Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 138

‫ولما ال ؟!


‫ريھام مختار‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمه‬
‫قيدتمونى بقيودكم وظننتم اننى سأستسلم!‪،‬‬
‫كال لن يحدث اتطنون انكم قادرين على تحطيمي؟‬
‫ال ‪...‬انتم مخطئين لو قيدتم انفاسى ودقات قلبى‪،‬‬
‫لن استسلم‪ ،‬سأتمسك بالحياة الخر نبض‪.‬‬
‫لو قيدتمونى بأالف القيود ووضعتمونى فى دائره‬
‫من النيران المشتعله لن استسلم‪.‬‬
‫بالطبع لست كـ إبراھيم لتكون النار بردا وسالما‬
‫على جسدى‪ ،‬لكنى املك سالح اقوى من قيودكم‬
‫اال وھو االراده‪ ،‬سأجعل من النيران وسيله‬
‫لتحطيم قيودكم ولتذھب قيودكم الى الجحيم‬
‫تذكروا انا ال استسلم !‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفصل االول‬

‫كـ طير حر طليق‬


‫يحلم بالتحليق‬
‫كان مستعد ‪..‬يفرد جناحيه‬
‫ليحدث ماال يليق !‬
‫في اول انطالقه اتته تلك الرصاصه‬
‫ويا للعجب !‬
‫لم تأتى من عدو وال حاقد‪...‬او حتى صديق‬
‫اتت من الحضن الرقيق ‪...‬من محل الثقه العتيق‬
‫فھل يستسلم الطير‪...‬ام ُيكمل الطريق‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تجلس المذيعه وراء مكتبھا الذى يبدو عليه‬
‫الفخامه فى االستوديو الخاص ب برنامجھا‬
‫)حديث المساء (وتنتھى من القاء نشرتھا‬
‫االخباريه على مسامع مشاھديھا ‪.‬‬
‫‪-‬مشاھدينا فاصل قصير ونعود اللقاء المنتظر مع‬
‫النجم الكبير )وليد منصور (‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫االستوديو مليء بالضجيج‪ ،‬الجميع يستعد للقاء‬
‫القادم مع اكبر المطربين واكثرھم شعبيه فى‬
‫مصر‪ .‬اماعن المذيعه فكانت فى قمه سعادتھا ف‬
‫االن يأتى صديق العمر وليد المشاكس‪.‬‬
‫بينما ھى تتفحص مواقع التواصل المتداوله‬
‫الخبار برنامجھا ‪،‬يأتى ھو بأبتسامته المشرقه‬
‫ليقطع شرودھا مناديا ً عليھا ‪َ:‬فلك‬
‫والرد كان عفويا ب ابتسامه واسعه ‪:‬ليدو‬
‫‪-‬ضحك بشده وھو يصافحھا ‪:‬ليكى وحشه‬
‫‪-‬ف ابتسمت ھى بمشاكسه قائله ‪:‬ياراجل‬
‫ليقاطعھم صوت المخرج قائال ‪:‬يال يا استاذه فلك‬
‫جاھزه‬
‫أومأت برأسھا قائله ‪:‬جاھزه اتفضل يا وليد‬
‫واتجھت إلى مكتبھا‬
‫‪-‬مشاھدينا ُعدنا مره اخري ومعنا النجم الكبير‬
‫وليد منصور‬
‫‪-‬ثم اتجھت ببصرھا إليه قائله ‪:‬نورتنا يافنان‬
‫‪-‬اجاب بإبتسامه ‪:‬نورك يا أستاذه فلك‬
‫‪-‬سألته بجديه‪:‬حضرتك من اھم واكبر المطربين‬
‫في مصر واكيد كل محبينك فى مصر والعالم‬
‫العربى عاوزين يعرفوا السر واكيد دلوقتى‬
‫حضرتك ھتكشفلنا السر ؟!‬
‫‪-‬تنھيده عميقه ثم اجاب ببساطه ‪:‬االراده‬
‫واالصرار‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دلفت االم إلى الغرفه واتجھت إلى النافذه لتفتح‬
‫الستائر وتنير الغرفه ثم بدأت توقظ الصغير ‪:‬وليد‬
‫ياوال قوم يا حبيب ماما علشان تروح المدرسه يال‬
‫يا لولو‪.‬‬
‫والكن ال حياة لمن تنادى ! الصغير ينام بعمق‬
‫اتجھت إليه وجلست على طرف الفراش واخذت‬
‫تھزه بقوه ‪:‬يا واد قوم قومى يا قلبوظتى انتي‬
‫ماتقوم ياض قوم يا موكوس يال يا بن الموكوسه‬
‫واخيرا استيقظ الصغير لينھض ببطء من الفراش‬
‫وھو يتأفئف ‪:‬يووووه يا ماما كل شويه مدرسه‬
‫مدرسه‬
‫شھقت االم وھى تضع يدھا فى خصرھا قائله‬
‫‪:‬امال عايز تنام يا حياة امك ومتروحش المدرسه‬
‫يال يا واد روح البس جتك القرف وانت قد‬
‫الجموسه كده‬
‫ارتدى الصغير مالبسه واتجه إلى المدرسه مع‬
‫اصدقائه ‪.‬‬
‫وفى الفسحه يجلس وليد مع اصدقائه ويضحكون‬
‫سويا ً ثم اقترح احدھم ان يجرى احدھم وراء‬
‫االخرين لتكون اللعبه مسليه تحمسوا جميعا‬
‫واختاروا وليد ليجرى ورائھم والجميع بدأ‬
‫بالجرى كان وليد يجرى بسرعه تشبه السلحفاء‬
‫فلم يستطع امساك احد منھم ‪،‬بعد فتره قصيره‬
‫جلس وليد على ارضيه الملعب وھو يتصبب‬
‫عرقا ً فقال احد اصدقائه وھو يضحك بشده‬
‫‪:‬مكنتش اعرف انك جامد اوى كده ھھھھھھھه ايه‬
‫السرعه دى يا وليد؟‬
‫اجابه وليد بغضب من سخريه ‪:‬بس يا عصام انتوا‬
‫بتتريقوا عليا ليه ؟ وبعدين انتوا عارفين انى مش‬
‫بقدر اجرى بتخلونى العب ليه وال علشان انا‬
‫تخين يعنى عاوزين تضحكوا عليا انتوا صحاب‬
‫اشرار انا مش ھلعب معاكو تانى‪.‬‬
‫كان وليد فى الصف الرابع االبتدائى ‪،‬لكن وزنه‬
‫كان حوالى ‪ ٧٠‬كيلو جراما فكان دائما مصدر‬
‫تسليه الصدقائه ‪،‬دائما ما يسخرون منه‬
‫وخصوصا ذلك االحمق نبيل الذي اطلق عليه لقب‬
‫)فتله ( بغرض السخريه نظراً لوزنه الممتلىء‬
‫كثيرا ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد انتھاء اليوم الدراسى عاد وليد إلى المنزل‬
‫وھو يبكى ودخل غرفته واغلق الباب بإحكام ثم‬
‫بدأ ُيكلم نفسه ‪:‬ھما ليه بيعملوا كده ؟ وايه يعنى‬
‫تخين عادى انا ربنا خلقنى كده يووووووه مش‬
‫ھفكر فيھم انا ھقوم اشوف حاجه اكلھا بقى‬
‫وخرج من الغرفه ليدخل المطبخ ويفتح الثالجه‬
‫فلم يجد شيئا غير طنجره بھا معكرونه فأخذھا‬
‫بارده وذھب إلى الغرفه فرأته امه ودخلت خلفه‬
‫‪:‬مالك يا وال جايب الحله وقاعد تاكل ليه ؟‬
‫‪-‬متضايق ياماما سبينى‬
‫‪-‬ومضايق من ايه بقي يا موكوس ؟‬
‫‪-‬تناول ملعقه من المعكرونه ثم اجابھا بتنھيده ‪:‬كل‬
‫اصحابى بيضحكوا عليا يا ماما علشان انا تخين‬
‫ومش بقدر اجرى زيھم وكمان نبيل كل شويه‬
‫يقولى يا فتله‬
‫‪-‬لم تستطع االم كتم ضحكتھا فأجابته وھى تضحك‬
‫‪:‬فتله ازاى قصده فيل ابن فيله‬
‫‪-‬غضب منھا وكاد ان يبكى فقال ببراءه ‪:‬حتى‬
‫انتى يا ماما ﷲ يسامحك‬
‫اشفقت عليه امه كثيرا فضمته إلى صدرھا‬
‫وربتت على كتفه قائله ‪:‬متزعلش يا حبيبى ايه‬
‫رأيك نروح عند دكتور تغذيه بكره وھتخس‬
‫وتبقى زي الفل‬
‫فرح وليد كثيرا وقال ‪:‬بجد يا ماما ھخس الدكتور‬
‫ھيخسسنى‬
‫اجابت االم بإبتسامه حنونه ‪:‬ان شاء ﷲ يا حبيبى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى اليوم التالى اخذت االم صغيرھا إلى الطبيب‬
‫ودلفوا إلى غرفة الكشف وما إن رأي الطبيب‬
‫وليد حتى قال بجديه ‪:‬امممم ازيك يا قلبوظ‬
‫‪-‬رد وليد بضيق ‪:‬كويس‬
‫ابتسم الطبيب وسأله ‪:‬طيب عندك كام سنه يا‬
‫بطل؟‬
‫رد وليد بفخر ‪:‬تسعه‬
‫اشار الطبيب إلى الميزان قائال ‪:‬طيب يال يابطل‬
‫اقف على الميزان اللى ھناك ده ‪.‬‬
‫صعد وليد على الميزان فقرأ الطبيب الرقم‬
‫الظاھر على الميزان ثم قال بعصبيه ‪:‬ازاى طفل‬
‫فى رابعه ابتدائى وزنه يوصل ل ‪ ٧٠‬يا مدام‬
‫اجابت االم بتوتر من عصبيه الطبيب ‪:‬مم معرفش‬
‫وﷲ يا دكتور ھو طفس وبياكل كتير‬
‫‪-‬اخرج الطبيب الروشته وكتب عليھا ثم اعطاھا‬
‫لألم قائال ‪ :‬من النھارده ابنك يمشى على النظام ده‬
‫ويعمل تمرينات كل يوم وحزارى يخالف النظام‬
‫الغذائى ده والحلويات متدخلش البيت اال يوم واحد‬
‫فى االسبوع ھتيجى االسبوع الجاى يوم الثالثاء‬
‫وعاوزه يبقى ‪ ٦٠‬االسبوع الجاى‬
‫‪-‬ردت االم بسرعه وھى تھم بالمغادره ‪:‬ح حاضر‬
‫يا دكتور عن اذنك‬
‫ورحلت االم وھى تكلم صغيرھا ‪:‬يا خويا ايه‬
‫الراجل المجنون ده ھو اتعصب كده ليه متكونش‬
‫بتاكل من اكله وال حاجه ؟‬
‫‪-‬رد وليد بغضب طفولى ‪:‬ويعني ايه ممنوع‬
‫حلويات ايه الھبل ده‪.‬‬
‫ابتسمت االم قائله ‪:‬بس الزم تسمع كالمه ياحبيبى‬
‫علشان تخس وتبقى قمر واصحابك مايضحكوش‬
‫عليك تانى ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ابتسمت فلك قائله ‪:‬بس ساعات الواحد بيضعف‬
‫وييأس فبالتالى بتقل ارادته واصراره وكمان ثقته‬
‫بنفسه ‪.‬‬
‫تنھد وليد ثم اجاب ‪:‬طبعا ده الزم يحصل وانتى‬
‫فى اول الطريق وممكن ترجعى اسوأ من االول‬
‫بس ياترى ھتستسلمى وتتخلى عن احالمك‬
‫بالسھوله دى ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يجلس على سريره ويقرأ كتاب )اقوى طرق‬
‫التغذيه السليمه ‪:‬كيف تصبح رشيقا ً ( وبجانبه‬
‫صينيه بھا ‪ ٦‬سندويتشات منوعه من *الجبن‬
‫والمربى *‬
‫نادته امه قائله ‪:‬تعالى يا وليد ارمى كيس الزباله‬
‫ده‬
‫تأفئف قائال ‪ :‬حاضر يا ست الكل‬
‫القى بالكتاب على سريره وحشر ما تبقى من‬
‫ساندويتش المربى فى فمه ثم خرج ليأخذ كيس‬
‫القمامه ويلقى به ‪،‬والنه من سكان الدور الخامس‬
‫فكان يكره الخروج من المنزل بسبب نزول‬
‫وصعود السلم ‪ ...‬نسيت ان اخبركم وليد اصبح‬
‫وزنه ‪ ١٥٠‬كيلو جراما! بعدما وصل الى السابعه‬
‫عشر ‪.‬‬
‫بعدما القى كيس القمامه ‪،‬صعد الدرج‬
‫ببطىء‪،‬شعر باالرھاق فجلس على طرف السلم‬
‫االخير بالدور الثالث ليتقط انفاسه وھو يھمس‬
‫لنفسه ‪:‬يخربيت التخن اووووف‬
‫وجد باب شقه جيرانه بالدور الثالث ُيفتح ويخرج‬
‫منه كابتن محمد الطيار بوسامته ورشاقته‬
‫وعضالته المفتوله وشعره المھندب لطالما تمنى‬
‫دائما ان يكون مثله بجماله واناقته حتى انه كان‬
‫يحقد عليه يمتلك كل المميزات حتى ان مكانته‬
‫مرموقه فھو يعمل طيار واي شاب تتمناه فتاه غير‬
‫محمد ؟!‬
‫انتفض بسرعه واقفا ً قبل ان يالحظه محمد فھو‬
‫يخجل كونه يستريح واليستطيع ان يصعد الدرج‬
‫بسبب وزنه المتفجر ‪ ،‬الحظه محمد فأبتسم محييا ً‬
‫اياه ‪:‬ازيك يا وليد‬
‫‪-‬اا الحمد اخبارك ايه ياكابتن ؟‬
‫‪-‬تمام الحمد فى سنه كام دلوقتى انت ؟‬
‫‪-‬تالته ثانوي ان شاء ﷲ‬
‫‪-‬ماشاءﷲ كبرت يعنى اھو شد حيلك بقى علشان‬
‫تدخل كليه كويسه‬
‫‪-‬بإذن ﷲ حضرتك فى اجازه ؟‬
‫‪-‬اه كنت فى اجازه وراجع النھارده‬
‫ابتسم وليد بحب قائال ‪:‬ربنا معاك‬
‫صعد وليد إلى منزله ودخل غرفته والقى بنفسه‬
‫على سريره وھو يحدث نفسه ‪ :‬يارب انا مش‬
‫حقود وﷲ بس ليه مبقاش زيه كده رفيع وعندى‬
‫عضالت وشكلى حلو وكل البنات بتحبنى مش‬
‫مھم البنات تحبنى المھم اخس علشان اعرف‬
‫اغنى ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى اليوم التالى‬
‫‪-‬يا وليد يا وليد اصحي يابنى علشان تروح‬
‫المدرسه انت يازفت‬
‫وال حياة لمن تنادى !‬
‫وصوت االم اعلى من صوت المذياع الذي يصدر‬
‫منه اغانى العندليب ‪.‬‬
‫واخيرا استيقظ ذلك الوليد على صوت نداء‬
‫اصدقائه فى االسفل‪.‬‬
‫قام منتفضا ً يفتح الشباك على مصرعيه‬
‫‪-‬فى ايه يا ياض منك ليه الواحد ميعرفش يغيب‬
‫ف ام اليوم ده‬
‫‪-‬اجاب صديقه الساخر‪:‬ياعم انجز بقى البس‬
‫وانزل ھنصيع بعد المدرسه‬
‫‪-‬اجاب بلھفه ‪:‬اذا كان فيھا صياعه ماشى‬
‫ودلف إلى الداخل ليرتدى مالبسه على عجل‬
‫‪-‬ماما انا نازل )قالھا وھو يفتح باب الشقه(‬
‫‪-‬على مھلك يا واد متجريش عالسلم ال العماره تقع‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد المدرسه اتجھوا االصدقاء إلى احدى المقاھى‬
‫وجلسوا سويا ً صاح احدھم قائال ‪:‬يا دين النبى‬
‫على دول مزز بص ياض يا حسين‬
‫الجمله موجھه ل حسين لكن الجميع استجاب‬
‫ونظر للخلف الحظت احدي الفتايات نظراتھم‬
‫فابتسمت احدھم بميوعه ثم اھدتھم غمزه وقحه‬
‫ظفر وليد فى ضيق ھو غير معتاد على ھذا‬
‫الوضع وھذا النوع من الفتايات بال اخالق‬
‫قامت الثالث فتايات واتجھوا إلي طاولة الشباب‬
‫زاد ضيق وليد وحرجه لكنه مضطر ان ُيكمل تلك‬
‫السھره اللعينه من اجل مظھره امام اصدقائه‬
‫‪-‬ھاى يا شباب ممكن نقعد معاكم اصل احنا زھقنا‬
‫من األعده لوحدنا‬
‫‪-‬اجاب ايمن سريعا ‪:‬اه طبعا طبعا اتفضلوا‬
‫جلسوا جميعا على نفس الطاوله وبدأو بالتعارف‬
‫تحدثت الشقراء ذات العيون الخضراء قائله ‪:‬انا‬
‫ايمي‬
‫‪-‬صاح ايمن قائال ‪:‬يا محاسن الصدف ايمى‬
‫وايمن االتنين مش ممكن يليقوا غير على بعض‬
‫‪-‬ضحكت بميوعه قائله ‪:‬تشرفنا ياأيمن‬
‫بينما قامت االخرى ذات الخصالت القصيره‬
‫بلونھما البنى وعيونھا العسليه قائله ‪:‬انا ساره بس‬
‫كلھم بينادونى سوسو ومش بحب حد يقولى‬
‫سرسور‬
‫‪-‬اجاب حسين بوقاحه ‪:‬احلى سوسو ف الدنيا‬
‫اخوكى حسين وده بقى اخوكى وليد معلش ھو‬
‫خجول شويه ملوش ف الجو ده‬
‫ھز وليد رأسه محييا اياھا فى ضيق بينما الحظ‬
‫ان الثالثه تشبھه قليال يشعر بخجلھا يشعر بأنھا‬
‫مثله تماما ً تحاول التأقلم مع ذلك الوضع لكنھا فى‬
‫كل محاوله تفشل‬
‫‪-‬تحدثت ايمى مشيره إلى تلك التى يبدو عليھا‬
‫الخجل قائله ‪:‬دى بقي مريومه ھى برضو بتتكسف‬
‫شويه زى االخ قنبله واشارت إلى وليد واخذت‬
‫تضحك بشده ‪،‬لم يحتاج وليد إلى كلماتھا الوقحه‬
‫او ربما الجارحه لكى يشعر بالضيق فھو منذ‬
‫بداية تلك السھره وھو ال يطيق نفسه‬
‫تبادلوا جميعا ارقام بعضھم وقطعوا وعودا‬
‫باالتصال فى اقرب وقت املى وليد رقمه فى‬
‫ضيق بينما لم تھتم ايا ً منھم بتدوينه سوى مريم‬
‫وال يعلم السبب ‪ ،‬ليس سبب تجاھلھم ل تدوين بل‬
‫السبب الذي جعل مريم ُتودون رقمه‬
‫قطع شروده صوت حسين قائال ‪:‬وليد فنان عليه‬
‫صوت انما ايه احلى من الكروان‬
‫ردت مريم بحماسه ‪:‬بجد! عاوزين نسمع حاجه‬
‫بقى‬
‫زاد خجل وليد وضيقه لكن البأس ھو يعشق‬
‫الغناء فى كل االوقات يحب دائما ان تثني الناس‬
‫على جمال صوته لطالما كان فنانا منذ طفولته‬
‫يظل طوال الوقت يغنى بصوته العزب واتخذ‬
‫سريره مسرحا ً الكن لالسف دائما مايكون ھناك‬
‫عوائق وان تحدثنا عن العوائق فلنقل ان امه محقه‬
‫تماما فيما قالت )غنا ايه يا موكوس وانت قد‬
‫البرميل كده ده انت مبتقدرش تنزل من عالسرير(‬
‫استجاب لھم اخيرا واخذ نفسا عميقا ليغمض عيناه‬
‫ويستشعر كلمات االغنيه ‪:‬‬
‫حبيبھا لست وحدك حبيبھا ‪...‬حبيبھا‬
‫انا قبلك وربما جئت بعدك وربما كنت مثلك‬
‫‪..‬حبيبھا‬
‫فلم تزل تلقانى وتستبيح خداعى بلھفه فى اللقاء‬
‫برجفه فى الوداع‬
‫بدمعه ليس فيھا كالدمع اال البريق ‪..‬برعشه ھي‬
‫نبض بغير عروق‬
‫حبيبھا وروت لى ماكان منك ومنھم فھم كثير‬
‫ولكن ال نعرف شىء عنھم وعانقتنى والقت‬
‫برأسھا فوق كتفى تباعدت وتدانت كإصبعين فى‬
‫كفى‬
‫ويحفر الحب قلبى بالنار والسكين ‪..‬‬
‫وھاتف يھتف بى حذار يا مسكين وسرت وحدى‬
‫شريدا محطم الخطوات‬
‫تھزنى انفاسي تخيفنى لفتاتى‬
‫كھارب ليس من يدرى من اين او اين يمضى‬
‫شك ‪..‬ضباب‪..‬حطام‪..‬بعضي يمزق بعضى‬
‫سألت عقلي فأصغى وقال ال ال ال لن تراھا لن‬
‫تراھا‬
‫وقال قلبى اراھا ‪..‬ولن احب سواھا ‪..‬لن احب‬
‫سواھا‬
‫ما انت يا قلبى قل لى ‪..‬اانت لعنه حبى اانت نقمه‬
‫ربى‬
‫إلى متى ‪..‬إلى متى ‪..‬إلى متى‬
‫انت قلبى‬
‫**************************************‬
‫انتھى من الغناء ليفتح عيناه وينظر حوله‬
‫ويفاجىء بنظرات االعجاب الواضحه فى اعينھم‬
‫اما عن مريم فصفقت له بحراره ‪ ،‬بينما قام‬
‫الشباب بالتصفير‬
‫‪-‬ﷲ يا نجم وﷲ نجم العندليب فى عز شبابه )قالھا‬
‫حسين ( بينما تنحنحت مريم وقالت ‪:‬رائع بجد‬
‫بالتوفيق بس فى مشكله عندك فى النفس‬
‫ضحكت ايمى بسخريه وقالت ‪:‬اكيد ھيبقى فى‬
‫مشاكل وھو طخطوخ كده‬
‫لم يستطع ان ُيكمل السھره بسبب اھانتھم‬
‫المتكرره له و كالمھم الساخر ومنادته ب )القلبوظ‬
‫ومره اخرى بالطخطوخ (‬
‫قرر االنسحاب وخصوصا ً عندما عرض عليه‬
‫احد اصدقائه سيجاره ليست بريئه‬
‫‪-‬خد يا ليدو ُفكھا شويه‬
‫‪-‬ايه دى يا حسين ؟‬
‫‪-‬صباع محشى بس اكيد مش ورق عنب ھعھعھع‬
‫وامدت يده ال لتمسك ب السيجاره بل لتبعد يد‬
‫حسين الممتده قائال ‪:‬ال شكرا يا حسين ربنا يھديكم‬
‫ثم قام من مقعده قائال ‪:‬انا ماشى‬
‫اجاب ايمن بنصف وعى ‪:‬ايه يا قلبوظه انتى‬
‫بتتكسفي ھھھھھه براحه بس وانت ماشى لألرض‬
‫تقع بيك وال تجيبلنا زلزال وال حاجه‬
‫ضحكت ساره بميوعه وھى تنفث دخان سيجارتھا‬
‫بطريقه ُتشعرك باإلشمئزازمشيره إلى وليد‪:‬اال‬
‫بكام شوال القطن ده يا حسين ھھھھه‬
‫تعالت ضحكاتھم جميعا بينما فر وليد تاركا ً ذاك‬
‫المكان اللعين ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سخريه !‬
‫اتسخرون منى فقط ألني سمين بعض الشيء؟!‬
‫ممتلىء الجسد‪...‬وزنى يزيد بضعه كيلو جرامات‬
‫عنكم ‪،‬الم تنظروا ألنفسكم ! ‪...‬ال ليس فى المرآه‬
‫بالطبع ‪ ،‬المرآه ال يمكنھا ان تكشف شيطان ھذا‬
‫الذى يفعل المنكر ‪ ،‬وال نفس ذاك األماره بالسوء‬
‫‪،‬وال حقد ھذا على ذاك ‪،‬وال الغيره التى تنھش‬
‫قلوبكم ‪،‬فالماذا تسخرون من جسدى الممتلىء !‬
‫ماذا عن قلوبكم الممتلئه بالظالم ‪...‬بأشياء قبيحه‬
‫وسخيفه مثلكم !‬
‫تبا ً لكم ولـ صداقتكم‬
‫به مريم إلى الخارج قائله ‪ :‬استاذ وليد‬
‫لحقت ِ‬
‫تعجب كثيراً ما ھذه الفتاه ! تجلس مع ھؤالء‬
‫الساقطات رغم ان الخجل واضح عليھا ولكن لما‬
‫لحقت به ؟ امن الممكن انھا كانت تخدعھم بدور‬
‫البريئه ؟! ام اتت لتأخذ نصيبھا من اھانته الليله‬
‫وتسخر منه ھى االخري ؟!‬
‫‪-‬ايوه فى حاجه يا انسه‬
‫تنحنحت بخجل قائله ‪:‬ھو لو ممكن يعنى حضرتك‬
‫توصلنى انا اسفه وﷲ بس الوقت اتأخر ومش‬
‫ھالقى مواصالت‬
‫لم يشعر بنفسه اال وھو يجيبھا بحده ‪ :‬لسه فاكره‬
‫ان الوقت اتأخر‬
‫رغما عنھا نزلت دمعه ھاربه على خدھا‬
‫ياﷲ ما ھذا كم انت احمق ايھا الوليد ‪،‬كيف‬
‫استطعت ان تجعل تلك العينان الجميلتان تبكى !‬
‫‪-‬اا انا اسف وﷲ مقصدش اتفضلى اركبى‬
‫‪-‬شكرا‬
‫صمتت طويال ثم اخيرا قررت ان تنطق ‪:‬احم ھو‬
‫انت تعرف حسين وايمن من زمان ؟‬
‫‪-‬من اولى ثانوى‬
‫‪-‬انت بجد صوتك جميل جدا على فكره انا كمان‬
‫بحب الغنا جدا‬
‫‪-‬بجد ! طيب ماتسمعينى‬
‫‪-‬ما ھو انا بصراحه بتكسف ھھھه بس ھغنيلك‬
‫متقلقش يوم تانى ابقى رايقه فيه‬
‫‪-‬تمام براحتك‬
‫‪-‬ممكن اسألك سؤال ؟‬
‫‪-‬طبعا اتفضل‬
‫‪-‬ھو انتى ليه يعنى مصاحبه ساره والتانيه دى‬
‫رغم انك مختلفه عنھم وكمان خجوله‬
‫‪-‬ردت بحرج ‪:‬مش عارفه بس يمكن ھما اللى‬
‫اھتموا بيا ووقفوا جمبى‬
‫‪-‬اصلى بصراحه عاوز احزرك منھم يعنى‬
‫تصرفاتھم بصراحه معجبتنيش‬
‫‪-‬وال انا وﷲ يا استاذ وليد انا مش زيھم زي ما‬
‫انت برضو مش زى حسين وايمن بس ھما اللى‬
‫ليا اھلى مش معايا خالص ماما بتھتم بنفسھا وب‬
‫اصحابھا وبس وبابا كل حياته شغل شغل‬
‫ميعرفش انا عامله ايه كويسه وال ال محتاجاه‬
‫جمبى وال ال‬
‫‪-‬اوال ممكن تبطلى رسميات استاذ وحضرتك‬
‫والكالم ده احنا اد بعض يعنى انا مش اكبر منك‬
‫وال حاجه ثانيا رقمى معاكى لو احتاجتى حاجه‬
‫كلمينى‬
‫‪-‬شكرا ربنا يخليك ممكن تنزلنى ھنا‬
‫‪-‬انتى ساكنه ھنا ؟‬
‫‪-‬اھا العماره اللى ھناك دى تصبح على خير‬
‫‪-‬وانتى من اھل الخير‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مريم فتاه خجوله في السابعة عشر من عمرھا‬
‫واكثر ماتتميز به الطيبه والصدر الرحب اما عن‬
‫جمالھا فيمكننا وصفه البساطه ‪.‬‬
‫عيناھا متوسطه الحجم بلونھما االسود ‪،‬شعرھا‬
‫البنى الطويل الذي تفضل دائما ان تشمطه على‬
‫شكل جديله ‪،‬وجھھامشرق ببريق طفولى‬
‫‪،‬وجسدھا نحيف بعض الشىء‪.‬‬
‫كانت مريم من عائله ال بأس بھا متوسطه الحال‬
‫استطاعت امھا ان توفر لھا كل احتياجاتھا الماديه‬
‫حتى ان ابيھا يعمل ليال ونھارا من اجلھا ‪،‬لكنھم لم‬
‫يھتموا بأحتياجاتھا النفسيه على االطالق ‪.‬‬
‫مريم لديھا موھبه الغناء منذ الصغر فھى تمتلك‬
‫صوت عذب يجذب كل من يسمعه عادا امھا !‬
‫كانت مريم تشعر بالحماسه كلما اثنى احدھم على‬
‫جمال صوتھا ودائما ما كانت تغنى امام والدتھا‬
‫فتأمرھا والدتھا ان َتكف عن االزعاج فوراً‪.‬‬
‫تعرفت على صديقاتھا ايمان وساره فى الصف‬
‫الثانى الثانوى تقربت منھم حينما شعرت بقيمتھا‬
‫عندھم ‪،‬ھم حقا احبوھا كثيرا لكن لألسف كانوا‬
‫اصدقاء سوء ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اما عن وليد فكان محقا ً لما قال انھا تشبھه ‪.‬‬
‫ھو ايضا خجول جدا كـ الفتايات ‪،‬مشكلته الوحيده‬
‫ھى السمنه فھو يبلغ ‪١٥٠‬كيلو جراما ً!‬
‫ھذا ما يسبب له مشاكل نفسيه بسبب سخريه‬
‫الجميع منه حتى اصدقائه المقربين يعتبرونه‬
‫وسيله تسليه فى سھراتھم ‪.‬‬
‫لكنه يتظاھر دائما بالقوه واالمبااله امامھم ‪،‬اما‬
‫حينما يجلس وحيدا فال مجال للتظاھر فقط يبكى‬
‫وبشده ‪،‬امر االطباء ومتخصصي التغذيه ميؤس‬
‫منه النه دائما ما ُيخالف اوامر الطبيب وينصت‬
‫الى اوامر معدته ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مرت االيام واعتادت مريم على محادثه وليد‬
‫يوميا ً تحكى له تفاصيل حياتھا وتفضفض له بما‬
‫فى داخلھا من ضياع ‪.‬‬
‫ھو كان اوفى صديق كان يستمع إليھا بصبر‬
‫ويبحث معھا عن الحلول الممكنه لمشاكلھا ‪،‬كان‬
‫دائما ما يدعمھا ويدفعھا لألمام حتى اقتربت‬
‫االمتحانات فأمتنع عن محادثتھا تماما ً ‪،‬كان‬
‫مشغول طوال الوقت بالدراسه فال شىء اھم من‬
‫احالمه ‪.‬‬
‫اما ھى لم تفعل مثله ‪ ،‬فراحت تتسكع مع‬
‫صديقاتھا ھنا وھناك ولم تھتم بدراستھا كما فعل‬
‫ھو كانت ارادتھا اضعف ما يمكن فتخلت عن‬
‫احالمھا بسھوله ‪،‬حتى انھا لم تعد تمارس ھوايتھا‬
‫فى الغناء والفضل المھا بالطبع ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد انتھاء االمتحانات‬
‫وجدت ھاتفھا يرن بأسمه استغربت لوھله من‬
‫وليد ؟! وسريعا ما تذكرت يا إلھى انه ذلك‬
‫الصديق الوفى لكن ماذا يريد ؟ امازال يتذكرھا ؟!‬
‫‪-‬الو‬
‫اتاھا صوته الذي لم يكن مرحا ً كعادته ‪:‬ازيك يا‬
‫مريم ؟‬
‫‪-‬انا تمام يا وليد اخبارك ايه ؟‬
‫‪-‬الحمد بس ممكن االخبار مش ھتبسطتك‬
‫‪-‬ليه بتقول كده !‬
‫‪-‬قوليلى االول بس عملتى ايه دخلتى كليه ايه ؟‬
‫‪-‬تنھدت بقوه ثم قالت بأسف ‪:‬حقوق‬
‫‪-‬ليه كده ‪...‬يال الحمد على كل حال‬
‫‪-‬وانت عملت ايه ؟‬
‫‪-‬احم انا الحمد دخلت صيدله بس مش ھنا جاتلى‬
‫فى المنصوره وھروح اعيش انا وعيلتى ھناك‬
‫‪-‬الف مبروك انك حققت حلمك ودخلت صيدله‬
‫بجد فرحتلك من قلبى رغم انى اضايقت علشان‬
‫ھتنقل المنصوره كده مش ھعرف اشوفك‬
‫‪-‬معلش حصل خير اكيد ھنزل القاھره ونتقابل‬
‫تانى بإذن ﷲ ھو انتى ينفع تقابلينى قبل ما امشى‬
‫علشان اسلم عليكى ؟‬
‫‪-‬اھا طبعا انا نازله النھارده الساعه ‪ ٤‬مع ايمان‬
‫وساره ممكن اقابلك عند القھوه اللى كنا بنقعد‬
‫عليھا ‪.‬‬
‫‪-‬تمام ھستناكى مع السالمه‬
‫‪-‬سالم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جھزت نفسھا جيدا ّللقاء االخير وسريعا ً ما كانت‬
‫تجلس عند المقھى وتنتظره اتى ھو بإبتسامته‬
‫البشوشه وصافحھا ثم جلس وسألھا ‪:‬تشربى ايه ؟‬
‫‪-‬سحلب‬
‫ضحك بشده وھو يتعجب ‪:‬غريبه اوى‬
‫ابتسمت ھى بدورھا وقالت ‪:‬مش اغرب منك‬
‫اتى القھوجى مسرعا ً بكوب السحلب وكوب‬
‫الشاى ووضعھم على الطاوله تحدث وليد بجديه‬
‫‪:‬بصى يا مريم انا صحيح ھمشى مش ھكون‬
‫معاكى بس صدقينى ھبقى موجود وقت ما‬
‫تحتاجينى بس انا عاوزك تبقى قويه اقوى من كده‬
‫متخليش حاجه تقف ادامك ابداً متخليش كلمه‬
‫توقفك مش معنى انى محققتيش حلمك ودخلتى‬
‫الكليه اللى انتى عاوزاھا يبقى خالص مستقبلك‬
‫ضاع ال انتى اقوى من كده بكتير ھتبقى محاميه‬
‫ناجحه وبكره تشوفى بس ممكن اطلب منك طلب؟‬
‫‪-‬اكيد‬
‫‪-‬خلى شخصيتك اقوى من كده يعنى صاحبى‬
‫ايمان وساره وغيرھم وغيرھم بس اوعى تتأثري‬
‫بيھم ابداً وال تبقى زيھم خليكى مريم وبس‬
‫‪-‬تظاھرت بالقوه قائله ‪:‬حاضر‬
‫نظر فى ساعته ثم انتفض قائال ‪:‬ياااه الزم امشى‬
‫علشان الحق القطر‬
‫‪-‬ااھا روح بسرعه‬
‫‪-‬ال إله اال ﷲ‬
‫‪-‬محمد رسول ﷲ‬
‫وانھار قناع القوه بدموعھا الغزيره ھا ھو املھا‬
‫الوحيد ‪...‬داعمھا ‪...‬مصدر قوتھا يرحل وترحل‬
‫معه ارادتھا واحالمھا ‪،‬رحل ورحلت معه مريم‬
‫الخجوله لتلقى بشريحته ھاتفھا وتنتھى حكايتھا‬
‫المحطمه‪.‬‬‫ھنا لتبدأ قصه مريم ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفصل الثانى‬
‫بعد انتھاء االجازه ومع بدايه العام الدراسى الجديد‬
‫تحديداً فى المنصوره قبل الدراسه بيوم واحد كان‬
‫ويجھز كل ما يلزم ‪،‬قرر النزول‬‫فى قمه الحماس ُ‬
‫ليتسوق ويشترى ما يلزمه بالطبع سيحتاج مالبس‬
‫جديده للعام الجديد ‪.‬‬
‫وقف امام احدى المحالت حيث لفت نظره قميص‬
‫معروض على المانيكان كان فى غايه الروعه‬
‫لذلك لفت انتباھه وقرر شراءه ‪،‬بعد ان دلف إلى‬
‫المحل ليشتريه‬
‫‪-‬السالم عليكم‬
‫‪-‬وعليكم السالم اتفضل حضرتك عاوز حاجه‬
‫معينه ؟‬
‫‪-‬اه كنت عاوز اسأل عن القميص اللى معروض‬
‫بره الكاروه فى منه مقاسى ؟‬
‫نظر إليه الرجل من اعلى إلى اسفل وقال بإبتسامه‬
‫‪:‬ال وﷲ يا فندم صعب تالقى مقاسك ده فى‬
‫المحالت ممكن حضرتك تفصل مقاسك النه مش‬
‫موجود تقريبا ً‬
‫ابتسم وليد بألم قائال ‪:‬شكرا على النصيحه ‪،‬وخرج‬
‫بعد دخول ‪ ٧‬محالت وسماعه لنفس الجمله قرر‬
‫العوده للمنزل وسيقوم بتفصيل مالبسه الحقا ً كما‬
‫كان يفعل دائما بالقاھره يفصل مالبسه عند والد‬
‫صديقه ايمن ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى الصباح الباكر كان يستعد وھو فى قمه اناقته‬
‫للذھاب إلى الجامعه فھذا اول يوم فى العام‬
‫الدراسى الجديد ‪.‬‬
‫دخل من باب الجامعه ‪ ،‬اخيراً اتت اللحظه الذي‬
‫ظل يحلم بھا طوال عمره واخيراً تحقق حلمه ‪،‬‬
‫بالطبع لم يسلم من نظرات التعجب والسخريه‬
‫الكنه لم ُيبالى ‪،‬ال يريد ان يبدأ عامه الجديد‬
‫باإلنزعاج ‪،‬ودخل اول محاضره له متأخر قليال‬
‫فھذا اول يوم وكان يسأل عن قاعه المحاضرات ‪.‬‬
‫ما إن دلف إلى القاعه حتى سمع الضحكات‬
‫الساخره تصدر من الطالب حتى ان الدكتور نفسه‬
‫كان يبتسم بھدوء سأله المعيد‪:‬اتأخرت ليه ؟‬
‫‪-‬رد وھو يلتقط انفاسه بصعوبه ‪:‬اسف يا دكتور‬
‫كنت بدور على القاعه‬
‫‪-‬طيب اتفضل ادخل‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد انتھاء المحاضره جلس وليد فى الحرم‬
‫الجامعى وحيداً يتناول كوبا ً من الشاى حتى اتوا‬
‫ثالث شبان يبدو عليھم االحترام وجلسوا بجواره‬
‫حتى بادر احدھم بالسالم ‪:‬ازيك يا كابتن‬
‫رد وليد بود ‪:‬الحمد تمام‬
‫صافحه الشاب قائال ‪:‬انا فھد وده مراد وده كريم‬
‫صافحه االخرون بينما قال وليد ‪ :‬اتشرفت بيكم انا‬
‫وليد من القاھره بس التنسيق جالى ھنا فى‬
‫المنصوره‪.‬‬
‫رد كريم قائال ‪:‬وانا كمان من القاھره على فكره‬
‫احنا كنا معاك فى المحاضره بس انت ما اخدتش‬
‫بالك ‪.‬‬
‫ثم تحدث مراد بجديه ‪:‬بص يا وليد عاوزين نقولك‬
‫ما تضايقش من اللى حصل فى المحاضره‬
‫النھارده اصال دول ناس تافھين اما بيصدقوا‬
‫يالقوا حاجه يضحكوا عليھا‬
‫قال وليد بإبتسامه إمتنان ‪:‬متضايقتش وﷲ اصال‬
‫انا واخد على كده ‪.‬‬
‫ضحك الجميع بود ثم قال فھد ‪:‬انت سكر وﷲ يا‬
‫وليد واحنا اتشرفنا بيك يارب تكون صحبه خير‬
‫اجاب وليد بسعاده حقيقه ‪:‬بإذن ﷲ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬مشاھدينا ُعدنا إليكم من جديد ولسه مكملين‬
‫حوارنا مع الفنان وليد منصور محبوب الجماھير‪.‬‬
‫القت َفلك تلك الكلمات على مسامع مشاھديھا ثم‬
‫التفت إلى وليد بإبتسامه وقالت ‪:‬طيب ممكن‬
‫دلوقتى تغنيلنا اغنيه من الزمن القديم تكون بتحبھا‬
‫وقريبه من قلبك ؟‬
‫فكر لوھله واتسعت إبتسامته وھو يقول ‪:‬اكيد‬
‫ليبدأ الغناء بصوته العذب‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مرت االيام سريعا ً وتطورت صداقه وليد‬
‫واصدقائه الجدد فھد‪،‬مرادوكريم ‪.‬‬
‫خرج وليد من المحاضره ليرى تجمعا ً من الشباب‬
‫والبنات يقفون على شكل دائره ويشاھدون شيئا ما‬
‫يحدث ‪،‬اتجه ھو االخر ليري ماذا يحدث وجد فھد‬
‫يمسك شخصا ً اخر وينقض عليه ويكيل له‬
‫اللكمات ويضربه ضربا ً‪.‬‬
‫اتجه بسرعه إليھم ليحاول فض ھذا االشتباك‬
‫وبالفعل نجح فى ذلك ‪.‬‬
‫قال وھو يلتقط انفاسه وتتصاعد حبات العرق على‬
‫جبينه‪:‬اھدوا يا جماعه كده مفيش حاجه تستاھل‬
‫تعملوا كده علشانھا ‪.‬‬
‫اجاب فھد بغضب ‪:‬ال فيه االستاذ المحترم كان‬
‫بيعاكس اختى ابن ال*** وعايزنى اسكتله‪.‬‬
‫‪-‬رد االخر سريعا ً ‪:‬ما قولتلك يا عم مكنتش اعرف‬
‫انھا اختك ‪.‬‬
‫وضع وليد يده على كتف االخر وھو يقول‪:‬ياعم‬
‫اخته وال مش اخته انت تعاكس بنات الناس ليه‬
‫ماتخليك فى حالك اظن مترضھاش على اختك‬
‫وال مراتك افتكر ان كما تدين تدان‬
‫غضب فھد مره اخرى وكاد ان ينقض عليه مره‬
‫اخرى فأمسكه وليد ‪:‬خالص يا فھد المسامح كريم‬
‫انسى اللى حصل بقى وراضوا بعض‬
‫اتجه الشاب وقبل رأس فھد قائال ‪:‬حقك عليا يا فھد‬
‫انا اسف ياعم ثم اتجه ببصره لتلك الفتاه التى‬
‫كانت تبكى خوفا ً على اخيھا قائال ‪:‬حقك عليا يا‬
‫انسه َفلك انا اسف‬
‫رحل الجميع بينما اخذ فھد اخته واتجه ھو ووليد‬
‫إلى الكافتريا اشتروا مشروبا ً ليھدىء اعصابھم‬
‫قليال ثم اتجھوا إلى احد االركان فى الحرم‬
‫الجامعى ‪.‬‬
‫‪-‬خالص بقى يا َفلك اھدى محصلش حاجه‪.‬قالھا‬
‫فھد وھو يضم اخته‬
‫ردت َفلك بغضب‪:‬يا فھد انت عالطول مندفع كده‬
‫كل حاجه ضرب شوف صاحبك اتكلم معاه بھدوء‬
‫وعقالنيه ازاى وكالمه كسفه واقنعه ‪.‬‬
‫اوه يا إلھى اخجلتنى حقا ً تلك الفتاه‪.‬قالھا وليدلنفسه‬
‫نظر فھد إلى وليد بإعجاب ثم قال ‪:‬صحيح يا وليد‬
‫شكراً على اللى عملته وكالمك فعال كان جميل‬
‫بتقول حكم يا اخى‬
‫ثم ضحك الجميع سويا ً انضم إليھم كريم ومراد‬
‫سألت َفلك بإھتمام ‪:‬ھو استاذ وليد كان زميلكم‬
‫برضو فى الثانويه ؟‬
‫‪-‬اجاب فھد قائال ‪:‬ال ده زى حاله كريم كده جاى‬
‫من القاھره ‪.‬‬
‫سأل وليد بخجل ‪:‬وحضرتك يا انسه َفلك معانا فى‬
‫صيدله ؟‬
‫اجابت َفلك نافيه ‪:‬ال انا فى إعالم‬
‫‪-‬رد وليد بإھتمام ‪:‬كويس احسن من صيدله الممله‬
‫دى صحيح كان حلمى ادخلھا بس كرھتھا‬
‫اجاب كريم مازحا ً‪ :‬ليه ياعم ده انت حتى دحيح‬
‫ضحك الجميع فأجاب وليد ‪:‬اھو قرك ده اللى‬
‫كرھنى فيھا ‪..‬اصال انا كان نفسى ابقى مغنى وال‬
‫دكتور بال بطيخ‬
‫‪-‬اجابت فلك بحماس ‪ :‬بجد صوتك حلو ؟ ‪..‬طيب‬
‫يال غنى بقى‬
‫‪-‬ااااااااه يا سوسه طلعت بتغنى ومخبى علينا‬
‫‪٠‬قالھا مراد وھو يغمز بعينيه‬
‫اجاب وليد مبتسما ً ‪:‬انا بحب اغنى من وانا صغير‬
‫واصحابى كانوا بيقولولى ان صوتى حلو‬
‫اجابت َفلك سريعا ً ‪ :‬طيب سمعنا مستنى ايه ؟‬
‫تنھد وليد ثم بدأ بالغناء‬
‫اعطنى الناى وغنى ‪..‬فالغنى سر الوجود‬
‫وانين الناى يبقى ‪..‬بعد ان يفنى الوجود‬
‫اعطنى الناى وغنى ‪ ..‬فالغني سر الخلود‬
‫وانين الناى يبقى بعدان يفنى الوجود‬
‫ھل اتخذت الغابه مثلى ‪..‬منزال دون القصور‬
‫فتتبعت السواقى وتسلقت الصخور‬
‫ھل تحممت بعطرى‪..‬وتنشفت بنور‬
‫وشربت الفجر خمراً فى كؤس من اثير‬
‫اعطنى الناى وغنى ‪..‬فالغنى سرالوجود‬
‫وانين الناى يبقى ‪..‬بعد ان يفنى الوجود‬
‫ھل جلست العصر مثلى بين جفنات العنب‬
‫والعناقيد تدلت كـ ثريات الذھب‬
‫ھل فرشت العشب ليال وتلحفت الفضا‬
‫زاھداً فيما سيأتى ‪..‬ناسيا ً ماقد مضى‬
‫اعطنى الناى وغنى فالغنا عطر القلوب‬
‫وانين الناى يبقى بعد ان تفنى الذنوب‬
‫اعطنى الناى وغنى وانسى داء ودواء‬
‫انما الناس سطوراً كتبت لكن بماء‬
‫***********************‬
‫بعد ان انتھى من الغناء سمع صوت تصفيق حار‬
‫فتح عيناه ليجد تجمعا ً كبيراً حوله من الشباب‬
‫والفتايات جميعھم كانوا يستمعون إليه بإستمتاع‬
‫كانت تعليقاتھم ايجابيه رفعت من روحه المعنويه‬
‫كثيراً شكرھم جميعا ً بينما اثنى جميع اصدقائه‬
‫على جمال صوته بينما قالت َفلك ‪ :‬روووعه بجد‬
‫صوتك روعه وانا بعشق االغنيه دى انت الزم‬
‫تبقى مطرب كبير وفنان‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬بجد رائع وانا بعترف انا من معجبينك وﷲ‬
‫)قالتھا المذيعه َفلك بإتسامتھا البشوش(‬
‫رد وليد بأشتياق لذكرياته القديمه ‪:‬وانا بحب‬
‫االغنيه دى جدا كانت جميله ووشھا حلو عليا اوى‬
‫ليھا ذكرى جميله عندى وخصوصا ً ان فى‬
‫شخص عزيز عليا بيحبھا اوى‬
‫‪-‬ابتسمت َفلك وقد فھمت ما يشير إليه ثم سألته‬
‫قائله ‪:‬بدايه مسيرتك الفنيه كانت مختلفه اكيد الن‬
‫لكل فنان بيبقى ليه بدايه مختلفه كلمنى عنھا‬
‫شويه‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى العام الثانى له بالجامعه تطورت عالقته‬
‫بأصدقاء كثيراً كريم ومراد واالخوان فھد َ‬
‫وفلك‬
‫خرج الجميع بعد انتھاء المحاضره والتقوا فى‬
‫الحرم الجامعى ‪،‬اقترح كريم ان يذھبون لنزھه‬
‫قصيره وافق الجميع بحماس وذھبوا إلى احدى‬
‫المطاعم المفضله لديھم ‪.‬‬
‫دلف االصدقاء الخمسه إلى المطعم وسريعا ً ما‬
‫حدث المعتاد ‪،‬كل االنظار تتجه إلى وليد والجميع‬
‫يتھامسون ويضحكون ‪،‬لكنه ال يبالى لقد اعتاد منذ‬
‫زمن على مثل ھذه المواقف ‪.‬‬
‫جلسوا االصدقاء على طاوله حتى اتى النادل‬
‫وسألھم عما سيطلبون وھنا زاد الوضع عن حده‬
‫فقد سمعوا جميعا ً صوت ذلك الشاب على الطاوله‬
‫المقابله وھو يقول ‪:‬تالقيك ھتطلب المطعم كله‬
‫ھھھھھھھه خايف ال تبلع الناس اللى قاعده كمان‬
‫ازاى سابوك تدخل مش خايفين على الكراسى‬
‫تتكسر ھھھھھھھھھھه‬
‫‪-‬اكمل الشاب االخر وھو يضحك ‪:‬ھو ازاى دخل‬
‫من الباب اصال ھھھھھھھه تالقيه اتحشر وطلعوه‬
‫بالعافيه ‪ .‬بالطبع تلك الكلمات الجارحه موجھه‬
‫إلى وليد وااااه من ذلك الوليد لقد تحمل كثيرا‬
‫كثيرا جدا تحمل ما يفوق طاقته من اھانه‬
‫وسخريه‪.‬‬
‫لم يتحمل فھد كالمھم فھو دائما عصبى وغاضب‬
‫فنھض من مكانه غاضبا ً واتجه إليھم ‪.‬‬
‫‪-‬امسك االول من ياقته وھو يقول ‪:‬جرى ايه يا‬
‫روح امك عمال تلقح بالكالم زى الستات ما‬
‫تسترجل ياض منك له ‪.‬قال جملته وانھاھا بلكمه‬
‫قويه جعلت الدماء تخرج من فمه ‪،‬اتجه إليھم‬
‫الشباب وحاولوا تھدئه فھد بينما اصر وليد على‬
‫مغادره المطعم واتفقت معه َفلك فى الرأي ‪.‬‬
‫غادروا المطعم طلب وليد منھم ان يتركوه ليرحل‬
‫قائال ‪:‬طيب يا جماعه كملوا يومكم مع بعض‬
‫وانبسطوا انا ھروح علشان تعبان وعاوز انام ‪...‬‬
‫قاطعه فھد قائال ‪:‬انت عبيط يا وليد ؟ ‪...‬انت ازاى‬
‫كده ھتخلى كالم شويه ***زى دول يأثر فيك‬
‫ھتفضل كده عالطول تستخبى من الناس وخايف‬
‫من كالمھم ھتحبس نفسك فى بيتكوا ‪.‬‬
‫‪-‬اجابه وليد نافيا ً ‪ :‬ال مش ده السبب بس مش‬
‫عاوز اسببلكم مشاكل زى النھارده كده ومش‬
‫عاوز اتضايقكم بكالم الناس البايخ بسببى ‪.‬‬
‫‪-‬اجابته َفلك بحده ‪ :‬اسكت يا وليد متسمعنيش‬
‫صوتك ‪ ...‬صمتت قليال ثم اكملت قائال ‪:‬وال‬
‫اقولك غنى ‪.‬‬
‫‪-‬نظر إليھا بإندھاش قائال ‪:‬اغنى ؟!‬
‫‪-‬ايوه غنى ايه بتفھم عربى وال اترجم !‬
‫‪-‬الال خالص فھمت ھھھھھه طيب اغنى ايه ؟‬
‫فكرت قليال ثم اجابت ‪:‬اكتر اغنيه بتحبھا وبتحب‬
‫تغنيھا ‪.‬‬
‫اخذ نفس عميق واغمض عيناه وبدأ بالغناء‬

‫انا لك على طول خليك ليا‪..‬‬


‫خد عين منى وطل عليا‪..‬‬
‫وخد االتنين وإسأل فيا‪..‬‬
‫من اول يوم راح منى النوم‬
‫ابعتلى سالم قول اي كالم من قلبك او من ورا‬
‫قلبك ‪..‬مش يبقى حرام اسھر وتنام وتفوتنى أسى‬
‫نار حبك‬
‫انا لك عالطول خليك ليا ‪..‬‬
‫خد عين منى وطل عليا ‪..‬‬
‫وخد االتنين واسأل فيا ‪..‬‬
‫من اول يوم راح منى النوم‬
‫النيل والليل والشوق والميل بعتولى وجيت اسأل‬
‫عنك‬
‫اشتقت إليك وحشتنى عنيك مش عارف اھرب‬
‫فين منك‬
‫انا لك على طول خليك ليا‪..‬‬
‫خد عين منى وطل عليا ‪..‬‬
‫وخد االتنين واسأل فيا‪..‬‬
‫من اول يوم راح منى النوم‬
‫انتھى من الغناء وفتح عيناه ليجد َفلك فى حضن‬
‫اخيھا وتبكى بشده ! فسألھا بدھشه‪:‬بتعيطى ليه ؟!‬
‫‪-‬رفعت وجھھا إليه قائال ‪:‬يا برودك يا اخى يعنى‬
‫االغنيه جامده ومؤثره وتقطع القلب وانت صوتك‬
‫يخلى الحجر يعيط وبتسألنى بعيط ليه !‬
‫‪-‬اتسعت ابتسامته قائال ‪ :‬بجد صوتى مؤثر‬
‫‪...‬خالص بقى متعيطيش حقك عليا‬
‫‪-‬مسحت دموعھا قائله بجديه ‪:‬بص ھقولك‬
‫مالحظه انت عندك مشكله فى النفس عايزه‬
‫تتظبط وده بسبب وزنك الزايد فالزم تعالجھا ‪.‬‬
‫اين سمع ھذا الكالم من قبل ‪...‬اه مريم ياإلھى !‬
‫اين ھى االن ؟ وماذا تفعل ‪،‬ھل ھى بخير ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫*الصداقه *‬
‫ماذا يحتاج االنسان من الحياة غير صديق‬
‫مخلص‪،‬ملتزم ‪،‬ماذا يريد غير شخص يشاركه‬
‫احزانه قبل افراحه ‪.‬‬
‫وماذا لو كان رفيق روح شيطان ‪...‬نعم شيطان‬
‫االنس ‪ .‬يوھمك بأنه يفعل الصواب لتفعل الخطيئه‬
‫اال وھى الصواب فى نظره مثله‬
‫الم يزين لنا الشيطان اعمالنا فيصدنا عن السبيل‬
‫؟!‬
‫الم يزين ألدم ليخرجه من الجنه ؟!‬
‫اوليس نحن ھنا على ھذه االرض بسبب االعيبه !‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى القاھره‬
‫نزلت الثالث فتايات من سيارة االجره وھن فى‬
‫قمه االناقه وفى نفس الوقت فى قمه التبرج ‪.‬‬
‫دلفوا الى ذلك المكان اال وھو الجحيم ‪.‬‬
‫ھنا فقط ترى الضياع ‪،‬ترى جحيم االرض ‪،‬ھنا‬
‫يمكنك ان ترى إناس تجردوا من اخالقھم ‪،‬من‬
‫حيائھم ‪،‬من عقولھم واخيرا من مالبسھم ليأتوا إلى‬
‫ھنا ويتمايلون على انغام الشيطان بال وعى وال‬
‫ادراك ھنا الفرق بين رجل ومرأه فكلھم‬
‫يتالمسون وسط الضجيج ‪.‬‬
‫انسحب الثالث فتايات من حلبه الرقص بعد فتره‬
‫ليست بقصيره ليجلسوا فى احد االركان ويتناولن‬
‫سجائرھم ومشروبھم‬
‫تحدثت اكثرھن سكراً ‪:‬ياااه يا بنات الواحد نفسيته‬
‫بترتاح ھنا اوى بيطلع كل النيجاتيف انرجى‬
‫ردت االخرى بنصف وعى ‪:‬طبعا يا بنتى وال ايه‬
‫يا ميرا‬
‫اجابت مريم عفوا اقصد ميرا ‪so cool :‬روعه‬
‫بجد والموسيقى تحفه انا اتھريت رقص‬
‫اتى احد الشبان ليجلس على الطاوله محييا ً اياھم‬
‫‪:‬ازيكم يا حلوين‬
‫اجابت ايمى بإبتسامه ‪:‬ھاى يا جميل‬
‫التفت الشاب الى مريم التى تتناول كأسھا ‪:‬انا‬
‫حسام وانتى اسمك ايه يا برنسيسه ؟‬
‫ردت مريم وھى تتناول اخر رشفه من‬
‫كأسھا‪:‬ميرا‬
‫صفق حسام بيده قائال بإعجاب ‪:‬وااااااو عاشت‬
‫االسامى ممكن نرقص مع بعض بقى ؟‬
‫‪-‬وﷲ اتھريت رقص بس مفيش مانع ھخلع الشوز‬
‫وارقص براحتى‬
‫‪-‬ايوه بقى ھو ده الكالم‬
‫امسك بيدھا ليصعدا مره اخرى الى حلبه الرقص‬
‫ظلوا يتمايلون على احدى االغانى االجنبيه‬
‫أستأذن منھا حسام وغاب لثوان ليوصى رجل ال‬
‫بتشغيل اغانى شعبيه لينطلقوا كل الفتايات ‪DJ‬‬
‫الى الحلبه ليرقصوا على انغامھا الكن وحدھا‬
‫مريم كانت بطله الحفل ابھرت الجميع برقصھا‬
‫الھيستيرى حتى ان الفتايات توقفوا عن الرقص‬
‫ليشاھدونھا بينما ھناك عيون زرقاء وحدھا كانت‬
‫فى قمه السعاده والنشوه فظل يصفق بيده‬
‫ويشجعھا ‪:‬يال يا ميراااااا ايوه بقى وااااااااااو‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كانت َفلك تتحدث وھى مستمتعه بالحوار معه فھا‬
‫ھو صديق العمر يجلس امامھا وقد وصل إلى ما‬
‫اراد وصل إلى ماكانت تؤمن به ‪،‬وصل إلى‬
‫القمه‪.‬‬
‫سألته قائله ‪:‬فى رأيك الصديق ليه دور مھم فى‬
‫حياه االنسان ونجاحاته ؟ وھل كان ألصدقائك‬
‫دور فى نجاحك ووصولك لھنا ؟‬
‫اجاب بثقه ‪ :‬اكيد اختار الرفيق قبل الطريق ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اتت َفلك فى قمه حماسھا قائال ‪ :‬يا شباب عندنا‬
‫فرح يوم االتنين الجاى‬
‫‪-‬سأل مراد ‪:‬فرح مين بقى ؟‬
‫‪-‬ياسمين وعلى‬
‫‪-‬قال وليد بعدم فھم ‪:‬اللى ھما مين ؟‬
‫اجاب فھد ‪:‬ياسمين وعلى زمالء معانا وقصتھم‬
‫بدأت من الطفوله اخيراً بقى ھنخلص منھم‬
‫‪-‬ضحك الجميع بينما قال وليد ‪:‬طيب وانا ھحضر‬
‫ليه انا معرفھمش اصال ؟‬
‫اجابت َفلك بنظره حاسمه ‪ :‬مش مھم ھتيجى وبس‬
‫اجاب وليد بإستسالم ‪ :‬حاضر ان شاءﷲ ھاجى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تجلس َفلك بغرفتھا وتمسك الھاتف بيدھا‬
‫وضغطت على رقم سميه صديقتھا‬
‫‪-‬الو ازيك يا احلى سوسو‬
‫‪-‬اجابت سوسو وھى تضحك ‪:‬عاوزه ايه اخلصى‬
‫‪-‬ايه يابت ده ايه اللى اخلصى !‬
‫‪-‬ما انتى اكيد عاوزه مصلحه طالما فيھا احلى‬
‫سوسو‬
‫‪-‬ظلمتينى يا حقيره انا بتاعت مصلحتى ‪..‬خلينا فى‬
‫المھم‬
‫‪-‬ايه بقى المھم ؟‬
‫‪-‬خالك‬
‫‪-‬اجابت سميه بعدم فھم ‪:‬ماله ؟‬
‫‪-‬كان ليه صديق راجل جنتل كده ُملحن‬
‫‪-‬اه عمو ناجى‬
‫‪-‬طيب تمام ‪..‬عرفتى طبعا ان فرح ياسمين وعلى‬
‫يوم االتنين‬
‫‪-‬ايوه فرحتلھم اوى بجد‬
‫‪-‬طيب ھتعزمى عمو ناجى على الفرح‬
‫‪-‬نعععم ياختى وده اللى ھو ازاى يعنى وھو ماله‬
‫اصال !‬
‫‪-‬معرفش ھتعزميه وخالص ‪.‬‬
‫‪-‬بت انتى شكلك ھبله او بتستھبلى عاوزه عمو‬
‫ناجى ليه قولى‬
‫‪-‬اجابت َفلك بإستسالم ‪:‬طيب تعرفى تخلى بباكى‬
‫يحددلنا معاه ميعاد فى مكان شغله نروحله ھناك‬
‫ولما نروح ھتعرفى كل حاجه وانا ھعزمه بنفسى‬
‫ربنا يستر بقى‬ ‫‪-‬ھقولك لبابا ‪..‬امرى‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد يومان وقبل زفاف ياسمين وعلى‬
‫تجلس َفلك برفقه سميه ويحدثان استاذ ناجى‬
‫رفعت بعدما حدثه والد سميه واخذ منه موعدا‬
‫للقاء ‪ ،‬بدأت سميه الحديث قائله ‪:‬دى َفلك زميلتى‬
‫فى الكليه وھى طلبت تشوف حضرتك ياعمو‬
‫ناجى ‪.‬‬
‫‪-‬اجاب ناجى بإبتسامه بشوشه ‪:‬تشرفنا طبعا ‪..‬خير‬
‫بقى يا انسه َفلك ؟ شكله موضوع مھم ‪.‬‬
‫‪-‬اجابت فلك بھدوء ‪:‬فعال الموضوع مھم ‪..‬انا‬
‫عندى صديقى فى الجامعه اسمه وليد منصور ھو‬
‫بيحب الغنى جدا من صغره وصوته رائع جدا‬
‫سمعته اكتر من مره ‪..‬بيليق فى كل االغانى‬
‫وبيحب جداً اغانى العندليب ‪،‬بس ‪...‬ھو عنده‬
‫مشكله ‪.‬‬
‫سألھا ناجى بإھتمام ‪:‬ايه المشكله ؟‬
‫‪-‬ھو وزنه زايد شويه ‪...‬ال بصراحه ھو تخين‬
‫اوي علشان كده عنده مشكله فى النفس ‪.‬‬
‫‪-‬طيب ھاتيه ھنا علشان اسمعه ونشوف المشكله‬
‫بتاعته‬
‫اجابت فلك بتردد‪:‬ماھى دى برضو مشكله ‪..‬ھو‬
‫مش ھيرضى يجي لو قلتله اوال ھو بيتجنب‬
‫سخريه اللى حواليه ثانيا ً ھو مش بيحب حد‬
‫يساعده او يجامله وھو معندھوش ثقه فنفسه فأكيد‬
‫مش ھيرضى ‪.‬‬
‫سألھا ناجى بنفاذ صبر ‪:‬طيب وبعدين ؟‪...‬مطلوب‬
‫منى ايه ؟‬
‫‪-‬اجابت بتلقائيه ‪:‬عندنا بكره فرح زمايلنا فى الكليه‬
‫وھو ھيبقى موجود ياريت حضرتك تحضر وانا‬
‫ھخليه يغنى ‪.‬‬
‫‪-‬فكر قليال حتى ظنوا انه سيرفض ثم قال ‪:‬تمام‬
‫ھحضر بكره الفرح‬
‫تھللت اسارير كلتيھما وخصوصا ً فلك التى‬
‫شعرت بالسعاده والحماس ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى اليوم التالى وتحديدا فى احدى قاعات الزفاف‬
‫حيث يجلس العروسين ياسمين وعلى فى قمه‬
‫سعادتھما ‪.‬‬
‫وفى الجانب االخر حيث يجلس المدعويين على‬
‫احدى الطاوالت االصدقاء الخمس يجلسون ولكل‬
‫منھم شعور مختلف ‪ ،‬فلنبدأ بكريم الذي يشعر‬
‫بالسعاده ويتمنى ان يأتى يوم يجلس فيه ھكذا‬
‫بجوار من تمناھا زوجه له ‪ ،‬اما عن مراد كان‬
‫يشعر بالملل فھو يكره ھذه الحفالت واالغانى‬
‫ودائما ما يشعر انھا سخافات ‪،‬اما عن فھد كان‬
‫سعيدا الجل صديقه على فھو يعلم مدى عشقه‬
‫لياسمين ‪،‬ولنتحدث عن وليد الذي كان يتجول‬
‫ببصره بين الجميع ليلتقط نظرات السخريه منھم‬
‫وھو يشعر بثقل صدره من نظراتھم ‪ ،‬ولننتھى‬
‫َبفلك فھى الوحيده التى اختلطت مشاعرھا بين‬
‫السعاده من اجل العروسين والحماس والتوتر‬
‫واالنتظار وجميعھم من اجل وليد‪.‬‬
‫ھا قد وصل اخيرا االستاذ ناجى وبحث ببصره‬
‫عن َفلك وسميه ‪،‬وھا ھى سميه تستقبله وتدعوه‬
‫للجلوس بينما تذھب َفلك فى الخفاء وتمسك‬
‫بالميكروفون وتتحدث قائله ‪:‬ازيكم يا جماعه‬
‫ممكن تسمعونى لحظه ؟ اوال الف مبروك لعلى‬
‫وياسمينا حبيبتى وربنا يسعدكم ثانيا حابه اقدملكم‬
‫فنان بمعنى الكلمه قرر ان يھدى العروسين‬
‫النھارده اغنيه على زوقه‬
‫استغرب الجميع وتسألوا من يكون فقطعت فلك‬
‫حيرتھم وھى تتجه ببصرھا إلى وليد قائله ‪:‬يال يا‬
‫وليد اتفضل‬
‫اه ياإلھى ھل ھى حمقاء ام انا اتخيل ؟ كيف تفعل‬
‫ذلك ‪،‬انا اصعد على المسرح واغنى ؟ ‪،‬بالطبع‬
‫سيتحول الزفاف الى مسرحيه كوميديه ؟‬
‫‪-‬يالااا يا ليدو نشجعه يا جماعه بسقفه *قالتھا فلك‬
‫بالفعل شجعه الجميع وخصوصا اصدقائه واخيرا‬
‫صعد الى المسرح وھو يتوعد لفلك ‪.‬‬
‫اغلق عيناه واخذ انفاسه ليبدأ‬
‫اھواك واتمنى لو انساك‬
‫وانسى روحى وياك‬
‫وان ضاعت يبقى فداك لو تنسانى‬
‫وانساك واتارينى بنسى جفاك‬
‫واشتاق لعذابى معاك‬
‫والقى دموعى فكراك ارجع تانى‬
‫فى لقاك الدنيا تجينى معاك‬
‫ورضاھا يبقى رضاك‬
‫وساعتھا يھون فى ھواك طول حرمانى‬
‫واالقيك مشغول وشاغلنى بيك‬
‫وعينى تيجى فى عنيك‬
‫وكالمھم يبقى عليك وانت تدارى‬
‫واراعيك واصحى من الليل اناديك‬
‫وابعت روحى تصحيك‬
‫قوم ياللى شاغلنى بيك جرب نارى‬
‫******************‬
‫وانتھى من الغناء وتعمد اال يطيل ُ‬
‫ويقصر من‬
‫االغنيه بسبب مشكله نفسه ‪.‬‬
‫فتح عينيه ليجد الكفوف تتالمس فى تصفيقه حاره‬
‫واالعين تشع سعاده واالفواه تقول كلمات اندھاش‬
‫‪،‬اما ھناك تتابعه تلك االعين الخبيره بوقفه احترام‬
‫تبعتھم جمله ‪:‬لقيت كنزيا ناجى‪.‬‬
‫بعد انتھاء الحفل خرج االصدقاءواتجھوا إلى‬
‫سيارتھم فسمعوا ذلك الصوت الوقور ينادى ‪:‬انسه‬
‫فلك‬
‫نظروا جميعھم اتجاه الصوت وجدوه رجل‬
‫خمسينى وقور بمالبس مھندبه يقف بجوار سيارته‬
‫السوداء ‪ ،‬استغربوا جميعا ً وكاد فھد ان يسأل من‬
‫ھذا الرجل لكن َفلك لم تعطه الفرصه فسحبت يد‬
‫وليد قائله ‪:‬تعالى يا وليد ثوانى‬
‫ذھبوا إليه فقال الرجل بإبتسامته الودوده ‪:‬ازيك يا‬
‫وليد ‪..‬اعرفك انا ناجى رفعت ُملحن‬
‫‪-‬رد وليد بإندھاش ‪:‬الحمد تشرفت بحضرتك‬
‫وسريعا ً ما قال ناجى ‪ :‬انت كنز يا وليد كنز وانا‬
‫عرفت خريطته وھطلع الكنز ده للناس علشان‬
‫يستمتعوا بيه ‪..‬بكره الساعه ‪ ٩‬الصبح تجيلى‬
‫مكتبى انسه فلك عارفه المكان سالم‬
‫ما ھذا الرجل ! كيف يتكلم بثقه وجديه ھكذا ؟ لم‬
‫يسألنى حتى عن رأيي ‪...‬اه فلك حسابك معى‬
‫عسيراً‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى صباح اليوم التالى وتحديداً فى التاسعه صباحا ً‬
‫كان يجلس وليد متأنق امام مكتب ناجى وتجلس‬
‫معه فلك التى اصر على ان تأتى معه ‪.‬‬
‫‪-‬بدأ ناجى الحديث قائال‪:‬احم بص يا وليد انت بجد‬
‫صوتك اكتر من الرائع ماشاءﷲ ليك مستقبل‬
‫جميل فى الفن ‪.‬‬
‫‪-‬ربنا يخليك يا استاذ ناجى‬
‫‪-‬اتجه ناجى ببصره إلى فلك وھو يقول مبتسما ً ‪:‬‬
‫وانا بحييكى يا انسه فلك بجد على زوقك‬
‫واھتمامك فى انك تساعديه وتوصليه ليا انا‬
‫بشكرك على الھديه اللى انتى قدمتھالى‬
‫‪-‬ھمس وليد بصوت خافت ‪:‬ھديه بالحجم ده ازاى؟‬
‫استطاعت فلك سماعه ففلتت منھا ضحكه ثم‬
‫نظرت له بجديه والشرر يتطاير من عيناھا‬
‫فصمت‪،‬اكمل ناجى قائال ‪:‬دلوقتى ممكن تسمعنى‬
‫حاجه تانيه ؟‬
‫‪-‬ااا‪...‬يعنى حضرتك ‪٠٠‬قاطعته فلك قائال ‪:‬اكيد‬
‫طبعا ھيسمع حضرتك ‪..‬يال يا وليد‬
‫والنظره خرجت منه قاتله ولكنه سريعا ما اغمض‬
‫عيناه وتنھد بعمق ليبدأ بالتغريد بصوته العذب‬
‫رفضك يا زمانى يا اوانى يامكـــانى انا عايز‬
‫اعيش فى كوكب تانى‬
‫رفضك يا زمــانى يا اوانى يا مكانى انا عايز‬
‫اعيش فى كوكب تانى‪...‬‬
‫فيه عالم تانى ‪..‬فيه لسه امانى‬
‫فيه االنسان ‪..‬لسه انسان عايش للتانى‬
‫عالم طيار ورياحه قويه بيھد كيانى يكسر فيا‬
‫عالم طيار ورياحه قويه بيھد كيانى يكسر فيا‬
‫من غير مواعيد بتاخدني بعيد‬
‫من غير مواعيد بتاخدنى بعيد‬
‫عن معنى حياتى عن اصلى وذاتى‬
‫عن معنى حياتى عن اصلى وذاتى‬
‫وده مش بأديا وده مش بأديا‬
‫فى سد منيع عالى وفظيع عالى وفظيع‬
‫فى سد منيع عالى وفظيع عالى وفظيع‬
‫بينى وبين نفسى بين روحى ورسمى‬
‫بينى وبين نفسى بين روحى ورسمى‬
‫بين يومى وامسى‬
‫بين يومى وامسى‬
‫واللى اتمنيته وبنيته فالھوا بيضيع‬
‫وده مش باديا وده مش بأديا‬
‫مكبوته ف قلبى احالم محسور‬
‫وحطام افكار ايتام مبتوره‬
‫وامال مطويه بتعافر فيا‬
‫وكأنى اوانى كان لسه شويه‬
‫وفى وسط الناس والزحمه تاه االحساس‬
‫والرحمه ‪..‬ضاع منى سالمى ده حتى كالمى‬
‫ضاق بيا وتاه‬
‫كداب يا زمانى‬
‫كداب يا زمانى‬
‫رفضك يا زمانى يا اوانى يا مكانى‬
‫انا عايز اعيش فى كوكب تانى‬
‫فيه عالم تانى فيه لسه امانى‬
‫فيه االنسان لسه انسان عايش للتانى‬
‫****************‬
‫ومسح دمعه ھاربه منه عينه ‪،‬فلقد استشعر كلمات‬
‫االغنيه بصدق فھى تعبر عن حاله وعن احالمه‬
‫المستحيله وعوائق طريقه ‪،‬تعبر عن نفسه‬
‫المحطمه ومستقبله المشوش فى الغناء ‪،‬احقا ً‬
‫يستطيع ان يحقق احالمه ؟!‬
‫لم يكن ھو فقد من بكى او زرف دمعه فكانت فلك‬
‫رقيقه القلب تبكى بصوت مسموع ‪،‬اما عن ناجى‬
‫‪..‬فكان ايضا ً يبكى لكن لم يلحظ تأثره احد‪.‬‬
‫‪-‬انت يا بنى ادم قدامك شھر تنزل فيھم وتبقى‬
‫بالكتير ‪ ٧٠‬كيلو وفى الشھر ده ھنبدأ تدريبات‬
‫النفس ونشتغل على البروفات لحد ما توصل ‪٧٠‬‬
‫ونسجلھا ‪٠‬قالھا ناجى بطريقه صارمه‪٠‬‬
‫‪-‬ناااااااعم يا خويا ‪٠‬كادت تخرج من وليد ‪٠‬‬
‫‪-‬واااااااااااااااااااو بجد بجد بجد يا عمو ناجى‬
‫‪٠‬خرجت بالفعل من فلك ‪٠‬‬
‫‪-‬وانا مثال ھھزر ‪٠‬قالھا ناجى وھو يرفع حاجبه‪٠‬‬
‫بينما تحدث وليد بتردد‪:‬حضرتك مش شايف ان‬
‫شھر قليل اوى‬
‫‪-‬فكر قليال ثم اجاب ‪:‬يبقى شھرين‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مر اسبوعين‬
‫كان وليد يذھب يوميا ً إلى مكتب ناجى ليقوم‬
‫ببعض التدريبات الالزمه ‪،‬ثم يذھب إلى الجامعه‬
‫ليحضر محاضرته وبعد االنتھاء يبدأ فى ممارسه‬
‫رياضته اليوميه إلنقاص الوزن ‪ ،‬فى خالل‬
‫االسبوعين فقد وليد ‪ ١٠‬كيلوات من الوزن‬
‫فأصبح ‪ ١٤٠‬كيلو جراما‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى الجامعه كان يجلس االصدقاء كالمعتاد بعد‬
‫انتھاء المحاضرات استأذن وليد من َفلك قائال انه‬
‫يود الحديث معھا على انفراد ‪.‬‬
‫‪-‬خير يا وليد عاوز تقولى ايه ؟‬
‫‪-‬احم بصى يا َفلك بصراحه كنت عاوز اسألك عن‬
‫صاحبتك اللى بتمشى معاھا عالطول ام عيون‬
‫خضرا دى ؟‬
‫‪-‬ھندا ؟ مالھا ؟!‬
‫‪-‬تمتم وليد بصوت سمعته َفلك ‪ :‬ﷲ واسمھا ھندا‬
‫كمان حلو زيھا‬
‫‪-‬انت ياعم شاكلك واقع عاالخر ھھھھه ال واخدت‬
‫بالك من عنيھا الخضرا كمان )قالتھا غامزه‬
‫بعينھا(‬
‫‪-‬ياباى عليكى اسكتى شويه بقى وقوليلى ھى‬
‫مرتبطه وال ايه النظام ؟‬
‫‪-‬تدفع كام ؟‬
‫‪-‬انجزى يا َفلك مش فاضيلك ‪..‬ھعزمك على ايس‬
‫كريم‬
‫‪-‬اوبااااا ايس كريم اشطه دى ھندا طلعت غاليه‬
‫اوى ‪...‬ھى يا سيدى مش مرتبطه وال حاجه‬
‫‪-‬ايوه بقى ھو ده الكالم ‪..‬بصى بقى علشان االيس‬
‫كريم يبقى مشكل الزم تروحى تكلميھالى دلوقتى‬
‫‪-‬انت ھتزلنى ياعم ‪...‬خالص يا خويا ھروح‬
‫اكلمھا ھو انا اقدر اقول لـ ليدو ال‬
‫‪-‬احبك وانتى مصحصحه يال روحى ومتقوليش‬
‫حاجه قدام العيال الفقر دى وال حتى اخوكى‬
‫بالفعل ذھبت َفلك لمحادثه ھندا وبعد السالم قررت‬
‫َفلك ان ُتحدثھا بشأن وليد قائله ‪ :‬بقولك ايه يا ھندا‬
‫بصراحه يعنى كان فى واحد معجب كده وواقع‬
‫كمان قالى اكلمك واسألك مستعده لالرتباط وال ال‬
‫ھو شخص كويس بجد مفيش منه طيب جدا‬
‫ومحترم ومش بيعرف يحور واكيد ھو حابب‬
‫يرتبط رسمى كده وبما يرضى ﷲ ھو مش بتاع‬
‫كالم وبس‬
‫‪-‬بجد ھييييييييح بقى يعنى انا ليا معجبين‬
‫ھھھھه‪...‬طيب قوليلى ھو مين يمكن اعرفه‬
‫‪-‬ھو وليد صديقنا اللى بيقعد معانا عالطول لو‬
‫بتشوفيه‬
‫‪-‬ردت ھندا بسخريه ‪:‬اووووه فرحتينى يا موكوسه‬
‫قال وليد قال ھھھھھھھھھھھھه التخين حرام‬
‫عليكى يا شيخه لو ترضيھا على نفسك اتجوزيه‬
‫انتى ھھھھھھه مبقاش اال الفيل ده واتجوزه‬
‫ھھھھھھھھھه انتى مسخره وﷲ‬
‫‪-‬اجابت َفلك بدھشه ممزوجه بغضب ‪:‬مكنتش‬
‫اعرف انك كده بالتفاھه دى وعلى فكره وليد ده‬
‫احسن منك بمليون مره كلكم بتحكموا على الناس‬
‫بالمظاھر خلى الحلو الرفيع ينفعك‪...‬انتى‬
‫الخسرانه وتركتھا ورحلت غاضبه‬
‫وحين خرجت وجدت وليد يقف قرب باب القاعه‬
‫فخشت ان يكون سمع حديثھا الجارح الذي كان قد‬
‫سمعه بالفعل اتجھت اليه ‪:‬وو وليد اانت واقف ھنا‬
‫ليه‬
‫‪-‬رد ببرود ‪:‬عادى كنت مستنيكى لما تطلعى ‪..‬ھا‬
‫قالتلك ايه؟‬
‫‪-‬قالت اا يعنى فى واحد متقدملھا وو ھتتخطب‬
‫مفيش نصيب يعنى‬
‫‪-‬ابتسم ابتسامه باھته قائال‪ :‬مفيش نصيب ‪َ..‬فلك‬
‫‪-‬ن نعم‬
‫‪-‬ربنا يخليكى ليا‬
‫‪-‬تصنعت المرح قائله ‪ :‬يال يا مصلحجى روح‬
‫ھات االيس كريم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد شھرين فى المنصوره‬
‫يجرى ويجري ‪..‬ال يكل وال يمل يستريح قليال ثم‬
‫ُيكمل طريقه جريا ً يصل الى منزله يدق الجرس‬
‫لتفتح امه ‪:‬ايه يا واد ده كله جرى يخربيتك بقيت‬
‫مايه روح خد دوش‪.‬‬
‫دخل الى غرفته ليقف امام ذلك الجھاز الذي‬
‫يكرھه من كل قلبه وكيانه ‪،‬ذلك الجھاز الذي‬
‫طالما كان ُيظھر على شاشته ارقاما ً ضخمه‬
‫تحطمه فى كل مره يقترب ويقف فوقه ‪.‬‬
‫اقترب بكل ثقه وصعد فوقه ليظھر الرقم الذي حلم‬
‫به طوال عمره ‪ ٦٠‬فانتفض يصرخ ويھلھل‬
‫‪:‬ستين يا ناس ستين يا عالم اخيرا الميزان قالى‬
‫ستين‬
‫اتت االم مھروله ‪:‬فى ايه يا واد انت اتھبلت‬
‫‪-‬اخذ يقبلھا وھو يردد ‪:‬ستين يا ماما بقيت ستين‬
‫كيلو اخيرا ياماما‬
‫‪-‬يوه مبروك يا موكوس ربنا يفرحك دايما يا‬
‫حبيبي واشوفك احسن مغنى فى الدنيا زى ما انت‬
‫عاوز‬
‫‪-‬يارب يا امى يارب‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ان تؤمن بقدرتك على تخطى الصعوبات فھذا يدل‬
‫على قوتك الكن ان تكون قادراً على تخطى‬
‫الصعوبات رغم قيودھم وكلماتھم تخترق قلبك‬
‫كالسھام لتعجز عن الحركه وتحقيق احالمك فھذا‬
‫يدل على عظمتك ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعدما اخذ حماما ً دافئا ليروى جسده بالماء كما‬
‫ارتوت روحه بالسعاده والنجاح ‪،‬استرخى على‬
‫سريره قليال وتناول دفتراً بغالف سبونج بوب‬
‫وفى الصفحه االولى نري خطه الصغير كون‬
‫يخطھا فى قلب‬‫كلمات حفرھا فى قلبه قبل ان ُ‬
‫الدفتر‬
‫الصفحه االولى ‪:‬‬
‫القائل \سامح جارى‬
‫التاريخ ‪١٩٩٢-٧-٣‬‬
‫الجمله \ ايه ياعم الطخطوخ ده انت بتعمل‬
‫رياضه طب بذمتك قادر تجرى بالحجم ده دى‬
‫السلحفاه بتجرى اسرع منك ھھھھھھھھھھه فاكر‬
‫نفسك ھتخس مثال‬
‫اتسعت ابتسامته مع تنھيده ارتياح ثم انتقل الى‬
‫الصفحه الثانيه‬
‫القائل \حسين صاحب عمرى‬
‫التاريخ \‪١٩٩٥-٦-٣٠‬‬
‫الجمله \ يا ست وليد ايه بس ده اللى صاحبى انا‬
‫برضو بصاحب االحجام دى ھھھھھھھه ده انا بس‬
‫بجيبه يسھر معانا علشان نقعد نروش عليه شويه‬
‫)ملحوظه الجمله استمعتھا خلسه حينما كان حسين‬
‫يتحدث مع احدى رفيقاته الفاسقات (‬
‫ظل يضحك حتى دمعت عيناه من الضحك وانتقل‬
‫الى صفحه اخرى‬
‫القائله \استاذتى العزيزه جيھان مدرسه اللغه‬
‫العربيه‬
‫التاريخ\ ‪١٩٩٧-١٠-٢٥‬‬
‫الوزن \وصل الى ‪ ١٥٠‬كجم‬
‫الجمله \ يال جاوب ايوه انت يا دبدوب ياللى ورا‬
‫يال بدل ما انت عامل زى العجل كده وﷲ‬
‫المفروض يدبحوك عالعيد ھھھھھه‬
‫انتقل الى صفحه اخرى ليكتب ‪:‬‬
‫القائل \ انا‬
‫التاريخ \‪٧-٨-١٩٩٩‬‬
‫الوزن \‪ ٦٠‬كيلو‬
‫الكالم \واختلفت اليوم الخانه االخيره فكتبت الكالم‬
‫بدال من الجمله لكثره ما سأقوله ‪.‬‬
‫اليوم فقد انتصرت على اكبر عدو وھو االحباط‬
‫‪،‬اليوم كسرت القيود‪،‬نيران ارادتى اكلت حروف‬
‫كلماتكم ُ‬
‫المھلكه بالنسبه لكم اما بالنسبه لى اليوم‬
‫فقط استطيع ان اشكركم من كل قلبى فإن ما‬
‫جذبتونى بقوه الى القاع ما وصلت الى القمه ‪،‬لوال‬
‫كلماتكم االحد من السيف ما رفعت اليوم علم‬
‫نصري وجعتله يرفف فى سماء نجاحى ‪،‬اليوم‬
‫اطلقت سراح سكوتى لتحلق كلماتى فى سماء‬
‫المجد الذي صنعته وحدى ‪،‬اليوم تنتھى المواجھه‬
‫بين طوفان احالمى وسفينه قيودكم ‪،‬بفوزى حيث‬
‫حطم الطوفان سفينتكم فيالسعادتى ويالغزالنكم ‪.‬‬
‫انتھى من كتابه كلماته ليستند على ظھر السرير‬
‫بإرتياح فقطرات عرقه التى شھدت وصوله الى‬
‫ھذه اللحظه ليست بقليله‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفصل الثالث‬
‫‪-‬يال يا وليد طول عمرك قوى وانا بفخر بيك‬
‫واالغنيه كسرت الدنيا لما سجلناھا جمھورك‬
‫دلوقتى مستنين على نار مش عارفه انت خايف‬
‫من ايه انت قدرت تثق فى نفسك وتتخطى كل‬
‫الصعوبات ‪.‬قالھا ناجى مشجعا ً‬
‫تنھد وليد بعمق ثم قال ‪ :‬ربنا يستر بس ‪...‬‬
‫قاطعه ذلك الصوت الحنون الذي يحفظه عن ظھر‬
‫قلب ‪:‬بس انت قدھا وقدود غمض عينك زى‬
‫مابتعمل دايما ً وغنى بأحساسك متتحكمش فى‬
‫صوتك سيبه يندمج مع االغنيه ‪٠‬كان القائل فھد‬
‫اسرع وليد نحوه وھو يحتضنه بشوق ‪ :‬فھد مش‬
‫مصدق نفسى‬
‫‪-‬وال احنا مصدقين ‪٠‬قالتھا َفلك وكان يقف بجانبھا‬
‫مراد‬
‫‪-‬ااااااه الشله الواطيه اجتمعت النھارده مش‬
‫مصدق بجد‬
‫‪-‬كريم كمان كان نفسه يحضر اول حفله ليك بس‬
‫ھو فى القاھره ومقدرش يجى علشان الصيدليه‬
‫والشغل ‪.‬قالھا فھد بإبتسامه ثم اكمل ‪:‬‬
‫‪-‬يال يا وحش متعنا بصوتك واحنا جمبك اھو‬
‫وبالفعل خرج وليد إلى جمھوره فى أول لقاء‬
‫معھم وجھا ً لوجه تعالت ھتافاتھم وصراخھم‬
‫المعبر عن مدى عشقھم له ‪ ،‬وھاھو يقف على‬ ‫ُ‬
‫المسرح كما كان يحلم دائما ويسخر من نفسه‬
‫كيف لھذا السمين ان يكون نجم يصفق له الناس‬
‫بدال من ان يسخرون منه ! صعد المسرح حيا‬
‫جمھوره ثم اغمض عيناه واخذ نفس عميق واخذ‬
‫يغنى كلمات اغنيته االولى بإحساس تحت عيون‬
‫تمتلىء بدموع الفرحه ونظره فخر‬
‫َفلك‪،‬فھد‪،‬مراد‪،‬والدته وناجى‬
‫وليه ‪...‬وليه ما احلمش‬
‫وليه ‪...‬ليه ما اتمناش‬
‫وازاى اعيش حياتى واقف مش بمشى فى طريق‬
‫احالمى ‪...‬واعيش حياتى واحد ميت وعمره ما‬
‫عاش ‪...‬ازاى استسلم للقيود وابقى مكانى مربوط‬
‫مجريش ورا احالمى‬
‫ليه ابقى خيال ‪ ...‬وحلمى تحقيقه محال ليه اقف‬
‫فى نص الطريق ومكلمش‬
‫ليـــــه ‪....‬‬
‫ليه ما احلمش‬
‫ملحوظه ‪:‬كلمات االغنيه من تأليفى‬
‫ريھام مختار‬

‫كانت االغنيه من كتابه ناجى والحانه فـ لنقل انھا‬


‫فى الحقيقه ُكتبت خصيصا ً الجل وليد لتتحدث عن‬
‫حياته ومعانته ‪،‬ارادته وقيوده ‪.‬‬
‫انتھى من الغناء ليسمع كالمعتاد تصفيق وتصفير‬
‫وھتاف لكن ھذه المره حقا ً تختلف ‪،‬فكانت‬
‫االصوات الصادره ال تتوقف على اصدقائه‬
‫االربعه او امه او حتى ناجى ‪،‬بل كانت تصدر‬
‫من آالف الناس ‪،‬المحبين والمعجبين والمشجعين‬
‫فتح عيناه وابتسم بسعاده وراحه وھو يتمتم قائال‬
‫‪:‬ھا قد وصل ال)قلبوظ(‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد انتھاء الحفل اخذه ناجى بسيارته تجنبا ً لتزاحم‬
‫الجماھير‬
‫‪-‬تحب اوصلك فين ؟‬
‫كاد ان يجيب لكن صوت الھاتف قاطعھم فأخرج‬
‫ھاتفه والمتصل )امى(رد عليھا‪:‬‬
‫‪-‬ايوه يا حبيبتى‬
‫‪-‬يا حبيب ماما انا طايره بيك يا قلبى ربنا يسعدك‬
‫يا حبيبى يال تعالى علشان عماللك محشى وبط‬
‫وملوخيه علشان نحتفل بالمناسبه الحلوه دى‬
‫‪-‬حاضر يا حبيبتى جاى من ھتأخر ‪..‬سالم‬
‫ثم التفت إلى ناجى قائال ‪:‬امى عماللى احتفال‬
‫ھھھھھھه محشى وبط كمان وحضرتك الزم‬
‫تشرفنا‬
‫شغل‬‫‪-‬اعذرنى وﷲ كان نفسى اجى بس عندى ُ‬
‫‪...‬وليد انا فخور بيك بجد انت بقيت خطر على‬
‫فنانين ُكبار فى الساحه‬
‫ابتسم وليد بسعاده قائال ‪:‬الفضل لربنا ثم لحضرتك‬
‫انا بجد مش عارف اشكرك ازاى‬
‫قاطعھم مره اخرى رنين الھاتف والمتصل كان‬
‫فھد ‪-:‬ايه يا نجم روحت فين كده‬
‫‪-‬انا مع استاذ ناجى وھروح البيت امى عماللى‬
‫احتفال محشى‬
‫‪-‬ايوه بقى ياعم وانا اللى لسه بقول نحتفل ب ليدو‬
‫ونخرج سوا اتاريه الخااااااااين الغدااااااار رايح‬
‫ياكل محشى من غيرنا‬
‫‪-‬ال دى فيھا بط كمان يعنى انا ممكن ابيع عيالى‬
‫‪-‬رد فھد بألم مصطنع ‪ :‬اه قلبى بط كمان مش‬
‫قادر اصدق اه يا واطى يا خاين العشره‬
‫‪-‬بس ياعم خالص انا كنت ھقولكوا تعالوا معايا‬
‫انتوا كمان معزومين‬
‫‪-‬سمع صوت فلك عبر الھاتف قائال ‪:‬ايوه ھو ده‬
‫الكالم ھو ده ليدو اللى انا اعرفه ثوانى وتالقينا‬
‫قدام الباب‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ما إن وصل إلى المنزل ودلف إلى الداخل حتى‬
‫وجدھم يدقون جرس الباب فتح وتعلوا وجھه‬
‫ابتسامه مشرقه قائال ‪ :‬يا اھال بصحابى حبايبى‬
‫الواطين المفجوعين بتوع بطنھم‬
‫رد َفلك ‪ :‬ايه ياعم ده بتعملنا حفله استقبال‬
‫وتمسخرنا فيھا وبعدين ابعد كده عدينى عاوزه‬
‫اساعد طنط ‪ .‬وبالفعل دلفت إلى المطبخ لمساعده‬
‫والدته كانت المره االولى لھم يأتوا إلى منزل‬
‫وليد‪.‬‬
‫تناولوا الطعام معا ً وجميعھم اثنوا على جماله‬
‫‪-‬وﷲ يا طنط االكل ده مكلتش وال ھاكل زيه فى‬
‫حياتى انا كمراد مش بحب الكوسه بس من ايدك‬
‫حاجه تانيه خالص‬
‫=بالھنا والشفا يا حبيبى‬
‫‪-‬بجد تسلم ايدك يا امى االكل فعال فظيع ‪٠‬قالھافھد‬
‫=تسلم يا حبيبى وﷲ انا حبيتكم كلكم زى وليد‬
‫وربنا يعلم‬
‫‪-‬قالت َفلك بتزمر ‪:‬ايه ده بقى وانا اللى عامله‬
‫الملوخيه مفيش اى كلمه حلوه تسلم ايدك وال تسلم‬
‫رجلك‬
‫‪-‬ضحك الجميع ثم رد فھد قائال ‪ :‬تسلم رجلك‬
‫ياختى بس مكنتش اعرف انك بتعرفى تطبخى‬
‫‪-‬طول عمرك بتستھين بقدراتى‬
‫جلسوا جميعھم بالشرفه سويا ً يضحكون‬
‫ويتمازحون حتى استأذن فھد لدخول المرحاض‬
‫وذھب وليد ليحضر لھم بعض الفواكه فظل مراد‬
‫وحيد مع َفلك تردد كثيراً لكن وجد نفسه يتحدث‬
‫تلقائيا ‪َ :‬فلك‬
‫‪-‬ردت وھى تتطلع إلى شاشه ھاتفھا ‪ :‬نعم‬
‫‪-‬قال وھو شارد ينظر إلى السماء ‪ :‬عارفه عمو‬
‫نور الدين باباكى ليه ذوق حلو اوى كان عنده حق‬
‫لما سماكى َفلك‬
‫‪-‬تركت ھاتفھا وسألته بإھتمام ‪ :‬ازاى يعنى ؟‬
‫‪-‬تنھيده قصيره ثم اجاب ‪ :‬انتى فعال اسمك اليق‬
‫عليكى بطريقه مش طبيعيه ‪ ،‬اسمك َفلك اللى ھى‬
‫جايه من علم الفلك يعنى فضاء ونجوم وكواكب‬
‫‪،‬انا بحسك واسعه زى الفضاء بتقدرى تحتوى اى‬
‫حد ولما الدنيا تضيق بيه انتى بتسعيه وبتبقى‬
‫ملجأه ‪ ،‬كمان بحسك نجمه بتلمع بعفويتھا وبريقھا‬
‫اللى مبينطفيش نجمه فى وسط السما الكبيره‬
‫والنجوم الكتيره لكن انتى لوحدك اللى تخطفى‬
‫القلوب ‪ ،‬انتى كمان صافيه اوى زى السما نقيه‬
‫ومحدش يقدر يلوث نقائك ‪،‬انتى حاجه غريبه اوى‬
‫مش عارف اوصفك بأيه ‪.‬‬
‫صمت وصمتت لكن دقات قلبھا وحدھا تتحدث‬
‫وجنتھا المشتعله تصرخ ماذا تفعل ؟ اتشكره على‬
‫ذلك الكالم المميت ؟! لكن اى شكر يعبر عن ما‬
‫بداخلھا من سعاده ؟ اتضربه كفا ً يعيدھم معا ً إلى‬
‫الواقع بعدما حلقت ھى بسماء احالمھا ؟ بالطبع ال‬
‫ھو ال يستحق منھا ذلك ‪.‬‬
‫طالما كان مراد دائما يحتل المكانه االكبر فى‬
‫قلبھا احيانا ً كانت تشعر انه بقرب اخيھا ‪ ،‬واحيانا‬
‫اخري تعجز عن فھم ما تشعر به تجاھه ‪ ،‬لكن لم‬
‫يقول ھذا الكالم االن ؟ كان السؤال يجول‬
‫بخاطرھا لكنه انقذھا من االجابه ‪.‬‬
‫‪-‬انا بقول الكالم ده دلوقتى علشان كان الزم اقوله‬
‫من زمان يا َفلك بس حسيت بيه اكتر لما شفت‬
‫تشجيعك ل وليد والحماس اللى كنتى بتحسى بيه‬
‫وانتى بتدعميه ‪ ،‬فاكره لما وقفتى جمبى فى‬
‫الثانويه كنت بضيع وانتى قعدتى تقوليلى كالم‬
‫قوى كان قاسى شويه بس فوقنى وفھمت بعدين‬
‫قيمته لما دخلت صيدله ‪.‬‬
‫‪-‬اخيراً تمثال َفلك قرر ان ينطق ‪ :‬اا شكرا ‪.‬‬
‫وليتھا لم تنطق‬
‫انفجر مراد ضاحكا ً عجبا ً لتلك الفتاه اتشكره بعد‬
‫كل ھذا الكالم !‬
‫واخيراً قطع حديثھم وليد وان اردنا الدقه انقذھا‬
‫من موقفھا الذي ال تحسد عليه ‪:‬‬
‫‪-‬وعندك احلى طبق فواكه ايوووه جاى ‪٠‬قالھا‬
‫وليد بمرح عكس ما يشعر به تماما ً فقد سمع‬
‫حديثھم صدفه‪ .‬فھا ھو حلم اخر من احالمه ينھار‬
‫امامه ُ‬
‫ويسرق منه‪.‬‬
‫لـقدر يرفعنا تاره ‪ُ ..‬‬
‫لـيسقطنا اخرى‬ ‫ٍ‬ ‫تبا ً‬
‫وكلما كانت الرفعه لمسافه اعلى ‪ ..‬كلما كان‬
‫السقوط مؤلم‬
‫لـقدر‬
‫ٍ‬ ‫تبا ً‬
‫يحقق لنا حلم ‪..‬ويأخذ االخر كـ ُقربان‬
‫يأخذنا إلى الجنه ‪..‬يدلنا على الشجره ُ‬
‫المحرمه‬
‫لنأكل منھا ونتلذذ‬
‫ثم ُيخرجنا مره اخرى إلى جحيم االرض‬
‫فھا ھو ذاك الوليد الذي ولد اليوم بعد فرحه لم‬
‫تغمره من قبل ‪..‬ھا ھو يتحطم بعد سماعه لكل‬
‫كلمات خرجت من صديقه مراد ولمن ؟ لـ حلمه‬
‫َفلك ‪.‬‬
‫ايمكن لـ مراد ان يكون السارق ‪ ..‬يأخذ منه حلمه‬
‫فى غمضه عين ‪.‬‬
‫ام ھو من سيكون السارق االنانى ‪..‬ويتشبث بحبه‬
‫َلفلك ‪ ،‬طوق نجاته ومساندته الوحيده ‪ ،‬الشخص‬
‫الوحيد الذي آمن به انه سيصل ‪.‬ھل سيستطيع ان‬
‫يتخلى عنھا بھذه السھوله ؟ ھل سيستطيع ان‬
‫يكسر قلب صديقه ؟ ‪.‬‬
‫آتى فھد واستأذن ليرحلوا ‪..‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ھل الحياه تعطينا فقط ما نستحق ؟‬
‫ھل تعطينا ما ھو خير لنا ‪ ..‬وال تعطينا ما نرغب‬
‫به!‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬طيب قولنا بقى عندك حد فى حياتك سعادتك‬
‫متوقفه عليه ‪،‬انت بيبقى فرحان لفرحه جدا ودايما ً‬
‫بتكون عاوزوه سعيد حتى لو كانت سعادة‬
‫الشخص ده فى بعده عنك ؟ ‪٠‬سألته َفلك ويبدو‬
‫على مالمحھا التأثر‪ ،‬ابتسم ھو بألم ثم اجاب‪:‬‬
‫‪-‬اه عندى الشخص ده ‪،‬وسعادته كانت فى البعد‬
‫عنى ‪...‬ھو مش بعد اوى بس ‪...‬سعادته كانت مع‬
‫شخص تانى بعد ما كنت بتمنى انه يكون ليا ‪ ،‬ده‬
‫وجعنى اكيد بس بصبر نفسى بأنه سعيد وانه‬
‫مكنش مقدر ليه ‪...‬فاالخر الواحد مش بياخد غير‬
‫نصيبه ‪.‬‬
‫فرت دمعه منھا مسحتھا سريعا ً قبل ان تنتقل إليھا‬
‫الكاميرا ‪ ،‬نعم ھى تفھمه كثيراً ‪،‬كانت ترى الحب‬
‫فى عيناه لكن ‪...‬عيناھا ھى لم تستطع ان ترى‬
‫غير حب مراد الذى اعماھا عن الجميع ‪.‬‬
‫احبتھم جميعا ً كأصدقاء وخصوصا ً انھم كانوا ھم‬
‫واخيھا كالتؤام ال احد يستطع تفرقتھم ‪ ،‬فكانت‬
‫ترى فيھم اخيھا لكن مراد كانت احيانا ً تعجز عن‬
‫فھم مشاعرھا اتجاھه وخصوصا ً من طريقه‬
‫حديثه معھا ‪ ،‬وھا ھو االن اصبح خير زوج لھا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حان اليوم المنتظر ‪ ،‬يوما ً كان يحلم به الجميع‬
‫يجلس الجميع فى قاعه كبيره ‪،‬يرتدون زيھم‬
‫االسود وطاقيه سوداء ‪،‬البھجه تنتشر بينھم‪ ،‬اليوم‬
‫يوم التخرج ‪ .‬جميعھم يجلسون بحماس وفرحه‬
‫وعاد كريم ايضا ً من اجل الحفل ‪ ،‬لكن ھناك‬
‫ثالثه اشخاص مشغولون بعض الشىء ‪ ،‬ليس‬
‫عقولھم فقط بل قلوبھم كذلك ‪ ،‬اولھم مراد كان‬
‫مشغول بمتابعه َفلك طوال الوقت وعقله مشغوالً‬
‫ھل يستطيع اخبارھا بأنه يحبھا ‪،‬وماذا لو كانت‬
‫ھى ال تحبه ؟ ھل سيخسرھا كـحبيبه وكـصديقه‬
‫ايضا ً ؟ ‪ ،‬اما عنھا فكانت تحاول تفسير نظارته‬
‫لھا ‪ ،‬معاملته الرقيقه لھا اھذا ما ُيسمى بالحب ؟!‬
‫ايحبھا كما تحبه ھى ؟ ‪ ،‬فى الجانب االخر كان‬
‫عقله منھمك فى التفكير وقلبه يتمزق الما ً ‪ ،‬اتحبه‬
‫كما يحبھا ؟! ھل ستكون حقا ً لمراد ؟‬
‫كفى تفكيراً ‪ ،‬قد حان الوقت اللتقاط الصوره‬
‫الجماعيه مع الشھادات ‪.‬‬
‫بعد انتھاء الحفل إستأذن مراد كال من فھد ووليد‬
‫وكريم للتحدث معھم قليال ‪:‬‬
‫‪-‬ممكن اتكلم معاكم فى موضوع كده بعيد عن َفلك‬
‫‪-‬رد فھد بإستغراب قائال ‪ :‬اشمعنا بعيد عن فلك‬
‫‪-‬ھتعرف بعدين يا فھد‬
‫‪-‬طيب ھوصل فلك البيت واقابلكم فى القھوه‬
‫‪-‬طيب تمام‬
‫ذھب فھد ليوصل اخته إلى المنزل بينما ذھب كال‬
‫من وليد ومراد و كريم النتظاره فى احدى‬
‫المقاھى ‪.‬‬
‫عاد إليھم فھد بعد ان قام بتوصيل اخته ‪،‬طلب كل‬
‫منھم مشروبا ً مختلفا ً وبدأ فھد بالتحدث ‪:‬‬
‫‪-‬اخيرااا يا رجاله اتخرجنا وخلصنا من الھم ده‬
‫‪-‬بس وﷲ الجامعه ھتوحشنى اوي ‪٠‬قالھا وليد‪٠‬‬
‫نظر فھد إلى مراد بإھتمام قائال ‪ :‬ھا يا مراد كنت‬
‫عاوز تقول ايه بقى ؟ ‪ ...‬مش مرتاحلك‬
‫‪-‬ضحك مراد بتوتر ثم اجاب ‪ :‬خير ان شاء ﷲ‬
‫بص يا صاحبى بصراحه كده انا عاوز اتقدم‬
‫الختك فلك ‪...‬قولت اكلمك االول اشوفك موافق‬
‫وال ال وبعدين انت تكلمھا‬
‫‪-‬ابتسم وليد بسخريه من حالته ‪ ،‬بينما قال فھد‬
‫بجديه ‪:‬‬
‫‪-‬وﷲ يا مراد انت صديق عمرى وعارفك اكتر‬
‫من نفسى وبثق فيك وربنا يعلم انا بحبك اد ايه‬
‫‪،‬اكيد ھطمن على فلك معاك وعارف انك‬
‫ھتحفظھا فى عنيك وانت متترفضش يا مراد بس‬
‫‪..‬الموافقه او الرفض دى حاجه ترجع لفلك دى‬
‫حياتھا وھى حره فيھا انا مش ھجبرھا على حاجه‬
‫‪-‬ابتسم مراد بسعاده والتفت إلى وليد قائال‪ :‬انت‬
‫ايه رأيك يا وليد ؟‬
‫‪-‬اجاب وليد بتساؤل ‪ :‬رأيى فأيه ؟ ‪ ..‬ربنا يقدملك‬
‫اللى فيه الخير انت تستاھل السعاده يا صاحبى‬
‫قلب يتمزق‬
‫وحلم بعيد ينطفىء ‪..‬بعدما كنت اراه مشرق‬
‫قلب يتمزق‬
‫ومشاعر مشتته تتبعثر‬
‫قلب يتمزق‬
‫ولھيب الغيره والحرمان ‪..‬ودموع فى العين‬
‫تترقق‬
‫قلب يتمزق‬
‫وحروف تاھت بين سطور اليأس وكل االوراق‬
‫تتمزق‬
‫قلب يتمزق‬
‫وسعادة كانت تغمر قلبى ‪ ..‬اراھا تتبخر‬
‫قلب يتمزق‬
‫وداعا ايھا الحلم ‪..‬كنت اظنك قادر ان تتحقق‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفصل الرابع‬
‫توالت االيام وحدثت اشياء كنا نتمنى ان حدث ‪،‬‬
‫واشياء كنا نخشى حدوثھا ‪.‬‬
‫تمت خطبه َفلك لـمراد وكان االثنان فى قمه‬
‫السعاده‪.‬‬
‫كان فھد ايضا ً سعيداً الجلھم ‪ ،‬وكان مشغوال‬
‫بتأسيس صيدليه خاصه به ‪.‬‬
‫بينما اتفق السيد ناجى مع وليد لتسجيل البوما ً‬
‫كامال خاص به ‪.‬‬
‫كان كريم يقيم بالقاھره بعد التخرج وأسس ايضا ً‬
‫صيدليه خاصه به ‪ ،‬واعجب بـ احدى الفتايات‬
‫كانت تسكن قربا ً من صيدليته ‪.‬‬
‫كان يراھا يوميا ً وھى تخرج من بيتھا ذاھبه إلى‬
‫الجامعه لكن لم يستطع رؤيتھا عائده ‪ ،‬على ما‬
‫يبدو انھا تعود بعدما يقوم بإغالق الصيدليه‬
‫منتصف الليل !‬
‫فى احدى االيام قرر ان يجلس بالصيدليه ينتظرھا‬
‫حتى تعود ‪ ،‬وبالفعل ظل ينتظر حتى الثانيه بعد‬
‫منتصف الليل ‪ ،‬وھا ھى قد اتت بالفعل لكن لم تعد‬
‫وحدھا ‪ ،‬كانت تركب سياره فارھه ‪،‬اقترب قليال‬
‫ليستطيع رؤيه من بداخلھا وحين اقترب رأھا ھى‬
‫تجلس فى االمام بجوار شاب يبدو عليه االناقه‬
‫والوسامه والثراء ايضا ً لكن اليبدو انه صالح ‪.‬‬
‫ظل يتابع ما يحدث ظلوا يتحدثان داخل السياره‬
‫طويال حتى انتھت محادثتھم بقبله على وجنتھا‬
‫فرت ھاربه من السياره ‪.‬‬
‫يا إلھى ماذا يحدث ؟ ‪ ،‬من ذلك الشاب ‪ ،‬ومن اين‬
‫له الحق ان يقبلھا ھكذا ؟‬
‫اسئله ظلت تترد فى عقل كريم ولكن لم يجد اجابه‬
‫‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اما فى المنصوره فھناك حكايات اخرى ‪.‬‬
‫كان بداخل االستوديو يقف خلف المايك وينظر‬
‫للكلمات امامه ثم نظر إلى ناجى وشخصان‬
‫اخران احدھما رفع كفه االيسر وبدأ بالعد على‬
‫اصابعه لينطلق‪.‬‬
‫وبالفعل بدأ بالغناء لكن لم يكن متألقا ً كعادته‬
‫فضطر ناجى إليقافه قائال ‪:‬‬
‫‪-‬كات ‪..‬مالك يا وليد ادائك سىء جداً‬
‫اجاب وليد بخذالن ‪ :‬معرفش ‪..‬مش عارف اغني‬
‫ومش قادر احس بالكلمات‬
‫‪-‬طيب اھدى شويه واشرب ليمون وبعدين نسجل‬
‫‪..‬ده البومك االول يا وليد يعني الزم يكسر الدنيا‬
‫‪-‬ان شاء ﷲ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اما عن ھاتان العاشقان كان كل منھما يتحدث عن‬
‫افكاره من اجل شقتھما‬
‫‪-‬ال ال انا عاوزه اوضه نوم يبقى دھانھا‬
‫اسود‪٠‬قالتھا فلك بينما رد مراد بغيظ ‪:‬نااااااااعم‬
‫ياختى اسود ايه دى ھتبقى اوضه نوم وال قبر‬
‫ھيلمنا احنا االتنين‬
‫‪-‬يامراد افھم انا عاوزه اوضتى تبقى ھاديه‬
‫ومريحه لالعصاب كده‬
‫‪-‬تقومى تسودى عيشتى‬
‫‪-‬ضحكت فلك برقه على وجھه المحتنق فقال‬
‫سريعا ً ‪ :‬بعد الضحكه دى ھخلى الشقه كلھا سودا‬
‫على دماغنا‪..‬صمت قليال ثم اردف‬
‫قائال‪:‬مبتكلميش وليد او فھد بيكلمه ؟‬
‫‪-‬ال خالص انشغل فى البومه الجديد مبقيناش‬
‫نتجمع زى االول وحتى نتكلم فى التليفون‬
‫‪-‬ربنا يوفقه ‪...‬بس حاسس انه مش مظبوط االيام‬
‫دى مش عارف ماله ‪.‬‬
‫‪-‬انا برضو حاسه فى حاجه مزعاله بس ھو مش‬
‫بيقول ‪..‬ربنا يفرحه بنجاح االلبوم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كان يجلس بالصيدليه منھمك فى تسجيل بعض‬
‫االدويه حتى قاطعه ذلك الصوت الرقيق ‪:‬احم‬
‫صباح الخير يا دكتور‬
‫رفع وجھه سريعا ً ليرى صاحبه الصوت ما ان‬
‫رأھا حتى ابتسم فى سعاده ثم اجاب ‪ :‬صباح الفل‬
‫‪..‬اؤمرى‬
‫‪-‬كنت عاوزه برشام )‪(...‬‬
‫‪-‬ال وﷲ مش موجود مش بينزل اصال علشان‬
‫‪...‬ثم اتسعت عيناه بصدمه قائال ‪ :‬علشان دخل‬
‫الجدول اا انتى عاوزاه ليه ؟‬
‫‪-‬ارتبكت قائله بتوتر ‪ :‬اا اصل الدكتور كـ كاتبه‬
‫لماما مسكن‬
‫‪-‬اجابھا بشك ‪:‬ال لالسف مش موجود‬
‫‪-‬ش شكرا وخرجت مسرعه من الصيدليه‬
‫ظل يفكر طويال ھل ھى محقه تريده المھا ؟ ام‬
‫ھى كاذبه ‪ ،‬ھل من الممكن ان تكون ‪...‬الال‬
‫مستحيل‬
‫حل المساء ورأھا عائده لكن كانت تبكى اتت‬
‫خلفھا تلك السياره الفارھه ونزل ذلك الشاب منھا‬
‫وامسكھا من معصمھا قائال بصوت عالى قليال‬
‫استطاع ان يسمعه ‪ :‬اسمعى كالمى الحل فى‬
‫ايديكى ھتيجى معايا وتعملى اللى انا عاوزه‬
‫ھديكى اللى انتى محتاجاه وانا متأكد مش ھتعرفى‬
‫تقعدى ربع ساعه كمان من غير الحبايه ھتتجننى‬
‫شھقت بصوت مسموع وقالت وسط بكائھا ‪ :‬اا‬
‫مستحيل اعمل كده ‪..‬مقدرش ومش عاوزه الحبايه‬
‫منك فى داھيه اانا ھتصرف‬
‫‪-‬ھھھھھھھھه ھتتصرفى ازاى يا حلوه‬
‫‪-‬مم معرفش ھروح الى حد يدھالى‬
‫‪-‬ماشى يا حلوه وانا متأكد انك ھتجينى راكعه بعد‬
‫شويه علشان تاخديھا الصبر جميل‬
‫تركھا وركب سيارته ورحل بينما ھى ظلت تبكى‬
‫وتنتفض حتى سقطت مغشيا عليھا‬
‫ھرول كريم اتجاھھا وحملھا وسط اعين الناس‬
‫الذاھله وادخلھا الصيدليه واجلسھا على كرسى‬
‫واحضر كوب ماء ليرش بعض القطرات على‬
‫وجھھا لتستفيق وتبكى بحرقه قال لھا مھدئا اياھا‬
‫‪:‬خالص اھدى ‪..‬اھدى‬
‫‪-‬نظرت إليه بعيون حمراء كالدماء ‪ :‬مم مش‬
‫قادره ارجوك ساعدنى ھاتلى البرشام بسرعه‬
‫‪-‬بصى اا انا سمعت كل حاجه بس ممكن تفھمينى‬
‫بھدوء ‪..‬ثانيه واحده‬
‫ذھب إلى احدى االرفف وتناول منھا علبه لدواء‬
‫مھدىء ثم اعطاھا اياھا واحضر لھا كوب من‬
‫الماء ‪ :‬ممكن تخدى دى برشامه مھدئه ‪..‬ھتھديكى‬
‫شويه ممكن بقى تقوليلى ايه اللى حصل يمكن‬
‫اساعدك‬
‫‪-‬شعرت بصدق كلماته ولم تجد حل غير الوثوق‬
‫به فأخبرته بما حدث ‪ :‬ھقولك ‪..‬كنت مع‬
‫صاحباتى فى ديسكو وو وتعرفت على حسام‬
‫‪..‬وبعد كده بدأ يدينى برشام ويقولى انه مھدىء‬
‫وانا اخدته ‪..‬شھقت وھى تبكى بحرقه واكملت‬
‫‪:‬كنت ضعيفه وعاوزه اھرب من الواقع اللى كله‬
‫مشاكل اخدته مره واتنين وتالته لحد ما ادمنته‬
‫ومبقتش اعرف اقعد من غيره انا مكنتش اعرف‬
‫ھو بيجيبه منين ولما طلبت منه النھارده انه يدينى‬
‫واحده وافق قالى ھديھالك بس بشرط كان‬
‫عاوزنى ‪ ....‬اااااااه مكنتش اعرف انه ****كده‬
‫‪ -‬كتم كريم غضبه بصعوبه واجاب وھو يكور‬
‫قبضته ‪:‬فاھمك وانتى طبعا ً رفضتى‬
‫‪-‬ااا ايوه صحيح انا ضيعت خالص بس مش‬
‫لدرجه انى اعمل كده يمكن فى امل ارجع تانى‬
‫زى ما كنت ‪...‬تفتكر فى امل يا دكتور اا‬
‫‪-‬كريم اسمى كريم‬
‫‪-‬ھتساعدنى يا دكتور كريم ؟‬
‫‪-‬اكيد بإذن ﷲ اللى اقدر عليه ھعمله ‪..‬بس ھما‬
‫اھلك فين وايه نظامھم‬
‫‪-‬ابتسمت بمراره قائله ‪ :‬عايشين بس ‪..‬امى‬
‫مشغوله مع صاحبتھا فى الكوافير والنادي والجيم‬
‫ومبتجيش اال عالنوم ھى متعرفش عنى حاجه‬
‫اصال ‪..‬وبابا غرقان فى شغله دايما مسافر من بلد‬
‫لبلد ھنا اجتماع وھنا صفقات يعنى تقدر تعتبرنى‬
‫وحيده ‪.‬‬
‫‪-‬انتى اسمك ايه ؟‬
‫‪-‬ردت بشرود يعكس الضياع بداخلھا ‪:‬مريم‬
‫‪..‬كنت مريم بس دلوقتى ميرا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وفلك يجلسون سويا ً قالت‬
‫كان كل من فھد ومراد َ‬
‫َفلك ‪:‬يال يا فھد اتصل بوليد خليه يجى‬
‫‪-‬طيب قوليلنا االول عالخبر الحلو عقبال ما يجى‬
‫مش قادر استحمل‬
‫‪-‬ال الزم كلكم تبقوا موجودين حتى كريم ھتصل‬
‫عليه وھسمعه فى التليفون‬
‫‪-‬طيب ھتصل يا مسھل‬
‫بالفعل اتصل فھد بوليد وبعد فتره ليست بقصيره‬
‫اجاب ‪ :‬ابو الفھود ازيك‬
‫‪-‬احنا كويسين ياخويا ناقصنا انت‬
‫‪-‬انتوا وحشتونى وﷲ بس ھنعمل ايه بقي‬
‫‪-‬ھتعمل ايه ؟‪...‬ھتيجى دلوقتى حاال عندنا فى‬
‫البيت االستاذه فلك عاوزه تقولنا خبر حلو‬
‫ومستنياك تيجى‬
‫ما ان ذكر اسمھا حتى شعر بغضه فى حلقه اجاب‬
‫بصوت واھن ‪:‬اعذرنى وﷲ مش ھقدر اجى لسه‬
‫راجع من االستوديو وھنام ‪.‬‬
‫‪-‬خالص يا وليد روح نام سالم ‪.‬قالھا فھد‬
‫بأقتضاب فسألته فلك قائله ‪ :‬ايه ده انت خالص‬
‫كده زعلت ومش ھتكلمه تانى ؟‬
‫‪-‬ال طبعا ً‬
‫لمعت عيون فلك وھم يتبادلون نظرات الحماس‬
‫فقال مراد ‪ :‬يال بينا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬طيب جايه ايه التخلف ده مفكر الباب طبلة امه‬
‫قالتھا والدة وليد وھى تتجھه نحو الباب ما ان‬
‫فتحت حتى احتضنتھا فلك قائله ‪ :‬ازيك يا طنتى‬
‫وحشتينى‬
‫‪-‬اجابت االم بساعده ‪ :‬ازيك يا ملك يا حبيبتى‬
‫اتفضلوا‬
‫‪-‬فلك يا طنط مش ملك‬
‫‪-‬يوووه اھو كله زى بعضه‬
‫اتجه مراد وفھد إلى غرفته وليد وفتحوا الباب‬
‫واسرعوا إلى السرير وقفزوا قفره واحده عليه‬
‫قام وليد مفزوعا ً ‪ :‬ايه فى ايه مين ؟‬
‫‪-‬احنا العصابه واللى ميرضاش يجيلنا بالذوق‬
‫نجيله احنا بالعافيه قالھا مراد وھو يقھقه‬
‫‪-‬نظر وليد إلى فھد قائال ‪ :‬وانت مش اتقمصت‬
‫منى وقفلت فى وشى جاى ليه بقى‬
‫‪-‬بس يا عره المغنين انت ال اتقمص منه ال‬
‫احتضنھم وليد بأشتياق حقيقى ثم نھض وارتدى‬
‫تيشرت وخرج وجد َفلك تجلس مع امه ويضحكان‬
‫سويا ً شعر بالضيق لوھله لكن االشتياق غلب كل‬
‫شىء والغريب انه لم يشتاق لفلك الفتاه التى‬
‫اقتحمت قلبه دون استإذان وتمناھا زوجه له بل‬
‫َفلك تلك الصديقه المخلصه الذي اعطته من الدعم‬
‫ما اوصله إلى القمه ‪ ،‬اشتاق إلى فلك االخت‬
‫الحنونه والعطأه حقا اشتاق إليھا‬
‫‪َ-‬فلك ازيك ؟‬
‫‪-‬ليدوووو يا بارد يا تالجه فينك كل ده الزم يعنى‬
‫نقتحم بيتك علشان نشوفك‬
‫‪-‬معلش انا اسف كنت مشغول وﷲ‬
‫‪-‬طيب يال اقعدوا اقعدوا استنوا ھتصل بكريم‬
‫وبالفعل اخرجت الھاتف واتصلت بكريم وقامت‬
‫بتشغيل الميكروفون ‪-:‬فلكى ازيك؟‬
‫‪-‬الحمد اخبارك ايه يا كيمو‬
‫‪-‬بخير وﷲ ‪...‬انسه مريم ثوانى بس معايا تليفون‬
‫‪-‬انت مشغول يا كيمو‬
‫‪-‬الال معاكى اھو‬
‫‪-‬طيب واحد اتنين تالته ياجماعه انا جالى برنامج‬
‫ھقدمه فى الراديو‬
‫‪-‬بجد بجد بجد يا فلكى مبروك يا حبيبتى ألف‬
‫مبروك ‪٠‬قالھا فھد وھو يحتضنھا بينما صفق‬
‫مراد قائال ‪ :‬يا سالم يا سالم فلكوتى ھتبقى مذيعه‬
‫قد الدنيا ومش ھنعرف نكلمھا بعد كده مبروك يا‬
‫قلبى ثم نظر إلى فھد قائال ‪ :‬المؤاخذه يا ابو‬
‫الفھود وﷲ طلعت منى لوحدھا‬
‫ضحك الجميع بينما قال وليد ‪ :‬الف مبروك يا فلك‬
‫فرحتلك جدا بجد انتى تستاھلى كل خير ھتبقى‬
‫احسن مذيعه فى الدنيا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انھى كريم المكالمه وذھب إلى مريم قائال ‪:‬معلش‬
‫وقفتك كتير بس كنت بكلم صحابى ‪.‬‬
‫‪-‬وال يھمك ‪..‬يابخت اللى عنده ُ‬
‫صحاب كويسين‬
‫‪-‬الصحاب دول نعمه وﷲ الزم نحافظ عليھا‬
‫‪..‬المھم ھنروح دلوقتى لدكتور خالد فى المصحه‬
‫بس اوعدينى انك ھتبقى قويه وتساعدى نفسك‬
‫تتخلصى من اللى انتى فيه ده‬
‫‪-‬مش ھقدر اال لو كنت معايا ‪..‬شكرا بجد يا‬
‫دكتور كريم انت شخص رائع شكرا عالمساعده‬
‫‪-‬انسه مريم مفيش داعى للشكر انتى ھتبقى كويسه‬
‫وھتخفى وسيبيلى موضوع حسام ده بقى‬
‫ذھبوا سويا ً إلى المصحه حيث اخبرھم الطبيب‬
‫خالد بأنھا يجب ان تمكث بعض الوقت ھناك اال‬
‫ان تنتھى من العالج وھذا لن يأخذ كثيراً من‬
‫الوقت الن حالتھا لحسن الحظ لم تتدھور كثيراً‬
‫اخبرت مريم امھا بأنھا ستذھب مع صديقاتھا‬
‫رحله إلى الغردقه وستقضى ھناك بضعه ايام‬
‫بالطبع وافقت االم واعطتھا ماال بال مبااله‪.‬‬
‫‪-‬انا ھمشى دلوقتى بس ھاجى كل يوم اطمن‬
‫عليكى ھنا ‪.‬‬
‫‪-‬ھتسيبنى يا كريم اا يا دكتور كريم حاسه انى‬
‫خايفه اوى ومش ھقدر‬
‫‪-‬ال ھتقدرى انتى قويه بس انتى بتستخدمى‬
‫الضعف بس وبعدين الزم تستعينى با يعنى الزم‬
‫تقضى وقتك ھنا بالصاله والقرأن علشان تحسى‬
‫انك قويه ومفيش حاجه تقدر تھزمك ‪.‬‬
‫‪-‬طيب ھو انت ممكن تعلمنى الصاله ؟‬
‫‪-‬ھو مش ھينفع بس ممكن اخلى ممرضه ھنا‬
‫تكون كويسه تقعد معاكى وتعلمك الوضوء‬
‫والصاله ‪...‬اخرج من جيب سترته مصحف‬
‫صغير واعطاھا اياه ‪:‬‬
‫‪-‬خدى المصحف ده احفظيلك كام سوره تصلى‬
‫بيھم وابقى اقرأى فيه كتير وكل ما تحسى بالتعب‬
‫وانك مش قادره استقوى بيه‬
‫‪-‬حاضر ‪..‬شكرا يا دكتور كريم‬
‫‪-‬يال فى رعايه ﷲ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفصل الخامس‬

‫الحب نعمه ونقمه‬


‫فھناك من يستغلون قلوبنا العاشقه إلرضاء‬
‫رغباتھم تحت إسم الحب‬
‫يدمروك تحت عنوان العشق يعزلوك عن علمك‬
‫المضىء تحت قناع الحبيب‬
‫وھناك من يأخذون بيدك ويسحبونك بقوه إلى‬
‫النور ‪..‬ينيروا ظلمه قلبك‬
‫ويذيلون الغشاوه عن بصرك‬
‫يعلمون مدى قوه شيطانك لكن يظلوا يحبونك‬
‫ويحاولون بكل طاقتھم ان يخرجوا الخير بداخلك‬
‫حتى تزھق انفاسھم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فى االيام الماضيه استطاع وليد استعاده نفسه‬
‫الضائعه وروحه المفقوده ‪ ،‬اما عن َفلك ومراد‬
‫قاموا بتحديد موعد زفافھم بعد ثالثه اشھر‬
‫وانھمكت َفلك فى تجھيز اخر ما تبقى من‬
‫مستلزمات شقتھا ‪ ،‬وعن فھد كان يساعد َفلك‬
‫ومراد فى شراء ما يحتاجونه وكان يتخذ‬
‫االجراءات الالزمه الفتتاح صيدليه خاصه به‪.‬‬
‫وعن كريم طوال االيام الماضيه كان يزور مريم‬
‫فى المصحه كانت كل يوم تبكى من شده الالم‬
‫لكن اخيراً تحسنت حالتھا كثيراً واصبحت مستعده‬
‫لمغادره المصحه ‪ ،‬اما صديقاتھا فلم يسألن عنھا‬
‫بعدما اختفت بالمصحه وايضا ً حسام لم يھتم‬
‫المرھا كثيراً فقد ايقن انه لن يحصل منھا على‬
‫مبتغاه فراح يبحث عن اخرى تقع فى شباكه ‪.‬‬
‫‪-‬ياااااااااس يا جماعه كريم ھيخطب ‪٠‬قالھا مراد‬
‫بسعاده بالغه ‪ ،‬بينما صفقت َفلك قائله ‪ :‬ايووووه‬
‫بقى كيمو ھيبقى عريس‬
‫‪-‬ايه ده بقى ‪..‬ايه الخيانه دى كلكم ھتدخلوا القفص‬
‫وتسيبونى انا والغلبان ده ‪٠‬قالھا وليد وھو يشير‬
‫إلى فھد‬
‫‪-‬وﷲ فرحتله اوى ‪..‬وبعيد الشر عنا من القفص‬
‫‪٠‬قالھا فھد وھو يتصل بكريم ليھنئه‬
‫‪-‬الخطوبه امتى ؟ تسألت فلك‬
‫‪-‬االسبوع الجاى ‪...‬جھزوا نفسكوا بقى ‪٠‬قالھا‬
‫مراد‬
‫وبالفعل استعد الجميع لحضور خطبه صديقھم‬
‫كريم ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعد اسبوع سافر االصدقاء إلى القاھره يوم خطبه‬
‫كريم ‪.‬‬
‫قابلھم كريم بسعاده بالغه ورحب بھم ‪ ،‬انبھرت‬
‫َفلك بجمال العروس ورقتھا المالئكيه ‪ ،‬بينما كان‬
‫االكثر اندھاشا ً وليد انھا ھى يراھا امامه االن‬
‫عروس ‪ ،‬من كان يتوقع ان تكون ھى عروس‬
‫كريم تلك الصغيره ذات الضفائر كبرت ‪،‬‬
‫واجتمعت به مره اخرى بعد ان فرقتھم الحياة ‪،‬‬
‫انھا مريم صديقته الضائعه االن تلملم شتات نفسھا‬
‫وتصبح زوجه صديقه ‪ ،‬كم سعد من اجلھا فھو‬
‫يعلم بأن صديقه سيسعدھا بكل طاقته ‪.‬‬
‫اما عنھا ھى فكانت ايضا ً مذھوله لرؤيته لكن‬
‫اختلطت مشاعرھا كثيراً بين حنين ماضى كان‬
‫ھو فيه وكره لماضى تركھا تسقط من على حافه‬
‫الھاويه ماضى كانت ضائعه ال تعرف لما تعيش‬
‫وال تعرف كيف يكون نبض القلب ‪ ،‬ماضى تعكر‬
‫به صفائھا وتلوث نقائھا ‪ ،‬وتبعثرت حروف‬
‫برائتھا ‪ ،‬لكنھا كانت سعيده حقا ً لرؤيته ‪ ،‬كان في‬
‫قمه الوسامه كما كان يحلم دائما كان رشيقا ً ايضا‬
‫عكس جسده المتتلىء ‪ ،‬كان يخطف االنظار‬
‫بإعجاب ال بسخريه ‪.‬‬
‫‪-‬مريم ‪ ...‬مبروك مكنتش متخيل انى ھشوفك تانى‬
‫‪-‬القدر يا صديقى جمعنا تانى ‪...‬عقبالك‬
‫‪-‬انتوا تعرفوا بعض ؟ سأل كريم‬
‫‪-‬فأجابت مريم ‪ :‬وليد طول عمره اجمل صديق‬
‫فى حياة اى حد يدخلھا‬
‫‪-‬يا سالم يا سالم كنتوا اصدقاء ‪...‬ھنشوف‬
‫الموضوع ده بعدين عقبالك يا ليدو‬
‫بالطبع لم يتركه كريم دون ان يغنى لھم ‪ ،‬بالفعل‬
‫غنى لھم العديد من االغانى ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬اكتشفت مره انك كنت مخطىء فى فھم مشاعرك‬
‫او انك كنت حزين من اجل شيىء واكتشفت انه‬
‫مكنش ينفع يبقى ليك ؟‬
‫‪-‬طبعا يا َفلك ‪ ..‬فى شخص كنت بتمناه يكون ليا‬
‫بس لما بعد وبقى لحد تانى اكتشفت ان ربنا كان‬
‫شايلى نجاح احسن من الشخص ده ‪..‬‬
‫‪-‬طيب بنشكرك جدا يا وليد على حضورك معانا‬
‫نورتنا فى البرنامج ومبروك على البومك الجديد‬
‫من نجاح لنجاح يارب‬
‫‪-‬شكراً يافلك انا اللى بشكرك على االستضافه‬
‫وسعيد انى كنت فى برنامج ناجح زى ده مع‬
‫مذيعه جميله زيك وانتى االشھر على االطالق‬
‫اتشرفت بأستضافتكم ليا‬
‫‪-‬شكرا ليك ‪...‬مشاھدينا تصبحوا على خير‬
‫واشوفكم بكره فى حلقه جديده من برنامجنا ھذا‬
‫المساء‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انھت الحلقه وبعدھا انطلقوا االثنان إلى احدى‬
‫االماكن المفضله لديھم حيث ينتظرھم االصدقاء ‪.‬‬
‫جلسوا سويا ً يسترجعون زكرياتھم معا ً كم كانت‬
‫جميله تلك االيام ‪ ،‬كانوا اجساد عديده بروح‬
‫واحده صداقتھم لم تكن مزيفه كما البعض يختلق‬
‫انه نعم الصديق ‪ ،‬وحدھا مريم كانت روح ھائمه‬
‫وھا ھى قد وجدت اخيراً ذاتھا الذي فقدته منذ‬
‫زمن ‪.‬طلبوا من وليد ان يغنى لھم وبالفعل غنى‬
‫اغنيه راقت له فى ھذا الوقت ‪ ،‬وقت تجمعھم بعد‬
‫غياب سنين‬
‫ساعات بشتاق ليوم عشته وانا صغير‬
‫لشكلى قبل ما اتغير‬
‫اليام فيھا راحة البال عشان كنا ساعتھا عيال‬
‫ساعات بشتاق للحب القديم ولصوت عبد الحليم‬
‫لنومى فى حضنى لبس العيد واحساسى انى بكره‬
‫بعيد‬
‫ساعات بشتاق‬
‫لفنجان قھوه من امى وانا بذاكر‬
‫لفرحه ابويا لما انجح واكون شاطر‬
‫للمه عيله فى الصيف لما بنسافر على مطروح‬
‫الول لمسه من ايد اللى حبيتھا‬
‫لضحكتھا ورقتھا وبرائتھا‬
‫لدمعه فى عينى يوم البعد خبيتھا وانا مجروح‬
‫ساعات بشتاق‬
‫لخالى وعمى ولجدى‬
‫لحواديت من بتوع ستى‬
‫لليله من ليالى زمان‬
‫لفرح بيملى كل مكان‬
‫ساعات بشتاق لبيتنا الكبير ولناس مليانه خير‬
‫الباتوا فى مره يوم شايلين وال عملوا حساب‬
‫لسنين‬
‫ساعات بشتاق‬
‫للعب الكورة فى الشارع فى حتتنا‬
‫المى وھى بتعيد على جارتنا‬
‫لرمضان لما بنوره يھل على بيتنا وكل مكان‬
‫حاجات عدا عليھا سنين سابت فينا‬
‫صور جوانا عايشه زى اسامينا‬
‫وال الدنيا وال االيام تنسينا ليالى زمان‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬حاجات كتير فينا اتغيرت بس فى ارواحنا زى‬
‫ماھى ‪..‬لسه متعلقين ببعض ومحدش فينا بيكمل‬
‫من غير التانى ‪٠‬قالتھا فلك بينما اجاب وليد‪:‬‬
‫‪-‬الروح الحلوه مبتتغيرش يا َفلك ‪...‬العشره ما‬
‫بتنھش والحب الصادق مبيتغيرش‬
‫‪-‬احالمنا كلنا كانت مبنيه على بعض ‪..‬رغم ان‬
‫فى اوقات صعبه مرينا بيھا لكن قدرنا نصبر‬
‫ونستحمل علشان ايدينا كانت فى ايدين بعض‬
‫‪٠‬قالھا مراد متناوال كف فلك‬
‫‪-‬بينما ابتسمت مريم بحنين واجابت ‪:‬كل سعادتنا‬
‫فى الوقت ده مبنيه على احزان زمان ‪..‬كل قوتنا‬
‫دى كانت عباره عن ضعف زمان قبل ما كل‬
‫واحد فينا يالقى روحه اللى تايھه ‪،‬وضعت يدھا‬
‫على بطنھا المنتفخه بينما نظرت لكريم بحب‬
‫‪-‬ربنا عوضنا ببعض كل واحد فينا كان محتاج‬
‫عالج يداوى جروحه المفتوحه قالھا كريم‬
‫‪-‬ابتسم فھد قائال ‪ :‬ربنا كريم عوض كل واحد‬
‫بتحقيق حلمه المستحيل وقدره على ان يواجھه‬
‫اصعب المشاكل فى طريقه ‪..‬مش ھقدر انسى‬
‫وليد واصراره ووزنه اللى فجأه ابھرنا كلنا‬
‫بنجاحه ‪..‬وال َفلك اللى كانت مؤمنه بوصولھا‬
‫للمكانه اللى ھى فيھا دلوقتى ‪،‬وال كريم اللى كان‬
‫مؤمن انه ھيالقى الزوجه االحسن بكتير من البنت‬
‫اللى كان بيحبھا وخدعته وال مريم وتخطيھا‬
‫محنتھا ونجاحھا فى انھا تكون افضل زوجه‬
‫وھتبقى افضل ام‬
‫كلنا بنستعيد روح الطفوله لما بنكون مع بعض‬
‫مھما كبرنا وحققنا نجاحات ھتفضل جوانا روح‬
‫الطفل اللى عينيه بتلمع لما يشوف اصحابه واللى‬
‫بيحبھم ھيفضل جوانا نقاء مقدرتش تلوثه االيام ‪،‬‬
‫على قد ما ھمومنا كبرت على اد ما سعادتنا كانت‬
‫اكبر ‪ ،‬على قد ما المشاغل اخدتنا من بعض‬
‫الحنين رجع تانى يجمعنا ‪،‬وعلى اد ما احالمنا‬
‫كانت مستحيله على اد ما فرحتنا كانت كبيره‬
‫بتحقيقھا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خاتمه‬
‫ھا ھم بقصصھم وحكايتھم المختلفه‪،‬بأحالمھم‬
‫الكبيره وعقبات طريقھم الكثيره ‪ ،‬ظلوا قادرين‬
‫على تحقيق امانيھم ‪ ،‬ظلوا يحتفظون بالقوه داخلھم‬
‫‪،‬ظلوا يحتفظون بحبھم لبعضھم وظلوا قادرين ان‬
‫يكونوا سعداء ويضحكون من قلوبھم ‪.‬‬
‫لم يكن ھناك شىء اقوى من صداقتھم ‪ ،‬لم تكن‬
‫ھناك عقبه اقوى من ارادتھم ‪ ،‬واستمرت‬
‫صداقتھم لسنوات رغم الظروف الذي دائما ما‬
‫نتحجج بھا ‪ ،‬لم تستطع الظروف ان تمنعھم عن‬
‫بعضھم ‪ ،‬فقد كان حبھم اقوى من الظروف‬
‫وراء كل مستحيل قوه ‪ ،‬تخبرك بأن االقوى من‬
‫المستحيل ھو الالمستحيل ‪.‬‬
‫وراء كل حلم عقبه ‪ ،‬تخبرك بأن الطريق ليس‬
‫سھال وتقول لك استعمل قوتك‪.‬‬
‫وراء كل ضعف قوه ‪ ،‬تستمدھا من ذاتك لتھزم‬
‫ضعفك وتأخذك من القاع إلى القمه‬
‫وراء كل ألم ‪،‬راحه تبث فى روحك االمان‬
‫وتروى روحك بالسعاده‬
‫فقط نحتاج ان نكون اكثر ايمانا وثقه بأنفسنا‬

‫تمت بحمدﷲ‬
‫شكر خاص إلى كل من قال لى )استمرى(‬
‫اعمال سابقه‬
‫رواية \ كذبة انتقام‬

You might also like