Professional Documents
Culture Documents
الرباعي المغربي 4
الرباعي المغربي 4
الرباعي المغربي 4
قبل الخوض في التطرق مختلف المراحل الرباعية البد من االشارة الى مختلف األشكال التي خلفتها
الشبكة المائية من سهول ودرجات وسطوح وماهي العوامل والظروف المفسرة لنشأتها وتكوينها.
عرفت الشبكة المائية بالمغرب تطورات مهمة وذلك من خالل مرورها من عدة مراحل منذ نهاية
الزم ن الثالث الى اآلن ارتباطا بالتطورات المناخية والهزهزة البحرية والظروف البنيوية ،هذه
العوامل مجتمعة أبرزت مجموعة من المستويات والدرجات النهرية كانت محط اهتمام العديد من
الباحثين وذلك في إطار وضعها ضمن استراتيغرافية قارية رباعية وذلك لضبط تاريخها وشرح
ظرو ف تشكيلها في إطار بيئي عام ،اذن ماهي األشكال والتوضعات التي خلفتها الشبكة المائية
بالمغرب ؟
1-2األشكال التي خلفتها الشبكة المائية
تخلفت عن الفترة الرباعية في المغرب أشكال مختلفة كتركات لألنهار ،هذه االشكال تتباين من
مجال آلخر وذلك الن الظروف الموورفولوجية العامة لم تكن متشابهة في كل المناطق المغربية
مما يجعل المقارنة صعبة لكن سنركز على شكلين رئيسيين هما مجاالت النشر تم السهول الغرينية
،لنخلص في األخير الى الدرجات النهرية .
أ-السهول الغرينية
تتباين أهمية هذه المناطق حسب موقعها من الوحدات المورفو-بنيوية المجاورة وحسب الدينامية
المتحكمة في تكوينها ،فإما أنها أحواض جبلية ضيقة محدودة مجاليا تستقبل المواد التي تحملها اليها
الشبكة المائية انطالقا من المحور الرئيسي خالل فترات الفيض ،كما انها تستقبل في آن واحد
السفحيات والمواد التي ينقلها السيل من الجوانب عبر السفوح ،في المقابل نجد نوعا ثانيا من السهول
الغرينية جد متسعة مرتبطة في تكوينها بعملية التهدل ،هذا االخير إما يكون مسايرا لعملية الطمر
واالرساب انطالقا من مجرى رئيسي كبير ،كما هو الحال بالنسبة لسهل الغرب في عالقته مع سبو
وروافده ،أوان عملية التهدل تكون سريعة فتعطي كنتيجة بحيرة ،وهكذا في السهول الغرينية نجد
اقدم التوضعات في األسفل وأحدتها في األعلى كما هو الحال في عمود استراتيغرافي .
ب -مواد النشر
تحتل مواد النشر مناطق جد متسعة في المغرب (عرباوة ،هضبة سال ،هضبة المعمورة ،أقدام
الجبال ) أهم ما يميز هذه المواد هو عدم التجانس وسوء الترتيب ،فهي تارة تكون عبارة عن مواد
خشنة تليها أخرى دقيقة ،او انها دون فرز يذكر يختلط فيها الدقيق بالخشن لكنها في الغالب تشترك
في خاصية واحدة وهي اللون األحمر وظاهرة التكلس او أحيانا أخرى ظاهرة التعقدات الحديدية .
نتجت مواد النشر هاته عن جريان عارم لشبكة المائية في وقت لم تكن قد انتظمت بعد ،وكانت
تتميز بالتيه والتشابك على شكل قنوات تغير مكان جريانها بعد كل مرحلة فيض او تساقطات ،في
وقت لم تكن الشبكة المائية قد تعمقت بعد .
ج -الدرجات النهرية
المصطبات النهرية هي أشكال ناتجة عن الدينامية النهرية وتطور المجاري المائية ،وجودها مرتبط
بعمليتين اإلرساب والتعمق ،فكل مستوى من هذه الدرجات يمثل قعر المجرى القديم ،فكلما كانت
هذه الدرجات متسعة فهذا دليل على ان المجرى القديم كان هو اآلخر متسعا ،تتميز الدرجات إما
بتدرجها حيث تشرف الواحدة على األخرى بحافة صغيرة ،هذه الدرجات التي تمتد على ضفاف
المجرى تتخدد في الغالب شكال منبسطا انحدارها ضعيف تكون مكونة من مواد مفروزة ومرتبة
على شكل مستويات (وهي التتخد شكل طبقات ) إما حصوية أو حصيمية او رملية وطميية ،هذه
المواد قد تتخد أحيانا شكل عدسات .
تنقسم الدرجات النهرية الى عدة أنواع وهي :
-الدرجات الصخرية وهي مرتبطة أساسا بالتعرية الجانبية للمجرى اثناء توسيع النهر لمجراه،
وبالتعمق الراسي في مرحلة الحقة اهم ما يميزها هو ظهور القاعدة الصخرية عارية .
-الدرجات المغلفة تشتبه هذه المصطبات مع سابقتها األولى ،وتختلف عنها في كون القاعدة الصخرية
تكون مغلفة بمواد غرينية .
-النوع الثالث من المصطبات هي الدرجات المشيدة حيث الصخر المحلي مغلف بشكل تام بسمك مهم
من المواد الغرينية ،عموما تختلف الدرجات باختالف العوامل المتحكمة في تكوينها ،ففي المناطق
التي عرفت رفعا تكتونيا تدريجيا ومستمرا نجدها تتخذ شكال متدرجا ،بينما في المناطق المستقرة
تكتونيا نجدها متداخلة اما في المجاالت المتهدلة فتكون متراكبة .
2-2العوامل المفسرة لتكوين الدرجات النهرية
تكوين الدرجات النهرية ال يرتبط أساسا بالهزهزة البحرية في جله كما كانت ترى بعض الفرضيات
،لكن العوامل والظروف المسؤولة عن تكوين الدرجات تختلف من منطقة الى أخرى وهكذا يمكن
تلخيص العوامل المسؤولة عن تكوين المصطبات في ثالث فرضيات :العامل التكتوني ،الهزهزة
البحرية ،والفرضية المناخية .
أ-الفرضية التكتونية
يتدخل العامل التكتوني في اتجاهين متناقضين :
-التكتونية السلبية أو التهدل:
تعمل التكتونية السلبية في تنشيط عملية التراكب والتراكم ،مع اختالف في حدتها حسب أهمية
الواردات التي تحملها الشبكة المائية نحو مجال التهدل وكذا سرعة التراكم التي يتحكم فيها المناخ،
فحاصل التراكم قد يكون سلبيا حينما تكون الواردات الصلبة ضعيفة مما يؤدي الى تكوين بحيرة ،
او ان هذا الحاصل يكون إيجابيا فتصبح المنطقة عبارة عن سهل غريني كما هو الحال بالنسبة لسهل
الغرب ،أو الحوز ،أو تادلة الخ....
-التكتونية الموجبة او الرفع :
عكس التكتونية السلبية فالتكتونية الموجبة تعمل على سيادة تعمق الشبكة المائية ،مما يترتب عنه
فوارق ارتفاعيه مهمة بين مختلف المستويات التي تتخلف عن المجرى المائي ،فعملية الرفع تدفع
الشبكة المائية لتتعمق عموديا في توضعاتها في مرحلة أولى بعد ان تكون قد نشرتها ،ثم يمر التعمق
في مرحلة ثانية إلى الصخر المحلي خاصة اذا كانت سرعة الرفع مهمة ،اما اذا كان الجزء
المرفوع مرتبط بحادث بنيوي ( انكسار او ثنية ) فإن الدينامية التي يقوم بها المجرى هي التراجع
في اتجاه العالية أي أن النهر يصبح يتدفق عبر شالل أو منحدر تصبح معه كفاءة النهر عالية لتحريك
المواد الخشنة ارتباطا بالسرعة التي تنزل بها المياه من خلف الحاجز البنيوي نحو قدم الشالل ،إال
ان هذه العملية تختلف حسب طبيعة الصخور وصالبتها ،اذا فالرفع التكتوني معناه تعمق المجرى
،لكن اذا تم التوقف المرحلي لهذا الرفع فان النهر سيطمر مجراه من جديد فيصبح التوسع أفقيا في
اتجاه الجوانب ،فكلما تكررت عملية الرفع والهدوء التكتوني إال وتظهر مستويات متدرجة .
ب -دور الهزهزة البحرية
شهدت السواحل المغربية خالل الزمن الرابع عمليات متعددة ومتكررة للغمر والتراجع ،فكل تراجع
كان يؤدي إلى نزول مستوى القاعدة فتضطر بذلك الشبكة المائية لتعمق فتترك بذلك مخلفات
وتكوينات سبق وان وضعتها من قبل على شكل درجة ،أما خالل فترات الغمر فإن مستوى القاعدة
يرتفع فتضطر الشبكة المائية الى طمر مجاريها بالتوضعات ورفعها طبوغرافيا ،كنتيجة لهذه العملية
تصبح األنهار تتوسع جانبيا على حساب السفوح المشرفة على الوادي ،هذه الفرضية تبقى صالحة
خاصة بالمناطق القرب ساحلية في حين تبقى المناطق القارية بعيدة عن هذه المؤثرات.
ج -االفتراض المناخي
تعتبر الفرضية المناخية هي األقرب الى الحقيقة بالنسبة ألغلبية مناطق العالم ،مع اعتبار
االختالفات النطاقية التي كان يعرفها كل نطاق على حدة خالل الرباعي ،مثال في الوقت الذي كانت
تعرف فيه أوربا خالل الزمن الرابع فترات جليدية وأخرى بي-جليدية كان شمال إفريقيا يعرف
فترات مطيرة وأخرى بي-مطيرة ،لكن هذه الفترات هي األخرى كانت تعرف اختالالت بين
المناطق الساحلية والمناطق الداخلية ،وبين السهول والهضاب والمناطق الجبلية هذه األخيرة عرفت
مراحل باردة الزالت آث ارها شاهدة الى اليوم ،اذن ماهي الظروف التي سمحت بالتعمق العمودي
لشبكة المائية وتلك التي سمحت بالتعرية الجانبية ؟
ترتبط ظروف التعمق العمودي بضعف الواردات الصلبة التي تحملها مياه المجرى والصبيب
المرتفع ،بالرغم من ضعف الحمولة الصلبة فالمياه تكون لها الكفاءة على النحت والنقل ،ظروف
مثل هاته توافق وضعية االستقرار الحيوي ،فالسفوح تكون مثبتة بغطاء نباتي كثيف ومستقرة ،
لكن مع كل هذا فال يجب استبعاد تأثير التكتونية والهزهزة البحرية .
اما ظروف التوسع الجانبي والتراكم فتتحقق حينما يطمر النهر مجراه بعناصر خشنة يصعب عليه
إعادة تحريكها وبذلك ال يستطيع التعمق ،فيعمل على توسيع مجراه جانبيا إال ان التراجع الجانبي
يختلف باختالف صالبة الصخور كما ان فترة التراكم هاته تدل على أهمية الواردات الصلبة ويتم
هذا على الخصوص في فترات الخلل الحيوي بفعل الجفاف يتدهور الغطاء النباتي وتصبح السفوح
عارية وعرضة لعوامل التعرية ؟
2-2وضعية الدرجات النهرية داخل األودية
تظهر الدرجات النهرية داخل األودية اختالفات في ما بينها على مستوى التداخل والتدرج والتراكب
وذلك تبعا لمجموعة من المتغيرات منه الظروف المناخية ،والهزهزة البحرية والتكتونية وهي
عناصر سبق إستعراضها .
أ – وضعية التدرج
يشكل المجرى األوسط لواد تانسيفت مجاال غنيا بالتركات الرباعية التي خلفها فوق الهضاب
الجوراسية ،ونموذجا لوضعية تدرج المستويات النهرية ،باعتبار الموقع الذي يحتله الحوض
األوسط لتانسيفت بين وحدتين بنيويتين كبيرتين الجبيالت الغربية في الشمال ،ومقعر الصويرة في
الجنوب ،فالوحدة األولى المنتمية لقاعدة الزمن األول شهدت طيلة المرحلة الرباعية حركات رفع
ارتباطا بالتكتونية التوازنية ،مما طبع التركات البليو-رباعية بخصائص يمكن حصرها كالتالي :
-نشاط مهم للبنائية الحديثة يوازيه تدرج في المستويات البليو رباعية الشيء الذي يتيح
التمييز بين مختلف المستويات النهرية .
-يرسم واد تانسيفت عند اختراقه للهضاب الجوراسية مجموعة من المنعطفات الحبيسة
،لكن هذا ال يمنع من كون المجرى متسع مما أدى إلى ظهور العديد من األدرع المهجورة ،كما
مكن هذا االتساع من انتشار مهم لدرجات الحديثة.
-لتصنيف الدرجات في هذا المقطع تم االعتماد على معيار االرتفاع النسبي كمعطى
مورفولوجي ،وقد أظهرت بعض االرتفاعات النسبية أهمية البنائية الحديثة حيث يصل الفارق
الرأسي أحيانا الى اكثر من ثالثين مترا (مقطع سيدي محمد بن مرزوق)