الرباعي المغربي 4

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫‪ - 2‬كرونولوجية الرباعي المغربي‬

‫قبل الخوض في التطرق مختلف المراحل الرباعية البد من االشارة الى مختلف األشكال التي خلفتها‬
‫الشبكة المائية من سهول ودرجات وسطوح وماهي العوامل والظروف المفسرة لنشأتها وتكوينها‪.‬‬
‫عرفت الشبكة المائية بالمغرب تطورات مهمة وذلك من خالل مرورها من عدة مراحل منذ نهاية‬
‫الزم ن الثالث الى اآلن ارتباطا بالتطورات المناخية والهزهزة البحرية والظروف البنيوية ‪ ،‬هذه‬
‫العوامل مجتمعة أبرزت مجموعة من المستويات والدرجات النهرية كانت محط اهتمام العديد من‬
‫الباحثين وذلك في إطار وضعها ضمن استراتيغرافية قارية رباعية وذلك لضبط تاريخها وشرح‬
‫ظرو ف تشكيلها في إطار بيئي عام ‪ ،‬اذن ماهي األشكال والتوضعات التي خلفتها الشبكة المائية‬
‫بالمغرب ؟‬
‫‪ 1-2‬األشكال التي خلفتها الشبكة المائية‬
‫تخلفت عن الفترة الرباعية في المغرب أشكال مختلفة كتركات لألنهار ‪ ،‬هذه االشكال تتباين من‬
‫مجال آلخر وذلك الن الظروف الموورفولوجية العامة لم تكن متشابهة في كل المناطق المغربية‬
‫مما يجعل المقارنة صعبة لكن سنركز على شكلين رئيسيين هما مجاالت النشر تم السهول الغرينية‬
‫‪،‬لنخلص في األخير الى الدرجات النهرية ‪.‬‬
‫أ‪-‬السهول الغرينية‬
‫تتباين أهمية هذه المناطق حسب موقعها من الوحدات المورفو‪-‬بنيوية المجاورة وحسب الدينامية‬
‫المتحكمة في تكوينها ‪،‬فإما أنها أحواض جبلية ضيقة محدودة مجاليا تستقبل المواد التي تحملها اليها‬
‫الشبكة المائية انطالقا من المحور الرئيسي خالل فترات الفيض ‪ ،‬كما انها تستقبل في آن واحد‬
‫السفحيات والمواد التي ينقلها السيل من الجوانب عبر السفوح‪ ،‬في المقابل نجد نوعا ثانيا من السهول‬
‫الغرينية جد متسعة مرتبطة في تكوينها بعملية التهدل ‪،‬هذا االخير إما يكون مسايرا لعملية الطمر‬
‫واالرساب انطالقا من مجرى رئيسي كبير ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لسهل الغرب في عالقته مع سبو‬
‫وروافده ‪ ،‬أوان عملية التهدل تكون سريعة فتعطي كنتيجة بحيرة ‪،‬وهكذا في السهول الغرينية نجد‬
‫اقدم التوضعات في األسفل وأحدتها في األعلى كما هو الحال في عمود استراتيغرافي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مواد النشر‬
‫تحتل مواد النشر مناطق جد متسعة في المغرب (عرباوة ‪ ،‬هضبة سال ‪،‬هضبة المعمورة ‪ ،‬أقدام‬
‫الجبال ) أهم ما يميز هذه المواد هو عدم التجانس وسوء الترتيب‪ ،‬فهي تارة تكون عبارة عن مواد‬
‫خشنة تليها أخرى دقيقة ‪ ،‬او انها دون فرز يذكر يختلط فيها الدقيق بالخشن لكنها في الغالب تشترك‬
‫في خاصية واحدة وهي اللون األحمر وظاهرة التكلس او أحيانا أخرى ظاهرة التعقدات الحديدية ‪.‬‬
‫نتجت مواد النشر هاته عن جريان عارم لشبكة المائية في وقت لم تكن قد انتظمت بعد ‪ ،‬وكانت‬
‫تتميز بالتيه والتشابك على شكل قنوات تغير مكان جريانها بعد كل مرحلة فيض او تساقطات ‪،‬في‬
‫وقت لم تكن الشبكة المائية قد تعمقت بعد ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدرجات النهرية‬
‫المصطبات النهرية هي أشكال ناتجة عن الدينامية النهرية وتطور المجاري المائية ‪ ،‬وجودها مرتبط‬
‫بعمليتين اإلرساب والتعمق ‪ ،‬فكل مستوى من هذه الدرجات يمثل قعر المجرى القديم ‪ ،‬فكلما كانت‬
‫هذه الدرجات متسعة فهذا دليل على ان المجرى القديم كان هو اآلخر متسعا ‪ ،‬تتميز الدرجات إما‬
‫بتدرجها حيث تشرف الواحدة على األخرى بحافة صغيرة ‪،‬هذه الدرجات التي تمتد على ضفاف‬
‫المجرى تتخدد في الغالب شكال منبسطا انحدارها ضعيف تكون مكونة من مواد مفروزة ومرتبة‬
‫على شكل مستويات (وهي التتخد شكل طبقات ) إما حصوية أو حصيمية او رملية وطميية ‪،‬هذه‬
‫المواد قد تتخد أحيانا شكل عدسات ‪.‬‬
‫تنقسم الدرجات النهرية الى عدة أنواع وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬الدرجات الصخرية وهي مرتبطة أساسا بالتعرية الجانبية للمجرى اثناء توسيع النهر لمجراه‪،‬‬
‫وبالتعمق الراسي في مرحلة الحقة اهم ما يميزها هو ظهور القاعدة الصخرية عارية ‪.‬‬
‫‪ -‬الدرجات المغلفة تشتبه هذه المصطبات مع سابقتها األولى‪ ،‬وتختلف عنها في كون القاعدة الصخرية‬
‫تكون مغلفة بمواد غرينية ‪.‬‬
‫‪ -‬النوع الثالث من المصطبات هي الدرجات المشيدة حيث الصخر المحلي مغلف بشكل تام بسمك مهم‬
‫من المواد الغرينية ‪،‬عموما تختلف الدرجات باختالف العوامل المتحكمة في تكوينها ‪ ،‬ففي المناطق‬
‫التي عرفت رفعا تكتونيا تدريجيا ومستمرا نجدها تتخذ شكال متدرجا ‪ ،‬بينما في المناطق المستقرة‬
‫تكتونيا نجدها متداخلة اما في المجاالت المتهدلة فتكون متراكبة ‪.‬‬
‫‪ 2-2‬العوامل المفسرة لتكوين الدرجات النهرية‬
‫تكوين الدرجات النهرية ال يرتبط أساسا بالهزهزة البحرية في جله كما كانت ترى بعض الفرضيات‬
‫‪،‬لكن العوامل والظروف المسؤولة عن تكوين الدرجات تختلف من منطقة الى أخرى وهكذا يمكن‬
‫تلخيص العوامل المسؤولة عن تكوين المصطبات في ثالث فرضيات ‪:‬العامل التكتوني ‪،‬الهزهزة‬
‫البحرية ‪ ،‬والفرضية المناخية ‪.‬‬
‫أ‪-‬الفرضية التكتونية‬
‫يتدخل العامل التكتوني في اتجاهين متناقضين ‪:‬‬
‫‪ -‬التكتونية السلبية أو التهدل‪:‬‬
‫تعمل التكتونية السلبية في تنشيط عملية التراكب والتراكم ‪ ،‬مع اختالف في حدتها حسب أهمية‬
‫الواردات التي تحملها الشبكة المائية نحو مجال التهدل وكذا سرعة التراكم التي يتحكم فيها المناخ‪،‬‬
‫فحاصل التراكم قد يكون سلبيا حينما تكون الواردات الصلبة ضعيفة مما يؤدي الى تكوين بحيرة ‪،‬‬
‫او ان هذا الحاصل يكون إيجابيا فتصبح المنطقة عبارة عن سهل غريني كما هو الحال بالنسبة لسهل‬
‫الغرب ‪ ،‬أو الحوز ‪،‬أو تادلة الخ‪....‬‬
‫‪ -‬التكتونية الموجبة او الرفع ‪:‬‬
‫عكس التكتونية السلبية فالتكتونية الموجبة تعمل على سيادة تعمق الشبكة المائية ‪ ،‬مما يترتب عنه‬
‫فوارق ارتفاعيه مهمة بين مختلف المستويات التي تتخلف عن المجرى المائي ‪ ،‬فعملية الرفع تدفع‬
‫الشبكة المائية لتتعمق عموديا في توضعاتها في مرحلة أولى بعد ان تكون قد نشرتها ‪،‬ثم يمر التعمق‬
‫في مرحلة ثانية إلى الصخر المحلي خاصة اذا كانت سرعة الرفع مهمة ‪ ،‬اما اذا كان الجزء‬
‫المرفوع مرتبط بحادث بنيوي ( انكسار او ثنية ) فإن الدينامية التي يقوم بها المجرى هي التراجع‬
‫في اتجاه العالية أي أن النهر يصبح يتدفق عبر شالل أو منحدر تصبح معه كفاءة النهر عالية لتحريك‬
‫المواد الخشنة ارتباطا بالسرعة التي تنزل بها المياه من خلف الحاجز البنيوي نحو قدم الشالل ‪،‬إال‬
‫ان هذه العملية تختلف حسب طبيعة الصخور وصالبتها ‪،‬اذا فالرفع التكتوني معناه تعمق المجرى‬
‫‪،‬لكن اذا تم التوقف المرحلي لهذا الرفع فان النهر سيطمر مجراه من جديد فيصبح التوسع أفقيا في‬
‫اتجاه الجوانب ‪،‬فكلما تكررت عملية الرفع والهدوء التكتوني إال وتظهر مستويات متدرجة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬دور الهزهزة البحرية‬
‫شهدت السواحل المغربية خالل الزمن الرابع عمليات متعددة ومتكررة للغمر والتراجع ‪ ،‬فكل تراجع‬
‫كان يؤدي إلى نزول مستوى القاعدة فتضطر بذلك الشبكة المائية لتعمق فتترك بذلك مخلفات‬
‫وتكوينات سبق وان وضعتها من قبل على شكل درجة ‪ ،‬أما خالل فترات الغمر فإن مستوى القاعدة‬
‫يرتفع فتضطر الشبكة المائية الى طمر مجاريها بالتوضعات ورفعها طبوغرافيا ‪،‬كنتيجة لهذه العملية‬
‫تصبح األنهار تتوسع جانبيا على حساب السفوح المشرفة على الوادي ‪ ،‬هذه الفرضية تبقى صالحة‬
‫خاصة بالمناطق القرب ساحلية في حين تبقى المناطق القارية بعيدة عن هذه المؤثرات‪.‬‬
‫ج‪ -‬االفتراض المناخي‬
‫تعتبر الفرضية المناخية هي األقرب الى الحقيقة بالنسبة ألغلبية مناطق العالم ‪ ،‬مع اعتبار‬
‫االختالفات النطاقية التي كان يعرفها كل نطاق على حدة خالل الرباعي ‪،‬مثال في الوقت الذي كانت‬
‫تعرف فيه أوربا خالل الزمن الرابع فترات جليدية وأخرى بي‪-‬جليدية كان شمال إفريقيا يعرف‬
‫فترات مطيرة وأخرى بي‪-‬مطيرة ‪ ،‬لكن هذه الفترات هي األخرى كانت تعرف اختالالت بين‬
‫المناطق الساحلية والمناطق الداخلية ‪ ،‬وبين السهول والهضاب والمناطق الجبلية هذه األخيرة عرفت‬
‫مراحل باردة الزالت آث ارها شاهدة الى اليوم ‪،‬اذن ماهي الظروف التي سمحت بالتعمق العمودي‬
‫لشبكة المائية وتلك التي سمحت بالتعرية الجانبية ؟‬
‫ترتبط ظروف التعمق العمودي بضعف الواردات الصلبة التي تحملها مياه المجرى والصبيب‬
‫المرتفع‪ ،‬بالرغم من ضعف الحمولة الصلبة فالمياه تكون لها الكفاءة على النحت والنقل ‪ ،‬ظروف‬
‫مثل هاته توافق وضعية االستقرار الحيوي ‪ ،‬فالسفوح تكون مثبتة بغطاء نباتي كثيف ومستقرة ‪،‬‬
‫لكن مع كل هذا فال يجب استبعاد تأثير التكتونية والهزهزة البحرية ‪.‬‬
‫اما ظروف التوسع الجانبي والتراكم فتتحقق حينما يطمر النهر مجراه بعناصر خشنة يصعب عليه‬
‫إعادة تحريكها وبذلك ال يستطيع التعمق ‪ ،‬فيعمل على توسيع مجراه جانبيا إال ان التراجع الجانبي‬
‫يختلف باختالف صالبة الصخور كما ان فترة التراكم هاته تدل على أهمية الواردات الصلبة ويتم‬
‫هذا على الخصوص في فترات الخلل الحيوي بفعل الجفاف يتدهور الغطاء النباتي وتصبح السفوح‬
‫عارية وعرضة لعوامل التعرية ؟‬
‫‪ 2-2‬وضعية الدرجات النهرية داخل األودية‬
‫تظهر الدرجات النهرية داخل األودية اختالفات في ما بينها على مستوى التداخل والتدرج والتراكب‬
‫وذلك تبعا لمجموعة من المتغيرات منه الظروف المناخية ‪ ،‬والهزهزة البحرية والتكتونية وهي‬
‫عناصر سبق إستعراضها ‪.‬‬
‫أ – وضعية التدرج‬
‫يشكل المجرى األوسط لواد تانسيفت مجاال غنيا بالتركات الرباعية التي خلفها فوق الهضاب‬
‫الجوراسية‪ ،‬ونموذجا لوضعية تدرج المستويات النهرية ‪ ،‬باعتبار الموقع الذي يحتله الحوض‬
‫األوسط لتانسيفت بين وحدتين بنيويتين كبيرتين الجبيالت الغربية في الشمال ‪ ،‬ومقعر الصويرة في‬
‫الجنوب ‪،‬فالوحدة األولى المنتمية لقاعدة الزمن األول شهدت طيلة المرحلة الرباعية حركات رفع‬
‫ارتباطا بالتكتونية التوازنية ‪ ،‬مما طبع التركات البليو‪-‬رباعية بخصائص يمكن حصرها كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬نشاط مهم للبنائية الحديثة يوازيه تدرج في المستويات البليو رباعية الشيء الذي يتيح‬
‫التمييز بين مختلف المستويات النهرية ‪.‬‬
‫‪ -‬يرسم واد تانسيفت عند اختراقه للهضاب الجوراسية مجموعة من المنعطفات الحبيسة‬
‫‪،‬لكن هذا ال يمنع من كون المجرى متسع مما أدى إلى ظهور العديد من األدرع المهجورة ‪ ،‬كما‬
‫مكن هذا االتساع من انتشار مهم لدرجات الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬لتصنيف الدرجات في هذا المقطع تم االعتماد على معيار االرتفاع النسبي كمعطى‬
‫مورفولوجي ‪ ،‬وقد أظهرت بعض االرتفاعات النسبية أهمية البنائية الحديثة حيث يصل الفارق‬
‫الرأسي أحيانا الى اكثر من ثالثين مترا (مقطع سيدي محمد بن مرزوق)‬

‫الوصف المورفولوجي لمقطع سيدي محمد بن مرزوق‬


‫يعتبر هذا المقطع احد المقاطع الرئيسة التي تبرز أهمية التطور الذي عرفه المجرى األوسط لواد‬
‫تانسيفت خالل مختلف الدورات الرباعية ‪ ،‬كما يساهم في ترتيب العمليات القارية في الزمان منذ‬
‫الفالفرنشي وربطها بباقي التطورات التي شهدتها هذه السطوح الهضبية‪.‬‬
‫يحتل مقطع سيدي محمد بن مرزوق الجال الفاصل بين النقطتين االرتفاعيتين ‪ 245‬م(س‪156 , 5‬كلم‬
‫‪،‬ص‪135 ,7‬كلم) والنقطة ‪113‬م(س ‪159 ,8:‬كلم ‪،‬ص‪. )139 ,7:‬‬
‫يظهر المقطع المستويات الرباعية لواد تانسيفت من األقدم الى األحدث على الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪-‬الدرجة السادسة ‪ :‬تحتل هذه الدرجة ضفة اليسرى لشعبة مرامر بارتفاع مطلق يبلغ ‪ 245‬م‬
‫حيث تعلو المجرى الحالي للنهر ب ‪ 135‬م ‪ ،‬يظهر هذا المستوى على شكل درجة عارية تغلف‬
‫سطحها المنحوت في الدلومي الجوراسية عناصر حصوية أطلسية تشكل بها الكسارات نسبة مهمة‬
‫دون ان يظهر أي تراكم حقيقي ‪،‬يشرف هذا المستوى على الدرجة الخامسة بفارق راسي يصل الى‬
‫‪ 50‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدرجة الخامسة ‪ :‬تبدو هذه المصطبة على شكل سطح منبسط يحتل السفح الشمالي لكدية الشعبة‬
‫‪،‬وهي توافق الظهورات الصخرية الكلسية للجوراسي األعلى تغلف هذه الصخور فرشة من‬
‫الرصيص المتصلب بلحام كلسي ‪،‬عناصره الحصوية أطلسية تغلب عليها ظاهرة التفسخ ‪،‬سمك‬
‫الرصيص بين ‪ 0,50‬سنتم و‪0,40‬سنتم ‪،‬االرتفاع المطلق لهذه الدرجة ‪ 195‬م‬
‫‪ -‬الدرجة الرابعة ‪:‬تعلو الدرجة الرابعة المجرى الحالي بارتفاع نسبي يبلغ ‪ 40‬م تتخذ موادها‬
‫شكل شديد الصالبة لحامه كلسي أبيض عناصره الحصوية أطلسية هو اآلخر يتراوح سمكه بين‬
‫‪1,20‬م و‪1,50‬م تظهر القاعدة الجوراسية محليا وهي مكونة من صلصال وجبس سميك تتخلله‬
‫مرورات من الدولومي ‪.‬‬
‫‪ -‬الدرجة الثالثة ‪ :‬تحتل الدرجة الثالثة النقطة االرتفاعية ‪135‬م حيث تعلو المجرى الحالي‬
‫ب‪ 15‬م‪ ،‬امتدادها المجالي ضعيف وسمك تكويناتها اليزيد عن ‪5‬م تشرف على الدرجة الحديثة‬
‫بسفوح عمودية وعرة حيث عمل النهر على رسم ضفته المقعرة ضمنها قبل ان يتعمق في صخور‬
‫القاعدة الجوراسية المكونة من طبقات كربوناتية وتبخارية تغلف قدم حافة الدرجة مهيالت حصوية‬
‫ناتجة عن تراجعها ‪.‬‬
‫‪ -‬الدرجتان الحديثتان ‪2‬و‪ : 1‬تتميز هاتان الدرجتان عن سابقتهما باالمتداد المجالي المهم جدا‬
‫الذي يصل الى أكثر من ‪ 1‬كلم ‪ ،‬يتكون المستولى الثاني من طمي ورمال حمراء تعلو المجرى‬
‫الحالي ب‪3‬م إلى‪ 4‬م تتخلل هذه التكوينات الحمراء أحيانا عدسات حصوية تذكرنا بالتغيرات‬
‫الموسمية للجريان يصل السمك الظاهر لهذه الدرجة ‪1,5‬م ‪.‬‬
‫‪-‬الدرجة األولى‪ :‬تعلو المجرى الحالي ب‪1,20‬م مكوناتها عبارة عن رمال رمادية ودقة تتخللها‬
‫عدسات حصوية وصيميه معزولة يختلف امتداد هذا المستوى باختالف رسم تانسيفت لمجراه فهي‬
‫ممتدة على الضفاف المحدبة وضيقة على الضفاف المقعرة او انها أزيلت تحت تأثير الدينامية‬
‫الحالية‪.‬‬
‫يوجد المجرى الحالي لواد تانسيفت عند هذا المقطع على ارتفاع ‪113‬م ‪ ،‬يتكون من مجرى اعتيادي‬
‫تغطيه عناصر جلموديه وحصى ورمال تجري به مياه عكرة حمراء على شكل قنوات متشابكة ‪،‬اما‬
‫المجرى الفيضي فيمتد على عرض يزيد عن ‪500‬م وقد يبلغ في بعض النقاط ‪ 1‬كلم ‪.‬يفسر االتساع‬
‫المهم للمجرى في هذا المستوى بالعامل الصخاري ‪،‬فعدم تجانس السحنات الجوراسية يجعل‬
‫تراجعها تحت تأثير التعرية التغايرية يكون سريع ‪.‬‬
‫ب – وضعية التداخل‪:‬‬
‫عكس وضعية التدرج التي رأيناها سابق حيث تعلو الدرجات القديمة األحدث منها فوضعية التداخل‬
‫تؤشر إلى استقرار تكتوني يؤدي الى تداخل المستويات فيما بينها على الرغم من كونها ال تنتمي‬
‫الى نفس الدورة الرباعية والمثال الذي سنسوقه هنا من منخفض النجوم على مجرى واد تانسيفت ‪.‬‬
‫مقطع ضرع الدريكة بمنخفض النجوم ‪:‬يحتل منخفض النجوم الجهة الغربية من المجرى األوسط‬
‫لواد تانسيفت الى الغرب من مقطع سيدي محمد بن مرزوق بحوالي ‪ 12‬كلم‪ ،‬مر هذا المنخفض‬
‫خالل تطوره بليو – رباعي بمرحلتين ‪،‬مرحلة أولى شهد فيها حركات رفع كباقي أجزاء المجرى‬
‫األوسط وهي تمثل كل من الرباعي القديم وبداية الرباعي األوسط ‪،‬لكن مع بداية الدورة التانسيفتية‬
‫استقبل هذا المنخفض سمكا مهما من التوضعات على إثر حادث بنيوي شهدته سافلة المجرى تمتل‬
‫في رفع عام لثنية محدبة مما جعل الثيار المائي ينحصر‪ ،‬ويتخلى عن جزء مهم من حمولته فاصبح‬
‫هذا الحوض يشهد استقرارا بنيويا تحت ثقل التوض عات فتداخلت المستويات فيما بينها (مقطع درع‬
‫الدريكة) فأصبحت الدرجة الثالثة كما هو واضح على المقطع تتداخل بالدرجة الثانية دون ان تبرز‬
‫القاعدة الصخرية ‪ ،‬نفس الوضع سجل من خالل االنتقال بين المستوى الثاني الى األول مما يؤكد‬
‫هدوء بنيوي خالل الدورات الثالث ‪.‬‬

‫ج وضعية التراكب ‪:‬‬


‫تسجل وضعية التراكب داخل األحواض التهدلية كما هو الحال بالنسبة لسهل الغرب ‪ ،‬فخالف‬
‫الوضعين السابقين فان وضعية التراكب نجد المستويات الرباعية منتظمة كما هو الحال داخل سلسلة‬
‫رسوبية االقدم في واألحدث في األعلى ‪ ،‬يظهر الشكل رقم ‪6‬على ان التكوينات التي تعود الى‬
‫دورات الرباعي القديم ال تظهر الى السطح اال عند الهوامش ويرجع هذا الى أهمية وسرعة التهدل‬
‫في في الجزاء الوسطى على خالف هوامش السهل الشمالية والجنوبية التي تتأثر بحركات الرفع‬
‫التي تعرفها التوالي وحدة مقدمة الريف وهضبة المعمورة في الجنوب‪.‬‬
‫د وضعية الدرجات داخل الخوانق ‪:‬‬
‫تمتاز االودية الضيقة بسفوح وعرة وهي عادة ما تتشكل في صخور صلبة فمن خالل مقطع ضمن‬
‫المجرى األوسط لواد سبو وهو مقطع حجرة اللبن تظهر العناصر التالية ‪:‬‬
‫يتعمق واد سبو ضمن تكوينات الدولومي اللياسية بحوالي ‪150‬م هذا الخانق يوافق خط إنكسار‬
‫يفصل بين كتلتين ‪ ،‬كتلة جنوبية تنحني طبقاتها نحو الجنوب وكتلة شمالية تنحني طبقاتها نحو الشمال‬
‫‪،‬تغلف كل من الكتلتين بشكل متنافر طبقة من الصلصال ا لطرطوني تعلو هذا الصلصال مواد النشر‬
‫الفالفرنشي ‪.‬‬
‫استغل واد سبو خط االنكسار ليرسم مجراه ‪ ،‬ان أهم مالحظة من خالل المقطع هو غياب الدرجات‬
‫النهرية باستثناء الدرجة الخامسة التي تظهر على قمة السفح بارتفاع ‪484‬م وهي مكونة من‬
‫رصيص متصلب ‪،‬يفصل بين الدجة الخامسة سطح تعرية ينتهي نحو الجنوب بالدرجة ‪.5‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫يظهر من خالل معالجتنا للفرضيات الخاصة بتكوين الدرجات النهرية صعوبة الفصل بين العوامل‬
‫المناخية والتكتونية والهزهزة البحرية علما ان هذا العنصر االخير يبقى تاثيره محصورا في‬
‫المجاالت الساحلية ‪،‬تتباين وضعية الدرجات النهرية حسب تأثير التكتونية المحلية ‪.‬‬
‫يبقى السؤال هو ماهي أهم الدورات الرباعية ؟وماهي الخاصيات التي طبعتها ؟ وما هي أهم‬
‫التركات المتخلفة عنها ؟‬

You might also like