Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫م لخصالنظريات الكالسيكية للتجارة الخارجية‬

‫تعد النظرية الكالسيكية أولى النظريات المتكاملة التي حاولت تفسير أسباب قيام التجارة بين البلدان‪ ،‬منذ‬
‫ظهورها في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التـاسع عشر‪،‬حــيث تشكل األساس النظري الذي تقوم‬
‫عليه النظريات الحديثة في التجارة الخارجية‪ ،‬فقــد حـاول رواد هذه النظرية بحـث أهمية وحقيقة القضايا‬
‫المتعلقة بالسـياسة التجارية بناء علـى أسبــاب ظهور المكاسب مـن التجارة الخارجية ‪ ،‬واستندوا فـي ذلك‬
‫على مجموعة مــن الفـرضيات المـرتبطة بالمذهب اإلقتصادي الحر(الـذي نشأ على أنقاض أفكار المــدرسة‬
‫التجارية)‪،‬وقد ظهر عدد من اإلقتصاديين الكالسيك البارزين الذين قدموا اسهمات كبيرة في مجال تجارة‬
‫خارجية‪.‬‬

‫‪/1‬نظرية التكاليف أو الميزة المطلقة "ألدم سميث"‪:‬‬

‫وردت نظرية آدم سميث للتجارة الدولية في كتابه "ثروة األمم"‪ ،‬الذي احتوي الكثير من األفكار التي‬
‫تستدعي االهتمام‪ ،‬أهمها ثالثة عناصر أساسية حددت في الفصل األول‪ ،‬ينبغي االنتباه إليها‪ ،‬العنصر‬
‫األول هو فكرة القوى األساسية التي تحرك الحياة والجهود االقتصادية‪ ،‬بمعنى طبيعة النظام االقتصادي‪،‬‬
‫والثاني هو كيف تحدد األسعار وكيف يتم توزيع الدخل الناتج عنها في شكل أجور وربح وريع‪ .‬واخي ار‬
‫هناك السياسات التي تدعم بموجبها الدولة وتعزز التقدم االقتصادي‪.‬‬

‫وقد بين آدم سميث في تحليله أن االزدهار والتقدم االقتصادي مرتبط بتقسيم العمل‪ .‬وأن تقسيم‬
‫العمل يناسب اتجاه طبيعي لإلنسان في التعاون والتبادل‪ ،‬و في عالم الملكية الخاصة يحقق التبادل عن‬
‫طريق السوق‪ ،‬أما على المستوى الدولي فقد أوضح أن التجارة الدولية تقوم أساسا لتصريف الفائض‬
‫المحلي والتغلب على ضيق السوق الداخلي وبذلك يدخل اإلنتاج في مرحلة اإلنتاج الكبير‪ ،‬وتستفيد الدولة‬
‫من التخصص والتقسيم الدولي للعمل‪ .‬وقد وضع آدم سميث أسس السياسة االقتصادية الكالسيكية في‬
‫مبدأ الحرية االقتصادية‪ .‬وليبين منافع تحرير التجارة من كل القيود فإنه يقدم عدة حجج هي‪:‬‬

‫‪ -‬التجارة الخارجية تسمح بتصريف الفائض من اإلنتاج المحلي‪ ،‬وتمكن من الحصول على سلع مفيدة‬
‫مطلوبة في السوق الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -‬التجارة الخارجية تشجع التقسيم الدولي للعمل‪ ،‬فالتجارة توسع المنافذ لكل أنواع السلع وبالتالي تعميق‬
‫التقسيم الدولي للعمل ‪.‬‬

‫‪ -‬التجارة الخارجية تشجع النمو وهذا يرفع الناتج الوطني وتخفيض أسعار السلع المستهلكة ‪.‬‬

‫الشرط األساسي لقيام التجارة الخارجية بين دولتين في رأي آدم سميث هو تلك الميزة المطلقة فيما‬ ‫و‬

‫يتصل بالمنتجات التي تصدرها الدولة‪ ،‬فهو يرى أنه يكفي وجود فرق بين نفقة اإلنتاج في بلدين حتى تقوم‬
‫التجارة فيما بينهما‪ "،‬فإذا كان في مقدور بلد أجنبي أن يمدنا بسلعة أرخص مما لو أنتجناها نحن‪،‬‬
‫فلنشتريها منه ببعض إنتاج صناعتنا ‪.‬‬

‫‪/2‬نظرية النفقات النسبية دافيد ريكاردو ‪:‬‬

‫يعتمد ريكاردو على مجموعة من فرضيات و هي كاالتي‪:‬‬

‫‪ ‬التبادل الدولي يتم على أساس المقايضة‪ ،‬بمعنى إهمال دور النقود كوسيك للمبادلة‪.‬‬
‫‪ ‬اقتصار البحث على وجود دولتين هما البرتغال و إنجلترا‪ ،‬ال تنتجان إالّ سلعتين ‪ :‬الخمر و‬
‫القماش تتم المبادلة بينهما‪.‬‬
‫‪ ‬أن القيمة التبادل لكل سلعة تتحدد بكمية العمل المبذول في إنتاجها (‪.)2‬‬
‫‪ ‬أن عناصر اإلنتاج بحرية االنتقال داخل البلد الواحد و مقيدة أو منعدمة من االنتقال بين الدول‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة مبدأ المنافسة الكاملة أو التامة‪.‬‬
‫‪ ‬أن هناك تشغيال كامال للمواد المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود تكاليف نقل‪ ،‬تأمين و رسوم جمركية‪.‬‬
‫‪ ‬أذواق المستهلكين و توزيع الدخل معطى‪.‬‬
‫‪ ‬التحليل ستاتيكي للكالسيك أي إهمال عامل الزمن في تحليل‪.‬‬

‫وقد وردت نظرية ريكاردو في الفصل السابع من كتابه"مبادئ االقتصاد السياسي والضرائب" ‪ ،‬حيث‬
‫أوضح أن الشرط الضروري والكافي إلمكانية قيام التبادل الدولي هو وجود اختالف بين معدل التبادل‬
‫الداخلي للسلع بين الدول‪ .‬فإذا وجد هذا الشرط فإنه من مصلحة الدولة أن تتخصص في إنتاج السلع التي‬
‫تتفوق فيها نسبيا‪ ،‬وهذا الشرط ضروري ألنه إذا كان معدل التبادل الداخلي متساويا فال داعي لتبادل مع‬
‫الخارج‪ ،‬وكاف ألنه ما دام هناك اختالف في معدالت التبادل الداخلي فإن التجارة الدولية تتم دائما‪،‬‬
‫وتكون في صالح كال الدولتين‪.‬‬

‫و ما يمكننا قوله في األخير أن نظرية النفقات النسبية أغفلت عامل الطلب في تحديد معدل التبادل‬
‫الداخلي‪ ،‬بتركزها على جانب العرض إي عرض السلع و اإلنتاج – تكلفة العمل – التي تدخل في التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬موضحا الحد األدنى و األعلى لمنطقة التبادل‪ ،‬األمر الذي أدى إلى عدم قدرته على تحديد معدل‬
‫التبادل الفعلي بينها‪ ،‬و هذا ما حول إستدراكه جون ستيوارت ميل عند ما الطلب بعين االعتبار ‪ " -‬قانون‬
‫الطلب المتبادل"‪ -‬في نظرية القيم الدولية‪.‬‬

‫‪/3‬نظرية القيم الدولية لجون ستيوارت ‪John stuart mill:‬‬

‫يوضح لنا ‪ John stuart mill‬أن توزيع الكسب من التجارة الخارجية بين البلدين يتوقف على عاملين‬
‫أساسين ‪:‬‬

‫حجم الطلب المتبادل بين الدولتين ‪:‬‬

‫مما تقدم تبين لنا أن القيمة التبادلية لكل من السلعتين يتوقف على معدل تبادلتها الدولي الذي يقع معدلي‬
‫تبادلهما الداخلي قبل قيام التجارة‪ ،‬و الذي يتحدد على النحو الذي تكفي معه القيمة الكلية لصادرات كل‬
‫دولة إحدى السلعتين الوفاء بالقيمة الكلية لوارداتها من السلعة األخرى‪ ،‬فهذا الذي يسميه ‪John stuart‬‬
‫‪ mill‬بمعدلة الطلب الكلي و هكذا يصبح قانون القيم الدولية مجرد امتداد لقانون العام للقيمة‪ ،‬أي معادلة‬
‫الطلب و العرض الكلى وبعبارة أخرى ‪ :‬صادرات البلد األول يساوي واردات البلد الثاني و العكس‬
‫صحيح‪.‬‬

‫فكلما زاد الطلب إحدى الدولتين على المنتجات الدولة األخرى كلما مالت نسبة المبادلة لصالح هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬التي ستحصل على معظم الربح من التجارة‪ ،‬و قد تكون قيمة السلع التي تطلبها إحدى الدولتين‬
‫من األخرى أكبر من قيمة السلع التي تطلبها الثانية من األولى و يرجع ذلك إلى اختالف حجم السوق و‬
‫القدرة الشرائية مواطنية – مستهلكيه‪.-‬‬
‫هكذا تصبح القاعدة العامة عند ‪" John stuart mill‬النفع من التجارة يؤول دائما إلى صاحب الطلب‬
‫الصغير ‪ ،‬و النفع األقل يعود دائما إلى صاحب الطلب األكبر ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المرونة السعرية للطلب ‪:‬‬

‫لم يكتفي ‪ John stuart mill‬بكل ما قام به‪ ،‬بل أرد الذهاب بعيدا المعرفة الكيفية التي تتوزع بها‬
‫الفائدة الكلية للتجارة الخارجية و لتقسيم العمل الدولي ما بين األطراف المشاركة فيه‪.‬‬

‫ينطلق ‪ John stuart mill‬من االعتقاد القائل بأن الفائدة من التبادل الدولي ستزداد كلما زاد الطلب على‬
‫منتجاتها بواسطة الدول األخرى‪ ،‬و قل طلبها هي على منتجات هذه الدول‪ ،‬مستخدما في هذا الصدد‬
‫مفهوم المرونة أي مرونة الطلب السعرية – الثمن –و لكنه يؤمن بقابلية التوسع ‪.‬‬

‫كما نستطيع رصد العالقة بين المرونة و معدل التبادل الدولي على النحو التالي ‪:‬‬

‫إذا كان الطلب على السلعة غير مرنا مقارنة بالدولة األخرى ذات الطلب المتكافئ المرونة فهذا يعود‬
‫على الدولة األولى بالنفع األكبر بينما الثانية بالنفع األقل ‪.‬‬

‫إذا كان الطلب عن السلعة مرنا مقارنة بالدولة األخرى ذات الطلب المتكافئ المرونة فهذا يعود على‬
‫الدولة األولى بالنفع األقل بينما الثانية بالنفع الكبر‪.‬‬

‫كما يرى جون ستورت ميل ‪ John stuart mill‬أن نفقات النقل تأثير مزدوج على التجارة الخارجية ‪،‬فمن‬
‫الناحية سيؤدي وجود هذه النفقات إلى جعل سعر السلعة التي تنتجها الدولة األولى مرتفعا في الدولة‬
‫الثانية عنه في األول و عكي صحيح‪ ،‬هكذا لن يتم تبادل السلعتين وفق معدل التبادل السائد في حالة‬
‫افتراض عدم وجود نفقات النقل‪ ،‬و القاعدة العامة في هذا الشأن ‪ ،‬فتوزيع الفائدة الكلية من التجارة‬
‫الخارجية بين الدولتين يتوقف كل شيء على وضع الطلب المتبادل بينهما‪ ،‬بسبب اختالف المرونة و من‬
‫ثم تغير معدل التبادل الدولي ‪.‬‬

‫و من ناحية أخرى‪ ،‬تحدد تكلفة النقل من التخصص الدولي للعمل ألنها تضطر الدولة أن تنتج داخل‬
‫حدودها سلعا كان يمكنها أن تحصل عليها من الخارج بأسعار منخفضة‪ ،‬و لكن وجود هذه النفقات يزيد‬
‫من تكلفة السلعة المستوردة مما يجعل محليا أفضل من استردتها‪.‬‬
‫و خالصة القول لقد أكد جون ستورت ميل أنه البد أن يبقى معدل التبادل الدولي الجديد دائما محصور‬
‫ما بين معدلين التبادلين الداخلين حتى تكون التجارة الخارجية نافعة للبلدين‬

You might also like