Islamic

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 292

‫المملكة العربية السعودية‬

‫الدراسات اإلسالمية‬
‫( التوحيد ‪ -‬التفسير ‪ -‬الحديث ‪ -‬الفقه )‬

‫لل�سف الثاين املتو�سط‬


‫الف�سل الدرا�سي الأول‬

‫ق�م ب�لت�أليف واملراجعة‬


‫فريق من املتخ�ص�صني‬
‫‪‬‬

‫طبعة ‪٢٠٢١ - ١٤٤٣‬‬


‫وزارة التعليم‪ ١٤٤٢ ،‬هـ‬ ‫ح‬
‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النرش‬
‫وزارة التعليم‬
‫الدراسات اإلسالمية ‪ -‬الثاين املتوسط ‪ -‬الفصل الدرايس األول ‪/ .‬‬
‫وزارة التعليم‪ .‬ـ الرياض‪١٤٤٢ ،‬هـ‬
‫‪ ٢٩٨‬ص ‪ ٢5.5 × ٢١ ،‬سم‬
‫ردمك ‪٩7٨-603-50٨-٨7٩-٤‬‬
‫‪ - ١‬الثقافة االسالمية ‪ -‬كتب دراسية ‪ - ٢‬التعليم املتوسط ‪-‬‬
‫السعودية أ‪ .‬العنوان‬
‫‪١٤٤٢/556٩‬‬ ‫ديوي ‪٢١٤‬‬

‫رقم اإليداع ‪١٤٤٢/556٩ :‬‬


‫ردمك ‪٩7٨-603-50٨-٨7٩-٤‬‬

‫حقوق الطبع والن�صر حمفوظة لوزارة التعليم‬


‫‪www.moe.gov.sa‬‬

‫حقوق طباعة ونرش واستخدام هذا الكتاب وما يرتبط به من حمتوى تعليمي أو إثرائي أو داعم حمفوظة مجيع ًا لوزارة التعليم باململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬و ُيمنَع منع ًا بات ًا بيعه أو نسخه أو التربع به أو استخدامه أو إعادة طباعته أو إنتاجه أو مسحه ضوئي ًا أو أي جزء منه بأي شكل وأية‬
‫وسيلة كانت‪ ،‬ويقترص استخدامه عىل املدارس التابعة للوزارة واملرخصة باستخدامه فقط‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫احلمد لله رب العاملني‪ ،‬و�صلى الله و�سلّم على املبعوث رحمة للعاملني‪ ،‬نبينا حممد‪ ،‬وعلى �آله و�صحبه‬
‫�أجمعني‪� ،‬أما بعد‪:‬‬
‫ف�إن علم التوحيد‪ ،‬وعلم التف�سري‪ ،‬وعلم احلديث‪ ،‬وعلم الفقه من �أهم العلوم الإ�سالمية‪ ،‬التي جاءت الأدلة‬
‫مب�شا‬
‫خريا يفقهه يف الدين» ‪ ،‬وقال ّ ً‬
‫(‪)١‬‬
‫ال�رشعية يف بيان ف�ضلها‪ ،‬وف�ضل من تعلمها‪ ،‬كما قال ‪« : ‬من يرد الله به ً‬
‫عبدا �سم َِع مقا َلتِي‪َ ،‬فو َعاها وحف َِظها‪ ،‬ث َُّم �أ َّداها �إلى َم ْن مل ْ‬
‫ي�س َم ْعها‪ُ ،‬فر َّب حام ِِل ف ْق ٍه غ ِري‬ ‫«ن�ض الل ُه ً‬
‫من بلغ �رشيعته‪َ َّ :‬‬
‫ورب حام ِِل فق ٍه �إلى من هو �أف َق ُه منه»(‪.)٢‬‬
‫فقيه‪َّ ،‬‬
‫وي�أتي كتاب الدرا�سات الإ�سالمية لل�صف الثاين املتو�سط‪ ،‬الف�صل الدرا�سي الأول مت�ضم ًنا هذه العلوم الأربعة‬
‫التي قد قرر تدري�سها لأهداف حمددة‪ ،‬حيث يعتني كل واحد منها ببناء جانب من جوانب �شخ�صية امل�سلم يف‬
‫املجال العلمي والرتبوي‪.‬‬
‫�أما التف�سري فهو يعتني بكتاب الله تعالى‪ ،‬من حيث بيان معاين �ألفاظه‪ ،‬وتو�ضيح دالالته ومقا�صده‪ ،‬والإ�شارة‬
‫�إلى �أ�سباب نزوله‪ ،‬والداللة على وجوه �إعجازه وبالغته وف�صاحته‪.‬‬
‫و�أما احلديث‪ ،‬فهو يعتني ب�سنة النبي ‪ ‬وهديه‪ ،‬وما �أثر عنه من �أقوال‪� ،‬أو �أفعال‪� ،‬أو تقريرات‪ ،‬يف خمتلف‬
‫املجاالت‪ ،‬ومنها جمال الآداب ال�رشعية‪ ،‬والأخالق الكرمية التي ينبغي �أن يتحلى بها امل�سلم ويتمثلها يف حياته‪.‬‬
‫�أما علم التوحيد فهو العلم الذي يهتم بعقيدة امل�سلم‪ ،‬وتقدميها يف �صورة نقية‪ ،‬خال�صة من �شوائب ال�رشك‬
‫والبدع واخلرافات‪.‬‬
‫�أما علم الفقه فهو العلم الذي يو�ضح للم�سلم الأحكام ال�رشعية املتعلقة مبا كلف الله به امل�سلم من عبادات‪ ،‬وما‬
‫ميار�سه يف حياته من معامالت ونحوها‪.‬‬
‫ن�شطا داخل‬ ‫طالبا ً‬ ‫وقد متت �صياغة الدرو�س واملو�ضوعات ـ يف هذه املواد الأربع ـ �صياغة تتيح للطالب �أن يكون ً‬
‫ال�صف؛ ي�شارك يف الدر�س بفاعلية وروح متوثبة‪ ،‬مطبقًا ملا ميكن تطبيقه داخل ال�صف �أو املدر�سة‪ ،‬وي�شارك يف‬
‫وفهما وا�ستيعابًا للدر�س‪ ،‬وتنمي لديه املهارات املتنوعة؛ كما تعينه على‬ ‫علما ً‬ ‫حل الن�شاطات والتمارين التي تزيده ً‬
‫البحث عن املعلومة بنف�سه؛ من خالل بع�ض املوجهات �أو �إر�شاد املعلم؛ كما تعينه على التعاون مع زمالئه يف �إثراء‬
‫املادة ونفع الآخرين‪.‬‬
‫وقد روعي يف ت�أليف هذه املواد ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬تنوع العر�ض للمادة الدرا�سية؛ لي�سهل فهمها وا�ستيعابها بي�رس و�سهولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقريب املعلومة من خالل الأ�شكال املنا�سبة‪ ،‬والو�سائل املتنوعة؛ التي ت�شوق الطالب ملطالعة الكتاب‪،‬‬ ‫ً‬
‫وتعينه ـ ب�إذن الله تعالى ـ على فهمه‪ ،‬وتر�سخ لديه املعارف والأهداف الرتبوية التي يراد منه �إدراكها والعمل بها‪.‬‬

‫(‪� )٢‬أخرجه الألباين ( ‪)٦٧٦٦‬‬ ‫(‪� )١‬أخرجه البخاري (‪)٧١‬‬


‫ً‬
‫وا�ستنباطا لها؛ من‬ ‫ثال ًثا‪ :‬احلر�ص على م�شاركة الطالب يف الدر�س؛ تعلم ًا وتطبيق ًا وكتابةً‪ ،‬وبح ًثا عن املعلومة‪،‬‬
‫خالل �أن�شطة تعليمية وفراغات داخل املحتوى تركت ليكتبها الطالب ب�أ�سلوبه‪ ،‬وي�رضب عليها �أمثلة من واقع حياته‬
‫ومعاي�شته‪.‬‬
‫حمددة‪ ،‬وبع�ضها فيه م�ساحة للر�أي‬
‫ويح�سن التنبيه هنا �إلى �أن بع�ض الأ�سئلة والن�شاطات لي�س لها �إجابة واحدة َّ‬
‫وا�سع والق�صد من �إيرادها هو تنمية مهارات التع ُّلم والتفكري لدى املتعلم‪ ،‬وتقوية ثقته بنف�سه‬
‫ٌ‬ ‫والتفكري‪ ،‬فاملجال‬
‫للتعبري عن ر�أيه‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬تنمية مهارات التعلم والتفكري لدى الطالب؛ من خالل م�ساحات للتفكري تتيح له التمرن على اال�ستنباط‬
‫و�رضب الأمثلة وامل�شاركة الفاعلة ‪.‬‬
‫إجماليا عن كل وحدة؛ بربط مفاهيمها‬ ‫ت�صورا � ً‬
‫ً‬ ‫خام�سا‪ :‬زودت بع�ض الوحدات بخرائط للمفاهيم؛ لتعطي‬ ‫ً‬
‫الرئي�سة مبفاهيمها الفرعية‪.‬‬
‫�أخي الطالب! هذا بع�ض اجلهد الذي بذل يف ت�أليف هذه الكتب التي جمعت لك يف كتاب واحد‪ ،‬نقدمه‬
‫�إليك‪ ،‬وكلنا �أمل يف �أن ت�ستفيد منه الفائدة املرجوة‪ ،‬فنو�صيك بالعناية به‪ ،‬واملحافظة عليه‪ ،‬و�س�ؤال املعلم عما‬
‫نورا يف الدنيا‪ ،‬وزا ًدا يف الآخرة‪ ،‬ون�س�أل الله تعالى لنا ولك التوفيق والقبول‪ ،‬و�صلى‬ ‫�أ�شكل عليك؛ ليكون لك ً‬
‫الله و�سلم على نبينا حممد‪ ،‬وعلى �آله و�صحبه‪.‬‬
‫فهرس التوحيد‬
‫ال�صفحة‬ ‫المو�ضوع‬
‫‪15‬‬ ‫�ص ِف الْ ِعبا َد ِة لل ِه َو ْح َد ُه َل َ�ش َ‬
‫ِيك لَه‬ ‫وب َ ْ‬
‫الوحدة الأوىل‪ُ :‬و ُج ُ‬
‫‪16‬‬ ‫الدر�س الأول‪ :‬ا ِْ�ست ِْحقاقُ الل ِه لِ ْلعِبا َد ِة َو ْح َد ُه َل َ�ش َ‬
‫ِيك َله‬

‫‪20‬‬ ‫‪ ،‬والتحذير من الغلو فيهم‬ ‫الدر�س الثاين‪ :‬مكانة الأنبيا ِء‬

‫‪23‬‬ ‫ِير م َِن الْ ُغل ُِّو فِيه‬


‫م َّم ٍد ‪َ ‬وال َّت ْحذ ُ‬
‫الدر�س الثالث‪َ :‬مكا َن ُة َنب ِِّي َنا ُ َ‬
‫‪27‬‬ ‫ِير م َِن الْ ُغل ُِّو فِيه‬
‫َوال َّت ْحذ ُ‬ ‫الدر�س الرابع‪َ :‬عق َِيد ُة املُ ْ�س ِل ِم َ‬
‫ني ِف َنبِي الل ِه عِ َ‬
‫ي�سى ابْنِ َم ْر َ َي‬
‫‪31‬‬ ‫ِير مِنَ الْ ُغل ُِّو فِيهِم‬
‫‪،‬وال َّت ْحذ ُ‬ ‫ني َف املَ َل َ‬
‫ئك ِة‬ ‫الدر�س اخلام�س‪َ :‬عق َِيد ُة املُ ْ�س ِل ِم َ‬
‫‪٣٥‬‬ ‫ِير م َِن ال ُغل ُِّو فِيهِم‬
‫ني َوال َّت ْحذ ُ‬
‫ال َ‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪َ :‬مكا َن ُة الأَ ْولِيا ِء َّ‬
‫وال�ص ِ ِ‬

‫‪٣٩‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬الإخال�ص لله وما ي�ضا ّده‬

‫‪٤٠‬‬ ‫بول ال ِع َبا َد ِة‬


‫الدر�س ال�سابع‪�ُ :‬شوط َق ِ‬

‫‪٤٣‬‬ ‫الدر�س الثامن‪ :‬الإخال�ص لله عز وجل‬

‫‪٤٨‬‬ ‫ـاء وخـطـره‬ ‫الدر�س التا�سع‪ِّ :‬‬


‫الـر َي ُ‬
‫‪٥٣‬‬ ‫الدنيا بعملِ ال ِآخر ِة‬
‫الدر�س العا�رش‪� :‬إراد ُة ُّ‬
‫‪٥٧‬‬ ‫ال�شك‬
‫عبادات وقع فيها ِّ‬
‫ٌ‬ ‫الوحدة الثالثة‪:‬‬

‫‪٥٨‬‬ ‫اال�ستِ َعاذ ُة‬


‫اال�ستِ َعا َن ُة َو ْ‬
‫الدر�س احلادي ع�رش‪ْ :‬‬
‫‪٦٦‬‬ ‫الدر�س الثاين ع�رش‪ :‬الـذَّ بْ ُ‬
‫ـح‬

‫‪٧١‬‬ ‫والـع ُـكـوف‬


‫اف ُ‬ ‫الدر�س الثالث ع�رش‪ :‬الـطَّ َـو ُ‬

‫‪٧٧‬‬ ‫َـاعـ ُة‬


‫الـ�شـف َ‬
‫الوحدة الرابعة‪َّ :‬‬
‫‪٧٨‬‬ ‫فع ُاء يوم القيامة‬
‫وال�ش َ‬ ‫الدر�س الرابع ع�رش‪َّ :‬‬
‫ال�ش َف َاع ُة ُّ‬
‫‪٨٣‬‬ ‫الدر�س اخلام�س ع�رش‪� :‬أَ ْق َ�س ُام َّ‬
‫ال�ش َف َاع ِة‬
‫فهرس التفسير‬
‫ال�صفحة‬ ‫المو�ضوع‬
‫‪٩١‬‬ ‫الوحدة الأوىل‪� :‬سورة اجلمعة (املنة ببعثة النبي ﷺ)‬

‫‪٩٢‬‬ ‫الدر�س الأول‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٥-١‬من �سورة اجلمعة‬

‫‪٩٦‬‬ ‫الدر�س الثاين‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )١١-٦‬من �سورة اجلمعة‬

‫‪١٠١‬‬ ‫الوحدة الثانية‪� :‬سورة املنافقون (�صفات املنافقني)‬

‫‪١٠٢‬‬ ‫الدر�س الثالث‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٤-١‬من �سورة املنافقون‬

‫‪١٠٧‬‬ ‫الدر�س الرابع‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٨-٥‬من �سورة املنافقون‬

‫‪١١١‬‬ ‫الدر�س اخلام�س‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )١١-٩‬من �سورة املنافقون‬

‫‪١١٥‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪� :‬سورة احلج (من �أهوال يوم القيامة والأدلة على البعث)‬

‫‪١١٦‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٤-١‬من �سورة احلج‬

‫‪١٢٠‬‬ ‫الدر�س ال�سابع‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٧-٥‬من �سورة احلج‬

‫‪١٢٥‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪� :‬سورة احلج (مكانة البيت ومنا�سك احلج)‬

‫‪١٢٦‬‬ ‫الدر�س الثامن‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٢٩-٢٥‬من �سورة احلج‬

‫‪١٣١‬‬ ‫الوحدة اخلام�سة‪� :‬سورة احلج (من �أمثال القر�آن الكرمي)‬

‫‪١٣٢‬‬ ‫الدر�س التا�سع‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٧٨-٧٣‬من �سورة احلج‬

‫‪١٣٩‬‬ ‫الوحدة ال�ساد�سة‪� :‬سورة امل�ؤمنون (�صفات امل�ؤمنني)‬

‫‪١٤٠‬‬ ‫الدر�س العا�رش‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )١١-١‬من �سورة امل�ؤمنون‬

‫‪١٤٥‬‬ ‫الدر�س احلادي ع�رش‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٦١-٥١‬من �سورة امل�ؤمنون‬


‫‪١٤٩‬‬ ‫الوحدة ال�سابعة‪� :‬سورة امل�ؤمنون (حال الكافر يف موقف يوم القيامة)‬

‫‪١٥٠‬‬ ‫الدر�س الثاين ع�رش‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )١١١-١٠١‬من �سورة امل�ؤمنون‬

‫‪١٥٥‬‬ ‫الوحدة الثامنة‪� :‬سورة النور (حفظ ال ِع ْر�ض)‬

‫‪١٥٦‬‬ ‫الدر�س الثالث ع�رش‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٥-١‬من �سورة النور‬

‫‪١٦١‬‬ ‫الوحدة التا�سعة‪� :‬سورة النور (من �آداب اال�ستئذان)‬

‫‪١٦٢‬‬ ‫الدر�س الرابع ع�رش‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٢٩-٢٧‬من �سورة النور‬

‫‪١٦٧‬‬ ‫الوحدة العا�رشة‪� :‬سورة النور (حفظ الب�رص والفرج)‬

‫‪١٦٨‬‬ ‫الدر�س اخلام�س ع�رش‪ :‬تف�سري الآيات (‪ )٣١-٣٠‬من �سورة النور‬

‫فهرس الحديث‬
‫ال�صفحة‬ ‫المو�ضوع‬
‫‪١٧٥‬‬ ‫الوحدة الأوىل‪ :‬الإيـمـان والـعـلـم‬

‫‪١٧٧‬‬ ‫الدر�س الأول‪� :‬شُ ـ َع ُ‬


‫ـب الإيـمـان‬

‫‪١٧٩‬‬ ‫الدر�س الثاين‪ :‬ف َْ�ضلُ العِلم‬

‫‪١٨٣‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬مـن �أعمـال القلـوب‬

‫‪١٨٥‬‬ ‫الدر�س الثالث‪ :‬اخلوف والرجاء‬

‫‪١٨٧‬‬ ‫الدر�س الرابع‪ :‬قُرب اجلنة والنار‬

‫‪١٩٠‬‬ ‫الدر�س اخلام�س‪ُ :‬ح ْ�س ُن َّ‬


‫الظنِ بالله‬

‫‪١٩٣‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬ال َّت ُ‬


‫وكلُ على الله‬

‫‪١٩٦‬‬ ‫الدر�س ال�سابع‪ :‬ثمرات التوكل على الله‬


‫‪١٩٩‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬ال�صالة وقراءة القر�آن‬

‫‪٢٠٠‬‬ ‫الدر�س الثامن‪ :‬ف�ضل الو�ضوء وال�صالة وماتكفر من الذنوب‬

‫‪٢٠٣‬‬ ‫الدر�س التا�سع‪ :‬ف�ضلُ �صال ِة الع�شا ِء والفجر‬

‫‪٢٠٧‬‬ ‫الدر�س العا�رش‪ :‬ف�ضل التبكري �إلى ال�صالة‬

‫‪٢١٠‬‬ ‫الدر�س احلادي ع�رش‪ :‬تعاهد القر�آن وف�ضل �سورتي البقرة و�آل عمران‬
‫‪٢١٤‬‬ ‫الدر�س الثاين ع�رش‪ :‬تالو ُة القر�آن الكرمي‬

‫‪٢١٧‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬مكانة العمل يف الإ�سالم‬

‫‪٢١٨‬‬ ‫الدر�س الثالث ع�رش‪ُّ :‬‬


‫احلث على العمل‬

‫‪٢٢١‬‬ ‫الدر�س الرابع ع�رش‪ :‬ف�ضل ال�صرب عن امل�س�ألة‬

‫‪٢٢٥‬‬ ‫الدر�س اخلام�س ع�رش‪ :‬حتر ُمي الغِ�ش‬

‫فهرس الفقه‬
‫ال�صفحة‬ ‫المو�ضوع‬

‫‪٢٣١‬‬ ‫الوحدة الأوىل‪ :‬منزلة الزكاة و�رشوط وجوبها‬

‫‪٢٣٢‬‬ ‫الدر�س الأول‪ :‬منزلة الزكاة و�رشوط وجوبها‬

‫‪٢٣٧‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬الأموال ال َّز َكوِ َّي ُة‬

‫‪٢٣٨‬‬ ‫الدر�س الثاين‪ :‬الأَ ْم َو ُال ال َّز َك ِو َّي ُة‬


‫‪٢٤١‬‬ ‫احلبوب وال ِّثمار‬
‫ُ‬ ‫الدر�س الثالث‪ :‬زكاة‬

‫‪٢٤٥‬‬ ‫الدر�س الرابع‪ :‬زكاة الأث َْمانِ‬

‫‪٢٤٧‬‬ ‫الدر�س اخلام�س‪ :‬زكاة ُعرو�ض ال ِّتجارة‬

‫‪٢٥١‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪� :‬إخراج الزكاة وم�صارفها‬

‫‪٢٥٢‬‬ ‫الدر�س ال�ساد�س‪� :‬إخراج الزكاة‬

‫‪٢٥٥‬‬ ‫الدر�س ال�سابع‪� :‬أهل الزكاة‬

‫‪٢٥٩‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬زكاة ال ِفطْ ر و�صدقة التطوع‬

‫‪٢٦٠‬‬ ‫الدر�س الثامن‪ :‬زكاة الف ِْطر‬

‫‪٢٦٣‬‬ ‫الدر�س التا�سع‪� :‬صدقة التطوع‬

‫‪٢٦٧‬‬ ‫الوحدة اخلام�سة‪ :‬ال�صيام و�أحكامه‬

‫‪٢٦٨‬‬ ‫الدر�س العا�رش‪ :‬ف�ضل ال�صوم و�رشوط وجوبه‬

‫‪٢٧١‬‬ ‫الدر�س احلادي ع�رش‪ :‬من �أحكام ال�صيام‬

‫‪٢٧٤‬‬ ‫الدر�س الثاين ع�رش‪ :‬مف�سدات ال�صيام‬

‫‪٢٧٨‬‬ ‫الدر�س الثالث ع�رش‪ :‬من يباح لهم الف ِْط ُر يف رم�ضان‬

‫‪٢٨١‬‬ ‫الدر�س الرابع ع�رش‪ُ :‬م ْ�س َت َح َّب ُ‬


‫ات ال�صيام‬

‫‪٢٨٧‬‬ ‫الوحدة ال�ساد�سة‪ :‬الع�رش الأواخر من رم�ضان‬

‫‪٢٨٨‬‬ ‫الدر�س اخلام�س ع�رش‪ :‬ليلة القدر واالعتكاف‬


‫� ً‬
‫أول‪ :‬التوحيد‬
‫الوحدة الأولى‬
‫وب َ�ص ْر ِف ا ْل ِعبا َد ِة ِ‬
‫هلل‬ ‫ُو ُج ُ‬
‫َو ْحدَ ُه َل َ�ش ِر َ‬
‫يك َله‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫هلل ِل ْلعِ بادَةِ َو ْح َد ُه َل َ�ش ِر َ‬
‫يك َله‬ ‫ا ِْ�ست ِْح ُ‬
‫قاق ا ِ‬ ‫‪١‬‬ ‫األول‬

‫تمهيد‬
‫قال اهلل تعالى‪} :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ{(‪.)1‬‬
‫المستحق للعبادة وحده‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫أثبت اهلل تعالى في هذه اآلية الكرمية أنه سبحانه هو اإلله احلق‬
‫وأن ما عداه من املعبودات التي اتخذها املشركون آلهة من دون اهلل باطلة‪.‬‬
‫وقد ذكر اهلل تعالى في مواضع كثيرة من القرآن الكرمي ما يدل على بطالن هذه اآللهة‪،‬‬
‫بعضا منها في هذا الدرس‪.‬‬
‫نتناول ً‬

‫من دالئل ا�ستحقاق اهلل للعبادة وحده ال �شريك له‬

‫القُدرة على اخللق والإيجاد‬ ‫‪1‬‬


‫{(‪.)٢‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪1‬‬
‫{(‪.)٣‬‬ ‫وقال اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪2‬‬

‫القُدرة على الن�صر والنفع وال�ضر‬ ‫‪2‬‬


‫{(‪.)٤‬‬ ‫قال اهلل تعالى يف و�صف �آله ِة امل�شركني‪} :‬‬ ‫‪1‬‬
‫وقال اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪2‬‬
‫{(‪.)٥‬‬

‫(‪� )٣‬سورة النحل �آية‪.17 :‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة احلج �آية ‪� )٢( .62‬سورة الأعراف �آية‪.191 :‬‬
‫(‪� )٥‬آل عمران �آية ‪.26‬‬ ‫(‪� )٤‬سورة الأعراف �آية ‪.192‬‬
‫‪16‬‬
‫امللكُ الكام ُل والت�صرفُ املطلَ ُق فـي جميع الأ�شياء‬ ‫‪3‬‬
‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪1‬‬
‫{(‪.)١‬‬
‫الق�شرة الرقيقة‬
‫الهباءة ال�صغيرة في الهواء ال تكاد ترى بالعين‪ ،‬وقيل وزن نملة �صغيرة‬ ‫على نواة التمرة‬

‫وقال اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪2‬‬


‫{(‪.)٢‬‬
‫معني على اخللق والتدبري‬ ‫�شَ َرا َك ٍة يف اخللق‬
‫فالإله احلق هو الذي له امللك كله‪ ،‬و�أما �آلهة امل�شركني التي يدعونها من دون اهلل فهي ال متلك‬
‫�شيئًا �أبدًا‪.‬‬
‫‪ 4‬ال�سمع الوا�سع الذي ي�سمع به جميع من يدعوه‪ ،‬مع القدرة على �إجابتهم‬
‫قال��ت عائ�ش��ة ‪ :‬احلم��د هلل الذي‬ ‫ق��ال اهلل تعال��ى‪:‬‬
‫و�س��ع �س��م ُع ُه الأ�صواتَ لقد جاءت املجادِل ُة �إلى النبي ‪ ‬تكلمه و�أنا يف ناحية البيت ما �أ�س��مع ماتقوله‬
‫(‪.)٣‬‬ ‫ف�أنزل اهلل عز وجل‪:‬‬
‫أ�صل‪ ،‬ولو فُرِ َ�ض �سَ ماعُ ها‬
‫ف�آلهة امل�شركني ال ت�سمع؛ لأنها �إمَّا ميتة‪� ،‬أو غائبة‪� ،‬أو جماداتٌ ال �سمع لها � ً‬
‫جَ دَ ًال ملن يدعوها‪ ،‬ف�إنها ال قدرة لها على �إجابته؛ لعجزها وقلة حيلتها‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ{(‪.)٤‬‬
‫العلم الكامل الذي ال نق�ص فيه ٍ‬
‫بوجه من الوجوه‬ ‫‪5‬‬
‫اهلل وحده الإله احلق هو املطلع على كل �شيء‪ ،‬املحيط بكل �صغرية وكبرية‪ ،‬واخلبري بحقائق‬
‫الأ�شياء‪ ،‬العليم مبا يف ال�صدور‪ ،‬فالغيب عنده �شهادة‪ ،‬وال�سِّ ُّر عنده عالنية‪ ،‬ال تخفى عليه خافية‬
‫من خلقه مهما َدقَّتْ ‪ ،‬يعلم دبيب النملة ال�سوداء على ال�صخرة ال�سوداء يف الليلة الظلماء‪.‬‬
‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{(‪.)٥‬‬
‫‪17‬‬ ‫(‪� )٣‬أخرجه �أحمد برقم (‪ .)24195‬‬ ‫(‪� )٢‬سورة �سب�أ �آية ‪.22‬‬ ‫ ‬
‫(‪� )١‬سورة فاطر �آية ‪.13‬‬
‫(‪� )٥‬سورة الأنعام �آية‪.59 :‬‬ ‫(‪� )٤‬سورة فاطر �آية ‪.14‬‬
‫يف �ضوء ما ذكر من �صفات الإله احلق‪� ،‬أُع ّدد �صفات الآلهة الباطلة‪:‬‬ ‫‪١‬‬

‫‪� 1‬أنها ال تخلق �شيئا‪ ،‬بل هي خملوقة‪.‬‬


‫‪............................................................................................ 2‬‬
‫‪............................................................................................ 3‬‬
‫‪............................................................................................ 4‬‬
‫‪............................................................................................ 5‬‬

‫جميع المخلوقات عَ ُ ُ‬
‫بيد هلل تعالى‬
‫كل مَ ��ن يف ال�س��ماوات والأر���ض مهما بل��غ من املكانة والقوة فهو عب � ٌد هلل تعالى خملوق مُدَ َّب ٌر ال‬
‫ميل��ك لنف�س��ه نفعًا وال َ�ضرًّا فكيف ميلك لغ�يره؟! قال اهلل تعالى‪}:‬‬
‫{(‪.)1‬‬
‫فال ي�صح يف ال�ش��رع‪ ،‬وال يف العقول ال�س��ليمة‪� ،‬أن يكون �أح ٌد �ش��ريكًا هلل تعالى‪ ،‬ولهذا يقول امل�ش��ركون‬
‫{(‪.)2‬‬ ‫يوم القيامة �إذا عاينوا احلقائق‪}:‬‬

‫بُطالن الآلهة التي ُت ْع َب ُد من دون اهلل تعالى‬


‫كل �إله ُيع َب ُد ِمن دون اهلل تعالى فعبادته باطلة؛ لأنه ال ي�ستحق العبادة �إال من ات�صف ب�صفات‬
‫الكمال املط َلق‪ ،‬وانتفت عنه �صفاتُ النق�ص كلُّها‪ ،‬وهذا ال يكون � َّإل يف � ٍإله ٍ‬
‫واحد هو‪( :‬اهلل ج َّل‬
‫متتلك �شي ًئا ِمن‬
‫ال)‪� ،‬أما بقية الآلهة الباطلة التي ُتعبد ِمن دونه يف قدمي الدهر وحديثه فال ُ‬ ‫وع َ‬
‫ال�صفات‪ ،‬وال تنتفي عنها �صفاتُ النق�ص‪ ،‬املالزمة للمخلوقني‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هذه‬

‫(‪� )1‬سورة مرمي �آية‪.93 :‬‬


‫(‪� )2‬سورة ال�شعراء الآيتان‪.98-97 :‬‬
‫‪18‬‬
‫‪٢‬‬
‫تعددت معبودات امل�شركني من دون اهلل عز وجل‪� ،‬أَذ ُكر ً‬
‫بع�ضا منها‪:‬‬
‫‪............................................................................................ ١‬‬
‫‪............................................................................................ 2‬‬
‫‪............................................................................................ 3‬‬
‫‪............................................................................................ 4‬‬
‫‪............................................................................................ 5‬‬

‫ما صفات اآللهة الباطلة؟‬ ‫‪1‬‬

‫بغير اهلل تعالى؟‬ ‫ملاذا يتعلق‬ ‫‪2‬‬

‫ما الدليل على ُم ْل ِك اهلل الكامل وتصرفه املطلق؟‬ ‫‪٣‬‬

‫ما الدليل على أن آلهة املشركني ال جتيب دعاء من دعاها؟‬ ‫‪٤‬‬

‫‪19‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫‪ ،‬والتحذير من الغلو فيهم‬ ‫أنبياء‬
‫مكانة ال ِ‬ ‫‪٢‬‬ ‫الثاني‬

‫تمهيد‬
‫ذكر اهلل تعالى في كتابه األنبياء‪ُ ،‬أ ِّ‬
‫سمي خمسة من األنبياء‬

‫مـكـانـ ُة الأنبياءِ‬
‫الب�شر �أف�ض ُل من �أنبياء‬
‫ِ‬ ‫هم �أف�ضل النا�س و�سادة الب�شر‪ ،‬فال �أحدَ ِمنَ‬ ‫الأنبيا ُء والر�سل‬
‫‪ ،‬فهم قد جمعوا بني مرتبتي العبودية والنبوة‪ ,‬وقد اختارهم اهلل تعالى حلمل‬ ‫اهلل ور�سله‬
‫ر�سالته �إلى النا�س‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫{(‪.)1‬‬ ‫}‬

‫المراد بالغلو في الأنبياء‬


‫املراد بالغلو يف الأنبياء هو‪ :‬رفعهم فوق منزلتهم التي �أنزلهم اهلل تعالى �إيَّاها‪.‬‬
‫دعــوة الأنبياء‬
‫على �أ�س�س‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫قامت دعوة الأنبياء‬
‫‪ 1‬جميع الأنبياء دعوتهم واحدة و�شرائعهم خمتلفة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳﭴ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ{(‪ ،)2‬وعن �أبي هريرة‬
‫‪� ‬أن النبي ‪ ‬قال‪�« :‬أنا �أولى النا�س بعي�سى ابن مرمي يف الأولى والآخرة قالوا‪ :‬كيف‬
‫(‪)4( ،)3‬‬
‫يار�سول اهلل؟ قال الأنبياء �إخو ٌة من عَ الَّتٍ �أُ َّمهَا ُتهُمْ �شَ تَّى ودِي ُنهُمْ واحِ دٌ‪ ،‬فلي�س بيننا َن ِبيٌّ»‬ ‫المراد بهم‪:‬‬
‫الإخوة لأب‬
‫ومعناه‪� :‬أن دينهم واحد وهو دعوتهم لتوحيد اهلل وحده ال �شريك له‪ ,‬و�شرائعهم متعددة‬
‫فهم مبثابة الإخوة لأب‪� ،‬أبوهم واحد‪ ،‬و�أمهاتهم خمتلفة (‪.)٥‬‬

‫‪20‬‬
‫(‪� )2‬سورة البقرة �آية‪.136 :‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة احلج �آية‪.75 :‬‬
‫(‪ )4‬لي�س بيننا نبي‪� :‬أي لي�س بني عي�سى ‪ ‬وحممد ‪ ‬نبيُّ ‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)3443‬وم�سلم برقم (‪ .)2365‬‬
‫(‪ )٥‬قال ابن حجر‪( :‬ومعنى احلديث �أن �أ�صل دينهم واحد‪ ،‬وهو التوحيد و�إن اختلفت فروع ال�شرائع) فتح الباري ج‪� 6‬ص ‪.489‬‬
‫‪ 2‬جميع الأنبياء يدعون لعبادة اهلل وتوحيده وحده‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ{(‪.)١‬‬
‫جميع الأنبياء ينهون عن ال�شرك ويحذرون منه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫‪3‬‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ{(‪.)٢‬‬
‫جميع الأنبياء بينوا �أن الآلهة التي تعبد من دون اهلل ال تنفع وال ت�ضر وال متلك موتاً‬ ‫‪4‬‬

‫وال متلك �شيئًا‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬


‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ{(‪.)٣‬‬
‫جميع الأنبياء ال يطلبون على دعوتهم �أجرًا �إال من اهلل تعاىل‪ ،‬قال اهلل تعالى حكاية عنهم‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫} ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ {(‪.)٤‬‬
‫جميع الأنبياء �أمرهم اهلل ب�إقامة الدين‪ ,‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬ ‫‪6‬‬

‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ{(‪.)٥‬‬

‫التحذير من الغلو في الأنبياء‬


‫وبي بطالن عبادتهم‬
‫خ�شية �أن ُيع َب ُدوا من دون اهلل‪َّ ،‬‬ ‫حذر ال�شرع من الغلو يف الأنبياء‬ ‫َّ‬
‫من وجو ٍه عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫عباد من عباد اهلل عز وجل‪ ،‬كما قال النبي ‪َ « :‬ف�إِ َّ َنا �أنا َع ْب ُد ُه‪َ ،‬فقُو ُلوا‪:‬‬ ‫‪� 1‬أن الأنبياء‬
‫هلل َو َر ُ�سو ُلهُ» (‪ )٦‬فمن َي ْع ُب ُد كيف ُي ْع َبدُ؟!‬
‫َع ْب ُد ا ِ‬
‫جا�ؤوا يدعون النا�س جميعًـا �إلى عبـادة اهلل وحــده وتــرك‬ ‫‪� 2‬أن جميــع الأنبيــاء‬
‫�إ�شـراك �أي خملـوق معه‪ ,‬كما قــال اهلل تعالى‪}:‬‬
‫{(‪ )٧‬فمن غال فيهم �أو عبدهم من دون اهلل فقد خالف‬
‫ما جا�ؤوا به‪.‬‬
‫واتخاذهم �أربابًا من دونه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫‪� 3‬أن اهلل تــعــالـى حــذَّر مــن عـبـادة الأنبياء‬
‫{(‪.)٨‬‬ ‫}‬
‫‪21‬‬ ‫(‪� )٣‬سورة الفرقان �آية‪.3 :‬‬ ‫(‪� )٢‬سورة النحل �آية‪ .36 :‬‬ ‫(‪� )١‬سورة الأنبياء �آية‪ .25 :‬‬
‫(‪� )٦‬أخرجه البخاري رقم (‪.)3261‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )٥‬سورة ال�شورى �آية‪.13 :‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )٤‬سورة هود �آية‪.29 :‬‬
‫(‪� )٨‬سورة �آل عمران �آية‪.80 :‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )٧‬سورة النحل �آية‪.36 :‬‬
‫‪:‬‬ ‫من �صور الغلو يف الأنبياء‬
‫‪ 1‬دعا�ؤهم من دون اهلل ج َّل وعزَّ‪.‬‬
‫‪ 2‬اال�ستغاثة بهم يف ال�شدائد وهم يف قبورهم‪.‬‬
‫‪ 3‬طلبُ الن�صر منهم على الأعداء بعد موتهم‪.‬‬
‫‪............................................................................................ 4‬‬
‫‪............................................................................................ 5‬‬

‫عند اهلل تعالى؟‬ ‫ما مكانة األنبياء‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬ ‫َأ ُ‬
‫ذكر األسس التي قامت عليها دعوة األنبياء‬ ‫‪2‬‬

‫؟‬ ‫ملاذا َّ‬


‫حذر الشرع من الغلو في األنبياء‬ ‫‪3‬‬

‫‪22‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫َكان ُة َن ِب ِّي َنا ُمحَ َّم ٍد ‪ ‬وَال َّتحْ ذِ ي ُر م َِن ا ْل ُغ ُل ِّو فِيه‬
‫م َ‬ ‫‪٣‬‬ ‫الثالث‬

‫تمهيد‬

‫اهلل سبحانه وتعالى نؤمن به ومبن أرسله إلينا‪ ،‬واهلل هو املستحق للعبادة وحده ال شريك له‬
‫وهذا حق خاص باهلل ال يشركه فيه غيره‪ ،‬وأما النبي محمد ‪ ‬فله علينا حقوق أعظمها‬
‫اإلميان به وتصديقه وطاعته ومحبته‪ ،‬فهناك حق خاص وحق مشترك فاحلق اخلاص باهلل‬
‫عبادته واحلق املشترك هو اإلميان باهلل واإلميان برسوله ‪.‬‬

‫النبي ‪‬‬ ‫ُ‬


‫مكانة ِّ‬
‫وخاتهم‪ ،‬وقد‬ ‫النا�س و�صفو ُتهم و�أف�ض ُلهم و�أكر ُمهم ‪ ،‬وهو �أف�ضل الر�سل َ‬ ‫نب ُّينا حمم ٌد ‪ ‬هو َ�س ِّي ُد ِ‬
‫دل على ف�ض ِل ِه ن�صو�ص كثرية‪ ,‬منها‪:‬‬ ‫َّ‬
‫يوم ا ْل ِق َيا َم ِة»‪.)1(.‬‬ ‫هلل ‪�« :‬أَ َنا َ�س ِّي ُد ِ‬
‫النا�س َ‬ ‫قال ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫‪ 1‬حديث �أبي هُ َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫‪ 2‬عن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ ,‬قال ر�سول اهلل ‪�« :‬أَ َنا َ�س ِّي ُد َو َل ِد � َ‬
‫آدم َي َوم ال ِقيا َمة َو�أ َّول َمن َي َ‬
‫ن�ش ُق‬
‫ع َن ُه ال َقرب‪َ ,‬و�أ َّول َ�شا ِف ٍع َو�أ َّول ُم َ�ش َّف ٍع» (‪.)2‬‬

‫التحذير من الغلو في نبينا محمد ‪‬‬


‫وبي بطالن الغلو فيه من وجو ٍه عدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫َّ‬
‫حذر الكتاب وال�سنة من الغلو يف نبينا حممد ‪َّ ،‬‬

‫�أنــه ‪ ‬بــ�شـــر‬ ‫‪1‬‬


‫فلي�س له ِمن خ�صائ�ص ال ُّربوب َّي ِة وال الأُلوه َّي ِة �شي ٌء‪ ،‬فال جتوز عبادته من دون اهلل‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري رقم(‪ ،)4435‬وم�سلم برقم (‪.)194‬‬


‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)2278‬‬
‫حممدا ‪ ‬ب�أنه ب�شر‪.‬‬
‫ً‬ ‫�أَذ ُكر �آية من القر�آن الكرمي و�صف اهلل فيها نبي ُه‬ ‫‪1‬‬

‫قال اهلل تعالى‪.{..................................................................} :‬‬

‫�أنه ‪ ‬نهى عن ال ُغ ُل ِّو ِ‬


‫فيه‬ ‫‪2‬‬
‫ال�س�ؤود حقيقة‬
‫ال�شخِّ ِري ‪ ‬قالَ ‪ :‬ان َْط َلق ُْت ِف َوف ِْد َب ِني َع ِامرٍ ِ�إ َلى َر ُ�سولِ‬ ‫هلل ْب ِن ِّ‬ ‫عن َع ْب ِد ا ِ‬
‫هلل ‪َ ‬ف ُق ْلنَا‪� :‬أَن َْت َ�س ِّي ُد َنا‪َ ،‬ف َقالَ ‪َّ :‬‬
‫هلل عزوجل‬ ‫هلل َت َبا َر َك َو َت َعا َلى» ُق ْلنَا‪:‬‬ ‫«ال�س ِّي ُد ا ُ‬ ‫ا ِ‬ ‫�أعظمنا �شر ًفا وغنى‬
‫َو�أَف َْ�ض ُلنَا ف َْ�ض ًال‪َ ،‬و�أَ ْع َظ ُمنَا َط ْو ًال‪َ ،‬ف َقالَ ‪ُ « :‬قو ُلوا ِب َق ْو ِل ُك ْم‪� ،‬أَ ْو َب ْع ِ�ض َق ْو ِل ُك ْم‪،‬‬
‫�أكثر ًنا خي ًرا‬
‫(‪)١‬‬
‫َوال َي ْ�س َت ْجرِ َي َّن ُك ُم ال�شَّ ْي َط ُان»‪.‬‬
‫ال يتخذنكم ال�شيطان ً‬
‫ر�سل �إلى الخلق‬
‫في �إغوائهم‬
‫‪� :‬أن ً‬
‫رجل قال للنبي ‪ :‬ما �شاء اهلل و�شئت‪،‬‬ ‫ا�س‬
‫عن ابن َع َّب ٍ‬
‫فقال له النبي ‪�« :‬أجعلتني هلل ً‬
‫عدل ؟ بل ما �شاء اهلل وحده»(‪.)٢‬‬

‫(‪� )١‬أخرجه �أحمد رقم (‪ ،)16307‬و�أبو داود رقم (‪ ،)4806‬وهذا لفظه‪ ،‬و�صححه الألباين يف �صحيح اجلامع (‪.)3700‬‬
‫(‪� )٢‬أخرجه �أحمد برقم (‪.)١٨٣٩‬‬ ‫‪24‬‬
‫�ضرا‬
‫�أنه ‪ ‬ال ميلك لنف�سه نف ًعا وال ًّ‬ ‫‪3‬‬
‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪1‬‬
‫ال�شجة‪ :‬الجرح في‬ ‫{(‪.)١‬‬
‫الر�أ�س والوجه خا�صة‬
‫هلل ‪ُ ‬ك ِ�س َرتْ َر َب ِاع َي ُت ُه َي ْو َم ُ�أ ُح ٍد‪َ ،‬و ُ�ش َّج ِف َر�أْ ِ�س ِه‪َ ،‬ف َج َع َل‬ ‫وعن �أَ َن�س بن مالك ‪� ‬أَنَّ َر ُ�س َول ا ِ‬ ‫‪2‬‬
‫ول‪َ « :‬ك ْي َف ُي ْف ِل ُح َق ْو ٌم َ�ش ُّجوا َن ِب َّي ُه ْم‪َ ،‬و َك َ�س ُروا َر َب ِاع َي َتهُ‪َ ،‬وهُ َو َي ْد ُعوهُ ْم �إِ َلى‬‫َي ْ�س ُلتُ ال َّد َم َع ْنهُ‪َ ،‬و َي ُق ُ‬
‫هي كل �سن بعد ثنية‬ ‫{(‪.)٣‬‬ ‫هلل؟» (‪َ ،)٢‬ف�أَ ْن َز َل ا ُ‬
‫هلل َع َّز َو َج َّل‪} :‬‬ ‫ا ِ‬
‫وللإن�سان �أربع رباعيات‬
‫لي�س لك �إال دعوتهم‬
‫وجهادهم‬

‫�أنه ‪ ‬ال ميلك �شي ًئا لأقرب �أقاربه‬ ‫‪4‬‬


‫فالنبي ‪ ‬ال ميلك �شي ًئا لأقرب النا�س �إليه‪ِ ،‬من �أعمامه وعماته‪ ،‬و�أبنائه وبناته‪ ،‬ال يف حياته‬
‫عالماتها ومقدماتها‬ ‫والبعد مماته ‪ ،‬والأدلة على ذلك كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫يف ال�صحيح عن ابن امل�سيب عن �أبيه قال‪( :‬ملا ح�ضرت �أبا طالب الوفاة جاءه ر�سول‬
‫اهلل ‪ ‬وعنده عبد اهلل بن �أبي �أمية و�أبو جهل‪ ،‬فقال له‪« :‬يا عم‪ ،‬قل‪ :‬ال �إله �إال اهلل‪ ،‬كلمة‬ ‫�أ�شهد لك بها‬
‫عند اهلل‬
‫�أحاج لك بها عند اهلل»‪ ،‬فقاال لــه‪� :‬أترغب عن ملة عبد املطلب؟ ف�أعاد عليه النبي ‪،‬‬
‫�أتترك دينه وهو‬
‫ف�أعادا‪ ،‬فكان �آخر ما قال‪ :‬هو على ملة عبد املطلب و�أبى �أن يقول‪ :‬ال �إله �إال اهلل‪ .‬فقال‬ ‫ال�شرك وعبادة‬
‫الأوثان‬
‫النبي ‪« :‬لأ�ستغفرن لك ما مل �أُنْـ َه عنك»‪ ،‬ف�أنزل اهلل عز وجل‪} :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫{ (‪ .)4‬و�أنزل اهلل يف �أبي طالب‪} :‬‬
‫{ (‪.)5‬‬

‫(‪� )٣‬سورة �آل عمران‪� ،‬آية ‪.128‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة الأعراف �آية ‪.188‬‬
‫‪25‬‬ ‫(‪� )4‬سورة التوبة �آية ‪.113‬‬ ‫(‪� )٢‬أخرجه م�سلم برقم (‪ ،)1791‬و�أخرجه البخاري � ً‬
‫أي�ضا‪.‬‬
‫(‪� )5‬سورة الق�ص�ص‪� ،‬آية ‪.56‬‬
‫هلل َع َّز َو َج َّل‪} :‬‬ ‫هلل ‪ِ ‬ح َني �أَ ْنزَ لَ ا ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫عن �أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قَالَ ‪َ :‬ق َام َر ُ�س ُ‬
‫{(‪ ،)1‬قَالَ ‪َ « :‬يا َم ْع�شَ َر ُق َر ْي ٍ�ش ‪� -‬أَ ْو َك ِل َم ًة َن ْح َو َها ‪ -‬ا�شْ َتُوا �أَ ْنف َُ�س ُك ْم‪َ ،‬ال ُ�أغْ ِني َع ْن ُك ْم ِم َن‬ ‫خل�صوها‬
‫من النار؛‬
‫ا�س ْب َن َع ْب ِد املُ َّط ِلبِ َال �أُغْ ِني‬ ‫َاف َال ُ�أغْ ِني َع ْن ُك ْم ِم َن ا ِ‬
‫هلل َ�ش ْي ًئا‪َ ،‬يا َع َّب ُ‬ ‫هلل َ�ش ْي ًئا‪َ ،‬يا َب ِني َع ْب ِد َمن ٍ‬
‫ا ِ‬ ‫وذلك‬
‫ال ينفعكم قربكم مني‪ ،‬وال ينجيكم من عذاب اهلل �إذا لم توحدوه‪ ،‬وتتركوا ال�شرك‪.‬‬ ‫بالإيمان‬
‫بي‪ ،‬وبما‬
‫َاط َم ُة ِبن َْت‬ ‫هلل َال �أُغْ ِني َعن ِْك ِم َن ا ِ‬
‫هلل َ�ش ْي ًئا‪َ ،‬و َيا ف ِ‬ ‫هلل َ�ش ْي ًئا‪َ ،‬و َيا َ�ص ِف َّي ُة َع َّم َة َر ُ�سولِ ا ِ‬
‫َعن َْك ِم َن ا ِ‬ ‫جئتكم به‪.‬‬
‫ً (‪)2‬‬ ‫م َّم ٍد َ�س ِلي ِني َما ِ�ش ْئ ِت ِم ْن َم ِال َال �أُغْ ِني َعن ِْك ِم َن ا ِ‬
‫هلل َ�ش ْيئا»‪.‬‬ ‫َُ‬
‫َ‬
‫ف�إذا كان ال يقدر على نفع ابنته وعمه وعمته وقرابته‪ ،‬فغريهم من باب �أ ْو َلى‪ ،‬و�إذا كان ال يقدر‬
‫على ذلك فال يجوز �أن ُي�س� َأل وال غريه من املخلوقني ما ال يقدر عليه �إال اهلل عز وجل‪.‬‬

‫بالتعاون مع جمموعتك‪ :‬حدد ثالثة �صور للغلو يف نبينا حممد ‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.................................................................. 1‬‬
‫‪.................................................................. 2‬‬
‫‪.................................................................. ٣‬‬

‫ُأ ّبي مكانة النبي ‪ ،‬مع الدليل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ما مثال الغلو في النبي ‪‬؟‬ ‫‪2‬‬

‫اذكر مثا ًال على حتذيره ‪ ‬من الغلو فيه‪ .‬وأبني السبب؟‬ ‫‪3‬‬

‫نفعا ألقرب الناس إليه؟ وما الدليل؟‬


‫هل ميلك ال َّنب ُِّي ‪ً ‬‬ ‫‪4‬‬

‫(‪� )1‬سورة ال�شعراء �آية ‪.214‬‬ ‫‪26‬‬


‫(‪� )2‬أخرجه البخاري‪ ،‬رقم (‪ ،)2602‬وم�سلم برقم (‪.)204‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫ي�سى اب ِْن َم ْر َيمَ‬


‫هلل عِ َ‬ ‫ين فِي َن ِبي ا ِ‬ ‫يد ُة ال ُم ْ�سلِمِ َ‬
‫عَ قِ َ‬ ‫الدرس‬
‫وَال َّتحْ ذِ ي ُر م َِن ا ْل ُغ ُل ِّو فِيه‬ ‫‪٤‬‬ ‫الرابع‬

‫تمهيد‬
‫قال اهلل تعالى‪} :‬ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ{(‪ ،)1‬من هذا النبي؟ وقد أعطاه‬
‫اهلل تعالى ثالثة أشياء فما هي؟‬

‫عقيدتنا في نبي اهلل عي�سى‬


‫�أن اهلل خ ـ ــلقــه ب�أم ــره من غ ـيـر �أب‪ ،‬حيث �أر�ســـل جـربيل ‪� ‬إلى مـريــم فنفخ فـيهـا‬ ‫‪1‬‬
‫فحملت بعي�سى ب�إذن اهلل‪ .‬قال اهلل تعالى‪}:‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫(‪)2‬‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ{‬
‫�أنه عبد اهلل ور�سوله‪� ,‬أر�سله اهلل لهداية بني ا�سرائيل والدعوة �إىل اهلل وحده‪ ،‬قال اهلل �سبحانه‬ ‫‪2‬‬
‫لأهل الكتاب‪ }:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ {(‪ ،)3‬وقال ر�سول اهلل‪:‬‬
‫«من �شهد �أن ال �إله �إال اهلل و�أن حممدًا عبده ور�سوله‪ ،‬و�أن عي�سى عبد اهلل ور�سوله‪ ،‬وكلمته �ألقاها‬
‫�إلى مرمي وروح منه‪ ،‬واجلنَّة حق‪ ،‬والنَّار حق‪� ،‬أدخله اهلل اجلنَّة على ما كان من العمل»(‪.)4‬‬
‫�أنه �أحد �أويل العزم من الر�سل‪ ،‬قال اهلل عز وجل عن �أويل العزم‪ } :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫‪3‬‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ{(‪.)5‬‬

‫(‪� )2‬سورة التحرمي �آية‪.12 :‬‬ ‫(‪� )1‬سورة مرمي �آية‪.30 :‬‬
‫‪27‬‬ ‫(‪� )4‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)3252‬وم�سلم رقم (‪.)28‬‬ ‫(‪� )3‬سورة الن�ساء �آية‪.171 :‬‬
‫(‪� )5‬سورة الأحزاب �آية‪.7 :‬‬
‫�أن اهلل �أر�سله م�صدقًا لر�سالة مو�سى ‪ ‬ومب�شرًا بر�سالة خامت الأنبياء واملر�سلني‬ ‫‪4‬‬
‫حممد ‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ{(‪.)1‬‬
‫�أن اهلل �أنزل عليه الإجنيل‪ ،‬وجعل فيه الهدى والنور وم�صدقًا ملا يف التوراة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫‪5‬‬
‫} ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪ‬
‫ﭫ{(‪.)2‬‬

‫قال اهلل تعالى يف �ش�أن عي�سى عليه ال�صالة وال�سالم‪ } :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬


‫‪1‬‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ{(‪.)3‬‬
‫�أَ�ستخرِ ج من الآيات الكرميات معجزات نبي اهلل عي�سى ‪.‬‬
‫‪� 6‬أنه مل يُ�صلب ومل يُقتل‪ ،‬بل رفعه اهلل �إليه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ{(‪.)4‬‬
‫�أن عي�س��ى ين��زل يف �آخ��ر الزم��ان ويحك��م ب�ش��ريعة حمم��د ‪ ،‬فع��ن �أبي هري��رة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪7‬‬
‫ر�سول اهلل ‪« :‬والذي نف�سي بيده ليُو�شِ كَنَّ �أن َينْزِ لَ فِيكُم ابنُ َم ْر َمي حَ َكمًا عَ ْدالً؛ ‪.)5(»...‬‬

‫(‪� )3‬سورة �آل عمران‪ ،‬الآيات‪.51-48 :‬‬ ‫(‪� )2‬سورة املائدة �آية‪.46 :‬‬ ‫(‪� )1‬سورة ال�صف �آية‪.6 :‬‬ ‫‪28‬‬
‫(‪� )4‬سورة الن�ساء‪ ،‬الآيات‪� )5( .158-157 :‬أخرجه م�سلم‪ ،‬برقم (‪.)155‬‬
‫من القر�آن الكريم‬ ‫التحذير من الغلو في النبي عي�سى‬

‫من �أتباع عي�سى ‪ ‬من غال فيه‪ ،‬وا�ضطربوا يف حقيقته‪ ،‬فقال بع�ضهم‪ :‬هو �إله‪ ،‬وقال بع�ضهم‪:‬‬
‫هو ابن الإله‪ ،‬وكل هذه اعتقادات فا�سدة ح َّذر اهلل تعالى منها و�أبطلها يف كتابه الكرمي‪ ،‬من وجوه‬
‫عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪� ١‬أنه ‪ ‬ب�ش ٌر‪ ,‬يجوز عليه ما يجوز على الب�شر من احلاجة �إلى الأكل وال�شرب‪ ،‬وقد ا�صطفاه‬
‫اهلل تعالى وكرمه بحمل ر�سالته‪ ،‬ولي�س له من الإلهية ن�صيب‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬
‫�أن��ه عب��د م��ن عباد اهلل تعاىل‪ ،‬فلي���س له �ش��يء م��ن خ�صائ�ص الرُّبوبي��ة �أو الألوهية‪ ،‬قال اهلل‬ ‫‪2‬‬
‫تعالى‪ } :‬ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ{(‪.)2‬‬
‫‪� ٣‬أنه بريء من �أن يكون �أمر �أحداً بعبادته‪ } .‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ{(‪.)٣‬‬

‫‪29‬‬ ‫(‪� )٣‬سورة املائدة الآيتان (‪.)117-116‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الزخرف �آية‪.59 :‬‬ ‫(‪� )1‬سورة املائدة �آية‪75 :‬‬
‫‪� ،‬أَ�ستن ِبط منها ثالث فوائد‬ ‫ذكر اهلل تعالى يف �سورة مرمي ق�صة عي�سى‬ ‫‪2‬‬
‫متعلقة مبو�ضوع الدر�س‪.‬‬
‫‪............................................................................................ 1‬‬
‫‪............................................................................................ 2‬‬
‫‪............................................................................................ 3‬‬

‫‪.‬‬ ‫ُأ ّ‬
‫لخص عقيدتنا في عيسى‬ ‫‪1‬‬

‫أكثر نبي غال فيه أتباعه ورفعوه فوق مكانته؟‬


‫من ُ‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫َأستدل على بطالن عبادة عيسى‬ ‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫‪،‬‬ ‫ين َفي ال َم َلئ َكةِ‬ ‫يد ُة ال ُم ْ�سلِمِ َ‬


‫َعقِ َ‬ ‫الدرس‬
‫ير مِ نَ ا ْل ُغ ُل ِّو فِ ي ِهم‬
‫وال َّت ْحذِ ُ‬
‫‪٥‬‬ ‫الخامس‬

‫تمهيد‬
‫كان بعض املشركني يعبدون املالئكة‪ ،‬يظنون أنهم يق ِّربونهم إلى اهلل تعالى‪ ،‬ويشفعون لهم‬
‫َ‬
‫ضعف‬ ‫عنده؛ ملا لهم من املكانة واملنزلة عند اهلل عز وجل‪ ،‬وقد أبطل اهلل تعالى ذلك‪ ،‬مب ِّي ًنا‬
‫جل َجاللُ ُه الذي يجب أن تتوجه إليه‬ ‫وخوفهم ِمن اهلل َّ‬
‫وعظيم َف َز ِعهِ ْم َ‬
‫َ‬ ‫وعج َزهم‪،‬‬
‫املالئكة َ‬
‫القلوب وحده بالتذلل والدعاء والعبادة‪.‬‬
‫فمن املالئكة؟ وما أهم وظائفهم؟ وما عقيدة املسلمني فيهم؟‬

‫المرا ُد بالمال ِئ َك ِة‬


‫وعبادات عظيم ٍة‪ ،‬ال يع�صون اهلل ما‬
‫ٍ‬ ‫املالئك ُة عامل َغ ْي ِب ٌّي‪َ ،‬خ َل َق ُه ُم اهلل ِمن نورٍ‪ ،‬وك َّلفهم ب� ٍ‬
‫أعمال‬
‫�أمرهم ويفعلون ما ي�ؤمرون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خلق اهلل تعالى املالئكة من ‪ ......................‬وخلق اجلن من ‪......................‬‬
‫وخلق بني �آدم من ‪......................‬‬
‫ما الذي يدل عليه ذلك؟‬
‫يدل ذلك على ‪..................................................................................‬‬

‫‪31‬‬
‫ِع َظ ُم َخ ْلق المالئكة ُ‬
‫وق َّو ِتهم‬
‫فمن الأدلة على ذلك‪:‬‬ ‫ال ْل ِق‪ِ ،‬‬ ‫وع َظ َم ًة يف ْ َ‬ ‫َم َن َح اهلل تعالى املالئكة قو ًة كبري ًة‪َ ،‬‬
‫�أن ال َّن ِب َّي ‪َ ‬ق َال‪�« :‬أُ ِذنَ ِل �أَنْ �أُ َحدِّ َث َعنْ َم َل ٍك ِمنْ َمال ِئ َك ِة ا ِ‬
‫هلل‬ ‫هلل‬
‫َعنْ َجا ِب ِر ْب ِن َع ْب ِد ا ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫ِمنْ َح َم َل ِة ا ْل َع ْر ِ�ش‪� ،‬إِنَّ َما َب ْ َي َ�ش ْح َم ِة ُ�أ ُذ ِن ِه ِ�إ َلى َعا ِت ِق ِه َم ِ�س َري ُة َ�س ْب ِع ِم َئ ِة َع ٍام»‪.‬‬

‫جَ ـ َمـال المــالئـكـة‬


‫خلق اهلل املالئكـة على �أجمـل �صـورة‪ ،‬قـال اهلل تـعالــى يف جـبـريل ‪}:‬‬
‫{ (‪ .)٢‬قــال ابن عبا�س ‪( :‬ذو ِم َّرة‪ :‬ذو منظر ح�سن)‪ ،‬وقيل‪( :‬ذو ِم َّرة‪ :‬ذو‬
‫قوة) وال منافاة بني القولني فهو قوي وح�سن املنظر‪.‬‬
‫والنا�س ُي�ش ِّبهون اجلميل من الب�شر بامللك؛ كــمــا قالت الن�سوة يف نبـي اهلل يـو�سـف ‪ ‬عنــدما‬
‫(‪)٣‬‬
‫ر�أينه‪ }:‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ{‪.‬‬
‫المالئكة هلل تعالى‬
‫ِ‬ ‫ِعبادة‬
‫املالئك ُة عباد طائعون هلل تعالى‪ ،‬جمتهدون يف عبادته ِمن غري �ضعف وال َم َل ٍل‪:‬‬
‫قــال الـ ّلـه تــعــالــى‪} :‬‬
‫ال ي�ضعفون وال ي�س�أمون‬ ‫ال ي�صيبهم �إعيا ٌء وال‬
‫(‪)٤‬‬
‫{‪.‬‬ ‫َمل ٌل من عبادة اهلل‬

‫عبادات المالئكة و�أعمالهم‬


‫ِ‬ ‫�أهم‬
‫للمالئكة الكرام �أعما ٌل كثري ٌة ا�ستع َم َلهم اهلل تعالى عليها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ،‬وغري ذلك‪،‬‬ ‫‪� 1‬أنهم ر�سل اهلل تعاىل �إىل َخل ِقهِ‪ ،‬ينزلون بالوحي على الأنبياء‬
‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(‪)٥‬‬
‫{‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه �أبو داود برقم (‪ ،)4727‬وقال ابن حجر(فتح الباري ‪� :)665/8‬إ�سناده على �شرط ال�صحيح‪.‬‬
‫(‪� )٣‬سورة يو�سف �آية ‪.31‬‬ ‫(‪� )٢‬سورة النجم �آية ‪.6-5‬‬ ‫‪32‬‬
‫(‪� )٥‬سورة فاطر �آية ‪.1‬‬ ‫(‪� )٤‬سورة الأنبياء الآيتان ‪.20-19‬‬
‫‪ ،‬مبي ًنا عمل كل واحد منهم‪.‬‬ ‫�أَذ ُكر �أ�سماء ثالثة من املالئكة‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 1‬ا�سم الـ َملَك‪ ..............................:‬عمله‪.................................... :‬‬
‫‪ 2‬ا�سم الـ َملَك‪ ..............................:‬عمله‪.................................... :‬‬
‫‪ 3‬ا�سم الـ َملَك‪ ..............................:‬عمله‪.................................... :‬‬

‫‪ 2‬ت�سبيح اهلل تعاىل‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ‬


‫(‪)1‬‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ {‪.‬‬
‫‪ 3‬اال�ستغفار للم�ؤمنني‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‬
‫(‪)2‬‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ{‪.‬‬

‫التحذير من الغلو في المالئكة‬


‫وبي بطالن عبادتهم من دون اهلل من عدة �أوجه‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫نهى ال�شرع عن الغلو يف املالئكة َّ‬
‫‪� 1‬أن اهلل تعاىل ح َّذر من عبادة املالئكة واتخاذهم �أربا ًبا من دونه؛ قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫(‪)3‬‬
‫{‪.‬‬
‫‪� 2‬أن املالئكة عباد هلل تعاىل فال ميلكون �شي ًئا من خ�صائ�ص الألوهية؛ قال اهلل تعالى‪} :‬‬

‫{‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫�أن املالئكة يترب�ؤون يف يوم القيامة ممن عبدهم؛ قال اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪3‬‬

‫(‪)5‬‬
‫{‪.‬‬

‫(‪� )3‬سورة �آل عمران �آية ‪.80‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الزمر �آية ‪� )2( .75‬سورة ال�شورى �آية ‪.5‬‬
‫‪33‬‬ ‫(‪� )5‬سورة �سب�أ الآيتان ‪.41-40‬‬ ‫(‪� )4‬سورة الن�ساء �آية ‪.172‬‬
‫‪ 4‬فزع املالئكة و�ضعفهم �أمام قوة اهلل تعاىل وعظمته؛ ف َعنْ �أَ ِبي هُ َر ْي َر َة ‪� ‬أنَّ‬
‫ال�س َما ِء‪�َ ،‬ض َر َب ِت ا َمل َال ِئ َك ُة ِب�أَ ْج ِن َح ِت َها‬
‫�إلى جبريل ‪ n‬ال َّن ِب َّي ‪َ ‬ق َال‪�« :‬إِ َذا َق َ�ضى اهلل الأَ ْم َر ِف َّ‬
‫تكلم به‪ ،‬و�أوحاه‬

‫ال�س ْل ِ�س َل ِة َع َلى َ�ص ْف َو ٍان(‪( )1‬ويف رواية‪َ :‬ي ْن ُف ُذهُ ْم َذ ِل َك) َف ِ�إ َذا‬ ‫ُخ ْ�ض َعا ًنا ِل َق ْو ِل ِه‪َ ،‬ك ِّ‬ ‫خ�ضوعا لقوله‬
‫ً‬
‫يخل�ص ذلك القول‬ ‫عز وجل‪ ،‬وخو ًفا‬
‫ويم�ضي في قلوب‬
‫المالئكة حتى‬
‫ُف ِّز َع َعنْ ُق ُلو ِب ِه ْم‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬م َاذا َق َال َر ُّب ُك ْم؟‪َ ،‬قا ُلوا ِل َّل ِذي َق َال‪ :‬ا َ‬
‫حل َّق‪َ ،‬وهُ َو ال َع ِل ُّي‬ ‫وفزعا‬
‫منه ً‬
‫يفزعوا منه‬ ‫�أزيل الخوف‬
‫قالت المالئكة بع�ضهم‬ ‫والفزع‬
‫(‪)٢‬‬
‫ال َك ِب ُري»‪.‬‬
‫لبع�ض‪ :‬قال اهلل الحق‬
‫ف�إذا كان املالئكة ‪-‬مع �أن اهلل �أعطاهم من القوة والعظمة ما ال يعلمه �إال هو‪ -‬ي�صيبهم هذا‬
‫اخلوف مع ذلك‪ ،‬فال معنى للغلو فيهم وعبادتهم من دون اهلل‪ ،‬وهو له القوة والعظمة املطلقتان‪،‬‬
‫و�إذا كان هذا احلال معهم‪ ،‬فبطالن عبادة غريهم من باب �أولى‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ذكر صفتني من صفات املالئكة‬ ‫َأ ُ‬ ‫‪1‬‬

‫ما احلكمة من خلق اهلل تعالى للمالئكة؟ مع االستدالل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ما حكم عبادة املالئكة؟ مبي ًنا الدليل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ )1‬وهذا ت�شبي ٌه لل�سماع بال�سماع‪ ،‬وفيه �إثبات الكالم بحرف و�صوت كما يليق بجالل اهلل وعظمته ال ي�شبه كالم اخللق‪ ،‬مثل " �إنكم �سرتون ربكم‬
‫كما ترون القمر ليلة البدر" ت�شبيه للر�ؤية بالر�ؤية يف و�ضوحها ‪ ،‬واهلل �سبحانه" لي�س كمثله �شيء" في�سمع املالئكة �صوت ًا عظيم ًا هو �صوت احلق‬
‫�سبحانه‪ ،‬في�صعقون ب�سببه ويكون هذا ال�سماع ك�سماع �صوت ال�سل�سلة على احلجر الأمل�س الذي تفزع منه النفو�س لقوته‪.‬‬ ‫‪34‬‬
‫(‪� )٢‬أخرجه البخاري رقم(‪ ،)4424‬والروايات املذكورة يف املو�ضع نف�سه‪.‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫وال�صالِحِ َ‬
‫ين‬ ‫َّ‬ ‫َمكا َن ُة الأَ ْولِياءِ‬ ‫الدرس‬
‫ير مِ َن ال ُغ ُل ِّو فِ ي ِهم‬‫َوال َّت ْحذِ ُ‬
‫‪٦‬‬ ‫الخامس‬

‫تمهيد‬
‫اهلل عـز وجـل قـريب ِمن عبـاده رحيـم بهم اليحـتاج إلـى أن يكـون بينـه وبيـن عـبـاده‬
‫وسطاء يوصلون إليه حاجات خلقه؛ ألنه سبحانه العالم بخفايا األمور‪ ،‬القوي القادر‬
‫على كـل شيء؛ قـال اهلل تعالـى‪} :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫{‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن هناك من اتخذ األولياء والصاحلني معبودين من دون اهلل‪ ،‬يدعوهم‪ ،‬ويستغيث‬
‫بهم‪ ،‬ويقدم لهم الذبائح والنذور‪ ،‬ويزعم أنه يفعل ذلك ليقربوه إلى اهلل تعالى‪.‬‬

‫المرا ُد بالولي‬
‫هلل تعاىل هو‪ :‬امل�ؤمن ال َّت ُّ‬
‫قي‪.‬‬ ‫لا ِ‬‫َو ِ ُّ‬
‫قال �شيخ الإ�سالم ابن تيم َّية رحمه اهلل‪ :‬ك ُّل َمن كان م�ؤم ًنا تق ًّيا كان هلل ول ًّيا‪ ،‬وهم على درجتني‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ق�س َمهم اهلل تعالى‪.‬‬ ‫أ�صحاب اليمني املقت�صدون؛ كما َّ‬ ‫ُ‬ ‫ال�سابقون املق َّربون‪ ،‬و�‬

‫مكانة الأولياء وال�صالحين‬


‫للأولياء وال�صاحلني منزلة رفيعة عند اهلل‪ ،‬تت�ضح مما ي�أتي‪:‬‬
‫‪� 1‬أنه ال خوف عليهم يف الآخرة من عقاب اهلل‪ ،‬وال هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا‪ ,‬قال اهلل‬
‫تعالى‪}:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫{‪.‬‬
‫‪� 2‬أن من عادى �أولياء اهلل فقد توعده اهلل تعالى باحلرب‪ ،‬كما يف حديث �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫(‪)4‬‬
‫ر�سول اهلل ‪� :‬إن اهلل قال‪ « :‬من عادى يل ول ّي ًا فقد �آذنته باحلرب» ‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫(‪ )2‬جمموع فتاوى �شيخ الإ�سالم ابن تيمية ‪.224/2‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة البقرة �آية ‪.186‬‬
‫(‪� )4‬أخرجه البخاري رقم (‪.)6137‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )3‬سورة يون�س الآيتان ‪.63-62‬‬
‫�أ�صل الغلو في الأولياء وال�صالحين‬
‫كان يف قوم نوح ‪ ‬رجال �صاحلون‪ ،‬فلما ماتوا �ص َّور قومهم لهم ال�صور‪ ،‬ون�صبوها يف‬
‫جمال�سهم‪ ،‬ليتذكروهم ويقتدوا بهم يف العبادة‪ ،‬ثم تالعب بهم ال�شيطان حتى عظموا هذه‬
‫ال تتركوا عبادة �أ�صنامكم‬
‫‪ 1‬قال اهلل تعالى يف قوم نوح ‪} :‬‬
‫�أ�سماء لرجال‬
‫و�سو�س لهم‬ ‫يف تف�سريه‬ ‫ا�س‬‫{(‪ ،)1‬قال عب ُد اهلل ْبنُ َع َّب ٍ‬ ‫�صالحين من‬
‫التماثيل الم�صورة‬ ‫ال َني ِمنْ َق ْو ِم ُن ٍوح‪َ ،‬ف َل َّما َه َل ُكوا �أَ ْو َحى َّ‬
‫ال�ش ْي َطانُ‬ ‫أ�سماءثم لهذه الآية‪� :‬أَ ْ�س َما ُء ر َِج ٍال َ�ص ِ ِ‬ ‫قوم نوح ‪‬‬
‫على �صور �أولئك‬ ‫�صارت �‬
‫وها‬ ‫َ‬
‫ما ِل ِ�س ِه ُم ا َّل ِتي َكا ُنوا َي ْج ِل ُ�سونَ �أ ْن َ�صا ًبا‪َ ،‬و َ�س ُّم َ‬ ‫َ‬
‫لأ�صنام عبدت من �إِ َلى َق ْو ِم ِه ْم‪� ،‬أ ِن ا ْن ِ�ص ُبوا �إِ َلى َ َ‬
‫ال�صالحين‬
‫دون اهلل‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِب�أ ْ�س َما ِئ ِه ْم‪َ ،‬ف َف َعلوا‪َ ،‬فل ْم ُت ْع َب ْد‪َ ،‬حتَّى �إِذا َهلك �أول ِئك‪َ ،‬و َت َن َّ�سخَ ال ِعل ُم ُع ِب َد ْت ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫َ‬
‫لما مات الذين �صوروا التماثيل‪ ،‬و ُن�سي‬
‫ال�سبب الذي من �أجله ن�صبت عبدها‬
‫الذين �أتوا بعدهم من دون اهلل‬

‫َقا َل ْت‪َ :‬ل َّما ا�شْ َت َكى ال َّنب ُِّي ‪َ ‬ذ َك َر ْت َب ْع ُ�ض ِن َ�سا ِئ ِه َك ِن َ‬
‫ي�س ًة َر�أَ ْي َن َها ِب�أَ ْر ِ�ض‬ ‫عن َعا ِئ�شَ َة‬ ‫‪2‬‬
‫احل َب�شَ ِة‪ ،‬فَذَ َك َرتَا‬ ‫�أَ َت َتا �أَ ْر َ�ض َ‬ ‫(ما ِر َي ُة)‪َ ،‬و َكا َن ْت �أُ ُّم َ�س َل َم َة‪َ ،‬و ُ�أ ُّم َحبِي َب َة‬ ‫احل َب�شَ ِة ُيق ُ‬
‫َال َل َها‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ات ِم ْن ُه ُم ال َّر ُج ُل َّ‬
‫ال�صا ِل ُح‬ ‫ِم ْن ُح ْ�س ِن َها َوت ََ�صاوِي َر ِفي َها‪َ ،‬ف َر َف َع َر�أْ َ�س ُه ‪َ ،‬ف َقالَ ‪�« :‬أُو َل ِئ ِك � َإذا َم َ‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫خل ْلقِ ِعن َْد اهلل»‪.‬‬ ‫ال�صو َرةَ‪�ُ ،‬أو َل ِئ ِك ِ�ش َرا ُر ا َ‬ ‫َب َن ْوا َع َلى َق ْ ِب ِه َم ْ�سجِ ًدا‪ُ ،‬ث َّم َ�ص َّو ُروا ِفي ِه ِت ْل َك ُّ‬ ‫مو�ض ًعا‬
‫للعبادة‬
‫فه�ؤالء جمعوا فتنتني‪ :‬فتنة القبور وفتنة التماثيل‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة نوح �آية ‪.23‬‬


‫(‪� )2‬أخرجه البخاري‪ ،‬رقم (‪.)4636‬‬ ‫‪36‬‬
‫(‪� )3‬أخرجه البخاري‪ ،‬رقم (‪ ،)1276‬وم�سلم برقم (‪.)528‬‬
‫�شبهة الم�شركين في عبادة الأولياء وال�صالحين من دون اهلل‬
‫كانت �شبهة امل�شركني يف عبادة الأولياء وال�صاحلني من دون اهلل تعالى زعمهم �أن الأولياء‬
‫جاها ومنزل ًة رفيع ًة عند اهلل تعالى‪ ،‬و�أن عبادتهم‬
‫وال�صاحلني �أقرب هلل تعالى منهم‪ ،‬و�أن لهم ً‬
‫لهم �إمنا هي ليكونوا وا�سط ًة بينهم وبني اهلل تعالى يقربونهم �إليه؛ قال اهلل تعالى عن امل�شركني‪:‬‬
‫}‬
‫قربى ومنزلة‬
‫(‪)1‬‬
‫{‪.‬‬
‫ومل يكن على عهد ال�صحابة والتابعني وتابعيهم بنا ٌء على قبور الأنبياء وال�صحابة وال‬
‫مدَثة بعد ذلك‪.‬‬ ‫�أحد من �أهل بيت النبوة بل عامة هذه الأبنية ُ ْ‬

‫وال�صالحين‬
‫ِ‬ ‫�أ�سباب ُب ْط َالن ِع َبا َد ِة ال ِ‬
‫أولياء‬
‫َّبي اهلل تعالى بطالن عبادة الأولياء وال�صاحلني‪ ،‬واتخاذهم �شفعاء عند اهلل تعالى من وجوه‬
‫عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪� 1‬أن الأولياء وال�صاحلني يعبدون اهلل تعالى تقر ًبا �إليه وابتغاء للو�سيلة عنده‪،‬‬
‫الذين اتخذهم‬
‫فكيف تطلب الو�سيلة والقربى �إلى اهلل تعالى منهم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫الم�شركون �آلهة‬ ‫القربة بالطاعة‬
‫كالمالئكة والأنبياء‬ ‫والدرجة العليا‬
‫{‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫�أن الأولياء وال�صاحلني مملوكون هلل تعالى‪ ،‬ولي�س لهم من ال ُم ْلك �شيء‪ ،‬فكيف‬ ‫‪2‬‬
‫يطلب منهم ما ال ميلكونه؟ قال اهلل تعالى‪} :‬ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫(‪)3‬‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ{‪.‬‬
‫�أن الأولياء وال�صاحلني ال ينفعون �أنف�سهم وال ي�ضرون‪ ،‬ولي�س لهم �شيء من خ�صائ�ص‬ ‫‪3‬‬
‫الربوبية �أو الألوهية‪ ،‬فكيف ُيع َبدون من دون اهلل‪ ،‬ولطلب �شفاعتهم عند اهلل فيظنون �أنهم‬
‫�إذا عبدوهم ر�ضوا عنهم ف�شفعوا لهم‪ ،‬قال تعالى‪} :‬ﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‬
‫ﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮯﮰ{(‪ ،)٤‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫}ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ{(‪.)٥‬‬
‫‪37‬‬ ‫(‪� )3‬سورة املائدة �آية ‪.76‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الإ�سراء �آية ‪.57‬‬
‫(‪� )٥‬سورة الرعد �آية ‪.16‬‬
‫(‪� )1‬سورة الزمر �آية ‪.3‬‬
‫(‪� )٤‬سورة يون�س �آية ‪.١٨‬‬
‫الواجب على امل�سلم نحو كل من‪:‬‬
‫َ‬ ‫بالتعاون مع جمموعتي‪� ،‬أَكتُب يف اجلدول التايل‬
‫الأنبياء واملالئكة والأولياء وال�صاحلني‪.‬‬
‫الواجب لهم‬ ‫النوع‬
‫الأنبياء‬
‫املالئكة‬
‫الأولياء وال�صاحلون‬

‫من الذي يستحق أن يطلق عليه اسم ولي؟ وما صفاته؟ مع الدليل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ُأوضح كيف تكون عبادة األولياء والصاحلني‪ ،‬مب ِّي ًنا بطالن عبادتهم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫هل عبدت األمم السابقة األولياء والصاحلني؟ وكيف وقع ذلك؟‬ ‫‪3‬‬

‫ما الشبهة التي يحتج بها من يعبد األولياء والصاحلني؟‬ ‫‪4‬‬

‫‪38‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫الإخال�ص هلل وما ي�ضا ّده‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫ُ�شروط َق ِ‬
‫بول العِ َباد َِة‬ ‫‪٧‬‬ ‫السابع‬

‫تمهيد‬
‫موحدا هلل عز وجل حق توحيده‪ ،‬حتى يخلص هلل تعالى في أقواله وأعماله‪،‬‬
‫ً‬ ‫ال يكون اإلنسان‬
‫بأن يريد بأعماله الصاحلة وجه اهلل تعالى‪ ،‬والبد من شرط آخر كي تقبل طاعته‪ ،‬فما شروط‬
‫قبول العبادة؟‬

‫ُ�شروط َق ِ‬
‫بول العِ َبادَةِ‬
‫ال يقبل اهلل تعالى ً‬
‫عمل للم�سلم �إال �إذا توفر فيها �شرطان‪ ,‬هما‪:‬‬

‫إخال�ص هلل تعاىل‬


‫ُ‬ ‫ال‬ ‫‪1‬‬
‫{(‪.)1‬‬ ‫�أ قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫�سمعت ر�سول اهلل ‪ ‬يقول‪َ َّ �« :‬إنا الأَ ْع َم ُال ِبال ِّن َّي ِ‬
‫ات‪َ ،‬و� َّ َإنا‬ ‫ُ‬ ‫اب ‪ ‬قال‪:‬‬‫ال َّط ِ‬‫ب عن ُع َم َر ْب ِن ْ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ِل ُك ِّل ْام ِر ٍئ َما َن َوىِ »‪.‬‬
‫امل َت ُ‬
‫ابعة لر�سول اهلل ‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫ل�س َّن ِة ِّ‬
‫النبي ‪ ‬من غري زيادة عليها وال نق�صان‪.‬‬ ‫والمراد بها �أن يكون العمل مواف ًقا ُ‬
‫الدليل عليها‬
‫�أ قول اهلل تعالى‪Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á} :‬‬
‫�أن�ش�أ وابتدع‬ ‫‪.)3({ÒÑÐÏ‬‬
‫قال‪«َ :‬منْ �أَ ْح َد َث يف �أَ ْم ِر َنا‬ ‫َز ْو ِج ال َّن ِب ِّي ‪� ‬أَنَّ ال َّن ِب َّي ‪َ ‬‬ ‫حديث � ِّأم امل�ؤمن َني َعا ِئ َ�ش َة‬ ‫ب‬
‫َه َذا َما َل ْي َ�س ِفي ِه َف ُه َو َر ٌّد»‪ ،‬ويف رواي ٍة‪«َ :‬منْ َع ِم َل َع َم ًال َل ْي َ�س َع َلي ِه �أَ ْم ُر َنا َف ُه َو َر ٌّد» (‪.)4‬‬
‫في �شرعنا وديننا‬ ‫مردود على �صاحبه‬

‫(‪� )1‬سورة الزمر �آية ‪� )2( .11‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)1‬وم�سلم برقم (‪.)1907‬‬
‫(‪� )4‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)٢٥٥٠‬وم�سلم برقم (‪.)١٧١٨‬‬ ‫(‪� )3‬سورة الأحزاب �آية ‪.21‬‬
‫‪40‬‬
‫‪‬‬ ‫كيفية المتابعة لر�سول اهلل‬
‫املتابعة ال تتحقق �إال �إذا كان العمل مواف ًقا لل�شريعة يف �أمور �ستة‪:‬‬
‫الأول‪ :‬ال�سبب‪ ،‬ف�إذا تعبد الإن�سان هلل عبادة مقرونة ب�سبب لي�س �شرعي ًا فهي بدعة‪ ،‬مثال ذلك‬
‫�إقران العبادة �صوم ًا �أو �صالة �أو غري ذلك ب�شهر معني كرجب �أو �شعبان �أو غريها‪ ،‬فال�صوم‬
‫وال�صالة عبادة ولكن ملا قرنت ب�سبب غري م�شروع كانت بدعة‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬اجلن�س‪ ،‬فال بد �أن تكون العبادة موافقة لل�شرع يف جن�سها‪ ،‬فلو تعبد �إن�سان هلل بعبادة مل‬
‫ي�شرع جن�سها فهي غري مقبولة‪ ،‬مثال ذلك �أن ي�ضحي رجل بفر�س‪ ،‬فال ي�صح �أ�ضحية؛ لأنه خالف‬
‫ال�شريعة يف اجلن�س‪ ،‬فالأ�ضاحي ال تكون �إال من بهيمة الأنعام‪ ،‬الإبل‪ ،‬البقر‪ ،‬الغنم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ال َقدْر‪ ،‬فلو �أراد �إن�سان �أن يزيد �صالة على �أنها فري�ضة فنقول‪ :‬هذه بدعة غري مقبولة‬
‫لأنها خمالفة لل�شرع يف ال َق ْدر‪.‬‬
‫رجل تو�ض�أ فبد�أ بغ�سل رجليه‪ ،‬ثم م�سح ر�أ�سه‪ ،‬ثم غ�سل يديه‪ ،‬ثم وجهه‬ ‫الرابع‪ :‬الكيفية‪ ،‬فلو �أن ً‬
‫فنقول‪ :‬و�ضوءه باطل؛ لأنه خمالف لل�شرع يف الكيفية‪.‬‬
‫رجل �ضحى يف �أول �أيام ذي احلجة فال تقبل الأ�ضحية ملخالفة ال�شرع‬ ‫اخلام�س‪ :‬الزمان‪ ،‬فلو �أن ً‬
‫يف الزمان‪.‬‬
‫رجل �أراد �أن يطوف فوجد املطاف مزدح ًما فطاف خارج‬ ‫ال�ساد�س‪ :‬املكان‪ ،‬ومن الأمثلة لو �أن ً‬
‫امل�سجد فال ي�صح طوافه لأن مكان الطواف البيت(‪.)1‬‬

‫{‬
‫(‪)2‬‬
‫ت�ضمن قول اهلل تعالى‪}:‬‬
‫�شرطي قبول العمل �أُو�ضح ذلك‪.‬‬
‫التو�ضيح‬ ‫ما يدل عليه من الآية الكرمية‬ ‫ال�شرط‬

‫إخال�ص‬
‫ال ُ‬
‫املُتابع ُة‬
‫‪41‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الإبداع يف كمال ال�شرع وخطر االبتداع موقع ال�شيخ العالمة حممد العثيمني‪.‬‬
‫(‪� )2‬سورة الكهف �آية ‪.110‬‬
‫الع َباد َِة‬ ‫ُ�شروط َق ِ‬
‫بول ِ‬

‫امل َتابع ُة لرسول اهلل ‪ ،‬واملراد بها‪ :‬أن‬ ‫الص هلل تعالى‪ :٫٫٫‬إفراد اهلل‬
‫اإلخ ُ‬
‫ْ‬
‫النبي ‪ ‬من غير‬
‫ِّ‬ ‫لس َّن ِة‬
‫يكون العمل موافقا ُ‬ ‫بالطاعات فتكون طاعته هلل وحده ال‬
‫زيادة عليها وال نقصان‪.‬‬ ‫شريك له‪.‬‬

‫�أق�سام النا�س في تحقيق ُ�شروط َق ِ‬


‫بول العِ َبادةِ‬
‫النا�س في تحقيق ُ�شروط َقبول ال ِع َبا َد ِة ثالثة �أق�سام‪:‬‬
‫ُ‬
‫الم َّت ِب ُع‬ ‫الق�سم ال ُ‬
‫أول‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫وتم�سك ب�س َّنة النبي ‪ ،‬وهذا هو المحقق‬
‫وهو‪ :‬الذي �أخل�ص عبادته هلل وحده ال �شريك له‪َّ ،‬‬
‫ل�شرطي َق ِ‬
‫بول ال ِع َبا َد ِة‪.‬‬
‫الم ْب َت ِد ُع‬
‫الق�سم الثاني‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫وهو‪ :‬الذي �أخل�ص عبادته هلل وحده ال �شريك له‪ ،‬ولكنه خالف ال�س ّنة في عبادته‪ ،‬ف�أحدث في العبادة‬
‫�أمر ًا من عنده لي�س في دين اهلل تعالى‪ ،‬فهذا قد حقق ال�شرط الأول لقبول العبادة وهو الإخال�ص‪،‬‬
‫ولكنه خالف ال�شرط الثاني وهو المتابعة‪ ،‬فعبادته غير �صحيحة‪.‬‬
‫الم ْ�ش ِر ُك‬ ‫ُ‬
‫الثالث‪ُ :‬‬ ‫الق�سم‬
‫ُ‬
‫وهو‪ :‬الذي َع َبدَ اهلل تعالى‪َ ،‬وع َبدَ معه غيره‪ ،‬فهذا م�شرك ال ت�صح منه العبادة � ً‬
‫أ�صل‪ ،‬ولم يتحقق‬
‫للنبي ‪ ‬في � ِ‬
‫أ�صل ِدي ِن ِه‪ ،‬وهو التوحيد‪.‬‬ ‫فيه ال�شرطان لإ�شراكه ومخالفته ِّ‬

‫ما شروط َق ُبولِ ا ْل َع َبا َد ِة؟‬ ‫‪1‬‬

‫وط َق ُب ْولِ ال ِعبا َدة؟‬ ‫اس ِفي َ ْت ِق ِ‬


‫يق شُ ُر ِ‬ ‫ما أ ْقسا ُم ال َّن ِ‬ ‫‪2‬‬

‫أذكر األمور الستة التي ال تتحقق املتابعة في العبادة إال بها‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪42‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫الإخال�ص هلل عز وجل‬ ‫‪٨‬‬ ‫الثامن‬

‫تمهيد‬
‫اإلخالص هلل أساس الدين وروح العبادة ولب التوحيد‪ ،‬وسبب لقبول األعمال والنجاة في اآلخرة‬
‫من عذاب اهلل وعليه مدار قبول األعمال وردها وتفاضلها‪ ،‬قال ابن القيم رحمه اهلل‪( :‬فاألعمال‬
‫ال تتفاضل بصورها وعددها‪ ،‬وإمنا تتفاضل بتفاضلها في القلوب‪ ،‬فتكون صورة العملني واحدة‪،‬‬
‫وبينهما من التفاضل كما بني السماء واألرض)(‪.)1‬‬

‫يمةٌ‬
‫إخال�ص عِ َبا َدةٌ َعظِ َ‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫تعريف الإخال�ص‬

‫لغ ًة‪ :‬الت�صفية من ال�شوائب‪.‬‬

‫ا�صطالحا‪ :‬ابتغاء اهلل وحده بالعمل ال�صالح‪.‬‬


‫ً‬

‫حكم الإخال�ص هلل تعالى‬


‫الإخال�ص واجب على العبد لأدلة منها‪:‬‬
‫‪ 1‬قال اهلل تعالى‪ }:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ {(‪.)2‬‬
‫‪ 2‬قال اهلل تعالى‪ }:‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ{(‪.)3‬‬
‫‪ 3‬عن عمر بن اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ‪�« :‬إمنا الأعمال بالنيات و�إمنا لكل ٍ‬
‫امرئ‬
‫ما نوى»(‪.)4‬‬
‫«قال اهلل َت َبا َر َك َو َت َعا َلى‪� :‬أ َنا �أَغْ نَى ُّ‬
‫ال�ش َر َكا ِء‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫هلل ‪َ ‬‬ ‫‪ 4‬حديث �أبي ُه َر ْي َر َة ‪َّ � ‬أن َ‬
‫ر�سول ا ِ‬
‫َ (‪)5‬‬
‫ال�ش ْر ِك‪َ ،‬منْ َع ِم َل َع َم ًال �أَ ْ�ش َر َك في ِه َم ِع َي َغ ْ ِيي َت َر ْك ُت ُه َو ِ�ش ْركهُ»‪.‬‬
‫َع ِن ِّ‬
‫ومعنى احلديث‪� :‬أن من عمل �شي ًئا هلل ولغريه من املخلوقني ف�إن اهلل تعالى ال يقبل عمله‪ ،‬بل‬
‫يرتكه لذلك الغري‪ ،‬فيكون عمله باط ًال ال ثواب فيه وي�أثم به‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫(‪� )3‬سورة الزمر �آية ‪.2‬‬ ‫(‪� )2‬سورة الزمر �آية ‪.11‬‬ ‫(‪ )1‬مدارج ال�سالكني ج‪� 1‬ص ‪.340‬‬
‫(‪� )5‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)2985‬‬ ‫(‪� )4‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)1‬وم�سلم برقم (‪.)1907‬‬
‫�أهمية الإخال�ص‬
‫الإخال�ص له �أهمية كبرية تتلخ�ص فيما ي�أتي‪:‬‬
‫‪� 1‬أن الإخال�ص �أ�سا�س الأعمال و ُل ُّبهَا‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ } :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ{(‪.)1‬‬
‫‪ 2‬الإخال�ص �أهم �أعمال القلوب و�أعظمها‪ ،‬و�أعمال اجلوارح تبع له‪ ،‬فالإخال�ص مبنزلة امللك‬
‫وعمل اجلوارح مبنزلة اجلنود‪.‬‬
‫‪� 3‬أن اهلل �أمر عباده بالإخال�ص له‪ ،‬فقال اهلل تعالى‪} :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ{(‪.)2‬‬
‫‪ 4‬الإخال�ص يدخل يف جميع الأعمال‪ ،‬قـال الـنـبي ‪�« :‬إنـمـا الأعـمــال بالنيات و�إنـما لكـل‬
‫امرئ ما نوى»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪� 5‬أن الأعمال ال تقبل �إال بالإخال�ص هلل تعاىل‪ ،‬ق��ال اهلل تعال��ى‪ } :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ{(‪ .)3‬قال الف�ضيل بن عيا�ض‪ :‬هو �أخل�صه و�أ�صوبه‪ .‬قالوا‪ :‬يا �أبا علي‪:‬‬
‫خال�صا ومل يكن �صوا ًب��ا مل يقبل‪ ،‬و�إذا كان‬
‫م��ا �أخل�ص��ه و�أ�صوبه؟ فق��ال‪�( :‬إن العمل �إذا كان ً‬
‫خال�صا �صوا ًبا‪ .‬واخلال�ص �أن يكون هلل وال�صواب‬
‫خال�صا مل يقبل‪ ،‬حتى يكون ً‬ ‫�صوا ًبا ومل يكن ً‬
‫�أن يك��ون عل��ى ال�س��نة)(‪ ،)4‬ثم قر�أ قول��ه تعال��ى‪ } :‬ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ‬
‫ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ{(‪.)5‬‬
‫‪ 6‬عدم الإخال�ص هلل يف العمل يبطل العمل‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ{(‪.)6‬‬

‫بالرجوع �إلى كتاب القول ال�سديد يف مقا�صد التوحيد ا�ستخرج من كالم امل�ؤلف‬ ‫‪١‬‬
‫ال�شيخ عبدالرحمن ال�سعدي‪� ..‬أهمية الإخال�ص هلل تعالى‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫(‪� )3‬سورة امللك �آية ‪ .2‬‬ ‫(‪� )2‬سورة البينة �آية ‪.5‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الزمر الآيات ‪.3-2‬‬
‫(‪� )6‬سورة الفرقان �آية ‪.23‬‬ ‫(‪� )5‬سورة الكهف �آية ‪.110‬‬ ‫(‪ )4‬حلية الأولياء ج‪� 8‬ص ‪.95‬‬
‫الأ�سباب المعينة على الإخال�ص هلل عز وجل‬
‫معرفة اهلل عز وجل ب�أ�سمائه و�صفاته واخلوف منه وتعظيمه‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫معرفة اخللق و�أنهم �ضعفاء ال ميلكون �ض ًّرا وال نف ًعا وال ي�ستحقون �أن يبطل الإن�سان عمله‬ ‫‪2‬‬
‫ال�صالح لأجلهم‪.‬‬
‫معرفة عاقبة الإخال�ص هلل عز وجل يف الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫معرفة م�ضار الرياء على عمل العبد يف دنياه و�أخراه‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫اخلوف من �سوء اخلامتة؛ لأن املوت ي�أتي بغتة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ثمرات الإخال�ص هلل تعالى‬


‫للإخال�ص هلل ثمار يف الدنيا والآخرة‪ ،‬من �أهمها‪:‬‬
‫‪ 1‬ح�صول تقوى اهلل ور�ضاه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪} :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ {(‪.)1‬‬
‫الفوز ب�شفاعة النبي ‪ ‬يف الآخرة‪ ،‬والدليل حديث �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر�سول اهلل‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫من �أ�سعد النا�س ب�شفاعتك يوم القيامة؟ قال ر�سول اهلل ‪َ « :‬ل َق ْد َظ َن ْن ُت َيا َ�أ َبا هُ َر ْي َر َة َ�أن‬
‫ا�س‬‫يث‪� ،‬أَ ْ�س َع ُد ال َّن ِ‬ ‫يث �أَ َح ٌد �أَ َّو ُل ِم ْن َك؛ ِ َلا َر�أَ ْي ُت ِمنْ ِح ْر ِ�ص َك َع َلى َ‬
‫احل ِد ِ‬ ‫َال َي ْ�س�أَل ِني َعنْ َه َذا َ‬
‫احل ِد ِ‬
‫الق َي َام ِة‪َ ،‬م ْن َق َال‪َ :‬ال �إِ َل َه �إِ َّل اهللُ‪ ،‬خَ ا ِل ً�صا ِم ْن َق ْل ِب ِه‪� ،‬أَ ْو َنف ِْ�س ِه»(‪ )2‬فمن كان‬ ‫ِب َ�شف َ‬
‫َاع ِتي َي ْو َم ِ‬
‫خمل�صا هلل ومكم ًال لتوحيده فهو �أحرى ب�شفاعة النبي ‪.‬‬ ‫ً‬
‫مغفرة الذنوب‪ ،‬والدليل حديث �أَ ِبي هُ َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ق َال ال َّن ِب ُّي ‪َ « :‬ب ْي َن َما َر ُج ٌل َ ْي ِ�شي‬ ‫‪3‬‬
‫اهلل َل ُه َف َغ َف َر َل ُه»(‪ ,)3‬قال �شيخ الإ�سالم‬ ‫الط ِر ِي ِق‪َ ،‬ف َ�أ َّخ َر ُه َف َ�شك َر َ‬
‫ِب َط ِر ٍيق‪َ ،‬و َجدَ ُغ ْ�صنَ َ�ش ْو ٍك َع َلى َّ‬
‫ابن تيمية رحمه اهلل‪( :‬والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإن�سان على وجه يكمل فيه �إخال�صه‬
‫كالبغي التي �سقت كل ًبا‬ ‫ِّ‬ ‫فيغفر اهلل له به كبائر‪ ،‬و�إال ف�أهل الكبائر كلهم يقولون ال �إله �إال اهلل‪.‬‬
‫فقد ح�ضر يف قلبها من الإخال�ص ما ال يعلمه �إال اهلل فغفر اهلل لها)(‪.)4‬‬

‫‪45‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري برقم (‪.)99‬‬


‫(‪ )4‬منهاج ال�سنة (‪ )٢١٨/٦‬بت�صرف‪.‬‬
‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة الليل الآيات ‪.21-17‬‬
‫(‪� )3‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)٦٥٢‬وم�سلم برقم (‪ .)١٩١٤‬‬
‫غي به وجهه‪ ،‬فعن �أبي �أمامة ‪ ‬قال‪ :‬جاء‬ ‫لأن اهلل تعالى ال يقبل من العمل �إال ما كان خال�ص ًا واب ُت َ‬
‫والذكر ما له؟ فقال ر�سول اهلل‬ ‫رجل �إلى ر�سول اهلل ‪ ‬فقال‪� :‬أر�أيتَ رج ًال غزا يلتم�س الأج َر ِّ‬
‫ثالث مرا ٍر ويقول ر�سول اهلل ‪« :‬ال �شي َء له »‪ ،‬ثم قال‪�« :‬إنّ ا َ‬
‫هلل‬ ‫‪ « :‬ال �شي َء له »‪ ،‬ف�أعادها َ‬
‫ال يقب ُل من العمل �إال ما كان له ً‬
‫خال�صا واب ُت ِغ َي به وج ُهه »(‪.)١‬‬
‫‪ 4‬تنقية القلب من احلقد واحل�سد‪ ،‬وتهذيب النف�س وحت�صينهما من �سيئ ال�صفات‪ ،‬والدليل‬
‫حديث عبد اهلل بن م�سعود ‪ ،‬عن النبي ‪ « :‬ثالث ال يغل عليهن قلب م�سلم‪� :‬إخال�ص‬
‫العمل هلل‪ ،‬ومنا�صحة �أئمة امل�سلمني‪ ،‬ولزوم جماعتهم‪ ،‬ف�إن الدعوة حتيط من ورائهم» (‪.)٢‬‬
‫‪ 5‬تفريج الكروب و�إزالة الهموم و�إراحة النفو�س‪ ،‬والدليل على ذلك قوله تعالى‪} :‬ﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ{(‪ .)٣‬وحديث الثالثة الذين حب�ستهم �صخرة َف َف َّرج اهلل عنهم‬
‫ب�سبب �إخال�صهم هلل عز وجل(‪.)٤‬‬
‫�إدراك العبد الأجر على العمل الذي يعجز عنه‪ ،‬والدليل حديث �أن�س بن مالك ‪� ،‬أن ر�سول‬ ‫‪7‬‬
‫اهلل ‪ ‬رجع من غزوة تبوك فدنا من املدينة‪ ،‬فقال‪�« :‬إن باملدينة �أقوا ًما‪ ،‬ما �سرمت م�س ًريا‪،‬‬
‫وال قطعتم واد ًيا �إال كانوا معكم»‪ ،‬قالوا‪ :‬يا ر�سول اهلل‪ ،‬وهم باملدينة؟ قال‪« :‬وهم باملدينة‪،‬‬
‫حب�سهم العذر»(‪.)٥‬‬

‫بالرجوع ل�صحيح البخاري‪� ،‬أذ ُكر ملخ�ص ق�صة الثالثة الذين حب�ستهم‬ ‫‪2‬‬
‫ال�صخرة َف َف َّرج اهلل عنهم‪ ،‬و�أذ ُكر ثالث فوائد متعلقة مبو�ضوع الدر�س‪.‬‬

‫(‪� )٢‬أخرجه الرتمذي برقم (‪.)2658‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )١‬أخرجه الن�سائي برقم (‪.)3140‬‬
‫(‪� )٤‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)5974‬و�أخرجه م�سلم برقم (‪.)٢٧٤٣‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )٣‬سورة لقمان �آية ‪.32‬‬ ‫‪46‬‬
‫(‪� )٥‬أخرجه البخاري يف كتاب املغازي‪ ،‬باب برقم (‪.)4423‬‬
‫وشرعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُأ ّ‬
‫عرف اإلخالص لغ ًة‬ ‫‪1‬‬

‫ما الدليل على وجوب اإلخالص؟‬ ‫‪2‬‬

‫ُ‬
‫أذكر ثالثة أمور تدل على أهمية اإلخالص‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ُ‬
‫أذكر أربع ثمرات لإلخالص مهمة في نظري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪47‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫ـاء وخـطـره‬
‫الـر َي ُ‬
‫ِّ‬ ‫‪٩‬‬ ‫التاسع‬

‫تمهيد‬

‫اإلخــاص هلل وحده عبادة عظيمة لها أثر في الدنيا واآلخــرة‪ ،‬ومما يقدح فيها ويضادها الرياء‬
‫والسمعة‪.‬‬

‫الريَاءِ‬
‫تعريف ِّ‬

‫لغ ًة‪ :‬م�أخوذ ِمن الر�ؤية‪.‬‬

‫�شرعا‪� :‬إظهار ال�شخ�ص العبادة بق�صد �أن يراها النا�س‪ ،‬فيحمدوه عليها‪.‬‬
‫ً‬

‫�سمع النا�س �شي ًئا من‬


‫ال�س ْم َع ُة‪ ،‬م�أخوذ من اال�ستماع‪ ،‬وذلك �أن ُي ِ‬
‫ِومن ال ِّر َياءِ‪ُّ :‬‬
‫كذكر اهلل تعالى‪ ،‬لكي يثني عليه النا�س‪.‬‬ ‫الطاعة واخلري ِ‬

‫ظه ُر �أن العمل هلل‪ ،‬ويخفي يف‬


‫اخلفي‪ ،‬لأن �صاحبه ُي ِ‬
‫َّ‬ ‫رك‬ ‫وي�سمى ال ِّر َيا ُء‪ِّ :‬‬
‫ال�ش َ‬
‫قلبه �أنه لغري اهلل‪.‬‬

‫الريَاءِ‬
‫�أمثلة ِّ‬
‫�أنْ ُي َح ِّ�سنَ الإن�سانُ �صال َت ُه ِل َيا ُه ُ‬
‫النا�س و ُيثنوا علي ِه‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫�أنْ يت�ص َّد َق الإن�سانُ ِل ُي ْث ِن َي َعلي ِه ال َّن ُ‬
‫ا�س‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪48‬‬
‫�أَذ ُكر ثالثة �أمثلة �أخرى للرياء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪..................................................................................................................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫الريَاءِ‬
‫حكم ِّ‬
‫الرياء حرام‪ ،‬وهو ِمن ال�شِّ رك الأ�صغر‪.‬‬
‫والدليل على هذا‬
‫ق��ول اهلل تعال��ى‪}:‬‬ ‫‪1‬‬
‫{(‪.)1‬‬
‫اف َع َل ْي ُك ُم‬‫هلل ‪َ ‬ق َال‪�« :‬إِنَّ �أَ ْخ َو َف َما �أَ َخ ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫م ُمو ِد ْب ِن َل ِب ٍيد الأَ ْن َ�صا ِر ِّي ‪� ‬أَنَّ َر ُ�س َ‬ ‫حديث َ ْ‬ ‫‪2‬‬
‫هلل َع َّز َو َج َّل‬
‫ول ا ُ‬ ‫هلل؟ َق َال‪« :‬ال ِّر َيا ُء‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫ول ا ِ‬‫ال�ش ْر ُك الأَ ْ�ص َغ ُر َيا َر ُ�س َ‬
‫ال�ش ْر ُك الأَ ْ�ص َغ ُر»‪َ ،‬قا ُلوا‪َ :‬و َما ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ا�س ِب َ�أ ْع َما ِل ِه ْم‪ْ :‬‬
‫«اذ َه ُبوا ِ�إ َلى ا َّل ِذينَ ُك ْنت ُْم ُت َرا ُءونَ ِف ال ُّد ْن َيا‪،‬‬ ‫َل ُه ْم َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة ِ�إ َذا ُج ِز َي ال َّن ُ‬
‫تدُونَ ِع ْن َدهُ ْم َجزَ ا ًء» (‪.)2‬‬ ‫َفا ْن ُظ ُروا َه ْل َ ِ‬
‫الريَاءِ على العمل‬
‫�أثر ِّ‬
‫خمالطة ال ِّرياء للعمل على وجهني‪:‬‬
‫الوجه الأول‪� :‬أن يكون الرياء يف �أ�صل العمل‬
‫مثل �أن يقوم في�صلي من �أجل النا�س‪� ،‬أو يت�صدق من �أجل النا�س‪� ،‬أو َيذ ُك ُر اهلل من �أجل النا�س‪.‬‬
‫وذلك �أنَّ اهلل تعالى َال يقب ُل ا ْل َع َم َل � َّإل �إذا كان خال�ص ًا‬
‫هذا العم ُل َف ِا�س ٌد ال َيقب ُل ُه اهلل تعالى‪َ ،‬‬
‫حـكـمـه َ‬
‫الطاعة ال�سالمة من ال�شرك‬
‫له وحده ال �شريك له‪.‬‬
‫قال اهلل تعالى‪ }:‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ{(‪.)٣‬‬
‫‪49‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه �أحمد برقم‪� )٣( .)23630( :‬سورة الزمر �آية ‪.3‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )1‬سورة املاعون الآيات ‪.7-4‬‬
‫الوجه الثاين‪� :‬أن يكون الرياء يف �صفة العمل ال �أ�صله‬
‫أح�س مبن يراه ط َّول �صالته‪� ،‬أو يت�ص َّدق هلل ف�إذا �شعر مبن يراه زاد يف‬ ‫مثل �أن ي�صلي هلل ف�إذا � َّ‬
‫مقدار ال�صدقة‪.‬‬
‫حـكـمـه له حالتان‪.‬‬
‫خاطر ًا َعا ِر�ض ًا‪ ،‬فهذا يجب َد ْف ُع ُه‪ ،‬ف�إذا دفعه َ ْل َي ُ�ض َّر ُه‪.‬‬
‫احلالة الأوىل‪� :‬أن يكونَ ِ‬
‫احلالة الثانية‪� :‬أن ي�ستمر َم َع ُه فهذا ال يبط ُل جميع َع َم ِل ِه‪ ،‬و�إمنا يبطل العمل الذي قارنه الرياء‪.‬‬

‫َاء على العمل‬


‫الري ِ‬
‫�أثر ِّ‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أن يكون أصل العمل هلل تعالى‪،‬‬ ‫الوجه األول‪:‬‬
‫ولكن يزيد فيه وصفًا أو شي ًئا ألجل الناس‬ ‫أن يكون الرياء في أصل العمل‬

‫حكمه‬ ‫حكمه‬
‫احلالة األولى‪ :‬أن يكونَ ِ‬
‫خاط ًرا َعار ًِضا‪،‬‬
‫عمله َف ِ‬
‫اس ٌد ال َيقب ُل ُه اهلل تعالى‬
‫فهذا يجب َد ْف ُع ُه‪ ،‬فإذا دفعه لم يضره‪.‬‬

‫احلالة الثانية‪ :‬أن يستمر َم َع ُه فهذا ال‬


‫يبطل جميع َع َم ِل ِه‪ ،‬وإمنا يبطل العمل‬
‫ُ‬
‫الذي قارنه الرياء‬
‫الريَاءِ‬
‫عالج ِّ‬
‫َّ‬
‫يتلخ�ص عالج ال ِّرياء فيما ي�أتي‪:‬‬
‫‪ 1‬تذ ُّكر عظمة اهلل تعالى وجالله‪ ،‬و�أن العبادة يجب �إخال�صها له وحده ال �شريك له‪.‬‬
‫‪ 2‬مدافعة الرياء‪ ،‬واالجتهاد يف ا�ستح�ضار الإخال�ص هلل تعالى‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫تذ ُّكر �أن النا�س لن ينفعوه ب�شيء‪ ،‬و�أنهم مهما بلغوا فلن يغنوا عنه من اهلل �شي ًئا‪ ،‬فيرتك‬ ‫‪3‬‬
‫النظر �إليهم و�إلى ثنائهم ومدحهم‪.‬‬
‫تذ ُّكره ب�أن اهلل تعالى ال يقبل العمل ما دام فيه �شيء من ال�شرك‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫تعويد النف�س على �إخفاء بع�ض العبادات‪ ،‬وعدم �إظهارها‪ ،‬مثل‪ :‬قيام الليل‪ ،‬و�صدقة ال�سر‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫اللجوء �إلى اهلل تعالى والإحلاح عليه يف الدعاء ب�أن يعيذك من الرياء‪ ،‬ومما ورد من الدعاء‬ ‫‪6‬‬
‫وذ ِب َك �أَنْ �أُ ْ�ش ِر َك ِب َك َو َ�أ َنا �أَ ْع َل ُم‪َ ،‬و�أَ ْ�س َت ْغ ِف ُر َك ِ َلا ال �أ ْعل ُم»‪.‬‬
‫َ َ (‪)1‬‬ ‫يف هذا‪« :‬الل ُه َّم � ِّإن �أَ ُع ُ‬

‫الريَاءِ‬ ‫ُ‬
‫الخوف من ِّ‬
‫الرياء نوع من ال�شرك باهلل تعالى‪ ،‬وهو يحبط العمل؛ ولذلك خافه ال َّن ِب ُّي ‪ ‬على �أمته‪ ،‬فالواجب‬
‫على امل�ؤمن �أن يخافه على نف�سه‪ ،‬و�أن يكون �شديد احلذر منه‪.‬‬
‫هلل ‪َ ‬و َن ْحنُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ال ْد ِر ِّي ‪َ ‬ق َال‪َ :‬خ َر َج َع َل ْي َنا َر ُ�س ُ‬ ‫ف َعنْ �أَ ِبي َ�س ِع ٍيد ْ ُ‬
‫�أ�شد خوفاً‬
‫نَ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫مم�سوح العين َنت ََذا َك ُر ْ َال ِ�س َيح ال َّد َّج َال‪َ ،‬ف َق َال‪�« :‬أَ َال �أُ ْخ ِ ُب ُك ْم ِ َبا هُ َو �أَ‬
‫الكذاب‬
‫وم ال َّر ُج ُل �سمي خف ًّيا‬ ‫ال ِف ُّي‪� ،‬أَنْ َي ُق َ‬‫«ال�ش ْر ُك ْ َ‬ ‫ْ َال ِ�س ِيح ال َّد َّج ِال؟» َق َال‪ُ :‬ق ْل َنا‪َ :‬ب َلى‪َ ،‬ف َق َال‪ِّ :‬‬
‫لأنه عمل‬
‫�ص ِّلي‪َ ،‬ف ُي َز ِّينُ َ�صال َت ُه‪َ ِ ،‬لا َي َرى ِمنْ َن َظ ِر َر ُج ٍل» ‪ ،‬ف�إذا كان ال َّن ِب ُّي ‪ ‬يخافه قلبي ال يعلمه‬ ‫يح�سنها ُي َ‬
‫(‪)٢‬‬

‫�إال اهلل‬ ‫بطول القيام‬


‫وجه لهم اخلطاب ابتدا ًء‪ ،‬فغريهم ممن ال‬ ‫وهم الذين َّ‬ ‫على �أ�صحابه‬ ‫والطم�أنينة‬
‫ونحو ذلك‬
‫ال ي�صل �إلى منزلتهم �أولى ب�أن ُيخاف عليه ِمن ال ِّرياء‪.‬‬

‫ال�شرك ا َ‬
‫خل ِف َّي؟‬ ‫مباذا َف َّ�س َر ال َّن ِب ُّي ‪ِّ ‬‬ ‫�أ‬ ‫‪2‬‬

‫رك ا َ‬
‫خل ِف ِّي؟‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ملاذا َ�س َّمى ال َّن ِب ُّي ‪ ‬ال ِّر َيا َء ِب ِّ‬ ‫ب‬

‫‪51‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري يف الأدب املفرد �ص‪.)716(250‬‬


‫(‪� )٢‬أخرجه �أحمد ‪ ،)11252(354/17‬وابن ماجه برقم (‪.)4204‬‬
‫أعمال ال�صالحة َخو ًفا مِ ن ِّ‬
‫الرياءِ‬ ‫ُ‬
‫ترك ال ِ‬
‫العمل ال�صالح‪ ،‬ف�إذا َح َ�ص َل‬ ‫قد ي�أتي ال�شيطانُ �إلى ْال ُ ْ�س ِل ِم ِ‬
‫فيوه ُم ُه �أنه ُيرا ِئي ال َآخرينَ ليبعده َعن ِ‬
‫يرتك ال َع َم َل ال�صالح؛‬
‫جيم‪ ،‬وال ِ‬‫ال�شيطان ال َّر ِ‬
‫ِ‬ ‫هذا َف ْل َي ْد َف ْع ُه ْال ُ ْ�س ِل ُم عن نف�سه‪ ،‬و ْليتعوذْ با ِ‬
‫هلل ِمن‬
‫َخو ًفا ِمن ال ِّرياءِ‪ ،‬قال �شيخ الإ�سالم ابن تيمية‪( :‬والأعمال امل�شروعة ال ينهى عنها خوفا من الرياء‬
‫بل ي�ؤمر بها وبالإخال�ص فيها)(‪.)١‬‬

‫الرياءِ‬
‫مما ال يدخل في ِّ‬
‫عمل يخل�ص فيه هلل عز وجل‪ ،‬ويطلع عليه بع�ض النا�س‪ ،‬فيثنون به عليه‪،‬‬ ‫لي�س ِمن ال ِّرياء �أن يعمل امل�سلم ً‬
‫هلل ‪� :‬أَ َر َ�أ ْيتَ‬
‫فيفرح بف�ضل اهلل ورحمته‪ ،‬وي�ستب�شر بذلك‪ ،‬والدليل‪ :‬حديث �أَ ِبي َذ ٍّر ‪َ ‬ق َال‪ِ :‬قي َل ِل َر ُ�س ِول ا ِ‬
‫(‪)٢‬‬
‫ا�س َع َل ْي ِه؟ َق َال‪ِ « :‬ت ْل َك َع ِاج ُل ُب ْ�ش َرى ْالُ�ؤْ ِم ِن»‪.‬‬ ‫ال َّر ُج َل َي ْع َم ُل ا ْل َع َم َل ِم َن ْ َ‬
‫ال ْ ِي‪َ ،‬و َي ْح َم ُد ُه ال َّن ُ‬

‫ُأ ّبي أثر الرياء على العمل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ما عالج الرياء؟‬ ‫‪2‬‬

‫ُأ ّبي حكم ما يأتي‪ ،‬مع بيان السبب‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫طالب ترك ُس َّنة الظهر خو ًفا من الرياء‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫�أ‬
‫شاب صام ليمدحه الناس‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ب‬

‫(‪ )1‬جمموع فتاوى �شيخ الإ�سالم ابن تيمية ‪� )٢( .١٧٤-١٧٣/٢٣‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)2642‬‬ ‫‪52‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫بعمل الآخِ رةِ‬ ‫�إراد ُة ُّ‬
‫الدنيا ِ‬ ‫‪١٠‬‬ ‫العاشر‬

‫تمهيد‬

‫قال رسول اهلل ‪« :‬ما ذئبان جائعان ُأرسال في غنم بأفسد من حرص المرء على‬
‫المال والشرف لدينه»(‪.)1‬‬

‫بعمل الآخِ رةِ‬ ‫المراد ب�إرادةِ ُّ‬


‫الدنيا ِ‬
‫بعمل ال ِآخر ِة هو‪� :‬أن يعمل امل�سلم الأعمال ال�صاحلة التي يراد بها وجه اهلل‬ ‫المراد ب�إراد ِة الدُّنيا ِ‬
‫والدار الآخرة‪ ،‬ال يريد بذلك ثواب اهلل تعالى‪ ،‬و�إمنا يريد ً‬
‫مال �أو جاهً ا �أو منزل ًة �أو وظيف ًة يف الدنيا‪.‬‬
‫�أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬تعلم العلم ال�شرعي؛ ملجرد احل�صول على الوظيفة‪.‬‬
‫‪ 2‬حج بيت اهلل تعالى نيابة عن �أحد؛ ملجرد احل�صول على املال‪.‬‬
‫‪ 3‬اجلهاد يف �سبيل اهلل تعالى؛ ملجرد احل�صول على الغنيمة‪.‬‬

‫الريَاءِ‬
‫بعمل الآخرة وبين ِّ‬ ‫مقارنة بين �إرادة ُّ‬
‫الدنيا ِ‬
‫كل منهما مل يق�صد بالطاعة وجه اهلل والدار الآخرة‪.‬‬ ‫يجتمع املرائي ومن �أراد بعمله الدنيا يف‪� :‬أن ًّ‬
‫ويفرتقان يف‪� :‬أن املرائي يريد ثناء النا�س‪ ،‬ومن �أراد بعمله الدنيا يريد‪ :‬املال �أو اجلاه ونحوهما‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه �أحمد برقم (‪ )١٥٧٨٤‬والرتمذي برقم (‪ )2376‬وقال‪ :‬حديث ح�سن �صحيح‪ ،‬و�صححه ابن حبان برقم (‪. )٣٢٢٨‬‬
‫‪53‬‬
‫�أُقارن بني الرياء و�إرادة الدنيا بعمل الآخرة من خالل اجلدول الآتي‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫وجه االختالف‬ ‫وجه االتفاق‬ ‫املجال‬

‫الرياء‬
‫�إرادة الدنيا بعمل الآخرة‬

‫بعمل الآخِ رةِ‬ ‫حكم �إرادةِ ُّ‬


‫الدنيا ِ‬
‫ال يجوز للم�سلم �أن يعمل �شي ًئا من الأعمال ال�صاحلة ال يريد بذلك �إال جمرد املطامع الدنيوية؛ بحيث‬
‫يكون ر�ضاه و�سخطه مع َّلقا مبا ُيعطاه ِمن الدنيا‪ ،‬دون التفات �إلى احلياة احلقيقية‪ ،‬وهي احلياة الآخرة‪.‬‬
‫بعمل الآخِ رةِ‬ ‫عقوبة من �أراد ُّ‬
‫الدنيا ِ‬
‫من �أراد الدنيا بعمل الآخرة ف�إنه يعاقب على ذلك يف الآخرة بعقوبات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫يريد بعمله ال�صالح‬ ‫‪ 1‬حبوط العمل وعذاب النار‬
‫ثواب الدنيا كالمال‬
‫نعطيه من الدنيا ما‬ ‫ال ينق�صون قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫�أراد �إذا �شاء اهلل‬
‫�سبحانه ذلك‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ‬ ‫َ‬ ‫بطل‬
‫(‪)1‬‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ﴾‪.‬‬
‫احلرمان من دخول اجلنة‬ ‫‪2‬‬

‫ِيح َها‬
‫ر َ‬ ‫بي ‪ ‬قال‪«َ :‬منْ َت َع َّل َم ِع ْل ًما ِ َّ‬
‫ما ُي ْب َت َغى ِب ِه‬ ‫عن �أبي هُ َر ْي َر َة ‪� ‬أن ال َّن َّ‬
‫يب ِب ِه َع َر ً�ضا ِمنَ ال ُّد ْن َيا‪ْ َ ،‬ل َي ِج ْد َع ْر َف‬
‫هلل‪ ،‬ال َي َت َع َّل ُم ُه ِ�إال ِل ُي ِ�ص َ‬
‫َو ْج ُه ا ِ‬
‫َْ‬
‫ال َّن ِة َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة»(‪.)2‬‬

‫(‪� )1‬سورة هود الآيتان ‪.16-15‬‬


‫(‪� )2‬أخرجه �أحمد برقم (‪ ،)8457‬و�أبو داود برقم (‪ ،)3664‬وابن ماجه برقم (‪ ،)252‬و�صححه ابن حبان برقم (‪.)78‬‬ ‫‪54‬‬
‫النقد من الذهب‬ ‫هلك و�شقى‬ ‫اخليب ِة واخل�سار ِة يف الدنيا والآخرة‬ ‫‪3‬‬

‫ثوب الخ ِّز �أو ثوب‬


‫�صوف فيه خطوط‬
‫النقد من فعن �أَ ِبي هُ ـ َر ْي َر َة ‪� ‬أن الن ِب َّي ‪َ ‬ق َال‪َ « :‬ت ِع َ�س َع ْب ُد الدِّ ي َنا ِر‪َ ،‬و َع ْب ُد‬
‫ُ‬ ‫الف�ضة‬
‫�سير اللجام‬ ‫�س‬ ‫ِ َ‬‫ع‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫‪،‬‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫خ‬ ‫�س‬
‫ُْ َ ِ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫نْ‬ ‫�‬
‫إ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫�ض‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫�‬
‫أ‬ ‫نْ‬ ‫�‬
‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ي�ص‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫خل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ب‬
‫تعثر عليه ك ُّل الدِّ ْ هَ ِ َ َ ْ ُ ِ َ ِ ِ ْ ِ َ َ ِ َ َ ِ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫ال يقدر �إخراجها‬ ‫يك َف َال ا ْن َت َق َ�ش‪ُ ،‬طو َبى ِل َع ْب ٍد � ِآخ ٍذ ِب ِع َن ِان َف َر ِ�س ِه ِف َ�س ِب ِيل‬ ‫�أمر يق�صده َوا ْن َت َك َ�س‪َ ،‬و ِ�إ َذا ِ�ش َ‬
‫هلل‪� ،‬أَ ْ�ش َعثَ َر�أْ ُ�سهُ‪ُ ،‬م ْغ َ َّب ٍة َق َد َما ُه‪�ِ ،‬إنْ َكانَ ِف ِ‬
‫بالمنقا�ش‬
‫احل َر َا�س ِة‪َ ،‬كانَ ِف ِ‬
‫احل َر َا�س ِة‪،‬‬ ‫�أ�صابته �شوكة ا ِ‬
‫�أ�شهر �أ�شجار الجنة‬ ‫متفر ٌق �شعر ر�أ�سه‬
‫ل والمراد هنا‪ :‬الدعاء له‬ ‫ْ‬
‫ال�سا َق ِة‪�ِ ،‬إ ِن ْا�س َت�أ َذنَ َ ْل ُي ْ�ؤ َذنْ َلهُ‪َ ،‬و ِ�إنْ َ�ش َف َع َ ْ‬
‫ال�سا َق ِة َكانَ ِف َّ‬ ‫َو ِ�إنْ َكانَ ِف َّ‬
‫بالجنة‪.‬‬
‫حماية الجي�ش‬ ‫َ َّ (‪)1‬‬
‫م�ؤخرة الجي�ش‬ ‫ُي�شف ْع»‪.‬‬
‫و�س ِّمي عبدًا للدينار وغريه؛ لكونه يعمل العمل ال�صالح لأجل الدينار والدرهم‪ ،‬ال ير�ضى وال‬
‫ي�سخط �إال لأجلهما‪ ،‬ف�صار ر�ضاه و�سخطه لغري اهلل‪ .‬ومن كانت هذه حاله فقد وقع يف ال�شرك‬
‫الأ�صغر املنايف لكمال التوحيد الواجب‪ ,‬وقد ا�ستحق التعا�سة واخل�سارة بدعاء النبي ‪ ‬بذلك‪.‬‬

‫�أَ�ستخرج فائد ًة من قوله ‪ ‬يف احلديث ال�سابق (يف �سبيل اهلل‪.)...‬‬

‫حكم �أخذ الأجرة على الأعمال ال�صالحة‬


‫يجوز ملن تولى بع�ض الأعمال ال�صاحلة ـ كتعليم القر�آن الكرمي‪ ،‬وتدري�س العلم ال�شرعي ـ �أن‬
‫ي�أخذ ما تدفعه الدولة ِمن الرواتب ملن تولى هذه الواليات ال�شرعية؛ ملا يف ذلك من الإعانة على‬
‫ِرفعة الدِّ ين و�إقامة ال�شرائع‪ ،‬وال يعد ذلك من �إرادة الدنيا بعمل الآخرة‪ ,‬مادام �أن نيته هلل‪.‬‬
‫�أَنَّ ال َّن ِب َّي ‪ ‬قال‪�« :‬إنَّ �أَ َحقَّ َما �أَ َخ ْذ ُ ْت‬ ‫ا�س‬
‫ومما يدل على ذلك‪ :‬حديث عبد اهلل بن َع َّب ٍ‬
‫هلل»(‪.)2‬‬ ‫عليه �أَ ْج ًرا ِكت ُ‬
‫َاب ا ِ‬

‫‪55‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري برقم (‪.)5737‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم (‪ .)2887‬‬
‫رة‬
‫بعمل ال ِآخ ِ‬ ‫عقوبة من �أراد ُّ‬
‫الدنيا ِ‬

‫احلرمان من دخول اجلنة‬ ‫حبوط العمل وعذاب النار‬

‫اخليب ِة واخلسار ِة في الدنيا‬


‫واآلخرة‬

‫العمل في الأعمال ال�شرعية‬


‫تول الأَ ْك َفا ِء للأعمال ال�شرعية‪ ،‬مثل‪ :‬تويل الق�ضاء‪ ،‬والإفتاء‪ ،‬و�إمامة امل�سجد‪ ،‬والأذان‪،‬‬
‫ي�شرع ِّ‬
‫وتدري�س القر�آن الكرمي والعلوم ال�شرعية‪ ،‬وقد يجب على الكفء تويل عمل من الأعمال‪ ،‬وذلك �إذا‬
‫مل يوجد َمن هو �أهل لتويل ذلك العمل‪ ،‬وكانت احلاجة �إليه ما�سة‪.‬‬
‫وعلى َمن تولى ذلك مراعاة ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪ 1‬االجتهاد يف ت�صحيح النية‪ ،‬و�إخال�صها هلل تعالى‪.‬‬
‫‪� 2‬أن ي�ستح�ضر ِن َّي َة القيام بفر�ض الكفاية؛ لأن تويل هذه الأعمال فر�ض كفاية على امل�سلمني؛‬
‫لأن �أمورهم ال ت�صلح بدونها‪.‬‬
‫‪ 3‬الإح�سان يف هذا العمل‪ ،‬و�إتقانه على الوجه امل�شروع‪.‬‬

‫ما حكم إرادة اإلنسان بعمله الدنيا؟ مع الدليل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ما الفرق بني الرياء‪ ،‬وإرادة اإلنسان بعمله الدنيا؟‬ ‫‪2‬‬

‫‪56‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫عبادات وقع فيها ِّ‬
‫ال�شرك‬ ‫ٌ‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫اذة‬ ‫اال�س ِت َع َان ُة َو ْ‬
‫اال�س ِت َع ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪١١‬‬ ‫الحادي‬
‫عشر‬

‫تمهيد‬
‫املسلم متعلق باهلل تعالى في جميع أموره‪ ،‬فيطلب منه إما جلب خير ونفع أو دفع شر‬
‫وضر‪ ،‬وهذا يتحقق بعبودية اهلل تعالى في االستعانة واالستعاذة‪ ،‬قال ُم َعاذٍ بن جبل ‪‬‬
‫هلل إنِّي ُأل ِح ُّب َك»‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال َل ُه ُم َعا ٌذ‪:‬‬ ‫ال‪َ « :‬يا ُم َعا ُذ‪َ ،‬وا ِ‬‫هلل ‪َ ‬أ َخ َذ ِب َي ِده َي ْو ًما‪ُ ،‬ث َّم َق َ‬ ‫َأ َّن َر ُس َ‬
‫ول ا ِ‬
‫يك َيا ُم َعا ُذ‪ ،‬ال تَدَ َع َّن ِفي‬ ‫وص َ‬ ‫ال‪ُ « :‬أ ِ‬ ‫هلل ُأ ِح ُّب َك‪َ ،‬ف َق َ‬
‫هلل‪َ ،‬و َأ َنا َوا ِ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ِب َأبِي َأن َْت َو ُأ ِّمي َيا َر ُس َ‬
‫الله َّم َأ ِع ِّني َع َلى ِذ ْكر َِك َو ُش ْكر َِك َو ُح ْس ِن ِع َبا َد ِت َك»‪.)1(.‬‬ ‫ول‪ُ :‬‬ ‫ُد ُب ِر ُك ِّل َصالةٍ َأ ْن َت ُق َ‬
‫هلل ال ّتا َّم ِة ِمن َش ِّر ما َخ َلقَ و َذ َرأ و َب َرأ‪،‬‬ ‫مات ا ِ‬‫رسول اهلل ‪ ‬أن يقول‪« :‬أ ُعو ُذ ب َِك ِل ِ‬ ‫ُ‬ ‫وقد ُأ ِم َر‬
‫ت ال َّل ْي ِل وال َّنهار‪ ،‬و ِمن َش ِّر‬ ‫السما ِء و ِمن َش ِّر ما َي ْع ُر ُج ِفيها‪ ،‬و ِمن َش ِّر ِف َ ِ‬ ‫و ِمن َش ِّر ما َي ْنز ُِل ِم َن َّ‬
‫ُك ِّل طار ٍِق‪ ،‬إ َّال طا ِرقًا َي ْط ُر ُق ب َِخ ْي ٍر يا َر ْح َمن»(‪.)٢‬‬
‫ماعالقة احلديثني بالدرس؟‬

‫اال�س ِت َع َان ِة‬


‫تعريف ْ‬

‫لغ ًة‪َ :‬ط َل ُب ال َع ْون‪.‬‬

‫َ�شرعً ا‪َ :‬ط َل ُب العون من اهلل ج َّل وعال يف احل�صول على املطلوب والنجاة من املكروه‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه �أحمد برقم (‪ ،)٢١٦٤٦‬و�أبو داود برقم (‪ ،)1522‬والن�سائي برقم (‪ )1303‬نحوه‪ ،‬و�صححه ابن خزمية برقم (‪ ،)751‬وابن حبان‬
‫برقم (‪ ،)2020‬والنووي يف (ريا�ض ال�صاحلني �ص‪ ،)88‬وقال احلافظ ابن حجر يف البلوغ‪� :‬سنده قوي (�سبل ال�سالم ‪.)200/1‬‬ ‫‪58‬‬
‫(‪� )٢‬أخرجه الإمام �أحمد برقم (‪.)١٥٤٦٠‬‬
‫اال�س ِت َع َان ُة ِع َبا َد ٌة يجب �صرفها هلل وحده‬
‫ْ‬
‫اال�ستعان ُة ِمن �أَ َج ِّل العبادات التي يجب �إخال�صها هلل تعالى‪ ،‬والدليل على ذلك‪:‬‬
‫{(‪ ،)١‬واملعنى‪ :‬ال ن�ستعني �إال بك وحدك‪.‬‬ ‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫ي َو�أَ َح ُّب ِ�إ َل َى ا ِ‬
‫هلل‬ ‫«الُ�ؤْ ِمنُ ا ْل َق ِو ُّي َخ ْ ٌ‬
‫هلل ‪ْ :‬‬ ‫‪ 2‬حديث �أَ ِبي هُ َر ْي َرة ‪ ‬قال‪َ :‬ق َال َر ُ�س ُ‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل َو َال َت ْع ِجزْ ‪َ ،‬و ِ�إنْ‬
‫ا�س َتعِنْ ِبا ِ‬ ‫ي‪ْ ،‬اح ِر ْ�ص َع َل َى َما َي ْن َف ُع َك َو ْ‬‫يف‪َ ،‬وفي ُك ٍّل َخ ْ ٌ‬ ‫ال�ض ِع ِ‬‫ِمنَ ْالُ�ؤْ ِم ِن َّ‬
‫هلل َو َما َ�شا َء َف َع َل‪َ ،‬ف ِ�إنَّ‬‫�أَ َ�صا َب َك َ�ش ْي ٌء َف َال َت ُق ْل‪َ :‬لو � ِّأن َف َع ْل ُت َكانَ َك َذا َو َك َذا‪َ ،‬و َل ِكنْ ُق ْل‪َ :‬ق َد ُر ا ِ‬
‫ال�ش ْي َط ِان » (‪.)٢‬‬ ‫َلو َت ْفت َُح َع َم َل َّ‬

‫من خالل ما تقدم �أُقارن بني اال�ستعانة والدعاء‪ ،‬وكذلك بني اال�ستعانة واال�ستغاثة‬ ‫‪1‬‬
‫مبي ًنا �أوجه االتفاق واالختالف‪ ،‬وذلك يف اجلدول الآتي‪:‬‬

‫�أوجه االختالف‬ ‫وجه االتفاق‬ ‫جمال املقارنة‬


‫اال�ستعانة‬

‫الدعاء‬

‫اال�ستعانة‬

‫اال�ستغاثة‬

‫‪59‬‬ ‫(‪� )٢‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)2664‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )١‬سورة الفاحتة �آية ‪.5‬‬
‫اال�س ِت َع َان ِة ِ‬
‫بغير اهلل‬ ‫حكم ْ‬
‫اال�س ِت َعا َن ُة بغري اهلل نوعان‪:‬‬
‫ْ‬
‫اال�س ِت َعا َن ُة بغري اهلل فيما ال يقدر عليه �إال اهلل‬
‫النوع الأول‪ْ :‬‬
‫مثال ذلك‬
‫اال�س ِت َعا َن ِة بهم يف ح�صول‬ ‫اال�س ِت َعا َن ُة بالأموات مطل ًقا؛ ْ‬
‫كاال�س ِت َعا َن ِة بهم يف ِ�شفاء املر�ضى‪� ،‬أو ْ‬ ‫‪ْ 1‬‬
‫ال ِّرزق‪ ،‬وهذا يدل على �أن امل�ستعني بالأموات يعتقد �أن لهم ت�صرف ًا خفي ًا يف الكون‪.‬‬
‫اال�س ِت َعا َن ُة بالأحياء الغائبني؛ لأن الغائب اليعلم الغيب واليقدر على �إعانة من ي�ستعني به‪.‬‬ ‫‪ْ 2‬‬
‫اال�س ِت َعا َن ُة بالأحياء احلا�ضرين فيما ال يقدر عليه � َّإل اهلل‪.‬‬ ‫‪ْ 3‬‬
‫حـكـمـها �شرك �أكرب‪.‬‬
‫اال�س ِت َعا َن َة باهلل تعظي ٌم له ج َّل وعال؛ ف َمن ا�ستعان بغري اهلل تعالى فيما ال يقدر عليه‬
‫الدليل على ذلك �أن ْ‬
‫�إال اهلل فقد �ساواه باهلل تعالى يف التعظيم‪ ،‬وهذا �شرك �أكرب‪ ،‬وقد �أخربنا اهلل �أن امل�شركني يقولون يف‬
‫(‪)١‬‬
‫النار ملن كانوا يعبدونهم}‬
‫ِ‬
‫احلا�ض ِر‬ ‫باحلي القا ِد ِر‬
‫ِّ‬ ‫اال�س ِت َعا َن ُة‬
‫النوع الثاين‪ْ :‬‬
‫الدر�س‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اال�س ِت َعا َن ُة باملع ِّلم َعلى َفهم‬
‫ب�صديق على ق�ضاء َد ٍين‪ْ 2 .‬‬
‫ٍ‬ ‫اال�س ِت َعا َن ُة‬
‫مثال ذلك ‪ْ 1‬‬
‫حـكـمـها جائزة �إذا كانت يف املباحات‪ ،‬وحمرمة �إذا كانت يف �أمر حمرم‪.‬‬

‫�أُ ّبي احلكم من حيث اجلواز وعدمه يف كل فعل من الأفعال التالية‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫احلكم‬ ‫الفعل‬
‫اال�ستعانة باملوتى‬
‫اال�ستعانة باحلي القادر احلا�ضر يف‬
‫دفع �ضر �أو جلب نفع يقدر عليه‬
‫اال�ستعانة ب�صديق يف �إ�صالح �سيارة‬
‫‪60‬‬
‫(‪� )١‬سورة ال�شعراء الآيتان ‪.98-97‬‬
‫اال�س ِت َعا َنةِ ِ‬
‫بغري اهلل‬ ‫حكم ْ‬
‫ِ‬
‫احلاض ِر‬ ‫باحلي القا ِد ِر‬ ‫االس ِت َعا َن ُة‬ ‫االس ِت َعا َن ُة بغير اهلل فيما ال يقدر‬
‫ْ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫عليه إال اهلل‬

‫مثالها‬ ‫مثالها‬
‫بصديق على قضاء َد ٍين‬
‫ٍ‬ ‫االس ِت َعا َن ُة‬
‫ْ‬ ‫االس ِت َعا َن ُة باألموات مطلقً ا‬
‫ْ‬

‫حكمها‬ ‫حكمها‬
‫جائزة إذا كانت في املباحات‬ ‫شرك أكبر مخرج عن ملة اإلسالم‬

‫اال�س ِت َع َاذ ِة‬


‫تعريف ْ‬

‫واالعت�ص ُام والتح ُّرزُ‪.‬‬


‫َ‬ ‫لغ ًة‪ :‬اال ْل ِت َجا ُء‬

‫م ٍ‬
‫وف‪.‬‬ ‫ا�صطالح ًا‪ :‬اال ْل ِت َجا ُء �إلى اهلل تعالى وحده ال �شريك له ِمن كل �أمر َ ُ‬

‫اال�س ِت َع َاذ ُة ِع َبا َد ٌة هلل عز وجل‬


‫ْ‬
‫اال�سْ ِتعَاذَ ُة عِ بَا َد ٌة و ُق ْر َبةٌ‪ ،‬ولهذا يجب �صرفها هلل تعالى وحده‪ ،‬وعدم �إ�شراك �أحد معه يف ذلك‪.‬‬
‫والأدلة على ذلك ما ي�أتي‪:‬‬
‫{(‪.)1‬‬ ‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ �إلى �آخر ال�س��ورة‪،‬‬ ‫‪ 2‬ق��ول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{ �إلى �آخر ال�سورة‪.‬‬ ‫وقوله‪} :‬‬
‫فقد �أمر اهلل تعالى باال�ستعاذة به وحده‪ ،‬فدل ذلك على �أنها عبادة‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫(‪� )1‬سورة ف�صلت �آية ‪.36‬‬
‫اال�س ِت َع َاذ ِة ال�شرع َّي ِة‬ ‫ُ‬
‫�صفة ْ‬
‫اال�ستعاذة ال�شرعيَّة هي التي تكون باهلل تعالى وب�أ�سمائه و�صفاته‪.‬‬

‫ما ُت ْ�ش َر ُع اال�ستعاذة باهلل منه‬


‫ي�شرع للم�سلم �أن ي�ستعيذ باهلل تعالى مِ ن كلِّ ما يخافه يف الدنيا والآخرة‪ ،‬وقد جاء يف القر�آن‬
‫الكرمي وال�سنة النبوية الأمر باال�سْ ِتعَاذَ ِة باهلل تعالى مِ ن �أ�شيا َء كثري ٍة جدًّا‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫اال�س � ِت َع َاذ ُة ب��اهلل م��ن ال�ش��يطان الرجيم ‪ -‬ق��ال اهلل تعال��ى‪ } :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫‪ْ 1‬‬
‫ﮠ{(‪.)١‬‬

‫�أَذ ُكر مو�ض ًعا �آخر ت�شرع فيه اال�ستعاذة باهلل‪.‬‬


‫‪.............................................................................................................................................‬‬

‫اال�ستعاذة باهلل تعالى ِمن ال�شيطان الرجيم عند قراءة القر�آن (�أعوذ باهلل من ال�شيطان الرجيم)‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫لال�س ِت َع َاذ ِة باهلل تعالى من جميع ال�شرور‪ ،‬وهما قوله تعالى‪} :‬‬
‫قراءة املع ِّوذتني ْ‬ ‫‪3‬‬
‫{ �إلى �آخر ال�سورة‪ ،‬وقوله‪}:‬‬
‫�إلى �آخر ال�سورة‪.‬‬
‫اال�س ِت َع َاذ ُة باهلل من ال َه ِّم َ‬
‫واحلزَ ن‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪4‬‬
‫اال�س ِت َع َاذ ُة باهلل من عذاب القرب وعذاب النار‪.‬‬‫ْ‬ ‫‪5‬‬

‫(‪� )١‬سورة امل�ؤمنون �آية ‪.97‬‬ ‫‪62‬‬


‫الب َّية‬
‫مو�ضع يف َ ِّ‬
‫ٍ‬ ‫�سفر‪� ،‬أو‬
‫ح�ضر �أو ٍ‬ ‫بيت �أو خيم ٍة يف ٍ‬ ‫‪ 6‬اال�ستعاذة باهلل عند نزول �أي مكان‪ ،‬مثل‪ٍ :‬‬
‫قالت‪� :‬سمعتُ َر ُ�س َول اهلل ‪ُ ‬‬
‫يقول‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ال�س َل ِم َّي ِة‬
‫�أو غريها‪ ،‬والدليل حديث َخ ْو َل َة ِب ْن ِت َح ِك ٍيم ُّ‬
‫ات ِمنْ َ�ش ِّر َما َخ َلقَ ‪ْ َ ،‬ل َي ُ�ض َّر ُه َ�ش ْي ٌء َحتَّى‬
‫هلل التَّا َّم ِ‬ ‫ات ا ِ‬ ‫قال‪� :‬أَ ُع ُ‬
‫وذ ِب َك ِل َم ِ‬ ‫َ«من َنزَ َل َم ْن ِز ًال ُث َّم َ‬
‫كالمه الكامل الذي لي�س فيه نق�ص ب�أي وجه من الوجوه‬ ‫ت َل ِمنْ َم ْن ِز ِل ِه َذ ِل َك» (‪.)1‬‬‫َي ْر َ ِ‬
‫أنواعا كثرية لال�ستعاذة �ضمنها يف كتابه‪( :‬ال�سنن الكربى)(‪.)٢‬‬ ‫وقد ذكر الإمام الن�سائي � ً‬

‫اال�س ِت َع َاذ ُة بغير اهلل‬


‫ْ‬
‫اال�س ِت َع َاذ ُة بغري اهلل تعالى نوعان‪:‬‬
‫ْ‬
‫اال�س ِت َعا َذ ُة باحلي القادر احلا�ضر‬
‫النوع الأول‪ْ :‬‬
‫مثال ذلك‬
‫�أ �أن تقول لل�سلطان‪� :‬أعذين من الرجل الفالين فقد ظلمني‪.‬‬
‫ب �أن تقول ل ٍأب‪� :‬أعذين من ولدك فقد �آذاين‪.‬‬
‫حـكـمـها جائزة ب�شرط �أن يكون امل�ستعاذ به ح ًّيا حا�ض ًرا قادر ًا‪.‬‬
‫ويجوز �أن تقول‪�( :‬أعذين من كذا)‪� ،‬أو تقول‪�( :‬أعوذ باهلل‪ ،‬ثم بك من كذا)‪.‬‬
‫وال يجوز �أن تقول‪�( :‬أعوذ باهلل وبك)‪ ،‬لأن هذا نوع من ال�شرك الأ�صغر‪ ،‬ف�إنَّ الوا َو تفيد‬
‫امل�شاركة وهو من �شرك الألفاظ‪.‬‬

‫اال�س ِت َعا َذ ُة باملخلوق فيما اليقدر عليه �إال اهلل‬


‫النوع الثاين‪ْ :‬‬
‫مثال ذلك‬
‫اال�س ِت َع َاذ ُة باجلن وال�شياطني‪ ،‬كما كان يفعل امل�شركون يف اجلاهلية‪.‬‬ ‫�أ ْ‬
‫اال�س ِت َع َاذ ُة بالأموات ِمن الأنبياء �أو ال�صاحلني �أو الأولياء‪.‬‬
‫ب ْ‬
‫حـكـمـها �شرك �أكرب‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫(‪ )٢‬ال�سنن الكربى للن�سائي ‪ ١٩٥/٧‬من احلديث رقم (‪� )٧٧٨٩‬إلى (‪.)٧٩٢١‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم (‪ .)2708‬‬
‫يلج�ؤون �إليهم مما يخافون‬ ‫الأدلة على ذلك‪:‬‬
‫{(‪.)1‬‬ ‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫خو ًفا ً‬
‫وفزعا وذع ًرا‬
‫فقد �أخرب اهلل تعالى عن م�ؤمني اجلن �أنهم ذكروا �أ�شياء من ال�شرك الواقع يف اجلاهلية‪ ،‬من‬
‫جملتها‪ :‬اال�ستعاذة بغري اهلل‪.‬‬
‫وح ً�شا قال م�ستعيذ ًا‬
‫وذلك �أن امل�شركني من الإن�س كانوا يف اجلاهلية �إذا دخل �أحدهم واد ًيا ُم ِ‬
‫باجلن‪�( :‬أعوذ بعظيم هذا الوادي من �شر من فيه)‪� ،‬أو (�أعوذ ب�سيد هذا الوادي من �شر �سفهاء‬
‫وبي �أن من ا�ستعاذ بغري اهلل ال تزيده ا�ستعاذته‬ ‫قومه)‪ ،‬ف�أنكر اهلل تعالى عليهم فعلهم هذا‪ّ ،‬‬
‫فزعا؛ لأنه جل�أ �إلى خملوق ال ميلك �ض ًرا وال نف ًعا‪.‬‬
‫وجلو�ؤه �إال ً‬
‫ف�ص ْر ُفها لغري اهلل ِ�شرك �أكرب‪.‬‬
‫‪� 2‬أن هذا النوع من اال�ستعاذة عبادة ِمن العبادات؛ َ‬
‫‪� 3‬أن يف هذه اال�ستعاذة تعظي ًما لل ُم�ستعاذ به‪ ،‬فمن ا�ستعاذ بغري اهلل فيما ال يقدر عليه �إال اهلل‪،‬‬
‫فقد �ساوى غري اهلل باهلل يف التعظيم‪ ،‬وت�سوية غري اهلل باهلل فيما هو من خ�صائ�ص اهلل‬
‫�شرك �أكرب‪.‬‬
‫هلل‬ ‫اال�س ِت َع َاذ ُة ِ‬
‫بغري ا ِ‬ ‫ْ‬

‫االس ِت َعا َذ ُة باملخلوق فيما ال يقدر‬


‫ْ‬ ‫االس ِت َعا َذ ُة باملخلوق فيما يقدر عليه‬
‫ْ‬
‫عليه إال اهلل‬

‫مثالها‬ ‫مثالها‬
‫االس ِت َعا َذ ُة باجلن والشياطني‬
‫ْ‬ ‫أن تقول للسلطان‪ :‬أعذني من الرجل‬
‫واألموات‬ ‫الفالني فقد ظلمني‬

‫حكمها‬ ‫حكمها‬
‫جائزة بشرط أن يكون املستعاذ به‬
‫شرك أكبر‬
‫حاضرا قادر ًا‬
‫ً‬ ‫حيا‬
‫ًّ‬
‫‪64‬‬
‫(‪� )1‬سورة اجلن �آية ‪.6‬‬
‫ما الفرق بني االستعانة واالستغاثة والدعاء؟‬ ‫‪1‬‬

‫ما الدليل على أن االستعانة عبادة يجب صرفها هلل تعالى وحده؟‬ ‫‪2‬‬

‫أوضح أنواع االستعانة بغير اهلل‪ ،‬مب ِّي ًنا حكم كل نوع‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أذكر أنواع االستعاذة‪.‬‬ ‫‪٤‬‬

‫ما صفة االستعاذة املشروعة‪.‬‬ ‫‪٥‬‬

‫‪65‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫ـح‬ ‫َّ‬
‫الـذ ْب ُ‬ ‫‪١٢‬‬ ‫الثاني‬
‫عشر‬

‫تمهيد‬

‫جديدا‪ ،‬أو أراد السكن في بيت جديد‪ ،‬أو حفر‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫العرب في اجلاهلية إذا َب َنى بي ًتا‬ ‫كان بعض‬
‫اجلن حتى ال يؤذوه بزعمه ويسمونها بـ‪( :‬ذبائح اجلن)‪.‬‬ ‫بئرا‪ ،‬ذبح ذبيحة إلرضاء ِّ‬
‫ً‬
‫وقد يذبح بعضهم هلل تعالى في مكان يذبح فيه لغير اهلل‪.‬‬
‫فما حكم هذا الفعل؟‬

‫مجرى الطعام وال�شراب‬ ‫تعريف َّ‬


‫الذبْح‬

‫ال َّذ ْبح هو‪َ :‬ت ْذ ِكي ُة احليوان امل�أكول ال ِّربي‪ ،‬بقطع ُحلقومه و َمري ِئ ِه و� ِ‬
‫أحد ود َْجي ِه‪.‬‬

‫عِ رقان في العنق‬ ‫الذ ْبحُ ِع َبا َد ٌة هلل عز وجل‬


‫َّ‬
‫الذبح ِع َبا َد ٌة و ُقربة‪ ،‬ولهذا يجب �صرفها هلل تعالى‪ ،‬وعدم �إ�شراك �أحد معه يف ذلك‪.‬‬
‫اذبح ذبيحتك هلل وحده‬ ‫والدليل على ذلك‬
‫ما �أعمله في حياتي‬ ‫{(‪.)1‬‬ ‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫‪ 2‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫علي في الموت‬
‫ما ُيق ّدره ّ‬ ‫{(‪.)2‬‬ ‫ذبحي‬
‫(‪)3‬‬

‫ومعنى الآية الكرمية‪� :‬أن عباداتي ك َّلها ـ ِمن ال�صالة والذبح وغريهما ـ �أ�صرفها هلل عز وجل‬
‫وحده‪ ،‬وال �أ�صرفها لغريه‪.‬‬
‫(‪� )1‬سورة الكوثر �آية ‪� )2( .2‬سورة الأنعام الآيات ‪.163-162‬‬
‫(‪ )3‬وقيل يف تف�سري الن�سك‪ :‬جميع العبادات‪ ،‬وكال املعنيني �صحيح‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫�أق�سام الذبائح‬
‫الذبائح ثالثة �أق�سام‪:‬‬
‫ُ‬
‫امل�شروعة‬ ‫ال ِق�سم الأول‪ :‬الذَّ ُ‬
‫بائح‬
‫وهي التي تذبح تق ُّر ًبا �إلى اهلل تعالى‪ ،‬وتذبح على ا�سمه َّ‬
‫جل وعال‪.‬‬
‫وهي �ستة �أنواع‪:‬‬
‫‪ 1‬ا ُلأ�ضحي ُة‪ ،‬وهي‪ :‬التي تذبح �أيام عيد الأ�ضحى‪.‬‬
‫‪ 2‬الهديُ ‪ ،‬وهو‪ :‬الذي يذبح يف احلج �أو العمرة‪� ،‬أو ير�سل �إلى مكة ولو من غري احلاج واملعتمر ليذبح‬
‫بها ويوزع حلمه مبكة‪.‬‬
‫‪ 3‬ال َعقيق ُة‪ ،‬وهي‪ :‬التي تذبح عن املولود‪.‬‬
‫‪ 4‬الفِدي ُة‪ ،‬وهي‪ :‬التي تذبح ب�سبب فعل حمظور يف احلج �أو العمرة �أو ب�سبب ترك واجب ويطلق‬
‫عليها � ً‬
‫أي�ضا (ال َّدم)‪.‬‬
‫‪ ٥‬املنذورة‪ ،‬وهي‪ :‬التي ُتنذر تق ُّربا �إلى اهلل تعالى يف �أي وقت‪.‬‬
‫بائح املُ ُ‬
‫باحة‬ ‫ال ِق�سم الثاين‪ :‬الذَّ ُ‬
‫وهي التي تذبح على ا�سم اهلل تعالى‪ .‬وال يق�صد بها التقرب �إلى اهلل �أو غريه‪ ،‬و�إمنا يق�صد بها الأكل‪.‬‬
‫مثل التي تذبح للأهل‪� ،‬أو لل�ضيف‪ ،‬والتي تذبح عند اكتمال بناء املنزل �أو عند القدوم من‬
‫ال�سفر �شك ًرا هلل تعالى‪.‬‬
‫حـكـمـها جائزة‪.‬‬

‫ال�ش ُ‬
‫ركية‬ ‫بائح ِّ‬
‫ال ِق�سم الثالث‪ :‬الذَّ ُ‬
‫وهي التي تذبح تقرب ًا لغري اهلل تعالى‪� ،‬أو تذبح و ُي�س َّمى عليها غري اهلل‪.‬‬
‫�أمثلتها‬
‫الذبح وت�سمية امل�سيح �أو غريه من املخلوقني على الذبيحة‪.‬‬ ‫�أ‬
‫‪67‬‬
‫ب الذبح تقرب ًا ٍّ‬
‫لنبي �أو و ٍّ‬
‫يل‪.‬‬
‫ج الذبح للأ�شجار �أو الأحجار‪ ،‬كما يفعله الذين يعظمون الأوثان والأ�ضرحة‪.‬‬
‫لل�شفاء‪ ،‬كما يفعله بع�ض املر�ضى‪� ،‬أو الذبح الذي يطلبه‬ ‫د الذبح للجنِّ وال�شياطني‪� ،‬إ َّما طل ًبا ِّ‬
‫جديدا يذبح على عتبته‬
‫بع�ض ال�سحرة‪ ،‬ومثل ذلك ما يفعله بع�ض اجلهال عندما ي�سكن بيتًا ً‬
‫لل�شياطني حتى ال ي�ؤذوه‪.‬‬
‫هـ الذبح على طريق ملك �أو رئي�س �أو كبري تقر ًبا وتعظي ًما له(‪.)1‬‬
‫الذبائح حمرمة‪ ،‬وال يجوز الأكل منها‪ ،‬وذبحها �شرك �أكرب؛ للأدلة الآتية‪:‬‬ ‫حـكـمـها هذه َّ‬

‫ما �سبق من الأدلة التي تدل على �أن الذبح عبادة يجب �إخال�صها هلل تعالى‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫و�أن من �صرفها لغري اهلل تعالى فقد �أ�شرك به‪.‬‬
‫الطرد والإبعاد عن‬ ‫ر�سول اهلل ‪ِ ‬ب َك ِل َم ٍات �أَ ْر َب ٍع‪َ ،‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫قال‪َ :‬ح َّدثني ُ‬ ‫عن َع ِل ِّي ِبن �أبي َطا ِل ٍب ‪َ ‬‬ ‫‪2‬‬
‫رحمة اهلل‬
‫َغ َّير عالمات حدودها‬ ‫والد ْي ِه)‪َ ،‬و َل َعنَ اهلل َمنْ َذ َب َح ِل َغ ْ ِي ا ِ‬
‫هلل‪،‬‬ ‫لفظ‪َ :‬‬ ‫« َل َعنَ اهلل َمنْ َل َعنَ َوا ِل َد ُه (ويف ٍ‬
‫ب�أن قدم �أو �أخر؛‬
‫ليغت�صب من �أر�ض جاره‬
‫(‪)2‬‬
‫أر�ض»‪.‬‬ ‫م ِد ًثا‪َ ،‬و َل َعنَ اهلل َمنْ َغ َّ َي َم َنا َر ال ِ‬
‫َو َل َعنَ اهلل َمنْ �آ َوى ُ ْ‬
‫ن�صر جان ًيا و�آواه و�أجاره‬ ‫فدل احلديث على حترمي الذبح لغري اهلل تعالى‪ ،‬وعظيم ُجرم َمن ذبح لغري‬‫َّ‬
‫من خ�صمه‪ ،‬وحال بينه‬
‫وبين �أن يقت�ص منه‬ ‫اهلل حتى ا�ستحق لعنة اهلل تعالى‪.‬‬

‫�أُقارن بني الذبائح َّ‬


‫ال�شرعية والذبائح ِّ‬
‫ال�شركية‪ ،‬من حيث املعنى ومن حيث احلكم‪.‬‬

‫(‪� )1‬أما الذبح لل�ضيافة فهذا �شيء �آخر‪ ،‬الأ�صل فيه امل�شروعية‪.‬‬
‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)1978‬‬
‫‪68‬‬
‫الذبح هلل بمكان ي ُْذ َبحُ فيه لغير اهلل‬
‫املراد به‪� :‬أن يذبح امل�سلم ذبيح ًة يتق َّر ُب بها �إلى اهلل تعالى‪ ،‬يف مو�ضع َيذْ بح فيه امل�شركون‬
‫ذبائحهم لآلهتهم الباطلة‪.‬‬

‫حكم الذبح هلل بمكان يُذبح فيه لغير اهلل‬


‫لأجل ال�ضرر بالم�ؤمنين‬ ‫يحرم‪ ،‬والدليل على هذا‪:‬‬
‫‪ 1‬ق��ول اهلل تعال��ى‪} :‬‬
‫انتظا ًرا‬
‫و�إعدا ًدا‬
‫ي�صلي يف م�س��جد‬ ‫{(‪ ،)1‬فق��د نه��ى اهلل تعالى نبيه ‪� ‬أن َ‬
‫لل�صالة‬
‫ال�ض��رار الذي �أُ ِّ�س�� َ�س على مع�صية اهلل تعالى؛ مع �أن��ه ‪ ‬ال ي�صلي �إال هلل‪ ،‬فكذلك املوا�ضع‬ ‫م�سجد ِّ‬ ‫في‬
‫املع َّدة للذبح لغري اهلل ال يجوز الذبح فيها هلل تعالى؛ لكي ال ي�شابه امل�شركني يف �صورة الذبح‬ ‫رار‬ ‫ِّ‬
‫ال�ض‬

‫الخير والإح�سان �إلى الم�سلمين‬ ‫ولو كان يق�صد بها الذبح هلل تعالى‪.‬‬
‫�إلزام المكلف نف�سه ب�شيء‬
‫ـــال‪َ :‬ن َذ َر َر ُج ٌل َع َلى َع ْه ِد‬ ‫أن�صاري ‪َ ‬ق َ‬ ‫ِّ‬ ‫اك ال‬ ‫‪ 2‬حديث َثا ِب ِت ْب ِن َّ‬
‫ال�ض َّح ِ‬
‫ال‪� :‬إ ِّن َن َذرتُ غير واجب عليه ب�أ�صل ال�شرع‬
‫ْ‬ ‫هلل ‪�َ ‬أنْ َي ْن َح َر �إِ ِب ًال ِب ُب َوا َن َة‪َ ،‬ف�أَتَى ال َّن ِب َّي ‪َ ‬ف َق َ ِ‬ ‫ه�ضبة على َر ُ�س ِول ا ِ‬
‫ان كل ما عبد من دون اهلل تعالى‬ ‫«ه ْل َكانَ ِفي َها َو َثنٌ ِمنْ �أَ ْو َث ِ‬ ‫البحر �أَنْ �أَ ْن َح َر ِ�إ ِب ًال ِب ُب َوا َن َة‪َ ،‬ف َق َال ال َّن ِب ُّي ‪َ :‬‬ ‫�ساحل‬
‫الأحمر بين‬
‫من �صنم �أو قبر �أو غيرهما‬
‫«ه ْل َكانَ ِفي َها ِعي ٌد ِمنْ �أَ ْع َيا ِد ِه ْم؟»‪،‬‬ ‫ال ِاه ِل َّي ِة ُي ْع َب ُد؟» َقا ُلوا‪َ :‬ال‪َ ،‬ق َال‪َ :‬‬
‫ينبع و�أُملج ْ َ‬
‫ب�أي نوع من �أنواع العبادة‪،‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬الذبح لها‬ ‫هلل ‪�« :‬أَ ْو ِف ِب َن ْذ ِر َك‪َ ،‬ف ِ�إ َّن ُه َال َو َفا َء ِل َن ْذ ٍر ِف‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬ال‪َ ،‬ق َال َر ُ�س ُ‬
‫(‪)٢‬‬
‫هلل‪َ ،‬و َال ِفي َما َال َ ْي ِل ُك ا ْبنُ �آ َد َم»‪.‬‬
‫َم ْع ِ�ص َي ِة ا ِ‬
‫ففي هذا احلديث تنبيه �إلى �أنه لو كان يف املكان الذي نذر الذبح فيه وثن‬
‫يعبد؛ لكان ذلك َن ْذر مع�صية ال يجوز الوفاء به‪ ،‬فدل على �أن الذبح هلل تعالى يف‬
‫مكان يعبد فيه غري اهلل تعالى ‪ -‬بالذبح �أو غريه ‪ -‬مع�صية هلل تعالى‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫(‪� )1‬سورة التوبة‪ ،‬الآيتان ‪.108 - 107‬‬


‫(‪� )٢‬أخرجه �أبو داود برقم (‪ ،)3313‬وقال احلافظ ابن حجر‪� :‬إ�س َناده َ�ص ِحيح‪.‬‬
‫الحكمة من تحريم الذبح هلل بمكان ُي ْذ َبحُ فيه لغير اهلل‬
‫احلكمة من حترمي الذبح هلل مبكان يذبح فيه لغري اهلل ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪ 1‬تعظي ٌم ملوا�ضع ال�شرك و�إحيا�ؤها‪.‬‬
‫‪� ٢‬سد الذريعة �إلى ال�شرك باهلل تعالى؛ لأن الذبح هلل يف هذا املكان و�سيلة للذبح فيه لغري اهلل تعالى‪.‬‬
‫تلبي�س على النا�س‪ ،‬حيث يظنون �أن هذا الذي يذبح هلل تعالى يف هذا املكان �إمنا يذبح‬ ‫‪ ٣‬فيه ٌ‬
‫لغري اهلل تعالى‪ ،‬فيكون ذريعة لل�شرك من هذا الوجه‪ ،‬حيث ي�ؤدي �إلى االقتداء به يف الذبح‬
‫مع اختالف الق�صد‪.‬‬
‫‪ ٤‬الت�شبه بامل�شركني وم�شاركتهم يف موا�ضع عباداتهم الباطلة‪.‬‬

‫ما الدليل الوارد يف النهي عن الت�شبه بامل�شركني؟‬

‫ما أقسام الذبائح؟‬ ‫‪1‬‬

‫ما حكم الذبح لغير اهلل؟ مع الدليل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ما عقوبة من ذبح لغير اهلل تعالى؟‬ ‫‪3‬‬

‫ما املراد بالذبح في مكان يذبح فيه لغير اهلل؟‬ ‫‪٤‬‬

‫ما احلكمة من حترمي الذبح هلل في مكان يذبح فيه لغير اهلل؟‬ ‫‪٥‬‬

‫‪70‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫الـطـ َو ُ‬
‫اف والـ ُعـ ُكـوف‬ ‫َّ‬ ‫‪١٣‬‬ ‫الثالث‬
‫عشر‬

‫تمهيد‬
‫طواف اإلنسان بالشيء أو عكوفه عنده يدل على تعظيمه لذلك الشيء‪ ،‬أو ملن أمر بالطواف به‪ ،‬ملا‬
‫يظهر على الطائف من اخلشوع واخلضوع الذي يدل على منتهى التذلل والتعبد‪ ،‬مع الدعاء والسؤال‬
‫تعظيما هلل تعالى‪،‬‬
‫ً‬ ‫وطلب احلاجات؛ ولذلك فإن املسلم حني يطوف بالكعبة املشرفة فإنه يفعل ذلك‬
‫وطلبا لفضله وعفوه ومرضاته‪.‬‬
‫وإظهارا لالفتقار إليه‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫ومن هنا جاء هذا الدرس لبيان حكم الطواف‪ ،‬ومتى يكون مشرو ًعا‪ ،‬ومتى يكون ممنو ًعا‪.‬‬

‫معنى َّ‬
‫الط َو ِ‬
‫اف‬

‫لغ ًة‪ :‬ال َّد َوران‪.‬‬

‫�شرعا‪ :‬ال َّد َوران حول الكعبة على �صفة خم�صو�صة تع ُّبدًا هلل‪.‬‬
‫ً‬

‫‪71‬‬
‫�أنواع َّ‬
‫الطواف‬

‫النوع الأول‪ :‬الطواف امل�شروع‬


‫وهو الطواف بالكعبة امل�شرفة‪ ،‬فهو ِمن �أف�ضل العبادات و� ِّ‬
‫أجل ال ُقربات‪ ،‬ومن الأدلة على ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬قال اهلل تعالى‪ ،)1({¤£¢} :‬امل�سلم يطوف حول الكعبة عباد ًة هلل‪،‬‬
‫وح ًّبا وطاعة‪ ،‬يرجو رحمته‪،‬‬
‫وتعظي ًما ل�شعائر اهلل‪ُ ،‬‬
‫ويخاف عذابه‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬قد طاف بالكعبة‪ ،‬و�أمر بالطواف بها‪،‬‬ ‫‪� 2‬أن َّ‬
‫كما ثبت ذلك يف �أحاديث كثرية متواترة عنه‪.‬‬

‫النوع الثاين‪ :‬الطواف املمنوع‬


‫وهو الطواف بالقبور والأ�ضرحة ونحوها‪ ،‬وهو على حالني‪:‬‬
‫الأول‪� :‬أن يطوف بقرب �أو مب�شهد �أو �ضريح �أو غريها يظنه عبادة هلل تعالى م�أمو ًرا بها‪.‬‬
‫حـكـمـه هذا الطواف بدعة حم َّرمة‪ ،‬وو�سيلة ِمن و�سائل ِّ‬
‫ال�شرك‪.‬‬
‫الثاين‪� :‬أن يطوف بق�صد عبادة �صاحب ال�ضريح‪� ،‬أو تعظيمه‪� ،‬أو مع دعا ِئه واال�ستغاثة به‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫حـكـمـه هذا الطواف ِ�شرك �أكرب؛ ملا يف ذلك من تعظيم �صاحب ال�ضريح‪ ،‬و�إقامته كمقام اهلل‬
‫جل وعال‪ ،‬و�إقامة �ضريحه كمقام بيت اهلل عز وجل‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة احلج �آية ‪.29‬‬ ‫‪72‬‬


‫حرمة الطواف بغير الكعبة‬

‫طواف بغريها فهو �ضالل عظيم‪،‬‬ ‫يحرم التعبد بالطواف ببقعة �أو بناء � َّإل بالكعبة امل�ش َّرفة‪ ،‬وكل ٍ‬
‫من ال�شرك والكفر و�سائر النجا�سات‬ ‫والدليل على ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{(‪.)١‬‬
‫قال‪«َ :‬م ْن �أَ ْح َدثَ يف �أَ ْمرِ َنا َه َذا‬ ‫النبي ‪� ‬أَ َّن ال َّنب َِّي ‪َ ‬‬ ‫َز ْو ِج ِّ‬ ‫‪ 2‬حديث � ِّأم امل�ؤمن َني َعا ِئ َ�ش َة‬
‫َما َل ْي َ�س ِفي ِه َف ُه َو َر ٌّد»‪ )٢(،‬ويف رواي ٍة‪«َ :‬م ْن َع ِم َل َع َم ًال َل ْي َ�س َع َلي ِه �أَ ْم ُر َنا َف ُه َو َر ٌّد» (‪.)٣‬‬

‫�أُ ّ‬
‫و�ضح �صفة الطواف بالكعبة امل�شرفة‪.‬‬ ‫‪١‬‬

‫االعتكاف‬

‫النا�س ِل َي َت َف َّر َغ لطاع ِة اهلل يف‬ ‫املق�صود باالعتكاف‪ :‬انقطا ُع الإِ ِ‬


‫ن�سان مدة من الزمان عن ِ‬
‫م�ساجده‪ ،‬بال�صالة والذكر والدعاء وقراءة القر�آن والتفكر وغري ذلك؛ طل ًبا ْ‬
‫لف�ض ِل‬ ‫م�سجد من ِ‬ ‫ٍ‬
‫اهلل وثوا ِب ِه‪.‬‬

‫(‪� )١‬سورة احلج �آية ‪.26‬‬


‫(‪� )٢‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)2550‬وم�سلم برقم (‪ ،)1718‬ولفظه‪« :‬ما لي�س منه»‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫(‪� )٣‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)1718‬‬
‫االعتكاف عبادة هلل عز وجل‬
‫االعتكاف يف بيوت اهلل تعالى عبادة‪ ،‬والدليل على ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{(‪.)1‬‬
‫�أن النبي ‪ ‬كان يعتكف الع�شر الأواخر من رم�ضان حتى توفاه اهلل‪ ،‬ثم‬ ‫عن عائ�شة‬ ‫‪2‬‬
‫اعتكف �أزواجه من بعده(‪.)2‬‬

‫ال ُع ُ‬
‫كوف‬

‫لغ ًة‪ُ :‬‬


‫لزوم املكان والبقاء فيه‪.‬‬

‫ا�صطالحا‪ :‬البقاء عند القبور وغريها تعظي ًما لها‪� ،‬أو طل ًبا للربكة ِمن �أ�صحابها‪.‬‬
‫ً‬

‫املخلوق باخلالق‪ ،‬و�ش َّبهوا الأ�ضرح َة‬


‫َ‬ ‫وحقيقة �أمر العاكفني على القبور والأ�ضرحة‪� :‬أنهم قد �ش َّبهوا‬
‫املوحدون يف بيوت اهلل‪ ،‬ويطلبون من تلك الأ�ضرحة و�أربابها‬ ‫عندها كما ُ‬
‫يعكف ِّ‬ ‫وعكفوا َ‬ ‫ببيوت اهلل‪َ ،‬‬
‫ما ال يطلب �إال ِمن اهلل َّ‬
‫جل وعال‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة البقرة �آية ‪.125‬‬


‫(‪� )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ )2065‬وم�سلم رقم (‪.)2841‬‬ ‫‪74‬‬
‫كوف على القبور والأ�ضرحة والأ�شجار وغريها‬ ‫حكم ال ُع ِ‬
‫هذا العكوف �شرك �أكرب �إذا كان العاكف متقرب ًا �إليها‪.‬‬
‫والأدلة على ذلك كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫{(‪ ،)1‬ف َمن َع َك َف‬ ‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫على الأ�ضرحة والقبور فقد َف َع َل ِف ْع َل امل�شركني الذين يع ُكفون على التماثيل‪.‬‬
‫‪ 2‬قول اهلل تعالى‪} :‬ﮭﮮﮯﮰﮱ ﯓ ﯔ{ (‪ ،)2‬قال جماهد رحمه اهلل‬
‫فمات ف َعكفوا على قربه(‪ ،)4‬وهذا هو ما يفعله‬ ‫ال�سويق(‪َ ،)3‬‬ ‫يلت لهم َّ‬ ‫يف تف�سري الالت‪ :‬كان ُّ‬
‫العاكفون على الأ�ضرحة والقبور‪.‬‬
‫ول وا ٍد يقع �شرقي مكة‬ ‫ِ‬ ‫قال‪َ :‬خ َر ْج َنا َم َع َر ُ�س‬ ‫احلا ِر ِث ْب ِن َع ْو ٍف ال َّل ْي ِث ِّي ‪َ ‬‬ ‫‪ 3‬حديث �أَ ِبي َوا ِق ٍد َ‬
‫وقعت فيه غزوة حنين‬
‫ني ِ�س ْد َر ٌة �أ�سلموا حدي ًثا وعهدهم‬ ‫هلل ‪�ِ ‬إ َلى ُحن َ ْ ٍي َو َن ْحنُ ُح َد َثا ُء َع ْه ٍد ِب ُك ْف ٍر‪ ،‬و ِل ْل ُم ْ�ش ِر ِك َ‬ ‫ا ِ‬
‫بالكفر قريب‬ ‫يع ِّلقون‬
‫اط)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َي ْعك ُفونَ ِع ْن َد َها‪ ،‬و َينوطونَ ِب َها �أ ْ�س ِل َح َت ُه ْم ُي َقال ل َها‪( :‬ذاتُ �أ ْن َو ٍ‬ ‫ُ‬
‫�شجرة يعلق عليها‬
‫اط َك َما الم�شركون �أ�سلحتهم‬ ‫ٍ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ات �أَ ْ‬
‫ن‬ ‫هلل‪ْ ،‬اج َع ْل َل َنا َذ َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َق َال‪َ :‬ف َم َر ْر َنا ِب ِّ‬
‫ال�س ْد َر ِة‪َ ،‬ف ُق ْل َنا‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬
‫طل ًبا للبركة‬

‫ال�سنن‪ :‬الطرق‪:‬‬
‫ال�س َ ُن‪ُ ،‬ق ْلت ُْم‬ ‫هلل �أَ ْك َ ُب‪� ،‬إِ َّن َها ُّ‬
‫هلل ‪« :‬ا ُ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫اط‪َ .‬ف َق َال َر ُ�س ُ‬ ‫َل ُه ْم َذاتُ �أَ ْن َو ٍ‬
‫والمراد �سلكتم كما‬
‫�سلك من قبلكم الطرق‬
‫يل‪ } :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ‬
‫َوا َّل ِذي َن ْف ِ�سي ِب َي ِد ِه َك َما َقا َل ْت َب ُنو �إِ ْ�س َرا ِئ َ‬
‫المذمومة‬
‫ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ{‪َ ،‬ل َ ْت َك ُ َّ‬
‫ب َ�س َ َن َمنْ َكانَ َق ْب َل ُك ْم»‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫فامل�شركون يعكفون على �آلهتهم يطلبون منها املدد والربكة‪ ،‬ويتقربون لها ب�أنواع العبادة‪،‬‬
‫م�شرك مثلهم‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫فمن َف َع َل ك ِفعلهم مع �أ�صحاب القبور فهو‬

‫(‪� )2‬سورة النجم �آية ‪.20-19‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الأنبياء �آية ‪.52‬‬
‫َّ‬
‫(‪� )3‬أي‪ :‬للحاج‪ ،‬وال�سويق دقيق احلنطة �أو ال�شعري‪ ،‬ولتَّه‪ :‬خلطه وبله بال�سمن �أو املاء‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫(‪� )4‬أخرجه ابن جرير الطربي يف تف�سريه ‪.523/22‬‬
‫(‪� )5‬أخرجه �أحمد برقم(‪ ،)21897‬والرتمذي برقم (‪.)2180‬‬
‫�أَ ِ‬
‫�ستخرج من حديث �أبي واقد الليثي ‪ ‬ثالث فوائد‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪........................................................................................................................................‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪........................................................................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪........................................................................................................................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫ما معنى الطواف؟‬ ‫‪1‬‬

‫ما الطواف املشروع؟‬ ‫‪2‬‬

‫أوضح حكم الطواف بالقبور واألضرحة ُأ ّبي ما كان منها بدعة وما كان‬ ‫‪3‬‬

‫شركً ا أكبر؟‬
‫ما معنى العكوف على القبور واألضرحة؟‬ ‫‪٤‬‬

‫ما حكم العكوف على القبور وغيرها؟ مع ذكر الدليل‪.‬‬ ‫‪٥‬‬

‫‪76‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫الـ�شـ َف َ‬
‫ـاع ُـة‬ ‫َّ‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫الدرس‬
‫وال�شف َع ُاء يوم القيامة‬ ‫ال�ش َف َ‬
‫اع ُة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫‪١٤‬‬ ‫الرابع‬
‫عشر‬

‫تمهيد‬

‫فرصا كثيرة ملغفرة ذنوبهم ورفعة‬


‫من فضل اهلل تعالى على عباده املؤمنني أن أتاح لهم ً‬
‫درجاتهم يوم القيامة‪ ،‬ومن ذلك الفوز بشفاعة الشفعاء الذين يأذن اهلل لهم في الشفاعة‬
‫عنده‪ ،‬فما الشفاعة؟ وممن تطلب؟ وكيف يحصل عليها املؤمن؟‬

‫تعريف َّ‬
‫ال�شفاعة‬

‫لغ ًة‪ِ :‬من َّ‬


‫ال�شفع‪ ،‬وهو ِ�ض ُّد ال ِو ِتر‪.‬‬

‫التو�سط للآخرين بجلب منفعة لهم‪� ،‬أو دفع م�ضرة عنهم‪.‬‬


‫ا�صطالحا‪ُّ :‬‬
‫ً‬

‫والمراد هنا ال�شفاعة عند اهلل تعالى يف الآخرة‪.‬‬

‫وحقيقتها �س� ُؤال اهلل تعالى يوم القيامة منفع ًة للعباد �أو ِ‬
‫بع�ضهم‪ ،‬كالإذن يف‬
‫اخلروج ِمن النار‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الدرجات فيها‪� ،‬أو‬
‫ِ‬ ‫دخول اجلنة‪� ،‬أو ِرفع ِة‬
‫احل�ساب‪� ،‬أو ِ‬
‫ِ‬
‫أوتخفيف عذا ِبها على من ُي�شفع له‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�‬

‫‪78‬‬
‫�شروط َّ‬
‫ال�شفاعة‬
‫ال�شفاعة عند اهلل تعالى يوم القيامة ال تقبل �إال ب�شرطني‪:‬‬
‫ال�شرط الأول‪� :‬إِ ْذ ُن اهلل تعالى لل�شافع �أن ي�شفع‪ ،‬والدليل عليه‪:‬‬
‫{(‪.)1‬‬ ‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{(‪.)2‬‬ ‫‪ 2‬قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫ال�شرط الثاين‪ :‬رِ�ضا اهلل تعاىل عن امل�شفوع له‪ ،‬والدليل عليه‪:‬‬
‫{(‪.)3‬‬
‫قول اهلل تعالى‪} :‬‬ ‫‪1‬‬
‫قول اهلل تعالى‪} :‬ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ‬ ‫‪2‬‬
‫ﰕ ﰖ ﰗ{(‪ .)4‬وقد ت�ضمنت هذه الآية ال�شرطني م ًعا‪.‬‬

‫�شروط ال�شفاعة‬

‫الشرط الثاني‪ :‬رِضا اهلل تعالى عن‬ ‫الشرط األول‪ :‬إِذْ نُ اهلل تعالى للشافع‬
‫املشفوع له‬ ‫أن يشفع‬

‫ال�شفاعة ال تكون �إال لأهل التوحيد خا�صة‬


‫ال�شفاعة يوم القيامة خا�صة ب�أهل التوحيد‪ ،‬الذين ر�ضي اهلل تعالى عنهم‪ ،‬فال تكون ملن �أ�شرك باهلل تعالى‪.‬‬
‫الأدلة‬
‫‪ 1‬قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫وقول‪َ « :‬ال �إل َه � َّإل اهلل»‪ ،‬واملعنى‪� :‬أن‬
‫{(‪ ,)5‬واملراد بالعهد هنا‪ :‬التوحيد‪ُ ،‬‬
‫املجرمني (واملراد بهم امل�ش��ركون) ال ي�س��تحقون ال�ش��فاعة‪ ،‬و�إمنا ي�س��تحقها � ُ‬
‫أهل التوحيد‬
‫عهدا بتوحيدهم �إياه (‪.)6‬‬
‫الذين اتخذوا عند اهلل ً‬

‫‪79‬‬ ‫(‪� )2‬سورة �سب�أ �آية ‪� )3( .23‬سورة الأنبياء �آية ‪.28‬‬
‫(‪� )5‬سورة مرمي الآيتان ‪.87-86‬‬
‫(‪� )1‬سورة البقرة �آية ‪.255‬‬
‫(‪� )4‬سورة النجم �آية ‪.26‬‬
‫(‪ )6‬وقيل يف تف�سريها‪ :‬ال يكون �أحد ِمنَ امل�شركني �شفي ًعا‪ ،‬و�إمنا َي�شفع عند اهلل تعالى �أه ُل التوحيد اخلال�ص‪ ،‬وكال املعنيني �صحيح‪.‬‬
‫هلل‪َ ،‬منْ َ�أ ْ�س َع ُد ال َّن ِ‬
‫ا�س ِب َ�ش َف َاع ِت َك َي ْو َم ال ِق َي َام ِة؟‬ ‫ول ا ِ‬ ‫حديثُ �أَ ِبي هُ َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َال‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫‪2‬‬
‫يث �أَ َح ٌد َ�أ َّو ُل‬ ‫هلل ‪َ « :‬ل َق ْد َظ َن ْن ُت َيا �أَ َبا هُ َر ْي َر َة �أَن َال َي ْ�س َ�أ َل ِني َعنْ َه َذا َ‬
‫احل ِد ِ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َق َال َر ُ�س ُ‬
‫ا�س ِب َ�ش َف َاع ِتي َي ْو َم ال ِق َي َام ِة‪َ ،‬منْ َق َال‪َ :‬ال‬ ‫يث‪� ،‬أَ ْ�س َع ُد ال َّن ِ‬ ‫ِم ْن َك؛ ِ َلا َر�أَ ْي ُت ِمنْ ِح ْر ِ�ص َك َع َلى َ‬
‫احل ِد ِ‬
‫�صا ِمنْ َق ْل ِب ِه‪� ،‬أَ ْو َن ْف ِ�س ِه»‪� )1(.‬شهادة يقين ال ي�شوبها‬
‫هلل‪َ ،‬خا ِل ً‬ ‫ِ�إ َل َه � َّإل ا ُ‬
‫رياء وال �سمعة‬
‫ذكر �شيخ الإ�سالم ابن تيمية يف حقيقة ال�شفاعة‪�( :‬أن اهلل �سبحانه هو الذي يتف�ضل‬
‫على �أهل الإخال�ص؛ فيغفر لهم بوا�سطة دعاء من �أذن له �أن ي�شفع‪ ،‬ليكرمه وينال املقام‬
‫املحمود؛ فال�شفاعة التي نفاها القر�آن‪ :‬ما كان فيها �شرك‪ ،‬ولهذا �أثبت ال�شفاعة ب�إذنه يف‬
‫موا�ضع‪ ،‬وقد َّبي النبي ‪� ‬أنها ال تكون �إال لأهل التوحيد والإخال�ص)(‪.)2‬‬

‫قال اهلل تعالى‪ } :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬


‫‪1‬‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ{(‪ ,)3‬ما العالقة بني الآية وحديث �أبي هريرة ‪‬؟‬
‫‪...............................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................................................................‬‬

‫�أ�سباب �إدراك ال�شفاعة يوم القيامة‬


‫النبي ‪� ‬أعما ًال َمن عملها فهو حقيق �أن ي�شفع له ر�سول اهلل ‪ ‬يوم القيامة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫َّبي ُّ‬
‫ا�س ِب َ�ش َف َاع ِتي َي ْو َم‬ ‫هلل ‪� « :‬أَ ْ�س َع ُد ال َّن ِ‬ ‫‪� 1‬إخال�ص التوحيد هلل جل وعال‪ ،‬لقول الر�سول ا ِ‬
‫(‪)٤‬‬
‫هلل‪َ ،‬خا ِل ً�صا ِمنْ َق ْل ِب ِه‪� ،‬أَ ْو َن ْف ِ�س ِه»‪.‬‬
‫ال ِق َي َام ِة‪َ ،‬منْ َق َال‪َ :‬ال ِ�إ َل َه ِ�إ َّال ا ُ‬
‫هلل ‪َ ‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫ول ا ِ‬‫�أَنَّ َر ُ�س َ‬ ‫هلل‬
‫‪ 2‬قول الدعاء الوارد بعد الأذان‪ ،‬فعن َجا ِب ِر بن عبدا ِ‬
‫م َّم ًدا‬ ‫َ«منْ َق َال ِح َني َي ْ�س َم ُع ال ِّن َدا َء‪ :‬الل ُه َّم َر َّب هذه ال َّد ْع َو ِة التَّا َّم ِة‪َ ،‬و َّ‬
‫ال�صال ِة ا ْل َقا ِئ َم ِة‪ِ � ،‬آت ُ َ‬
‫(‪)٥‬‬
‫م ُمو ًدا الذي َو َع ْد َتهُ؛ َح َّل ْت له َ�ش َف َاع ِتي يوم ا ْل ِق َي َام ِة»‪.‬‬ ‫ا ْل َو ِ�سي َل َة َوا ْل َف ِ�ضي َل َة‪َ ،‬وا ْب َع ْث ُه َم َق ًاما َ ْ‬

‫(‪ )٢‬جمموع فتاوى �شيخ الإ�سالم ابن تيمية ‪.77/7‬‬


‫(‪� )٤‬أخرجه البخاري رقم (‪ .)٩٩‬‬
‫ ‬
‫ ‬
‫(‪� )1‬أخرجه البخاري رقم (‪.)99‬‬
‫(‪� )٣‬سورة املنافقون‪� ،‬آية رقم (‪.)١‬‬
‫‪80‬‬
‫(‪� )٥‬أخرجه البخاري رقم (‪.)٦١٤‬‬
‫ُّ‬
‫ال�شف َع ُاء يوم القيامة‬
‫ي�أذن اهلل يف ال�شفاعة يوم القيامة لبع�ض عباده‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫النبي ‪ ،‬وهو �أعظم ال�شفعاء من اخللق‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪1‬‬
‫ر�سول اهلل ‪ِ « :‬ل ُك ِّل َن ِب ٍّي َد ْع َو ٌة ُم ْ�ست ََجا َب ٌة‪َ ،‬ف َت َع َّج َل ُك ُّل َن ِب ٍّي َد ْع َو َتهُ‪،‬‬ ‫والدليل على هذا قول ِ‬
‫ات ِمنْ �أُ َّم ِتي‬ ‫َو ِ�إ ِّن ْاخ َت َب�أْتُ َد ْع َو ِتي َ�ش َف َاع ًة لأُ َّم ِتي يوم ا ْل ِق َي َام ِة‪َ ،‬ف ِه َي َنا ِئ َل ٌة �إن َ�شا َء اهلل َمنْ َم َ‬
‫ً (‪)1‬‬
‫هلل �شيئا»‪.‬‬ ‫ال ُي ْ�ش ِر ُك ِبا ِ‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 2‬املالئكة الكرام‬
‫والدليل على هذا قول اهلل تعالى‪} :‬‬
‫{(‪.)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 3‬الأنبيا ُء‬
‫‪ 4‬امل�ؤمنون‪.‬‬
‫«حتَّى �إِ َذا َخ َل َ�ص ْالُ�ؤْ ِم ُنونَ ِمنَ ال َّنا ِر‪َ ،‬ف َوا َّل ِذي َن ْف ِ�سي‬ ‫النبي ‪َ :‬‬ ‫والدليل على هذين قول ِّ‬
‫ال ِّق ِمنَ ْالُ�ؤْ ِم ِن َني ِ ِ‬
‫ل َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة‬ ‫ا�س ِت ْق َ�صا ِء ْ َ‬
‫ل ِف ْ‬ ‫ِب َي ِد ِه‪َ ،‬ما ِم ْن ُك ْم ِمنْ �أَ َح ٍد ِب َ�أ َ�ش َّد ُم َن َ‬
‫ا�ش َد ًة ِ ِ‬
‫لإِ ْخ َوا ِن ِه ُم ا َّل ِذينَ ِف ال َّنا ِر‪َ ،‬ي ُقو ُلونَ ‪َ :‬ر َّب َنا َكا ُنوا َي ُ�صو ُمونَ َم َع َنا َو ُي َ�صلُّونَ َو َي ُح ُّجونَ ‪َ ،‬ف ُي َق ُال َل ُه ْم‪:‬‬
‫ول اهلل‬ ‫�أَ ْخ ِر ُجوا َمنْ َع َر ْفت ُْم‪َ ،‬فت َُح َّر ُم ُ�ص َو َرهُ ْم َع َلى ال َّنا ِر‪َ ،‬ف ُي ْخ ِر ُجونَ َخ ْل ًقا َك ِث ًريا»‪ ،‬وفيه‪َ « :‬ف َي ُق ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫َع َّز َو َج َّل‪�َ :‬ش َف َع ِت ْ َالال ِئ َك ُة‪َ ،‬و َ�ش َف َع ال َّن ِب ُّيونَ ‪َ ،‬و َ�ش َف َع ْالُ�ؤْ ِم ُنونَ ‪َ ،‬و َ ْل َي ْبقَ �إِ َّل �أَ ْر َح ُم ال َّر ِاح ِمنيَ»‪.‬‬
‫ال�شهدا ُء‪.‬‬ ‫‪ُّ 5‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ال�ش ِهي ُد ِف َ�س ْب ِع َني ِمنْ �أَ ْه ِل َب ْي ِت ِه»‪.‬‬
‫هلل ‪ُ « :‬ي َ�ش َّف ُع َّ‬ ‫والدليل على هذا قول َر ُ�س ِول ا ِ‬
‫�أوال ُد امل�سلمني الذين ميوتون قبل البلوغ‪ ،‬ي�شفعون لآبائهم و�أمهاتهم‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)199‬‬


‫(‪� )2‬سورة النجم �آية ‪.26‬‬
‫(‪ )3‬جزء من حديث طويل �أخرجه م�سلم برقم (‪.)183‬‬
‫‪81‬‬ ‫(‪� )4‬أخرجه �أبو داود برقم (‪.)2522‬‬
‫�صغار �أهلها‪ :‬و�أ�صل الدعمو�ص دويبة تكون في الماء ال‬
‫تفارقه �أي �أن هذا ال�صغير في الجنة ال يفارقها‬

‫ال َّن ِة‪َ ،‬ي َت َل َّقى �أَ َحدُهُ ْم �أَ َبا ُه ‪� -‬أَ ْو َق َال‬
‫ي�ص ْ َ‬ ‫«�ص َغا ُرهُ ْم َد َع ِام ُ‬ ‫النبي ‪ِ : ‬‬ ‫والدليل على هذا قول ِّ‬
‫�أَ َب َو ْي ِه‪َ -‬ف َي ْ�أ ُخ ُذ ِب َث ْو ِب ِه‪� -‬أَ ْو َق َال ِب َي ِد ِه ‪َ -‬ك َما � ُآخ ُذ َ�أ َنا ِب َ�ص ِن َف ِة َث ْو ِب َك َه َذا‪َ ،‬فال َي َت َن َاهى ‪�َ -‬أ ْو َق َال‬
‫هلل َو�أَ َبا ُه النة»‪.‬‬
‫ْ َ َّ َ (‪)1‬‬
‫َفال َي ْنت َِهي‪َ -‬حتَّى ُي ْد ِخ َل ُه ا ُ‬
‫وبع�ض ُ�س َو ٍر من ُه َك ُ�س َو ِر‪ :‬البقرة‪ ،‬و�آل عمران‪ ،‬وتبارك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 7‬القر� ُآن الكرمي‪،‬‬
‫هلل ‪ « : ‬ا ْق َر ُءوا ا ْل ُق ْر�آنَ َف ِ�إ َّن ُه َي�أْ ِتي َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َ�ش ِفي ًعا لأَ ْ�ص َحا ِب ِه»(‪.)2‬‬
‫ومما يدل على هذا قول َر ُ�س ِول ا ِ‬

‫�أَكتُب يف اجلدول الآتي من ي�شفع له كل نوع من �أنواع ال�شفعاء‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫امل�شفوع له‬ ‫ال�شافع‬
‫النبي ‪.‬‬
‫�أوالد امل�سلمني الذين ميوتون قبل البلوغ‪.‬‬
‫ال�شهداء‪.‬‬

‫وبي املراد بها‪.‬‬


‫ما تعريف الشفاعة؟ ِّ‬ ‫‪1‬‬

‫ما شروط الشفاعة؟‬ ‫‪٢‬‬

‫ملن تكون الشفاعة؟ واذكر اثنني من أسباب إدراكها يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪٣‬‬

‫أذكر ثالثة ممن يأذن اهلل لهم في الشفاعة يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪٤‬‬

‫‪82‬‬
‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)804‬‬ ‫ ‬
‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)2635‬‬
‫رابط الدر�س الرقمي‬

‫اعةِ‬ ‫�أَ ْق َ�س ُام َّ‬


‫ال�ش َف َ‬ ‫‪١٥‬‬
‫الدرس‬
‫الخامس‬
‫عشر‬

‫تمهيد‬

‫الشفاعة التي أثبتها اهلل تعالى لبعض عباده يوم القيامة قسمان‪ ،‬فما هما؟‬

‫�أق�سام ال�شفاعة من حيث الخ�صو�ص والعموم‬


‫يوم القيامة ِق�سمني‪:‬‬
‫تنق�سم ال�شفاعة َ‬
‫بالنبي ﷺ‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫خا�صة‬ ‫ٌ‬
‫�شفاعة‬ ‫ِ‬
‫الق ْ�س ُم الأول‪:‬‬
‫وهي �أنواع منها‪:‬‬
‫ال�شفاع ُة ال ُعظمى‪.‬‬ ‫‪َّ 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫{‬ ‫وعدَ اهلل تعالى به ر�سوله ‪ ‬يف قوله‪} :‬‬ ‫وهي املقام املحمود الذي َ‬
‫وهذه ال�شفاعة تكون يف �أر�ض املح�شر‪ ،‬وذلك حني يطلب النا�س من الأنبياء عليهم ال�صالة وال�سالم‬
‫�أن ي�شفعوا لهم عند ربهم لرييحهم من �شدة املوقف وما حلقهم من الغم والكرب‪ ،‬فيعتذر عنها �آدم‬
‫النبي ‪ ‬فيقول‪�« :‬أَ َنا َل َها»(‪ ،)2‬وي�شفع لهم فيق�ضي اهلل بينهم‪.‬‬ ‫و�أُو ُلو العزم من الر�سل‪ ،‬حتى تنتهي �إلى ِّ‬
‫النبي ‪ ‬قال يف حديث ال�شفاعة‪« :‬بعدما ي�أتيه‬ ‫والدليل على هذا حديث �أبي هريرة ‪� ‬أن َّ‬
‫لك َما َت َق َّد َم ِمن َذ ْن ِب َك‬ ‫ات الأَ ْن ِب َياءِ‪ ،‬وقد َغ َف َر اهلل َ‬ ‫هلل َو َخ َ ُ‬ ‫أنت ُ‬
‫ر�سول ا ِ‬ ‫النا�س‪َ -‬ف َي ُقو ُلونَ ‪ :‬يا حم َّمد‪َ � ،‬‬
‫ت َت ا ْل َع ْر ِ�ش‪َ ،‬ف�أَ َق ُع‬
‫ا�ش َف ْع ل َنا �إلى َر ِّب َك‪� ،‬أ َال َت َرى �إلى َما َن ْحنُ فيه؟» قال‪َ « :‬ف�أَ ْن َط ِل ُق َف�آ ِتي َ ْ‬ ‫َوما َت�أَ َّخ َر‪ْ ،‬‬
‫م ِام ِد ِه َو ُح ْ�س ِن ال َّث َنا ِء عليه �شي ًئا مل َي ْفت َْح ُه َع َلى �أَ َح ٍد‬ ‫وجل‪ُ ،‬ث َّم َي ْفت َُح اهلل َع َل َّي ِمن َ َ‬ ‫َ�س ِاج ًدا ِل َر ِّبي ع َّز َّ‬
‫ول‪� :‬أُ َّم ِتي يا َر ِّب‪،‬‬ ‫ا�ش َف ْع ُت َ�ش َّف ْع‪َ ،‬ف َ�أ ْر َف ُع َر�أْ ِ�سي َف�أَ ُق ُ‬
‫َق ْبلي‪ُ ،‬ث َّم ُي َق ُال‪ :‬يا حم َّم ُد‪ ،‬ا ْر َف ْع َر�أْ َ�س َك‪�َ ،‬س ْل ُت ْع َطهْ‪َ ،‬و ْ‬

‫(‪� )1‬سورة الإ�سراء �آية ‪.79‬‬


‫‪83‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)7072‬وم�سلم برقم (‪ ،)193‬من حديث �أن�س ‪.‬‬
‫اب الأَ ْ َي ِن ِمنْ �أَ ْب َو ِ‬
‫اب‬ ‫عليه ْم ِمنَ ا ْل َب ِ‬
‫اب ِ‬ ‫�أُ َّم ِتي يا َر ِّب‪َ ،‬ف ُي َق ُال‪ :‬يا حم َّم ُد‪� ،‬أَ ْد ِخ ْل ِمن �أُ َّم ِت َك َمن ال ِح َ�س َ‬
‫(‪)1‬‬
‫النا�س ِفي َما ِ�س َوى ذلك ِمنَ الأَ ْب َو ِ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫ال َّن ِة‪َ ،‬وهُ ْم ُ�ش َر َكا ُء ِ‬
‫َْ‬
‫النبي ‪ ‬يف �أهل اجلنة �أن يدخلوها‪.‬‬ ‫‪�َ 2‬شفاع ُة ِّ‬
‫النبي ‪ ‬يف ع ِّمه �أبي طالب �أن يخ َّفف عنه العذاب‪,‬مع عدم الر�ضا عن امل�شرك‪,‬‬ ‫‪�َ 3‬شفاع ُة ِّ‬
‫ولكنه امل�شرك الوحيد الذي ي�شفع له النبي ‪ ‬بتخفيف عذاب النار عنه‪ ,‬ال اخلروج‬
‫منها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ملاذا ي�شفع النبي ‪ ‬يف عمه �أبي طالب مع �أنه مات كاف ًرا؟ وما الذي يدل عليه ذلك؟‬
‫ي�شفع النبي ‪ ‬يف عمه �أبي طالب؛ لأنـ ‪............................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................‬‬

‫‪..........................................................................................................................‬‬ ‫وهذا يدل على‬

‫ٌ‬
‫�شفاعة عا َّمة‬ ‫ال ِق ْ�س ُم الثاين‪:‬‬
‫النبي ‪ ‬ومن غريه ممن ي�أذن اهلل لهم بال�شفاعة‪ ،‬وير�ضى عن امل�شفوع له‪.‬‬ ‫وتكون من ِّ‬
‫وهي �أنواع منها‪:‬‬
‫ال�شفاع ُة يف بع�ض من ا�ستحق النار ِمن ع�صاة �أهل التوحيد �أن ال يدخلها‪.‬‬‫‪َّ 1‬‬
‫ال�شفاع ُة يف بع�ض من دخل النار ِمن ع�صاة �أهل التوحيد �أن يخرج منها‪.‬‬‫‪َّ 2‬‬
‫ال�شفاع ُة فيمن ا�ستوت ح�سناتهم و�سيئاتهم �أن يدخلوا اجلنة‪.‬‬ ‫‪َّ 3‬‬
‫ال�شفاع ُة يف رفع درجات امل�ؤمنني وزيادة ثوابهم‪.‬‬ ‫‪َّ 4‬‬

‫‪84‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)4435‬وم�سلم برقم (‪ ،)194‬من حديث �أبي هريرة ‪.‬‬
‫�أنواع ال�شفاعة‬

‫�أو ًال‪ :‬ال�شفاعة املثبتة‬

‫وهي التي تطلب من اهلل تعالى‪ ،‬وتوفر فيها ال�شرطان ال�سابقان‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪...................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫�أَذ ُكر بع�ض الآيات يف ال�شفاعة املثبتة‪.‬‬ ‫‪٢‬‬

‫وهذا النوع من ال�شفاعة (ال�شفاعة املثبتة) هو الذي �سبق تناوله يف الدر�سني ال�سابقني‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬ال�شفاعة املنفية‬


‫وهي التي تطلب من غري اهلل تعالى‪� ،‬أو مل يتوفر فيها ال�شرطان ال�سابقان �أو �أحدهما‪.‬‬
‫{(‪.)1‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫ي�ستجاب له‬ ‫قريب و�صاحب‬
‫ي�شفع لهم عند ربهم‬
‫هلل ‪‬‬ ‫ُوينع من ال�شفاعة الذين يكرثون ال َّلعنَ ومل يتوبوا منه‪ ،‬فعن �أبي ال َّد ْر َدا ِء ‪� ‬أنَّ َر ُ�س َ‬
‫ول ا ِ‬
‫َق َال‪َ « :‬ال َي ُكونُ ال َّل َّعا ُنونَ ُ�ش َف َعا َء َو َل ُ�ش َه َدا َء‪َ ،‬ي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة»(‪.)2‬‬

‫‪85‬‬ ‫(‪� )1‬سورة غافر �آية ‪.18‬‬


‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)2598‬‬
‫بطالن عقيدة الم�شركين في ال�شفاعة‬
‫من �أ�سباب وقوع امل�شركني يف ال�شرك اعتقادهم �أن معبوداتهم من املالئكة والأ�صنام وغريها‬
‫ت�شفع لهم عند اهلل‪ ،‬وتقربهم �إليه زلفى‪.‬‬
‫وقد �أبطل اهلل تعالى يف القر�آن الكرمي اعتقادهم ذلك من وجوه عدة‪:‬‬
‫الوجه الأول‪� :‬أن ال�شفاعة ملك هلل تعالى‪ ،‬فال تطلب �إال منه‪ ،‬ومن طلب ال�شفاعة من غريه فقد‬
‫طلبها ممن ال ميلكها‪ ،‬وهذا َ�س َف ٌه و�ضال ٌل‪.‬‬
‫قال اهلل تعالى‪.)١({gfe[ } :‬‬
‫الوجه الثاين‪� :‬أن ال�شفاعة يوم القيامة ال تكون �إال ملن ي�أذن له اهلل تعالى ِمن الأنبياء وال�صاحلني‬
‫وغريهم‪ ،‬وهم ال ي�شفعون �إال ملن ر�ضي اهلل عنهم‪ ،‬وه�ؤالء امل�شركون قد �سخط اهلل عملهم‪ ،‬وغ�ضب‬
‫عليهم‪ ،‬فما تنفعهم �شفاعة �أحد‪.‬‬
‫{(‪.)٢‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪} :‬‬
‫وقال‪} :‬‬

‫{(‪.)٣‬‬
‫قال �شيخ الإ�سالم ابن تيمية رحمه اهلل تعلي ًقا على هذه الآية‪( :‬نفى اهلل عما �سواه كل ما يتعلق‬
‫به امل�شركون‪ ،‬فنفى �أن يكون لغريه ُم ْلك‪� ،‬أو ِق ْ�سط منه‪� ،‬أو يكون عو ًنا هلل‪ ،‬ومل يبق �إال ال�شفاعة‪،‬‬
‫{(‪ ،)٤‬فهذه‬ ‫فبني �أنها ال تنفع �إال ملن �أذن له الرب؛ كما قال تعالى‪} :‬‬
‫ال�شفاعة التي يظنها امل�شركون هي منتفية يوم القيامة‪ ،‬كما نفاها القر�آن)(‪.)٥‬‬
‫قال ابن القيم رحمه اهلل يف الآية الكرمية‪�( :‬إنها تقطع عروق �شجرة ال�شرك من القلب ملن عقلها‪،‬‬
‫فقد قطع اهلل بها جميع الأ�سباب الواهية التي يتعلق بها امل�شركون يف عبادة غري اهلل‪ ،‬فنفى اهلل‬
‫�سبحانه هذه املراتب الأربع عن غريه‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫ ‬‫(‪� )٢‬سورة غافر �آية ‪.18‬‬ ‫(‪� )١‬سورة الزمر‪ ،‬الآيه‪.44 :‬‬
‫(‪� )٤‬سورة الأنبياء �آية ‪.28‬‬ ‫(‪� )٣‬سورة �سب�أ الآيتان ‪.23-22‬‬
‫(‪ )٥‬جمموع فتاوى �شيخ الإ�سالم ابن تيمية ‪ 77/7‬خمت�ص ًرا‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫�أن يـكـ��ون لغـيـ��ره مل��ك‪ ،‬يف قـولــ��ه‪ } :‬ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻﯼﯽ ﯾ‬ ‫‪1‬‬
‫ﯿ{(‪.)١‬‬
‫�أن يكون له �شريك‪ ،‬يف قوله‪ } :‬ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ{(‪.)٢‬‬ ‫‪2‬‬
‫�أن تكون هذه املعبودات عو ًنا له؛ يف قوله‪ } :‬ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ {(‪.)٣‬‬ ‫‪3‬‬
‫�أن ي�شفع �أحد عنده تعالى �إال ب�إذنه؛ يف قوله‪ } :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ {(‪.)٤‬‬ ‫‪4‬‬
‫فنفى اهلل املُلك‪ ،‬وال�شركة‪ ،‬واملظاهرة‪ ،‬وال�شفاعة التي يظنها امل�شرك‪ ،‬و�أثبت �شفاعة ال ن�صيب‬
‫فيها مل�شرك‪ ،‬وهي ال�شفاعة ب�إذنه)(‪.)٥‬‬

‫طلب ال�شفاعة‬
‫ال�شفاعة ُتطلب ِمن اهلل تعالى ابتدا ًء‪ ،‬فيجوز لل ُم�سلم �أن ي�س� َأل اهلل تعالى قائ ًال‪( :‬الل ُه َّم �ش ِّفع ِف َّي‬
‫نب َّيك حممدًا)‪� ،‬أو‪( :‬الل ُه َّم �إين �أ�س�ألك �شفاعة ر�سولك يوم القيامة)‪ ،‬ولكن ال يجوز �أن ي�س� َأل �أح ٌد‬
‫أحد ال من نبي وال ويل وال �صالح وال غريهم‪ ،‬بعد مماتهم‪� ,‬إمنا كان ال�صحابة‬ ‫ال�شفاع َة ِمن �أي � ٍ‬
‫يطلبونها من النبي ‪ ‬حني كان ح ًّيا‪ ,‬ويطلبها النا�س من الأنبياء �إذا بعث اهلل اجلميع يوم القيامة‪.‬‬

‫ما أقسام الشفاعة يوم القيامة؟‬ ‫‪1‬‬

‫اذكر نوعي الشفاعة‪ ،‬وبني حقيقتهما‪.‬‬ ‫‪٢‬‬

‫ما املقام احملمود يوم القيامة؟‬ ‫‪٣‬‬

‫ما عقيدة املشركني في الشفاعة؟ وما سبب وقوعهم فيها؟‬ ‫‪٤‬‬

‫هل يجوز طلب الشفاعة من النبي‪ ‬يوم القيامة؟ وملاذا؟‬ ‫‪٥‬‬

‫(‪� )٢‬سورة �سب�أ �آية ‪.22‬‬ ‫(‪� )١‬سورة �سب�أ �آية ‪.22‬‬
‫‪87‬‬ ‫(‪� )٤‬سورة �سب�أ �آية ‪.23‬‬ ‫(‪� )٣‬سورة �سب�أ �آية ‪.22‬‬
‫(‪ )٥‬مدارج ال�سالكني ج‪� 1‬ص‪.343‬‬
‫َأضع عالمة (√) أمام الصيغة الصحيحة‪.‬‬ ‫‪٦‬‬

‫( )‬ ‫ ‬
‫يا رسول اهلل اشفع لي عند اهلل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫( )‬ ‫ ‬‫يا عبداهلل اشفع لي عند اهلل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫( )‬ ‫محمدا ‪ .‬‬
‫ً‬ ‫الله َّم ش ِّفع ِف َّي نبيك‬
‫ُ‬ ‫‪3‬‬

‫( )‬ ‫ ‬
‫الله َّم إني أسألك شفاعة رسولك يوم القيامة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪4‬‬

‫( )‬ ‫اإلتيان لقبر النبي ‪ ‬وقول‪ :‬اشفع لي يا رسول اهلل‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪88‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التف�سري‬
90
‫الوحدة األولى‬

‫�سورة اجلمعة‬
‫(املنة ببعثة النبي )‬

‫‪91‬‬
‫الدرس األول‬
‫تفسير اآليات (‪)٥-١‬‬
‫من سورة الجمعة‬

‫�سورة مدنية‪ ،‬وع��دد �آياتها �إح��دى ع�شرة �آي��ة (‪ )11‬و�سميت ه��ذه ال�سورة ب�سورة‬
‫مدخل‬
‫الجمعة ل��ورود لفظ الجمعة فيها؛ والجمعة م�شتقة من الجمع‪ ,‬لأن �أهل الإ�سالم‬
‫يجتمعون فيها كل �أ�سبوع مرة‪ ،‬وبد�أت بالحديث عن ت�سبيح جميع المخلوقات لخالقها‬
‫الملك المت�صرف فيها بحكمه والمنزه عن النقائ�ص والمو�صوف ب�صفات الكمال‪،‬‬
‫(‪)١‬‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ﴾‬
‫واختتمت ب�أنه �سبحانه خير الرازقين‪ ،‬قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮌ ﮍ ﮎ﴾(‪.)٢‬‬

‫من موضوعات السورة‪:‬‬

‫(‪ )٢‬بيان المق�صد من بعثة النبي ﷺ‪.‬‬ ‫ ‬


‫(‪ )1‬ت�سبيح المخلوقات هلل تعالى‪.‬‬
‫(‪� )٤‬أحكام يوم الجمعة‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬ذم من ال يعمل بعلمه‪.‬‬

‫ﮊﮋﮌ‬ ‫ ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢﮣ ﴾‬
‫‪92‬‬
‫(‪� )٢‬سورة الجمعة �آية‪.١١ :‬‬ ‫(‪� )1‬سورة الجمعة �آية‪.١ :‬‬
‫موضوع اآليات‬
‫بيان منة اهلل علينا ببعثة حممد ﷺ وف�ضل �أمته‪.‬‬

‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫املنزه عن كل نق�ص‪.‬‬ ‫ﭚ‬
‫العرب الذين كانوا ال يقر�ؤون‪ ،‬ولي�س عندهم كتاب من َّزل‪ ،‬وقد زالت‬
‫ﭢ‬
‫عنهم هذه الأمية ببعثة الر�سول ﷺ‪ ،‬ونزول القر�آن‪.‬‬
‫ٌكت ًبا‪ ،‬جمع �سِ ْفر‪ ،‬وهو الكتاب‪.‬‬ ‫ﮔﮕ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 1‬ﭑ ﭒ﴾ يعظم اهلل تعالى وينزهه‪ ,‬عن كل ما ال يليق به من النق�ص والعيب ﴿ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫الآيه‬

‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﴾ المنـ َّزه عن كل نق�ص ﴿ﭛ ﭜ﴾ العزيز الذي ال يغا َلب‪ ,‬الحكيم‬


‫في تدبيره و�صنعه‪ ,‬الذي ي�ضع كل �شيء في مو�ضعه الالئق به‪.‬‬

‫وهذه اآلية تفيد‪:‬‬

‫• �أن كل المخلوقات تنـزه اهلل تعالى عن العيوب والنقائ�ص وعما ال يليق به‪.‬‬
‫• �أن من �أ�سماء اهلل تعالى الح�سنى‪ :‬الملك‪ ,‬والقدو�س‪ ,‬والعزيز‪ ,‬والحكيم‪.‬‬

‫نشاط‬
‫بعث اهلل ر�سوله  للدعوة لإخال�ص الدين هلل‪ ،‬و�إبطال ال�شرك‪ ،‬وتطهري املجتمعات من الأخالق‬
‫الذميمة التي كان عليها �أهل اجلاهلية‪�ُ ،‬أذكر ثالثة من �أمور اجلاهلية التي حرمها الإ�سالم‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪﴿ 2‬ﭞﭟ ﭠﭡﭢ ﭣ ﭤ﴾ �أر�سل في العرب الذين ال يقر�ؤون‪ ,‬ولي�س عندهم كتاب �سابق‪,‬‬
‫الآيه‬

‫ر�سو ًال منهم �إل��ى النا�س جمي ًعا‪﴿ ,‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ﴾ ويطهرهم من ال�شرك والعقائد الفا�سدة‪,‬‬
‫﴿ﭩ ﭪ ﭫ﴾ ويع ِّلمهم ال�ق��ر�آن وال�سنة‪﴿ ,‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ و�إن كانوا من قبل‬
‫بعثته لفي انحراف وا�ضح عن الحق‪.‬‬

‫‪﴿ 3‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾ كما �أر�سله �سبحانه �إلى قوم �آخرين لم يجيئوا بعدُ‪ ,‬و�سيجيئون من العرب‬
‫الآيه‬

‫ومن غيرهم‪﴿ .‬ﭺ ﭻ ﭼ﴾‪.‬‬


‫‪﴿ 4‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾ ذلك البعث للر�سول  في �أمة العرب وغيرهم‪ ,‬ف�ضل من اهلل‪ ,‬يعطيه‬
‫الآيه‬

‫َمن ي�شاء من عباده‪﴿ .‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾‪.‬‬

‫وهذه اآليات تفيدنا‪:‬‬

‫• �أ َّن �أعظم نعمة �أنعم اهلل تعاىل بها علينا‪ ,‬هي بعثة نبينا حممد  لأن اهلل �أنقذنا به من الظلمات �إىل النور‪.‬‬
‫• �أ َّن من رحمة اهلل بعباده‪� ,‬أن �أر�سل الر�سول من جن�سهم‪ ،‬لي�سهل البيان‪ ،‬ويح�صل املق�صود‪.‬‬
‫• �أ َّن �أعظم مهمات الر�سول ‪ :‬تالوة �آيات القر�آن على النا�س‪ ،‬وتطهريهم من ال�شرك والعقائد‬
‫الفا�سدة‪ ,‬والأخالق الذميمة‪ ,‬وتعليمهم القر�آن وال�سنة‪.‬‬
‫• �أ َّن النا�س قبل بعثة الر�سول  يف ظلمة عظيمة وجهل وا��ض��ح‪ ،‬وه�ك��ذا ح��ال م��ن مل ي�ؤمن‬
‫بالر�سول  بعد بعثته‪.‬‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪ ﴿ 5‬ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ﴾ َ�ش َّب َه اهلل الذين لم‬


‫الآيه‬

‫يعملوا بكتبهم‪ ,‬بالحمار الذي يحمل كت ًبا ال يدري ما فيها‪﴿ ,‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾‬
‫َق ُب َح َم َث ُل القوم الذين ك َّذبوا ب�آيات اهلل‪ ,‬ولم ينتفعوا بها‪ ﴿ ,‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ﴾ ال يو ِّفق الذين‬
‫يتجاوزون حدوده‪ ,‬ويخرجون عن طاعته‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫وهذه اآلية تفيد‪:‬‬

‫• �أن ه�ؤالء لم يكونوا يعملون بما في كتبهم المنزلة عليهم‪ ،‬ومنه الإخبار بنبوة محمد ﷺ‬
‫فا�ستحقوا غ�ضب اهلل عليهم‪.‬‬

‫نشاط‬
‫• �شبه اهلل تعاىل الذين مل يعملوا بالكتاب املنزل عليهم باحلمار‪ ،‬ملاذا �شبههم بذلك؟‬
‫• ما العربة التي �أ�ستفيدها؟‬

‫‪� -‬أُ ُّ‬


‫حب ر�سول اهلل  و�أقتدي به‪ ,‬و �أكرث من ال�صالة وال�سالم عليه‪ ،‬لأن اهلل عز‬ ‫آثار سلوكية‬
‫وجل �أخرجنا به من الظلمات �إىل النور‪.‬‬

‫�س‪� -١‬ضع الكلمة املنا�سبة �أمام املعنى املنا�سب‪:‬‬


‫( ‪ ...................‬الذي ي�ضع كل �شيء مو�ضعه الالئق به‪.‬‬
‫* ‪ ...................‬الغالب على كل �شيء‪.‬‬
‫‪ ................... S‬املنزه عن كل نق�ص‪.‬‬
‫‪ ................... T‬املت�صرف بكل �شيء بال منازع‪.‬‬
‫�س‪َ -٢‬منْ الأميون الذين بعث اهلل فيهم ر�سو ًال؟‪.‬‬
‫� ��س‪ -٣‬بينت الآي ��ات �أع�ظ��م نعمة �أن�ع��م اهلل بها علينا‪ ،‬فما تلك النعمة؟‬
‫وملاذا كانت �أعظم النعم؟‬
‫�س‪ -٤‬ا�ستنبط من الآيات ثالثاً من مهام الر�سول ‪.‬‬
‫�س‪ -٥‬ا�ستدل من الآيات على �أن ر�سالة النبي  عامة جلميع النا�س‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫الدرس الثاني‬
‫‪)١١‬‬
‫تفسير اآليات (‪١١--٦‬‬
‫من سورة الجمعة‬

‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬


‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭑ ﭒﭓﭔ ﭕﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬
‫ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽﭾ ﭿ‬
‫ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﴾‬

‫َقا َل‪َ :‬ب ْي َن َما َن ْح ُن ُن َ�ص ِّلى َم َع ال َّن ِب ِّى  �إِ ْذ‬ ‫هلل‬
‫�سبب النزول‪ :‬عن َجا ِب ِر ْب ِن َع ْبدِ ا ِ‬
‫تمِ ُل َط َعا ًما‪َ ،‬فا ْل َت َف ُتوا �إِ َل ْيهَا َح َّتى َما َب ِق َى َم َع ال َّن ِب ِّى  �إِ َّال اث َنا ع ََ�ش َر‬
‫ري َ ْ‬‫�أَ ْق َبلَتْ عِ ٌ‬
‫ه ِذ ِه الآ َي ُة ﴿ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﴾ (‪.)1‬‬ ‫ال‪َ ،‬ف َن َز َلتْ َ‬
‫َر ُج ً‬

‫موضوع اآليات‬
‫�آثار الكفر والظلم ووجوب ال�سعي �إىل �صالة اجلمعة‬
‫عند �سماع ندائها الثاين‪ ,‬وحترمي البيع بعده‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه البخارى برقم (‪.)936‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫رزق اهلل‪.‬‬ ‫ﭰﭱ‬
‫ما يلهي من ملذات الدنيا وزينتها‪.‬‬ ‫ﭼ‬
‫تدينوا باليهودية‪.‬‬ ‫ﮧ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 6‬ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ﴾ �إن ادَّعيتم �أيها اليهود‪ -‬كذ ًبا‪� -‬أنكم‬


‫الآيه‬

‫�أحباء اهلل دون غيركم من النا�س‪﴿ ,‬ﮰﮱﯓ ﯔﯕ﴾ في ادِّعائكم‪ ,‬حب اهلل لكم من دون النا�س‪.‬‬
‫‪﴿ 7‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ﴾ وال يتمنى ه�ؤالء الموت �أبدًا‪ ,‬ب�سبب ما قدَّموه من الكفر والظلم‪ ,‬فهم‬
‫الآيه‬

‫يخافون العقوبة‪﴿ .‬ﯞ ﯟ ﯠ﴾ ال يخفى عليه من ظلمهم �شيء ‪.‬‬


‫ﯩ﴾ قل‪� :‬إن الموت الذي تهربون منه ال مف َّر منه‪ ,‬ف�إنه‬
‫ﯪ‬ ‫‪﴿ 8‬ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬ ‫الآيه‬

‫� ٍآت �إليكم عند مجيء �آجالكم‪﴿ ,‬ﯫﯬ﴾ يوم القيامة ﴿¿ﯮﯯﯰ﴾ الذي يعلم كل غائب‪ ,‬وكل‬
‫حا�ضر م�شاهد ﴿ﯱﯲﯳﯴ﴾‪.‬‬

‫وهذه اآليات تبين‪:‬‬

‫• كذب ه�ؤالء يف دعواهم �أنهم �أحباب اهلل‪ ,‬و�أن اهلل تعاىل لن يعذبهم‪ ،‬وذلك بتحديهم �أن يطلبوا املوت‬
‫�إذا كانوا �صادقني‪.‬‬
‫بي �أنهم ال يتمنون املوت لعلمهم ب�أنهم كاذبون يف دعواهم‪.‬‬ ‫• �أن اهلل َّ‬
‫• �أن امل��وت نهاية كل خملوق حي‪ ،‬وال بد �أن يكون بعده البعث واجل��زاء واحل�ساب فعلى العاقل �أن‬
‫ي�ستعد لهذا امل�صري املحتوم‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪ ﴿ 9‬ﭑﭒﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚﭛ ﭜﭝ﴾ �إذا نادى الم�ؤذن النداء‬


‫الآيه‬

‫الثاني لل�صالة في يوم الجمعة‪ ,‬فام�ضوا �إلى �سماع الخطبة‪ ,‬و�أداء ال�صالة‪ ﴿ ,‬ﭞ ﭟ﴾ واتركوا البيع‪ ,‬وكذلك‬
‫ال�شراء‪ ,‬وجميع ما ي َْ�ش َغ ُلكم عنها‪ ﴿ ,‬ﭡ ﭢ ﭣ ﴾ ذلك الذي �أُمرتم به‪ ,‬خير لكم في الدنيا والآخرة؛ لما فيه‬
‫من غفران ذنوبكم ومثوبة اهلل لكم‪ ﴿ ,‬ﭤ ﭥ ﭦ ﴾ م�صالح �أنف�سكم فافعلوا ذلك‪.‬‬

‫نشاط‬
‫الأذان الثاني ل�صالة الجمعة زِيد في عهد‪:‬‬
‫) عثمان بن عفان ‪‬‬ ‫( ) �أبي بكر ال�صديق ‪ ) ( ‬عمر بن الخطاب ‪( ‬‬

‫‪﴿ 10‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ﴾ ف�إذا �سمعتم الخطبة‪ ,‬و �أدَّيتم ال�صالة‪ ,‬فانت�شروا في‬
‫الآيه‬

‫الأر�ض‪﴿ ,‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ واطلبوا من رزق اهلل ب�سعيكم‪﴿ ,‬ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ﴾‬


‫واذكروا اهلل كثي ًرا في جميع �أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫وهاتان اآليتان تفيدان‪:‬‬

‫• وجوب �صالة الجمعة على الرجال المكلفين المقيمين غير الم�سافرين‪.‬‬


‫• وجوب ال�سعي ل�صالة الجمعة عند �سماع النداء الثاني لها‪ ,‬وال�سنة التبكير لها قبل ذلك‪.‬‬
‫• تحريم البيع وال�شراء بعد نداء الجمعة الثاني‪ ,‬وذلك لوجوب ح�ضور الخطبتين وال�صالة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫إضاءة‬
‫عن �أبي هريرة ‪� ‬أن ر�سول اهلل  قال‪« :‬من اغت�سل يوم الجمعة غُ �سْ ل‬
‫الجنابة ثم راح فك�أنما قرَّب َبدَنة‪ ،‬ومن راح في ال�ساعة الثانية فك�أنما قرَّب بقرة‪،‬‬
‫ومن راح في ال�ساعة الثالثة فك�أنما قرَّب كب�ش ًا �أقرن‪ ،‬ومن راح في ال�ساعة الرابعة‬
‫فك�أنما قرَّب دجاجة‪ ،‬ومن راح في ال�ساعة الخام�سة فك�أنما قرَّب بي�ضة‪ ،‬ف�إذا خرج‬
‫الإمام ح�ضرت المالئكة ي�ستمعون الذكر»(‪.)1‬‬

‫‪﴿ 11‬ﭸﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﴾ �إذا ر�أى بع�ض الم�سلمين تجارة �أو �شي ًئا‬
‫الآيه‬

‫مِ ن لهو الدنيا وزينتها تف َّرقوا �إليها‪ ,‬وتركوك ‪�-‬أيها النبي‪ -‬قائ ًما على المنبر تخطب‪ ﴿ ,‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ قل لهم �أيها النبي‪ :-‬ما عند اهلل من الثواب والنعيم‪� ,‬أنفع لكم من اللهو ومن‬
‫التجارة‪﴿ ,‬ﮌ ﮍ ﮎ﴾ واهلل وحده خير َمن رزق و�أعطى‪ ,‬فاطلبوا منه‪ ,‬وا�ستعينوا بطاعته على نيل‬
‫ما عنده من خيري الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫وهذه اآلية تفيد‪:‬‬

‫• �أن ح�ضور مجال�س الذكر خير مما ي�شتغل به النا�س من اللهو والتجارة‪ ،‬وال يعني هذا ترك العمل‬
‫وطلب الرزق‪.‬‬
‫• من دعته نف�سه لترك عمل الخير‪َ ,‬ف ْل ُي َذ ِّكرها بعظيم ماعند اهلل من الأجر والف�ضل والرزق الطيب‪.‬‬

‫نشاط‬
‫عن �أبي هريرة ‪� ‬أن ر�سول اهلل  ذكر يوم الجمعة فقال‪ « :‬فيه �ساعة ال يوافقها عب ٌد م�سلم وهو‬
‫قائم ي�صلي‪ ،‬ي�س�أل اهلل تعالى �شيئاً �إال �أعطاه �إياه‪ ،‬و�أ�شار بيده ُيق ِّللها»(‪ .)٢‬وعن �أبي هريرة ‪� ‬أن‬
‫النبي  قال‪« :‬خي ُر يو ٍم طلعت عليه ال�شم�س يو ُم الجمعة‪ ،‬فيه خُ لق �آدم‪ ،‬وفيه �أُدخل الجنة‪ ،‬وفيه‬
‫�أُخرج منها‪ ،‬وال تقوم ال�ساعة �إال في يوم الجمعة»(‪.)٣‬‬
‫ا�ستنبط من الحديثين خ�صائ�ص يوم الجمعة‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫(‪� )٢‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)٨٥٢‬‬ ‫ ‬
‫(‪� )1‬أخرجه البخاري ‪ -‬حديث رقم (‪. )881‬‬
‫(‪�)٢‬أخرجه م�سلم برقم (‪. )٨٥٤‬‬
‫آثار سلوكية‬
‫‪1‬ـ �أبادر �إلى ال�صالة و�أترك ما ي�شغلني عنها‪ ,‬لأنال خيري الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫�س ‪1‬ـ ا�ستدل من الآيات على ما ي�أتي‪:‬‬


‫�أ‌‪ -‬قرن اهلل عز وجل طلب الرزق بذكره ليتحقق الفوز بخريي‬
‫الدنيا والآخرة‪.‬‬
‫ب‌ ‪ -‬حترمي البيع وال�شراء بعد نداء اجلمعة الثاين‪.‬‬
‫�س ‪2‬ـ ما املراد بالقيام يف قوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﭿ ﮀ ﴾؟‬
‫�س ‪ 3‬ـما �سبب نزول قوله تعاىل‪﴿ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾﭿ ﮀﮁ ﴾؟‬
‫�س ‪4‬ـ ا�ستخرج فائدة من قوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉ ﮊ ﴾‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الوحدة الثانية‬

‫�سورة املنافقون‬
‫(�صفات املنافقني)‬
‫الدرس الثالث‬
‫تفسير اآليات (‪)٤-١‬‬
‫من سورة المنافقون‬

‫روى م�سلم في �صحيحه �أ َّن النبي  «ك��ان يقر�أ في �صالة الجمعة ب�سورة‬
‫الجمعة والمنافقون»(‪.)١‬‬ ‫مدخل‬
‫وال�سورة مدنية‪ ،‬وع��دد �آياتها �إح��دى ع�شرة �آي��ة (‪ )11‬و�سميت هذه ال�سورة‬
‫ب�سورة المنافقين؛ لحديثها عن النفاق والمنافقين‪ ،‬ومواقفهم من ر�سول‬
‫اهلل  والم�ؤمنين‪ ،‬وبد�أت بالحديث عن علم اهلل عز وجل قال تعالى‪﴿ :‬ﮙ‬
‫ﮚ ﮛﮜ﴾ واختتمت بعلم اهلل قال تعالى‪﴿ :‬ﯯﯰﯱﯲ﴾‬
‫الترابط بين �سورة الجمعة والمنافقون‪:‬‬
‫‪ -‬ذكر الموت في ال�سورتين‪ :‬حيث بينت �سورة الجمعة �أن الموت حقيقة ال‬
‫�شك فيها وقدر ال مفر منه‪ ،‬وفي �سورة المنافقون‪ :‬تذكير بالموت‪ ،‬وتنبيه �إلى‬
‫�ضرورة اال�ستعداد له‪ ،‬وكذلك ذكرت في ختام �سورة الجمعة حال الم�ؤمنين‬
‫مع ر�سول اهلل  وفي �أول �سورة المنافقون حال المنافقين مع الر�سول ‪.‬‬

‫موضوعات السورة‪:‬‬

‫•ذم النفاق والمنافقين‪ ،‬وك�شف م�ؤامراتهم ‪.‬‬


‫•تحذير الم�ؤمنين من خ�صال المنافقين ‪.‬‬
‫•تح�صين المجتمع الم�سلم من �شرور �أهل النفاق ومكائدهم‪.‬‬
‫•البعد عن االغترار بالدنيا وزخارفها الباطلة ‪.‬‬
‫•الحذر من الغفلة عن ذكر اهلل‪ ،‬وت�سويف التوبة ‪.‬‬
‫•تجنب التكا�سل عن عمل الخير‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم‪٨٧٧ :‬‬
‫لما قدم النبي  المدينة‪ ,‬وكثر الإ�سالم فيها و َع� َّز‪� ،‬صار � ٌ‬
‫أنا�س من �أهلها‪,‬‬
‫ُي ْظهِرون الإيمان‪ ,‬و ُي ْبطِ نون الكفر‪ ,‬ليبقى جا ُههُم و ُت ْح َق َن دما�ؤهم وت�سلم‬ ‫تمهيد‬
‫�أم��وال�ه��م‪ ،‬فذكر اهلل م��ن �أو��ص��اف�ه��م‪ ,‬م��ا ب��ه ي�ع��رف��ون‪ ,‬لكي يحذرهم العباد‪,‬‬
‫ويكونوا منهم على ب�صيرة‪ ,‬و�سماهم المنافقين‪.‬‬

‫‪$‬‬
‫﴿ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛ ﯜﯝ ﯟ‬
‫ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪ‬
‫ﯫﯬﯭﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳ ﯴﯵﯶﯷﯸﯹ‬
‫ﯺﯻ﴾‬

‫موضوع اآليات‬
‫بع�ض �صفات ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫�أكمل العبارة حتى تكون مو�ضو ًعا منا�س ًبا للآيات‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫وقاية و�سرتة لهم من امل�ؤاخذة والعذاب‪.‬‬ ‫ﮥ‬
‫َف ُختِم‪.‬‬ ‫ﯗ‬
‫كيف ُي�صرفون عن الإميان بعد قيام الربهان‪.‬‬ ‫ﯹﯺ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 1‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﴾ �إذا ح�ضر مجل�سك المنافقون ‪�-‬أي�ه��ا الر�سول‪ -‬قالوا‬


‫الآيه‬

‫ب�أل�سنتهم‪ ,‬ن�شهد �إنك لر�سول اهلل‪﴿ ,‬ﮙﮚ ﮛ ﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡ﴾ كاذبون فيما‬
‫�أظهروه من �شهادتهم لك‪ ,‬وحلفوا عليه ب�أل�سنتهم‪ ,‬و�أ�ضمروا الكفر به‪.‬‬

‫‪ ﴿ 2‬ﮣﮤﮥ﴾جعلوا الحلف باهلل �سترة و وقاية لهم‪ ,‬من الم�ؤاخذة والعذاب‪﴿ ,‬ﮦﮧﮨ‬
‫الآيه‬

‫ﮩ﴾ منعوا �أنف�سهم‪ ,‬ومنعوا النا�س عن طريق اهلل الم�ستقيم‪ ﴿ ,‬ﮫﮬﮭﮮ ﮯ﴾ �إنهم بئ�س ما كانوا‬ ‫ِ‬
‫يعملون‪.‬‬

‫وهاتان اآليتان تفيدان أن‪:‬‬

‫• �أعظم و�سيلة للحذر من المنافقين‪ ,‬هي بيان �صفاتهم و�أفعالهم ليحذرهم الم�ؤمنون‪.‬‬
‫ا�ستعمال الأَيمان الكاذبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫• من عادة المنافقين في خداع الم�ؤمنين‪,‬‬
‫• الكذب من �أعظم �صفات المنافقين الذميمة ف َع ْن َ�أ ِبى ُه َر ْي َر َة ‪� ‬أَ َّن َر ُ�سو َل ا ِ‬
‫هلل  َقا َل‪�« :‬آ َيـ ُة ا ْل ُم َنافِقِ‬
‫ال ٌث‪� :‬إِ َذا َحد ََّث َك َذ َب‪َ ,‬و�إِ َذا َو َع َد �أَ ْخلَ َف‪َ ,‬و ِ�إ َذا ا ْئ ُتمِ َن َخا َن »(‪.)1‬‬
‫َث َ‬

‫‪104‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)59‬‬
‫‪﴿ 3‬ﮱﯓﯔﯕﯖ﴾ ذلك لأنهم �آمنوا في الظاهر‪ ,‬ثم كفروا في الباطن‪﴿ ,‬ﯗﯘﯙ﴾ فختم‬
‫الآيه‬

‫اهلل على قلوبهم ب�سبب كفرهم‪﴿ ,‬ﯚﯛﯜ﴾ فهم ال يفهمون ما فيه �صالحهم‪.‬‬

‫‪ ﴿ 4‬ﯟﯠﯡﯢ﴾ �إذا نظرت �إل��ى ه��ؤالء المنافقين تعجبك هيئاتهم ومناظرهم‪﴿ ,‬ﯤ‬
‫الآيه‬

‫ﯥﯦﯧ﴾ و�إن يتحدثوا ت�سمع لحديثهم؛ لف�صاحة �أل�سنتهم‪ ﴿ ,‬ﯩﯪﯫ﴾ وهم لفراغ قلوبهم‬
‫من الإيمان‪ ,‬وعقولهم من الفهم والعلم النافع كالأخ�شاب الملقاة على الحائط‪ ,‬التي ال حياة فيها‪ ,‬وال نفع‪.‬‬
‫﴿ﯭﯮ ﯯﯰ﴾ يظنون كل �صوت ٍ‬
‫عال واق ًعا عليهم و�ضا ًّرا بهم؛ لعلمهم بحقيقة حالهم‪ ,‬ول�شدة جبنهم‪,‬‬
‫والرعب الذي تم َّكن من قلوبهم‪﴿ ,‬ﯲﯳ ﯴ﴾ هم الأع��داء الحقيقيون �شديدو العداوة لك وللم�ؤمنين‪,‬‬
‫فخذ حِ ْذرَك منهم‪ ﴿ ,‬ﯶ ﯷ﴾ �أخزاهم اهلل وطردهم من رحمته‪ ﴿,‬ﯹ ﯺ ﴾ كيف ين�صرفون عن الحق �إلى ما هم‬
‫فيه من النفاق وال�ضالل؟‬

‫وهاتان اآليتان تدالن على ما يلي‪:‬‬

‫• �أن �أ�شد العقوبات �أن يختم اهلل على قلب العبد‪ ,‬ب�سبب كفره بحقائق الإيمان الظاهرة‪ ,‬فال‬
‫يب�صر الحق‪ ,‬وال يهتدي �إليه‪.‬‬
‫• ال ينبغي للم�ؤمن �أن يغتر بح�سن مظاهر المنافقين‪ ,‬وعذوبة �أل�سنتهم‪.‬‬
‫• َ�شبهت الآيات المنافقين ُ‬
‫بالخ ُ�شب الم�س ّندة‪ ,‬من حيث �إنهم ال ينتفعون وال ينفعون‪ ,‬كالخ�شبة‬
‫الم�سندة على الجدار‪ ,‬فلم تبق �شجرة تثمر وتنمو‪ ,‬وال ت�ستعمل في �سقوف البنيان‪.‬‬
‫• ُج ْبن المنافقين و�شدة خوفهم‪.‬‬
‫• �أن عداو َة المنافقين و�ضر َرهم على الم�ؤمنين �أعظ ُم من غيرهم من الكفار‪.‬‬
‫• وجوب الحذر منهم؛ وجهادهم بالحجة والبرهان‪.‬‬
‫• م�شروعية الدعاء على المنافقين‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫نشاط‬
‫بالرجوع �إلى كتاب (عقيدة التوحيد) لل�شيخ �صالح الفوزان �صفحة (‪)٨٦-٨٥‬‬
‫اكتب مع مجموعتك‪ :‬عن الفرق بين النفاق االعتقادي والنفاق العملي؟‬

‫‪� -1‬أتجنب �صفات المنافقين‪ ,‬و�أحذر الت�شبه بهم‪.‬‬ ‫آثار سلوكية‬


‫‪� - 2‬أحذر من المنافقين وال �أغتر بهم‪.‬‬

‫يبي اهلل تعاىل يف الآية الأوىل �أعظم �صفة يف املنافقني‪ ،‬فما هي؟‬‫�س‪ِّ :1‬‬
‫�س‪:2‬علل‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬املنافقون �أ�شد عداوة للم�ؤمنني من الكفار‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ختم اهلل تعاىل على قلوب املنافقني‪.‬‬
‫ج ‪ -‬خوف املنافقني وتوج�سهم من كل �صوت‪.‬‬
‫د ‪� -‬شبه اهلل تعاىل املنافقني با ُ‬
‫خلــ�شب امل�سندة‪.‬‬
‫�س‪ :3‬ا�ستنبط فائدتني من قوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﯲﯳ ﯴ﴾‪.‬‬
‫�س‪ :4‬ما و�سيلة املنافقني يف خداع امل�ؤمنني؟‬

‫‪106‬‬
‫الدرس الرابع‬
‫تفسير اآليات (‪)٨-٥‬‬
‫من سورة المنافقون‬

‫َّا�س فيه‬ ‫�سبب النزول‪ :‬عن زيد بن �أَ ْرقَم ‪« ‬خَ رَجْ نَا مع النَّبيِّ  في �سَ فَرٍ � َأ�صابَ الن َ‬
‫تمهيد‬
‫الل حتَّى َي ْنف َُّ�ضوا مِ ن‬ ‫الل بنُ �أُبَيٍّ ل ْأ�صحَ ا ِبهِ‪ :‬ال ُت ْن ِفقُوا علَى مَن عِ ْن َد رَ�سولِ َّ ِ‬ ‫�شِ َّدةٌ‪ ،‬فَقا َل عب ُد َّ ِ‬
‫حَ ْو ِلهِ‪ ،‬وقالَ‪َ :‬لئِنْ رَجَ ْعنَا �إلى المَدِ ي َن ِة َليُخْ رِجَ نَّ الأ َع ُّز منها الأذَلَّ ‪ ،‬ف�أ َتيْتُ النَّبيَّ  ف�أخْ َب ْر ُتهُ‪،‬‬
‫الل ‪،‬‬ ‫الل بنِ �أُبَيٍّ فَ�سَ أَ� َلهُ‪ ،‬فَاجْ َت َه َد يَمِ ي َن ُه ما َف َعلَ‪ ،‬قالوا‪َ :‬كذَبَ َز ْي ٌد رَ�سو َل َّ ِ‬
‫ف�أرْ�سَ َل �إلى عبدِ َّ ِ‬
‫الل ع َّز وج َّل ت َْ�صدِ يقِي فِي‪﴿ :‬ﮐﮑﮒ﴾‪،‬‬ ‫َف َو َق َع في َنفْ�سِ ي ممَّا قالوا �شِ َّدةٌ‪ ،‬حتَّى �أ ْن َز َل َّ ُ‬
‫َف َدعَاهُ ُم النَّبيُّ  ِليَ�سْ َت ْغ ِف َر لهمْ‪َ ،‬فلَ َّووْا ُر�ؤُو�سَ ُهمْ»(‪.)1‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﭑﭒ ﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙﭚ‬


‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬
‫ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ﴾‬

‫موضوع اآليات‬

‫بع�ض �صفات المنافقين‬

‫‪107‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم ‪.٤٩٠٣‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫عطفوها �إعرا�ضاً وا�ستهزا ًء‪.‬‬ ‫ﭙﭚ‬
‫القوة والغلبة‪.‬‬ ‫ﮕ‬
‫يتفرقوا‪.‬‬ ‫ﭿﮀ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪ ﴿ 5‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ﴾ و�إذا قيل له�ؤالء المنافقين‪� :‬أقبلوا تائبين معتذرين‬ ‫الآيه‬

‫و�س َفه الحديث‪ ,‬ف�سي�ستغفر لكم ر�سول اهلل‪ ,‬وي�س�أل اهلل لكم �ستر ذنوبكم والعفو‬
‫ع َّما بدر منكم من �س ِّيئ القول َ‬
‫عنها‪ ﴿ ,‬ﭙ ﭚ ﴾ �أمالوا ر�ؤو�سهم وحركوها ا�ستهزا ًء وا�ستكبا ًرا‪ ﴿ ,‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ﴾‬
‫و�أب�صرتهم �أيها الر�سول‪ -‬يعر�ضون عنك‪ ,‬وهم م�ستكبرون عن االمتثال لما ُطلِب منهم‪.‬‬

‫‪﴿ 6‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ﴾ �ســــواء عـــلى هــ�ؤالء‬


‫الآيه‬

‫المنافقين �أطلبت لهم المغــفرة مــن اهلل ‪�-‬أيها الر�سول �أم لم تطلب لهــم‪� ,‬إن اهلل لن ي�صفـــح عن ذنوبهم �أبدًا؛‬
‫لإ�صرارهم على الف�سق ور�سوخهم في الكفر‪ ﴿ .‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ �إن اهلل ال يو ِّفق للإيمان‬
‫القوم الكافرين به‪ ,‬الخارجين عن طاعته‪.‬‬

‫وتفيد اآليتان‪:‬‬

‫• عظمة ا�ستغفار ر�سول اهلل ‪ ،‬لأنه مجاب الدعاء‪.‬‬


‫• �إعرا�ض المنافقين عن اال�ستغفار لهم؛ لأنهم ال ي�ؤمنون باهلل واليوم الآخر‪.‬‬
‫• ال يجوز اال�ستغفار للمنافقين وال للكفار والم�شركين‪ ,‬وال ينفعهم ا�ستغفار الم�ستغفرين‪ ،‬بل يدعى‬
‫لهم بالهداية وكفاية �شرهم‪� ،‬أو خزيهم وهالكهم‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ 7‬وه�ؤالء المنافقون ﴿ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ يقولون لأهل‬ ‫الآيه‬

‫"المدينة"‪ :‬التنفقوا على �أ�صحاب ر�سول اهلل من المهاجرين حتى يتفرقوا عنه‪ ﴿ .‬ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ﴾ وهلل وحده خزائن ال�سمــاوات والأر���ض ومافيهما من �أرزاق؛ يعطيها من ي�شاء‪ ،‬ويمنعها ع َّمن‬
‫ي�شاء‪ ﴿ ،‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﴾ ولكن المنافقين لي�س لديهم فقه وال ينفعهم ذلك‪.‬‬
‫‪ 8‬وه ��ؤالء المنافقون ﴿ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ لئن ُع� ْدن��ا �إلى‬ ‫الآيه‬

‫"المدينة" ليخرجنَّ فريقنا الأع ُّز منها فريق الم�ؤمنين الأذل‪﴿ ،‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ﴾‬
‫وهلل تعالى العزة ولر�سوله‪ ،‬وللم�ؤمنين باهلل ور�سوله اللغيرهم‪﴿ ،‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﴾ ولكن‬
‫المنافقين اليعلمون ذلك؛ ل�شدة جهلهم‪.‬‬

‫واآليتان تفيدان ما يلي‪:‬‬

‫• المنافقون ي�سعون في تفريق ال�صف وم�ساعدة الأعداء‪.‬‬


‫• يظن المنافقون �أن ال�صحابة يل َت ُّفون حول ر�سول اهلل ‪ ,‬لأنه ينفق عليهم وهذا كذب ظاهر‪.‬‬
‫• العزة والقوة لي�ست في المال والأ�سباب المادية فقط‪ ,‬ولكنها في الإيمان والتقوى مع ذلك‪.‬‬
‫• �أن من وافق المبطل في قوله واعتقاده �شاركه في الإثم والعقوبة‪.‬‬

‫نشاط‬
‫ب َّين اهلل تعالى العقوبة ال�شديدة للمنافقين‪.‬‬
‫قال تعالى في �سورة الن�ساء �آية ( )‪:‬‬
‫‪................................................‬‬

‫�أخاف على نف�سي من النفاق‪ ,‬و�أ�س�أل اهلل تعالى �أن ال يجعلنا من المنافقين‪،‬‬ ‫آثار سلوكية‬
‫فما �أَمِ َن ُه �إال منافق وما خافه �إال م�ؤمن‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫ بي معاين الكلمات الآتية‪:‬‬ ‫�س‪ِّ :1‬‬
‫﴿ ﭙ ﭚ ﴾ـ ﴿ ﭿﮀ ﴾ ـ ﴿ ﮕ﴾‪.‬‬
‫�س‪ :2‬من املراد بقوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ﴾؟‬
‫�س‪ :3‬ت�أمل �آيات �سورة املنافقون وا�ستخرج �أبرز �صفات املنافقني‪.‬‬
‫�س‪ :4‬اذكر �سبب نزول قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ﴾‪.‬‬
‫�س‪ :5‬علل‪:‬‬
‫�أ‪� -‬إعرا�ض املنافقني عن ا�ستغفار الر�سول ‪.‬‬
‫ب‪ -‬املنافقون �أعداء امل�سلمني على مر الزمان‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة التوبة �آية (‪. )67‬‬


‫‪110‬‬
‫الدرس الخامس‬
‫‪)١١‬‬
‫تفسير اآليات (‪١١--٩‬‬
‫من سورة المنافقون‬

‫بعد �أن ّبي اهلل تعاىل يف الآي��ات ال�سابقة �صفات املنافقني‪َ ,‬و َّجه‬ ‫تمهيد‬
‫النداء للم�ؤمنني ل َيرب�ؤوا من كل �صفة ت�شبه �صفات املنافقني‪.‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ‬


‫ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ‬
‫ﯝﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧ‬
‫ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ﴾‬

‫موضوع اآليات‬

‫احلذر مما يلهي عن ذكر اهلل‪ ,‬وف�ضل �إنفاق املال يف �سبيل اهلل‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ال َت ْ�ش َغ ْلكم‪.‬‬ ‫ﮠﮡ‬

‫َّ‬
‫هل‪.‬‬ ‫ﯝ‬
‫وقتُ موتِها‪.‬‬ ‫ﯭﯮ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 9‬ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﴾يا �أيها الم�ؤمنون ال َت ْ�ش َغ ْلكم‬


‫الآيه‬

‫�أموالكم وال �أوالدك ��م عن عبادة اهلل وطاعته‪ ﴿,‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ﴾ وم��ن ت�ش َغله‬
‫�أمواله و�أوالده عن ذلك‪ ,‬ف�أولئك هم الخا�سرون حظوظهم من كرامة اهلل ورحمته‪.‬‬

‫واآلية تبين‪:‬‬

‫• حرمة االن�شغال ع َّما �أوجب اهلل من ذكره وطاعته‪ ,‬ب�أي �شيء ولو كان مال المرء وولده‪.‬‬
‫• الخ�سارة الحقيقية �أن يت�شاغل الإن�سان ويتلهى بالدنيا؛ عما �أوجبه اهلل عليه من طاعته وذكره‪.‬‬
‫• �إن دوام ذكر اهلل تعالى �سبب لدوام محبته‪ ,‬فالذكر للقلب كالماء للزرع‪ ,‬بل كالماء لل�سمك الحياة له‬
‫�إال به‪ ,‬وهو على خم�سة �أنواع كما ذكرها ابن القيم رحمه اهلل ( ‪.) 1‬‬
‫الأول‪ :‬ذكره ب�أ�سمائه و�صفاته‪ ,‬والثناء عليه بها‪ .‬الثاني‪ :‬ت�سبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله وتمجيده‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬دعا�ؤه وا�ستغفاره والت�ضرع �إليه‪.‬‬ ‫ ‬‫الثالث‪ :‬ذكره ب�أحكامه و�أوامره ونواهيه‪.‬‬
‫الخام�س‪ :‬ذكره بكالمه بتالوة القر�آن الكريم‪ ,‬وهو �أف�ضلها‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫( ‪ ) 1‬جالء الأفهام يف ف�ضل ال�صالة على حممد خري الأنام البن القيم رحمه اهلل �صفحة ‪. 451‬‬
‫نشاط‬
‫اكتب العالقة بين �آيات الدر�س وقوله  «بَا ِدرُوا بالأعْ مَالِ ِف َتنًا َكقِطَ ِع ال َّليْلِ المُظْ لِمِ ‪،‬‬
‫َ�ض‬‫ي ُْ�صبِحُ الرَّجُ ُل ُم�ؤْمِ نًا َو ُيمْ�سِ ي كَا ِفرًا‪� ،‬أَ ْو ُيمْ�سِ ي ُم�ؤْمِ نًا َوي ُْ�صبِحُ كَا ِفرًا‪َ ،‬يبِي ُع دِي َن ُه ب َعر ٍ‬
‫مِ نَ ال ُّد ْنيَا » (‪. )1‬‬

‫‪﴿ 10‬ﮰﮱ ﯓ ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ﴾ و�أنفقوا �أيها الم�ؤمنون في �سبيل اهلل بع�ض ما‬
‫الآيه‬

‫�أعطيناكم في طرق الخير‪ ,‬مبادرين بذلك من قبل �أن يجيء �أحدكم الموت‪ ,‬ويرى دالئله وعالماته‪ ﴿ ,‬ﯛ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﴾ فيقول ناد ًما متح�سراً‪ِّ :‬‬
‫رب هال �أمهلتني‪,‬‬
‫و� َّأجلت موتي �إلى وقت ق�صير‪ ,‬ف�أت�صدق من مالي‪ ,‬و�أكن من ال�صالحين الأتقياء‪.‬‬

‫واآلية تفيد‪:‬‬

‫• الحث على المبادرة بالطاعات قبل الموت‪.‬‬


‫• الم�ؤمنون ينفقون ابتغاء وجه اهلل‪ ،‬والمنافقون يم�سكون خو ًفا من الفقر وزهداً في الأجر‪.‬‬

‫‪ ﴿ 11‬ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﴾ وقت موتها‪ ,‬وانق�ضاء عمرها‪﴿ ,‬ﯯﯰﯱﯲ ﴾‬


‫الآيه‬

‫واهلل �سبحانه خبير بالذي تعملونه من خير و�شر‪ ,‬و�سيجازيكم على ذلك‪.‬‬

‫واآلية تفيد‪:‬‬

‫• كل نف�س قد ُقدر �أجلها في علم اهلل‪ ,‬فلن تت�أخر عن �أجلها ب�أي �سبب‪ ,‬فلي�ستعد المرء لأجله بال�صالحات؛‬
‫لئال يندم على التفريط‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم (‪. )١١٨‬‬
‫�أغتنم حياتي بالأعمال ال�صالحة‪ ,‬من �صالة و�صدقة وذك��ر هلل‪ ,‬قبل �أن‬ ‫آثار سلوكية‬
‫ي�أتي الموت ف�أندم على تفريطي‪.‬‬

‫�س‪َ :1‬من املراد بقوله تعاىل‪:‬‬


‫﴿ ﮬ ﮭ ﮮ ﴾؟‬
‫�س‪ :2‬ا�ستخرج فائدتني من قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾‪.‬‬
‫�س‪:3‬ا�ستدل من الآيات على ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ‌‪ -‬حرمة االن�شغال عن ما �أوجب اهلل من ذكره وطاعته‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬كل نف�س قد ُقدِّر �أجلها يف علم اهلل فلن تت�أخر عنه‪.‬‬
‫ج‪ -‬ال�صدقة من �أج ِّل الطاعات‪.‬‬
‫�س‪:4‬قارن بني امل�ؤمن واملنافق من حيث‪( :‬املحبة هلل ولر�سوله‬
‫‪-‬ال�صدقة ‪-‬الن�صح للآخرين‪-‬الكذب)‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الوحدة الثالثة‬

‫�سورة احلج‬
‫(من �أهوال يوم القيامة‬
‫والأدلة على البعث)‬
‫الدرس السادس‬
‫تفسير اآليات (‪)٤-١‬‬
‫من سورة الحج‬

‫�سورة احلج منها ما هو مكي ومنها ما هو مدين ك�آيات احلج والقتال‪ ،‬وهي ال�سورة‬
‫الثانية والع�شرون يف ترتيب امل�صحف‪ ,‬و�آياتها‪� 78 :‬آية‪.‬‬ ‫مدخل‬
‫و�سميت بذلك‪� ,‬إ�شارة لهذه ال�شعرية العظيمة‪ ,‬وتخليدًا لدعوة �إبراهيم اخلليل ÷‪,‬‬
‫حني انتهى من بناء البيت‪ ,‬ونادى النا�س للحج‪ ,‬ف�أ�سمع اهلل �صوته من يف الأر�ض ومن يف الأ�صالب‬
‫والأرحام‪ ﴿ .‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‪.﴾e‬‬
‫وال توجد �سورة يف القر�آن‪ ,‬با�سم ركن من �أركان الإ�سالم اخلم�سة غري هذه ال�سورة‪.‬‬
‫وافتتحت �سورة احلج بالأمر بالتقوى‪ ,‬واختتمت بذكر �أعمال التقوى‪ ,‬من ال�صالة وفعل اخلري‬
‫واجلهاد‪ ,‬ثم بيان عاقبة من اتقى‪ ,‬و�أن اهلل يتواله وين�صره ويكفيه ما �أهمه من �أمر الدنيا والآخرة‪,‬‬
‫فنعم املوىل ونعم الن�صري‪.‬‬
‫اشتملت هذه السورة على موضوعات‬
‫وقضايا كثيرة‪ ،‬من أبرزها ما يأتي‪:‬‬ ‫موضوعات السورة‪:‬‬

‫تعظيم �أمر‬
‫وجوب توحيد‬ ‫بيان‬ ‫الإذن بالقتال ملن‬
‫ذكر الأدلة على‬ ‫ال�ساعة‪,‬‬
‫اهلل والرباءة‬ ‫�سماحة‬ ‫ُظلموا‪ ,‬و�شروط‬ ‫ذكر احلج و الهدي‬
‫�إمكان البعث‬ ‫وذكر بع�ض‬
‫من ال�شرك‬ ‫ال�شريعة‬ ‫متكني اهلل لعباده‬ ‫و�أحكامهما‪.‬‬
‫بعد املوت‪.‬‬ ‫من �أهوال‬
‫و�أهله‬ ‫وي�سرها‪.‬‬ ‫يف الأر�ض‪.‬‬
‫القيامة‪.‬‬

‫جاءت �سورة احلج بعد �سورة الأنبياء‪ ,‬التي تردد فيها الوعيد والتخويف‬
‫تمهيد‬
‫من العذاب وقرب احل�ساب‪ ,‬حيث قال يف �أولها ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ﴾ (‪ )١‬وقال يف �آخرها ﴿ ﮎ ﮏ ﮐ﴾ (‪ )٢‬لذا نا�سب‬
‫�أن يذكر بعدها يف �أول �سورة احلج‪ ,‬ال�ساعة و�أهوالها‪ ,‬وبيان الأدلة على �إمكان وقوعها‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫( ‪� ) ٢‬سورة الأنبياء �آية‪.٩٧ :‬‬ ‫( ‪� ) ١‬سورة الأنبياء �آية‪.١ :‬‬
‫‪$‬‬
‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭖ ﭗ‬
‫ﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞ‬
‫ﭟﭠﭡ ﭢﭣﭤ‬
‫ﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫ‬
‫ﭬﭭﭮﭯﭰﭱ ﭲ‬
‫موضوع اآليات‬ ‫ﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻ‬
‫بيان �شدة الهول عند قيام ال�ساعة‪.‬‬ ‫ﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄ‬
‫ﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊ ﮋ﴾‬

‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ا�ضطراب الأر�ض عند قيام ال�ساعة‪.‬‬ ‫ﭗﭘ‬
‫تن�شغل لهول ماترى عن �أحب النا�س �إليها‪.‬‬ ‫ﭞ‬
‫متمرد على اهلل‪.‬‬ ‫ﭾ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬
‫إضاءة‬
‫عن �أَبِي هُ َر ْي َر َة ‪ ‬قَالَ ‪ :‬قَالَ رَ�سُ ولُ اهلل ‪:‬‬ ‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾‬
‫الآيه‬
‫‪1‬‬
‫«�أَ ْك َث ُر مَ ا يُدْ خِ ُل الْجَ َّن َة َت ْقوَى َّ ِ‬
‫الل وَحُ �سْ نُ الْخُ لُقِ »(‪.)1‬‬
‫وقال طَ لْق بن حبيب‪ :‬التقوى‪� :‬أن تعمل بطاعة‬ ‫هذا نداء من اهلل لكل النا�س‪� ,‬أن يتقوه و يحذروا‬
‫اهلل‪ ،‬على نور من اهلل‪ ،‬ترجو ثواب اهلل‪ ،‬و�أن‬ ‫ع�ق��وب�ت��ه‪ ,‬فيمتثلوا الأوام � ��ر وي�ج�ت�ن�ب��وا ال�ن��واه��ي‬
‫تترك مع�صية اهلل‪ ،‬على نور من اهلل‪ ،‬مخافة‬ ‫﴿ﭖﭗﭘﭙﭚ﴾ �إن ما‬
‫عذاب اهلل(‪.)٢‬‬
‫يحدث عند قيام ال�ساعة من الأه��وال �شيء عظيم‬
‫ال يعلم حقيقته �إال اهلل وحده‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫(‪� )٢‬سير �أعالم النبالء للذهبي ج‪� ٤‬صفحة‪.٦٠١ :‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه الترمذي برقم (‪.)2135‬‬
‫‪﴿ 2‬ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ﴾ عندما ترون قيام ال�ساعة‪ ,‬تن�سى الأم ر�ضيعها الذي‬
‫الآيه‬

‫�ألقمته ثديها‪ ,‬ل�شدة ما نزل بها من الهول ﴿ ﭣﭤﭥﭦﭧ﴾ و ُت�سقِط الحامل حملها من الرعب‬
‫﴿ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ﴾ وتغيب عقول النا�س فهم مثل ال�سكارى‪ ,‬من �شدة ال�ه��ول‪ ,‬ولي�سوا‬
‫ب�سكارى من الخمر ﴿ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﴾ ولكن �شدة العذاب‪� ,‬أفقدتهم عقولهم و�أذهلتهم‪.‬‬

‫وهاتان اآليتان تفيدان‪:‬‬

‫•وجوب تقوى اهلل‪ ,‬وحقيقة التقوى‪� :‬أن يجعل العبد بينه وبين عذاب اهلل وقاية‪ ,‬بفعل �أوامره‬
‫واجتناب نواهيه‪.‬‬
‫•�أن كل �شيء ي�ضطرب ويتزلزل عند قيام ال�ساعة‪ ,‬من �شدة الهول وفظاعة الأمر‪.‬‬
‫• �أن الخلق ي�صابون بالفزع‪ ,‬حتى تن�سى المر�ضعة ر�ضيعها‪ ،‬وت�سقط الحامل جنينها‪ ,‬ويبدو‬
‫النا�س ك�أنهم �سكارى‪.‬‬

‫نشاط‬
‫ما وجه ال�شبه بين فزع النا�س عند قيام ال�ساعة وبين ال�سكارى الذين ي�شربون الخمر؟‬
‫‪...............................................‬‬
‫‪...............................................‬‬

‫‪﴿ 3‬ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ﴾ �أي يخا�صمون وي�شككون في قدرة اهلل على البعث‪ ,‬و�أنه لي�س‬
‫الآيه‬

‫هناك يوم �آخِ ��ر وال جنة وال نار ﴿ﭻ ﭼ ﭽﭾ﴾ �أي يتبع هذا المخا�صم في �أم��ر البعث‪ ,‬كل‬
‫�شيطان من الإن�س والجن متمرد على اهلل‪.‬‬
‫‪ ﴿ 4‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ قدر اهلل على هذا ال�شيطان المتمرد‪� ,‬أنه ي�ضل كل من تواله‬
‫الآيه‬

‫واتبعه ﴿ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾ �أي ي�سوقه �إلى عذاب جهنم المتقدة ب�سبب اتباعه له‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫وهاتان اآليتان تفيدان‪:‬‬

‫• تحريم الجدال بالباطل‪.‬‬


‫• التحذير من اتباع الم�ض ِّلين من �شياطين الإن�س والجن‪.‬‬
‫• �أن من ا َّتبع الم�ضلين �أَ�ض ُّلوه‪ ,‬وقادوه �إلى النار‪.‬‬

‫‪� -1‬أتقي اهلل و �أعمل ال�صالحات‪ ,‬حتى ُتقربني من اهلل و َتقيني عذا َبه‪.‬‬
‫آثار سلوكية‬
‫‪ -٢‬اكتب �أثراً �سلوكياً �آخر ت�ستنبطه من الآيات‪.‬‬
‫‪� -٣‬أبادر �إلى حج بيت اهلل الحرام‪ ,‬بعد بلوغي وا�ستطاعتي م�ؤدياً بذلك الركن‬
‫الخام�س من �أركان الإ�سالم‪.‬‬

‫�س ‪ -1‬ما حقيقة التقوى يف قوله تعاىل‪( :‬اتقوا ربكم)؟‬


‫�س ‪-2‬ما حال كل مما ي�أتي عند قيام ال�ساعة؟‬
‫املر�ضعة‪...........‬احلامل‪..........‬النا�س‪...............‬‬
‫�س ‪� -3‬صل الفائدة بالآية التي تدل عليها‪:‬‬

‫الآية‬ ‫الفائدة‬
‫﴿ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﴾‬
‫�أن كل �شيء ي�ضطرب عند قيام ال�ساعة‪.‬‬
‫﴿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ﴾‬
‫تحريم الجدال بالباطل‪.‬‬
‫﴿ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ﴾‬ ‫�أن من اتبع الم�ض ِّلين �أَ�ض ُّلوه‪.‬‬
‫﴿ ﭞ ﭟ ﭠ﴾‬

‫‪119‬‬
‫الدرس السابع‬
‫تفسير اآليات (‪)٧-٥‬‬
‫من سورة الحج‬

‫لما ذكر اهلل �أحوال النا�س يوم القيامة و�أهوالها‪ ،‬د ّلل على �إمكانية‬
‫تمهيد‬
‫وقوع البعث ب�أدلة يعرفها كل من له عقل‪.‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬


‫ﮖﮗﮘﮙﮚ ﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‬
‫ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫ﯩﯪﯫﯬ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ‬
‫ﯴﯵ ﭑﭒ ﭓﭔﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜﭝ‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩ ﭪ ﭫ﴾‬

‫موضوع اآليات‬

‫اختر موضوعًا مناسبًا لآليات‪:‬‬


‫• الأدلة العقلية على وقوع البعث بعد املوت‪.‬‬
‫• الأدلة العقلية على خلق الإن�سان‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫دم �أحمر غليظ َي ْعلَق في الرحم‪.‬‬ ‫ﮝ‬
‫قطعة لحم �صغيرة قدر ما ُيم�ضغ‪.‬‬ ‫ﮠ‬
‫تامة الخلق‪.‬‬ ‫ﮡ‬
‫�سِ ن الهرم و�ضعف العقل‪.‬‬ ‫ﯞ‬
‫ارتفعت وزادت الرتوائها‪.‬‬ ‫ﯯ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 5‬ﮌﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ﴾ �أي �إن كنتم في �شك‪ ،‬من �أن اهلل يحيي الموتى ويبعثكم بعد‬ ‫الآيه‬

‫فنائكم‪ ﴿ ,‬ﮔﮕﮖﮗ﴾ �أي ف�إن اهلل قد خلق �أباكم �آدم من تراب‪ ،‬فكيف تنكرون وقوع البعث ﴿ﮘﮙ‬
‫ﮚ﴾ ثم تنا�سلت ذريته من نطفة‪ ,‬وهي ماء الرجل عندما يقذفه في رحم المر�أة ﴿ﮛ ﮜﮝ﴾ فتتحول‬
‫النطفة �إلى علقة‪ ,‬وهي الدم الأحمر الغليظ الذي يعلق في جدار الرحم ﴿ﮞﮟﮠﮡﮢﮣ﴾‬
‫ثم تتحول العلقة �إلى م�ضغة‪ ,‬وهي قطعة لحم �صغيرة قدر ما يم�ضغ‪ ,‬فتكون تارة مخلقة �أي‪ :‬تامة الخلق تنتهي‬
‫�إل��ى خ��روج الجنين حياً‪ ،‬وتكون ت��ارة غير مخلقة‪ ،‬فت�سقط من الرحم لغير تمام‪ ﴿ .‬ﮤ ﮥﮦ ﴾ �أي لنو�ضح‬
‫لكم‪ ,‬تمام قدرتنا بت�صريف �أطوار الخلق‪﴿ .‬ﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮ﴾ �أي نبقي في الأرحام‬
‫ما ن�شاء‪ ,‬وهو المخلق �إلى وقت والدته ﱫﮯ ﮰ ﮱ﴾ وبهذا تكتمل �أط��وار خلقكم ب�إخراجكم من بطون‬
‫�أمهاتكم �أطفا ًال ﴿ﯓﯔﯕ﴾ ثم تكبرون و تبلغون تمام القوة واكتمال العقول ﴿ﯗ‬
‫ﯘﯙ﴾ �أي من قبل ان يوجد ويخرج �إلى هذا العالم‪ ،‬بل ُت�سقطه � ُّأمه‪ ،‬ومنهم من يتوفى �صغيرا‪ ،‬و�شا ًّبا‪،‬‬
‫وكهال‪ ،‬قبل ال�شيخوخة ﴿ﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟ﴾ وبع�ض النا�س يكبر حتى يبلغ �سن الهرم‬
‫و�ضعف العقل ﴿ﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦ﴾ في�صل هذا المعمر الهرم �إلى حالة ال يعلم فيها �شيئا‪ ,‬مما‬
‫كان يعلمه قبل ذلك‪ .‬ثم �شرع �سبحانه في ذكر دليل عقلي �آخر على البعث فقال‪ ﴿ :‬ﯧﯨﯩﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ﴾ �أي ترى الأر���ض ياب�سة ميتة ال نبات فيها‪،‬‬
‫ف�إذا �أنزلنا عليها الماء تحركت بالنبات تتفتح عنه‪ ،‬وارتفعت وزادت الرتوائها‪ ،‬و�أظهرت من �أ�صناف النباتات ما يروق‬
‫‪121‬‬ ‫منظره‪ ،‬وتبتهج النف�س لر�ؤيته‪.‬‬
‫نشاط‬
‫رتب �أطوار خلق ذرية �آدم عليه ال�سالم فيما ي�أتي‪:‬‬
‫اال�ستقرار في الرحم‬ ‫م�ضغة‬ ‫طفل مكتمل‬ ‫نطفة‬ ‫علقة‬

‫‪ ﴿ 6‬ﭑﭒ ﭓﭔﭕ﴾ �أي المذكور مما تقدم من �آيات قدرة اهلل تعالى‪ ,‬فيه داللة بينة على �أن اهلل‬
‫الآيه‬

‫�سبحانه هو الرب المعبود بحق‪ ،‬الذي ال تنبغي العبادة �إال له ﴿ ﭖ ﭗ ﭘ﴾ كما ابتد�أ الخلق‪ ،‬وكما �أحيا‬
‫الأر�ض بعد موتها ﴿ ﭙ ﭚﭛ ﭜﭝ﴾ ودال على �أن اهلل قادر على كل �شيء ال يعجزه �أمر مهما كان‪.‬‬
‫‪﴿ 7‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ﴾ و �أن �ساعة البعث �آتية ال�شك فيها ﴿ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫الآيه‬

‫ﭪ﴾�أي يخرجهم من القبور لمحا�سبتهم ومجازاتهم‪.‬‬

‫وتفيدنا اآليات‪:‬‬

‫• �أن بعث ال�ن��ا���س بعد موتهم واق ��ع ال م�ح��ال��ة‪ ،‬وه��و عقيدة ال ي�صح �إي �م��ان �أح ��د ب��دون�ه��ا‪ ،‬وال‬
‫ت�صلح الحياة �إال بها‪.‬‬
‫• �أن من �أدلة �إمكان البعث‪:‬‬
‫‪� -1‬أن اهلل الذي خلقنا �أول مرة من العدم‪ ،‬قادر على �إعادتنا مرة �أخرى‪.‬‬
‫‪� -2‬أن �إحياء الأر�ض بالنبات بعد موتها وهمودها‪ ,‬دليل على �إحياء النا�س بعد موتهم‪.‬‬
‫• �أن ال�ب�ع��ث ب�ع��د ال �م��وت ك�م��ا دل ��ت ع�ل�ي��ه ال�ن���ص��و���ص ال�صحيحة دل ��ت ع�ل�ي��ه ال�ح�ج��ج العقلية‬
‫ال�صريحة‪.‬‬
‫• �أن ذرية �آدم‪ ,‬خلقت من النطفة‪ ،‬ثم تطورت �أطوا ًرا حتى اكتمل خلقهم في بطون �أمهاتهم‪،‬‬
‫ثم خرجوا بعد ذلك �أطفا ًال‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫‪�-1‬أُ�صدِّق بالبعث بعد الموت وبكل ما �أخبر اهلل به ر�سوله ‪.‬‬ ‫آثار سلوكية‬
‫‪�-2‬أَ�ستثمر وقتي في طاعة اهلل تعالى‪ ,‬لأن اهلل �سيبعثنا ويجازينا‬
‫على �أعمالنا‪.‬‬

‫�س‪� :1‬صل الكلمة بمعناها المنا�سب فيما ي�أتي‪:‬‬


‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫تامة الخلق‬ ‫َعلَقة‬
‫ِ�سن الهرم و�ضعف العقل‬ ‫ُم ْ�ضغة‬
‫نطفة‬ ‫ُم َخلَّقة‬
‫قطعة لحم �صغيرة‬ ‫�أرذل‬
‫دم �أحمر غليظ‬
‫�س‪ :2‬اذكر دليلني عقليني على �إمكان البعث‪.‬‬
‫�س‪:3‬ا� �س �ت ��دل م ��ن الآي � � ��ات ع �ل��ى م ��ا ي ��أت ��ي‪:‬‬
‫• �أن م ��ن ك�ب�ر ��س�ن��ه ت���ض�ع��ف ق��وت��ه‪.‬‬
‫• �أن املطر حياة للأر�ض‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الوحدة الرابعة‬

‫�سورة احلج‬
‫(مكانة البيت‬
‫ومنا�سك احلج)‬
‫الدرس الثامن‬
‫‪)٢٩‬‬
‫‪٢٩--٢٥‬‬
‫تفسير اآليات ((‪٢٥‬‬
‫من سورة الحج‬

‫ال�ص ِّد عن �سبيل‬


‫جمع الم�شركون بين الكفر باهلل ور�سوله ‪ ,‬وبين َّ‬
‫تمهيد‬
‫وال�صدِ �أي�ضاً عن الم�سجد الحرام‪,‬‬
‫اهلل‪ ,‬و َم ْن ِع النا�س من الإيمان‪َّ ،‬‬
‫الذي لي�س ملكاً لهم وال لآبائهم‪ ,‬بل النا�س فيه �سواء‪ ،‬المقيم فيه‬
‫والقادم �إليه‪.‬‬

‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ‬


‫ﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ‬
‫ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽ‬
‫ﭾ ﭿﮀﮁﮂﮃﮄ‬
‫ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍ‬
‫ﮎﮏﮐ ﮑﮒ ﮓﮔﮕﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ‬
‫ﮰﮱﯓﯔﯕ﴾‬

‫موضوع اآليات‬
‫بيان حترمي ال�صد عن �سبيل اهلل‪ ,‬وم�شروعية احلج وحكمته‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫هي�أنا وبينا‪.‬‬ ‫ﭷ‬
‫البعير الخفيف اللحم لكثرة الم�شي‪ ،‬ال بالهُزال‪.‬‬ ‫ﮏ‬
‫هي الإبل والبقر والغنم‪.‬‬ ‫ﮣ ﮤﮥ‬
‫و�سخ �أبدانهم‪.‬‬ ‫ﮮ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪ ﴿ 25‬ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﴾ و يمنعون غيرهم من الدخول في دين اهلل‪ ﴿ ،‬ﭢ‬


‫الآيه‬

‫ﭣ ﴾ وي�صدون ر�سول اهلل‪ ‬والم�ؤمنين في عـام الحديبية عن الم�سجد الحرام‪ ﴿ ،‬ﭤ ﭥ‬


‫ﭦ﴾ الذي جعلناه لجميع الم�ؤمنين ﴿ ﭧ ﭨﭩﭪ ﴾ فيه �سواء المقيم والقادم �إليه‪ ﴿ ,‬ﭬ‬
‫ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﴾ ومن يعزم على الميل بظلم في الم�سجد الحرام‪ُ ,‬ن ِذ ْقه مِ ن‬
‫عذاب �أليم موجع‪.‬‬

‫وهذه اآلية تفيد‪:‬‬

‫• الوعيد ال�شديد لمن �صد النا�س عن �سبيل اهلل‪ ،‬وعن بيت اهلل الحرام‪.‬‬
‫• الم�سجد الحرام بيت اهلل وحرمه‪ ،‬يق�صد للحج والعمرة‪.‬‬
‫• �أن من �أعظم الذنوب‪� ,‬أن يعزم الإن�سان على الظلم والمع�صية في الحرم‪.‬‬
‫• تعظيم البيت الحرام‪.‬‬
‫• من مقا�صد م�شروعية الحج اجتماع كلمة الم�سلمين على الدين‪.‬‬
‫•ثواب من �سعى �إىل خدمة بيت اهلل احلرام‪ ,‬ومن �أبرز الأمثلة عبر التاريخ ماتقوم به المملكة‬
‫العربية ال�سعودية من جهود كبيرة للعناية بالم�سجد الحرام‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫نشاط‬
‫في �صلح الحديبية َ�ص َّد كفار قري�ش النبي  والم�ؤمنين عن الم�سجد الحرام وذلك في ال�سنة‪.‬‬
‫‪6‬هـ‬ ‫‪4‬هـ‬ ‫‪2‬هـ‬

‫‪ ﴿ 26‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ﴾ واذكر‪� -‬أيها النبي‪� -‬إذ َب َّينا لإبراهيم ‪ ‬مكان البيت‪ ،‬وه َّي�أناه‬
‫الآيه‬

‫خال�صا هلل‪ ,‬على تقوى‬ ‫ً‬ ‫له وقد كان غير معروف‪ ﴿ ،‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ﴾ و�أمرناه ببناء البيت العتيق‪,‬‬
‫من اهلل وتوحيده ﴿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ﴾ وطهر بيتي من الأوثان‬
‫والأقذار‪ ,‬لمن يعبد اهلل فيه بالطواف وال�صالة‪.‬‬

‫وهذه اآلية تدل على‪:‬‬

‫• وجوب تطهير بيت اهلل من مظاهر ال�شرك والمعا�صي‪ ,‬ومن كل قذر وو�سخ ي�ؤذي الطائفين والعاكفين‪.‬‬
‫الل ‪َ ‬قا َل‪�« :‬صَ َل ٌة ِفي م َْ�س ِج ِدي �أَ ْف َ�ض ُل ِم ْن‬ ‫• عظم ف�ضل ال�صالة والطواف في الحرم‪ ,‬فع َْن جَ ا ِب ٍر‪� ،‬أَ َّن رَ�سُ و َل َّ ِ‬
‫(‪)١‬‬
‫�أَ ْل ِف �صَ َل ٍة ِفيمَا ِ�سوَا ُه ِ�إ َّل ا ْلم َْ�س ِج َد ا ْلحَ َرامَ‪ ،‬وَ�صَ َل ٌة ِفي ا ْلم َْ�س ِج ِد ا ْلحَ َرا ِم �أَ ْف َ�ض ُل ِم ْن ِما َئ ِة �أَ ْل ِف �صَ َل ٍة ِفيمَا ِ�سوَاهُ»‪.‬‬

‫‪ ﴿ 27‬ﮇﮈﮉﮊ ﴾ و�أع ِل ْم‪-‬يا �إبراهيم‪-‬النا�س بوجوب الحج عليهم‪ ,‬ونادهم لحج بيت اهلل‪ ,‬فقام فناداهم‪,‬‬
‫الآيه‬

‫ف�أ�سمع اهلل �صوته �أهل الأر�ض ومن لم ي�أتوا بعد‪ ﴿ ،‬ﮋﮌﮍﮎﮏ﴾ ي�أتوك على مختلف �أحوالهم‪,‬‬
‫م�شا ًة‪ ,‬وي�أتوك ركبا ًنا على كل �ضامر من الإبل‪﴿ ،‬ﮐﮑﮒﮓﮔ﴾ ت�أتي هذه الإبل ال�ضوامر من كل طريق بعيد‪.‬‬
‫‪﴿ 28‬ﮖﮗﮘ﴾ ليح�ضروا منافع لهم من‪ :‬مغفرة ذنوبهم‪ ،‬وثواب �أداء ن�سكهم وطاعتهم‪ ،‬وت َك ُّ�س ِبهم في‬
‫الآيه‬

‫تجاراتهم‪ ،‬و غير ذلك؛ ﴿ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ﴾‬


‫وليذكروا ا�سم اهلل على ما يتقربون به من الإبل والبقر والغنم‪ ,‬في �أيام مع َّينة هي‪ :‬ع�شر ذي الحجة وثالثة �أيام بعدها؛‬
‫�شك ًرا هلل على نعمه‪﴿ ،‬ﮦﮧﮨﮩﮪ﴾ وهم م�أمورون �أن ي�أكلوا مِ ن هذه الذبائح‪ ،‬و ُيطعموا‬
‫منها الفقير الذي ا�شتد فقره‪.‬‬
‫‪﴿ 29‬ﮬ ﮭ ﮮ﴾ ثـــم ليكمــل الحجـاج ما بقي عليهم من ال ُّن ُ�سك بعد الذبح‪ ،‬ب�إحاللهم وخروجهم‬
‫الآيه‬

‫من �إحرامهم‪ ،‬وذلك ب�إزالة ما تراكم مِ ن و�سخ في �أبدانهم‪ ،‬و ق�ص �أظفارهم‪ ،‬وحلق �شعرهم‪﴿ ،‬ﮯ ﮰ﴾‬
‫وليوفوا بما �أوجبوه على �أنف�سهم‪ ,‬من الحج والعمرة والهدايا‪﴿ ،‬ﮱ ﯓ ﯔ﴾ وليطوفوا بالبيت‬
‫العتيق القديم‪ ،‬الذي �أعتقه اهلل مِ ن ت�س ُّلط الجبارين عليه‪ ،‬وهو الكعبة‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم (‪.)١٤٠٦‬‬
‫إضاءة‬
‫منافع الحج عظيمة وكثيرة ومنها‪ :‬اجـتماع الم�سلمين‪،‬‬
‫وتعارفهم‪ ،‬وت�آلفهم‪ ،‬وتبادلهم للخبرات والمعلومات والب�ضائع‪،‬‬
‫وت�شاورهم‪ ،‬وحفظ دينهم‪ ،‬و�أكرم اهلل وطننا بخدمة الحرمين‬
‫وخدمة الحجاج والمعتمرين‪.‬‬

‫ومن فوائد هذه اآليات‪:‬‬

‫كل على ح�سب طاقته‪.‬‬ ‫•وجوب ال�سعي للحج لمن كان قاد ًرا‪ٌّ ,‬‬
‫•من �أعظم نعم اهلل علينا‪� ,‬أن رزقنا بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم‪ ,‬و�شكره بذبحها‬
‫تقر ًبا هلل من الهدي والأ�ضاحي في �أيام النحر‪.‬‬
‫•وجوب الحلق �أو التق�صير بعد رمي الجمار‪.‬‬
‫•من �أحرم بالحج �أو العمرة لزمه �إتمامهما‪ ,‬ولم َي ُج ْز له َح ُّل �إحرامه منهما حتى ي�ؤدي‬
‫ن�سكه‪ ,‬لأن اهلل جعلهما كالنذر‪.‬‬
‫•�أن �شعائر الحج قائمة على توحيد اهلل‪ ،‬و�إخال�ص العبادة له‪ ،‬والبراءة من جميع �أنواع‬
‫ال�شرك‪ ،‬بد ًءا من ت�أ�سي�س البيت الحرام‪ ،‬وفي جميع منا�سك الحج‪.‬‬

‫آثار سلوكية‬
‫‪�-1‬أُ ّ‬
‫عظم بيت اهلل الحرام‪ ,‬ففيه ت�ضاعف الح�سنات‪ ،‬وتعظم ال�سيئات‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫�س ‪ )1‬ا�ستدل من الآيات على ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ‌‪ -‬وجوب احلج‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬من �أعظم الذنوب العزم على املع�صية يف احلرم‪.‬‬
‫ج‌‪ -‬من �أحرم باحلج �أو العمرة لزمه �إمتامهما‪.‬‬
‫�س ‪)2‬علل‪:‬‬
‫�سميت الكعبة امل�شرفة بالبيت العتيق‪.‬‬
‫�س ‪َ )3‬ع َ‬
‫ال َم يعود ال�ضمري يف كل من الآيات الآتية‪:‬‬
‫�أ‌‪ -‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﴾‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ﴾‪.‬‬


‫�س ‪� )4‬أوازن بني احلرم املكي واحلرم املدين من حيث‪( :‬ف�ضل ال�صالة‬
‫فيه – العبادات التي تقام فيه)‪.‬‬
‫�س ‪ )5‬ما �أبرز جهود اململكة يف خدمة احلرمني ال�شريفني؟‬

‫‪130‬‬
‫الوحدة الخامسة‬

‫�سورة احلج‬
‫(من �أمثال‬
‫القر�آن الكرمي)‬
‫الدرس التاسع‬
‫‪)٧٨‬‬
‫‪٧٨--٧٣‬‬
‫تفسير اآليات ((‪٧٣‬‬
‫من سورة الحج‬

‫بينت الآيات ال�سابقة بطالن عبادة الم�شركين لكل ما يعبد من دون اهلل من‬
‫الأوثان‪ ،‬و�أن �صرفهم العبادة لها لي�س لهم فيه علم وال حجة‪ ،‬ثم �ضرب اهلل‬ ‫تمهيد‬
‫للنا�س مثال ل ُي َب ِّين لهم بطالن تلك المعبودات‪ ،‬وعدم ا�ستحقاقها للعبادة‪.‬‬

‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬


‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕﮖﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﴾‬

‫موضوع اآليات‬
‫بيان عجز جميع ما يعبد من دون اهلل و�ضعفه وهوانه‬
‫وبطالن �ألوهيته‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫المعبود من دون اهلل الذي �ُأخذ منه �شيء‪.‬‬ ‫ﭮ‬
‫الذباب‪.‬‬ ‫ﭯ‬
‫ما َع َّظ ُموا‪.‬‬ ‫ﭱﭲ‬
‫يختار‪.‬‬ ‫ﭽ‬
‫ا�صطفاكم واختاركم‪.‬‬ ‫ﮩ‬
‫�ضيق و�شدة‪.‬‬ ‫ﮰﮱ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪ ﴿ 73‬ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ﴾ وتدبروه‪)﴿ :‬ﭙﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬


‫الآيه‬

‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾ �إن الأ�صنام والأنداد التي تعبدونها من دون اهلل‪ ,‬لن تقدر مجتمعة على‬
‫َخ ْلق ذبابة واحدة‪ ،‬فكيف بخلق ما هو �أكبر ﴿ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ﴾ وال تقدر‬
‫�أن ت�ستخل�ص ما ي�سلبه الذباب منها‪ ،‬فهل بعد ذلك مِ ن ع َْجز؟ ﴿ ﭭ ﭮ ﭯ﴾ فهما‬
‫�ضعيفان م ًعا‪�َ :‬ض ُع َف الطالب الذي هو المعبود من دون اهلل �أن ي�ستنقذ ما �أخذه الذباب منه‪َ ,‬‬
‫و�ض ُع َف المطلوب‬
‫الذي هو الذباب‪ ،‬كما �ضعف العابد الم�شرك والمعبود ال�صنم‪ ،‬فكيف ُت َّتخذ هذه الأ�صنام والأنداد �آلهة‪ ,‬وهي‬
‫بهذا الهوان؟!‬
‫‪﴿ 74‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﴾ �أي ه�ؤالء الم�شركون لم ِّ‬
‫الآيه‬
‫يعظموا اهلل حق تعظيمه‪� ,‬إذ جعلوا له �شركاء‪،‬‬
‫﴿ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ﴾ �أي هو �سبحانه كامل القوة‪ ،‬العزيز الذي ال يغا َلب‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ونستفيد من اآليتين فوائد منها‬

‫�أهمية �ضرب الأمثال ل َت ْبيين الحقائق و َت ْقريب المعاني‪.‬‬ ‫•‬


‫الج ِل ِّية والبراهين العقلية‪.‬‬
‫التنديد بال�شرك وبيان بطالنه بالأدلة َ‬ ‫•‬
‫قال القرطبي‪ :‬خ�ص اهلل الذباب لأربعة �أمور‪ :‬لمهانته‪ ،‬و�ضعفه‪ ،‬وال�ستقذاره‪ ،‬وكثرته(‪.)1‬‬ ‫•‬
‫وجوب تعظيم الرب الخالق القوي العزيز‪ ,‬واالعتراف بجاللته وافتقار عباده �إليه‪.‬‬ ‫•‬
‫ما قدر اهلل حق قدره‪ ,‬من �ساوى باهلل معبودًا غير اهلل ال ي�ضر وال ينفع‪.‬‬ ‫•‬

‫نشاط‬
‫ما الفائدة من �ضرب الأمثلة في القر�آن الكريم؟‬

‫‪﴿ 75‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﴾ �أي يختار من المالئكة ُر ُ�س ً‬


‫ال‬
‫الآيه‬

‫�إلى �أنبيائه‪ ,‬ويختار من النا�س ُر ُ�س ًل لتبليغ ر�ساالته �إلى الخلق‪﴿ ،‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﴾ �سميع‬
‫لأقوال عباده‪ ،‬ب�صير بجميع الأ�شياء‪.‬‬

‫‪ ﴿ 76‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ﴾ و هو �سبحانه يعلم ما بين �أيدي مالئكته ور�سله من‬


‫الآيه‬

‫قبل �أن يخلقهم‪ ،‬ويعلم ما هو كائن بعد فنائهم‪ ﴿ .‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ و �إلى اهلل وحده ترد‬
‫�أمور الخلق‪ ,‬فيق�ضي فيها بما ي�شاء ويحكم فيها بما يريد‪.‬‬

‫ونستفيد من اآليتين ما يلي‪:‬‬

‫• اهلل وحده بحكمته وعلمه‪ ,‬ي�صطفي من خلقه من هو �أهل للتكريم والنبوة والر�سالة‪.‬‬
‫• �إثبات �سعة علم اهلل‪ ,‬الموجبة لمحبته والخوف منه ومراقبته‪.‬‬
‫• بينت الآيات جملة من �صفات الرب الدالة على ربوبيته و�أُلوهيته‪ ,‬وهي القوة‪ ،‬والعزة‪ ،‬وال�سمع‪ ،‬والب�صر‪.‬‬

‫(‪ )1‬تف�سري القرطبي رحمه اهلل ج ‪� 12‬ص‪.97‬‬


‫‪134‬‬
‫‪ ﴿ 77‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ﴾ في �صالتكم‪﴿ ،‬ﮚ ﮛ﴾‬
‫الآيه‬

‫وحده ال �شريك له‪﴿ ,‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ﴾ وافعلوا كل خير رغبكم اهلل‬


‫فيه؛ لتفوزوا بنعيم الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫وفي اآليه فوائد‪:‬‬

‫• ف�ضل ال�صالة وعظم منزلتها من الدِّين‪ ,‬حيث قدمها اهلل على �أفعال الخير ك ِّلها‪.‬‬
‫• الركوع وال�سجود في ال�صالة من �أَ َج ِّل الأعمال فيها‪.‬‬
‫• �إن حر�ص الم�سلم على فعل الخير ب�أنواعه المختلفة �سبب للفالح والفوز بنعيم الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫‪﴿ 78‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ﴾ �أي ب�أموالكم و�أل�سنتكم و�أنف�سكم‪ ،‬وادعوا الخلق �إلى �سبيله‪ ،‬وجاهدوا‬
‫الآيه‬

‫مخل�صين فيه النية هلل عز وجل‪ ،‬م�سلمين له قلوبكم وجوارحكم‪ ﴿،‬ﮨ ﮩ﴾ هو ا�صطفاكم لحمل هذا‬
‫الدِّين‪ ﴿ ،‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﴾ وقد منَّ عليكم ب�أن جعل �شريعتكم �سمحة‪ ,‬لي�س فيها ت�ضييق وال‬
‫ت�شديد في تكاليفها و�أحكامها‪ ,‬كما كان في بع�ض الأمم قبلكم‪ ﴿ ,‬ﯓ ﯔ ﯕ ﴾ هذه الملة ال�سمحة هي‬
‫ملة �أبيكم �إبراهيم فالزموها وا�ستقيموا عليها‪ ﴿ ،‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ﴾ وقد َ�س َّماكم اهلل‬
‫الم�سلمين مِ ن قب ُل في الكتب المنزلة ال�سابقة‪ ,‬وفي هذا القر�آن‪.‬‬
‫اخت�صك�م به�ذا االختي�ار ﴿ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾ ليك�ون خات�م الر�س�ل محم�د  �ش�اهدًا عليك�م‪,‬‬ ‫وق�د َّ‬
‫ب�أنه ب َّلغكم ر�سالة ربه‪ ﴿ ,‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ﴾ وتكونوا �شهداء على الأمم يوم القيامة‪� ,‬أن ر�سلهم قد ب َّلغتهم‬
‫﴿ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ﴾ �أي �أقيموا ال�صالة ب�أركانها و�شروطها‪ ,‬و�أخرجوا الزكاة المفرو�ضة عليكم‪,‬‬
‫﴿ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ﴾ �أي توكلوا عليه فهو �سيدكم ومالك �أمركم‪.‬‬
‫﴿ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ﴾ فهو ِن ْع َم المولى لمن تواله‪ ,‬ونعم الن�صير لمن ا�ستن�صره‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ونستفيد من اآلية الكريمة ما يلي‪:‬‬

‫• �أن دين الإ�سالم �أف�ضل الأديان‪.‬‬


‫• هذا الدِّين ال حرج فيه وال م�شقة‪ ،‬بل هو ي�سر و�سماحة‪.‬‬
‫• �أن اهلل تعالى هو ال��ذي �سماكم بالم�سلمين في الكتب ال�سابقة وفي القر�آن الكريم‪ ,‬ولذا‬
‫ال ينبغي للم�سلم �أن يخالف مقت�ضى هذه الت�سمية‪ ,‬التي معناها اال�ست�سالم هلل بالتوحيد‬
‫واالنقياد له بالطاعة‪ ،‬والبراءة من ال�شرك و�أهله‪.‬‬
‫• �أن الر�سول  �سي�شهد على �أتباعه‪ ,‬ب�أنه قد َب َّلغهم ر�سالة ربه‪.‬‬
‫• �أن �أتباع الر�سول  �سي�شهدون على الر�سل يوم القيامة �أنهم قد بلغوا �أقوامهم‪.‬‬
‫• وجوب االعت�صام باهلل والتوكل عليه قال تعالى‪ ﴿:‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ﴾‬
‫�أي‪:‬كافيه‪.‬‬

‫نشاط‬
‫ا�ستخرج من كتاب اهلل �آية تدل على �أن اهلل �أكمل لنا الدِّين وبه تمت النعمة‪.‬‬
‫قال اهلل تعالى في �سورة المائدة �آية ( )‪............................................ :‬‬

‫آثار سلوكية‬
‫‪� -١‬أُراقب اهلل عز وجل في جميع �أعمالي‪ ،‬الذي و�سع علمه كل �شيء‪.‬‬
‫‪� -٢‬أحم ُد َ‬
‫اهلل على ِن َعمه الكثيرة و�أَ َج ُّلها ِن ْعم ُة الدِّين و الهداي ِة للإ�سالم‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫�س‪ :1‬ما املثل الذي �ضربه اهلل ملن �أ�شرك به؟‬
‫�س‪ :2‬ملاذا خ�ص اهلل الذباب بهذا املثل؟‬
‫�س‪ :3‬ا�ستخرج فائدتني من قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾‪.‬‬
‫�س‪:4‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﭭ ﭮ ﭯ﴾ من الطالب ومن املطلوب؟‬
‫�س ‪ :٥‬ا�ستدل من الآيات على ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ‌‪� -‬سماحة ال�شريعة الإ�سالمية و ُي ْ�س ُرها‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬ف�ضل �أمة حممد ‪ ‬على �سائر الأمم ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اهلل تعاىل هو الذي �سمى هذه الأمة بامل�سلمني ‪.‬‬
‫�س‪� :٦‬أكمل ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ‌‪ -‬الر�سول ‪ ‬ي�شهد على �أمته ب�أنه ‪...........................‬‬
‫ب‌‪� -‬أمة حممد ‪ ‬ت�شهد للر�سل يوم القيامة ب�أنهم ‪..........‬‬
‫بي ف�ضل ال�صالة وعظم منزلتها من الدِّين‪.‬‬ ‫�س‪ِّ :٧‬‬

‫‪137‬‬
‫الوحدة السادسة‬

‫�سورة امل�ؤمنون‬
‫(�صفات امل�ؤمنني)‬
‫الدرس العاشر‬
‫‪)١١‬‬
‫تفسير اآليات (‪١١--١‬‬
‫من سورة المؤمنون‬

‫�سورة مكية وعدد �آياتها (‪ )118‬و�سميت �سورة الم�ؤمنون لأنها افتتحت بذكر‬
‫الم�ؤمنين و�صفاتهم وجزائهم في الآخرة‪ ،‬وبد�أت ببيان فالح الم�ؤمنين بقوله‪:‬‬ ‫مدخل‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ﴾ واختتمت ببيان خ�سارة الكافرين قال تعالى‪ ﴿ :‬ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ﴾‪.‬‬
‫جاءت هذه ال�سورة بعد �سورة الحج التي اختتمها اهلل تعالى بقوله‪﴿:‬ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ﴾ وكان ذلك مجم ً‬
‫ال‪َّ ،‬‬
‫ف�صله في فاتحة هذه ال�سورة‪ ،‬فذكر‬
‫خ�صال الخير التي من فعلها فقد �أفلح‪.‬‬

‫موضوعات السورة‪:‬‬

‫ت�شتمل ال�سورة على املو�ضوعات الآتية‪:‬‬


‫�أ‌‪ -‬الب�شارة بفالح امل�ؤمنني‪ ,‬وبيان �صفاتهم التي ا�ستحقوا بها الفالح‪.‬‬
‫ب‪ -‬كما ا�شتملت على عدد من �آيات اهلل الكونية يف الأنف�س والآفاق‪ ،‬والتي تدل على عظمة اهلل وقدرته‬
‫الباهرة‪ ,‬وتدعو لتوحيده وتعظيمه‪.‬‬
‫ج‪-‬ثم ذكرت ق�ص�ص بع�ض الأنبياء ‪ ‬وما القوه من �أقوامهم؛ لت�سلية الر�سول ‪ ،‬فذكرت ق�صة نوح‪ ,‬ثم‬
‫ق�صة هود‪ ,‬ثم ق�صة مو�سى‪ ,‬ثم ق�صة مرمي وابنها عي�سى ‪.‬‬
‫د‪-‬ثم حتدثت عن كفار مكة وعنادهم ومكابرتهم للحق‪ ،‬و�أقامت احلجج على البعث والن�شور‪.‬‬
‫هـ‪-‬ثم حتدثت ال�سورة عن الأهوال وال�شدائد التي يلقاها الكفار وقت االحت�ضار وهم يف �سكرات املوت‪,‬‬
‫ومتنيهم �أن يعودوا �إىل الدنيا لي�ستدركوا ما فاتهم ‪.‬‬
‫و‪-‬ثم ختمت ال�سورة باحلديث عن م�صري الفريقني امل�ؤمنني والكافرين‪ ,‬واحلوار الرهيب مع الكفار‪.‬‬

‫وقد �سئلت عائ�شة ‪ ‬عن خُ ُلقِ النبي  فقالت‪( :‬كان خلقه القر�آن) ثم قر�أت‬
‫تمهيد‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ﴾ حتى ﴿ ﭾ ﭿ‪ ﴾ XWV‬وق��ال��ت‪ :‬هكذا كان‬
‫النبي (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ال�سنن الكبرى للن�سائي رقم (‪.) 11350‬‬


‫‪140‬‬
‫‪$‬‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤ‬
‫ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮ ﭯ‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹ‬
‫ﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂ‬
‫ﮃﮄﮅﮆﮇ ﮈﮉﮊﮋﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ﴾‬

‫موضوع اآليات‬
‫‪.....................................................................‬‬
‫مو�ضوعا منا�س ًبا لها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ت�أمل يف الآيات املتلوة واقرتح‬

‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ما ال خري فيه من الأقوال والأفعال‪.‬‬ ‫ﭞ‬
‫الإماء‪ ،‬وهن الن�ساء اململوكات‬ ‫ﭰﭱ‬
‫املجاوزون احلالل �إىل احلرام‪.‬‬ ‫ﭼ‬
‫‪141‬‬
‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 1‬ﭑ ﭒ ﭓ﴾ قد فاز وظفر بكل خير من �آمن باهلل وبر�سوله ‪.‬‬
‫الآيه‬

‫‪ ﴿ 2‬ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ َت ْخ َ�ض ُع في ال�صالة قلوبهم‪ ,‬وت�سكن فيها جوارحهم‪.‬‬


‫الآيه‬

‫‪ ﴿ 3‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ والذين هم تاركون للباطل ولكل ما ال خير فيه من الأقوال والأفعال‪.‬‬


‫الآيه‬

‫‪﴿ 4‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ﴾ �أي ُي َطهِّرون نفو�سهم و�أموالهم ب�أداء زكاة �أموالهم على اختالف �أجنا�سها‪.‬‬
‫الآيه‬

‫وهذه اآليات تفيدنا‪:‬‬

‫• �أن �أ�صحاب الفالح الحقيقي في الدنيا والآخرة هم الم�ؤمنون‪ ,‬الذين ات�صفوا بال�صفات المذكورة‪.‬‬
‫• �أن الخ�شوع في ال�صالة وح�ضور القلب فيها‪ ,‬هو ُل ّب ال�صالة والمق�صود الأعظم منها‪.‬‬
‫• من �صفات الم�ؤمنين‪ :‬الإعرا�ض عن الباطل وعن كل ما ال خير فيه من الأقوال والأعمال‪ ,‬وقال عليه‬
‫ال�صالة وال�سالم‪« :‬من ح�سن �إ�سالم المرء تركه ما ال يعنيه »(‪ ،)1‬و�أهم من ذلك الإعرا�ض عن جميع المعا�صي‪.‬‬
‫• �أن من �أهم �صفات الم�ؤمنين �إعطاء الزكاة لم�ستحقيها‪ ،‬والتي هي الركن الثالث من �أركان الإ�سالم‪.‬‬

‫﴿ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ﴾ فال يقترفون الفواح�ش‪ ،‬وال يك�شفون عوراتهم‪.‬‬


‫الآيه‬
‫‪5‬‬

‫‪ ﴿ 6‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ﴾ ال لوم عليهم وال حرج في اال�ستمتاع‬


‫الآيه‬

‫بالزوجات والإماء المملوكات؛ لأن اهلل تعالى �أح َّلهن‪.‬‬


‫‪ ﴿ 7‬ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾ فمن طلب التمتع بغير ما �أحل اهلل ‪ ،‬فهو من المجاوزين‬
‫الآيه‬

‫الحالل �إلى الحرام‪ ،‬وقد عر�ض نف�سه لعقاب اهلل و�سخطه‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه الترمذي رقم (‪.)2487‬‬


‫‪142‬‬
‫﴿ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾ �أي حافظون لكل ما ائتمنوا عليه‪ ,‬موفون بكل عهودهم‪.‬‬
‫الآيه‬
‫‪8‬‬
‫‪﴿ 9‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﴾ والذين هم يداومون على �أداء �صالتهم في �أوقاتها على هيئتها‬
‫الآيه‬

‫الم�شروعة‪ ,‬الواردة عن النبي ‪.‬‬


‫‪ ﴿ 10‬ﮊ ﮋ ﮌ﴾ المت�صفون بهذه ال�صفات هم الوارثون الجنة‪.‬‬
‫الآيه‬

‫‪﴿ 11‬ﮎ ﮏ ﮐ ﴾ الفردو�س هو �أعلى الجنة‪ ﴿ ،‬ﮑ ﮒ ﮓ ﴾ فال ينقطع نعيمهم وال يزول‪.‬‬
‫الآيه‬

‫واآليات تدل على ما يلي‪:‬‬

‫• وجوب حفظ الفرج عن الزنا‪ ,‬و البعد عن كل ما يوقع فيه‪ ,‬من النظر الحرام‪ ,‬واالختالط بغير المحارم‪،‬‬
‫والخلوة بهن ونحو ذلك‪.‬‬
‫• وجوب حفظ الأمانة ورعايتها‪.‬‬
‫• عظم �أمر ال�صالة‪ ،‬فمن حفظها ب�أدائها كما �أمر اهلل في �أوقاتها‪ ,‬حفظ دينه‪ ,‬ومن �ضيعها فهو لما �سواها‬
‫�أ�ضيع‪.‬‬

‫نشاط‬
‫في �آيات كثيرة ي�ؤكد اهلل عز وجل على �أهمية ال�صالة بالمحافظة عليها‪ ،‬ا�ستخرج‬
‫من كتاب اهلل تعالى ما يدل على وجوب المحافظة على ال�صالة‪.‬‬
‫�سورة الأنعام �آية ( ) ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫�سورة المعارج �آية ( ) ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪143‬‬
‫نشاط‬
‫‪ - 1‬عن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ «:‬بينما ر�سو ُل اهلل  في مجل�س يحد ُِّث القومَ‪� ،‬إذ جاءه �أعرابي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬متى ال�ساعة؟ فم�ضى ر�سو ُل اهلل  يحدث‪ ،‬فقال بع�ض القوم‪�َ :‬س ِم َع ما قال‪ ،‬ف َك ِر َه ما قال‪،‬‬
‫وقال بع�ضهم‪ :‬بل لم ي�سمع‪ ،‬حتى �إذا ق�ضى حديثه‪ ،‬قال‪� :‬أين ال�سائل عن ال�ساعة؟ قال‪ :‬ها �أنا ذا‬
‫عت الأمانة فانتظ ِر ال�ساعة‪ ،‬قال‪ :‬وكيف �إ�ضاعتها؟ قال‪� :‬إذا و ُِّ�سد الأمر‬ ‫يا ر�سول اهلل‪ ،‬قال‪� :‬إذا ُ�ض ِّي ِ‬
‫�إلى غير �أهله فانتظر ال�ساعة »(‪.)1‬‬
‫‪ - 2‬قال ابن م�سعود ‪� :‬إن �أول ما تفقدون من دينكم‪ ,‬الأمانة و�آخر ما يبقى من دينكم ال�صالة(‪.)2‬‬
‫ا�ستخرج مع مجموعتك‪ :‬العالقة بين الحديثين و�آيات الدر�س مع ذكر ثالث فوائد ت�ستفيدها‬
‫من حديث �أبي هريرة و�أثر ابن م�سعود ‪.‬‬

‫آثار سلوكية‬
‫‪� )1‬أحافظ على �صفات الم�ؤمنين حتى �أكون منهم‪ ,‬ف�أفلح في الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫�س‪ :1‬عدّد �صفات امل�ؤمنني املذكورة يف �أول �سورة امل�ؤمنون‪.‬‬


‫�س‪ :2‬ما جزاء من ات�صف ب�صفات امل�ؤمنني؟‬
‫�س‪ :3‬ا�ستدل من الآيات على ما يلي‪:‬‬
‫�أ‌ ‪ -‬اخل�شوع هو لب ال�صالة‪.‬‬
‫ب‌ ‪ -‬من ح�سن �إ�سالم املرء تركه ما ال يعنيه‪.‬‬
‫�س‪ :4‬ا�ستخرج فائدتني من قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾ ‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه الطبراني رقم (‪.)٩٧٥٤‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ .)٧٩٠٤‬‬
‫‪144‬‬
‫الدرس الحادي عشر‬
‫‪)٦١‬‬
‫‪٦١--٥١‬‬
‫تفسير اآليات ((‪٥١‬‬
‫من سورة المؤمنون‬

‫�أنها قالت‪ :‬يا ر�سول اهلل‪ ﴿ ،‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ﴾‪،‬‬ ‫عن عائ�شة‬


‫هو الذي ي�سرق ويزني وي�شرب الخمر‪ ،‬وهو يخاف اهلل عز وجل؟ قال‪« :‬ال‬ ‫تمهيد‬
‫يا بنت �أبي بكر‪ ،‬يا بنت ال�صديق‪ ،‬ولكنه الذي ي�صلي وي�صوم ويت�صدق‪ ،‬وهو‬
‫يخاف اهلل عز وجل»(‪.)1‬‬

‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ‬


‫ﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﯓﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ‬
‫ﯸ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ‬
‫ﰃ ﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌ‬
‫ﰍ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ‬
‫ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ﴾‬

‫موضوع اآليات‬
‫�صفات �أخرى للم�ؤمنين‬

‫‪145‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه الترمذي رقم (‪)3475‬‬


‫معـــاني الكلمـات‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫دينكم‪.‬‬ ‫ﮰ‬
‫�شيعاً و�أحزاباً‪.‬‬ ‫ﯛ‬
‫�ضاللتهم وجهلهم‪.‬‬ ‫ﯥ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 51‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ﴾ ك�ل��وا م��ن طيب ال ��رزق ال�ح�لال‪ ،‬واعملوا‬


‫الآيه‬

‫علي �شيء من �أعمالكم‪.‬‬ ‫الأعمال ال�صالحة‪ ﴿ ,‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ﴾ ال يخفى َّ‬


‫والخطاب في الآية عام للر�سل عليهم ال�سالم و�أتباعهم‪.‬‬

‫‪﴿ 52‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ﴾ و�إ َّن دينكم يا مع�شر الأنبياء دين واحد وهو الإ�سالم‪ ﴿ ,‬ﯔ‬ ‫الآيه‬

‫ﯕ ﯖ﴾ بامتثال �أوامري واجتناب زواجري‪.‬‬

‫ونستفيد من اآليتين‪:‬‬

‫• �أكل الحالل عون على العمل ال�صالح‪ ،‬وعاقبة الحرام وخيمة‪ ,‬ومنها رد الدعاء‪.‬‬
‫• دين الأنبياء واعتقادهم واحد ال يختلف‪ ،‬و�إنما تختلف �شرائعهم التف�صيلية‪.‬‬

‫نشاط‬
‫عن �أبي هريرة ‪ :‬قال‪ :‬قال ر�سولُ اهلل ‪�« :‬أيُّها النا�س‪� ،‬إن اهلل طيِّب‪ ،‬اليقب ُل �إال طيبا‪ ،‬و�إنَّ اهلل‬
‫�أم َر الم�ؤمنين بما �أمر به المر�سلين‪ ،‬فقال‪﴿ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦﮧﮩﮪﮫ ﮬ﴾‬
‫وقال‪} :‬ﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ{ ثم ذك َر الرجلَ يُطيل ال�سَّ فر‪� ،‬أ�شعثَ �أغْ َبرَ‪ ،‬يم ّد يديه �إلى‬
‫ال�سماء‪ :‬يا ربِّ يارب ومطْ عمه حرام‪ ،‬وم�شْ َر ُب ُه حرام‪ ،‬وملبَ�سُ ُه حرام‪ ،‬وغُ ذِ يَ بالحرام‪ ،‬ف�أنَّى يُ�ستجَ اب لذلك؟ »(‪.)1‬‬
‫اذكر العالقة بين الحديث ومو�ضوع الدر�س‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)1015‬‬
‫﴿ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ﴾ فتف َّرق المنت�سبون �إلى ا ّتباع الأنبياء �إلى �أح��زاب و�شيع‪ ،‬جعلوا دينهم �أديا ًنا‬
‫الآيه‬
‫‪53‬‬
‫بعدما �أُمروا باالجتماع‪ ﴿ ،‬ﯝ ﯞ ﯟﯠﯡ﴾ كل حزب معجب بر�أيه زاعم �أنه على الحق وغيره على الباطل‪.‬‬
‫‪﴿ 54‬ﯣﯤﯥﯦﯧ﴾ فاتركهم �أيها الر�سول في �ضاللتهم وجهلهم بالحق �إلى �أن ينزل العذاب بهم‪.‬‬
‫الآيه‬

‫‪﴿ 55‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ﴾ �أيظـــن هــــــــ�ؤالء الكفار �أن ما نمدُّ هم به من �أموال و�أوالد في‬ ‫الآيه‬

‫الدنيا هو خير معجل لهم ي�ستحقونه‪ ،‬بل هو فتنة لهم وا�ستدراج‪.‬‬


‫وا�ستدراجا‪ ﴿ ,‬ﯶ ﯷ ﯸ﴾ ولكنهم ال يُحِ ُّ�سون بذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪﴿ 56‬ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﴾ نعجل لهم الخير فتنة لهم‬ ‫الآيه‬

‫ومن فوائد اآليتين‪:‬‬

‫• التحذير من التفرق في الدِّين‪.‬‬


‫• ينزل اهلل العذاب بغتة على الجاحدين للحق المخالفين للر�سل‪ ,‬جزا ًء لهم على �سوء �صنيعهم‪.‬‬
‫• �أعظم الفتن فتنة اال�ستدراج‪ ,‬وهي �أن يغدق اهلل على العبد النعم وهو مقيم على المعا�صي‪,‬‬
‫ثم ي�أخذه بغتة‪.‬‬

‫‪ ﴿ 57‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾ َوجِ لون مما خ َّوفهم اهلل تعالى به‪.‬‬


‫الآيه‬

‫ﰆ﴾ �أي ي�صدِّقون ب�آيات اهلل في القر�آن‪ ،‬ويعملون بها‪.‬‬


‫‪﴿ 58‬ﰂﰃ ﰄ ﰅ َ‬ ‫الآيه‬

‫‪﴿ 59‬ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ﴾ �أي يخل�صون العبادة هلل وحده وال ي�شركون به غيره‪.‬‬
‫الآيه‬

‫﴿ ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ﴾ والذين يجتهدون في �أعمال الخير والبر‪,‬‬


‫الآيه‬
‫‪60‬‬
‫وقلوبهم خائفة �أَ َّل ُتقبل �أعما ُلهم‪ ،‬و�أال تنجيهم من عذاب ربهم �إذا رجعوا �إليه للح�ساب‪.‬‬
‫‪﴿ 61‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ �أولئك المجتهدون في الطاعة‪ ,‬د�أبهم الم�سارعة �إلى كل عمل �صالح‪،‬‬
‫الآيه‬

‫﴿ ﭠ ﭡ ﭢ﴾ وهم �إلى الخيرات �سابقون‪.‬‬


‫‪147‬‬
‫ومما نأخذه من اآليات‪:‬‬

‫• الخوف من اهلل والإ�شفاق من عذابه‪ ,‬من �أج ِّل �أو�صاف المتقين‪ ,‬و�أعظم ما يعين على الم�سارعة‬
‫في الخيرات‪.‬‬
‫• كل عمل يعمله الم�ؤمن‪ ،‬ينبغي �أن يقترن بخوفه من �أن يرد عليه عمله‪ ,‬و�أن ال يقبل منه‪.‬‬
‫• الم�سارعة في الخيرات طريقة ال�صالحين من عباد اهلل‪.‬‬

‫‪� )1‬آ ُكل الطيبات‪ ,‬و�أبتعد عن المحرمات وال�شبهات‪ ,‬حتى �أر�ضي اهلل وي�ستجاب دعائي‪.‬‬ ‫آثار سلوكية‬
‫‪� )2‬أمتثل �صفات الم�ؤمنين‪.‬‬

‫�س‪ :1‬عدّد �صفات امل�ؤمنني املذكورة يف �أول �سورة امل�ؤمنون‪.‬‬


‫�س‪:2‬ا�ستدل من الآيات على ما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ‪� -‬أكل احلالل عون على العمل ال�صالح‪.‬‬
‫ب ‪ -‬دين الأنبياء ‪ ‬واحد‪.‬‬
‫ج ‪-‬ا�ستدراج الع�صاة بالنعم‪.‬‬
‫�س‪:3‬ما معنى قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﴾؟‬

‫‪148‬‬
‫الوحدة السابعة‬

‫�سورة امل�ؤمنون‬
‫(حال الكافر يف موقف‬
‫يوم القيامة)‬
‫الدرس الثاني عشر‬
‫‪)١١١‬‬
‫‪١١١--١٠١‬‬
‫تفسير اآليات ((‪١٠١‬‬
‫من سورة المؤمنون‬

‫لما ب َّين اهلل تعالى حال الكافر والفاجر عند موته‪َ ,‬ب َّين‬
‫تمهيد‬
‫حاله وجزاءه وذكر �أمان َّيه بعد دخول النار‪.‬‬

‫﴿ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬


‫ﯯ ﯰ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ‬
‫ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂﰃ‬
‫ﰄﰅ ﰆﰇﰈ ﰉ ﭑﭒﭓﭔ ﭕﭖﭗ‬
‫ﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬
‫ﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼ‬
‫ﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ﴾‬

‫موضوع اآليات‬

‫جزاء الكافرين وبيان ح�سرتهم يف النار‬

‫‪150‬‬
‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫َق ْر ٌن َي ْن ُفخ فيه امللَك امل ُ َو َّكل بال َّن ْفخ‪.‬‬ ‫ﯩ‬
‫ُت ْح َرق‪.‬‬ ‫ﰃ‬
‫عاب�سون َقلَ�صت �شِ َفاهُ هم وبرزت �أ�سنانهم‪.‬‬ ‫ﰈ‬
‫امكثوا �أَذ َِّلء‪.‬‬ ‫ﭬ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 101‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ﴾ ف�إذا كان يوم القيامة‪ ،‬ونفخ ال َملَك المك َّلف بالنفخ في «القرن»‪ ،‬و ُبع َِث النا�س‬
‫الآيه‬

‫من قبورهم‪ ﴿ .‬ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﴾ فال تفاخر بالأن�ساب حينئذ كما كانوا يفتخرون بها في الدنيا‪,‬‬
‫﴿ﯮ ﯯ ﴾ وال ي�س�أل �أح ٌد �أحداً‪.‬‬

‫ال َملَ ُك ال ُمو َّكل بالنفخ في ال�صور؟‬


‫نشاط‬
‫�إ�سرافيل‬ ‫ميكائيل‬ ‫جبريل‬

‫واآليات تفيدنا ما يأتي‪:‬‬

‫ال�صور ‪ -‬وه��و َق � ْر ٌن عظيم ‪ -‬نفختين‪ ,‬الأولى‪َ :‬ي ْ�ص َع ُق فيها النا�س ثم يموتون‪,‬‬‫• ينفخ الملَك في ُّ‬
‫والثانية‪ :‬تكون للبعث والجزاء‪ ,‬وال موت بعدها‪.‬‬
‫�سبب الإيمان والعمل ال�صالح‪.‬‬ ‫• تنقطع في الآخرة ُك ُّل ال َعالئق‪ ،‬والأن�ساب‪ ،‬والأ�سباب‪ ,‬وال يبقى �إال ُ‬
‫‪151‬‬
‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪ ﴿ 102‬ﯱﯲﯳﯴﯵﯶ﴾ فمن كثرت ح�سناته و َث ُقلَتْ بها موازين �أعماله عند‬


‫الآيه‬

‫الح�ساب‪ ،‬ف�أولئك هم الفائزون بالجنة‪.‬‬


‫‪﴿ 103‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾ ومن َق َّلتْ ح�سناته في‬
‫الآيه‬

‫الميزان‪ ،‬ورجحت �سيئاته‪ ،‬و�أعظمها ال�شرك‪ ،‬ف�أولئك هم الذين خابوا وخ�سروا �أنف�سهم‪ ،‬في نار جهنم خالدون‪.‬‬
‫‪﴿ 104‬ﰃ ﰄ ﰅ ﴾ ُت� ْ�ح�ر ُِق ال�ن��ار وجوههم‪ ﴿ ،‬ﰆ ﰇ ﰈ﴾ وه��م فيها عاب�سون َت َق َّل َ�صتْ‬ ‫الآيه‬

‫�شفاههم‪ ،‬وبرزت �أ�سنانهم‪.‬‬

‫واآليات تفيدنا ما يلي‪:‬‬

‫• ُين�صب للعباد يوم القيامة موازين توزن بها �أعمالهم و�صحائفهم‪ ،‬فمن ثقلت موازينه‬
‫نجا‪ ،‬ومن خفت موازينه خ�سر وهلك‪.‬‬
‫• ُيهان �أهل النار في جهنم حتى ي�صيب لهي ُبها ُو ُجوهَهم فتتقل�ص �شفاههم‪ ,‬وتبرز �أ�سنانهم‬
‫في منظر قبيح‪.‬‬

‫‪ ﴿ 105‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ﴾ يقال لهم‪� :‬ألم تكن �آيات القر�آن تتلى عليكم في‬
‫الآيه‬

‫الدنيا‪ ،‬فكنتم بها تكذبون؟‬


‫‪﴿ 106‬ﭚ ﭛﭜﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ﴾�أي غلبت علينا ال�شقاوة النا�شئة عن الإعرا�ض‬ ‫الآيه‬

‫عن الحق والإقبال على ما ي�ضر‪ ،‬ربنا غلبت علينا لذاتنا و�أهوا�ؤنا وكنا في فعلنا �ضالين عن الهدى‪.‬‬
‫‪﴿ 107‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ﴾ ن�ستحق العقوبة‪.‬‬ ‫الآيه‬

‫‪152‬‬
‫‪﴿ 108‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ قال اهلل عز وجل لهم‪ :‬امكثوا في النار �أذالء وال تخاطبوني‪ .‬فانقطع‬
‫الآيه‬

‫عند ذلك دعا�ؤهم ورجا�ؤهم‪.‬‬


‫‪﴿ 109‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ﴾ �إنــه كــــان‬
‫الآيه‬

‫فريق من عبادي وهم الم�ؤمنون‪َ -‬يدْعون قائلين‪ :‬ربنا �آمنا فا�ستر ذنوبنا‪ ،‬وارحمنا‪ ،‬و�أنت خير الراحمين‪.‬‬
‫‪﴿ 110‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ﴾ فا�شتغلتم باال�ستهزاء بهم حتى ن�سيتم ذكر اهلل‪ ,‬فبقيتم على‬
‫الآيه‬

‫تكذيبكم‪ ﴿ ،‬ﮅ ﮆ ﮇ﴾ وقد كنتم ت�ضحكون منهم �سخرية وا�ستهزاء‪.‬‬

‫‪ ﴿ 111‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ﴾ �إني جزيت هذا الفريق من عبادي الم�ؤمنين‬


‫الآيه‬

‫الفوز بالجنة؛ ب�سبب �صبرهم على الأذى وطاعة اهلل‪.‬‬

‫ونستفيد من اآليات‪:‬‬

‫• يعتذر �أهل النار عن عملهم ال�سيئ‪ ,‬فال يقبل عذرهم؛ لأنه في غير زمانه‪ ,‬وقد فات موعده‪.‬‬
‫• من �أقبح �أعمال الكفار التي ي�ستحقون بها العذاب‪ :‬التكذيب بالحق‪ ،‬وال�سخرية من �أهل الإيمان‪.‬‬
‫• يجازى الم�ؤمنون بالنعيم المقيم‪ ,‬ل�صبرهم على �إيمانهم وطاعة ربهم‪ ,‬وعدم اكتراثهم بمن‬
‫ي�سخر منهم‪.‬‬
‫• دعاء اهلل وحده؛ من �أف�ضل الأعمال و�أجلِّها‪.‬‬

‫‪ -‬من نواق�ض الإ�سالم اال�ستهزاء بالدين و�أهله‪.‬‬


‫نشاط‬
‫ا�ستخرج من كتاب اهلل عز وجل ما يدل على ذلك؟‬
‫قال اهلل تعالى في �سورة التوبة �آية ( ) ‪...............................................‬‬

‫‪153‬‬
‫‪1‬ـ �أ�ســتـعـد للقاء اهلل تعالى بـالإيـمــان الـ�صــادق والـعـمــل ال�صــالــح‪.‬‬ ‫آثار سلوكية‬
‫‪� .٢‬أتدبر �أ�سباب دخول النار‪ ,‬و�أحذر منها‪.‬‬
‫‪� .٣‬أكثر الدعاء ب�أن يغفر اهلل لي ويرحمني‪.‬‬

‫�س‪:١‬ا�ستخرج فائدتني من قوله تعاىل‪:‬‬


‫﴿ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ﴾‬
‫ب يعتذر العا�صي عن عمله ال�سيئ الذي �أدخله النار؟ ومب ُر َّد عليه؟‬ ‫�س‪َ ِ :٢‬‬
‫بي حال �أهل النار‪.‬‬‫�س‪ِّ :٣‬‬
‫�س‪ :٤‬ما وجه داللة قوله تعاىل‪﴿:‬ﯱ ﯲ ﯳ﴾ على َعدْل‬
‫اهلل عز وجل؟‬
‫�س‪ :٥‬ما �أقبح �أعمال الكفار التي ي�ستحقون بها العذاب؟‬
‫�س‪�:٦‬ضع عالمة ( ✔) �أمام العبارة ال�صحيحة وعالمة ( ‪� ) x‬أمام‬
‫العبارة غري ال�صحيحة‪:‬‬
‫�أ‪ -‬فاز امل�ؤمنون باجلنة ب�سبب �صربهم على �إميانهم‪) ( .‬‬
‫ب‪ -‬انقطع دعاء الكفار ورجا�ؤهم عندما �أدخلوا النار‪) ( .‬‬
‫( )‬ ‫ج‪ -‬الدعاء من � َأج ِّل الأعمال التي يحبها اهلل‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫الوحدة الثامنة‬

‫�سورة النور‬
‫(حفظ ال ِع ْر�ض)‬
‫الدرس الثالث عشر‬
‫تفسير اآليات (‪)٥-١‬‬
‫من سورة النور‬

‫�سورة مدنية‪ ،‬وعدد �آياتها �أربع و�ستون �آية (‪ )64‬و�سميت هذه ال�سورة ب�سورة (النور)؛‬
‫لقول اهلل فيها‪ ﴿ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ﴾(‪ )١‬وبد�أت بالحديث عن بع�ض الأحكام‬ ‫مدخل‬
‫المتعلقة بالمحافظة على حقوق الفرد والمجتمع وحمايتهم مما يُلحِ ق ال�ضرر بهم‪ ،‬قال‬
‫اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾(‪ )٢‬واختتمت‬
‫ببيان علم اهلل تعالى ب�أحوال العباد و�أعمالهم و�أنهم راجعون �إليه‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫﴿ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾(‪ ،)٣‬وعُ نيت �سورة النور‪ ,‬ببيان ما يحفظ‬
‫المجتمع الم�سلم من االنحالل الخُ لقي‪ ,‬وما ينا�سب ذلك من الآداب‪ ,‬التي تكفل للم�سلمين‬
‫حياة الطهر والعفاف‪ ,‬وتحمي �أعرا�ضهم و�أ�سرارهم وعوراتِهم من االنك�شاف‪.‬‬

‫موضوعات السورة‪:‬‬

‫(‪ )1‬حادثة الإفك وما فيها من الدرو�س والعبر‪.‬‬


‫(‪� )2‬آداب اال�ستئذان‪.‬‬
‫(‪ )3‬الأمر بغ�ض الب�صر وحفظ الفرج‪.‬‬
‫(‪ )4‬حجاب المر�أة‪ ,‬ومحارمُها الذين يحل لهم ر�ؤيتها‪.‬‬
‫(‪ )5‬الحث على تزويج العازبين‪ ,‬والأمر باال�ستعفاف لمن ال يقدرون على الزواج‪.‬‬
‫(‪ )6‬وجوب التحاكم �إلى ال�شرع والتحذير من مخالفة الر�سول ‪.‬‬

‫افتتحت هذه ال�سورة بما يدل على عظيم منزلتها‪ ,‬وفخامة �أمرها‪ ,‬حيث ُبيِّن �أن اهلل‬
‫تعالى هو الذي �أنزلها وفر�ض ما فيها‪ ,‬و ُبيِّنت �آياتها غاية البيان‪ ,‬وفر�ضت فيها �أحكام‬ ‫تمهيد‬
‫كثيرة تعنى بالحفاظ على �ضرورية حفظ العِر�ض الذي هو‪ :‬العفة عن الزنى ومقارفته‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫(‪� )٣‬سورة النور �آية‪.٦٤ :‬‬ ‫(‪� )٢‬سورة النور �آية‪.١ :‬‬ ‫(‪� )1‬سورة النور �آية‪.٣٥ :‬‬
‫‪$‬‬
‫﴿ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫ ﭬ ﭭﭮﭯ‬
‫ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀ ﮁﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬ﴾‬

‫موضوع اآليات‬
‫مكانة الأعرا�ض يف الإ�سالم وعقوبة منتهكيها‬

‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫�أوجبنا العمل ب�أحكامها‪.‬‬ ‫ﭓ‬
‫يقذفون بالزنى‪.‬‬ ‫ﮍ‬
‫العفيفات ومثلهن العفيفون‪.‬‬ ‫ﮎ‬
‫‪157‬‬
‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 1‬ﭑ ﭒ﴾ هذه �سورة عظيمة من القر�آن �أنزلناها‪﴿ ,‬ﭓ﴾ و�أوجبنا العمل ب�أحكامها‪﴿ ,‬ﭔ‬
‫الآيه‬

‫ﭕ ﭖ ﭗ ﴾ و�أنزلنا فيها دالالت وا�ضحات؛ ﴿ ﭘ ﭙ﴾ لتتذكروا ‪�-‬أيها الم�ؤمنون‪ -‬بهذه الآيات‬


‫البينات‪ ,‬وتعملوا بها‪.‬‬
‫‪﴿ 2‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ﴾ ه��ذا حكم الزانية وال��زان��ي البكرين الذين لم ي�سبق‬
‫الآيه‬

‫لهما الزواج‪ ,‬عقوب ُة كل منهما مئ ُة جلدة بال�سوط‪ ,‬وثبت في ال�سنة مع هذا الجلد التغريب لمدة عام‪﴿.)1(.‬ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ﴾ وال تحملكم الر�أفة بهما على ترك العقوبة �أو تخفيفها‪ ﴿ ,‬ﭫ ﭬﭭ ﭮ‬
‫ﭯ ﭰ﴾ �إن كنتم م�صدقين باهلل واليوم الآخر عاملين ب�أحكام الإ�سالم‪ ﴿ ،‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ﴾ وليح�ضر العقوب َة عدد من الم�ؤمنين؛ ت�شني ًعا وزج ًرا وعظة واعتبا ًرا‪.‬‬
‫‪ ﴿ 3‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾ �أي ال يطاوعه على مراده من الزنا �إال زانية عا�صية �أو م�شركة ال‬
‫الآيه‬

‫ُت ِق ُّر بحرمة الزنا‪﴿ ،‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﴾ �أي ٍ‬


‫عا�ص بزناه �أو م�شرك ال ُي ِق ُّر بحرمة الزنا‪� ,‬أما‬
‫وح ِّرم ذلك النكاح على الم�ؤمنين‪.‬‬ ‫العفيفون والعفيفات ف�إنهم ال ير�ضون بذلك‪ ﴿ ،‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾ ُ‬

‫وتفيد اآليات فوائد منها‪:‬‬

‫• ال يجوز للم�ؤمنين تعطي ُل �إقامة حدود اهلل بحجة الرفق والرحمة‪.‬‬


‫• يجب �أن ي�شهد �إقامة الحد جماعة من الم�ؤمنين‪ ,‬ليح�صل االرتداع للنا�س‪.‬‬
‫• يحرم نكاح الزانية حتى تتوب‪ ,‬و ُتعلم توبتها‪ ,‬وكذلك يحرم �إنكاح الزاني حتى يتوب‪ ,‬و ُتعلم توبته‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم (‪ ،)6827‬وم�سلم برقم (‪.)١٢١٨‬‬


‫‪158‬‬
‫‪﴿ 4‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﴾ والذين يتهمون بالفاح�شة � ً‬
‫الآيه‬
‫أنف�سا عفيفة من الن�ساء‬
‫والرجال مِ ن دون �أن ي�شهد معهم �أربعة �شهود معروفين بالعدالة‪ ﴿,‬ﮔ ﮕ ﮖ﴾ فاجلدوهم‬
‫بال�سوط ثمانين جلدة‪ ﴿ ,‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﴾ وترد �شهادتهم �إذا �شهدوا على �أي �أمر ﴿ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ﴾ و�أولئك هم الخارجون عن طاعة اهلل‪.‬‬
‫‪﴿ 5‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ﴾ لكن َمن تاب و َندم ورجع عن اتهامه و�أ�صلح‬ ‫الآيه‬

‫عمله‪ ,‬ف�إنه تقبل �شهادته‪ ،‬ويرتفع عنه الحكم بالف�سق‪ ،‬وهذا من غفران اهلل ورحمته بعباده‪.‬‬

‫وتفيدنا اآليتان ما يلي‪:‬‬

‫• من رمى عفي ًفا �أو عفيفة بالزنا‪ ,‬ف�إما �أن ي�أتي ب�أربعة ي�شهدون �صراحة على �صحة ما قال‪,‬‬
‫�أو ُي َح ّد َح َّد القذف‪.‬‬
‫• �إذا تاب القاذف بعد �إقامة َ‬
‫الح ِّد عليه ُقبلت �شهادته‪ُ ,‬ورفع عنه حكم الف ِْ�سق‪.‬‬
‫نال رحم ُة اهلل تعالى �إال بعد مغفرته وعفوه‪ ,‬وهذا �سبب تقديم المغفرة على الرحمة‪.‬‬ ‫• ال ُت ُ‬

‫نشاط‬
‫عن �أبي �أمامة الباهلي ‪� :‬أن فتى �شابا �أتى النبي  فقال‪ :‬يا ر�سول اهلل ائذن لي بالزنا‪ ,‬ف�أقبل القوم‬
‫عليه فزجروه وقالوا‪َ :‬م ْه َمهْ‪ ،‬فقال ‪ « :‬ادنه‪ ,‬فدنا منه قريبا‪ ،‬قال‪ :‬فجل�س‪ ,‬قال‪� :‬أتحبه لأمك؟ قال‪ :‬ال واهلل يا‬
‫ر�سول اهلل جعلني اهلل فداك‪ ،‬قال‪ :‬وال النا�س يحبونه لأمهاتهم‪ ،‬قال‪� :‬أتحبه البنتك؟ قال‪ :‬ال واهلل يا ر�سول اهلل‬
‫جعلني اهلل ف��داك‪ ،‬قال‪ :‬وال النا�س يحبونه لبناتهم‪ ،‬قال‪� :‬أتحبه لأختك‪ ،‬ق��ال‪ :‬ال واهلل يا ر�سول اهلل جعلني اهلل‬
‫فداك‪ ،‬قال‪ :‬وال النا�س يحبونه لأخواتهم‪ ،‬قال‪� :‬أتحبه لعمتك‪ ،‬قال‪ :‬ال واهلل يا ر�سول اهلل جعلني اهلل فداك‪ ،‬قال‪ :‬وال‬
‫النا�س يحبونه لعماتهم‪ ،‬قال‪� :‬أتحبه لخالتك‪ ،‬قال‪ :‬ال واهلل يا ر�سول اهلل جعلني اهلل فداك‪ ،‬قال‪ :‬وال النا�س يحبونه‬
‫لخاالتهم‪ ،‬قال‪ :‬فو�ضع يده عليه وقال‪ :‬اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وح�صن فرجه‪ ،‬فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت‬
‫(‪)1‬‬
‫�إلى �شيء »‪.‬‬
‫اكتب مع مجموعتك عن �سبب ا�ستعمال الر�سول  هذا الأ�سلوب مع ال�شاب لتنفيره من جريمة الزنا‪.‬‬

‫‪159‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه �أحمد في الم�سند برقم (‪ )22868‬ومعنى ( َمهْ) ا�سم فعل �أمر بمعنى اكفف‪ ،‬ومعنى (جعلني اهلل فداك) �أنوب منابك في دفع‬
‫المكروه عنك وهي من الألفاظ ال�شائعة عند العرب ولي�س بفداء حقيقة و�إنما هو ِب ٌّر و�إعالم بمحبته ومنزلته عنده‪.‬‬
‫آثار سلوكية‬
‫‪� .١‬أَ ْح َذ ُر من كل ما يدعو �إلى الزنا‪،‬كالنظر �إلى ما حرم اهلل على و�سائل التوا�صل االجتماعي‪،‬‬
‫�أو �سماع ما يدعو �إليه من كالم فاح�ش‪.‬‬
‫‪� .٢‬أحفظ ل�ساني من الكالم في �أعرا�ض النا�س‪.‬‬

‫�س‪ِّ :1‬‬
‫بي َح َّد كل من‪ :‬الزنا‪ ،‬القذف‪.‬‬
‫�س‪ :2‬ما �أ�سباب الوقوع يف الزنا؟‬
‫�س‪ :3‬متى تقبل �شهادة القاذف بعد �إقامة احلد عليه؟‬
‫�س‪:4‬علل‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬عظم منزلة �سورة النور‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقدمي الزانية على الزاين يف الآية‪.‬‬
‫ج ‪� -‬شهود جماعة من امل�ؤمنني لإقامة احلد‪.‬‬
‫�س‪:5‬ا�ستخرج فائدتني من قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ﴾ ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫الوحدة التاسعة‬

‫�سورة النور‬
‫(من �آداب اال�ستئذان)‬
‫الدرس الرابع عشر‬
‫‪)٢٩‬‬
‫‪٢٩--٢٧‬‬
‫تفسير اآليات ((‪٢٧‬‬
‫من سورة النور‬

‫لما حذّر اهلل من قذف المح�صنات‪ ,‬وكان من �أ�سباب هذا االتهام‬


‫دخول الرجال على الن�ساء في بيوتهن بغير ا�ستئذان‪� ،‬أر�شد �سبحانه �إلى‬ ‫تمهيد‬
‫الآداب ال�شرعية عند دخول البيوت‪.‬‬

‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬


‫ﯴﯵﯶﯷﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ﭑﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘ‬
‫ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ‬
‫ﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽ ﴾‬

‫‪162‬‬
‫سبب النزول‬

‫قالت‪ :‬يا‬ ‫ذكر المف�سرون رحمهم اهلل تعالى �أن امر�أة من الأن�صار‬
‫ر�سول اهلل‪� ,‬إني �أكون في بيتي على حال ال �أحب �أن يراني عليها �أحد ال والد وال‬
‫ولد‪ ،‬في�أتي الأب فيدخل علي‪ ،‬و�إنه ال يزال يدخل علي رجل من �أهلي و�أنا على‬
‫تلك الحال‪ ,‬فكيف �أ�صنع؟ فنزلت هذه الآية‪ ﴿ :‬ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﴾ الآية‪.‬‬
‫قال المف�سرون رحمهم اهلل تعالى‪ :‬فلما نزلت هذه الآية قال �أبو بكر‬
‫ال�صديق ‪ :‬يا ر�سول اهلل �أفر�أيت الخانات والم�ساكن في طرق ال�شام لي�س‬
‫فيها �ساكن‪ ،‬ف�أنزل اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﴾‬
‫الآية(‪.)1‬‬

‫موضوع اآليات‬
‫‪..................................................................‬‬
‫ت�أمل يف الآيات‪ ,‬واقرتح مو�ضوعاً منا�سباً لها‪.‬‬

‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ت�ست�أذنوا �أهل البيت‪.‬‬ ‫ﯸ‬
‫�أطهر‪.‬‬ ‫ﭣ‬
‫فيها منفعة وم�صلحة لكم‪.‬‬ ‫ﭳﭴﭵ‬
‫‪163‬‬
‫(‪ )1‬تف�سير القرطبي ج ‪� 21/‬ص‪ ،312‬ومعنى (الخانات) البيوت المبنية على الطرق لي�أوي �إليها الم�سافرون وي�ضعوا فيها �أمتعتهم‪.‬‬
‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪﴿ 27‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ﴾‬


‫الآيه‬

‫ﯿ﴾‬
‫�أي ال تدخلوا بيو ًتا غير بيوتكم حتى ت�ست�أذنوا �أهلها في الدخول‪ ,‬وت�سلموا عليهم ﴿ ﯽ ﯾ ْ‬
‫ذلكم اال�ستئذان خير لكم؛ ﴿ ﰀ ﰁ﴾ بفعلكم لأوامر اهلل‪ ،‬فتطيعوه‪.‬‬

‫وتفيدنا اآلية ما يلي‪:‬‬

‫• اال�ستئذان �أدب عظيم من �آداب �أهل الإيمان‪ ،‬وترافق مع ال�سالم لإدخال الأن�س والمحبة والأمن‪.‬‬
‫• المراد بالبيوت التي يجب اال�ستئذان عند دخولها‪ :‬كل مكان مخ�ص�ص ل�سكنى �أحد من النا�س‪� ,‬سواء‬
‫كان غرفة‪� ,‬أو �شقة‪� ,‬أو بيتًا‪� ,‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫• ال يجوز للم�سلم �أن يدخل بيت �أحد‪ ،‬حتى ُي َ�س ِّلم و ي�ست�أذن‪ ,‬فيقول كما ثبت في ال�سنة‪ :‬ال�سالم عليكم‪,‬‬
‫�أ�أدخ��ل؟(‪ ،)1‬فقد ا�ست�أذ َن �أبو مو�سى الأ�شعري ‪ ‬على عمر ‪ ‬ثال ًثا‪ ،‬فلم ي�ؤذن له‪ ،‬فان�صرف‪ .‬ثم‬
‫قال عمر ‪� :‬ألم �أ�سمع �صوتَ عبد اهلل بن قي�س ي�ست�أذن؟ ائذنوا له‪ .‬فطلبوه فوجدوه قد ذهب‪،‬‬
‫فلما جاء بعد ذلك قال‪ :‬ما َر َج َعك؟ قال‪� :‬إني ا�ست�أذنت ثال ًثا فلم ي�ؤذن لي‪ ،‬و�إني �سمعتُ ر�سول اهلل‬
‫ يقول‪�« :‬إذا ا�ست�أذن �أح ُدكم ثال ًثا‪ ،‬فلم ي�ؤذن له‪ ،‬فلين�صرف»‪ .‬فقال‪َ :‬ل َت�أ ِت َينَّ على هذا ببينة و�إال‬
‫�أوجعتك �ضر ًبا‪ .‬فذهب �إل��ى ملأ من الأن�صار‪ ،‬فذكر لهم ما قال عمر ‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال ي�شهد لك‬
‫ري ‪ ,‬ف�أخبر عمر ‪ ‬بذلك‪ ،‬فقال‪� :‬ألهاني عنه َّ‬
‫ال�صفْقُ‬ ‫�إال �أ�صغرنا‪ .‬فقام معه �أبو �سعيد الخُ ْد ّ‬
‫بالأ�سواق (‪.)2‬‬
‫• ُع ِّبر عن اال�ستئذان باال�ستئنا�س؛ لأنه يقع الأُن�س به‪ ,‬وتزول الوح�شة والخوف من الم�ست�أ َذن عليه‪.‬‬
‫• من �آداب اال�ستئذان‪:‬‬
‫�أ) �أن ال يقف تُجاه الباب‪ ,‬بل عن يمينه �أو �شماله‪ ,‬لئال تقع عينه على عورة �أخيه الم�سلم‪.‬‬
‫ب) �أن ي�ست�أذن الم�سلم على �أخيه ثالث مرات ال يزيد عليها؛ �إال �إذا تيقن �أن �أهل البيت لم ي�سمعوه‪.‬‬
‫ج) �إذا قيل له‪َ :‬منْ بالباب؟ في�شرع �أن يذكر ا�سمه �صراحة وال يقول‪� :‬أنا (‪.)٣‬‬

‫(ال�ص ْفقِ بالأ�سواق) �إنفا ُذ البيع‪ ،‬وكانت‬


‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم برقم (‪ ،)2153‬و المراد بـ َّ‬ ‫(‪� )1‬أخرجه الترمذي برقم (‪.)2928‬‬
‫العرب �إذا �أرادو �إنفاذ البيع �ضرب �أحدهم يده على يد �صاحبه فقالوا‪� :‬صفق يده‪� ،‬أو على يده بالبيع‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫(‪� )٣‬أخرجه م�سلم برقم (‪.)2153‬‬
‫‪ ﴿ 28‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ﴾ ال يدخل البيت مالم ي�ؤذن له‪ ،‬و�إذا �أمر بالرجوع رجع‬
‫الآيه‬

‫وال يقف �أمامه‪ ،‬لأن في البيوت من العورات والأ�سرار ما ال يحب �أه ُلها االطالع عليها في كل حال ﴿ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ﴾ �أي ف�إن لم ي�أذن �صاحب البيت‪ ،‬بل قال لكم‪ :‬ارجعوا فارجعوا‪ ،‬وال ُت ُّ‬
‫لحوا‪,‬‬
‫فللإن�سان في بيته �أمور يكره اطالع �أحد عليها‪ ,‬والرجوع عندئذ �أطهر لكم‪.‬‬
‫﴿ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ﴾ فيجازي كل عامل بعمله‪.‬‬

‫نشاط‬
‫‪ -‬اذكر فائدتين من اال�ستئذان عند الدخول‪.‬‬
‫(‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . )2‬‬ ‫(‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . )1‬‬

‫‪ ﴿ 29‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﴾ �أي الحرج عليكم �أن تدخلوا بغير ا�ستئذان‪،‬‬ ‫الآيه‬

‫بيو ًتا لي�ست مخ�ص�صة ل�سكنى �أنا�س بذاتهم‪ ,‬بل ليتمتع بها من يحتاج �إليها‪ ,‬كالبيوت المعدة �صدقة البن‬
‫ال�سبيل في طرق الم�سافرين‪ ,‬والم�ساجد والفنادق وغيرها من المرافق‪ ,‬ففيها منافع وحاجة لمن يدخلها‪,‬‬
‫وفي اال�ستئذان م�شقة‪ ﴿ .‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾ �أي يعلم �أحوالكم الظاهرة والخفية على‬
‫حد �سواء‪ ،‬ال فرق في علمه بين ماتجهرون به وماتخفونه‪.‬‬

‫وتفيد اآليتان ما يلي‪:‬‬

‫•ال يجوز للم�سلم دخول بيوت الآخرين بحجة �أنها خالية من �أهلها‪ ,‬بل ال بد من ا�ستئذانهم في دخولها‪.‬‬
‫•�إذا قيل للم�ست�أذن‪ :‬ارجع‪ ,‬فعليه �أن يرجع بطيب نف�س‪َ ,‬و ْل َيع ُذر من رده‪ ,‬ويعلم �أن هذا هو الأمر ال�شرعي‪.‬‬
‫•البيوت التي لي�ست خا�صة ب�أحد‪ ,‬ولنا في دخولها منفعة؛ يجوز لنا �أن ندخلها بال ا�ستئذان‪ ,‬دف ًعا‬
‫للم�شقة‪ ,‬ولكونها غير مخت�صة ب�أحد‪.‬‬
‫• عظمة الإ�سالم حيث جاء بت�شريعات عالية‪ ,‬و�آداب �سامية‪ ,‬تنظم حياة النا�س‪ ,‬وتحفظ حقوقهم‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪� )1‬أطبق �آداب اال�ستئذان؛ لأكت�سب طهارة قلبي‪.‬‬ ‫آثار سلوكية‬
‫‪� )2‬أ�ست�أذن عند الدخول على الآخرين؛ حفظاً لأعرا�ضهم واحترا ًما لخ�صو�صياتهم‪.‬‬

‫�س‪:1‬ما �سبب نزول قوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬


‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ﴾ ؟‬
‫�س‪:2‬بني حكم اال�ستئذان فيما ي�أتي‪:‬‬
‫�أ‪ -‬الدخول �إىل بيت جارك امل�سافر‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدخول على غرفة والدك‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدخول �إىل احلدائق العامة‪.‬‬
‫�س‪:3‬علل‪:‬‬
‫�أ‪ -‬التعبري عن اال�ستئذان باال�ستئنا�س‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقدمي اال�ستئذان يف الآية على ال�سالم‪.‬‬
‫�س‪�:4‬ضع عالمة (✔) �أمام العبارة ال�صحيحة وعالمة ( ‪� ) x‬أمام‬
‫العبارة غري ال�صحيحة‪:‬‬
‫( ) �أ‪�ُ -‬شرع اال�ستئذان حماية للأب�صار وحفظاً للأعرا�ض‪.‬‬
‫( ) ب‪ -‬يجوز الدخول يف البيت اخلايل من �أهله‪.‬‬
‫( ) ج‪ -‬من �آداب اال�ستئذان الوقوف �أمام الباب‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫الوحدة العاشرة‬

‫�سورة النور‬
‫(حفظ الب�صر والفرج)‬
‫الدرس الخامس عشر‬
‫‪)٣١‬‬
‫‪٣١--٣٠‬‬
‫تفسير اآليات ((‪٣٠‬‬
‫من سورة النور‬

‫في الآيات ال�سابقة �أمر اهلل باال�ستئذان عند دخول بيوت الآخرين لأن هذا‬
‫من الآداب العامة التي ير�سخها الإ�سالم ولئال يقع الب�صر على محرم‪ ,‬وفي‬ ‫تمهيد‬
‫هذه الآيات َبيَّن وجوب غ�ض الب�صر عن كل محرم‪.‬‬
‫و�إذا ت�أملت �آيات هذا الدر�س �ستجد �أنها منا�سبة لكل الآيات ال�سابقة‬
‫لها من �أول ال�سورة‪� ,‬إذ �إن مق�صود ال�سورة ‪ -‬كما علمت ‪ -‬حماية الأعرا�ض‬
‫وحفظ العورات‪ ,‬وقد جاءت الآيات من �أول ال�سورة مبينة حَ َّد الزاني‪ ،‬وحَ َّد‬
‫القاذف‪ ،‬واللعان بين الزوجين‪.‬‬
‫وهذه الآيات كذلك تتحدث عن غ�ض الب�صر‪ ,‬وحفظ الفرج‪ ,‬و�ستر المر�أة لزينتها‬
‫�أمام الأجانب عنها �إال ما ظهر منها وهذا من �أهم و�سائل حفظ ال ِع ْر�ض‪.‬‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬


‫ﮈﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮄ ﮆﮇ ﮉ‬
‫ﮅ‬
‫ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙ‬
‫ﮢ ﮤﮥ‬
‫ﮣ‬ ‫ﮝﮟﮠﮡ‬
‫ﮚ ﮛﮜ ﮞ‬
‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫ﮯﮰ ﮱﯓ ﯔﯕﯖ ﯗﯘ‬
‫ﯙ ﯚﯛﯜ ﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢ ﯣ‬
‫ﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫﯬﯭﯮ‬
‫ﯹ‬
‫ﯺ‬ ‫ﯰ ﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸ‬
‫ﯱ‬ ‫ﯯ‬
‫ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ﴾‬

‫‪168‬‬
‫موضوع اآليات‬
‫الأمر بغ�ض الب�صر وحفظ الفرج عن الحرام‪.‬‬

‫معـــاني الكلمـات‬

‫معناها‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الكلمة‬
‫غ�ض الب�صر هو �إطباق الجفن على العين بحيث تمنع الر�ؤية‪ ،‬والمعنى �صرف الب�صر‬
‫عما حرم اهلل �إما ب�إطباق الجفن �أو االن�صراف بالب�صر يمنة �أو ي�سرة �أو غير ذلك‪.‬‬ ‫ﮀ‬
‫ول ُيلقين‪.‬‬ ‫ﮟ‬
‫ب�أغطية ر�ؤو�سهن‪.‬‬ ‫ﮠ‬
‫على فتحات �صدورهن‪.‬‬ ‫ﮡﮢ‬
‫الرجال الذين ال غر�ض لهم في الن�ساء كالمعتوهين‪.‬‬ ‫ﯤﯥﯦ‬
‫ال علم لهم ب�أمور العورات ولي�س فيهم �شهوة‪.‬‬ ‫ﯬﯭ‬

‫تفسير اآليات‬
‫وما ُيستفاد منها‪:‬‬

‫‪ ﴿ 30‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾ ع� َّم��ا ال ي�ح� ُّ�ل ل�ه��م م��ن ال�ن���س��اء وال �ع ��ورات‪﴿ ،‬ﮃ‬
‫الآيه‬

‫ﮄ﴾ ع َّما َح َّرم اهلل من الزنا واللواط‪ ،‬وك�شف العورات‪ ،‬ونحو ذلك‪ ﴿ ،‬ﮆﮇﮈ﴾ ذلك �أطهر لهم‪.‬‬
‫﴿ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ﴾ فيما ي�أمرهم به وينهاهم عنه‪.‬‬
‫يحل لهن من العورات‪ ﴿ ،‬ﮕ ﮖ﴾‬
‫‪ ﴿ 31‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ﴾ ع َّما ال ُّ‬ ‫الآيه‬

‫ع َّما َح َّرم اهلل‪.‬‬


‫‪169‬‬
‫وتفيد اآليتان ما يلي‪:‬‬

‫• وجوب غ�ض الب�صر عن النظر �إلى العورات و�إلى الن�ساء غير المحارم‪.‬‬
‫• وجوب حفظ الفرج عما حرم اهلل من الزنا واللواط‪ ,‬وحفظ العورة عن االنك�شاف‪.‬‬
‫• غ�ض الب�صر وحفظ الفرج ‪�,‬سبب لطهارة قلب الم�ؤمن ونقائه من الخطايا‪.‬‬
‫• قدم اهلل تعالى الأمر بغ�ض الب�صر؛ لأنه و�سيلة لحفظ الفرج‪ ،‬فمن لم يغ�ض ب�صره ف�إنه‬
‫ُيخ�شى عليه �أن يقع في الحرام‪.‬‬

‫والجلو�س في ُّ‬
‫الط ُرقات‪،‬‬ ‫عن �أبي �سعيد الخدري ‪� :‬أَ َّن ر�سو َل َّ ِ‬
‫الل  قال‪�« :‬إِ َّيا ُكم‬
‫نشاط‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ر�سول اهلل ‪ :‬ف��إِذا‬ ‫فقالوا‪ :‬يا ر�سول اهلل‪ ،‬ما لنا من مجال�سنا ُب� ّد‪ ،‬نتح َّدث فيها‪ ،‬فقال‬
‫المجل�س َف� ْأع ُطوا الطري َق ح َّقهُ‪ ،‬قالوا‪َ :‬و َما َحقُّ الطريق يا ر�سو َل اهلل؟ قال‪ :‬غ ُّ‬
‫َ�ض‬ ‫َ‬ ‫َ�أبيتُم �إِال‬
‫ِ‬
‫بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكرِ»(‪.)1‬‬ ‫الب�صرِ‪ ،‬و َك ُّف الأَ َذى‪ ،‬ور ُّد ال�سالمِ‪ ،‬والأم ُر‬
‫اكتب مع مجموعتك عن �أثر غ�ض الب�صر في البعد عن الوقوع في المعا�صي‪.‬‬

‫﴿ ﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝ﴾ وال يظهرن زينتهن لغير المحارم‪ ،‬بل يجتهدن في �إخفائها �إال‬
‫الثياب الظاهرة التي جرت عادة الن�ساء بلب�سها ولـم يـكـن فـيـها فـتـنـة‪� ,‬أو مـا بـدا مـنـهـا ب�سبب الحـركة والريح ونـحـو‬
‫ذلك ﴿ﮟﮠﮡﮢ ﴾ وليلقين ب�أغطية ر�ؤو�سهن على فتحات �صدورهن‪.‬‬

‫وبهذا نعلم‪:‬‬

‫• حجاب المر�أه الم�سلمة عبادة ال عادة يحفظ لها ح�شمتها وحياءها‪ ،‬فيجب عليها التزام الحجاب‬
‫ً‬
‫امتثال لأمر اهلل تعالى‪ ،‬و�أمر ر�سوله ‪.‬‬
‫• يجب على المر�أة �أن ت�ستر جميع بدنها عن الرجال الأجانب وال تبدي من ثيابها وزينتها �إال‬
‫ما لي�س فيه فتنة �أو ما ظهر منها بغير ق�صد‪ ،‬وال يكون �شفافاً يظهر ما تحته وال �ضيقاً يبين‬
‫حجم �أع�ضائها‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم (‪)2121‬‬
‫ﮨ﴾ وال ُي ْظ ِه ْر َن الزينة �إال لأزواجهن ﴿~ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫َ‬ ‫﴿ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﯘ¬‪﴾»ª‬‬ ‫َ‬ ‫ﮭﮮﮯﮰ ﮱﯓ ﯔﯕﯖ ﯗ‬
‫وه��ؤالء �أق��ارب المر�أة الذين هم محارمها‪ .‬كما يباح ر�ؤي��ة هذه الزينة لآخرين وهم المذكورون في بقية‬
‫الآية‪﴿:‬ﯜ ﯝ﴾ �أو ن�سائهن الم�سلمات‪﴿ ,‬ﯞﯟﯠﯡ﴾ �أو ما ملكن مِ � َ�ن الرقيق‪﴿ ،‬ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾ �أو التابعين من الرجال الذين ال غر�ض وال حاجة لهم في‬
‫الن�ساء‪ ﴿ ،‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾ �أو الأطفال ال�صغار الذين لي�س لهم علم‬
‫ب�أمور عورات الن�ساء‪ ،‬ولم توجد فيهم ال�شهوة بعد‪.‬‬

‫﴿ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ﴾ وال ي�ضرب الن�ساء عند َ�س ْيرهن ب�أرجلهن ل ُي ْ�سمِ ْعن �صوت‬
‫كالخ ْلخال(‪ )١‬ونحوه‪ ،‬لكيال َي ْلفِتَ �أنظار الرجال‪.‬‬
‫ما خفي من زينتهن َ‬

‫وتفيدنا اآلية ما يلي‪:‬‬

‫• نهي المر�أة عن ال�ضرب برجلها �أثناء الم�شي عند الأجانب‪ ,‬لئال ي ُْ�س َم َع ُ‬
‫�صوت زينتِها الخفية‪.‬‬

‫﴿ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ﴾ رجاء �أن تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫(‪ )1‬و (الخَ لْخَ ال) حِ لي ٌة كال�سِّ وار تلب�سها الن�ساء في �أرجلهن‪ ،‬والجمع خالخيل‪.‬‬
‫وتفيدنا اآلية ما يلي‪:‬‬

‫وجوب المبادرة بالتوبة من جميع الذنوب �صغيرها وكبيرها‪ ،‬لنظفر بالفوز في الدنيا والآخرة‪.‬‬

‫آثار سلوكية‬
‫�أغ�ض ب�صري عما ح ّرم اهلل النظر �إليه‪� ،‬أَ ْطه ُر لقلبي‪ ،‬و�أَزكى لنف�سي‪ ،‬و�أَحفظ لفرجي‪.‬‬

‫�س‪ :1‬اخرت الإجابة ال�صحيحة فيما ي�أتي‪:‬‬


‫�أ‪-‬غ����ض الب�صر واج ��ب ع�ل��ى (ال ��رج ��ال ف�ق��ط ‪ -‬الن�ساء‬
‫فقط‪ -‬الرجال والن�ساء)‪.‬‬
‫ب‪-‬املراد باخلمار هو غطاء (اجل�سم ‪ -‬الر�أ�س ‪ -‬اجل�سم‬
‫والر�أ�س)‪.‬‬
‫ج‪-‬يجوز للمر�أة �أن تبدي زينتها للرجل (الكبري ‪� -‬أخو‬
‫زوجها‪ -‬املعتوه)‪.‬‬
‫�س‪ :2‬ا�ستدل من الآيات على ما يلي‪:‬‬
‫�أ‪ -‬غ�ض الب�صر وحفظ الفرج �سبب لطهارة القلب‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب على املر�أة تغطية وجهها‪.‬‬
‫ج‪-‬ال يجوز للمر�أة �أن تبدي �شيئاً من زينتها لغري املحارم‬
‫من الرجال‪.‬‬
‫�س‪ :3‬علل‪:‬‬
‫�ض الب�صر على حفظ الفرج‪.‬‬ ‫�أ‪-‬تقدمي اهلل تعاىل الأمر ِب َغ ِّ‬
‫ب‪-‬ال يجوز للمر�أة �أن ت�ضرب برجلها �أثناء م�شيتها عند‬
‫الرجال غري املحارم‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬احلديث‬
‫األحاديث المطلوب حفظها‬
‫ال�صفحة‬ ‫الــدر�س‬ ‫الوحدة‬ ‫نـ�ص احلـديــث‬ ‫م‬

‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪َ « :‬م ْن‬
‫هلل َل ُه ِب ِه‬
‫َك طَ رِ ي ًقا َيل َْت ِم ُس ِفي ِه ِعل ًْما َس َّهلَ ا ُ‬
‫َسل َ‬
‫ْج َّن ِة» أخرجه مسلم‬ ‫طَ رِ ي ًقا ِإلَى ال َ‬
‫‪١٧٧‬‬ ‫الثاني‬ ‫األولى‬ ‫‪١‬‬
‫سفيان ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول‬ ‫َ‬ ‫عن معاوي َة بن أبي‬
‫هلل ِب ِه َخ ْي ًرا ُي َفق ِّْه ُه ِفي‬
‫«م ْن ُيرِ ِد ا ُ‬
‫اهلل  وهو يقول‪َ :‬‬
‫الدينِ » أخرجه البخاري ومسلم‬ ‫ِّ‬

‫عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪:‬‬


‫‪١٨٥‬‬ ‫الرابع‬ ‫الثانية‬ ‫ال َّن ُة َأ ْق َر ُب ِإ َلى َأ َح ِد ُك ْم ِم ْن ِش َر ِ‬
‫اك َن ْع ِل ِه َوال َّنا ُر‬ ‫« َْ‬ ‫‪٢‬‬
‫ك » أخرجه البخاري‬ ‫ِم ْث ُل ذَ ِل َ‬

‫عن أنس بن مالك ‪ ‬أن النبي  قال‪َ « :‬م ْن‬


‫هلل َت َو َّك ْل ُت‬
‫ال ‪َ -‬ي ْع ِني ِإذَا َخ َر َج ِم ْن َب ْي ِت ِه ‪ِ -‬ب ْس ِم ا ِ‬ ‫َق َ‬
‫‪١٩٤‬‬ ‫السابع‬ ‫الثانية‬ ‫هلل َل َح ْو َل َو َل ُق َّو َة إ َِّل ِبا ِ‬ ‫‪3‬‬
‫يت‬‫َال َل ُه‪ُ :‬ك ِف َ‬ ‫هلل ُيق ُ‬ ‫َع َلى ا ِ‬
‫الش ْي َطانُ » أخرجه أبو داود والترمذي‬ ‫يت َو َت َن َّحى َع ْن ُه َّ‬‫َو ُو ِق َ‬

‫عن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل  قال‪:‬‬


‫‪١٩٨‬‬ ‫الثامن‬ ‫الثالثة‬ ‫س َو ْال ُُم َع ُة ِإلَى ْال ُُم َع ِة كَ َّف َار ٌ‬
‫ات‬ ‫ات ْال َْم ُ‬ ‫«الصل ََو ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪4‬‬
‫ِ‬
‫ش الْكبائ ُر» أخرجه مسلم‬ ‫َ‬ ‫ِل َما َب ْي َن ُه َّن َما ل َْم ُت ْغ َ‬
‫َ‬

‫عن النواس بن سمعان الكالبي ‪ ‬قال‪ :‬سمعت‬


‫النبي  يقول‪ُ « :‬ي ْؤ َتى ِبا ْل ُق ْر ِآن َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة َو َأ ْه ِل ِه‬
‫‪٢٠٨‬‬ ‫الحادي عشر‬ ‫الثالثة‬ ‫‪٥‬‬
‫آل‬‫ور ُة ال َْب َق َر ِة َو ُ‬ ‫ُون ِب ِه َت ْق ُد ُم ُه ُس َ‬ ‫ين كَ ا ُنوا َي ْع َمل َ‬‫ا َّل ِذ َ‬
‫اح ِبهِ َما»‪ .‬أخرجه مسلم‬ ‫ان َع ْن َص ِ‬ ‫اج ِ‬ ‫ِع ْم َر َان ُ َت َّ‬
‫الـوحـدة الأولـى‬
‫الإيـمـان والـعـلـم‬

‫شرف اإلنسان وسعادته في الدنيا واآلخرة في اإلميان باهلل واالستقامة على‬


‫شرعه‪ ،‬ويتحقق ذلك بالعلم الشرعي املستمد من كتاب اهلل وسنة نبيه‬
‫محمد ‪ ،‬فباإلميان والعلم يعتلي املسلم ذرى املجد ويحقق غاية وجوده‬
‫وذلك بأن يكون عبداً هلل تعالى ‪....‬‬
‫الدر�س ال أول‬

‫ُ�شـ َع ُ‬
‫ـب الإيـمـان‬

‫ا‬
‫تــأمــل ه ــذه الــصــورة واربـ ــط بينها وبــن‬
‫الصوم‬ ‫لتوكل‬
‫اخلو‬
‫ف‬ ‫الر‬ ‫سبيح‬
‫موضوع احلديث‪.‬‬ ‫جاء‬ ‫الص‬
‫الت‬
‫تـمـهـيـد‬ ‫اال‬ ‫الة‬
‫‪.................................................‬‬ ‫ست‬
‫ة‬‫غاث‬

‫الذكر‬
‫‪...........................................‬‬

‫ال إله إال اهلل‬


‫‪ 1‬عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪:‬‬
‫ون َأ ْو ِب ْض ٌع َو ِس ُّت َ‬
‫ون ُش ْع َب ًة َف َأف َْضل َُها ق َْو ُل َل ِإ َل َه‬ ‫ان ِب ْض ٌع َو َس ْب ُع َ‬‫«ال َيم ُ‬ ‫ْ‬
‫ان»‪)1(.‬‬ ‫الطرِ يقِ َوال َْح َي ُاء ُش ْع َب ٌة ِم َن ْال َيم ِ‬ ‫الذَى َع ْن َّ‬ ‫اهلل َو َأ ْد َنا َها ِإ َماطَ ُة ْ َ‬
‫ِإ َّل ُ‬

‫�أبو هريرة الدو�سي ‪‬‬


‫هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي‪ُ ،‬يكنى بأبي هريرة‪ ،‬لهِ َّرة كان يحملها‪ .‬أسلم سنة سبع‬
‫من الهجرة‪ ،‬عام خيبر‪ ،‬ويعد أبو هريرة ‪ ‬حافظ األمة‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل إني ألسمع منك حديث ًا كثيراً أنساه‪ ،‬فقال‬ ‫التعريف‬
‫نسيت حديث ًا بعد (‪ .)٢‬وهو أكثر‬‫رسول اهلل ‪ :‬ابسط ردا َءك فبسط ُته ثم قال‪ :‬ضُ َّمه إلى صدرك فضممته فما ُأ ُ‬ ‫بالراوي‬
‫الصحابة حديثاً‪ ،‬وبلغت مروياته (‪ )5374‬حديثاً‪ ،‬ومن عبادته أنه كان هو وامرأتُه وخاد ُمه يقسمون الليل أثالث ًا‬
‫يصلي هذا ثم يوقظ هذا‪ ،‬وكان يصوم االثنين والخميس‪ ،‬مات ‪ ‬سنة (‪57‬هـ) بالمدينة‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪ ،)9( :‬ومسلم‪ :‬برقم‪.)35( :‬‬
‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم ‪.119‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬
‫ما بني الثالثة والتسعة‪.‬‬ ‫بضع‬ ‫الكلمات‬
‫َخ ْصلة‪.‬‬ ‫شعبة‬
‫أعالها وأكثرها أجراً‪.‬‬ ‫أفضلها‬
‫أق ُلها‪.‬‬ ‫أدناها‬
‫تنحيته وإبعاده‪.‬‬ ‫إماطة األذى‬

‫اإلميان‬

‫عمل باجلوارح‬ ‫اعتقاد بالقلب‬ ‫قول باللسان‬

‫اإلميان‪ :‬قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل باجلوارح‪.‬‬ ‫م�صطلحات‬


‫احلياء‪ :‬خلق يبعث على فعل احلسن وترك القبيح‪.‬‬

‫من معاين احلديث‬

‫اإلميان باهلل ُش َع ُبه كثيرة منها‪ :‬ما يكون باللسان ومنها ما يكون بالقلب ومنها ما يكون باجلوارح‪.‬‬ ‫‪١‬‬

‫من أمثلة شعب اإلميان املتعلقة بقول اللسان‪................... -2 .....................-1 :‬‬ ‫‪٢‬‬

‫من أمثلة شعب اإلميان املتعلقة باعتقاد القلب‪................... -2 .....................-1 :‬‬ ‫‪٣‬‬

‫من أمثلة شعب اإلميان املتعلقة بعمل اجلوارح‪................... -2 ....... .............-1 :‬‬ ‫‪٤‬‬

‫شعب اإلميان متفاوتة فأعالها وأفضلها قول ( َل ِإل ََه ِإ َّل اهلل) وهي أصل جميع الشعب‪ ،‬وبها يدخل اإلنسان في دين اإلسالم‪.‬‬ ‫‪٥‬‬

‫احلياء شعبة من شعب اإلميان‪،‬وتخلقك به يزيدك قرب ًا من اهلل‪ ،‬ويزينك عند الناس‪.‬‬ ‫‪٦‬‬

‫اإلميان يزيد بالطاعة وينقص باملعصية‪ ،‬وأهله ليسوا على مرتبة واحدة‪ ،‬فنافس لتحصل على أعلى‬ ‫‪٧‬‬

‫درجات اإلميان‪.‬‬
‫من الصفات التي تثمر اإلميان في قلب العبد‪ :‬اخلشوع في الصالة‪ ،‬اإلعراض عن اللغو‪ ،‬إخراج الزكاة‪،‬‬ ‫‪٨‬‬

‫حفظ الفروج من احلرام‪ ،‬أداء األمانات‪ ،‬احملافظة على الصلوات‪.‬‬


‫‪177‬‬
‫اكتب مع زمالئك ما الذي يدل عليه تعدد �شعب الإيمان؟‬ ‫نشاط‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أحرص على كل ما يزيد إمياني ويقربني إلى اهلل عز وجل‪.‬‬


‫مبقتضاها‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأعمل‬ ‫(ل ِإ َل َه ِإ َّل ُ‬
‫اهلل)‬ ‫أكثر من قول َ‬
‫ُأزيل األذى عن طريق الناس‪ ،‬ابتغا َء األجر من اهلل عز وجل‪.‬‬
‫أتخلق بخلق احلياء؛ ألنه من اإلميان‪.‬‬

‫ي‬‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ال ت‬


‫ـم‬

‫احلياء من األخالق احلسنة‪ ،‬اذكر ثالث ًا من ثمرات احلياء‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫�س‬

‫وضح بأي شيءٍ تكون زيادته ونقصانه‪.‬‬


‫اإلميان يزيد وينقص‪ِّ ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫�س‬

‫(ل ِإ َل َه إ َِّل ُ‬
‫اهلل) من خالل دراستك السابقة‪.‬‬ ‫اذكر شروط َ‬ ‫‪3‬‬
‫�س‬

‫اختر اإلجابة الصحيحة بوضع عالمة (✓) في الفراغ املناسب‪:‬‬ ‫‪٤‬‬


‫�س‬

‫أصل اإلميان هو‪:‬‬


‫‪ .3‬احلياء ( )‪.‬‬ ‫‪ .2‬إماطة األذى عن الطريق ( )‬ ‫‪ .1‬ال إله إ ّال اهلل ( )‬
‫من أمثلة شعب اإلميان املتعلقة بقول اللسان‪:‬‬
‫‪ .3‬اإلميان باليوم اآلخر ( )‪.‬‬ ‫‪ .2‬الدعاء والذكر ( )‬ ‫‪ .1‬إكرام الضيف ( )‬

‫‪178‬‬
‫الدر�س الثاين‬

‫َف ْ�ض ُل ِ‬
‫العلم‬
‫(‪)١‬‬
‫قال  (وف�ضل العامل على العابد كف�ضل القمر ليلة البدر على �سائر الكواكب)‬

‫اربط بني داللة الصورة في األعلى وأثر العا ِلم على الناس‪.‬‬
‫‪.................................‬‬
‫تـمـهـيـد ‪.................‬‬

‫َك‬
‫‪ 2‬عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪َ « :‬م ْن َسل َ‬
‫هلل َل ُه ِب ِه طَ رِ ي ًقا ِإلَى ال َْج َّن ِة» (‪.)٢‬‬
‫طَ رِ ي ًقا َيل َْت ِم ُس ِفي ِه ِعل ًْما َس َّهلَ ا ُ‬
‫سفيان ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل  وهو يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ 3‬عن معاوي َة بن أبي‬
‫هلل ِب ِه َخ ْي ًرا ُي َفق ِّْه ُه ِفي ِّ‬
‫الدينِ » (‪.)٣‬‬ ‫«م ْن ُيرِ ِد ا ُ‬
‫َ‬

‫�أبو هريرة الدو�سي‪ :‬سبق التعريف به في الدرس األول‪.‬‬

‫(‪ )١‬أخرجه أحمد برقم (‪ ،)٢١٧١٥‬وابن ماجه (‪ ،)٢٢٣‬وأبو داود (‪ ،)٣٦٤١‬والترمذي (‪.)٢٦٨٢‬‬
‫‪179‬‬ ‫(‪ )٢‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم‪.) 2699 ( :‬‬
‫(‪ )٣‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪ ،)71( :‬ومسلم‪ :‬رقم‪.) 1037 ( :‬‬
‫معاوية بن �أبي �سفيان ‪‬‬
‫هو الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب القرشي األموي‪ ،‬أبو عبدالرحمن أسلم‬
‫عام الفتح‪ ،‬وشهد حني ًنا وكان من كتاب الوحي‪ ،‬فعن العرباض بن سارية ‪ ‬أن رسول اهلل  قال‪:‬‬
‫التعريف « اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب» (‪ )1‬وعن عبدالرحمن بن أبي عميرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بالراوي سمعت رسول اهلل  يقول في معاوية‪ « :‬اللهم اجعله هادي ًا مهد ًّيا واهده واهد به »‪.‬‬
‫كان أميراً عشرين سنة وخليفة عشرين سنة‪ ،‬ومن فقهه ما ذكره أبو الدرداء ‪ ،‬قال‪ :‬ما رأيت أشب َه‬
‫صال ًة برسول اهلل  من أميركم هذا‪ ،‬يعني معاوية (‪.)3‬‬
‫حليما ‪ ،‬مات ‪ ‬في رجب سنة (‪60‬هـ)‪.‬‬ ‫كان ً‬

‫مـعـاين‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫الكلمات‬
‫َد َخ َل أو َمشى‪.‬‬ ‫سلك‬
‫يطلب‪.‬‬ ‫يلتمس‬
‫يفهمه‪.‬‬ ‫يفقهه‬

‫من معاين احلديث‬

‫مكانة العلم في شتى التخصصات كبيرة‪ ،‬والعلم ُمقدَّ م على كثير من األعمال الفاضلة‪ ،‬ومما يبني مكانة العلم‪:‬‬ ‫‪١‬‬

‫�أ أن القرآن الكرمي ابتدأ نزوله باألمر بالقراءة‪ ،‬قال تعالى‪}........................................ :‬‬
‫}‬
‫ب وردت آيات كثيرة في القرآن الكرمي تبني فضل العلم ومكانة العلماء‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬ما ورد في سورة فاطر‪ ،‬آية رقم (‪ )28‬قال تعالى‪}....................................... :‬‬
‫}‬
‫‪ -‬ما ورد في سورة الزمر‪ ،‬آية رقم (‪ )9‬قال تعالى‪}......................................... :‬‬
‫}‬

‫(‪ )1‬أخرجه ابن حبان‪ :‬برقم (‪ ،)7210‬وابن خزمية‪ :‬برقم (‪.)1938‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أحمد برقم (‪ ،)١٧٥٤٦‬والترمذي (‪ )3842‬وقال‪ :‬حسن غريب‪ ،‬والبخاري في التاريخ الكبير (‪.)791‬‬
‫(‪ )3‬سير أعالم النبالء ‪.135/3‬‬
‫‪180‬‬
‫وردت أحاديث كثيرة في السنة النبوية تبني فضل العلم ومكانة العلماء‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ج‬

‫‪ -‬قال رسول اهلل ‪................................................................. :‬‬


‫‪ -‬قال رسول اهلل ‪................................................................. :‬‬

‫ومما يبني مكانة العلم كثرة ثمراته على صاحبه في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫د‬

‫في الدنيا‪:‬‬
‫‪ -‬يورث خشية اهلل‪.‬‬
‫‪................................................................................ -‬‬
‫في اآلخرة‪:‬‬
‫‪ -‬رفع الدرجات‪.‬‬
‫‪................................................................................ -‬‬

‫‪ ٢‬طرق حتصيل العلم كثيرة‪ ،‬من أبرزها‪ :‬التعلم في املدارس النظامية‪ ،‬حضور دروس العلماء الثقات في املساجد‪،‬‬
‫‪.......................................... ، ..............................................‬‬

‫لطالب العلم آداب ينبغي أن يتحلى بها‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪٣‬‬

‫من �آداب طالب العلم‬

‫العمل بالعلم‬ ‫قوة الإرادة‬ ‫التوا�ضع‬ ‫ال�صرب‬ ‫الإخال�ص‬


‫وتعليمه‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أحتسب في دراستي أن أكون ممن سلك طريق ًا يلتمس به علم ًا نافع ًا دين ًّيا ودنيو ًّيا‪.‬‬
‫أتفقه في ديني؛ ألكون من خير الناس‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫نشاط‬
‫عـن سعيـد بن جبير عـــن ابـــن عبـــاس ‪ ‬قـال‪( :‬كان عمر ‪ ‬يدخلني مع أشياخ بدر فكـــأن‬
‫بعضهم وجـــد في نفسه‪ ،‬فقـــال‪ِ :‬ل َم تدخل هـــــــذا معنــا ولنا أبناء مثله؟ فقــــال عمر‪ :‬إنه من‬
‫حيث علمتم‪ ،‬فدعاه ذات يوم فأدخله معهم‪ ،‬فـما رأيت أنــــه دعــــاني فيهم يومئذ إال ليريهم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما تقولون في قول اهلل عز وجـــل‪:‬‬
‫ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﮊ فقال بعضهم‪ُ :‬أمرنـــا أن نحـــــمد اهلل ونستغفره إذا نُصرنـــا و ُفتح‬
‫علينا وسكت بعضهم فلــم يقل شي ًئا فقال لي‪ :‬أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت‪ :‬ال‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما تقول؟ فقلت‪ :‬هو أجـل رســـــول اهلل  أعلمه له‪،‬‬
‫قـال‪ :‬ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﮊ فذلك عالمة أجلك ﮋﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮊ‬
‫(‪)1‬‬
‫فقــــال عمر بن اخلطاب ‪ ‬ال أعلم منها إال ما تقول)‪.‬‬
‫ا�ستخرج مع مجموعتك فائدتين من هذه الق�صة تتعلقان بمو�ضوع الدر�س‪.‬‬
‫‪..................................................................................................................‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫‪.‬‬ ‫عالم يدل نزول القرآن الكرمي بقوله تعالى‪} :‬‬ ‫‪1‬‬
‫�س‬

‫اذكر آيتني تدالن على فضل العلم ومكانة العلماء‪.‬‬ ‫‪٢‬‬


‫�س‬

‫اذكر ثالثًا من ثمرات العلم على املتعلم‪.‬‬ ‫‪٣‬‬


‫�س‬

‫عدِّ د بعض اآلداب التي ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫�س‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري برقم‪ ،) 4970 ( :‬ومعنى (وجد في نفسه)‪ :‬غضب‪.‬‬


‫‪182‬‬
‫الـوحـدة الثانية‬
‫مـن �أعمـال القلـوب‬

‫تنقسـم األعمـال إلـى أعمـال اجلـوارح وهي األعمـال الظاهرة كالصلاة والصيام‬
‫والـزكاة ونحوهـا‪ ،‬وإلـى أعمـال القلـوب وهـي األعمـال الباطنـة كاإلخلاص‬
‫واخلـوف والرجـاء ونحوهـا‪ ،‬ومنزلـة أعمـال القلـوب عظيمـة وأهميتهـا كبيـرة ملا‬
‫لهـا مـن أثـر كبيـر فـي صلاح العبـد واسـتقامته‪ ،‬وفـي هـذه الوحدة نذكـر بعض ًا‬
‫مـن أعمـال القلـب التـي ال يكمـل اإلميـان إال بهـا‪.‬‬
‫الدر�س الثالث‬

‫اخلوف والرجاء‬

‫تـمـهـيـد‬

‫‪-‬ما الذي يبعث على الرجاء‬


‫‪ 4‬عن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل  قال‪:‬‬ ‫واألمل؟‬
‫‪-‬ما الــذي يثمر اخلــوف من‬
‫هلل ِم َن ا ْل ُعقُو َب ِة َما َط ِم َع ب َِج َّن ِت ِه َأ َح ٌد َو َل ْو َي ْع َل ُم‬
‫« َل ْو َي ْع َل ُم ْالُ ْؤ ِم ُن َما ِع ْن َد ا ِ‬ ‫اهلل؟‬
‫الر ْح َم ِة َما َق َن َط ِم ْن َج َّن ِت ِه َأ َح ٌد»(‪.)1‬‬ ‫ا ْل َكا ِف ُر َما ِع ْن َد ا ِ‬
‫هلل ِم َن َّ‬ ‫‪-‬ما الذي يؤدي إلى القنوط‬
‫من رحمة اهلل؟‬

‫سبق التعريف به في الدرس األول‪.‬‬ ‫�أبو هريرة الدو�سي ‪:‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫الكلمات‬
‫يئس‪.‬‬ ‫قنط‬

‫م�صطلحات اخلوف من اهلل‪ :‬هيبة في القلب هلل سبحانه وتعالى‪ ،‬مع اخلضوع والتذلل‪.‬‬
‫رجاء اهلل‪ :‬الطمع في كرم اهلل وفضله‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪ ،)6469( :‬ومسلم‪ ،‬برقم‪.)2755( :‬‬ ‫‪184‬‬


‫من معاين احلديث‬

‫ال صاحل ًا فتفائل‪ ،‬و إذا أذنبت ووقعت في معصية فال تقنط من رحمة اهلل بل ت ُْب إليه مما وقعت‬
‫إذا عملت عم ً‬ ‫‪١‬‬

‫فيه‪ ،‬فإن اهلل غفور رحيم‪ ،‬ورحمته واسعة ﴿ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ‬


‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ﴾‬
‫الرجاء الكاذب‪ :‬أن تعصي اهلل وترجو رحمته من غير توبة‪ ،‬وهذا غرور‪.‬‬ ‫‪٢‬‬

‫اخلوف احلقيقي من اهلل هو الذي يدفع املسلم إلى العمل الصالح‪ ،‬ومينع صاحبه من ارتكاب احملرمات‪،‬‬ ‫‪٣‬‬

‫فال يترك الصالة‪ ،‬وال يخون‪ ،‬وال يسرق‪ ،‬وال ‪ ...............................‬وال ‪.........‬‬
‫‪ ..........................‬وال ‪ ........................‬ألنه يخاف اهلل‪.‬‬
‫وازن في حياتك بني رجاء رحمة اهلل‪ ،‬واخلوف من عذابه‪ ،‬حتى ال تقنط من رحمته فتشدد على نفسك‪،‬‬ ‫‪٤‬‬

‫وال تغتر بعظم رحمته فتتهاون باملعاصي‪ ،‬فما اجتمع اخلوف من عذاب اهلل ورجاء رحمته في قلب مؤمن‬
‫إال أعطاه اهلل ما يرجو و َأ َّمنه مما يخاف‪.‬‬
‫من أقوال السلف في اخلوف والرجاء(‪ :)٢‬قال عبـد اهلل بـن عكـيـم‪َ :‬خ َـطـ َبــنـا أبو بكر ‪ ‬فقال‪ :‬أما بعد‬ ‫‪٥‬‬

‫فإني أوصيكم بتقوى اهلل وأن تثنوا عليه مبا هو له أهل وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة وجتمعوا اإلحلاف باملسألة‬
‫فإن اهلل أثنى على زكريا وعلى أهل بيته فقال تعالى‪﴿ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ﴾(‪.)٣‬‬

‫رحمة ال ّله تعالى �سبقت غ�ضبه‪.‬‬ ‫نشاط‬


‫اكتب عن �سعة رحمة الله تعالى مبي ًنا كم خلق الله من رحمة‪.‬‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫(‪ )١‬سورة الزمر اآلية‪.٥٣ :‬‬


‫‪185‬‬ ‫(‪ )٢‬شعب اإلميان للبيهقي برقم‪.)10594( :‬‬
‫(‪ )٣‬سورة األنبياء آية ‪.90‬‬
‫تطبيقات �سلوكية‬

‫ال أحتقر شيئ ًا من املعروف‪ ،‬وال أستهني بشيء من املعاصي‪.‬‬


‫أرجو رحمة اهلل وأخاف عذابه‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫وضح داللة احلديثني على ذلك‪.‬‬‫يجب على املسلم أن يجمع بني اخلوف والرجاء‪ِّ ،‬‬ ‫‪1‬‬
‫�س‬

‫إذا دعتك نفسك ألمر سوء فهل ُت َذ ِّكرها برحمة اهلل أم بعقوبته؟ وملاذا؟‬ ‫‪٢‬‬
‫�س‬

‫َب ّي ِضدَّ ُك ٍل ِم ْن‪:‬‬ ‫‪٣‬‬


‫�س‬

‫ضدها‬ ‫الكلمة‬ ‫م‬


‫العقوبة‬ ‫‪1‬‬
‫القنوط‬ ‫‪2‬‬

‫‪186‬‬
‫(‪ )1‬شعب اإلميان للبيهقي برقم‪.)10594( :‬‬
‫الدر�س الرابع‬

‫ُقرب اجلنة والنار‬

‫تـمـهـيـد‬

‫‪ 5‬عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -‬ما شعور املؤمن وهو‬
‫يــوقــن بـــق ِ‬
‫ـــرب جــنــة اهلل‬
‫ال َّن ُة َأ ْق َر ُب ِإ َلى َأ َح ِد ُك ْم ِم ْن ِش َر ِ‬
‫اك َن ْع ِل ِه َوال َّنا ُر‬ ‫النبي ‪َ ْ « :‬‬ ‫وناره من عباده؟‬
‫ِم ْث ُل ذَ ِل َك »(‪.)١‬‬ ‫‪ -‬ما اآلثار املترتبة على‬
‫قرب اجلنة والنار؟‬ ‫معرفة ِ‬

‫عبد اهلل بن م�سعود ‪‬‬


‫هو الصحابي اجلليل عبد اهلل بن مسعود الهذلي‪،‬كناه الرسول  بأبي عبدالرحمن‪ ،‬قال رسول‬
‫أثقل في امليزان يوم القيامة من ُأ ُحد»(‪.)2‬‬ ‫اهلل ‪َ « :‬لر ِْج ُل عبد اهلل ُ‬
‫التعريف‬
‫أسلم مبكة قدمياً‪ ،‬وهو أول من جهر بالقرآن الكريم أمام الكفار بمكة‪ ،‬وهاجر الهجرتني وشهد بدراً‬
‫بالراوي‬
‫واملشاهد كلها مع رسول اهلل ‪ ،‬وهو صاحب نعل رسول اهلل ‪ ،‬كان يلبسه إياها إذا قام‪ ،‬فإذا جلس‬
‫حسن الصوت بالقرآن‬
‫َ‬ ‫أدخلها في ذراعه‪ ،‬قال له الرسول ‪« :‬يرحمك اهلل إنك ُغ َل ِّي ٌم ُم َع َّل ٌم»‪ )3(.‬وكان‬
‫أحب أن يقرأ القرآن َغ ًّضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن ُأ ِّم عبد»‪ )4(.‬وكان إذا هدأت‬ ‫قال ‪« :‬من َّ‬
‫فسمع له َدو ٌِّي َكدَ و ِِّي النحل‪ ،‬مات باملدينة ودفن بالبقيع سنة (‪32‬هـ)‪.‬‬ ‫العيون قام يصلي بالليل ُ‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫الس ْي ُر املوجود أعلى النعل‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫الشراك‬ ‫الكلمات‬

‫(‪ )٢‬أخرجه احلاكم‪.313/3:‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪.)٦٤٨٨( :‬‬


‫‪187‬‬ ‫(‪ )٤‬أخرجه أحمد‪ :‬برقم ‪.7061‬‬ ‫(‪ )٣‬أخرجه أحمد‪ :‬برقم ‪.7069‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫يرغبك نبيك وحبيبك محمد  في اجلنة فهي قريبة ملن أطاعه واتبع أمره‪ ،‬ويحذرك من النار فهي قريبة‬ ‫‪١‬‬

‫ممن عصاه وخالف أمره‪.‬‬


‫ومما يوصل إلى اجلنة األعمال الصاحلة التي من أهــمــهــا‪...................................:‬‬ ‫‪٢‬‬

‫و ‪ ...............................‬واالبتعاد عن احملرمات مثل‪........................ :‬‬


‫و ‪ ...........................‬و ‪..........................‬‬
‫ال حتتقر شيئ ًا من املعروف‪ .‬فإنك قد تعمل حسنة وفي نظرك أنها يسيرة‪ ،‬فيرحمك اهلل بها ويدخلك‬ ‫‪٣‬‬

‫اجلنة‪ ،‬فقد سقى رجل كلب ًا فدخل اجلنة‪ ،‬و أزاح رجل غصن شوك عن الطريق فدخل اجلنة‪.‬‬
‫التهاون بشيء من املعاصي قد يكون سبب ًا للعقوبة‪ .‬فقد دخل رجل النار بسبب كلمة قالها‪ ،‬ودخلت‬ ‫‪٤‬‬

‫امرأة النار بسبب هرة حبستها حتى ماتت‪.‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫َأ َتق ََّر ُب إلى اهلل تعالى بعمل الطاعات وترك املعاصي صغيرها وكبيرها‪.‬‬

‫�سببا في دخول الجنة‪ ،‬وثالثة �أعمال �أخرى‬


‫اكتب مع مجموعتك ثالثة �أعمال تكون ً‬ ‫نشاط‬
‫�سببا في ا�ستحقاق دخول النار‪.‬‬
‫تكون ً‬
‫‪................................................‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫‪١‬‬

‫‪................................................‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫‪٢‬‬

‫‪................................................‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫‪٣‬‬

‫‪188‬‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬
‫م‬

‫ِ َب شبه الرسول  ُقرب اجلنة والنار؟ وعالم يدل ذلك؟‬ ‫‪1‬‬


‫�س‬

‫اذكر بعض األمثلة التي تدل على ُقرب اجلنة والنار بأيسر األعمال‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫�س‬

‫ما املراد ِّ‬


‫بالشراك الوارد في احلديث؟‬ ‫‪٣‬‬
‫�س‬

‫ِب اشتهر الصحابي اجلليل عبد اهلل بن مسعود ‪‬؟‬ ‫‪4‬‬


‫�س‬

‫‪189‬‬
‫الدر�س اخلام�س‬

‫حُ ْ�س ُن َّ‬


‫الظ ِن باهلل‬

‫ذهب إبراهيم عليه الصالة والسالم بزوجه هاجر وولده إسماعيل الذي كان رضيع ًا حتى وضعهما‬
‫في وادٍ بني جبال مكة ليس معهما أحد ثم ذهب عنهما‪ ،‬فقامت إليه هاجر وقالت‪ :‬يا إبراهيم أين‬ ‫تـمـهـيـد‬
‫تذهب وتدعنا ها هنا وليس معنا ما يكفينا؟ فلم ُي ِج ْبها‪ ،‬فلما تكرر سؤالها وهو ال يجيبها قالت له‪:‬‬
‫آهلل أمرك بهذا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬فإذن ال يضيعنا‪.‬‬
‫ما الرابط بني هذه القصة و احلديث اآلتي؟‬

‫‪ 6‬عن جابر بن عبد اهلل ‪ ‬األنصاري قال‪:‬‬


‫«ل َيُو َت َّن‬
‫سمعت رسول اهلل  قبل موته بثالثة أيام يقول‪َ :‬‬
‫الظ َّن ِبا ِ‬
‫هلل َع َّز َو َج َّل» (‪.)1‬‬ ‫َأ َح ُدكُ ْم ِإ َّل َو ُه َو ُي ْح ِس ُن َّ‬

‫جابر بن عبد اهلل ‪‬‬


‫هو الصحابي اجلليل جابر بن عبد اهلل بن عمرو األنصاري الخزرجي‪ ،‬شهد بيعة العقبة مع السبعين‬
‫وكان أصغرهم‪.‬‬ ‫التعريف‬
‫بدرا وال ُأ ُح ًدا؛ منعني أبي من‬
‫قال ‪ :‬غزوت مع رسول اهلل  سبع عشرة غزوة‪ ،‬وقال‪ :‬لم أشهد ً‬
‫أجـل الـبقـاء عـنـد أخـواتـي‪ ،‬فـلـما ُقـتـِل يـوم ُأ ُحـد لم أتخلف عن رسول اهلل  في غزوة قط (‪ ،)٢‬وعن‬
‫بالراوي‬
‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬استغفر لي رسول اهلل  ليلة البعير ً‬
‫خمسا وعشرين مرة (‪.)٣‬‬
‫وكان له حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم‪ ،‬وكان مفتي المدينة في زمانه‪.‬‬
‫مات  سنة (‪ 78‬هـ)‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم‪.) 2877 ( :‬‬


‫(‪ )٢‬أخرجه مسلم برقم‪.)1813( :‬‬ ‫‪190‬‬
‫(‪ )٣‬أخرجه الترمذي برقم‪ ،)3852( :‬والـمراد بـ (ليلة البعير)‪ :‬الليلة التي باع فيها جابر بعيره للنبي ‪.‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬
‫الكلمات‬
‫يعتقد أنه يرحمه ويعفو عنه‪.‬‬ ‫يحسن الظن باهلل‬

‫من معاين احلديث‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ١‬املؤمن يحسن الظن بربه طيلة حياته حتى مماته‪ ،‬فقد قال تعالى في احلديث القدسي‪« :‬أنا عند ظن عبدي بي»‪.‬‬
‫‪ ٢‬حسن الظن باهلل إن َح َمل على العمل الصالح وحث عليه‪ ،‬فهو صحيح‪ ،‬وإن دعا إلى البطالة واالنهماك في‬
‫املعاصي فهو غرور‪.‬‬
‫‪ ٣‬كلما كان العبد حسن الظن باهلل حسن الرجاء فيما عنده‪ ،‬لم يخيب اهلل أمله ولم يضيع عمله‪.‬‬
‫‪ ٤‬من األمثلة على حسن الظن باهلل‪:‬‬
‫�أ أن العبد إذا دعا اهلل عز وجل ظن أن اهلل ‪.................................................‬‬
‫ب وإذا أذنب واستغفر ظن أن اهلل ‪........................................................‬‬
‫ج وإذا عمل صاحل ًا ظن أن اهلل ‪...........................................................‬‬
‫‪ ٥‬سوء الظن باهلل عالمة على اجلهل به‪ ،‬ويؤدي إلى اإلكثار من املعاصي‪ ،‬أو التشديد على النفس‪.‬‬
‫‪ ٦‬من األمثلة على سوء الظن باهلل‪:‬‬
‫ �أ أن يعمل العبد الطاعات ويظن أن اهلل لن يقبلها منه فيقنط من رحمته‪.‬‬
‫ ب ‪...............................................................................‬‬
‫ ج ‪...............................................................................‬‬
‫‪ ٧‬في أوقات الشدة واملصائب ينبغي للمسلم أن يتذكر رحمة اهلل وكرمه ولطفه‪ ،‬فإن ذلك يساعد على ‬
‫تخفيف املصيبة وجتاوز الشدة‪.‬‬
‫‪ ٨‬من أقوال السلف في حسن الظن باهلل تعالى‪ :‬قول عبداهلل بن مسعود ‪« :‬والذي ال إله غيره ما ُأعطي عبدٌ‬
‫مؤمن شيئ ًا خيراً من حسن الظن باهلل عزوجل‪ ،‬والذي ال إله غيره ال يحسن عبد باهلل عزوجل الظن إال أعطاه‬
‫اهلل ظنه‪ ،‬ذلك بأن اخلير في يده»(‪.)٢‬‬

‫‪191‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)7505( :‬ومسلم برقم‪.)2675( :‬‬
‫(‪ )٢‬كتاب حسن الظن باهلل البن أبي الدنيا‪ ،‬ص ( ‪.) ٩٦‬‬
‫اكتب مع مجموعتك عن �سبب تخلف جابر بن عبدالله ‪ ‬عن الم�شاركة في غزوة �أحد؟‬
‫نشاط‬
‫وعالم يدل ذلك؟‬
‫َ‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أعمل الصاحلات و ُأحسن الظن باهلل‪.‬‬


‫أرجو رحمة اهلل وعفوه في حياتي وعند مماتي‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫أعد صياغة تعريف (حسن الظن باهلل) بأسلوبك‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫�س‬

‫حسن املسلم ظنه باهلل عز وجل؟‬ ‫‪2‬‬


‫كيف ُي ِّ‬ ‫�س‬

‫استخرج ثالث ًا من فوائد احلديث‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫�س‬

‫ِّبي عالقة هذا احلديث باحلديث القدسي «أنا عند ظن عبدي بي ‪.»....‬‬ ‫‪4‬‬
‫�س‬

‫اذكر ثالث ًا من فضائل الصحابي اجلليل جابر بن عبد اهلل األنصاري ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫�س‬

‫‪192‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‬

‫ال َّتو ُك ُل على اهلل‬


‫الطيــور تترك أماكنها فترة من الزمن ثم تعود إليها‪،‬‬
‫فيا ترى من أجل ماذا تكبدت هذا العناء والتعب؟‬
‫تـمـهـيـد‬
‫اقرأ احلديث اآلتي لتعرف ذلك‪:‬‬

‫‪ 7‬عن عمر بن اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول‬


‫اهلل ‪َ «:‬ل ْو َأن َُّك ْم ُك ْن ُت ْم َت َو َّك ُلونَ َع َلى ا ِ‬
‫هلل َحقَّ َت َو ُّك ِل ِه َل ُر ِز ْق ُت ْم‬
‫وح ب َِطا ًنا» (‪.)1‬‬ ‫الط ْي ُر َت ْغ ُدو ِخ َم ً‬
‫اصا َو َت ُر ُ‬ ‫َك َما ُي ْر َز ُق َّ‬

‫عمر بن الخطاب ‪‬‬


‫هــو الخليفــة الراشــد عمر بــن الخطاب بن نفيل القرشــي‪ ،‬أبو حفــص‪ ،‬أمير المؤمنين‪ ،‬أســلم بمكة‬
‫علي عمر‪ ،‬وعليه قميص يجره‪ ،‬قالوا‪ :‬فما أولته‬ ‫قديما‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :‬بينا أنا نائم‪ ...‬و ُعرِض َّ‬ ‫ً‬ ‫التعريف‬
‫يا رسول اهلل قال الدِّ ين» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بالراوي‬
‫قال رسول اهلل ‪« :‬بينا أنا نائم إذ رأيت َقدَ ًحا ُأتيت به‪ ،‬فيه لبن فشربت منه حتى إني ألرى ال ِّر َّي يجري‬
‫في أظفاري ثم َأعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا‪ :‬فما أ َّولت ذلك يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬العلم »(‪.)3‬‬
‫وهــو أول مــن دون الدواويــن فــي العطاء لمنح المســلمين من بيــت المال‪ ،‬ومن خشــيته هلل أنه كان في‬
‫وجهه خطان أســودان من البكاء‪ ،‬وكان ال تأخذه في اهلل لومة الئم‪ ،‬وقال ابن مســعود ‪ :‬مازلنا أعزة‬
‫منذ أسلم عمر‪.‬‬
‫استشهد في آخر ذي الحجة سنة (‪ 23‬هـ)‪ ،‬وهو ابن (‪ )63‬سنة‪ .‬ودفن مع رسول اهلل  وأبي بكر ‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫في حجرة عائشة‬
‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي‪ :‬برقم‪.)2344( :‬‬
‫‪193‬‬ ‫(‪ )2‬متفق عليه‪ :‬البخاري برقم‪ ،)3691( :‬ومسلم برقم‪.)2390( :‬‬
‫(‪ )3‬متفق عليه‪ :‬البخاري برقم‪ ،)3681( :‬ومسلم برقم‪.)2391( :‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬
‫تذهب أول النهار‪.‬‬ ‫تغدو‬ ‫الكلمات‬
‫ضامرة البطون من اجلوع‪.‬‬ ‫خماص ًا‬
‫ترجع آخر النهار‪.‬‬ ‫تروح‬
‫ممتلئة البطون من ِّ‬
‫الش َبع‪.‬‬ ‫بطان ًا‬

‫م�صطلحات التوكل على اهلل‪ :‬هو االعتماد على اهلل وحده ال شريك له في جميع األمور الدينية والدنيوية‪.‬‬

‫من معاين احلديث‬

‫التوكل على اهلل صفـة من صفـات املؤمنني‪ ،‬به تتحقق طمأنينة النفس وراحة القلب‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫‪١‬‬

‫﴾(‪.)2‬‬ ‫﴾ (‪ )1‬وقال تعالى‪﴿ :‬‬


‫توكلك على اهلل من أعظم األسباب التي ت َْس َت ْج ِل ُب بها الرزق‪َ ،‬ت َأ َّم ْل هذه الطيور الصغيرة تذهب من أوكارها‬ ‫‪٢‬‬

‫كل صباح تستجلب رزق اهلل‪ ،‬فتعود وقد ُملئَت بطونها‪.‬‬


‫توكلك على اهلل في طلب الرزق‪ ،‬يلزم منه أن تسعى وت َِجدَّ في طلبه‪.‬‬ ‫‪٣‬‬

‫ليس من التوكل ترك العمل وعدم األخذ باألسباب‪ ،‬فهذا مخالف لسنة اهلل ع َّز وجل في الكون‪.‬‬ ‫‪٤‬‬

‫يلقب عمر بن الخطاب ‪ ‬بالفاروق‪ ،‬فلماذا؟‬ ‫نشاط‬


‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪194‬‬
‫(‪ )1‬سورة املائدة آية‪.23 :‬‬
‫(‪ )2‬سورة الطالق آية‪.3 :‬‬
‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أتوكل على اهلل في جميع أموري فهو حسبي‪.‬‬


‫أتوكل على اهلل وأعمل األسباب‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫كيف يحقق التوكل على اهلل طمأنينة النفس وراحة القلب؟‬ ‫‪1‬‬
‫�س‬

‫من خالل دراستك للحديث فإن معنى تغدو‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫�س‬

‫أ تذهب أول النهار‪.‬‬


‫ب تذهب آخر النهار‪.‬‬
‫ج تذهب وسط النهار‪.‬‬
‫استدل من احلديث على أن فعل األسباب ال ينافي التوكل على اهلل‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫�س‬

‫‪195‬‬
‫الدر�س ال�سابع‬

‫ثمرات التوكل على اهلل‬

‫‪ 8‬عن أنس بن مالك ‪ ‬أن‬


‫الذكر عبادة هلل عز وجل‪،‬‬
‫ال ‪َ -‬ي ْع ِني ِإذَا َخ َر َج ِم ْن َب ْي ِت ِه‬
‫النبي  قال‪َ « :‬م ْن َق َ‬ ‫وأحب االعمال إلى اهلل‪،‬‬
‫هلل ُيق ُ‬
‫َال‬ ‫هلل َت َو َّك ْل ُت َع َلى ا ِ‬
‫هلل َل َح ْو َل َو َل ُق َّو َة إ َِّل ِبا ِ‬ ‫‪ِ -‬ب ْس ِم ا ِ‬ ‫تـمـهـيـد واحملــافــظــة على األذكـــار‬
‫تقي املسلم بإذن اهلل من الشرور والفنت‬
‫الش ْي َطانُ »(‪.)١‬‬ ‫َل ُه‪ُ :‬ك ِف َ‬
‫يت َو ُو ِق َ‬
‫يت َو َت َن َّحى َع ْن ُه َّ‬ ‫ومتنحه قوة ونشاط في قلبه وبدنه‪.‬‬

‫�أن�س بن مالك ‪‬‬


‫هو الصحابي اجلليل أنس بن مالك بن النضر األنصاري‪ ،‬أبو حمزة ك َّناه بذلك النبي ‪ ،‬و ُأ ُّمه ُأ ُّم‬
‫ُسليم بنت ملحان‪ ،‬صحب النبي  أتم الصحبة والزمه أكمل المالزمة‪ ،‬وخدمه عشر سنين مدة‬ ‫التعريف‬
‫مقامه بالمدينة منذ هاجر إلى أن مات‪.‬‬
‫دعا له النبي  فقال‪« :‬اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة»‪ ،‬قال أنس‪ :‬فقد رأيت اثنتين وأنا‬ ‫بالراوي‬
‫أرجو الثالثة‪)٢(.‬‬

‫وعن أنس بن سيرين قال‪ :‬كان أنس ‪ ‬أحسن الناس صالة‪.‬‬


‫مات ‪ ‬سنة (‪ 93‬هـ)‪ ،‬بالبصرة‪ ،‬وهو ابن (‪ )107‬سنين‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫ابتعد‪.‬‬ ‫تنحى‬ ‫الكلمات‬

‫‪196‬‬
‫(‪ )١‬أخرجه أبو داود‪ :‬برقم‪ ،)5095( :‬والترمذي‪ :‬برقم‪ ،)3426( :‬وصححه ابن حبان‪ :‬برقم (‪.)822‬‬
‫(‪ )٢‬أخرجه مسلم برقم‪.)2481( :‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫محافظتك على الدعاء الذي أرشدك إليه النبي  عند اخلروج من املنزل مما يحفظك اهلل به‪.‬‬ ‫‪١‬‬

‫من ثمرات التوكل على اهلل‪:‬‬ ‫‪٢‬‬

‫أن اهلل يكفيك ما يهمك ويقيك من الشر‪.‬‬ ‫�أ‬

‫ب الطمأنينة وراحة النفس‪.‬‬


‫‪...........................................................................‬‬ ‫ج‬

‫‪...........................................................................‬‬ ‫د‬

‫تأمل قصة الرسول  وأبي بكر ‪ ‬عندما كانا في الغار‪ ،‬ومشركو قريش يبحثون عنهما لقتلهما‪ ،‬فقال‬ ‫‪٣‬‬

‫أبو بكر‪ :‬يا رسول اهلل لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا فقال رسول ‪.....................:‬‬
‫هناك أمور تنافي التوكل على اهلل فاحذر من الوقوع فيها‪ ،‬ومنها ما كان يعمله أهل اجلاهلية كالتطير والتشاؤم‬ ‫‪٤‬‬

‫و‪ ..................................‬و ‪......................................‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أحافظ على دعاء الخروج من المنزل‪.‬‬

‫نشاط‬
‫﴾ (‪ )١‬مالعالقة بين الحديث والآية‪.‬‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪197‬‬
‫(‪ )١‬سورة يوسف آيه ‪.٦٤‬‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬
‫م‬

‫ما امليزة التي متيز بها الصحابي اجلليل أنس بن مالك ‪‬؟‬ ‫‪١‬‬
‫�س‬

‫اذكر ثالثًا من ثمرات التوكل على اهلل تعالى‪.‬‬ ‫‪٢‬‬


‫�س‬

‫ما حكم التطير مع التعليل‪.‬‬ ‫‪٣‬‬


‫�س‬

‫‪198‬‬
‫الـوحـدة الثالثة‬
‫ال�صالة وقراءة القر�آن‬

‫يتعبد المصلون بطول تالوة القرآن أثناء صالتهم بالليل والنهار‪ ،‬وسميت الصالة قرآن ًا كما‬
‫(‪)١‬‬
‫}‬ ‫ ‬ ‫}‬ ‫في قوله تعالى‪:‬‬
‫فعالقة الصالة بالقرآن وثيقة‪ ،‬وفي هذه الوحدة ستتعرف على فضل الوضوء والصالة‬
‫وباألخص صالتي الفجر والعشاء وفضل األذان والصف األول‪ ،‬وفضل القرآن وشيءٍ من آداب‬
‫تالوته واالستماع إليه‪.‬‬

‫(‪ )١‬سورة اإلسراء آية ‪. 78‬‬


‫الدر�س الثامن‬

‫ف�ضل الو�ضوء وال�صالة‬


‫وماتكفر من الذنوب‬

‫‪ 9‬عن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ ‬


‫« ِإذَا َت َو َّض َأ ال َْع ْب ُد ال ُْـم ْس ِل ُم َأ ْو ال ُْـم ْؤ ِم ُن َف َغ َسلَ َو ْج َه ُه َخ َر َج ِم ْن َو ْجهِ ِه كُ ُّل‬
‫آخرِ قَطْ رِ الْ َا ِء فَإذَا َغ َسلَ َي َد ْي ِه َخ َر َج ِم ْن‬ ‫َخ ِطي َئ ٍة َنظَ َر ِإلَي َها ِب َعي َني ِه َم َع الْ َا ِء َأ ْو َم َع ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫آخرِ قَطْ رِ الْ َا ِء فَإذَا َغ َسلَ ر ِْجل َْي ِه‬ ‫ان َبطَ َش ْت َها َي َدا ُه َم َع الْ َا ِء َأ ْو َم َع ِ‬‫َي َد ْي ِه كُ ُّل َخ ِطي َئ ٍة كَ َ‬
‫آخرِ قَطْ رِ الْ َا ِء َح َّتى َي ْخ ُر َج َن ِق ًّيا‬
‫َخ َر َج ْت كُ ُّل َخ ِطي َئ ٍة َم َش ْت َها ر ِْج َل ُه َم َع الْ َا ِء َأ ْو َم َع ِ‬
‫وب» (‪.)1‬‬ ‫الذ ُن ِ‬ ‫ِم ْن ُّ‬
‫س َو ْال ُُم َع ُة ِإلَى‬ ‫ات ْال َْم ُ‬ ‫‪ 10‬عن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪َّ :‬‬
‫«الصل ََو ُ‬
‫ات ِل َما َب ْي َن ُه َّن َما ل َْم ُت ْغ َش ال َْك َبا ِئ ُر» (‪.)2‬‬ ‫ْال ُُم َع ِة كَ َّف َار ٌ‬

‫سبق التعريف به في الدرس األول‪.‬‬ ‫�أبو هريرة الدو�سي ‪:‬‬


‫(‪ )1‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم‪.)244( :‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم‪ ،)233( :‬والترمذي‪ :‬برقم‪.)214( :‬‬
‫‪200‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬
‫اكتسبتها‪.‬‬ ‫بطشتها‬ ‫الكلمات‬
‫تُعمل‪.‬‬ ‫ُت ْغ َش‬

‫من معاين احلديث‬

‫شرع اهلل الوضوء وجعله شرط ًا للصالة‪ ،‬فال تصح الصالة بدونه‪.‬‬ ‫‪١‬‬

‫للوضوء فضائل كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬أنه سبب لدخول اجلنة‪ ،‬وأن املؤمنني من أمة محمد ‪ُ ‬ي ْع َرفون بالبياض‬ ‫‪٢‬‬

‫والنور في أعضاء الوضوء يوم القيامة‪ ،‬ومنها ما يحصل للمتوضئ من تكفير السيئات‪.‬‬
‫يقابل العبد ربه في الصالة نظيف ًا طاهراً‪ :‬حس ًّيا بتطهيره للبدن من األوساخ‪ ،‬ومعنو ًّيا باإلخالص هلل تعالى‬ ‫‪٣‬‬

‫فاحتس ْب عند كل وضوء أن يكفر اهلل به من خطاياك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واخلشوع في الصالة‪،‬‬


‫مما يكفر اهلل به السيئات الصلوات اخلمس‪ ،‬فيكفر اهلل بها سيئات اليوم‪ ،‬فاحرص على احملافظة عليها حتى‬ ‫‪٤‬‬

‫يكفر اهلل بها سيئاتك‪.‬‬


‫مما يكفر اهلل به السيئات صالة اجلمعة‪ ،‬فيكفر اهلل بها سيئات األسبوع‪ ،‬فأداؤك للجمعة يكفر اهلل بها‬ ‫‪٥‬‬

‫السيئات من اجلمعة السابقة‪.‬‬


‫هناك أعمال أخرى يكفر اهلل بها صغائر الذنوب‪ ،‬مثل‪ :‬صيام رمضان‪......................... ،‬‬ ‫‪٦‬‬

‫‪.......................................... ، ..................................‬‬
‫الذنوب التي يكفرها اهلل بهذه األعمال هي الذنوب الصغائر‪ ،‬مثل‪ :‬عدم رد السالم و ‪..............‬‬ ‫‪٧‬‬

‫‪ .............................................‬و ‪...............................‬‬
‫أما كبائر الذنوب‪ ،‬مثل‪ :‬عقوق الوالدين و ‪ ........................‬و ‪......................‬‬ ‫‪٨‬‬

‫فإنها حتتاج إلى توبة‪ ،‬فاحرص على اجتناب املعاصي‪ ،‬وإذا ابتليت باقتراف شيء منها فبادر إلى التوبة واالستغفار‬
‫ليغفر اهلل لك الكبائر والصغائر‪.‬‬
‫كثرة الطرق واألعمال التي يكفر اهلل بها من سيئات عباده دليل على سعة فضل اهلل وعظيم رحمته‬ ‫‪٩‬‬

‫وكثرة جوده وكرمه‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫ما الحكمة من تعدد المكفرات التي يكفر الله بها ذنوب العباد؟‬ ‫نشاط‬
‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫كفارة ملا بينهن ما لم تغش الكبائر‬

‫اجلمعة‬ ‫اجلمعة‬
‫اخلميس‬ ‫األربعاء‬ ‫الثالثاء‬ ‫االثنني‬ ‫األحد‬ ‫السبت‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أحافظ على الوضوء‪ ،‬وآتي به على الوجه الصحيح‪.‬‬


‫أواظب على الصلوات اخلمس وصالة اجلمعة وأحتسب على اهلل أن يكفر بها عني السيئات‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫عالم يدل تكفير اهلل لذنوب َم ْن توضأ وأحسن الوضوء؟‬ ‫‪1‬‬


‫�س‬

‫استنبط وجه الشبه بني الصالة والوضوء في هذين احلديثني؟‬ ‫‪2‬‬


‫�س‬

‫ما الذنوب التي ال يشملها التكفير بالوضوء والصالة؟ مع التعليل؟‬ ‫‪3‬‬


‫�س‬

‫كيف تستدل بهذا احلديث على ما يأتي‪:‬‬ ‫‪4‬‬


‫�س‬

‫أ فضل اهلل على عباده‪.‬‬ ‫ ‬


‫ب تفاوت الذنوب واملعاصي‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫الدر�س التا�سع‬

‫الع�شاء والفجر‬
‫ِ‬ ‫�صالة‬
‫ف�ضل ِ‬‫ُ‬

‫‪ 11‬عن جندب بن عبد اهلل ‪ ‬قال‪ :‬قال‪ :‬رسول اهلل ‪َ « :‬م ْن َص َّلى‬ ‫ ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫الص ْب ِح َف ُه َو ِفي ِذ َّم ِة اهلل »‪.‬‬
‫َص َل َة ُّ‬
‫‪ 12‬عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال‪ :‬دخل عثمان بن عفان ‪ ‬املسجد بعد‬
‫صالة املغرب‪ ،‬فقعد وحده‪ ،‬فقعدت إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن أخي سمعت رسول اهلل ‪‬‬
‫اعةٍ َف َك َأ َّ َنا َقا َم ِن ْص َف ال َّل ْي ِل َو َم ْن َص َّلى ُّ‬
‫الص ْب َح ِفي َج َم َ‬
‫اعةٍ‬ ‫يقول‪َ « :‬م ْن َص َّلى ا ْل ِع َشا َء ِفي َج َم َ‬
‫(‪)2‬‬
‫َف َك َأ َّ َنا َص َّلى ال َّل ْيلَ ُك َّل ُه »‪.‬‬

‫جندب بن عبد اهلل ‪‬‬


‫هو الصحابي الجليل جندب بن عبد اهلل البجلي أبو عبد اهلل‪ ،‬يقال له‪ :‬جندب الخير‪ ،‬نزل‬
‫التعريف الكوفة والبصرة‪ ،‬قال ‪ :‬كنا مع النبي ‪ ‬ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا اإليمان قبل أن‬
‫(‪)٣‬‬
‫بالراوي نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيما ًنا‪.‬‬
‫كان يوصي أصحابه بتقوى اهلل‪ ،‬والعناي ِة بالقرآن‪ ،‬ولُزو ِم جماعة المسلمين‪ ،‬و َت ْر ِك القتال‬
‫في الفتنة‪ ،‬مات ‪ ‬حوالي سنة (‪ 70‬هـ)‪.‬‬

‫‪203‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم‪.) 657 ( :‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم‪.) 656 ( :‬‬
‫(‪ )٣‬أخرجه ابن ماجة برقم‪)٦١( :‬‬
‫عثمان بن عفان ‪‬‬
‫هو ثالث اخللفاء الراشدين عثمان بن عفان القرشي‪ ،‬أمير املؤمنني ذو النورين‪ ،‬ولد في السنة السادسة‬
‫بعد عام الفيل‪ ،‬أسلم قدمي ًا وهاجر الهجرتني وتز َّوج ابنتي رسول اهلل ‪ :‬رق َّي َة‪ ،‬ثم ملا توفيت تَز َّو َج ُأ َّم كلثوم‪.‬‬ ‫التعريف‬
‫فرجف بهم‪ ،‬فقال‬ ‫قال أنس بن مالك ‪ :‬صعد رسول اهلل ‪ُ ‬أ ُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان‬ ‫بالراوي‬
‫يدان»‪ )1( .‬وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬اشترى عثمان‬ ‫وشهِ ِ‬‫يق َ‬ ‫رسول اهلل ‪« :‬ا ْث ُب ْت فإمنا عليك ٌّ‬
‫نبي ِ‬
‫وصدِّ ٌ‬
‫بن عفان ‪ ‬اجلنة من النبي ‪ ‬مرتني َب ْي َع احلق‪ ،‬حيث حفر بئر ُرومة‪ ،‬وج َّهز جيش العسرة في غزوة‬
‫تبوك بتسع مئة وخمسني بعيراً‪ ،‬وأمت األلف بخمسني فرس ًا (‪ ،)2‬وهوأحد الستة الذين جعل عمر ‪‬‬
‫أوص َلنا‬
‫الشورى فيهم‪ ،‬وأخبر النبي ‪ ‬أن املالئكة تستحيي منه‪ )3( .‬قال علي ‪ :‬كان عثمان ‪َ ‬‬
‫لل َّر ِحم‪ ،‬وكان من الذين آمنوا ثم اتقوا وأحسنوا واهلل يحب احملسنني‪ .‬استشهد باملدينة يوم اجلمعة سنة‬
‫(‪35‬هـ)‪ ،‬و ُدفن بها ‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫الكلمات‬
‫العهد واألمان‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫الذ َّمة‬

‫من معاين احلديث‬

‫عظم اإلسال ُم أمر الصالة‪ ،‬فجعلها الركن الثاني من أركان اإلسالم‪ ،‬ورتب على احملافظة عليها األجور الكثيرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪١‬‬

‫املسلم يفتتح يومه بصالة الفجر‪ ،‬فمن أداها في وقتها كانت سبب ًا ألن يحفظه اهلل سائر يومه‪ ،‬فيكون ممن‬ ‫‪٢‬‬

‫يقتص له منه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫دخل في عهد اهلل وأمانه‪ ،‬فإذا ظلمه أحد في ماله أو نفسه أو ِع ْر ِضه فإن اهلل‬
‫جعل اهلل ملن حافظ على الصلوات عموم ًا وصالتي الفجر والعشاء خصوص ًا األجر الكبير‪ ،‬فمن صلى العشاء‬ ‫‪٣‬‬

‫في جماعة كان له من األجر مثل ‪........................................................‬‬


‫ومن صلى الفجر في جماعة كان له من األجر مثل‪.......................................... :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم ‪.3699‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه احلاكم في املستدرك‪.107/3 :‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم ‪.2401‬‬ ‫‪204‬‬
‫ألهمية صالة الفجر وخطر التخلف عنها سنحاول معاجلة مشكلة النوم عنها عبر اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫‪٤‬‬

‫بالتعاون مع زمالئي نبحث أسباب النوم عن صالة الفجر والتفريط في أدا ِء هذا الركن العظيم؟‬ ‫‪٥‬‬
‫�أ ضعف اإلميان‪.‬‬
‫ب ‪......................................................‬‬
‫ج ‪......................................................‬‬
‫د ‪......................................................‬‬
‫هـ ‪......................................................‬‬
‫اخلطوات املقترحة لعالج هذه املشكلة؟‬ ‫‪٦‬‬

‫�أ التبكير بالنوم‪.‬‬


‫ب ‪......................................................‬‬
‫ج ‪......................................................‬‬
‫د ‪......................................................‬‬
‫هـ ‪......................................................‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أحافظ على الصالة جماعة في املسجد كي أنال األجر العظيم‪.‬‬


‫أتخذ األسباب التي تعني على القيام لصالة الفجر‪.‬‬

‫حاول مع مجموعتك كتابة بع�ض الحكم من م�شروعية �صالة الجماعة‪.‬‬ ‫نشاط‬


‫‪..............................................................................................................................‬‬

‫‪205‬‬
‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ت‬ ‫ال‬
‫يـم‬

‫اختر اإلجابة الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪1‬‬


‫�س‬

‫ أ من صلى العشاء في جماعة يكتب له أجر قيام‪:‬‬


‫‪ -3‬ليلة ونصف‪.‬‬ ‫‪ -2‬نصف ليلة‪.‬‬ ‫‪ -1‬ليلة‪.‬‬
‫ ب من صلى الفجر في جماعة يكتب له أجر قيام‪:‬‬
‫‪ -3‬ليلة ونصف‪.‬‬ ‫‪ -2‬نصف ليلة‪.‬‬ ‫‪ -1‬ليلة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ ج تزوج عثمان ‪ ‬ابنتي النبي ‪:‬‬
‫‪ -3‬فاطمة وأم كلثوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬رقية وفاطمة‪.‬‬ ‫‪ -1‬رقية وأم كلثوم‪.‬‬ ‫ ‬
‫استنبط فائدة من قول الراوي‪« :‬دخل عثمان بعد صالة املغرب فقعد وحده»‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫�س‬

‫املشائني في ُّ‬
‫الظ َلم إلى املساجد‬ ‫وضح وجه الشبه بني حديث عثمان ‪ ‬وحديث‪« :‬بشر َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪3‬‬
‫�س‬

‫بالنور التام يوم القيامة»‪.‬‬


‫من خالل قراءتك لسيرة الصحابي جندب ‪ .‬ما الوصايا التي كان يوصي بها أصحابه ‪‬؟‬ ‫‪4‬‬
‫�س‬

‫‪206‬‬
‫الدر�س العا�شر‬

‫ف�ضل التبكري �إلى ال�صالة‬

‫تـمـهـيـد‬
‫التبكير إلى املسجد وانتظار الصالة سبب‬
‫في حضور القلب في الصالة وإقبال املرء‬
‫على صالته وخشوعه فيها ‪ -‬الذي هو لُ ُّب‬
‫‪ 13‬عن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل‬ ‫الصالة ‪ -‬وذلــك أنــه كلما طــال مكثه في‬
‫الص ِّف ْ َ‬
‫ال َّو ِل‬ ‫اس َما ِفي ال ِّن َدا ِء َو َّ‬‫‪ ‬قال‪« :‬ل َْو َي ْعل َُم ال َّن ُ‬ ‫املسجد وذكر اهلل زالت مشاغله ومتعلقاته‬
‫ون‬‫ث َُّم ل َْم َي ِج ُدوا ِإ َّل َأ ْن َي ْس َتهِ ُموا َعل َْي ِه َل ْس َت َه ُموا َول َْو َي ْعل َُم َ‬ ‫الدنيوية عن قلبه وأقبل على ما هو فيه من‬
‫قراءة وذكر‪ ،‬بخالف املتأخر فإن قلبه ال يزال‬
‫ون َما ِفي ال َْع َت َم ِة َو ُّ‬
‫الص ْب ِح‬ ‫َما ِفي ال َّت ْه ِجيرِ َل ْس َت َب ُقوا ِإل َْي ِه َول َْو َي ْعل َُم َ‬
‫مشغو ًال مبا هو فيه من أمور الدنيا وقد قال‬
‫َ َل َت ْو ُه َما َول َْو َح ْب ًوا» (‪.)٢‬‬
‫عليه الصالة والسالم مب ِّي ًنا أهمية اخلشوع‬
‫«إن الـ َّرجـ َـل‬
‫وحــضــور القلب فــي الــصــاة‪َّ :‬‬
‫ـب َل ـ ُه َّإل ُعش ُر صال ِت ِه‪،‬‬ ‫لينصر ُ‬
‫ِف ومــا ُكـ ِتـ َ‬ ‫َ‬
‫مسها‪،‬‬ ‫دسها‪ ،‬خُ ُ‬‫تُس ُعها‪ُ ،‬ثم ُنها‪ُ ،‬سب ُعها‪ُ ،‬س ُ‬
‫ُرب ُعها‪ُ ،‬ثلثُها‪ِ ،‬نص ُفها»(‪.)1‬‬

‫سبق التعريف به في الدرس األول‪.‬‬ ‫�أبو هريرة الدو�سي ‪:‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫األذان‪.‬‬ ‫النداء‬ ‫الكلمات‬
‫يقترعوا‪.‬‬ ‫يستهموا‬
‫التبكير‪.‬‬ ‫التهجير‬
‫صالة العشاء‪.‬‬ ‫العتمة‬

‫‪207‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود برقم‪ ،)796( :‬و النسائي برقم‪)612( :‬‬
‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪ ،)615( :‬ومسلم‪ :‬برقم‪.)437( :‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫وح ِّبك لنب ِّيك محمد ‪‬‬


‫حرصك على األعمال الفاضلة التي يحبها اهلل تعالى‪ ،‬دليل على ُح ِّبك هلل تعالى ُ‬ ‫‪١‬‬

‫وعلو همتك وقوة إرادتك‪.‬‬


‫بـ َّـن الرسول ‪ ‬في هــذا احلديث فضل عــدد من األعمال الصاحلة وهــي‪ :‬األذان‪ ،‬والصالة في الصف‬ ‫‪٢‬‬

‫األول‪ ،‬والتبكير للصالة‪ ،‬وصالتي الفجر والعشاء‪.‬‬


‫لألذان فضائل عظيمة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪٣‬‬

‫أن املؤذنني أطول الناس أعناق ًا يوم القيامة؛ لشرف عملهم‪.‬‬ ‫�أ‬ ‫ ‬
‫أن كل من يسمع صوت املؤذن يشهد له يوم القيامة حتى الشجر واحلجر‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ ‬
‫‪..........................................................................‬‬ ‫ج‬ ‫ ‬
‫للصالة في الصف األول فوائد كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪٤‬‬

‫أن خير صفوف الرجال أولها‪.‬‬ ‫�أ‬ ‫ ‬


‫القرب من اإلمام‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ ‬
‫عدم انشغال املصلي مبن أمامه‪.‬‬ ‫ج‬ ‫ ‬
‫‪..........................................................................‬‬ ‫ ‬
‫للتبكير إلى الصالة فوائد كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪٥‬‬

‫أن املبكر يعد في صالة ما دام ينتظر الصالة‪.‬‬ ‫�أ‬ ‫ ‬


‫أن الذي ينتظر الصالة تصلي عليه املالئكة وتدعو له باملغفرة والرحمة‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ ‬
‫التزود من اخلير بفعل النوافل وقراءة القرآن‪.‬‬ ‫ج‬ ‫ ‬
‫إدراك تكبيرة اإلحرام‪.‬‬ ‫د‬ ‫ ‬
‫‪..........................................................................‬‬ ‫هـ‬ ‫ ‬
‫‪ ٦‬احملافظة على صالتي العشاء والفجر جماعة في املسجد لها فضائل عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫�أ أن من أداهما في وقتهما ُكتب له أجر قيام ليلة‪.‬‬ ‫ ‬
‫النبي ‪َّ ‬‬
‫املشائني إليها بالنور التام يوم القيامة‪.‬‬ ‫بشر ُّ‬‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ ‬
‫‪..........................................................................‬‬ ‫ج‬ ‫ ‬
‫‪208‬‬
‫ال�صف ال ُ‬
‫أول والنِّ َد ُاء باال�ستهام؟‬ ‫ُّ‬ ‫�ص‬
‫لماذا ُخ َّ‬ ‫نشاط‬
‫وما الأ�سباب التي تعين على التبكير �إلى �صالة الفجر؟‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أسابق ألذان صالة الظهر في املدرسة‪.‬‬


‫أحضر مبكر ًا إلى الصالة ألدرك الصف األول‪.‬‬
‫أحافظ على صالتي العشاء والفجر جماعة في املسجد‪.‬‬

‫قـ‬ ‫ال ت‬
‫ويـم‬

‫عدِّ د األعمال الفاضلة التي دل عليها احلديث‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫�س‬

‫عالم يدل حرص املسلم على آداء األعمال الفاضلة واإلكثار منها؟‬ ‫‪2‬‬
‫�س‬

‫اذكر فضيلتني من فضائل اآلذان‪.‬‬ ‫‪٣‬‬


‫�س‬

‫للمحافظة على صالتي الفجر والعشاء جماعة في املسجد فضائل كثيرة اذكر اثنني منها‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫�س‬

‫‪209‬‬
‫الدر�س احلادي ع�شر‬

‫تعاهد القر�آن وف�ضل �سورتي‬


‫البقرة و�آل عمران‬
‫حضر خالد لصالة اجلمعة مبكراً‪ ،‬واستطاع أن يدرك الصف األول‪ ،‬وأنصت للخطبة وإذا باإلمام‬
‫يتحدث عن كتاب اهلل والفضائل الواردة في حفظه والعمل به‪ ،‬وكان مما حفظ خالد من اخلطبة‬
‫احلديثان التاليان‪:‬‬ ‫تـمـهـيـد‬

‫‪ 14‬عن النواس بن سمعان الكالبي ‪ ‬قال‪ :‬سمعت‬ ‫ ‬


‫ين كَ ا ُنوا َي ْع َمل َ‬
‫ُون‬ ‫النبي ‪ ‬يقول‪ُ « :‬ي ْؤ َتى ِبا ْل ُق ْر ِآن َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة َو َأ ْه ِل ِه ا َّل ِذ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫اح ِبهِ َما»‪.‬‬ ‫ان َع ْن َص ِ‬ ‫اج ِ‬ ‫آل ِع ْم َر َان ُ َت َّ‬ ‫ِب ِه َت ْق ُد ُم ُه ُس َ‬
‫ور ُة ال َْب َق َر ِة َو ُ‬
‫اه ُدوا ا ْل ُق ْر َآن ف ََوا َّل ِذي َن ْف ِسي‬ ‫‪ 15‬عن أبي موسى األشعري ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قال‪َ « :‬ت َع َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ِب َي ِد ِه ل َُه َو َأ َش ُّد َت َف ِّص ًيا ِم ْن ْال ِبلِ ِفي ُع ُق ِل َها»‪.‬‬

‫النوا�س بن �سمعان ‪‬‬

‫هو الصحابي الجليل النواس بن سمعان بن خالد العامري الكالبي األنصاري‪ ،‬صحب النبي ‪ ‬وكان‬ ‫التعريف‬
‫حريصا على طلب العلم‪ ،‬سكن الشام ومات بها ‪.‬‬
‫بالراوي‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم برقم‪.) 805 ( :‬‬

‫‪210‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري برقم‪ ،) 5033 ( :‬ومسلم‪ :‬برقم‪.) 791( :‬‬
‫�أبو مو�سى الأ�شعري ‪‬‬
‫هو الصحابي الجليل عبد اهلل بن قيس األشعري‪ ،‬دعا له الرسول ‪ ‬فقال‪« :‬اللهم اغفر لعبد اهلل‬
‫ووله النبي ‪ ‬هو‬ ‫كريما»(‪ ،)1‬غزا وجاهد مع النبي ‪َّ ،‬‬ ‫ابن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة ُمدْ َخ ًل ً‬ ‫التعريف‬
‫وعدَ ن‪ ،‬وشهد فتوح الشام‪ ،‬استعمله عمر ‪ ‬على إمرة البصرة وهو‬ ‫ومعاذًا على القضاء في زَبيد َ‬ ‫بالراوي‬
‫حسـن الصوت بتـالوة القـرآن‪ ،‬قـال عـنه الرسول ‪ُ « :‬أ ْع ِط َـي‬ ‫َ‬ ‫الذي افتتح (األهواز وأصبهـان)‪ ،‬كـان‬
‫مـزمـارا مـن مـزامـيــر آل داود»‪ ،)2(.‬قال اإلمام الذهبي رحمه اهلل‪ :‬كان أبو موسى َص َّوا ًما َق َّوا ًما َر َّبان ًّيا‬
‫ً‬
‫عابدا ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسالمة الصدر‪ ،‬وال اغت َّر بالدنيا‪.‬‬‫زاهدا ً‬
‫ً‬
‫مات  سنة (‪42‬هـ) و ُدفن بمكة‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫تُدافعان‪.‬‬ ‫حتاجان‬ ‫الكلمات‬
‫حافظوا على قراءته وال تهجروه‪.‬‬ ‫تعاهدوا‬
‫تف ُّلت ًا وتخ ُّلصاً‪.‬‬ ‫َصي ًا‬
‫َتف ِّ‬
‫جمع عقال‪ ،‬وهو احلبل الذي تربط به اإلبل‪.‬‬ ‫ُعقُلها‬

‫من معاين احلديث‬

‫رجع خالد إلى بيته ولقي أخته وحدَّ ثها مبا استفاد من اخلطبة وذكر لها احلديثني‪ ،‬قرر خالد وأخته أن‬
‫يتنافسا في جمع أكبر قدر من فوائد احلديثني وإرشاداتهما فكتبا هذه الفوائد‪:‬‬
‫‪ ١‬أهل القرآن هم من قرأه وعمل به‪.‬‬
‫‪َ ٢‬من َق َر َأ القرآن ولم يعمل به لم يكن من أهله‪ ،‬وال يكون شفي ًعا له‪ ،‬بل يكون القرآن حجة عليه‪.‬‬
‫‪ ٣‬قراءة القرآن والعمل به مما ُيهون على العبد أهوال يوم القيامة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم ‪ .2884‬ومسلم‪ :‬برقم ‪.2498‬‬


‫‪211‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم ‪ .5048‬ومسلم‪ :‬برقم‪.793‬‬
‫‪ ٤‬فضل قراءة القرآن‪ ،‬وبخاصة‪ :‬سورتي البقرة وآل عمران‪.‬‬
‫‪ ٥‬أن سورة البقرة وآل عمران تدافعان عن صاحبهما يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ ٦‬لفظ «صاحبهما» يدل على كثرة القراءة واملالزمة للعمل بهما‪.‬‬
‫‪ ٧‬من العمل بالقرآن‪:‬‬
‫‪ -‬تالوته آناء الليل وأطراف النهار‪.‬‬ ‫‪ -‬اجتناب نواهيه‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬امتثال أوامره‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ ٨‬احلث على حفظ القرآن وتالوته‪.‬‬
‫‪ ٩‬حفظ القرآن نعمة وكرامة‪ ،‬فاحملافظة عليها تكون بدوام املراجعة للحفظ‪ ،‬والعمل به‪.‬‬
‫‪ ١٠‬من أقبل على القرآن باحملافظة والتعاهد َي َّس َر اهلل له حفظه‪ ،‬ومن أعرض عنه تف َّلت منه‪.‬‬

‫قرر خالد بعد أن أدرك تلك الفوائد العظيمة أن يحفظ القرآن الكرمي‪ ،‬ناقش مع زمالئك أبرز وسائل‬
‫حفظ القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬

‫لهجر القر�آن الكريم �أنواع كثيرة‪ ،‬اكتب مع مجموعتك ما تتذكرون من �أنواع هجر‬ ‫نشاط‬
‫القر�آن الكريم‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫تطبيقات �سلوكية‬

‫ُأكثر من تالوة القرآن واالستماع إليه والعمل به ألكون من أهله‪.‬‬


‫أجتهد في حفظ القرآن الكرمي‪ ،‬وإتقان ما حفظته‪.‬‬
‫أحفظ القرآن الكرمي رجاء أن يشفع لي عند اهلل عز وجل‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬
‫عدِّ د الصفات النبيلة في أبي موسى األشعري ‪ ‬وتود أن تتحلى بها‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫�س‬

‫ما املراد بأهل القرآن‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫�س‬

‫ما الذي يهون على اإلنسان أهوال يوم القيامة؟‬ ‫‪3‬‬


‫�س‬

‫ما الفضل الوارد في سورتي البقرة وآل عمران؟‬ ‫‪٤‬‬


‫�س‬

‫‪213‬‬
‫الدر�س الثاين ع�شر‬

‫تالو ُة القر�آن الكرمي‬

‫أنزل القرآن على نبينا محمد ‪ ‬وهو الذي علمه ألصحابه‪،‬‬


‫ومع ذلك كان يحب أن يستمع لقراءاتهم‪ ،‬خاصة َم ْن ُعرف‬
‫عنه ُحسن الصوت وجودة القراءة؛ كعبداهلل بن مسعود ‪،‬‬ ‫تـمـهـيـد‬
‫فكيف كان استماعه ‪ ‬للقرآن؟ وما أثر ذلك عليه؟‬
‫اقرأ احلديث التالي لتعرف ذلك‪:‬‬

‫‪ 16‬عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال لي‬


‫النبي ‪« :‬اق َْر ْأ َعل ََّي ُقل ُْت آق َْر ُأ َعل َْي َك َو َعل َْي َك ُأ ْنزِ لَ ؟ قَالَ ‪ :‬فَإ ِّني‬
‫ُأ ِح ُّب َأ ْن َأ ْس َم َع ُه ِم ْن َغ ْيرِ ي َف َق َر ْأ ُت َعل َْي ِه ُس َ‬
‫ور َة ال ِّن َسا ِء َح َّتى َب َل ْغ ُت‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫˚ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ˝‬
‫(‪)٢‬‬ ‫َف َقالَ ‪َ ( :‬أ ْم ِس ْك)‪ ،‬فَإذَا َعي َنا ُه َتذْ ِرف ِ‬
‫َان»‪.‬‬ ‫ْ‬

‫سبق التعريف به في الدرس الثالث‪.‬‬ ‫عبد اهلل بن م�سعود ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة النساء اآلية‪.٤١ :‬‬


‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪ ،)4582( :‬ومسلم‪ :‬برقم‪.) 800( :‬‬ ‫‪214‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫القرآن الكرمي كالم اهلل‪ ،‬من قرأه أو استمع إليه وجد في نفسه من التأثر مبعانيه وألفاظه ما يقوده إلى اخلشوع‬ ‫‪١‬‬

‫واإلميان به‪.‬‬
‫كان الرسول ‪ ‬عند قراءة القرآن وسماعه‪ ،‬خاشع ًا متدبراً‪ ،‬كما وصف ابن مسعود ‪.‬‬ ‫‪٢‬‬

‫هناك أمور تساعد على اخلشوع عند تالوة القرآن واالستماع إليه‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪٣‬‬

‫التالوة واالستماع بتدبر وحضور قلب‪.‬‬ ‫�أ‬

‫لقارئ حسن الصوت يرتل القرآن ترتيالً‪.‬‬


‫االستماع ٍ‬ ‫ب‬

‫‪..........................................................‬‬ ‫ج‬

‫‪..........................................................‬‬ ‫د‬

‫كان الصحابة رضي اهلل عنهم يفهمون القرآن ويتأثرون عند تالوته‪ ،‬فمن ذلك أن عمر بن اخلطاب ‪ ‬كان‬ ‫‪٤‬‬

‫ُيسمع ُبكاؤه في صالته عند قراءته قوله تعالى‪﴿ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ﴾ (‪.)١‬‬


‫تأدبك بآداب تالوة القرآن الكرمي دليل على احترامك وتعظيمك لكتاب اهلل‪ ،‬وتزيد من حضور القلب‬ ‫‪٥‬‬

‫وخشوعه‪ ،‬ومن هذه اآلداب‪:‬‬

‫آداب تالوة القرآن الكرمي‬

‫اجلمعة‬ ‫االستعاذة‬ ‫إخالص‬


‫اخلميس‬ ‫يرتل‬ ‫أن‬
‫األربعاء‬ ‫الثالثاء‬
‫إذا مر‬ ‫باهلل من‬ ‫أن ال‬ ‫النية هلل‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬ ‫أن يحسن‬ ‫أن يكون‬ ‫إخالص‬
‫بآية فيها‬ ‫يقرأ في الشيطان‬ ‫تعالي‬
‫بتدبر‬ ‫بتمهل‬ ‫صوته‬ ‫على‬ ‫النية هلل‬
‫سجدة‬ ‫األماكن الرجيم‬
‫وخشوع‬ ‫دون‬ ‫بالقرآن‬ ‫طهارة‬ ‫تعالى‬
‫سجد‬ ‫املستقذرة عند بداية‬
‫إسراع‬
‫التالوة‬

‫‪215‬‬ ‫(‪ )١‬سورة يوسف آية‪.٨٦ :‬‬


‫حاول التعرف على �سبب بكى النبي ‪ ‬حين بلغ ابن م�سعود ‪ ‬قوله تعالى‪:‬‬
‫نشاط‬
‫﴿ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أقرأ القرآن بخشوع وتدبر‪.‬‬


‫تعظيما له‪.‬‬
‫ً‬ ‫ألتزم بآداب تالوة القرآن‬

‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ت‬ ‫ال‬


‫يـم‬

‫عال َم يدل‪ :‬طلب النبي ‪ ‬سماع القرآن من غيره؟‬ ‫‪1‬‬


‫�س‬

‫استخرج من احلديث مايدل على توقير الصحابة للرسول ‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫�س‬

‫«قراءة القرآن سبب في طرد الشياطني» هل هذه العبارة صحيحة؟ وضح ذلك‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫�س‬

‫أمر اهلل باالستماع واإلنصات عند سماع القرآن‪ ،‬ما اآلية التي تأمر بذلك؟‬ ‫‪4‬‬
‫�س‬

‫استخرج من ترجمة عبداهلل بن مسعود ‪ ‬ما ترى أنه سبب في استماع الرسول ‪ ‬لقراءته‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫�س‬

‫(‪ )١‬سورة النساء آية ‪.41‬‬


‫‪216‬‬
‫الـوحـدة الرابعة‬
‫مكانة العمل يف الإ�سالم‬

‫تؤكد هذه الوحدة أن اإلسالم دين علم وعمل‪ ،‬حيث وجه املسلمني إلى العمل‬
‫في الدنيا بالكسب والسعي لطلب الرزق‪ ،‬كما وجه لعمل اآلخرة بالتقرب إلى‬
‫اهلل بالصاحلات‪ ،‬واملسلم يؤجر على الكسب احلالل وسعيه لعفة نفسه وإطعام‬
‫أسرته‪ ،‬كما أمر اإلسالم بالصدق في البيع والشراء ورتب على ذلك حصول‬
‫البركة في الدنيا‪ ،‬واألجر واملثوبة في اآلخرة‪.‬‬
‫الدر�س الثالث ع�شر‬

‫ُّ‬
‫احلث على العمل‬

‫التجارة‬
‫الوظيفة‬ ‫تـمـهـيـد‬
‫الصدقة‬
‫عمل‬ ‫تأمل الشكل التالي وحدد أي‬
‫اليد‬
‫الهدية‬ ‫مصادر الرزق أفضل‪:‬‬
‫من مصادر‬ ‫والتبرع‬
‫الزكاة‬
‫الرزق‬
‫اإلرث‬

‫‪ 17‬عـــن املـــقـــدام ‪ ‬عـــن رســـول‬


‫«ما َأكَ لَ َأ َح ٌد طَ َع ًاما ق َُّط َخ ْي ًرا ِم ْن َأ ْن َي ْأكُ لَ‬
‫اهلل  قال‪َ :‬‬
‫ان َي ْأكُ لُ ِم ْن‬ ‫الس َلم كَ َ‬ ‫هلل َد ُاو َد َعل َْي ِه َّ‬
‫ِم ْن َع َملِ َي ِد ِه َوإِنَّ َن ِب َّي ا ِ‬
‫ِ ِ (‪)1‬‬
‫َع َملِ َيده»‪.‬‬

‫المقدام بن معدي كرب ‪‬‬


‫النبي  على‬
‫ضرب ُّ‬
‫الك ْندي‪ ،‬من صغار الصحابة‪َ ،‬‬ ‫هو الصحابي الجليل المقدام بن معدي كرب بن عمرو ِ‬
‫منكبه‪ ،‬وعن سليم َ‬
‫الكالعي قال‪ :‬قلنا للمقدام بن معد يكرب‪ :‬يا أبا كريمة إن الناس يزعمون أنك لم تر‬ ‫التعريف‬
‫عم لي(‪ .)٢‬مات بالشام سنة‬
‫النبي ! قال‪ :‬بلى واهلل‪ ،‬لقد رأيته‪ ،‬ولقد أخذ بشحمة أذني وإني ألمشي مع ٍّ‬
‫(‪ 87‬هـ)‪.‬‬
‫بالراوي‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪.)2072( :‬‬


‫(‪ )٢‬أخرجه أبو داود برقم‪ )2933( :‬وقواه املنذري في الترغيب والترهيب ‪.159/3‬‬ ‫‪218‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬
‫أبداً‪.‬‬ ‫قط‬ ‫الكلمات‬
‫ما يحصل عليه بكسبه واجتهاده‪.‬‬ ‫عمل يده‬

‫من معاين احلديث‬

‫ديننا العظيم يحث على العمل واالجتهاد‪ ،‬ونبذ البطالة والكسل‪.‬‬ ‫‪١‬‬

‫رتب اهلل على تكسبك وعملك واستغنائك عن سؤال الناس‪ :‬األجر العظيم‪ ،‬واخلير الكثير‪ ،‬وجعله من‬ ‫‪٢‬‬

‫خير ما أكلت‪.‬‬
‫حينما تعمل وتسعى لكسب الرزق تبتغي إعفاف نفسك عن السؤال فأنت في عبادة تؤجر عليها‪ ،‬كما‬ ‫‪٣‬‬

‫أن في ذلك إكرام ًا للنفس ورفعة لها عن ذل املسألة‪.‬‬


‫صور كسب اليد كثيرة ومتنوعة‪ ،‬وتختلف حسب الزمان واملكان‪ ،‬ومنها‪ :‬البيع والشراء‪ ،‬والزراعة‪،‬‬ ‫‪٤‬‬

‫والصناعة‪ ،‬وأعمال األسر املنتجة‪ ،‬و ‪ ،..............‬و‪..................‬‬


‫يشمل احلديث وسائل الكسب بالعمل غير اليدوي؛ كالكسب بتقدمي االستشارات‪ ،‬و العمل في احلراسة‪،‬‬ ‫‪٥‬‬

‫و ‪.......................‬‬
‫كان أنبياء اهلل عليهم الصالة والسالم ‪-‬وهم القدوة ‪ -‬يكسبون رزقهم بعمل أيديهم‪ ،‬فما من نبي إال‬ ‫‪٦‬‬

‫ورعى الغنم‪ ،‬وعمل نبي اهلل داود ‪ ‬صانع دروع‪ ،‬وعمل نوح وزكريا عليهما السالم في ال ِّنجارة‪ ،‬وعمل‬
‫نبينا محمد  في التجارة‪.‬‬
‫عمل األنبياء واكتسابهم يحثك ويدفعك إلى احترام العمل بأنواعه املختلفة‪ ،‬وعدم احتقار أي عمل أو‬ ‫‪٧‬‬

‫مهنة إذا كانت مباحة‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫عالم يدل موقف النبي  مع المقدام  حينما �أخذ ب�شحمة �أذنه وهو يم�شي مع عمه؟‬
‫َ‬
‫نشاط‬
‫‪.......................................................................................................‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫مباحا‪.‬‬
‫أحترم العمل وال أحتقر شيئ ًا منه إذا كان ً‬
‫أجتهد في األكل من كسب يدي اقتدا ًء باألنبياء عليهم الصالة والسالم‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬
‫هل الفضل في احلديث خاص باألكل من عمل اليد‪ ،‬أو يشمل اللبس والسكن ونحوهما؟ وملاذا‬ ‫‪1‬‬
‫�س‬

‫النص على األكل دون غيره من أوجه االنتفاع‪.‬‬


‫ورد في سورة األنبياء اآلية رقم (‪ )80‬ذكر صنعة نبي اهلل داود عليه السالم‪ ،‬اقرأ اآلية واستنبط منها هذه‬ ‫‪2‬‬
‫�س‬

‫الصنعة‪.‬‬
‫اكتب املهنة التي كان يعملها كل نبي في اجلدول التالي‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫�س‬

‫داود ‪‬‬ ‫إدريس ‪‬‬ ‫نوح ‪‬‬ ‫زكريا ‪‬‬ ‫النبي‬


‫املهنة‬

‫من خالل فهمك ملوضوع الدرس ما الشرط الذي يلزم توفره في املهنة التي يعملها اإلنسان؟‬ ‫‪4‬‬
‫�س‬

‫من خالل حديث املقدام‪ِّ ،‬بي موقف اإلسالم من البطالة‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫�س‬

‫‪220‬‬
‫الدر�س الرابع ع�شر‬

‫ف�ضل ال�صرب عن امل�س�ألة‬

‫قال حكيم بن حزام ‪ :‬سألت رسول اهلل  فأعطاني‪ ،‬ثم سألته فأعطاني‪ ،‬ثم سألته فأعطاني‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬يا حكيم إن هذا املال خضرة حلوة‪ ،‬فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه‪ ،‬ومن أخذه‬
‫تـمـهـيـد بإشراف نفس لم يبارك له فيه‪ ،‬كالذي يأكل وال يشبع‪ .‬اليد العليا خير من اليد السفلى‪ .‬قال‬
‫حكيم‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬والذي بعثك باحلق ال أرزأ ‪ -‬أي ال أسأل‪ -‬أحداً بعدك شيئ ًا حتى‬
‫أفارق الدنيا‪ .‬فكان أبو بكر ‪ ‬يدعو حكيم ًا إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه‪ .‬ثم إن عمر ‪ ‬دعاه ليعطيه فأبى‬
‫(‪)1‬‬
‫أن يقبل منه شيئاً‪.‬‬
‫وجاء أبو سعيد اخلدري ‪ ‬إلى رسول اهلل  يريد أن يسأله ما ًال فسمعه يخطب‪ :‬من يستغن يغنه اهلل‬
‫ً (‪)2‬‬
‫ومن يستعفف يعفه اهلل‪ ،‬قال‪ :‬فرجعت ولم أسأله شيئاً‪ ،‬فأنا اليوم أكثر األنصار ماال‪.‬‬

‫‪ 18‬عـــن حــكــيــم بـــن حـــــزام ‪‬‬


‫الس ْفلَى‬ ‫عن النبي  قال‪« :‬ال َْي ُد ال ُْعل َْيا َخ ْي ٌر ِم ْن ال َْي ِد ُّ‬
‫الص َد َق ِة َع ْن ظَ ْهرِ ِغ ًنى َو َم ْن َي ْس َت ْع ِف ْف‬ ‫َو ْاب َد ْأ ِ َب ْن َت ُع ُ‬
‫ول َو َخ ْي ُر َّ‬
‫(‪)٣‬‬
‫هلل َو َم ْن َي ْس َت ْغنِ ُي ْغ ِن ِه اهلل »‪.‬‬
‫ُي ِع َّف ُه ا ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري برقم‪.)1472( :‬‬


‫‪221‬‬ ‫(‪ )2‬صححه ابن حبان برقم‪.)3398( :‬‬
‫(‪ )٣‬أخرجه البخاري‪ :‬برقم‪ ،) 1428 ( :‬ومسلم‪ :‬برقم‪.) 1034 ( :‬‬
‫حكيم بن حزام ‪‬‬
‫هــو الصحابــي الجليــل حكيــم بــن حــزام بــن خويلد األســدي أبو خالــد املكي‪ ،‬أســلم يــوم الفتح‪،‬‬
‫وغــزا حنينــ ًا والطائــف‪ ،‬وكان مــن أشــراف قريــش‪ ،‬وعقالئهــا‪ ،‬ونبالئهــا‪ .‬كان كرميــ ًا جــواداً‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬مــا أصبحــت يومــ ًا وببابــي طالــب حاجــة إال علمــت أنهــا مــن مــن اهلل علــي‪ ،‬ومــا أصبحت‬ ‫التعريف‬
‫يو ًمــا وليــس ببابــي طالــب حاجــة إال علمــت أنهــا مــن املصائــب التــي أســأل اهلل األجــر عليهــا‪،‬‬ ‫بالراوي‬
‫وقال ‪ :‬يا رسول اهلل ال أدع شيئ ًا صنعته هلل في اجلاهلية إال صنعت في اإلسالم هلل مثله(‪.)1‬‬
‫ومن تواضعه ‪ ‬أنه كان ال يأكل طعام ًا وحده‪ ،‬بل يدعو من أيتام قريش واحداً أو اثنني على‬
‫قدر طعامه‪.‬‬
‫دخل أحد من قريش دار الندوة للمشورة حتى يبلغ أربعني سنة‪ ،‬إال‬ ‫ومن عقله وحكمته أنه لم ُي َ‬
‫دخلها وهو ابن خمس عشرة سنة‪.‬‬ ‫حكيم بن حزام‪ ،‬فإنه ُأ ِ‬
‫مات  سنة ( ‪ 54‬هـ ) باملدينة‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫الـم ْن ِف َقة‪.‬‬
‫يد املتصدق‪ ،‬وهي ُ‬ ‫اليد العليا‬ ‫الكلمات‬
‫يد آخذ الصدقة‪ ،‬وهي السائلة‪.‬‬ ‫اليد السفلى‬
‫مبن جتب عليك نفقته‪.‬‬ ‫مبن تعول‬
‫مستغنيا مبا بقي معه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ما بقي صاحبها بعدها‬ ‫عن ظهر غنى‬
‫ميتنع عن السؤال‪.‬‬ ‫يستعفف‬
‫ُيغْ ِنه عن سؤال الناس واحلاجة إليهم‪.‬‬ ‫يعفه اهلل‬
‫يقنع مبا عنده وإن َق َّل‪.‬‬ ‫يستغن‬
‫ُي ْع ِط ِه ما يستغني به عن ا َخل ْلق‪.‬‬ ‫يغنه اهلل‬

‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي في الكبرى برقم‪.)21386( :‬‬ ‫‪222‬‬


‫الصدقة‪ :‬ما يخرج من املال تقرب ًا هلل تعالى كالزكاة‪ ،‬لكن غلب استعماله على ما يكون تطوعاً‪.‬‬

‫من معاين احلديث‬

‫املال نعمة من نعم اهلل ويجب شكرها‪ ،‬ومن شكر هذه النعمة‪:‬‬ ‫‪١‬‬

‫�أ الصدقة على املساكني واحملتاجني‪.‬‬


‫ب ‪....................................................‬‬
‫ج ‪....................................................‬‬
‫محتاجا بعد صدقته إلى أحد‪.‬‬
‫ً‬ ‫أفضل الصدقة ما وقع بعد القيام بحقوق النفس والعيال‪ ،‬بحيث ال يصير املتصدق‬ ‫‪٢‬‬

‫العمل ولو بأجر قليل والصبر على ذلك خير من سؤال الناس وطلبهم‪.‬‬ ‫‪٣‬‬

‫وعد اهلل املستغني عن الناس‪ ،‬بأن يرزقه الصبر ويغنيه من فضله‪.‬‬ ‫‪٤‬‬

‫عطاء خيراً وأوسع من الصبر‪.‬‬


‫ً‬ ‫الصبر فوائده عظيمة وكثيرة في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ولذلك ما أعطي أحدٌ‬ ‫‪٥‬‬

‫مسألة الناس وطلب ما في أيديهم مذلة ومنقصة‪ ،‬وال ُيلجأ إليها إال عند الضرورة الشديدة‪.‬‬ ‫‪٦‬‬

‫ال يسأل فاحمد اهلل أن عافاك مما ابتاله به‪ ،‬وساعده مبا تستطيع‪ ،‬فالنبي  كان يعطي السائلني‬
‫إذا رأيت سائ ً‬ ‫‪٧‬‬

‫وال ينهرهم‪ ،‬ويحثهم على االستغناء والصبر‪.‬‬

‫�شخ�صا مبتلى‪.‬‬
‫ً‬ ‫حاول التعرف على ِّ‬
‫الذكر الذي يقوله الم�سلم �إذا ر�أى‬ ‫نشاط‬
‫‪.......................................................................................................‬‬

‫‪223‬‬
‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أتصدق على احملتاجني‪ ،‬شكر ًا هلل وطلب ًا لرضاه‪.‬‬


‫أتعفف عن سؤال الناس وأدرب نفسي على األخالق الفاضلة‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬
‫‪1‬‬
‫أمأل اجلدول اآلتي مبا يناسب‪:‬‬ ‫�س‬

‫ضدها‬ ‫الكلمة‬
‫العفة‬
‫االستغناء‬

‫ملاذا فضل الرسول  يد املعطي على يد اآلخذ في احلديث؟‬ ‫‪2‬‬


‫�س‬

‫ظهر أثر هذا احلديث على حكيم بن حزام ‪ ‬راوي احلديث‪ِّ ،‬بي من سيرته ما يدل على ذلك‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫�س‬

‫سؤال الناس ليس مقتصر ًا على طلب املال‪ .‬اذكر ثالث ًا من صور سؤال الناس‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫�س‬

‫اذكر ثالث ًا من فوائد احلديث‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫�س‬

‫‪224‬‬
‫الدر�س اخلام�س ع�شر‬

‫الغ�ش‬
‫مي ِ‬‫حتر ُ‬

‫فرحا؛‬
‫خرج الطالب من قاعة االختبار وكان أحمد وخالد يراجعان إجاباتهما‪ ،‬فكان أحمد ً‬
‫غش في هذا االختبار ً‬
‫آمل النجاح‪.‬‬ ‫مهمل‪ ،‬وقد َّ‬
‫ً‬ ‫ألنه ُمجدٌّ طوال العام‪ ،‬أما خالد فكان‬
‫تـمـهـيـد فما رأيك في صنع خالد؟ ثم أوجد اخلطأ املشترك بني خالد وبائع الطعام املذكور في‬
‫حديث الدرس‪.‬‬

‫‪ 19‬عن أبي هريرة ‪« :‬أن رسول‬


‫اهلل  َم َّر َعلَى ُص ْب َر ِة طَ َع ٍام َف َأ ْد َخلَ َي َد ُه ِف َ‬
‫يها ف ََنال َْت‬
‫اح َب َّ‬
‫الط َعا ِم؟ قَالَ ‪َ :‬أ َص َاب ْت ُه‬ ‫َأ َصا ِب ُع ُه َبل ًَل َف َقالَ ‪َ :‬ما َهذَ ا َيا َص ِ‬
‫اس‬ ‫اء َيا َر ُسولَ ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬قَالَ ‪َ :‬أف ََل َج َعل َْت ُه ف َْوقَ َّ‬
‫الط َعا ِم كَ ْي َي َرا ُه ال َّن ُ‬ ‫الس َم ُ‬‫َّ‬
‫(‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫َم ْن َغ َّش َفل َْي َس م ِّني»‪.‬‬

‫سبق التعريف به في الدرس األول‪.‬‬ ‫�أبو هريرة الدو�سي ‪:‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫مـعـاين‬


‫كومة طعام‪.‬‬ ‫ُصبرة طعام‬ ‫الكلمات‬
‫نزل عليه الـمطر‪.‬‬ ‫أصابته السماء‬
‫فليس على طريقتي وسنتي‪.‬‬ ‫فليس مني‬

‫‪225‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم‪ :‬برقم‪.)102( :‬‬


‫من معاين احلديث‬

‫دين اإلسالم يوجب عليك أن يكون كسبك حال ًال‪ ،‬فالكسب احلرام يؤثر في سمعة صاحبه ويعرضه‬ ‫‪١‬‬

‫للعقاب في الدنيا واآلخرة‪.‬‬


‫من أمثلة الكسب احلرام‪:‬‬ ‫‪٢‬‬

‫�أ الغش في البيع والشراء‪.‬‬


‫ب املتاجرة باحملرمات‪.‬‬
‫ج ‪.....................................................................‬‬
‫د ‪.....................................................................‬‬
‫من أمثلة الغش في البيع املنتشرة عند بعض الناس‪:‬‬ ‫‪٣‬‬

‫�أ أن يبيع السلع املقلدة على أنها من النوع األصلي‪.‬‬


‫ب ‪.....................................................................‬‬
‫ج ‪.....................................................................‬‬
‫الغش محرم بكل صوره‪ ،‬ومن صور الغش املنتشرة بني الناس‪:‬‬ ‫‪٤‬‬

‫�أ الغش في البيع والشراء‪.‬‬


‫ب الغش في االختبارات‪.‬‬
‫ج ‪.....................................................................‬‬
‫د ‪.....................................................................‬‬
‫هـ ‪.....................................................................‬‬
‫من مضار تفشي الغش على الفرد واملجتمع‪:‬‬ ‫‪٥‬‬

‫�أ انتشار البغضاء والكراهية‪.‬‬


‫ب ‪.....................................................................‬‬
‫ج ‪.....................................................................‬‬

‫‪226‬‬
‫عالم يدل تفقد الر�سول  �أ�سواق الم�سلمين؟‬
‫َ‬ ‫نشاط‬
‫‪.......................................................................................................‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫أبيع وأشتري بصدق وأمانة‪.‬‬


‫أبتعد عن الغش في كل تعامالتي‪.‬‬
‫أنصح الذين يغشون وأنبههم إلى خطورة الغش وسوء عاقبته‪.‬‬
‫أبلغ أهلي ليتصلوا بالرقم املجاني للجهات املسؤولة لألخذ على يد الغشاشني‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫‪1‬‬
‫ب ِّيـن موقف النبي  من الغش في البيع والشراء‪.‬‬ ‫�س‬

‫عال َم يدل قول الرسول ‪« :‬أفال جعلته فوق الطعام كي يراه الناس»؟‬ ‫‪2‬‬
‫�س‬

‫ما واجبك جتاه من رأيته يغش؟‬ ‫‪3‬‬


‫�س‬

‫اذكر ثالثة أضرار النتشار الغش في املجتمع؟‬ ‫‪٤‬‬


‫�س‬

‫‪227‬‬
‫رابعًا‪ :‬الفِ ْقه‬
‫الوحــــــــــــــدة‬
‫‪1‬‬

‫منزلة الزكاة وشروط وجوبها‬

‫قال تعالى‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة التوبة آية ‪.103‬‬


‫الدر�س الأول‬

‫منزلة الزكاة وشروط وجوبها‬

‫تعريف الزكاة‬
‫في اللغة‪ :‬النماء والزيادة‪.‬‬
‫شرع ا في أم وال ُم َح دَّ دَةٍ ‪ ،‬لطائفةٍ مخصوصةٍ ‪.‬‬
‫اجب ً‬
‫حق و ٌ‬
‫وفي الشرع‪ٌّ :‬‬

‫حكم الزكاة‬
‫الزكاة واجبة‪.‬‬
‫ومما يدل على ذلك‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 1‬قول اهلل تعالى‪:‬‬
‫‪ 2‬عن ابن عباس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل  ِل ُم َع ِاذ بن َج َب ٍل ‪ ‬حني َبع َث ُه إلى ا ْل َي َم ِن‪ِ « :‬إن ََّك َس َت ْأ ِتي‬
‫إن ُه ْم‬ ‫َق ْو ًما َأ ْه َل ِك َتاب‪ ،‬فإذا ج ْئ َت ُه ْم َف ْاد ُع ُه ْم إلى َأن َي ْشهدُ وا َأن َل ِإ َل َه إال اهلل‪َ ،‬وأن ُم َح َّم ًدا رسول ِ‬
‫الل‪َ ،‬ف ْ‬
‫اعوا‬ ‫أط ُ‬ ‫فإن ُه ْم َ‬ ‫كل َي ْو ٍم َو َل ْي ٍلة‪ْ ،‬‬ ‫ض عليهم َخ ْم َس َص َل ٍ‬
‫وات في ِّ‬ ‫اعوا َل َك بِذ ِل َك َفأخْ ب ْرهم َأ َّن اهلل قد َف َر َ‬‫َأ َط ُ‬
‫رد على ُفق َرائهم‪ ،‬فإن هم‬ ‫غنيائهم‪َ ،‬ف ُت ُّ‬
‫ْ‬ ‫خذ من َأ‬‫ض عليهم صدق ًة تُؤْ ُ‬ ‫أن اهلل قد َف َر َ‬ ‫َل َك بذلك فأخبرهم َّ‬
‫ك بذلك فإياك وكرائم أموا ِلهم‪ ،‬واتَّقِ دعو َة املظلوم؛ فإنه ليس بينها وبني اهلل حجاب»‪)2(.‬‬
‫ََْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أطاعوا َل َ‬

‫• في الحديث السابق داللة على وجوب الزكاة‪ ،‬اقرأ الحديث ثم اكتب الموضع الذي يؤخذ منه األمر بالزكاة‪.‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫‪...................................................................................................................................‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪.43‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)1425‬ومسلم رقم (‪.)19‬‬ ‫‪232‬‬
‫مكانة الزكاة في الإ�سالم‬
‫الزكاة هي الركن الثالث من أركان اإلسالم‪ ،‬وهي قرينة الصالة في القرآن‪ ،‬وقد جعل اهلل لها مكانة عظيمة‪.‬‬
‫من خالل النصوص اآلتية‪ :‬تع َّرف على هذه المكانة‪ ،‬وقم بملء الفراغات بما يناسب‪:‬‬
‫‪ 1‬قال تعالى حكاية عن عيسى ‪ :n‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬

‫‪....................................................................................................‬‬ ‫أستفيد من هذه اآلية‪:‬‬


‫بعمل يدخلني الجن َة‪ .‬قال‪َ « :‬تعبدُ اهلل وال‬
‫ال قال للنبي ‪ :‬أخبرني ٍ‬ ‫‪ 2‬عن أبي أيوب األنصاري ‪ ‬أن رج ً‬
‫(‪)2‬‬
‫حم» ‪.‬‬‫وتقيم الصال َة‪ ،‬وتُؤتي الزكا َة‪ ،‬وت َِص ُل ال َّر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تشرك به شيئاً‪،‬‬
‫‪................................................................................................‬‬‫أستفيد من هذا الحديث‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫جاء ذكر الزكاة في القرآن الكريم مقترنة مع الصالة في مواطن كثيرة‪ ،‬باستخدام أحد برامج‬
‫الحاسب اآللي‪:‬‬
‫أ ـ اذكر عدد المرات التي اقترن فيها ذكر الزكاة بالصالة‪.‬‬
‫أي شيءٍ يدل ذلك؟‬
‫ب ـ على ِّ‬

‫متى فر�ضت الزكاة؟‬


‫‪ -‬فرضت الزكاة في مكة قبل الهجرة‪.‬‬
‫‪ -‬و ُب ِّي َنت مقاديرها وفصلت في المدينة‪ ،‬في السنة الثانية من الهجرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة مرمي آية ‪.31‬‬


‫‪233‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري رقم (‪.)١٣٩٦‬‬
‫حكم جحد وجوب الزكاة �أو منع �إخراجها‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬جحد وجوب الزكاة مع العلم بوجوبها كفر؛ ألنه تكذيب هلل ورسوله ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منع إخراج الزكاة بخال من غير جحد لوجوبها‪ ،‬كبيرة من كبائر الذنوب‪ُ ،‬متو َّعد عليها بعقوبة شديدة في اآلخرة‪.‬‬
‫ً‬

‫الحكمة من م�شروعية الزكاة‬

‫‪ 1‬سد حاجة الفقراء والمساكين‪ ،‬وإغناؤهم عن ُذ ِّل السؤال‪.‬‬


‫‪ ٢‬نشر المودة والمحبة بين أغنياء المسلمين وفقرائهم‪.‬‬
‫‪ ٣‬تزكية المال وتطهيره وحصول البركة فيه‪.‬‬
‫‪ ٤‬تطهير المتزكي من األخالق الرذيلة‪ ،‬وصرف العقوبات عنه في الدنياء واآلخرة‪.‬‬

‫�شروط وجوب الزكاة‬

‫‪ 1‬اإلسالم‪ :‬فغير املسلم ال ُت ْق َب ُل منه الزكاة‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫َم َّر بك في هذا الدرس حديث بعث النبي  معاذًا ‪ ‬إلى أهل اليمن‪ ،‬ارجع إلى احلديث مرة أخرى‪،‬‬
‫واستنبط منه ما يدل على أن غير املسلم ال تقبل منه الزكاة؟‬

‫‪234‬‬
‫‪ 2‬ملك ال ِّنصاب‪ :‬فال جتب الزكاة إال على َم ْن َم َل َك نصاب الزكاة وهو‪ :‬مقدا ٌر معلوم من املال‪َ ،‬م ْن َم َل َك ُه وجبت‬
‫عليه الزكاة‪ ،‬ومن لم ميلكه لم جتب عليه الزكاة‪.‬‬

‫‪ 3‬متام امللك‪ :‬بأن يكون له التصرف فيه باختياره‪ ،‬وفوائده عائدة إليه‪ ،‬ويخرج بهذا الشرط أمران‪:‬‬
‫أ ـ املال غير اململوك مثل‪ :‬أموال الصدقات‪ ،‬واألوقاف‪ ،‬فال زكاة فيها‪.‬‬
‫ناقصا‪ ،‬وهو املال الذي ال يستطيع مالكه أن يتصرف فيه‪ ،‬كاملال املفقود‪،‬‬ ‫ب ـ املال اململوك ً‬
‫ملكا ً‬
‫واملسروق من صاحبه‪ ،‬ومن له َد ْي ٌن على ُمعسر‪ ،‬أو مماطل تتعذر مطالبته‪ ،‬فال زكاة فيه‪.‬‬

‫مال‪ ،‬وبلغ نصا ًبا‪ ،‬ومضى عليه عا ٌم ٌ‬


‫كامل وهو معك‬ ‫‪ُ 4‬م ِض ُّي ا َحل ْولِ وهو اثنا عشر ً‬
‫شهرا‪ .‬فإذا ملكت ً‬
‫ولم ينقص عن النصاب؛ وجب عليك إخراج زكاته‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫نشاط‬
‫جمعت مبل ًغا من املال من أجل شراء جهاز حاسب آلي خاص بك‪ ،‬وبلغ هذا املبلغ نصاب‬
‫الزكاة في شهر محرم من عام ‪١٤٤٣‬هـ فهل يجب عليك في هذا املبلغ زكاة؟ وملاذا؟‬

‫هناك أموال ال يشترط لوجوب الزكاة فيها ُم ِض ُّي احلولِ ومنها‪:‬‬

‫‪ 3‬ربح التجارة‪ ،‬فحوله تابع ِ َل ْولِ أصله‪.‬‬ ‫احلبوب‪ ،‬والثِّما ُر‪ ،‬فهذه يزكيها صاحبها عند حصادها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 4‬املعادن‪.‬‬ ‫اج بهيمة األنعام‪َ ،‬ف َح ْولُه تابع ِ َل ْولِ أصله‪.‬‬
‫‪ِ 2‬ن َت ُ‬
‫وسيأتي ذكر األمثلة التي توضح ذلك عند بيان األموال التي جتب فيها الزكاة إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫التقويم‬

‫ما حكم من امتنع عن إخراج الزكاة مع إقراره بوجوبها؟‬ ‫‪1‬‬

‫ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (×) أمام العبارة غير الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬
‫أ ـ الزكاة ال تقبل من غير املسلم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬ ‫ب ـ جتب الزكاة في املال املسروق من صاحبه‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ج ـ يشترط في جميع أموال الزكاة أن ميضي عليها عام كامل حتى جتب فيها الزكاة‪.‬‬

‫بالرجوع إلى أحد مصادر التعلم‪:‬‬ ‫‪3‬‬


‫أ ـ اذكر الدليل من القرآن الكرمي على معاقبة املانعني إلخراج الزكاة‪.‬‬
‫ب ـ اذكر الدليل من السنة على اشتراط مضي احلول لوجوب الزكاة‪.‬‬

‫عدد شروط وجوب الزكاة‪.‬‬ ‫‪٤‬‬

‫‪236‬‬
‫الوحــــــــــــــدة‬
‫‪٢‬‬

‫األموال الزَّ َكوِ يَّ ُة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة التوبة آية ‪.٣٤‬‬


‫الدر�س الثاين‬

‫ال َّ‬
‫الز َك ِو َّي ُة‬ ‫َ‬
‫األ ْم َو ُ‬
‫الأموال التي تجب فيها الزكاة‬

‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫مناسبا مما يأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫خيارا‬
‫على أي شيء يطلق المال؟ حدد ً‬

‫كل ما يمكن أن‬ ‫اإلبل والبقر‬ ‫الذهب والفضة‬


‫يمتلكه اإلنسان‬ ‫والغنم‬ ‫واألوراق النقدية‬

‫الزكاة ال تجب في كل ما يمتلكه اإلنسان‪ ،‬بل في أموال محدَّ َدة‪ ،‬وهي أربعة أنواع‪:‬‬

‫روض ال ِّتجارة‬
‫ُع ُ‬ ‫بهيمة األنعام‬
‫األثمان‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الذهب والفضة‬ ‫الخارج من األرض‬
‫ُ‬
‫واألوراق النقدية‬
‫‪238‬‬
‫زكاة بهيمة الأنعام‬

‫ما يخالف الشرط‬ ‫الشرط‬ ‫م‬


‫أن تكون سائمةً‪ ،‬وهي التي ترعى طوال العام أو فال زكاة في التي يعلفها صاحبها بعلف اشتراه أو جمعه لها‪.‬‬
‫وال زكاة في التي ترعى بعض العام ال جميعه أو أكثره (‪.)1‬‬
‫‪1‬‬
‫أكثره في الصحارى أو الغابات‪.‬‬
‫فإن كانت للعمل عليها لم تجب فيها الزكاة‪.‬‬ ‫‪ 2‬أن تكون ُم َعدَّ ًة لالستفادة من ألبانها أو نسلها‪.‬‬

‫�أن�صبة بهيمة الأنعام‬

‫خمس من اإلبل فأكثر‪ ،‬وما دون الخمس ال زكاة فيها‪.‬‬ ‫اإلبل‬ ‫‪1‬‬

‫ثالثون من البقر فأكثر‪ ،‬وما دون ذلك ال زكاة فيها‪.‬‬ ‫البقر‬ ‫‪2‬‬

‫أربعون من الغنم فأكثر‪ ،‬وما دون ذلك ال زكاة فيها‪.‬‬ ‫الغنم‬ ‫‪3‬‬

‫‪239‬‬ ‫(‪ )1‬قال الشيخ ابن عثيمني رحمه اهلل في الشرح املمتع (‪( :)52/6‬فإذا كان عند اإلنسان إبل ترعى خمسة أشهر‪ ،‬ويعلفها سبعة أشهر فال زكاة فيها‪ .‬وإذا كانت ترعى‬
‫سته أشهر ويعلفها ستة أشهر فال زكاة فيها‪ .‬وإذا كانت ترعى كل احلول ففيها الزكاة‪ .‬وإذا كانت ترعى سبعة أشهر‪ ،‬ويعلفها خمسة أشهر ففيها الزكاة)‪.‬‬
‫التقويم‬

‫مالذي يشمله اسم املال؟‬ ‫‪1‬‬

‫اذكر شروط وجوب الزكاه في بهيمة األنعام‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ِّبي ما جتب الزكاة فيه وما ال جتب‪:‬‬ ‫‪3‬‬


‫ج ـ ‪ ٤١‬من الغنم‪.‬‬ ‫ ‬‫ب ـ ‪ ٢٩‬من البقر‪.‬‬ ‫ ‬
‫أ ـ ‪ ٧‬من األبل‪.‬‬

‫حدد األموال التي جتب فيها الزكاة‪.‬‬ ‫‪٤‬‬

‫‪240‬‬
‫الدر�س الثالث‬

‫الحبوب والثِّ مار‬


‫ُ‬ ‫زكاة‬

‫قال اهلل تعالى‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬

‫ما عالقة هذه اآلية بموضوع الدرس؟‬


‫‪................................................................................................... 1‬‬

‫‪................................................................................................... 2‬‬

‫‪................................................................................................... 3‬‬

‫تجب الزكاة في الحبوب مثل‪ :‬ال ُب ِّر‪ ،‬والشعير‪ ،‬واألرز‪.‬‬


‫وفي الثِّمار مثل‪ :‬التمر‪ ،‬وال َّزبيب‪ .‬وال تجب في غير ذلك من النباتات؛ كالبقول (‪ ،)٢‬والفواكه َ‬
‫والخ ْض َراوات‪.‬‬

‫ِ‬
‫الحبوب والثِّمار‬ ‫شروط وجوب الزكاة في‬

‫التوضيح‬ ‫الشرط‬ ‫م‬


‫فال زكاة فيما ال ُيدَّ َخ ُر كالتفاح‪ ،‬والبرتقال‪ ،‬واملوز‪ ،‬واخليار‪ ،‬والباذجنان‬
‫والثوم والبصل وغيرها‪.‬‬
‫(‪)٣‬‬ ‫أن تكون ُم َّدخَ َر ًة‬ ‫‪1‬‬

‫فال زكاة فيما يباع بال َعدِّ ‪ ،‬أو الوزن‪ ،‬كالبطيخ‪ ،‬والبصل‪ ،‬والرمان‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫(‪)٤‬‬ ‫أن تكون َم ِكي َل ًة‬ ‫‪2‬‬
‫فال زكاة فيما َق َّل عن ذلك‪.‬‬ ‫نصابا‪ ،‬وهو خمسة أ ْو ُس ٍق‬ ‫‪ 3‬أن تبلغ ً‬
‫أن يكون النصاب مملوكً ا وقت فمن ملكه بعد وقت وجوب الزكاة لم جتب عليه الزكاة كما لو اشتراه أو‬
‫ُأهدي له بعد حصاده‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫وجوب الزكاة‬

‫‪241‬‬ ‫(‪ )٢‬البقول مثل‪ :‬الفول‪ ،‬والعدس‪ ،‬واحلمص‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪ .267‬‬
‫(‪ )٣‬واالدخار معناه‪ :‬أنه ميكن أن ييبس ويبقى فترة من الزمن دون أن يفسد‪ )٤( .‬الكيل يكون بالصاع ونحوه‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫ب ِّين ما تجب فيه الزكاة وما ال تجب فيه‪ ،‬فيما يأتي؛ مع ذكر السبب‪:‬‬

‫السبب‬ ‫الحكم‬ ‫النوع‬

‫البرتقال‬
‫الموز‬
‫َ‬
‫الخ ّس‬
‫ال َعدَ س‬
‫ال ُّر َّمان‬

‫ن�صابها‬
‫نبوي‬ ‫نصاب الحبوب والثمار‪ :‬خمسة َأ ْو ُس ٍق‪ ،‬وال َو ْس ُق ستون ً‬
‫صاعا‪ ،‬فيكون ال ِّن َصاب ثالث مئة صاع ٍّ‬
‫تقريبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويساوي النصاب بالكيلوجرامات‪ 900 :‬كجم‬
‫ودليله‪ :‬قوله ‪« :‬ليس في َح ٍّب وال ت َْم ٍر صدقة حتى يبلغ َخ ْم َس َة َأ ْو ُس ٍق» (‪ ،)1‬والمراد بالصدقة هنا‪ :‬الزكاة الواجبة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٤٥٩‬ومسلم رقم (‪ )979‬واللفظ ملسلم‪.‬‬


‫‪242‬‬
‫مقدار الزكاة الواجبة فيها‬

‫يجب ال ُع ْش ُر (‪ )% 10‬فيما ُسقي بال َمؤُو َنةٍ وال ُك ْلفة؛ كالذي ُيسقى بمياه األمطار‪ ،‬والعيون‪.‬‬
‫وك ْلفة؛ كالذي ُيسقى بالماء الذي ُيضخ من اآلبار واألنهار بواسطة‬
‫يجب نصف ال ُع ْش ِر (‪ )%5‬فيما ُسقي َبمؤُو َنةٍ ‪ُ ،‬‬
‫الحيوانات أو اآلالت الحديثة‪.‬‬
‫والدليل‪ :‬حديث جابر ‪ ‬أن رسول اهلل  قال‪« :‬فيما َس َق ْت السما ُء واألنها ُر والعيون ال ُع ْش ُر‪ ،‬وفيما ُسقي‬
‫(‪)1‬‬ ‫بالسانية نصف ال ُع ْشر»‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫ب ِّين المقدار الواجب من الزكاة في الحاالت التالية‪:‬‬

‫المقدار الواجب‬ ‫المسألة‬


‫رجل ميلك مزرعة يسقيها باملاء املستخرج من البئر عن طريق اآلالت‪.‬‬
‫رجل لديه مجموعة من النخيل في بيته يسقيها من ماء املنزل‪ ،‬وقد بلغت نصا ًبا‪.‬‬
‫ُمزار ٌع يعتمد في سقي زرعه على مياه األمطار‪.‬‬

‫‪243‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه مسلم رقم (‪ ،)٩٨١‬والنسائي رقم (‪ ،)2489‬واللفظ للنسائي‪.‬‬


‫زكاة الخارج من البحر‬

‫عروضا للتجارة؛ فيزكيها زكاة‬


‫ً‬ ‫ال زكاة في الخارج من البحر‪ ،‬كاللؤلؤ‪ ،‬والمرجان‪ ،‬والسمك‪ ،‬إال إذا كانت‬
‫عروض التجارة‪.‬‬

‫التقويم‬

‫عدِّ د شروط وجوب الزكاة في احلبوب والثمار‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫حدِّ د وقت إخراج زكاة احلبوب والثمار‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫رجل عنده نخلتان من متر السكري‪ ،‬مقدار ما تنتجان من التمر (‪ )100‬صاع‪ ،‬وعنده ِ‬
‫ثمان َن َخ ٍ‬
‫الت‬ ‫‪3‬‬
‫صاعا‪ ،‬هل جتب عليه الزكاة؟ علل ملا تذكر؟‬
‫من متر اخلالص مقدار ماتنتجه من التمر (‪ً )250‬‬

‫‪244‬‬
‫الدر�س الرابع‬

‫زكاة األثْ مَ انِ‬

‫حكمها‬

‫ُ‬
‫واألوراق النقدية‪ ،‬وزكاتها واجبة‪.‬‬ ‫الذهب‪ ،‬والفض ُة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫األثمان هي‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫والدليل قول اهلل تعالى‪:‬‬
‫ذهب وال فضةٍ ال يؤ ِّدي منها ح َّقها؛ إال إذا‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬ما من صاحب ٍ‬
‫وجبينه وظهره‪،‬‬ ‫كان يوم القيامة ُص ِّف َح ْت له صفائح من نار؛ ف ُأحمي عليها في نار جه َّنم‪َ ،‬ف ُي ْكوى بها َجنبه َ‬
‫ك َّلما َب َر َد ْت أعيدت له‪ ،‬في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة‪ ،‬حتى ُيقضى بين العباد‪َ ،‬ف َي َرى سبي َله إما‬
‫إلى الجنة‪ ،‬وإما إلى النار»(‪.)2‬‬
‫أهل العلم على وجوب الزكاة في الذهب والفضة‪ .‬واألوراق النقدية لها حكم الذهب والفضة؛ ألنها‬ ‫وأجمع ُ‬
‫َح َّل ْت محلها في التعامل النقدي‪.‬‬

‫نِ�صَ ابُ الزكاة في الأثمان‪،‬‬


‫أثمان‪ ،‬ومقدار الواجب فيها‬
‫• نصاب الذهب = ‪ 85‬غرا ًما‪.‬‬
‫• نصاب الفضة = ‪ 595‬غرا ًما‪.‬‬
‫• نصاب األوراق النقدية = مايعادل قيمة ‪ 595‬غرا ًما من الفضة‪.‬‬
‫ومقدار الواجب = ربع ال ُعشر (‪)%2,5‬‬
‫مثال تطبيقي لمعرفة نصاب الزكاة في األوراق النقدية‪:‬‬
‫واحدا‪ ،‬فيكون النصاب‪:‬‬
‫ريال ً‬ ‫لو كان سعر جرام الفضة = ً‬
‫‪ 595‬جرا ًما ×‪1‬ريال = ‪ً 595‬‬
‫ريال سعود ًيا‪ .‬وعلى هذا فإذا ملك المسلم ‪595‬‬
‫ريال‪ ،‬فقد ملك نصا ًبا من األوراق النقدية‪ ،‬تجب فيه الزكاة بعد مرور سنة‬ ‫ً‬
‫كاملة‪ ،‬ما لم ينقص النصاب عن هذا القدر‪.‬‬
‫• ومما ُي َن َّب ُه إليه أن تقدير سعر الجرام يختلف من وقت آلخر‪ ،‬ويرجع في معرفته إلى ت َُّجار الفضة‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫(‪ )1‬سورة التوبة آية ‪.34‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)1402‬ومسلم رقم (‪.)988‬‬
‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫كم يكون نصاب الزكاة بالورق النقدي إذا كان قيمة غرام الفضة (‪ )90‬هللة؟‬

‫طريقة �إخراج الزكاة‬


‫يمكن إخراج الزكاة من خالل الطريقة الحسابية التالية‪:‬‬
‫مقدار المال من الجرامات أو الورق النقدي ÷ ‪ = 40‬مقدار الزكاة‪.‬‬

‫تطبيقات عملية‬
‫▪ رجل يملك عشرة آالف ريال‪ ،‬فنعرف مقدار الزكاة الواجبة بالطريقة التالية‪ً 250 = 40 ÷ 10000 :‬‬
‫ريال‪.‬‬
‫ذهبا وزنه ‪ 1000‬جرام من الذهب‪ 25 = 40 ÷ 1000 :‬جرا ًما‪.‬‬
‫▪ امرأة تملك ً‬

‫التقويم‬

‫كم نصاب الذهب؟ وما املقدار الواجب فيه؟‬ ‫‪1‬‬


‫اختر اإلجابة الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫أ ـ الواجب في زكاة األوراق النقدية‪:‬‬
‫٭ العشر‪.‬‬ ‫٭ نصف العشر‪ .‬‬ ‫٭ ربع العشر‪.‬‬
‫ب ـ نصاب الفضة‪:‬‬
‫٭ ( ‪ 595‬غرا ًما)‪.‬‬ ‫٭ مئة ريال‪.‬‬ ‫٭ عشرون ً‬
‫ريال‪.‬‬
‫ج ـ ثمانون جرا ًما من الذهب زكاتها‪:‬‬
‫٭ ال زكاة فيها‪.‬‬ ‫٭ أربعة جرامات‪.‬‬ ‫٭ جرامان‪ .‬‬

‫‪246‬‬
‫الدر�س اخلام�س‬

‫زكاة عُ روض التِّ جارة‬

‫عروض التجارة هي‪ :‬ما ُأعد ِل ْل َبيع والشراء‪ ،‬من َأ ْج ِل الربح‪.‬‬


‫وتشمل عروض التجارة جميع أنواع األمــوال غير النقود؛ كالسيارات‪ ،‬والمالبس‪ ،‬واألقمشة‪ ،‬والحديد‪،‬‬
‫واألخشاب‪ ،‬وغيرها مما أعد للتجارة‪ ،‬فكل هذه األشياء وما يشابهها إذا نوى المسلم التجارة بها‪ ،‬وحال‬
‫عليها الحول وجب عليه أن ُيخرج الزكاة من قيمتها‪.‬‬

‫حكمها‬

‫تجب الزكاة في األموال التي ُأ ِعدَّ ت للتجارة لحديث َسمرة بن جندب ‪ ‬قال‪« :‬إن رسول اهلل ‪ ‬كان يأمرنا‬
‫أن نُخرِج الصدقة من الذي ن ُِعدُّ للبيع»‪)١(.‬‬

‫�شرط وجوب الزكاة فيها‬


‫أن ينوي بها اإلنسان التجارة‪ ،‬وذلك بأن يقصد التكسب بها‪ ،‬والربح منها فإن تردد في بيعها فلم يجزم‬
‫(‪)٢‬‬ ‫بشئ فال زكاة فيها (‪)3‬؛ لقول الرسول ‪« :‬إنما األعمال بالنيات»‪.‬‬

‫‪247‬‬ ‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)1‬ومسلم رقم (‪.)1907‬‬ ‫ ‬


‫(‪ )١‬أخرجه أبو داود برقم (‪.)2651‬‬
‫نشاط‬
‫أرضا ليبني عليها مسك ًنا له في شهر شوال عام ‪١٤٤٢‬هـ‪ ،‬وفي عام ‪١٤٤٣‬هـ‬
‫اشترى صالح ً‬
‫طلبا للربح‪ ،‬ومكثت عنده بعد نية البيع سنة كاملة‪.‬‬
‫ارتفعت أسعار األراضي فأراد بيعها ً‬
‫فهل تجب الزكاة في هذه األرض؟ ولماذا؟‬

‫زكاة العرو�ض ال ُم ّ‬
‫عدة للإيجار‬
‫الم َعدَّ ة لإليجار من عقارات وسيارات وغيرها ال زكاة فيها‪ ،‬وإنما الزكاة في ُأجرتها إذا بلغت‬
‫العروض ُ‬
‫نصا ًبا‪ ،‬وحال عليها الحول‪.‬‬

‫ن�صاب العُرو�ض‪ ،‬ومقدار الواجب فيها‬


‫ال ِّن َصاب‪ :‬إذا بلغت قيمة ال ُعروض عند تمام الحول ما قيمته ‪ 595‬غرا ًما من الفضة وجبت فيها الزكاة‪.‬‬
‫مقدار الواجب فيها‪ :‬ربع ال ُع ْشر (‪.)%2٬5‬‬

‫كيفية �إخراجها‬
‫إذا حال عليها الحول تُق َّوم السلع المعروضة للبيع بسعرها الحالي في السوق‪ ،‬ثم تخرج الزكاة من‬
‫فوف‪َّ ،‬‬
‫وثل ِ‬
‫جات التخزين‪ ،‬وسيارات‬ ‫قيمتها‪ ،‬وال يدخل في التقويم ماال يباع من الموجودات كال ُّر ِ‬
‫التحميل‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫زكاة الأ�سهم‬
‫ال يخلو المساهم من حالتين‪:‬‬
‫وشراء‪ ،‬و ُيسمى‪ُ ( :‬م َضارِباً)‪ ،‬فهذه تجب فيها‬
‫ً‬ ‫الحالة األولى‪ :‬أن يكون قصده باألسهم االتجار بها‪ ،‬بي ًعا‪،‬‬
‫الزكاة مثل عروض التجارة‪ ،‬فإذا حال عليها الحول‪ُ ،‬قدِّ رت قيمتها في السوق‪ ،‬ثم أضيف إليها الربح إن كان‬
‫لها ربح‪ ،‬فإن بلغت نصا ًبا أخرجت زكاتها ( ‪.)%2٬5‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون قصده من المساهمة االستفادة من ربح األسهم وريعها‪ ،‬وال يقصد المتاجرة ببيعها‪،‬‬
‫و ُيسمى ( ُم ْستثمراً)‪ ،‬فهذا ال تجب عليه الزكاة في أصل السهم‪ ،‬ألن الشركات في بالدنا ملزمة بدفع الزكاة‬
‫للدولة‪ ،‬وإنما تجب الزكاة في الربح إذا حال عليه الحول وهو عنده أو بعضه وبلغ نصابا‪.‬‬

‫�أثر َّ‬
‫الدين على الزكاة‬
‫الدَّ ْي ُن هو‪ :‬المال الواجب في ِّ‬
‫الذمة‪.‬‬

‫الزكاة على ال َم ِدين (الذي عليه َّ‬


‫الدين)‬
‫من كان عليه َدين وعنده مال يبلغ نصا ًبا فيجب عليه أن يزكي ماله ك َّله‪ ،‬وال يمنع هذا الدين وجوب الزكاة عليه‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬رجل عليه دين ثالثون ألف ريال‪ ،‬وعنده خمسة وعشرون ألف ريال وحال عليها الحول وهي‬
‫عنده ولم يقض الدين الذي عليه؛ فإنه يزكي َّ‬
‫كل ما حال عليه الحول‪ ،‬إال إذا قضى دينه قبل تمام الحول‬
‫عليه‪ ،‬فيزكي ما بقي معه من المال إن كان يبلغ نصا ًبا‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫الزكاة على الدائن (�صاحب الحق)‬
‫زكاة الدَّ ين على نوعين‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬الدين على مليء‪ ،‬وهو القادر على دفع الحق لصاحبه‪ ،‬وبذله له في أي وقت يطلبه فيه‪ ،‬فهذا‬
‫يجب على صاحبه أن يزكي هذا المال‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬أن يكون الدَّ ين على ُم ْع ِسر‪ ،‬أو جاحد‪ ،‬أو مماطل‪ ،‬يتعذر استيفاء الدين منه‪ ،‬فهذا ال تجب‬
‫فيه الزكاة‪ ،‬ومثله المال الضائع‪ ،‬والمسروق‪ ،‬والمغصوب‪.‬‬

‫التقويم‬

‫ماملراد بعروض التجارة؟ وما شروط وجوب الزكاة فيها؟‬ ‫‪1‬‬


‫كيف تخرج زكاة عروض التجارة؟‬ ‫‪2‬‬
‫هل جتب الزكاة في عروض التجارة املعدة لإلجار؟ وضح ذلك‪.‬‬ ‫‪٣‬‬

‫‪250‬‬
‫الوحــــــــــــــدة‬
‫‪٣‬‬

‫إخراج الزكاة ومصارفها‬

‫قال تعالى‪ :‬ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬


‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ‬

‫(‪ )1‬سورة املعارج آية ‪.25-23‬‬


‫الدر�س ال�ساد�س‬

‫إخراج الزكاة‬

‫وقت �إخراج الزكاة‬


‫يجب إخراج الزكاة فوراً إذا َح َّل وقت وجوبها‪ ،‬وال يجوز تأخيرها إال لضرورة‪ ،‬كأن يكون املال في بالد بعيدة‬
‫عنه وال يجد من ِّ‬
‫يوك ُله‪.‬‬
‫(‪.)2‬‬ ‫(‪ ،)1‬وقوله‪:‬‬ ‫والدليل‪ :‬قول اهلل تعالى‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫وجبت الزكاة في المال الذي يملكه عبداهلل‪ ،‬وكان عنده بعض األعمال التي تحتاج إلى شيء من‬
‫شهرا‪ ،‬ما رأيك في هذا التصرف؟‬
‫الوقت‪ ،‬فأراد أن يؤخر إخراج الزكاة ً‬

‫حكم تقديمها‬
‫يجوز لمن ملك ما ًال يبلغ نصاب ًا أن يخرج زكاته قبل تمام َ‬
‫الح ْولِ ‪ ،‬ويجوز له في هذه الحالة تعجيل‬
‫الزكاة ِل َحو َل ْي ِن َف َقط‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫يخرج سعود زكاته في شهر رمضان من كل عام‪ ،‬وفي شهر رجب أتاه محتاج‪ ،‬وطلب مساعدته‪،‬‬
‫فكر سعود في إعطائه من زكاة ماله‪ ،‬لكنه تذكر أنه لم يمض عليه الحول‪َ ،‬فب َِم ترشده؟‬

‫(‪ )1‬سورة النور آية ‪.56‬‬


‫(‪ )2‬سورة األنعام آية ‪.141‬‬
‫‪252‬‬
‫مكان �إخراجها‬
‫األفضل إخراج الزكاة في البلد الذي فيه المال‪ ،‬ويجوز نقلها من البلد الذي فيه المال إلى بلد آخر في حاالت‪:‬‬
‫‪ 1‬إذا لم يكن في البلد محتاج إلى الزكاة‪.‬‬
‫‪ 2‬إذا كان له قريب محتاج في البلد اآلخر‪.‬‬
‫‪ 3‬إذا وجدت مصلحة شرعية تدعو إلى نقلها مثل نقلها إلى بالد المسلمين المنكوبة بالمجاعات أو‬
‫الفيضانات‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق المراكز والهيئات المتخصصة مثل مركز الملك سلمان لألعمال‬
‫الخيرية واإلغاثة أو الجهات المخصصة التي ينيبها ولي األمر في ذلك‪.‬‬

‫الهيئة العامة للزكاة والدخل‪:‬‬


‫هي اجلهة احلكومية التي كلفت من قبل الدولة باستحصال أموال‬
‫الزكاة من أصحاب األموال‪ ،‬وهي اجلهة الرسمية التي متثل ولي األمر‬
‫في اململكة العربية السعودية جلمع الزكاة وحتصيلها‪ ،‬ثم توزيعها على‬
‫املستحقني وفق األنظمة والتعليمات‪.‬‬

‫�آداب �إخراج الزكاة‬

‫‪ 1‬يجب على املسلم أن يخرج الزكاة من أوسط ماله؛ إال إذا طابت نفسه بإخراج األحسن فهو أفضل‪.‬‬
‫ال يجوز له أن يخرج الرديء من ماله؛ إال إذا كان مالُه ك ُّله من النوع الرديء‪.‬‬
‫‪ 2‬يجب على املزكي أن يتحرى بزكاته املستحقني‪ ،‬وأ َّال َي َت َس َاه َل بإعطائها ً‬
‫أحدا حتى يغلب على ظنه‬
‫كونه من املستحقني لها‪ ،‬لقوله ‪« :‬وال ّ‬
‫حظ فيها ِل َغ ِن ٍّي‪ ،‬وال ِل َقوِ ٍّي ُمكتسب» (‪.)1‬‬
‫‪ 3‬األفضل ِل ْل ُم َز ِّكي أن يقوم بإيصال زكاته بنفسه‪ ،‬ويجوز له دفعها إلى من يثق به من األشخاص أو‬
‫املؤسسات اخليرية القائمة على رعاية احملتاجني املعتمدة من اجلهات املختصة؛ إليصالها إلى مستحقيها‪.‬‬

‫‪253‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود رقم (‪ )1633‬والنسائي رقم (‪ ،)2598‬وأحمد رقم (‪.)17972‬‬
‫‪3‬‬ ‫نشاط‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫(‪.)١‬‬
‫تأمل ال َعالقة بني اآلية واألدب األول‪.‬‬

‫من اجلهات الرسمية املأذون لها باستقبال الزكاة لتصرف على الفقراء واملساكني في البلدان‬
‫اإلسالمية واملجاعات واملناطق املنكوبة‪:‬‬
‫‪ -‬مركز امللك سلمان لإلغاثة واألعمال اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬رابطة العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫التقويم‬

‫متى يجب إخراج الزكاة؟‬ ‫‪1‬‬


‫ماحكم تقدمي الزكاة أو تأخيرها عن وقت الوجوب؟‬ ‫‪2‬‬
‫اذكر أدبني من آداب إخراج الزكاة‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫ماحكم مايلي‪:‬‬ ‫‪٤‬‬
‫أ‪ .‬إخراج الزكاة من أوسط املال‪.‬‬
‫ب‪ .‬إخراج الرديء من الزكاة إذا كان كل املال ردي ًئا‪.‬‬
‫ج‪ .‬حتري املستحقني عند إخراج الزكاة‪.‬‬
‫كيف يخرج الزكاة من كان كل ثمره ردي ًئا؟‬ ‫‪٥‬‬

‫(‪ )١‬سورة البقرة آية ‪.267‬‬ ‫‪254‬‬


‫الدر�س ال�سابع‬

‫أهل الزكاة‬

‫قال تعالى‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬

‫ذكر اهلل جل وعال في هذه اآلية أصناف املستحقني للزكاة‪ :‬استخرج تلك األصناف بناء على الترتيب املذكور في اآلية‪:‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬

‫واآلن لنأخذ تعريف ًا بكل صنف من أصناف املستحقني للزكاة‪:‬‬

‫الصنف الثاني‪ :‬المساكين‬ ‫الصنف األول‪ :‬الفقراء‬


‫وهم الذين ال يجدون شيئا من كفايتهم‬
‫وهم الذين يجدون نصف كفايتهم أو‬ ‫األساسية من املسكن واملطعم وامللبس‬
‫أكثرها دون متامها‪.‬‬ ‫ونحوها‪ ،‬أو يجدون ما دون نصف الكفاية‪.‬‬
‫عطون من الزكاة‪:‬‬ ‫مقدار ما ُي َ‬ ‫عطون من الزكاة‪:‬‬‫مقدار ما ُي َ‬
‫متام كفايتهم وكفاية من يعولونهم مدة سنة‪.‬‬ ‫ما يكفيهم ويكفي من يعولونهم مدة سنة‪.‬‬

‫‪255‬‬ ‫(‪ )1‬سورة التوبة آية ‪.60‬‬


‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫بالتعاون مع زمالئك؛ اكتب بعض الطرق التي ميكن من خاللها التعرف على الفقراء واملساكني‪ ،‬حتى ميكن‬
‫إيصال الزكاة إليهم‪.‬‬

‫الصنف الرابع‪ :‬المؤلفة قلوبهم‬ ‫الصنف الثالث‪ :‬العاملون عليها‬


‫وهم كل من ُيرجى بعطيته إسالمه‬ ‫وهم الذين تكلفهم الدولة رعاها اهلل‬
‫كف ش ِّر ِه عن املسلمني‪.‬‬
‫أو قوة إميانه أو ُّ‬ ‫بجمع الزكاة أو يتولون حفظها‬
‫أو إيصالها إلى احملتاجني‪.‬‬
‫مقدار ما ُيعطَ ون من الزكاة‪:‬‬
‫مقدار ما ُي َ‬
‫عطون من الزكاة‪:‬‬ ‫قدر أجرهم على عملهم ما لم يكن‬
‫بقدر ما يحصل به تأليفهم‪.‬‬ ‫لهم أجر أو راتب من الدولة‪.‬‬

‫الصنف السادس‪ :‬الغارمون‪ ،‬وهم نوعان‪:‬‬ ‫الرقاب‬


‫الصنف الخامس‪ِّ :‬‬
‫األول‪َ :‬م ْن عليه َد ْي ٌن الثاني‪َ :‬م ْن عليه َد ْي ٌن‬ ‫ويقصد به إعتاق اململوك‪ ،‬واملكاتَبني‪.‬‬
‫حلاجة نفسه واليجد بسبب إصالحه ذات‬ ‫واملكا َت ُب‪ :‬هو اململوك الذي اشترى نفسه من‬
‫ال َب ْي‪.‬‬ ‫ما يسد به َد ْي َنه‪.‬‬ ‫مالكه‪ ،‬ويدخل فيه فداء أسرى املسلمني في احلروب‪.‬‬
‫مقدار ما يعطى‪:‬‬ ‫مقدار ما يعطى‪:‬‬ ‫عطون من الزكاة‪:‬‬ ‫مقدار ما ُي َ‬
‫ما يفي بِدَ ْينه ولو كان غن ًّيا‪.‬‬ ‫ما يفي بِدَ ْينه‪.‬‬ ‫ما يحصل به العتق‪ ،‬أو فكاك األسير‪.‬‬

‫الصنف الثامن‪ :‬ابن السبيل‬ ‫الصنف السابع‪ :‬في سبيل اهلل‬


‫هو املسافر الذي انتهت نفقته أو سرقت منه‬ ‫وهم الذين يجاهدون في سبيل اهلل جهاداً‬
‫ولم يبق معه من املال مايوصله إلى بلده‪.‬‬ ‫شرعي ًا حتت راية ولي أمر املسلمني خادم‬
‫احلرمني الشريفني‪ ،‬ومنهم اجلنود على‬
‫جبهات القتال وحدود البالد‬
‫مقدار ما يعطى من الزكاة‪:‬‬
‫بقدر ما يوصله إلى بلده وإن كان غن ًّيا‬ ‫مقدار ما ُي َ‬
‫عطون من الزكاة‪:‬‬
‫فيها‪.‬‬ ‫ما يكفي حاجتهم‪ ،‬ولم يكن لهم أجر أو‬
‫راتب من الدولة‪ ،‬ويكون ذلك من خالل‬
‫اجلهات الرسمية التي حددتها الدولة‪ ،‬ألن‬
‫‪256‬‬
‫الدولة هي التي تتولى ذلك‪.‬‬
‫التقويم‬

‫َب ِّي حكم إعطاء الزكاة في احلاالت التالية‪:‬‬ ‫‪١‬‬

‫الحكم‬ ‫الحالة‬
‫عمال الزكاة الذين يأخذون رواتب على عملهم‪.‬‬
‫اجلمعية اخليرية لتحفيظ القرآن الكرمي‪.‬‬
‫بناء املدارس واملستشفيات‪ ،‬وحفر اآلبار‪.‬‬
‫األرامل واأليتام‪.‬‬

‫‪ ٢‬ما الفرق بني الفقير واملسكني؟ وأيهما أولى بالزكاة؟‬

‫ما حكم صرف الزكاة لغير أصناف الزكاة الثمانية؟ ع ِّلل ملا تقول‪.‬‬ ‫‪٣‬‬

‫ِم ْن مصارف الزكاة‪ :‬الرقاب‪ ،‬فماذا ُي ْقصدُ به؟ ومن َيدْ خل فيه؟‬ ‫‪٤‬‬

‫ِم ْن أهل الزكاة من يحق له األخذ منها وإن كان غن ًّيا؛ اذكرهم‪.‬‬ ‫‪٥‬‬

‫‪257‬‬
‫الوحــــــــــــــدة‬
‫‪٤‬‬

‫زكاة الفِ ْطر وصدقة التطوع‬

‫قال ابن عباس ‪:‬‬


‫الفطر ُطهر ًة للصائم من‬
‫«فرض رسو ُل الله  زكا َة ِ‬
‫اللغو وال َّر َف ِث‪ُ ،‬‬
‫وط ْع َم ًة للمساكني»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود رقم (‪ ،)1609‬وابن ماجه رقم (‪ ،)1827‬وصححه األلباني في صحيح اجلامع الصغير وزيادته برقم (‪.)٣٥٧٠‬‬
‫الدر�س الثامن‬

‫زكاة الفِ ْطر‬

‫الف ْطر‬
‫زكاة ِ‬
‫عبادات أخرى جتبر اخللل الواقع فيها‪ ،‬وت َُك ِّمل النقص احلاصل من العبد أثناء‬
‫ٍ‬ ‫َش َرعَ اهلل مع ِّ‬
‫كل عبادةٍ مفروضةٍ‬
‫أدائه لتلك الفريضة‪ ،‬وملا كان الصائم قد يقع منه نوع من التقصير أثناء صيامه لرمضان؛ شرع اهلل له زكاة‬
‫مك ِّم َلة للنقص الذي وقع منه‪ ،‬وليتحقق منها بعض املصالح واحلكم‬ ‫الفطر في نهاية هذا الشهر‪ ،‬لتكون َ‬ ‫ِ‬
‫األخرى‪ ،‬التي ميكن أن تتعرف عليها أثناء دراستك لهذه الوحدة‪.‬‬

‫تعريفها‬
‫الف ْطر هي‪ :‬الصدقة الواجبة في ختام شهر رمضان‪.‬‬
‫زكاة ِ‬

‫الصاع النبوي‬
‫فر�ضيتها‬
‫ُفرضت مع فرض صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة‪.‬‬

‫حكمهـــــا‬
‫زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ميلك في يوم العيد وليلته طعا ًما زائداً على ما يكفيه ويكفي عياله‪.‬‬
‫رمضان صا ًعا من َ ْتر‪ ،‬أو صا ًعا من ٍ‬
‫شعير‪ ،‬على ا ُحل ِّر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل  زكا َة ال ِف ْطر من‬ ‫عن ابن عمر ‪ ‬قال‪َ « :‬ف َر َض‬
‫والعبد‪ ،‬والذكر واألنثى‪ ،‬والصغير والكبير من املسلمني‪َ ،‬و َأ َم َر ب َِها أن ُت َؤ َّدى قبل خروج الناس إلى الصالة» (‪.)1‬‬

‫الحكمة من م�شروعيتها‬
‫قال ابن عباس ‪َ « :‬ف َر َض ُ‬
‫رسول اهلل  زكا َة ال ِف ْطر ُط ْه َر ًة للصائم من ال َّلغوِ وال َّر َف ِث‪ُ ،‬‬
‫وط ْع َم ًة للمساكني» (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ )١٥٠٣‬ومسلم رقم (‪.)984‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود رقم (‪ ،)1609‬وابن ماجه رقم (‪ .)1827‬وصححه األلباني في صحيح اجلامع الصغير وزيادته برقم ( ‪.) ٣٥٧٠‬‬
‫‪260‬‬
‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫من خالل احلديث السابق‪َ :‬ت َع َّر ْف على احلكمة من مشروعية زكاة الفطر ثم اكتب ما توصلت إليه‪.‬‬

‫وقت وجوبها و�إخراجها‬


‫تجب ز ََكاة ِ‬
‫الف ْط ِر بغروب الشمس من ليلة العيد‪.‬‬
‫ويستحب إخراجها يو َم العيد قبل الذهاب لصالة العيد‪ ،‬وال يجوز تأخيرها عن صالة العيد‪ ،‬ويكون‬
‫آثما ِب َت َع ُّم ِد تأخير إخراجها عن الوقت ُ‬
‫الم َحدَّ د‪.‬‬ ‫ً‬
‫ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم‪ ،‬أو يومين‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫سافر والدك ألداء العمرة‪ ،‬وأوصاك بإخراج زكاة الفطر ليلة العيد عن جميع أهل البيت‪ ،‬فنسيت إخراجها‬
‫حتى مضى يوم العيد؛ ما التصرف الواجب في هذه احلالة؟‬

‫مقدارها وما ُتخرج منه‬


‫مقدار زكاة الفطر‪ٌ :‬‬
‫صاع من الطعام املعتاد ألهل البلد؛ كاألرز والتمر وال ُب ِّر أو غيرها‪.‬‬
‫ومقدار الصاع‪ :‬ثالثة كيلو جرامات تقريباً‪.‬‬
‫وال يجوز إخراجها من الطعام الذي ال يكال بالصاع ونحوه؛ كاللحوم‪ ،‬وال من غير الطعا ِم؛ كاأللبسة ونحوها‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫‪3‬‬ ‫نشاط‬
‫َب ِّي ما يجوز إخراجه في زكاة الفطر وما ال يجوز إخراجه من األصناف التالية‪ :‬مع ذكر السبب‪:‬‬

‫السبب‬ ‫احلكم‬ ‫النوع‬


‫األرز‬
‫اجلريش‬
‫الثياب‬
‫السمك‬

‫م�صرفها‬
‫تُصرف زكاة الفطر للفقراء واملساكني‪.‬‬
‫ويجوز أن تُعطى ِ‬
‫الفط َر ُة الواحدة ألكثر من شخص‪.‬‬
‫الف ْط ِر املتعددة لشخص واحد‪.‬‬
‫ويجوز أن تُعطى زكا ُة ِ‬

‫التقويم‬

‫‪ 1‬على َم ْن جتب زكاة الفطر؟‬


‫‪ 2‬كم مقدار ما تخرجه أسرة مكونة ِم ْن أب وأم وثالثة أطفال؟‬
‫‪ ٣‬اختر احلكم املناسب من الكلمات اآلتية في الفراغ املناسب‪:‬‬
‫(يستحب‪ ،‬يكره‪ ،‬يجوز‪ ،‬يحرم)‬
‫) تقدمي زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أـ (‬
‫) تأخير زكاة الفطر بعد صالة العيد بدون عذر‪.‬‬ ‫ب ـ ( ‬
‫) إخراج زكاة الفطر يوم العيد قبل الصالة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫جـ (‬
‫‪262‬‬
‫الدر�س التا�سع‬

‫صدقة التطوع‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫غضب ال َّر ِّب‪،‬‬
‫َ‬ ‫ئ‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إن الصدق َة َل ُت ِ‬
‫طف ُ‬
‫وتَد َف ُع ِمي َت َة َّ‬
‫السو ِء»(‪.)2‬‬
‫اكتب بأسلوبك معنى صدقة التطوع‪ ،‬وما الفرق بينها وبني الزكاة املفروضة؟‬
‫‪..................................... ................................................................................................‬‬

‫‪......................................................................................................................................‬‬

‫ف�ضل �صدقة ال َّتطوع‬


‫بإشراف معلمي‪ :‬أتعاون مع زمالئي في استخراج فضائل صدقة التطوع من األحاديث التالية‪:‬‬

‫الفضل املستنبط‬ ‫الدليل‬


‫عن معاذ بن جبل ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪« :‬والصدقة ت ُُط ِف ُئ‬
‫(‪)3‬‬ ‫طفئ املا ُء النار»‪.‬‬
‫اخلطيئة كما ُي ُ‬
‫النبي ‪« :‬من ت ََصدَّ َق ِب َعدْ ل َ ْترةٍ‬
‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬
‫من كسب طيب ‪ -‬وال يقبل اهلل إال الطيب ‪ -‬فإن اهلل يقبلها بيمينه‪،‬‬
‫ثم َُي َر ِّبيها لصاحبها كما يربي أحدُ كم َف ُل َّوه‪ ،‬حتى تكون مثل اجلبل‪،‬‬
‫وال يصعد إلى اهلل إال طيب»‪)4( .‬‬
‫ِّ‬
‫امرئ في ِظ ِّل‬
‫عن ُعق َب َة ِبن َعا ِمر ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪« :‬كل ٍ‬
‫(‪)5‬‬ ‫صدقته‪ ،‬حتى ُي ْق َضى بني الناس»‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي رقم (‪ ،)٦٦٤‬وابن حبان رقم (‪.)3309‬‬ ‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪ .280‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)1410‬ومسلم رقم (‪ ،)1014‬ال َف ُل ّو‪ :‬املُ ْهر الصغير‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه الترمذي رقم (‪ ،)2616‬وأحمد رقم (‪.)١٥٢٨٤‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه اإلمام أحمد رقم ( ‪ ،) ١٧٣٣٣‬وابن خزمية رقم (‪.)2431‬‬
‫‪1‬‬ ‫نشاط‬

‫‪ 1‬شارك باحلوار مع مجموعتك في التعرف على دعوة اإلسالم للتكافل االجتماعي من خالل‬
‫دراستك لهذه الوحدة؟‬

‫لبذل صدقة التطوع مجاالت كثيرة‪ ،‬ميكن للمسلم أن يسهم فيها‪ ،‬بالتعاون مع مجموعتك‬ ‫‪2‬‬
‫حدد بعض األمثلة لهذه املجاالت‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪................................................................................‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫من �آداب ال�صدقة‬


‫بإشراف معلمي‪ :‬أتعاون مع زمالئي في معرفة بعض آداب الصدقة من األدلة التالية‪:‬‬

‫األدب‬ ‫الدليل‬

‫اإلخالص‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عن عمر بن اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪« :‬إمنا األعمال بالنيات»‪.‬‬

‫‪.................................................................‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬

‫‪.................................................................‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬

‫‪.................................................................‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬

‫(‪ )2‬سورة البقرة‪ ،‬آية رقم ‪.264‬‬


‫(‪ )4‬سورة البقرة‪ ،‬آية رقم ‪.271‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)1‬ومسلم رقم (‪.)1907‬‬
‫ ‬ ‫(‪ )3‬سورة آل عمران‪ ،‬آية رقم ‪.92‬‬ ‫‪264‬‬
‫ال�صدقة على الأقارب‬
‫عن سلمان بن عامر الض ِّبي ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪« :‬الصدق ُة على املسكني صدق ٌة‪ ،‬وهي على ذي‬
‫اثنتان‪ :‬صدق ٌة وصل ٌة»‪)1(.‬‬
‫ِ‬ ‫حم‬
‫ال َّر ِ‬
‫فيستحب للمسلم الصدقة على احملتاجني من أقاربه‪ ،‬والبدء بهم في الصدقة قبل غيرهم؛ حلق قرابتهم‪.‬‬

‫حترص حكومة بالدي رعاها اهلل على توفير وسائل تعني املواطن على إيصال زكاته ملستحقيها‬
‫بطريقة آمنة وموثوقة‪ ،‬ومن ذلك منصة إحسان التي صدر أمر ملكي بإنشائها بتاريخ‬
‫‪1441/8/13‬هـ لتحقق عدة أهداف في العمل اخليري‪ ،‬ومن مزاياها‪ :‬السهولة‪ ،‬والتنوع‪،‬‬
‫والشفافية في العمل اخليري‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أحمد رقم (‪ ،)١٦٢٣٢‬والترمذي رقم (‪ ،)658‬والنسائي رقم (‪.)2582‬‬


‫‪265‬‬
‫التقويم‬

‫‪ 1‬قارن بني صدقة التطوع والزكاة املفروضة؛ من حيث حكمهما‪ ،‬واألمــوال التي تؤخذان منهما‪،‬‬
‫ومصارفهما‪.‬‬
‫صدقة التطوع‬ ‫الزكاة المفروضة‬
‫حكمها‬
‫األموال التي تؤخذ منها‬
‫مصارفها‬

‫‪ ٢‬أخرج أحمد زكاة الفطر قبل صالة الفجر ِم ْن يوم العيد‪ ،‬وأخرجها فهد قبل صالة العيد‪ ،‬وأخرجها‬
‫خالد الساعة الواحدة ظهراً ِم ْن يوم العيد‪.‬‬
‫َف َم ْن منهم أخرج الزكاة في الوقت احملدد؟‬
‫الوحــــــــــــــدة‬
‫‪٥‬‬

‫الصيام وأحكامه‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪.183‬‬


‫الدر�س العا�شر‬

‫فضل الصوم وشروط وجوبه‬

‫الصيام عبادة عظيمة‪ ،‬وأنت تصومه مع أهلك كل عام‪ ،‬وقد درسته فيما سبق؛ اكتب‬
‫ثالث معلومات تعرفها عن الصيام‪:‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪..............................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪..............................................................................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫تعريف ال�صيام‬
‫ميكنك اختيار التعريف الصحيح للصيام مما يأتي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫أ‪ -‬التعبد هلل تعالى باإلمساك عن ِّ‬
‫املفطرات من شروق الشمس إلى غروبها‪.‬‬
‫)‬ ‫ب‪ -‬التعبد هلل تعالى باإلمساك عن املفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪( .‬‬

‫منزلة ال�صيام‬
‫قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ُ « :‬بني اإلسالم على‬ ‫كن من أركان اإلسالم‪ ،‬فعن ابن عمر‬
‫صيا ُم رمضان ُر ٌ‬
‫محمدا رسول اهلل‪ ،‬وإقا ِم الصالة‪ ،‬وإيتا ِء الزكاة‪ ،‬وصو ِم رمضان‪ ،‬وحج‬
‫ً‬ ‫خمس‪ :‬شهاد ِة أن ال إله إال اهلل وأن‬
‫(‪)1‬‬‫البيت»‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)8‬ومسلم رقم (‪ ،)16‬والترمذي رقم (‪.)2609‬‬ ‫‪268‬‬
‫ف�ضل ال�صيام‬
‫اقرأ األحاديث التالية واستخرج منها فضائل الصيام‪:‬‬
‫الفضل املستخرج‬ ‫احلديث‬
‫ُ‬
‫يضاعف‬ ‫ابن آد َم‬
‫عمل ِ‬
‫«كل ِ‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪ُّ :‬‬
‫‪..................................... -1‬‬
‫احلسنة عش ُر أمثالها إلى سبعمئة ضعف‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪ :‬إال الصوم‪ ،‬فإنه‬
‫‪..................................... -2‬‬
‫لصا ِئ ِم فرحتان‪ :‬فرح ٌة عند‬
‫لي وأنا أجزي به‪ ،‬يدع شهوته وطعا َمه من أجلي‪ِ ،‬ل َّ‬
‫هلل من ريح املسك» (‪..................................... -3 .)1‬‬
‫ِ ْ‬ ‫أطيب عند ا ِ‬
‫وف ِفي ِه ُ‬ ‫ِف ْطره‪ ،‬وفرح ٌة عند لقاء ربه‪ُ َ ،‬‬
‫ول ُل ُ‬

‫رمضان إميا ًنا واحتسا ًبا ُغفر‬


‫َ‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬أن النبي ﷺ قال‪َ « :‬من صام‬
‫‪.....................................‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫له ما تقدم من ذنبه»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫من اخليارات التالية َحدِّ د املعنى الصحيح لقول النبي ﷺ‪« :‬من صام رمضان إميا ًنا واحتسا ًبا»‪:‬‬
‫( )‬ ‫ ‬
‫أ‪ -‬رغبة في اخلير والذكر احلسن‪.‬‬
‫( )‬ ‫وطلبا للثواب من اهلل تعالى عليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬اعتقاد وجوب صومه‪ً ،‬‬
‫( )‬ ‫ج‪ -‬تقليداً وموافقة ملن حوله من الناس‪.‬‬
‫ ‬

‫متى فر�ض ال�صيام؟‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫صام النبي  وأصحابه تسعة َر َم َضا َنات‪ ،‬وتُو ِّفي في شهر ربيع األول من السنة احلادية عشرة؛ ففي‬
‫أي سنة فرض صيام شهر رمضان؟‬

‫‪269‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)٥٩٢٧‬ومسلم رقم (‪ ،)1151‬وهذا لفظ إحدى رواياته‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)38‬ومسلم رقم (‪.)760‬‬
‫حكم �صيام �شهر رم�ضان‬
‫صيام رمضان واجب‪ ،‬وهو أحد أركان اإلسالم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ﴾‪.‬‬
‫والالم في قوله ﴿ ﮩ﴾ الم األمر الدالة على الوجوب‪ ،‬وقد ورد الوعيد الشديد على الفطر في نهار‬
‫رمضان بال عذر فعن أبي أمامة ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل  يقول‪« :‬بينما أنا نائم إ ْذ أتاني رجالن فأخذا‬
‫بضب َع َّي»‪ ،‬وساق احلديث‪ ،‬وقال فيه‪« :‬ثم ان َْط َل َقا بي‪ ،‬فإذا قوم ُم َع َّلقون ِب َع َرا ِقيبِهِ ْم ُم َش َّق َق ٌة أشدا ُقهم د ًما‪،‬‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫قلت‪َ :‬م ْن هؤالء؟ قال‪ :‬هؤالء الذين يفطرون قبل ِحت َّلة صو ِمهم»‪.‬‬

‫�شروط وجوب �صيام �شهر رم�ضان‬


‫يجب الصيام بأربعة شروط هي‪:‬‬
‫‪.........................................‬‬ ‫الشرط األول‪ :‬اإلسالم؛ فال يصح من‬
‫‪........................................‬‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬البلوغ؛ فال يجب على‬
‫‪........................................‬‬ ‫الشرط الثالث‪ :‬العقل؛ فال يجب على‬
‫‪..................................‬‬ ‫الشرط الرابع‪ :‬القدرة عليه؛ فال يجب على‬

‫التقويم‬

‫شرعا؟‬
‫ماملراد بـ(صوم رمضان) ً‬ ‫‪1‬‬
‫ما مكانة الصيام في اإلسالم؟‬ ‫‪2‬‬
‫دليل على فضل الصيام وخصوصيته عن سائر العبادات‪.‬‬
‫اذكر ً‬ ‫‪٣‬‬
‫متى فرض صوم شهر رمضان؟‬ ‫‪٤‬‬
‫حدد شروط وجوب الصيام‪.‬‬ ‫‪٥‬‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪.185‬‬ ‫‪270‬‬
‫عي»‪ُ :‬م َث ًّنى ض ْبع‪ ،‬وهو‪ :‬ما بني‬ ‫ب‬
‫ْ َّ‬ ‫«ض‬ ‫(‪،)7491‬‬ ‫رقم‬ ‫حبان‬ ‫وابن‬ ‫(‪،)1986‬‬ ‫رقم‬ ‫خزمية‬ ‫ابن‬ ‫وصححه‬ ‫(‪،)٣٢٧٣‬‬ ‫رقم‬ ‫الكبرى‬ ‫السنن‬ ‫(‪ )2‬أخرجه النسائي في‬
‫اإلبط إلى نصف العضد (املعجم الوجيز ص‪.)377‬‬
‫الدر�س احلادي ع�شر‬

‫من أحكام الصيام‬

‫ثبوت دخول �شهر رم�ضان‬


‫يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ .11‬رؤية هالل شهر رمضان عقب غروب الشمس من يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان؛ حلديث‬
‫«صوموا ِل ُرؤ َي ِت ِه‪ ،‬وأفطروا لرِؤ َي ِت ِه»(‪.)1‬‬
‫أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ﷺ‪ُ :‬‬
‫‪ .22‬إكمال شهر شعبان ثالثني يو ًما‪ ،‬وذلك إذا لم ُي َر هالل رمضان‪ ،‬أو حال دون رؤيته َغ ٌ‬
‫يم أو ُغبا ٌر أو‬
‫نحو ذلك؛ لقوله ﷺ في تتمة احلديث السابق‪« :‬فإن ُغ ِّب َي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثالثني»(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫كان يصو ُم‬ ‫يوم وال يومني‪ ،‬إال ٌ‬
‫رجل َ‬ ‫َ‬
‫رمضان بصو ِم ٍ‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬ال َت َقدَّ ُموا‬
‫صو ًما َف ْل َي ُص ْمه»(‪ .)3‬استنتج من هذا احلديث ُحكمني شرعيني يتعلقان بالصيام قبل رمضان‪:‬‬
‫‪............................................................................................................‬‬ ‫‪ -1‬ال يجوز‬
‫‪.............................................‬‬ ‫‪ -2‬يجوز صيام األيام التي يصومها عادة‪ ،‬مثل‪ :‬يوم االثنني‪ ،‬ويوم‬

‫النية في ال�صيام‬
‫الصيام ‪-‬كغيره من العبادات ‪ -‬ال يصح إال ِب ِن َّيةٍ ؛ حلديث عمر بن اخلطاب ‪ ‬أن النبي  قال‪« :‬إمنا األعمال‬
‫بالنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى»‪)4(.‬‬

‫ويختلف وقت وجوب ال ِّنية في الصيام الواجب عن غيره وبيان ذلك كما يلي‪:‬‬
‫ال قبل طلوع الفجر‪ ،‬ويجوز‬ ‫أوالً‪ :‬الصيام الواجب‪ ،‬كصيام رمضان‪ ،‬أو القضاء‪ ،‬أو النذر‪ ،‬فتجب نية الصيام لي ً‬
‫حديث حفص َة ‪ ‬أن النبي  قال‪« :‬من لم ُي َب ِّي ِت‬
‫ُ‬ ‫أن ينوي في أي ساعات الليل شاء‪ ،‬والدليل على ذلك‪:‬‬
‫الصيا َم قبل الفجر فال صيام له»(‪.)5‬‬
‫مفطرا بعد طلوع الفجر‪.‬‬ ‫الشخص من النهار؛ بشرط أال يكون قد تناول ِّ‬
‫ُ‬ ‫ثانياً‪ :‬صيام التطوع‪ ،‬ويصح أن َي ْنوِ َي ُه‬

‫‪271‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ومسلم وهو تتمة احلديث السابق‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٩٠٩‬ومسلم رقم (‪.)1081‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)1‬ومسلم رقم (‪.)7091‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٩١٤‬ومسلم رقم (‪ ،)1082‬وهذا لفظه‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أحمد رقم (‪ )٢٦٤٥٧‬وأبو داود رقم (‪ ،)2454‬والنسائي رقم (‪ )2331‬وهذا لفظه‪ ،‬والدارمي رقم (‪ )١٧٤٠‬وصححه ابن خزمية رقم (‪.)1933‬‬
‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫ي حكم الصيام في احلاالت التالية مع ذكر السبب‪:‬‬
‫َب ِّ ْ‬

‫السبب‬ ‫الحكم‬ ‫الحالة‬


‫شخص مسافر فــي رمــضــان‪ ،‬ولــم ينو صيام‬
‫اليوم الذي سافر فيه‪ ،‬وبعد صالة الفجر‪َ ،‬ن َوى‬
‫الصيا َم‪ ،‬فأمسك عن ِّ‬
‫املفطرات إلى املغرب‪.‬‬
‫شخص ص َّلى الفجر ولم يأكل شي ًئا إلى صالة‬
‫الظهر‪ ،‬ثم َنـ َوى الصيام ت ََط ُّو ًعا فأمسك عن‬
‫ِّ‬
‫املفطرات إلى املغرب‪.‬‬
‫شخص ص َّلى الفجر ولم يأكل شي ًئا إلى صالة‬
‫الظهر‪ ،‬ثــم َنــ َوى الصيام عــن قضاء رمضان‬
‫فأمسك عن امل َف ِّطرات إلى املغرب‪.‬‬

‫الحكمة من م�شروعية ال�صيام‬


‫شرع اهلل تعالى الصيام حلكمة عظيمة َب َّي َن َها في قوله سبحانه‪:‬‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫عرفنا من اآلية السابقة أن اهلل تعالى فرض الصيام ألجل‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬ ‫أ‪ -‬االقتداء باألمم السابقة قبلنا‪.‬‬
‫)‬ ‫هلل َج َّل وعال باالستجابة ألمره واجتناب نهيه‪( .‬‬
‫ب‪ -‬ت َْق َوى ا ِ‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ج‪ -‬صحة أبداننا‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪.183‬‬
‫الفرق بين �صيام الفر�ض والنفل‬
‫يختلف صوم التطوع عن الصيام الواجب في أمور عديدة؛ بيانها فيما يلي‪:‬‬
‫مثاله‬ ‫صيام التطوع‬ ‫مثاله‬ ‫الصيام الواجب‬ ‫وجه‬
‫التفريق‬
‫‪..........................‬‬
‫من بدأه وجب عليه من بدأ صيام القضاء من بدأه جاز له قطعه‬
‫‪..........................‬‬
‫وإتمامه مستحب‬ ‫اإلتمام‬
‫وجب عليه إتمامه‬ ‫إتمامه‬
‫من أفطر يوم عرف َة‬ ‫من أفطر فيه لم‬ ‫من أفطر في صيام‬
‫من أفطر فيه وجب‬
‫لم يجب عليه‬ ‫يجب‬ ‫النذر وجب عليه‬ ‫القضاء‬
‫عليه القضاء‬
‫قضاؤه‬ ‫عليه القضاء‬ ‫قضاؤه‬
‫‪.......................... ...........................‬‬ ‫‪........................... ..........................‬‬

‫‪.........................‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪........................... .........................‬‬ ‫ال ِّن َّية‬

‫م َّر بك قريب ًا الفرق في النية بني الصيام الواجب والتطوع؛ ِّ‬


‫فلخ ْص ُه في الفرق الثالث‪.‬‬

‫التقويم‬

‫ِّخلص ما يتعلق بأحكام النية في الصيام‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫أي شيء ميكن االستدالل باألدلة التالية‪:‬‬
‫على ِّ‬ ‫‪2‬‬
‫أ‪ -‬قول النبي ‪« :‬من لم ُي َب ِّي ِت الصيا َم قبل الفجر فال صيام له»‪.‬‬
‫ب‪ -‬قول النبي ‪« :‬صوموا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته»‪.‬‬
‫أجب بصح أو خطأ مع تصحيح اخلطأ ‪ -‬إن وجد‪ -‬فيما يلي‪:‬‬ ‫‪٣‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬
‫أ‪ -‬يستحب تعيني نية الصيام الواجب قبل طلوع الفجر‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ب‪ -‬ال يجوز تقدم رمضان بصيام يوم أو يومني إال إذا كان صيام ًا يصومه عادة كاالثنني واخلميس‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ ‬
‫ج‪ -‬يجب صيام رمضان إذا مت شعبان ثالثني يو ًما‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫الدر�س الثاين ع�شر‬

‫مفسدات الصيام‬

‫مر بك في دراساتك السابقة أن واع مما يفسد العبادات‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬


‫أ‪ -‬مفس دات الوضوء‪ ،‬وتسمى‪.) ............................................................( :‬‬
‫ب‪ -‬مفس دات الصالة‪ ،‬وتسمى‪.) ...................................................... ( :‬‬
‫فعلى ه ذا ميكن أن تفهم امل راد مبفس دات الصيام‪ ،‬ومتيزه من اخليارين اآلتيني‪:‬‬
‫( )‬ ‫ ‬ ‫أ‪ -‬هي األمور التي تنقص أجر الصائم‪.‬‬
‫( )‬ ‫ب‪ -‬هي التي إذا وجد شيء منها فسد الصيام‪.‬‬

‫مف�سدات ال�صوم‬
‫للصيام مفسدات كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫األول‪ :‬األكل أو الشرب؛ لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما يكون في معنى األكل أو الشرب مما يحصل به تغذية البدن‪ ،‬ولذلك أمثلة؛ منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبر ِّ‬
‫املغذية‪.‬‬
‫ب‪َ -‬ح ْق ُن الدم‪ ،‬ملن احتاج إليه؛ ألن الدم خالصة الغذاء‪ ،‬فكان في معناه‪.‬‬
‫أنبوب من األنف إلى املَ ِعدَ ِة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ج‪ -‬إدخال محلول الطعام من خالل‬
‫عمدا‪ ،‬باستمناء أو غيره؛ فمع كونه محر ًما فهو يفسد الصوم حلديث أبي هريرة ‪ ‬عن‬
‫املني ً‬
‫الثالث‪ :‬إخراج ِّ‬
‫النبي  قال‪« :‬يقول اهلل عز وجل‪ :‬الصوم لي وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي»(‪ ،)٢‬ومن‬
‫نائما فال ُي ِ‬
‫فط ُر بذلك‪.‬‬ ‫املني ً‬
‫فعل ذلك لم يكن ممن ترك شهوته‪ ،‬أما لو احتلم بأن خرج منه ُّ‬
‫الرابع‪ :‬إخراج القي ِء ْ‬
‫عم ًدا‪ ،‬أما من خرج منه القيء بغير قصد فصومه صحيح‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪.187‬‬ ‫‪274‬‬


‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)٧٤٩٢‬ومسلم رقم (‪.)1151‬‬
‫(‪.)1‬‬‫احلاجم واحملجو ُم»‬
‫ُ‬ ‫اخلامس‪ :‬إخراج الدم عن طريق ا ِْحل َجامة؛ حلديث شداد بن أوس ‪ ‬أن النبي  قال‪« :‬أفطر‬
‫كثيرا‪ ،‬وال يجوز فعل ذلك للصائم إال عند الضرورة؛ وإذا فعله‬
‫الصائم‪ :‬سحب الدم للتبرع به إذا كان ً‬ ‫َ‬ ‫ومما ِّ‬
‫يفطر‬
‫للضرورة وجب عليه القضاء‪ ،‬وأما القليل الذي يؤخذ ألجل التحليل مث ًال فال يفطر به الصائم‪.‬‬
‫السادس‪ :‬خروج دم احليض أو ال ِّنفاس‪.‬‬

‫�شروط الفطر بها‬


‫شروط؛ بيانها فيما يأتي‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بشيء منها إ َّال بثالثة‬
‫الصائم َ‬
‫ُ‬ ‫دات السابقة (‪َ ،)2‬ال ُي ِ‬
‫فط ُر‬ ‫ِ‬
‫املفس ُ‬

‫مثاله‬ ‫الشرط‬ ‫م‬


‫فط ُر الجاهل مثل‪:‬‬ ‫فال ُي ِ‬
‫‪ -1‬من ابتلع الطعام الباقي بين أسنانه يظنه ال ّ‬
‫يفطر‪.‬‬ ‫َ‬
‫يكون عا ِلم ًا‬ ‫ْأن‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -2‬من ‪....................................................................‬‬

‫فط ُر الناسي مثل‪:‬‬ ‫فال ُي ِ‬


‫ناسيا‪.‬‬
‫‪ -1‬من أكل أو شرب ً‬ ‫َ‬
‫يكون ِ‬
‫ذاكراً‬ ‫ْأن‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -2‬من ‪....................................................................‬‬

‫المك َر ُه مثل‪:‬‬ ‫فال ُي ِ‬


‫فط ُر ُ‬
‫غما عنه‪.‬‬ ‫‪ -1‬من سقا ُه َش ٌ‬
‫خص الما َء َر ً‬ ‫َ‬
‫يكون عا ِمداً‬ ‫ْأن‬ ‫‪3‬‬
‫ض فنزل إلى جو ِفه شيء من الما ِء بغي ِر اختيا ِر ِه‪.‬‬ ‫تم ْض َم َ‬
‫‪ -2‬من َ‬
‫‪.................................................................... -3‬‬

‫‪275‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه أحمد برقم (‪ ،)١٧١٢٧‬وأبو داود رقم (‪ ،)2367‬والنسائي رقم (‪.)3138‬‬
‫َ‬
‫احليض وال ِّنفاس‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ماعدا‬
‫حكم من فعل �شيئا من ال ُم ْف�سِ ِ‬
‫دات‬
‫من أتى بشيء من املُ ْف ِسدات ِّ‬
‫متعم ًدا من غير رخصة شرعية‪ ،‬ترتب على فعله أربعة أمور‪:‬‬
‫األول‪ :‬فساد الصيام‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬وجوب اإلمساك عن ِّ‬
‫املفطرات في بقية يومه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬وجوب التوبة إلى اهلل تعالى من هذا الذنب العظيم املعدود من كبائر الذنوب‪.‬‬
‫شرعا‪.‬‬
‫جتب فيه ً‬
‫الرابع‪ :‬وجوب قضاء هذا اليوم الذي أفسده‪ ،‬ووجوب الكفارة فيما ُ‬

‫�أمور ال تف�سد ال�صوم‬


‫هناك أمور قد يفعلها الصائم‪ ،‬أو يحتاج إليها وهي غير ُم َف ِّط َرةٍ ‪ ،‬وال تؤثر في الصيام‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫استعمال اإلبر غير املغذية‪ ،‬مثل‪ :‬اإلبر العالجية‪ ،‬وإبر املضادات احليوية‪،‬‬ ‫أ‬
‫وإبر األنسولني ملرضى السكر‪.‬‬
‫سحب الدم القليل للتحليل‪.‬‬ ‫ب‬
‫خروج الدم اليسير من أي جزء من أجزاء البدن‪.‬‬ ‫ج‬
‫األسنان‪ ،‬بشرط عدم تعمد بلع املعجون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومعجون‬ ‫استعمال ال ُف َ‬
‫رشا ِة‬ ‫د‬
‫السواك‪ ،‬الرطب أو اليابس‪ ،‬وسواء استعمله قبل الزوال أو بعده‪.‬‬ ‫هـ‬
‫استعمال بخاخ ال َّر ُبو‪.‬‬ ‫و‬
‫استعمال األكسجني أو البخار ِل ْل َم ْر َضى‪.‬‬ ‫ز‬
‫القطرة في العني‪ ،‬أو ا ُأل ُذن‪.‬‬ ‫ح‬
‫الطيب وال َبخور‪ ،‬لكن ال يستنشق البخور‪.‬‬ ‫استعمال ِّ‬ ‫ط‬
‫الضرس أو َح ْف ُره‪ ،‬مع ال َّت َو ِّقي من َب ْل ِع الدم أو الدواء‪.‬‬ ‫َق ْل ُع ِّ‬ ‫ي‬

‫‪276‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)5812‬ومسلم رقم (‪ ،)1111‬وال َع َرق‪ :‬ال َّزبيل أو املِكتل الذي يوضع فيه التمر أو غيره‪ ،‬طنبيها‪ :‬طرفاها‪.‬‬
‫طلوع الفجر �أو في غروب ال�شم�س‬ ‫من �أفطر �شا ًّك‬
‫�شاكا في طلوع‬
‫تبي أنه قد طلع الفجر‪،‬‬
‫شاك في طلوع الفجر‪ ،‬ثم َّ‬ ‫املسألة األولى‪ :‬من أفطر وهو ٌّ‬
‫َ‬
‫األصل بقا ُء الليل‪.‬‬ ‫فصيامه صحيح؛ ألن‬
‫تبي له أنها‬
‫شاك في غروب الشمس‪ ،‬ثم َّ‬ ‫املسألة الثانية‪:‬من أكل أو شرب وهو ٌّ‬
‫َ‬
‫األصل بقا ُء النهار‪.‬‬ ‫لم تغرب؛ وجب عليه القضاء؛ ألن‬

‫التقويم‬

‫‪َ 1‬ص ِّنف هذه احلاالت وفق اجلدول اآلتي‪ :‬املريض الذي يرجى شفاؤه ويتضرر بالصيام ‪ -‬املرأة‬
‫احلامل التي ال يشق عليها الصيام ‪ -‬املسافر ‪ -‬املرأة املرضع التي تتضرر بالصيام ‪ -‬املرأة النفساء ‪-‬‬
‫املريض الذي ال يرجى شفاؤه ويتضرر بالصيام ‪ -‬كبير السن الذي يستطيع الصيام ‪ -‬املرأة العجوز‬
‫التي ال تستطيع الصيام ‪ -‬املرأة احلائض‪.‬‬

‫من ال يباح له الفطر‬ ‫من يفطر ويجب عليه القضاء من يفطر وتجب عليه الكفارة‬

‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬

‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬

‫شاك في طلوع الفجر‪ ،‬ومن أكل وهو ٌّ‬


‫شاك في غروب الشمس‪.‬‬ ‫‪ 2‬قارن بني من أكل وهو ٌّ‬
‫‪ 3‬من فعل شي ًئا من ِّ‬
‫املفطرات‪ ،‬فإنه ال ي ُفط ِر ُإال بثالثة شروط‪:‬‬
‫ب‪ -‬اذكر مثا ًال على ٍّ‬
‫كل منها‪.‬‬ ‫ ‬‫أ‪ -‬اذكر هذه الشروط‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫الدر�س الثالث ع�شر‬

‫من يباح لهم الفِ ْطرُ في رمضان‬

‫ِمن ُي ْسر هذه الشريعة املباركة أن َخ َّف َفت األحكام الشرعية‬


‫إذا ُوجد عذر يقتضي ذلك‪ ،‬ومن ذلك الصيام‪ ،‬فقد أباح اهلل‬
‫الف ْط َر عند وجود العذر الشرعي‪ ،‬وفيما يأتي بيان‬
‫جل وعال ِ‬
‫من يباح لهم الفطر في رمضان‪ ،‬وهم قسمان‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬من ُيباح له الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫أو ًال‪ :‬املريض ً‬
‫مرضا يرجى شفاؤه ‪-‬بإذن اهلل تعالى‪ -‬ويتضرر من الصيام أو يشق عليه‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬املسافر‪ ،‬سواء سافر بالطائرة أو بالباخرة أو بالسيارة‪ ،‬وسواء َو َجدَ َم َش َّق ًة في َس َف ِر ِه أو لم يجد‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ‬ ‫والدليل عليهما‪ :‬قول اهلل تعالى‪:‬‬
‫ثالثاً‪ :‬املرأة احلامل واملرضع؛ إذا خافتا على أنفسهما‪ ،‬أو خافتا على أنفسهما وولدهما‪ ،‬فهما في حكم املريض‪.‬‬
‫فهوالء يجوز لهم الفطر‪ ،‬ولكن يجب عليهم قضاء الصوم في وقت آخر(‪.)٢‬‬
‫رابعاً‪ :‬املرأة احلائض والنفساء‪ ،‬والفطر واجب عليهما‪ ،‬وال يصح صومهما‪ ،‬فعن عائشة ‪ ‬قالت‪« :‬كان يصيبنا ذلك؛‬
‫فنؤمر بقضاء الصوم‪ ،‬وال نؤمر بقضاء الصالة» (‪.)٣‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫أو ًال‪ :‬املريض ً‬
‫مرضا ال يرجى شفاؤه‪ ،‬كمرض السرطان املنتشر في البدن‪ ،‬وغيره‪.‬‬
‫ثانياً‪:‬كبير السن الذي ال يستطيع الصيام‪.‬‬
‫فهؤالء يفطرون ويطعمون عن كل يوم من شهر رمضان مسكي ًنا‪.‬‬ ‫•‬
‫اخلرف فقد زال عنه التكليف‪ُ ،‬فيفطر وال شيء عليه‪.‬‬
‫وأما إذا وصل الكبير إلى درجة َ‬ ‫•‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪.185‬‬


‫(‪ )2‬ألن هذا ما أفتت به اللجنة الدائمة كما في فتاواها املجموعة الثانية ‪.953/6‬‬ ‫‪278‬‬
‫(‪ )٣‬أخرجه مسلم رقم (‪ )335‬وللبخاري معناه رقم (‪.)315‬‬
‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫‪َ 1‬ب ِّي الواجب في احلاالت اآلتية؛ مع بيان السبب‪:‬‬

‫السبب‬ ‫الواجب عليه‬ ‫الحالة‬

‫كبير في السن اليستطيع‬


‫الصوم مطل ًقا‬
‫مسافر أفطر يومين‬

‫فأحس بالعطش‪ ،‬فأحب‬


‫َّ‬ ‫شخص مسافر في رمضان‪ ،‬رجع إلى بلده بعد صالة الظهر وهو صائم‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫مسافرا‪ ،‬ما حكم إفطاره؟ وملاذا؟‬
‫ً‬ ‫اإلفطار ألنه كان‬

‫ق�ضاء �صوم رم�ضان‬


‫من أفطر في رمضان وجب عليه القضاء؛ لقوله تعالى‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫ما معنى قضاء صيام رمضان؟‬
‫‪....................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................‬‬

‫‪279‬‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة آية ‪.185‬‬
‫وقت الق�ضاء وحكم ت�أخيره‬
‫يجب قضاء صيام رمضان فيما بينه وبني رمضان اآلتي له‪ ،‬واألفضل املبادرة للقضاء‪ ،‬وال يجوز تأخير‬
‫القضاء إلى ما بعد رمضان اآلتي‪ ،‬فعن عائشة ‪ ‬قالت‪« :‬كان يكون َّ‬
‫علي الصو ُم من رمضان فما‬
‫أقضي إال في شعبان»‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫أستطيع أن‬
‫أخر القضا َء َع ِق َب رمضان اآلتي فله حالتان‪:‬‬
‫فمن َّ‬
‫شرعي‪ ،‬مثل‪ :‬أن يستمر به املرض إلى رمضان اآلخر‪ ،‬فهذا عليه القضاء فقط‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬أن ِّ‬
‫يؤخ َره ل ُعذر‬
‫شرعي‪ ،‬فهذا يأثم بالتأخير‪ ،‬ويجب عليه التوبة‪ ،‬والقضاء‪ ،‬وإطعام مسكنيٍ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬أن ِّ‬
‫يؤخ َره لغير عذر‬
‫عن كل يوم‪.‬‬

‫�صوم التطوع لمن عليه ق�ضاء‬


‫ •من كان عليه قضا ُء من رمضان فاألفضل املبادرة به قبل صيام التطوع‪.‬‬
‫ •إذا كان صيام التطوع مما ي ُفوت وقته‪ :‬كصيام عر َفة‪ ،‬وعاشوراء‪ ،‬فيجوز له صيامهما قبل القضاء‪)2( .‬‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬

‫التقويم‬

‫من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء؟‬ ‫‪1‬‬
‫حدد الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم الفدية‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ما لدليل على وجوب قضاء صوم رمضان؟‬ ‫‪٣‬‬
‫ماملراد بالفدية التي يجب إخراجها عن صوم رمضان؟‬ ‫‪٤‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم ( ‪ ،)١٩٥٠‬ومسلم رقم ( ‪.)1146‬‬ ‫‪280‬‬


‫(‪ )2‬ولكن ال يحصل له الفضل املرتَّب على صيام ست من شوال إال إذا صامها بعد القضاء‪.‬‬
‫الدر�س الرابع ع�شر‬

‫ات الصيام‬
‫مُ ْستَ حَ بَّ ُ‬

‫‪ 1‬اإلكثار من العبادات بأنواعها؛ فإن العمل الصالح في رمضان أعظم منه في غيره‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ ،............................‬و‪ ،............................‬و‪ ،............................‬و‪...............................‬‬
‫‪ 2‬حفظ اللسان عن كثرة الكالم وكفه عن ما يكره‪ ،‬فإن شامته أحد فيسن أن يقول له جهراً‪« :‬إني صائم»؛‬
‫حلديث أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إذا كان يو ُم صيا ِم َأ َح ِد ُك ْم َفال ير ُفث يومئذ وال َي ْص َخ ْب‪،‬‬
‫فإن َش َ َ‬
‫اته َأحدٌ أو َقا َت َل ُه َفليقل‪ :‬إني امر ٌؤ صائم» (‪.)1‬‬
‫السحور بركة»(‪ ،)2‬وهذه البركة تشمل‪:‬‬
‫السحور‪ ،‬حلديث أنس ‪ ‬أن النبي  قال‪« :‬ت ََس َّحروا فإن في َّ‬ ‫‪ُّ 3‬‬
‫رعي ُة‪ ،‬من امتثال أمر الرسول  واالقتداء به واتباع سنته‪ ،‬ومخالفة أهل الكتاب‪ ،‬وحصول‬ ‫أ ‪-‬ال َب َر َك ُة َّ‬
‫الش ِ‬
‫األجر والثواب‪ ،‬والتسبب للذكر والدعاء في وقت السحر الذي هو َم ِظ َّن ُة اإلجابة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ال َب َر َك ُة ال َبدَ ِن َّي ُة‪ ،‬من تغذية البدن وتقويته على الصوم‪ ،‬والزيادة في النشاط ومدافعة سوء اخللق الذي‬
‫يثيره اجلوع‪.‬‬
‫الف ْطر؛ حلديث سهل بن سعد ‪ ‬أن رسول اهلل  قال‪« :‬ال يزال الناس بخير‬ ‫تأخير السحور وتعجيل ِ‬ ‫‪4‬‬
‫الف ْطر» (‪.)3‬‬
‫عجلوا ِ‬
‫ما َّ‬
‫أن يكون في َس ُحوره َ ْت ٌر‪ ،‬فعن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬أن النبي  قال‪ِ « :‬ن ْع َم َس ُحو ُر ا ْل ُـمــؤ ِم ِن ال َّت ْم ُر»(‪.)4‬‬ ‫‪5‬‬
‫اإلفطار على ُرطب‪ ،‬فإن لم يجد َف َع َلى َ ْت ٍر‪ ،‬فإن لم يجد َف َع َلى ماء‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫قوله إذا أفطر‪« :‬ذهب الظم ُأ وا ْب َت َّلت العروق‪ ،‬و َثب َت األجر إن شاء ُ‬
‫اهلل» (‪.)5‬‬ ‫‪7‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫ملاذا يستحب للصائم عندما يخاصمه شخص أن يقول‪ :‬إني صائم؟‬

‫‪281‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٩٢٣‬ومسلم رقم (‪.)1095‬‬ ‫ ‬


‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٩٠٤‬ومسلم رقم (‪.)1151‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبوداود رقم (‪ )2345‬وصححه ابن حبان رقم (‪.)3475‬‬ ‫ ‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٩٥٧‬ومسلم رقم (‪.)1098‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود رقم (‪.)2357‬‬
‫ما يحرم على ال�صائم‬
‫يحرم على الصائم وغير الصائم الكذب والغيبة والشتم والفحش‪ ،‬وإيذاء الناس‪ ،‬والنظر أو االستماع إلى‬
‫احلرام‪ ،‬والتحرمي في حق الصائم أشدُّ ؛ ألنه وقت فاضل‪ ،‬وفي حديث أبي هريرة ‪ ‬أن النبي  قال‪:‬‬
‫«من لم َيدَ ْع َ‬
‫قول الزو ِر والعمل به واجلهل؛ فليس هلل حاج ٌة أن َيدَ عَ طعا َم ُه َ‬
‫وشرا َب ُه» (‪.)1‬‬

‫ما يكره لل�صائم‬


‫‪  1‬جمع ريقه وبلعه‪.‬‬
‫‪ 2‬املبالغة في املضمضة واالستنشاق‪ ،‬وفي حديث َل ِق ِ‬
‫يط ِبن َص ِب َرة ‪ ‬أن النبي  قال له‪« :‬وبا ِلغْ في‬
‫صائما» (‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫االس ِت ْن َش ِ‬
‫اق إال أن تكون‬ ‫ْ‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫الصيام فرصة الكتساب الفضائل‪ ،‬وترك الرذائل‪ ،‬وتعويد النفس على الصبر‪ ،‬شارك في احلوار مع‬
‫معلمك حول املظاهر احلسنة التي ينبغي احلرص عليها وتعزيزها في رمضان‪ ،‬واكتب خالصة ذلك‪.‬‬

‫�صوم التطوع‬
‫ِلي بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت‬
‫قال اهلل تعالى في احلديث القدسي‪« :‬وما يزال عبدي يتقرب إ َّ‬
‫سمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي ميشي بها‪ ،‬وإن سألني‬
‫(‪)٣‬‬
‫ألعطينه‪ ،‬ولئن استعاذني ألعيذنه»‪.‬‬
‫من أسباب محبة اهلل للمؤمن‪ :‬إكثاره من النوافل والتطوعات‪ ،‬ومداومته عليها‪ ،‬ومن تلك التطوعات‪،‬‬
‫التطوع بالصيام‪ ،‬وفي هذا املوضوع سنتعرف على بعض الفضائل واألحكام التي ستكون عون ًا لنا ‪ -‬بإذن‬
‫اهلل ‪ -‬على أداء هذه العبادة العظيمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٩٠٣‬ورقم (‪ ،)٦٠٥٧‬الزور‪ :‬هو كل كالم مائل عن احلق‪ ،‬ومنه الكذب والبهتان وشهادة الزور‪.‬‬
‫وقذف‪ ،‬وهو ضد ا ِحللم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وسب‬
‫شتم ٍ‬
‫واجلهل‪ :‬السفه‪ ،‬من ٍ‬ ‫‪282‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود رقم (‪.)142‬‬
‫(‪ )٣‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)٦٥٠٢‬ومعنى احلديث أن اهلل تعالى يسدده في هذه األعضاء‪ ،‬فال يسمع وال يبصر وال يعمل بيده وال ميشي برجله إال فيما يرضي اهلل عز وجل‪.‬‬
‫ف�ضل �صيام التطوع‬
‫أتعرف على فضائل الصوم من خالل ما أستنبطه من األحاديث اآلتية‪:‬‬

‫الفضيلة‬ ‫الدليل‬

‫عن أبي سعيد ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما من عبد يصوم يوم ًا في‬
‫(‪)١‬‬
‫سبيل اهلل تعالى إال باعد اهلل بذلك اليوم وجهه عن النار سبعني خري ًفا»‪.‬‬
‫عن عبد اهلل بن عمر ‪ ‬أن رســول اهلل ﷺ قال‪« :‬الصيام والقرآن يشــفعان‬
‫رب منعته الطعام والشــهوة؛ فشــ ِّفعني‬
‫للعبد يوم القيامة يقول الصيام‪ :‬أي ِّ‬
‫(‪)٢‬‬
‫فيه‪ ،‬ويقول القرآن‪ :‬منعته النوم بالليل؛ فش ِّفعني فيه‪ ،‬قال‪ :‬فيشفعان»‪.‬‬

‫عن سهل بن سعد ‪ ‬أن النبي ﷺ قال‪« :‬إن في اجلنة با ًبا يقال له الريان‪،‬‬
‫يدخل منه الصائمون يوم القيامة؛ ال يدخل منه أحدٌ غيرهم فإذا دخلوا‬
‫(‪)٣‬‬
‫أغلق فلم يدخل منه أحد»‪.‬‬

‫‪٣‬‬ ‫نشاط‬
‫أكتب بعض األسباب التي ميكن أن تشجع وتعني على احملافظة على‬
‫ُ‬ ‫بالتعاون مع مجموعتي‪،‬‬
‫صيام التطوع‪.‬‬
‫‪........................................................................................... 1‬‬

‫‪........................................................................................... 2‬‬

‫‪........................................................................................... 3‬‬

‫‪........................................................................................... 4‬‬

‫‪........................................................................................... 5‬‬

‫(‪ )١‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)٢٨٤٠‬ومسلم رقم (‪.)1153‬‬


‫‪283‬‬ ‫(‪ )٢‬أخرجه أحمد رقم (‪.)٦٦٢٦‬‬
‫(‪ )٣‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٨٩٦‬ومسلم رقم (‪.)1152‬‬
‫�أف�ضل �صيام التطوع‬
‫أفضل صيام التطوع هو صيام داود ‪ ،‬كان يصوم يوم ًا ويفطر يوماً‪.‬‬
‫وأفضل شهر يستحب الصوم فيه‪ :‬شهر اهلل احملرم‪ ،‬وآكده يوم عاشوراء‪ ،‬وهو اليوم العاشر من ُاملَ َّرم‪،‬‬
‫وصومه ُي َك ِّف ُر السن َة التي قبله‪ ،‬كما قال النبي ﷺ‪« :‬صوم يوم عاشوراء كفارة سنة»‪ )1(.‬واألفضل أن‬
‫يصوم التاسع والعاشر‪ ،‬أو العاشر واحلادي عشر‪ ،‬أو صام الثالثة فكله حسن‪.‬‬

‫ماي ّ‬
‫ُ�سن �صومه‬
‫ستة أيام من شهر شوال؛ لقول النبي ﷺ‪« :‬من صام رمضان وأتبعه س ّتًا من شوال كان كصيام الدهر»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪1‬‬

‫تسعة أيام من أول شهر ذي احلجة‪ ،‬وآكدها يوم عرفة‪ ،‬إال للحاج فال يسن له صومه‪ ،‬وصيامه ُي َك ِّف ُر سنتني‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫صيام ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬واألفضل أن يجعلها أيام البيض‪ ،‬وهي‪ :‬الثالث عشر‪ ،‬والرابع عشر‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫واخلامس عشر‪.‬‬
‫صيام االثنني واخلميس من كل أسبوع؛ ألن النبي ﷺ كان يصومهما‪ .‬فسئل عن ذلك؟ فقال‪« :‬إن‬ ‫‪4‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أعمال العباد تُعرض يوم االثنني واخلميس‪ ،‬وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم»‪.‬‬

‫مايكره �صومه‬
‫إِفراد شهر رجب بالصوم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫إِفراد يوم اجلمعة بالصوم للنهي عن ذلك‪ ،‬فإن صام يو ًما قبله أو بعده زالت الكراهة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مايحرم �صومه‬
‫صوم يوم عيد الفطر‪ ،‬ويوم عيد األضحى‪ ،‬للنهي عنه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫صوم أيام التشريق‪ ،‬وهي‪ :‬يوم احلادي عشر‪ ،‬والثاني عشر‪ ،‬والثالث عشر من شهر ذي احلجة‪ ،‬إال‬ ‫‪2‬‬

‫للمتمتع والقارن في احلج إذا لم يجدا الهدي‪.‬‬


‫ِّ‬
‫الشك‪ ،‬وهو يوم الثالثني من شعبان إذا كانت ليلته ليلة غيم أو غبار يحول‬ ‫أج ِل‬
‫يوم الشك من ْ‬ ‫‪3‬‬

‫دون رؤية الهالل‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم رقم (‪.)194‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم رقم (‪.)١١٦٤‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه النسائي رقم (‪ ،)2358‬وأحمد رقم (‪.)٢١٧٥٣‬‬
‫التقويم‬

‫ِ َل ْك َل ِة َّ‬
‫الس ُحور َب َر َك ٌة عظيمة؛ اكتب ‪ -‬في حدود ثالثة أسطر ‪ -‬عن هذه ال َب َر َك ِة‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫أجب بصح أو خطأ مع تصحيح اخلطأ ‪ -‬إن وجد‪ -‬فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪٢‬‬
‫( )‬ ‫أ‪ -‬يجب السحور على كل شخص أراد الصيام‪.‬‬
‫( )‬ ‫ ‬‫مرغما فصيامه صحيح‪.‬‬
‫ناسيا أو ً‬
‫ب‪ -‬من أفطر ً‬
‫ج‪ -‬يجب على املسافر أن يفطر في رمضان ويقضي األيام التي أفطرها‪) ( .‬‬

‫ُأص ِّن ُف الكلمات اآلتية في املكان املناسب لها‪:‬‬ ‫‪٣‬‬


‫صوم يوم العيد‪ ،‬صوم يوم الشك‪ ،‬إفراد يوم اجلمعة‪ ،‬صيام ست من شوال‪ ،‬صيام يومي االثنني‬
‫واخلميس‪ ،‬صيام أيام التشريق‪ ،‬صيام ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬صوم يوم عرفة‪.‬‬

‫من الصيام احملرم‬ ‫من الصيام املكروه‬ ‫من الصيام املستحب‬

‫‪285‬‬
‫الوحــــــــــــــدة‬
‫‪٦‬‬

‫العشر األواخر من رمضان‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪ :‬‬

‫(‪ )1‬سورة القدر آية ‪.3‬‬


‫الدر�س اخلام�س ع�شر‬

‫ليلة القدر واالعتكاف‬

‫تمهيد‬
‫كان رسول اهلل  يجتهد في العشر األواخر من رمضان ماال يجتهد في غيرها‪ ،‬فقد كان يشد مئزره‬
‫ويحيي ليله ويوقظ أهله‪ ،‬وفي العشر ليلة عظيمة نزل فيها القرآن الكرمي وفي قيامها فضل عظيم‪ ،‬وقد‬
‫كان آخر أمر رسول اهلل  اعتكافه في هذه العشر املباركة‪.‬‬

‫مكانتها وف�ضلها‬

‫(‪ ،)1‬أي‪:‬‬ ‫ليل ُة القدر ليل ٌة شريفة‪ ،‬وهي أفضل الليالي‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها َل ْي َل ُة ال َقدْ ر‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬عن النبي  قال‪« :‬من قا َم َل ْي َل َة ال َقدْ ِر إميا ًنا واحتسا ًبا ُغفر له ما تقدم من ذنبه»(‪.)2‬‬

‫عدم تحديدها‬
‫ليلة القدر في العشر األواخر من رمضان‪ ،‬ولكنها غير محددة في أي ليلة منها‪ ،‬فينبغي َ َت ِّريها في جميع‬
‫العشر األواخر‪ ،‬وهي في َأوتَارها آكدُ ‪ ،‬و َأ ْر َج َاها ليلة ٍ‬
‫سبع وعشرين‪.‬‬
‫سبع وعشرين‪ ،‬وهكذا‪،‬‬ ‫وهي ُم َت َن ِّق َل ٌة بني الليالي‪ ،‬فقد تكون في َس َنةٍ ليل َة إحدى وعشرين‪ ،‬وفي سنةٍ ليل َة ٍ‬
‫فعن أبي سعيد اخلدري ‪ ‬أن النبي  قال‪« :‬التمسوها في العشر األواخر‪ ،‬في ِّ‬
‫كل ِوتْر»(‪.)3‬‬
‫كثيرا‪ ،‬وقد أخبر‬ ‫واحلكمة من عدم حتديدها‪ :‬أن يجتهد الناس في جميع أيام العشر‪ ،‬فيدركوا بذلك ً‬
‫خيرا ً‬
‫خيرا للمسلمني‪.‬‬
‫النبي  أن في إخفائها ً‬
‫(‪ )1‬سورة القدر آية ‪.3‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)١٩٠١‬ومسلم رقم (‪.)760‬‬
‫‪288‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)٢٠٢٧‬ومسلم رقم (‪ ،)1167‬وهذا لفظه‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫نشاط‬
‫عن عبادة بن الصامت ‪ ‬أن رسول اهلل  خرج يخبر بليلة القدر فتالحى رجالن من املسلمني فقال‪:‬‬
‫خيرا لكم‪ِ ،‬ا َْل َت ِم ُس َ‬
‫وها‬ ‫«إني َخ َر ْج ُت ِ ُلخ ِب َر ُكم بليل ِة ال َقدْ رِ‪ ،‬وإنه ت ََل َحى ُفالن و ُفالن َف ُر ِف َع ْت‪َ ،‬‬
‫وع َسى أن يكون ً‬
‫واخلمس»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫سع‬
‫السبع وال ِّت ِ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫وعن أبي سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬يا أيها الناس إنها كانت ُأبي َن ْت لي ليلة القدر‪،‬‬
‫خرجت ألخبركم بها فجاء رجالن يختصمان معهما الشيطان ف ُن ِّسيتها‪ ،‬فالتمسوها في العشر‬
‫ُ‬ ‫وإني‬
‫األواخر»(‪.)2‬‬
‫اقرأ احلديثني بتأمل‪ ،‬وحدِّ د منهما ما يأتي‪:‬‬

‫ما يدل عليه في الحديث‬ ‫المطلوب‬ ‫م‬

‫ليلة القدر غير ُم َحدَّ َدة‬ ‫‪1‬‬


‫«‪»...................................................‬‬
‫إخفاؤها فيه خي ُر لألمة‬ ‫‪2‬‬
‫«‪»...................................................‬‬
‫مشروعية االجتهاد في أوتار العشر األواخر‬ ‫‪3‬‬
‫«‪»...................................................‬‬

‫ما ي�ستحب فيها‬


‫طلبا لليلة القدر‪ ،‬قالت عائشة‬
‫‪ -1‬اإلكثار من الطاعات؛ فقد كان النبي  يجتهد في العشر األواخر ً‬
‫‪« :‬كان رسول اهلل  يجتهد في العشر األواخر ما ال يجتهد في غيره»(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬احلرص على قيام الليل في العشر األواخر من رمضان حت ِّر ًيا ِل َلي َل ِة ال َقدْ ر‪ ،‬قالت عائشة ‪« :‬كان النبي‬
‫ إذا َد َخ َل ال َع ْش ُر َشدَّ ِم ْئ َز َر ُه‪َ ،‬و َأ ْح َيا َل ْي َل ُه‪ ،‬و َأ ْي َق َظ َأ ْه َل ُه»(‪.)4‬‬
‫‪ -3‬اإلكثار فيها من الدعاء‪ ،‬وأفضله ما ورد في حديث عائشة ‪ ‬أنها قالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أرأيت إن‬
‫له َّم إنك عف ٌّو ُ ِت ُّب ال َعف َو ْ‬
‫فاع ُف ع ِّني»(‪.)5‬‬ ‫وافقت ليلة القدر مب أدعو؟ قال‪« :‬تقولني‪ :‬الَّ ُ‬
‫ُ‬

‫‪289‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه مسلم رقم (‪ ،)1167‬وأصله في البخاري رقم (‪.)1912‬‬


‫(‪ )4‬أخرجه البخاري رقم (‪ ،)٢٠٢٤‬ومسلم رقم (‪.)1174‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪.)49‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم رقم (‪.)1175‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه الترمذي رقم (‪.)3513‬‬
‫االعتكاف‬
‫يحتاج اإلنسان في حياته إلى لحظات يخلو فيها مع نفسه؛ لتهذيبها‪ ،‬وزيادة إيمانها‪ ،‬ومحاسبتها‪ .‬ومن أجل‬
‫ذلك شرع للمسلم عبادة االعتكاف في المسجد؛ التي تعينه على الحصول على هذه المعاني اإليمانية‪.‬‬
‫فما االعتكاف؟‬

‫تعريفه‬
‫االعتكاف هو‪ :‬لزوم المسجد لعبادة اهلل تعالى‪.‬‬

‫حكم االعتكاف‬
‫االعتكاف س ّنة في كل وقت‪ ،‬وفي رمضان أفضل‪ ،‬وأفضله في العشر األواخر منه‪ ،‬وقد داوم الرسول ﷺ‬
‫على االعتكاف في هذه العشر حتى توفاه اهلل‪ ،‬فعن عائشة ‪ ‬قالت‪« :‬كان رسول اهلل ﷺ يعتكف العشر‬
‫األواخر من رمضان حتى توفاه اهلل تعالى‪ ،‬ثم اعتكف أزواجه من بعده» (‪.)1‬‬

‫‪2‬‬ ‫نشاط‬
‫أناقش مع مجموعتي‪ :‬ملاذا كانت العشر األواخر من رمضان هي أفضل أوقات االعتكاف؟‬
‫أكتب خالصة ذلك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬

‫نية االعتكاف‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫�شروط االعتكاف‬
‫أن يكون في مسجد تقام فيه اجلماعة‪ ،‬فال يصح في غير‬ ‫‪2‬‬
‫املسجد‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري رقم (‪.)2026‬‬
‫‪290‬‬
‫‪ -‬يســتحب للمعتكــف أن يشــتغل بالطاعــات‪ ،‬من صالةٍ‬
‫وصدقة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وذكر‬
‫ٍ‬ ‫وقراءةٍ للقرآن‬ ‫م�ستحبات االعتكاف‬
‫‪ -‬يســتحب أن يتجنب ما ال يعنيه‪ ،‬وأن يبتعد عن اجلدال‪،‬‬
‫وكثرة الكالم‪.‬‬

‫‪ 1‬اخلروج من املسجد لغير حاجة‪.‬‬

‫‪ 2‬مباشرة الرجل المرأته‪.‬‬ ‫مبطالت االعتكاف‬

‫‪ 3‬نية قطع االعتكاف‪.‬‬

‫‪٣‬‬ ‫نشاط‬
‫ُأ َم ِّي ُز بني ما ينقطع به االعتكاف‪ ،‬وما ال ينقطع به فيما يأتي‪ ،‬مع بيان السبب‪:‬‬

‫السبب‬ ‫الحكم‬ ‫الحالة‬

‫اخلروج من املعتكف لتناول القهوة‪.‬‬


‫اخلروج من املعتكف لقضاء احلاجة‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫التقويم‬

‫ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر؟‬ ‫‪١‬‬


‫ما حكم االعتكاف؟ وأين محله؟‬ ‫‪2‬‬
‫ما األمور المستحبة للمعتكف؟‬ ‫‪3‬‬
‫أجب بعالمة (‪ )‬أمام العبارة الصحيحة وعالمة (‪ )‬أمام العبارة غير الصحيحة‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫أ ـ ليلة القدر في العشر الوسطى من رمضان‪ .‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‬ ‫ ‬
‫ب ـ النية شرط في صحة االعتكاف‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ج ـ يستحب للمعتكف االبتعاد عن كثرة الكالم‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ألي أمر يريده‪.‬‬
‫د ـ يخرج المعتكف من معتكفه ِّ‬

‫‪292‬‬

You might also like