي تنشط فيه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتسم‬
‫بالمنافسة الشرسة لحيازة أسواق جديدة وسريان مفعول اتفاق الشراكة مع االتحاد األوروبي منذ سنة ‪، 2005‬‬
‫وانضمامنا إلى منطقة التجارة العربية الكبرى سنة ‪ 2009‬سيؤدي حتما إلى انفتاح أكبر لحدودنا االقتصادية مما‬
‫يفرض على المؤسسات الجزائرية تحسين قدراتھا التنافسية بتحسين المحيط االقتصادي كليا و تأھيل أنظمتھا‬
‫التسييرية ومواردھا البشرية؛‬
‫اآلثار السلبية المحتملة من االنضمام إلى المنظمة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬إن من أھم‬
‫اآلثار السلبية التي يمكن أن تترتب على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في حالة االنضمام إلى المنظمة‬
‫العالمية للتجارة يمكن إدراجھا في‪:‬‬
‫تزايد حدة المنافسة األجنبية في السوق الجزائرية نتيجة االلتزام بقواعد فتح األسواق‪ ،‬وھو ما سيؤثر سلبا على‬
‫بعض الصناعات الوطنية لعدم قدرتھا على المنافسة‪ ،‬سواء كانت منافسة سعرية أو منافسة مرتبطة بجودة السلعة‬
‫وكفاءة استخدامھا‪ ،‬وبفعل ھذه المنافسة سوف تضطر بعض المؤسسات إلى غلق أبوابھا وھو ما يؤدي إلى تزايد‬
‫معدل البطالة خاصة على المدى القصير‪.‬‬
‫إن تطبيق اتفاقية إجراءات االستثمار المرتبطة بالتجارة سوف يؤدي إلى دخول الشركات الدولية ومزاحمة‬
‫المؤسسات الجزائرية‪ ،‬وھنا ما يعني تزايد أنشطة الدمج واالستحواذ وانتشار الكيانات الكبرى المسيطرة على‬
‫حركة االستثمارات والتجارة الداخلية )‪.(39‬‬
‫إن االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة سيفتح األسواق الجزائرية أمام ‪154‬عضو وھذا ما يعني إغراق السوق‬
‫المحلية بالسلع األجنبية‪ ،‬وھو ما يؤدي إلى كساد الصناعة الجزائرية بسبب جودة وانخفاض سعر المنتوج‬
‫األجنبي وھذا مؤثر على القدرة التصديرية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫إن القدرة التنافسية القائمة على التقدم التكنولوجي‪ ،‬تتفوق على المزايا النسبية القائمة على توفر رخص المواد‬
‫األولية واأليدي العاملة التي تتميز بھا الجزائر‪ ،‬لھذا فإن االنضمام المرتقب للجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة‬
‫سيقلل من تنافسية مؤسساتھا الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫إن صادرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية الموجھة نحو أسواق الدول الصناعية ستواجه ظاھرة‬
‫تصاعد التعريفة الجمركية مع ازدياد درجة التصنيع للمواد األولية وھو األمر الذي يحد من صادرات المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ذات القيمة المضافة األعلى إلى األسواق الخارجية‪(40).‬‬
‫فتح أسواقنا أمام المنتجات األوربية المتميزة بالجودة العالمية ستكون على حساب المنتجات المحلية التي بال شك‬
‫لن تصمد أمام منافسين أقوياء مما يدفع عددا كبيرا من مؤسساتنا الوطنية لغلق أبوابھا وتسريح عمالھا مما يؤثر‬
‫سلبا على األوضاع االجتماعية ويرفع معدل البطالة ‪.‬‬
‫من سلبيات االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة على تسويق منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ھو‬
‫انخفاض حجم الطلب عليھا في السوق المحلية عموما ً‪ ،‬ألن المشكلة ليست في اإلنتاج وإنما في تسويق اإلنتاج‬
‫المنافس حتى في السوق المحلية‪ ،‬وھذا ما يخشى على منتجات قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة منه كعامل‬
‫في اختفائھا تدريجيا ً من السوق نتيجة ضعف قدرتھا على المنافسة في ظل نظام المنافسة السائد حاليا ً‪(41).‬‬
‫إن في حالة االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة سيؤدي إلى دخول عدد كبير من المؤسسات األجنبية وبالتالي‬
‫ستجد الجزائر صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومات لغياب نظام المعلومات وسوء التحكم في تقنيات‬
‫وآليات التسيير‪ ،‬تجعل ھذا النوع من المؤسسات ھشة وغير قادرة على المنافسة وكذا التغيرات البيئية والسيما‬
‫في بدايتھا األولى فمن المؤكد أن المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬توجد في محيط معلوماتي ضعيف جدا وال‬
‫يساعد على تنميتھا ونموھا‪،‬ألنه في غياب بطاقية صحيحية ودقيقة للمعلومات الضرورية للمھتمين بھذا القطاع‬
‫ھو ما يتطلب تشخيصا دقيقا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لغياب جھات متخصصة يمكن اللجوء إليھا في‬
‫تقديم الدعم والمشورة الفنية أو في تبني برامج مخصصة لغرض تقديم المعلومات عن ھذا القطاع‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪155‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫نستنتج من خالل ھذا العرض انه إذا كانت ھناك ايجابيات وسلبيات من االنضمام يبقى الجدل قائما ً لدى الكثير‬
‫من االقتصاديين حول ھذه االيجابيات التي تمثل مكاسب من جھة والسلبيات التي تمثل تداعيات يمكن حصولھا‬
‫مستقبال في ضوء الوضع االقتصادي الجزائري الحالي‪ ،‬وبدورنا لدى تفھم ذلك‪ ،‬يمكن القول انه من الممكن تفادي‬
‫معظم السلبيات أو التداعيات المحتملة سواء من خالل المفاوضات والمناقشة حول السبل الداعمة لالقتصاد‪ ،‬ويرى‬
‫الباحث أن الضرورة تقتضي أن يكون ھناك استعداد جيد بحيث يمكن تأھيل االقتصاد الجزائري للمنافسة الدولية‬
‫وإضافة مزايا جديدة له قبل االنضمام كي ال تحصل نتائج غير مرغوبة أكثر سلبية مما ھي عليه اآلن‪.‬‬
‫سادسا‪ ،‬خاتمة البحث واالستنتاجات والتوصيات‪:‬‬

‫الخاتمة‬
‫نستخلص من ھذه البحث أنه رغم االمتيازات التي يمكن أن يتيحھا االنضمام في بعض المجاالت خاصة على‬
‫المدى الطويل‪ ،‬إال أنه يجب على الحكومة الجزائرية أن تعكف على دراسة مختلف اآلثار اإليجابية والسلبية‬
‫بالتعاون مع الخبراء والمختصين في شؤون المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬بغية الحد من اآلثار واالنعكاسات السلبية‬
‫المتوقعة خاصة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتكيف سياستھا التجارية ومقتضيات االنضمام‬
‫من دون اإلخالل بالبنية االقتصادية الوطنية بإثراء اآلثار االيجابية برفع مستويات الكفاءة والقدرة التنافسية‬
‫لمختلف السلع المصدرة والخدمات ‪ ،‬وإعادة النظر في برامج تأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جھة‪،‬‬
‫ومحاولة تأھيل المحيط اإلداري والجھاز المصرفي والجبائي والتشريعي والعنصر البشري وتدعيم البنية التحتية‬
‫من جھة أخرى‪ ،‬ويمكن للجزائر باعتبارھا دولة نامية التمتع بكافة المزايا التي تمنحھا االتفاقيات المختلفة‬
‫للمنظمة العالمية للتجارة سواء من حيث الفترات االنتقالية قبل التقيد بتنفيذ االلتزامات أو المساعدات المالية‬
‫والفنية التي تنص عليھا ھذه االتفاقيات بعـد االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫النتائج‬
‫ومما سبق‪ ،‬تم التوصل إلى بعض االستنتاجات حول موضوع البحث‪ ،‬يمكن إدراجھا في‪:‬‬
‫إن إستراتيجية الشراكة األجنبية تبنى على الثقة المتبادلة وحسن النية بين األطراف لذا يجب اختيار الشريك‬
‫بعناية تامة‪ ،‬فيجب على المؤسسات الجزائرية جلب الشركاء األجانب بعد دراسة مدى آثار ھذه اإلستراتيجية على‬
‫نتائج المؤسسة فيما يتعلق بتوظيف العمال وجلب التكنولوجيا وتوفير الموارد المالية وتخفيض التكاليف‪.‬‬
‫المبالغة في التعقيدات اإلدارية وفى شروط الحصول على التمويل الالزم تعتبر من أھم المعوقات التي تعترض‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقد تصيب الشباب الراغب في إقامة مشروع إنتاجي بحالة من اإلحباط وعدم‬
‫اليقين األمر الذي يتطلب تبسيط اإلجراءات ) الشباك الواحد(‪ ،‬وإيجاد وتفعيل المؤسسات المصرفية مثل‬
‫الصناديق والبنوك التي تتخصص في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتخفيف من شروط اإلقراض‬
‫وتغليب عنصر الكفاءة ومؤھالت باعث المشروع وروح المخاطرة لديه على الضمانات التقليدية‪.‬‬
‫التأكيد على دور وأھمية التأھيل والتدريب المھني كعنصر أساسي من عناصر نجاح المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬واستمرارھا في تأدية وظيفتھا االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مما يستوجب تصميم وتنفيذ برامج تدريبية‬
‫خاصة بدعم روح المبادرة لدى الشباب وتزويدھم بالكفاءات والمھارات التنظيمية واإلدارية والمصرفية وتشجيع‬
‫أصحاب العمل الناجحين في إنشاء وتطوير مشروعاتھم وتنفيذ أفكارھم الجديدة‪.‬‬
‫عملت سياسة اإلصالحات الھيكلية االقتصادية التي عرفھا االقتصاد الجزائري منذ مطلع الثمانينيات إلى‬
‫التسعينيات على االھتمام بالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة وترقيتھا من خالل إدماجھا في مسار التنمية‪ ،‬كحل بديل‬
‫للمؤسسات الصناعية الضخمة العاجزة‪ ،‬وسياسة التنمية الغير المتوازنة‪ ،‬ولكن لم يكن لھا األثر اإليجابي على‬
‫أدائھا‪ ،‬بل بقيت المحروقات ھي المصدر الوحيد للعملة الصعبة‪.‬‬
‫اآلثار واالنعكاسات المرتقبة من انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة قد تكون ايجابية على المدى الطويل‪ ،‬إذا تم استغالل الفرص المتاحة بشكل جيد‪ ،‬وجعل المؤسسات‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪156‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫تتحصل على المواصفات العالمية‪ ،‬وتخصيص مبالغ أكثر لحماية النسيج الصناعي من خالل تحسين طرق‬
‫التسيير‪ ،‬واالستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة‪ ،‬عن طريق االحتكاك بالشركات األجنبية‪ ،‬والتركيز على‬
‫العنصر البشري بصفته رأس المال الجوھري بالنسبة للمؤسسات في ظل األوضاع الراھنة التي تنشط فيه ھذه‬
‫المؤسسات ألنه يمثل جوھر اإلصالح ومن دونه ستبقى األمور تراوح مكانھا‪.‬‬
‫قرار انضمام الجزائر إلى المنظمة يدخل ضمن إطار اإلصالحات االقتصادية التي تسمح بمعالجة اإلختالالت في‬
‫قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬إذا تم تأھيلھا وفقا لمقتضيات االنضمام‪.‬‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مھمة في اقتصاد الدول ذات المستويات العالية من التعليم ومعدالت منخفضة‬
‫من للتضخم واإلنفاق المالي المتوسط ‪ ،‬وتكون اقل اھمية في الدول ذات االقتصاد المفتوح والسياسات المشوھة‬
‫واتساع البطالة‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫من خالل ما جاء في ھذه البحث وبناء على النتائج المتوصل إليھا يمكننا تقديم بعض التوصيات التي نراھا‬
‫تتماشى مع ما تم التوصل إليه في ھذه البحث على النحو التالي‪:‬‬
‫إعادة تخصيص عوامل اإلنتاج وتوجيھھا إلى القطاعات التي تتمتع فيھا الجزائر بميزة نسبية واألكثر مردودية‪،‬‬
‫وبذلك ستساھم في رفع إنتاجية وتنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية ‪ ،‬والمفاضلة بين األنشطة التي‬
‫يجب االھتمام بھا واألنشطة التي يجب التخلي عنھا؛‬
‫تحسين وتأھيل الطاقم المؤطر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬من خالل تنظيم دورات تدريبية وتكوينية وإعادة‬
‫الرسكلة‪ ،‬ألنه أي برنامج للتأھيل محكوم عليه بالفشل‪ ،‬إن لم يصاحبه برنامج حقيقي لتنمية الموارد البشرية‪،‬‬
‫فاالرتباط وثيق بين رفع مستوى األفراد ومردودية المؤسسة؛‬
‫ضرورة اإلسراع فى وضع تشريعات خاصة بتنظيم عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬أو تطوير‬
‫التشريعات القائمة وتبسيط اإلجراءات المتعلقة بھذا القطاع مثل قانون االستثمار والضرائب واإلجراءات اإلدارية‬
‫والمصرفية المختلفة‪ ،‬والتعريفات الجمركية على المعدات ومستلزمات اإلنتاج‪ ،‬واإلعفاءات والحوافز المشجعة‬
‫لمزاولة النشاط االقتصادي‪ ،‬بحيث تكون ھذه التشريعات متناسقة وواضحة فى اتجاه تشجيع المبادرين على إقامة‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل منظم؛‬
‫ضرورة إيالء المزيد من االھتمام والعناية بعملية تسويق منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل‬
‫آليات وھيئات حكومية تقوم بتنظيم معارض تشجع على تقديم وتسويق منتجات أصحاب العمل الصغار من‬
‫الشباب‪ ،‬مع إعطاءھم ميزة تفضيلية وتسھيالت أخرى للمشاركة فى معارض إقليمية ودولية بحثا عن فتح أسواق‬
‫جديدة؛‬
‫محاولة إيجاد نوع من الترابط واالتصال بين المنظمات والھيئات المسئولة عن تنمية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الدول المنظمة للمنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬بھدف توحيد تعريف مفھوم ھذه المشروعات وتوصيفھا‬
‫وضرورة تطوير وتحديث أساليب العمل لتحقيق أفضل مردود اقتصادي‪ ،‬وتبادل الخبرات بين األعضاء في‬
‫مجاالت تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرھا؛‬
‫محاولة إدخال فكرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مناھج التعليم‪ ،‬وإضافة مقررات علمية تھدف إلى‬
‫تخريج مبادرين ومستثمرين في القطاع الخاص توازيا من موظفين للعمل بالقطاع العام؛‬
‫تحديد خارطة جغرافية تبين المناطق وأھم المشروعات أو المجاالت التي يمكن االھتمام بھا في كل منطقة‬
‫وتكون لھا ميزة نسبية أو ارتباط بالبيئة والموارد المتاحة في كل منطقة ‪ ،‬وتراعى فيھا إقامة المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة بما يتناسب مع ھذه المنطقة؛‬
‫ينبغي صياغة مسودة التقرير بالشكل الذي يم ّكن القارئ من استيعاب المعلومات في أقصر وقت بحيث ال تضيع‬
‫األفكار الرئيسية وسط التفضيالت غير الضرورية وحتى تكون صياغة التقرير أكثر منطقية وواقعية‪.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪157‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫التركيز الجغرافي للوحدات الصناعية للعناقيد يساعد على تخفيض تكلفة النقل والمواصالت وبالتالي تخفيض‬
‫تكلفة اإلنتاج ككل‪ ،‬مما يخفض من سعر المنتج وبالتالي تدعيم قدرته التنافسية في األسواق الخارجية‪.‬‬
‫كل ھذه المقترحات من شانھا أن تعمل على تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التعميم واالنتشار‬
‫السريع الذي ينعكس وبشكل ايجابي ومباشر على تقليص حجم قيمة اإلنتاج اإلجمالي وبالتالي المساھمة في‬
‫تحقيق النمو االقتصادي للبلد‪.‬‬

‫الھوامش‬
‫‪1‬‬
‫‪( ) Laura J. Spence & Mollie Painter-Morland, Ethics in Small and Medium Sized Enterprises, New‬‬
‫‪York, 2010.P 59.‬‬
‫)‪ (2‬القانون رقم ‪ 18-01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2001‬يتضمن القانون التوجيھي لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية بتاريخ ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،2001‬العدد ‪.77‬ص‪.4‬‬
‫)‪ (3‬جمال بلخياط ‪ ،‬تأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل التحوالت االقتصادية الراھنة‪ ،‬الملتقى ال)دولي ح)ول متطلب)ات ‪18‬‬
‫أفريل ‪ 2006 -‬تأھيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة الشلف ‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫)‪ (4‬ﺻالح ﺻالحي‪،‬أساليب و تنمية المشروعات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر‪،‬ندوة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن‬
‫العربي‪:‬اإلشكاليات وأفاق التنمية‪ ،‬القاھرة‪ ، 2004 ،‬ص – ص ‪. 191-190‬‬
‫)‪ 5‬عم)وري براھيت)ي م)دير ع)ام المؤسس)ات الص)غيرة والمتوس)طة‪ ،‬واق‪0‬ع وآف‪0‬اق تط‪0‬وير قط‪0‬اع المؤسس‪0‬ات الص‪0‬غيرة والمتوس‪0‬طة ب‪0‬الجزائر‪ ،‬مداخل)ة ف)ي الملتق)ى العرب)ي الس)ادس ح)ول الص)ناعات الص)غيرة‬
‫(‬
‫والمتوسطة‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 26-24‬أفريل ‪ ،2011‬تونس ص ‪.5‬‬

‫)‪ (6‬الطائي‪ ،‬محمد‪ ،‬اقتصاديات المعلومات القوة النائمة في تحقيق التفوق التنافسي للمؤسسات‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الميسرة‪،‬‬
‫‪ .2006‬ص ‪.12‬‬
‫)‪ (7‬أب))و بك))ر مص))طفى محم))ود ‪ ،‬الم‪00‬وارد البش‪00‬رية م‪00‬دخل لتحقي‪00‬ق المي‪00‬زة التنافس‪00‬ية ‪ ،‬ال))دار الجامعي))ة ‪ ،‬اإلس))كندرية‪ ،‬جمھوري))ة مص))ر‬
‫العربية‪ ،.2007 ،‬ص‪.5‬‬
‫) ‪Andreas Bergh and Rolf Höijer, Institutional Competition, George Mason University, USA, 2008, p‬‬
‫‪8‬‬
‫‪34‬‬
‫)‪ (9‬احمد الخضيري محسن‪ ،‬صناعة المزايا التنافسية‪ :‬منھج تحقيق التقدم م‪0‬ن خ‪0‬الل الخ‪0‬روج م‪0‬ن آف‪0‬اق التنمي‪0‬ة المس‪0‬تدامة ب‪0‬التطبيق‬
‫على الواقع االقتصادي المعاصر‪ ،‬القاھرة ‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ . 2004 ،‬ص ‪. 20‬‬
‫)‪ (10‬نبيل مرسي خليل‪ ،‬الميزة التنافسية في مجال األعمال‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬دون‪ .‬طبعة‪ ،‬مصر‪ 1998،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1) Johann Peter Murmann, Knowledge and Competitive Advantage, Australian Graduate School‬‬
‫‪of Management, Cambridge university press, 2003. P 134.‬‬
‫)‪ (12‬سامي عفيفي حاتم‪ ،‬اقتصاديات التجارة الدولية‪ ،‬مطبوعات اإلسراء‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬القاھرة ‪ .،‬مصر‪ 2000،‬ص ‪.284‬‬
‫)‪ 13‬أبو قحف عبد السالم‪ ،‬التنافسية و تغيير قواعد اللعبة ‪ ،‬مكتبة و مطبعة اإلشعاع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪. 9‬‬
‫)‪ (14‬معالي فھمي حيدر‪ ،‬نظم المعلومات مدخل لتحقيق الميزة التنافسية ‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬القاھرة‪ ، 2002،‬ص ‪. 116‬‬
‫)‪ (15‬محسن أحمد الخضيري‪،‬صناعة المزايا التنافسية منھج تحقيق التقدم من خالل الخروج إلى آفاق التنمية المستدامة بالتطبيق‬
‫على الواقع االقتصادي المعاصر‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاھرة‪ ،2004 ،‬ص ‪.33‬‬
‫)‪ (16‬ناﺻر دادي عدون و متن)اوي محم)د‪ ،‬الجزائ‪0‬ر والمنظم‪0‬ة العالمي‪0‬ة للتج‪0‬ارة أس‪0‬باب االنض‪0‬مام والنت‪0‬ائج المرتقب‪0‬ة ومعالجتھ‪0‬ا‪ ،‬دار‬
‫المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.57‬‬
‫)‪ (17‬عاطف السيد‪ ،‬الج‪0‬ات والع‪0‬الم الثال‪0‬ث دراس‪0‬ة تقويمي‪0‬ة للج‪0‬ات وإس‪0‬تراتيجية المواجھ‪0‬ة ‪ ،‬مطبع)ة رمض)ان وأوالده‪ ،‬اإلس)كندرية ‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.30‬‬
‫‪1‬‬
‫‪8) (PATRICK F. J. MACRORY, ARTHUR E. APPLETON, MICHAEL G. PLUMMER, The‬‬
‫‪World Trade Organization: Legal, Economic and Political Analysis, Printed in the United States‬‬
‫‪of America, VOLUME I,2005, p 129.‬‬
‫)‪ (19‬المرسي السيد حجازي‪ ،‬منظمة التجارة العالمية عرض تاريخي وتحليلي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ، 2001،‬ص ‪.28‬‬
‫)‪ (20‬د‪ /‬جميلة الجوزي‪ ،‬ميزان المدفوعات في ظل السعي لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬مجل[ة الباح[ث ‪ ،‬الع[دد ‪ ،11‬س[نة‬
‫‪ ، 2012‬ص ‪.2‬‬
‫)‪ (21‬عب))د المطل)))ب عب)))د الحمي))د‪ ،‬النظ‪000‬ام االقتص‪000‬ادي العلم‪000‬ي الجدي‪00‬د وآفاق‪000‬ه بع‪000‬د أح‪000‬داث ‪ 11‬س‪00‬بتمبر‪ ،‬دار النش)))ر لمجموع)))ة الني)))ل‬
‫العربية‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ، 2003‬ص ‪.106‬‬
‫) ‪2‬‬
‫‪2 (ASIF H. QURESHI, INTERPRETING WTO AGREEMENTS PROBLEMS AND‬‬
‫‪PERSPECTIVES, Cambridge university press, New York, 2006,p 167.‬‬
‫)‪ 23‬زينب حسين عوض ﷲ‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية ‪ ,‬اإلسكندرية للطباعة والنشر‪ ،‬سنة ‪ 1998‬ص ‪.226‬‬
‫‪24)Richard E. Mshomba ,Africa and the World Trade Organization, Africa and the World Trade‬‬
‫‪Organization, New York, 2009, p11.‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪158‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫د‪ .‬توايتية الطاھر‬ ‫د‪ .‬عبود زرقين‬ ‫آثار وانعكاسات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪25( Mehdi Abbas . LABORATOIRE D’ECONOMIE DE LA PRODUCTION ET DE L’INTEGRATION‬‬


‫‪INTERNATIONALE UMR 5252 CNRS – UPMF- NOTE DE TRAVAIL N° 9/2009. MONDIALISATION ET‬‬
‫? ‪DEVELOPPEMENT QUE NOUS ENSEIGNE L’ENLISEMENT DES NEGOCIATIONS COMMERCIALES DE L’OMC‬‬
‫‪DECEMBRE 2009. P 8.‬‬
‫)‪ (26‬وزارة التجارة‪ ،‬تقرير خاص حول انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬سنة ‪. 2001‬‬
‫)‪ 27‬سليم سعداوي‪ ،‬الجزائر ومنظمة التجارة العالمية معوق‪0‬ات االنض‪0‬مام وآفاق‪0‬ه ‪ ،‬ال)دار الخلدوني)ة للنش)ر والتوزي)ع ‪ ،‬الطبع)ة األول)ى ‪،‬‬
‫سنة ‪ ، 2008‬ص ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫)‪ (28‬سليم سعداوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ 29‬نور الدين بوكروح‪ ،‬النظام التجاري متعدد األطراف وملف انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية لتجارة‪ ،‬مجلة الفك)ر البرلم)اني ‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2003‬ص ‪. 140‬‬
‫)‪ (30‬نق)))))))))))))))ال م)))))))))))))))ن موق)))))))))))))))ع منظم)))))))))))))))ة التج)))))))))))))))ارة العالمي)))))))))))))))ة بت)))))))))))))))اريخ ‪ 2012/12/12‬عل)))))))))))))))ى ال)))))))))))))))رابط‬
‫‪.http://www.wto.org/english/thewto_e/acc_e/a1_algerie_e.htm‬‬
‫)‪ 31‬نور الدين بوكروح‪ ،‬النظام التجاري متعدد األطراف وملف انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية لتجارة‪ ،‬مجلة الفكر البرلم)اني‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫)‪ (32‬سليم سعداوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫)‪ (33‬الطاھر توايتية ‪،‬انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمي‪0‬ة للتج‪0‬ارة واآلث‪0‬ار المتوقع‪0‬ة عل‪0‬ى تجارتھ‪0‬ا الخارجي‪0‬ة‪ ،‬م)ذكرة مقدم)ة لني)ل‬
‫شھادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة تبسة‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬سنة ‪ ، ،2010‬ص ‪.177‬‬
‫)‪ (34‬تصريح وزير التجارة " نور الدين بوكروح " لجريدة الخبر‪،‬العدد ‪ ، 4299‬بتاريخ ‪ ، 2005/01/23‬ص ‪.04‬‬
‫" مقت))))))بس م))))))ن موق))))))ع اإلذاع))))))ة الجزائري))))))ة ي))))))وم ‪ 2010/02/22‬عل))))))ى ال))))))رابط‬ ‫الھاش‪000000‬مي جعب‪000000‬وب‬ ‫التج‪000000‬ارة "‬ ‫)‪ 35‬تص‪000000‬ريح وزي‪000000‬ر‬
‫‪http://www.entv.dz/tvar/index.php‬‬
‫)‪ (36‬كلم)))))ة وزي)))))ر التج)))))ارة الجزائ)))))ري الس)))))يد مص)))))طفى ب)))))ن ب)))))ادة لإلذاع)))))ة الجزائري)))))ة ي)))))وم ‪ 2013/04/07‬عل)))))ى ال)))))رابط‬
‫‪http://www.entv.dz/tvar/index.php‬‬
‫موقع منظمة التجارة العالمية تاريخ االطالع ‪ ،2013/04/15‬على الرابط‬
‫)‪ (37‬نقال من موقع‬
‫‪http://www.wto.org/english/thewto_e/acc_e/a1_algerie_e.htm‬‬
‫‪(1) Ronald A. Reis, The World Trade Organization, University of Michigan –Flint,2009, p116.‬‬
‫)‪ 38‬عادل المھدي‪ ،‬عولمة النظام االقتصادي العالمي ومنظمة التجارة العالمية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬الدار المص)رية اللبناني)ة‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.308‬‬
‫جمعي إستراتيجية التصدير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شھادة دكتوراه دولة في علوم التسيير‪،‬قس)م تس)يير المؤسس)ات جامع)ة الح)اج لخض)ر باتن)ة‪،‬‬
‫)‪ (39‬عماري ‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011،‬ص‬
‫‪.45‬‬
‫‪ 40‬فالح خلف‪ ،‬دراسة تحليلية لمشكالت تمويل المشروعات الصغيرة‪ ،‬جامعة عمر المختار‪ ،‬ليبيا‪ ،2006 ،‬ص ‪.4‬‬
‫)‪ 41‬احمد فوزي ملوخية‪ ،‬أسس دراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬اإلسكندرية ‪2008 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.178‬‬

‫العدد‪2013/10 :‬‬ ‫‪159‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬

You might also like