Professional Documents
Culture Documents
ولما لا
ولما لا
ريھام مختار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمه
قيدتمونى بقيودكم وظننتم اننى سأستسلم!،
كال لن يحدث اتطنون انكم قادرين على تحطيمي؟
ال ...انتم مخطئين لو قيدتم انفاسى ودقات قلبى،
لن استسلم ،سأتمسك بالحياة الخر نبض.
لو قيدتمونى بأالف القيود ووضعتمونى فى دائره
من النيران المشتعله لن استسلم.
بالطبع لست كـ إبراھيم لتكون النار بردا وسالما
على جسدى ،لكنى املك سالح اقوى من قيودكم
اال وھو االراده ،سأجعل من النيران وسيله
لتحطيم قيودكم ولتذھب قيودكم الى الجحيم
تذكروا انا ال استسلم !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل االول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس المذيعه وراء مكتبھا الذى يبدو عليه
الفخامه فى االستوديو الخاص ب برنامجھا
)حديث المساء (وتنتھى من القاء نشرتھا
االخباريه على مسامع مشاھديھا .
-مشاھدينا فاصل قصير ونعود اللقاء المنتظر مع
النجم الكبير )وليد منصور (
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االستوديو مليء بالضجيج ،الجميع يستعد للقاء
القادم مع اكبر المطربين واكثرھم شعبيه فى
مصر .اماعن المذيعه فكانت فى قمه سعادتھا ف
االن يأتى صديق العمر وليد المشاكس.
بينما ھى تتفحص مواقع التواصل المتداوله
الخبار برنامجھا ،يأتى ھو بأبتسامته المشرقه
ليقطع شرودھا مناديا ً عليھا َ:فلك
والرد كان عفويا ب ابتسامه واسعه :ليدو
-ضحك بشده وھو يصافحھا :ليكى وحشه
-ف ابتسمت ھى بمشاكسه قائله :ياراجل
ليقاطعھم صوت المخرج قائال :يال يا استاذه فلك
جاھزه
أومأت برأسھا قائله :جاھزه اتفضل يا وليد
واتجھت إلى مكتبھا
-مشاھدينا ُعدنا مره اخري ومعنا النجم الكبير
وليد منصور
-ثم اتجھت ببصرھا إليه قائله :نورتنا يافنان
-اجاب بإبتسامه :نورك يا أستاذه فلك
-سألته بجديه:حضرتك من اھم واكبر المطربين
في مصر واكيد كل محبينك فى مصر والعالم
العربى عاوزين يعرفوا السر واكيد دلوقتى
حضرتك ھتكشفلنا السر ؟!
-تنھيده عميقه ثم اجاب ببساطه :االراده
واالصرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت االم إلى الغرفه واتجھت إلى النافذه لتفتح
الستائر وتنير الغرفه ثم بدأت توقظ الصغير :وليد
ياوال قوم يا حبيب ماما علشان تروح المدرسه يال
يا لولو.
والكن ال حياة لمن تنادى ! الصغير ينام بعمق
اتجھت إليه وجلست على طرف الفراش واخذت
تھزه بقوه :يا واد قوم قومى يا قلبوظتى انتي
ماتقوم ياض قوم يا موكوس يال يا بن الموكوسه
واخيرا استيقظ الصغير لينھض ببطء من الفراش
وھو يتأفئف :يووووه يا ماما كل شويه مدرسه
مدرسه
شھقت االم وھى تضع يدھا فى خصرھا قائله
:امال عايز تنام يا حياة امك ومتروحش المدرسه
يال يا واد روح البس جتك القرف وانت قد
الجموسه كده
ارتدى الصغير مالبسه واتجه إلى المدرسه مع
اصدقائه .
وفى الفسحه يجلس وليد مع اصدقائه ويضحكون
سويا ً ثم اقترح احدھم ان يجرى احدھم وراء
االخرين لتكون اللعبه مسليه تحمسوا جميعا
واختاروا وليد ليجرى ورائھم والجميع بدأ
بالجرى كان وليد يجرى بسرعه تشبه السلحفاء
فلم يستطع امساك احد منھم ،بعد فتره قصيره
جلس وليد على ارضيه الملعب وھو يتصبب
عرقا ً فقال احد اصدقائه وھو يضحك بشده
:مكنتش اعرف انك جامد اوى كده ھھھھھھھه ايه
السرعه دى يا وليد؟
اجابه وليد بغضب من سخريه :بس يا عصام انتوا
بتتريقوا عليا ليه ؟ وبعدين انتوا عارفين انى مش
بقدر اجرى بتخلونى العب ليه وال علشان انا
تخين يعنى عاوزين تضحكوا عليا انتوا صحاب
اشرار انا مش ھلعب معاكو تانى.
كان وليد فى الصف الرابع االبتدائى ،لكن وزنه
كان حوالى ٧٠كيلو جراما فكان دائما مصدر
تسليه الصدقائه ،دائما ما يسخرون منه
وخصوصا ذلك االحمق نبيل الذي اطلق عليه لقب
)فتله ( بغرض السخريه نظراً لوزنه الممتلىء
كثيرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد انتھاء اليوم الدراسى عاد وليد إلى المنزل
وھو يبكى ودخل غرفته واغلق الباب بإحكام ثم
بدأ ُيكلم نفسه :ھما ليه بيعملوا كده ؟ وايه يعنى
تخين عادى انا ربنا خلقنى كده يووووووه مش
ھفكر فيھم انا ھقوم اشوف حاجه اكلھا بقى
وخرج من الغرفه ليدخل المطبخ ويفتح الثالجه
فلم يجد شيئا غير طنجره بھا معكرونه فأخذھا
بارده وذھب إلى الغرفه فرأته امه ودخلت خلفه
:مالك يا وال جايب الحله وقاعد تاكل ليه ؟
-متضايق ياماما سبينى
-ومضايق من ايه بقي يا موكوس ؟
-تناول ملعقه من المعكرونه ثم اجابھا بتنھيده :كل
اصحابى بيضحكوا عليا يا ماما علشان انا تخين
ومش بقدر اجرى زيھم وكمان نبيل كل شويه
يقولى يا فتله
-لم تستطع االم كتم ضحكتھا فأجابته وھى تضحك
:فتله ازاى قصده فيل ابن فيله
-غضب منھا وكاد ان يبكى فقال ببراءه :حتى
انتى يا ماما ﷲ يسامحك
اشفقت عليه امه كثيرا فضمته إلى صدرھا
وربتت على كتفه قائله :متزعلش يا حبيبى ايه
رأيك نروح عند دكتور تغذيه بكره وھتخس
وتبقى زي الفل
فرح وليد كثيرا وقال :بجد يا ماما ھخس الدكتور
ھيخسسنى
اجابت االم بإبتسامه حنونه :ان شاء ﷲ يا حبيبى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى اخذت االم صغيرھا إلى الطبيب
ودلفوا إلى غرفة الكشف وما إن رأي الطبيب
وليد حتى قال بجديه :امممم ازيك يا قلبوظ
-رد وليد بضيق :كويس
ابتسم الطبيب وسأله :طيب عندك كام سنه يا
بطل؟
رد وليد بفخر :تسعه
اشار الطبيب إلى الميزان قائال :طيب يال يابطل
اقف على الميزان اللى ھناك ده .
صعد وليد على الميزان فقرأ الطبيب الرقم
الظاھر على الميزان ثم قال بعصبيه :ازاى طفل
فى رابعه ابتدائى وزنه يوصل ل ٧٠يا مدام
اجابت االم بتوتر من عصبيه الطبيب :مم معرفش
وﷲ يا دكتور ھو طفس وبياكل كتير
-اخرج الطبيب الروشته وكتب عليھا ثم اعطاھا
لألم قائال :من النھارده ابنك يمشى على النظام ده
ويعمل تمرينات كل يوم وحزارى يخالف النظام
الغذائى ده والحلويات متدخلش البيت اال يوم واحد
فى االسبوع ھتيجى االسبوع الجاى يوم الثالثاء
وعاوزه يبقى ٦٠االسبوع الجاى
-ردت االم بسرعه وھى تھم بالمغادره :ح حاضر
يا دكتور عن اذنك
ورحلت االم وھى تكلم صغيرھا :يا خويا ايه
الراجل المجنون ده ھو اتعصب كده ليه متكونش
بتاكل من اكله وال حاجه ؟
-رد وليد بغضب طفولى :ويعني ايه ممنوع
حلويات ايه الھبل ده.
ابتسمت االم قائله :بس الزم تسمع كالمه ياحبيبى
علشان تخس وتبقى قمر واصحابك مايضحكوش
عليك تانى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابتسمت فلك قائله :بس ساعات الواحد بيضعف
وييأس فبالتالى بتقل ارادته واصراره وكمان ثقته
بنفسه .
تنھد وليد ثم اجاب :طبعا ده الزم يحصل وانتى
فى اول الطريق وممكن ترجعى اسوأ من االول
بس ياترى ھتستسلمى وتتخلى عن احالمك
بالسھوله دى ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجلس على سريره ويقرأ كتاب )اقوى طرق
التغذيه السليمه :كيف تصبح رشيقا ً ( وبجانبه
صينيه بھا ٦سندويتشات منوعه من *الجبن
والمربى *
نادته امه قائله :تعالى يا وليد ارمى كيس الزباله
ده
تأفئف قائال :حاضر يا ست الكل
القى بالكتاب على سريره وحشر ما تبقى من
ساندويتش المربى فى فمه ثم خرج ليأخذ كيس
القمامه ويلقى به ،والنه من سكان الدور الخامس
فكان يكره الخروج من المنزل بسبب نزول
وصعود السلم ...نسيت ان اخبركم وليد اصبح
وزنه ١٥٠كيلو جراما! بعدما وصل الى السابعه
عشر .
بعدما القى كيس القمامه ،صعد الدرج
ببطىء،شعر باالرھاق فجلس على طرف السلم
االخير بالدور الثالث ليتقط انفاسه وھو يھمس
لنفسه :يخربيت التخن اووووف
وجد باب شقه جيرانه بالدور الثالث ُيفتح ويخرج
منه كابتن محمد الطيار بوسامته ورشاقته
وعضالته المفتوله وشعره المھندب لطالما تمنى
دائما ان يكون مثله بجماله واناقته حتى انه كان
يحقد عليه يمتلك كل المميزات حتى ان مكانته
مرموقه فھو يعمل طيار واي شاب تتمناه فتاه غير
محمد ؟!
انتفض بسرعه واقفا ً قبل ان يالحظه محمد فھو
يخجل كونه يستريح واليستطيع ان يصعد الدرج
بسبب وزنه المتفجر ،الحظه محمد فأبتسم محييا ً
اياه :ازيك يا وليد
-اا الحمد اخبارك ايه ياكابتن ؟
-تمام الحمد فى سنه كام دلوقتى انت ؟
-تالته ثانوي ان شاء ﷲ
-ماشاءﷲ كبرت يعنى اھو شد حيلك بقى علشان
تدخل كليه كويسه
-بإذن ﷲ حضرتك فى اجازه ؟
-اه كنت فى اجازه وراجع النھارده
ابتسم وليد بحب قائال :ربنا معاك
صعد وليد إلى منزله ودخل غرفته والقى بنفسه
على سريره وھو يحدث نفسه :يارب انا مش
حقود وﷲ بس ليه مبقاش زيه كده رفيع وعندى
عضالت وشكلى حلو وكل البنات بتحبنى مش
مھم البنات تحبنى المھم اخس علشان اعرف
اغنى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى
-يا وليد يا وليد اصحي يابنى علشان تروح
المدرسه انت يازفت
وال حياة لمن تنادى !
وصوت االم اعلى من صوت المذياع الذي يصدر
منه اغانى العندليب .
واخيرا استيقظ ذلك الوليد على صوت نداء
اصدقائه فى االسفل.
قام منتفضا ً يفتح الشباك على مصرعيه
-فى ايه يا ياض منك ليه الواحد ميعرفش يغيب
ف ام اليوم ده
-اجاب صديقه الساخر:ياعم انجز بقى البس
وانزل ھنصيع بعد المدرسه
-اجاب بلھفه :اذا كان فيھا صياعه ماشى
ودلف إلى الداخل ليرتدى مالبسه على عجل
-ماما انا نازل )قالھا وھو يفتح باب الشقه(
-على مھلك يا واد متجريش عالسلم ال العماره تقع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد المدرسه اتجھوا االصدقاء إلى احدى المقاھى
وجلسوا سويا ً صاح احدھم قائال :يا دين النبى
على دول مزز بص ياض يا حسين
الجمله موجھه ل حسين لكن الجميع استجاب
ونظر للخلف الحظت احدي الفتايات نظراتھم
فابتسمت احدھم بميوعه ثم اھدتھم غمزه وقحه
ظفر وليد فى ضيق ھو غير معتاد على ھذا
الوضع وھذا النوع من الفتايات بال اخالق
قامت الثالث فتايات واتجھوا إلي طاولة الشباب
زاد ضيق وليد وحرجه لكنه مضطر ان ُيكمل تلك
السھره اللعينه من اجل مظھره امام اصدقائه
-ھاى يا شباب ممكن نقعد معاكم اصل احنا زھقنا
من األعده لوحدنا
-اجاب ايمن سريعا :اه طبعا طبعا اتفضلوا
جلسوا جميعا على نفس الطاوله وبدأو بالتعارف
تحدثت الشقراء ذات العيون الخضراء قائله :انا
ايمي
-صاح ايمن قائال :يا محاسن الصدف ايمى
وايمن االتنين مش ممكن يليقوا غير على بعض
-ضحكت بميوعه قائله :تشرفنا ياأيمن
بينما قامت االخرى ذات الخصالت القصيره
بلونھما البنى وعيونھا العسليه قائله :انا ساره بس
كلھم بينادونى سوسو ومش بحب حد يقولى
سرسور
-اجاب حسين بوقاحه :احلى سوسو ف الدنيا
اخوكى حسين وده بقى اخوكى وليد معلش ھو
خجول شويه ملوش ف الجو ده
ھز وليد رأسه محييا اياھا فى ضيق بينما الحظ
ان الثالثه تشبھه قليال يشعر بخجلھا يشعر بأنھا
مثله تماما ً تحاول التأقلم مع ذلك الوضع لكنھا فى
كل محاوله تفشل
-تحدثت ايمى مشيره إلى تلك التى يبدو عليھا
الخجل قائله :دى بقي مريومه ھى برضو بتتكسف
شويه زى االخ قنبله واشارت إلى وليد واخذت
تضحك بشده ،لم يحتاج وليد إلى كلماتھا الوقحه
او ربما الجارحه لكى يشعر بالضيق فھو منذ
بداية تلك السھره وھو ال يطيق نفسه
تبادلوا جميعا ارقام بعضھم وقطعوا وعودا
باالتصال فى اقرب وقت املى وليد رقمه فى
ضيق بينما لم تھتم ايا ً منھم بتدوينه سوى مريم
وال يعلم السبب ،ليس سبب تجاھلھم ل تدوين بل
السبب الذي جعل مريم ُتودون رقمه
قطع شروده صوت حسين قائال :وليد فنان عليه
صوت انما ايه احلى من الكروان
ردت مريم بحماسه :بجد! عاوزين نسمع حاجه
بقى
زاد خجل وليد وضيقه لكن البأس ھو يعشق
الغناء فى كل االوقات يحب دائما ان تثني الناس
على جمال صوته لطالما كان فنانا منذ طفولته
يظل طوال الوقت يغنى بصوته العزب واتخذ
سريره مسرحا ً الكن لالسف دائما مايكون ھناك
عوائق وان تحدثنا عن العوائق فلنقل ان امه محقه
تماما فيما قالت )غنا ايه يا موكوس وانت قد
البرميل كده ده انت مبتقدرش تنزل من عالسرير(
استجاب لھم اخيرا واخذ نفسا عميقا ليغمض عيناه
ويستشعر كلمات االغنيه :
حبيبھا لست وحدك حبيبھا ...حبيبھا
انا قبلك وربما جئت بعدك وربما كنت مثلك
..حبيبھا
فلم تزل تلقانى وتستبيح خداعى بلھفه فى اللقاء
برجفه فى الوداع
بدمعه ليس فيھا كالدمع اال البريق ..برعشه ھي
نبض بغير عروق
حبيبھا وروت لى ماكان منك ومنھم فھم كثير
ولكن ال نعرف شىء عنھم وعانقتنى والقت
برأسھا فوق كتفى تباعدت وتدانت كإصبعين فى
كفى
ويحفر الحب قلبى بالنار والسكين ..
وھاتف يھتف بى حذار يا مسكين وسرت وحدى
شريدا محطم الخطوات
تھزنى انفاسي تخيفنى لفتاتى
كھارب ليس من يدرى من اين او اين يمضى
شك ..ضباب..حطام..بعضي يمزق بعضى
سألت عقلي فأصغى وقال ال ال ال لن تراھا لن
تراھا
وقال قلبى اراھا ..ولن احب سواھا ..لن احب
سواھا
ما انت يا قلبى قل لى ..اانت لعنه حبى اانت نقمه
ربى
إلى متى ..إلى متى ..إلى متى
انت قلبى
**************************************
انتھى من الغناء ليفتح عيناه وينظر حوله
ويفاجىء بنظرات االعجاب الواضحه فى اعينھم
اما عن مريم فصفقت له بحراره ،بينما قام
الشباب بالتصفير
-ﷲ يا نجم وﷲ نجم العندليب فى عز شبابه )قالھا
حسين ( بينما تنحنحت مريم وقالت :رائع بجد
بالتوفيق بس فى مشكله عندك فى النفس
ضحكت ايمى بسخريه وقالت :اكيد ھيبقى فى
مشاكل وھو طخطوخ كده
لم يستطع ان ُيكمل السھره بسبب اھانتھم
المتكرره له و كالمھم الساخر ومنادته ب )القلبوظ
ومره اخرى بالطخطوخ (
قرر االنسحاب وخصوصا ً عندما عرض عليه
احد اصدقائه سيجاره ليست بريئه
-خد يا ليدو ُفكھا شويه
-ايه دى يا حسين ؟
-صباع محشى بس اكيد مش ورق عنب ھعھعھع
وامدت يده ال لتمسك ب السيجاره بل لتبعد يد
حسين الممتده قائال :ال شكرا يا حسين ربنا يھديكم
ثم قام من مقعده قائال :انا ماشى
اجاب ايمن بنصف وعى :ايه يا قلبوظه انتى
بتتكسفي ھھھھھه براحه بس وانت ماشى لألرض
تقع بيك وال تجيبلنا زلزال وال حاجه
ضحكت ساره بميوعه وھى تنفث دخان سيجارتھا
بطريقه ُتشعرك باإلشمئزازمشيره إلى وليد:اال
بكام شوال القطن ده يا حسين ھھھھه
تعالت ضحكاتھم جميعا بينما فر وليد تاركا ً ذاك
المكان اللعين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سخريه !
اتسخرون منى فقط ألني سمين بعض الشيء؟!
ممتلىء الجسد...وزنى يزيد بضعه كيلو جرامات
عنكم ،الم تنظروا ألنفسكم ! ...ال ليس فى المرآه
بالطبع ،المرآه ال يمكنھا ان تكشف شيطان ھذا
الذى يفعل المنكر ،وال نفس ذاك األماره بالسوء
،وال حقد ھذا على ذاك ،وال الغيره التى تنھش
قلوبكم ،فالماذا تسخرون من جسدى الممتلىء !
ماذا عن قلوبكم الممتلئه بالظالم ...بأشياء قبيحه
وسخيفه مثلكم !
تبا ً لكم ولـ صداقتكم
به مريم إلى الخارج قائله :استاذ وليد
لحقت ِ
تعجب كثيراً ما ھذه الفتاه ! تجلس مع ھؤالء
الساقطات رغم ان الخجل واضح عليھا ولكن لما
لحقت به ؟ امن الممكن انھا كانت تخدعھم بدور
البريئه ؟! ام اتت لتأخذ نصيبھا من اھانته الليله
وتسخر منه ھى االخري ؟!
-ايوه فى حاجه يا انسه
تنحنحت بخجل قائله :ھو لو ممكن يعنى حضرتك
توصلنى انا اسفه وﷲ بس الوقت اتأخر ومش
ھالقى مواصالت
لم يشعر بنفسه اال وھو يجيبھا بحده :لسه فاكره
ان الوقت اتأخر
رغما عنھا نزلت دمعه ھاربه على خدھا
ياﷲ ما ھذا كم انت احمق ايھا الوليد ،كيف
استطعت ان تجعل تلك العينان الجميلتان تبكى !
-اا انا اسف وﷲ مقصدش اتفضلى اركبى
-شكرا
صمتت طويال ثم اخيرا قررت ان تنطق :احم ھو
انت تعرف حسين وايمن من زمان ؟
-من اولى ثانوى
-انت بجد صوتك جميل جدا على فكره انا كمان
بحب الغنا جدا
-بجد ! طيب ماتسمعينى
-ما ھو انا بصراحه بتكسف ھھھه بس ھغنيلك
متقلقش يوم تانى ابقى رايقه فيه
-تمام براحتك
-ممكن اسألك سؤال ؟
-طبعا اتفضل
-ھو انتى ليه يعنى مصاحبه ساره والتانيه دى
رغم انك مختلفه عنھم وكمان خجوله
-ردت بحرج :مش عارفه بس يمكن ھما اللى
اھتموا بيا ووقفوا جمبى
-اصلى بصراحه عاوز احزرك منھم يعنى
تصرفاتھم بصراحه معجبتنيش
-وال انا وﷲ يا استاذ وليد انا مش زيھم زي ما
انت برضو مش زى حسين وايمن بس ھما اللى
ليا اھلى مش معايا خالص ماما بتھتم بنفسھا وب
اصحابھا وبس وبابا كل حياته شغل شغل
ميعرفش انا عامله ايه كويسه وال ال محتاجاه
جمبى وال ال
-اوال ممكن تبطلى رسميات استاذ وحضرتك
والكالم ده احنا اد بعض يعنى انا مش اكبر منك
وال حاجه ثانيا رقمى معاكى لو احتاجتى حاجه
كلمينى
-شكرا ربنا يخليك ممكن تنزلنى ھنا
-انتى ساكنه ھنا ؟
-اھا العماره اللى ھناك دى تصبح على خير
-وانتى من اھل الخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مريم فتاه خجوله في السابعة عشر من عمرھا
واكثر ماتتميز به الطيبه والصدر الرحب اما عن
جمالھا فيمكننا وصفه البساطه .
عيناھا متوسطه الحجم بلونھما االسود ،شعرھا
البنى الطويل الذي تفضل دائما ان تشمطه على
شكل جديله ،وجھھامشرق ببريق طفولى
،وجسدھا نحيف بعض الشىء.
كانت مريم من عائله ال بأس بھا متوسطه الحال
استطاعت امھا ان توفر لھا كل احتياجاتھا الماديه
حتى ان ابيھا يعمل ليال ونھارا من اجلھا ،لكنھم لم
يھتموا بأحتياجاتھا النفسيه على االطالق .
مريم لديھا موھبه الغناء منذ الصغر فھى تمتلك
صوت عذب يجذب كل من يسمعه عادا امھا !
كانت مريم تشعر بالحماسه كلما اثنى احدھم على
جمال صوتھا ودائما ما كانت تغنى امام والدتھا
فتأمرھا والدتھا ان َتكف عن االزعاج فوراً.
تعرفت على صديقاتھا ايمان وساره فى الصف
الثانى الثانوى تقربت منھم حينما شعرت بقيمتھا
عندھم ،ھم حقا احبوھا كثيرا لكن لألسف كانوا
اصدقاء سوء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما عن وليد فكان محقا ً لما قال انھا تشبھه .
ھو ايضا خجول جدا كـ الفتايات ،مشكلته الوحيده
ھى السمنه فھو يبلغ ١٥٠كيلو جراما ً!
ھذا ما يسبب له مشاكل نفسيه بسبب سخريه
الجميع منه حتى اصدقائه المقربين يعتبرونه
وسيله تسليه فى سھراتھم .
لكنه يتظاھر دائما بالقوه واالمبااله امامھم ،اما
حينما يجلس وحيدا فال مجال للتظاھر فقط يبكى
وبشده ،امر االطباء ومتخصصي التغذيه ميؤس
منه النه دائما ما ُيخالف اوامر الطبيب وينصت
الى اوامر معدته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت االيام واعتادت مريم على محادثه وليد
يوميا ً تحكى له تفاصيل حياتھا وتفضفض له بما
فى داخلھا من ضياع .
ھو كان اوفى صديق كان يستمع إليھا بصبر
ويبحث معھا عن الحلول الممكنه لمشاكلھا ،كان
دائما ما يدعمھا ويدفعھا لألمام حتى اقتربت
االمتحانات فأمتنع عن محادثتھا تماما ً ،كان
مشغول طوال الوقت بالدراسه فال شىء اھم من
احالمه .
اما ھى لم تفعل مثله ،فراحت تتسكع مع
صديقاتھا ھنا وھناك ولم تھتم بدراستھا كما فعل
ھو كانت ارادتھا اضعف ما يمكن فتخلت عن
احالمھا بسھوله ،حتى انھا لم تعد تمارس ھوايتھا
فى الغناء والفضل المھا بالطبع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد انتھاء االمتحانات
وجدت ھاتفھا يرن بأسمه استغربت لوھله من
وليد ؟! وسريعا ما تذكرت يا إلھى انه ذلك
الصديق الوفى لكن ماذا يريد ؟ امازال يتذكرھا ؟!
-الو
اتاھا صوته الذي لم يكن مرحا ً كعادته :ازيك يا
مريم ؟
-انا تمام يا وليد اخبارك ايه ؟
-الحمد بس ممكن االخبار مش ھتبسطتك
-ليه بتقول كده !
-قوليلى االول بس عملتى ايه دخلتى كليه ايه ؟
-تنھدت بقوه ثم قالت بأسف :حقوق
-ليه كده ...يال الحمد على كل حال
-وانت عملت ايه ؟
-احم انا الحمد دخلت صيدله بس مش ھنا جاتلى
فى المنصوره وھروح اعيش انا وعيلتى ھناك
-الف مبروك انك حققت حلمك ودخلت صيدله
بجد فرحتلك من قلبى رغم انى اضايقت علشان
ھتنقل المنصوره كده مش ھعرف اشوفك
-معلش حصل خير اكيد ھنزل القاھره ونتقابل
تانى بإذن ﷲ ھو انتى ينفع تقابلينى قبل ما امشى
علشان اسلم عليكى ؟
-اھا طبعا انا نازله النھارده الساعه ٤مع ايمان
وساره ممكن اقابلك عند القھوه اللى كنا بنقعد
عليھا .
-تمام ھستناكى مع السالمه
-سالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جھزت نفسھا جيدا ّللقاء االخير وسريعا ً ما كانت
تجلس عند المقھى وتنتظره اتى ھو بإبتسامته
البشوشه وصافحھا ثم جلس وسألھا :تشربى ايه ؟
-سحلب
ضحك بشده وھو يتعجب :غريبه اوى
ابتسمت ھى بدورھا وقالت :مش اغرب منك
اتى القھوجى مسرعا ً بكوب السحلب وكوب
الشاى ووضعھم على الطاوله تحدث وليد بجديه
:بصى يا مريم انا صحيح ھمشى مش ھكون
معاكى بس صدقينى ھبقى موجود وقت ما
تحتاجينى بس انا عاوزك تبقى قويه اقوى من كده
متخليش حاجه تقف ادامك ابداً متخليش كلمه
توقفك مش معنى انى محققتيش حلمك ودخلتى
الكليه اللى انتى عاوزاھا يبقى خالص مستقبلك
ضاع ال انتى اقوى من كده بكتير ھتبقى محاميه
ناجحه وبكره تشوفى بس ممكن اطلب منك طلب؟
-اكيد
-خلى شخصيتك اقوى من كده يعنى صاحبى
ايمان وساره وغيرھم وغيرھم بس اوعى تتأثري
بيھم ابداً وال تبقى زيھم خليكى مريم وبس
-تظاھرت بالقوه قائله :حاضر
نظر فى ساعته ثم انتفض قائال :ياااه الزم امشى
علشان الحق القطر
-ااھا روح بسرعه
-ال إله اال ﷲ
-محمد رسول ﷲ
وانھار قناع القوه بدموعھا الغزيره ھا ھو املھا
الوحيد ...داعمھا ...مصدر قوتھا يرحل وترحل
معه ارادتھا واحالمھا ،رحل ورحلت معه مريم
الخجوله لتلقى بشريحته ھاتفھا وتنتھى حكايتھا
المحطمه.ھنا لتبدأ قصه مريم ُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثانى
بعد انتھاء االجازه ومع بدايه العام الدراسى الجديد
تحديداً فى المنصوره قبل الدراسه بيوم واحد كان
ويجھز كل ما يلزم ،قرر النزولفى قمه الحماس ُ
ليتسوق ويشترى ما يلزمه بالطبع سيحتاج مالبس
جديده للعام الجديد .
وقف امام احدى المحالت حيث لفت نظره قميص
معروض على المانيكان كان فى غايه الروعه
لذلك لفت انتباھه وقرر شراءه ،بعد ان دلف إلى
المحل ليشتريه
-السالم عليكم
-وعليكم السالم اتفضل حضرتك عاوز حاجه
معينه ؟
-اه كنت عاوز اسأل عن القميص اللى معروض
بره الكاروه فى منه مقاسى ؟
نظر إليه الرجل من اعلى إلى اسفل وقال بإبتسامه
:ال وﷲ يا فندم صعب تالقى مقاسك ده فى
المحالت ممكن حضرتك تفصل مقاسك النه مش
موجود تقريبا ً
ابتسم وليد بألم قائال :شكرا على النصيحه ،وخرج
بعد دخول ٧محالت وسماعه لنفس الجمله قرر
العوده للمنزل وسيقوم بتفصيل مالبسه الحقا ً كما
كان يفعل دائما بالقاھره يفصل مالبسه عند والد
صديقه ايمن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الصباح الباكر كان يستعد وھو فى قمه اناقته
للذھاب إلى الجامعه فھذا اول يوم فى العام
الدراسى الجديد .
دخل من باب الجامعه ،اخيراً اتت اللحظه الذي
ظل يحلم بھا طوال عمره واخيراً تحقق حلمه ،
بالطبع لم يسلم من نظرات التعجب والسخريه
الكنه لم ُيبالى ،ال يريد ان يبدأ عامه الجديد
باإلنزعاج ،ودخل اول محاضره له متأخر قليال
فھذا اول يوم وكان يسأل عن قاعه المحاضرات .
ما إن دلف إلى القاعه حتى سمع الضحكات
الساخره تصدر من الطالب حتى ان الدكتور نفسه
كان يبتسم بھدوء سأله المعيد:اتأخرت ليه ؟
-رد وھو يلتقط انفاسه بصعوبه :اسف يا دكتور
كنت بدور على القاعه
-طيب اتفضل ادخل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد انتھاء المحاضره جلس وليد فى الحرم
الجامعى وحيداً يتناول كوبا ً من الشاى حتى اتوا
ثالث شبان يبدو عليھم االحترام وجلسوا بجواره
حتى بادر احدھم بالسالم :ازيك يا كابتن
رد وليد بود :الحمد تمام
صافحه الشاب قائال :انا فھد وده مراد وده كريم
صافحه االخرون بينما قال وليد :اتشرفت بيكم انا
وليد من القاھره بس التنسيق جالى ھنا فى
المنصوره.
رد كريم قائال :وانا كمان من القاھره على فكره
احنا كنا معاك فى المحاضره بس انت ما اخدتش
بالك .
ثم تحدث مراد بجديه :بص يا وليد عاوزين نقولك
ما تضايقش من اللى حصل فى المحاضره
النھارده اصال دول ناس تافھين اما بيصدقوا
يالقوا حاجه يضحكوا عليھا
قال وليد بإبتسامه إمتنان :متضايقتش وﷲ اصال
انا واخد على كده .
ضحك الجميع بود ثم قال فھد :انت سكر وﷲ يا
وليد واحنا اتشرفنا بيك يارب تكون صحبه خير
اجاب وليد بسعاده حقيقه :بإذن ﷲ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-مشاھدينا ُعدنا إليكم من جديد ولسه مكملين
حوارنا مع الفنان وليد منصور محبوب الجماھير.
القت َفلك تلك الكلمات على مسامع مشاھديھا ثم
التفت إلى وليد بإبتسامه وقالت :طيب ممكن
دلوقتى تغنيلنا اغنيه من الزمن القديم تكون بتحبھا
وقريبه من قلبك ؟
فكر لوھله واتسعت إبتسامته وھو يقول :اكيد
ليبدأ الغناء بصوته العذب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت االيام سريعا ً وتطورت صداقه وليد
واصدقائه الجدد فھد،مرادوكريم .
خرج وليد من المحاضره ليرى تجمعا ً من الشباب
والبنات يقفون على شكل دائره ويشاھدون شيئا ما
يحدث ،اتجه ھو االخر ليري ماذا يحدث وجد فھد
يمسك شخصا ً اخر وينقض عليه ويكيل له
اللكمات ويضربه ضربا ً.
اتجه بسرعه إليھم ليحاول فض ھذا االشتباك
وبالفعل نجح فى ذلك .
قال وھو يلتقط انفاسه وتتصاعد حبات العرق على
جبينه:اھدوا يا جماعه كده مفيش حاجه تستاھل
تعملوا كده علشانھا .
اجاب فھد بغضب :ال فيه االستاذ المحترم كان
بيعاكس اختى ابن ال*** وعايزنى اسكتله.
-رد االخر سريعا ً :ما قولتلك يا عم مكنتش اعرف
انھا اختك .
وضع وليد يده على كتف االخر وھو يقول:ياعم
اخته وال مش اخته انت تعاكس بنات الناس ليه
ماتخليك فى حالك اظن مترضھاش على اختك
وال مراتك افتكر ان كما تدين تدان
غضب فھد مره اخرى وكاد ان ينقض عليه مره
اخرى فأمسكه وليد :خالص يا فھد المسامح كريم
انسى اللى حصل بقى وراضوا بعض
اتجه الشاب وقبل رأس فھد قائال :حقك عليا يا فھد
انا اسف ياعم ثم اتجه ببصره لتلك الفتاه التى
كانت تبكى خوفا ً على اخيھا قائال :حقك عليا يا
انسه َفلك انا اسف
رحل الجميع بينما اخذ فھد اخته واتجه ھو ووليد
إلى الكافتريا اشتروا مشروبا ً ليھدىء اعصابھم
قليال ثم اتجھوا إلى احد االركان فى الحرم
الجامعى .
-خالص بقى يا َفلك اھدى محصلش حاجه.قالھا
فھد وھو يضم اخته
ردت َفلك بغضب:يا فھد انت عالطول مندفع كده
كل حاجه ضرب شوف صاحبك اتكلم معاه بھدوء
وعقالنيه ازاى وكالمه كسفه واقنعه .
اوه يا إلھى اخجلتنى حقا ً تلك الفتاه.قالھا وليدلنفسه
نظر فھد إلى وليد بإعجاب ثم قال :صحيح يا وليد
شكراً على اللى عملته وكالمك فعال كان جميل
بتقول حكم يا اخى
ثم ضحك الجميع سويا ً انضم إليھم كريم ومراد
سألت َفلك بإھتمام :ھو استاذ وليد كان زميلكم
برضو فى الثانويه ؟
-اجاب فھد قائال :ال ده زى حاله كريم كده جاى
من القاھره .
سأل وليد بخجل :وحضرتك يا انسه َفلك معانا فى
صيدله ؟
اجابت َفلك نافيه :ال انا فى إعالم
-رد وليد بإھتمام :كويس احسن من صيدله الممله
دى صحيح كان حلمى ادخلھا بس كرھتھا
اجاب كريم مازحا ً :ليه ياعم ده انت حتى دحيح
ضحك الجميع فأجاب وليد :اھو قرك ده اللى
كرھنى فيھا ..اصال انا كان نفسى ابقى مغنى وال
دكتور بال بطيخ
-اجابت فلك بحماس :بجد صوتك حلو ؟ ..طيب
يال غنى بقى
-ااااااااه يا سوسه طلعت بتغنى ومخبى علينا
٠قالھا مراد وھو يغمز بعينيه
اجاب وليد مبتسما ً :انا بحب اغنى من وانا صغير
واصحابى كانوا بيقولولى ان صوتى حلو
اجابت َفلك سريعا ً :طيب سمعنا مستنى ايه ؟
تنھد وليد ثم بدأ بالغناء
اعطنى الناى وغنى ..فالغنى سر الوجود
وانين الناى يبقى ..بعد ان يفنى الوجود
اعطنى الناى وغنى ..فالغني سر الخلود
وانين الناى يبقى بعدان يفنى الوجود
ھل اتخذت الغابه مثلى ..منزال دون القصور
فتتبعت السواقى وتسلقت الصخور
ھل تحممت بعطرى..وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمراً فى كؤس من اثير
اعطنى الناى وغنى ..فالغنى سرالوجود
وانين الناى يبقى ..بعد ان يفنى الوجود
ھل جلست العصر مثلى بين جفنات العنب
والعناقيد تدلت كـ ثريات الذھب
ھل فرشت العشب ليال وتلحفت الفضا
زاھداً فيما سيأتى ..ناسيا ً ماقد مضى
اعطنى الناى وغنى فالغنا عطر القلوب
وانين الناى يبقى بعد ان تفنى الذنوب
اعطنى الناى وغنى وانسى داء ودواء
انما الناس سطوراً كتبت لكن بماء
***********************
بعد ان انتھى من الغناء سمع صوت تصفيق حار
فتح عيناه ليجد تجمعا ً كبيراً حوله من الشباب
والفتايات جميعھم كانوا يستمعون إليه بإستمتاع
كانت تعليقاتھم ايجابيه رفعت من روحه المعنويه
كثيراً شكرھم جميعا ً بينما اثنى جميع اصدقائه
على جمال صوته بينما قالت َفلك :روووعه بجد
صوتك روعه وانا بعشق االغنيه دى انت الزم
تبقى مطرب كبير وفنان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-بجد رائع وانا بعترف انا من معجبينك وﷲ
)قالتھا المذيعه َفلك بإتسامتھا البشوش(
رد وليد بأشتياق لذكرياته القديمه :وانا بحب
االغنيه دى جدا كانت جميله ووشھا حلو عليا اوى
ليھا ذكرى جميله عندى وخصوصا ً ان فى
شخص عزيز عليا بيحبھا اوى
-ابتسمت َفلك وقد فھمت ما يشير إليه ثم سألته
قائله :بدايه مسيرتك الفنيه كانت مختلفه اكيد الن
لكل فنان بيبقى ليه بدايه مختلفه كلمنى عنھا
شويه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى العام الثانى له بالجامعه تطورت عالقته
بأصدقاء كثيراً كريم ومراد واالخوان فھد َ
وفلك
خرج الجميع بعد انتھاء المحاضره والتقوا فى
الحرم الجامعى ،اقترح كريم ان يذھبون لنزھه
قصيره وافق الجميع بحماس وذھبوا إلى احدى
المطاعم المفضله لديھم .
دلف االصدقاء الخمسه إلى المطعم وسريعا ً ما
حدث المعتاد ،كل االنظار تتجه إلى وليد والجميع
يتھامسون ويضحكون ،لكنه ال يبالى لقد اعتاد منذ
زمن على مثل ھذه المواقف .
جلسوا االصدقاء على طاوله حتى اتى النادل
وسألھم عما سيطلبون وھنا زاد الوضع عن حده
فقد سمعوا جميعا ً صوت ذلك الشاب على الطاوله
المقابله وھو يقول :تالقيك ھتطلب المطعم كله
ھھھھھھھه خايف ال تبلع الناس اللى قاعده كمان
ازاى سابوك تدخل مش خايفين على الكراسى
تتكسر ھھھھھھھھھھه
-اكمل الشاب االخر وھو يضحك :ھو ازاى دخل
من الباب اصال ھھھھھھھه تالقيه اتحشر وطلعوه
بالعافيه .بالطبع تلك الكلمات الجارحه موجھه
إلى وليد وااااه من ذلك الوليد لقد تحمل كثيرا
كثيرا جدا تحمل ما يفوق طاقته من اھانه
وسخريه.
لم يتحمل فھد كالمھم فھو دائما عصبى وغاضب
فنھض من مكانه غاضبا ً واتجه إليھم .
-امسك االول من ياقته وھو يقول :جرى ايه يا
روح امك عمال تلقح بالكالم زى الستات ما
تسترجل ياض منك له .قال جملته وانھاھا بلكمه
قويه جعلت الدماء تخرج من فمه ،اتجه إليھم
الشباب وحاولوا تھدئه فھد بينما اصر وليد على
مغادره المطعم واتفقت معه َفلك فى الرأي .
غادروا المطعم طلب وليد منھم ان يتركوه ليرحل
قائال :طيب يا جماعه كملوا يومكم مع بعض
وانبسطوا انا ھروح علشان تعبان وعاوز انام ...
قاطعه فھد قائال :انت عبيط يا وليد ؟ ...انت ازاى
كده ھتخلى كالم شويه ***زى دول يأثر فيك
ھتفضل كده عالطول تستخبى من الناس وخايف
من كالمھم ھتحبس نفسك فى بيتكوا .
-اجابه وليد نافيا ً :ال مش ده السبب بس مش
عاوز اسببلكم مشاكل زى النھارده كده ومش
عاوز اتضايقكم بكالم الناس البايخ بسببى .
-اجابته َفلك بحده :اسكت يا وليد متسمعنيش
صوتك ...صمتت قليال ثم اكملت قائال :وال
اقولك غنى .
-نظر إليھا بإندھاش قائال :اغنى ؟!
-ايوه غنى ايه بتفھم عربى وال اترجم !
-الال خالص فھمت ھھھھھه طيب اغنى ايه ؟
فكرت قليال ثم اجابت :اكتر اغنيه بتحبھا وبتحب
تغنيھا .
اخذ نفس عميق واغمض عيناه وبدأ بالغناء
تمت بحمدﷲ
شكر خاص إلى كل من قال لى )استمرى(
اعمال سابقه
رواية \ كذبة انتقام